Professional Documents
Culture Documents
com
العقد قوته في إرادة الفرد التي تقوم عليها ويجب أن تكون االرادة حرة عند إنشاء التعاقد.
ليس على المشرع أن يقيم أي وصية على إرادة الفرد كما أن دور القاضي يقتصر على
التحقق من سالمة الرضا ثم يطبق العقد.
أوال :األصل أن ال يجوز إكراه االنسان على التعاقد مما يعني أن القاعدة العامة هي حرية
كل طرف في التعاقد من عدمه.
ثانيا :األصل أن تشأ العقود دون الخضوع ألي شكل قانوني حيث يكفي رضاء الطرفين
لتمام العقد.
ثالثا :يجوز إلرادة أن تشأ وفق حاجيات األطراف و هي عقود لم ينظمها المشرع وهي عقود
مسماة تتمتع بقوة ملزمة بمجرد إبرامها.
عمال بأحكام الفصل 242من م.إ.ع" :ما انعقد على الوجه الصحيح يقوم مقام القانون.
كل ما اتفق الطرفان يعد ملزما لهما و ال يمكن ألي من الطرفين أن يفلت من التزاماته
التعاقدية إذن ال يجوز ألي من طرف نقض العقد أو تعديله دون موافقة الطرف االخر.
2
القوة الملزمة للعقد تفرض على المشرع و القاضي إحترامها.
بنسبة للقاضي:
يتقيد إلرادة األطراف فعندما تكون واضحة ال يجوز له أن يعدل أو يغير ما قرره طرفا العقد
و حتى في حالة الغموض ال يمكنه تأويل العبارة الواضحة ،التأويل يتم من خالل البحث
عن االرادة الباطنية ألطراف
بنسبة للمشرع
عليه احترام القوة الملزمة للعقد من خالل عدم انطباق القانون الجديد على وضيات تعاقدية
نشأت في ظل القانون القديم باستثناء القوانين التي تهم النظام العام.
هناك درجتين فقد يتصل االمر بالحق في إبرام العقد من عدمه ومن ناحية اخرى يكون قيد
يتمثل في حرية اختيار المعاقد وهذا القيد يعود ألسباب اقتصادية بالنظر لبعض القطاعات
التي توفر عائدات ضخمة للدولة.
3
مثال :التأمين االجباري عن المسؤولية المدنية لحوادث المرور
ترجع الى فكرة النظام العام التي جعلها المشرع حد لسلطان االرادة حماية للطرف الضعيف
و تحقيق التوازن بين المصالح.
يتدخل المشرع لمنع إبرام بعض العقود ومنع إدراج بعض الشروط في العقد مخالفة للنظام
العام واألخالق الحميدة إذ يتدخل المشرع مباشرة من اثار العقود من خالل تحديد مضمونها
و هو ما يجعل هناك عقود محددة سلفا.
4
الحرية التعاقدية
يقصد بالحرية التعاقدية كقاعدة عامة حرية الشخص في التعاقد من عدمه فال يجوز نص
يجبر شخص على الزواج و الشراء كما أن الشخص حر في اختيار معاقده.
المشرع يحترم هذا المبدأ من خالل قاعدة الرضائية في اختيار العقد (الفصل 2م.ا.ع) و
االتفاق ال يتم إال بتراضي المتعاقدين فعبارة اتفاق تستدعي وجود االعتبار الشخصي مما
يؤكد على حرية اختيار زمان و مكان محتوى العقد.
العقد ينشأ طبق أحكام الفصل 2م.ا.ع اذن العقود تقوم على الرضائية الن المشرع عندما
يشترط شكلية ينص على ذلك (مثال عقد الهبة).
من خالل ما تقدم المشرع يعطي اال اردة دور هام في انشاء االلتزام ال على مستوى التنظيم
بل تجاوزها الى حد الحماية (الفصل 44م.ا.ع).
كما أن الحرية التعاقدية تمتد الى القاضي حيث يمكنه تأويل البنود الغامضة في العقد.
المشرع ينزل االرادة منزلة القانون فعندما ينشأ العقد صحيح قام مقام القانون وهذه القاعدة
هي نتيجة مباشرة لمبدأ سلطان االرادة.
مبدأ القوة الملزمة للعقد يسلط على االطراف و القاضي بحيث يحمل االول على الوفاء
بااللتزام والثاني يحترم العقد و يعتبره بمثابة القانون له تفسيره و لكن ليس له تعديله او تغيير
محتواه كما أن العقد يرتب أثاره الى الغير و هو كل من لم يساهم اراديا في تكوين العقد.
5
.2القيود الواردة على مبدأ الحرية التعاقدية
يشترط أن يبرم العقد على الوجه الصحيح إذ يجب أن يكون سبب العقد جائز مشروع مطابق
للقانون و النظام العام واالخالق الحميدة.
مثال :الشريك في ملك مشاع ليس من حقه بيع المناب ألجنبي طالما أن اجال الشفعة
قائمة
تتعدد القيود كالبيع في مرض الموت يخرج مخرج الوصية ،كما أن المشرع يفرض شكلية
على بعض العقود كعقد الزواج ال يثبت إال بحجة رسمية وهناك حاالت تهدف الى حماية
الغير من التدليس إذ يجعل المشرع االشهار إجراء إلعالم الغير.
يقوم على القوانين االمرة من جهة اي القواعد التي ال يمكن مخالفتها لتعلقها بالنظام العام،
فعندما يصدر قانون جديد يهم موضوع العقد ال يسري على الماضي.
كما يقوم على القوانين المكملة و هي التي يمكن مخالفتها و عند السكوت تعتبر نافذة.
6
مثال :عقد البيع يتم بمجرد االتفاق على الثمن و المثمن.
مثال :حماية المستهلك في زمن كثر فيه اللجوء الى االشهار و تدعيم التشجعيع على
التجارة الحرة
7
تفسير العقد
أ.شروط التفسير
ان الشرط االساسي الذي ال بد توفره حتى يسمح للقاضي تأويل العقد هو وجود
موجب للريب حول المقصود من التعاقد و قد يكون مصدر الريب عبارة الكتب
نفسها غير واضحة أو مقتصرة على بيان مراد صاحبها أو مشوبة بتناقض مما
يثير صعوبة.
عندما تكون العبارة سليمة وواضحة ال يشملها و ال يشوبها من حيث الصياغة اي
نقص او غموض فالسبب في الريب في هذه الصورة يتمثل في عوامل خارجية
عن الكتب التي تقيم الدليل القاطع عند تناقض صياغته مع صريح الغرض و في
هذه الصورة تقدم المقاصد على االلفاظ فطلب التفسير هنا يجب أن يكون مدعما
بأدلة قوية و متضافرة قابلة على تبرير مشروعيته ألن العقود تحمل على الصحة
و السالمة الى أن يثبت خالف ذلك.
اذا جنح القاضي الى التفسير في حالة غير مذكورة في الفصل 414م.ا.ع أو
أسند الى احداها دون أن يوجد في عبارة العقد او خارجها ما يثير التردد فان ذلك
يعتبر من قبل التحريف الموجب للنقض.
8
التحريف في مادة العقود هو بمثابة التفسير المرفوض شكال بسبب دقة ووضوح
عبارة الكتب و عدم تقديم ما يبرر الشك حول تطابقها المفروض مع المقصود
والغرض من التعاقد ،تستند الق اررات القاضية بالنقض الى أن عبارة الكتب صريحة
فال عبرة بالداللة.
.2طرق التفسير
مكن المشرع القاضي عدة قواعد تساعد على الكشف على االرادة المشتركة لطرفي
العقد منها الفصل ":415فصول الكتب تؤول ببعضها بأن يعطى لكل منها المعنى
الذي تقتضيه جملة الكتب وإذا تناقضت الفصول كان العمل بالمتأخر في نسق
الكتابة".
الفصل":415اذا كان الكتب عبارة أو فصل يحتمل معنين كان حملها على ما فيه
فائدة أولى على ما ال فائدة فيه.
هده األحكام وردت على سبيل االرشاد الن الكشف عن االردة الحقيقية ألطراف
عمل دقيق و متشعب يفرض تمكين القاضي من سلطة تقديرية يستطيع بفضلها
أن يبين المقصود من التعاقد إنطالقا من الصيغة محل النزاع.
9
إرادة المشرع تراعى من خالل القواعد التي يضمنها العقد البعد االجتماعي و
االقتصادي الذي يفرض ضمان استقرار المعامالت بما يرجع بالفائدة على
االقتصاد و الشهر ان تحرر العقود وتنفذ عن حسن نية.
وعلى أن تكون مطابقة للعرف الجاري به العمل في المكان و الظروف التي تم
فيها التعاقد.
القانون يكفل بفرض حلول الزامية للعديد من حاالت الغموض أو النقض من
الكتب دون مراعاة لما تكون عليه ارادة االطراف المحتملة.
مثال:الفصل : 425إذا ذكر المبلغ أو المقدار بلسان القلم وبالرقم معا فالمعتمد
عند الخالف ما صرح به بلسان القلم إال إذا تبينت جهة الغلط بوجه ثابت .وتجري
هاته القاعدة أيضا في خصوص الكمبياالت.
الفصل :421ما كان غرضه التبرع يتسامح في تفسيره بخالف ما كان فيه
عوض.
10
التعاقد بالنيابة
االصل في العقد ان يتم برضاء االطراف المتعاقدة على انه كثي ار ما يبرم العقد في
حق شخص معين بواسطة شخص اخر.
تلك حالة التعاقد بالنيابة ،والنيابة بالتعاقد هي عملية قانونية تتمثل في أن يبرم
شخص هو النائب مع شخص هو المتعاقد عقدا لحساب و باسم شخص اخر هو
االصيل وتنصرف االثار الى االخر بعلم المعاقد.
يفتقر التشريع التونسي لى نظرية عامة في النيابة وتعرض اليها المشرع في
نصوص متفرقة كالوكالة.
يلتجئ الناس عمليا الى التعاقد بالنيابة اما اختيا ار منهم لظروفهم الخاصة و اما
بحكم القانون كما هو الشأن بالنسبة لناقصي األهلية وعديميها الذين تقتضي
بعض العقود إجراءها من نوابهم الشرعيين.
يجب على النائب أن يتصرف مع المعاقد وباسم اصيله المميز بعلم معاقده.
اذا أخفى النائب صفته فان اثار العقد تنصرف اليه ،اكد المشرع على هذه الحالة
في مادة الوكالة.
11
لكن هذا ال يفترض في جانب النائب إعالن صريح عن نيابته،إنما يكفي لصحة
التعاقد بالنيابة أن المعاقد يكون على بينة من واقع األمر.
أما اذا تصرف النائب مع المعاقد مع اخفاء صفته و لكن دون تعريف بهوية
االصيل فوصف العملية بالنيابة ال يصح.
يكون العقد بتالقي إرادة النائب مع المعاقد ،أما األصيل فإنه ال يساهم في إبرام
العقد بالرغم من انصراف االثار اليه.
أساس النيابة إحالل إرادة النائب محل إرادة األصيل فانه يختلف عن التعاقد
بواسطة رسول الذي هو تعاقد بين غائبين.
ال يشترط في النائب أهلية التفويت بل يشترط فيه أهلية قبول التبرعات فقط اي ان
يكون ممي از.
يترتب عن ارادة احالل ارادة النائب محل ارادة االصيل تقدير عيوب الرضا كسبب
البطال العقد يكون بالنسبة الرادة النائب ال باعتبار ارادة االصيل.
أ.سلطة النائب
12
يمكن للنائب ان يتصرف باسم االصيل ولحسابه عالنية إال في حدود السلطة
المخولة له و هو ما يقتضي التعرض لمصادر سلطة النائب ،وعواقب تجاوز
سلتطه.
بنسبة لمصادر سلطة النائب تكون إما اتفاقية بمقتضى عقد الوكالة وإما قانونية
في حالة النيابة التي يحددها القانون على المحجورين سواء بالوالية أو بالتقديم
القضائي.
بنسبة لعواقب تجاوز السلطة من حيث الموضوع كما في صورة تجاوز حدود
الوكالة فان المشرع ضمانا لحقوق المعاقد الزم الموكل بما يبرمه وكيله في بعض
الصور.
بنسبة لعواقب تجاوز السلطة من حيث التعاقد مع النفس فقد منعها القانون
صراحة.
بنسبة للنيابة بدون سلطة فان اثار العقد ال تنصرف مبدئيا ازاء االصيل و لكن
يمكن له التصديق.
عالقة المعاقد بالنائب :ال يترتب أي جق كما ال يكون ملزما ازاء المعلقد باي
التزام.
عالقة المعاقد باالصيل :تتولد اثار التصرف الذي يبرمه النائب في ذمة االصيل
وبالتالي يصير هذا االخير مدينا للمعاقد.
13
عالقة النائب باالصيل :هذه العالقة يضبطها االتفاق في صورة عقد الوكالة
ويضبطها القانون في صور النيابة القانونية.
14
الغلط
.1قيام الغلط
أ.حاالت الغلط
فصل 44م.ا.ع :العقد المبني على جهل عاقده لما له من حق يجوز الفسخ في
حالتين:
بنسبة للشخصية
الغلط في شخص المتعاقد معه :الغلط المعيب للرضا في هذه الحالة يقتصر على
العقود التي يكون فيها شخص المعاقد محل إعتبار(العقود القائمة على االعتبار
الشخصي).
الغلط في صفة المتعاقد معه:يبرم عقد عمل مع شخص كي يعمل أمين مال ثم
تبين أنه حكم عليه في السابق بسسب السرقة.
15
الغلط قبل الواسطة:إذا وقع العقد من الواسطة التي اتخذها احد الطرفين فله القيام
بفسخ العقد.
بنسبة للموضوعية
الغلط في ذات المعقود عليه:هو غلط في ذاتية محل االلتزام ،يرى بعض الفقهاء
ان هذا الغلط ال يدخل في دراسة عيوب الرضا بل يتعلق بوجوده فهو يحول دون
انعقاد العقد لذلك يوصف بالمانع النه يعدم الرضا ال يعيبه وبالتالي يترتي عليه
البطالن المطلق.
الغلط في نوع الشيء المعقود عليه:ال يتعلق بذاتية محل االلتزام و لكن بنوعه و
المراد بنوعه مجومة المميزات المادية للشيء محل االلتزام.
لتجنب خطر عدم استقرار المعامالت و بالنظر للبعد الذاتي هذا العيب فرض
على المحاكم عدم االستجابة الى دعوى البطالن من اجل الغلط في الصفة
الموجبة للتعاقد إال إذا شمل اتفاق طرفين توفر تلك الصفة اما صراحة او ضمنيا
اعتبا ار لطبيعة العقد.
ب.نظام الغلط
16
شرط الغلط الحاسم
المقصود به بانه لواله لما وافق من وقع فيه على التعاقد "السبب الوحيد او السبب
االصلي في التعاقد".
المشرع لم ينص على الغلط الحاسم بنسبة لكل من الغلط في ذات المعقود عليه
وفي نوعه كي ال يترتب البطالن.
شرط نص عليه الفصل 44م.ا.ع" :اذا كان مما يعذر فيه الجهل".
هذا الشرط يتخالف مع قاعدة ال يعذر جاهل بجهله للقانون لكن هذا المبدأ.
االستثناء:يعد جاهل للقانون معذو ار إذا تعلق بأحكام خفية على العموم حتى بعد
نشرها ويعد الغلط في ال يغفر على العموم غلطا فاحشا غير مغتفر على معنى
الفصل 44م.ا.ع.
كما يوجد غلط في الحساب حيث ال يترتب عليه فسخ العقد بل يمكن اصالحه.
إثبات الغلط محمول على كل من يدعيه عمال بقاعدة "البينة على من
ادعى،".االثبات يكون بكل الوسائل.
17
الفصل:45تمتع القاضي بالسلطة التقديرية في اقرار الغلط من عدمه اذ ياخذ بعين
االعتبار القائم بالغلط(سنه،حاله،جنسه)...
18
التغرير
يفترض على المعاقد اإلعالم و النزاهة واألمانة كي يكون على بينة من أمره.
ثانيا العنصر القصدي:يعني أن تكون نية التضليل حاضرة لدى القائم بالتغرير.
يشترط في التغرير أن يكون حاسما و معنى هذا أنه لم يكن المعاقد أن يبرم العقد
لو لم يغرر به.
إذ يهدف القائم بالتغرير الى إضفاء المصداقية على أكاذيبه بأن يقوم الغير
بمساندته في هذا.
19
يضيف الفصل 45م.ا.ع صورة أخرى و هي أن يكون التغرير واقعا من غير
األشخاص السابق ذكرهم و لكنه يشترط علم المتعاقد بطلك وقت العقد.
جاء بالفصل 45م.ا.ع "التغرير يوجب الفسخ" ويعني المشرع بالفسخ القابلية
إلبطال اي البطالن النسبي وال يعني الفسخ المترتب عن عدم تنفيذ االلتزام.
التغرير ركن يخل بأركان العقد لذلك الجزاء هو البطالن النسبي،أما استعمال عبارة
الفسخ هي المتواترة في عدة مواضيع من م.ا.ع بمعنى البطالن النسبي.
ولهذا طالب التعويض عليه إثبات الخطأ اي إثبات التغرير وعليه إثبات الضرر
الحاصل له وعليه إثبات رابطة سببية بين الخطأ والضر.
20
االكراه
االكراه الذي يعتد به القانون كعيب للرضا هو االكراه الذي يصدر من أحد
المتعاقدين.
كما يعتد به من غير المتعاقدين ويختلف عن التغرير الصادر من الغير الذي ال
يعتد به إال في صورة علم المنتفع به أو تواطئه معه مما يدل أن المشرع ينبذ
اإلكراه معتب ار بأن اه إثر اجتماعي سيء وقد اختلفت التشاريع العربية في هذا
الشأن إذ أن بعضها يشترط علم المتعاقد المنتفع باإلكراه.
مثال":شخص على حافة الغرق يجد نفسه مجبر على إعطاء مبلغ مالي
لشخص كي ينقذه".
اختلف الفقه في هذه المسألة بين من يرى أن العبرة في االكراه بنتيجة وبكونه دافعا
للتعاقد ال بمصدره وبين من يرى أنه لم يكن مصدر االكراه شخصيا فإنه ال يمكن
االعتداء باإلكراه ولو كان حالة ضرورة ألنه جنحة والجنحة تستوجب توفر الخطأ
ويرى األستاذ دمحم الزين أن اإلكراه في حالة الضرورة مفسد للرضا باعتبار أساسه
هو التأثير على الرضائية والحرية مهما كان مصدره.
21
ب.الشروط المتعلقة بفعل االكراه
أن يكون حاسما :يعني أنه الدافع الذي لواله لما تعاقد الشخص وأن يكون من
شأنه إحداث ألم بدني أو معنوي وتدخل جملة من العناصر في تقدير الضرر
الذي يخافه الشخص ويجبره على التعاقد من بينها جنسه ومقامه.
يعد االكراه حاسما وموجبا للفسخ ان وقع على قرابة قوية مع المتعاقد المتضرر أي
ال يشترط أن يكون على شخص الواقع عليه اإلكراه.
أن يكون غير مشروع :يتفق الشراح في أن تكون الغاية المراد الوصول اليها غير
مشروعة وبين أن تكون الغاية مشروعة.
في الحالة األولي االكراه يبطل العقد سواء كانت الوسيلة مشروعة أو غير
مشروعة.
في الحالة الثانية :االكراه ال يتحقق إذا كانت الوسيلة مشروعة كتهديد بالتقاضي
بينما يحصل االكراه اذا كانت الوسيلة غير مشروعة الن مشروعية الغاية ال تبيح
استعمال وسيلة غير مشروعة.
.2جزاء االكراه
22
لكن الفسخ هو جزاء عدم تنفيذ العقد و الحال أن جزاء اختالل ركن من أركان
العقد هو البطالن النسبي و المشرع يستعمل عبارة الفسخ والمقصود هو البطالن
النسبي والدليل استعماله عبارة" :يقيل االبطال" في الفصل 44م.ا.ع.
يتفق الفقهاء أن جزاء البطالن النسبي يهم االكراه المعنوي لت االرادة تختل بينما
االكراه المادي يسلط عليه البطالن المطلق الن االرادة تنعدم و بالتالي يفتقر ركن
الرضا وجزاء افتقار ركن من اركان العقد هو البطالن المطلق حسب الفصل424
م.ا.ع.
مما يجب إثبات الخطأ و اضرر الحاصل له ووجود رابطة سببية بينهما وكل ذلك
على أساس المسؤولية التقصرية ال المسؤولية العقدية ألن هذه األخيرة تقوم في
صورة عدم تنفيذ التزام ناشئ عن عقد صحيح.
23
مرض المتعاقد
يمثل كل من االهلية والرضى االركان و االسس التي يقوم عليها العقد و ينبني
صحيحا و من هنا كان تأثير مرض المعاقد على احدهما او كالهما يستوجب
تدخل المشرع و فرضه للحماية القانونية الالزمة.
فالرضا بما هو تعبير الطرفين عن ارادتهما للتعاقد يشكل الركيزة االساسية لكل
تصرف قانوني و لهذا يجب ان يكون منبثقا عن ارادة واعية و متبصرة.
ويمكن تعريف االرادة بكونها عملية فكرية تمكن االنسان من تحليل معطيات
التصرف الذي يقصده ثم من تقييمه و اخذ القرار في شانه.
و بما ان المرض يمكن ان يط أر زمن تكوين العقد فيمس من رضى المتعاقد ويؤثر
عليه.
تعرض المشرع للمرض في باب عيوب الرضى ضمن الفصل 45م اع الذي
جاء به ان "أسباب فسخ العقد المبنية على حالة مرض او ما شاكله من الحاالت
موكوله لنظر الحاكم.
بقراءة للنصوص المذكورة يتبادر الى الذهن تساؤل يتعلق بالسبب الذي جعل
المشرع يميز بين المرض على معنى الفصل 45م اع ومرض الموت على معنى
24
الفصل 454م اع يطرح السؤال التالي :ما الداعي لتنظيم المرض في موضعين
مختلفين ضمن نصين مختلفين ؟
فمن الضروري في هذا االطار تعريف مرض الموت وتحديده لمحاولة فهم
االختالفات التي تدور حوله؛ لم تحظ مؤسسة مرض الموت بتعريف تشريعي وهي
مؤسسة مستمدة من الفقه اإلسالمي وعرفها الفصل 1454من مجلة االحكام
ألعدلية مرض الموت هو المرض الذي يعجز المريض فيه عن رؤية مصالحه
الخارجة عن داره اذا كان من الذكور ويعجز عن رؤية المصالح الداخلة في داره
اذا كان من االناث و الذي يكون فيه خوف الموت في األكثر و يموت وهو على
تلك الحال قبل مرور سنة سواء كان مالزما للفراش او لم يكن وإذا امتد مرضه
وكان دائما على حال واحد و مضى عليه سنة يكون في حكم الصحيح
ولكن في الحقيقة االمر التمييز بين اإلرادة المنعدمة والمعيبة يعد من المسائل
المستعصية ،فالفوارق بين هاتين الوضعيتين النفسيتين يصعب تحديدها.
وقد يرجع انعدام اإلرادة اما لوجود مرض عقلي او عاهات طبيعية اذا ثبت انها
صيرت صاحب االلتزام عديم الميز وقت صدورها منه.
كما يمكن ان تعتبر عدم القدرة على التصريح باإلرادة بالكيفية التي يقتضيها
القانون ،مظه ار من مظاهر انعدام االرادة و تطرح هذه المسالة في صورة الصم
،البكم ،العمى و غيرها من العاهات الطبيعية.
25
بما ان الحماية القانونية الالزمة التي يرغب المشرع في تحقيقها للمتعاقد ال يمكن
توفيرها دون االخذ بعين االعتبار بكل األسباب التي من شانها ان تعدم اإلرادة
فوض النظر للقاضي استنادا لسلطته التقديرية.
َ
و على هذا األساس يرجع تقدير مدى تأثير المرض على قدرة التمييز و االدراك
لنظر القاضي و الجتهاده المطلق.
و لكن في الحقيقة ال يمكن التسليم بهذا الرأي رغم ما يحمله في طياته من
اقناع ،فالمشرع أورد الفصل 45م اع في باب عيوب الرضى وهذا يبرز انه
يصنف المرض من العاهات الطبيعية ضمن عيوب الرضى.
الفصل 45م اع ال يؤسس نظاما خاصا للمصابين بالمرض ،فالمرض بانفراده ال
يمكن اعتباره معيبا للرضى ولهاته األسباب هناك من يقدم المرض ليس كعيب
مستقل من عيوب الرضى و انما إلثراء عناصر التقدير ،الفتراض انه كلما كان
المتعاقد مريضا اال وتفاقمت فرص و إمكانية وقوعه في احدى عيوب الرضى.
و بالتالي يكون المشرع قد كرس الفصل 45م اع ألنه يرغب في إفراد المتعاقدين
المصابين بمرض بحماية خاصة بمناسبة ابرامهم للتصرفات القانونية و ذلك على
مستوى تلقيهم للرضى من جهة ،وعلى مستوى اثراء فرضيات معايير تقدير عيوب
الرضى اذا كانوا ضحيتها من جهة أخرى.
وفي كل الحاالت تكون مقاصد التشريع ترمي الى حماية الشخص الذي حفت به
ظروف تسببت له في اعتالل جسماني ،او تعطيل في ملكة التفكير خلفت له
اضطرابا و فزعا شديدين على نفسيته ،او وجد نفسه في ورطة ذات بأس شديد
على ارادته جعلته عرضة اكثر من غيره للوقوع في عيوب الرضى.
26
ولكن تجدر االشارة الى ان مادة االلتزامات و العقود ليست الموضع الوحيد الذي
تعرض فيه المشرع للمرض ،فالمرض يمتد تأثيره الى مادة االحوال الشخصية
وبالتحديد عقد الزواج الذي يكون فيه احد الزوجين مريضا وقد الحق بعض الفقهاء
هذا المرض بعيوب الرضى.
لم يتعرض المشرع التونسي بصفة صريحة الى عيوب الرضا في عقد الزواج على
أساس مرض القرين ،اال ان جانب من فقه قد بين ان المرض في حد ذاته ال
يشكل عيبا للرضى باعتبار ان المشرع لم يضع على كاهل الزوجين واجب التمتع
بالصحة صلب الفصل 24م اش.
و لكن فقه القضاء اعتبر مرض القرين معيبا لرضى المتعاقد االخر اذا كان هذا
األخير غير عالم بوجود هذا المرض زمن ابرام عقد الزواج و هذا ما أكدته
محكمة التعقيب.
ولعل محكمة التعقيب استندت في قرارها على احكام الفصل 45م اع و نسبت
عيب الرضى الى الغلط في الصفة الجوهرية للمريض.
ومهما يكن من األحوال ال يمكن الجزم بان جميع االمراض تمس الرضى فتعدمه
او تعيبه ،فاألمراض كما سبق بيانه تختلف أنواعها و درجات شدتها ومن
المحتمل ان يبقى رضى المريض سليما.
27
يمكن اعتبار المريض في هذه الصورة ال يحتاج لتدخل المشرع لحماية مصالحه
فمن المفترض انه يتمتع بإرادة واعية يبني على أساسها ق اررات صائبة.
وربما تشمل هذه الوضعية عدم تأثير المرض على الرضى مرض الموت اذا
اعتبرنا ان المريض في مرض موته رغم ما قد يظهر عليه من ضعف ووهن يبقى
محتفظا بقدراته الذهنية بل ويمكن ان يوقظ المرض في ارادته دهاء الى درجة
تجعله يتحايل على قواعد الميراث لتفضيل احد الورثة او لحرمان جميع الورثة
لصالح الغير.
و تجدر المالحظة انه بالرجوع الى احكام الفصل 454م ا ع نجد ان المشرع
يعتمد على قاعدة اكثر تعقيدا مقارنة بالفصل 45م اع و ذلك على مستوى
اإلثبات حيث ان اثبات ان المرض يعيب الرضى على معنى الفصل 45م ا ع
يتسم بالبساطة حيث يخضع بدوره الى القاعدة التي تفيد بان الوقائع القانونية تثبت
بجميع الوسائل على عكس الفصل 454وما يضبطه من شروط مثل اثبات
.
المحاباة.
يجب التنبيه الفصل 4من مجلة االلتزامات والعقود نص على ان "كل شخص
اهل لإللزام وااللتزام ما لم يصرح القانون بخالفه".
و االهلية نوعان :أهلية وجوب و أهلية أداء.ويقصد بأهلية الوجوب القدرة على
تحمل الفرد للواجبات و تمتعه بالحقوق و ذلك منذ بداية شخصيته القانونية الى
غاية نهايتهما اما اهلية االداء فهي قدرة الفرد على ممارسة الحق و انعدامها ال
يفقد الفرد حقوقه و ال شخصيته القانونية و انما يقيد اهليته.
ويتبلور تقييد اهلية االداء في مظهرين اثنين انعدام االهلية وتقييدها .اما
بخصوص االنعدام التام لألهلية اي فقدان الفرد للقدرة على ألتمييز فهي صورة كل
28
من الصغير غير المميز والمجنون وذلك لعدم قدرتهم على التمييز بين الخير
والشر وبين الصواب والخطأ.
فالصغير غير المميز يسري عليه حكم القاصر على معنى الفصل 144م ا ش
المتعلق بالوالية ويخضع مبدئيا لوالية وألده اما المجنون تسري عليه نفس
االحكام الصغير الغير مميز وذلك لحمايتهم وقد عرف الفصل 153م .ا .ش
المجنون واعتبره "الشخص الذي فقد عقله سواء كان جنونه مطبقا يستغرق جميع
اوقاته او متقطعا تعتريه فترات يثوب اليه عقله فيها".
وتجدر االشارة ان الحجر من اجل الجنون ال يتم إال بحكم من الحاكم وذلك نظ ار
لخطورة المسالة وارتباطها بالذمة المالية للمريض ،وبالتالي فان اساس الحماية
القانونية للمجنون (المريض) هي انعدام اهليته .لكن البد من االشارة في هذا
النطاق ان الحجر على المريض المجنون ليس حج ار مطلقا ،اذ يمكن رفع الحجر
بشرط ان يكون بنفس الطريقة التي وقع بها أي عبر استصدار حكم قضائي في
الغرض.
اما بالنسبة لتقييد اهلية األداء ،فتشمل كل من األشخاص االتي ذكرهم في الفصل
5م ا ع وهم الصغير المميز وضعيف العقل والسفيه والمفلس والمحكوم عليه
بأكثر من 13سنوات سجن .
انه ليبدو من الواضح في ربط لعالقة المرض باألهلية كأساس بين في مرض
الجنون مثال بالتالي يكون مبنى الحماية القانونية المرتكز على االهلية من جانب
الصواب ولكن هل يجوز تعميم ذلك على كل االمراض وكل انواع العقود؟
مما ال شك فيه ان تعميم هذه الفرضية على جميع االمراض من قبيل االستحالة
ذلك انه كما وقع ذكره سابقا فان المرض الحسم (الفصل 45م اع) ال تأثير له،
29
مبدئيا على االهلية غير ان االمر يختلف بالنسبة لمرض الموت حيث ذهب عدد
من الفقهاء " البيع في مرض الموت ان اساس ذلك البيع هو انعدام اهلية المريض
انعداما عاما"
وبالتالي فان االساس المعتمد هو الحجر ويقصد به فقدان االنسان لقدرته على
االلزام وااللتزام وعدم مباشرته شخصيا ما يترتب عن تصرفه من حقوق وواجبات.
الحجر يختلف حيث هناك حجر الشبهة وحجر الحماية فحجر الشبهة الهدف منه
منع الشخص من تصرف مشبوه اما حجر الحماية وهو موضوع اهتمامنا فهو
الحجر الذي يهدف الى منع الشخص من التصرف لحمايته من عواقب تصرفه
وهو مبني على افتراض عدم كفاية االرادة لدرجة تمكن الشخص من الدفاع عن
مصالحه .
كذلك ينقسم الحجر بدوره حسب الدرجة الى حجر عام وحجر خاص ،ففي الصورة
االولى يكون انعدام االهلية كليا اما في صورة الثانية فيكون الحجر مقتص ار على
تصرف معين .
ولئن يعتبر االعتماد على الحجر كمبنى قانوني للحماية صائب ،فان الفقهاء
انقسموا الى تيارين ،تيار اول اعتمد على الحجر العام ،معلال ذلك بانعدام اهلية
المريض المتعاقد اثناء التعاقد ويربط ذلك باألهلية ال بالرضا.
ويوافق هذا الرأي تماما الموقف السائد في الفقه الذي ال يشترط ان يؤثر المرض
على المدارك العقلية ،وبالتالي فان الراي القائل بان انعدام االهلية يعد اساس
يتوافق مع المبنى القانوني للحماية التي يكرسها المشرع للتركة وبالتالي للورثة
30
وفي هذا االطار تجدر اإلشارة الى قرار محكمة التعقيب بتاريخ 24ماي 1555
الذي أسست فيه المحكمة العقد الذي ابرمه المريض مرض الموت على أساس
انعدام االهلية.
ولكن يبدو ان هذا التوجه غير متماشي مع مقصد المشرع من الحجر العام ،حيث
ان الهدف من الحجر العام هو حماية المريض وليس حماية التركة ونعني
بالتحديد الورثة.
حيث انه بالعودة الى مفهوم الحجر العام ،نجد ان المشرع يستعمل تقنية الحجر
العام لحماية المتعاقد المحجور عليه والذي هو في نظره غير قادر على تقدير
نتيجة تصرفاته و هو ما ال ينطبق في هذه الصورة ،حيث ان المريض مرض
موت قصد ذلك التصرف بعينه و يدرك نتيجة تصرفه.
لذلك فان الحماية المقصودة في الفصل 454م ا ع ،هي حماية الوارث ال حماية
المريض الن حماية هذا االخير ال جدوى منها بعد حصول وفاته ،لذلك فان مبنى
الحجر العام نظ ار لما يوفره من حماية للمحجور عليه ال يتماشى مع صورة
المريض مرض موت الن الحماية القانونية فيها تتعلق بغير المحجور عليهم اي
الورثة وهذا ما اكدته محكمة التعقيب بدورها هذا من القرار التعقيبي .
هذا الترابط ما بين حماية الحقوق الخاصة للورثة من جهة و تقييد تصرفات
المريض من جهة أخرى ،ال يرجع الى انعدام اهليته و الحجر العام عليه ،بل يجد
سنده في مؤسسة الحجر الخاص ،وهي كما سبق وذكرنا تتمثل في حرمان شخص
.
ما من صالحية مباشرة تصرف قانوني معين سواء بنفسه او بواسطة
يجد هذا التوجه سنده في التشريع اإلسالمي ،حيث اعتبر عديد الفقهاء المسلمين
على ان اهلية المريض تنقص في مرض الموت ،وكنتيجة لهذا النقص وجب
31
التحجير على بعض تصرفاته ،وهو من أبرز خصائص الحجر الخاص الذي
يقتصر على تصرف محدد وال يمتد الى باقي تصرفات المحجور عليه.
من جهة اخرى تجد مؤسسة الحجر الخاص سندها في مجلة االلتزامات والعقود،
اوال من خالل الموقع الذي يحتله الفصل 455م ا ع حيث انه يعد الفصل االول
في قائمة الفصول المتعلقة بالحجر المسلط على بعض االشخاص في عقود البيع
و الشراء و هو حجر من نوع خاص النه يتعلق بفئة معينة من االشخاص و
يتدعم ذلك بالنظر للفصول التي تليه.
اما السند الثاني المستمد من مجلة االلتزامات و العقود ،والداعم لمؤسسة الحجر
الخاص كأساس للحماية القانونية ،فهو الفصل 5المتعلق بتقييد االهلية والذي
جاءت فيه عبارة " و كذلك كل من يمنع عليه القانون عقدا من العقود "
هذه الجملة تتوافق تماما مع مفهوم الحجر الخاص ،الذي ال يسلط على كل
تصرفات المحجور عليه ،انما يمتد الى تصرف معين و يمكن ان نستدل على
ذلك باعتبار ان هذا الفصل متعلق بتقييد االهلية ليس انعدامها و بالتالي ،فان
االهلية في هذه الصورة ليست كاملة وفي االن نفسه ليست منعدمة بل هي مقيدة
من اجل مصلحة معينة تقتضيها المنظومة القانونية .
ومن الضروري االشارة الى ان مؤسسة الحجر الخاص تتماشى مع بقية العقود
التي يبرمها المتعاقد والتي ال تكون بالضرورة بيع ،من ذلك الفصل 235من
مجلة األحوال الشخصية ،والذي يعتبر ان هبة المريض مرض موت تسري عليها
احكام الوصية وبالتالي فهي تكون جائزة فقط في حدود الثلث ،وهو نفس حكم
الفصل 444م ا ع الذي يعتبر ان االسقاط الصادر من الدائن لغير وارثه في
مرض موته يعتبر في ثلث مخلفه.
32
المرض ذاته بالنسبة لعقد الكفالة حيث ان الفصل 1451م ا ع نص على "كفالة
المريض اثناء مرض موته ال تصح اال في ثلث ماله اال إذا رضي ورثته بما هو
أكثر "
فإذا تعلق المرض بأحد األركان الجوهرية للعقد فانه يرتب البطالن المطلق ˓ أما
في صورة المساس بأحد شروط تكوينه فانه يسلط على العقد جزاء البطالن
النسبي.
33
يترتب البطالن المطلق في عقد المريض إما النعدام األهلية أو تقييدها ˓أو لفقدان
الرضا.
من بين عديمي األهلية الذين ال تستقيم عقودهم و يصنف فاقد العقل المجنون
و تصرفاتهم عموما باعتبار أن شرط األهلية كركن أساسي لتكوين العقد مفقود˓
وذلك تطبيقا للفصل 2من مجلة االلتزامات و العقود ˓ و ال يتصور قيام
العقد إذا خلى ركن من أركانه.
و تفريعا على ذلك فان تصرفات المجنون ال يمكن أن تعتبر إال باطلة بطالنا
مطلقا عمال بمقتضيات الفصل 424م ا ع .
و تكون تصرفات المجنون قبل الحجر عليه غير نافذة كما جاء بالفصل 154من
مجلة األحوال الشخصية حماية لمصلحة الغير.
ويبرز مرض ضعف العقل كسبب لتقييد أهلية المريض و ذلك بداية من تاريخ
صدور قرار الحجر عليه من القاضي المختص˓ بحيث تكون تصرفاته الالحقة
لقرار الحجر خاضعة لألحكام التي تسري على تصرفات الصغير المميز.
من ذلك أنها باطلة بطالنا مطلق إذا كانت ضارة ضر ار محضا ˓ وتكون صحيحة
ونافذة إذا كانت نافعة نفعا محضا˓ في حين تكون قابلة لإلبطال حسب مصلحة
إذا كانت التصرفات دائرة بين النفع والضرر. المريض ضعيف العقل
34
في هذا الصدد أشار الفصل 152م ا ش إلى أن التصرفات التي يقوم بها
المحجور عليه بدون مساعدة الولي تكون قابلة لإلبطال إذا لم يجزها الولي.
إما بالنسبة لتصرفات ضعيف العقل السابقة للحجر اشترط المشرع إلبطالها
اشتهار المريض بضعف العقل زمن إبرامه للعقد عمال بأحكام الفصل 152م ا
ش.
لكن يبدو ان تضاربا قد تسرب إلى التطبيق ˓حين الحق جانب من فقه القضاء
العاهات الطبيعية المؤثرة لإلدراك بعوارض األهلية ˓ معيبة للرضا فمفقدة لركن من
أركان العقد و هذا ما صرحت به محكمة التعقيب في ق ارراها في .1545و ال
نخفي استغرابنا من هذا القرار الذي يصرح بكون العاهات الطبية مفقدة للميز من
جهة و معيبة للرضا من جهة أخرى و يبدو أن المحكمة في قرارها المذكور تخلط
بين فقدان التمييز الذي يمثل عارض من عوارض األهلية و المرتب للبطالن
المطلق و بين نظرية عيوب الرضاء المسلطة لجزاء البطالن النسبي.
أصبح بمقتضاها يقدم المرض كسبب من أسباب اإلبطال كلما كان المتعاقد
ضحية غلط أو تغرير أو إكراه حسب الفصل 44م.ا.ع
35
و بناء على ذلك أصبح من الثابت أن الجزاء المسلط على تصرفات أصحاب
العاهات الطبيعية هو البطالن النسبي ˓ و هذا القول يتدعم حين تنقلب
تصرفاتهم صحيحة و نافذة إذا أجازها المتعاقد المريض و من الجلي أن البطالن
المطلق ال يقبل اإلجازة و ال التصديق فهو إذا مقصى و مستبعد فنحن إذا مما ال
شك إننا في إطار الحديث عن البطالن النسبي.
فال تقوم صحة نفس الحكم ينسحب على تصرفات المصاب بعاهة̎ العمى
و إقرارهم باإلدالء و العقد إال إذا وجهت لهم نسخة من العقد بالكتابة برايت
االمتثال لهذا اإلجراء الو جوبي لصحة و نفاذ العقد و إال يكون عرضة لإلبطال
و ال يصح فيما بعد إال بإجازة المريض̎ الضرير̎.
لكن ال مناص من اإلشارة إلى إن إجازة المريض على العقد المخل بصحة تكوينه
هو بمثابة تخليه التام عن الحماية القانونية التي منحه إياها المشرع بمناسبة
تكريسه لهذا الجزاء.
و تبعا لذلك فان المرض و لئن كان عارضا من عوارض األهلية و معيب للرضا
فان مرد ذلك هو حماية هاته األطراف الضعيفة التي قد تؤدي بمصالحها إلى
الهالك نض ار لالضطرابات العقلية التي تعاني منها لذلك فان جزاء البطالن أو
قابلية اإلبطال التي تسلط على العقود ليست الغاية منه العقاب ألنه من منظور
36
مدني يبدو من المستبعد الحديث عن عقاب و عقوبة بل غايتها هي حماية أطراف
مستضعفة ال تعرف مصلحته˓ غير إن هذه الحماية ال تشمل جانب دون آخر
فإلى جانب المريض فإنها تشمل الغير .
و كما اشرنا سابقا إلى أن مرض الموت أساسه هو الحجر الخاص المسلط على
المريض سنه المشرع حماية للورثة˓ و هذه الحماية نستشفها بالرجوع لى أحكام
الفصول 444˓ 454و 444م ا ع المنظمة لمرض الموت في عقد البيع و التي
تكرر فيها عبارتي الوارث و المورث و استعمال هاتين الكلمتين يسلط األضواء
على األشخاص الذين أراد المشرع حمايتهم .
و عليه فإن مجمل تصرفات المريض مرض الموت في عقد البيع قابلة لإلبطال
على ذلك األساس و لقد خول القاضي للورثة القيام بطلب اإلبطال باعتبارهم هم
من تتوفر فيهم الصفة و لمصلحة لتعلق حقوقهم بتركة المريض ذلك أن المشرع لم
يتغافل على ما عساه أن يصدر عن مريض مرض الموت من هبات صورية تمس
من حقوق الورثة
حيث اقتضى الفصل 454م ا ع إن بيع المريض في مرض موته يجري عليه
حكم الفصل 444إذا كان لوارث و ظهر فيه قصد المحاباة كان يبيع له بأقل من
الثمن المتعارف بكثير أو يشتري منه بأزيد .و إذا كان البيع لغير وارث يتنزل عليه
أحكام الفصل .444
ونستخلص من النص وجود صورتين لبيع المريض مرض الموت و بحسب صفة
المنتفع من تصرف المريض:
37
فإذا كان البيع لوارث فانه تطبيقا للفصل 444يكون البيع باطال نسبيا كليا أي
انه يشمل كامل العقد و من أثاره إن يبطل كل البيع و يسترد الورثة كامل البيع و
هذا البطالن يمكن فيه اإلجازة و تكون كلية أي صادرة عن جميع الورثة.
أما إذا صدرت اإلجازة عن بعضهم دون البعض اآلخر فان العقد يبطل في حق
من لم يجزه فقط و هذه صورة من صور البطالن الجزئي للعقد.
أما إذا كان البيع لغير وارث فالبيع في هذه الصورة صحيح و نافذ في حدود الثلث
و هذا ما تضمنه الفصل 444م ا ع ،و الذي جاء فيه أن " اإلسقاط الصادر
عن الدائن في مرض موته يعتبر في ثلث مخلفه بعد استيفاء الديون و مصاريف
جنازته" .
و بقراءة عكسية لهذا نستنتج انه فيما زاد عن الثلث يكون قابل لإلبطال و لكن ال
مناص من التساؤل عن إمكانية إجازة الورثة للجزء الباطل من العقد في هذه
الصورة.
لم يقر المشرع صراحة امكانية اجازة الورثة بل اكتفى بالقول ان "البيع يعتبر في
ثلث المخّلف " و الوقوف عند عند هذا الفصل يجعل البيع في هذه الحالة غير
مستوجب لالجازة ،لكن بالرجوع ال احكام الوصية لتي استقى منها المشرع احكام
البيع في مرض الموت نتبين إن الفصلين 155و 155ا ش يتحدثان عن إجازة
الوصية لغير وارث فيما زاد عن ثلث المخلف.
38
و هذا الحل اقره المشرع صراحة في عقد الكفالة ،كما يمكن ان يسلط البطالن
النسبي على عقد الهبة إذا اقترن بمرض الواهب وكان المرض خطي ار متصال
فتصير الهبة وصية.
ّ بوفاته
و بناء على ما تقدم يبدو أن البطالن النسبي هو الجزاء األنسب واألكثر كفاءة
لتسليطه على تصرفات المريض و يبدو هذا االتجاه هو السائد في بعض ق اررات
محكمة التعقيب حيث نرصدها في مناسبتين تستعمل عبارة "الفسخ " ،و هي
عبارة يستعملها المشرع للداللة على البطالن النسبي.
و هذا التوجه نجد له صدى في عقد الزواج حيث قضت االستئناف محكمة في
قرارها عدد 25255المؤرخ في 43نوفمبر 2005بإبطال عقد زواج مريض
مرض الموت بطلب من الورثة ،و أسست قرارها على اعتبار أن من شان الزواج
أن ينقص من أموال المورث (المريض) ،ومن استحقاق الورثة إرثا فيه مما يصير
سبب التزام مورثهم في ذلك العقد غير مشروع وقابل للفسخ.
و تجدر اإلشارة في هذا الصدد أن محكمة االستئناف نسجت قرارها على أحكام
الشريعة اإلسالمية و تحديدا المذهب المالكي الذي كان يمنع صراحة زواج
الشخص المصاب بمرض مخوف
و هذا الموقف يتناقض و مقصد المشرع الذي يفصح المجال "للمحتضر" ليتمكن
من عقد قرانه بل و إعفائه صراحة من اإلدالء بالكشف الطبي السابق
للزواج بموجب الفصل الفقرة 2من الفصل الخامس من قانون 4نوفمبر 1554
المتعلق بالشهادة الطبية السابقة للزواج ،على غرار المشرع الفرنسي الذي عمد إلى
غلق باب الطالق في فرنسا قبل 1554لذلك كان الراغب في استعادة حريته
بسبب مرض قرينه يطرق باب البطالن.
39
فضال عما تقدم فقد جعل قانون الشغل من المرض سببا في تعليق عقد الشغل
عمال بمقتضيات مجلة الشغل العتبارات تتعلق بمصلحة األجير وترتبط أساسا
بحقه في الرعاية الصحية و المحافظة على مكان عمله و منحه الحق في التداوي
و تغطية كل المصاريف التي تترتب عنه و بهذا يتحقق البعد الحمائي.
إال أن هذا الطابع الحمائي ال يشمل األجير المريض دون سواء فقد اقر المشرع
ضمانا الستم اررية العمل و مراعاة لمصلحة األجير أجاز إمكانية اعتبار أن مرض
األجير من مسببات إنهاء العالقة الشغلية 1كلما توفرت معطيات تجعل من
تواصل العمل أم ار مفقدا للجدوى و الفاعلية 2وهو ما يضر بمصلحة األجير.
وتبعا لذلك فالطابع الحمائي في هذه الصورة يتحقق سواء كان لألجير أو المؤجر.
ويستخلص من مجمل هذه الجزاءات المسلطة على المريض المتعاقد أنها تهدف
لفرض نوع من الحماية لفائدة المريض تارة و الغير تارة أخرى.
إال انه ال مناص من القول إن بعض من هذه الجزاءات في بعض األمراض
كمرض الموت باألساس يوحي بالغموض و لعل مرد ذلك التضارب الصارخ بين
المصدر الذي استقى منه المشرع أحكام مرض الموت و هي الشريعة اإلسالمية
،حيث جعل فقهاء الشريعة اإلسالمية جزاء تصرف المريض مرض الموت هو
العقد الموقوف.
لئن كرس المشرع التونسي جزاء البطالن كألية لحماية المريض المعاقد ومن لحقه
ضرر ،اال انه تغافل عن اليات أخرى نجد صداها في الفقه وفقه القضاء مستمدة
أساسا من التشريع اإلسالمي باعتباره من المصادر المادية لقانوننا الوضعي.
40
ولعل أهمها الية العقد الموقوف ،وهو "التصرف المشروع بأصله الذي يتوقف
ترتب أثره على االجازة ممن يملكها شرعا" وهو أيضا عقد " تعلقت اثاره وال يمكن
تنفيذه أي عقد في حالة سبات"
و قد اعتمد العقد الموقوف كجزاء ،باألساس على العقود التي يبرمها المريض
مرض الموت مثلما هو الحال في التشريع اإلسالمي الذي وضع و نظم مؤسسة
مرض الموت.
لكن مشرعنا اقتصر على ادراج هذه المؤسسة ضمن قانوننا الوضعي دون ان
يأخذ بنظرية العقد الموقوف كجزاء ،و الحال ان اللجوء لهذا الجزاء امر بديهي و
ذلك باعتبار ان االحكام المنظمة لتصرفات المريض مرض الموت متجذرة في
الفقه اإلسالمي الذي ميز بين التصرفات الصحيحة و التصرفات غير الصحيحة.
وتجدر اإلشارة انه بالرجوع للفصول المتعلقة بمرض الموت ،نتبين ان المشرع لم
يعتمد عبارة " العقد الموقوف" بل نجده يعتمد صلب الفصل 444م ا ع المتعلق
بالبيع لوارث 4بعبارة "ال يصح" التي تفيد ان االجازة تصحح العقد ،ويعتمد في
الفصل المتعلق بالبيع لغير وارث 444م اع عبارة "يعتبر.
و بالرجوع للترجمة الفرنسية لهذا الفصل نتبين ان المشرع "اعتمد عبارة التي تفيد
الصحة.
و بالتاويل العكسي للفصل 444م ا ع نتبين ان البيع الذي تجاوز ثلث التركة
غير صحيح و بالتالي فالبيع يكون صحيحا فقط في حدود الثلث ،االمر الذي
يخالف ما اقره الفقهاء و ال يتماشى مع منطوق الفصل 454من مجلة االحكام
العدلية الذي ينص على انه " اذا باع المريض بثمن المثل صح بيعه و ان باعه
دون ثمن المثل و سلم المبيع كان بيعه بيعا فيه محاباة تعتبر في ثلث ماله وان
41
كان الثلث ال يفي لزم المشتري المال ما نقص من ثمن المثل و اعطاءه للورثة
فان فعل لزم البيع و اال كان للورثة فسخه"
و بالتالي نتبين ان المشرع التونسي من خالل عدم اخذه بألية العقد الموقوف ،انه
يعتبر ان عقد البيع المبرم من قبل المريض مرض الموت عقد غير صحيح،
خالفا لفقهاء التشريع اإلسالمي الذين اجمعوا على اعتباره بيع صحيح يتوقف على
إجازة الورثة .
اما اذا تطرقنا الى الوصية ،لوجدنا ان الفصل 155من مجلة األحوال
الشخصية 1ورغم اعتماده لعبارة "توقف " فال يمكن الجزم بان المشرع اعتمد العقد
الموقوف ،و ذلك باعتبار ان عبارة التاويل تتعلق باثار تنفيذ العقد الصحيح.
ذهبت الذي الق اررات من بجملة الرافض المشرع موقف ويتدعم
في االتجاه اقصاء الية العقد الموقوف واعتماد البطالن ،على غرار القرار
المؤرخ في 25افريل 1545حيث جاء في حيثيته" وحيث ان العقود المجانبة
كالتبرعات و االسقاطات التي هي عين في الالمحاباة قد تعرض لها الفصالن
444و 444م ا ع فان كانت لوارث فصحتها مطلقا تتوقف على إجازة الورثة وان
كانت لغير وارث فتخرج خرج الوصية"
ما يالحظ مما سبق ان المحكمة و لئن اعتمدت عبارة" صحتها تتوقف" فهي لم
تقصد العقد الموقوف .لكن ذلك لم يمنع وجود قرار اعتمدت فيه المحكمة على
العقد الموقوف كالية لحماية الورثة رغم انه قرار وحيد و عقيم.
كما اعتبر جانب من الفقهاء ان المشرع التونسي "اقر ضمنيا اءلية العقد الموقوف
و الذي هو من العقود المستكملة العناصر ،صحيحة االوصاف لكن نفاذها يتوقف
على إجازة الورثة"
42
رغم هذا التردد ،فالمشرع التونسي تجنب تكريس نظرية العقد الموقوف أي االجازة
في الجزاءات المنظمة في مجلة االلتزامات و العقود في اطار النظرية العامة
لاللتزامات و ذلك لما قد تدخله من اضطرابا على نظام الجزاء الذي يتبناه مشرعنا
و القائم على التفرقة األساسية بين الفسخ و البطالن.
و لعل هذا االقصاء يبرر أيضا بعدم اجماع الفقهاء المسلمين و اختالف المذاهب
الفقهية حول طبيعة العقد الموقوف كجزاء .فبينما اعتبره كل من المذهب المالكي و
الحنفي من قبيل التصرفات الصحيحة ،اعتبره المذهب الشافعي و الحنبلي و اهل
ظاهر من العقود الباطلة.
43
المحل
.1قيام المحل
أ.تحديد المحل
يشترط أن يكون المحل موجودا اذ ال يعقل ان يتسلط االلتزام على شيئ غير
موجود.
لكن يجوز أن يكون المقصود من االلت ازم شيئا مستقبال وغير محقق ما عدا ما
استثنى القانون.
كما يشترط أن يكون معينا بمعنى المعقود عليه يجب أن يكون معين ولو بالنوع
أما مقداره وعدده يجوز أن يكون غير معين وقت العقد بشرط امكان تعيينه فيما
بعد ففي القيميات ال يثير شرط التعيين صعوبة اذ يكفي وصف المحل بدقة وفي
المثليات يقوم مقام بعضها عند الوفاء والتي يتم التعامل في شأنها بالعد والوزن أو
القيس يكفي أن يكون محددا بنوعه عند نشاة االلتزام على ان يتم تحديد وزنه او
مقداره عند التنفيذ شريطة إمكانية ذلك من الفاظ االتفاق االول ودون الجوء الى
اتفاق ثان.
44
ب.جواز المحل
العقد يكون باطال اذا تضمن التزام مستحيل لذلك يتطلب فهم موضوع امكانية
المحل ان نركز على تحديد زمن االستحالة ثم نقسمها حسب أنواعها.
بالنسبة لزمن االستحالة تحدث بعد العقد من استحالة التنفيذ وال يترتب عليها
بطالن العقد بل إمكانية الفسخ ،تطرح صورة استحالة المحل عند العقد ولكن يزول
سبب االستحالة عند الوفاء كذلك ينبغي عدم الخلط بين المحل المستحيل والمحل
المستقبل اذ يجوز التعاقد على محل مستقبل وال يستثني المشرع من ذلك سوى بيع
المعدوم والتعاقد على التركات المستقبلية وعقود المقامرة والرهن.
بنسبة ألنواع االستحالة يكون المحل باطال سواء كانت استحالة طبيعية او قانونية
أو قصدية أو غير قصدية.
مثال:تعاقد مدين يستحيل العقد من جانبه فقط فان العقد صحيح ولكنه يرتب
الفسخ وامكانية حصول تعويض من المدين.
كما يجب أن يكون المحل مشروعا نظ ار الن الحرية التعاقدية مشروعة بمعنى
يجوز التعامل في جميع االشياء والحقوق اال ما استثناه القانون لكن يضيق المشرع
في حرية التعاقد كليا في بعض االشياء والحقوق ترجع باالساس الى اعتبارات لها
مساس باالخالق الحميدة والنظام العام ومن بينها حقوق الدولة واختصاصتها
وحقوق االشخاص كمنع المتاجرة في االعضاء والدم البشري.
45
.2جزاء االخالل بالمحل
أ.بطالن مطلق
نص عليه الفصل 424م.ا.ع ":العقد يكون باطال من أصله إذا خال ركن من
أركانه أو إذا نص القانون على ذلك.
البطالن المطلق يعدم المحل غير مشروع أي غير قابل للتعامل فيه أو غير معين
وغير قابل للتعيين أو غير ممكن أي مستحيل أو عندما يكون السبب غير مشروع
أو عندما يفتقر العقد الشكلي الى الشكلية التي هي شرط صحة فيه.
كما البطالن يكون مطلقا إذا نص القانون هلى ذلك صراحة كعدم االستجابة
لمقتضيات تحرير الصكوك الخاضعة للترسيم أو في صورة تضمين عقد شرط يحد
من الحقوق و الحريات االساسية كمنع الزواج.
ال يترتب على االلتزام الباطل بطالنا مطلقا شيء غير إسترداد ما وقع دفعه بغير
حق .
ب.امكانية التعويض
من كان يعلم حين العقد عدم إمكان المعقود عليه أو كان من حقه أن يعلمه فعليه
تعويض الخسارة للطرف اآلخر وال تلزمه الخسارة إذا كان هذا األخير عالما بما
ذكر أو كان من حقه أن يعلمه وهذا الحكم يجري أيضا في الصورتين اآلتيتين:
46
األولى :إذا كان المعقود عليه غير ممكن في البعض دون الباقي وصح العقد في
ذلك البعض أما الثانية :إذا كان بالعقد خيار التعيين وكان أحد األشياء المعدة
ممكن. للخيار غير
47
بطالن العقد
.1شروط البطالن
ا.الشروط االصلية
أوال البطالن المطلق :نص عليه الفصل 424م.ا.ع ":العقد يكون باطال من
أصله إذا خال ركن من أركانه أو إذا نص القانون على ذلك.
البطالن المطلق يعدم أهلية األداء كما في صورة الصغير غير مميز والمجنون أو
ينعدم الرضا كما في صورة الغلط المانع واالكراه المادي أو عندما يكون المحل
غير مشروع أي غير قابل للتعامل فيه أو غير معين و غير قابل للتعيين أو غير
ممكن أي مستحيل أو عندما يكون السبب غير مشروع أو عندما يفتقر العقد
الشكلي الى الشكلية التي هي شرط صحة فيه.
البطالن يكون مطلقا إذا نص القانون هلى ذلك صراحة كعدم االستجابة
لمقتضيات تحرير الصكوك الخاضعة للترسيم أو في صورة تضمين عقد شرط يحد
من الحقوق و الحريات االساسية كمنع الزواج.
ثانيا البطالن النسبي :يتعلق بحاالت اهلية االداء المقيدة او الرضا المعيب للعقد.
تقيد االهلية لضعيف العقل والسفيه والمدين المحكوم بتفليسه ويعتبر الرضا معيبا
إذا صدر عن تغرير أو غلط أو اكراه كما يعتبر البيع في مرض الموت باطال
بطالنا نسبيا إذا توفرت شروطه.
48
ب.الشروط األصلية
المحكمة المختصة :ال يوجد فرق بين البطالن المطلق والبطالن النسبي لكن
هناك توجهان في فقه القضاء التونسي يرجع الى تصنيف الدعوى فمن يراها مقدرة
و من يراها غير مقدرة فمن يراها مقدرة بطبيعة الحال يكون حاكم الناحية مختص
إذا لك تتجاوز القيمة سقف 5333االف دينار وإذا تجاوزت تكون من اختصاص
من المحكمة االبتدائية أما التوجه الذي يراها غير مقدرة يجعلها من اختصاص
المحكمة االبتدائية بصفة مطلقة.
أصحاب الحق :يشترط توفر شروط الفصل 15من م.م.م.ت أي الصفة ،األهلية
و المصلحة.
يتجه التركيز على شرط المصلحة في ما يتعلق بالبطالن المطلق اذ يمكن القيام
من طرف المتعاقدين و الخلف العام والولي في حق منظوره والنيابة العمومية و
الدائينين العاديين.
تدخل المحكمة يبدو محدود ومقتصر على البطالن المخالف للنظام العام
واألخالق الحميدة أما فيما يتعلق بالبطالن النسبي شرط المصلحة شرع ألطراف
فإن حق القيام بدعواه مقتصر على الطرف المتضرر من البطالن وللي القاصر
والورثة.
49
ممارسة دعوى البطالن :االمر يختلف إذ البطالن المطلق لم يتعرض المشرع
فرأى الفقه بأنها دعوى ال تسقط من جهة وانها تسقط بمضي المدة حسب الفصل
432م.ا.ع والتي تبلغ 14سنة من جهة اخرى.
لكن فقه القضاء يعتبر ان دعوى البطالن ال تسقط بمرور الزمن بينما تسقط
دعوى االسترداد الناجمة عنها بمضي المدة.
أما البطالن النسبي فانه ينقضي بالتقادم بمضي عام ما لم ينص القانون على مدة
أحرى وتحتسب في االكراه بداية من زواله وفي التغرير والغلط بداية من االطالع
عليهما وفي عقود القاصرين من يوم رشدهم كما تنقضي باالمضاء من طرف
المتعاقد المتضرر.
.2أثار البطالن
ال يترتب على االلتزام الباطل بطالنا مطلقا شيء غير إسترداد ما وقع دفعه بغير
حق وبالنسبة اللتزام بطالنا نسبيا يكون األمر كذلك إذ يعود الطرفان ما كانا عليه
قبل التعاقد فالبطالن ينسحب على الماضي وتزول إثاره بصفة رجعية إن تم تنفيذ
بعضه أو كله إذ ال تطرح اإلشكالية في العقد الذي ينفذ ولكن تطبيق المفعول
الرجعي للبطالن فد يتعذر في بعض الحاالت.
هي إما حاالت يقتضي فيها القانون بقاء أثاره العقد الباطل مثل حالة التعاقد حسن
النية وحالة القاصر إذا تعاقد مع الرشيد وحالة الغير الذي يكون متضر ار من العقد
50
الباطل وإما حاالت يقتضي نوع العقد االستحالة رجعية إثاره وهي حالة العقود
الزمنية كعقد الشغل وعقد التأمين وإما حالة المسؤواية المدنية الناجمة عن بطالن
العقد التي يحق فيها للطرف المتضرر من البطالن طلب التعويض من الطرف
المتسبب فيه لتفويته الفرصة عليه أو لتكبده مصاريف معينة وهي المسؤولية
تقصرية حسب أغلب الفقهاء.
يمكن إنقاذ العقد الباطل في صورة تحول االلتزام إذ يقرر الفصل 425م.ا.ع أنه
إذا بطل االلتزام وكان به من الشروط ما يصح به االلتزام اخر فامه يجري العمل
بمقتضى شروط االلتزام الممكن ويعني هذا انه يكون االلتزام المتفق عليه باطال
بصفته تلك لكنه يصير جائ از وبصفة أخرى مع كون الغاية من االلتزام هي نفسها.
مثال :الورقة التجارية الباطلة من الناحية المصرفية تتحول الى سند دين عادي
كذلك تتحول الحجة الرسمية الباطلة الى كتب خطي صحيح.
وفيما يتعلق بالبطالن الجزئي فان المبدأ كون بطالن بعض االلتزام يبطل جميعه
واالستثناء أن االلتزام يستمر في صورة عقد خاص إذا أمكنه دون الجزء
الباطل،القاضي مطالب هنا بإعادة تكييف العقد وتتمثل الصورة الثانية في كون
بطالن االلتزام التابع ال يبطل االلتزام األصلي نحو الشروط المضافة الى العقد
والتي ال تؤثر على صحته.
وتوجد بصورة أخرى إلنقاذ العقد الباطل تهم البطالن النسبي وهي صورة االمضاء
من طرف المتعاقد المتضرر.
51
الفسخ
هو جزاء عدم تنفيذ التزام أحد الطرفين اللتزامه الناشئ عن عقد ملزم ينحل بموجبه
العقد ويزول بصفة رجعية بحكم من المحكمة أو عمال بشرط فسخي في العقد.
.1شروط الفسخ
أ.نطاق الفسخ
ال يكون الفسخ مبدئيا إال في العقود الملزمة للجانبين الرتباط االلتزامات الناشئة
عنها أما العقود الملزمة لجانب واحد فال يمكن تصور الفسخ فيها نظ ار لوجود
طرف واحد ملتزم لكن العقود الملزمة لجانب واحد يجوز فسخها لما تكون بعوض
مثل الوكالة،الوديعة.
ب.استحالة التنفيذ
52
التنفيذ أصبح غير ممكنا وإنما يجب إعتباره وسيلة قانونية جعلها المشرع لحماية
الدائن ضد مدينه المماطل إذن يقوم على مصلحة الدائن.
.2أثار الفسخ
الفسخ ال يكون إال يكون بحكم يعدم العقد بصفة رجعية ويمحو جميع إثاره
وتستثنى من قاعدة الفسخ العقود الزمنية مثل عقد الشغل والتأمين ألنها تستهلك
الحقوق قبل الفسخ وال يعتد بالرجعية إزاء الغير.
ب.تحمل التبعة
كما ذكر أن الفسخ يتمثل في جزاء عدم تنفيذ الوفاء لكن ما الحل إذا كان سبب
عدم الوفاء ناتج عن استحالة خارجة عن اردة المدين كالقوة القاهرة؟
إذا كان الرد باإليجاب فان التبعة محمولة على المدين وإذا كان بالسلب التبعة
محمولة على الدائن.
ارتباط هذين االلتزامين يفرض هذا الحل بحيث يمكن قبول أن خطر االستحالة
يتحمله المدين ألن عدم الوفاء بالعقد بغير اختيار المدين وبغير مطل من المدين
يب أر الذمة ويسقط حقه هذا الحل ال ينطبق إذا كان موضوع االلتزام نقل ملكية
شيء كعقد المعاوضة والبيع وفي هذه الصورة الدائن هو الذي يتحمل التبعة ألنه
53
لم يتحصل على شيء بسسب هالك المبيع هذه القاعدة مخالفة لما ذكر سابقا
لكنها ليست إستثناء وهي نتيجة فقط.
54
القوة الملزمة للعقد
إذا نشأ العقد صحيحا قام مقام القانون حسب الفصل 242م أ ع ":ما انعقد على
الوجه الصحيح يقوم مقام المقام القانون فيما بين المتعاقدين وال ينقضي إال
برضائهما أو في الصور المقررة بالقانون "
وهذه القاعدة :نتيجة مباشرة لمبدأ سلطان اإلرادة تعطي أساسا اقتصاديا واجتماعيا
للعقد فالثقة في التعامل هي جوهر الحياة االقتصادية واالجتماعية.
لكن تدخل القانون حد من القوة اإللزامية للعقد نتيجة إضعاف دور اإلرادة في
تحديد آثار العقد التي بات للقانون والعرف واإلنصاف دور فيها إلى جانب اإلرادة
وهو ما يتضح من خالل مبدأ ونطاق القوة الملزمة للعقد.
.1تكريس مبدأ القوة للعقد
أ.مبدأ القوة الملزمة للعقد من حيث األشخاص
يمثل مبدأ القوة المزمة واجب قانوني ناتج عن وضع العقد موضع القانون بين
طرفيه االستجابة للعقد االستجابة للقانون.
يكرس الفصل 242م ا ع قاعدة تكتسي طابعا مطلقا يستوجب تنفيذ االلتزامات
التعاقدية مهما كانت شدتها أو قسوتها.
كالشرط التغريمى يمثل دفع غرامة مالية على كل يوم تأخير يكون ملزما عمال
بالفصل 242م إ ع دون اعتبار مدى قساوته.
محكمة التعقيب ال يجوز تحوير الشرط التغريمي ولو كان ذلك لعدم وجود ضرر
نتيجة مخالفة بنود العقد ...قرار ": 1554 /4/13مخالفته (أي هذا الشرط) بتعلة
أن التحوير الذي أدخله المكتري على واجهة المحل أملته عليه ضرورة العمل وال
يضر بالمكتري يعرض الحكم المطعون فيه باالنقض لعدم مراعاته ألحكام
الفصل 242م أ ع" .كما أن األصل هو الوفاء بااللتزام عينا.
55
ال يجوز للقاضي الحكم بالفسخ نتيجة عدم الوفاء إال أذا أصبح التنفيذ مستحيال.
تعذر الوفاء لسبب خارجي االعفاء من االلتزام (ف 252م ا ع).
كما يقوم مبدأ القوة الملزمة للعقد على واجب النزاهة وواجب التعاون حسب الفصل
الفصل 244م أ ع "يجب الوفاء بااللتزامات مع تمام األمانة".
الفصل 1144فرنسي ":االتفاقات تنفذ عن حسن نية ".
مبدأ حسن النية هو من القواعد الكلية المعمول بها في جميع النظم القانونية وحتى
التشريع االسالمي وهو من الثوابت األساسية التي تقوم عليها نظرية العقد في نظر
المشرع التونسي.
يمكن االستناد إلى قاعدة حسن النية الواردة بالفصلين 145و 242م ا ع للسماح
بالمراجعة القضائية للعقود عند حدوث تغير مفاجئ للظروف االقتصادية تطبيقه لم
يلق حظه في التطبيق.
قلما نعثر على ق اررات تسلط ج ازء الفسخ أو الغرامة عند عدم الوفاء بااللتزامات
بأمانة حسب الفصل 244م ا ع.
مبدأ سلطان اإلرادة تقديس مبدأ القوة الملزمة للعقد حظر كل ما من شأنه أن
يعطي سلطة تقديرية للقاضي في تحديد نطاق اإلرادة المشتركة لألطراف .نقد :
البحث في مدى تنفيذ العقد"مع تمام األمانة" ليس تحديدا لنطاقه بل النظر في
مسألة مجازاة انعدام النزاهة .
النزاهة تنفيذ االلتزام بإخالص وبصفة تمكن من تحقيق الهدف الذي يرمي إليه
العقد كما يجب تجنب الغش والتغرير عند التنفيذ.
في فرنسا يجب على المقاول أن يصل األسالك الكهربائية من أقصر طريق
ممكن إذ يجب على ناقل البضائع أن ينقل البضاعة من الطريق األصلح بالنسبة
لصاحبها .
56
في تونس :قرار تعقيبي مدني في " : 1554 /4/15األمانة في تنفيذ العقود تعد
معدومة من جانب الطرف الذي يطلب تنفيذ حكم قضائي بالوفاء بااللتزام الناشئ
عن عقد يربطه بخصمه إذا تبين أن التنفيذ سيؤول إلى إكسابه الغنم على حساب
الغير إضافة إلى أن السبب في هذه الوضعية يرجع في الواقع إلى مماطلته في
الوفاء بالتزامه" .
اما واجب التعاون المتعاقدين يشكلون مجتمعا صغي ار عليهم العمل من أجل تحقيق
هدف المجموعة وهو جملة األهداف التي يرمي كل منهم إليها مثلما هو األمر في
الشركات.
فواجب التعاون هو تيسير تنفيذ العقد في الحدود التي تمليها قواعد حسن النية
على أحد المتعاقدين أو على كليهما ،وهو ما كرسته االحكام الخاصة ببعض
العقود في شكل واجب إرشاد وإعالم.
مثال :مادة الكراء :فصل 777م أ ع :المستأجر ملزم بأن يعلم حاال المؤجر
بجميع ما يحدث في العين المأجورة وإال فإنه ملزم بالخسارة .عقد الوكالة :
فصل 1131م إ ع " :على الوكيل أن يعلم موكله بكل ما من شأنه أن يحمل
الموكل على تأخيره عن الوكالة أو تغيير شروطها " .عقد التأمين :فصل 3_7
من مجلة التأمين :المؤمن له أن يصرح بالظروف لجديدة التي تط أر خالل
سريان العقد والتي تنجر عنها تفاقم في خطر المؤمن منه .
هذا الواجب يبلغ أحيانا حد واجب حفظ حقوق المتعاقد وصيانة مكاسبه :عقد
الوكالة :فصل 1144م أ ع " :إذا أسرع الفساد أو ظهر فيما بعد قبل أن يتيسر
إعالم الموكل بذلك فعلى الوكيل بيعها على يد المحاكم مع إثبات حالتها وإعالم
موكله حاال بكل ما يفعله
57
كما يكرس الفصل 242م إ ع " :وال ينقض إال برضائهما أو في الصور المقررة
في القانون " -1-1 .الفسخ األحادي المرخص به عقديا :البند الفسخي :فصل
121م إ ع " :يبطل االلتزام إذا كان وجوده موقوفا على مجرد رضاء الملتزم
ولكل من التعاقدين أن يبقي لنفسه الخيار في إمضاء العقد أو فسخه في مدة
معينة وهذا الشرط ال يصح في الهبة واإلقرار بدين واإلبراء منه وبيع السلم "_ .
إمكانية مسموحة ألحد الطرفين في فسخ العقد من جانب واحد في مدة زمنية
معينة ...ولكنه ...ال يجوز في الهبة واإلقرار بدين أو اإلبراء من دين-2-1 .
الفسخ األحادي المرخص به قانونا :تجيز بعض القوانين المنظمة لبعض العقود
الخاصة أحيانا ألحد المتعاقدين أو كليهما أن يستقل بنقض تلك العقود ...ألسباب
حمائية :العقود الزمنية التي لم تحدد لها مدة مثل عقد التأمين (فصل 4م ت )
وعقد الشغل ( فصل 14م ش) .طبيعة العقد وخصائصه :مثل الوكالة والوديع
ب.النقض الرضائي
ال في العقود الزمنية :عليه سابقاو لكن ال يترتب عليه أي أثر رجعي...
والمجرد انقراضها قبل اآلجال المحددة لها بالعقد دون أثر على الماضي ...في
العقود الحينية :ال يترتب عليه محو اآلثار بالنسبة للماضي .مثال :عقد نقض
بيع سابق = عقد بيع جديد ....من الناحية الجبائية :دفع معلوم نقل جديد
للملكية ...ومن ناحية اكتساب الحقوق :الحقوق التي اكتسبها الغير على المشترى
(رهن _حق ارتفاق – كراء) تعد صحيحة قبل تاريخ النقض و يمكن أن يعارض
بها المالك.
.2إلزامية العقد اتجاه القاضي
الفصل 242ينسحب أيضا على القاضي ،على القاضي أن يفرض احترام العقود
ويعتبرها بمثابة القانون حيث له تفسيرها لكن ليس له تعديلها أو تغيير محتواها كما
تطالب بذلك نظرية الظروف الطارئة .إلزام القاضي بقيود الفصل 242م إ ع
58
:أ الفصل 242م إ ع " :ما إنعقد على الوجه الصحيح يقوم مقام القانون فيما
بين المتعاقدين".
فقه القضاء :ال يحق للمحكمة ان تعدل مقدار الشرط الجزائي أو أن تلغي الشرط
الفسخي الشرط التغريمي :محكمة التعقيب بدوائرها المجتمعة : 1554/4/25ال
يحق للمحكمة تأسيسا على أحكام الفصل 242م إ ع أن تعدل مقدار الشرط
التغريمي.
محكمة التعقيب في هذا القرار استندت إلى أحكام الفصل 244م ا ع ":ال تب أر
ذمة المدين إال بتسليمه ما التزم به في العقد قد ار وصفة وال يسوغ له أن يلزم
الدائن بقبول شيء آخر عوضا عنه وال بكيفية غير الكيفية المقررة في العقد أو
التي جرى بها العرف" .الشرط الفسخي :محكمة التعقيب في " :1555 /12/5ال
يمكن إلغاء البند الفسخي ".
محكمة االستئناف بتونس في ": 1554 /2/13ال يمكن للمحكمة أن تستجيب
لطلب حل التزام لم يوف به والتمكين من أجل إضافي طالما لم يقع في شأنه
اتفاق " .قرار تعقيبي مدني : 1555الوقائع :اتفاق يلتزم فيه أحد الطرفين بأن
يجري أعمال دهن وأن يستعمل في ذلك مواد معينة ولكنه استعمل مواد أخرى .
وجد في االتفاق بند يلزم المدين بإعادة األشغال في صورة عدم استعمال المواد
المتفق عليها...محكمة االستئناف :ال يلزم المدين إال بدفع الفارق ...قرار محكمة
التعقيب :ال :نقض قرار محكمة االستئناف .نظرية الظروف الطارئة :ب
مفهومها :تعديل االلتزامات بسبب تغيرات استثنائية في االقتصاد تخل بتكافؤ
االلتزامات ويصبح معها تنفيذ االلتزامات مرهقا للمدين.
فهل من حق القاضي التدخل إلعادة التوازن للعقد؟ ...منحه هذا الحق يتطابق
مع العدالة واألخالق.
تاريخيا مشكل :الفقه اإلسالمي يوجد فيه أثر لهذه النظرية .
59
القانون الكنسي كرس هذا الحل في القرون الوسطى على أساس " :قاعدة تغير
الظروف " التي تفترض وجود شرط ضمني في كل عقد هو عدم تغير الظروف
التي تم فيها العقد.
إن تغيرت وجب تعديل العقد وفقها الفقه األلماني في القرن .15
القانون التونسي ال يحتوي قاعدة عامة تكرس نظرية الظروف الطارئة ...توجد
أحكام خاصة مثل :
مادة الكراء الفالحي :فصل 514م إ ع :يسمح لمكتري أرض فالحية أن يطلب
من القاضي إسقاط الكراء أو الحط منه إذا أجيح زرعها كله أو أكثر من نصفه
بأمر طارئ أو قوة قاهرة وبال تقصير منه.
مادة الرهن اإلتفاقي :فصل 255م ح ع ":من حق الدائن طلب الوفاء بالدين إذا
هلكت العقارات المرهونة أو تعطلت بحيث أصبحت غير كافية لضمان الدين.
" ...لكن :يجوز للمدين إذا كان الغصب أو الهالك من غير فعله " :أن يعرض
لدائنه رهنا عقاريا إضافيا".
مادة اإلقراض :الفصل 1355م إ ع ":للمقرض أن يحبس القرض إذا أعسر
المقض بعد العقد بحيث يتوقع ضياع كل القرض أو بعضه على المقرض وله
الحبس أيضا إذا كان عسر المقرض.
لماذا رفضت تونس وفرنسا نظرية الظروف الطارئة :العائق اقتصادي واجتماعي
وليس قانوني .حلول خاصة ال تقبل التعميم .المبدأ :ال يوجد قاعدة عامة تكرس
هذه النظرية القانون التونسي
اإلستثناء :بعض العقود الخاصة :رفض نظرية الظروف الطارئة.
60
مالحظة :التغيرات منذ الحرب العالمية الثانية طرحت التساؤل حول سبل التوفيق
بين مبدأ القوة العقد ومتطلبات العدالة العقدية مما أعطى نفسا جديد لنظرية
الظروف الطارئة .
ألمانيا قبلت مراجعة العقود أو نقضها نتيجة ظروف طارئة منذ 1523وهو ما
مهد العتمادها.
في مصر إيطاليا والجزائر قبلوا النظرية لكن القضائين التونسي والفرنسي الزال
متمسكين بالقوة اإللزامية للعقد ويرفضانها.
نظرية الظروف الطارئة والعوامل القانونية :ال يمكن البحث عن سند قانوني
لنظرية الظروف الطارئة في تونس إال إذا كان ذلك من باب الكشف عن حيلة
قانونية من شأنها أن تساعد القاضي في حالة الضرورة على سد ثغرة ألن القانون
التونسي ال يكرس نظرية الظروف الطارئة.
فقه القضاء األلماني كرس نظرية الظروف الطارئة استنادا إلى مبدأ حسن النية
في المعامالت.وهو ما حاول القيام به أحيانا القضاء الفرنسي.
61
مبدأ النسبية العقدية
أ.الطرف المتعاقد
هو الطرف الذي يتم برضاه انعقاد العقد إما بصفته أصيال أو النيابة.
فاألصيل هو الذي يبرم العقد شخصيا ويعبر عن إرادته بصفة مباشرة ويكمن إبرام
العقد بواسطة من ينوب المتعاقد.
النيابة هو تقنية قانونية تسمح بإبرام عقد تنصرف أثاره الى المتعاقد االصيل وفي
حقه.
تكون النيابة إما بالقانون أو االتفاق بالقانون كنيابة االب ألبنه القاصر وباالتفاق
كنيابة الوكيل في نيابة تصرفاته.
ب.الغير
الغير هو األجنبي على العقد فال يمكن أن يصبح دائن أو مدين بموجب عقد لم
يكن طرفا فيه.
فالغير هو الشخص الذي لم يكن طرف في عمل قانوني وال ممثال وال وارثا وال من
انجر له حق من أحد المتعاقدين هذا المفهوم يجنب الغلط بين الخلف العام و
الخاص.
62
فالعام يخلف السلف في ذمته المالية كلها أو في جزء منها ويكون الوارث لكل
التركة أة لجزء منها أما الخاص هو يخلف السلف في حق عيني على شيء محدد
كالمشتري الذي يخلف البائع في ملكية المبيع.
.2المعارضة بالعقد
أ.نطاق العقد
تنشئ العقود لفائدة معاقد على حساب معاقده حقوق عينية وشخصية.
بنسبة للعينية تكون بالسلب أو االيجاب على مكاسب المعاقدين بتالي تحدث وضع
قانوني يلزم العامة و يتحتم على الغير احترامه كما تشمل الدائن العادي مع مراعاة
حقه في القيام بالدعوى بالبيانية والصورية أما الخلف الخاص يعتبر غي ار بمعنى
يحق له عند اكتساب حق عيني على الشيء الذي انتقل اليه ان يعارضه بالعقد.
بنسبة للشخصية تنصرف إال بين المتعاقدين لكن إذا تواطئ الغير مع أحد
المتعاقدين بما يؤثر سلبا على العقد يجوز للمعاقد الثاني أن يقوم ضد الغير
لتعويض الخسارة.
ب.شروط المعارضة
ال تصح في العقود الناقلة لحقوق عينية اال إذا توفرت فيها شروط من أهمها
االشهار بهدف إعالم الغير.
مثال :العقارات المسجلة ال يعارض بها إال بعد ترسيمها باإلدارة الملكية
العقارية.
63
كل شخص أجنبي عن العقد التفويت الذي اكتسب بمقتضاه احد طرفيه حق عيني
مشمول على عقار مسجل ال يجوز معارضتهم اما العقار الغير المسجل يشترط
وجود عقد ثابت التاريخ وكل إخالل من أحد الطرفين نحو معاقده يضر بالغير
الذي له الحق في االحتجاج ضد الطرف المخطئ ويقوم بتعويض الخسارة على
أساس المسؤولية التقصرية.
64
.1اإلشتراط لمصلحة الغير
اإلشتراط لمصلحة الغير هو عمل قانوني يشترط فيه شخص يسمى المشترط على
شخص اخر يسمى المتعهد بأن يقوم بأداء معين لفائدة شخص ثالث يسمى
المستفيد.
ينبغي أن يوجد عقد بين المشترط والمتعهد تتوفر فيه جميع شروط الصحة ويجوز
أن يكون بعوض أو تبرعا من المشترط للمتعهد.
ال يتحقق االشتراط لمصلحة الغير إال إذا تأكدت إرادة الطرفين المتعاقدين على
إكساب حق للغير.
يعين المستفيد عندما يحدث االشتراط إثره كان يكون شخصا سيوجد في المستقبل
أو شخصا يقع تعيينه بعد اكتتاب المشارطة.
65
.1عالقة بين المشترط والمتعهد
تتمثل في إزدواجية إذ يربط بينهما العقد األصلي ويربط بينهما ما يتعلق بالتنفيذ
االشتراط ذاته وفي خصوص االشتراط فانه ال يحق للمشترط طلبه إال مع الغير
أي المستفيد إال في الحالة التي يظهر فيها من العقد أن التنفيذ ال يجوز طلبه إال
من المستفيد ويجوز للمستفيد طلب فسخ العقد إذا لم ينفذ المتعهد الشرط الملزم به
إزاء المستفيد.
ال توجد عالقة مديونية بينهما الن المستفيد دائن لمتعهد وليس دائن للمشترط،فال
يجوز له مطالبة هذا االخير بالوفاء وال يجوز للمستفيد أن يقرر الرجوع في
المشارطة ألنه لم يكن طرفا فيها ولكت بإمكانه رفض التحصل على الحق
موضوع المشارطة.
66
التعاقد في حق الغير هو اتفاق يبرمه شخص باسم غيره ليزمه نحو شخص
المتعاقد معه دون ان تكون له سلطة النائب وال يشترط لصحته ان يكون الطرف
المتعاقد مع النائب على علم بكون النائب قد تصرف بدون سلطة ويبقى هذا العقد
غير نافذ في حق المتعاقد عنه الى حين التصديق عليه من قبله.
أما التعاقد عن الغير فهو عقد يتعهد بموجبه شخص هو المتعهد نحو معاقده هو
المتعهد له بأن يجعل شخصا اخال هو الغير يلتزم له بأمر معين كاإلمتناع عن
العمل أو القيام به.
التصديق هو تصرف قانوني أحادي وفي هاتين المؤسستين يعلن بموجبه قبول
المتعهد عنه أو المتعاقد في حقه اللتزام أو العقد الذي أجراه من تصرف باسمه
ونابه دون سلطة وال يخضع التصديق من حيث صحته الى أي شرط شكلي
ويمكن أن يكون صريحا أو ضمنيا.
للتصديق اثر رجعي بين طرفي العقد ولكنه ال ينسحب إال على المصدق ومعاقده
أما بالنسبة للغير فان أحكام العقد ال تجري إال من يوم التصديق.
67
أم عدم التصديق ينبغي أن نميز بين حالة عدم اقتران التعاقد في حق الغير وبيم
حالة اقترانهما.
في الحالة االولى فان الذي يتعاقد في حق الغير وال يتعهد بضمان التصديق ال
يلزم بالخسارة لمن عاقده اذا لم يتيسر اتمام العقد طالما ثبت انه اعلمه انه
يتصرف معه دون سلطة او كان المعاقد عالما بذلك ،اما اذا اخفى عليه الحقيقة
فعليه التعويض.
في الحالة الثانية التعهد بضمان التصديق هو التزام بنتيجة يترتب على عدم
الوفاء به التزام المتعهد بتعويض الخسارة باستثناء حالة القوة القاهرة.
الصورية
68
ا.نفاذ االتفاق السري
حسب الفصل 25م.ا.ع المكاتيب السرية والحجج الناقصة للعقود ال عمل عليها
اال بين المتعاقدين وورثتهم وبالتالي فان العقد النافذ هو العقد السري وال أثر ملزم
للعقد الظاهر.
فاإلرادة الحقيقة لألطراف هي المعمول بها وهذه االرادة محلها هو العقد السري ال
الظاهر ولكن ليكون العقد السري نافذ ينبغي أن يكون صحيحا الن توفر حالة من
حاالت البطالن تبطله.
كما ينبغي التنبيه في هذه المسألة الى حياد الصورية في حد ذاتها ال تكون سببا
لبطالن العقد.
مثال :إذا نص عقد ظاهر بين زيد وعمر وأبرمه عقد خفيا بينهما ينص على عدم
العمل بالبيع وعلى كون المعاملة بينهما هي عقد هبة فان العقد النافذ هو عقد
الهبة وال قيمة للبيع الصوري ويكون نفاذ العقد السري بطبيعة رهين إثباته.
فعندما يكون محل التصرف في العقد السري أكثر من 133دينار ينبغي إثباته
بالكتب وإذا كانت المعاملة تصح إال بكتب فان إثباتها ال يكون إال بكتب مثل :بيع
العقار.
69
كما تجدر االشارة ان مدعي الصورية يعفى من االدالء بالكتب في حالة اشتراطه
إال في الصور التي يعددها القانون.
إذن نظام اثبات العقد الصوري ليس نظاما خاصا في صورة االحتجاج من قبل
أحد األطراف ولكن يختلف في صورة االحتجاج الغير بالعقد السري.
حسب الفصل 25م.ا.ع ال يحق للطرفين االحتجاج بالعقود السرية على الغير
بهدف حماية مصالح الغير حسن النية فعادة يكون من مصلحة الغير أن يتمسك
بالعقد الظاهر لكن من مصلحته أحيانا أن يتمسك بالعقد السري لذا يمنح القانون
حق الخيار عندما يريد الغير أن يتمسك بالعقد السري عليه إثباته بكافة الوسائل.
المشرع التونسي صمت في هذه المسألة على عكس المشرع المصري لكن يرى
بعض بعض الشراح كاألستاذ دمحم كمال شرف الدين أن األفضلية لمن يتمسك
بالعقد الظاهر.
الشرط التغريمي
70
أ.أساس المبدأ
عدم مشروعية الشرط التغريمي تعود لمخالفة روح التشريع اإلسالمي لكن في
القانون التونسي ليس حجة معتبرة وإن استلهم أحكامه من الفقه االسالمي إال أنه
يبقى قانونا وضعيا غير مطالب باالستجابة لكل تفصيل في الفقه االسالمي.
الفقه أقر في عدة مناسبات مشروعية الشرط التغريمي بناء على الحرية التعاقدية
وإستنادا لمبدأ القوة الملزمة للعقد فيجوز للمتعاقدين تضمين ما شاءوا من شروط ما
لم تكن مخالفة للنظام العام واألخالق الحميدة.
ب.نطاق المبدأ
يرى فقه القضاء والفقهاء أنه ينبغي تحيد صحة الشرط التغريمي مما يستدعي
التمييز بين الشرط ذي الطابع الجزائي التهديدي والشرط ذي الطابع التعويضي
والشرط ذي الطابع المزدوج.
71
الشرط ذي الطابع التعويضي :الغاية منه تعويض الضرر الحاصل للدائن من
إخالل مدينه بالتنفيذ وأساس التعويض في الشرط التغريمي ليس الخطأ في جانب
المدين وليس إثبات الضرر من المدين بل هو مجرد االخالل بالتنفيذ.
هذا االساس يلتقي مع المسؤولية العقدية على التعويض بمجرد اإلخالل بااللتزام.
الشرط التغريمي ذي الطبيعة المزدوجة :يرى الفقهاء انه يجوز سواء كان محكوم
بفكرة العقاب أو بفكرة التعويض وال شيء من القانون يمنع اعتباره عقابا خاصا
بناء على الحرية التعاقدية.
إذن الشرط التغريمي جائز إذا كانت غايته العقاب أو التعويض أو االثنين في
نفس الوقت بشرط ان ال يخالف النظام العام واألخالق الحميدة
72
مجحف الطلراف ليس للمحكمة ان تتدخل بالزيادة او التخفيض في المبلغ المتفق
عليه.
تاسس هذا القرار على فكرتين :الفكرة االولى تتمثل في امكانية تعديل الشرط
التغريمي على اساس الفصل 255م.ا.ع أي تقدير الخسارة امر راجع لحكمة
القاضي لكن الفقهاء يالحظون ان هذا االساس غير قويم الن الفصل 255م.ا.ع
هو التعويض القضائي وليس التعويض االتفاقي بمقتضى الشرط التغريمي وانه ال
يمكن سحب التقدير القضائي في التعويض الذي تحكم به المحكمة على التعويض
االتفاقي.
أما الفكرة الثانية تتمثل في إمكانية تعديل الشرط التغريمي بناء على االنصاف
والعدالة لكن فكرة االنصاف فضفاضة الن االنصاف من المبادئ العامة للقانون
اال انه قد يكون مدخال لتقاعس المدين عن تنفيذ التزامه ألنه سيعول على حماية
القاضي.
وفيما يخص الغاء الشرط التغريمي فان المصطلح االصح هو البطالن ويظهر أنه
بطالن نسبي النه متعلق بالمصلحة الخاصة للخصوم وال يمكن ان يكون بطالنا
مطلقا لكون الشرط ال يخالف القانون وال النظام العام وال األخالق الحميدة.
73
هذا القرار لم يكن تأسيسه متينا لذلك االشكاالت المرتبطة بالشرط التغريمي تبقى
مطروحة مما يستدعي تدخل المشرع لتنظيم هذه المسالة نظ ار الن المنظومة
القانونية التونسية تقوم على التشريع المكتوب وتهمش القاعدة القضائية.
74
الدفع بعدم التنفيذ
اذا كان اللتزام من طرفين فألحدهما ان يمتنع عن اتمام ما عليه حتى يتم االخر
ما يقابل ذلك من العقد إال اذا اقتضى القانون او العرف تعجيل ألحد الطرفين بما
عليه.
اذا كان ألحد الطرفين ان يوفي بما عليه لعدة أشخاص فله أن يمتنع عن أداء ما
عليه ألحدهم حتى يتمموا جميعا ما وجب عليهم.
إذن تقوم قاعدة الدفع بعدم التنفيذ على أساس مبدأ المعاملة بالمثل الذي يسمح
االرتباط بين االلتزامات بتطبيقه بالنسبة للعقود الملزمة للجانبين وذلك بأن يمتنع
طرف من تنفيذ التزامه حتى يقوم طرف اخر بتنفيذ ما عليه.
بتالي الدفع بعدم التنفيذ وسيلة ضغط على الطرف الذي لم يف بالتزامه فانه من
المهم ان ان نشير انه شبيه بحق الحبس ،فالدفع بعدم التنفيذ هو حق شخصي
يكتسبه المعاقد ضد معاقده بحكم القانون ويتمثل في حق االمتناع مؤقتا فهو
استثناء لمبدأ القوة الملزمة للعقد أما حق الحبس هو عيني أعطاه القانون للدائن
لضمان استخالص الدين من مدينه.
أ.الشروط األصلية
يشترط في الدفع بعدم التنفيذ أن تكون االلتزامات متقابلة ومتداخلة وواجبة التنفيذ
حاال.
75
يقصد بالتقابل أن ال تعمل القاعدة في العقود الملزمة لجانب واحد ،يقصد بالتداخل
ان تنجز االلتزامات على العقد نفسه ولو كانت ناتجة عن ابطاله أو فسخه أم
التنفيذ الحالي يقصد به ان تكون االلتزامات مستحقة االداء حاال فما كان من
الممكن الدفع بعدم التنفيذ إذا اختلفت االلتزامات من حيث قوة الدين كان يكون
االلتزام األول معلق على شرط واألخر مستحق األداء.
ال يمكن للمعاقدان الدفع بعدم التنفيذ إذا لم يعرض من جانبه ما عليه الطرف
االخر فعليه أن يبدي استعداده للتنفيذ حتى يصح الدفع بعدم التنفيذ ،وله أن يدفع
بالمبدأ مهما كان السبب من خطأ الطرف المقابل أو سبب أجنبي يرتبط بالقوة
القاهرة.
كما ال يمكن للمعاقد أن يدفع بالمبدأ اذا التزم مسبقا بالعقد بتعجيل التزامه قبل
الطرف المقابل أو كان العرف يقتضي ذلك فعليه في هذه الصورة أن يبدأ بالتنفيذ
أوال وال يصح له الدفع بعدم التنفيذ.
ب.شروط الممارسة
الدفع بعدم التنفيذ إجراء خاص ال يستند الى سبق القضاء فيه فليس من الضرورة
أن يصدر حكم في الغرض وليس من الضروري انذار المدين مسبقا بمجرد توفر
الشروط االصلية يمكن للمعاقدان التمسك بالدفع بعدم التنفيذ على أن الدفع قد ال
يكون موضعه وقد يتمسك الطرفان بعدم التنفيذ غلطا عندئذ يرفع االمر الى
القضاء الذي بإمكانه مراقبة حسن سير الدفع وعند االقتضاء من الممكن الغاء
76
بالتعويض اذا ثبت االخالل بالشروط الجوهرية فهي في نهاية االمر ممارسة حرة
خاضعة لمراقبة القضاء.
أ.وقف التنفيذ
االثر االساسي في الدفع بعدم التنفيذ هو وقف التنفيذ فليس من أهداف الدفع بعدم
التنفيذ فسخ العقد وإنما وقفه الى أجل وقتي الى حين متابعة التنفيذ،فإذا كان
االلتزام في تسليم شيء أمكن للدائن االمتناع عن تسليمه وإذا كان االلتزام في
القيام بعمل امتنع الدائن من أداءه وليس هناك فرق بين العقود الحينية والمستمرة.
لكن هناك عقود ال تتجمل الوقف بمعنى االمتناع عن التنفيذ يحمل مباشرة الى
الفسخ دون المرور الى مرحلة الوقف.
مثال :ينفذ االلتزام في زمن محدد مع تعذر تنفيذه خارج ذلك الزمن.
قد يتعذر التنفيذ مطلقا اذا توفرت حالة من حاالت القوة القاهرة حيث يجوز للمعاقد
الدفع بعدم التنفيذ ويعتذر عن نهاية تنقيذ العقد.
يختلف اثر الدفع بعدم التنفيذ بين الطرفين إزاء الغير فإذا كان اثر الوقف يسري
بين الطرفين في جميع الصور فانه يتعين التمييز بين صورتين:
77
فالصورة االول تتمثل في اسناد الغير الى نفس العقد موضوع الدفع أما الثانية
تتمثل في اسناد الغير لحقوق ذاتية خارجة عن اطار العقد فانه ال يعارض بالدفع.
كما للغير أن ال يعارض بالدفع إذا ثبتت حقوقه بعد ثبوت حق المتعاقد
مثال:يكتري المالك عقار ثم يفوت فيه بعد أن يرهنه فال يجوز للمكتري االمتناع
عن تسليم المحل اذا لم يكن لكرائه تاريخ ثابت قبل ان يمارس المالك تلك
العمليات.
78
انتقال االلتزام
نفهم من هذا الفصل أنه يجب توفر ثالث أطراف محيل يقصد به الدائن ،محال
عليه يقصد به المدين ومحال له يقصد به دائن جديد.
يشترط في االحالة ان تكون بصفة رضائية أي عند انشاؤها بين المحيل والمحال
له كما يشترط شكلية حيث ال بد من توفر شكلية اعالم المحال عليه باالحالة.
كما يشترط أن يكون عقد االحالة أو الدين تام متى رضي به الطرفان فيدخل
المحال له مدخل المحيل من تاريخ االحالة.
تجدر االشارة أن االنتقال ال يتم للمحال له بالنسبة للمدين أو لغيره إال باإلعالم
بانتقال الدين أو قبول المدين االنتقال بكتب ثابت التاريخ.
يجب التنبيه أن االحالة تكون باطلة إذا نص القانون أو العقد عللى ذلك كما أن
االحالة باطلة إذا كانت بعوض أو بدون عوض إذا لم يكن المراد منها إال إخراج
المدين عن نظر قضاته الطبيعيين وجلبه أما قضاة اخرين.
المبدأ :جواز إنتقال الحق أو الدين مهما كان محله قبل حلوله.
79
االستثناء :عدم انتقال الحق أو الدين وتعد االحالة باطلة إذا كان الدين أو الحق
محتمل متنازع فيه غير قابل للعقلة واالعتراض إذا كان موضوع االحالة حق
شخصي .
كما يضمن توابع الدين كاالمتيازات العينية أو الشخصية إال استثنى ذلك صراحة
العقد أو القانون ،كما يجب التنبيه أن االحالة بال عوض فال ضمان على المحيل
ولو في وجود الدين أو الحق المحال وإنما عليه ضمان ما يترتب عن تغريره.
طبق أحكام الفصل 214م.ا.ع يسقط ضمان المحيل على قدرة المدين على الدفع
إذا كان عدم الوفاء ناتج عن فعل المحال له أو عن إهماله عن اتخاذ الوسائل
االزمة الستخالص الدين أو إذا أعطى المحال له فسحة في األجل للمدين بعد
حلوله.
حسب الفصل 215للمدين أن يعارض المحال له بجميع المعارضات التي كان له
أن يعارض بها المحيل وقت اإلحالة أو وقت اإلعالم بها لكن ليس له أن يعارض
80
بالتوليج وال بمكاتيب واتفاقات سرية بينه وبين المحيل تخالف ظاهر األمر إذا
كانت هذه االتفاقات غير منبه عليها في رسم الدين ولم يعلم بها المحال له بمعنى
بما يتعلق بالدفوعات الشخصية.
حسب الفصل 215ينتقل االلتزام بالتركة حيث تنتقل التركة من وارث الى شخص
اخر يكون إما وارث أو غير وارث بشرط علم المحيل و المخال له قيمة التركة.
من يحيل التركة ال يلزمه إال ضمان كونه وارث كما أن االحالة بالتركة تنقل
للمحال له الحقوق و االمتيازات المتعلقة بالمخلف.
كما نجد حسب الفصل 223أن اإللتزام ينتقل بإحالة األصل التجاري فعندما يحال
محل تجارة بجميع ما فيه و يستمر المحال له على مباشرة االعمال به بعنوانه
التجاري فعليه حتما جميع ما على المحيل من التزامات الناشئة عن تعاطي تجارة
المحل المحال والديون الداخلة فيه ترجع حتما للمحال له واإلشهار بمعنى جميع
الحقوق الشخصية.
كل اتفاق يخالف ذلك ال عمل عليه بالنسبة للغير إال إذا اعلمه شخصيا المحيل أو
المحال له لكن إذا تواصل النشاط من قبل المحال له بغير االسم االول فال تلزمه
االلتزامات إذا أعلم بالصور المستعملة في التجارة أنه تحمل بااللتزامات السابقة أو
إذا كان المحل داخال في جملة األشياء أو تركة أحيل معها على أساس الفصل
215م.ا.ع أي فيما يتعلق باالحالة بالتركة.
كما حسب الفصل 222م.ا.ع نجد احالة الذمة المالية فعندما تحال ذمة مالية
بصفة كاملة صبرة واحدة من المحيل للمحال له للدائينين أن يطالبوا من وقت
81
االحالة المدين السابق والمحال له معا حسب ما تقتيضه مصالحهم إال إذا رضوا
باالحالة رضاء صريحا لكن المحال له ال يضمن اال بقدر المال الذي أحيل له
بمقتضى دفتر تقييد التركة و ال تنفك أو تنقص عهدته بما يعقده مع المدين
السابق.
يتم االنتقال بحلول الغير بمقتضى العقد أو القانون ،فاالنتقال بعقد يكون شخصي
إتفاقي برغبة من الدائن أو المدين بمعنى يتم متى قبض الدائن دينه من الغير
أحله محله فيما له على المدين من حقوق و امتيازات ورهون عقارية إما عندما
يقترض المدين ما عليه من شخص الداء دينه ويحيله على ما لدائنه من ضمانات
في ذلك الدين.
كما أن الحلول بمقتى العقد يتم بغير رضاء الدائن إن امتنع من قبض ماله سلمه
المدين لصندوق االمائن وتتوقف صحة الحلول إذا كان القرض والوصل بكتب
ثابت التاريخ،أن يصرح برسم القرض بأن المبلغ أو الشيء المقترض إنما هو ألداء
الدين وأن يصرح بالتوصيل بأن الوفاء وقع بمال الدائن الجديد وإذا سلم المال
لصندوق األمائن فعلى قابضه أن يصرح باألمور المذكورة في التوصيل الذي
يعطيه في المال المؤمن تحت يده ،أن المدين يحيل بوجه صريح للدائن الجديد
الضمانات المجعولة للدين القديم.
أما االنتقال القانوني يتم بحلول المدين محل الدائن أو بحلول غير المدين محل
الدائن كما أن الحلول القانوني يتم للدائن إذا كان له رهن أو كان دينه بخط اليد
فقط إذا أدى مال دائن آخر مقدم عليه بسبب امتيازاته ورهونه ولو كان متأخ ار
82
عليه في التاريخ كذلك لمشتري العقار إلى حد ثمن مشتراه إذا دفع هذا الثمن في
خالص أصحاب دين كان العقار مرهونا تحت يدهم أو من أدى دينا كان مشتركا
فيه مع المدين أو مطلوبا به في حقه على أنه مدين متضامن معه أو كفيل عنه
أو معه أو وكبل بالعمولة كما يتم في حق من أوفى بالدين لمصلحة له ولو لم
يكن مطلوبا به كمن أعطى رهنا في دين غيره.
يتم االنتقال بالحوالة أي نقل ما للدائن من حقوق على مدينه لشخص اخر وفاء
بما عليه لذلك الشخص و تنعقد الحوالة ايضا إذا كلف احد غيره بأداء دينه و لو
لم يكن للمكلف دين في ذمة ذلك الغير.
إذن الحوالة تؤدي الى تعويض ذمة المدين بذمة شخص اخر عادة يكون هو نفسه
مدين المدين.
كما يشترط في الحوالة أن تكون بلفظ صريح فال تثبت بغلبة الظن و من ليست له
أهلية التفويت ليست له الحوالة بمهنى يجب أن تكون االهلية كاملة أن يجب
رضاء كل من المحيل له و المحيل دون حاجة لرضاء المحال عليه بتالي الحوالة
تامة برضاء المحيل و المحال له ولو من غير علم المحال له لكن إذا كان لبن
المحال له و المدين عليه عداوة فالحوالة ال تصح إال برضاء المحال عليه وله أن
يمتنع من قبولها كم يجدب التنبيه أن الحوالة ال تصح إال كان كل من الدينين
صحيح قانونا كما ال تصح في الحقوق المشكوك في حصولها.
كما ان الحوالة تشمل الدين مع توابعه المتممة لذاته كاالمتيازات كما تشمل ما كان
للمحيل من القيام من بطال أو فسخ لكنها ال تشمل االمتيازات المتعلقة بذات
المحيل ،الرهن والضمانات إال بنص صريح.
83
كما يجب التنبيه أن الحوالة ال تبرئ ذمة المحيل لكنه تخول للمحال له حق
الرجوع عليه بجملة المال المحال به وتوابعه أذا سقط أو ألغي الدين المحال به
لكون القانون أوجب فسخه أو إبطاله أو عند قبول المدين الحواله بشرط ان ال
يعارض الدائن الجديد الذي قبل الدين عن حسن نية ويحتج عليه بما كان له أو
إذا أثبت المحال عليه أنه وفي الدين علمه بالحوالة وإذا دفع شيئا للمحيل بعد
علمه بالحوالة بقي مطلوبا للمحال له على يرجع بما دفع على المحيل.
تمكن الحوالة المدين المحال عليه االحتجاج على المحال له بجميع االوجه
االحتجاج على الدائن المحيل وله أن يعارضه ولو باالوجه المتعلقة بذات المحيل.
84
انقضاء االلتزام
إذن إنقضاء االلتزام باألداء العادي يحصل بصفة مباشرة من طرف المدين وال
تصح النيابة إذا حصل االشتراط صلب العقد كما يحدد االطراف مكان االداء.
في صورة تعدد ديون المدين وقام هذا االخير بدفع احدهم فالدين المحدد يخصم
من الدين المدفوع اما الغير محدد يختار المدين خصم احدى الديون وفي صورة
عدم اختياره الدين يخصم الدين الذي فيه اكثر مصلحة للمدين وعند حلول اجل
خالص عدة ديون في نفس الوقت يخصم الدين الذي فيه اقل توثقة حماية للدائن
العادي.
االداء يرتب اثار تجاه المدين حيث ينقضي االلت ازم وتوابعه ،ضمان االستحقاق
والعيوب الخفية.
أما االثار تجاه الغير ترتب عند وجود حوالة الدين اذ يقتضي على المدين عدم
االقرار بالدائن الجديد بصفته غي ار.
نص الفصل 441ان االلتزام ينقضي بأداء دين عوض ماهو مذكور بما رضي
الدائن بذلك وهو محمول على الرضى اذا قبل اداء شيء غير المتعاقد ولم يبقى
لنفسه حق القيام.
اذن يتمثل االداء بمقابل قبول الدائن من المدين استفاء لحقه شيئا اخر غير الشي
المستحق اصال.
85
يشترط في الدين بالمقابل توفر نفس شروط االداء العادي مع اضافة شرطين
االول المدين يلتزم بما عليه مع ضرورة ان ال يكون هذا الشيء هو المستحق
اصال على المدين أما الشرط الثاني يجب على الدائن أن يقبل الشيء من المدين
بالنظر الن المبدأ يقتضي أن يتم الوفاء بما وقع عليه االتفاق والموافقة تكون
ضمنية أو صريحة.
ينقضي االلتزم بدون أداء بتجديد االلتزام وذلك حسب الفصل 445م.ا.ع":انقضاء
التزام قديم بانشاء التزام اخر جديد عوضه".
يشترط أن يكون تجديد االلتزام صريحا ال بغلبة الظن كما يشترط لصحة العقدين
أن ال يكون أحد االلتزامين باطال.
تجدر االشارة أن تجديد االلتزام ال يصح اذا لم يكن للدائن و المدين أهلية التفويت
مع سالمة الرضا من العيوب.
كما يجب وجود طريقة من طرق التغيير كأن يتفق الدائن والمدين على تعويض
العقد القديم بعقد جديد على أن ينقضي االول أو يتغير بسببه .
ومن طرق التغيير يحل المدين الجديد محل القديم وال يلزم موافقة المدين االول.
اثار تجديد االلتزام بنسبة الذراف ينقضي العقد القديم ويحق للمدين الرجوع على
الدائن الجديد إذا أقر المدين الحوالة فال يسوغ له أن يعارض الدائن الذي قبل
بالدين حسن النية بما له من دفوعات أما بالنسبة للغير المبدا التامينات العينية ال
تنتقل في االلتزام الجديد استثنائيا تنتقل إذا تم التنصيص بكتب ثابت التاريخ.
86
كما ينقضي االلتزام بدون أداء بموجب المقاصة وهي عبارة على وفاء كل طرف
الخر بدين على ذمته بمعنى نفس الشخص االول له صفة الدائن والمدين لشخص
ثان له بدوره صفة الدائن والمدين للشخص االول.
المقاصة تسهل الوفاء حيث تتم برضاء الفريقين أو بأمر من الحاكم إذن تكون
إتفاقية أو قضائية.
يشترط في المقاصة بان ال تجرى بين شخص ونائبه،الشريك الذي ليس له أن
يقاصص الشريك بما له على الشركة وال تقع بين المسلمين مهما كان فيها مل
يخالف ديانتهم.
كما ال تصح أال إذا اتفق الدينان جنسا ويكون الدينان معلومان بالمقدار وغير
متنازع فيهما كما ال تصح بدين سقط القيام به بمرور الزمن كما ال تجوز المقاصة
اذا كان سبب الدين مما ال تجوز عقلته مثل النفقة ،ال تجوز اذا كانت الدعوى
في استرجاع وديعة،ال تجوز كذلك اذا كانت ممنوعة بمقتضى عقد الدين وأذا
كانت في الديون والداءات الواجبة للدزلة والدارات البلدية ما لم يكن لمدعي
المقاصة دين على نفس لبخزينة التي طلب الديون أو االداءات.كما ينقضي
االلتزام بدون اداء باختالط الذمة اي يكون نفس الشخص دائن ومدين ويكون
نفس الدين عكس المقاصة التي تشرط دينين.
إختالط الذمة يتم في الحقوق الشخصية أي دائن إلبنه ثم توفي األب أصبح االبن
دائت لنفسه بعد أن كان مدين ألب كما تتم إختالط الذمة في الحقوق العينية كأن
يتمتع إبن بحق إنتفاع منحه إياه أبه المتمتع بحق رقبة وبعد وفاة االب اصبح
االبن دائنا بنفس حق الرقبة ومدين بحق االنتفاع.
87
يكون إختالط الذمة كلي او جزئي بحسب كونه في كل دين أو في البعض إذا زال
السبب الذي أوجب إختالط الذمة فإن الدين يعود في حق الجميع بتوابعه وما كان
عليه وكأنه لم يكن.
أ.أسباب إرادية
بنسبة إلقالة هي إجازة من المشرع ألطراف لفسخ االلتزامات الناشئة من العقود إذا
تراضى الطرفان على فسخها إثر العقد في الصور التي يبيحها القانون.
إذن المشرع يفترض التراضي في االقالة ويستبعد النقض االحادي للعقود.
يشترط في االقالة الفورية حسب عبارة "إثر التعاقد" الواردة بالفصل 414ويجب
أن ال تطول المدة بيت التعاقد واالتفاق على إجراء االقالة كما تصح بالسكوت كأن
يقوم كل من الطرفين برد ما أحذ من االحر ثمنا ومثمنا بعد البيع.
يشمل ميدان االقالة كل االلتزمات باستثناء انعدام العين موضوع التعاقد أو تعيب
وا تغير إستعمالها كما تصح االقالة إذا تعذر على الطرفين إسترجاع جميع ما
احذاه من بعضهما البعض.
يمكن ألطراف تجاوز هذه االستثناءات مع تحديد مبلغ يتمثل تعويضا لقيمة الفارق
بين ما كانت عليه العين عند التعاقد وما أصبحت عليه.
88
إلقالة أثر رجعي عندما تنشأ صحيحة يرجع الطراف الى ما كانوا عليه حين
التعاقد.
كما االقالة ال يمكن أن يكون أي مفعول تجاه الغير الذي إكتسب حقا على ما
وقعت فيه االقالة ذلك حماية لما قد تؤدي اليه من خطر أو تهديد على الحقوق
المكتسبة قبل االحالة.
بنسبة إلبراء االختياري يتمثل في تنازل من جانب الدائن عن حقه تجاه مدينه دون
مقابل.
حيث ينص الفصل 443م.ا.ع:ينقضي االلتزام باسقاط إختياري من الدائن الذي
له التبرع واإلسقاط ماض إال إذا لن يقبله المدين قبوال صريحا".
إذن االبراء هو تصرف تبرعي يؤدي الى التنازل من قبل الدائن لمدينه اختيا ار منه
وبدون أي مقابل عن الدين أو جزء منه.
االبراء اإلختياري ال يرتب اثاره اال متى اتصل بعلم المدين دون أن يعترض عليه
إذن قبول المدين مفترض إذا سبف للمدين طلب االبراء أو إذا تقدم منه القبول.
حقوق الورثة في االبراء االختيارى حسب الفصل 444م.ا.ع ":إذا أسقط الدائن في
مرض موته ماله على أحد ورثته سواء كان اإلسقاط في الكل أو البعض فإن
اإلسقاط ال يصح إال بمصادقة جميع الورثة عليه ".وحسب الفصل
444م.ا.ع":اإلسقاط الصادر من الدائن لغير وارثه في مرض موته يعتبر في ثلث
مخلفه بعد استيفاء الديون ومصاريف جنازته".
قديحصل أن يوصي الدائن بابراء مدينه بعد وقاته فيقوم االبراء مقام الوصية و
تسري احكام الوصية في الشكل والموضوع فال ينفذ االسقاط إال في حدود ثلث
التركة بالنسبة لغير الورثة.
إذن براءة االسقاط ينقضي بها االلتزم وعندما يصح االسقاط ال يجوز الرجوع فيه.
89
ب.االسباب الغير االرادية
بنسبة للتعذر الوفاء بااللتزام حسب الفصل 444م.ا.ع قد يتعذر الوفاء بااللتزام
دون قيام المسؤولية العقدية إذا صار الشيء الذي وقع عليه العقد غير ممكن
طبيعة أو قانونا بدون فعل المدين أو تقصيره وقبل أن يعد مماطال فقد إنقضى
العقد.
إذا أصبح تنفيذ االلتزام مستحيبال لسبب يشترط أن يصبح تقدير هذه االستحالة بعد
نشاة االلتزم وهذه االستحالة ال تحصل إال في إطار االلتزامات بتسليم شيء قيمي
أو بإبراء عمل أصبح مستحيل الوقوع.
ال عمل على االستحالة الظرفية التي تظهر وتزول بعد نشأة االلتزام وقبل حلول
أجل التنفيذ.
إستحالة تنفيذ االلتزام ال تشمل االشياء القيمية وال يمكن تصور استحالة التنفيذ في
االلتزامات التي موضوعها من المثليات اي االشياء المعينة بجنسها فالجنس ال
ينعدم وهالك هذه االشياء ال تب أر به ذمة المدين.
االستحالة ترجع لسبب أجنبي قوة قاهرة أو أمر طارئ بتحققه ينقضي امعه االلتزام
دون ان يستحق الدائن تعويضا بشرط أن يثبت المدين السبب االجنبي كما يمكن
للدائن ان يطالب بالتعويض.
بنسبة لسقوط الدعوى بمرور الزمن حق المطالبة يزول بالتقادم الذي يمكن اقارته
قي كل طور من اطوار القضية هذا الدفع يجب ان يحصل بطلب من الخصوم اذ
ان السقوط بالتقادم ال يعتبر من االمور المتصلة بالنظام العام إذ هو وجه من
اوجه حماية المدين من الدائن المهمل.
90
هناك نوعان من التقادم تقادم مسقط وتقادم مكسب.
قائمة المراجع
91
مجلة االلتزامات والعقود
92