Professional Documents
Culture Documents
:عرض حول
السنة الجامعية:
2021-2020
الفهــــــــرس
مقدمة 2
3 المبحث األول :إشكاليات التجريم في جرائم الشيك
3 المطلب األول :الجرائم الخاصة بالساحب
الفقرة األولى :عدم توفير مؤونة الشيك عند تقديمه للوفاء 3
7 الفقرة الثانية :ساحب الشيك المتعرض بصفة غير صحيحة على المسحوب عليه
9 الفقرة الثالثة :جريمة سحب شيك بدون تعيين مكان إصداره أو تاريخه
المطلب الثاني :الجرائم الخاصة بالمستفيد والمسحوب عليه 10
10 الفقرة األولى :جرائم المستفيد
جريمة قبول أو تظهيرـ شيك على سبيل الضمان 10 أ-
جريمة قبول شيك بدون تعيين مكان إصداره أو تاريخه 11 ب-
12 الفقرة الثانية :جرائم المسحوب عليه
جريمة التصريح بمؤونة تقل عن المؤونة المتوفرة حقيقة 12 أ-
12 جريمة عدم التصريح داخل اآلجال القانونية باإلخالالت بوفاء الشيك وبالمنعـ ب-
المنصوص عليها في الفقرة األولى من المادتين 271و309 جريمة مخالفة المقتضيات ت-
من م.ت والمواد 312و 313و 317من م.ت 13
المبحث الثاني :إقامة دعوى الشيك والعقوبات المترتبة عنها 14
المطلب األول :خصوصية المسطرة في جرائم الشيك 14
الفقرة األولى :القواعد الخاصة بالدعوى العمومية 14
االختصاص في جرائم الشيك15 : أ-
16 تقادم الشيك ب-
ج-مدى توقف متابعة الساحب لشيك بدون رصيد على وجودـ محضر احتجاج 17
18 الفقرة الثانية :القواعد الخاصة بالدعوى المدنية التابعة
المطلب الثاني :جزاء مقترفيـ جرائم الشيك 20
20 الفقرة األولى :الجزاءات في القانون المغربي.ـ
.1الجزاءات على جرائم الساحب21 .
.2الجزاءات على جرائم المستفيد 22
.3الجزاءات على جرائم المسحوب عليه 23
.4جرائم التزييفـ والتزويرـ 24
.5عقوبتا المنع البنكي والقضائي 24
الفقرة الثانية :موقفـ التشريعات المقارنة 26
26 .1المشرع الفرنسي
.2دول االتحاد االقتصاديـ والمالي لغرب افريقيا 26
الفقرة الثالثة :التجريم بين اإلبقاء واإللغاء 27
خاتمة 29
قائمة المراجع 30
مقـــدمــــة
1
يعد الشيك مصدرا للكثــير من المشــاكل والنزاعــات نظــرا للبس الــذي يعــتري اســتعماله لــدى
الكثير من األشخاص سواء كانوا ساحبين أم مستفيدين .وقد حاول المشرع المغربي توفــير الحمايــة
القانونية لحامل الشيك وتأمين حقه في الحصول على الوفاء ،على اعتبار أنــه يحـوز ورقـة تجاريـة
مسحوبة لفائدته أو مظهرة إليه ،ويعد بذلك خاضعا لقواعـد قانون الصرف ،ومحميا من قبلها.
ولم يرد في ظهير 19ينــاير 1939المنظم للشــيك المنســوخ ،وال مدونــة التجــارة الحاليــة أي
تعريـــف للشــيك ،ممــا يــدل على أن المشــرع المغــربي أحجم كمــا هــو الحــال بالنســبة للعديــد من
التشريعات المقارنة عـن وضع تعريف محدد للشيك ،واكتفى فقط في إطـار المـادة 239من مدونــة
التجارة بذكر البيانات اإللزاميـة التي ينبغي أن يشتمل عليها الصك البنكي العتباره شيكا .غــير أنــه
يمكن تعريــف الشــيك على أنــه صــك محــرر مـــن قبــل شــخص-الســاحب -يــأمر فيــه مصــرفا هــو
المسحوب عليها بأن يدفع مبلغا من النقود عنـــد االطـــالع لمصــلحة شــخص ثــالث هــو المســتفيد أو
لمصلحة الشخص الذي سوف يعينه المستفيد أو للحامل .يتضح من التعريف أن أطـراف الشـيك هم
1
تم وضع المقتضيات الخاصة بالشـيك في المغـرب أثنـاء فـترة الحمايـة الفرنسـية سـنة 1939
وتطرقت له مدونة التجارة لسنة 1995ضمن الكتاب الثالث المخصص لألوراق التجارية حيث إنه
أتى في الباب الثالث بعد الكمبيالة والسند ألمر.
ويعتبر الشيك إذا مستحقا األداء بمجرد االطالع بمعنى واجـب الدفع بمجرد تقديمه إلى البنــك
المسحوب عليه .لكن ،إلى أي حد استطاع المشرع حماية حامل الشيك وهل استطاع فعال من خالل
هذه الحماية تأمين وظيفة الشيك في الوفاء؟
سنحاول من خالل هذا البحث أن نجيب على هذا التساؤل وسيقوم على مبحثين إثــنين أو لهمــا
سنخصصه لمحاولة مقاربة إشكاليات التجريم في جرائم الشيك قبل أن نوضح أثار قيــام المســؤولية
الجنائية عن هذه الجرائم.
1علي سلمان العبيدي – األوراق التجارية في التشريع المغربي – طبعة ،1970مكتبة التومي ،الرباط .ص432 :
2
يعتبر الشيك من أهم األوراق التجارية التي عرفت شيوعا كبيرا في مجــال الحيــاة المصــرفية
وهو يحل محال النقود في المعامالت بين األفراد سواء كانوا عاديين أو تجارا ،ومما ال شك فيــه إن
أهمية الشيك أخذت تزداد في العقود األخيرة نظرا لتطور المعامالت التجارية ونظرا للشيك كورقة
تجاريــة يســتعاض بهــا عن النقــود فقــد أصــبحت محال لإلجــرام يتعــرض لعــدة أشــكال من إســاءة
االستعمال ،كالتزوير ،التزييف ،الشيك بدون مؤونة والتعرض غير الصــحيح على دفــع قيمتــه عنــد
تقديمه لألداء .وتنقسم هذه الجــرائم المتعلقــة بالشــيك إلى جــرائم خاصــة بالســاحب (المطلب األول)
وجرائم خاصة بالمستفيد والمسحوب عليه (المطلب الثاني).
عندما يصدر الساحب الشيك يمكن أن يـرتكب مجموعـة من الجـرائم الـتي تسـتهدف الطـرف
األخر من اجل النصب عليه .وتتعدد هذه الجرائم في حين تعتبر جريمة إصدار شــيك بــدون مؤونــة
من أبرز جرائم الشــيك في الحيــاة المليــة (الفقــرة األولى) إمــا عن قصــد أو عن إغفــال .والتعــرض
بصف غير صحيحة على وفاء الشيك (الفقرة الثانية) كما يمكن آن يقوم بســحب شــيك بــدون تعــيين
مكان إصداره أو تاريخه (الفقرة الثالثة).
يقصد بالمؤونة " الدين النقــدي الــذي للســاحب على المؤسســة البنكيــة أو الهيئــة الــتي يخولهــا
القانون صالحية مسك حسابات يمكن أن تسحب عليها شــيكات وهــذا التعريــف يتماشــى مــع المــادة
2241من مدونة التجارة وتتكون المؤونـة بالنسـبة للشـيك بفعـل المـدفوعات الـتي تتم بحسـاب بنكي
يتعامل فيه بالشيكات وغالبا مـا تجـرى هـذه المـدفوعات إمـا عن تريـق إيـداع السـاحب نقـودا لـدى
المؤسســة البنكيــة وإمــا بواســطة دفــع أو راق تجاريــة للبنــك الــذي يمســك حســابه وذلــك من أجــل
اســتخالص هــذه األوراق وتقييـد المبـالغ ذلـك أن الجريمـة ال تتحقـق إال في الــوقت الــذي يقــدم فيـه
المستفيد الشيك إلى البنك المسحوب عليه ويمتنع هذا األخير عن الوفاء ،اما النعدام المؤونة أو عدم
كفايتها ويشترط في المؤونة ثالث شروط:
2ال يجوز سحب شيك إال على مؤسسة بنكية يكون لديها وقت إنشاء السند نقود للساحب حق التصرف فيها بموجب شيك طبقا التفاق
صريح أو ضمني .يقصد ب "المؤسسة البنكية" في مفهوم هذا القانون كل مؤسسة قرض وكل هيئة يخول لها القانون صالحية مسك
حسابات يمكن أن تسحب عليها الشيكات .يلزم الساحب أو الشخص الذي يسحب الشيك لحســابه أن يــؤدي المؤونــة ومــع ذلــك يكــون
الساحب لحساب غيره مسؤوال شخصيا تجاه المظهرين والحامل دون غيرهم.
3
-الصفة النقدية للمؤونة:ـ يشترط في المؤونة أن تكون ملفا نقديا ألن محل الشــيك يكــون دائمــا هــو
أداء مبلغ معين من النقود ،وليس دفع شيء آخر غير النقود على اعتبار أن الشــيك أداة وفــاء فهــو
يحل محل النقود في األداء.
-قابلية مبلغ المؤونة للتصرف :إن البنك المسحوب عليه يوفي مبلغ الشيك من رصــيد الســاحب ال
من نقوده هو ،لذلك يشترط أن يكون مبلغ المؤونة قابال للتصرف فيــه بمــوجب الشــيك ،ألنــه ليس
كل مبلغ مالي نقدي مودع لدى المسحوب عليه يكـون قـابال للتصــرف فيـه بمــوجب شـيك ،بـل أن
يوجد اتفاق سابق صريح أو ضمني بين البنــك وزبونــه على جــواز التصــرف في الوديعــة النقديــة
بالشيك.
-يجب أن تكون المؤونةـ مساوية على األقــل لمبلــغ الشــيك :يجب أن تكـون المؤونـة مسـاوية على
األقل لمبلغ الشيك المسحوب على المؤسسة البنكية أما إذا كانت المؤونة أقل من قيمــة الشــيك فــإن
ذلك يعد في حكم المنعدم بالنية إلى الساحب ممــا يــترتب عليــه تعرضــه للعقوبــة المتعلقــة بجريمــة
إصدار شيك بدون مؤونة ألن المشرع في المادة 3316م ت عاقب أيضا على عدم توفير المؤونــة
الكافية له وقت تقديمه لألداء.
في التشريع الجنائي المغربي نميز بين جريمة إصدار الشيك بدون رصيد وعدم توفير مؤونة
شيك عند التقديم لألداء.
جريمة إصدار الشــيك بــدون رصــيد منصــوص عليهــا في الفصــل 543من القــانون الجنــائي
وتعني أن يقوم شخص بإصدار شيك (تحرير شيك لفائدة الغير الذي يسمى مستفيدا وهو يعلم أنــه ال
يتوفر على رصيد بحسابه البنكي وقت تحرير الشيك ،وهذه الجريمـة ال تقـوم إال بإثبـات أن رصـيد
صاحب الحساب كان ال يتوفر على المبلغ المدون بالشيك وقت تحريره ،وكذا يتعين إثبات سوء نية
3يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وبغرامة تتراوح بين 2.000و 10.000درهم ،دون أن تقل قيمتها عن خمسة وعشــرين
في المائة من مبلغ الشيك أومن الخصاص:
ساحب الشيك الذي أغفل أولم يقم بتوفير مؤونة الشيك قصد أدائه عند تقديمه؛ .1
ساحب الشيك المتعرض بصفة غير صحيحة لدى المسحوب عليه؛ .2
من زيف أو زور شيكا؛ .3
من قام عن علم بقبول تسلم شيك مزور أو مزيف أو بتظهيره أو ضمانه ضمانا احتياطيا؛ .4
من استعمل عن علم أو حاول استعمال شيك مزيف أو مزور؛ .5
كل شخص قام عن علم بقبول أو تظهير شيك شرط أال يستخلص فورا وأن يحتفظ به على سبيل الضمان. .6
تصادر الشيكات المزيفة أ والمزورة وتبدد .ويتم مصادرة المواد واآلالت واألجهزة واألدوات التي اســتعملت أو كــانت معــدة إلنتــاج
هذه الشيكات ،بأمر قضائي ،إال إذا استعملت دون علم مالكها.
4
الساحب .وجريمة إصدار شيك بدون رصيد هي جريمــة عمديــة أي أنــه يتعين إثبــات تــوفر الــركن
المعنوي والمتمثل أساسا في توفر سوء النية.
أما جريمةـ عدم توفير مؤونةـ شيك عند التقديم لألداء فهي جريمة منصوص عليها في المادة
316من مدونة التجــارة .وهــذه الجريمــة هي عكس الجريمــة األولى أي أنهــا جريمــة شــكلية يمكن
تحققها بمجرد قيام الفعل ولو لم تتوفر لدى الساحب نيــة ارتكابهــا ،ألن المشــرع يتحــدث عن تحقــق
هذه الجريمة ولوفي حالة إغفال توفير المؤونة .وتتحقق جريمة عدم توفير مؤونة شيك عنــد التقــديم
لألداء عندما يتقدم المستفيد للمؤسسة البنكية ولمــا يطــالب بصــرف مبلــغ الشــيك يخــبره البنكي بــأن
المؤونة غير متوفرة أو غير كافية لسداد مبلغ الشيك ،عنــدها تقــوم المؤسســة البنكيــة بتســليم شــهادة
للمستفيد تفيد أن الحساب المســحوب عليــه الشــيك ال يتــوفر على المؤونــة أو أن تلــك المؤونــة غــير
كافية ،وتعتبر هذه الشهادة وسيلة إثبات لجريمة عدم توفير مؤونــة شــيك عنــد التقــديم لألداء .إال أن
هذه الجريمة ال تتحقق إذا تأخر المستفيد عن تقديم الشيك لألداء فتمكن الساحب من توفــير المؤونــة
أو من إتمـام الخصـاص خالل فـترة التـأخير ،الن النص صــريح في كـون السـاحب يجب أن يــوفر
مؤونة الشيك لإلدالء عند تقديم الشيك.
لقيام جريمة إصدار الشيك بدون مؤونة ال بد من توفر ثالث أركان أساسية:
الركن القانوني :يطرح الركن القانوني إشكالي مسألة النص الواجب التطبيق على هذه الجريمة .إذا
جرم الفعل المرتكب كل من المادة 316م ت وأيضا الفصل 543ق ج .وأمام هــذا الوضــع كــان ال
بد من الرجوع إلى مقتضيات المادة 733من مدونة التجــارة الــتي تقضــي صــراحة على أن أحكــام
هذا القانون تنسخ وتعوض األحكام المتعلقة بالموضوعات نفسها ،حسب مــا وقــع تغيــيره أو تتميمــه
مع مراعاة مقتضـيات المـادة ،4 735وبعبـارة أخـرى فـإن كـل مـا يتعـارض مـع المـادة 316من م
ت يعتبر كأن لم يكن ،ألنه في حالة تعارض نص خاص مــع نص عــام ،فــإن أولويــة التطــبيق تمنح
للخاص.
4يمكن لألشخاص المعنيينـ أن يقدموا تعرض الغير الخارج عن الخصومة على المقررات الصادرة عن المحاكم المنصــوص عليهــا
في الفقرتين األولى والثالثة من المادة 731أعاله والمضمنة في قائمة الديون.
يمكن للدائنين أن يقدموا تعرضا على أي دين مسجل في القائمة المنصوص عليها في المادة 732أعاله.
يجب أن يقدم تعرض الغير الخ ارج عن الخص ومة والتع رض داخ ل أج ل أقص اه خمس ة عش ر يوم ا من ت اريخ النش ر بالجري دة
الرسمية المشار إليه في المادة 732أعاله
5
كما يمكن تطبيق القاعدة الثانية التي تقضي أن “القانون الالحق ينســخ ويلغي الســابق إذا كــان
مساويا له في القوة “ .هذا المبــدأ الــذي يقضــي أنــه إذا كــان القــانون الجديــد متعارضــا مــع القــانون
السابق أو منظما لكــل المواضــيع الــتي يضــمه فانــه يتم إلغــاء القــانون الســابق ويتم تفعيــل وتطــبيق
القانون الجديد:
” إن النص التشريعي الجديد بتضمنه لعقوبة زجرية في المادة 316من م ت يكــون قــد ألغى
العقوبة المنصــوص عليهــا في الفصل 543من ق ج ،باعتبــار انــه من المبــادئ العامــة أن الالحــق
يلغى القــانون الســابق ،إذا مــا كــان القــانون الجديــد متعارضــا مــع القــانون الســابق أو منظمــا لكــل
موضوعاته ،طالما إن المادة 733من القانون الجديد تنص على أن أحكام هذا القانون الجديد تنســخ
وتعــوض باألحكــام المتعلقــة بالموضــوعات نفســها مســبقا ،بمعــنى إن النســخ ال يبقى للمقتضــيات
القانونية القديمة ،حيث انه يقتضي قانون م ت ،فان الفصل 543من ق ج قــد ألغى وال يعــد لــه أثــر
قانوني في ميدان منح إصدار شيكات وقبولها كضمانة .وان الم حكمة بتطبيقها لمقتضياته تكــون قــد
خرقت القانون وعرضت قرارها للنقض.
-الركن المادي :يمثل في هذه الجريمة في إصدار الشيك وفي انعدام المؤونة أو نقصانها.
6
-الركن المعنوي :تتحقق هــذه الجريمــة بمجــرد إغفــال الســاحب تكــون المؤونــة وقت تقــديم الشــيك
لألداء ألي سبب من األسباب وبذلك أصبحت هذه الجريمة من الجرائم اإلهمال وليس من الجرائم
العمديــة .ويســتفاد من المــادة 316م ت أن الجريمــة تتحقــق ســواء كــان الســبب في عــدم تكــوين
المؤونة بوجود أي إغفال الساحب أو سوء نيته .بحيث أن مســألة ســوء أو حســن النيــة لم يعــد لهــا
دور في جريمة إصدار الشيك بدون مؤونة المرتكبة من قبل الساحب على اعتبار أن هذه الجريمة
تكون قائمة بمجرد انعدام المؤونة ،ســواء كــان الســاحب حســن النيــة أو ســيئها وبغض النظــر عن
الظروف أو األسباب التي حـالت دون قيـام السـاحب بتكـوين مقابـل الوفـاء .ألن جريمـة السـاحب
مرتبطة بالمؤونة جريمة اقتصادية وليس جريمة عمدية.
وبالتالي فان الساحب ملــزم بالحفــاظ على المؤونــة الالزمــة ،وكــذا العمــل على تكوينهــا ألداء
الشيك عند تقديمه للوفاء إلى المؤسسة البنكية المسحوب عليها ،كما يجب عليــه أن يــراقب حســاباته
وآن يضبطها.
الفقرة الثانية:ـ ساحب الشيك المتعرض بصفة غير صحيحة على المسحوب عليه
األصـل أن الشـيك أداة وفـاء واجب الـدفع بمجـرد االطالع أي بمجـرد تقديمـه لألداء ،إال انـه
استثناء من هذه القاعدة أجاز المشرع للساحب التعرض على أداء الشيك ،وبعــدم صــرف قيمتــه في
أحوال محددة نصت عليهــا مدونــة التجــارة في الفقــرة 2من المــادة 271حيث جــاء فيهــا "ال يقبــل
تعرض الساحب على وفاء الشيك إال في حالــة فقدانــه أو ســرقته أو االســتعمال التدليســي للشــيك أو
تزويــره أو في حالــة التســوية أو التصــفية القضــائية للحامــل .ويتعين على الســاحب أن يؤكــد كتابــة
تعرضه بصــفة فوريــة كيفمــا كــانت الوســيلة المســتعملة في تلــك الكتابــة ،وان يــدعم ذلــك بالوثــائق
الضرورية".ـ أي انـه شـرع التعـرض على الوفـاء بالشـيك بغيـة الحفـاظ على مـال السـاحب من أن
يستلبه غاصب ،أو أن يقوم بتحصيله غير ذي صــفة ،خصوصــا إذا كــان الشــيك لحاملــه .وقــد حــدد
المشرع المغربي الحاالت التي يمكن فيها التعرض على الوفاء بالشيك ،وذلــك بهــدف القضــاء على
بعض التصرفات التعسفية التي يمكن أن يقوم بها الساحب من أجل تعطيل الوفاء بالشيك ،وال يقبــل
تعرض الساحب على أداء الشيك إال في حاالت حددها المشرع في المادة 271من مدونة التجارة،5
5يجب على المسحوب عليه أن يقوم بالوفاء ولو بعد انقضاء أجل تقديم الشيك ،كما يتعينـ عليه الوفاء إذا صــدر الشــيك خرقــا لألمــر
المنصوص عليه في المادة 313أو المنع المنصوص عليه في المادة .317
7
وتتمثل في فقدان الشيك أو سرقته أو االستعمال التدليســي للشــيك أو تزويــره أو الحكم على الحامــل
بالتسوية أو التصفية القضائية.
وقد اشترط المشرع الكتابة الفورية في التعرض كيفما كــانت الوســيلة المســتعملة في الكتابــة.
ويسلم الطلب المكتوب إلى البنك المسحوب عليه ،ويمكن أن يهم التعرض دفتر الشــيكات برمتــه أو
أن يقتصر على شيك واحد.
وفي الغالب يكــون التعــرض على الشــيك المســروق أو المفقــود بواســطة طلب مكتــوب يســلم
للبنك ،ويذكر فيه ظروف الضياع ورقم الشيك ومبلغه وأي بيــان آخــر يســاعد على التعــرف عليــه.
وكذلك اعتادت المؤسســة البنكيــة ملئ مطبــوع يتضــمن رقم الشــيك ،ومبلغــه وتــاريخ ســحبه واســم
المستفيد إذا كان .وفي حالة التعرض يقوم البنك بتجميد المؤونــة المقابلــة لمبلــغ الشــيك لديــه ،ومنــع
الساحب من التصرفـ فيه إلى أن يحل المشكل.
وإذا كان المشــرع قــد نص صــراحة على حــق الســاحب في التعــرض مــع احترامــه للحــاالت
المنصــوص عليهــا قانونــا ،فمن الممكن توســيع دائــرة األشــخاص المخــول لهم هــذا الحــق كوكيــل
الساحب إعماال لقواعد الوكالة ،ويحق أيضا لورثته التعرض ،والسنديك إن صدر في حق الســاحب
حكم بالتسوية أو التصفية القضائية.
وإجراءات التعرض أصــبحت بمقتضــى مدونــة التجــارة صــريحة ال لبس فيهــا ،ومعــبرة عن
إرادة الساحب في منع الوفاء بقيمة الشيك ،اما بواسطة تصريح يدلي بــه الســاحب للبنــك المســحوب
عليه تحت مسؤوليته وعهدتـه أو بواسـطة الـبرق أو الهـاتف ،على أن يؤكـد كتابتـه ويكـون مسـتندا
إلحدى األسباب الواردة في المادة 271من مدونة التجارة وأن يدعم بالوثائق الضــرورية كــاإلدالء
بشهادة السرقة أو الضياع في شكل محضر محرر من طرف الضابطة القضائية.
ال يقبل تعرض الساحب على وفاء الشيك إال في حالة فقدانه أو سرقته أو االستعمال التدليسي للشيك أو تزويره أوفي حالة التسوية أو
التصفية القضائية للحامل .يتعينـ على الساحب أن يؤكد كتابة تعرضه بصفة فورية كيفمــا كــانت الوســيلة المســتعملة في تلــك الكتابــة
وأن يدعم ذلك بالوثائق الضرورية.
يتعينـ على كل مؤسسة بنكية أن تضمن في صيغ الشـيكات المسـلمة ألصـحاب الحسـابات ،العقوبـات الـتي يتعرضــون لهـا في حالــة
التعرض استنادا إلى سبب آخر غير تلك المنصوص عليها في هذه المادة.
إذا قام الساحب بالتعرض بالرغم من المنع المذكور وألسباب أخرى أمر رئيس المحكمة ،بنــاء على طلب الحامــل ،برفــع اليــد حــتى
ولو كانت هناك دعوى أصلية.
8
كمــا أن المشــرع في مدونــة التجــارة نص صــراحة على األســباب المــبررة لالعــتراض على
األداء والتي ذكرها على سبيل الحصر وحدد شكليات هــذا اإلجــراء ،وكــان غرضــه من ذلــك قطــع
دابر االعتراض الجزافي الذي كــان يتم دون تــبرير وقوعــه بأيــة وثــائق معقولــة في إطــار العالقــة
الرابطة بين البنك والزبون .والبنك المسحوب عليه في غياب الشروط المنوه عنها أعاله يمنع عليــه
قبول التعرض ويتعين عليه الوفاء بمبلغ الشيك لحامله أو المستفيد منه بل وإن المسحوب عليه وفي
حالة امتناعه في ظل الظروف المذكورة قــد يتعــرض للعقوبــة المقــررة في المــادة 319من مدونــة
التجارة.
الفقرة الثالثة :جريمة سحب شيك بدون تعيين مكان إصداره أو تاريخه
إن تــاريخ ومكــان اإلنشــاء يــؤثر على أجــل تقــديم الشــيك للوفــاء ،ويمكن من معرفــة القــانون
الواجب التطبيق ،ويتخذ كنقطة لتقديم الشيك للوفاء ،ونقطة ســريان أجــل حــق الرجــوع والمطالبــة،
إضافة إلى أن مكان اإلصدار يفيد في معرفة مكان اقتراف الفعل الجرمي ،وتحديــد مكــان المحكمــة
المختصة.
-الركن القانوني :تنص المادة 307من م.ت على أنه“ :يعاقب الساحب الذي يصدر شيكا دون أن
يعين فيه مكان إصداره أو تاريخه وكذا من يضع له تـاريخ إنشـاء غـير حقيقي وكـذا من يسـحب
شيكا على غير مؤسسة بنكية بغرامة قــدرها ســتة في المائــة من مبلــغ الشــيك على أال يقــل مبلــغ
الغرامة على 100درهم”.
-الركن المادي :يتحقق في هذه الجريمة بمجرد إصدار الشيك ،أي طرحــه للتــداول وإخراجــه من
حيازة الساحب القانونية ،بمعنى آخر تسليم الشيك للمستفيد ،أو من ينوب عنــه من أجــل تحصــيل
قيمته من المسحوب عليه .وال يشترط لقيام هذه الجريمة انتفاء المؤونة ،بل إنها تتحقق حتى ولــو
كان مقابل الوفاء موجودا مقابل للســحب ألن جريمـة ســحب الشـيك بـدون ذكـر مكــان أو تــاريخ
إصداره أو بتاريخ غير حقيقي مستقلة عن جريمة إغفال أو عدم القيام لتكوين مؤونة الشيك قصد
أدائه عند تقديمه ،والعقوبة المنصوص عليهـا في المـادة 307ال تقتصـر فقـط على السـاحب بـل
تمتد لتشمل حتى المظهر األول أو الحامل.
9
-الركن المعنوي :تعتبر هذه الجريمة من الجرائم العمديــة الــتي يجب تــوافر القصــد الجنــائي فيهــا
(القصد العام) ،الذي يتحقق بمجرد علم الساحب أنه يصدر شيكا بــدون تعــيين مكــان إصــداره أو
تاريخه أو بتاريخ غير حقيقي.
تعرض المشرع المغربي لهــذا النــوع من الجــرائم في المــادة 316من م ت الخاصــة بالمســتفيد من
الشيك (الفقرة األولى) وفي المادة 319جرائم الخاصة بالمسحوب عليه (الفقرة الثانية).
6الشيك :الحوالة المالية .منجد الطالب .مادة شك ،ص378 .
10
وتعد هذه الجريمة من الجرائم الصعبة اإلثبات والتي أصبحت تشــكل واقعــا مقبــوال اجتماعيــا
واقتصاديا بالنظر إلى محدوديتها وكذا نذرتها في الحياة العملية
ولهذا قرر المشرع في ظل مدونة التجارة الجديدة تجريم هذا الفعل من جديــد .وعلــة التجــريم
هذه كانت ناتجة باألساس عن التواطؤ بين كل من الساحب والمستفيد على تحويل الطبيعة القانونيــة
للشيك كأداة وفاء وجعله مجرد وثيقة لالئتمان .هذه العلـة بقيت أيضـا مهيمنـة على التشـريع الجديـد
من حيث مبدأ التجريم مع تعديل طفيف شمل أحد طرفي العالقة ،والمشرع بعد أن كــان يعــاقب كال
من المصدر والقابل لشيك الضمان أصبح يقتصر فقط على معاقبة القابـل باعتبــاره الطــرف األكــثر
استجابة لتعطيل وتأخير صرف قيمة الشيك.
وعلى الرغم من كون جريمة قبول أو تظهير شيك على ســبيل الضــمان تعتــبر مســتقلة بــذاتها
وقائمة سواء كــانت المؤونــة موجــودة عنــد اإلصــدار إن لم تكن كــذلك ،فــان الواقــع العملي يكشــف
ارتباطها العضويـ بجريمة إصدار شيك بدون مؤونة؛ إذ اإلجابة تجعل المستفيد يقبــل شــيكا بشــرط
أال يصرفه فورا؛ إال إذا كانت المؤونة غير موجودة لديه.
11
-الركن القانوني:ـ تنص المادة 319من م.ت على أنــه" :يعــاقب بغرامــة من 5000إلى 50000د
المسحوب عليه الذي يصرح بمؤونة تقل عن المؤونة الموجودة والقابلة للتصرف".
-الركن المادي :تتحقق هذه الجريمة بمجرد تصريح المسحوب عليــه بــأن المؤونــة الموجــودة لديــه
والقابلة للتصرف هي أقل من المبلغ المحدد في الشيك مع أن الحقيقة خالف ذلك.
-الركن المعنوي :ويتميز هذا الركن في هذه الجريمة بكونه ال يتطلب إال القصــد العــام ،وهــو العلم
بوجود مؤونة كافية دون القصد الخاص المتمثل في اإلضرارـ بالمستفيد وال عبرة آنذاك بالدافع أو
الباعث على مثل هذا التصريح الكاذب.
جريمــةـ عــدم التصــريحـ داخــل اآلجــال القانونيــةـ بــاإلخالالت بوفــاء الشــيك وبــالمنع البنكي ج-
والقضائي
-الــركن القــانوني:ـ ورد التنصــيص على هــذه الجريمــة في الفقــرة الثانيــة من المــادة 319من م.ت:
"يعــاقب بغرامــة من 5000إلى 50000درهم جريمــة عــدم التصــريح داخــل اآلجــال القانونيــة
باإلخالالت بوفاء الشيكات واإلخالل الساحب بالمنع المصرفي والقضائي.
-الركن المادي :يتحقق بمخالفة المســحوب عليــه للمقتضــيات القانونيــة الــتي تلزمــه بالتصــريح بكــل
حادث إخالل باألداء من طـرف السـاحب داخـل األجـل الـذي يحـدده لـه بنـك المغـرب ،وكـذلك في
الحاالت التي ال يقــوم فيهــا المســحوب عليــه بتبليــغ بنــك المغــرب بــإخالالت الســاحب المتجليــة في
إصداره لشيكات ،رغم األمر المصرفي الصادر إليه بإرجاع صيغ الشيكات التي توجــد في حوزتــه
أو حوزة وكالئـه طبقـا للمـادة 313من م.ت ،7وكـذلك في حالـة خرقـه للمنـع القضـائي المنصـوص
عليه في المادة 317من م.ت.8
-الركن المعنوي :يعاقب على هذه الجريمة جنائيا بصرف النظر عن كون التصريح بذلك قــد تم عن
خطأ من طرف هذه المؤسســة البنكيــة ،فارتكــاب البنكي ألحــد األفعــال المنصــوص عليهــا في هــذه
7يجب على المؤسسة البنكية المسحوب عليها التي رفضت وفاء شيك لعدم وجود مؤونــة كافيــة أن تــأمر صــاحب الحســاب بإرجــاع
الصيغ التي في حوزته والتي في حوزة وكالئه إلى جميع المؤسسات البنكيـةـ الــتي يعتــبر من زبنائهــا ،وأال يصــدر خالل مــدة عشــر
سنوات شيكات غير تلك الــتي تمكن من ســحب مبــالغ ماليــة من طــرف الســاحب لــدى المســحوب عليــه أوالــتي يتم اعتمادهــا .تخــبر
المؤسسة البنكية المسحوب عليها في نفس الوقت وكالء زبونها وكذا أصحاب الحساب اآلخرين.
غير أن لصاحب الحساب أن يستعيدـ إمكانية إصدار الشيكات مع مراعاة تطبيق الفقرة األولى من المادة 317إذا ثبت أنه:
أدى مبلغ الشيك غير الموفى أوقام بتوفير مؤونة كافية وموجودة ألدائه من طرف المسحوب عليه؛
8يجوز للمحكمة في الحاالت المنصوص عليها في المادة السابقة أن تمنع المحكوم عليه خالل مدة تتراوح بين سنة وخمس ســنوات،
من إصدار شيكات غير التي تمكنه فقط من سحب مبالغ مالية لــدى المســحوب عليــه أوشــيكات معتمــدة .ويمكن أن يكــون هــذا المنــع
مشفوعا بالنفاذ المعجل .ويرفق المنع بأمر موجه إلى المحكوم عليه يلزمه بإرجاع صيغ الشيكات الموجودة في حوزتــه أوفي حــوزة
وكالئه إلى المؤسسة البنكية التي سلمتها له .ويجوز للمحكمة أن تأمر بنشــر ملخص للحكم القاضــي بــالمنع في الجرائــد الــتي تعينهــا
وطبقا للكيفية التي تحددها وذلك على نفقة المحكوم عليه .ويجب على المحكمة أن تخــبر بنــك المغــرب بملخص الحكم بــالمنع ،الــذي
يجب عليه بدوره أن يخبر المؤسسات البنكية بذلك المنع.
12
المادة ،بدون تواطؤ أو سوء النية يعتبر جريمة في حق المؤسسة البنكية الــتي يعمــل لفائــدتها وليس
9
في حقه شخصيا.
جريمة مخالفة المقتضيات المنصوص عليها في الفقرة األو لى من المــادتين 271و 309من ح-
م.ت والمواد 312و 313و 317من م.ت
-مخالفة مقتضيات الفقرة األولى من المادة :271ـ جــاء في الفقــرة األولى 271م.ت" :يجب على
المسحوب عليه أن يقوم بالوفاء ولو بعد انقضــاء آجــال تقــديم الشــيك كمــا يتعين عليــه الوفــاء إذا
صدر الشيك خرقا لألمر المنصوص عليه في المادة 313أو المنـع المنصـوص عليـه في المـادة
.317تتحقق هذه الجريمة في حالة عدم وفاء المسحوب عليه بقيمة الشيك ولو بعد انقضاء آجــال
التقديم ،وكذا في حالة صدور الشيك خرقا لألمر المصرفي المنصوص عليــه في المــادة 313أو
المنع المنصوص عليه في المادة .317
-مخالفــة مقتضــيات المفقــرة األولى من المــادة :309ـ تلــزم الفقــرة األولى من المــادة 309البنــك
المسحوب عليه بأن يســلم للحامــل أو وكيلــه شــهادة رفض األداء في حالــة مــا إذا امتنــع عن أداء
قيمة الشيك المقدم إليه من طرفــه ،فالجريمــة تتحقــق بمجــرد امتنــاع المســحوب عليــه عن تســليم
الحامل أو وكيله شهادة رفض األداء.
-مخالفة مقتضيات المواد 312و 313و :317طبقا لألحكام المادة " :312ال يجوز أن تسلم لمن
لــه حســاب بنكي أو لوكيلــه صــيغ شــيكات غــير الــتي تمكن من ســحب مبــالغ ماليــة لــدى البنــك
المسحوب عليه أو االعتمــاد وذلــك ابتــداء من عشــر ســنوات ابتــداء من التــاريخ الــذي أخــل فيــه
صــاحب حســاب بالوفــاء نتيجــة عــدم وجــود مؤونــة كافيــة إذا لم يمــارس صــالحية التســوية
المنصوص عليها في المادة 313وعليــه فالجريمــة تتحقــق بتعمــد المســحوب عليــه تســليم صــيغ
شيكات إلى صاحب حساب بنكي مخل بالوفاء نتيجة عدم وجود مؤونة كافيــة ولم يمــارس بعض
صالحية التسوية المنصوص 10عليها في المادة المذكورة.
9الدكتور شكري السباعي ك الوسيط في األوراق التجارية الجزء الثاني – مطبعة المعارف الجديدة – الرباط 1998ص 323
ساحب الشيك المتعرض بصفة غير صحيحة لدة المسحوب عليه
10امحمد لفروجي *:الشيك وإشكاالته القانونية والعملية * مطبعة النجاح الجديدة – الدار البيضاء– 1999ص 345
13
يترتب عن توفر أركان المسؤولية الجنائية عن أية جريمــة من جــرائم الشــيك حــق الدولــة في
إنزال العقوبة الزجرية بمرتكبي تلك الجرائم ،وذلك طبقا وإتباعا لإلجراءات المسطرة المنصــوص
عليها في القانون ،حفاظا على حقوق الضحايا وضمانا لتطبيق العقوبات العادلة في حق المتهمين.
وإذا كان األصل في للتنصيص على العقوبة هو القانون الجنــائي ،فــإن المشــرع المغــربي قــد
خرج عن هذا النهج ،بتنصيصهـ على عقوبة جرائم الشيك ضمن مدونة التجارة نظرا لخصوصيتها.
وأمــا بخصــوص اإلجــراءات المســطرية ،فــإن الــدعوى العموميــة تخضــع من حيث المبــدأ
لمقتضيات المسطرة الجنائية ،وكذلك الدعوى المدنية التابعة لها ،مع وجود بعض القواعــد الخاصــة
أفردها المشرع لبعض الجرائم المتعلقة بالشيك "المطب األول".
14
أما الجرائم المنصوص عليها في المادة 316من مدونة التجــارة فتبلــغ إلى النيابــة العامــة إمـا
من طرف المشتكي بصفته ضحية أو من ينــوب عنــه ،وإمــا عن طريــق الممثــل القــانوني في حالــة
الشخص المعنوي.
سنتطرق في هذه الفقرة للتعرف على أو جه االختصاص للنظر في دعوى الشيك ،ثم إشــكالية
التقادم ومدى توقف متابعة الساحب للشيك بدون رصيد على وجود محضر احتجاج.
والغاية التي يهدف إليهــا المشــرع من هــذا التمديــد هي توســيع دائــرة تعقب مرتكــبي الجــرائم
الخاصة بالشيك حتى يوفر الحماية الكاملة للتعامل به ،وليفسح المجال أيضا إلمكانية مالحقة البنــك
الذي قد يخل بااللتزامات التي قد تقع على عاتقه ،ومحاكمته ،من طرف المحكمة الذي يوجد بدائرة
نفوذها.
كما أن انعقاد االختصاص للمحكمة التي يوجد بدائرة نفوذها محل البنــك المســحوب عليــه قــد
حسم النقاش الذي كان مثارا من ذي قبل بشأن الجهة المختصـة ،للنظـر في بعض التصـرفات الــتي
كان يقوم بها الساحب كإرسال شيك بدون مؤونة بواســطة البريــد ،أو تعرضــه على األداء بصــورة
غير صحيحة عن طريق المراسلة أو الهاتف...
13المادة 259من المسطرة الجنائية "يرجع االختصاص ،مع مراعاة مقتضيات القسمين األول والثاني من الكت اب الس ابع من ه ذا
القانون إلى المحكمة التي يقع في دائرة نفوذها إما محل ارتكاب الجريمة ،وإما محل إقامة المتهم أو محل إقامة أح د المس اهمين أو
المشاركين معه في الجريمة ،وإما محل إلقاء القبض عليهم أو على أحدهم ،ولوكان القبض مترتبا عن سبب آخر"
15
وكما وسع المشرع االختصاص المكاني فقد وسع أيضــا من مجــال االختصــاص النــوعي من
خالل الصــالحية الواســعة الــتي أعطيت للقاضــي الجنــائي الــذي يمكنــه أثنــاء النظــر في الــدعوى
العمومية ،أن يحكم على الساحب ولو تلقائيا بأن يؤدي لحامــل الشــيك ،إضــافة إلى مصــاريف تنفيــذ
الحكم مبلغا يعادل قيمة الشيك.14
وتضاف له عند االقتضاء ،الفوائد ابتداء من يوم التقديم ،وفقــا للمــادة 288وكــذا المصــاريف
الناتجة عن عدم الوفاء إن لم يتم تظهير الشيك إن لم يكن ذلك لتحصيل قيمته وكان أجله بالملف.
فهذه المقتضيات تعتبر من أهم ما جاءت به قواعد المؤونة ،والتي تعتبر عمال تشريعيا جريئــا
في مجال منح التعويض الذي أصــبح الحكم بــه تلقائيــا ويــدخل في عــداد الســلطة التقديريــة للقضــاء
الزجري من دون أدنى مطالبة بــه ،ودونمــا اســتيفاء أليــة رســوم مقابــل ذلــك ،اســتثناء من القواعــد
العامة المعمول بها في هذا الشأن.15
وقد أحسن المشرع صنعا بتبنيه لهذا النهج لما فيه من تبسيط لإلجراءات وتخفيف العبء على
المتضررـ في استيفاء حقه بسرعة من الساحب ،وإعفائه من المصاريف ،والنفقــات الــتي يســتلزمها
تقديم الطلب ،والمحكمة الزجرية بإعطائها هذه الصالحية تكون قد تعرفت على وقائع القضية.
ث-تقادم الشيك:
أطر المشرع التقادم بخصوص الشيك في الباب التاسع من مدونة التجارة في المادتين 295و
296حيت ينبغي التمييز بين دعوى حامل الشيك ضــد الســاحب في إطـار الرجــوع الصــرفي الـتي
تتقادم بمضي 6أشهر من انقضاء األجل القانوني لتقــديم الشــيك للوفــاء ،وبين دعــوى حامل الشــيك
ضد المسحوب عليه التي تتقادم بمضي سنة ابتداء من انقضاء أجل التقديم.
وتجـدر اإلشــارة إلى أن التقـادم المنصـوص عليـه في مدونـة التجـارة ال عالقــة لــه بالـدعوى
العمومية فال يمكن االحتجاج في إطار الدعوى العمومية بمرور الستة أشهر المنصــوص عليهــا في
المادة 295من مدونة التجارة 16عند المطالبة بالتعويضـات وبقيمـة الشـيك أمـام القضـاء الزجـري،
16
ألن الدعوى العمومية إنما تخضع في التقادم لما هو منصوص عليه في المادة 5من ق م ج ،والذي
يحدد أربع سنوات كأجل لتقادم الجنح.
وبالتالي فالساحب يجب عليه أن يحتفظ بالرصيد الذي يمثل قيمة الشيك لدى المســحوب عليــه
إلى أن ينتهي بالوفاء.17
إذ ليس من المنطق في شيء أن تتقادم جريمة معاقب عليها بخمس سنوات سجنا بمرور ســتة
أشهر فقط ،فضال عن أن المشرع في المادتين 295و 296من مدونة التجارة لم يتحدث إطالقا عن
احتساب أمد التقادم انطالقا من تاريخ ارتكاب الجنحة ،إنمــا اســتعمل صــيغا أخــرى تفيــد الرجــوع،
باإلضــافة إلى أنــه لم يــورد المقتضــيات الخاصــة بالتقــادم ضــمن المقتضــيات العامــة والزجريــة
المنصوص عليها انطالقا من م 302من مدونة التجارة.
ج-مدى توقف متابعة الساحب لشيك بدون رصيد على وجود محضر احتجاج:
لقد أثير هذا اإلشكال قبل دخول مدونــة التجــارة الجديـدة حـيز التطــبيق ،حيث قضـت محكمــة
االستئناف التجارية بالرباط في قرارها الصادر بتاريخ 22/02/1982بأن "االحتجــاج بعــدم الــدفع
هي وسيلة اإلثبات الوحيدة التي قد تفيد عدم إمكانية استيفاء مبلغ الشــيك ،وبانعــدام هــذا اإلجــراء ال
يمكن نهائيا القول بأن الشيك بدون رصيد".18
إال أن المجلس األعلى حســم في هــذا اإلشــكال بمقتضــى قــراره الصــادر في 17مــاي 1995
الذي ورد فيه " :وحيث إنــه من جهــة ثانيــة فــإن العــارض كــان متابعــا بمقتضــى الفصــل 543من
مجموعة القانون الجنائي باعتباره أصـدر شـيكات ..وبالتـالي فـإن مسـطرة االحتجـاج إلثبـات عـدم
توفر الرصيد لم يقع التنصيص عليها في فصل المعاقبة مما تكون معــه الوســيلة والحالــة هــذه غــير
مجدية" ، 19إال أن هذا اإلشكال طفا على السطح من جديد بمجرد دخول مقتضيات الكتاب الثالث من
مدونة التجارة حيز التطبيق ،وذلك راجع باألساس إلى الصــياغة الــتي جــاءت بهــا المــادة 299من
تتقادم دعاوى مختلف الملتزمين بوفاء شيك بعضهم في مواجهة البعض اآلخر بمضي ستة أشهر ابت داء من ي وم قي ام المل تزم ب رد
مبلغ الشيك أومن يوم رفع الدعوى ضده.
تتقادم دعوى حامل الشيك ضد المسحوب عليه بمضي سنة ابتداء من انقضاء أجل التقديم.
17عبد اإلله المستاري ،إشكاالت تجريم الشيك في ضوء التشريع الجديد مقال منشور بمجلة المح اكم المغربي ة ،ع دد 73ف براير
1998ص 37
18قرار منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد 36ص 140نقال عن احمد كويسي االوراق التجارية م س ص 298
17
مدونة التجارة ،التي تنص على أنه " :ال إجراء من طرف حامل الشيك يغني عن االحتجــاج إال في
الحالة المنصوص عليها في المادة 276وما يليها".
إال أن الناظر في محـل ورود هـذا النص يستشـف أن مقتضـيات هـذه المـادة تتعلـق بالـدعوى
الصرفية فقط وليس بالدعوى العمومية التي يمكن تحريكها بشكاية من طرف المستفيد معــززة على
أبعد تقدير بالشيك غير الموفى ،وبشهادة عدم الوفاء الملحقة بهذا الشيك.
فالقول باشتراط محضر االحتجاج لتحريك الدعوى العمومية من شأنه أن يعطل هذه الــدعوى
عن طريق إضافة أجل قصير لتقادمها الن االحتجاج يجب أن يقام قبل انقضاء أجل التقديم.20
األمر الذي يفرض على المستفيد إنجاز محضر االحتجاج داخل هذا األجل القصــير وإال أفلت
الساحب من المتابعة ".21
إن المتضــرر في إطــار جــرائم الشــيك المنصــوص عليهــا في المــواد 318-316و 319من
مدونة التجارة يتيح له القانون إمكانية المطالبة بكل من الدين الناشــئ عن الشــيك ،وكــذا بــالتعويض
عن الضرر الذي أصابه ،إما عن طريق سلوك دعوى مدنية مســتقلة أمــام القضــاء التجــاري ،وإمــا
بتنصيب نفسه طرفا مدنيا أمام القضاء الجنائي وذلك في الدعوى المدنية التابعة.
وبديهي أن الدعوى المدنية المستقلة تخرج عن مجال اهتمامنا في إطار القانون الجنائي .لذلك
سنركز هنا على الدعوى المدنية التابعة التي يحق لحامل الشيك سلوكها في مواجهة الســاحب الــذي
أغفل الحفاظ على المؤونة أو تكوينها ،قصــد أداء الشــيك عنــد تقديمــه للوفــاء إلى المســحوب عليــه،
على اعتبار أن هذه الدعوى هي التي خصص لها المشرع أحكــام المــادة 326من مدونــة التجــارة،
وذلــك على خالف بــاقي الــدعاوى المدنيــة التابعــة ،الناشــئة عن جــرائم الشــيك الــتي تبقى خاضــعة
للقواعد العامة وسيشمل محال اهتمامنا النقط التالية:
19قرار رقم 5945بتاريخ 17م اي 1995مل ف جنحي ع دد ج 92/ 24659منش ورات المجلس األعلى في ذك راه األربعين
1997المادة الجنائية ص 187
20أجل التقديم يتحدد في 20يوما بالنية للشيك الصادر داخل المغرب ،و 60يوما بالنسبة للشيك الذي صدر خارج التراب الوطني
21امحمد لفروجي جرائم الشيك م س ص 59
18
إن ما يمكن القضاء الجنائي أن يحكم به ،اســتجابة لطلب حامــل الشــيك الــذي تنصــب طرفــا )1
مدنيا في الدعوى العمومية المباشرة ضـد السـاحب ،يتمثـل من جهـة في مبلـغ يسـاوي قيمـة
الشيك ،ومن جهة أخرى في التعويض عن الضررـ الالحق بالحامل المعنى باألمر من جراء
رفض الوفاء ،وذلك عالوة على المصاريف التي تكبدها هذا الحامل نتيجة عدم وفاء الشــيك
عند تقديمه إلى المسحوب عليه.
بل إن بعض المطالب ال يشترط للحكم بها أن يطالب بها الطــرف المــدني بــل يمكن للمحكمــة
االبتدائية التي تنظر في الدعوى في حالة عدم تنصب الطرف المدني أن تحكم تلقائيا على الســاحب
بأن يؤدي لحامل الشيك مبلغا يساوي قيمة الشيك ،باإلضافة إلى مصــاريف تنفيــذ الحكم وكــذا مبلــغ
الفوائد ابتداء من تاريخ التقديم إن اقتضى الحال ،والمصاريفـ الناتجة عن عدم الوفاء.
غــير أنــه ال يمكن للمحكمــة االبتدائيــة أن تحكم تلقائيــا على الســاحب بمــا ســبق ذكــره إال إذا
توفرت مجموعة من الشروط حددتها المادة 326من مدونة التجارة وتتمثل تلك الشروط فيما يلي:
)2إن الحامل الذي يمكن للمحكمة أن تحكم لصالحه تلقائيا أو بناء على طلب منه بما سبق ذكره هــو
الحامــل حســن النيــة ،أمــا الحامــل ســيء النيــة كحامــل شــيك الضــمان مثال ،فال يمكن للمحكمــة
االبتدائية أن تستجيب لطلبه الرامي للحصول على مبلــغ الشــيك وعلى التعــويض والمصــاريف،ـ
سواء أكان هذا الحكم تلقائيا أو بناء على طلب منه.
)3يتعين على المحكمة قبل الحكم بأداء مبلغ من الشيك ،ومــا يمكن من الفوائــد والمصــاريف ســواء
من تلقاء نفسها أو استجابة لمطالب الطرف المدني أن تتأكد من صحة ومشــروعية ســبب الــتزام
الساحب تجاه الحامل بمقتضى الشيك موضوع المتابعة.
19
)4إن الحكم بأداء مبلغ الشيك غير الموفى ،وبالفوائد والمصاريف المترتبة على عدم الوفاء ،يصدر
في مواجهة الساحب وحده دون المساهم أو المشارك معه في الفعل الذي ترتبت عليه متابعته من
أجل جريمـة إغفــال الحفـاظ على المؤونـة قصــد أداء الشــيك عنــد تقديمـه للوفـاء ،ذلــك أن منــاط
الدعوى المدنية التابعة في هذه الحالة ينحصر في واقعة التوقيع على الشيك من طــرف الســاحب
مما يجعل أساس هذه الدعوى مرتبطا بهــذا التوقيــع ،وذلــك على خالف الــدعوى العموميــة الــتي
يمكن أن تشمل كل من ساهم أو شارك مع الساحب في اإلتيان بالفعل المعاقب عليه ،كمــا يســتفاد
ذلك من المادة 325من مدونة التجارة التي تنص صراحة على إمكانية وجود مساهم أو مشارك
إلى جانب الساحب باعتباره الفاعل الرئيسي في جريمة إغفــال الحفـاظ على المؤونـة أو تكوينهــا
قصد أداء الشيك عند تقديمه للوفاء .
22
الشيك أداة وفاء تلعب دورا مهما في المعامالت االقتصــادية والتجاريــة ،لهــذا فقــد أخصــه المشــرع
بالحماية ألنه يجري مجرى النقود ،وجعله ينفرد وحده دون باقي األوراق التجاريــة بنظــام زجــري
جنــائي لحمايــة وضــمان التعامــل بــه ،فمخــاطر ســوء اســتعماله لهــا آثارهــا على المجــال التجــاري
واالقتصادي ألجل ذلــك كــان ال بــد أن يخضــع المخلــون بااللتزامــات الناتجــة عنــه بعقوبــات ماليــة
وحبسية وبالتالي تجاوز العراقيل التي تقف حاجزا أمام فعاليته في التداول.
فالمدونة الجديدة خصصت الباب الحــادي عشــر لألحكــام العامــة والزجريــة المتعلقــة بالشــيك
بحيث تضمنت مقتضيات وقائية وأخـرى زجريــة ضــد مرتكــبي جــرائم الشــيك كمـا أن الئحـة هــذه
الجرائم جاءت واسعة موازاة مع ما جاء به القانون الجنائي الفصول 543إلى 545كمــا هـو الشــأن
بالنسبة لقبول تسليم شيك مزيف أو مزور أو تظهــيره أو ضــمانه ضــمانا احتياطيــا مــع العلم بــذلك،
بينما كان القانون الجنائي يجرم فقط قبــول تســلم شــيك يعلم أنــه مزيــف أو مــزور ،وكــذا اســتحداث
جريمة استعمال أو محاولة استعمال شيك مزيف أو مــزور .حســبنا من خالل هــذا المطلب ،التــدليل
على العقوبات المتعلقة بجرائم كل من الساحب ،والمسحوب عليه والمستفيد.
20
.2الجزاءات على جرائم الساحب.
جريمة عدم توفير مؤونةـ الشيك عند تقديمه للوفاء: أ)
في حالة إصدار أو سحب الشيك مع إغفال الحفاظ على المؤونة أو تكوينها وتقديمــه للوفــاء
تتحقق جريمة إصدار شيك مع عدم توفير مؤونة عند تقديمه للوفاء .إن جريمــة عــدم توفــير مؤونــة
الشيك عند تقديمه للوفاء هي من جرائم الســاحب بحيث أنــه المســؤول عن توفيهــا ،ولمــا تخلفــه من
اثار على الحالة االقتصادية لألفراد فقد حدد لها المشرع عقوبة في المــادة 316من مدونــة التجــارة
بحيث أنه " يعاقب بــالحبس من ســنة إلى خمس ســنوات وبغرامــة تــتراوح من 2000إلى 10000
درهم دون أن تقل قيمتها عن %25من مبلغ الشيك أو من الخصاص ساحب الشيك الــذي أغفــل أو
لم يقم بتوفير مؤونة الشيك قصد أدائه عند تقديمه ".
ب) جريمةـ الساحب المتعرض بصفة غير صحيحة على وفاء الشيك
التعرض غير الصحيح كما سبق ذكره هو إصدار أمر من الساحب أو الحامل المظهــر إلى
المسحوب عليه بتجميد المبلغ ،والتعرض على أدائه أو منع أدائه حرمانــا للمســتفيد من حقــه الوفــاء
دون مبرر مشروع .وقد جرمه المشرع في المادة 316م.ت التى تنص على أنــه "يعــاقب بــالحبس
من سنة إلى خمس سنوات وبغرامة تتراوح من 2000إلي 10000درهم دون أن تقــل قيمتهــا عن
%25من مبلــغ الشــيك أو من الخصــاص ســاحب الشــيك المتعــرض بصــفة غــير صــحيحة لــدي
المسحوب عليه".
وقد جاءت هذه العقوبة للحد من التعرضات غير الصحيحة التي يكون دافعها غالبا الرغبــة
في الكناية في المستفيد ،فالشيك عمل قانوني مجرد ال يتأثر بعالقة الساحب بالمستفيد.
21
وتطبق العقوبات ذاتها على الوكيل الذي أصــدر عن علم شــيكات منــع إصــدارها على موكلــه
عمال بمقتضيات المادتين 23313و."24317
ث) إصدار شيك دون ذكر مكان أو تاريخ إصداره ،سحب الشيك على غير مؤسسةـ بنكية
حدد المشرع عقوبة إلصدار شيك دون ذكر مكان أو تاريخ إصداره وجريمة سحب الشــيك
على غير مؤسسة بنكية في المادة 307م.ت التي جاء فيها أنه " يعاقب الساحب الذي يصــدر شــيكا
دون أن يعين فيه مكان إصداره أو تاريخـه وكــذا من يضــع لــه تـاريخ إنشـاء غــير حقيقي وكــذا من
يسحب شيكا على غير مؤسسة بنكية ،بغرامة قــدرها ســتة في المائــة من مبلــغ الشــيك على أال يقــل
مبلغ الغرامة عن مائة درهم.
23
المادة :313يجب على المؤسسة البنكيةـ المسحوب عليها التي رفضت وفاء شــيك لعــدم وجــود مؤونــة كافيــة أن تــأمر صــاحب
الحساب بإرجاع الصيغ التي في حوزته والتي في حوزة وكالئه إلى جميع المؤسسـات البنكيـة الــتي يعتــبر من زبنائهــا ،وأال يصـدر
خالل مدة عشر سنوات شيكات غير تلــك الـتي تمكن من سـحب مبـالغ ماليـة من طـرف السـاحب لــدى المسـحوب عليـه أو الـتي يتم
اعتمادها .تخبر المؤسسة البنكية المسحوب عليها في نفس الوقت وكالء زبونها وكذا أصحاب الحساب اآلخرين.
24
المادة :317يجوز للمحكمة في الحاالت المنصوص عليها في المادة السابقة أن تمنع المحكوم عليه خالل مــدة تــتراوح بين ســنة
وخمس سنوات ،من إصدار شيكات غير التي تمكنه فقط من سحب مبـالغ ماليـة لـدى المسـحوب عليـه أوشـيكات معتمـدة .ويمكن أن
يكون هذا المنع مشفوعا بالنفاذ المعجل .ويرفق المنع بأمر موجــه إلى المحكــوم عليــه يلزمــه بإرجــاع صــيغ الشــيكات الموجــودة في
حوزته أوفي حوزة وكالئه إلى المؤسسة البنكيةـ التي سلمتها له .ويجــوز للمحكمــة أن تــأمر بنشــر ملخص للحكم القاضــي بــالمنع في
الجرائد التي تعينها وطبقا للكيفية التي تحددها وذلك على نفقة المحكوم عليه.
ويجب على المحكمة أن تخبر بنك المغرب بملخص الحكم بالمنع ،الذي يجب عليه بدوره أن يخــبر المؤسســات البنكيـةـ بــذلك المنــع.
ونتيجة لهذا المنع ،يجب على كل مؤسسة بنكية أخبرت به من طرف بنك المغرب ،أن تمتنعـ عن تسليم المحكــوم عليــه وكــذا وكالئـه
صيغ شيكات غير الصيغ المنصوص عليها في الفقرة األولى من هذه المادة.
25الفصل 544من القانون الجنائي :كل من أصدر أو قبل شيكا بشرط أال يصرف فور وأن يحتفظ به كضمانة .يع اقب بالعقوب ات
المقررة في الفقرة األولى من الفصل .540على أن ال تقل الغرامة عن قيمة الشيك
22
المطعون فيه في ظل قانون التجارة الجديد الذي تتضمن نصوصه المتعلقة بالتعامل بالشــيك تجــريم
فعل إصدار الشيك على سبيل الضمان ،فإن القانون الجديد الواجب التطبيق هو األصلح للمتهم".
نص المشرع على هــذه الجريمــة في المــادة 316من م.ت" :يعــاقب بــالحبس من ســنة إلى
خمس ســنوات وبغرامــة تــتراوح ح بين 2000إلى 10000درهم دون أن تقــل قيمتهــا عن خمســة
وعشرين في المائة من مبلغ الشــيك أو من الخصــاص :كــل شــخص قــام عن علم بقبــول أو تظهــير
الشيك شرط أال يستخلص فورا وأن يحتفظ به على سبيل الضمان" .
تعرض المشرع لهذه الجريمة في الفقرة الثانية من المادة 307من م.ت" :يكــون المظهــر األول أو
حامل الشيك ملزما شخصيا بأداء الغرامة دون أن يكون له حق الرجوع على أحــد إذا لمي يــبين في
الشيك مكان إصداره أو تاريخه ،أو كان يحمل تاريخا الحقا لتاريخه أو تقديمه ،ويلــزم أيضــا بــأداء
الغرامة المذكورة كل من وفى أو تلقى على سبيل المقاصة شيكا لم يبين مكان إصــداره أو تاريخــه.
والغرامة هي ستة في المئة من مبلغ الشيك على اال يقل مبلغ الغرامة عن 100درهم".
ب.جريمة عدم التصريح داخل اآلجال القانونيةـ باإلخالالت بوفاء الشيك وبالمنع البنكي والقضائي
ورد التنصيص على هذه الجريمة في الفقرة الثانية من المادة 319من م.ت" :يعاقب بغرامــة من
5000إلى 50000درهم جريمة عدم التصريحـ داخل اآلجال القانونية باإلخالالت بوفــاء الشــيكات
واإلخالل الساحب بالمنع المصرفي والقضائي.
23
حدد المشرع المغربي عقوبة لهذه الجريمة في الفقرة الرابعة من المادة 316م.ت والتي بمقتضــاها
"يعاقب بالحبس من سنة إلى 5سنوات وغرامة بين 2000إلى 10000درهم دون أن تقــل قيمتهــا
عن خمسة وعشرون بالمائة من مبلغ الشيك:
لم يعرف المشرع المغربي المنع البنكي بل ترك ذلك للفقه ،حيث عرفه البعض 26بأنــه إجــراء
يقتضي من البنك بمجرد ما يلحظ انعدام رصيد شـيك قـدم لـه السـتخالص مبلغـه منـع السـاحب من
إصدار والتعامل بالشيكات لمدة عشر سنوات.
نستنتج أن المنع البنكي هو وســيلة وقائيــة وزجريــة وضــعها المشــرع في يــد البنــك لمواجهــة
تحديات انتشار الشيكات بدون مؤونة ،وشروط المنع ال تخرج عن ثالث شروط وهي:
محمد الحارثي :األوراق التجارية في القانون المغربي -فقها وقضاء -الطبعة األولى ،1996 ،ص .416 26
24
كفاية المؤونة أو انعدامها.
-ثانيا :أداء الساحب ذعيرة مالية على الشكل التالي .
5%من مبلغ الشيك أو الشيكات موضوع اإلنذار األول.
%10من مبلغ الشيك أو الشيكات موضوع اإلنذار الثاني.
باإلضافة إلى العقوبة األصلية هناك المنــع القضــائي من إصــدار الشــيكات كعقوبــة جنائيــة إضــافية
جوازية إذ نصت المادة 317من مدونة التجارة قائلة " :يجوز للمحكمــة في الحــاالت المنصــوص
عليها في المادة الســابقة أن تمنــع المحكــوم عليــه خالل مــدة تــتراوح بين ســنة وخمس ســنوات ،من
إصــدار شــيكات غــير الــتي تمكنــه فقــط من ســحب مبــالغ ماليــة لــدى المســحوب عليــه أو شــيكات
معتمدة "...
ان نطاق المنع القضائي من إصدار الشيكات من حيث األشخاص واستنادا إلى مبـدأ شخصـية
العقوبة الجنائية هـو المحكـوم عليـه بالعقوبـات الـواردة في المـادة 316من المدونـة بصـفته فـاعال
أصليا (أو مساهما) لجريمة عدم وجود المؤونة أو عــدم كفايتهــا والــذي هـــو في الحالــة التـــي بيـــن
أيدينا ساحب الشيك المشترك في الحساب الجماعي والموكل بالتوقيع من قبل باقي الشركاء في هـذا
الحساب.
هـذا مــا يتأكـد من خالل مقتضــيات المــادة 315من مدونــة التجـارة الـتي أكـدت على الطــابع
الشخصي للعقوبة حين استثنت الحساب الجماعي من عقوبة المنع القضــائي من إصــدار الشــيكات،
وبذلك فالحكم بالمنع القضائي سوف لن يصدر إال في حق الساحب المشترك في الحساب الجمــاعي
بصفته فاعال رئيسيا الذي يحضر عليه إصدار شيكات سواء من حساباته الشخصية أو من الحساب
الجماعي المشترك فيه خالل المدة المحددة في الحكم.
وإذا كــان متعــدد الحســابات فــالمنع القضــائي يشــملها جميعهــا باســتثناء الشــيكات المســموح
بإصدارها وهي الشيكات التي تمكنه فقـط من سـحب مبـالغ ماليـة لـدى المسـحوب عليـه والشـيكات
المعتمدة (المادة 317فقرة 1من مدونة التجارة) إن المنع القضائي كعقوبة زجريــة إضــافية تتعلــق
بالمحكوم عليه في شخصه بالدرجة األولى لذلك يعتبر مرتكبا لجريمة خرق هذا المنع سواء أصـدر
25
شيكات من حساباته البنكية أو نيابة عن موكله حتى غير الخاضع لمنع قضائي أو بنكي من إصــدار
الشيكات.27
ومن خالل مدونة التجــارة وتعــاريف الفقــه ،نجــد أن هنــاك اختالف بين المنــع البنكي والمنــع
القضائي ،أو لها هو أن إجراء المنع البنكي هو إجراء وجوبي بمجرد تحقق شروط المنع يلزم البنك
من اتخاذ مسطرة تطبيقه ،وذلك بمنع الساحب من إصــدار الشــيكات ،وعلى خالف المنــع القضــائي
الذي هو إجراء جوازي ،حسب المادة 317التي بدأـ بعبارة " يجـوز ،"..كمـا يختلـف المنـع البنكي
في كونه يطال الساحب المخــل بالوفــاء وكــذلك شــركائه في الحســاب الجمــاعي ،في حين أن المنــع
القضائي يطال الساحب فقط طبقا لمبدأ شخصية العقوبة ،وأيضا هو أو سع نطــاق من المنــع البنكي
حسب المادة 316بمقتضاها يطبق في مناسبات عديــدة ،فهــو يطــال الســاحب الــذي اغفــل أو لم يقم
بمؤونة الشيك قصد أداءه عنـد تقديمـه ويطـال سـاحب الشـيك المعـترض بصـفة غـير قانونيـة لـدى
المسحوب عليه ،وأيضا من زيف أو زور شيكا وكــل من قــام عن علم بقبــول تســلم شــيك مــزور أو
مزيف أو بتظهيره أو قام بضمانه ضمان احتياطيــا ،وكــل شــخص قــام عن علم أو حــاول اســتعمال
شيك مزور أو مزيف ،وايضا كل شخص قام عن علم بقبول أو تظهير شــيك أن ال يســتخلص فــورا
أو يحتفظ به على سبيل الضمان.
Droitmarocain.info 27
26
إصــدار الشـيك بنيـة اإلضــرار بـالغير والتعـرض على الشــيك بــدون مــبرر بنيــة اإلضــرار بـالغير
وتزوير وتزييف الشيك.
وحسب التقرير الذي قدمتــه الحكومــة الفرنســية للبرلمــان حــول نتــائج تطــبيق القــانون سـالف
الذكر ،فإن حاالت عدم توفير مؤونة الشيك انخفضت بنســبة ،%6، 16حيث تم تســجيل 9ماليين
شــيك بـدون مؤونـة في ،1991بينمـا لم يسـجل خالل ،1993أي بعــد سـنتين على دخـول القــانون
الجديد حيز التنفيذ ،سوى 5، 7ماليين شيك بدون مؤونة ،وهذا ما جعل الحكومة الفرنســية تخلص
في تقريرها إلى أن قانون إلغاء جرائم الشيك وتدعيم آليـات الوقايـة خاصـة المنـع البنكي ،قـد حقـق
الغايات المرجوة منه.28
من بين التشريعات التي ذهبت إلى إلغاء جرائم الشيك كقاعدة عامة يتخللهــا بعض االســتثناء،
دول االتحاد االقتصادي والمالي لغرب افريقيا( )UEMOAالتي قررت إصدار قانون موحــد رقم
2008-48من أجل إلغاء الجرائم المرتبطة بالشـيك في تشـريعات الـدول األعضـاء ،سـيما جريمـة
عدم توفير مؤونة شيك ،وعززت بالمقابل تدابير الوقاية والجزاءات المدنية ،حيث تم تشــديد أحكــام
المنع البنكي ،وجعل من البنوك شرطة اقتصادية موكول إليها دور كبــير في الحــد من حــاالت عــدم
توفير المؤونة ،عبر االلتزام باإلخطار بجميع عوارض األداء والتحري عن الزبنــاء وعــدم تمكينهم
من صياغة الشيكات في حالة وجودهم في حال من حاالت عوارض األداء ،وكل ذلــك تحت طائلــة
المسؤولية المدنية والجنائية للمؤسسة البنكية ،واحتفظ ببعض جرائم الشــيك الــتي تضــعف الثقــة في
التعامل بهذه الورقة التجارية ،خاصــة في حالــة ســحب شــيكات رغم وجــود الســاحب تحت الحظــر
البنكي.29
27
أ .إلغاء التجريم
يستند أصحاب الرأي القائل بإلغاء جرائم الشيك إلى مجموعة من المبررات أهمهــا أن التجــريم
لم ينجح في الحد من ظاهرة الشــيك بــدون رصــيد وشــيكات الضــمان أو على األقــل إبقائهــا في رقم
ثابت ،وأن إلغاء التجريم يرفــع نســبة االســتبناك نتيجــة تشــجيع النــاس على التعامــل بالشــيك وعــدم
التخوف من المتابعات الجنائية .وأن الكمبيالة تفوق مبالغها في العــادة المبــالغ المضــمنة بالشــيكات،
دون أن تكون مؤيدة بجزاء جنائي ومع ذلك مــازالت تــؤدي دورهــا ومــازالت تحظى بثقــة التجــار.
فضال عن أن المستفيد يتوفر على عدة آليات وطرق لحماية حقوقه سيما عبر "الدعوى الصرفية أو
الرجوع الصرفي".30
30دعوى الرجوع الصرفي :إجراء يباشره صاحب الحق الثابت في الورقة التجارية أمام الجهة القضائية المختصة ضد أي مل تزم
في السند تجاهه في حالة عدم استطاعته تحصيل دينه بشكل عادي.
31تقرير بنك المغرب لسنة 2015
28
خاتمة
من خالل معاينة الواقع العملي يتضح أن الجرائم المرتبطة بالشيك مازالت منتشرة رغم ما تم
إدخاله عليها من وسائل وقائية وزجرية ،بل هي في تزايد كبير وهــو مــا يمكن مالحظتــه من خالل
الكم الهائل من القضايا المعروضة أمام المحاكم وعدد الموقوفين بسببها .وبالتالي يمكننــا القــول أنــه
ال تطبيق فصول القــانون الجنــائي ،وخاصــة الفصــل ،543وال العمــل بمقتضــيات المــادة 316من
مدونة التجارة نجحا في الحد من هذا النوع من الجرائم االقتصادية.
وبالتالي وجب مراجعـة كيفيـة التعـاطي معهـا كالتنصـيص على إلغـاء جريمـة الشـيك بـدون
مؤونة عندما يكون المبلغ زهيدا مثال ،وتمكين الساحب من مهلة لتوفير مؤونة الشيك مع ربط ذلــك
بغرامات وهو ما من شأنه أن يخف العبء على محاكم المملكة وكذلك الشرطة القضائية.
29
قائمة المراجع
الكتب:
-علي سلمان العبيدي ،األوراقـ التجارية في التشريع المغربي ،1970 ،مكتبة التومي ،الرباط.
-محمد لفروجي ،الشيك وإشكاالته القانونية والعملية ،1999 ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء
-محمد لفروجي ،جرائم الشيك وعقوبتها الجنائية والمدنية ،2005 ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء
-محمد الحارثي ،األوراقـ التجارية في القانون المغربي -فقها وقضاء -الطبعة األولى.1996 ،
-محمد أوغريس ،المسؤولية الجنائية عن جرائم الشيك في التشريع المغربي ،الطبعــة األولى ،1997مطبعــة
دار قرطبة الدار البيضاء.
-أحمد شكري السباعي ،الوسيط في األوراقـ التجارية ،الجزء الثاني الطبعة األولى 1998مطبعة دار نشــر
المعرفة.
المقاالت:
-عبد اإلله المستاري ،إشكاالت تجريمـ الشيك في ضوء التشريع الجديد مقال منشور بمجلة المحاكم المغربيــة،
عدد 73فبراير1998
30
أحكام قضائية:
-قرار منشورـ بمجلة المحاكم المغربية عدد 36ص 140نقال عن احمــد كويسـيـ االوراق التجاريــة م س ص
298
-قرار رقم 5945بتاريخ 17مـاي 1995ملـف جنحي عـدد ج 92/ 24659منشـورات المجلس األعلى في
ذكراه األربعين 1997المادة الجنائية ص 187
31