Professional Documents
Culture Documents
2024/2023
1
مــقــــــدمـــة
أجمع فقهاء القانون وكذا الممارسين والباحثين على األهمية البالغة للمسطرة
المدنية والتنظيم القضائي في تشكيل العمود الفقري الذي تستقيم به وقفة الجهاز
القضائي في المغرب ،خصوصا لما يكون الهدف هو الفصل في النزاعات الدائرة
حول الحقوق المدنية ،فهما المحددان في هذا الشأن للمحكمة ذات الولية
والصالحية في البت في النزاعات المدنية باختالف أنواعها ،وتفاوت قيمتها وكذا
محلها .كما يحددان الخطوات اإلجرائية القانونية الواجبة اإلتباع والتي ل محيد
عنها ،من إقامة الدعوى المدنية الرامية إلى وجود حق ضائع وجب استيفاءه إلى
اإلقرار بوجود هذا الحق واقتضاءه أو الحكم بخالف ذلك.
ويضمن هذان القانونان مجموعة من الحقوق أهمها الحق في الولوج للقضاء
من أجل إقامة العدالة التي تبدأ برفع الدعوى مرورا بجلسات المناقشة وانتهاء
بصدور الحكم إما في صالح صاحب الدعوى أو الخصم ،ثم ضمان الحق في
الطعن في هذا الحكم إذا لمس أحد المتنازعين فيه حيفا وجورا في حقه،
وغيرها من الحقوق الثابتة للمتقاضين ،غير أن هذه الحقوق واإلقدام على التمتع
بها ليس على إطالقه من الناحية الزمنية بل هو مقرون بمجموعة من اآلجال التي
يحددها التنظيم القضائي أو المسطرة المدنية أو التي يحددها القاضي أو المضمنة
في قوانين أخرى.
اعتبارا لما تم التطرق إليه من ارتباط اإلقدام على مجموعة من الحقوق أمام
القضاء بمدد زمنية محددة كثر ورود كلمة األجل-أو ما يحمل نفس معناها -في
القوانين المغربية بأكثر من موضع سواء في القوانين اإلجرائية منها أو
الموضوعية ،ويطلق األجل في اللغة على غاية الوقت في الموت وحلول الدين
ونحوه ،فهو مدة الشيء .1أما في الصطالح فيراد به فترة من الزمن يوقتها
المتعاقدون أو القانون أو القاضي ألجل القيام بعمل قانوني أو ارتقاب لحدوث
حادث أو سقوط حق .2غير أن بيت المقصد من هذا العرض ليس هو التطرق
2
لآلجال في القانون المغربي وإنما اإلقتصار بشكل مركز على اآلجال في القانون
المتعلق بالتنظيم القضائي وقانون المسطرة المدنية وكذا مشروعها .3
أهمية الموضوع:
يكتسي موضوع اآلجال في قانون المسطرة المدنية والتنظيم القضائي أهمية
بالغة تنجلي بوضوح على المستوى العملي وكذا العلمي ،فعلى المستوى العملي
تخضع المساطر واإلجراءات العملية القانونية الواجبة اتباعها في مسار التقاضي
معظم األحيان آلجال واجبة التقيد بها ،والخروج عنها قد يعني ضياع الحق .أما
على المستوى العلمي فاآلجال تظل من بين المقتضيات القانونية الواجبة على
طالب العلوم القانونية اإللمام بها مثلها مثل باقي المقتضيات األخرى المنصوص
عليها ،دون صرف النظر عن كون الطالب مشروعا مهنيا وقد سبق أن تطرقنا
ألهمية اآلجال من الناحية العملية المهمة للمهني.
إشكالية الموضوع
المسطرة المدنية قانون إجرائي يتعين على الشخاص اتباعه لحماية الحقوق
لذلك سعى المشرع الى تقديم مشروع مسطرة مدنية يواكب التطورات المجتمعية
كما عمل على تعديل قانون التنظيم القضائي ،لذلك نتساءل حول موضوع إشكالية
مفادها إلى أي حد كرس المشرع المغربي في قانون المسطرة المدنية ومشروعها
وكذا التنظيم القضائي اآلجال سعيا في تجويد سير العمل بالمحاكم وتجنبا لهدر
الزمن القضائي؟
وتتفرع عن هذه اإلشكالية مجموعة من التساؤلت أهمها:
-ما اآلجال المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية؟
-ماهي اآلثار المترتبة عن عدم احترام هذه اآلجال؟
-ما هي مختلف اآلجال التي تطرق لها المشرع والمضمنة في قوانين
إحداث
المحاكم التجارية واإلدارية وقضاء القرب؟
3
3
المنهج المعتمد:
إلزالة الغموض عن اإلشكالية المطروحة واإلجابة عن األسئلة المثارة اعتمدنا
المنهج الوصفي من خالل عرض مجموعة من النصوص القانونية التي تنص
عن اآلجال جوهر العرض ،أو تلك المحددة آلثار اإلخالل بهذه اآلجال ،ثم على
المنهج التحليلي من خالل تجاوز مجرد استحضار هذه النصوص إلى تحليلها
وتوضيحها.
خطة البحث:
تستدعي معالجة هذا الموضوع وتسليط الضوء على جزئياته تقسيمه على الشكل اآلتي:
المبحث األول :آجال اإلجراءات أثناء سريان الدعوى المدنية
المبحث الثاني :اآلجال في قانون إحداث المحاكم وقضاء القرب
4
المبحث األول :آجال اإلجراءات أثناء سريان الدعوى المدنية
بمجرد تحديد تاريخ انعقاد الجلسة ،وضمانا لحقوق الدفاع تسهر المحكمة على تبليغ
االطراف عن طريق إحدى الوسائل المنصوص عليها قانونا .لذلك ارتأينا في (المطلب
االول) مناقشة اجال اجراءات التقاضي في ق.م.م مع التعريج على مشروع ق.م.م وفي
(المطلب الثاني) دراسة االجل مساطر خاصة .
إن مشروع قانون المسطرة المدنية جاء بمجموعة من التعديالت ومن ضمنها ما يتعلق
باآلجالت لذلك سنحاول تسليط الضوء في هذا الجانب الجوهري من إجراءات التقاضي،
لهذا خصصنا (الفقرة االولى) آلجال اجراءات التبليغ والطعن في االحكام واالوامر في
ق.م.م و م.ق.م.م ،وآجال إجراءات تعيين الخبراء والطعن بالزور والبت في طلبات التنفيذ
في ضوء ق.م.م و مشروع ق.م.م هي موضوع دراستنا في (الفقرة الثانية).
الفقرة االولى :اجال إجراءات التبليغ والطعن في االحكام واالوامر في ق.م.م و م.ق.م.م.
إن اجل التقاضي عنصر مهم الكتساب أو ضياع الحقوق ،لذلك نحن بصدد دراسة
مجموعة من اآلجالت .
أوال :اجال إجراءات التبليغ المدني في ق.م.م و مشروع ق.م.م
أ :اجال تبليغ القضايا للنيابة العامة
إذا كانت النيابة العامة طرفا اصليا ،فبنطق الحكم في الجلسة يعتبر تبليغا لها ،وفي حالة
كانت طرفا منضما من تاريخ التبليغ.
يعتبر الفصل 9من ق م م هو االطار القانوني في اجال التبليغ للنيابة العامة وذلك من خالل
مايلي :
5
تبلغ الى النيابة العامة القضايا المسطرة في الفقرات من 1الى 08من الفصل 09من ق م
م قبل الجلسة بثالثة أيام على األقل بواسطة كتابة الضبط و يمكن للنيابة العامة ان تطلب
تأخير القضية الى اقرب جلسة لتقديم مستنتجاتها كتابة او شفويا. 4
أما مشروع ق.م.م 02.23ينص في المادة 16في الفقرة االخيرة على ما يلي..." :تسري
آجال الطعن بالنسبة للنيابة العامة ابتداء من تاريخ النطق بالحكم إذا كانت حاضرة بالجلسة،
أو من تاريخ تبليغها به أن لم تكن حاضرة ".
6
و يمدد هذا االجل الى 15يوما اذا كان يقيم خارج مقرها في أي مكان اخر من تراب المملكة
أما إذا أثبت الشاهد انه يستحيل عليه الحضور في اليوم المجدد جاز للقاضي منحه اجال
إضافيا.
7
ت :اجال تقديم طلب الطعن بإعادة النظر
يقدم طلب اعادة النظر خالل ثالثين يوما ابتداء من تاريخ تبليغ الحكم المطعون فيه ،و اذا
كانت أسباب طلب إعادة النظر هي التزوير او التدليس او اكتشاف مستندات جديدة ال يسري
االجل اال من يوم االعتراف بالزور او التدليس او اكتشاف المستندات الجديدة .
اذا كانت األفعال االجرامية قد ثبت وجودها من طرف محكمة زجرية فان االجل ال يسري
إال ابتداء من التاريخ الذي يصبح فيه الحكم الصادر من المحكمة مكتسبا قوة الشيء المحكوم
به .أما اذا كان السبب المثار من اجله طلب إعادة النظر تعارض االحكام فان االجل ال
يسري اال من تاريخ تبليغ الحكم األخير .
االطار القانوني الفصل 403و 404و 405من ق م م
الفقرة الثانية :آجال إجراءات تعيين الخبراء والطعن بالزور والبت في إيقاف طلبات التنفيذ
لتحقيق العدالة تلجأ المحكمة إلى االستعانة بالخبراء أو بطلب من أحد االطراف وذلك داخل
أجل يحدده القانون ،كما نجد هذا االخير يحدد اجال للطعن بالزور وكذلك إيقاف التنفيذ ،وهذا
هو موضوع دراستنا في هذه الفقرة.
9
ثانيا :اجال إجراءات الطعن بالزور الفرعي
انطالقا من قراءة الفصول 92و 93و 95و 97من ق.م.م يتضح أنه إذا صرح الطرف
بعد انذاره انه يتخلى عن استعمال المستند المطعون فيه بالزور الفرعي او لم يصرح بشيء
بعد ثمانية أيام نحي المستند من الدعوى .أما إذا صرح الطرف الذي وقع انذاره انه ينوي
استعمال المستند أوقفت المحكمة الفصل في الطلب األصلي وأمرت بإيداع اصل المستند
داخل اجل ثمانية أيام بكتابة الضبط .اذا لم يضع الطرف اصل المستند المدعى فيه الزور
استدعته المحكمة لوضعه بكتابة الضبط داخل ثمانية أيام اذا كان ينوي استعماله ،يقوم
القاضي بالتاشير على اصل المستند المطعون فيه بالزور داخل اجل 08أيام من وضعه
بكتابة الضبط.
10
غير أنه يمكن تقديم طلبات إيقاف التنفيذ المعجل بمقال مستقل عن الدعوى األصلية امام
المحكمة التي تنظر في التعرض او االستئناف.
تستدعي المحكمة بمجرد ما يحال عليها هذا المقال الذي يجب أن ال يضاف الى االصل
االطراف للمناقشة والحكم في غرفة المشورة حيث يمكن لهم أن يقدموا مالحظاتهم شفويا أو
كتابيا .ويجب أن تبت المحكمة داخل ثالثين يوما"...
-11تستدعي كتابة الضبط لمحكمة االستئناف األطراف عند االقتضاء والشهود طبقا لمقتضيات الفصل
.274
وتطبق مقتضيات الفصلين 275و 276المتعلقة بالحضور الشخصي لألطراف أو تمثيلهم.
- 12جاء في الفصل 295من ق.م.م :يمكن تجريح كل قاض لألحكام:
-إذا كانت له أو لزوجه مصلحة شخصية مباشرة أو غير مباشرة في النزاع.
-إذا وجدت قرابة أو مصاهرة بينه أو بين زوجه مع أحد األطراف حتى درجة ابن العم المباشر
بإدخال الغاية.
-إذا كانت هناك دعوى قائمة أو انتهت منذ أقل من سنتين بينه أو بين زوجه أو أصولهما أو
فروعهما وبين أحد األطراف.
-إذا كان دائنا أو مدينا ألحد األطراف.
-إذا قدم استشارة أو رافع أو كان طرفا في النزاع أو نظر فيه كحكم أو أدلى فيه بشهادة.
-إذا سبق أن كان نائبا قانونيا ألحد األطراف.
-إذا وجدت عالقة تبعية بين القاضي أو زوجه وبين أحد األطراف أو زوجه.
-إذا وجدت صداقة أو عداوة مشهورة بين القاضي وأحد األطراف.
- 13جاء في الفصل 299من ق.م.م :تطبق أسباب التجريح المتعلقة بقاضي األحكام على
قاضي النيابة العامة إذا كان طرفا منضما ،وال يجرح إذا كان طرفا رئيسيا.
13
يحال طلب التجريح إذا تعلق األمر بقاض من المحكمة االبتدائية خالل ثالثة أيام من جوابه
أو سكوته إلى محكمة االستئناف لتبت فيه خالل عشرة أيام في غرفة المشورة بعد أن يستمع
الرئيس مقدما إلى إيضاحات الطرف المطالب والقاضي المجرح14.
ز -أجل البث في طلب التجريح
يحال طلب التجريح إذا تعلق األمر بقاض من المحكمة االبتدائية خالل ثالثة أيام من
جوابه أو سكوته إلى محكمة االستئناف لتبت فيه خالل عشرة أيام في غرفة المشورة بعد أن
يستمع الرئيس مقدما إلى إيضاحات الطرف المطالب والقاضي المجرح.
تبت محكمة االستئناف ومحكمة النقض ضمن نفس اإلجراءات واآلجال إذا تعلق األمر
بأحد قضاتهما.
يحظى األجل بمكانة خاصة في سير الدعوى وتترتب على التأخر عنه آثار ،لذلك
نتناول أجال رفع دعوى الحيازة وآجال إيداع العروض ووقف سريان الفوائد والنيابة
القانونية وآجال المساطر المتعلقة بقضايا األسرة.
الحيازة15 أوال :آجال رفع دعوى
حدد ق.م.م أجل رفع دعوى الحيازة في سنة على األقل من حيازة العقار أو الحق
العيني العقاري حيازة هادئة علنية متصلة غير منقطعة وغير مجردة من الموجب القانوني
وخالية من اللتباس.
- 14وجاء في الفقرة الرابعة من الفصل 296من ق.م.م :تبت محكمة االستئناف ومحكمة
النقض ضمن نفس اإلجراءات واآلجال إذا تعلق األمر بأحد قضاتهما.
- 15جاء في الفصل :166ال يمكن رفع دعاوى الحيازة إال ممن كانت له شخصيا أو بواسطة الغير منذ
سنة على األقل حيازة عقار أو حق عيني عقاري حيازة هادئة علنية متصلة غير منقطعة وغير مجردة
من الموجب القانوني وخالية من االلتباس.
غير أنه يجوز رفع دعوى استرداد الحيازة المنتزعة بالعنف أو باإلكراه إذا كانت للمدعي
وقت استعمال العنف أو اإلكراه حيازة مادية وخالية وهادئة وعلنية.
وجاء في الفصل :167ال تقبل دعاوى الحيازة سواء قدمت بطلب أصلي أو بطلب مقابل إال إذا أثيرت
خالل السنة التالية للفعل الذي يخل بالحيازة.
14
ل تقبل دعاوى الحيازة سواء قدمت بطلب أصلي أو بطلب مقابل إل إذا أثيرت خالل
السنة التالية للفعل الذي يخل بالحيازة ،وأضاف مشروع ق.م.م أو داخل أجل أقصاه سنة
من تاريخ صيرورة المقرر القضائي الزجري القاضي باإلدانة غير قابل ألي طعن.
الفوائد16 ثانيا :أجل إيداع العروض ووقف سريان
يحل أجل إيداع المبلغ فيتم إيداع العروض من طرف المدين بعد رفض الدائن
للعروض.
أما أجال وقف سريان الفوائد 17فيحدد في يوم إيداع المبلغ أو الشيء المعروض.
وأشار مشروع ق.م.م أن اإليداع يتم من طرف المدين قصد إبراء ذمته في كتابة
ضبط المحكمة المختصة داخل أجل 15يوما من تاريخ رفض الدائن للعرض.18
- 16جاء في الفصل :175يتم اإليداع من طرف المدين قصد إبراء ذمته في كتابة ضبط المحكمة
المختصة محليا وذلك بعد رفض الدائن للعروض.
يعين قاضي المستعجالت عند وجود صعوبة مادية في إيداع الشيء المعروض في كتابة الضبط بطلب
من المدين الشخص الذي يسلم له كوديعة أو تسند إليه حراسته.
- 17جاء في الفصل :177إذا لم يكن اإليداع قد تم عند صدور الحكم بصحة العرض أمر القاضي في
نفس الحكم بإيداع المبلغ أو الشيء المعروض إذا لم يتسلمه الدائن كما يقرر فيه وقف سريان الفوائد من
يوم اإليداع.
وجاء في الفصل :178تبقى التعرضات التي بلغت أو ستبلغ للمدين المودع قائمة سواء كان اإليداع إراديا
أو مأمورا به ،غير أنها تكون على عاتق المودع عنده إذا أخبره المدين المودع بذلك.
- 18الفقرة األولى من المادة 252من مشروع ق.م.م
- 19جاء في الفقرة الثانية من الفصل :179يمارس مهام قاضي األسرة المكلف بالزواج قاض من
المحكمة االبتدائية يعين لمدة ثالث سنوات بقرار لوزير العدل.
وجاء في الفصل :182يمارس مهام القاضي المكلف بشؤون القاصرين قاض من المحكمة االبتدائية يعين
لمدة ثالث سنوات بقرار لوزير العدل.
- 20المادة 257من مشروع ق.م.م.
15
القاصر21 ب-آجال بيع منقوالت
إذا لم تقع المراضاة أو كانت قيمة المنقوالت تتجاوز ألفي درهم 22أجري البيع بالمزاد العلني
بواسطة كتابة الضبط ،ويجري المزاد بعد انتهاء أجل ثمانية أيام من يوم إشهار إعالن البيع إال إذا
كان المنقول عرضة للتلف أو لتقلب األسعار حيث يمكن للقاضي في هذه الحالة تقصير األجل من يوم
إلى آخر ومن ساعة إلى أخرى.
يسدد المشتري الثمن والصوائر حاال ،وينذر عند تأخره عن األداء بتأديته دون أجل.
وجاء في الفصل 203من ق.م.م" :إذا ادعى الغير أن المنقوالت المراد بيعها في المزاد
ملك له يؤجل البيع إلى أن يبت القاضي المكلف بشؤون القاصرين في األمر في أقرب وقت
إذا كان طلب إخراج تلك األشياء من المزايدة مرفوقا بحجج كافية .ويستثنى من ذلك
المنقوالت التي يسرع الفساد إليها حيث تستمر إجراءات بيعها وال يسلم ثمنها إلى أن يبت في
ملكيتها من طرف قاضي الموضوع.
إذا وافق القاضي المكلف بشؤون القاصرين على تأجيل البيع قدم طلب بإخراج األشياء
إلى محكمة مكان التنفيذ خالل أجل ثمانية أيام من تاريخ األمر؛ وإال فتواصل اإلجراءات.
وال تتابع عند االقتضاء إال بعد الحكم في هذا الطلب".
ج-آجال البيع القضائي لعقار القاصر
تجد آجال بيع عقار القاصر أساسها القانوني في الفصول 207و 208و 209من
ق.م.م ،إذ يتعين على الحاجر الذي يرغب في الحصول على اإلذن أن يرفع إلى القاضي
المكلف بشؤون القاصرين مقاال مرفقا بالوثائق الالزمة ،ويثبت فيه جميع البيانات وما له أو
عليه من حقوق وعقود الكراء المترتبة عليه وحالته إزاء التحفيظ العقاري ،ويترتب عن
المقال محضر تضمن فيه هذه البيانات وكذا المستندات المدلى بها ويقيد بأسفله األمر الذي
يصدره القاضي باإلذن ،بعد إثبات ضرورة بيعه وأنه أولى بالبيع من غيره ،أو عدمه.
يبلغ األمر في حالة الرفض تلقائيا للحاجر وفقا للطرق العادية ويمكن له أن يستأنفه
خالل عشرة أيام.
ويؤدى الثمن ،وصوائر إجراءات السمسرة ،خالل ثالثة أيام من وقوع السمسرة وريو
المزاد على من قدم العرض األعلى ،وإال لم يسلم له العقار.
- 21جاء في الفصل :202إذا لم تقع المراضاة أو كانت قيمة المنقوالت تتجاوز ألفي درهم أجري البيع
بالمزاد العلني بواسطة كتابة الضبط.
يقع هذا المزاد في أقرب سوق عمومي أو في أي مكان آخر يتوقع فيه الحصول على أحسن نتيجة .ويحاط
العموم علما بتاريخ ومكان المزاد بكل وسائل اإلشعار المناسبة ألهمية المبيع.
يباشر البيع بواسطة عون من كتابة ضبط القاضي المكلف بشؤون القاصرين تحت إشراف هذا األخير،
ويرسو المزاد على من قدم أعلى عرض في التاريخ والمكان المعينين.
يجرى المزاد بعد انتهاء أجل ثمانية أيام من يوم إشهار إعالن البيع إال إذا كان المنقول عرضة للتلف أو
لتقلب األسعار حيث يمكن للقاضي في هذه الحالة تقصير األجل من يوم إلى آخر ومن ساعة إلى أخرى.
- 22رفعتها المادة 263من من مشروع ق.م.م إلى عشرة آالف درهم ..ويبلغ األمر في حالة الرفض
تلقائيا للوصي أو المقدم وفقا للطرق العادية ،ويمكن له أن يستأنفه خالل عشرة أيام.
16
إذا لم ينفذ من رسا عليه المزاد شروط السمسرة أنذر بتنفيذها فإن لم يستجب لهذا
اإلنذار داخل أجل ثمانية أيام بيع العقار ،وال يسترجع المتخلف العربون الذي دفعه.
تنحصر إجراءات السمسرة الجديدة في إشهار يتم خالل شهرين ويتضمن هذا اإلشهار
بيان الثمن الذي رست به المزايدة األولى وتاريخ السمسرة الجديدة.
يلزم المشتري المتخلف بأداء الفرق بين الثمن الذي رسا به عليه المزاد وثمن البيع
الثاني دون أن يكون له الحق في المطالبة بما قد ينتج من زيادة.
17
انحالل الرابطة الزوجية ،داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ التبليغ ،29و من تاريخ تقديم
الطلب حسب منطوق المادة 97من مدونة األسرة.
تجب النفقة على الزوج من تاريخ إبرام الزواج الصحيح بعد الدخول ،وال يمكن للزوج
االمتناع عن الدخول ما لم تكن هناك مبررات شرعية ،30وفي حالة ثبوت العجز تحدد
المحكمة أجال للزوج ال يتعدى ثالثين يوما لينفق خالله ،31فإن امتنع دون عذر شرعي يجوز
للمرأة أن ترفع أمرها للقضاء لطلب اإلنفاق عليها أو تطليقها منه.
إذا غاب عن زوجته مدة تزيد عن سنة أمكن للزوجة طلب التطليق.32
إذا حكم الزوج المسجون بأكثر من ثالث سنوات أو حبسا أمكن للزوجة أن تطلب
التطليق بعد مرور سنة من اعتقاله وفي كل األحوال بعد مرور سنتين عن اعتقاله.33
18
المبحث الثاني :اآلجال في قانون إحداث المحاكم وقضاء القرب
ساهم التطور التقني داخل المجتمع المغربي إلى اتساع دائرة القضايا التي تروج أمام
المحاكم بل وتفاقمت أعدادها ونوعية هاته القضايا ،ما دفع المشرع المغربي إلى إحداث
محاكم متخصصة من أجل التطبيق العادل للقانون ،حيث أحدث بموجب ذلك كل من
المحاكم التجارية البتدائية والستئنافية 34ثم المحاكم اإلدارية البتدائية 35ثم الستئنافية،36
وكلهما تحت رقابة الهيئة القضائية األعلى بالمملكة (محكمة النقض).
إن كل نص قانوني أصدره المشرع المغربي إل ويرفقه بآجال محددة وذلك لحسن
تطبيق النص القانوني وتحقيق حسن سير العدالة وعدم إهدار الزمن القضائي ومن أجل
تحقيق الحكامة القضائية بمؤسسات القضائية داخل المملكة ،وفي هذا الصدد شملت القوانين
المحدثة للمحاكم بالمغرب على جملة من اآلجال ،فهذا ما سنتطرق إليه في هذا المبحث
حول اآلجال في قانون إحداث المحاكم التجارية واإلدارية (المطلب األول) ،ثم اآلجال أمام
محكمة النقض 37وقضاء القرب (المطلب الثاني).
- 34قانون رقم 53.95القاضي بإحداث محاكم تجارية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.97.65الصادر في 4شوال 1417الموافق ل
12فبراير .1997
- 35قانون 41.90القاضي بإحداث محاكم إدارية الصادر في 18جمادى األول 1414الموافق ل 3نونبر .1993
- 36قانون رقم 80.03القاضي بإحداث محاكم إدارية استئنافية الصادر في 24محرم 1427الموفق ل 23فبراير .2006
- 37ظهير شريف 1.57.223بشأن محكمة النقض المغير والمتمم بموجب قانون 58.11الصادر في 28ذو القعدة 1432الموافق ل 26
أكتوبر .2011
- 38لالطالع على باقي اختصاصات المحكمة التجارية البتدائية والستئنافية انظر المادة 5من قانون 53.95المحدث للمحاكم التجارية.
- 39انظر المادة 8من قانون 41.90المحدث للمحاكم الدرية البتدائية.
19
الفقرة األولى :اآلجال في قانون إحداث المحاكم التجارية االبتدائية واالستئنافية
سنخصص هذه الفقرة للحديث عن المسطرة أمام المحكمة التجارية واألمر باألداء
(أول) ،ثم الدفع بعدم الختصاص وتنفيذ األحكام واألوامر(ثانيا).
20
طرف رئيس المحكمة ،حيث بذلك نكون أمام فرضيتين إما سقوط الحق ولزوم تقديم مقال
آخر أو إمكانية اإلحالة في أي وقت واعتبار اآلجال المنصوص عليه مجرد بيان أنه وجب
التسريع في توزيع القضايا على القضاة من أجل تسريع وتيرة البت في القضايا وعدم إهدار
الزمن القضائي ،ويتضح ان الفرضية الثانية هي الصواب ألنه ل يمكن أن يحمل المدعي
مطل رئيس المحكمة في إحالة الملف داخل اآلجل القانوني ،وبذلك فإنه ل يترتب عنه أي
جزاء تجاه رئيس المحكمة ،ويعمل القاضي المقرر على تحديد تاريخ محدد للجلسة ويقوم
باستد عاء األطراف ،دون أن يحدد المشرع المغربي له آجال محدد للقيام بهذه اإلجراءات،
غير أنه يتم مراعاة دائما مقتضيات الدستور وأيضا منطوق المادة 45من النظام األساسي
للقضاة 43التي نصت "يحرص القاضي على البت في القضايا المعروضة عليه داخل آجل
معقول".
قد يتبين للم حكمة أن القضية غير جاهزة بعد للبت فيها ،ففي هذه الحالة يتم تأجيل
الجلسة أو قد يتم إرجاع القضية للقاضي المقرر ،ويوجب طبقا للفقرة األولى من المادة 16
من قانون 53.95على القاضي المقرر إعادة إحالة القضية من جديد على الجلسة وذلك
داخل آجل ل يتعدى 3أشهر دون أن يحدد الجزاء إذا لم يتم تقديمها داخل اآلجال
المنصوص عليه ،فال يمكن أن نعتبر ذلك موجب لسقوط الحق طبقا لمنطوق الفصل 511
من ق م م ،ألن ذلك يمس بالمدعي الذي قدم دعواه ومستنداته وبكل ما يفيد مع احترامه
لإلجراءات القانونية ،ويمكن القول في هذه الحالة أن القاضي يتعرض لمخاصمة كجزاء في
مطله في إحالة القضية من أجل البت فيها طبقا لمقتضيات الفصل 391وما يليه من قانون
م م.
أما في حالة إذا بتت المحكمة وتبين لها وجود مستندات مفيدة لدى الغير ستساعد
المحكمة في الفصل في الدعوى ،فإنه تأمر المحكمة اإلدلء بها أمام المحكمة داخل آجل
معقول تحت طائلة الغرامة التهديدية ،44والمحكمة هي من تحدد اآلجال لحائز المستند وذلك
استنادا إلى طبيعة القضية المعروضة على المحكمة ودرجة خطورتها على األفراد وعلى
النظام العام.
تصدر األحكام بالمحاكم التجارية في جلسات علنية ،وبقضاء جماعي كما أشرنا إليه
سلفا ،فيصدر الحكم إما باإلجماع أو بغالبية األصوات بعد دراسة القضية والتداول فيها
سرا ،وقد يصدر الحكم بالغالبية مع وجود رأي القاضي المخالف ،ففي هذه الحالة أوجب
المشرع المغربي طبقا لمنطوق المادة 16من قانون التنظيم القضائي ،تضمين هذه الوجهة
المخالفة بمبادرة من القاضي صاحب الرأي المخالف في محضر سري خاص موقع عليه
من قبل أعضاء الهيئة ،ويوضع المحضر في غالف مختوم ويحتفظ به لدى رئيس المحكمة
المعنية بعد أن يسجله في سجل خاص يحدث لتسجيل اآلراء المخالفة للقضاة في الهيئات
21
القضائية ،وقد منع المشرع أي شخص من الطالع على مضمونه إل بناء على قرار من
المجلس األعلى للسلطة القضائية.
يحتفظ رئيس المحكمة بالمحضر المذكور لمدة عشر سنوات من تاريخ إنجازه،
ويعتبر الكشف عن مضمونه ،بأي شكل كان ،خطأ جسيما يؤدي إلى مساءلة الرئيس في
حال أطلع عليه أو في حالة أطلع الغير على مضمونه ،ويعد هذا من بين المستجدات التي
أتى بها قانون ،38.15ولم يكن المشرع المغربي السباق في نهج هذه الطريقة فقد كان
القضاء البريطاني من أوائل من عمل بها ،ويعزى اعتماد المشرع المغربي لها كون من
بين آليات إصالح منظومة العدالة المعتمدة لوضع الميثاق "زيارة والطالع على تجارب
الدول المتقدمة" ،وكان من بينها بريطانيا إلى جانب فرنسا وأمريكا وكندا والسعودية.
إن المشرع المغربي لم ينص على األهداف المتوخية من الحتفاظ بالرأي المخالف لمدة
10سنوات ،غير أنه يفهم منه أن الحتفاظ به من أجل ترتيب المسؤوليات من المجلس
ا ألعلى للسلطة القضائية في حال وجود خطأ قضائي في الحكم الصادر ،أضف إلى ذلك
تشجيع الجتهاد في النصوص القانونية.
أما بخصوص الطعن بالستئناف في األحكام الصادرة عن المحاكم البتدائية التجارية،
فقد نصت المادة 18أنه تستأنف األحكام الصادرة عن المحكمة التجارية داخل آجل ل
يتجاوز 15يوم ،في حين أن آجال الستئناف كقاعدة عامة محدد في آجل 30يوما وتم
استثناء القضايا التجارية إلى جانب القضايا األسرية والقضايا الستعجالية وفي األمر
باألداء بعد التعرض عليه طبعا ،وحدد لهما المشرع المغربي آجال محدد في 15يوم فقط
من تاريخ تبليغ الحكم مع مراعاة منطوق الفقرة الثانية من المادة 458من نفس القانون،
ويترتب عن عدم احترام آجال الطعن سقوط الحق في ممارسة الطعن طبقا لمنطوق الفصل
511من ق م م ،وتجذر اإلشارة إلى أنه يمكن للطرف أن يقوم بتقديم قبل كل دفع ودفاع
الدفع بعدم القبول لفوات آجل ممارسة الطعن أمام المحكمة.
وكما هو متعارف عليه أن مقال الستئناف يتم تقديمه أمام كتابة المحكمة التي أصدرت
الحكم المطعون فيه ،فإنه حدد المشرع المغربي لكتابة الضبط التي وضع لديها المقال آجال
15يوم من تاريخ تقديم المقال إليها ،من أجل أن تقوم برفع المقال مرفقا بالمستندات الى
كتابة الضبط المحكمة الستئنافية التجارية.
ثانيا :اآلجال في الدفع بعدم االختصاص النوعي وتنفيذ المقررات
سنتطرق في هذا الصدد إلى اآلجال الواردة في الدفع بعدم الختصاص النوعي (أ) ،ثم
اآلجال الواردة في تنفيذ األحكام واألوامر أمام المحاكم التجارية (ب).
- 45يمكن استئناف الحكم المتعلق بالختصاص خالل اجل 10أيام من تاريخ التبليغ.
22
أ :الدفع بعدم االختصاص النوعي
يعتبر الدفع بعدم الختصاص من الدفوع الشكلية التي يوجب تقديمها قبل البت في
جوهر الدعوى ،وقانون إحداث المحاكم التجارية أول مالحظة بخصوص الختصاص أنه
لم يبين طبيعة الختصاص النوعي للمحاكم بشكل صريح وإنما اكتفى فحسب بتحديد
مجالت اختصاصها ،46ومن الخصوصيات التي تميز الختصاص النوعي للمحاكم
التجارية أن الدفع بعدم الختصاص النوعي المرفوع إليها ل يجوز ضمه إلى الموضوع،47
بل يجب البت فيه بموجب حكم مستقل داخل آجل ل يتجاوز 8أيام من تاريخ تقديمه طبقا
للفقرة األولى من المادة 8من قانون ،53.95وعليه فعدم بت المحكمة داخل اآلجل
القانوني فإن ذلك يخول للطرف رفع مخاصمة القضاة إلى محكمة النقض لرفض القاضي
البت في القضية المعروضة عليه ،فيعتبر مخاصمة القضاة جزاء لعدم احترام القاضي
لآلجال القانوني المنصوص عليه ،حيث اعتبر المشرع المغربي ذلك بمثابة إنكار للعدالة.
يكون الحكم الصادر بخصوص الختصاص قابال للطعن بالستئناف وذلك داخل آجل
10أيام من تاريخ التبليغ أمام محكمة الستئناف التجارية ،تحت طائلة سقوط الحق في
ممارسة حق الطعن بالستئناف إذا لم يتم تقديمه داخل اآلجل المحدد قانونا ،ويتعين على
كتابة الضبط توجيه مقال الستئناف للمحكمة الستئنافية في اليوم الموالي لتقديم المقال
خالفا في اإلجراءات العادية الذي توجه فيه كتابة الضبط المقال للمحكمة الستئنافية في15
يوما من تاريخ تقديمه ،وقلص المشرع المغربي من هذا اآلجال باعتبار أن البت في الدفع
بعدم الختصاص يجب أن يكون بشكل أسرع من أجل إحالة القضية على المحكمة
المختصة للبت فيها لتفادي تراكم القضايا أمام المحاكم.
بعد توصل المحكمة الستئنافية التجارية بالملف فإنه يتم البت فيه طبقا للفقرة الثالثة من
المادة 8من قانون إحداث المحاكم التجارية داخل آجل 10أيام من التاريخ الذي قدمت فيه
كتابة الضبط الملف ،كما يتعين على كتابة الضبط بعد صدور الحكم في المحكمة الستئنافية
أن تقوم بإحالته على المحكمة المختصة في البت في القضية داخل آجل 10أيام من تاريخ
صدوره ،غير أن المشرع لم يعرض الجزاءات المقررة لكاتب الضبط في حالة عدم
احترامه لآلجل في إحالة الملفات ،ويتضح من ذلك أنه يتعرض للمسائلة التأديبية من قبل
رؤسائهم ،وقد جاء في الفقرة األولى من المادة 3من النظام األساسي الخاص بهيئة كتابة
الضبط" 48يمارس الموظفون المنتمون لهيئة كتابة الضبط تحت سلطة رئيس اإلدارة المهام
التي تدخل مجال اختصاصهم".
- 46تختص المحاكم التجارية في البت( :الدعوى المتعلقة بالعقود التجارية ،الدعاوى المتعلقة باألوراق التجارية ،النزاعات المتعلقة باألصول
التجارية ،الدعاوى ا لتي تنشأ بيمن التجار والمتعلقة بتجارتهم ،النزاعات الناشئة بين تجار في شركة تجارية)
- 47عبد الكريم الطالب ،مرجع سابق ،ص 65
- 48مرسوم رقم 2.11.473الصادر في 15شوال 1432الموافق ل 14ستنبر 2011بشأن النظام األساسي الخاص بهيئة كتابة الضبط.
23
وعلى نفس المنوال سار عليه مشروع قانون المسطرة المدنية بتنصيصه على أن الدفع
بعدم الختصاص النوعي يتم البت فيه من المحكمة داخل آجل 8أيام من تاريخ إثارته
أمامها.
ب :تنفيذ األحكام واألوامر
يلي صدور األحكام شروع عون التنفيذ في تنفيذ الحكم الصادر لسترداد الحق لصاحبه
ولمستحقيه ،ولذلك فقد نصت المادة 23من قانون إحداث المحاكم التجارية أنه بعد صدور
الحكم يقوم عون التنفيذ بتبليغ الحكم للطرف المحكوم عليه بأن يفي بما قضى به الحكم،
وبتعريفه بنواياه حول أداء ما بذمته من عدمه وذلك داخل آجل 10أيام من تاريخ تقديم
المحكوم له طلب التنفيذ.
يمنح عون التنفيذ آجال إلعذار المحكوم عليه بأداء ما بذمته والمشرع المغربي لم يحدد
في هذا الصدد اآلجال المحدد لإلعذار ،وإنما اكتفى بالتنصيص على اآلجال الذي يوجب
على عون التنفيذ تبليغ الحكم وأنه يمنح للمحكوم عليه آجال لإلعذار ،ويتضح أن آجال
اإلعذار يكون حسب مبلغ المديونية والظروف الجتماعية للمحكوم عليه وحال المحكوم له.
قد يتملص المحكوم عليه من أداء المديونية لصالح المحكوم له ،ففي هذه الحالة منح
المشرع لعون التنفيذ تحرير محضر على الحجز التنفيذي أو بيان األسباب التي حالت دون
تنفيذ الحكم وذلك خالل آجل ل يتجاوز 20يوما من تاريخ انتهاء آجال اإلعذار مباشرة.49
وعموما فيتم اتباع نفس اإلجراءات المسطرية المنصوص عليها بمقتضيات الواردة بالباب
الثالث من القسم التاسع من قانون المسطرة المدنية.50
الفقرة الثانية :اآلجال في قانون إحداث المحاكم اإلدارية االبتدائية واالستئنافية
سنخصص هذه الفقرة للتطرق الى اآلجال الواردة في مقتضيات قانون إحداث المحاكم
اإلدارية البتدائية (أول) ،ثم اآلجال الواردة في مقتضيات قانون إحداث المحاكم اإلدارية
الستئنافية (ثانيا).
- 49نصت الفقرة الثانية من المادة 23من قانون " 53.95يتعين على عون التنفيذ تحرير محضر بالحجز التنفيذي أو بيان األسباب التي حالت
دون إنجازه وذلك خالل آجل 20يوما تبتدئ من تاريخ انتهاء آجل اإلعذار".
- 50نصت الفقرة الثالثة من المادة 23من قانون " 53.95تطبق لدى المحاكم التجارية القواعد العامة للتنفيذ الجبري الواردة في الباب الثالث من
القسم التاسع من قانون المسطرة المدنية مال يوجد نص مخالف".
- 51عبد الكريم الطالب ،مرجع سابق ،ص 64
24
المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية ،حيث سمحت بإثارة الدفع بعدم الختصاص
النوعي في جميع مراحل الدعوى سواء أمام المحاكم اإلدارية البتدائية أو الستئنافية ،ومن
جهة أخرى وجب على المحكمة المعروضة عليها القضية أن تثير الدفع بعدم الختصاص
النوعي في جميع مراحل الدعوى بصورة تلقائية وهذا ما يؤكد اتصال الختصاص النوعي
بالنظام العام.52
جاء في مضمون الفقرة األولى من المادة 13من قانون المحدث للمحاكم اإلدارية ،أنه
إذا أثير الدفع بعدم الختصاص النوعي وجب أن يتم البت فيه بحكم مستقل ول يجوز
للمحكمة أن تضمه للجوهر ،ويتضح أنه لم يتم تحديد اآلجال الذي يوجب على المحكمة التي
أثير أمامها الدفع بعدم الختصاص النوعي أن تبت فيه عكس في الدفع بعدم الختصاص
النوعي أمام المحاكم التجارية ،الذي حدده المشرع في 8أيام من تاريخ إثارة الدفع ،وهذا
الستثناء أمام المحاكم اإلدارية ليس له تفسير حيث إذا اعتبرنا أنه أمام المحاكم التجارية
تتسم فيها القضايا بالطابع الستعجالي وذلك رعاية لمصالح األفراد فإنه حتى أمام المحاكم
اإلدارية إذا لم يبث فيها داخل آجل معقول فيها هدر لحقوق األفراد وضياع من وقتهم،
غير أن تحديد المشرع اآلجال في المحكمة التجارية دون اإلدارية باعتبار اتسام القضايا
اإلدارية بالقلة مقارنة مع القضايا التجارية.
يكون الحكم الصادر بخصوص الدفع بعدم الختصاص قابال للطعن بالستئناف أمام
محكمة النقض وذلك أية كانت الجهة المصدرة له سواء المحكمة اإلدارية البتدائية أو
الستئنافية ،وقد سكت أيضا المشرع عن تحديد آجال الستئناف هذا الحكم ،وعليه فإنه
يستند إلى آجال استئناف القضايا اإلدارية بصفة عامة أمام المحكمة الستئنافية المحدد في
30يوما ،ويلزم على محكمة النقض بعد الطعن بالستئناف أمامها أن تبت فيه داخل آجل
ل يتجاوز 30يوما من تاريخ تسلم كتابة الضبط بمحكمة النقض لملف الستئناف ،وتحيل
محكمة النقض الملف بعد البت فيه إلى المحكمة المختصة.53
ب :طلبات اإللغاء بسبب تجاوز السلطة
منح لإلدارات المغربية إصدار القرارات في سبيل تخليق الحياة العامة ،غير أنه أحيانا
قد تصدر اإلدارة قرارات وهي غير مختصة في إصدار القرار ،أو قد يصدر القرار من
إدارة مختصة غير أنه مخالف للقواعد القانونية وأحدث ضررا بأحد األشخاص ،ففي هذا
الصدد منح المشرع المغربي للمتضرر من القرار اإلداري الطعن فيه ومن خصوصية
طلبات اإللغاء بسبب تجاوز السلطة أنها معفية من أداء الرسوم القضائية.
إذا صدر قرارا تجاوزت فيها اإلدارة سلطتها فإنه قبل أن يتم الطعن فيه أمام المحكمة
اإلدارية ،وجب أول أن يتم داخل آجل 60يوما تظلما من القرار إلى مصدره أو إلى
25
رئيسه ،فاإلدارة في هذا الصدد إما أن تجيب في رفض الطلب أو بإلغاء القرار بشكل نهائي
كما قد تلتزم الصمت.
إذا التزمت اإلدارة الصمت طوال اجل 60يوم يعتبر سكوتها بمثابة رفض للتظلم المقدم
إليها من المتضرر ،غير أنه إذا كانت اإلدارة هيئة تصدر قراراتها عن طريق تصويت
أعضائها فانه يمتد آجال 60يوما إلى نهاية أول دورة قانونية لها تلي إيداع التظلم ،فللمعني
باألمر عند سكوت اإلدارة عن الجواب في آجال 60يوم أن يطعن في القرار أمام المحكمة
اإلدارية داخل اجل 60يوما ،يبتدأ هذا اآلجال من انقضاء اآلجال األول المتعلق بتقديم
التظلم لإلدارة المعنية ،54ول يجوز أن يتم اللجوء للقضاء إل بعد قضاء اآلجال الخاص
بممارسة التظلم أو إجابة اإلدارة.
تجذر اإلشارة إلى أنه في حال إذا تم تقديم طلب إلغاء قرار إداري إلى الجهة القضائية
الغير مختصة ،ينقطع اآلجال ويبدأ سريان اآلجال مجددا ابتداء من تاريخ تبليغ للمدعي
الحكم الصادر نهائيا بتعيين الجهة القضائية المختصة ،فيبدأ مجددا اجال 60يوم لتقديم
الطلب للجهة القضائية المختصة في البث في الطلب.
ج :الضرائب وتحصيل الديون المستحقة للخزينة العامة
تعتبر الضريبة أداة لتحقيق التنمية القتصادية والجتماعية بالدولة ،فقد تكون ضريبة
مباشرة أو غير مباشرة وقد تنشأ نزاعات بخصوص تحصيل الضرائب من إدارة الضرائب
مع الملزمين بأدائها ،لذلك منح المشرع المغربي للمحاكم اإلدارية البت في النزاعات
المرتبطة بالضرائب وتحصيل الديون المستحقة لفائدة الخزينة العامة للمملكة ،فتصدر
قرارات من إدارة الضرائب تلزم بأداء الضريبة لفائدة الخزينة العامة للمملكة.
من أجل حماية الملزم بالضريبة من تعسف إدارة الضرائب في تحصيل الضرائب منه
بشكل تعسفي ،منح له المشرع المغربي الحق في عرض النزاع على المحكمة اإلدارية التي
يوجد بدائرة اختصاصها المكان المستحقة الضريبة فيه إذا لم يقبل بالقرار الصادر ضده
وذلك داخل آجل ل يتجاوز 30يوم من تاريخ تبليغ الملزم بالضريبة بالقرار الصادر في
حقه ،وإذا لم يتم ممارسة هذا الحق داخل اآلجل القانوني المحدد فإنه يسقط حق الملزم
بالضريبة في ممارسة حق عرض النزاع على المحكمة اإلدارية من اجل صون وحماية
حقوقه ،ويكون الحكم الذي تصدره المحكمة اإلدارية بهذا الصدد قابال للطعن بالستئناف
وذلك أمام المحكمة الدارية الستئنافية وقد كان مسبقا يستأنف أمام المجلس األعلى
(محكمة النقض).
26
ثانيا :اآلجال الواردة في مقتضيات قانون إحداث المحاكم االستئنافية اإلدارية
أ :المسطرة أمام المحكمة االستئنافية اإلدارية
بدأ المشرع المغربي في الوقت الذي أصبح فيه العبء ثقيال على محكمة النقض في
استئناف األحكام الصادرة عن المحكمة اإلدارية ،55بإحداث المحاكم الستئناف اإلدارية
بموجب قانون ،80.03وإحداث المحاكم الستئناف اإلدارية يعتبر بمثابة دعامة أساسية
لدولة الحق والقانون بل ويشكل لبنة إضافية من لبنات ترسيخ مبدأ المشروعية وسيادة
القانون في العالقات التي تربط اإلدارة بالمواطنين.56
جاء في منطوق المادة 9من قانون 80.03أنه يتم استئناف األحكام الصادرة عن
المحاكم اإلدارية داخل آجل 30يوما من تاريخ تبليغ الحكم تحت طائلة سقوط الحق في
ممارسة الطعن فال يكون بعد ذلك للطرف الذي خسر حق ممارسة الطعن إمكانية عرض
الحكم الصادر أمام الدرجة الثانية من التقاضي ،فيتم بعد إيداع المقال أمام كتابة الضبط
المحكمة المصدرة للحكم بإحالته على كتابة الضبط المحكمة الستئنافية داخل آجل 15يوم
طبقا للمادة 11من القانون نفسه على نفس القواعد التي نص عليها المشرع المغربي في
مقتضيات قانون المسطرة المدنية وقانون إحداث المحاكم التجارية تحت طائلة نفس الجزاء
الذي أشرنا إليه في خضم حديثنا عن المحاكم التجارية البتدائية والستئنافية.
أما بخصوص إذا صدر عن المحكمة اإلدارية حكم يقضي بوقف القرار اإلداري الذي
تم تقديم الطلب ضده ،فيتم الطعن فيه بالستئناف وفقا لنفس آجال استئناف األحكام الصادرة
عن المحكمة اإلدارية المحدد قي 30يوما ،غير أنه يجب على المحكمة الستئنافية أن تبت
في الطلب داخل آجل ل يتجاوز 60يوم ،من تاريخ توصل كتابة الضبط محكمة الستئناف
بالملف المطعون فيه ،57ويتضح أن المشرع هنا حدد آجال للمحكمة الستئنافي في البت في
طلب الستئناف ضد حكم المحكمة البتدائية في ما يخص إلغاء قرار إداري ،وذلك لتفادي
عرقلة عمل اإلدارات في تنفيذ قراراتها التي قد تكون ذات طابع استعجالي.
إن القرارات الصادرة عن المحكمة الستئنافية اإلدارية تكون قابلة للطعن بالنقض على
غرار كل األحكام إذا اكتسبت قوة الشيء المقضي به ،وحدد اآلجال بمقتضى المادة 16من
قانون 80.03في 30يوما كغيره من القرارات ماعدا ما تم استثناءه في مقتضيات قانون
المسطرة المدنية.
- 55كانت األحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية قبل إحداث المحاكم الستئناف الدارية يتم الطعن فيها بالستئناف امام الغرفة اإلدارية بمحكمة
النقض.
- 56عبد الرحمان الشرقاوي ،مرجع سابق ،ص 165
- 57تنص المادة 13من قانون " 80.03ليس لستئناف األحكام الصادرة بوقف تنفيذ قرار إداري أثر واقف ،غير أنه يجب على محكمة
الستئناف أن تبت في طلب الستئناف المتعلق بوقف تنفيذ قرار إداري داخل أجل ستين يوما يبتدئ من تاريخ توصل كتابة ضبط محكمة
الستئناف بالملف.
27
ثانيا :المساعدة القضائية
تمنح المساعدة القضائية لألشخاص الذين ليس بمقدورهم ماديا من ممارسة حق التقاضي
أمام المحاكم المغربية ،ليتمكنوا من ممارسة حقوقهم والدفاع أمام القضاء ،وتكون المساعدة
القضائية إما بقوة القانون أو بناء على طلب من الطرف المعسر ،وقد حدد المشرع المغربي
آجال البت في طلب الخاص بالمساعدة القضائية على مدة إنجاز البحث ،الذي قد يطول أو
يقصر مع إمكانية منح مساعدة قضائية مؤقتة ريثما يتم استكمال إجراءات البحث طبقا لما
جاء به المرسوم الملكي بمثابة قانون ،65.514وعلى كل حال فإنه يتم مراعاة دائما
الزمن القضائي وعدم إهداره.
فتسحب المساعدة القضائية من ممثل النيابة العامة لدى المحكمة باعتبار مكتب المساعدة
القضائية يتواجد بها ،غير أن المحكمة اإلدارية كونها ل تتضمن النيابة العامة فتسحب لدى
رئيس المحكمة اإلدارية ،وتجذر اإلشارة إلى أنه إذا تم رفض منح المساعدة القضائية من
طرف الر ئيس ،فيتم استئناف القرار الصادر عنه داخل آجل ل يتجاوز 15يوم من تاريخ
التبليغ تحت طائلة سقوط حق طالب المساعدة القضائية من الستئناف ،ويحال على
المحكمة الستئنافية داخل نفس اآلجال ( 15يوما) ويتعين على المحكمة أن تبت فيه داخل
آجال 15يوما من تاريخ إحالة الملف إليها ،وقد حدد المشرع آجال 15يوم للمحكمة
الستئنافية للبت في طلب الستئناف وذلك لتسريع صدور القرار القاضي بالستفادة من
المساعدة القضائية من عدم الستفادة منه ،من أجل اكمال إجراءات الالزمة أمام المحكمة
التي تنظر في القضية.
المطلب الثاني :اآلجال أمام محكمة النقض وقضاء القرب
تعتبر محكمة النقض أعلى هيئة قضائية في الجهاز القضائي المغربي ،وتتجلى وظيفتها
في السهر على حسن تطبيق القانون ،58وتعد محكمة قانون في األصل ومحكمة موضوع
في الحالت الستثنائية ،وقد وضع المشرع المغربي مساطر محددة في قانون المسطرة
ا لمدنية ل يمارسها إل محكمة النقض وحدد لها آجال (الفقرة األولى) ،وفي سبيل سير
المشرع المغربي في تجويد القضاء والرفع من مردودية المحاكم وتسريع البت في القضايا
أحدث غرف لقضاء القرب ومن أجل أيضا تقريب القضاء للمواطن ،وحدد له المشرع
آجال خاصة مخالفة لآلجال العادية المحددة لمختلف محاكم المملكة (الفقرة الثانية).
28
القضاة (ثالثا) وقبل الحديث عن آجال هذه المساطر سنتطرق إلى آجال انعقاد مكتب
المحكمة والجمعية العامة بمحكمة النقض (أول).
أوال :مكتب المحكمة والجمعية العامة
يعتبر مكتب المحكمة من بين المستجدات التي أتى بها قانون ،38.15ويحدث هذا
المكتب بكل من محاكم الدرجة األولى والدرجة الثانية ثم محكمة النقض ،وقد أسند إليه
المشرع المغربي جملة من الختصاصات المنصوص عليهما بمقتضى المادة 2659
و 6090من قانون التنظيم القضائي.
يجتمع مكتب المحكمة الدرجة األولى والثانية ومحكمة النقض خالل األسبوع األول من
كل شهر دجنبر قبل افتتاح السنة القضائية وكلما دعت الضرورة لذلك وفقا لمقتضيات
المادة 29و 92من قانون ،38.15وتحديد المشرع لمكتب المحكمة انعقاد اجتماعها في
األسبوع األول من كل دجنبر من أجل أن يوضع المكتب برنامج عمل المحكمة للسنة
القضائية الموالية من أجل عرضه على الجمعية العامة أثناء انعقادها بعد اجتماع مكتب
المحكمة ،ولم يحدد المشرع الجزاء المترتب في حالة لم ينعقد مكتب المحكمة في اآلجال
المنصوص عليه ،ويتضح من خالل عبارة "وكلما دعت الضرورة لذلك" المنصوص عليها
في الفقرة الثانية من المادة 92من التنظيم القضائي أن اجتماع المكتب يمكن أن يكون في
أي وقت ولو بعد التاريخ المحدد له شريطة الجتماع قبل افتتاح السنة القضائية،
تعتبر أيضا الجمعية العامة بالمحاكم من بين العناصر المكونة للتنظيم الداخلي للمحاكم،
وقد حدد المشرع للجمعية العامة اختصاصاتها سواء الخاصة بمحاكم الدرجة األولى
والدرجة الثانية والخاصة بمحكمة النقض طبقا لمقتضيات المادة 3361من القانون السالف
ذكره.
تنعقد الجمعية لمختلف المحاكم بكل المحاكم في النصف الثاني من كل شهر دجنبر بدعوة
من رئيس المحكمة أو الرئيس األول حسب األحوال ،بعد التنسيق مع وكيل الملك أو الوكيل
العام للملك ،فيوجه الرئيس طبقا للفقرة األولى من المادة 31من قانون 38.15دعوة
لحضور اجتماع الجمعية العامة قبل 8أيام من تاريخ انعقاد الجتماع مصحوبة بجدول
- 59تنص المادة 26من " 38.15يحدث بكل محكمة من محاكم الدرجة األولى والدرجة الثانية مكتب ،يتولى وضع برنامج تنظيم العمل
بالمحكمة ،ويتضمن هذا البرنامج تحديد الغرف والهيئات وتأليفها ،وتوزيع القضايا والمهام على قضاة المحكمة ،وضبط عدد الجلسات وأيام
وساعات انعقادها".
- 60تنص المادة 90من " 38.15يحدث بمحكمة النقض مكتب يتولى وضع برنامج تنظيم العمل بمحكمة النقض ،وذلك بتحديد الهيئات وتأليفها
وتعيين رؤساء الغرف ورؤساء الهيئات التي تشكلها ،وتوزيع القضايا والمهام على قضاة المحكمة ،وتحديد عدد الجلسات وأيام وساعات انعقادها".
- 61تنص المادة 33من قانون " 38.15يتضمن جدول أعمال الجمعية العامة للمحكمة جميع القضايا التي تهم سير العمل بها ،ول سيما:
-عرض النشاط القضائي للمحكمة خالل السنة القضائية المنصرمة من قبل رئيس المحكمة ووكيل الملك أو الرئيس األول والوكيل العام للملك
حسب الحالة ،كل فيما يخصه
-عرض رئيس المحكمة أو الرئيس األول ،حسب الحالة ،لبرنامج تنظيم العمل بالمحكمة ،المعد من قبل مكتب المحكمة
-دراسة الطرق الكفيلة بالرفع من نجاعة أداء بالمحكمة وتحديث أساليب العمل بها
-دراسة البرنامج الثقافي والتواصلي للمحكمة ،وحصر مواضيع التكوين المستمر
-تحديد حاجيات المحكمة من الموارد البشرية والمادية".
29
األعمال المعد من رئيس المحكمة ،ويمكن أن يكون اجتماع الجمعية في أي وقت غير
النصف الثاني من شهر دجنبر وذلك مادام المشرع اشترط لنعقاد الجمعية حضور أكثر
من نصف األعضاء وإل فيؤجل اجتماع الجمعية العامة.
- 62افصاح المدعى عليه انه ل يرغب في استعمال الحجة المدعى فيها الزور.
30
ثالثا :مسطرة مخاصمة القضاة
ترفع مخاصمة القضاة 63إلى محكمة النقض وذلك بمقال موقع من الطرف أو من وكيله
مع المستندات الضرورية ،فيتم البت في قبول طلب مخاصمة القضاة من طرف غرفة يتم
تعيينها من الرئيس األول فيتم قبول الطلب أو رفضه ،ففي حالة رفضه يحكم بغرامة مالية
تتراوح بين 1000إلى 3000دراهم ،وإذا تم قبوله يتم تبليغه للقاضي الذي وجهت
المخاصمة ضده وذلك خالل 8أيام من قبول الطلب.
يتعين على القاضي فور تبليغه ان يقوم بتقديم جميع وسائل دفاعه خالل 8أيام من تاريخ
تبليغه ،دون أن يعين المشرع الجزاء المترتب في حال لم يتم تقديم وسائل الدفاع من طرف
القاضي داخل آجل 8أيام ما إذا تبت المحكمة رغم عدم تقديمها أو تمنح له آجال إضافي،
والواضح أن المشرع منح للقاضي آجال 8أيام من أجل تقديم مستنداته ووسائل دفاعه
لضمان حقه في الدفاع عن نفسه وسكوت القاضي في اآلجال المحدد دون تقديمها يعني
ضمنيا قبول القاضي بادعاء المدعي ،وبذلك للمحكمة البت مباشرة بعد انصرام آجال 8أيام
الممنوحة له ،غير أنه لم يتم تحديد أيضا اآلجال الذي يتعين على المحكمة أن تبت فيه في
القضية المعروضة عليها وانهاء الخصام ،وعموما في هذه األحوال يرجع دائما لمقتضيات
الدستور المغربي الذي يحث على وجوب صدور األحكام في آجل معقول 64ومنطوق المادة
45من النظام األساسي للقضاة.65
يعتبر من ضمن األسباب المؤدية إلى مخاصمة القضاة كما نصت عليه المادة 391من
قانون المسطرة المدنية حالة انكار العدالة ،66فهذا األخير يتم اثباتهم بواسطة إخطارين
يبلغان للقاضي شخصيا يفصل بين اإلخطار األول والثاني آجل 15يوما يقوم به رئيس
كتابة الضبط المحكمة التي تعلو مباشرة المحكمة التي ينتمي إليها القاضي ،دون أن يحدد
الجزاء في حال عدم احترام هذا اآلجال.
الفقرة الثانية :اآلجال في قانون تنظيم قضاء القرب
من أجل تسهيل على المتقاضين الولوج إلى المرافق القضائية وتقريب إليهم القضاء
وتحقيق النجاعة القضائية في البنية القضائية المغربية ،عمل المشرع المغربي على إحداث
31
غرف قضاء القرب ،67وخصص له المشرع مسطرة خاصة مذيلة بآجال محددة مختلفة عن
اآلجال المنصوص عليها أمام المحاكم ،لذلك سنتطرق في هذه الفقرة إلى اآلجال في
مسطرة قضاء القرب (أول) ثم آجال طلب إلغاء أحكام قضاء القرب (ثانيا).
- 67تم تنظيم قضاء القرب بموجب قانون 42.10الصادر بتنفيذه ظهير شريف 1.11.151في 16رمضان 1432الموافق ل 17أغسطس
.2011
- 68إذا كان يسكن بالجزائر أو تونس أو إحدى الدول األوروبية :شهران.
- 69إذا كان يسكن بدولة افريقية أخرى أو آسيا أو أمريكا :ثالثة أشهر.
- 70إذا كان يسكن باألقيانوس :أربعة أشهر.
32
والمادة 13نصت إلى أنه يبت في الطلب داخل هذا اآلجال ويصدر الحكم بمعنى أنه وجب
إنهاء النزاع داخل هذا اآلجال وليس فقط أن تبدأ الغرفة بالبت في القضية ،غير أن هذا
اآلجال قصير مقارنة مع القضايا التي قد تتوصل بها الغرفة ،فبالرغم من بساطة القضايا
إل وأنه قد تكون تستدعي وقتا طويال من إجراءات التحقيق 71إلصدار حكم مناسب ،لسيما
أن أحكام غرفة قضاء القرب استثناها المشرع من الخضوع للطعون العادية والغير العادية.
تصدر األحكام في غرفة قضاء القرب في جلسات علنية 72وباسم جاللة الملك وطبقا
للقانون عمال بمنطوق الفصل 73124من الدستور ،وتضمن في سجل خاص ويتم النطق
بالحكم وهو محرر ،74وتسلم نسخ من الحكم الصادر لألطراف داخل آجل 10أيام من
تاريخ النطق بالحكم من أجل ممارسة حقهم في ممارسة طلب اإللغاء أمام رئيس المحكمة
البتدائية طبقا لمقتضيات المادة 7من قانون .42.10
- 71تتمثل إجراءات التحقيق في قانون المسطرة المدنية في :الخبرة والمعاينة ثم الزور الفرعي وتحقيق الخطوط ثم األبحاث واليمين
- 72ينص الفصل 123من الدستور تكون الجلسات علنية ماعدا في الحالت التي يقرر فيها القانون خالف ذلك.
- 73ينص الفصل 124من الدستور تصدر األحكام وتنفذ باسم الملك وطبقا للقانون.
- 74تنص المادة 15من قانون 38.15
33
قاضي القرب وجوبا" أو إذا بت القاضي في ما لم يطلب منه أو في أكثر مما طلب منه أو
أغفل البت في إحدى الطلبات ،وإذا قام القاضي بالبت رغم أنه تم تجريحه من قبل أحد
األطراف لتوفر أسباب التجريح فيه 75وغيرها من األسباب المؤدية إللغاء الحكم الصادر
المنصوص عليها في المادة 9من قانون .42.10
يــودع طلب اإللغاء لدى كتابة الضبط المحكمة البتدائية داخل اآلجل المنصوص عليه
المحدد في 8أيام من صدور الحكم ،ويبــت رئيس المحكمة في الطلب داخل آجل ل
يتجاوز 15يوما من تاريخ إيداع الطلب في غيبة األطراف ،إل في حالة إذا استدعت
الضرورة الستماع لألطراف من أجل التوضيـحات ،ونص المشرع في المادة 9من نفس
القانون أنه يبت في جميع األحوال داخل آجل شهر،
إن المشرع منح لرئيس المحكمة آجال وفير للبت في طلب اإللغاء المقدم له ،وبذلك فإنه
ل مجال لمطل رئيس المحكمة في البت في الطلب داخل اآلجال القانوني ،إل في حالة
تعمده إهمال البت في الطلب ،وبذلك يكون عرضة للمساءلة التأديبية لمساهمته في إهدار
الزمن القضائي في الوقت الذي يتعين فيه على رئيس المحكمة كمسؤول قضائي تشجيع
والرفع من وتيرة البت في القضايا المعروضة على المحكمة.
إن اآلجال المنصوص عليها بمقتضى نصوص خاصة كما أشرنا إليها في هذا المبحث
يرجع تنظيمها إلى مقتضيات قانون المسطرة المدنية ،فتنص المادة 511من هذا القانون
أنه تحترم جميع اآلجال لممارسة أحد الحقوق وإل سقط الحق في ممارسته ،كما جاء أيضا
في المادة 512من نفس القانون أن جميع اآلجال كاملة فال يحسب اليوم األول الذي يتم فيه
الستدعاء أو اإلنذار أو التبليغ ول اليوم األخير الذي تنتهي فيه ،وإذا كان اليوم األخير يوم
عطلة امتد اآلجل إلى اول يوم عمل بعده ،وإذا كان اآلجل محددا باألسابيع أو باألشهر أو
بالسنة ،يكون المقصود باألسبوع مدة سبعة أيام كاملة وبالشهر مدة ثالثين يوما كاملة
وبالسنة مدة ثالثمائة وخمسة وستين يوما كاملة.76
34
خاتمة
قد يقول قائل أن تقييد الحق باألجل فيه استخفاف أو مصادرة لهذا الحق تجاه
صاحبه ،وأن الحق يجب أن يكون على إطالقه فمتى شاء صاحبه لجأ إليه
باعتباره حقا له ،غير أن األمر ل يعدو أن يكون وسيلة من أجل سير جيد للقضاء
وتوفيرا للزمن القضائي وتأكدا من جدية المدعي أو صاحب الحق ،وحماية
للطرف اآلخر المدعى عليه .ولذلك تجد أن المشرع وإن كان حازما في اآلجال
أنه يأخد بعين اإلعتبار مجموعة من اإلعتبارات التي من شأنها تمتيع المعني بأمد
األجل كامال ويمكن أجمالها في ما يلي:
-ل يحسب اليوم الذي يتم فيه تسليم الستدعاء أو التبليغ أو اإلنذار او أي إجراء
آخر للشخص نفسه أو لموطنه ول اليوم األخير الذي تنتهي فيه .وذلك توفيرا
لمزيد من الوقت على المعني وحتى يستفيد من مدة األجل بأكملها.
-إذا كان اليوم األخير يوم عطلة امتد األجل إلى أول يوم عمل بعده .وإذا كان
األجل محددا باألسابيع أو باألشهر أو بالسنة يكون المقصود باألسبوع مدة سبعة
أيام كاملة وبالشهر مدة ثالثين يوما كاملة وبالسنة مدة ثالثمائة وخمسة وستين
يوما كاملة.
35
الئحة المراجع:
الكتب:
ابن منظور ،لسان العرب( ،دون ذكر لبقية المعلومات). -
عبد الرحمان الشرقاوي ،التنظيم القضائي ،مطبعة األمنية ،الرباط ،الطبعة السابعة، -
س .2022
عبد الكريم الطالب ،الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية ،الطبعة التاسعة ،مدينة -
مراكش ،سنة 2019م.
الشرقي الحراث ،اآلجال في قانون المسطرة الجنائية – قانون المسطرة المدنية قانون -
قضاء القرب ،م .الرباط ،سنة .2019
مقاالت:
آجال الطعون المدنية وآثارها في التشريع المغربي ،مقال منشور في موقع صوت العدالة -
.https//satv.ma
القوانين:
-ظهير شريف 1.57.223بشأن محكمة النقض المغير والمتمم بموجب قانون
58.11الصادر في 28ذو القعدة 1432الموافق ل 26أكتوبر .2011
-قانون رقم 53.95القاضي بإحداث محاكم تجارية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف
رقم 1.97.65الصادر في 4شوال 1417الموافق ل 12فبراير .1997
-قانون 41.90القاضي بإحداث محاكم إدارية الصادر في 18جمادى األول 1414
الموافق ل 3نونبر .1993
-قانون رقم 80.03القاضي بإحداث محاكم إدارية استئنافية الصادر في 24محرم
1427الموفق ل 23فبراير 2006
-القانون 38.15المتعلق بالتنظيم القضائي.
-القانون التنظيمي رقم 106.13المتعلق بالنظام األساسي للقضاة.
مرسوم رقم 2.11.473الصادر في 15شوال 1432الموافق ل 14ستنبر 2011 -
بشأن النظام األساسي الخاص بهيئة كتابة الضبط.
قانون إحداث المحاكم اإلدارية -
قانون 42.10المتعلق بتنظيم قضاء القرب الصادر بتنفيذه ظهير شريف -
1.11.151في 16رمضان 1432الموافق ل 17أغسطس .2011
قانون المسطرة المدنية. -
مشروع قانون المسطرة المدنية .02.23 -
36
الفــهـــرس
مــقــــــدمـــة 2 ..............................................................................................
المبحث الثاني :اآلجال في قانون إحداث المحاكم وقضاء القرب 19 ..............................
المطلب األول :اآلجال في قانون إحداث المحاكم التجارية واإلدارية 19 ...........................
الفقرة األولى :اآلجال في قانون إحداث المحاكم التجارية االبتدائية واالستئنافية 20 ...........
الفقرة الثانية :اآلجال في قانون إحداث المحاكم اإلدارية االبتدائية واالستئنافية 24 ............
37