Professional Documents
Culture Documents
ﻗﺴـﻢ اﻟﺤﻘـﻮق
بـــحــث حــــــول
عندما ظھر القضاء في تاريخ البشر كأداة لتحقيق العدل و حماية الحقوق كان في
اغلب أطواره التاريخية و في اغلب الحضارات وسيلة غير مستقلة وليست موحدة
ومنظمة بشكل متشابه كما ھو الحال عليه اآلن فلقد تطور القضاء ليصبح جھاز إداري
مستقل و منظم في اغلب دول العالم حاليا و مع تطوره تطورت القوانين والقواعد و
اإلجراءات التنظيمية التي تكفل السير الحسن لھذا الجھاز ،و من بين تلك اإلجراءات
كيفية رفع الدعاوي القضائية و أساليب تحريرھا و كيفية و مواعيد تقديمھا و ذلك لضمان
السير الحسن و إعطاء فرص للقاضي لكي يعرف كل شيء عن القضية و تفاديا لوقوع
أخطاء قد يترتب عنھا مضيعة للوقت و للجھد .و لم يتأخر المشرع الجزائري عن الركب
فلقد قام بوضع تعريف و شروط و قوانين تنظم الدعاوي القضائية تتناسب و النظام
االجتماعي للدولة و كان اخرھا القانون األخير لإلجراءات المدنية و اإلدارية .ورغم
الصعوبة التي واجھتنا بسبب عدم وجود مراجع جديدة او حتى بحوث تتناول ھذا
الموضوع على ضوء ھذا القانون الجديد إال اننا اجتھدنا قدر المستطاع حتى نقدم بحث قد
يكون أساسا لبحوث اخرى في نفس الموضوع .
فكيف عرف القانون الجزائري الدعوى القضائية و ما ھي شروطھا و أقسامھا وما اھم
ما جاء به اخر تعديل للقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية في موضوع البحث ؟.
خـطــة البـحــث
المقـــدمــة
األول :مفھوم الدعوى القضائية و شروط قبولھا في القانون الجزائري المبحث
األول :تعريف الدعوى القضائية و تقسيماتھا المطلب
األول :تعريف الدعوى القضائية الفرع
الثاني :تقسيمات الدعوى القضائية في القانون الجزائري الفرع
الثاني :شروط قبول الدعوى القضائية المطلب
األول :الشروط الموضوعية الفرع
-1الصـــفــة
-2المــصلــحــة
الخــاتـمة
المبحث األول
مفھوم الدعوى القضائية و شروط قبولھا في القانون الجزائري
المطلب األول
تعريف الدعوى القضائية و تقسيماتھا
أ /لغة :الدعوى من االدعاء و نقول ادعى فالن أي انه زعم و بمعنى أدق يعني ان قوله يقبل
الصدق كما يقبل الكذب .اما القضاء فھو بمعنى الحكم وايضا البت او إنھاء الشيء فنقول قضي األمر
أي انتھى او قضى نحبه أي توفي الخ..
ب /اصطالحا :ھي وسيلة و أداة قانونية تخول لألشخاص سلطة قانونية 1للحصول او حماية
حقوقھم شريطة توفر فيھم الشروط التي نص عليھا القانون .وھي حق يكفله الدستور .وجاء في ق.ا.م
09/08المادة الثالثة >> يجوز لكل شخص يدعي حقا رفع دعوى امام القضاء للحصول على ذلك
الحق او حمايته << ويقال لطالب او لرافع الدعوى المدعي و الطرف االخر المدعى عليه .و ان كان
في الحقيقة ھذا التعريف ال يجمل كل التعريف اال انه تعريف وسطي أي اننا اخذنا بعين االعتبار الجدل
الفقھي حول التعريف الدقيق لدعوى القضائية .فھناك من يرى انھا ھي نفسھا الحق في وضع متحرك
وھناك من يرى انھا مجرد وسيلة فنية و ھناك من يرى انھا سلطة و ھناك من يرى انھا اجراء محرك
للقضاء فبدونھا القضاء يبقى ساكنا.
1
-محمد ابراھيمي .الوجيز في االجراءات المدنية .الجزاء األول .الطبعة الثالثة .2006ديوان المطبوعات الجامعية .الجزائر.ص 20
لقد قسم المشرع الجزائري في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية و القانون المدني الدعاوي الى عدة
أنواع وذلك الختالف طبيعة الحقوق و بالتالي اختالف اإلجراءات التي يجب إتباعھا.
/ 1من حيث طبيعة الحق محل الدعوى:
• الدعوى الشخصية :و ھي الدعوى التي تھدف حق شخصي سواء كان يقدر بمال او كان حقا
معنويا
• الدعوى العينية :و الھدف منھا حماية او الحصول على حق عيني مثل مليكة عقار او حق
االنتفاع..
• الدعوى المختلطة :و موضوعھا عبارة عن حقين في نفس الوقت حق عيني و حق شخصي
2
مثل العقود التي تنقل الملكية من شخص ألخر .
• الدعوى العقارية :ھي التي يكون موضوعھا عقار و لطبيعة العقار الثابتة امكن للمشرع
حصرھا في دعويين وھما دعوى الحق أي اثبات المدعي انه يملك العقار و دعوى اخرى وھي
دعوى الحيازة وھي الدعوى التي خصص لھا المشرع في قانون االجراءات المدنية واإلدارية
3
قسما مھما لتفصيل فيھا و ذلك ألھمية ھذا النوع من الدعاوي في حياة المواطنين .
• الدعوى المنقولة :ھي كل ما كان محلھا منقوال و ال يمكن حصرھا اال بالقول كل ما اثبت انه
منقول حسب ما صرح به القانون في ما يخص المنقول تشمله ھذه الدعوى.
/2من حيث طبيعة الحماية المطلوبة :
• الدعوى الوقتية :و ھي التي يكون غرضھا حكم وقتي قصد حماية الحق المتنازع عليه مثل
وضع المال تحت الحراسة القضائية
• الدعوى االستعجالية :و ھي دعوى الغرض منھا استعجال اإلجراءات القضائية قصد تدارك
وضع قد ينتھي بسرعة و مثال على ذلك دعاوي اثبات الحالة او استعجال سماع شھادة شخص
4
قد يكون بين الحياة والموت . ..
2
-محمد ابراھيمي .الوجيز في اإلجراءات المدنية .الجزاء األول .الطبعة الثالثة .2006ديوان المطبوعات الجامعية .الجزائر.ص 41-40
3
-بوبشير محند امقران .قانون اإلجراءات المدنية نظرية الدعوى .طبعة 2001ديوان المطبوعات الجامعية .الجزائر ص 88
4
-سليمان بارش .شرح قانون اإلجراءات المدنية الجزائري .الجزء األول .دار الھدى .الجزائر .ص .59
• دعوى التزوير األصلية :و تكون بطريقة الدفع أي إثبات انه مزور او عن طريق رفع دعوى
خشية استعمال المحرر مستقبال و ذلك حين اكتشاف ھذا المحرر و لو لم يستعمل بعد.
• دعاوي صحة التوقيع :و تستعمل مثل ھذه الدعاوي في المستندات التي يشكك في صحة
5
توقيعھا و خصوصا العرفية منھا .
/3بعض األنواع أخرى من الدعاوي :
• الدعوى الكيدية :وھي القصد منه إلحاق الضرر بالطرف االخر او قصد الحصول على فوائد
قليلة مقابل انشاء ضرر كبير لطرف االخر وھي تصنف ضمن اإلساءة في استعمال الحق .
• دعوى تنفيذ عقد غير مشروع :مثل طلب تسجيل زواج من امراة ال تجوز له .
• الدعوى االستفھامية و ھي ان يترك للشخص الخيار بين امرين و تحديد موقفه ومثال ذلك ما
نص عليه القانون المدني الجزائري 6في اجازة للقاصر ان يختار اجازة او بطالن عقد بعد
7
عشرة سنوات من بلوغ سن الرشد .
المطلب الثاني
شروط قبول الدعوى القضائية
تنص المادة 13من ق ا م على شرطين اساسيين لرفع الدعوى و ھما المصلحة والصفة اذ تنص على
مايلي >> ال يجوز الي شخص التقاضي ما لم تكن له صفة و له مصلحة قائمة او محتملة يقرھا
القانون <<.و المقصود بالشخص ھو الشخص الطبيعي و الشخص المعنوي.
/1الصفــــــــة :و المقصود بھا ھو صلة المدعي والمدعي عليه بالموضوع محل الدعوى 8و تنص
الفقرة الثانية من المادة 13من ق ا م يثير القاضي تلقائيا انعدام الصفة في المدعي او في المدعي عليه
.وھناك نوعان في الصفة .
أ /الصفة العادية في الدعوى :وھي كما قلنا سابقا ھي التي تربط اطراف الدعوى بموضوعھا لذلك
فان جزاء أي دعوى القصد منھا الحفاظ على مصالح الغير او ضمان احترام القانون ھو عدم القبول و
5
-بوبشير محند امقران .قانون اإلجراءات المدنية نظرية الدعوى .طبعة 2001ديوان المطبوعات الجامعية .الجزائر ص 64
6
-المادة 101من القانون المدني الجزائري .
7
-سليمان بارش .شرح قانون اإلجراءات المدنية الجزائري .الجزء األول .دار الھدى .الجزائر .ص 17
8
-بوبشير محند امقران .قانون اإلجراءات المدنية نظرية الدعوى .طبعة 2001ديوان المطبوعات الجامعية .الجزائر ص 67
ال تقبل ايضا الدعوى التي ترفع على من ال صفة له كرفع دعوى تعويض االب الن ابنه الراشد قد قام
بضرر معين على المدعي .
ب /الصفة الغير عادية :وھي عندما يجيز القانون لشخص ليس له صلة مباشرة بالموضوع ان يحل
محل الصفة العادية و تكون ھذه الصفة موجودة مثال في النقابات و الجمعيات فيمكن لنقيب االطباء ان
يرفع قضية ضد شخص ادعى انه طبيب مثال .و يمكن للدائن ان يرفع قضية للحفاظ على حقوق مدينه
و ذلك حتي يضمن حقه .
/2المـصلـحـة :و المقصود بالمصلحة ھو الفائدة و المنفعة التي سيجنيھا المدعي لرفعه الدعوى فمن
غير المعقول ان تضيع المحكمة وقتھا في قضية ال فائدة فيھا او ترى انھا غير مجدية كأن يطعن من
9
حكم لصالحه و استجيب لكل طلباته حتى لو طالب باقل ما حكم له .
والمصلحة كما عرفھا فقھاء القانون ھي قلب الدعوى و القول المأثور لھم ال دعوى بدون مصلحة .
وقد وضع المشرع الجزائري شروط للمصلحة و ھي كما جاء في في المادة 13من ق ا م في رفع
الدعوى ان تكون قائمة او محتملة و باإلضافة الى ذلك فيجب ان تكون قانونية او مشروعة .
• المصلحة القائمة :المقصود بھا ان تكون الفائدة من رفع الدعوى لمصلحة حانية و واقعة فعال و
ليست في خيال المدعي او في شكوكه .
• المصلحة االحتمالية :و في ھذا العنوان تظھر اھمية الدعوى الوقائية أي ان ھناك ضرر
سيحدث حتما لكنه لم يقع بعد لحد رفع ھذه الدعوى لذلك ترفع الدعوى الوقائية لتفادي حصوله
فھنا نقول ان المصلحة احتمالية غلب عليھا احتمال وقوعھا اكثر من احتمال عدم وقوعھا
وبالتالي ثبتت المصلحة أي الفائدة من رفع الدعوى .و الدعاوي الوقائية ھي الدعوى التقريرية
و المقصود بھا التقرير بوجود او عدم وجود حق و دعوى وقف البناء الجديد في العقار
المتنازع فيه الدعوى االستعجالية و الوقتية و ھي وقائية ولقد عرفناھا سابقا .
• المصلحة تكون قانونية او مشروعة :بمعنى ان القانون يقر لك محل رفع الدعوى فال يجب ان
تكون الدعوى في امر ال يقره القانون كأن يقاضي تاجر تاجر أخر النه يبيع نفس السلع او النه
ينافسه او دعوى إلجھاض زوجتك ...
/3اإلذن :و ھو الشرط الثالث الوارد في المادة 13من ق ا م و نص الفقرة الثانية منھا ينص يثير
القاضي تلقائيا انعدام اإلذن اذا ما اشترطه القانون و المقصود باإلذن ھي موافقة الطرف الذي له
مصلحة او صفة لشخص اخر برفع دعوى باسمه كالكفيل مثال
9
-عمارة بلغيث .الوجيز في االجراءات المدنية .دار العلوم لنشر و التوزيع .الجزائر ص 47
/ 1صحيفة الدعوى :او ما يعرف بالبيانات و قد نصت عليھا المادة 15من ق ا م 09/08كما
يلي >> يجب ان تتضمن عريضة افتتاح الدعوى تحت طائلة عدم قبولھا شكال البيانات االتية :
/3اللغة العربية :و ھي احد القوانين الجديدة التي اعتمدت في القانون 09/08لإلجراءات المدنية و
اإلدارية و ان كانت اللغة مطلوبة بشكل عام فان عدم توفرھا في رفع الدعوى يؤدي الى عدم قبولھا
كما اشترطت الفقرة االولى المادة 08ونصھا >> يجب ان تتم اإلجراءات و العقوبات القضائية من
عرائض و مذكرات باللغة العربية تحت طائلة عدم القبول << وفي الفقرة الثانية>> يجب ان تقدم
الوثائق و المستندات باللغة العربية او مصحوبة بترجمة رسمية الى ھذه اللغة تحت طائلة عدم
القبول<<
/4اإلشھار اذا كان الحق عقار :نصت الفقرة الثانية من المادة 17من القانون نفسه انه يجب
إشھار عريضة رفع الدعوى لدى المحافظة العقارية ،اذا تعلقت بعقار أو حق عيني عقاري مشھر طبقا
للقانون ،وتقديمھا في اول جلسة ينادى فيھا القضية ،تحت طائلة عدم قبولھا شكال ما لم يثبت إيداعھا
لإلشھار .
المبحث الثاني
المطلب األول
-1اسم ولقب المحضر القضائي وعنوانه المھني وختمه وتوقيعه وتاريخ التبليغ الرسمي وساعته.
-2اسم ولقب المدعي وموطنه.
-3اسم ولقب الشخص المكلف بالحضور وموطنه.
-4تسمية وطبيعة الشخص المعنوي ومقره االجتماعي وصفة ممثله القانوني أو اإلتفاقي.
-5تاريخ أول جلسة وساعة انعقادھا.
المادة :19مع مراعاة أحكام المواد 406و 416من ھذا القانون يسلم التكليف بالحضور للخصوم
بواسطة المحضر القضائي الذي يحرر محضرا يتضمن البيانات اآلتية:
أوال :اسم ولقب المحضر القضائي المحضر القضائي وعنوانه المھني وختمه وتوقيعه وتاريخ التبليغ
الرسمي وساعته.
ثالثا :اسم ولقب الشخص المبلغ له وموطنه إذا تعلق األمر وإذا تعلق األمر بشخص معنوي يشار إلى
تسميته وطبيعته ومقره االجتماعي واسم ولقب وصفة الشخص المبلغ له.
رابعا :توقيع المبلغ له على المحضر واإلشارة إلى طبيعة الوثيقة المثبتة لھويته مع بيان رقمھا وتاريخ
صدورھا.
خامسا :تسليم التكليف بالحضور إلى المبلغ له ،مرفقا بنسخة من العريضة االفتتاحية مؤشر عليھا
من أمين الضبط.
سادسا :اإلشارة في المحضر إلى رفض استالم التكليف بالحضور أو استحالة تسليمه أو رفض التوقيع
عليه.
ثامنا :تنبيه المدعى عليه بأنه في عدم امتثاله للتكليف بالحضور سيصدر حكم ضده بناء على ما قدمه
المدعي من عناصره.10
وفي حاالت:
من المقرر قانونا أن الشخص ال يعتبر متغيبا عن الحكم عليه بھذه الصفة إال إذا توصل
باالستدعاء أو افتراض علمه بالدعوى المرفوعة عليه إتباعا للقواعد المنصوص عليھا في المادة 22
وما بعدھا من قانون اإلجراءات المدنية ومن ثم فإن القضاء بما يخالف ھذا المبدأ يعد خرقا للقواعد
الجوھرية لإلجراءات.
كما كان من الثابت في قضية الحال أن حكم القاضي بالتطبيق المؤيد بقرار المجلس لم يتبين منه
استالم الطاعن لالستدعاء ومن ثم يعتبر غير عالم بالدعوى مع غياب توفر اإلجراءات القانونية
المنصوص عليھا بالمواد 22وما بعدھا من ]ق إ م[ خرقوا القواعد الجوھرية في اإلجراءات ومتى
كان كذلك استوجب نقض القرار المطعون فيه.
المبدأ :أن إرسال التكليف بالحضور باسم رئيس التعاونية ال يعني شخصية بالذات وإنما يعني التعاونية
التي يمثلھا كما أن النزاع ال يتحمله الممثل لوحده وإنما كامل أفراد التعاونية طبقا ألحكام المادتين:
50-49من القانون المدني.
10
نبيل صقر-عويسلت فتيحة :قانون اإلجراءات المدتية واإلدارية ،طبعة أولى ،2008 ،دار الھدى ،الجزائر ،ص.16-15 :
اسم مقدم ولقبه ومھنته وموطنه وتاريخ تسليم التكليف بالحضور ورقم الموظف القائم بالتبليغ
وتوقيعه واسم المرسل إليه ومحل إقامته وذكر المحكمة المختصة بالطلب واليوم والساعة المحددين
للمثول أمامھا وملخص الموضوع ومستندات الطلب.
يحضر الخصوم في التاريخ المحدد في التكليف بالحضور شخصيا أو بواسطة محاميھم أو
وكالئھم حسب المادة ][22
المطلب الثاني
المادة :25يتحدد موضوع النزاع باالدعاءات التي يقدمھا الخصوم في عريضة افتتاح الدعوى
ومذكرات الرد.
غير أنه يمكن تعديله بناءا على تقديم طلبات عارضة إذا كانت ھذه الطلبات مرتبطة باالدعاءات
األصلية.
تتحدد قيمة النزاع بالطلبات األصلية واإلضافية وبالطلبات المقابلة القضائية الطلب اإلضافي ھو
الطلب الذي يقدمه المدعي عليه للحصول على منفعة فضال عن طلبه رفض مزاعم خصمه.
والقانون يوجب تحديد عناصر الطلب القضائي التي تتكون من عنصر األشخاص والموضوع
والسبب تحديدا نافيا للجھالة.
وإن خلو الدعوة من أحد ھذه العناصر يترتب عنه بطالن المطالبة القضائية وبما قضى قضاة
الموضوع في الدعوى الراھنة برفض الدعوى في الحال لعدم تحديد موضوع الطلب القضائي فإنھم
يكونون قد خرقوا قواعد جوھرية في اإلجراء مما يعرض قرارھم للنقض ]طلب تعديله-تغيير تجاوز
السلطة[.
إذا كان القانون قد علف العقد بأنه شريعة المتعاقدين فال يجوز نقضه وال تعديله إال باتفاق
الطرفين أو لألسباب التي يقررھا فإن القضاء بما يخالف ھذا المبدأ يعد خرقا للقانون وتجاوز للسلطة
إذا كان موضوع الطلب أمام مجلس الفصل في قضيته الطرد من السكن الذي يملكه المدعى فإن
المجلس يفصل في صحة عقد إيجار يربط المدعى بديوان السكن المعتدل للكراء الذي لم يكن طرفا في
النزاع خرق القانون وارتكب ھفوة تجاوز السلطة.
وتأسيسا على ما تقدم يستوجب نقض القرار الذي قضى إلغاء الحكم المستأنف ومن جديد صرح
بأن المدعى ليس له أي حق قانوني في السكن المتنازع عليه باعتباره ملكا للدولة.
حيث تنص المادة :26ال يجوز للقاضي أن يؤسس حكمه على وقائع لم تكن محل المناقشات
والمرافعات.
يجوز للقاضي أن يأخذ بعين االعتبار من بين عناصر المناقشات والمرافعات الوقائع التي أثيرت من
طرف الخصوم ولم يؤسسوا عليھا ادعاءاتھم .
المطلب الثالث
يمكن للقاضي أن يأمر في الجلسة بحضور الخصوم شخصيا لتقديم توضيحات يراھا ضرورية لحل
النزاع.
السلطة التقديرية طلب تقديم ووثيقة ذات صلة بالنزاع ال يمس مبدأ حياد القاضي.
من المقرر قانونا أنه يجوز للقاضي وفي أطار سلطته التقديرية طلب تقديم أي وثيقة من أي طرف ما
دامت ھذه الوثيقة ذات صلة بالنزاع وما دام الطلب قبل إقفال المرافعة ومن ثم فإن النص على القرار
المطعون فيه بعدم احترام مبدأ حياد القاضي في غير محله يتعين رفضه.
لما كان من الثابت –في قضية الحال -إن قضاة الموضوع طالبوا المطعون ضدھا تقديم وثائق ذات
أھمية قانونية في إثبات االلتزامات احترموا اإلجراءات ولم يخرجوا عن إطار سلطتھم التقديرية
المخولة لھم.
ولما كان كذلك فإن النعي على القرار المطعون فيه بھذا الوجه في غير محله ويتعين رفضه.
سلطة القاضي –تفويضھا -مھمة الخبير -تجاوز خرق القانون.
من المقرر قانونا أن المھمة التي يكلف بھا خبير به جھة قضائية ما تنحصر في جمع المعلومات الفنية
التي تساعد القاضي على حسم النزاع وتصور له القضية بصفة أعم وأشمل وإنه ال يمكن بأي حال من
األحوال أن تتحول ھذه المھمة إلى منح الخبير صالحية القاضي مثل سماع الشھود وإجراء تحقيق ولما
كان كذلك فإن القضاء لما يخالف ھذا المبدأ يعد خرقا للقانون
ولما انتدب قضاة االستئناف خبيرا في الدعوى وأوكلوه المھمة إجراء تحقيق وسماع شھود فإنھم بھذا
القضاء قد خولوه سلطتھم التقديرية وخرقوا بذلك القانون ومتى كان كذلك استوجب نقض القرار
المطعون فيه.
من المستقر عليه قضاء أن السلطة التقديرية المقررة لقضاة الموضوع ال تخضع إلى رقابة المجلس
األعلى إال بتوفر شرطين أساسيين وھما:
-1أن يبرزوا بما فيه الكفاية العناصر التي استمدوا منھا تقديرھم واقتناعھم.
-2أن تكون تلك العناصر مستنبطة من وقائع الدعوى والوثائق والمستندات المقدمة ثم فإن القضاء
بما يخالف ھذا المبدأ يعد منعدم األساس القانوني.
المادة :28يجوز للقاضي أن يأمر تلقائيا باتخاذ أي إجراء من إجراءات التحقيق الجائزة قانونا.
المادة :29يكيف القاضي الوقائع والتصرفات محل النزاع التكييف القانوني الصحيح دون التقيد
بتكييف الخصوم.
المادة :30يجوز للقاضي أن يأمر بإرجاع المستندات المبلغة للخصوم تحت طائلة غرامة تھديديه عند
االقتضاء.
المادة :31يجوز للخصوم دون سواھم أو بوكالة خاصة عند انتھاء الخصومة استرجاع الوثائق
المودعة في أمانة الضبط مقابل وصل .يفصل رئيس الجھة القضائية في اإلشكاالت التي قد تثار بھذا
الشأن11.
11
نبيل صقر-عويسلت فتيحة :قانون اإلجراءات المدتية واإلدارية ،طبعة أولى ،2008 ،دار الھدى ،الجزائر ،ص.16-15 :
الخـــاتــمة
تعتبر الدعوى القضائية المحرك االساسي لحماية الحقوق فمن دونھا ال يمكن للقضاء ان
يتحرك فھو في االصل ساكن .و حتى تكون الدعوى ذات جدوى شرع لھا المشرع شكل و
زمن و طرق كما اسلفنا في بحثنا .
لذلك فان الدعوى القضائية سميت بمفتاح حماية الحقوق او استرجاعھا و قد تختلف من
دولة الى اخرى من حيث االشكل او االجراءات بصفة عامة اال انھا تجتمع كلھا في انھا
حق لكل مواطن يستعمله كلما راى انه محتاج الستعمال تلك السلطو وفق القانون الذي
ينظمھا .
قائمة المصادر و المراجع
-القانون 09/08لإلجراءات المدنية واإلدارية
-بوبشير محند امقران .قانون اإلجراءات المدنية نظرية الدعوى .طبعة 2001ديوان المطبوعات الجامعية .الجزائر
-نبيل صقر-عويسلت فتيحة :قانون اإلجراءات المدتية واإلدارية ،طبعة أولى ،2008 ،دار الھدى ،الجزائر
-محمد ابراھيمي .الوجيز في اإلجراءات المدنية .الجزاء األول .الطبعة الثالثة .2006ديوان المطبوعات الجامعية.
الجزائر.
-سليمان بارش .شرح قانون اإلجراءات المدنية الجزائري .الجزء األول .دار الھدى .الجزائر .
-عمارة بلغيث .الوجيز في اإلجراءات المدنية .دار العلوم لنشر و التوزيع .الجزائر