You are on page 1of 14

‫الفصل التمييدي‪ :‬ماىية الدعوى العمومية في التشريع الجزائري‬

‫الفصل التمييدي‬
‫ماىية الدعوى العمومية‬

‫في التشريع الجزائري‬

‫المبحث األول‬

‫مفيوم الدعوى العمومية‬


‫المبحث الثاني‬

‫مراحل الدعوى العمومية‬

‫والقيود الواردة عمى تحريكيا‬

‫‪5‬‬
‫الفصل التمييدي‪ :‬ماىية الدعوى العمومية في التشريع الجزائري‬

‫تمييد الفصل التمييدي‬


‫تعد الدعوى العمومية الوسيمة القانونية التي تثار بإسم المجتمع أمام القضاء الجزائي ضد‬
‫مرتكب الجريمة من أجل المطالبة بتوقيع الجزاء‪ ،‬بإتباع مجموعة من اإلجراءات القانونية‪ ،‬فمقد‬
‫سقوطيا والقيود المنتيجة‬ ‫أىمية وعممية خاصة فيما يتعمق بجانب‬ ‫كانت أحكاميا أكثر‬
‫لتحريكيا‪ ،‬فمن ىذا المنطمق جاء ىذا الفصل التمييدي لمعالجة اإلطار القانوني والمفاىيمي‬
‫ليذه الدعوى من خالل التطرق إلى مفيوميا وأطرافيا وخصائصيا وأىم قيود تحريكيا ومراحميا‪،‬‬
‫وذلك باإلستعانة بمطمبين أساسيين عمى النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬المطمب األول‪ :‬مفيوم الدعوى العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬المطمب الثاني‪ :‬مراحل الدعوى العمومية والقيود الواردة عمى تحريكيا‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل التمييدي‪ :‬ماىية الدعوى العمومية في التشريع الجزائري‬

‫المطمب األول‪ :‬مفيوم الدعوى العمومية‬


‫لإلحاطة بمفيوم الدعوى العمومية سوف يتم تعريفيا‪ ،‬والخصائص التي تتمتع بيا‪ ،‬ثم‬
‫أطرافيا‪ ،‬وذلك باإلستناد إلى جممة من الفروع نوجزىا كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬الفرع األول‪ :‬تعريف الدعوى العمومية‬
‫‪ ‬الفرع الثاني‪ :‬خصائص الدعوى العمومية‬
‫‪ ‬الفرع الثالث‪ :‬أطراف الدعوى العمومية‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الدعوى العمومية‬
‫حدد المشرع الجزائري مباشرة الدعوى العمومية في فحوى قانون اإلجراءات الجزائية وذلك‬
‫بنصو عمى أنو‪" :‬تباشر النيابة العامة الدعوى العمومية بإسم المجتمع وتطالب بتطبيق القانون وىي‬
‫تمثل أمر كل جية قضائية"(‪.)1‬‬
‫والدعوى العمومية ىي‪ " :‬الوسيمة التي بموجبيا تطالب النيابة العامة بوصفيا ممثمة لممجتمع‬
‫القضاء الجزائي بتوقيع العقوبة عمى مرتكب الجريمة‪ ،‬وبمعنى آخر ىي الوسيمة القانونية لحماية‬
‫الحق توصال إلستيفائو بواسطة السمطة العمومية"(‪.)2‬‬
‫ه النيابة العامة‪ ،‬تهدف من وراءىا توقيع‬
‫وتعرف أيضا بأنيا‪ " :‬الوسيةل القانونية التي تم لك ا‬
‫العقاب عمى مرتكب الجرم" (‪ ،)3‬والدعوى العمومية أيضا ىي‪" :‬مطالبة الجماعة بواسطة النيابة العامة‬
‫القضاء الجزائري بتوقيع العقوبة عمى مرتكب الجرمية"(‪.)4‬‬
‫إستنادا إلى التعاريف السابقة يمكن القول بأن الدعوى العمومية من إختصاص النيابة العامة‬
‫بصفتيا ممثمة لممجتمع القضاء الجزائي وتمثل أمر كل جية قضائية بغرض توقيع العقاب أو الجزاء‬
‫ىم‪.‬‬
‫على المت‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 29‬من األمر رقم (‪ ،)155/66‬المؤرخ في‪ 08 :‬يونيو ‪ ،1966‬يتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،‬‬
‫العدد ‪ ،48‬المؤرخة في‪ 10 :‬يونيو ‪ ،1966‬المعدل والمتمم‬
‫‪ -2‬رحمونة دباش‪ ،‬ز اررة لخضر‪ ( ،‬الخبرة القضائية السابقة لدعوى العمومية في التشريع الجزائري)‪،‬مجمة العموم اإلنسانية‪،‬‬
‫المجمد ‪ ،20‬العدد ‪ ،2‬ديسمبر ‪ ،2020‬ص‪102 :‬‬
‫‪ -3‬نورالدين مناني‪ ( ،‬الرابط األسري وأثره عمى عقوبة جريمة السرقة دراسة بين الفقو المالكي وقانون العقوبات الجزائري )‪،‬‬
‫مجمة المنيل‪ ،‬المجمد ‪ ،7‬العدد ‪ ،2‬نوفمبر ‪ ،2021‬ص‪415 :‬‬
‫‪-4‬‬
‫ىبة حمزة‪ ،‬بن قادة محمود أمين‪ ( ،‬فعالية مبدأ الوقاية لحماية البيئة أمام القضاء المدني والجزائي)‪ ،‬مجمة القانون‬
‫العقاري والبيئة‪ ،‬المجمد ‪ ،8‬العدد ‪ ،14‬جانفي ‪ ،2020‬ص‪171 :‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل التمييدي‪ :‬ماىية الدعوى العمومية في التشريع الجزائري‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الدعوى العمومية‬


‫تتسم الدعوى العمومية أيضا بجممة من الخصائص المشتركة تتمثل في العمومية (أوال)‪،‬‬
‫والمالئمة (ثانيا)‪ ،‬وعدم قابمية لمتنازل (ثالثا)‪ ،‬وأخي ار التمقائية (رابعا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬العمومية‬
‫بالرجوع إلى فحوى قانون اإلجراءات الجزائية نجده نص صراحة عمى أن النيابة العامة تباشر‬
‫الدعوى العمومية بإسم المجتمع وتطالب بتطبيق القانون(‪ ،)1‬أي أن ىذه الخاصية تمتمك طبيعة عامة‬
‫نتيجة كونيا ممك لممجتمع ونتيجة لعدم تدخل ىذا األخير من أجل تحريكيا أمام القضاء ارتئ‬
‫المشرع تفويض ىذا األمر إلى النيابة العامة بإعتبارىا ممثمة لممجتمع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المالئمة‬
‫بالرجوع إلى فحوى قانون اإلجراءات الجزائية نجده نص صراحة عمى أن وكيل الجميورية يقوم‬
‫بتمقي المحاضر والشكاوى والبالغات ويقرر ما يتخذه بشأنيا(‪ ،)2‬أي أن النيابة العامة ليا السمطة‬
‫المطمقة المالئمة والحرية الكاممة في متابعة المتيم وتوجيو االتيام إليو من عدمو‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عدم القابمية لمتنازل‬
‫يقصد بعدم القابمية لمتنازل أحقية النيابة العامة في التمسك برفع أو تحريك الدعوى العمومية‬
‫في حالة ما قررت حفظ الدعوى‪ ،‬فبمجرد أن تظير أدلة جديدة تساعد عمى توجيو اإلتيام فميا أن‬
‫تتراجع عن ق ارراىا وتحرك الدعوى من جديد‪ ،‬أما في حالة ما إذا تم تحريك الدعوى من البداية فميس‬
‫ليا أن تتنازل عنيا وىذا راجع إلى أنو في حالة رفعيا تخرج من حوزتيا وتدخل من جديد في حوزة‬
‫جيات التحقيق أو الحكم‪ ،‬كما ال تممك أن تتصالح بشأنيا أو تجري وساطة بين األطراف إال في‬
‫الحاالت المحددة استثناء بنص القانون(‪.)3‬‬
‫رابعا‪ :‬التمقائية‬
‫إن المقصود بخاصة التمقائية أن لمنيابة العامة أن تباشر إجراءاتيا بصدد الجريمة التي وصمت‬
‫إلى عمميا تمقائيا دون أن تنتظر شكوى أو بالغ من المجني عميو أو من أي شخص آخر لتعمقيا‬
‫بالنظام العام‪ ،‬وذلك في أقرب اآلجال احتراما لمحق في سرعة اإلجراءات المنصوص عميو في فحوى‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 29‬من األمر رقم (‪ ،)155/66‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدل والمتمم‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 36‬من األمر رقم (‪ ،)155/66‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدل والمتمم‬
‫‪ -3‬عبد اهلل أوىايبية‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص ‪72‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل التمييدي‪ :‬ماىية الدعوى العمومية في التشريع الجزائري‬

‫قانون رقم (( ‪ ))07-17‬المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات الجزائية الجزائري (‪ ،)1‬ما عدا الجرائم التي‬
‫قيد فييا المشرع النيابة العامة بشكوى من المجني عميو أو إذن أو طمب من ىيئة معينة(‪.)2‬‬
‫َد‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أطراف الدعوى العمومية‬
‫تعتبر النيابة العامة والمتيم كما يسمى في بعض التشريعات بالمدعى عميو جزائيا من بين أىم‬
‫أطراف الدعوى العمومية‪ ،‬ذلك أنو ال يمكن تصور الدعوى العمومية دون وجود شخص متيم بوقائع‬
‫معاقب عمييا طبقا لقانون العقوبات الجزائري المعدل والمتمم‪ ،‬وال دعوى عمومية من دون ممارسة‬
‫النيابة العامة ليا بإسم المجتمع ونيابة عنو(‪.)3‬‬
‫أوال‪ :‬النيابة العامة‬
‫تعد النيابة العامة كطرف من أطراف الدعوى العمومية‪ ،‬يسمييا البعض المدعي في الدعوى‬
‫الجزائية‪ ،‬وىي حقيقة تدعي من خالليا بتطبيق القانون عمى المتيم بصفتيا وكيال عن الدولة في‬
‫تطبيق نصوص قانون العقوبات(‪.)4‬‬
‫والنيابة العامة تعد جياز قضائي لو ميام قضائية وادارية‪ ،‬ولعل أبرزىا يتمثل في(‪:)5‬‬
‫‪ ‬أنيا تحتكر إمتيازات دون بقية الخصوم‪ ،‬وتقوم بدور الخصم والحكم في الدعوى الجزائية‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 1‬من القانون رقم ( ‪ ،)07/17‬المؤرخ في‪ 27 :‬مارس ‪ ،2017‬يعدل ويتمم األمر رقم ( ‪ )155/66‬المؤرخ في‬
‫‪ 18‬صفر عام ‪ 1386‬الموافق ‪ 8‬يونيو سنة ‪ 1966‬والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪،20 :‬‬
‫المؤرخة في‪ 29 :‬مارس ‪ ،2017‬عمى أنو‪" :‬يقوم ىذا القانون عمى مبادئ الشرعية والمحاكمة العادلة واحترام كرامة‬
‫وحقوق اإلنسان ويأخذ بعين االعتبار‪ ،‬عمى الخصوص‪ :‬أن كل شخص يعتبر بريئا ما لم تثبت إدانتو بحكم قضائي حائز لقوة‬
‫الشيء المقضي فيو‪ ،‬وأنو ال يجوز متابعة أو محاكمة أو معاقبة شخص مرتين (‪ )2‬من أجل نفس األفعال ولو تم إعطاؤىا وصفا‬
‫مغايرا‪ ،‬أن تجري المتابعة واإلجراءات التي تمييا في أجال معقولة ودون تأخير غير مبرر وتعطى األولوية لمقضية التي يكون فييا‬
‫المتيم موقوفا‪ ،‬أن السمطة القضائية تسير عمى إعالم ذوي الحقوق المدنية وضمان حماية حقوقيم خالل كافة اإلجراءات‪،‬‬
‫‪-‬أن يفسر الشك في كل األحوال لصالح المتيم‪ ،‬وجوب أن تكون األحكام والق اررات واألوامر القضائية معممة‪ ،‬أن لكل شخص حكم‬
‫عميو‪ ،‬الحق في أن تنظر في قضيتو جية قضائية عميا"‪.‬‬
‫‪ -2‬عبد الرحمان خمفي‪ ،‬محاضرات في اإلجراءات الجزائية المحور الثالث‪ :‬الدعاوى الناشئة عن الجريمة الدعوى العمومية‬
‫جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية‬ ‫والدعوى المدنية‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم التعميم األساسي لمحقوق‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2019/2018 ،‬ص ‪104‬‬
‫‪ -3‬بوحجة نصيرة‪ ،‬سمطة النيابة العامة في تحريك الدعوى العمومية في القانون الجزائري ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شيادة الماجستير‪،‬‬
‫كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،‬السنة الجامعة ‪ ،2012/2011‬ص ‪125‬‬
‫‪ -4‬مكي بن سرحان‪ ،‬النيابة العامة ومبدأ المالئمة في تحريك الدعوى العمومية ‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شيادة دكتوراه العموم‪،‬‬
‫تخصص حقوق‪ ،‬قانون عام‪ ،‬جامعة الدكتور موالي الطاىر‪ ،‬جامعة سعيدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2020/2019 ،‬ص ‪255‬‬
‫‪-5‬‬
‫)‪ ،‬مجمة‬ ‫فاطمة العرفي‪ ( ،‬المركز القانوني لجياز النيابة العامة قبل تحريك الدعوى العمومية في التشريع الجزائري‬
‫الشريعة واإلقتصاد‪ ،‬كم‪ ،6 :‬ع‪ ،12 :‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص ‪87-86‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل التمييدي‪ :‬ماىية الدعوى العمومية في التشريع الجزائري‬

‫‪ ‬تكون جزء من ىيئة المحكمة في مرحمة المحاكمة‪.‬‬


‫‪ ‬مخولة بتحريك الدعوى العمومية وحفظيا‪ ،‬وىو ما يعرف بمبدأ المالئمة(‪.)1‬‬
‫‪ ‬مبدأ الشرعية تحقيقا لممصمحة العامة‪.‬‬
‫‪ ‬تشمل إجراءاتيا جمع اإلستدالالت األولية متى أدت إلى الكشف عن الجرمية والمشتبو فييم‪.‬‬
‫‪ ‬إدارة جياز الضبطية القضائية أثناء قياميم باإلستدالالت األولية‪ ،‬باعتبارىم الجية األولى التي‬
‫تتصل بالمشتبو فييم وبالجرائم المرتكبة من قبميم‪ ،‬سواء أكانت جنايات أو جنح أو مخالفات‪،‬‬
‫حيث يقع كل إجراء باطال ما لم يتصل عمم النيابة العامة بو عن طريق طمب مسبب‪.‬‬
‫واستنادا إلى فحوى المادة األولى من قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري المعدل والمتمم‬
‫السابقة الذكر‪ ،‬فإن الدعوى العمومية تحرك من طرف النيابة العامة‪ ،‬كما نظم نفس القانون‬
‫اإلجراءات الجزائية المتعمقة باإلختصاص المحمي لوكيل الجميورية منعا لتداخل اإلختصاص(‪ ،)2‬كما‬
‫إلى دائرة إختصاص محاكم أخرى‬ ‫وسع المشرع الجزائري من إختصاص وكيل الجميورية المحمي‬
‫وفق تنظيم أنشأ أقطاب جزائية وىى محاكم ذات تخصص موسع‪ ،‬لمكافحة الجرمية بالغة الخطورة‬
‫عبر الوطن(‪.)3‬‬
‫ثانيا‪ :‬المتيم‬
‫الطرف األصمي في الدعوى العمومية الثاني ىو المتيم أو المدعى عميو بالحق العمومي‪ ،‬إذ‬
‫يعرف عمى أنو الطرف الذي توجو إليو الدعوى الجنائية‪ ،‬وىو الخصم اإلجرائي الذي يوجو إليو‬
‫االتيام منذ تحريك الدعوى الجنائية قبمو‪ ،‬كما يعرف أيضا بأنو الشخص الذي تمت مالحقتو جزائيا‬
‫والذي أقيم عميو الدليل بأنو المسؤول جزائيا عن الجريمة وأن األدلة كافية ضده وتشير إلى اتيامو‬
‫بارتكاب الجريمة(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 36‬من األمر رقم (‪ ،)155/66‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدل والمتمم‬
‫‪-2‬‬
‫تنص المادة ‪ 37‬من األمر رقم ( ‪ ،)155/66‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدل والمتمم‪ ،‬عمى أنو‪" :‬تحدد‬
‫اإلختصاص المحمي لوكيل الجميورية بمكان وقوع الجريمة‪ ،‬وبمحل إقامة أحد األشخاص المشتبو في مساىمتيم فييا أو‬
‫بالمكان الذي تم في دائرتو القبض عمى أحد ىؤالء األشخاص حتى ولو حصل ىذا القبض لسبب آخر‪ ،‬كما يجوز‬
‫تمديد اإلختصاص المحمي لوكيل الجميورية إلى دائرة إختصاص محاكم أخرى‪ ،‬عن طريق التنظيم‪ ،‬في جرائم المخدرات‬
‫والجريمة المنظمة عبر الوطنية ولجرائم الماسة بأنظمة المعاجمة اآللية لممعطيات وجرائم تبييض األموال واإلرىاب‬
‫والجرائم المتعمقة بالتشريع الخاص بالصرف"‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 2/37‬من األمر رقم (‪ ،)155/66‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -4‬بوحجة نصيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪125‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل التمييدي‪ :‬ماىية الدعوى العمومية في التشريع الجزائري‬

‫وتحريك الدعوى العمومية ضد مرتكب الجريمة ىو من يعطيو مركز المتيم‪ ،‬إذ قد يحدث أن‬
‫يرتكب شخص ما فعال معاقبا عميو‪ ،‬لكن ال تحرك الدعوى العمومية ضده لسبب من األسباب‪ ،‬و‬
‫بالتالي فمن يكون متيما بمجرد ارتكابو لمجريمة‪ ،‬بل متابعة الدعوى ضده من قبل النيابة العامة ىو‬
‫من يوجد ىذا المركز القانوني‪ ،‬بحيث تمقى عميو مسؤوليات وتضمن لو حقوق بموجب قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية(‪.)1‬‬
‫وقد أوجد فقياء القانون الجنائي جممة من الشروط توافر في الشخص ليكون متيما(‪:)2‬‬
‫‪ ‬أن يكون شخصا معينا ومعروفا ‪ ،‬غير مجيول ‪ ،‬فإن لم يعين المتيم أو بقي غير معموم فال‬
‫دعوى عمومية ضد مجيول‪ ،‬مع إمكانية إنطالق مرحمة البحث والتحري ضد مجيول لتكثيف‬
‫األبحاث عن إيجاد وضبط مرتكب الجريمة‪.‬‬
‫‪ ،‬أي أن يكون مقترفا لجريمة أو‬ ‫‪ ‬أن ال تقام الدعوى إال ضد من تحققت فيو صفة االتيام‬
‫شارك فييا أو ساعد عمييا أو حرض عمييا‪ ،‬وذلك من خالل توافر الدليل عمى إمكانية نسبتيا‬
‫لو‪ ،‬ولو نسبيا أثناء مرحمة التحقيق‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون متمتعا بأىميتو وادراكو وارادتو الحرة التي دفعتو إلى إرتكاب الجرم ‪ ،‬واال أعفي من‬
‫المساءلة والعقاب‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون المتيم شخصا طبيعيا ‪ ،‬فال تقام الدعوى العمومية عمى غير اإلنسان‪ ،‬طبقا لقانون‬
‫المسؤولية‬ ‫العقوبات الذي يخاطب األفراد‪ ،‬وقد يحدث أن ترتكب جريمة بواسطة حيوان لكن‬
‫تنسب إلى مالكو أو من قام بإرتكاب الجريمة بواسطتو‪.‬‬

‫‪ -1‬مكي بن سرحان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪255‬‬


‫‪ -2‬مكي بن سرحان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪255‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل التمييدي‪ :‬ماىية الدعوى العمومية في التشريع الجزائري‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مراحل الدعوى العمومية والقيود الواردة عمى تحريكيا‬


‫من خالل مضمون ىذا المطمب سوف يتم دراسة مراحل الدعوى العمومية من جية‪ ،‬ومن جية‬
‫دراسة أىم وأبرز قيود تحريكيا‪ ،‬وذلك عمى النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬الفرع األول‪ :‬مراحل الدعوى العمومية‬
‫‪ ‬الفرع الثاني‪ :‬القيود الواردة عمى تحريك الدعوى العمومية‬
‫الفرع األول‪ :‬مراحل الدعوى العمومية‬
‫تقوم الدعوى العمومية بأربعة مراحل أساسية أوليا المرحمة التمييدية‪ ،‬وثانييما مرحمة اإلتيام ‪،‬‬
‫لتأتي بعد ذلك مرحمة التحقيق اإلبتدائي‪ ،‬وأخي ار مرحمة المحاكمة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المرحمة التمييدية‬
‫تسبق ىذه المرحمة نشوء الخصومة وتختص بجمع االستدالالت وتسمى أيضا مرحمة التحقيق‬
‫إلى جمع المعمومات األولية‬ ‫األولي‪ ،‬تكون من إختصاص ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬حيث تيدف‬
‫عن المتيم وتسمى مرحمة جمع اإلستدالالت أو مرحمة التحريات األولية وىي من إختصاص‬
‫الضبطية القضائية(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحمة اإلتيام‬
‫ىذه المرحمة من إختصاص النيابة العامة‪ ،‬حيث تعتمدىا كوسيمة يتم تحريك الدعوى العمومية‬
‫لنشوء الخصومة وتبقى سارية المفعول و مستمرة أثناء إجراءات‬ ‫بيا وإستعماليا‪ ،‬إذ تعد ممزمة‬
‫الخصومة إلى أن يصدر في الدعوى حكم بات أو تنقضي لسبب آخر‪.‬‬
‫فعندما تطمع النيابة العامة محضر أو تقرير ضباط الشرطة القضائية أو بعد إستالمو شكوى‬
‫حتى بصفة تمقائية ويرى بأنو ينبغي إجراء المالحقات فمو أن يصدر أم ار بالمالحقة يوجيو لوكيل‬
‫الجميورية لدى المحكمة المختصة ويرفق بو التقارير والمحاضر واألوراق واألشياء المحجوزة وغير‬
‫ذلك من الوثائق المؤيدة‪ ،‬وبمجرد صدور أمر بالمالحقات ضد الشخص المسمى يجري وضع ىذا‬
‫األخير تحت تصرف وكيل الجميورية المختص‪ ،‬الذي بدوره يجوز لو متابعة األشخاص المقترفين‬
‫لمجرائم مباشرة وتحت رقابتو(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬أوصيف سعيد‪ ،‬مطبوعة بيداغوجية محاضرات في قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬موجية لطمبة السنة الثانية ليسانس السداسي‬
‫الرابع‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،2020/2019 ،‬ص‪37 :‬‬
‫‪ -2‬أحمد فتحي مسرور‪ ،‬الوسيط في قانون اإلجراءات الجنائية‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬دار النيضة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪ ،‬ص‪.449 :‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل التمييدي‪ :‬ماىية الدعوى العمومية في التشريع الجزائري‬

‫ثالثا‪ :‬مرحمة التحقيق اإلبتدائي‬


‫األدلة بالقدر المستطاع عن مالبسات ووقائع الجريمة وأطرافيا‬ ‫تجمع في ىذه المرحمة‬
‫وحيثياتيا وتوجيو اإلتيامات لمرتكبييا والمشاركين فييا ‪ ،‬حيث تكون وجوبية في الجرائم الجنائية‬
‫وإختيارية في الجنح والمخالفات ‪ ،‬وتكون النيابة العامة فييا ممزمة با لتحقيق في الجريمة والبحث عن‬
‫الفاعمين وجمع األدلة التي تثبت وقوعيا وتوظيفيا(‪.)1‬‬
‫رابعا‪ :‬مرحمة المحاكمة‬
‫تخص ىذه المرحمة الجرائم الجنائية والجرائم التي وقع في شأنيا تحقيق من قاضي التحقيق‪ ،‬إذ‬
‫تعرف أيضا بأنيا مرحمة التحقيق النيائية‪ ،‬والتي يقوم فييا القاضي بدوره سواء كانت محكمة خاصة‬
‫أو عسكرية أو جنائية‪ ،‬بفحص القضية ويسمح لكل خصم بإظيار موقفو تم االنتياء عمنا من األدلة‬
‫والمحاكمة والحكم (‪ ،)2‬كما يمكن أن ال تمر الدعوى العمومية بيذه المرحمة ويمكن التصرف فييا في‬
‫مرحمة التحقيق مثال كأن يتصرف قاضي التحقيق بأمر بإنتفاء وجو الدعوى‪ ،‬وعموما فإن ىذه‬
‫المرحمة ىي آخر مراحل الدعوى العمومية التي تنتيي بصدور حكم قضائي أو تنقضي لسبب من‬
‫األسباب(‪.)3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القيود الواردة عمى تحريك الدعوى العمومية‬
‫تعد قيود تحريك الدعوى العمومية قيود إجرائية نص عمييا القانون‪ ،‬تربط يد النيابة العامة في‬
‫المجوء المباشر لتحريك الدعوى العمومية أال وىي الشكوى‪ ،‬الطمب‪ ،‬اإلذن‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الشكوى‬
‫وردت بعض التعريفات الفقيية لمشكوى فمنيم من إعتبرىا‪" :‬تبميغ المجني عميو النيابة العامة‬
‫أو أحد مأموري الضبط القضائي بوقوع جريمة معينة عميو طالبا تحريك الدعوى الناشئة عنيا توصال‬
‫إلى معاقبة فاعميا"‪ ،‬وبمعنى آخر ىي‪" :‬البالغ الذي يقدمو المجني عميو لسمطة مختصة أو مأمور‬
‫الضبط القضائي طالبا تحريك دعوى الحق العام في الجرائم التي تتوقف فييا حرية النيابة العامة في‬
‫التحريك عمى توافر ىذا اإلجراء(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬أوصيف سعيد‪ ،‬المرجع الساق‪ ،‬ص‪38 :‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪19 :‬‬
‫‪ -3‬أحمد فتحي مسرور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.451 :‬‬
‫‪ -4‬منصوري المبروك‪ ( ،‬عقباوي محمد عبد القادر‪ ،‬دور شكوى المجني عميو في تحريك الدعوى العمومية في القانون‬
‫الجزائري ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،)-‬مجمة العموم القانونية واإلجتماعية‪ ،‬مج‪ ،9 :‬ع‪ ،11 :‬سبتمبر ‪ ،2008‬ص ‪462‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل التمييدي‪ :‬ماىية الدعوى العمومية في التشريع الجزائري‬

‫ومنيم من إعتبرىا‪" :‬تعبير عن إرادة المجني عميو يرتب أث ار قانونيا في نطاق اإلجراءات‬
‫الجنائية ىو رفع العقبة أو المانع اإلجرائي من أمام النيابة العامة بقصد تحريك الدعوى العمومية"(‪.)1‬‬
‫من خالل التعاريف السابقة يمكن القول بأن الشكوى ىي‪ :‬عبارة عن إجراء قانوني يباشره‬
‫شخص معين يحمل صفة المجني عميو يبمغو لمنيابة العامة بخصوص جريمة معينة وقعت ىدفيا‬
‫تحريك الدعوى العمومية لمعاقبة المتيم‪.‬‬
‫ولقد نص المشرع الجزائري عمى قيد الشكوى في نصوص ومواد قانون العقوبات وجعميا قيد‬
‫من قيود تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬مثل جرائم ترك األسرة(‪ ،)2‬وجريمة الزنا(‪ ،)3‬جرائم السرقات بين‬
‫األزواج والفروع واألصول(‪.)4‬‬
‫ومن بين اآلثار التي تترتب عمى قيد الشكوى أنو(‪:)5‬‬
‫‪ ‬قيد مانع مؤقت لتحريك الدعوى العمومية من قبل النيابة العامة‪.‬‬
‫‪ ‬ال يمكن البدء والسير فييا إال بعد توافر شرط الشكوى‪.‬‬
‫‪ ‬بعد توافرىا شرط الشكوى يمكن التنازل عنيا بقطع سير الدعوى العمومية‪ ،‬ولو في مرحمة‬
‫المحاكمة والتحقيق النيائي‪.‬‬
‫‪ ‬التنازل عن الشكوى يضع حد لمدعوى العمومية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطمب‬
‫لم يتطرق المشرع الجزائري أيضا لتعريف الطمب إال أنو في الفقو وردت بعض التعريفات منيا‬
‫مكتوب تقدمو إحدى سمطات الدولة إلى النيابة العامة لكي تباشر‬ ‫أن الطمب عبارة عن‪" :‬بالغ‬
‫الدعوى الجنائية في طائفة من الجرائم يقع العدوان فييا عمى مصمحة تخص السمطة التي قدمت‬
‫الطمب أو عمى مصمحة أخرى عيد القانون إلى تمك السمطة برعايتيا"(‪.)6‬‬

‫‪ -1‬بوحجة نصيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪62‬‬


‫‪ -2‬المواد من ‪ 300‬إلى ‪ 338‬من األمر رقم (‪ )156/66‬المؤرخ في ‪ 08‬يونيو ‪ ،1966‬المتضمن قانون العقوبات المعدل‬
‫والمتمم‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،49 :‬المؤرخة في ‪ 11‬يونيو ‪ ،1966‬المعدل والمتمم‬
‫‪ -3‬المواد من ‪ 339‬من األمر رقم (‪ ،)156/66‬المتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم‬
‫‪ -4‬المادة من ‪ 369‬من األمر رقم (‪ ،)156/66‬المتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم‬
‫‪ -5‬مكي بن سرحان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪255‬‬
‫‪ -6‬بوحجة نصيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪75‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل التمييدي‪ :‬ماىية الدعوى العمومية في التشريع الجزائري‬

‫يصدر عن احدى الييئات العمومية التابعة لمدولة‪ ،‬سواء بوصفيا‬ ‫والطب أيضا ىو‪" :‬ما‬
‫ضحية في جريمة أضرت بمصمحتيا‪ ،‬أو بصفتيا ممثمة لمصمحة أخرى أصابيا اإلعتداء"(‪.)1‬‬
‫من خالل التعريفين السابقين يمكن القول بأن الطمب ىو عبارة عن بالغ محرر كتابيا من‬
‫طرف موظف ممثل لييئة عمومية تابعة لمدولة إلى النيابة العامة بيدف تحريك الدعوى العمومية في‬
‫جريمة ما أضرت بمصمحتيا الطمب أو عمى مصمحة أخرى عيد القانون إلى تمك السمطة برعايتيا‪.‬‬
‫ويشترط لصحة الطمب ما يمي(‪:)2‬‬
‫‪ ‬يتعين أن يعبر الطمب عمى إرادة مقدمو في تحريك الدعوى العمومية وال مجرد مساءلة المتيم‬
‫إداريا أو تأديبيا‪.‬‬
‫‪ ‬يتعين أن يحمل الطمب توقيع المسؤول عن إصداره حتى تصح نسبة المضمون إليو من جية‬
‫وليمكن التحقق من صفتو من جية أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون صاد ار من نفس الشخص الذي منحو القانون سمطة تقديمو‪.‬‬
‫‪ ‬إذا سمح القانون باإلنابة في تقديم الطمب فيكفي لذلك مجرد التفويض العام في اإلختصاص‪.‬‬
‫‪ ‬إذا لم ينص القانون عمى اإلنابة فإن المختص بتقديم الطمب ال يحق لو تفويض غيره تفويضا‬
‫عاما لممارسة ىذا اإلختصاص وانما يستمزم لذلك صدور تفويضا خاصا بصدد كل جريمة‬
‫عمى حدى في حالة عدم استعمال صاحب الحق في تقديم الطمب اختصاصو بنفسو‪.‬‬
‫‪ ‬إذا صدر الطمب من جية غير مختصة فإنو يكون باطال فال يصححو اإلقرار أو اإلعتماد‬
‫الالحق‪.‬‬
‫‪ ‬ال يسقط الحق في الطمب بوفاة ممثل الييئة العامة‪ ،‬عمى عكس الشكوى التي ىي حق‬
‫شخصي‪ ،‬وانما يظل قائما فيجوز أن يقوم بو من يحل محمو حتى تنقضي الدعوى العمومية‪.‬‬
‫ومن أمثمة قيد الطمب ما نص عميو المشرع الجزائري في فحوى قانون العقوبات الجزائري‬
‫تحت القسم المتعمق بمتعيدي تموين الجيش الوطني (‪ ،)3‬إذ إشترط عمى أنو ال يجوز تحريك الدعوى‬

‫‪-1‬‬
‫حاليمية سفيان‪ ،‬بوالقمح يوسف‪ ( ،‬حصانة الدفاع في المواد الجزائية ) مجمة األستاذ الباحث لمدراسات القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬مج‪ ،1 :‬ع‪ ،10 :‬مارس ‪ ،2018‬ص‪380 :‬‬
‫‪ -2‬بوحجة نصيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪76‬‬
‫‪ -3‬تنص المادة ‪ 161‬من األمر رقم (‪ ،)156/66‬المتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم‪ ،‬عمى أنو ‪" :‬كل شخص مكمف‬
‫يتخمى إما شخصيا أو كعضو في شركة توريد أو مقاوالت أو وكاالت تعمل لحساب الجيش الوطني الشعبي عن القيام‬
‫بالخدمات التي عيدت إليو ما لم تكرىو عمى ذلك قوة قاىرة يعاقب بالسجن من خمس سنوات إلى عشر سنوات و‬
‫بغرامة ال يتجاوز مقدارىا ربع التعويضات المدنية وال تقل عن مبمغ ‪ 20.000‬دج‪ ،‬كل ذلك دون اإلخالل بتطبيق‬
‫العقوبات األشد في حالة المخابرة مع العدو‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل التمييدي‪ :‬ماىية الدعوى العمومية في التشريع الجزائري‬

‫العمومية إال بناء عمى شكوى من وزير الدفاع الوطني (‪ ،)1‬لكن المالحظ أنو لم يكن موفقا حين أشار‬
‫إشترط ليا الشكوى بمفيوميا الدقيق في‬ ‫إلى قيد الطمب بمصطمح الشكوى‪ ،‬عمما أن ىناك جرائم‬
‫جرائم الزنا والسرقات بين الفروع واألصول واألزواج‪ ،‬والمصطمح الذي كان من األجدر أن يستخدمو‬
‫‪ 164‬من قانون العقوبات ىو الطمب بدال من التعبير عنو‬ ‫المشرع الجزائري في نص المادة‬
‫بمصطمح الشكوى(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلذن‬
‫يعرف اإلذن بأنو‪" :‬رخصة مكتوبة صادرة عن ىيئة عامة معينة ينتمي إلييا الشخص وذلك‬
‫لضمان جدية اإلجراءات‪ ،‬فيو السبيل الوحيد لرفع الحصانة التي يتمتع بيا ىذا الشخص الذي يشغل‬
‫مرك از خاصا ومباشرة اإلجراءات ضده(‪.)3‬‬
‫وىو أيضا‪" :‬رخصة مكتوبة تصدر من الييئة أو الجية التي يتبعيا الموظف الذي قام‬
‫بالجريمة‪ ،‬وقد وضع اإلذن لحماية بعض الموظفين مثل نواب البرلمان نظ ار لمياميم الحساس‬
‫ولتمتعيم بالحصانة"(‪.)4‬‬
‫القانون‬ ‫إستنادا إلى التعاريف السابقة يمكن القول بأن اإلذن ىو‪ :‬عبارة رخصة كتابية أوجب‬
‫الحصول عميو من ىيئة عامة معينة ينتمي إلييا الشخص بغرض تعميق تحريك الدعوى العمومية في‬
‫البرلمان‬ ‫بعض الجرائم إلى غاية صدور إذن بمباشرتيا من قبل الييئة التي ينتمي إلييا مثل نواب‬
‫نظ ار لمياميم الحساس ولتمتعيم بالحصانة‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى فحوى قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري المعدل والمتمم نجده نص عمى أنو‪:‬‬
‫"يجب أن يكون اإلذن المسمم عندما تقتضي ضرورات التحري أو التحقيق في إحدى الجرائم المذكورة‬
‫في نفس القانون (‪ ،)5‬يجوز لوكيل الجميورية أو لقاضي التحقيق‪ ،‬بعد إخطار وكيل الجميورية‪ ،‬أن‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 164‬من األمر رقم (‪ ،)156/66‬المتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم‬


‫‪ -2‬مكي بن سرحان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪263‬‬
‫‪ -3‬بوحجة نصيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪85‬‬
‫‪ -4‬عالء الدين معافة‪ ،‬القيود الواردة عمى النيابة العامة في تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شيادة الماجستير‬
‫في القانون الجنائي والعموم الجنائية‪ ،‬كمية الحقوق والعموم اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2018/2017 ،‬ص‪.71 :‬‬
‫‪ -5‬تنص المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 5‬من األمر رقم ( ‪ ،)155/66‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدل والمتمم‪ ،‬عمى أنو‪:‬‬
‫إذا اقتضت ضرورات التحري في الجريمة المتمبس بيا أو التحقيق االبتدائي في جرائم المخدرات أو الجريمة المنظمة‬
‫العابرة لمحدود الوطنية أو الجرائم الماسة بأنظمة المعالجة اآللية لممعطيات أو جرائم تبييض األموال أو اإلرىاب أو‬
‫الجرائم المتعمقة بالتشريع الخاص بالصرف وكذا جرائم الفساد‪ ،‬يجوز لوكيل الجميورية المختص أن يأذن بما يأتي‪:‬‬
‫‪-‬اعتراض المراسالت التي تتم عن طريق وسائل االتصال السمكية والالسمكية‪،‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل التمييدي‪ :‬ماىية الدعوى العمومية في التشريع الجزائري‬

‫يأذن تحت رقابتو حسب الحالة بمباشرة عممية التسرب(‪ ،)1‬مكتوبا ومسببا وذلك تحت طائمة البطالن‪،‬‬
‫حيث يذكر في اإلذن الجريمة التي تبرر المجوء إلى ىذا اإلجراء وىوية ضابط الشرطة القضائية‬
‫الذي تتم العممية تحت مسؤوليتو‪ ،‬كما يذكر فيو مدة عممية التسرب التي ال يمكن أن تتجاوز أربعة‬
‫(‪ )4‬أشير‪ ،‬وتجدد العممية حسب مقتضيات التحري أو التحقيق ضمن نفس الشروط الشكمية والزمنية‬
‫ويجوز لمقاضي الذي رخص بإجرائيا أن يأمر‪ ،‬في أي وقت‪ ،‬بوقفيا قبل انقضاء المدة المحددة تودع‬
‫الرخصة في ممف اإلجراءات بعد االنتياء من عممية التسرب(‪.)2‬‬

‫‪-‬وضع الترتيبات التقنية‪ ،‬دون موافقة المعنيين‪ ،‬من أجل التقاط وتثبيت وبث وتسجيل الكالم المتفوه بو بصفة خاصة أو‬
‫سرية من طرف شخص أو عدة أشخاص في أماكن خاصة أو عمومية أو التقاط صور لشخص أو عدة أشخاص‬
‫يتواجدون في مكان خاص‪.‬‬
‫يسمح اإلذن المسمم بغرض وضع الترتيبات التقنية بالدخول إلى المحالت السكنية أو غيرىا ولو خارج المواعيد‬
‫المحددة في المادة ‪ 47‬من ىذا القانون وبغير عمم أو رضا األشخاص الذين ليم حق عمى تمك األماكن تنفذ العمميات‬
‫المأذون بيا عمى ىذا األساس تحت المراقبة المباشرة لوكيل الجميورية المختص‪ ،‬في حالة فتح تحقيق قضائي‪ ،‬تتم‬
‫العمميات المذكورة بناء عمى إذن من قاضي التحقيق وتحت مراقبتو المباشرة‪.‬‬
‫‪ -1‬المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 11‬من األمر رقم (‪ ،)155/66‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 15‬من األمر رقم (‪ ،)155/66‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل التمييدي‪ :‬ماىية الدعوى العمومية في التشريع الجزائري‬

‫خالصة الفصل التمييدي‬


‫من خالل ما سبق ذكره تبين لنا أن الدعوى العمومية ىي مطالبة الجماعة لمسمطات القضائية‬
‫بواسطة النيابة العامة وتوقيع العقوبة عمى مرتكب الجريمة‪ ،‬وتتميز بعدة خصائص أىميا العمومية‪،‬‬
‫وعدم قابميتيا لمتنازل‪ ،‬والمالئمة‪ ،‬أما فيما يخص أطرافيا فيي كل من النيابة العامة والمتيم‪ ،‬كما‬
‫تتمثل مراحل الدعوى العمومية في المرحمة التمييدية‪ ،‬و مرحمة اإلتيام ‪ ،‬ثم مرحمة التحقيق اإلبتدائي ‪،‬‬
‫وأخي ار مرحمة المحاكمة‪.‬‬
‫بعد التعرف عمى اإلطار المفاىيمي والقانوني لمدعوى العمومية في التشريع الجزائري سوف يتم‬
‫دراسة األسباب العامة إلنقضاء الدعوى العمومية في التشريع الجزائري والمتمثمة في الوفاة والتقادم‪،‬‬
‫والعفو الشامل والغاء قانون العقوبات وصدور الحكم النيائي من خالل الفصل األول‪ ،‬واألسباب‬
‫الخاصة إلنقضاء الدعوى العمومية في التشريع الجزائري المتمثمة في سحب الشكوى والصمح‪،‬‬
‫والوساطة واألمر الجزائي من خالل الفصل الثاني‪.‬‬

‫‪18‬‬

You might also like