Professional Documents
Culture Documents
ًمقدّمة:
2022-2021
قائمة املُختصرات
1
مُقدّمة:
تُش ّكل الجريمة اعتدا ًا على ال ُمجتمع في أمنه وسالمته واستقراره ومصالح أفراده ،وفي دولة القانون ال
يكون رد فعل المجتمع تجاه الجريمة عشوائيًا وال تحكميًا ،بل هو ُمنظّم قائم على الشرعية ،ويتّسم بالطابع
حيث تُالحق الدولة ُمرتكب الجريمة وتقتضي منه حق ال ُمجتمع في العقاب .فالمجرم ال يستحق ُ القضائي.
العقوبة إ ّال إذا ت ّمت إدانته من طرف السلطة القضائية ،بعد محاكمته محاكمةً عادلة.
تُك ّون ما يس ّمى إجرااا توجد بين اقتراف الجريمة وتنفيذ العقوبة المناسبة سلسلة من اإلجرااا
الدعوى الجزائية يُباش ُرها المجتمع بواسطة ممثله وهو الجهاز القضائي ال ُمس ّمى بالنيابة العا ّمة ،ض ّد المتّهم
بارتكاب الجريمة ،من أجل استصدار حكم قضائي جزائي ينط ُ
ق بالعقوبة المستحقة.
يت ّم تنظيم وسير هذه الدعوى والحكم فيها ،بموجب قواعد إجرائية يتض ّمنها قانون اإلجرااا
الجزائية ،حيث يُمثّ ُل هذا القانون الشق االجرائي للقانون الجنائي ،فهو يتناول الجريمة من ناحية إجرااا
متابعتها وسبل ووسائل التحقيق فيها وإثباتها قضائيًا ،ومحاكمتها.
التي تم ّر بها القضية الجزائية خالل ثالثة مراحل شرح أه ّم اإلجرااا تتناول هذه المحاضرا
إجرائية هي التحقيق التمهيدي أو التحريا األ ّولية ،ومرحلة التحقيق القضائي االبتدائي.
2
الباب األول:
مقدّمة عامّة يف قانون اإلرجرااات اجلزائية:
عمو ًما مجموع القواعد القانونية التي تُنظم نظر وفصل المحاكم في مختلف يُقصد باإلجرااا
المطروحة أمامها بين المواطنين أو بين المواطن والدولة .حيث يوجد عادة قانون لإلجرااا النزاعا
المدنية المدنية ينظم النزاعا الجزائية الناجمة عن الجرائم ،وقانون لل‘جرااا الجزائية يتعلّق بالنزاعا
وقانون لإلجرااا اإلدارية يُنظم ال ُمنزاعت اإلدارية.
القضائية الجزائية بإدارة القضية الجزائية ،فيُح ّدد تنظيم واختصاص الجها يهت ّم قانون اإلجرااا
التي تفصل في القضايا الجزائية ،ويُح ّدد القواعد واالشكال الواجب احترامها في البحث والتحري عن
الجرائم ومتابعتها ،وطرق اإلثبا في التحقيق القضائي والمحاكمة ،ويُنظّم حجية األحكام الجزائية وآثارها.
ُمجسدًا ومطبقًا في الواقـع ،فيسمح بمتابعة وإدانة الجزائية يجعل قانون العقوبا قانون اإلجرااا
ال ُمجرم الحقيقي ،ومعاقبته األكيدة والسريعة ،ويُجنب البريا من المتابعة واإلدانة غير المستحقة ،ويضمن
احترام الحريا الفردية.
الجزائية وخصائصه وعالقته بباقي القوانين، تتعرّض هذه ال ُمق ّدمة العا ّمة للتعريف بقانون اإلجرااا
وتتناول من جهة أخرى تعريفًا بالدعاوى الناشئة عن الجريمة وهي الدعوى العمومية والدعوى المدنية.
الفصل األول:
التعريف بقانون اإلرجرااات اجلزائية:
قانون اإلجرااا الجزائية هو مجموعة من القواعد القانونية تُنظّم النشاط الذي تُباشره السلطا بسبب
جريمة ارتُكبت ،تستهد ُ
ف به تحديد المسؤول عنها وإنزال العقاب أو التدبير االحترازي به ،وهو بهذا
وأجهزة تضطلع بهذا النشاط االجرائي ،ويتطلّب تحديد المبادئ واألحكام المفهوم يتطلّب وجودهيئا
االجرائية التي تبيّن اختصاصا هذه األجهزة وما يجوز لها اتخاذه وما يُحظر عليها.
الجزائية شرح موضوعه وطبيعته ومكانته في المنظومة إذن يتطلّب التعريف بقانون االجرااا
القانونية وفلسفته كقانون إجرائي وكذا المبادئ العا ّمة التي تُسيّر القضية الجزائية أمام القضاا الجزائي.
المبحث األول :ماهية قانون اإلجرااا الجزائية
المبحث الثاني :األنظمة اإلجرائية الجزائية
المبحث الثالث :تنظيم القضاا الجزائي ومبادئه في قانون اإلجرااا الجزائية الجزائري
3
الجزائية هو الطريق القانوني الذي يقود ُمرتكب الجريمة من بعد تحقيق يُعتبر قانون اإلجرااا
جريمته إلى تنفيذ العقوبة المستحقة قانونًاّ ،
ألن هذا القانون يتض ّمن مجموع القواعد ال ُمنظمة لسير ملف
القضية الجزائية ومختلف الجها الفاعلة في هذه القضية كأجهزة العدالة الجنائية والشرطة القضائية والنيابة
العا ّمة وضحية الجريمة.
الجزائية من حيث المفهوم الذي يُح ّدد مضمونه وطبيعته، نتطرّق في هذا المطلب لقانون اإلجرااا
ونوضح االختالف القائم بين مختلف التشريعا حول تسميته.
الجزائية كيفية متابعة المجرمين وإســناد الجريمة إليهم وتقديمهم للمحاكمة، تُح ّدد قواعد اإلجرااا
وتنفيذ العقوبة عليهم جبرًا .ولذلك تن ّوعت تعريفا الفقه لقانون اإلجرااا الجزائية بسبب تن ّوع أحكامه:
التي تقوم بضبط الهيئا ـ فيُعرّف بأنّه " مجموعة القواعد القانونية التي تنظـم تشكيل واختصاصا
الجرائم والمجرمين والتحقيق فيها وتحريك الدعوى العمومية ومباشرتها والفصل فيها وقوة األحكام الجزائية
وأثارها وطرق الطعن فيها ".
ـ ويُعرّف أنّه "مجموع القواعد القانونية التي تُح ّدد السبل والوسائل ال ُمقرّرة لل ُمطالبة بتطبيق القانون
ال ُمتبعة على ُمرتكب الجريمة ،وتُح ّدد االجهزة القضائية وشبه القضائية ال ُمختصّة بذلك واإلجرااا
أمامها".
المتابعة والتحقيق جها ـ ويُعرّف أنّه" مجموعة من القواعد التي تُنظم اختصاص وصالحيا
والمحاكمة وتنفيذ العقوبة" .أو "هو مجموعة من القواعد التي تُنظم ضمانا ووسائل ممارسة حق الدفاع".
4
الفقهاا مطابقة التسمية مع هذا القانون ،تبعًا لمحاوال حولها تسميا اختلفت مواقف التشريعا
أطلقوا عليه في البداية تسمية " قانون تحقيق محتوى هذا القانون ،فبسبب قواعد التحقيق في الجنايا
الجنائية في فرنسا قدي ًما وفي بلجيكا حاليًا أو قانون التحقيق الجنائي في " مثل قانون التحقيقا الجنايا
الجنائيــة في مصر وليبيا ،وقانون المسطرة الجنائية في المغرب ،ومجلة السودان وقانون اإلجرااا
الجنائية في تونس ،ثم أضاف بعضهم كلمة "ال ُمحاكما " الحتوائه على قواعد منظمة لجمع اإلجرااا
وإن كانت قواعد المحاكمة هي نوع من اإلجرااا ،وذلك مثل قانون اإلجرااا والمحاكما االستدالال
الجزائية في االردن .كما ُس ّمي أيضًا قانون الجزائية في الكويت ،وقانون أصول المحاكما والمحاكما
تنفيذ العقوبا والتدابير التي يشملها جميعا مصطلح الجزاا. اإلجرااا الجزائية على أنه يتضمن إجرااا
وذلك مثل قانون اإلجرااا الجزائية في فرنسا والجزائر.
يتض ّمن قانون اإلجرااا الجزائية نوعين من القواعد ،قواعد تُحقّق مصلحة المجتمع بأن يكون العقاب
على الجريمة سريعًا وف ّعاالً بتطبيقه على المجرمين .وقواعد تُحقّق مصلحة الفرد المتهم في ضمان الدفاع
المتابعة والتحقيق والحكم ،وهو يهدف إلى وحماية حرياته من تعسف جها عن نفسه ،بتبسيط اإلجرااا
الجزائية الجزائري قواعده االجرائية مو ّزعة الموازنة بين هاتين المصلحتين .وقد تض ّمن قانون االجرااا
على سبع ( )7كتب باإلضافة إلى األحكام التمهيدية::
ـ األكحام التمهيدية :المتعلّقة بملدعوى العمومية والدعوى المدنية (المواد ُ 11-1ما ّرر)
1ـ الاتمب األول :في مبمشرة الدعوى العمومية وإجراء التحقيق(المواد ُ 211-11ما ّرر :)29يشتمل
على ستّة ()6أبواب تتعلّق بالبحث والتحري عن الجرائم ،والتحقيقا ،وجها التحقيق ،واألقطاب القضائية
ذا االختصاص الوطني في التحقيق والمتابعة والحكم.
الحام (المواد )441-212يشتمل على أربعة أبواب تتعلّق بـ :باألحكام
2ـ الاتمب الثمني :في جهمت ُ
المشتركة وبمحكمة الجنايا ،والحكم في الجنح والمخافا ،وأحكام التكليفا بالحضور والتبليغا
3ـ الاتمب الثمني ُما ّرر :استعممل وسمئل االتصمل المسموعة والمرئية أثنمء االجراءات(المواد
441ماررُ 441-ما ّرر )11في ثالثة أبواب تتعلّق بأحكام عا ّمة ،وباستعمال ال ُمحادثة المرئية عن بُعد في
مرحلة التحقيق القضائي ،وفي مرحلة ال ُمحاكمة.
5
صة بمل ُمجرمين األكحداث(المواد :)494-442ألغي هذا الباب سنة
4ـ الاتمب الثملث :القواعد الخم ّ
5102ونُقلت أحكامه إلى قانون حماية الطفل رقم 05-02المؤرّخ في 02يوليو.5102
5ـ الاتمب الرابع :طرق الطعن غير العمدية(المواد ُ 531-495ما ّرر :)1يحتوي على بابين يتعلّقان
بالطعن بالنقض وبطلبا إعادة النظر والتعويض عن الخطأ القضائي.
صة(المواد :)591-532في عشرة أبواب تتعلّق بحاال
6ـ الاتمب الخممس :بعض اإلجراءات الخم ّ
التزوير واختفاا أوراق القضاا وبشهادة أعضاا الحكومة والسفراا ،وتنازع االختصاصـ وباإلحالة بين
المحاكم ،والرّد وجرائم الجلسا ،والجرائم المرتكبة من طرف أعضاا الحكومة والقضة وبعض الموظفين،
والجرائم المرتكبة في الخارج والمرتكبة على متن الطائرا والسفن.
7ـ الاتمب السمدس :بعض إجراءات التنفيذ(المواد ُ 393-592ما ّرر :)1بخمسة أبواب تتعلّق بوقف
التنفيذ ،وتحقيق هوية األشخاص والمحكوم عليهم ،واإلكراه البدني وتقادم العقوبة ،وصحيفة السوابق
القضائية.
8ـ الاتمب السمبع :العالقمت مع السلطمت القضمئية األجنبية(المواد :)725-694يتك ّون من ثالثة
أبواب تتعلّق بتسليم ال ُمجرمين ،واإلنابا القضائية وتبليغ األوراق واألحكام ،وإرسال األوراق والمستندا .
ـ أكحام مختلفة وانتقملية(المواد .)731-726
ال يجوز أن يكون بين القواعد القانونية السائدة في المجتمع تناقض ،بل البد من تضامنها في تنظيم
المدنية وقانون اإلجرااا الجزائية بالدستور وقانون العقوبا المجتمع ،فما طبيعة عالقة اإلجرااا
واإلدارية؟.
يُنظم الدستور السلطة القضائية ويكفل للمواطنين حق اللجوا إلى القضاا والمساواة أمامه ،ووجود
الجزائية هو ضمانة فعلية لهذا الحق في التقاضي وما يتبعه من حقوق إجرائية أخرى قانون االجرااا
كالحق في محاكمة عادلة وسريعة وحق الدفاع ...إلخ ،حيث تكتسي الكثير من المبادئ واألحكام اإلجرائية
قيمة المبادئ الدستورية سواا تلك ال ُمجسّدة في مرحلة التحرّي أوالتحقيق أوالمحاكمة أوأثناا مرحلة تنفيذ
العقوبة ،فقد تض ّمن الدستور الكثير منها:
6
أ ّوالً :الشرعية اإلجرائية:
تنصّ الما ّدة 34من الدستور الجزائري على أنّه ال إدانة اال ب ُمقتضى قانون ،وتنصّ الما ّدة 33على
وجوب أن تكون إجرااا المتابعة في إطار القانون( ،)1وأ ّكد الما ّدة 062على ّ
أن القضاا يقوم على أساس
الما ّدة 043مصدر مبدئي الشرعية و ُمساواة المتقاضين ،ويضمن التقاضي على درجتين .كما حصر
القاعدة اإلجرائية في التشريع.
( )1المدّة 44من الدستور الجزائري لسنة 0336المصادق عليه في استفتاا 58نوفمبر ،0336الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم
348-36المؤرخ في 57رجب 0307هـ ،الموافق 7ديسمبر 0336م ،ج ر 76بتاريخ 8ديسمبر 0336م .ال ُمع ّدل بموجب التعديل الدستوري
المصادق عليه في استفتاا 0نوفمبر ،5151الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم 335-51المؤرخ في 02جمادى األولى0335هـ ،الموافق
41ديسمبر 5151م ،ج ر 85بتاريخ 41ديسمبر 5151م.
نص عليهم"...ّ تيّ ل ا لألشامل وطبقم بملقمنون، ّدة
د حمُ ال الشروط " ال يُتمبع أكحد ،وال يُوقف أو يُحتجز ،إالّ ضمن
7
الصّمت ،وحق ال ُمشاركة في اإلجرااا .وحق المتقاضي عمو ًما في االستعانة بالمحامي في كافة
اإلجرااا القضائية( الم.)077
ونصّت الما ّدة 076على حماية هذا الحق بحماية المحامي من أشكال الضغوط ،وكذلك حماية
المتقاضي من تعسف القضاا( الم .)073وحماية نزاهة القاضي واستقالله بموجب (المود)078 ،074
ومن األحكام الدستورية الداعمة للحق في الدفاع نذكر :
ـ مبدأ التقاضي على درجتين في المسائل الجزائية (الم)062
ـ تسبيب األحكام واألوامر القضائية(الم)063
ـ و ُمساهمة القضاا الشعبي كمساعدين للقضاا القانوني(الم .)071
في عملية البحث عن ُمرتكب إلى بدا السلطا يؤ ّدي وقوع الجريمة التي يُقرّرها قانون العقوبا
الجزائية، الفعل والتحقيق معه ومحاكمته وتنفيذ الحكم عليه ،وهو الدور الذي يُؤ ّديه قانون اإلجرااا
فالعالقة بين القانونية تبادلية فال يمكن تطبيق أحدهما دون اآلخر.
أ ّوالً :يُشكل القانونان شقين لجسم واحد هو القانون الجنائي بمفهومه الواسع ،أحدهما يُمثل الش ّ
ق
الموضوعي واآلخر يُمثل الش ّ
ق اإلجرائي ،فقانون اإلجرااا الجزائية يمثل الوسيلة بالنسبة لقانون العقوبا
الجزائية ،فغرضه هو تطبيق قانون يمثل الغاية بالنسبة لقانون اإلجرااا في تطبيقه ،وقانون العقوبا
العقوبا .
ثمنيًم :السبيل إلى تطبيق العقوبة على شخص ولو كان ُمعترفًا بجريمته اال باتباع إجرااا منصوص
عليها في قانون اإلجرااا الجزائية ،وصدور حكم قضائي.
من حالة السكون إلى حالة الجزائية أنّه ينقل قانون العقوبا ثملثًم :يتمثّل دور قانون اإلجرااا
وقد اقتضى ذلك أن يتحد الهدف الذي يسعى الحركية والفاعلية ،وهو إتاحة الفرصة لتطبيق قانون العقوبا
إليه القانونان وهو مكافحة الجريمة.
وقد بيّنت الما ّدتان 0و 53من ق إ ج ّ
أن الدعوى العمومية تباشرها النيابة العا ّمة بغرض تطبيق قانون
العقوبا .فب ُمجرّد وقوع الجريمة ينشأ لل ُمجتمع الحق في العقاب ،حيث تتح ّدد إجرااا وكيفيا اقتضائه في
موضع التنفيذ، الجزائية حين يضع قواعد قانون العقوبا الجزائية .وقانون اإلجرااا قانون اإلجرااا
8
فهو ينقل قواعد القانون الجنائي الموضوعي(قانون العقوبا ) من مرحلة االنذار بالجزاا إلى مرحلة التذويق
الحقيقي ،إذ يرسُم هذا االخير أساليب البحث والتحرّي عن الجريمة والتحقيق فيها وكيفية إحالة ُمرتكبها على
القضاا ،وإجرااا ال ُمحاكمة والطعن في الحكم.
الجزائية بعض القواعد الجنائية الموضوعية راب ًعم :ومن جهة أخرى يتض ّمن قانون اإلجرااا
التحقيق وال ُمحاكمة وسيرها مثل الما ّدة 34من ق إ ج التي تُجرّم تغيير حالة ال ُمتصلة بحماية إجرااا
التي مكرّر16
ُ 62 االماكن التي وقعت فيها الجنائية .والما ّدة 36التي تُجرّم إفشاا أسرار التحقيق .والما ّدة
تعاقب على كشف هوية العون ال ُمتسرّب ،والما ّدة ُ 62مكرّر ،58تعاقب كشف هوية الشاهد والخبير.
بعض النصوص اإلجرائية مثل الشكوى في الما ّدة ،443والطلب في كما يتض ّمن قانون العقوبا
الما ّدة 060وأنواع األدلة في الما ّدة 430وهي المحضر القضائي واالقرار.
تتميّز القواعد في كال القانونين بالطابع االجرائي ،الغرض منها تطبيق القانون الموضوعي ،ومسألة
العالقة بينهما يتناز ُعها رأيان:
9
عندما تُرتكب جريمة تنعقد خصومة جزائية يعمل فيها الطرف األ ّول على إسناد السلوك اإلجرامي
لشخص ُمعين ،ويسعى فيها هذا الطرف الثاني إلى نفي الجريمة عنه للتخلص من تبعاتها.
فعند وقوع الجريمة يجب جمع األدلة على قيامها وعلى نسبتها لشخص معين بصفته فاعالً لها أو
شري ًكا فيها ،وأنّه مسؤول عنها حتى يمكن تقديمه للقضاا للحكم عليه بالعقوبة القانونية وتنفيذها عليه.
ولقد م ّر الخصومة الجنائية تاريخيًا من الناحية اإلجرائية بمراحل ثالثة متميزة هي النظام االتهامي،
والنظام التنقيبي ،والنظام المختلط.
الخصومة الجنائية في المجتمعا يُعد النظام االتهامي هو أقدم النظم ظهورًا في مجال إجرااا
القديمة ،وال تزال آثاره وفكرته األساسية إلى اليوم موجودة في القوانين .فما المقصود بالنظام االجرائي
االتهامي وما خصائصه؟
11
يتميّز هذا النظام بثالثة خصائص هي:
أ ّوالً :إلقمء عبء اإلثبمت واالتهم على الفرد:
وهو المجنى عليه أو المضرور من الجريمة أو من شاهدها أو أي فرد من الشعب ،فال تتدخل السلطة
العا ّمة في جمع األدلة وإثبا التهمة ومباشرة االتهام أمام القضاا.
11
بعد تغيّر نظرة الفقه للجريمة واعتبارها اعتدا ًا على المجتمع وعلى المجني عليه وتط ّور مهوم الدولة
وظهورها بمظهر السلطة ،ظهر هذا النظام التنقيبي القائم على تدخل السلطة في التحرّي والتحقيق ،وعلى
توكيل طرف سلطة اتهام ترفع وتباشر الدعوى الجزائية نيابة عن المجتمع.
السياسية أصبحت ظهر نظام التنقيب والتحري بشكل الحق للنظام االتهامي ،حيث بتطور الجماعا
الدولة تضطلع بوظيفة االمن الخارجي(مرفق الدفاع) واالمن الداخلي(مرفق الشرطة) ،وإقامة العدل بين
على عاتقها كفالة حق قوة الدولة وأخذ المنظمة ،ظهر الناس (مرفق القضاا) ،وبتشكل الحكوما
التقاضي لألفراد وإقامة مرفق القضاا لتحقيق العدالة بين المواطنين ،وأصبح للسلطة القضائية حق تعقب
ومالحقة الجاني بمجرد وقوع الجريمة ولو لم يُبلغ عنها المجنى عليه.
ثمنيًم :يفصل في الدعوى الجزائية قاض ُمعين من طرف السلطة العا ّمة ،ويحكم حسب اقتناعه
الشخصي المك ّون من فحص األدلة بالنسبة للجنايا ،وهو ما ذهب إليه ال ُمشرّع الجزائري مثالًا في الما ّدة
417من قانون اإلجرااا الجزائية ،ومن األدلة التي ت ّمت مناقشتها أمامه حضوريا بالنسبة لغيرها ،طبقًا
للمادة 505من نفس القانون.
ثملثًم :ت ُم ّر الدعوى بمرحلة البحث والتحري(االستدالل) ثم مرحلة التحقيق القضائي االبتدائي ،وفيهما
شفهية علنية حضورية ،وهو كتابية وس ّرية ،ثم مرحلة المحاكمة وفيها تكون اإلجرااا تكون اإلجرااا
كذلك موافق لموقف ال ُمشرّع الجزائري.
13
يتّسم النظام القضائي الحالي في الجزائر بأنّه نظام ُمزدوج ،ينقسم إلى قضاا إداري ينظر في
الناشئة بين االفراد. اإلدارية التي تكون الدولة طرفًا فيها ،وقضاا عادي يفصل في النزاعا المنازعا
والقضاا العادي ،يُمكن تقسيمه بدوره إلى قضاا مدني وقضاا جزائي.
نتعرّف في هذا المطلب على هيكلة وتنظيم القضاا الجزائي في الجزائر ،ث ّم على المبادئ التي تحكم
هذا القضاا الجزائي في القانون الجزائري.
ينتمي القضاا الجزائي إلى القضاا العادي ويمثل جز ًا كبيرًا منه .وهو يتك ّون من ثالثة أجهزة رئيسية
-قضاا الحكم. -قضاا التحقيق، هي - :قضاا النيابة،
وهي ُمتواجدة على مستوى جها االختصاص العام ،والجها ال ُمتخصّصة.
يوجد على مستوى المحكمة االبتدائية والمجلس القضائي والمحكمة العليا ثالث أجهزة للقضاا الجزائي
هي جهاز النيابة وجهاز التحقيق وجهاز الحكم:
14
ثمنيًم :قضمء التحقيق:
يختص بالبحث والتحقيق في الجرائم وتدوين محاضر التحقيق ،وذلك بنا ًاا على طلب وكيل
الجمهورية أو المضرور عن طريق االدعاا المدني .يضطلع به على ُمستوى المحكمة االبتدائية قاضي
تحقيق ،وعلى ُمستوى المجلس ُغرفة االتهام ال ُمتك ّونة من رئيس و ُمستشارين اثنين.
الجزائية بفكرة القضاا المتخصّص ،فكان عمل ال ُمشرّع الجزائري منذ صدور قانون اإلجرااا
يكرّسها في السابق مثالً في محاكم أمن الد ّولة ،ومحاكم قمع الجرائم االقتصادية ،وهو حاليًا يجسّدها في
األقطاب القضائية والمحاكم المتخصّصة:
صصة:
ثمنيًم :المحمكم ال ُمتخ ّ
نصّ القانون العضوي المتعلّق بالتنظيم القضائي12 ،ـ 00المؤرّخ في 07يوليو 5112في فصله الرابع
(المواد 08إلى )51على جهتين قضائيتين جزائيتين متخ ّ
صصتين هما محكمة الجنايا والمحكمة العسكرية.
تتطلّب حماية المجتمع من الجريمة معاقبة كافّة المجرمين بحزم وأن تكون القواعد االجرائية الرامية
صرامة ال يُفلت منها المجرمون ،وهذه المصلحة األساسية للمجتمع تُجسّدها مجموعة إلى تحقيق ذلك ذا
من المبادئ:
ثملثًم :مبدأ ُ
سرعة اإلجراءات:
هذا المبدأ يحقق مصلحة المجتمع ومصلحة المتهم في نفس الوقت ،حيث يهدف هذا المبدأ إلى التعجيل
المتابعة والتحقيق والحكم .فهو حق بمحاكمة مرتكبي الجريمة وعدم اإلطالة والتباطؤ في اتخاذ إجرااا
للمتهم يُلقي على السلطة القضائية التزام بالتحرّك السريع والتصرّف الفوري في الدعوىوعدم إطالة
االجرااا وحجز المتهم وحبسه االحتياطي.
األمر الجزائي ،والمثول الفوري ،واالستدعاا المباشر ،وقصر اآلجال (آجال ومن أمثلتها إجرااا
االستجواب والطعن والتبليغ )..مقارنة مع اإلجرااا المدنية واإلدارية.
18
إن ُمتطلّبا
الجزائية سياجًا للحرية الشخصية للمواطنين ،ولذلك ف ّ ينبغي أن يكون قانون االجرااا
حماية الحرّية الشخصية تأبى االعتماد على القواعد اإلجرائية الصارمة ،خوفًا من مخاطر أخذ األبرياا
وإدانتهم ،وهو ما دفع المشرّع إلى تكريس حزمة من المبادئ الضامنة لحقوق المتهم في القضية الجزئية.
21
الفصل الثاني:
التعريف بالدّعوى العمومية
الدعوى بصفة عا ّمة هي الوسيلة القانونية اإلجرائية التي يُرف ُع بها النزاع إلى القضاا من أجل الفصل
في ُخصومة بموجب حُكم قضائي ،وبحسب موضوع وطبيعة النزاع أو الخصومة يكون نوع الدعوى (مثل
الدعوى المدنية والدعوى اإلدارية ،والدعوى التجارية...إلخ).
فإذا كان موضوع النزاع أو الخصومة هو الجريمة ،فإنّه يُرف ُع أمام القضاا الجزائي بواسطة الدعوى
الجزائية أو العمومية لل ُمطالبة بحق الدولة في العقاب في مواجهة ُمرتكب الجريمة ،والذي ال يمكن استيفاؤه
إالّ بحكم قضائي استنادًا للمبدأ الفقهي " ال عقوبة بغير حكم قضائي ".
تحريكها وأسباب انقضائها ،لكن بعد نتناول في هذا الفصل أطراف الدعوى العمومية وإجرااا
التعريف بالدعوى العمومية وخصائصها.
المبحث األول :أطراف الدعوى العمومية ( ـ التعريف بالدعوى العمومية ـ النيابة العا ّمة ،ـ ال ُمتهم)
المبحث الثاني :تحريك الدعوى العمومية ( ـ سلطة التحريك ـ طرق التحريك ـ قيود التحريك)
المبحث الثالث :انقضاا الدعوى العمومية (ـ األسباب العا ّمة ،ـ األسباب الخاصّة).
لكل دعوى قضائية طرفان هما ال ُم ّدعي وال ُم ّدعى عليه ،فالم ّدعي في الدعوى العمومية هو النيابة
العا ّمة التي تُباشر الدعوى باسم ال ُمجتمع ،وال ُم ّدعى عليه هو ال ُمتهم.
ما المقصود بالدعوى العمومية ،وما هو موضوعها ،وما الفرق بينها وبين الدعوى المدنية ،وما هي
أهم الخصائص التي تمتاز بها.
ـ الدعوى العمومية أو الدعوى الجزائية هي حق إجرائي يم ّكن الدولة من اللجوا إلى القضاا الجزائي
للحصول على حكم االدانة والعقاب ض ّد مرتكب الجريمة .وتُس ّمى ال ّدعوى العمومية حسب الما ّدة ُ 0مكرّر
21
والما ّدة 53من ق إ ج ،سببها مخالفة قانون العقوبا وهدفها تطبيق الجزاا على الشخص الذي اعتدى على
المجتمع بجريمته إ ّما بعقوبة أو بتدبير أمني.
ـ وتُعرّف الدعوى العمومية كذلك بأنّها الدعوى التي تُباشر باسم ال ُمجتمع من طرف النيابة العا ّمة
إلثبا الجريمة بواسطة حكم صادر عن القضاا ال ُمختص يُقرّر إدانة المتهم والعقوبة ال ُمطبّقة طبقًا للقانون،
بهدف رد االعتبار لل ُمجتمع عن الضرر الذي ألحقته به الجريمة.
ـ وتُعرّف بأنّها نشاط إجرائي يمارس أمام القضاا الجزائي بواسطة النيابة العا ّمة للفصل في مدى نسبة
الجريمة إلى شخص معيّن ،والحكم بجزاا مقرّر بمقتضي القانون.
تمارسها النيابة العا ّمة باسم المجتمع أمام القضاا ـ وهناك من يُعرّفها بأنّها مجموعة من اإلجرااا
وقوع جريمة ونسبتها إلى مرتكبها ،تنتهي بصدور حكم فاصل في الموضوع يقضي المختص بهدف إثبا
بالجزاا المنصوص عليه قانونًا.
تبدأ الدعوى الجزائية بتحريكها بإحدى طُرق التحريك المح ّددة قانونًا ،وتنتهي بصدور حكم نهائي.
يمكن أن ينشأ عن الجريمة نوعان من الدعاوى هما الدعوى العمومية باعتبار الجريمة خطأ جزائيًا،
والدعوى المدنية باعتبار الجريمة خطأ مدنيًا يُرتب ضررًا مستحق التعويض ،حيث تختلف الدعوى
العمومية عن الدعوى المدنية من حيث الموضوع واألطراف واإلجرااا .
22
أ ّوالً :شرط وجود الجريمة:
ال تنشأ الدعوى العمومية اال عن جريمة ،فإذا كان الفعل ال يحمل تكييفًا جنائيًا حسب قانون العقوبا
بسبب انعدام النّص أو بسبب عفو شامل أو إلغاا للنصّ أو تقادم للجريمة ،فال وجود لها.
ولذلك فالتح ّريّا التي يُجريها وضباط الشرطة القضائية تحت إدارة وإشارف النيابة العا ّم،ة هي بحث
وتحرّي عن وجود الجريمة حتى يتأ ّكد من الح ّ
ق في الدعوى العمومية .تنصّ الما ّدة 53من ق إ ج " ولها
في سبيل مباشرة وظيفتها ( أي النيابة) أن تلجأ إلى الق ّوة العمومية ،كما تستعين بأعوان وضباط الشرطة
القضائية" مثالً مثل فتح تحقيق عند اكتشاف ُجثّة لمعرفة ما إذا كان سبب الوفاة هو جريمة أم وفاة طبيعية،
ك واشتباه (الما ّدة 65ق إ ج) .ويحق للشرطة القضائية اتخاذ
عندما تكون أسباب الوفاة مجهولة أو محل ش ّ
إجرااا التفتيش والحجز والمعاينا والفحوصا التقنية والعلمية.
23
تتميّز الدعوى العمومية بأربع خصائص هي العمومية والتلقائية وال ُمالامة وعدم القابلية للتنازل.
أ ّوالً :العمومية:
تتصف الدعوى الجزائية بالعمومية ألنّها ملك لعا ّمة المجتمع تُحقق مصلحة عا ّمة تتمثل في اقتضاا
حق العقاب ،ولذلك تس ّمى السلطة المكلّفة بتمثيلها بالنيابة العا ّمة م 0/5ق إ ج .وال يُنقص من عموميتها ذلك
االستثناا الذي يُقرّره القانون بإعطاا حق تحريكها للمتضرّر من الجريمة أو بعض االدارا .
ثملثًم :التلقمئية:
ينشأ الحق في الدعوى العمومية تلقائيًا ُمباشرة بعد ارتكاب الجريمة ،باستثنا ًا بعض الجرائم التي يُقيّد
فيها تحريك الدعوى العمومية بقيد الشكوى أو االذن أو الطلب.
24
الدعوى العمومية هي ملك للمجتمع وقد أنيط تمثيل المجتمع في الدعوى العمومية ومباشرتها بجهاز
قضائي يُس ّمى النيابة العامة التي هي أ ّول أطراف الدعوى العمومية أي الطرف ال ُم ّدعي في الدعوى.
ويتض ّمن هذا المطلب التعريف بالنيابة العا ّمة واختصاصها النوعي والمحلّي.
الجزائة الجزائري تختصّ النيابة العا ّمة دون غيرها بمباشرة طبقًا للما ّدة 53من قانون االجرااا
على المتهم .نتعرّف في هذا الفرع على مفهوم النيابة الدعوى العمومية والمطالبة بتطبيق قانون العقوبا
العا ّمة وطبيعتها القانونية وخصائصها وهيكلتها.
( )1ج ر عدد 27في 8سبانبر ،5113ع ّوض القانون القديم الصادر في 05ديسمبر 0383تحت رقم .50-83
25
ب) الطبيعة القمنونية للنيمبة العم ّمة:
ليست النيابة العا ّمة خص ًما وإنّما جهاز قضائي ميسعى من أجل التطبيق الصحيح للقانون من خالل
ممارسته لصالحياته في مباشرة العوى العمومية نيابةً عن ال ُمجتمع ،ولكن حدث الخالف الفقهي حول طبيعة
النيابة العا ّمة ،هل تعتبر تابعة للسلطة التنفيذية أو للسلطة القضائية؟
)2الرأي الثمني:
السلطة القضائية أعضاؤها قضاة يُس ّميهم الفقه بالقضاا يرى الرّأي الثاني ّ
أن النيابة العا ّمة من هيآ
الواقف ،يحكمهم القانون االساسي للقضاا ويخضعون لنفس تكوين باقي القضاة ،أي قضاة الحكم والتحقيق
الذين يُس ّميهم الفقه بالقضاا الجالس ،وكذلك استنادًا إلى ّ
أن ما يصدر عن النيابة العا ّمة من أعمال هو من
قبيل االعمال القضائية ،كتحريك ومباشرة الدعوى العمومية وممارسة االتهام ،والقيام بالتحقيقا األولية عن
الجريمة .أ ّما خضوعها لوزير العدل فما هو اال إشراف إداري وليس تبعية من الناحية القضائية.
)3الرأي الثملث:
يرى هذا الفريق ّ
أن النيابة العا ّمة ذا طبيعة ُمزدوجة ،إدارية وقضائية في ذا الوقت.
26
أ) النمئب العم :
يُمثل النيابة العا ّمة نائبان عا ّمان ،األول على مستوى المجالس القضائية واآلخر لدى المحكمة العليا.
)1النمئب العم لدى المجلس القضمئي:
يُمثل النيابة العا ّمة على ُمستوى المجلس وجميع المحاكم التابعة لدائرة اختصاص المجلس ،ويباشر
قضاة النيابة الدعوى العمومية تحت إشرافه (المادة 44ق إ ج) .ويساعد النائب العام ،نائب عام مساعد أ ّول
وع ّدة نواب عامين مساعدين (المادة 43ق إ ج).
27
يسعى كل عضو في جهاز النيابة العا ّمة لتحقيق مصلحة واحدة ،فال يُشترط أن يُباشر ُعضو واحد كل
الدعوى في جميع مراحلها ،بل على عكس القضاا الجالس ،يمكن لكل عضو أن ي ُح ّل مح ّل اآلخر إجرااا
في أداا المهام .فقد يُح ّرك الدعوى العمومية عضو ،ويحضر التحقيق آخر ،والمحاكمة عضور ثالث ،وأن
يطعن في الحكم عضو رابع لم يشارك في تشكيل هيأة الحكم ،ويمكن استبدال عضو بآخر في أيّة مرحلة من
مراحل الدعوى.
وهذه الخاصية تُميّز قضاة النيابة دون قضاة الحكم والتحقيق .حيث ال يجوز أن يشارك في المداولة
والحكم اال القاضي الذي حضر الجلسة والمرافعا ،وك ّون القناعة واال كان الحكم باطالً .والقيد الوحيد الذي
يحكم هذه الخاصية هو احترام ضابط االختصاص النوعي بأن يكون الحلول بين االعضاا في نفس الرتبة،
إلضافة لضوابط االختصاص المحلي.
28
د) خمصية االستقاللية:
يُقصد بذلك استقاللها عن قضاا الحكم والتحقيق وعن وزير العدل وعن الخصم .وتبدو مظاهر
االستقاللية في:
وتحريك الدعوى -حرّية النيابة العا ّمة في مباشرة االتهام بما لها من سلطة مالامة وتقدير المتابعا
العمومية ،وإبداا الطلبا واالراا وتسجيل الطعون في األحكام.
-عدم جواز توجيه أوامر أو تعليما أو لوم أو انتقاد من الجها القضائية اآلخرى وال من الوزير في
عملها القضائي ،كمباشرة الدعوى العمومية أو إحضار األدلة ،أو ما يصدر عنها من أقوال وطلبا .كأن
تُنتقد بأنّها أسرفت في اتهام االشخاص ،أو بالغت في العقوبا ال ُمطالب بها.
29
راب ًعم :دور النيمبة في ُمبمشرة االتهم :
تعمل النيابة العامة في إطار ممارستها لصالحياتها وفق نظامين هما نظام الشرعية الذي يقصد به
إلزامية رفع الدعوى العمومية حينما تتوفر الشروط القانونية ،ونظام المالامة الذي يقصد به تمتع النيابة
العامة بسلطة تقديرية في مباشرة االتهام وتحريك الدعوى العمومية وفق األسباب التي تقدرها.
)1نظم الشرعية:
يطلق عليه البعض النظام القانوني اإللزامي ،أونظام حتمية تحريك الدعوى واستعمالها ،ومقتضى هذا
النظام أنه يلزم النيابة العامة لدى علمها بوقوع الجريمة بتحريك الدعوى العمومية ومباشرتها أمام القضاا
ُ
حيث يقتصر دور النيابة العامة على أركان الجريمة ،وثبتت المسؤولية لشخص معين عنها، إذا توافر
ُمجرّد التحقق من الشرعية اإلجرائية لقرار االتهام.
ونظام الشرعية يُعد نتيجة منطقية لواجب الدولة في العقاب ومبدأ المساواة أمام القانون الجنائي ويحقق
مبدأ الفصل بين السلطا .
)2نظم المالءمة:
مقتضى المبدأ هو ترك السلطة التقديرية للنيابة العامة في مالامة المتابعة ،بأن تحرك أو ال تحرك
الدعوى العمومية ودون أن تكون ملزمة أو ُمقيّدة أو ممنوعة في تحريكها.
وفائدة هذا النظام هوتخفيف العبا عن القضاا باستبعاد القضايا البسيطة أو مراعاةً ل ُمقتضيا النظام
ُ
حيث يكون نشاط النيابة العام ،ومراعاةً لبعض الظروف التي تُحيط بها ،والتي قد تخفف من خطورتها،
العامة متالا ًما مع هذه الظروف .ويكون ُمجرّد التهديد برفع الدعوى العمومية كافيًا بذاته للتأثير في المتهم
وردعه بدالً من الحكم باإلدانة.
لم يعد دور النيابة مقصورًا على كونها ُمجرّد جهاز يُحيل المخالفا القانونية إلى القاضي للفصل فيها،
بل يتمثل كذلك في حجز هذه المخالفة لديها والفصل فيها باالمتناع عن مباشرة االتهام عند االقتضاا باتخاذ
قرار الحفظ أو اتخاذ بدائل إجرااا الدعوى.
31
في سبيل أداا وظيفتها األساسية المتمثل في ُمباشرة الدعوى العمومية تتمع النيابة العا ّمة بسلطا
واسعة ،وهو ما يس ّمى باالختصاص النوعي ،والذي تُمارسه على نطاق جغرافي يُرعى فيه واختصاصا
التقسيم القضائي لمجموع المجالس والمحاكم على مستوى الوطن ،وهوما يُس ّمى باالختصاص اإلقليمي
للنيابة العا ّمة.
يُقص ُد باالختصاص االقليمي الحيّز الجغرافي الذي يُمارس في أرجائه أعضاا النيابة مهامهم ،على
اعتبار أنّه يوجد في الجزائر العديد من المجالس القضائية والعديد من المحاكم ،وفي ك ّل مجلس قضائي وفي
كل محكمة يوجد جهاز النيابة العا ّمة .فما هي حدود هذا االختصاص اإلقليمي وما هي معايير انعقاده؟
()1ج.ر،عدد 15في 03مارس ،0337ح ّل محل قانون التقسيم القضائي القديم رقم 04-83المؤرّخ في 54يونيو ،0383الذي
صدر بعد قانون التنظيم القضائي للبالد تحت رقم 13-83بتاريخ 3فبراير .0383
( )2حاليًا هناك مشروع لتعديل قانون التقسيم القضائي بما يتوافق مع التقسيم اإلداري الجديد الذي أضيفت فيه عشر واليا ،يبيّن
المحاكم التابعة لهذه الواليا وينشئ مجالس قضائية خا ّ
صة بها.
31
ب) ضوابط االختصمص االقليمي للنيمبة العم ّمة:
طبقًا للما ّدة 47ق إ ج يتح ّدد االختصاص المحلّي لوكيل الجمهورية و ُمساعديه بنطاق المحكمة التي
يُباشرون فيها مها ّمهم ،وضابط االختصاص هو أن يقع في دائرة اختصاصهم مح ّل ارتكاب الجريمة أو مح ّل
إقامة أحد األشخاص ال ُمشتبه فيهم مساهمتهم في الجريمة ،أو مح ّل إلقاا القبض على أحد هؤالا األشخاص،
ولو حصل القبض لسبب آخر.
وهناك ضابط اختصاص يتعلّق بجريمتي إصدار شيك بدون رصيد ،وإصدار شيك رغم المنع ،وهو
بمكان الوفاا بالشيك ،أي مق ّر المصرف الذي سُحب فيه الشيك ،أو مكان إقامة ال ُمستفيد من الشيك(الما ّدة
ُ 472مكرّر ق ع ج).
32
أ) القطب الوطني الجزائي االقتصمدي والمملي:
تُباشر النيابة لدى محكمة سيدي مح ّمد وفي االستئناف لدى مجلس قضاا الجزائر العاصمة مهامها
بالنسبة للجرائم المالية واالقتصادية المرتكبة على مستوى كافّة التراب الوطني ،ضمن هيئة قضائية تس ّمى
القطب الجزائي االقتصادي المالي الذي ت ّم إنشاؤه بموجب بموجب األمر رقم 13-51المؤرّخ في
41غشت 5151المع ّدل وال ُمت ّمم لقانون اإلجرااا الجزائية( ،)1والذي أظاف فيه المواد القانونية التي تنظيمه
صت الما ّدة ُ 500مكرّر 1منه أنّه يمارس وكيل الجمهورية
وهي المواد ُ 500مكرّر إلى ُ 500مكرّر . 15حيث ن ّ
القطب صالحياتهم في كامل لدى القطب الجزائي االقتصادي والمالي ،وكذا قاضي التحقيق ورئيس ذا
اإلقليم الوطني.
يمارس وكيل الجمهورية لدى القطب الجزائي االقتصادي والمالي صالحياته تحت السلطة السلّمية
النيابة العا ّمة في القضايا التي تدخل ضمن للنائب العام لدى مجلس قضاا الجزائر ويمارس صالحيا
اختصاصه(المادة ُ 500مكرّر 4من ق إ ج) .وهي الجرائم المنصوص عليها في الما ّدة ُ 500مكرّر. 2
ـ الجرائم المنصوص عليها في المواد 003مكرر و389مكرر إلى389مكرر 4من قانون العقوبا ،
وهي جرائم اإلهمال الواضح ال ُمتسبب في تلف أوضياع أموال العمومية أوخاصّة ،وتبييض األموال.
ـ جرائم الفساد المنصوص عليها في قانون الوقاية من الفساد ومكافحته رقم 10-16المؤرّخ في 51
فبراير ،5116مثل الرشوة واالختالس وجرائم الصفقا العمومية.
ـ جرائم الصرف المنصوص عليها في قانون قمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف
وحركة رؤوس األموال من وإلى الخارج الصادر باألمر رقم 55-96المؤرّخ في 56يولو .0336
ـ جرائم التهريب المنصوص عليها في المواد 00إلى 02من قانون مكافحة التهريب الصادر باألمر
رقم 16-12المؤرّخ في 54غشت .5112
يتولّى وكيل الجمهورية لدى هذا القطب الجزائي االقتصادي المالي الوطني المتابعة ض ّد الجرائم
االقتصاددية المالية األكثر تعقيدًا والجرائم المرتبطة بها .ويُقصد بالجريمة االقتصادية المالية األكثر تعقيدًا
الجريمة التي بالنظر إلى تعدد الفاعلين أو الشركاا أو المتضررين أو بسبب اتساع الرقعة الجغرافية لمكان
ارتكاب الجريمة أو جسامة األضرار المترتبة عليها أو لصبغتها المنظمة أو العابرة للحدود الوطنية أو
الستعمال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال في ارتكابها ،تتطلب اللجوا إلى وسائل تح ّر خاصة أو خبرة فنية
متخصصة أو تعاون قضائي دولي(مُ 500مكرّر 3ق إ ج).
يرسل وكالا الجمهورية لدى الجها القضائية المختصة إقليميًا وفقًا ألحكام الما ّدة 47من ق إ ج
ب) االمتداد الوطني لالختصمص اإلقليمي في جرائم اإلرهمب والجريمة المنظمة عبر الوطنية:
صا إقليميًا ُممت ًّدا لمحكمة مقر مجلس قضاا العاصمة وهي محكمة سيدي
يُعتبر هذا االختصاص اختصا ً
إلى 500 مكرّر17
ُ 500 ونظمته المواد مكرّر16
ُ 500 مح ّمد ،إلى كافة التراب الوطني ،نصّت عليه الما ّدة
ُمكرّر .21وذلك ضمن الباب الخامس المستحدث في قانون اإلجرااا الجزائية.
جرائم اإلرهاب هي تلك المنصوص عليها في المواد 87مكرّر إلى 87مكرّر 12من قانون العقوبا ،
هدف مالي تُرتكب من طرف جماعة إجرامية والجريمة المنظمة عبر الوطنية هي كل جريمة خطيرة ذا
منظمة تتك ّون من شخصين فأكثر.
اإلعالم وإذا حدث تزامن اختصاص هذا القطب المتخصّص في الجرائم المتصلة بتكنولوجيا
واالتصال مع اختصاص محكمة مق ّر المجلس بالنسبة لجرائم اإلرهاب والجريمة المنظمة أو مع اختصاص
القطب الوطني الجزائي االقتصادي المالي ،فإنّه يؤول االختصاص وجوبًا لهذا القطب المتخصّص في
الجرائم المتصلة بتكنولوجيا اإلعالم واالتصال(المواد ُ 500مكرّرُ 500 28مكرّر 29ق إ ج).
35
تسهيالً لممارسة أعمالهم ومراقبتهم لسير خ ّول المشرّع لقضاة النيابة العديد من االختصاصا
()1
إجرااا الدعوى العمومية بدايةً من تلقّي الشكاوى والبالغا إلى غاية صدور الحكم والعمل على تنفيذه
يتح ّدد االختصاص األساسي لنيابة العا ّمة في الدعوى العمومية بالمواد 0و 53و 35مكرر-46،
األولية ث ّم تحريك 36مكرر 1من ق إ ج وتتلخص في االتهام والمتابعة ،من خالل االختصاص بالتحقيقا
الدعوى العمومية ثُ ّم ُمباشرتها ثم تنفيذ الحكم الصادر بصددها .حيث تجمتع أغلب هذه االختصاصا بالنسبة
لوكيل الجمهورية في الما ّدة 46ق إ ج ،ويمكن تلخيصها فيما يلي:
صة :
)5إصدار اإلذن بأسمليب التح ّري الخم ّ
أثناا التحري في الجرائم الخطيرة إذا اقتضت الضرورة التخاذها وهي التسرّب والتنصّت واعتراض
والتصوير الخفي طبقًا للمواد ُ 62مكرّر 5إلى ُ 62مكرّر ،18والجرائم الخطيرة هي جرائم المراسال
اإلرهاب ،وال ُمخ ّدرا ،والفساد ،وتبييض األموال ،والجريمة ال ُمنظمة عبر الوطنية ،وجرائم اإلعالم اآللي
وجرائم الصرف ،باإلضافة إلى جرائم التهريب بموجب الما ّدة 43من قانون مكاحة التهريب ،.16-12
وجرائم الفساد بموجب الما ّدة 53مكرّر من قانون مكافحة الفساد 10-16وجرائم عصابا األحياا ،بموجب
الما ّدة 20من األمر 14-51ال ُمتعلق بالوقاية من عصابا األحياا ومكافحتها المؤرّخ في40غشت.)1(5151
صصين:
)6اإلستعمنة بمل ُمسمعدين ال ُمتخ ّ
وذلك في المسائل الفنّية أثناا ُمختلف مراحل اإلجرائية تحت مسؤولية النيابة ،وإطالعهم على ملف
(الم ُ 42مكرّر ق إ ج). اإلجرااا
38
)5تقديم ما تراه مناسبا من طلبا .
)6الطعن في أحكام وقرارا جها الحكم( .الم 337 332 351 307ق إ ج).
)7تنفيذ األحكام الجزائية المواد 46 ، 53وطبقًا ألحكام (الم 013و 003و 008من ق إ ج) بالنسبة
وكذا تنفيذ األوامر واألحكام المدنية طبقًا للمادة التحقيق وتبليغ األحكام الجزائية وتنفيذ العقوبا لقرارا
453ق إ م وتسخير القوة العمومية عند االقتضاا.
)8إعداد ملفا ر ّد االعتبار والعفو وإبداا الرأي حولها ،ومتابعة صحيفة السوابق القضائية.
تح ّدثنا في هذا العنصر الثاني أعاله عن االختصاص النوعي للنيابة العا ّمة ،ويقصد به االختصاص من
التي تكون من صالحياته ،وللنيابة العا ّمة اختصاص نوعي من ناحية نوع الجرائم حيث نوع اإلجرااا
والقوانين التي تختص بمتابعتها ،فهي تختص بجميع أنواع الجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبا
العقابية الخاصّة .كما ّ
أن للنيابة العا ّمة العا ّمة على مستوى األقطاب القضائية اختصاصًا نوعيًا متخ ّ
صصًا في
نوع معيّن من الجرائم ،وهي المذكورة في العنصر أعاله المتعلّق باالختصاص االقليمي الوطني والجهوي.
تُباشر النيابة االتهام باألداة القانونية التي هي الدعوى العمومية ،ويكون الم ّدعى عليه فيها هو المتهم،
فهو الطرف الثاني في الدعوى الجزائية.
ارتكابه فعالً إجراميًا ،فيلتزم ب ُمواجهة االدعاا وال ُمتّهم بصفة عا ّمة هو كل شخص تثور ض ّده شبها
وتقرير بالمسؤولية الجزائية عنه والخضوع لإلجرااا التي يُح ّددها القانون من أجل تمحيص هذه الشبها
اإلدانة أو البرااة ،وقد قرّر له القانون حقوقًا وضمانا أثناا سير إجرااا التحقيق بهدف تيسير الدفاع عن
نفسه .وقد يكون ال ُمتّهم شخصًا طبيعيًا أو معنويًا.
39
تزول صفة المتهم عن الشخص بعد صدور الحكم النهائي في الدعوى الجزائية ،فإذا كان الحكم
بالبرااة يوصف بالبريا ،وإذا كان الحكم باإلدانة فتُستبدل صفة المتهم بصفة ال ُمدان أو المحكوم عليه .كما
تزول صفة المتهم إذا أصدر سلطة التحقيق أمرًا بأن ال وجه إلقامة الدعوة الجزائية أو صرفت النظر عن
اتهام شخص معين بإقامتها الدعوى بالنسبة لغيره من المتهمين.
41
د) عد وجود ممنع إجرائي أو موضوعي من اإلتهم :
يجب أن يكون المتهم خاليًا من موانع المتابعة سواا كانت موانع إجرائية مثل الحصانة ،أو موانع
موضوعية مثل موانع المسؤولية الجزائية وأسباب اإلباحة.
41
عند تعديل قانون اإلجرااا الجزائية باألمر 03-13وقانون العقوبا باألمر 02-13في 01نوفمبر
5113كرّس ال ُمشرّع الجزائري ال ُمسؤولية الجزائية للشخص المعنوي بالنّص على شروط إقامتها
والجزااا المترتبة عنها ،وعلى إجرااا ُمتابعتها.
نظّم ال ُمشرّع إجرااا متابعة الشخص المعنوي في الفصل الثالث من الباب الثاني الخاص بالتحقيقا
تحت عنوان " في المتابعة الجزائية للشخص المعنوي" ضمن المواد 62مكرر 62 -مكرر.4
42
ال ّدولة ويُقصد بها رئاسة الجمهورية ،ورئاسة الحكومة أي الوزاراة األولى ،والوزارا ،وال ُمدريا
الوالئية .فال ّدولة ال تُسأل جزائيًا استنادًا لمبدأ السيادة ،واستنادًا ألنّها تحتكر حق العقاب واستنادًا لوظيفتها
فهي ال ُمكلّفة بحماية المصالح العا ّمة وحفظ النظام العام.
الجماعا المحلّية ويُقصد بها الوالية والبلدية .فال تُتتابع جزائيًا عن األنشطة التي تُمارسها بصفتها من
امتيازا السلطة العمومية .مثل أعمال الحالة المدنية أو حفظ النظام العمومي.
األشخاص الخاضعين للقانون العام يُقص ُد بهم تلك المرافق العمومية ذا الصبغة اإلدارية كالجامعا
والمؤسسا اإلستشفائية ،أو المؤسسا العمومية.
43
ثمنيًم :تمثيل الشخص المعنوي في اإلجراءات الجزائية (المواد 65ماررـ 65مارر 3/ق إ ج):
الدعوى الجزائية تجاه الشخص الطبيعي بصفته ممثالً للشخص المعنوي وليس تتخذ إجرااا
كمسؤول عن الجريمة فال يجوز أن يتعرض هذا الممثل ألي إجراا ينطوي على إكراه غير تلك اإلجرااا
التي تتخذ ضد الشاهد ،مثل إجباره على الحضور بواسطة رجال السلطة العامة إذا رفض الحضور طوعًا،
ومن ثم ال يجوز القبض عليه وال حبسه مؤقتا أو إخضاعه للرقابة القضائية ،غير أن الشخص المعنوي ذاته
ُ
حيث يستطيع جزائية. يمكن إخضاعه للتدابير المنصوص عليها في المادة 62مكرر 4قانون إجرااا
قاضي التحقيق أن يخضع الشخص المعنوي إلحدى التدابير كإلزامه بدفع كفالة .ومنعه من ممارسة بعض
األنشطة المهنية أو االجتماعية إذا كانت الجريمة ارتكبت أثناا ممارسة هذه األنشطة أو بمناسبتها .وإلزامه
الدفع .وأي أو استعمال بطاقا عينية لضمان حقوق الضحية ،ومنعه من إصدار شيكا بتقديم تأمينا
المفروضة على الشخص المعنوي بناا على تدابير الرقابة القضائية يترتب عنها ُمعاقبته مخالفة لاللتزاما
بغرامة من011.111دج إلى 211.111دج بأمر قاضي التحقيق بعد أخد رأي وكيل الجمهورية.
44
جـ) التمثيل القضمئي للشخص المعنوي:
جزائية على أنّه يقوم رئيس المحكمة بطلب من النيابة نصّت المادة 62مكرر 3من قانون إجرااا
بتعيين ممثل قضائي أوكيل قضائي من ضمن مستخدمي الشخص المعنوي من أجل كفالة حق الدفاع:
ـ عندما تتم مالحقة الشخص المعنوي وممثله القانوني معًا في ذا الجريمة أو حتى في وقائع مرتبطة
بها ،فهنا تتخذ إجرااا الدعوى الجزائية في مواجهة هذا الممثل القضائي.
ـ وعندما يكون الممثل القانوني أو اإلتفاقي غير مؤهل لتمثيل الشخص المعنوي كأن يكون المدير أو
المسير الرئيسي في حالة فرار.
-المقصود بتحريك ال ّدعوى العمومية هو اتخاذ اإلجراا األ ّول الذي يسمح بانطالقها وإقامتها أمام
إحدى جهتي القضاا الجزائي ،إ ّما قضاا التحقيق أو قضاا الحكم.
وهو يختلف عن المباشرة أو الممارسة ،فالتحريك هو اإلجراا األول الوحيد الذي تبدأ به ال ّدعوى
المخ ّولة قانونًا إلى غاية نهايتها ،كما ّ
أن الممارسة ال العمومية بينما الممارسة فهي اتخاذ جميع اإلجرااا
أخرى من غير النيابة تكون إال من طرف النيابة العا ّمة بينما التحريك قد يكون استثنا ًا من طرف جها
سواا جها قضائية أوغير قضائية.
-يترتّب عن تحريك ال ّدعوى العمومية توجيه التهمة بصفة رسمية للشخص محل المتابعة أو الشكوى
أو االشتباه ،ويصبح م ّدعى عليه في ال ّدعوى الجزائية ،ومن ث ّم تترتب له كافّة حقوق ال ّدفاع التي لم يكن
يتمتّع بها في مرحلة االشتباه .ويترتّب عن التحريك أيضًا إمكانية مطالبة الضحية بالحق في التعويض عن
طريق الدعوى المدنية التبعية الم 2ق إ ج.
-الحق في تحريك ال ّدعوى العمومية األصل فيه أنّه للنيابة العامة بصفتها السلطة المخ ّولة قانونًا في
مباشرة ال ّدعوى العمومية دون غيرها (الما ّدتان 0و )0/53وبما تملكه من سلطة مالامة في تحريك أو عدم
تحريك ال ّدوى العمومية (الما ّدة )2/46ولذلك تس ّمى بسلطة أو قضاا اإلتهام والمتابعة .لكن المشرّع أعطى
أخرى غير النيابة كما هو مح ّددة إمكانية اتخاذ إجراا التحريك لجها على سبيل االستثناا وفي حاال
في المضرور وبعض اإلدارا الجزائية وتتمثل هذه الجها ظاهر من الما ّدة األولى من قانون اإلجرااا
وجها قضاا التحقيق وجها قضاا الحكم.
المطلب األول :سلطة تحريك ال ّدعوى العمومية وقيودها.
المطلب الثاني :طرق تحريك ال ّدعوى العمومية.
45
نتناول فيي هذا الفرع السلطة التقديرية للنيابة العامة في مالامة المتابعة بالتطرّق إلى حريّتها في
تحريك الدعوى العمومية وحفظ األوراق .ونتناول طُرق تحريك الدعوى العمومية من طرف النيابة العا ّمة.
ـ إن وصول البالغ أو الشكوى أو محاضر الشرطة القضائية إلى وكيل الجمهورية يخ ّول له بموجب
الما ّدة 46ق إ ج أن يقرّر بشأنها ما يراه مناسبًا من إجرااا ،تخيّره فيها الفقرة 3من نفس الما ّدة ،بين قرار
تحريك ال ّدعوى العمومية أو قرار حفظ أوراق القضية إذا لم يرى ضرورة لتحريكها أو قرار اتخاذ
إجرااا الوساطة .لكن سلطة المالئمة ليست مطلقة بل ترد عليها استثنااا قد تقلّص منها.
ب) يكون وكيل الجمهورية محتّ ًما وملز ًما بتحريك ال ّدعوى العمومية في الحاال اآلتية:
فإن الما ّدة
ـ إذا جااته تعليمة من أحد رؤسائه التدرّجيين كوزير العدل في الما ّدة 41شفاهة أو كتابة ّ
التي ترد إليهم عن الطريق مكتوبة طبقًا للتعليما 40تنصّ على أنّه يلزم ممثلو النيابة بتقديم طلبا
التدرّجي .ومن بين هذه الطلبا الطلب االفتتاحي للتحقيق الذي يحرّك به ال ّدعوى العمومية وغيره.
ـ إذا جااه طلب تحريك ال ّدعوى العمومية من المتضرر بشروط الما ّدة 447مكرر 0/أو عن طريق
ق له أن يتق ّدم إلى قاضي التحقيق بطلب عدم
االدعاا المدني أمام قاضي التحقيق بموجب الما ّدة 75فال يح ّ
إجراا التحقيق (الما ّدة .)74
جـ) وقد يكون وكيل الجمهورية مقيّدًا في تحريك ال ّدعوى العمومية بوجود مانع يمنعه يتمثل في أحد
الشروط أو القيود الثالثة وهي الشكوى كما في قضية الحال ،والطلب واإلذن .تس ّميها المادة 6شرطًا
للتحريك وتس ّميها الموا ّد 477،483، 474من ق إ ج قيودًا.
46
ثمنيًم :قرار كحفظ األوراق:
أو الشكوى ،وهو ليس قرارًا هو قرار بعدم تحريك ال ّدعوى العمومية وذلك بحفظ ملف التحريّا
قضائيا كقرارا قضاا الحكم أو التحقيق ،حث ال يقبل الطعن ولكن يقبل المراجعة واإللغاا بتقديم طلب إلى
النائب العام .يصدره وكيل الجمهورية استنادًا إلى الما ّدة 46ق إ ج ألحد األسباب القانونية أو الموضوعية،
ويبلّغه للشاكي أو الضحية في أقرب اآلجال.
47
تبنّى المش ّرع الجزائري نظام الوساطة الجنائية بموجب األمر رقم 15-02الذي ع ّدل وت ّمم قانون
الجزائية بتاريخ 54جويلية ،5102بعد أن أخذ به في قانون حماية الطفل رقم 05-02في 02 اإلجرااا
جويلية ،5102نظمها في المواد 37مك ّرر إلىُ 37مكرّر 9من ق إ ج.
في الكتاب األول المتعلّق بمباشرة الدعوى العمومية وإجراا التحقيق ،ضمن الباب األول المتعلّق
بالبحث والتحري عن الجرائم أين استحدث "الفصل الثاني مكرر" بعنوان " في الوساطة "
عرّف ال ُمشرّع الوساطة بموجب الما ّدة الثانية من قانون حماية الطفل 05-02بأنّها " آلية قانونية
تهدف إلى إبرام اتفاق بين الطفل الجانح أو ُممثله الشرعي من جهة ،وبين الضحية أو ذوي حقوقها من جهة
وجبر الضرر الذي تعرّضت له الضحية ووضع حد آلثار الجريمة أخرى ،وتهدف إلى إنهاا ال ُمتابعا
وال ُمساهمة في إعادة إدماج الطفل".
وطبقًا لنصّ المادة 37مكرر من ق إ ج يجوز لوكيل الجمهورية قبل أيّة ُمتابعة جزائية أن يُقرّر
ب ُمادرة منه أو بنا ًا على طلب الضحية أو ال ُمشتكى منه ،إجراا وساطة بهدف وضع حد لإلخالل الناتج عن
الجريمة أو جبر الضرر المترتب عليها .
تت ّم الوساطة بموجب اتفاق مكتوب بين مرتكب األفعال المجرمة والضحية(المادة 37مكرر) ،يدون
هذا االتفاق في محضر يتضمن هوية وعنوان األطراف وعرضا وجيزا لألفعال وتاريخ ومكان وقوعها
ومضمون اتفاق الوساطة وآجال تنفيذه ،ويوقع المحضر من طرف وكيل الجمهورية وأمين الضبط
واألطراف وتسلم نسخة منه إلى كل طرف (المادة 37مكرر.)3
48
سبق اإلصرار والترصد أو استعمال السالح ،وجرائم التعدي على الملكية العقارية والمحاصيل الزراعية
والرعي في ملك الغير واستهالك مأكوال أو مشروبا أو االستفادة من خدما أخرى عن طريق التحايل.
ـ تطبق الوساطة في المخالفا بجميع أنواعها.
ـ تطبق الوساطة في جرائم األحداث ،ع ّممت الما ّدة 001من قانون حماية الطفل 05-02تطبيق
الوساطة على جميع أنواع الجنح والمخالفا ،واستثنت الجنايا فقط.
تكون النيابة ُمقيّدة ببعض القيود عن تحريك الدعوى العمومية في بعض الجرائم ،حيث ال يُمكنها
التحريك إالّ بعد ارتفاع هذه القيود ،وهي الشكوى والطلب واإلذن .ولو حرّكت النيابة العا ّمة الدعوى
العمومية رغم وجود القيد ،فإنّه يكون مصيرها عدم القبول.
أ ّوالً :الشاوى:
أ) التعريف بملشاوى كشرط لتحريك الدعوى العمومية:
ّ
أن الدعوى العمومية تنقضي ـ ينصّ عليها النصّ العام المتمثّل في الما ّدة 6ق إ ج عندما قرّر
بسحب الشكوى إذا كمنت شرطًم الز ًمم للمتمبعة.
وهي طلب يق ّدمه المجني عليه يلتمس فيه تحريك ال ّدعوى العمومية ،وهو اإلجراا الضروري الذي ال
تتحرّك ال ّدعوى العمومية من دونه في جرائم مح ّددة على سبيل الحصر ،تُشترطُ ألسباب اجتماعية أسرية.
وال تُشترط لها شكلية معيّنة فقد تكون شفوية أو مكتوبة يق ّدمها المتضرر من الجريمة أو ممثّله القانوني
إلى وكيل الجمهورية مباشرة أو عن طريق ضابط الشرطة القضائية ،الذي يحولها بدوره إلى وكيل
الجمهورية طبقًا للما ّدة 0-08من ق إ ج.
ـ إذا كان عدم وجود هذه الشكوى يمنع تحريك ال ّدعوى العمومية ،فإنّه ال يمنع من اتخاذ بعض
الضبط القضائي كالحجز تحت النظر وحجز أداة الجريمة أو محلّها لكن ال يسمح بإصدار األمر إجرااا
بالقبض ألنّه مرتبط باالتهام.
ب) الجرائم التي يشترط القمنون لهم الشاوى :هي مح ّددة على سبيل الحصر:
)1في قمنون العقوبمت:
ـ الجرائم ض ّد األسرة واآلداب العم ّمة:
ـ خطف أو إبعاد القاصرة (الما ّدة )456عندما يتز ّوج الخاطف من المخطوفة ،حيث ال تُتخذ إجرااا
ال ُمتابعة إال بشكوى من األشخاص الذين لهم الصفة في طلب إبطال الزواج.
51
ـ ترك األسرة (الما ّدة )5/441ال تُحرّك الدعوى العمومية إال بعد شكوى الزوج المتروك .وترك
الما ّدية واألدبية بغير سبب األسرة هو ترك مق ّر األسرة من طرف أحد الزوجين والتخلي عن االلتزاما
ج ّدي ل ُم ّدة تتجاوز شهرين .وترك الزوج لزوجته الحامل بغير سبب ج ّدي ل ُم ّدة تتجاوز شهرين.
ُ
حيث ال تُحرّك الدعوى العمومية ـ الزنا (الما ّدة )443من طرف المرأة المتزوجة أو الرجل ال ُمتز ّوج،
إال بنا ًا على شكوى الزوج المضرور.
ـ الجرائم ض ّد األموال :هي السرقة بين األصول والفروع واألقارب (المواد 463 ،468ق ع ج)،
النصب واالحتيال بين األصول والفروع واألقارب (الم 474ق ع ج) ،خيانة األمانة بين األصول والفروع
واألقارب(الم 477ق ع ج) ،إخفاا األشياا المسروقة بين األصول والفروع واألقارب(الم 483ق ع ج).
ثمنيًم :الطلب:
معينة في جرائم معينة من أجل تحريك ال ّدعوى العمومية هو طلب يشترط القانون تقديمه من هيئا
محاكمة ومعاقبة فيها ،على أن يكون الطلب مح ّررًا و موقعًا من رئيس الهيئة يلتمس فيه اتخاذ إجرااا
الشخص محل الشكوى في الطلب .بخالف الشكوى التي يطلب فيها الشاكي تحريك ال ّدعوى العمومية وال
ثملثًم :اإلذن:
المتابعة ض ّد هو ترخيص مكتوب مق ّدم من هيئة مح ّددة قانونًا يتض ّمن الموافقة على اتخاذ إجرااا
شخص ينتمي إليها ويتمتّع بحصانة قانونية:
-الحصانة البرلمانية للنائب في المجلس الشعبي الوطني أو عضو مجلس األ ّمة في المواد058 ،057
من ال ّدستور .ويختلف اإلذن برفع الحصانة ،عن الشكوى بأنّه في حالة التلبّس يجوز القبض على صاحب
التحقيق لكن يشترط إخطار مكتب البرلمان فورًا لتمكين الحصانة دون وجود اإلذن واتخاذ إجرااا
الشخص من حق تقديم طلب اإلفراج ومن ث ّم تطبيق الما ّدة 057من ال ّدستور.
ـ الحصانة القضائية وتكون لفئتين:
الفئة األولى :أعضاا الحكومة أو أحد قضاة المحكمة العليا أو أحد الوالة أو رئيس أحد المجالس
القضائية أو النائب العام لدى المجلس القضائي(الما ّدة 274ق إ ج) وأعضاا مجلس قضائي أو رئيس
محكمة أو وكيل الجمهورية (الما ّدة 272ق إ ج) يُرسل الملف بطريق التبعية التدريجية من وكيل الجمهورية
إلى النائب العام لدى المحكمة العليا الذي يرفع األمر إلى الرئيس األول للمحكمة العليا إلصدار اإلذن
بالمتابعة ،وإن كان المتهم رئيس المحكمة العليا يصدر من النائب العام لدى هذه المحكمة.
الفئة الثانية :قضاة المحكمة وضبّاط الشرطة القضائية ،يُرسل الملف إلى النائب العام لدى المجلس فإذا
ما رأى أن ثمة محال للمتابعة عرض األمر على رئيس ذلك المجلس الذي يأمر بتحقيق القضية بمعرفة أحد
قضاة التحقيق يختار من خارج دائرة االختصاص القضائية التي يباشر فيها المتهم أعمال وظيفته.
52
أخرى غير النيابة ،وهم نُميّز بين الطرق التي تختص بها النيابة العا ّمة ،والطرق ال ُمخ ّولة لجها
المضرور والجها القضائية للتحقيق والحكم وبعض اإلدارا .
أن وكيل الجمهورية بإمكانه تحريك ال ّدعوى العمومية إلى جهة الحكم أو
تنصّ الما ّدة 46ق إ ج على ّ
إلى جهة التحقيق ،أو إلى جهة الحكم .ويكون ذلك وفق أربع طُرق أوالها توجه الملف الجزائي نحوى قضاا
التحقيق واآلخرى نحو قضاا الحكم:
0ـ الطلب اإلفتتاحي للتحقيق( الم 67ق إ ج)
5ـ اإلستدعاا المباشر ( الم 447مكررفقرة 5ق إ ج)
4ـ اإلحالة وفق إجرااا المثول الفوري بالمواد ُ 443مكرّر إلى ُ 443مكرّر 7ق إ ج ج
3ـ اإلحالة وفق إجرااا األمر الجزائي بموجب المواد ُ 481مكرّر إلى ُ 481مكرّر 7ق إ ج.
53
ثمنيًم :اإلستدعمء المبمشر( الممدّة 337مارر 2/ق إ ج):
بموجب هذا اإلجراا يقوم وكيل الجمهورية باستدعاا المتّهم مباشرة إلى جلسة المحاكمة في أيّة جريمة
من نوع جنحة أو مخالفة دن استثناا ومهما كانت عقوبتها.
يكون االستدعاا بمعرفة النيابة عن طريق ال ُمحضر القضائي طبقًا للموا ّد 442و 343ق إ ج التي تحيل
إلى قانون اإلجرااا المدنية واإلدارية.
يجب أن يذكر في محضر التكليف بالحضور الواقعة موضوع المتابعة والنص القانوني المجرّم
والمحكمة وتاريخ وساعة الجلسة وصفة المتّهم (الما ّدة 331ق إ ج) .وهذه الطريقة تعطي للمتّهم الوقت
الكافي لتحضير دفاعه.
وعدم احترام الشروط المذكورة أعاله يجعل التكليف باطالً م ّما يتعيّن معه إعادة تكليفه من جديد وإالّ
كان حكم المحكمة معيبًا ومع ّرضًا لإللغاا.
ـ ويمكن أن يت ّم استدعاا ال ُمتهم عن طريق اإلخطمر (الما ّدة )443وهو عبارة عن استدعاا عادي تقوم
به النيابة مباشرة أو عن طريق الشرطة القضائية ،يهدف إلى إحاطة المتّهم عل ًما بتاريخ الجلسة التي سيحاكم
فيها والمحكمة والتهمة المنسوبة إليه والنص القانوني المتابع به .ويشترط فيه لصحّته أن يتبعه حضور
المتّهم وعدم احتجاجه على عدم التكليف الرسمي بالحضور ،وإذا كان المتّهم محبوسًا يشترط رضااه
بالمحاكمة من غير تكليف رسمي بالحضور ،ومن ث ّم يجب على القاضي أن يتأ ّكد من ذلك وأن ين ّوه به في
حكمه وإالّ كان مشوبًا بعيب إجرائي يعرّضه لإللغاا.
55
راب ًعم :اإلكحملة وفق إجراءات األمر الجزائي:
أ) المقصود بإجراءات األمر الجزائي:
ـ األمر الجزائي في التشريع الجزائري هو قرار قضائي يفصل في الدعوى العمومية بناا على طلب
تُقدمه النيابة العا ّمة دون حضور المتهم وال إجراا تحقيق ،ودون محاكمة ودون اتباع اإلجرااا العادية.
الجزائية الحديثة بالنظر إلى الفوائد إليها التشريعا ـ يُعد األمر الجزائي أحد الوسائل التي لجأ
العملية الكبيرة التي يُحققها ،وذلك بما يحققه من سرعة في الفصل في الدعاوى العمومية وتفادي طول
الجزائية وتعقيدها ،ويُساعد هذا النظام على التقليل من عدد القضايا المعروضة على القضاا اإلجرااا
خاصّة الجرائم قليلة األهمية .وقد أدى نجاح هذا اإلجراا إلى األخذ به في العديد من الدول األوربية على
غرار فرنساو بولندا وسويسرا.
بموجب القانون ـ وقد أخذ التشريع الجزائري في السابق بنظام األوامر الجزائية في مواد المخالفا
10-78المؤرخ في 28جانفي 1978المعدل والمت ّمم لقانون اإلجرااا الجزائية( )1في باب ال ُمصالحة طبقًا
للما ّدة ُ 392مكرر ،حيث جاا في الفقرة األولى منها " يبُت القاضي في ظرف عشرة( )01أيّام ابتداا من
تاريخ رفع الدعوى دون مرافعة مسبقة بإصدار أمر جزائي يتضمن الحكم بغرامة ال يمكن أن تكون في أي
حال من األحوال أق ّل من الحد األدنى المقرر للمخالفة" (.)2
5102بموجب األمر 15-02أعاد ال ُمشرّع تنظيمه في قسم ُمستقل هو القسم ولكن في تعديال
األمر الجزائي" وذلك تحت الباب الثالث ال ُمتعلّق بالحكم في الجنح السادس ُمكرّر عنوانه " في إجرااا
وال ُمخالفا ،ضمن الفصل األ ّول منه المتعلّق بالحكم في الجنح.
ُ
حيث نصّت الما ّدة 481مكرر من ق إ ج .بأنّه " يُمان أن تُحمل من طرف وكيل الجمهوية على
محامة الجنح وفقًم لإلجراءات المنصوص عليهم في هذا القسم ،الجنح ال ُمعمقب عنهم بغرامة أو الحبس
ل ُمدّة تُسموي أو تقل عن سنتين" ...
األمر الجزائي، ونصّت الما ّدة 481مكرر 2من ق ا ج" إذا قرّر وكيل الجمهورية اتباع إجرااا
يُحيل الملف ُمرفقًا بطلباته إلى محكمة الجنح.
ويفصل القاضي دون ُمرافعة ُمسبقة بأمر جزائي ،بالبرااة أو بعقوبة الغرامة ".
استثنا ًا من األصل الذي هو اختصاص النيابة العا ّمة بتحريك الدعوى العمومية العتبارها صاحبة
معيّنة تحريك الدعوى العمومية أخرى في حاال الحق في مباشرتها ،خ ّول ال ُمشرّع الجزائري لجها
بشروط مح ّددة بالقانون.
تتمثل هذه الجها اآلخرى في جها قضائية هي قضاا التحقيق وقضاا الحكم ،وجها غير قضائية
هي المضرور وبعض اإلدارا .
57
ب) من طرف غرفة اإلتّهم ( الممدّة 189ق إ ج):
يمكن أن تأمر غرفة االتهام بتوجيه التهمة عن نفس الجرائم الناجمة عن الملف إلى أشخاص لم يتم
إحالتهم عليها ،لم يكونوا مذكورين في الطلب االفتتاحي ما لم يسبق بشأنهم صدور أمر نهائي بأال وجه
للمتابعة .ويكون ذلك في إطار إجرااا تحقيق تكميلي معهم من طرف أحد أعضاا غرفة االتهام.
ب) جرائم الجلسمت :نميز بين ع ّدة صور لجرائم الجلسا :
)1شهمدة الزور أثنمء ال ُمرافعمت(الما ّدة 547ق إ ج):
إذا تبين من المرافعا شهادة الزور في أقوال شاهد ،فللرئيس أن يأمر إ ّما من تلقاا نفسه أو بناا على
طلب النيابة العا ّمة أو أحد الخصوم هذا الشاهد على وجه الخصوص بأن يلزم مكانه ويحضر المرافعا
لحين النطق بقرار المحكمة .ويوجه الرئيس قبل النطق بإقفال باب المرافعا إلى من يظن فيه شهادة الزور
دعوة أخيرة ليقول الحق ويحذره بعد ذلك من أن أقواله سيعتد بها منذ اآلن من أجل تطبيق العقوبا المقررة
لشهادة الزور عند االقتضاا .وبعد صدور القرار في موضوع الدعوى أو في حالة تأجيل القضية يأمر
الرئيس باقتياد الشاهد بالقوة العمومية بغير تمهل إلى وكيل الجمهورية الذي يطلب افتتاح التحقيق معه.
أ) شاوى مصحوبة بطلب التاليف المبمشر بملحضور (الممدّة 337مارر فقرة 1ق إ ج):
بموجب هذا اإلجراا يتم ّكن المضرور من رفع ال ّدعوى العمومية مباشرة أمام قاضي الحكم ،ففائدة هذا
اإلجراا أنّه سريع وليس فيه تحرّيا وال تحقيق ابتدائي ويضمن تحريك ال ّدعوى العمومية.
ولذلك فالمضرور ال يلجأ إلى هذا االجراا إالّ إذا كان متأ ّكدًا من اإلدانةّ ،
ألن مقاضاة الشخص أمام
القضاا الجزائي دون تح ّريا أو تحقيق ودون نظر النيابة في ج ّديّة ال ّدعوى ليس باألمر الهين.
ونظرًا لخطورة اإلجراا وضمانًا لج ّديّة المتابعة ّ
فإن القانون يقيّده بشروط صارمة وصعبة ،كما
يُرتّب على إسااة استعماله من طرف المضرور عقوبا صارمة ،وذلك إذا انتهت ال ّدعوى العمومية بالحكم
النهائي بالبرااة أو أمر نهائي بانتفاا وجه ال ّدعوىّ ،
فإن الشاكي يفقد مبلغ الكفالة التي دفعها ،ويمكن أن يكون
مح ّل متابعة جزائية عن الوشاية الكاذبة إذا ثبتت سوا النيّة طبقًا للما ّدة 411ق ع ،ويمكن أن يطلب المتّهم
إضافة للبرااة التعويض عن إسااة اإل ّدعاا المدني طبقًا للما ّدة 466ق إ ج .ويُشترطُ التخاذ اإلجراا ما يلي:
0ـ تحديد هويّة المتّهم بدقّة باالسم واللقب واسم األب ،والعنوان الصحيح لإلقامة.
5ـ أن يختار الطالب المشتكي موطن إقامة بدائرة اختصاص المحكمة إن كان موطنه خارج دائرة
اختصاص المحكمة التي يرفع إليها دعواه ،وأن ين ّوه بذلك في ورقة التكليف بالحضور.
59
4ـ أن يس ّدد مبلغ الكفالة التي يح ّددها له وكيل الجمهورية بأن يودعه مق ّد ًما لدى كتابة الضبط.
3ـ أن يكون موضوع الشكوى هو إحدى الجرائم المذكورة في الما ّدة 447مكرّر فقرة 0وهي ترك
األسرة (الم 441ق ع) ،عدم تسليم الطفل (الم 458ق ع) ،انتهاك حرمة منزل(الم 532ق ع) ،القذف (الم
536ق ع) ،إصدار صك دون رصيد (الم 473ق ع).
61
األصل ّ
أن السبب اإلجرائي الطبيعي النقضاا الدعوى العمومية هو صدور الحكم النهائي فيها ،وهو
آخر إجراا فيها والهدف المرجو من وراا تحريكها ،لكن قد تتوفّر بعض الظروف التي تؤ ّدي إلى انقضاا
الدعوى العمومية نظرًا الستحالة دخولها في حوزة القضاا المختص بنظرها ،أو الستحالة استمرارها أمامه،
ومن ث ّم عدم امكان معاقبة المتهم بارتكاب الجريمة .وهذه الظروف هي أسباب نصّ عليها المشرع الجزائري
في المادة 6من قانون اإلجرااا الجزائية:
" -تنقضي الدعوى العموميـة ال ّرامية إلى تطبيق العقوبة بوفاة المتهم وبالتقادم والعفو الشامل،
وبإلغاا قانون العقوبا وبصدور حكم حائز لقوة الشيا المقضي به .
-تنقضي الدعوى العمومية بتنفيذ اتفاق الوساطة وبسحب الشكوى إذا كانت شرطًا الز ًما للمتابعة.
-كما يجوز أن تنقضي الدعوى العمومية بالمصالحة إذا كان القانون يجيزها صراحة.".
يمكن تقسيم أسباب انقضاا الدعوى العمومية حسب هذه الما ّدة إلى أسباب عا ّمة هي الواردة في الفقرة
خاصّة وجرائم خاصّة وهي الواردة في الفقرتين الثالثة األولى من الما ّدة ،6وأسباب خاصّة في حاال
والرابعة.
تس ّمى باألسباب العا ّمة ألنّها تنطبق على عامة أنواع الجرائم بدون استثناا ،تميي ًزا لها عن األسباب
الخاصّة التي ال تطبّق إلى في نوع ُمعيّن من الجرائم وفي حاال خاصّة.
تنقضي الدعوى العمومية بوفاة المتهم أل ّن العقوبة الجزائية شخصية والدعوى العمومية شخصية ،فال
يمكن استمرارها ض ّد ورثة المتهم مثلما هو األمر في الدعوى المدنية.
ويراد بالوفاة توقف القلب والجهاز التنفسي عن أداا الوظيفة أدا ًا تا ّمًا ،ذلك ّ
ألن تحريك الدعوى
العمومية ومباشرتها متوقف على حياة الشخص محل المتابعة.
فإن سبب انقضائها قد توفر مسبقًا م ّما يمنع بالتالي
-إذا حصلت الوفاة قبل تحريك الدعوى العمومية ّ
تحريكها ،حيث يأمر وكيل الجمهورية بحفظ األوراق.
61
-إذا حدثت الوفاة أثناا سير الدعوى العمومية أمام قاضي التحقيق ّ
فإن هذا األخير يُصدر أمرًا بانتفاا
وجه الدعوى.
-إذا حدثت الوفاة أثناا ال ُمحاكمة يُصدر القاضي حُك ًما بانقضاا الدعوى بسبب الوفاة.
ـ وإذا حدثت الوفاة بعد صدور حُكم غير نهائي سقط الحكم بكل مشتمالته ماعدا مصادرة األشياا التي
تكون حيازتها أو بيعها أو صناعتها جريمة أو خطيرة أو ُمضرّة.
-ال يترتّب عن انقضاا الدعوى العمومية بوفاة المتهم سقوط الدعوى المدنية .المرفوعة معها ،إذ
تستمر في مواجهة ورثة المتهم إن كان هو المسؤول عن الحقوق المدنية أثناا حياته.
إن وفاة الفاعل األصلي ال تأثير له على الشريك إالّ في جريمة الزنا ،وهذا عمال بقاعدة" كل شخص
ّ -
بريا حتى يصدر حكم نهائي بإدانته "فإذا ما قبل ذلك وجب أن يستفيد الشريك من قرينة البرااة.
:
62
الفساد ( 10-16ق م ف) أنّها تتقادم مع باقي جرائم الفساد في ُم ّدة عقوبتها القصوى للحبس وهي 01سنوا
كعقوبة عادية (الم 53ق م ف) ،و 51سنة كعقوبة ُمش ّددة(الم 38ق م ف).
وتتقادم الدعوى العمومية في مواد المخالفا ب ُم ّدة سنتين كاملتين(المادة 9ق إ ج).
63
)1الحملة األولى:
حالة االستناد على تزوير أو استعمال مزور في الحكم :طبقًا للما ّدة 6ق إ ج إذا طرأ إجرااا أ ّد
إلى اإلدانة وكشفت عن أن الحكم الذي قضى بانقضاا الدعوى العمومية مبني على تزوير أو استعمال
ُمزور ،فإنه يجوز إعادة السير فيها ،وحينئذ ينبغي اعتبار التقادم موقوفًا منذ اليوم الذي صار فيه الحكم أو
القرار نهائيًا إلى يوم إدانة مقترف التزوير أو االستعمال ال ُمزور.
)2الحملة الثمنية:
حالة الوساطة طبقًا للما ّدة ُ 47مكرّر 7ق إ ج يوقف سريان تقادم الدعوى العمومية خالل اآلجال ال ُمح ّددة
ذلك الما ّدة 001من قانون حماية الطفل بتقريرها ّ
أن اللجوا إلى الوساطة لتنفيذ اتفاق الوساطة ،وأك ّد
يوقف تقادم الدعوى العمومية ابتداا من تاريخ إصدار وكيل الجمهورية لمقرر إجراا الوساطة.
64
راب ًعم :استثنمءات انقضمء الدعوى العمومية بملتقمد :
أ) في قمنون اإلجراءات الجزائية
والجنح الموصوفة بأفعال إرهابية طبقًا للما ّدة ُ 8مكرّر ال تنقضي الدعوى العمومية في الجنايا
وتخريبية وتلك المتعلقة بالجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية أو الرشوة واختالس األموال العمومية.
العفو الشامل هو صدور نص تشريعي يُجرّد أفعاالً جُرمية ُمح ّددة بذاتها من صفتها الجرمية بأثر
الدعوى العمومية التي بدأ سيرها ،وانتهاا رجعي إلى تاريخ حدوثها ،حيث يترتّب عن العفو وقف إجرااا
المتابعة في أيّة مرحلة كانت ،ويلغي العقوبة إذا كان قد صدر بها حكم ،وهو ال يؤثر على الدعوى المدنية.
والعفو العام أو الشامل ال يمثل إلغا ًا لنص التجريم بل يبقى التجريم قائ ًما بصفة عا ّمة ،ولكن هو إعفاا
لفئة ُمعيّنة من الناس من المتابعة الجزائية عن بعض األفعال في ظروف ُمعيّنة ألسباب قد تكون سياسية أو
اقتصادية أو اجتماعية.
العفو ال عام أو الشامل يختلف عن العفو الخاص ،الذي هو عفو عن العقوبة من اختصاص رئيس
الجمهورية يصدره طبقا ألحكام الفقرة 8من المادة 30من الدستور الجزائري يتض ّمن العفو عن العقوبة
أو استبدالها ،بعد أن تصبح األحكام نهائية .أ ّما العفو العام أو الشامل فهو عفو عن أوتخفيض العقوبا
السلطة التشريعية وحدها طبقًا للفقرة السابعة من المادة 043من المتابعة الجزائية ،وهو من صالحيا
الدستور الجزائري.
65
يراد به إزالة الصفة اإلجرامية عن الفعل ليصبح ُمباحًا وهو بمثابة التنازل من الهيئة االجتماعية عن
حقوقها قبل الجاني وال يكون إال بقانون .وهو بمثابة انعدام للركن الشرعي للجريمة إذ ال جريمة بغير قانون.
الذي ال يقبل الطعن فيه بأي طريق من الحكم الحائز لقوة الشيا المقضي به هو الحكم النهائي البا
طرق الطعن العادية (المعارضة واالستئناف) وغير العادية (النقض والتماس إعادة النظر) إ ّما الستنفاذها أو
مواعيدها ،فهو يعتبر عنوانًا عن الحقيقة القانونية والواقعية التي توصلت إليها المحكمة عند نظرها لفوا
الدعوى العمومية وال يمكن مراجعته إال استثنا ًا في حالة صدوره بنا ًا على تزوير طبقًا للما ّدة 5-6من ق إ
ج ،أو في الحاال الخاصّة لطلبا إعادة النظر طبقًا للمادة 240من ق إ ج.
والحكم الجزائي بهذا المعنى تنقضي به الدعوى العمومية بالنسبة للمتهم الذي صدر في مواجهته.
أن األمر بأالّ وجه للمتابعة الصادر عن قاضي التحقيق(الم 064ق إ ج) أو عن غرفة اإلتهام (الم
كما ّ
032ق إ ج) تعتبر أحكا ًما قضائية ،وإن كان المشرع أجاز إعادة فتح تحقيق في حالة ظهور أدلّة جديدة.
67
ن ّ
صت معظم التشريعيا على نظام المصالحة وقد يكون قبل تحريك الدعوى العمومية أو بعد تحريكها
68
الفصل الثالث:
التعريف بالدعوى املدنية التبعية
تعرّف المسؤولية بأنّها حالة الشخص الذي وجبت مؤاخذته عن فعل ارتكبه خـالف به قاعدة قانونية
أو اتفاق معين .والمسؤولية تتنوع ،بحسب القاعدة القانونية التي يخالفها الشخص ،فإ ّما أن يخالف قاعدة
جزائية فتكون المسؤولية جزائية ،وإ ّما أن يخالف قاعدة مدنية فتكون المسؤولية مدنية .واألثر المترتّب عنهما
هو قيام دعوى المسؤولية.
كل فعل ضار يُرتّب المسؤولية المدنية التقصيرية يتولّد عنه الحق في التعويض عنه طبقًا للما ّدة 053
من القانون المدني ،ويتأتى ذلك للمتضرّر بإقامة الدعوى المدنية التي يختص القاضي المدني بالنظر فيها
طبقًا لقانون اإلجرااا المدنية واإلدارية 13-18المؤرّخ في 52فيفري .)1(5118
لكن قد يكون الفعل الضار ُمرتبًا للمسؤوليتين م ًعا ،الجزائية والمدنية ،وبالتالي ينشأ الحق في إقامة
دعويين ،جزائية ومدنية .مثل الجرائم التي تمس السالمة الجسدية لألفراد أو ذ ّمتهم المالية ،فهي تمثل في
الوقت ذاته ضر ًرا عا ّمًا يمس المجتمع ،وضررًا خاصًا يمس الفرد.
ونظ ًرا لهذا االرتباط بين نوعي الضرر ونوعي المسئوليتين ،فقد أنشأ المشرع الجزائري ارتباطًا
إجرائيًا بين نوعي ال ّدعويين ،بأن أعطى للقاضي الجزائي على سبيل االستثناا والية االختصاص في
الدعوى المدنية الناشئة عن الجريمة التي هو بصدد النظر فيها .وهذا بموجب المادة 4من ق إ ج ونظّم
شروط وإجرااا ذلك في قانون اإلجرااا الجزائية.
ويبقى االرتباط موجو ًدا كذلك بين الدعويين حتّى لو اختار الشخص الطريق األصلي لالختصاص
القضائي بال ّدعوى المدنية ،وهذا بسبب اشتراكهما في مصدر نشوئهما وهو الجريمة.
ممارستها، سنبيّن في هذا الفصل التعريف بالدعوى المدنية التبعية وأطرافها وشروط وإجرااا
وطرق انقضائها.
المبحث األ ّول :أطراف الدعوى المدنية (ـ ال ُم ّدعي المدني ،ـ ال ُم ّدعى عليه مدنيًا)
المبحث الثاني :إجرااا رفع الدعوى المدنية ( نظام التبعية ،ـ نظام الفصل)
المبحث الثالث :إنقضاا الدعوى المدنية (ـ األسباب العادية ،ـ األسباب الغير عادية)
71
ال ُمدعي المدنی هو الشخص الذي له الحق في مباشرة الدعوى المدنية طبقًا للمواد 75و 73و 543من
الجزائية وهو حسب الما ّدة 5من نفس القانون كل من أصابه ضرر شخصي نجم مباشرة قانون اإلجرااا
عن الجريمة .وقد يكون من األشخاص الطبيعية أو من األشخاص المعنوية.
ولكي يكون اإلدعاا المدنی مقبوالً ،يجب أن يتوفر في المدعي المدني طبقًا للمادة 13من قانون
اإلجرااا المدنية واإلدارية شروط هي أهلية التقاضي ،والصفة ومصلحة يقرها القانون.
الجزائية لحمل صفة ال ُمدعي المدنی لكي اشترطت المواد 5و 75و 73و 543من قانون اإلجرااا
يتسنّى له االدعاا المدني أن يكون هو الشخص الذي أصابه شخصيًا ضرر من الجريمة.
ً
أوال :ال ُمدعي المدني المجني عليه شخصيًم:
قد يكون ال ُمدعي المدني المضرور شخصيًا هو المجني عليه أي الضحية الذي وقعت عليه الجريمة
مباشرة مثال ذلك في جرائم العنف الجسدي أو المعنوي الماسّة بالسالمة الجسدية أو المعنوية ،أي الضرب
والجرح والسب والشتم ،فهو الشخص الذي وقع عليه الضرب والجرح والسب والشتم .أو في الجرائم الماسة
باألموال كالسرقة يكون المدعي هو الشخص مالك المال المسروق.
قد يقتصر ضرر الجريمة على فرد واحد وقد يمس بأكثر من شخص وحينئذ لكل منهم أن يدعي مدنيًا
مطالبًا بتعويض ما لحقه من الضرر ،حيث نصّت الما ّدة 5ق إ ج أن الحق في الدعوى المدنية يتعلّق ب ُكل من
أصابهم شخصيًا ضرر.
وال يمكن ألحد أن يُطالب بالتعويض عن ضرر أصاب غيره .حيث يثير القاضي تلقائيًا انعدام الصفة
في المدعي المدني.
71
أ) المدّعي المدني ال ُمتض ّرر غير المجني عليه:
مثل أهل المجني عليه المقتول في جريمة القتل العمد أو القتل الخطأ ،حيث تثبت صفة المدعي لذوي
حقوقه وهم أبناؤه وزوجته وأبواه عن ضرر وفاة قريبهم .وكجرائم االعتداا على عرض الزوجة يتضرر
منها الزوج باإلضافة إلى الزوجة التي وقع عليها االعتداا مباشرةً.
جـ) الورثة :إذا تُوفي ال ُم ّدعي المدني أثناا سير الدعوى المدنية فهي ال تنقضي ولكن يمكن ّ
أن تستم ّر
عن طريق تدخل ورثة المدعي المدني المتوفى ،للمطالبة بالتعويض ألنّه يدخل في تركته فيصير إليهم.
يجب أن تتوافر في المدعي المدني صاحب الحق في المطالبة بتعويض الضرر أهلية التقاضي وهي
سن الرشد المدني 03سنة طبقًا ألحكام الما ّدة 31من القانون المدني ،فإذا كان المضرور من الجريمة ناقص
ّ
األهلية أو عديمها فإنّه يُباشرها نائبه القانوني م ّمن له وصاية أو والية عليه.
وتثبت صفة المدعي المدني للشخص المعنوي وأهلية التقاضي طبقًا للما ّدة 21من القانون المدني،
وذلك بمجرّد أن تثبت له الشخصية القانونية بعد إنشائه أو تأسيسه ،مثل الخزينة العمومية بواسطة وكيلها
المتمتعة والشركا القضائي ،أو الوالية بواسطة الوالي ،أو البلدية بواسطة رئيس البلدية ،أو الجمعيا
بالشخصية المعنوية ،عن طريق مديرها أو رئيسها.
ـ تتمثّل مصلحة الم ّدعي المدني في الدعوى المدنية في جبر الضرر الذي أصابه من الجريمة ولحق
أو إلحاق خسارة وعجز في الذ ّمة المالية أو بمصلحةً مادية مالية أو معنوية تخصه ،كإتالف الممتلكا
تفويت ربح ،أو إلحاق األذى والجروح والكسور ،أو المساس بالسالمة النفسية والمعنوية كانتهاك الشرف
72
والسمعة واالعتبار والكرامة اإلنسانية .حيث نصّت المادة 4من ق إ ج ّ
أن دعوى المسؤولية المدنية تقبل عن
كافة أوجه الضرر سواا كانت مادية أو جثمانية أو أدبية ما دامت ناجمة عن الوقائع موضوع الدعوى
الجزائية .ويجب أن يُثبت المدعي المدني الضرر والخطأ والعالقة السببية بكل طرق اإلثبا .
ـ يكون جبرالضرر بالتعويض عنه ماديًا أو معنويًا ،و هو التعويض العيني بإعادة الحالة إلى ما كانت
عليه قبل االعتداا الجرمي ،كإعادة تشييد البناا المه ّدم ،أو شراا شئ مثلي بدل ال ُمتلف أو ر ّد المسروقا .
وقد يمون التعويض نقدًا بقيمة الضرر ،إذا تعذر التعويض العيني.
ـ ال يجوز الجمع بين تعويضين في نفس الوقت عن نفس الضرر ،مثل تعويض شركة التأمين
والتعويض المباشر بموجب حكم قضائي.
الم ّدعى عليه مدنيًا هو كل شخص طبيعي أو معنوي تُقام ض ّده الدعوى المدنية ويلزمه القانون بدفع
التعويض عن الضرر الناتج عن خطأ جزائي ألنّه تسبّب فيه بخطئه.
يكون دور الم ّدعى عليه مدنيًا في القضية أن ينفي وقوع الجريمة وينفي نسبتها للمتهم من أجل إبعاد
المسؤولية المدنية عن نفسه أو توزيعها بينه وبين جهة أخرى أو مع الضحية.
قد يكون هو نفسه ال ُمتهم في الدعوى الجزائية ،أو غير المتهم ،يعني المسؤول عن الحقوق المدنية.
قد يكون الم ّدعى عليه مدنيًا هو نفسه المتّهم في الدعوى العمومية ،سواا كان فاعالً أو شري ًكا في
الجريمة أو ُمحرضًا فإن تع ّدد المساهمون في الجريمة تُقام الدعوى المدنية ض ّدهم جميعًا إللزامهم بالتعويض
بالتضامن طبقًا للما ّدة 056من القانون المدني حيث يو ّزع عليه المبلغ بالتساوي.
73
القانون المدني أحكام هذه المسؤولية في المواد 053ـ 046على أساس الخطأ الشخصي أو الخطأ المفترض
في إهمال الرقابة والرعاية.
واإلدارا 5ـ وقد يكون الم ّدعى عليه مدنيًا هو المتبوع في عالقة العمل عن أعمال تابعه كالشركا
والجمعيا ممثلة بالمدير أو الرئيس.
4ـ وقد يكون الم ّدعى عليه مدنيًا شركة التأمين التي تحل محل المؤ ّمن له ال ُمتسبّب في الضرر.
3ـ وإذا توفي المسؤول عن الضرر سواا المتهم أو غيره أثناا سير ال ّدعويين ،يكون ورثته هم الم ّدعى
عليهم لكن في حدود ما آل إليهم من تركته ،حيث يلزمون بالتعويض كل بحسب نصيبه من التركة.
فحتى لو انقضت الدعوى العمومية بوفاة المتهم الذي كان مسؤوالً مدنيًا عن الضرر ،فإنّها تستمر
الدعوى المدنية قائمة في مواجهة ورثته.
وإذا كان التعويض قد تقرّر بحكم قبل اقتسام التركة ّ
فإن هذا التعويض يعتبر من ديون الهالك ،وال
تركة إالّ بعد سداد الديون.
أ ّما إذا لم يترك المسؤول المدني شيئًا من األموال ،فال يُلزم ورثتهم بشيا.
74
ّ
ألن الدعوى المدنية ناشئة عن الجريمة يملك المضرور من الجريمة خيارين بالنسبة نظرًا
لالختصاص القضائي الذي يمارس أمامه دعواه المدنية ،حيث أنّه طبقًا للمواد 4و 3من ق إ ج يمكنه أن
يباشر الدعوى المدنية أمام القضاا المدني وهو االختصاص األصلي طبقًا للما ّدة 45من قانون اإلجرااا
القضائية الجزائية مع الدعوى العمومية الناشئة المدنية واإلدارية ،ويمكنه أن يباشرها استثنا ًا أمام الجها
عن نفس الجريمة.
نصّت المادة 4من ق إ ج أنّه " يجوز مباشرة الدعوى المدنية مع الدعوى العا ّمة في وقت واحد أمام
الجهة القضائية نفسها ".فنظرًا لالرتباط الموجود بين الدعوى المدنية والدعوى الجزائية من حيث المصدر
الذي هو الجريمة ،فقد أعطى المشرّع للقاضي الجزائي هذا االختصاص االستثنائي بالدعوى المدنية ،و ذلك
بالتبعية للدعوى الجزائية.
75
هـ) وجود الطرف المدني بالموازاة مع الدعوى العمومية يعينه على تقصي حقيقة الجريمة فهو يستفيد
من األدلة الثابتة من طرف النيابة لتقرير دعواه ،ويؤ ّكد على اقتضاا العقوبة ألنّه أقرب الناس إليها باعتباره
ضحيتها المباشرة.
و) لجوا المضرور إلى القضاا الجزائي يترتب عليه تحريك الدعوى العمومية إذا لم تكن النيابة
العامة قد حركتها .
76
ونصّت الما ّدة 4ق إ ج أنّه تقبل دعوى المسؤولية المدنية عن كافة أوجه الضرر سواا كانت مادية أو
جثمانية أو أدبية ما دامت نمجمة عن الوقمئع موضوع الدعوى الجزائية.
ولو ثبت للقاضي عدم وجود الجريمة أصالً ،أو عدم ثبوتها على المتهم ،أو عدم إمكان تكيف الواقعة
جنائيًا ،فإنّه يقضي ببرااته وبعدم االختصاص في ال ّدعوى المدنية ،النتفاا الشرط األول في اختصاص
القاضي الجزائي بنظر الدعوى المدنية.
ويوجد استثناا آخر منصوص عليه بموجب الما ّدة 8من القانون 02-73المتعلّق بإلزامية التأمين على
السيارا ونظام التعويض عن األضرار الناجمة عن حوادث المرور.المع ّدل والمتمم بالقانون 40-88والتي
تُجيز لمحكمة الحمح أن تقضي بالتعويض حتى في حالة برااة المتهم في جريمة الجروح الخطأ الناجمة عن
حادث مرور.
77
ثملثًم :أن ياون موضوع الدعوى المدنية هو المطملبة بملتعويض:
أ) بملنسبة لمبدأ التعويض:
يجب أن يكون موضع الدعوى هو المطالبة بالتعويض ،فكل طلب غير ذلك تض ّمنته الدعوى من غير
التعويض سيكون مرفوضًا لعدم التأسيس القانوني ،وإذا كان هو الطلب الوحيد ترفض الدعوى بسببه.
تنصّ على هذا الشرط الما ّد الثانية من ق إ ج " يتعلّق الحق في الدعوى المدنية للمطملبة بتعويض
الضرر الناجم عن جناية أو جنحة أو مخالفة بك ّل من أصابهم شخصيا ضرر مباشر تسبب عن الجريمة".
ـ غير أنّه استثنا ًا مبدأ التعويض أجاز المشرع المطالبة بقيمة الشيك أثناا النظر في جريمة إصدار
شيك بدون رصيد ،وهذا باإلضافة لطلب التعويض عن أضرار الجريمة ،حيث قرّر ذلك بموجب نص خاص
هو الما ّدة 235من القانون التجاري.
راب ًعم :أن ياون الضرر شخصيًم و نمج ًمم مبمشرةً عن الجريمة:
هذا الشرط تض ّمنته المادة 5من ق إ ج ،ومقتضاه أن يكون الضرر الذي أصاب الم ّدعي المدني
شخصيًا ،ناج ًما مباشرة عن الجريمة ،وال عبرة باألضرار غير ال ُمباشرة.
أحيانًا ت ثور صعوبة التمييز بين الضرر الناجم مباشرة عن الجريمة والضرر غير المباشر ،بسبب
تداخل الظروف والمالبسا ،والتي يستعصي معها معرفة ما إذا كان الضرر مباشرا عن الجريمة أو عن
ظروف الحقة لها أوكان بمناسبتها فقط.
78
التعويض المسبقة من أجل مصاريف العالج إلى غاية إفراغ الحكم التمهيدي بتعيين إالّ أن طلبا
ال يخضع للشرط المذكور رغم أنّه لم خبير طبّي لفحص الضحية وتقدير األضرار ،هذا النوع من الطلبا
ألن هذا الحق مكرّس بموجب الما ّدة 427من ق إ ج تحكم به المحكمة الجزائية
األضرار بعدّ ، يتم إثبا
للم ّدعي المدني كمبلغ احتياطي قابل للتنفيذ رغم المعارضة واالستئناف.
يُمكن للمضرور من الجريمة أن يُمارس دعواه المدنية التبعية أمام جها التحقيق و أمام جها الحكم،
إ ّما عن طريق االدّعمء ،أي بتحريك الدعوى العمومية والمدنية معًا في نفس الوقت ،أو عن طريق التدخل،
الجزائية طرق أي بالتأسس كطرف مدني أثناا سير الدعوى العمومية .حيث يُنظّم قانون اإلجرااا
وإجرااا الدعوى المدنية في مجموعة من المواد منها المواد 447 ،77-75مكرر543 ،ـ.535
79
المذكورة على سبيل الحصر في الما ّدة 447مكرر ق إ ج ،إذا توفر شروط الفقرة 0من المادة 447مكرر
ق إ ج ،حيث بهذه الطريقة يستدعى المتهم والمسؤول المدني مباشرة إلى جلسة المحاكمة.
أ) التأسس كطرف مدني أمم قمضي الحام (الممدّة 239ق إ ج):
يكون تدخل المضرور بدعواه المدنية أمام قاضي الحكم إ ّما أثناا جلسة المحاكمة ،وإ ّما قبل الجلسة
بتقرير أمام كاتب الضبط وذلك بالشروط اآلتية:
)0تعيين موطن الم ّدعي في دائرة اختصاص المحكمة الناظرة في القضية.
قبل إبداا النيابة طلباتها ويكون ذلك إما شفاهة بتقرير يثبته كاتب الجلسة أو بتقديم )5إبداا الطلبا
مذكرا تبين طلبا كتابية.
)4ال يقبل اإل ّدعاا أل ّول م ّرة أمام جهة االستئناف ،احترا ًما لدرجا التقاضي ،الم 344ق إ ج.
81
تنصّ الما ّدة 3فقرة 0من ق إ ج على أنّه يجوز مباشرة الدعوى لمدنية منفصلة عن الدعوى العمومية.
وهذا يعني أن الم ّدعي يجوز له اختيار القضاا المدني األصلي ابتدا ًا ،أو بعد رفعها أمام القضاا الجزائي
والتخلي عنها.
رغم رفع الدعوى المدنية منفصلة عن الدعوى العمومية في االختصاص القضائي إالّ أن االرتباط
بينهما يبقى قائ ًما ينظمه قانون اإلجرااا الجزائية بالمواد 3و 2منه تتعلّق باألحكام المقيدة الختيار الطريق
المدني من حيث قواعد االختصاص ،وقواعد حجّية األحكام .وكذلك هناك آثار قانونية مه ّمة تترتب عن
اختيار الطرق المدني.
المنصوص يت ّم رفع الدعوى المدنية أمام القضاا المدني بعريضة افتتاح الدعوى وفق اإلجرااا
عليها في قانون اإلجرااا المدنية واإلدارية.
يُقيّد اختيار الطريق المدني لرفع الدعوى المدنية قاعدتان أساسيتان هما قاعدة "الجنائي يوقّف
المدني" ،وقاعدة "حجيّة الحكم الجزائي إزاا الدعوى المدنية".
81
ثمنيًم :قمعدة كحجيّة الحام الجزائي على الدعوى المدنية:
النصّ عليه في ق إ ج بل في القانون المدني بموجب المادة ،443لكنّها مستنتجة هذه القاعدة لم يأ
منطقيًا من القاعدة السابقة المذكورة في الما ّدة 3من ق إ ج ،فما توقّف القاضي المدني أمام الجزائي إالّ بسبب
ّ
وألن الحكم الجزائي أقوى من الحكم المدني في الحجّية فال يجوز مناقضته. هذه الحجّية.
الحجية:
ّ أ) الحامة من
ـ الدعوى العمومية يسبقها التحقيق الوافي والمفصّل.
ـ نتائج التحقيق الجزائي أقرب إلى تحرّي الصواب نظ ًرا للسلطا الواسعة في التحقيق.
ـ ال يمكن السماح للقاضي المدني مناقشة الحكم الجزائي.
ـ الدعوى العمومية من النظام العام ترفع باسم المجتمع وحكمها حجّة مطلقة.
ـ تناقض األحكام أمر مكروه يعرض الحكم األخير للنقض طبقا للما ّدة .6/211
الحجية:
ّ ب) شروط
يشترط في الحكم الجزائي الذي يجب التقيد به:
ـ أن يتض ّمن التحقيق في الفعل الذي يكون أساس الدعوى المدنية.
ـ أن يكون إثباته لهذا الفعل ضروريًا للفصل في الدعوى المدنية.
ـ أن يكون الحكم الجزائي نهائيًا وقطعيًا وصاد ًرا من الجهة المختصّة.
الحجية:
ّ جـ) نطمق
يقتصر تقيد القاضي المدني بالحكم الجزائي على الوقائع التي أثبتها وكان فصله فيها ضروريا .فهو
يتقيّد بهذه الوقائع من حيث ثبوتها وصحّتها وإسنادها للمتّهم وكل ما يؤدي إلى مساالته مدنيًا ،دون التقيّد
بالتكييف القانوني الجنائي لهذه الوقائع نظ ًرا الختالفه عن التكييف المدني من حيث الموضوع والقانون
المطبّق .فإذا قُتل شخص في حادث مرور وصدر حكم بالبرااة لعدم قابلية تكييف الفعل جنائيا ،فال يتقيد
القاضي بالتكييف ّ
ألن التكييف المدني للفعل يؤسسه على الخطر وافتراض الخطأ طبقا لألمر 02-73المؤرّخ
في 41يناير 0373المع ّدل والمت ّمم بالقانون 40-88المؤرّخ في 03جويلية .0388
الحجية :يح ّدد نطاق الحجّية بإحدى حالتين فقد يصدر الحكم الجزائي باإلدانة أو بالبرااة:
ّ د) كحمالت
)1كحملة الحام بمإلدانة:
إذا صدر حكم الدعوى العمومية باإلدانة ،تكون أحكام حجّيته كاآلتي:
82
1ـ عنصر الخطأ يكون ضروريًا في ك ّل األحوال فال إدانة بدونه:
ـ إذا أثبت الحكم الفعل وإسناده للمتّهم فعلى القاضي المدني التسليم بذلك وال يمكنه القول بعكس ذلك،
ّ
ألن كل خطأ جزائي هو خطأ مدني وليس العكس بالضرورة .لكن يجوز للقاضي المدني تقسيم المسؤولية
بين المتهم والضحية أو غيره حتى ولو حصرها القاضي الجزائي في المتّهم.
-قد ال تقوم المسؤولية المدنية رغم وجود الخطأ الجزائي وهذا في جرائم الخطر التي ليست جرائم
ضرر كالتشرّد والشروع في الجريمة.
-على القاضي التقيد بالخطأ من حيث الجسامة إذا كان له أثر على المسؤولية الجزائية فالقتل الخطأ
ليس كالقتل العمد حيث تتغير درجة المسؤولية المدنية تبعا لذلك .وال تتأثر إذا لم تتأثر درجة المسؤولية
الجزائية بدرجة الخطأ.
-بالنسبة للوصف القانوني للخطأ يجب التقيّد به إذا كان له أثر على الدعوى المدنية .فالضرب
والجرح العمدي يختلف عن الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة .وخيانة األمانة تختلف عن السرقة
من حيث دعوى االسترداد ،وسهولة اإلثبا .
2ـ عنصر الضرر ال يكون ُمه ّما دائ ًما في الدعوى العمومية لذا يجوز للقاضي المدني الخروج ع ّما
ذهب إليه الحكم الجزائي بخصوص الضرر ،إالّ إذا كان تعرّض الحكم له ضروريًا.
ضروري في فالضرر في مخالفا المرور مثالً ليس ضروريًا في إثبا المخالفة بينما ضرر المو
جريمة القتل.
ـ أ ّما العالقة السببية بين الخطأ والضرر فيقال عنها ما قيل بالنسبة للضرر.
)2الحام بملبراءة:
يتقيّد القاضي المدني كذلك بحكم البرااة فيما أثبته م ّما يع ّد ضروريًا لقيامه ،كعدم وقوع الفعل أو عدم
نسبته لمتهم أو انعدام مسؤوليته الجزائية لعدم كفاية األدلة أو الشك .إالّ أنه ال يتقيد بالتكييف القانوني للفعل
ّ
ألن حكم البرااة ال يمنع من إعطاا الفعل تكييفا آخر .وكذلك الحكم بانقضاا الدعوى المدنية والحكم بالبرااة
لوجود مانع من العقاب ال يحول دون المساالة المدنية.
83
يترتّب عن اختيار الطريق المدني الذي هو الطريق العادي األصلي للدعوى المدنية سقوط حق
المدعي في االختيار وعدم جواز العودة إلى القضاا الجزائي .الما ّدة 0/2ق إ ج لكن يشترط لسقوط هذا
الحق أن تكون الدعوى العمومية قد ُحرّكت قبل التجاا المدعي المدني إلى القضاا المدني.
يجوز للشخص العدول عن القضاا المدني من أجل العودة إلى القضاا الجزائي ،بشرط أن تكون
النيابة العامة قد حرّكت الدعوى العمومية قبل الفصل النهائي في الدعوى المدنية(،الم5/2ق إ ج)
تنقضي الدعوى المدنية الناجمة عن الجريمة بأسباب معيّنة وترد على نطام االنقضاا بعض
االستثنااا .
ب) التنمزل:
تنقضي الدعوى المدنية إذا تنازل المضرور عن الدعوى وعن حقه في التعويض في أيّة مرحلة كانت
عليها الدعوى .والتنازل عن الدعوى ليس هو التخلي عن الخصومة وتركها أمام القضاا الجزائي ،والذي ال
يمنع المضرور من إعادة رفعها أمام القضاا المدني ،ولكن هو تنازل عن الحق في التعويض.
84
ثمنيًم :استثنمءات انقضمء الدعوى المدنية التبعية:
وضع ال ُمشرّع الجزائري استثنا ًا على انقضاا الدعوى المدنية التبعية بالتقادم إذا كانت ناشئة عن
أنواع الجرائم المذكورة في الفقرة الثانية من الما ّدة 8مكرّر من ق إ ج ال تتقادم الدعوى المدني للمطالبة
والجمح الممذكورة في الفقرة أعاله .وهي جرائم اإلرهاب بالتعويض عن الضرر الناجم عن الجنايا
والتخريب ،والجرائم العابرة للحدود الوطنية والرشوة واختالس األموال العمومية.
85
الباب الثاني:
مراحل الدعوى العمومية
تبدأ الدعوى العمومية بتحريكها من طرف النيابة العا ّمة ،ويستم ّر سيرُها في سلسلة من اإلجرااا
إلى حين صدور الحكم البا الفاصل فيها ،وهي يُمكن أن ت ُمر بالث مراحل كاآلتي:
ـ المركحلة األولى هي مركحلة التحقيق التمهيدي :تُس ّمى مرحلة التحقيق األولي وهي مرحلة تمهيدية
قبل تحريك الدعوى العمومية ،الهدف منها هو االستقصاا عن الجريمة وجمع األدلة والعناصر الالزمة
للمتابعة الجزائية ،وتُعرّف بأنها" التحري عن الجريمة والبحث عن مرتكبيها وجمع األدلة التي تثبت وقوعها
ونسبتها إليهم" .ويختص بها جهاز الشرطة القضائية تحت إشراف وإدارة النيابة العا ّمة .وقد نظّمت هذه
من قانون اإلجرااا الجزائية. مكرّر28
ُ 62 المرحلة المواد من 00إلى ،58ومن 30إلى
ـ المركحلة الثمنية هي مركحلة التحقيق االبتدائي :وهي مرحلة قضائية تسبق مرحلة المحاكمة ،وتتمثل
في إجرااا تحقيق تُباشرها جهة قضائية مختصّة بالتحقيق هي قاضي التحقيق وغرفة االتهام ،الهدف منها
البحث في مدى صحة االتهام بشأن واقعة جرمية ،وذلك بفحص األدلة التي تُثبت أو تنفي الجريمة ،أو تكشف
المجرم المتهم إذا لم يكن معروفًا .وقد نُظمت هذه المرحلة بالمواد 66إلى 500من قانون اإلجرااا
الجزائية.
ـ المركحلة الثملثة هي مركحلة المحمكمة :وتسمى أيضًا بمرحلة التحقيق النهائي ،وهي مرحلة الفصل
في الدعوى العمومية ،من طرف قضاة المحاكم الجزائية ،عن طريق إصدار حُكم باإلدانة أو البرااة بعد
هذه المرحلة بحسب نوع الجريمة جناية أو جنحة أو مخالفة، محاكمة علنيّة وشفوية .وتختلف إجرااا
وبحسب طبيعة المتهم إذا ما كان بال ًغا أم حدثًا .وقد نُظمت هذه المرحلة بالمواد 505إلى 377من قانون
اإلجرااا الجزائية.
قد ت ُم ّر الدعوى العمومية بمرحلة واحدة فقط هي المحاكمة ،وقد ت ُم ّر بمرحلتين هما التحقيق االبتدائي
والمحاكمة ،أو التحقيق التمهيدي والمحاكمة ،وقد تمر بجميع المراحل.
86
الفصل األول:
التحقيق التمهيدي كمرحلة متهيدية للدعوى العمومية:
التحقيق التمهيدي ( )L'enquêteهو أ ّول مرحلة إجرائية تتبع اكتشاف الجريمة أو التبليغ عنها ،وتسبق
تحريك الدعوى العمومية ،يختصّ بها جهاز الشرطة القضائية تحت إدارة وإشراف النيابة العا ّمة ،وتهدف
إلى تمكين النيابة العا ّمة من اتخاذ قرار بتحريك المتابعة الجزائية أو عدم المتابعة ،وذلك استنادًا إلى ما ت ّم
جمعه من عناصر وأ ّدلة عن الجريمة .أل ّن قيام النيابة العا ّمة بتوجيه االتهام إلى شخص ما عن طريق
الدعوى العمومية يؤدي حت ًما إلى المساس بالحرية الفردية.
تنصبّ الدراسة في هذا المبحث على:
المبحث األول :التعريف بالتحقيق التمهيدي والجهاز المتختص به ( الشرطة القضائية)
المبحث الثاني :إجرااا التحقيق التمهيدي(سلطا الشرطة القضائية).
أه ّمية كبيرة في توضيح القضية الجزائية وكشف حقيقة يُعتبر التحقيق التمهيدي مرحلة إجرائية ذا
الجريمة ،وتحاط بمبادئ وضمانا تحفظ سرية التحقيق وفعاليته من جهة والحقوق والحريا األساسية.
نبيّن في هذا المطلب للتعريف بالتحقيق التمهيدي أو التحقيق األولي وطبيعة الجهاز المختص بهذا
التحقيق وهو الشرطة القضائية.
التي يكفلها ما المقصود بالتحقيق التمهيدي أو األول ي؟ وما هي خصائصه وما أهميته؟ وما الضمانا
القانون للشخص محل التحقيق؟
87
المتعلّقة بها ،وتكوين ج) ،وظيفته البحث والتحري واالستدالل عن الجرائم ومرتكبيها وجمع كل المعلوما
ملف بذلك ليُمثل الما ّدة الالزمة لتحريك ال ّدعوى العمومية.
من قانون مكرّر28
ُ حيث يخضع هذا التحقيق من جانب مشروعيته وتنظيمه للمواد 00إلى 62
اإلجرااا الجزائية.
التقيق التمهيدي رجال الشرطة القضائية فتنصّ الما ّدة 05من ق إ ج على أنّه يتولى مباشرة إجرااا
وجمع األدلة عنها يُناط بالشرطة القضائية مه ّمة البحث والتحرّي عن الجرائم المقرّرة في قانون العقوبا
وعن ُمرتكبيها ما دام لم يُبدأ فيها بتحقيق قضائي.
وتنصّ الما ّدة 64على أنّه يقوم ضباط الشرطة القضائية وتحت رقابتهم أعوان الشرطة القضائية
وكيل الجمهورية وإما من تلقاا االبتدائية بمجرد علمهم بوقوع الجريمة إما بنا ًا على تعليما بالتحقيقا
أنفسهم.
كما يمكن اتخاذ كافة إجرااا الضبط القضائي في التحقيق التمهيدي من طرف النيابة العا ّمة بموجب
،0و ،3ومثالها أحكام الما ّدة 26عندما تقرّر بأنه ترفع يد ضابط الشرطة القضائية عن الما ّدة 46الفقرا
التحقيق بوصول وكيل الجمهورية لمكان الحادث .ويقوم وكيل الجمهورية بإتمام جميع أعمال الضبط
القضائي المنصوص عليها في هذا الفصل.
التلبّس ،حيث تكون األ ّولية العادية ،وتحقيقا ينقسم التحقيق التمهيدي إلى نوعين هما :التحقيقا
صالحيا الشرطة القضائية في هذه األخيرة أكثر من التحقيقا األ ّولية العادية ،بسبب حالة التلبس.
وهذه التفرقة ُمه ّمة بالنسبة لتوزيع االختصاصا الشرطية عندما يتعلق األمر بجريمة ُمعيّنة حقيقية أو
ُمعيّنة أن تجزم بارتكاب أو تصريحا المختصّة يمكنها اعتمادًا على قرائن وعالما محتملة .فالسلطا
جريمة ما دون أن يكون لديها ما يؤ ّكد تنفيذها الفعلي .وعلى خالف ذلك فعندما يكون تحرك ال ُشرطة ليس
فإن عملها يُصنّف في مها ّم الضبط اإلداري .فعندما يت ّم وضع تدابير تقنية
ُمستندًا إلى جريمة ارتكبتّ ،
للمراقبة والحماية في مكان ما (مثل تغطية المكان بكامرة المراقبة بالفيديو) فهذا يدخل في الضبط اإلداري.
88
و التحقيق التمهيدي هو أقرب مرحلة من الجريمة من الناحية الزمنية والمكانية ،وكثي ًرا ما يكون
التحري وضبط األدلة ُمجديًا في 38ساعة األولى من ارتكابها.
89
ب) عد استقاللية الجهة المخ ّولة بمبمشرة اإلجراءات:
ال تتمتّع الشرطة القضائية التي تتخذ اإلجرااا في مواجهة الشخص باالستقاللية التي تتمتّع بها الجهة
القضائية بموجب المواد 048و 038من الدستور .فالشرطة القضائية من األمن الوطني واألمن العسكري
والدرك الوطني وغيرها تخضع في جهازها األصلي للسلطة الرئاسية ولتبعية اإلدارة واإلشراف للنيابة
العا ّمة وغرفة االتهام.
والشرطة القضائية ال تملك سلطة التصرّف في نتائج عملها بل ك ّل ما لها هو إحالة الملف إلى النيابة
العامة ،بعكس األمر بالنسبة للجها القضائية.
سرية:
جـ) ال ّ
يتميز التحقيق األولي بال ّسرية مثل التحقيق االبتدائي ،المادة 00من ق إ ج .ما لم ينص القانون على
خالف ذلك ودون إضرار بحقوق الدفاع.
وكل شخص يساهم في هذه اإلجرااا ملزم بكتمان السر المهني بالشروط ال ُمبينة في قانون العقوبا
وتحت طائلة العقوبا المنصوص عليها فيه.
غير كاملة أو غير صحيحة أو لوضع ح ّد لإلخالل بالنظام العام، غير أنه تفاديًا النتشار معلوما
يجوز ل ُممثل النيابة العا ّمة أو لضابط الشرطة القضائية بعد الحصول على إذن مكتوب من وكيل الجمهورية
أن يُطلع الرأي العام على عناصر موضوعية مستخلصة من اإلجرااا ،على أالّ تتضمن أي تقييم لألعباا
المتمسك بها ضد األشخاص ال ُمتورطين .وتُراعى في كل األحوال قرينة البرااة وحرمة الحياة الخاصة.
يكون للمشتبه فيه في هذه المرحلة مجموعة من الضمانا أثناا مرحلة التحقيق التمهيدي:
)1وجود مرحلة التحرّي بما لها من أه ّمية بالنسبة للمشتبه فيه كما سبق ذكره أعاله.
)2وجود محاضر التحقيق األولي وما لها من حجّية في المخالفا ،ولو كانت تُخذ على سبيل
االستدالل واالستئناس في في الجنح والجنايا وهذا من عيوب هذه المرحلة.
)3التدوين ضمانة من ضياع األدلة أو نسيانها م 23 ، 08
)4سرّية التحقيق تمنع اإلشاعا عن المشتبه به ،وتضمن عدم إعاقة سير التحريا وكتمان األدلة.
تؤ ّكدها المواد 031 ،31 ،0،5/43 ،42 43 ،45 ،37من ال ّدستور .ويدعمها )5شرعية التحرّيا
ضمانة الرقابة المزدوجة على أعمال الشرطة القضائية من قبل النيابة العا ّمة وغرفة االتهام ،م ّما يخفف من
تعرّضها للحقوق والحريا .
91
والجنح المتلبّس بها وعند المثول )6حضور المحامي مع المشتبه فيه في التقديمة في الجنايا
الفوري.
تتعلّق بكرامته االنسانية ومنع )7إذا كان المشتبه به ُمحتج ًزا فله مجموعة من الحقوق والضمانا
التعسف وبحقه في الدفاع ،يت ّم ذكرها الحقًا.
يأخذ ُمصطلح الضبط القضائي معنيين ،ينصرف األ ّول إلى وظيفة التحقيق والتحري عن الجريمة
وجمع أدلّتها والبحث عن المجرم .وينصرف المعنى الثاني إلى جهاز الشرطة القضائية والذي يتك ّون من
ضبّاط وأعوان الشرطة القضائية.
ُمه ّمة جهاز الشرطة القضائية هو مباشرة التحقيقا التمهيدية تحت إدارة وإشراف النيابة العا ّمة.
كان الجهاز يسمى " الضبطية القضمئية " ث ّم ُع ّدلت تسميته ليُصبح " الشرطة القضمئية " عند تعديل
الجزائية في 57مارس 5107بموجب القانون .)1(17-07ولكن ت ّم استبدال التسمية في قانون اإلجرااا
بعض المواد ،واحتُفظ بالتسمية القديمة في مواد أخرى من قانون اإلجرااا الجزائية.
يختلف الضبط القضمئي في وظيفته عن الضبط اإلداري الذي وظيفته حفظ األمن والنظام العام
والسكينة العمومية ،بالتدخل قبل حدوث الجرائم ،بمنعها وإزالة األسباب التي تؤ ّدي إليها ،وذلك أثناا قيامهم
بدوريا المراقبة لألشخاص واألماكن المشبوهة.
أما الضبط القضائي فتبدأ وظيفته بعد وقوع الجريمة وإخفاق الضبط اإلداري في منعها ،فيقومون تبعًا
لذلك بالبحث والتحري عن دالئل الجريمة حسب قانون العقوبا ،والكشف عن مرتكبيها وجمع كل
المعلوما وإعداد محاضر وإرسال ملف التحقيقا إلى وكيل الجمهورية ليتخذ بشأنها ما يراه مناسبًا.
ندرس في هذا الفرع تشيكل الشرطة القضائية ث ّم تنظيمها ومراقبتها ث ّم اختصاصها اإلقليمي.
تشمل الشرطة القضائية حسب الما ّدة 03من ق إ ج ثالث طوائف هي ضباط الشرطة القضائية،
وأعوان الضبط القضائي ،والموظفون واألعوان المنوط بهم قانونًا بعض مهام الضبط القضائي .حيث تشمل
كل طائفة فئا ُمح ّددة بيّنتها المواد 02إلى 58من ق إ ج.
الجزئية أنّه توضع الضبطية القضائية بدائرة تنص المادة 12الفقرة 2من قانون اإلجرااا
اختصاص كل مجلس قضائي تحت إشراف النائب العام ،ويتولّى وكيل الجمهورية إدارتها على مستوى كل
المحكمة وذلك تحت رقابة غرفى االتهام.
فتنظيم الشرطة القضائية يتض ّمن اإلدارة واإلشراف والرقابة.
94
-3يخطر ضابط الشرطة القضائية وكيل الجمهورية فو ًرا وبأسرع الوسائل بكل توقيف للنظر ويطلع
على هوية األشخاص المحتجزين و أسباب إيقافهم .ويراقب تدابير التوقيف للنظر وأماكنه.
تفتيش المساكن وأساليب التحري الخاصّة بإذن وكيل 2ـ يتخذ ضابط الشرطة القضائية إجرااا
الجمهورية.
إذا تعلّق األمر بإحدى الجرائم التي تدخل في اختصاص القطب الوطني الجزائي االقتصادي المالي،
أو القطب المختص بجرائم اإلرهاب والجريمة المنظمة عبر الوطنية أو القطب الوطني المختصّ بالجرائم
المتصلة بتكنولوجيا االعالم واالتصال ّ
فإن الشرطة القضائية بقطع النظر عن ماكن تواج المحكمة التي
من وكيل الجمهورية التابع للقطب الوطني (أنظر المواد يتبعون دائرة اختصاصها فإنّهم يتلقون التعليما
ُ 500مكرّرُ 500 ، 14مكرّرُ 500 ،19مكرّر 27ق إ ج).
االختصاص اإلقليمي وكذلك إذا تعلّق األمر بإحدى الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة ذا
ال ُموسّع (القطب الجزائي الجهوي) ّ
فإن ضبّاط الشرطة القضائية لمكان ارتكاب الجريمة يتلقون التعليما من
وكيل الجمهورية التابع لهذه المحكمة (القطب الجهوي).
95
ثملثًم :مراقبة أعممل الشرطة القضمئية (المواد 211- 216ق.ا ج):
تراقب غرفة االتهام أعمال ضباط وأعوان الشرطة القضائية والموظفين واألعوان المنوطة بهم بعض
المنسوبة لهم في مهام الضبط القضائي طبقا للقانون .حيث تنظر غرفة االتهام كهيئة تأديبية في االخالال
النيابة ،أوعدم إخطار عملهم القضائي ،مثل التهاون في أداا مهامهم ،أو عدم االمتثال دون مبرر لتعليما
أو المساس بسرية التحقيق .وهذا بقطع النظر عن اإلجرااا وكيل الجمهورية بالجرائم واإلجرااا
التأديبية المق ّررة في القوانين األساسية لمهنتهم اإلدارية ،وقد تُحيل الغرفة الملف إلى النائب العام إذا كانت
المخالفة ذا طابع إجرامي فتتم متابعاتهم الجزائية عن األفعال المنسوبة لهم
يرفع أمر التأديب لغرفة االتهام إما من طرف النائب العام أو من طرف رئيس الغرفة أو من تلقاا
نفسها وهي بصدد النظر في القضايا المطروحة عليها.
المنسوبة لضباط الشرطة يخول لغرفة االتهام لمجلس قضاا الجزائر وحدها دراسة االخالال
القضائية التابعين للمصالح العسكرية لألمن.
ولضابط الشرطة القضائية الحق في االستعانة بمحام أو بأي شخص أخر يختاره أمام غرفة االتهام.
وله أن يطلب مهلة لتحضير دفاعه.
النائب العام وتفحص أوجه الدفاع التي يثيرها ضابط الشرطة القضائية تتلقى غرفة االتهام طلبا
ولها أن تقوم وتأمر إضافة لذلك بإجراا التحقيقا التي تراها الزمة.
تقدر غرفة االتهام جسامة الخطأ المنسوب لضابط الشرطة القضائية بالنظر إلى ظروف ارتكابه
اإليقاف وتقرر المالحظا والعقوبا المناسبة تبعا لذلك ،كاإلنذار الشفوي أو الكتابي ،والتوبيخ ،أوعقوبا
المؤقت عن ممارسة مهام الشرطة القضائية ،أو إسقاط صفة ضابط الشرطة القضائية نهائيا.
اإلدارية التي يتبعونها عن يت ّم تبليغ القرارا التي تصدرها غرفة االتهام إلى المعنيين وإلى السلطا
طريق النائب العام.
يتنوع االختصاص االقليمي للشرطة القضائية إلى نوعين هما االختصاص المحلي واالختصاص
الوطني .وضابطه هو أن يقع في دائرة هذا االختصاص اإلقليمي مكان ارتكاب الجريمة أو أحد أفعالها إن
تعدد أفعالها ،أو مكان إقامة المشتبه فيه أو أحد المشتبه فيهم إن تع ّددوا أومكان القبض عليه.
96
أ ّوالً االختصمص المحلي:
أ) االختصمص المحلّي العمدي:
يمارس ضباط الشرطة القضائية اختصاصهم المحلّي في الحدود التي يباشرون فيها مهامهم العادية
(الم 0/06ق إج) ،فإذا كان ضابط الشرطة القضائية مفت ًشا في األمن الوطني مثالً ،فهو يمارس مهامه
كشرطة قضائية في إقليم الدائرة الحضرية ،حيث يوجد على سبيل المثال في بلدية سطيف 02دائرة
حضرية.
ويشمل االختصاص المحلّي لمحافظي وضباط الشرطة كل المجموعة السكنية العمرانية المقسّمة إلى
دوائر حضرية ،والتي قد يكون إحداها هو مكان ممارسة الوظيفة العادية.
97
التي تهدف إلى البحث والتحرّي في مجموعة من اإلجرااا أو االختصاصا تتمثل هذه السلطا
عن الجريمة ومرتكبها ،يباشرها رجال الشرطة القضائية قبل تحريك الدعوى العمومية ،بقصد التثبّت من
الذي تستند إليه النيابة في تحريك الدعوى عنها وتهيئة ملف التحريا وقوع الجريمة وجمع المعلوما
العمومية .ويقومون بذلك تلقائيًا بمجرّد علمهم بالواقعة أو بنا ًاا على تعليما من وكيل الجمهورية.
التحري واالستدالل العادية في تحقيقا هما االختصاصا يت ّم التمييز بين نوعين من االختصاصا
(المواد 64،08 ،07 ،4/05ق إ ج) واالختصاصا االستثنائية في تحقيقا التلبس واإلنابة القضائية (المواد
65-35ق إ ج).
التلبّس ،حيث يكون البحث التمهيدي في غير حاال التحري واالستدالل إجرااا يقصد يتحقيقا
عن الجريمة ،حيث يمكن أن تتم هذه للشرطة القضائية فيها ع ّدة اختصاصا ،تهدف إلى جمع االستدالال
االستدالال بتحريا عادية ،أو باستخدام أساليب التحري الخاصّة إذا تعلّق األمر ببعض الجرائم الخطيرة.
98
راي ًعم :االستعمنة بوسمئل اإلعال :
بناا على إذن مكتوب من وكيل الجمهورية المختص إقليميًا ،في أن يطلبوا من أي عنوان أو لسان أو
سند إعالمي نشر إشعارا أو أوصاف أو صور تخصّ أشخاصًا يجري البحث عنهم أو متابعتهم.
سم :تحرير محمضر وإرسالها إلى وكيل الجمهورية ( أصل +نسختين) (الم.)08
سمد ً
بعد التطور التكنولوجي الهائل الذي عرفه العالم وانعكاسه على أساليب وطرق ارتكاب الجريمة،
أصبحت األساليب الكالسيكية في التحري غير كافية لمواجهة الكثير من الجرائم الخطيرة ،م ّما استلزم
تطوير النظم اإلجرائية لمواجهتها ،باعتماد أساليب إجرائية غير عادية في التحرّي ،تعتمد على الحيلة
واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة ،حيث تُس ّمى هذه األساليب اإلجرائية بأساليب التحرّي الخاصّة.
ُمراقبة سرّية لألشخاص في تحرّكاتهم وكالمهم ووسائلهم ،لتسهيل تحصيل أدلّة وهي إجرااا
الجريمة وكشف ُمرتكبيها ،تُستخد ُم في مجال اإلجرام الخطير وهو المرتبط باإلرهاب والجريمة ال ُمنظمة
111
عبر الحدود وتبييض األموال ،وجرائم ال ُمخ ّدرا ،وجرائم اإلعالم اآللي وجرائم الصرف ،وأضافت الما ّدة
53مكرّر من قانون مكافحة الفساد 10-16جرائم الفساد مثل االختالس والرشوة وغيرها .وأضاف قانون
مكافحة التهريب 16-12بموجب الما ّدة 43منه جرائم التهريب.
األحياا ومكافحتها المؤرّخ في 40أغشت كما نصّ األمر 14-51ال ُمتعلق بالوقاية من عصابا
)1( 5151بموجب الما ّدة 20منه أنّه يمكن اللجوا إلى أساليب التحري الخا ّ
صة من أجل تسهيل جمع األدلة
المتعلقة بجرائم عصابا األحياا.
هذه األساليب الخاصّة للتحرّي في فصل رابع استحدثه في نظّم ال ُمشرّع الجزائري شروط وكيفيا
الجزائية ،بموجب القانون رقم 55-16ضمن المواد من قانون اإلجرااا الباب الثاني المتعلّق بالتحقيقا
62مكرر 5إلى 62مكرّر ،18وتمثّلت في:
مكرّر18 ـ التسرّب في المواد 62مكرر 11إلى 62
السلكية والالسلكية واإللكترونية وتسجيل ـ المراقبة اإللكترونية وتتمثل في اعتراض ال ُمراسال
األصوا ووبثها .والتقاط الصور وتسجيلها وبثها .في المواد 62مكرر 2إلى62مكرّر.01
112
اإللكترونية عبر الذي يجري منه اإلتصال بالموقع ،وقد نظّم ال ُمشرّع الجزائري مراقبة اإلتصاال
اإلنترنت ،في قانون الوقاية من جرائم تكنولوجيا اإلعالم واإلتصال ومكافحتها.)1(13-13
) (1القانون رقم 13-13المـؤرّخ فــي 12غشت 5113ج ر ،عدد 37بتاريخ في 06غشت .5113
113
استثنائية في حالة الجريمة المتلبس منح المشرع لضباط الشرطة القضائية دون األعوان سلطا
التحقيق التي هي أصالً من اختصاص قاضي بها(الما ّدة 4/07ق إ ج) وذلك بمباشرة بعض إجرااا
التحقيق .فقد رأى المشرع أنه من الضروري تخويل ضباط الشرطة القضائية القيام ببعض إجرااا التحقيق
في انتظار وصول خبر وقوع الجريمة إلى علم جهة التحقيق ،خشية أن تضيع المصلحة من اتخاذ بعض هذه
للمحافظة على أدلة الجريمة المرتكبة في األعمال في وقتها المالئم ومن ث ّم اإلسراع في اتخاذ اإلجرااا
حالة التلبس حتى ال تطمس أو يتالعب بها ،والقبض الفوري على المشتبه فيه قبل مغادرته مسرح الجريمة.
114
2ـ وتتسم بصفة التلبس في جناية أو جنحة وقعت ولو في غير الظروف المنصوص عليها في الفقرتين
السابقتين ،إذا قد ارتكبت في منزل وكشف صاحب المنزل عنها عقب وقوعها وبادر في الحال باستدعاا أحد
ضباط الشرطة القضائية إلثباتها.
115
التلبس وبشروط صحيحة جاز لضابط الشرطة القضائية اتخاذ إجرااا إذا قامت حالة من حاال
التحقيق االبتدائي التي قد تمس بحقوق وحرية البحث والتحري واالستدالل ،إلى جانب بعض إجرااا
المشتبه فيه منحت لضابط الشرطة القضائية بصفة استثنائية.
هي نفسها سواا في الجناية أو الجنحة التي يتأ ّكد رجال ض ق ّ
بأن عقوبتها الحبس م اإلجرااا
م ّما يد ّل على عدم جواز فلم ينص القانون على اتخاذ هذه اإلجرااا 35ـ 22ق إ ج ،أ ّما في المخالفا
اتخاذها في المخالفا .
116
هـ) تحرير محضر التحقيق:
بحيث يجب على ضابط الشرطة القضائية تحرير محضر في الحال يتضمن هذا المحضر كل
واألعمال التي قام بها وترقم صفحاته ويؤشر على كل صفحة ويتم التوقيع عليه ثم يرسل إلى اإلجرااا
وكيل الجمهورية .
ب) ضبط المشتبه فيه واقتيمده إلى أقرب مركز شرطة أو درك:
الالزمة في شأن الواقعة المنسوبة إليه (.المادة 61ق إ ج) بغرض الحصول منه على اإليضاحا
واإلجراا مقرر لعامة الناس ولرجال الشرطة بصفة خا ّ
صة.
د) التحفّظ على المشتبه فيه وتقديمه إلى وكيل الجمهورية (الم:)3/20
إذا قامت ضد المشتبه فيه دالئل قوية ومتماسكة من شأنها التدليل على مساهمته في الجريمة ،جاز
لضابط الشرطة القضائية التحفظ عليه ووضعه رهن التوقيف للنظر في انتظار تقديمه إلى وكيل الجمهورية
ومعنى هذا اإلجراا هو اإلمساك بالمشتبه فيه وسلب حريته لمدة حددها القانون ب 38ساعة قابلة للتجديد
مرّة واحدة بإذن مكتوب من وكيل الجمهورية ،وتضاعف م ّدة التمديد بحسب نوع الجريمة من مرّة إلى
خمس مرّا .ففي جرائم أمن ال ّدولة ،والجرائم اإلرهابية والتخريبية تصل إلى 05يو ًما.
وهو يختلف عن القبض المنصوص عليه في الما ّدة 051من إجرااا التحقيق االبتدائي.
119
الفصل الثاني:
مرحلة التّحقيق االبتدائـــــي
قضاا التحقيق هو الجهاز الثاني من األجهزة الثالثة في القضاا الجزائي إلى جانب قضاا االتهام
وقضاا الحكم ،فإن كانت هذه األجهزة الثالثة تتد ّخل في الملف الجزائي الواحدّ ،
فإن المبدأ الذي يحكمها هو
استقاللية الوظائف ،فإذا كانت وظيفة قض اا النيابة هي المتابعة واالتهام بمباشرة الدعوى العمومية ،ووظيفة
قضاا الحكم هي الفصل في الدعوى العمومية بحكم قضائيّ ،
فإن وظيفة قضاا التحقيق هي التحقيق القضائي
في الجريمة موضوع الدعوى العمومية ،فينبغي أالّ تجتمع هذه المهام الثالثة في يد واحدة.
فالتحقيق االبتدائي هو المرحلة األولى للدعوى العمومية تسبق مرحلة المحاكمة وتلي المرحلة
التمهيدية قبل تحريك الدعوى العمومية التي هي التحقيق التمهيدي.
المبحث األ ّول :إجرااا التحقيق االبتدائي أمام قاضي التحقيق
المبحث الثاني :أوامر قاضي التحقيق
المبحث الثالث :غرفة االتهام كدرجة ثانية للتحقيق االبتدائي
التّحقيق االبتدائي هو مرحلة وسطى تعقب مرحة التحقيق التمهيدي االستداللي ،وتسبق التحقيق
القضائي النهائي ،يت ّم فيها جمع األدلة وتمحيصها نفيًا وإثباتًا للنظر في مدى ص ّحة االتهام الموجه من طرف
النيابة العامة.
نتعرّف في هذا المبحث على مفهوم التحقيق االبتدائي وخصائصه ،ثُ ّم على قاضي التحقيق
واختصاصه ثم غرفة االتهام.
111
إذا كان التحقيق التمهيدي هو تحقيق بوليسي شبه قضائي تقوم به الشرطة القضائية تحت إشراف
النيابة العا ّمةّ ،
فإن التحقيق االبتدائي هو تحقيق ذو طابع قضائي تقوم به جهة قضائية ُمختصّة بالتحقيق،
فالتحقيق االبتدائي هو مرحلة من التحقيق القضائي تساعد على معرفة مدى صالحية وجاهزية عرض
الدعوى العمومية على قضاا الحكم ،وهي ُمقيّدة بإطار الشرعية اإلجرائية و ُمحاطة بسياج من الضمانا .
وطبقًا لمبدا التقاضي على درجتينّ ،
فإن الدرجة األولى لقضاا التحقيق هو قاضي التحقيق على
مستوى المحكمة االبتدائية ،والدرجة الثانية للتحقيق االبتدائي هي غرفة االتهام على مستوى المجلس.
نبيّن في المطلب تعريف التحقيق االبتدائي وخصائصه وعالقته بالتحقيق التمهيدي والتحقيق النهائي.
التحقيق بالشكل القضائية تمارسها سلطا يُعرّف التّحقيق االبتدائي بأنّه مجموعة من اإلجرااا
ال ُمح ّدد قانونا ً ،بُغية التنقيب عن األدلة فى شأن جريمة ارتكبت وتجميعها ثم تقديرها لتحديد مدى كفايتها في
إحالة المتهم إلى المحاكمة ،أو األمر بأالّ وجه إلقامة الدعوى.
التي تُباشرها سلطة قضائية ُمختصّة للبحث والتنقيب عن األدلة ويُعرّف بأنّه مجموعة من اإلجرااا
في شأن جريمة ارتكبت وتجميعها وتقديرها والتصرّف فيها بحسب ما إذا كانت األدلة كافية إلحالة المتهم
على المحكمة أم أنّها غير كافية فتمتنع اإلحالة تتوقف الدعوى عند هذا الحد.
ـ يختصّ بهذه المرحلة قضاا التحقيق الذي يتكون من درجتين هما قاضي التحقيق بالمحكمة االبتدائية،
وغرفة االتهام بالمجلس القضائي.
واختياريًا في ـ ويُعتبر التحقيق االبتـدائي حسب نصّ المادة 66من ق إ ج وجوبيًا في مواد الجنايا
مواد الجنح ،وجوازيًا في مواد المخالفا .
التحقيق ـ نظم المشرّع الجزائري التحقيق االبتدائي في الباب الثالث من الكتاب األول بعنوان جها
والذي يت ّم على درجتين ،األولى على مستوى المحكمة االبتدائية تتمثل في قاضي التحقيق طبقًا للمواد
66ـ 072ق إ ج ،والثانية على مستوى المجلس القضائي هي غرفة االتهام طبقًا للمواد 076ـ 500ق إ ج.
ـ هناك أنظمة إجرائية في تشريعا بعض الدول وهي الدول االنجلوسكسونية والتي تتبعها ،مثل مصر
واليمن تأخذ بنظام الجمع بين االتهام والتحقيق من طرف النيابة العا ّمة .وهو نظام ُمنتقد في خطورته على
111
حقوق الدفاع ألنّه ال يمكن لجهة واحدة أن تُوفّق بين مصلحتين حينما تُمثل الخصم والحكم في نفس الوقت.
وتأخذ أغلب التشريعا بنظام الفصل بين االتهام والتحقيق ،حيث تختص بالتحقيق جهة مستقلة عن النيابة.
ـ ويأخذ التشريع الجزائري بمبدأ الفصل بين سلطتي اإلتهام والتحقيق حسب المواد 68 ،67 ،48من
ق إج ،فاإلتهام من اختصاص النيابة العامة ،أما التحقيق فجعله من اختصاص قاضي التحقيق وغرفة
االتهام .ويعتبر هذا المبدأ ضمانة ها ّمة لحقوق الدفاع .حيث ّ
أن وكيل الجمهورية ال يمكنه تنحية قاضي
التحقيق من ملف الدعوى بعد تعديل الما ّدة 70من ق إ ج ،وال يستطيع حسب الما ّدة 63إلزامه بالطلبا ،بل
له سلطة تقديرية في التحقيق حيث تنص الما ّدة ّ 68
أن قاضي التحقيق يمكنه أن يتخذ جميع اإلجرااا التي
أو أدلة النفي ،طالما يراها ضرورية لكشف الحقيقة .يسعى للبحث عن كل األدلة ،سواا كانت أدلة اإلثبا
توافر فيها شروط المشروعية.
ـ كما أخذ المشرع الجزائري بمبدأ الفصل بين قضاا التحقيق وقضاا الحكم حسب ما قرّره في المادة
البحث والتحري وال يجوز له أن يشترك في الحكم في قضايا 0/48ق إ ج"تناط بقاضي التحقيق إجرااا
نظرها بصفته قاضيا ً للتحقيق وإال كان ذلك الحكم باطالً".
وكذلك نصّت الما ّدة 561أنّه ال يجوز للقاضي الذي سبق له نظر قضية بوصفه قاضيًا للتحقيق أو
الحكم أو عض ًوا بغرفة االتهام أم ُممثالً للنيابة أن يجلس للفصل فيها بمحكمة الجنايا .
وتظهر ستقاللية قاضي التحقيق أيضًا ،في كون منصب قاضي التحقيق منصبًا قضائيًا نوعيًا ،تطبيقًا
للمادتين 33و 21من القانون العضوي األساسي للقضاا رقم 00-13المؤرخ في 16سبتمبر.5113
ـ تكمن أهميّة التحقيق االبتدائي في كونه مرحلة تحضيرية للمحاكمة ،ويعتبر مصفاةً نهائية ال يعبره
منه على المحكمة سوى الدعاوى الجاهزة للحكم ،حيث تستطيع المحكمة أن تنظر وتفصل في الدعوى
العمومية وقد اتضحت عناصرها وتك ّشفت أدلّتها .وفي ذلك صيانة لهيبة القضاا بأال يُحال أمامه ُمتهم بأدلّة
ضعيفة وغير كافية .ومن ث ّم توفير للجهد والوقت ،وتجنيب القضاا النظر في القضايا التي ال جدوى منها.
تكمن أهمية التحقيق االبتدائي في أنّه يكفل التوان بين المصلحة العا ّمة والخاصّة آلنّه قضاا ُمحايد
عدم التحكم والمساس بالحرّية ،ومعاملة و ُمستقل يحقق لفائدة اإلدانة والبرااة ،وهو يشمل على ضمانا
المتهم على أساس األصل الذي هو البرااة .ووجوب كفالة حقّه في الدفاع عن نفسه.
112
يتميّز التحقيق االبتدائي بخصائص أساسية هي الس ّريّة والوجاهية والتدوين.
ـ على عكس التحقيق النهائي الذي يحكمه مبدأ عالنية وشفوية المحاكمةّ ،
فإن التحقيق االبتدائي يحكمه
التح ّري والتحقيق س ّرية ما لم ينص القانون مبدأ السرّية ،تنص عليه المادة 00من ق إ ج "تكون إجرااا
على خالف ذلك ودون إضرار بحقوق الدفاع.
ُكل شخص يساهم في هذه اإلجرااا ُملزم بكتمان السر المهني بالشروط المبينة في قانون العقوبا ،
وتحت طائلة العقوبا المنصوص عليها فيه.".
التحقيق أو االطالع على مضمونه ـ ويقصد بسرّية التحقيق عدم السماح للجمهور بحضور إجرااا
ومنع نشر وإفشاا أيّة معلومة منه.
وهم قضاة التحقيق والنيابة العامة .ومساعديهم المباشرين مثل كتاب الضبط ،والشرطة القضائية في
حالة الندب ،والمحضرون ،والمترجمون.
في حين أن سرية التحقيق ال تلزم المتهم والمدعي المدني والشهود ،أ ّما المحامي فهو غير ملزم بنص
المادة 00لكنّه يخضع ألحكام المادة 410التي تجرم إفشاا السر المهني وتعاقب عليه بعقوبة جنحية.
ـ والحكمة من سرّية التحقيق هو المحافظة على المصلحة العا ّمة في تحقيق العدالة والكشف عن
وسائل اإلعالم على الحقيقة عن طريق منع تأثر القاضي المحقق بالرأي العام وانفعال الجماهير وتعليقا
وجه يُفقده الحياد والموضوعية .وتُفيد السرية في حماية األدلة وعدم السماح للمتهمين من الفرار أو من
العبث باألدلة.
وتحقيق مصلحة المتهم في عدم التشهير به واإلسااة لسمعتهّ ،
ألن األصل في اإلنسان هو البرااة حتى
تثبت اإلدانة بحكم قضائي بعد محاكمة عادلة.
113
:
التحقيق بعالنية أمام الخصوم وبحضورهم حيث أوجبت المواد،014 ،015 ،36 : ـ تجري إجرااا
017 ،016 ،013ق.إ.ج إخطار األطراف الذين لهم مصلحة في التحقيق من أجل حضور إجرااا
التحقيق ،كالمتهم والمدعي المدني ووكالئهما والنيابة العامة ،من أجل تمكينهم من مناقشة األدلة وتفنيدها ،أو
تعزيزها.
فيحق للمتهم اصطحاب محاميه ،كما يلتزم قاضي التحقيق بإخطار المحامي قبل كل استجواب يجريه
لوكيلهم حسب المواد 013 ،015 ،011 :ق.إ.ج.
التحقيق وإبداا الرأي و تقديم طلبا و إبداا رأيه في دفوع ويحق لوكيل الجمهورية حضور إجرااا
المتهم ومحاميه (المواد 016 ،87 ،85 :ق.إ.ج).
يجوز فيها لقاضي التحقيق الخروج على مبدأ حضور األطراف الغير معنية بسرية ـ وهناك حاال
التحقيق ،كتعذر حضور الشاهد أمام المتهم خشية الضغط عليه أو نظرًا لوجود عالقة تبعية بينهما ،فينتقل
إليه قاضي التحقيق لسماع شهادته أو يندب ضابط الشرطة القضائية لذلك ،ويجوز للقاضي أن يقوم في الحال
بإجراا استجوابا ومواجها تقتضيها حالة االستعجال الناجمة عن وجود شاهد في خطر المو أو وجود
وقائع على وشك االختفاا ،وتد ّون في المحضر دواعي االستعجال ،كما أنّه في حالة االستعجال كذلك يُسمح
للقاضي إجراا التفتيش في غياب صاحب المسكن أو من ينوبه حسب المادة 37ق.إ.ج وذلك حرصًا على
عدم ضياع الدليل.
وتقدير قاضي التحقيق لهذه المقتضيا يبقى تحت رقابة غرفة االتهام ،حيث يمكنها إبطال اإلجراا إذا
كان من النظام العام ولم ترى له ضرورة.
التي تُتخذ أثناا التحقيق االبتدائي في ـ طبقًا للمواد 68و 32ق.إ.ج ،ينبغي تدوين كل اإلجراا ا
المحاضر (محضر االستجواب ،محضر سماع الشهود ،محضر المعيانة )...وكذلك األوامر ال تكون شفهية.
وأي إجراا غير مكتوب فهو في حكم العدم.
ـ والغرض من التدوين هو تمكين الخصوم في الدعوى من اإلطالع على األوراق و ُمناقشة ما ت ّم منها.
وحيازة الحجية على ما تض ّمنته من أدلّة .وكذلك حتى يستطيع قاضي الحكم االعتماد على ما ورد في هذه
ّ
يطمئن إليها في حكمه. المحاضر لتكوين قناعته وعقيدته في الدعوى واستخالص أدلّة صحيحة
ـ وتدوين المحاضر يقوم به كاتب ضبط يصطحبه قاضي التحقيق ،يتعيّن أن يكون ُمستوفيًا للشروط
الشكلية كالتوقيع والتأريخ وعدم التحشير بين األسطر ،والمصادقة على كل شطب....إلخ.
114
واسعة يستمدها من القانون ،ويقوم بكافة يُمثل قاضي التحقيق هيئة قضائية قائمة بذاتها ،بصالحيا
تتعلّق بالتحقيق. األطراف ويُصدر قرارا التحقيق الضرورية لكشف الحقيقة ،ويبُت في طلبا إجرااا
فما هو النظام القانوني لقاضي التحقيق.
تعود األصول التاريخية لنظام قاضي التحقيق في القانون الوضعي إلى القانون الفرنسي حيث كان
يُعرف في بداياته األولى بالمالزم الفرنسي كضابط تابع للملك ،حيث ت ّم إنشاا هذا المنصب سنة 0255م
بموجب تصريح ملكي صادر عن فرانسوا األول.
الجنائية الفرنسي سنة ،0818لكن لم يعرف الدور الذي ث ّم تط ّور األمر بعد صدور قانون التحقيقا
هو عليه اليوم إال بصدور قانون اإلجرااا الجزائية الفرنسي في 54ديسمبر 0327م.
وعرف نظام قاضي التحقيق نجاحًا كبيرًا في مطلع القرن العشرين تجاوز الدول الالتينية إلى ألمانيا
وإيطاليا وسويسرا وهولندا وبلجيكا والبرتغال والدول المتأثرة بها ث ّم بموجب قانون 02جوان 2000ت ّم
الصلة بحرية األفراد والتي والحبس المختص بالفصل في المساالة ذا استحداث منصب قاضي الحريا
سُخبت من قاضي التحقيق ،كالحبس المؤقت واإلفراج والنظر في أوامر الرقابة القضائية.
وهكذا ّ
فإن الجذور التاريخية لنظام قاضي التحقيق في الجزائر هو القانون الفرنسي.
115
ثمنيًم :الطبيعة القمنونية لقمضي التحقيق:
ـ نظّم قانون اإلجرااا الجزائية الجزائري ومهامه بالفصل الثالث من الباب األول من الكتاب األول،
بالمواد من 48حتى ،072وهو مكلف بالبحث والتحـري عن الجرائم والمجرمين ،بالتحقيق في كل الجرائم
لجمع المعلوما ،بسماع واستجواب المتهم ومواجهته بغيـره من المتهمين أو الشهود ،ثم االنتقال للمعاينة أو
إلعادة تمثيل الجريمة ،والتفتيش واستدعاا أي شاهد وإصدار أوامر القبض والضبط واإلحضار واإليداع
للنائب العام ،واالفراج المؤقت تلقائيا أو وانتفاا وجه الدعوى واإلحالة للمحاكمة أو تحويل المستندا
بالموافقة على طلبه أو رفضه ،باالستعانة مباشرة بالقوة العمومية.
ـ يُعين قاضي التحقيق بموجب مرسوم رئاسي طبقًا للما ّدة 21من القانون األساسي للقضاا 13ـ00
المؤرّخ في 56سبتمبر 5113باقتراح من وزير العدل وبعد مداولة المجلس األعلى للقضاا .وهو ينتمي إلى
قضاة الحكم.
فإن قاضي التحقيق كقاضي حكم يجوز ر ّده ويجوز طلب تنحيته من ملف
ـ وعكس قضاة النيابة العامة ّ
القضية ،سواا من قبل المتهم أو المدعى المدني أو وكيل الجمهورية لفائدة قاضي تحقيق آخر (.المادة 71ق
كتابية أ وشفوية لهم ،وال إ ج) .وقضاة التحقيق مثل قضاة الحكم ال يملك رؤسائهم إصدار تعليما
يخضعون في أعمالهم إالّ لرقابة ضمائرهم و للقانون.
116
ثملثًم :اإلختصمص المامني والشخصي لقمضي التحقيق:
أ) اإلختصمص المامني:
يتحدد االختصاص المحلي أو اإلقليمي لقاضي التحقيق في دائرة اختصاص المحكمة التي بها مق ّر
عمله وفقًا ألحكام الما ّدة 0/40من ق إ ج إ ّما بمكان ارتكاب الجريمة أوبمكان إلقاا القبض على المشتبه
فيه،أو بمح ّل إقامة أحد األشخاص المشتبه فيهم الرتكاب الجريمة.
ـ ويجوز توسيع االختصاص المحلي لقاضي التحقيق خارج دائرته األصلية إلى دوائر اختصاص
محاكم أخرى وذلك في جرائم المخدرا والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية والجرائم الما ّسة بأنظمة
وجرائم تبييض األموال واإلرهاب وجرائم المتعلّقة بالتشريع الخاص بالصرف المعالجة اآللية للمعطيا
(الما ّدة 5/40ق إ ج( ويتعلّق األمر باالختصاص الجهوي لقاضي التحقيق لدى األقطاب القضائية األربعة
وهي محاكم سيدي مح ّمد وهران قسنطينة ورقلة .بموجب المرسوم التنفيذي 438/16المؤرّخ في 12
أكتوبر.5116
-ولقاضي التحقيق اختصاص وطني في القطب الجزائي المالي ،وفي محكمة مقر مجلس قضاا
العاصمة في جرائم اإلرهب والجريمة المنظمة عبر الوطنية(المواد 500مكرّر إلى ُ 500مكرّر 21ق إج).
التي يراها مناسبة للوصول إلى الحقيقة واسعة في اتخاذ اإلجرااا قاضي التحقيق لديه سلطا
وكشف الجريمة ومرتكبيها .وهي إجرااا تهدف إلى البحث عن أدلّة إثبا التهمة إلدانة المتهم ،أو أدلة
نفي التهمة لتبرئة المتهم.
أ ّوالً :اإلنتقمل:
ينتقل قاضي التحقيق إلجراا المعانيا الضرورية أوالقيام بالتفتيش ،ويخطر ويعلم وكيل الجمهورية
بذلك الذي يجوز له مرافقته ،ويستعين قاضي التحقيق دائما ً بكاتب التحقيق ويحرر محضراً بما يقوم به من
إجرااا يوقع عليه الكاتب والقاضي ( المادة 79من ف إ ج ج).
سم :االستجواب:
خمم ً
األساسية والمهمة التي يقوم بها قاضي التحقيق إلظهار الحقيقة، يعد االستجواب إحدى اإلجرااا
ونفرق بين نوعين من االستجواب:
سم :المواجهة:
سمد ً
المواجهة هي إجراا جوازي يخضع اللجوا إليه لسطلة قاضي التحقيق ،يتمثل في مواجهة المتهم
بالخصوم أو بالمتهمين اآلخرين في نفس الجريمة ،أو مواجهة المتهم بالمجني عليه أو بالشهود .وال يجوز
إجراا مواجهة المتهم والمدعي المدني إال بحضور محاميه أو بعد دعوته قانونًا قبل يومين من االستجواب
على األقل).المادة 405ق إ ج(.ولوكيل الجمهورية الحق في حضور استجواب المتهم أو مواجهته مع
األطراف اآلخرى.
صة :
سمب ًعم :استخدا أسمليب التحري الخم ّ
التي سبق شرحها ي بالنسبة لوكيل الجمهورية والضبط القضائي .وهي بنفس الشروط واإلجرااا
المراقبة اإللكترونية والتسرّب ،وقد ت ّم شرحهما في اختصاصا الشرطة القضائية أثناا مرحلة التحريا .
121
تُس ّمى أوامر قاضي التحقيق، قاضي التحقيق في التحقيق االبتدائي إصدار قرارا من بين سلطا
وهي قرارا ذا طابع قضائي يمكن الطعن فيها للنظر فيها أمام غرفة االتهام.
تنقسم أوامر قاضي التحقيق إلى قسمين ،يتعلّق النوع األول باألوامر االحتياطية المتعلّقة بحرّية المتّهم،
ويتعلّق النوع الثاني بأوامر التصرف في نلف التحقيق بعد انتهائه.
:
منح القانون لقاضي التحقيق سلطة اتخاذ بعض األوامر التي يصدرها ضد المتهم لتقييد حرّيته ،وهي
األمر بالقبض واألمر باإلحضار ،واألمر باإليداع .وهذا تح ّر ًزا من هروب المتهم أواختفائه أواتصاله
بالشهود والتأثير عليهم ،أو طمسه لمعالم الجريمة.
121
ثمنيًم :األمر بملقبض)الممدّة 122 -119ق إ ج ):
هو ذلك األمر الذي يصدر إلى الق ّوة العمومية بالبحث عن المتهم وسوقه إلى المؤسسة العقابية أين
يجري تسليمه وحبسه.
يُصدر قاضي التحقيق األمر بالقبض بعد استطالع رأي وكيل الجمهورية )119ق إ ج ) ضد المتهم
الذي رفض الحضور طواعية أمامه أو المتهم الفار أو الموجود خارج التراب الوطني وكان متهما بجنحة
عقوبتها الحبس أو أش ّد .وال يجوز اصدار أمرالقبض في الجرائم التي تكون عقوبتها الغرامة المالية فقط.
ويقوم بتنفيذ األمر بالقبص أعوان الق ّوة العمومية الذين يُسلمون نسخة من هذا األمر للمتهم .
األساسية المتعلقة بطبيعة التهمة الموجهة للمتهم ،وكذا ـ ويجب أن يتضمن أمر القبض البيانا
النصوص القانونية التي تحكمها .
ويتعيّن على قاضي التحقيق استجواب المتهم الذي نُفذ عليه أمر القبض أو أمر اإلحضار خالل 48
ساعة من اعتقاله ،فإذا لم يستجوب خالل هذه الم ّدة يمثل أمام وكيل الجمهورية الذي يطلب من قاضي
التحقيق المكلف بالملف باستجوابه أو من أي قاضي آخر من قضاة الحكم وإال أخلي سبيله .ويُعد محبو ًسا
حسبا تعسفيًا كل متهم ضبط بموجب أمر بالقبض وبقي أكثر من 48ساعة دون استجواب ( المادة 121من
ق ا ج)ويسأل جزائيًا كل شخص أمر بالحبس التعسفي أو تساهل فيه.
122
وذلك ان األصل في اإلنسان البرااة ومن ثمة فال يجوز بحسب األصل تقييد حرية االنسان إال بموجب
أحكام نهائية باإلدانة.
ـ أن تكون الجريمة معاقب عليها بالحبس أكثر من 4سنوا أو بعقوبة أشد.
ـ أن تكون التزما الرقابة القضائية ال تكفي لتحقيق هذه الضرورا .
ـ أن يصدر أمر الحبس المؤقت من قاضي التحقيق ُمسببًا واستثنائيًا لضرورا التحقيق.
ـ أن يبلغ أمر الحبس المؤقت للمتهم الذي يمكنه استئنافه خالل 3أيام من تاريخ التبليغ.
123
ولكن الما ّدة ُ 037مكرّر ق إ ج لم تُع ّدل ولم تُلغ وهي تنُص على أجل 8أشهر للفصل في موضوع
ّ
اإلحالة في الجناية العابرة للحدود الوطنية وأثناا هذه ال ُم ّدة يحتفظ أمر الحبس بقوته التنفيذية.
ـ في حالة إدانة المتهم تخصم م ّدة الحبس المؤقت من م ّدة العقوبة األصلية التي يحكم بها
ـ في حالة الحكم ببرااة المتهم المحبوس حبسا ً مؤقتا ً فإنّه يمكن له أن يطلب تعويض مالي عن هذه
الم ّدة أمام لجنة التعويض على مستوى المحكمة العليا التي أنشئ خصي ً
صا لتعويض األشخاص ضحايا
الحبس المؤقت غير ( المادة 137مكرر ق إ ج).
124
الي يعينها التي تسلط على المتهم المثول دوريًا أمام المصالح والسلطا ومن بين هذه اإللتزاما
قاضي التحقيق ،تسليم وثائق السفر وخاصة جواز السفر لضمان عدم هروب المتهم خارج الوطن ،وعدم
والخضوع الى بعض مغادرة حدود إقليمية معيينة ،المنع من ممارسة بعض األنشطة ،ومن إصدار شيكا
التي أوردتها 125مكرر 1وما يتبعها من من قانون الفحص الطبي وغيرها من اإللتزاما إجرااا
اإلجرااا الجزائية.
يتصرّف قاضي التحقيق في ملف التحقيق قبل بدأ التحقيق فهو يمكنه إصدار األمر برفض إجراا
التحقيق ،واألمر برفض االدعاا المدني طبقًا للمواد ،5/74و 4/73ق إ ج.
ـ أمر عدم إجراا تحقيق يُصدره إذا كانت الوقائع ألسباب تمس الدعوى العمومية نفسها غير جائز
قانونا متابعة التحقيق من أجلها كسبق الفصل فيها ،أو كانت الوقائع حتى على فرض ثبوتها ال تقبل قانونا أي
وصف جزائي.
ـ أمر برفض االدعاا المدني يصدره إذا رأى عدم قبول اإلدعاا المدني في حالة المنازعة أو من تلقاا
نفسه ،وذلك بقرار مسبب بعد عرض الملف على النيابة العامة إلبداا طلباتها.
ويتصرّف قاضي التحقيق في ملف التحقيق بعد نهايته بإحدى األوامر وهي األمر بأالّ وجه للمتابعة
واألمر باإلحالة إلى محكمة الجنح والمخالفا ،واألمر بإرسال ملف الدعوى إلى النائب العام.
126
ـ ويترتب على األمر بأال وجه للمتابعة ،اإلفراج على المتهم إذا كان محبوسًا مؤقتا ،فيُخلى سبيله في
الحال إال إذا حصل استئناف من وكيل الجمهورية ،أو كان محبوسًا لسبب آخر( المادة 064ق.إ.ج) .ويترتّب
كذلك رفع الرقابة القضائية ورد األشياا المضبوطة وتصفية المصاريف القضائية.
ـ إن األمر بأالّ وجه للمتابعة ليس نهائيًا ويبقى قائما مدة تقادم الدعوى العمومية حيث أنه إذا ظهر
أدلة جديدة خالل هذه المدة يعاد فتح التحقيق من جديد بنااا على طلب من النيابة العامة.
ثمنيًم :األمر بمإلكحملة إلى محامة الجنح والمخملفمت (الممدة 164و 165ق.إ.ج):
إذا تبين ّ
بأن الوقائع المنسوبة إلى المتهم تشكل جنحة أو مخالفة يصدر قاضي التحقيق أم ًرا بإحالة
مباشرة ،بحيث يرسل األمر وملف الدعوى إلى وكيل الجمهورية الدعوى على محكمة الجنح والمخالفا
الذي يحيله بدوره إلى كتابة ضبط المحكمة ،مع تكليف المتهم بالحضور للجلسة في تاريخ مح ّدد.
ثملثًم :األمر بإرسمل ملف الدعوى إلى النمئب العم ( :الممدة 166ق.إ.ج)
إذا تبين ّ
بأن الوقائع تشكل جناية يُصدر قاضي التحقيق أم ًرا بإحالة مستندا الدعوى على النائب العام
التحقيق على لدى المجلس القضائي الذي يحيله بدوره إلى غرفة االتهام وعند قيام هذه األخيرة بإجرااا
مستواها تصدر أحد القرارين ،إما قرا ًرا بأالّ وجه للمتابعة ،وإ ّما قرا ًرا بإحالة الدعوى العمومية على محكمة
الجنايا االبتدائية.
127
بالنسبة للمدعي المدني في األوامر الصادرة بعدم إجرااا تحقيق وبأال وجه للمتابعة ،وتأوامر التي
تمس حقوقه المدنية .وأوامر قاضي التحقيق الفاصلة في اختصاصه.
.
128
الفصل الثالث:
مرحلة التحقيــق النهائي ( احملاكمة):
-0نصر الدّين هنوني ،دارين يقدح ،الضبطية القضمئية ،في القمنون الجزائري ،دار هومة
الجزائر.5100
2علي شمالل ،السلطة التقديرية للنيمبة العم ّمة في الدعوى العمومية – دراسة ُمقمرنة ،دار هومة
الجزائر.5113
3علي شمالل ،الدعموى النمشئة عن الجريمة ،دار هومة الجزائر.5101
4علي شمالل السلطة ،ال ُمستحدث في قمنون االجراءات الجزائية – االستدالل واالتهم ،دار هومة
الجزائر.5107،
5علي شمالل السلطة ،ال ُمستحدث في قمنون االجراءات الجزائية – التحقيق وال ُمحمكمة ،دار هومة
الجزائر.5107،
الجر المشهود ،أوامر قمضي
6عبد العزيز سعد ،أبحمث تحليلية في قمنون االجراءات الجزائية ( ُ
التحقيق ،الدعوى المدنية التبعية) ،دار هومة ،الجزائر.5101
7عبد العزيز سعد ،أصول إجراءات المحمكمة أمم محامة الجنميمت ،دار هومة ،الجزائر.
8عبد الوهمب كحمزة ،النظم القمنوني للحبس المؤقت ،دار هومة ،دار هومة ،الجزائر.5116 ،
9عبد الركحممن خلفي ،اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائري ،دار بلقيس ،الجزائر.5150 ،
11اكحسن بو سقيعة ،التحقيق القضمئي ،دار الحكمة للنشر والتوزيع ،الجزائر.5151 ،
11محمد كحزيط ،أصول اإلجراءات الجزائية في القمنون الجزائري ،دار هومة ،الجزائر .5103
12كحسين طمهري ،الوجيز في قمنون اإلجراءات الجزائية ،دار الخلدونية ،الجزائر.5112
13عبد هللا أوهميبية ،شرح قمنون اإلجراءات الجزائية الجزائري ،دار هومة الجزائر.5108 ،
فيفري52 المؤرّخ في13-18 قمنون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري الصادر بموجب-5
5118
.5118 أفريل54 بتاريخ50 الجريدة الرسمية رقم
ال ُمع ّدل0372 سبتمبر56 المؤرّخ في28-72 القمنون المدني الجزائري الصادر بموجب األمررقم-6
.وال ُمت ّمم
Ouvrages
Lois
131
الفهرس
مقدّمة15.......................................................................................................................
مقدّمة عامّة يف قانون اإلرجرااات اجلزائية14..............: الباب األول:
الفصل األول:التعريف بقانون اإلرجرااات اجلزائية14...........................................:
13.............................................
132
الفرع األول :المبادئ التي تضمن السير الحسن للعدالة08........................................................ :
الفرع الثاني :المبادئ التي تحمي األطراف الخاصّة في الدعوى الجزائية03................................ :
50...........................................................
133
بالدعوى املدنية التبعية63............................................. الفصل الثالث :التعريف
71..............................................
المطلب األول :ال ُمدّعي المدني70....................................................................................... :
الفرع األ ّول :صفة ال ُم ّدعي المدني70.................................................................................. :
الفرع الثاني :أهلية التقاضي75...........................................................................................:
الفرع الثالث :مصلحة الم ّدعي المدني75.............................................................................. :
المطلب الثمني :ال ُمدّعى عليه مدنيًم74................................................................................. :
الفرع األ ّول :ال ُمتهّم74..................................................................................................... :
الفرع الثاني :المسؤول المدني74........................................................................................ :
72........................................................
001.................................................
المطلب األول :التعريف بقمضي التحقيق وسلطمته في إجراءات جمع األدلة002.......................... :
الفرع األ ّول :التعريف بقاضي التحقيق002........................................................................... :
جمع األدلة من طرف قاضي التحقيق008.............................................. : الفرع الثاني :إجرااا
المطلب الثمني :أوامر قمضي التحقيق050............................................................................ :
الفرع األ ّول :األوامر االحتياطية المتعلّقة بحرّية المتّهم050...................................................... :
الفرع الثاني :أوامر التصرّف في ملف التحقيق056................................................................ :
الفرع الثالث :الطعن في أوامر قاضي التحقيق وغرفة اإلتهام057............................................. :
135