You are on page 1of 136

‫‪2‬‬

‫ًمقدّمة‪:‬‬

‫‪2022-2021‬‬
‫قائمة املُختصرات‬

‫الما ّدة‬ ‫‪ -‬الم‪:‬‬


‫الفصل‬ ‫‪ -‬الف‪:‬‬
‫جريدة رسمية‬ ‫‪ -‬ج‪ .‬ر‪:‬‬
‫قانون اإلجرااا الجزائية الجزائري‬ ‫‪ -‬ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪ .‬ج‪:‬‬
‫قانون العقوبا الجزائري‬ ‫‪ -‬ق‪ .‬ع‪ .‬ج‪:‬‬
‫قانون العقوبا الفرنسي‬ ‫‪ -‬ق‪ .‬ع ‪.‬ف‪:‬‬
‫القانون الجنائي المغربي‬ ‫‪ -‬ق‪.‬ج‪ .‬م‪:‬‬
‫القانون المدني الجزائري‬ ‫ـ ق‪ .‬م‪ .‬ج‪:‬‬
‫قانون مكافحة الفساد‬ ‫ـ ق‪ .‬م‪ .‬ف‬

‫‪- C.P.A :‬‬ ‫‪Code Pénal Algerien‬‬


‫‪- C.P.P.A :‬‬ ‫‪Code de Procédure Pénale Algerien‬‬
‫‪- C.P.F :‬‬ ‫‪Code Pénal Français‬‬

‫‪1‬‬
‫مُقدّمة‪:‬‬
‫تُش ّكل الجريمة اعتدا ًا على ال ُمجتمع في أمنه وسالمته واستقراره ومصالح أفراده‪ ،‬وفي دولة القانون ال‬
‫يكون رد فعل المجتمع تجاه الجريمة عشوائيًا وال تحكميًا‪ ،‬بل هو ُمنظّم قائم على الشرعية‪ ،‬ويتّسم بالطابع‬
‫حيث تُالحق الدولة ُمرتكب الجريمة وتقتضي منه حق ال ُمجتمع في العقاب‪ .‬فالمجرم ال يستحق‬ ‫ُ‬ ‫القضائي‪.‬‬
‫العقوبة إ ّال إذا ت ّمت إدانته من طرف السلطة القضائية‪ ،‬بعد محاكمته محاكمةً عادلة‪.‬‬
‫تُك ّون ما يس ّمى إجرااا‬ ‫توجد بين اقتراف الجريمة وتنفيذ العقوبة المناسبة سلسلة من اإلجرااا‬
‫الدعوى الجزائية يُباش ُرها المجتمع بواسطة ممثله وهو الجهاز القضائي ال ُمس ّمى بالنيابة العا ّمة‪ ،‬ض ّد المتّهم‬
‫بارتكاب الجريمة‪ ،‬من أجل استصدار حكم قضائي جزائي ينط ُ‬
‫ق بالعقوبة المستحقة‪.‬‬
‫يت ّم تنظيم وسير هذه الدعوى والحكم فيها‪ ،‬بموجب قواعد إجرائية يتض ّمنها قانون اإلجرااا‬
‫الجزائية‪ ،‬حيث يُمثّ ُل هذا القانون الشق االجرائي للقانون الجنائي‪ ،‬فهو يتناول الجريمة من ناحية إجرااا‬
‫متابعتها وسبل ووسائل التحقيق فيها وإثباتها قضائيًا‪ ،‬ومحاكمتها‪.‬‬
‫التي تم ّر بها القضية الجزائية خالل ثالثة مراحل‬ ‫شرح أه ّم اإلجرااا‬ ‫تتناول هذه المحاضرا‬
‫إجرائية هي التحقيق التمهيدي أو التحريا األ ّولية‪ ،‬ومرحلة التحقيق القضائي االبتدائي‪.‬‬

‫الباب األول‪ :‬مقدّمة عامّة يف قانون اإلرجرااات اجلزائية‪:‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬مراحل الدّعوى اجلزائية‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫الباب األول‪:‬‬
‫مقدّمة عامّة يف قانون اإلرجرااات اجلزائية‪:‬‬

‫عمو ًما مجموع القواعد القانونية التي تُنظم نظر وفصل المحاكم في مختلف‬ ‫يُقصد باإلجرااا‬
‫المطروحة أمامها بين المواطنين أو بين المواطن والدولة‪ .‬حيث يوجد عادة قانون لإلجرااا‬ ‫النزاعا‬
‫المدنية‬ ‫المدنية ينظم النزاعا‬ ‫الجزائية الناجمة عن الجرائم‪ ،‬وقانون لل‘جرااا‬ ‫الجزائية يتعلّق بالنزاعا‬
‫وقانون لإلجرااا اإلدارية يُنظم ال ُمنزاعت اإلدارية‪.‬‬
‫القضائية‬ ‫الجزائية بإدارة القضية الجزائية‪ ،‬فيُح ّدد تنظيم واختصاص الجها‬ ‫يهت ّم قانون اإلجرااا‬
‫التي تفصل في القضايا الجزائية‪ ،‬ويُح ّدد القواعد واالشكال الواجب احترامها في البحث والتحري عن‬
‫الجرائم ومتابعتها‪ ،‬وطرق اإلثبا في التحقيق القضائي والمحاكمة‪ ،‬ويُنظّم حجية األحكام الجزائية وآثارها‪.‬‬
‫ُمجسدًا ومطبقًا في الواقـع‪ ،‬فيسمح بمتابعة وإدانة‬ ‫الجزائية يجعل قانون العقوبا‬ ‫قانون اإلجرااا‬
‫ال ُمجرم الحقيقي‪ ،‬ومعاقبته األكيدة والسريعة‪ ،‬ويُجنب البريا من المتابعة واإلدانة غير المستحقة‪ ،‬ويضمن‬
‫احترام الحريا الفردية‪.‬‬
‫الجزائية وخصائصه وعالقته بباقي القوانين‪،‬‬ ‫تتعرّض هذه ال ُمق ّدمة العا ّمة للتعريف بقانون اإلجرااا‬
‫وتتناول من جهة أخرى تعريفًا بالدعاوى الناشئة عن الجريمة وهي الدعوى العمومية والدعوى المدنية‪.‬‬

‫الفصل األول‪:‬‬
‫التعريف بقانون اإلرجرااات اجلزائية‪:‬‬

‫قانون اإلجرااا الجزائية هو مجموعة من القواعد القانونية تُنظّم النشاط الذي تُباشره السلطا بسبب‬
‫جريمة ارتُكبت‪ ،‬تستهد ُ‬
‫ف به تحديد المسؤول عنها وإنزال العقاب أو التدبير االحترازي به‪ ،‬وهو بهذا‬
‫وأجهزة تضطلع بهذا النشاط االجرائي‪ ،‬ويتطلّب تحديد المبادئ واألحكام‬ ‫المفهوم يتطلّب وجودهيئا‬
‫االجرائية التي تبيّن اختصاصا هذه األجهزة وما يجوز لها اتخاذه وما يُحظر عليها‪.‬‬
‫الجزائية شرح موضوعه وطبيعته ومكانته في المنظومة‬ ‫إذن يتطلّب التعريف بقانون االجرااا‬
‫القانونية وفلسفته كقانون إجرائي وكذا المبادئ العا ّمة التي تُسيّر القضية الجزائية أمام القضاا الجزائي‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية قانون اإلجرااا الجزائية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬األنظمة اإلجرائية الجزائية‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تنظيم القضاا الجزائي ومبادئه في قانون اإلجرااا الجزائية الجزائري‬

‫‪3‬‬
‫الجزائية هو الطريق القانوني الذي يقود ُمرتكب الجريمة من بعد تحقيق‬ ‫يُعتبر قانون اإلجرااا‬
‫جريمته إلى تنفيذ العقوبة المستحقة قانونًا‪ّ ،‬‬
‫ألن هذا القانون يتض ّمن مجموع القواعد ال ُمنظمة لسير ملف‬
‫القضية الجزائية ومختلف الجها الفاعلة في هذه القضية كأجهزة العدالة الجنائية والشرطة القضائية والنيابة‬
‫العا ّمة وضحية الجريمة‪.‬‬

‫الجزائية من حيث المفهوم الذي يُح ّدد مضمونه وطبيعته‪،‬‬ ‫نتطرّق في هذا المطلب لقانون اإلجرااا‬
‫ونوضح االختالف القائم بين مختلف التشريعا حول تسميته‪.‬‬

‫الجزائية كيفية متابعة المجرمين وإســناد الجريمة إليهم وتقديمهم للمحاكمة‪،‬‬ ‫تُح ّدد قواعد اإلجرااا‬
‫وتنفيذ العقوبة عليهم جبرًا‪ .‬ولذلك تن ّوعت تعريفا الفقه لقانون اإلجرااا الجزائية بسبب تن ّوع أحكامه‪:‬‬
‫التي تقوم بضبط‬ ‫الهيئا‬ ‫ـ فيُعرّف بأنّه " مجموعة القواعد القانونية التي تنظـم تشكيل واختصاصا‬
‫الجرائم والمجرمين والتحقيق فيها وتحريك الدعوى العمومية ومباشرتها والفصل فيها وقوة األحكام الجزائية‬
‫وأثارها وطرق الطعن فيها "‪.‬‬
‫ـ ويُعرّف أنّه "مجموع القواعد القانونية التي تُح ّدد السبل والوسائل ال ُمقرّرة لل ُمطالبة بتطبيق القانون‬
‫ال ُمتبعة‬ ‫على ُمرتكب الجريمة‪ ،‬وتُح ّدد االجهزة القضائية وشبه القضائية ال ُمختصّة بذلك واإلجرااا‬
‫أمامها"‪.‬‬
‫المتابعة والتحقيق‬ ‫جها‬ ‫ـ ويُعرّف أنّه" مجموعة من القواعد التي تُنظم اختصاص وصالحيا‬
‫والمحاكمة وتنفيذ العقوبة"‪ .‬أو "هو مجموعة من القواعد التي تُنظم ضمانا ووسائل ممارسة حق الدفاع"‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفقهاا مطابقة التسمية مع‬ ‫هذا القانون‪ ،‬تبعًا لمحاوال‬ ‫حولها تسميا‬ ‫اختلفت مواقف التشريعا‬
‫أطلقوا عليه في البداية تسمية " قانون تحقيق‬ ‫محتوى هذا القانون‪ ،‬فبسبب قواعد التحقيق في الجنايا‬
‫الجنائية في فرنسا قدي ًما وفي بلجيكا حاليًا أو قانون التحقيق الجنائي في‬ ‫" مثل قانون التحقيقا‬ ‫الجنايا‬
‫الجنائيــة في مصر وليبيا‪ ،‬وقانون المسطرة الجنائية في المغرب‪ ،‬ومجلة‬ ‫السودان وقانون اإلجرااا‬
‫الجنائية في تونس‪ ،‬ثم أضاف بعضهم كلمة "ال ُمحاكما " الحتوائه على قواعد منظمة لجمع‬ ‫اإلجرااا‬
‫وإن كانت قواعد المحاكمة هي نوع من اإلجرااا ‪ ،‬وذلك مثل قانون اإلجرااا‬ ‫والمحاكما‬ ‫االستدالال‬
‫الجزائية في االردن‪ .‬كما ُس ّمي أيضًا قانون‬ ‫الجزائية في الكويت‪ ،‬وقانون أصول المحاكما‬ ‫والمحاكما‬
‫تنفيذ العقوبا والتدابير التي يشملها جميعا مصطلح الجزاا‪.‬‬ ‫اإلجرااا الجزائية على أنه يتضمن إجرااا‬
‫وذلك مثل قانون اإلجرااا الجزائية في فرنسا والجزائر‪.‬‬

‫يتض ّمن قانون اإلجرااا الجزائية نوعين من القواعد‪ ،‬قواعد تُحقّق مصلحة المجتمع بأن يكون العقاب‬
‫على الجريمة سريعًا وف ّعاالً بتطبيقه على المجرمين‪ .‬وقواعد تُحقّق مصلحة الفرد المتهم في ضمان الدفاع‬
‫المتابعة والتحقيق والحكم‪ ،‬وهو يهدف إلى‬ ‫وحماية حرياته من تعسف جها‬ ‫عن نفسه‪ ،‬بتبسيط اإلجرااا‬
‫الجزائية الجزائري قواعده االجرائية مو ّزعة‬ ‫الموازنة بين هاتين المصلحتين‪ .‬وقد تض ّمن قانون االجرااا‬
‫على سبع (‪ )7‬كتب باإلضافة إلى األحكام التمهيدية‪::‬‬
‫ـ األكحام التمهيدية‪ :‬المتعلّقة بملدعوى العمومية والدعوى المدنية (المواد ‪ُ 11-1‬ما ّرر)‬
‫‪1‬ـ الاتمب األول‪ :‬في مبمشرة الدعوى العمومية وإجراء التحقيق(المواد ‪ُ 211-11‬ما ّرر‪ :)29‬يشتمل‬
‫على ستّة (‪)6‬أبواب تتعلّق بالبحث والتحري عن الجرائم‪ ،‬والتحقيقا ‪ ،‬وجها التحقيق‪ ،‬واألقطاب القضائية‬
‫ذا االختصاص الوطني في التحقيق والمتابعة والحكم‪.‬‬
‫الحام (المواد ‪ )441-212‬يشتمل على أربعة أبواب تتعلّق بـ‪ :‬باألحكام‬
‫‪2‬ـ الاتمب الثمني‪ :‬في جهمت ُ‬
‫المشتركة وبمحكمة الجنايا ‪ ،‬والحكم في الجنح والمخافا ‪ ،‬وأحكام التكليفا بالحضور والتبليغا‬
‫‪3‬ـ الاتمب الثمني ُما ّرر‪ :‬استعممل وسمئل االتصمل المسموعة والمرئية أثنمء االجراءات(المواد‬
‫‪441‬مارر‪ُ 441-‬ما ّرر‪ )11‬في ثالثة أبواب تتعلّق بأحكام عا ّمة‪ ،‬وباستعمال ال ُمحادثة المرئية عن بُعد في‬
‫مرحلة التحقيق القضائي‪ ،‬وفي مرحلة ال ُمحاكمة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫صة بمل ُمجرمين األكحداث(المواد ‪ :)494-442‬ألغي هذا الباب سنة‬
‫‪4‬ـ الاتمب الثملث‪ :‬القواعد الخم ّ‬
‫‪ 5102‬ونُقلت أحكامه إلى قانون حماية الطفل رقم ‪ 05-02‬المؤرّخ في ‪ 02‬يوليو‪.5102‬‬
‫‪5‬ـ الاتمب الرابع‪ :‬طرق الطعن غير العمدية(المواد ‪ُ 531-495‬ما ّرر‪ :)1‬يحتوي على بابين يتعلّقان‬
‫بالطعن بالنقض وبطلبا إعادة النظر والتعويض عن الخطأ القضائي‪.‬‬
‫صة(المواد ‪ :)591-532‬في عشرة أبواب تتعلّق بحاال‬
‫‪6‬ـ الاتمب الخممس‪ :‬بعض اإلجراءات الخم ّ‬
‫التزوير واختفاا أوراق القضاا وبشهادة أعضاا الحكومة والسفراا‪ ،‬وتنازع االختصاصـ وباإلحالة بين‬
‫المحاكم‪ ،‬والرّد وجرائم الجلسا ‪ ،‬والجرائم المرتكبة من طرف أعضاا الحكومة والقضة وبعض الموظفين‪،‬‬
‫والجرائم المرتكبة في الخارج والمرتكبة على متن الطائرا والسفن‪.‬‬
‫‪7‬ـ الاتمب السمدس‪ :‬بعض إجراءات التنفيذ(المواد ‪ُ 393-592‬ما ّرر‪ :)1‬بخمسة أبواب تتعلّق بوقف‬
‫التنفيذ‪ ،‬وتحقيق هوية األشخاص والمحكوم عليهم‪ ،‬واإلكراه البدني وتقادم العقوبة‪ ،‬وصحيفة السوابق‬
‫القضائية‪.‬‬
‫‪8‬ـ الاتمب السمبع‪ :‬العالقمت مع السلطمت القضمئية األجنبية(المواد ‪ :)725-694‬يتك ّون من ثالثة‬
‫أبواب تتعلّق بتسليم ال ُمجرمين‪ ،‬واإلنابا القضائية وتبليغ األوراق واألحكام‪ ،‬وإرسال األوراق والمستندا ‪.‬‬
‫ـ أكحام مختلفة وانتقملية(المواد ‪.)731-726‬‬

‫ال يجوز أن يكون بين القواعد القانونية السائدة في المجتمع تناقض‪ ،‬بل البد من تضامنها في تنظيم‬
‫المدنية‬ ‫وقانون اإلجرااا‬ ‫الجزائية بالدستور وقانون العقوبا‬ ‫المجتمع‪ ،‬فما طبيعة عالقة اإلجرااا‬
‫واإلدارية؟‪.‬‬

‫يُنظم الدستور السلطة القضائية ويكفل للمواطنين حق اللجوا إلى القضاا والمساواة أمامه‪ ،‬ووجود‬
‫الجزائية هو ضمانة فعلية لهذا الحق في التقاضي وما يتبعه من حقوق إجرائية أخرى‬ ‫قانون االجرااا‬
‫كالحق في محاكمة عادلة وسريعة وحق الدفاع‪ ...‬إلخ‪ ،‬حيث تكتسي الكثير من المبادئ واألحكام اإلجرائية‬
‫قيمة المبادئ الدستورية سواا تلك ال ُمجسّدة في مرحلة التحرّي أوالتحقيق أوالمحاكمة أوأثناا مرحلة تنفيذ‬
‫العقوبة‪ ،‬فقد تض ّمن الدستور الكثير منها‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫أ ّوالً‪ :‬الشرعية اإلجرائية‪:‬‬
‫تنصّ الما ّدة ‪ 34‬من الدستور الجزائري على أنّه ال إدانة اال ب ُمقتضى قانون‪ ،‬وتنصّ الما ّدة‪ 33‬على‬
‫وجوب أن تكون إجرااا المتابعة في إطار القانون(‪ ،)1‬وأ ّكد الما ّدة ‪ 062‬على ّ‬
‫أن القضاا يقوم على أساس‬
‫الما ّدة ‪ 043‬مصدر‬ ‫مبدئي الشرعية و ُمساواة المتقاضين‪ ،‬ويضمن التقاضي على درجتين‪ .‬كما حصر‬
‫القاعدة اإلجرائية في التشريع‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬كحممية الحريمت‪:‬‬


‫الشخصية‪ ،‬ويتجلّى ذلك في‬ ‫الجزائية باحترام الكرامة االنسانية والحريا‬ ‫يهتم قانون االجرااا‬
‫الكثير من المبادئ واألحكام ذا القيمة الدستورية التي يُقرّرها في الما ّدة األولى منه ومواد أخرى‪:‬‬
‫‪0‬ـ تقرير مبدأ قرينة البرااة وعبا اإلثبا في المادة ‪ 30‬أي ُمعاملة المتهم على هذا أساس البرااة ال‬
‫على أساس االدانة‪ "،‬كل شخص يُعتبر بريئا حتّى تثبت جهة قضائيّة نظاميّة إدانته في إطار محاكمة عادلة"‬
‫‪5‬ـ تنظيم ُم ّدة التوقيف للنظر وحقوق الموقوف بموجب الما ّدة ‪ 32‬وشروط الكرامة االنسانية‪.‬‬
‫‪4‬ـ حق التعويض عن الخطأ القضائي كالحبس التعسفي(الما ّدة ‪.)36‬‬
‫الماسّة بحرمة الحياة الخاصّة‬ ‫‪3‬ـ اشتراط الدستور تسبيب األوامر القضائية في اإلجرااا‬
‫للمواطن(الم‪.)37‬‬
‫‪2‬ـ اشتراط األمر أو االذن القضائي في تفتيش المساكن (الم‪.)38‬‬
‫الرقابة القضائية‪ ،‬وال‬ ‫‪6‬ـ احتبار الحبس المؤقت اجرا ًا استثنائية يلجأ إليه عند عدم كفاية إجرااا‬
‫يكون إالّ بموجب بإذن قضائي‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬كحق الدفمع‪:‬‬


‫تكفّل الدستور بتأمين حق المتهم في الدفاع عن نفسه وضمان المحاكمة العادلة بموجب الما ّدة ‪26‬‬
‫"‪...‬في إطار محاكمة عادلة تؤ ّمن له الضمانا الالزمة للدفاع عن نفسه"‪.‬‬
‫ونصّت الما ّدة‪ 072‬على ّ‬
‫أن حق الدفاع ُمعترف به ومضمون في القضايا الجزائية "‪ .‬ومن مظاهره‬
‫حق توكيل ُمحامي‪ ،‬والحق في المعلومة واالطالع على الملف‪ ،‬وحق الطعن‪ ،‬وحق البرااة االصلية‪ ،‬وحق‬

‫(‪ )1‬المدّة ‪ 44‬من الدستور الجزائري لسنة ‪ 0336‬المصادق عليه في استفتاا ‪ 58‬نوفمبر ‪ ،0336‬الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪ 348-36‬المؤرخ في ‪ 57‬رجب ‪0307‬هـ‪ ،‬الموافق ‪ 7‬ديسمبر ‪0336‬م‪ ،‬ج ر ‪ 76‬بتاريخ ‪ 8‬ديسمبر ‪0336‬م‪ .‬ال ُمع ّدل بموجب التعديل الدستوري‬
‫المصادق عليه في استفتاا ‪ 0‬نوفمبر ‪ ،5151‬الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 335-51‬المؤرخ في ‪ 02‬جمادى األولى‪0335‬هـ‪ ،‬الموافق‬
‫‪ 41‬ديسمبر ‪5151‬م‪ ،‬ج ر ‪ 85‬بتاريخ ‪ 41‬ديسمبر ‪5151‬م‪.‬‬
‫نص عليهم‪"...‬‬‫ّ‬ ‫تي‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫لألشامل‬ ‫وطبقم‬ ‫بملقمنون‪،‬‬ ‫ّدة‬
‫د‬ ‫ح‬‫م‬‫ُ‬ ‫ال‬ ‫الشروط‬ ‫" ال يُتمبع أكحد‪ ،‬وال يُوقف أو يُحتجز‪ ،‬إالّ ضمن‬

‫‪7‬‬
‫الصّمت‪ ،‬وحق ال ُمشاركة في اإلجرااا ‪ .‬وحق المتقاضي عمو ًما في االستعانة بالمحامي في كافة‬
‫اإلجرااا القضائية( الم‪.)077‬‬
‫ونصّت الما ّدة‪ 076‬على حماية هذا الحق بحماية المحامي من أشكال الضغوط‪ ،‬وكذلك حماية‬
‫المتقاضي من تعسف القضاا( الم‪ .)073‬وحماية نزاهة القاضي واستقالله بموجب (المود‪)078 ،074‬‬
‫ومن األحكام الدستورية الداعمة للحق في الدفاع نذكر ‪:‬‬
‫ـ مبدأ التقاضي على درجتين في المسائل الجزائية (الم‪)062‬‬
‫ـ تسبيب األحكام واألوامر القضائية(الم‪)063‬‬
‫ـ و ُمساهمة القضاا الشعبي كمساعدين للقضاا القانوني(الم ‪.)071‬‬

‫في عملية البحث عن ُمرتكب‬ ‫إلى بدا السلطا‬ ‫يؤ ّدي وقوع الجريمة التي يُقرّرها قانون العقوبا‬
‫الجزائية‪،‬‬ ‫الفعل والتحقيق معه ومحاكمته وتنفيذ الحكم عليه‪ ،‬وهو الدور الذي يُؤ ّديه قانون اإلجرااا‬
‫فالعالقة بين القانونية تبادلية فال يمكن تطبيق أحدهما دون اآلخر‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬يُشكل القانونان شقين لجسم واحد هو القانون الجنائي بمفهومه الواسع‪ ،‬أحدهما يُمثل الش ّ‬
‫ق‬
‫الموضوعي واآلخر يُمثل الش ّ‬
‫ق اإلجرائي‪ ،‬فقانون اإلجرااا الجزائية يمثل الوسيلة بالنسبة لقانون العقوبا‬
‫الجزائية‪ ،‬فغرضه هو تطبيق قانون‬ ‫يمثل الغاية بالنسبة لقانون اإلجرااا‬ ‫في تطبيقه‪ ،‬وقانون العقوبا‬
‫العقوبا ‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬السبيل إلى تطبيق العقوبة على شخص ولو كان ُمعترفًا بجريمته اال باتباع إجرااا منصوص‬
‫عليها في قانون اإلجرااا الجزائية‪ ،‬وصدور حكم قضائي‪.‬‬

‫من حالة السكون إلى حالة‬ ‫الجزائية أنّه ينقل قانون العقوبا‬ ‫ثملثًم‪ :‬يتمثّل دور قانون اإلجرااا‬
‫وقد اقتضى ذلك أن يتحد الهدف الذي يسعى‬ ‫الحركية والفاعلية‪ ،‬وهو إتاحة الفرصة لتطبيق قانون العقوبا‬
‫إليه القانونان وهو مكافحة الجريمة‪.‬‬
‫وقد بيّنت الما ّدتان ‪ 0‬و‪ 53‬من ق إ ج ّ‬
‫أن الدعوى العمومية تباشرها النيابة العا ّمة بغرض تطبيق قانون‬
‫العقوبا ‪ .‬فب ُمجرّد وقوع الجريمة ينشأ لل ُمجتمع الحق في العقاب‪ ،‬حيث تتح ّدد إجرااا وكيفيا اقتضائه في‬
‫موضع التنفيذ‪،‬‬ ‫الجزائية حين يضع قواعد قانون العقوبا‬ ‫الجزائية‪ .‬وقانون اإلجرااا‬ ‫قانون اإلجرااا‬

‫‪8‬‬
‫فهو ينقل قواعد القانون الجنائي الموضوعي(قانون العقوبا ) من مرحلة االنذار بالجزاا إلى مرحلة التذويق‬
‫الحقيقي‪ ،‬إذ يرسُم هذا االخير أساليب البحث والتحرّي عن الجريمة والتحقيق فيها وكيفية إحالة ُمرتكبها على‬
‫القضاا‪ ،‬وإجرااا ال ُمحاكمة والطعن في الحكم‪.‬‬

‫الجزائية بعض القواعد الجنائية الموضوعية‬ ‫راب ًعم‪ :‬ومن جهة أخرى يتض ّمن قانون اإلجرااا‬
‫التحقيق وال ُمحاكمة وسيرها مثل الما ّدة ‪ 34‬من ق إ ج التي تُجرّم تغيير حالة‬ ‫ال ُمتصلة بحماية إجرااا‬
‫التي‬ ‫مكرّر‪16‬‬
‫‪ُ 62‬‬ ‫االماكن التي وقعت فيها الجنائية‪ .‬والما ّدة ‪ 36‬التي تُجرّم إفشاا أسرار التحقيق‪ .‬والما ّدة‬
‫تعاقب على كشف هوية العون ال ُمتسرّب‪ ،‬والما ّدة ‪ُ 62‬مكرّر‪ ،58‬تعاقب كشف هوية الشاهد والخبير‪.‬‬
‫بعض النصوص اإلجرائية مثل الشكوى في الما ّدة ‪ ،443‬والطلب في‬ ‫كما يتض ّمن قانون العقوبا‬
‫الما ّدة ‪060‬وأنواع األدلة في الما ّدة ‪ 430‬وهي المحضر القضائي واالقرار‪.‬‬

‫تتميّز القواعد في كال القانونين بالطابع االجرائي‪ ،‬الغرض منها تطبيق القانون الموضوعي‪ ،‬ومسألة‬
‫العالقة بينهما يتناز ُعها رأيان‪:‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬الرأي األول‪:‬‬


‫المدنية واإلدارية الذي يُمثل‬ ‫الجزائية لقانون اإلجرااا‬ ‫يقول هذا الرأي بتبعية قانون اإلجرااا‬
‫ُ‬
‫حيث يُرج ُع إليه عند وجود فراغ قانوني في المسائل اإلجرائية الجزائية‪ .‬ويُمثل‬ ‫الشريعة اإلجرائية العا ّمة‪،‬‬
‫هذا الرأي إحدى مواقف قضاا المحكمة العليا سنة ‪.0385‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬الرأي الثمني‪:‬‬


‫يرى استقاللية القانونين عن بعضهما‪ ،‬فلكل مجالُهُ الخاص به‪ ،‬فال يلتزم القاضي الجزائي بالرجوع‬
‫إلى قانون اإلجرااا المدنية واإلدارية عند غياب النصّ ‪ .‬وهو موقف قضاا المحكمة العليا سنة ‪.0337‬‬
‫وال ُمشرّع الجزائري كذلك يأخذ بالرأي الثاني‪ ،‬أي استقاللية القانونين عن بعضهما‪ ،‬والما ّدة ‪ 343‬من‬
‫ق إ ج التي تُحيل إلى قانون اإلجرااا المدنية واإلدارية‪ ،‬ما هي اال حُكم خاص يتعلّق بالتبليغا والتكاليف‬
‫بالحضور وليس حُك ًما عا ّمًا‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫عندما تُرتكب جريمة تنعقد خصومة جزائية يعمل فيها الطرف األ ّول على إسناد السلوك اإلجرامي‬
‫لشخص ُمعين‪ ،‬ويسعى فيها هذا الطرف الثاني إلى نفي الجريمة عنه للتخلص من تبعاتها‪.‬‬
‫فعند وقوع الجريمة يجب جمع األدلة على قيامها وعلى نسبتها لشخص معين بصفته فاعالً لها أو‬
‫شري ًكا فيها‪ ،‬وأنّه مسؤول عنها حتى يمكن تقديمه للقضاا للحكم عليه بالعقوبة القانونية وتنفيذها عليه‪.‬‬
‫ولقد م ّر الخصومة الجنائية تاريخيًا من الناحية اإلجرائية بمراحل ثالثة متميزة هي النظام االتهامي‪،‬‬
‫والنظام التنقيبي‪ ،‬والنظام المختلط‪.‬‬

‫الخصومة الجنائية في المجتمعا‬ ‫يُعد النظام االتهامي هو أقدم النظم ظهورًا في مجال إجرااا‬
‫القديمة‪ ،‬وال تزال آثاره وفكرته األساسية إلى اليوم موجودة في القوانين‪ .‬فما المقصود بالنظام االجرائي‬
‫االتهامي وما خصائصه؟‬

‫مقتضى النظام االتهامي ّ‬


‫أن االتهام كحق خمص للمجنى عليه‪ .‬فالخصومة الجنائية في هذا النظام‬
‫ُ‬
‫حيث يكون على المضرور من الجريمة وحده أن يجمع األدلة‬ ‫الفردي تُشبه الخصومة المدنية حالـيًا‪،‬‬
‫ويالحق الجاني أمام القاضي الذي يختاره‪.‬‬
‫كان المتهم في ظل هذا النظام طليقًا على الدوام يبحث بنفسه عن أدلّة برااته ليق ّدمها للقاضي‪ ،‬وكان‬
‫القاضي ُمجرّد فرد عادي أو شخص خاصّ مقبول من أطراف الدعوى‪.‬‬
‫بمرور الزمن تط ّور االتهام وصار من حق أ ّ‬
‫ي شخص من أهل المجنى عليه أو من أفراد عائلته‬
‫مالحقة الجاني نيابةً عن المجنى عليه‪ ،‬حتى ولو لم يكن هذا المالحق قد أصابه ضرر من الجريمة وليس له‬
‫مصلحة شخصية في الدعوى‪ ،‬وهو ما يُس ّمى بالنظام األهلي‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫يتميّز هذا النظام بثالثة خصائص هي‪:‬‬
‫أ ّوالً‪ :‬إلقمء عبء اإلثبمت واالتهم على الفرد‪:‬‬
‫وهو المجنى عليه أو المضرور من الجريمة أو من شاهدها أو أي فرد من الشعب‪ ،‬فال تتدخل السلطة‬
‫العا ّمة في جمع األدلة وإثبا التهمة ومباشرة االتهام أمام القضاا‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬كحيمد القمضي‪:‬‬


‫يفصل في الخصومة قاضي بمثابة حكم يختاره المجنى عليه والمتهم طبقًا لتقاليد معينة‪ ،‬كانت الشرائع‬
‫المختلفة تُحددها بكيفية تلزم القاضي بالسلبية والحياد‪ ،‬بأن يقتصر دوره على الموازنة بين األدلة المق ّدمة من‬
‫ألن الخصومة الجنائية كانت حقًا شخصيًا لل ُم ّدعي‪.‬‬
‫الطرفين كالقاضي المدني حاليًا‪ّ ،‬‬

‫ثملثًم‪ :‬اإلجراءات شفهية وعلنية وكحضورية‪،‬‬


‫أي ال يُشترط فيها التدوين والكتابة‪ ،‬ويكون االتهام وال ُمحاكمة بحضرة الخصوم(المتهم والمضرور)‬
‫وغيرهم من الناس‪.‬‬
‫المتحدة األمريكية‬ ‫ال زالت آثار النظام االتهامي قائمة في بعض الدول الحديثة كإنكلترا والواليا‬
‫بشكل متطور نسبيا‪ ،‬حيث يوجد نائب عام ونائبه‪ ،‬كل منها موظف عام‪ ،‬اال أنّه ال يتدخل في مباشرة االتهام‬
‫أو القضايا التي تخلى عنها‬ ‫االهمية الخا ّ‬
‫صة كالجنايا‬ ‫الخطورة االجتماعية أو ذا‬ ‫اال في القضايا ذا‬
‫المجنى عليه برضائه أو لعدم قدرته على توكيل المحامي‪.‬‬
‫وعيب هذا النظام ّ‬
‫أن م ن شأن الكثير من الجرائم أن تفلت من العقاب‪ ،‬بسبب خطأ المجني عليه في‬
‫تحريك الدعوى الجزائية‪ ،‬أو لعدم رغبته في ال ُمتابعة أوخوفًا أو مصلحةً‪ ،‬وبالتالي تضعف القوة الردعية‬
‫للقانون الجنائي‪ ،‬م ّما يؤ ّدي إلى شيوع االجرام‪.‬‬
‫أن هذا النظام يُعاب من ناحية الدور السلبي للقاضي وانحصاره في الموازنة بين أدلّة الطرفين‬
‫كما ّ‬
‫ومن ث ّم الحكم ألقواهما ُح ّجة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫بعد تغيّر نظرة الفقه للجريمة واعتبارها اعتدا ًا على المجتمع وعلى المجني عليه وتط ّور مهوم الدولة‬
‫وظهورها بمظهر السلطة‪ ،‬ظهر هذا النظام التنقيبي القائم على تدخل السلطة في التحرّي والتحقيق‪ ،‬وعلى‬
‫توكيل طرف سلطة اتهام ترفع وتباشر الدعوى الجزائية نيابة عن المجتمع‪.‬‬

‫السياسية أصبحت‬ ‫ظهر نظام التنقيب والتحري بشكل الحق للنظام االتهامي‪ ،‬حيث بتطور الجماعا‬
‫الدولة تضطلع بوظيفة االمن الخارجي(مرفق الدفاع) واالمن الداخلي(مرفق الشرطة)‪ ،‬وإقامة العدل بين‬
‫على عاتقها كفالة حق‬ ‫قوة الدولة وأخذ‬ ‫المنظمة‪ ،‬ظهر‬ ‫الناس (مرفق القضاا)‪ ،‬وبتشكل الحكوما‬
‫التقاضي لألفراد وإقامة مرفق القضاا لتحقيق العدالة بين المواطنين‪ ،‬وأصبح للسلطة القضائية حق تعقب‬
‫ومالحقة الجاني بمجرد وقوع الجريمة ولو لم يُبلغ عنها المجنى عليه‪.‬‬

‫تميّز هذا النظام بخصائص ثالثة هي‪:‬‬


‫أ ّوالً‪ :‬القمء عبء اإلثبمت على سلطة عمومية‪:‬‬
‫هذه السلطة هي هيئة رسمية تُتابع الجاني وتُقدمه للمحكمة وتُقيم األدلة ض ّده‪ ،‬عكس النظام االتهامي‬
‫الذي يجعل هذه السلطة لألفراد وحدهم‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬يفصل في الخصومة قمضي ُمعيّن من قبل السلطة العم ّمة‪:‬‬


‫يكون القاضي كموظف عام وليس مختا ًرا من قبل أطراف الخصومة‪ ،‬وقد أ ّدى تجسيد هذا النظام إلى‬
‫زوال تحكم القضاا االختياري‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬اإلجراءات كتمبية سريّة‪:‬‬


‫الخصومة كتابية وسرية حتى بالنسبة للخصوم‪ ،‬إذ قد تُتخذ في غيابهم‪ .‬وقد تكون‬ ‫تكون إجرااا‬
‫عالنية أحيانًا‪.‬‬
‫ويُعاب على هذا النظام إهداره حق المتهم في ال ُمساواة مع خصمه‪ ،‬وهو جهة االتهام التي لها حق‬
‫القبض والحبس والتفتيش ض ّد المتهم بل وحتى التعذيب‪ .‬باالضافة إلى إمكانية حدوث الخطأ القضائي‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫غالبًا ما يكون بين المذاهب الفقهية المتنافرة مذهبًا وسطًا توفيقيًا‪ ،‬وعلى مستوى التشريع لم يعُد هناك تشريع‬
‫يعتنق أحد المذهبين السابقين لوحده على حالته‪ ،‬وإنما يمجز بين مزايا المذهبين ويتفادى عيوبهما‪.‬‬
‫لهذا النظام المذهب المختلط خصائص ثالثة هي‪:‬‬
‫ال ُمح ّددة للمجنى‬ ‫أ ّوالً‪ :‬يباشر االتهام أعضاا النيابة العا ّمة بصفة أصلية‪ ،‬ويجوز في بعض الحاال‬
‫عليـه أو المدعي المدني تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬ومثال ذلك من التشريع الجزائري‪ ،‬نصّ الما ّدة األولى‬
‫يحركها ويباشرها رجال القضاا أو‬ ‫ُمكرّر فقرة‪0‬وفقرة‪ 5‬من ق إ ج‪ " .‬الدعوى العمومية لتطبيق العقوبا‬
‫الموظفون المعهود إليهم بها بمقتضى القانون ‪.‬‬
‫كما يجوز أيضا للطرف المضرور أن يحرك هذه الدعوى طبقا للشروط المحددة في هذا القانون" ‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬يفصل في الدعوى الجزائية قاض ُمعين من طرف السلطة العا ّمة‪ ،‬ويحكم حسب اقتناعه‬
‫الشخصي المك ّون من فحص األدلة بالنسبة للجنايا ‪ ،‬وهو ما ذهب إليه ال ُمشرّع الجزائري مثالًا في الما ّدة‬
‫‪ 417‬من قانون اإلجرااا الجزائية‪ ،‬ومن األدلة التي ت ّمت مناقشتها أمامه حضوريا بالنسبة لغيرها‪ ،‬طبقًا‬
‫للمادة ‪ 505‬من نفس القانون‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬ت ُم ّر الدعوى بمرحلة البحث والتحري(االستدالل) ثم مرحلة التحقيق القضائي االبتدائي‪ ،‬وفيهما‬
‫شفهية علنية حضورية‪ ،‬وهو‬ ‫كتابية وس ّرية‪ ،‬ثم مرحلة المحاكمة وفيها تكون اإلجرااا‬ ‫تكون اإلجرااا‬
‫كذلك موافق لموقف ال ُمشرّع الجزائري‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫يتّسم النظام القضائي الحالي في الجزائر بأنّه نظام ُمزدوج‪ ،‬ينقسم إلى قضاا إداري ينظر في‬
‫الناشئة بين االفراد‪.‬‬ ‫اإلدارية التي تكون الدولة طرفًا فيها‪ ،‬وقضاا عادي يفصل في النزاعا‬ ‫المنازعا‬
‫والقضاا العادي‪ ،‬يُمكن تقسيمه بدوره إلى قضاا مدني وقضاا جزائي‪.‬‬
‫نتعرّف في هذا المطلب على هيكلة وتنظيم القضاا الجزائي في الجزائر‪ ،‬ث ّم على المبادئ التي تحكم‬
‫هذا القضاا الجزائي في القانون الجزائري‪.‬‬

‫ينتمي القضاا الجزائي إلى القضاا العادي ويمثل جز ًا كبيرًا منه‪ .‬وهو يتك ّون من ثالثة أجهزة رئيسية‬
‫‪ -‬قضاا الحكم‪.‬‬ ‫‪ -‬قضاا التحقيق‪،‬‬ ‫هي‪ - :‬قضاا النيابة‪،‬‬
‫وهي ُمتواجدة على مستوى جها االختصاص العام‪ ،‬والجها ال ُمتخصّصة‪.‬‬

‫يوجد على مستوى المحكمة االبتدائية والمجلس القضائي والمحكمة العليا ثالث أجهزة للقضاا الجزائي‬
‫هي جهاز النيابة وجهاز التحقيق وجهاز الحكم‪:‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬قضمء النيمبة‪:‬‬


‫يختصّ بمتابعة ال ُمتهمين بارتكاب الجرائم ومباشرة الدعوى الجزائية نيابة عن المجتمع‪ ،‬كما له مهام‬
‫إضافية أخرى كاالشراف على كتابا الضبط‪ ،‬واالشراف على الضبطية القضائية‪ ،‬والحالة المدنية‪....‬إلخ‪.‬‬
‫يمثل قضاا النيابة على ُمستوى المحكمة االبتدائية وكيل الجمهورية ووكالا جمهورية مساعدين‪.‬‬
‫يمثل قضاا النيابة على ُمستوى المجلس القضائي نائب عام ونواب عا ّمون ُمساعدون‪.‬‬
‫يمثل قضاا النيابة على مستوى المحكمة العليا نائب عام لدى المحكمة العليا ونواب عا ّمون ُمساعدون‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ثمنيًم‪ :‬قضمء التحقيق‪:‬‬
‫يختص بالبحث والتحقيق في الجرائم وتدوين محاضر التحقيق‪ ،‬وذلك بنا ًاا على طلب وكيل‬
‫الجمهورية أو المضرور عن طريق االدعاا المدني‪ .‬يضطلع به على ُمستوى المحكمة االبتدائية قاضي‬
‫تحقيق‪ ،‬وعلى ُمستوى المجلس ُغرفة االتهام ال ُمتك ّونة من رئيس و ُمستشارين اثنين‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬قضمء الحام‪:‬‬


‫قضائية‪.‬‬ ‫يُمثّل الجهاز القضائي الذي يتولى الفصل في الخصومة الجزائية بموجب أحكام وقرارا‬
‫يتك ّون هيكليًا من أقسام على ُمستوى المحكمة هي ‪0‬ـ قسم الجنح‪5 ،‬ـ قسم المخالفا ‪4 ،‬ـ قسم االحداث‪،‬‬
‫ويتك ّون كل قسم من كتابة ضبط وقاضي‪ ،‬ويُساعد قاضي االحداث ُمساعدين اجتماعيين‪ .‬وعلى ُمستوى‬
‫المجلس القضائي يتك ّون من الغرفة الجزائية وغرفة االحداث‪ ،‬حيث تتش ّكل كل غرفة من قاضي رئيس‬
‫وقاضيين ُمستشارين‪ ،‬وتزيد ُغرفة االحداث ب ُمساعدين اجتماعيين‪.‬‬
‫وتُعتبر المحكمة العُليا هيئة ُمق ّومة لعمل قضاة الموضوع في المجالس القضائية والمحاكم من الناحية‬
‫القانونية‪ ،‬وتعمل على توحيد االجتهاد القضائي‪ .‬وهي اآلخرى توجد بها الغرفة الجزائية(للجنح والمخالفا )‬
‫والغرفة الجنائية(للجنايا )‪.‬‬
‫طبقًا للما ّدة ‪ 03‬من القانون العضوي رقم ‪ 12-11‬المؤرّخ في ‪ 26‬يوليو‪ ،)1(2011‬يُح ّدد تنظيم‬
‫المحكمة العليا وعملها واختصاصاتها‪ ،‬تفصل غرف وأقسام المحكمة العليا بتشكيلة جماعية من ثالثة )‪(3‬‬
‫قضاة على االقل‪.‬‬

‫الجزائية بفكرة القضاا المتخصّص‪ ،‬فكان‬ ‫عمل ال ُمشرّع الجزائري منذ صدور قانون اإلجرااا‬
‫يكرّسها في السابق مثالً في محاكم أمن الد ّولة‪ ،‬ومحاكم قمع الجرائم االقتصادية‪ ،‬وهو حاليًا يجسّدها في‬
‫األقطاب القضائية والمحاكم المتخصّصة‪:‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬األقطمب القضمئية المتخ ّ‬


‫صصة‪:‬‬
‫االختصاص‬ ‫الجزائية بين األقطاب ذا االختصاص الجهوي و األقطاب ذا‬ ‫يُميّز قانون اإلجرااا‬
‫الوطني‪.‬‬

‫(‪ )1‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 35‬في ‪ 40‬يوليو ‪.5100‬‬


‫‪15‬‬
‫أ) األقطمب القضمئية الجهوية‪:‬‬
‫ت ّم إنشاا أقطاب قضائية جزائية ُمتخ ّ‬
‫صصة بموجب القانون رقم ‪13‬ـ‪ 03‬المؤرخ في ‪ 01‬نوفمبر ‪5113‬‬
‫الجزائية‪ ،‬وهي تُمثل امتدادًا لالختصاص االقليمي لبعض المحاكم في‬ ‫ال ُمعدل والمت ّمم لقانون اإلجرااا‬
‫جرائم ُمعيّنة إلى دوائر اختصاص محاكم ومجالس قضائية أخرى بالنسبة لوكيل الجمهورية وقاضي التحقيق‬
‫وقاضي الحكم عن طريق التنظيم (المواد ‪31 ، 5-47‬مكرر‪ 453 ،‬ق إ ج)‪ ،‬وذلك في جرائم المخدرا‬
‫وجرائم تبييض‬ ‫والجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية‪ ،‬والجرائم الماسة بأنظمة المعالجة االلية للمعطيا‬
‫االموال وجرائم اإلرهاب والجرائم المتعلقة بالتشريع الخاص بالصرف‪ .‬وقد صدر التنظيم الذي يُم ّدد‬
‫اختصاص أربع محاكم هي محاكم سيدي مح ّمد وورقلة وقسنطينة ووهران‪ ،‬وهو المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 438-16‬المؤرخ في ‪ 12‬أكتوبر‪ ،5116‬المع ّدل بموجب المرسوم التنفيذي ‪06‬ـ‪ 567‬في ‪ 07‬أكتوبر ‪.5106‬‬

‫ب) األقطمب الوطنية‪:‬‬


‫‪ )1‬القطب الجزائي االقتصمدي المملي‪:‬‬
‫استحدث ال ُمشرّع الجزائري هذا القطب الوطني بموجب األمر رقم ‪ 13-51‬المؤرّخ في‬
‫(‪)1‬‬
‫الجزائية وهو قطب قضائي ذو اختصاص جزائي وطني‪،‬‬ ‫ال ُمع ّدل لقانون اإلجرااا‬ ‫‪41‬غشت‪5151‬‬
‫ُمتخصّص في الجرائم االقتصادية والمالية‪ ،‬نظّمه في باب جديد هو الباب الرابع من الكتاب األول من ق إ ج‬
‫تض ّمن المواد من ‪ُ 500‬مكرّر إلى ‪ُ 500‬مكرّر‪ ،15‬وهو ينعقد في مقر مجلس قضاا العاصمة‪ .‬فبالنسبة للمتابعة‬
‫والتحقيق يتك ّون من وكيل جمهورية ومساعديه وقضاة تحقيق‪ ،‬وبالنسبة لقضاا الحكم تختصّ به محكمة‬
‫سيدي مح ّمد في قضايا الجنح وهي جنح الفساد (كجرائم الرشوة واالختالس وتبييض االموال)‪ ،‬وجنح‬
‫بمجلس قضاا‬ ‫ينعقد االختصاص لمحكمة الجنايا‬ ‫التهريب‪ ،‬وجرائم الصرف وفي قضايا الجنايا‬
‫العاصمة‪ ،‬مثل جنايا الغش الضريبي وتهريب األسلحة‪.‬‬
‫كما يختصّ هذا القطب االقتصادي والمالي كذلك في الجرائم االقتصادية والمالية األكثر تعقيدًا أوشديدة‬
‫التعقيد والجرائم ال ُمرتبطة بها‪.‬‬
‫وتُعرّف الجرئم االقتصادية المالية األكثر تعقيدًا في الما ّدة ‪500‬مكرّر‪ 3‬من ق إ ج بأنّها الجريمة التي‬
‫بالنظر إلى تع ّدد الفاعلين أو الشركاا أو المتضررين أو بسبب اتساع الرقعة الجغرافية لمكان ارتكاب‬
‫الجريمة أو جسامة االضرار المترتّبة عليها أو لصبغتها ال ُمنظمة أو العابرة للحدود الوطنية أو الستعمال‬
‫وسائل تكنولوجيا االعالم واالتصال في ارتكابها‪ ،‬تتطلب اللجوا إلى وسائل تحري خا ّ‬
‫صة أوخبرة فنية‬
‫متخصّصة أوتعاون قضائي دولي‪.‬‬

‫(‪ )1‬ج ر عدد ‪ 20‬بتاريخ ‪ 40‬غشت ‪.5151‬‬


‫‪16‬‬
‫‪ )2‬القطب الجزائي الوطني لمامفحة جرائم تانولوجيمت االعال واالتصمل‪:‬‬
‫استحدث ال ُمشرّع الجزائري هذا القطب القضائي سنة ‪ 5150‬بموجب األمر ‪ 00-50‬المؤرّخ في ‪52‬‬
‫الجزائية ويظيف بابًا سادسًا في الكتاب األول‪ ،‬يعنونه بالقطب‬ ‫‪ 5150‬الذي يُت ّمم قانون اإلجرااا‬ ‫أو‬
‫االعالم واالتصال تض ّمن المواد‪500‬مكرر‪-22‬‬ ‫الجزائي الوطني لمكافحة الجرائم ال ُمتصلة بتكنولوجيا‬
‫‪500‬مكرر‪.)1(29‬‬

‫صصة‪:‬‬
‫ثمنيًم‪ :‬المحمكم ال ُمتخ ّ‬
‫نصّ القانون العضوي المتعلّق بالتنظيم القضائي‪12 ،‬ـ‪ 00‬المؤرّخ في ‪07‬يوليو ‪ 5112‬في فصله الرابع‬
‫(المواد ‪08‬إلى‪ )51‬على جهتين قضائيتين جزائيتين متخ ّ‬
‫صصتين هما محكمة الجنايا والمحكمة العسكرية‪.‬‬

‫أ) محامة الجنميمت‪:‬‬


‫هي جهاز قضائي يختصّ بالنظر والفصل في قضايا الجنايا ‪ ،‬أي التي يكون‬ ‫محكمة الجنايا‬
‫موضوعها جريمة توصف بالجناية وما ارتبط بها من جنح‪ ،‬تكمن خصوصية هذه المحكمة في تشكيلها‬
‫واإلجرااا المتبعة أمامها‪.‬‬
‫استئنافية‪ ،‬تنعقدان في دورة‬ ‫يوجد في مق ّر كل مجلس قضائي محكمة جنايا ابتدائية ومحكمة جنايا‬
‫عادية كل(‪)4‬أشهر مع جواز تمديد الدورة أو انعقاد دورا إضافية عند الحاجة(الم‪ 524‬ق إ ج)‪.‬‬
‫االبتدائية من (‪)4‬ثالثة قضاة فيهم قاضي رئيس برُتبة ُمستشار بالمجلس‬ ‫تتشكل محكمة الجنايا‬
‫القضائي على االقل‪ ،‬وقاضيين مساعدين‪ ،‬وأربعة محلّفين‪.‬‬
‫االستئنافية من (‪)4‬ثالثة قضاة (قاض برتبة رئيس غرفة بالمجلس القضائي‬ ‫وتتشكل محكمة الجنايا‬
‫على االقل رئيسًا‪ ،‬وقاضيين ُمساعدين وأربعة ُمحلّفين‪.‬‬
‫وفي قضايا اإلرهاب وال ُمخ ّدرا والتهريب تتش ّكل المحكمتان بدون ُمحلفين‪.‬‬

‫ب) المحامة العسارية‪:‬‬


‫الجزائية بل قانون القضاا‬ ‫هذه المحكمة ليست تابعة للقضاا العادي وال ينظمها قانون اإلجرااا‬
‫العسكري الصادر بموجب األمر ‪70‬ـ‪ 58‬المؤرّخ في ‪ 55‬أفريل ‪ 0370‬ال ُمع ّدل وال ُمت ّمم بالقانون ‪08‬ـ‪03‬‬
‫في‪ 53‬يوليو‪ ،5108‬تختصّ بالفصل في الدعوى العمومية الناجمة عن الجرائم العسكرية‪.‬‬
‫توجد محكمة عسكرية ابتدائية ومجلس استئناف عسكري في كل ناحية من النواحي العسكرية الستة‬
‫(‪ )6‬وهي البليدة‪ ،‬االغواط‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬وهران‪ ،‬ورقلة‪ ،‬تمنراست‪.‬‬

‫(‪ )1‬ج ر عدد ‪ 62‬بتاريخ ‪ 56‬غشت ‪.5150‬‬


‫‪17‬‬
‫الجزائية‪،‬‬ ‫حسب ما نصّ عليه الدستور الجزائري وما نصّت عليه الما ّدة األولى من قانون اإلجرااا‬
‫يقوم النظام القضائي الجزائي على مجموعة من المبادئ‪ ،‬تعمل على التوفيق والموازنة بين مصلحتين‬
‫مختلفتين‪ ،‬بين المصلحة العا ّمة للمجتمع في كشف حقيقة الجريمة وإنزال العقاب على مرتكبها‪ ،‬وبين مصالح‬
‫المواطن المتقاضي في الدعوى الجزائية بحماية حريته الشخصية وضمان عدالة المحاكمة‪ .‬ويمكن تلخيض‬
‫هذه المبادئ فيما يلي‪:‬‬

‫تتطلّب حماية المجتمع من الجريمة معاقبة كافّة المجرمين بحزم وأن تكون القواعد االجرائية الرامية‬
‫صرامة ال يُفلت منها المجرمون‪ ،‬وهذه المصلحة األساسية للمجتمع تُجسّدها مجموعة‬ ‫إلى تحقيق ذلك ذا‬
‫من المبادئ‪:‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬مبدأ تدخل السلطة القضمئية‪:‬‬


‫تُجسّده قاعدة " ال عقوبة إالّ بحُكم قضائي"‪ ،‬حيث تنص الما ّدة ‪ 067‬من الدستور ضمن الفصل المتعلّق‬
‫بالقضاا " تخضع العقوبا الجزائيّة لمبدأي ال ّشرعيّة وال ّشخصيّة "‬

‫ثمنيًم‪ :‬مبدأ فصل المهم القضمئية‪:‬‬


‫يتميّز القضاا الجزائي بالفصل بين وظيفة االتهام‪ ،‬ووظيفة التحقيق‪ ،‬ووظيفة الحكم‪ ،‬فال سلطة وال‬
‫تأثير ألحدها على اآلخرى‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬مبدأ ُ‬
‫سرعة اإلجراءات‪:‬‬
‫هذا المبدأ يحقق مصلحة المجتمع ومصلحة المتهم في نفس الوقت‪ ،‬حيث يهدف هذا المبدأ إلى التعجيل‬
‫المتابعة والتحقيق والحكم‪ .‬فهو حق‬ ‫بمحاكمة مرتكبي الجريمة وعدم اإلطالة والتباطؤ في اتخاذ إجرااا‬
‫للمتهم يُلقي على السلطة القضائية التزام بالتحرّك السريع والتصرّف الفوري في الدعوىوعدم إطالة‬
‫االجرااا وحجز المتهم وحبسه االحتياطي‪.‬‬
‫األمر الجزائي‪ ،‬والمثول الفوري‪ ،‬واالستدعاا المباشر‪ ،‬وقصر اآلجال (آجال‬ ‫ومن أمثلتها إجرااا‬
‫االستجواب والطعن والتبليغ‪ )..‬مقارنة مع اإلجرااا المدنية واإلدارية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫إن ُمتطلّبا‬
‫الجزائية سياجًا للحرية الشخصية للمواطنين‪ ،‬ولذلك ف ّ‬ ‫ينبغي أن يكون قانون االجرااا‬
‫حماية الحرّية الشخصية تأبى االعتماد على القواعد اإلجرائية الصارمة‪ ،‬خوفًا من مخاطر أخذ األبرياا‬
‫وإدانتهم‪ ،‬وهو ما دفع المشرّع إلى تكريس حزمة من المبادئ الضامنة لحقوق المتهم في القضية الجزئية‪.‬‬

‫أ ّوالً‪:‬مبدأ التقمضي على درجتين‪:‬‬


‫تنصّ علهذا المبدأ الما ّدة ‪ 062‬من الدستور الجزائري بتقريرها أنّه " يضمن القانون التقاضي على‬
‫الجزائية‪ ،‬بنصّها‬ ‫تطبيقه "‪ .‬وتؤ ّكده الما ّدة األولى من قانون اإلجرااا‬ ‫درجتين‪ ،‬ويحدد شروط وإجرااا‬
‫أن لكل شخصحُكم عليه الحق في أن تنظر في قضيته جهة قضائية عليا‪ ،‬و تُكرّسه أحكام حق‬
‫في آخر فقره ّ‬
‫الطعن باالستئناف‪ ،‬الذي يُم ّكن من إعادة النظر في الملف الجزائي من طرف جهة قضائية أعلى من األولى‬
‫وذا تشكيلة ُمختلفة‪ ،‬ويُطبّق ذلك في قضاا الحكم وقضاا التحقيق‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬مبدأ الشرعية اإلجرائية‪:‬‬


‫تعني الشرعية االجرائية عدم جواز ا تّخاذ أ ّ‬
‫ي إجراا ض ّد أ ّ‬
‫ي شخص ما لم يكن القانون هو مصدر هذا‬
‫اإلجراا‪ ،‬وما لم يكن هذا اإلجراا مسمو ًحا به من طرف القانون‪ ،‬وأ نّه ال يجوز الحكم على شخص وادانته‬
‫التي رسمها القانون‪ .‬ومن أمثلته شرعية إجرااا‬ ‫إال عن طريق دعوى قضائية تسير وفق اإلجرااا‬
‫المتابعة والتوقيف واالحتجاز المنصوص عليها في الما ّدة ‪ 33‬من الدستور التي تنصّ أنّه ال يُتابع أحد‪ ،‬وال‬
‫يُوقف أو يُحتجز‪ ،‬إالّ ضمن الشروط المح ّددة بالقانون‪ ،‬وطبقًا لألشكال الّتي نصّ عليها‪ .‬وكذا شرعية الدليل‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬مبدأ ال ُمسمواة وتوازن األطراف أمم القضمء‪:‬‬


‫يصد به ّ‬
‫أن جميع أطراف الخهصومة يتمتعون بنفس الضماناة عند االلتجاا إلى القضاا‪ ،‬دون تمييز‬
‫بين ال ُمتقاضين ألي سبب كان ‪ ،‬فال يجوز طبقًا لهذا المبدأ تمييز رئيس الجمهورية أو الوزراا والوالة‬
‫واألغنياا وأصحاب المناصب السامية في الدولة عن بقية المواطنين‪.‬‬
‫تُكرّس هذا المبدأ في الدستور مجموعة من المواد من بينها المادة ‪ " 062‬أساس القضاا مبادئ‬
‫ال ّشرعيّة والمساواة‪ .‬الك ّل سواسية أمام القضاا‪ ،‬وهو في متناول الجميع ويجسّده احترام القانون"‪ .‬والما ّدة‬
‫‪ " 063‬يحمي القضاا المجتمع وحقوق وح ّريّا المواطنين‪.‬‬
‫ومفاد المبدأ أن يضمن القاضي حياده أمام أطراف القضية الجزائية‪ ،‬ويُم ّكن الجميع من حقوقهم‬
‫اإلجرائية‪ ،‬وأن يُمارس سلطته التقديرية بعدل عند تفريد العقوبة وبشكل يراعي اختالف ظروف وحالة‬
‫األشخاص‪ ،‬واحترام أحكام الحصانة القضائية واألسرية‪ ،‬وكذا مراعاة خصوصية األحكام اإلجرائية في‬
‫‪19‬‬
‫بعض أنواع الجرائم كالجرائم االقتصادية واإلرهابية‪ ،‬وأن يحاكم المتهم أمام قاضيه الطبيعي وأن يقلّل من‬
‫اللجوا إلى القضاا االستثنائي‪.‬‬

‫راب ًعم‪ :‬مبدأ الضرورة والمالءمة في اإلجراءات القسرية‪:‬‬


‫التي فيها مساس بحرية‬ ‫القضائية ال ينبغي أن تلجأ إلى االجرااا‬ ‫مفاد هذا المبدأ ّ‬
‫أن على السلطا‬
‫الشخاص وحرمتهم الخاصّة عندما تقتضي الضرورة الالزمة والملحة‪ ،‬وأن يثبت أنّه ال يمكن كشف حقيقة‬
‫الجريمة وأدلتها إال بواسطة هذه االجرااا ‪ ،‬مثل النصّ على الطابع االستثنائي للحبس المؤقّت في الما ّدة‬
‫‪ 054‬من ق إ ج ج‪ ،‬والنص على احترام حرمة الحياة الخاصّة‪ :‬طبقًا للمادة ‪ 11‬ق إ ج والنص على شرط‬
‫الضرورة والمالامة في الما ّدة ‪ُ 62‬مكرّر‪ 2‬و‪ُ 62‬مكرّر‪ .00‬ق إ ج في االساليب الخاصّة للتحرّي والتحقيق‪.‬‬

‫سم‪ :‬مبدأ المحمكمة العمدلة‪:‬‬


‫خمم ً‬
‫هو مبدأ يكرّس حق المتهم في محاكمة ُمنصفة نصّت عليه الما ّدة األولى من قانون اإلجرااا الجزائية‬
‫الجزائري والما ّدة ‪ 30‬من الدستور الجزائري‪ ،‬وتعتبر أغلب المبادئ اآلخرى خادمة لهذا المبدأ‪ ،‬فيجسّده مثالً‬
‫وحق المحاكمة السريعة وتُعتبر قرينة البرااة من أه ّم‬ ‫حق الدفاع وقرينة البرااة وحق االدالا بالتصريحا‬
‫الضمانا التي تكفل المحاكمة ال ُمنصفة‪ ،‬تاخذ به جميع التشريعا االجرائية في العالم‪.‬‬
‫ويُعرّف مبدأ أصل البرااة بأنّه ُمعاملة الشخص مشتبهًا به كان أو مته ًما في جميع مراحل االجرااا‬
‫ومهما كانت جسامة الجريمة التي نُسبت إليه على أنّه بريا حتى تثبُت إدانته بحكم قضائي با وفقًا‬
‫للضمانا التي قرّرها القانون للشخص‪ ،‬وبهذه الصيغة تقريبًا عبّر الما ّدة من الدستور الجزائري‪.‬‬
‫يُعبّر عن قرينة البرااة في الشريعة االسالمية بقاعدة " درا الحدود بالشبها " وهي قاعدة إسالمية‬
‫طبقها الفقهاا في مجال القضاا فقرّروا ّ‬
‫أن األصل في اإلنسان برااة جسده من القصاص والحدود‬
‫والتعزيرا ‪ .‬ويترتّب عن مبدأ قرينة البرااة ثالث نتائج مه ّمة بمثابة قواعد مبدئية تُعبّر عن اليقين القضائي‪،‬‬
‫وهي‪0 :‬ـ أن يقع عبا اإلثبا على سلطة االتهام‪5 ،‬ـ أن يُفسّر ال ّش ُ‬
‫ك لمصلحة ال ُمتّهم‪4 ،‬ـ الحق في الصمت‬
‫دون اعتباره دليالً على ثبو التُهمة‪.‬‬

‫سم‪ :‬كحممية كحقوق ضحميم الجريمة‪:‬‬


‫سمد ً‬
‫نصّ الدستور الجزائري على هذه الحماية في الما ّدة ‪ " 077‬يحق للمتقاضي المطالبة بحقوقه أمام‬
‫الجها القضائية‪ ،‬ويمكنه أن يستعين بمحام خالل كل اإلجرااا القضائية "‪ ،‬وأ ّكد عليها قانون االجرااا‬
‫الجزائية الجزائري في الفقرة ‪ 2‬من الما ّدة األولى منه‪ ،‬بتقريرها أن " السلطة القضائية تسهر على إعالم‬
‫ذوي الحقوق المدنية و ضمان حماية حقوقهم خالل كافّة اإلجرااا "‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫التعريف بالدّعوى العمومية‬

‫الدعوى بصفة عا ّمة هي الوسيلة القانونية اإلجرائية التي يُرف ُع بها النزاع إلى القضاا من أجل الفصل‬
‫في ُخصومة بموجب حُكم قضائي‪ ،‬وبحسب موضوع وطبيعة النزاع أو الخصومة يكون نوع الدعوى (مثل‬
‫الدعوى المدنية والدعوى اإلدارية‪ ،‬والدعوى التجارية‪...‬إلخ)‪.‬‬
‫فإذا كان موضوع النزاع أو الخصومة هو الجريمة‪ ،‬فإنّه يُرف ُع أمام القضاا الجزائي بواسطة الدعوى‬
‫الجزائية أو العمومية لل ُمطالبة بحق الدولة في العقاب في مواجهة ُمرتكب الجريمة‪ ،‬والذي ال يمكن استيفاؤه‬
‫إالّ بحكم قضائي استنادًا للمبدأ الفقهي " ال عقوبة بغير حكم قضائي "‪.‬‬
‫تحريكها وأسباب انقضائها‪ ،‬لكن بعد‬ ‫نتناول في هذا الفصل أطراف الدعوى العمومية وإجرااا‬
‫التعريف بالدعوى العمومية وخصائصها‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أطراف الدعوى العمومية ( ـ التعريف بالدعوى العمومية ـ النيابة العا ّمة‪ ،‬ـ ال ُمتهم)‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تحريك الدعوى العمومية ( ـ سلطة التحريك ـ طرق التحريك ـ قيود التحريك)‬
‫المبحث الثالث‪ :‬انقضاا الدعوى العمومية (ـ األسباب العا ّمة‪ ،‬ـ األسباب الخاصّة)‪.‬‬

‫لكل دعوى قضائية طرفان هما ال ُم ّدعي وال ُم ّدعى عليه‪ ،‬فالم ّدعي في الدعوى العمومية هو النيابة‬
‫العا ّمة التي تُباشر الدعوى باسم ال ُمجتمع‪ ،‬وال ُم ّدعى عليه هو ال ُمتهم‪.‬‬

‫ما المقصود بالدعوى العمومية‪ ،‬وما هو موضوعها‪ ،‬وما الفرق بينها وبين الدعوى المدنية‪ ،‬وما هي‬
‫أهم الخصائص التي تمتاز بها‪.‬‬

‫ـ الدعوى العمومية أو الدعوى الجزائية هي حق إجرائي يم ّكن الدولة من اللجوا إلى القضاا الجزائي‬
‫للحصول على حكم االدانة والعقاب ض ّد مرتكب الجريمة‪ .‬وتُس ّمى ال ّدعوى العمومية حسب الما ّدة ‪ُ 0‬مكرّر‬

‫‪21‬‬
‫والما ّدة ‪ 53‬من ق إ ج‪ ،‬سببها مخالفة قانون العقوبا وهدفها تطبيق الجزاا على الشخص الذي اعتدى على‬
‫المجتمع بجريمته إ ّما بعقوبة أو بتدبير أمني‪.‬‬
‫ـ وتُعرّف الدعوى العمومية كذلك بأنّها الدعوى التي تُباشر باسم ال ُمجتمع من طرف النيابة العا ّمة‬
‫إلثبا الجريمة بواسطة حكم صادر عن القضاا ال ُمختص يُقرّر إدانة المتهم والعقوبة ال ُمطبّقة طبقًا للقانون‪،‬‬
‫بهدف رد االعتبار لل ُمجتمع عن الضرر الذي ألحقته به الجريمة‪.‬‬
‫ـ وتُعرّف بأنّها نشاط إجرائي يمارس أمام القضاا الجزائي بواسطة النيابة العا ّمة للفصل في مدى نسبة‬
‫الجريمة إلى شخص معيّن‪ ،‬والحكم بجزاا مقرّر بمقتضي القانون‪.‬‬
‫تمارسها النيابة العا ّمة باسم المجتمع أمام القضاا‬ ‫ـ وهناك من يُعرّفها بأنّها مجموعة من اإلجرااا‬
‫وقوع جريمة ونسبتها إلى مرتكبها‪ ،‬تنتهي بصدور حكم فاصل في الموضوع يقضي‬ ‫المختص بهدف إثبا‬
‫بالجزاا المنصوص عليه قانونًا‪.‬‬
‫تبدأ الدعوى الجزائية بتحريكها بإحدى طُرق التحريك المح ّددة قانونًا‪ ،‬وتنتهي بصدور حكم نهائي‪.‬‬

‫يمكن أن ينشأ عن الجريمة نوعان من الدعاوى هما الدعوى العمومية باعتبار الجريمة خطأ جزائيًا‪،‬‬
‫والدعوى المدنية باعتبار الجريمة خطأ مدنيًا يُرتب ضررًا مستحق التعويض‪ ،‬حيث تختلف الدعوى‬
‫العمومية عن الدعوى المدنية من حيث الموضوع واألطراف واإلجرااا ‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬من كحيث السبب والموضوع‪:‬‬


‫يتمثل سبب الدعوى العمومية في الجريمة‪ ،‬وموضوعها هو المطالبة بالعقاب بتطبيق قانون العقوبا ‪.‬‬
‫بينما سبب الدعوى المدنية هو الضرر‪ ،‬وموضوعها المطالبة بجبر الضرر والتعويض طبقًا للقانون المدني‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬من كحيث األطراف‪:‬‬


‫تُباشر الدعوى العمومية من طرف النيابة العا ّمة ض ّد المتهم‪ ،‬في حين يتمثل أطراف الدعوى المدنية‬
‫في ال ُمدعي المدني والمدعى عليه بالحق المدني‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬من كحيث اإلجراءات‪:‬‬


‫الجزائية ويختص بها القاضي الجزائي‪ .‬وتخضع الدعوى‬ ‫تخضع الدعوى العمومية لقانون اإلجرااا‬
‫المدنية في االصل لقانون اإلجرااا المدنية ويختص بها القاضي المدني‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫أ ّوالً‪ :‬شرط وجود الجريمة‪:‬‬
‫ال تنشأ الدعوى العمومية اال عن جريمة‪ ،‬فإذا كان الفعل ال يحمل تكييفًا جنائيًا حسب قانون العقوبا‬
‫بسبب انعدام النّص أو بسبب عفو شامل أو إلغاا للنصّ أو تقادم للجريمة‪ ،‬فال وجود لها‪.‬‬
‫ولذلك فالتح ّريّا التي يُجريها وضباط الشرطة القضائية تحت إدارة وإشارف النيابة العا ّم‪،‬ة هي بحث‬
‫وتحرّي عن وجود الجريمة حتى يتأ ّكد من الح ّ‬
‫ق في الدعوى العمومية‪ .‬تنصّ الما ّدة ‪ 53‬من ق إ ج " ولها‬
‫في سبيل مباشرة وظيفتها ( أي النيابة) أن تلجأ إلى الق ّوة العمومية‪ ،‬كما تستعين بأعوان وضباط الشرطة‬
‫القضائية" مثالً مثل فتح تحقيق عند اكتشاف ُجثّة لمعرفة ما إذا كان سبب الوفاة هو جريمة أم وفاة طبيعية‪،‬‬
‫ك واشتباه (الما ّدة‪ 65‬ق إ ج)‪ .‬ويحق للشرطة القضائية اتخاذ‬
‫عندما تكون أسباب الوفاة مجهولة أو محل ش ّ‬
‫إجرااا التفتيش والحجز والمعاينا والفحوصا التقنية والعلمية‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬شرط توافر الح ّد االدنى من قرائن االتهم ‪:‬‬


‫ال يمكن توجيه االتهام رسمية ألي شخص مشكو ض ّده أو مشتبهًا به اال بتوفّر قدر من القرائن والدالئل‬
‫الجزائية‪..." ،‬وإذا قامت‬ ‫التي تُرجّح احتمال ارتكابه للجريمة‪ ،‬حيث تنصّ الما ّدة‪ 20‬من قانون اإلجرااا‬
‫ض ّد شخص دالئل قوية ومتممساة من شأنهم التدليل على اتهممه فيتعين على ضابط الشرطة القضائية أن‬
‫يقتاده إلى وكيل الجمهورية دون أن يحجزه لديه أكثر من ثمان وأربعين ساعة " ‪.‬‬
‫ونصّت الفقرة السابقة أنّه " غير ّ‬
‫أن االشخاص الذين ال توجد أيّة دالئل تجعل ارتكابهم أو محاولة‬
‫ارتكابهم للجريمة ُمر ّجحًا‪ ،‬ال يجوز توقيفهم سوى المدة الالزمة ألخذ أقوالهم "‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬شرط اختصمص القضمء الجزائري بملدعوى العمومية‪:‬‬


‫يُشترط أن تدخل الجريمة في اختصاص الجها القضائية الجزائية طبقًا لنص الما ّدة ‪ 5،0/4‬من قانون‬
‫العقوبا الجزائري والمواد ‪285‬ـ‪ 230‬من ق إ ج‪ ،‬بأن تكون خالية من موانع االختصاص التي تُقرّرها‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫تتميّز الدعوى العمومية بأربع خصائص هي العمومية والتلقائية وال ُمالامة وعدم القابلية للتنازل‪.‬‬
‫أ ّوالً‪ :‬العمومية‪:‬‬
‫تتصف الدعوى الجزائية بالعمومية ألنّها ملك لعا ّمة المجتمع تُحقق مصلحة عا ّمة تتمثل في اقتضاا‬
‫حق العقاب‪ ،‬ولذلك تس ّمى السلطة المكلّفة بتمثيلها بالنيابة العا ّمة م ‪ 0/5‬ق إ ج‪ .‬وال يُنقص من عموميتها ذلك‬
‫االستثناا الذي يُقرّره القانون بإعطاا حق تحريكها للمتضرّر من الجريمة أو بعض االدارا ‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬ال ُمالءمة‪:‬‬


‫تملك النيابة العا ّمة صالحية وحرية اختيار اإلجراا المالئم في تحريك الدعوى العمومية أو في عدم‬
‫تحريكها طبقًا للما ّدة ‪ 46‬من ق إ ج‪ .‬ففي تحريك الدعوى العمومية تختار اإلجراا المناسب سواا طلب فتح‬
‫المثول الفوري‪ .‬وبعد التحريك تبقى سلطة المالامة قائمة فيما‬ ‫التحقيق‪ ،‬أو االستدعاا المباشر‪ ،‬أو إجرااا‬
‫التحقيق والحكم ما تراه مناسبًا من طلبا ‪،‬‬ ‫يتعلّق بالطلبا ‪ ،‬حيث يمكن النيابة العا ّمة أن تُق ّدم أمام جها‬
‫ويمكنها تغيير طلباتها كتبرئة المتهم بعد اتهامه‪ّ ،‬‬
‫ألن اختصاصها هو ال ُمطالبة بتطبيق القانون سواا لصالح‬
‫المتهم أو ض ّده‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬التلقمئية‪:‬‬
‫ينشأ الحق في الدعوى العمومية تلقائيًا ُمباشرة بعد ارتكاب الجريمة‪ ،‬باستثنا ًا بعض الجرائم التي يُقيّد‬
‫فيها تحريك الدعوى العمومية بقيد الشكوى أو االذن أو الطلب‪.‬‬

‫راب ًعم‪ :‬عد القمبلية للتنمزل‪:‬‬


‫ال يستطيع عضو النيابة العا ّمة الذي يُباشر الدعوى العمومية نيابة عن المجتمع أن يتنازل عنها بعد‬
‫استعماله سلطة المالامة والمبادرة بتحريكها‪ ،‬حيث ال تملك النيابة سوى تقديم طلبا ‪ ،‬ألنّها تصبح من‬
‫اختصاص جها التحقيق أو جها الحكم‪ ،‬اال استثنا ًا في مجال المخالفا التي يمكن فيها المصالحة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الدعوى العمومية هي ملك للمجتمع وقد أنيط تمثيل المجتمع في الدعوى العمومية ومباشرتها بجهاز‬
‫قضائي يُس ّمى النيابة العامة التي هي أ ّول أطراف الدعوى العمومية أي الطرف ال ُم ّدعي في الدعوى‪.‬‬
‫ويتض ّمن هذا المطلب التعريف بالنيابة العا ّمة واختصاصها النوعي والمحلّي‪.‬‬

‫الجزائة الجزائري تختصّ النيابة العا ّمة دون غيرها بمباشرة‬ ‫طبقًا للما ّدة ‪ 53‬من قانون االجرااا‬
‫على المتهم‪ .‬نتعرّف في هذا الفرع على مفهوم النيابة‬ ‫الدعوى العمومية والمطالبة بتطبيق قانون العقوبا‬
‫العا ّمة وطبيعتها القانونية وخصائصها وهيكلتها‪.‬‬

‫أ ّوال‪ :‬مفهو النيمبة العم ّمة‪:‬‬


‫يتضح مفهوم النيابة العا ّمة ببيان ماهيتها‪ ،‬وطبيعتها القانونية‪.‬‬
‫أ) ممهية النيمبة العم ّمة‪:‬‬
‫النيابة العا ّمة هي جهاز في القضاا الجزائي يختصّ بوظيفة المتابعة واالتهام‪ ،‬تُمثل طرفًا أصليًا أساسيًا‬
‫ُ‬
‫حيث تنص الما ّدة ‪ 53‬من ق إ ج "‬ ‫في الدعوى الجزائية‪ ،‬تنوب عن المجتمع في اقتضاا حقّه في العقاب‪،‬‬
‫تباشر النيابة العا ّمة الدعوى العمومية باسم المجتمع وتُطالب بتطبيق القانون‪ .‬وهي تُمث ُل أمام كل جهة‬
‫قضائية‪ "....‬فهي صاحبة الحق في تحريك ومباشرة الدعوى العمومية‪ .‬ولها كذلك دور في مرحلة التنفيذ‪،‬‬
‫ألنّها هي السلطة المنوط بها تنفيذ األحكام الجزائية‪.‬‬
‫كما ّ‬
‫أن لها باالضافة إلى وظيفتها االصلية في الدعوى الجزائية‪ ،‬وظائف أخرى كتمثيل الدولة أمام‬
‫الجها القضائية المدنية في حاال مح ّددة‪ ،‬ولها وظائف إدارية‪.‬‬
‫والنيابة العا ّمة هي مجموعة من القضاة يُعينون بمرسوم رئاسي باقتراح من وزير العدل حسب المادة‪4‬‬
‫(‪)1‬‬
‫و‪ 3‬من القانون االساسي للقضاا الصادر بموجب القانون العضوي ‪ 00-13‬المؤرّخ في ‪ 6‬سبتمبر ‪5113‬‬
‫ويؤ ّدون اليمين أمام الجهة القضائية التي يتبعونها " أقسم باهلل العظيم أن أقوم بمهمتي بعناية وإخالص وأن‬
‫أكتم س ّر المداوال وأن أسلك في ذلك سلوك القاضي النزيه والوفي لمبادئ العدالة "‪.‬‬

‫(‪ )1‬ج ر عدد ‪ 27‬في ‪ 8‬سبانبر ‪ ،5113‬ع ّوض القانون القديم الصادر في ‪ 05‬ديسمبر‪ 0383‬تحت رقم ‪.50-83‬‬
‫‪25‬‬
‫ب) الطبيعة القمنونية للنيمبة العم ّمة‪:‬‬
‫ليست النيابة العا ّمة خص ًما وإنّما جهاز قضائي ميسعى من أجل التطبيق الصحيح للقانون من خالل‬
‫ممارسته لصالحياته في مباشرة العوى العمومية نيابةً عن ال ُمجتمع‪ ،‬ولكن حدث الخالف الفقهي حول طبيعة‬
‫النيابة العا ّمة‪ ،‬هل تعتبر تابعة للسلطة التنفيذية أو للسلطة القضائية؟‬

‫‪ )1‬الرأي األ ّول‪:‬‬


‫يرى البعض أنّها جهاز من أجهزة السلطة التنفيذية متأثرين بأصلها التاريخي الذي خرج من رحم‬
‫السلطة التنفيذية‪ ،‬ونشأ في فرنسا في القرن الرابع عشر (‪)03‬عندما قام الملك فيليب الثالث بتعيين مجموعة‬
‫الجنائية الفرنسي‬ ‫من القضاة لتمثيله أمام القضاا بصفته هو مصدر العدالة‪ .‬وبعد صدور قانون التحقيقا‬
‫عام‪ 0818‬أصبح هؤالا المف ّوضين هيأة تمثل االتهام باسم المجتمع بق ّوة القانون‪.‬‬
‫الوزير من بينها قانون‬ ‫التي أخضعت النيابة العا ّمة لتعليما‬ ‫كما تأثر هذا الرّأي بالتشريعا‬
‫الجزائية الجزائري في الما ّدة ‪ ،41‬وقانون التنظيم القضائي الفرنسي في الما ّدة ‪ ،46‬وقانون‬ ‫اإلجرااا‬
‫السلطة القضائية المصري في الما ّدة ‪.052‬‬

‫‪ )2‬الرأي الثمني‪:‬‬
‫السلطة القضائية أعضاؤها قضاة يُس ّميهم الفقه بالقضاا‬ ‫يرى الرّأي الثاني ّ‬
‫أن النيابة العا ّمة من هيآ‬
‫الواقف‪ ،‬يحكمهم القانون االساسي للقضاا ويخضعون لنفس تكوين باقي القضاة‪ ،‬أي قضاة الحكم والتحقيق‬
‫الذين يُس ّميهم الفقه بالقضاا الجالس‪ ،‬وكذلك استنادًا إلى ّ‬
‫أن ما يصدر عن النيابة العا ّمة من أعمال هو من‬
‫قبيل االعمال القضائية‪ ،‬كتحريك ومباشرة الدعوى العمومية وممارسة االتهام‪ ،‬والقيام بالتحقيقا األولية عن‬
‫الجريمة‪ .‬أ ّما خضوعها لوزير العدل فما هو اال إشراف إداري وليس تبعية من الناحية القضائية‪.‬‬

‫‪ )3‬الرأي الثملث‪:‬‬
‫يرى هذا الفريق ّ‬
‫أن النيابة العا ّمة ذا طبيعة ُمزدوجة‪ ،‬إدارية وقضائية في ذا الوقت‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬هيالة النيـمبة العم ّمة‪:‬‬


‫النيابة العا ّمة جهاز قضائي له هيكلة بشرية وإدارية داخل التنظيم القضائي‪ ،‬على مستوى كل من‬
‫المحاكم االبتدائية والمجالس القضائية والمحكمة العليا‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫أ) النمئب العم ‪:‬‬
‫يُمثل النيابة العا ّمة نائبان عا ّمان‪ ،‬األول على مستوى المجالس القضائية واآلخر لدى المحكمة العليا‪.‬‬
‫‪ )1‬النمئب العم لدى المجلس القضمئي‪:‬‬
‫يُمثل النيابة العا ّمة على ُمستوى المجلس وجميع المحاكم التابعة لدائرة اختصاص المجلس‪ ،‬ويباشر‬
‫قضاة النيابة الدعوى العمومية تحت إشرافه (المادة ‪ 44‬ق إ ج)‪ .‬ويساعد النائب العام‪ ،‬نائب عام مساعد أ ّول‬
‫وع ّدة نواب عامين مساعدين (المادة ‪ 43‬ق إ ج)‪.‬‬

‫‪ )2‬النمئب العم لدى المحامة العليم‪:‬‬


‫يُمثل النيابة العا ّمة على مستوى المحكمة العليا طبقًا للما ّدة ‪ 8‬من القانون‪ 12-11‬ال ُمنظّم للمحكمة العليا‪،‬‬
‫بأن المحكمة العليا تتألّف من قضاة حكم وقضاة النيابة‪ّ ،‬‬
‫وأن قُضاة النيابة هم النائب العام والنائب‬ ‫والتي تنصّ ّ‬
‫العام ال ُمساعد وال ُمحامون العا ّمون‪.‬‬
‫وال توجد تبعية بين النائب العام لدى المجلس والمحكمة العليا كما في القانون الفرنسي‪ ،‬بل تكون تبعية‬
‫ُك ّل منهما لوزير العدل‪.‬‬
‫يُساعد النائب العام على مستوى المحكمة العليا نائب عام مساعد أ ّول ونواب عا ّمون مساعدون‪.‬‬

‫ب) وكيل الجمهورية‪:‬‬


‫وكيل الجمهورية على مستوى المحكمة االبتدائية يُمثل النيابة العا ّمة بشكل غير ُمباشر ألنّه على‬
‫مستوى المحاكم يمثل النيابة النائب العام لدى المجلس بنفسه طبقًا للما ّدة ‪ 44‬ق إ ج أو عن طريق تمثيله‬
‫بدوره من طرف قاضي نيابة يس ّمى وكيل الجمهورية‪ ،‬وذلك طبقًا للما ّدة ‪ 42‬من ق إ ج‪ ،‬فيعتبر هذا االخير‬
‫ُممثالً للنائب العام ومساعدًا له على ُمستوى المحكمة التي يباشر فيها مها ّمه‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬خصمئص النيمبة العم ّمة‪:‬‬


‫تُرد خصائص النيابة العا ّمة إلى ستة أمور‪ ،‬يتعلّق بعضها بوحدتها في العمل‪ ،‬ويتعلّق بعضها اآلخر‬
‫ب ُحرّيتها في العمل‪.‬‬
‫صية عد التجزئة‪:‬‬
‫أ) خم ّ‬
‫باسم المجتمع كما لوكانت شخصًا‬ ‫تُش ّكل النيابة العا ّمة سلطة واحدة تباشر في مجموعها اإلجرااا‬
‫ُ‬
‫بحيث يمكن لكل عضو منها أن يُكمل مه ّمة العضو اآلخر أو‬ ‫واحدًا‪ .‬فهي وحدة ُمتكاملة ال تتجزأ في عملها‪،‬‬
‫يحل محلّه بشكل يجعل من العمل أو اإلجراا صادرًا عن جهاز النيابة في مجموعها‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫يسعى كل عضو في جهاز النيابة العا ّمة لتحقيق مصلحة واحدة‪ ،‬فال يُشترط أن يُباشر ُعضو واحد كل‬
‫الدعوى في جميع مراحلها‪ ،‬بل على عكس القضاا الجالس‪ ،‬يمكن لكل عضو أن ي ُح ّل مح ّل اآلخر‬ ‫إجرااا‬
‫في أداا المهام‪ .‬فقد يُح ّرك الدعوى العمومية عضو‪ ،‬ويحضر التحقيق آخر‪ ،‬والمحاكمة عضور ثالث‪ ،‬وأن‬
‫يطعن في الحكم عضو رابع لم يشارك في تشكيل هيأة الحكم‪ ،‬ويمكن استبدال عضو بآخر في أيّة مرحلة من‬
‫مراحل الدعوى‪.‬‬
‫وهذه الخاصية تُميّز قضاة النيابة دون قضاة الحكم والتحقيق‪ .‬حيث ال يجوز أن يشارك في المداولة‬
‫والحكم اال القاضي الذي حضر الجلسة والمرافعا ‪ ،‬وك ّون القناعة واال كان الحكم باطالً‪ .‬والقيد الوحيد الذي‬
‫يحكم هذه الخاصية هو احترام ضابط االختصاص النوعي بأن يكون الحلول بين االعضاا في نفس الرتبة‪،‬‬
‫إلضافة لضوابط االختصاص المحلي‪.‬‬

‫ب) خمصية التبعية التدرجية‪:‬‬


‫ُ‬
‫حيث يكون النائب العام على مستوى المجلس هو رئيس‬ ‫يوجد داخل جهاز النيابة العا ّمة تدرج سُلّمي‬
‫النيابة‪ ،‬يخضع ألوامره وتعليماته كل أعضاا النيابة اآلخرون‪ ،‬أي الن ّواب العامون ال ُمساعدون ووكالا‬
‫الجمهورية و ُمساعديهم (الما ّدة ‪ 40‬و‪ 44‬ق إ ج)‪ .‬حيث تخول هذه السلطة له االشراف والرقابة‪ .‬وهذا‬
‫بخالف األمر بالنسبة لقضاة الحكم والتحقيق الذين ال يخضعون أليّة تبعية سلّمية طبقًا للمواد ‪ 062‬و‪ 066‬من‬
‫الدستور والما ّدة ‪ 505‬من ق إ ج‪.‬‬
‫ال يُعتبر وزير العدل عض ًوا في النيابة العا ّمة وال يمثلها أمام القضاا‪ ،‬ولكن له سلطة رئاسية على‬
‫قضاة النيابة تنحصر في االشراف والمراقبة بالمساالة التأديبية ألعضائها طبقًا للما ّدة ‪ 62‬من القانون‬
‫االساسي للقضاا أو توجيه االنذار طبقًا الما ّدة ‪ 70‬من نفس القانون‪.‬‬

‫جـ) خمصية الحيمد‪:‬‬


‫ُ‬
‫حيث أضاف التعديل األخير لسنة‬ ‫يُلزم قضاة النيابة باحترام مبدأ الحيدة والنزاهة وعدم االنحياز‪،‬‬
‫الجزائية فقرة في الما ّدة‪ ،44‬تنُصّ على ّ‬
‫أن النائب العام يعمل على تنفيذ السياسة‬ ‫‪ 5102‬لقانون اإلجرااا‬
‫الجزائية التي يُعدها وزير العدل‪ ،‬ويرفع له تقارير دورية بشأنها‪ .‬فوزير العدل يُخطر النائب العام بهذه‬
‫السياسة الجزائية بواسطة تعليما عا ّمة‪ ،‬ينبغي أن ال يخرج عنها حتى ال يتعسّف في حق الطرف الثاني‬
‫للدعوى العمومية‪ .‬وهذا حتى تبقى النيابة العا ّمة طرفًا إجرائيًا في الدعوى العمومية وليس خص ًما لل ُمتّهم‪،‬‬
‫ألن صفة الخصم قد تُخرجها عن الحيدة أثناا مباشرة الدعوى العمومية‪.‬‬
‫ّ‬
‫لكن ال ُمشرّع لم يرتّب جزا ًا ُمعيّنًا عن ُمخالفة مبدأ الحياد‪ ،‬مثالً كبطالن اإلجراا ال ُمتخذ‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪28‬‬
‫د) خمصية االستقاللية‪:‬‬
‫يُقصد بذلك استقاللها عن قضاا الحكم والتحقيق وعن وزير العدل وعن الخصم‪ .‬وتبدو مظاهر‬
‫االستقاللية في‪:‬‬
‫وتحريك الدعوى‬ ‫‪ -‬حرّية النيابة العا ّمة في مباشرة االتهام بما لها من سلطة مالامة وتقدير المتابعا‬
‫العمومية‪ ،‬وإبداا الطلبا واالراا وتسجيل الطعون في األحكام‪.‬‬
‫‪ -‬عدم جواز توجيه أوامر أو تعليما أو لوم أو انتقاد من الجها القضائية اآلخرى وال من الوزير في‬
‫عملها القضائي‪ ،‬كمباشرة الدعوى العمومية أو إحضار األدلة‪ ،‬أو ما يصدر عنها من أقوال وطلبا ‪ .‬كأن‬
‫تُنتقد بأنّها أسرفت في اتهام االشخاص‪ ،‬أو بالغت في العقوبا ال ُمطالب بها‪.‬‬

‫هـ) خمصية عد ال ّرد‪:‬‬


‫أن أعضاا النيابة من سلك القضاة‪ ،‬إالّ ّ‬
‫أن القانون يستثنيهم من أحكام الرّد ب ُمقتضى المادة‪222‬‬ ‫رغم ّ‬
‫من ق إ ج " ال يجوز ر ّد رجمل القضمء أعضمء النيمبة العم ّمة‪" .‬وعلّة ذلك هو ّ‬
‫أن النيابة ليست من القضاا‬
‫تخضع لتقدير القضاا‪ ،‬وطرف الدعوى ال يمكن‬ ‫المكلّف بالفصل‪ ،‬بل تُعتبر طرفًا في الدعوى يق ّدم طلبا‬
‫أن الر ّد يُق ّدم ض ّد قضاة الحكم والتحقيق ب ُمقتضى المواد‪ 262-223‬من ق إ ج ويُقصد به طلب‬
‫ر ّده‪ .‬حيث ّ‬
‫تنحية القاضي من النظر في القضية نظ ًرا لتوفر أحد أسباب المنع الواردة في الما ّدة‪ 223‬ق إ ج مثل وجود‬
‫عالقة قرابة أو نسب أو تبعية أو مصالح بين القاضي أو زوجه وبين أحد الخصوم أو زوجه‪ ،‬تجعله ُمتحيّ ًزا‪.‬‬

‫و) خمصية عد المسؤولية‪:‬‬


‫يخولها له القانون كتحريك ومباشرة الدعوى‬ ‫ال يسأل عضو النيابة العا ّمة ع ّما اتخذه من إجرااا‬
‫والتوقيف والحجز تحت النظر والتفتيش حتى ولو قُضي بعد‬ ‫العمومية والمطالبة بالعقاب وإجراا التحقيقا‬
‫ذلك ببرااة المتهم‪ .‬وعلّة ذلك هو منع تر ّدده من القيام بوظيفته‪ ،‬لكن يُسأل تأديبيا عن تقصيره في أداا‬
‫واجباته‪ ،‬بواسطة الدعوى التأديبية التي يباشرها وزير العدل أمام المجلس األعلى للقضاا‪ ،‬أو عن اتخاذه‬
‫إجرااا المتابعة واالتهام ألغراض شخصية‪ .‬ويُسأل جزائيًا كذلك بموجب الما ّدتين ‪ 017‬و‪ 018‬من ق ع ج‬
‫إذا استعمل سلطاته في ُممارسة عمل تح ُكمي ي ُمس بالحرّية الشخصية والحقوق الوطنية بشكل غير قانوني‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫راب ًعم‪ :‬دور النيمبة في ُمبمشرة االتهم ‪:‬‬
‫تعمل النيابة العامة في إطار ممارستها لصالحياتها وفق نظامين هما نظام الشرعية الذي يقصد به‬
‫إلزامية رفع الدعوى العمومية حينما تتوفر الشروط القانونية‪ ،‬ونظام المالامة الذي يقصد به تمتع النيابة‬
‫العامة بسلطة تقديرية في مباشرة االتهام وتحريك الدعوى العمومية وفق األسباب التي تقدرها‪.‬‬

‫‪ )1‬نظم الشرعية‪:‬‬
‫يطلق عليه البعض النظام القانوني اإللزامي‪ ،‬أونظام حتمية تحريك الدعوى واستعمالها‪ ،‬ومقتضى هذا‬
‫النظام أنه يلزم النيابة العامة لدى علمها بوقوع الجريمة بتحريك الدعوى العمومية ومباشرتها أمام القضاا‬
‫ُ‬
‫حيث يقتصر دور النيابة العامة على‬ ‫أركان الجريمة‪ ،‬وثبتت المسؤولية لشخص معين عنها‪،‬‬ ‫إذا توافر‬
‫ُمجرّد التحقق من الشرعية اإلجرائية لقرار االتهام‪.‬‬
‫ونظام الشرعية يُعد نتيجة منطقية لواجب الدولة في العقاب ومبدأ المساواة أمام القانون الجنائي ويحقق‬
‫مبدأ الفصل بين السلطا ‪.‬‬

‫‪ )2‬نظم المالءمة‪:‬‬
‫مقتضى المبدأ هو ترك السلطة التقديرية للنيابة العامة في مالامة المتابعة‪ ،‬بأن تحرك أو ال تحرك‬
‫الدعوى العمومية ودون أن تكون ملزمة أو ُمقيّدة أو ممنوعة في تحريكها‪.‬‬
‫وفائدة هذا النظام هوتخفيف العبا عن القضاا باستبعاد القضايا البسيطة أو مراعاةً ل ُمقتضيا النظام‬
‫ُ‬
‫حيث يكون نشاط النيابة‬ ‫العام‪ ،‬ومراعاةً لبعض الظروف التي تُحيط بها‪ ،‬والتي قد تخفف من خطورتها‪،‬‬
‫العامة متالا ًما مع هذه الظروف‪ .‬ويكون ُمجرّد التهديد برفع الدعوى العمومية كافيًا بذاته للتأثير في المتهم‬
‫وردعه بدالً من الحكم باإلدانة‪.‬‬
‫لم يعد دور النيابة مقصورًا على كونها ُمجرّد جهاز يُحيل المخالفا القانونية إلى القاضي للفصل فيها‪،‬‬
‫بل يتمثل كذلك في حجز هذه المخالفة لديها والفصل فيها باالمتناع عن مباشرة االتهام عند االقتضاا باتخاذ‬
‫قرار الحفظ أو اتخاذ بدائل إجرااا الدعوى‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫في سبيل أداا وظيفتها األساسية المتمثل في ُمباشرة الدعوى العمومية تتمع النيابة العا ّمة بسلطا‬
‫واسعة‪ ،‬وهو ما يس ّمى باالختصاص النوعي‪ ،‬والذي تُمارسه على نطاق جغرافي يُرعى فيه‬ ‫واختصاصا‬
‫التقسيم القضائي لمجموع المجالس والمحاكم على مستوى الوطن‪ ،‬وهوما يُس ّمى باالختصاص اإلقليمي‬
‫للنيابة العا ّمة‪.‬‬
‫يُقص ُد باالختصاص االقليمي الحيّز الجغرافي الذي يُمارس في أرجائه أعضاا النيابة مهامهم‪ ،‬على‬
‫اعتبار أنّه يوجد في الجزائر العديد من المجالس القضائية والعديد من المحاكم‪ ،‬وفي ك ّل مجلس قضائي وفي‬
‫كل محكمة يوجد جهاز النيابة العا ّمة‪ .‬فما هي حدود هذا االختصاص اإلقليمي وما هي معايير انعقاده؟‬

‫أ ّوالً‪ :‬كحدود وضوابط االختصمص االقليمي المحلّي للنيمبة العم ّمة‪:‬‬


‫لدراسة االختصاص االقليمي للنابة العا ّمة نتح ّدث عن ضوابط هذا االختصاص‪ ،‬ث ّم حدوده على‬
‫المستوى المحلي والجهوي والوطني‪.‬‬
‫أ) كحدود االختصمص االقليمي المحلّي للنيمبة العم ّمة‪:‬‬
‫نصّت الما ّدة ‪ 42‬أنّه يُمثل النائب العام النيابة العا ّمة في دائرة اختصاص المجلس القضائي‪ ،‬ووكيل‬
‫الجمهورية في دائرة اختصاص المحكمة التي بها مق ّر عمله‪.‬‬
‫دائرة االختصاص هي الحيّز الجغرافي الذي تمت ّد إليه والية الجهة القضائية سواا كانت محكمة أو‬
‫مجلس‪ .‬فدائرة اختصاص المجلس تشمل حسب التقسيم االداري‪ ،‬الوالية‪ ،‬والمحكمة تشمل مجموعة من‬
‫البلديا أو الدوائر في الوالية الواحدة أو أكثر‪.‬‬
‫فدوائر االختصاص أو التقسيم القضائي وتوزيعُه حسب التقسيم االداري يُح ّددها قانون التقسيم‬
‫القضائي‪ ،‬الصادر بموجب األمر‪ 00-37‬بتاريخ ‪ 03‬مارس ‪ ،)1(0337‬والمرسوم التنفيذي الصادر تحت رقم‬
‫‪ 64-38‬بتاريخ ‪ 06‬فبراير ‪ 0338‬يُبيّن كيفية تطبيق األمر ‪ .00-37‬والذي يُح ّدد ‪ 38‬مجلس قضائي بعدد‬
‫الواليا ‪ ،‬والمحاكم التابعة لكل مجلس قضائي‪ ،‬وهذا في انتظار تنصيب باقي المجالس القضائية في‬
‫الواليا العشر الجديدة التي أظيفت وصار عددها إلى ‪ 28‬والية‪ ،‬بموجب القانون رقم ‪ 05-03‬المؤرخ في‬
‫‪ 05‬ديسمبر ‪ 5103‬المعدل للقانون المتعلق بالتنظيم اإلقليمي للبالد(‪.)2‬‬

‫(‪)1‬ج‪.‬ر‪،‬عدد‪ 15‬في ‪ 03‬مارس ‪ ،0337‬ح ّل محل قانون التقسيم القضائي القديم رقم ‪ 04-83‬المؤرّخ في ‪ 54‬يونيو ‪ ،0383‬الذي‬
‫صدر بعد قانون التنظيم القضائي للبالد تحت رقم ‪ 13-83‬بتاريخ ‪ 3‬فبراير ‪.0383‬‬
‫(‪ )2‬حاليًا هناك مشروع لتعديل قانون التقسيم القضائي بما يتوافق مع التقسيم اإلداري الجديد الذي أضيفت فيه عشر واليا ‪ ،‬يبيّن‬
‫المحاكم التابعة لهذه الواليا وينشئ مجالس قضائية خا ّ‬
‫صة بها‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫ب) ضوابط االختصمص االقليمي للنيمبة العم ّمة‪:‬‬
‫طبقًا للما ّدة ‪ 47‬ق إ ج يتح ّدد االختصاص المحلّي لوكيل الجمهورية و ُمساعديه بنطاق المحكمة التي‬
‫يُباشرون فيها مها ّمهم‪ ،‬وضابط االختصاص هو أن يقع في دائرة اختصاصهم مح ّل ارتكاب الجريمة أو مح ّل‬
‫إقامة أحد األشخاص ال ُمشتبه فيهم مساهمتهم في الجريمة‪ ،‬أو مح ّل إلقاا القبض على أحد هؤالا األشخاص‪،‬‬
‫ولو حصل القبض لسبب آخر‪.‬‬
‫وهناك ضابط اختصاص يتعلّق بجريمتي إصدار شيك بدون رصيد‪ ،‬وإصدار شيك رغم المنع‪ ،‬وهو‬
‫بمكان الوفاا بالشيك‪ ،‬أي مق ّر المصرف الذي سُحب فيه الشيك‪ ،‬أو مكان إقامة ال ُمستفيد من الشيك(الما ّدة‬
‫‪ُ 472‬مكرّر ق ع ج)‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬االختصمص االقليمي الجهوي للنيمبة العم ّمة‪:‬‬


‫يُمكن على سبيل الجواز أن يمتد االختصاص اإلقليمي للنيابة العا ّمة خارج اختصاصها المحلي العادي‬
‫إلى نطاق جهوي في بعض الجرائم الخطيرة‪ ،‬يتعلّق األمر بالنيابة العا ّمة التابعة لألقطاب القضائية األربعة‬
‫التي أنشأها المرسوم التنفيذي ‪ 438/16‬المؤرّخ في ‪ 12‬أكتوبر‪ ،5116‬وهي محاكم سيدي مح ّمد ووهران‬
‫وقسنطينة وورقلة‪ ،‬حيث يمت ّد االختصاص االقليمي لهذه المحاكم إلى دوائر اختصاص ع ّدة مجالس قضائية‬
‫أخرى في الجرائم المنصوص عليها بالما ّدة ‪ 5/47‬ق إ ج‪ .‬وهي اإلرهاب والجريمة ال ُمنظمة وتبييض‬
‫االموال وجرائم ال ُمخ ّدرا ‪ ،‬وجرائم االعالم االلي وجرائم الصرف‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬
‫‪0‬ـ محكمة سيدي مح ّمد‪ :‬تشمل المجالس القضائية لـ‪ :‬الجزائر‪ ،‬بومردس‪ ،‬تيزيوزو‪ ،‬البليدة‪ ،‬المدية‪،‬‬
‫الجلفة‪ ،‬االغواط‪ ،‬البويرة‪ ،‬مسيلة‪ ،‬عين الدفلة‪.‬‬
‫‪5‬ـ محكمة قسنطينة‪ :‬تشمل المجالس القضائية لـ‪ :‬قسنطينة‪ ،‬سطيف‪ ،‬قالمة‪ ،‬عنابة‪ ،‬بجاية‪ ،‬جيجل‪،‬‬
‫سكيكدة‪ ،‬برج بوعريريج‪ ،‬الطارف‪ ،‬سوق هراس‪ ،‬خنشلةـ باتنة‪.‬‬
‫‪4‬ـ محكمة وهران‪ :‬تشمل المجالس القضائية لـ‪ :‬وهران‪ ،‬مستغانم‪ ،‬سيدي بلعباس‪ ،‬معسكر‪ ،‬سعيدة‪،‬‬
‫تيسمسيلت‪ ،‬عين تيموسشنت‪ ،‬تلمسان‪ ،‬غيليزان‪ ،‬النعامة‪ ،‬البيض‪ ،‬بشار‪ ،‬تيار ‪.‬‬
‫‪3‬ـ محكمة ورقلة‪ :‬تشمل المجالس القضائية لـ‪ :‬ورقلة‪ ،‬تمنرست‪ ،‬أدرار‪ ،‬إيليزي‪ ،‬تيندوف‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬االختصمص االقليمي الوطني للنيمبة العم ّمة‪:‬‬


‫صا وطنيًا للنيابة العا ّمة لدى محكمة سيدي مح ّمد التابعة لمجلس قضاا الجزائر العاصمة في‬
‫اختصا ً‬
‫ثالث فئا من الجرائم‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫أ) القطب الوطني الجزائي االقتصمدي والمملي‪:‬‬
‫تُباشر النيابة لدى محكمة سيدي مح ّمد وفي االستئناف لدى مجلس قضاا الجزائر العاصمة مهامها‬
‫بالنسبة للجرائم المالية واالقتصادية المرتكبة على مستوى كافّة التراب الوطني‪ ،‬ضمن هيئة قضائية تس ّمى‬
‫القطب الجزائي االقتصادي المالي الذي ت ّم إنشاؤه بموجب بموجب األمر رقم ‪ 13-51‬المؤرّخ في‬
‫‪41‬غشت‪ 5151‬المع ّدل وال ُمت ّمم لقانون اإلجرااا الجزائية(‪ ،)1‬والذي أظاف فيه المواد القانونية التي تنظيمه‬
‫صت الما ّدة ‪ُ 500‬مكرّر‪ 1‬منه أنّه يمارس وكيل الجمهورية‬
‫وهي المواد ‪ُ 500‬مكرّر إلى ‪ُ 500‬مكرّر‪ . 15‬حيث ن ّ‬
‫القطب صالحياتهم في كامل‬ ‫لدى القطب الجزائي االقتصادي والمالي‪ ،‬وكذا قاضي التحقيق ورئيس ذا‬
‫اإلقليم الوطني‪.‬‬
‫يمارس وكيل الجمهورية لدى القطب الجزائي االقتصادي والمالي صالحياته تحت السلطة السلّمية‬
‫النيابة العا ّمة في القضايا التي تدخل ضمن‬ ‫للنائب العام لدى مجلس قضاا الجزائر ويمارس صالحيا‬
‫اختصاصه(المادة ‪ُ 500‬مكرّر‪ 4‬من ق إ ج)‪ .‬وهي الجرائم المنصوص عليها في الما ّدة ‪ُ 500‬مكرّر‪. 2‬‬
‫ـ الجرائم المنصوص عليها في المواد ‪003‬مكرر و‪389‬مكرر إلى‪389‬مكرر‪ 4‬من قانون العقوبا ‪،‬‬
‫وهي جرائم اإلهمال الواضح ال ُمتسبب في تلف أوضياع أموال العمومية أوخاصّة‪ ،‬وتبييض األموال‪.‬‬
‫ـ جرائم الفساد المنصوص عليها في قانون الوقاية من الفساد ومكافحته رقم ‪ 10-16‬المؤرّخ في ‪51‬‬
‫فبراير‪ ،5116‬مثل الرشوة واالختالس وجرائم الصفقا العمومية‪.‬‬
‫ـ جرائم الصرف المنصوص عليها في قانون قمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف‬
‫وحركة رؤوس األموال من وإلى الخارج الصادر باألمر رقم‪ 55-96‬المؤرّخ في ‪56‬يولو ‪.0336‬‬
‫ـ جرائم التهريب المنصوص عليها في المواد ‪ 00‬إلى‪ 02‬من قانون مكافحة التهريب الصادر باألمر‬
‫رقم ‪ 16-12‬المؤرّخ في ‪54‬غشت ‪.5112‬‬
‫يتولّى وكيل الجمهورية لدى هذا القطب الجزائي االقتصادي المالي الوطني المتابعة ض ّد الجرائم‬
‫االقتصاددية المالية األكثر تعقيدًا والجرائم المرتبطة بها‪ .‬ويُقصد بالجريمة االقتصادية المالية األكثر تعقيدًا‬
‫الجريمة التي بالنظر إلى تعدد الفاعلين أو الشركاا أو المتضررين أو بسبب اتساع الرقعة الجغرافية لمكان‬
‫ارتكاب الجريمة أو جسامة األضرار المترتبة عليها أو لصبغتها المنظمة أو العابرة للحدود الوطنية أو‬
‫الستعمال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال في ارتكابها‪ ،‬تتطلب اللجوا إلى وسائل تح ّر خاصة أو خبرة فنية‬
‫متخصصة أو تعاون قضائي دولي(م‪ُ 500‬مكرّر‪ 3‬ق إ ج)‪.‬‬
‫يرسل وكالا الجمهورية لدى الجها القضائية المختصة إقليميًا وفقًا ألحكام الما ّدة ‪ 47‬من ق إ ج‬

‫(‪ )1‬ج‪.‬ر‪،‬عدد ‪ 20‬في ‪ 40‬غشت ‪.5151‬‬


‫‪33‬‬
‫التحقيق المنجزة من قبل الشرطة‬ ‫فو ًرا‪ ،‬وبكل الطرق‪ ،‬نس ًخا من التقارير االخبارية وإجرااا‬
‫القضائية في‬
‫إطار إحدى الجرائم المنصوص عليها في الما ّدة ‪500‬مكرر‪ 2‬إلى وكيل الجمهورية لدى القطب‬
‫الجزائي االقتصادي والمالي‪ .‬كما يمكن أن يطالب وكيل الجمهورية لدى القطب الجزائي االقتصادي‬
‫والمالي‪ ،‬بعد أخذ رأي النائب العام لدى مجلس قضاا الجزائر‪ ،‬بملف اإلجرااا ‪ ،‬إذا اعتبر أن الجريمة‬
‫األولية أوالمتابعة أوالتحقيق القضائي‪ ،‬وحينها يصدر وكيل‬ ‫تدخل ضمن اختصاصه‪ ،‬سواا خالل التحريا‬
‫الجمهورية المختص إقليميًا قراره بالتخلّي عن الملف‪.‬‬

‫ب) االمتداد الوطني لالختصمص اإلقليمي في جرائم اإلرهمب والجريمة المنظمة عبر الوطنية‪:‬‬
‫صا إقليميًا ُممت ًّدا لمحكمة مقر مجلس قضاا العاصمة وهي محكمة سيدي‬
‫يُعتبر هذا االختصاص اختصا ً‬
‫إلى ‪500‬‬ ‫مكرّر‪17‬‬
‫‪ُ 500‬‬ ‫ونظمته المواد‬ ‫مكرّر‪16‬‬
‫‪ُ 500‬‬ ‫مح ّمد‪ ،‬إلى كافة التراب الوطني‪ ،‬نصّت عليه الما ّدة‬
‫ُمكرّر‪ .21‬وذلك ضمن الباب الخامس المستحدث في قانون اإلجرااا الجزائية‪.‬‬
‫جرائم اإلرهاب هي تلك المنصوص عليها في المواد ‪87‬مكرّر إلى ‪ 87‬مكرّر‪ 12‬من قانون العقوبا ‪،‬‬
‫هدف مالي تُرتكب من طرف جماعة إجرامية‬ ‫والجريمة المنظمة عبر الوطنية هي كل جريمة خطيرة ذا‬
‫منظمة تتك ّون من شخصين فأكثر‪.‬‬

‫صص في الجرائم المتصلة بتانولوجيم االعال واالتصمل‪:‬‬


‫جـ) القطب الوطني ال ُمتخ ّ‬
‫استحدث ال ُمشرّع هذا القطب الجزائي ال ُمتخصّص بموجب األمر رقم ‪ 00-50‬المؤرّخ في ‪ 52‬غشت‬
‫الجزائية(‪ ،)1‬ونظّمه في المواد ‪ُ 500‬مكرّر‪ 22‬إلى ‪ُ 500‬مكرّر‪ .29‬من ق إ ج‪.‬‬ ‫‪ 5150‬يُت ّمم قانون اإلجرااا‬
‫القطب‬ ‫حيث يمارس وكيل الجمهورية لدى هذا القطب الجزائي الوطني‪ ،‬وكذا قاضي التحقيق ورئيس ذا‬
‫صالحياتهم في كامل اإلقليم الوطني (المادة ‪ 211‬مكرر‪.) 23‬‬
‫اإلعالم واالتصال األكثر تعقيدًا والجرائم‬ ‫يختصّ هذا القطب حصريًا بالجرائم المتصلة بتكنولوجيا‬
‫إذا كانت تُش ّكل جنحًا‪ .‬ويختصّ أيضًا بالجرائم‬ ‫‪500‬مكرّر‪24‬‬ ‫ال ُمرتبطة بها المنصوص عليها في الما ّدة‬
‫المتصلة بتكنولوجيا اإلعالم واالتصال األكثر تعقيدًا والجرائم ال ُمرتبطة بها‪.‬‬
‫اإلعالم واالتصال أيّة جريمة ترتكب أو يُسهّل ارتكابها‬ ‫حيث يقصد‪ ،‬بالجرائم المتصلة بتكنولوجيا‬
‫صلة‬ ‫اإللكترونية أو أي وسيلة أخرى أو آلية ذا‬ ‫استعمال منظومة معلوماتية أو نظام لالتصاال‬
‫بتكنولوجيا اإلعالم واالتصال (الما ّدة ‪ُ 500‬مكرّر‪. )22‬‬

‫(‪ )1‬ج‪.‬ر‪،‬عدد ‪ 62‬في ‪ 56‬غشت ‪.5150‬‬


‫‪34‬‬
‫ويُقصد بالجريمة المتصلة بتكنولوجيا اإلعالم واالتصال األكثر تعقيدًا الجريمة التي بالنظر إلى تعدد‬
‫الفاعلين أو الشركاا أو المتضررين أو بسبب اتساع الرقعة الجغرافية لمكان ارتكاب الجريمة أو جسامة‬
‫اإلعالم‬ ‫األضرار المترتبة عليها أو لصبغتها المنظمة أو العابرة للحدود الوطنية أو الستعمال تكنولوجيا‬
‫واالتصال في ارتكابها‪ ،‬تتطلب اللجوا إلى وسائل تح ّر خاصة أو خبرة فنية متخصصة أو تعاون قضائي‬
‫دولي(المادة ‪ُ 500‬مكرّر‪ 25‬ق إ ج)‪.‬‬
‫وتتمثل الجرائم المرتبطة بجرائم تكنولوجيا االعالم واالتصال والتي يختصّ بها القطب عندما تكون‬
‫جنحًا في تلك المذكورة على سبيل الحصر في الما ّدة ‪ُ 500‬مكرّر‪ 24‬وهي‪:‬‬
‫‪ – 0‬الجرائم التي تمسّ بأمن الدولة أو بالدفاع الوطني‪،‬‬
‫‪ – 5‬جرائم نشر وترويج أخبار كاذبة بين الجمهور منشأنها المساس باألمن أو السكينة العا ّمة أو‬
‫استقرارالمجتمع‪،‬‬
‫الطابع المنظم أو العابر‬ ‫‪ – 4‬جرائم نشر وترويج أنباا مغرضة تمس بالنظام واألمن العموميين ذا‬
‫للحدود الوطنية‪،‬‬
‫‪ – 3‬جرائم المساس بأنظمة المعالجة اآللية للمعطيا المتعلقة باإلدارا والمؤسسا العمومية‪،‬‬
‫‪ – 2‬جرائم االتجار باألشخاص أو باألعضاا البشرية أو تهريب المهاجرين‪،‬‬
‫‪ – 6‬جرائم التمييز وخطاب الكراهية‪.‬‬

‫اإلعالم‬ ‫وإذا حدث تزامن اختصاص هذا القطب المتخصّص في الجرائم المتصلة بتكنولوجيا‬
‫واالتصال مع اختصاص محكمة مق ّر المجلس بالنسبة لجرائم اإلرهاب والجريمة المنظمة أو مع اختصاص‬
‫القطب الوطني الجزائي االقتصادي المالي‪ ،‬فإنّه يؤول االختصاص وجوبًا لهذا القطب المتخصّص في‬
‫الجرائم المتصلة بتكنولوجيا اإلعالم واالتصال(المواد ‪ُ 500‬مكرّر‪ُ 500 28‬مكرّر‪ 29‬ق إ ج)‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫تسهيالً لممارسة أعمالهم ومراقبتهم لسير‬ ‫خ ّول المشرّع لقضاة النيابة العديد من االختصاصا‬
‫(‪)1‬‬
‫إجرااا الدعوى العمومية بدايةً من تلقّي الشكاوى والبالغا إلى غاية صدور الحكم والعمل على تنفيذه‬
‫يتح ّدد االختصاص األساسي لنيابة العا ّمة في الدعوى العمومية بالمواد ‪ 0‬و‪ 53‬و ‪35‬مكرر‪-46،‬‬
‫األولية ث ّم تحريك‬ ‫‪36‬مكرر‪ 1‬من ق إ ج وتتلخص في االتهام والمتابعة‪ ،‬من خالل االختصاص بالتحقيقا‬
‫الدعوى العمومية ثُ ّم ُمباشرتها ثم تنفيذ الحكم الصادر بصددها‪ .‬حيث تجمتع أغلب هذه االختصاصا بالنسبة‬
‫لوكيل الجمهورية في الما ّدة ‪ 46‬ق إ ج‪ ،‬ويمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬اختصمصمت النيمبة في مركحلة التحقيق التمهيدي (التحريمت)‪:‬‬


‫‪ )1‬تلقّي الشاموى والبالغمت‪:‬‬
‫تختص النيابة العا ّمة ُممثلة بوكيل الجمهورية على مستوى المحاكم بتلقي الشكاوى من المواطنين أو‬
‫ومن ث ّم الرّد عليها باتخاذ اإلجراا‬ ‫الموظفين في بعض اإلدارا ‪ ،‬ودراستها للتأكد من ج ّديتها بالتحريا‬
‫المناسب سواا إجرااا المتابعة أو بدائل المتابعة أوعدم المتابعة‪.‬‬

‫‪ )2‬إدارة نشمط الشرطة القضمئية‪:‬‬


‫توضع الشرطة القضائية بدائرة اختصاص كل مجلس قضائي تحت إشراف النائب العام‪ ،‬ويتولى‬
‫وكيل الجمهورية إدارتها على مستوى كل محكمة (المادة ‪ 2/05‬والما ّدة ‪ 46‬ق إ ج)‪ .‬ومن مظاهر هذه اإلدارة‬
‫مثالً ما ورد في المواد‪ 07‬و‪ 08‬و‪ُ 08‬مكرّر من قانون اإلجرااا الجزائية‪ ،‬كالتزام الشرطة القضائية بتبليغ‬
‫والتزامهم بتنفيذ ما يكلّفهم به من أعمال‪ ،‬والتزامهم‬ ‫وكيل الجمهورية بكل ما يتوصلون إليه من معلوما‬
‫بطلب اإلذن لهم بالقيام باإلجرااا التي يُشترط فيها إذن والتزامهم بإرسال محاضر أعمالهم بعد انتهائهم‪.‬‬

‫‪ )3‬مبمشرة إجراءات التحقيق األولي‪:‬‬


‫األولية عن الجريمة‪ ،‬فوصوله مثالً إلى‬ ‫يخ ّول القانون لوكيل الجمهورية أن يقوم بنفسه بالتحريا‬
‫مكان الجريمة المتلبس بها قبل قاضي التحقيق‪ ،‬يفرض على ضباط الشرطة القضائية رفع أيديهم عن‬

‫(‪ )1‬ولقضاة النيابة اختصاصا غير جزائية مثل ‪:‬‬


‫ـ التدخل في الدعاوى المدنية كطرف منض ّم أو طرف أصلي‬
‫ـ صالحيا واختصاصا إدارية يمارسونها تحت سلطة وإشراف النائب العام مثل اإلشراف على السير اإلداري لكتابا الضبط‬
‫وموظفي المحاكم والمجلس القضائي والمؤسسا العقابية‪ ،‬وأعوان الدولة كالمحضرين والموثقين وتنظيمهم‪ .‬ومراقبتهم وانضباطهم‬
‫المهني‪.‬‬
‫ـ اإلشراف على مراقبة الحالة المدنية في إطار األمر رقم ‪ 51-71‬واألمر رقم ‪ 47-75‬المتعلقين بالحالة المدنية‪.‬‬
‫ـ ويعتبر النائب العام في مجال المراسال واالتصاال همزة الوصل بين وزارة العدل والمجلس القضائي والمحاكم التابعة له‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫وسماع‬ ‫كذلك التفتيش والمعاينا‬ ‫التحقيق‪ ،‬لكي يباشرها وكيل الجمهورية‪ .‬وتتض ّمن التحريا‬
‫األشخاص‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ )4‬منع األشخمص من ُمغمدرة التراب الوطني‪:‬‬


‫طبقًا للمادة ‪36‬مكرر‪ 1‬يُمكن وكيل الجمهورية لضرورة التحريا وبناا على تقرير ُمسبّب من ضابط‬
‫الشرطة القضائية‪ ،‬أن يأمر به في مواجهة كل شخص توجد ض ّده دالئل تُرجّح ضلوعه في جناية أو جنحة‪،‬‬
‫ويمتد المنع ل ُم ّدة ثالثة )‪ (3‬أشهر قابلة للتجديد مرة واحدة‪ .‬وفي جرائم اإلرهاب أو الفساد يُمكن تمديد المنع‬
‫إلى االنتهاا من التحريا ‪.‬‬

‫صة ‪:‬‬
‫‪ )5‬إصدار اإلذن بأسمليب التح ّري الخم ّ‬
‫أثناا التحري في الجرائم الخطيرة إذا اقتضت الضرورة التخاذها وهي التسرّب والتنصّت واعتراض‬
‫والتصوير الخفي طبقًا للمواد ‪ُ 62‬مكرّر‪ 5‬إلى ‪ُ 62‬مكرّر‪ ،18‬والجرائم الخطيرة هي جرائم‬ ‫المراسال‬
‫اإلرهاب‪ ،‬وال ُمخ ّدرا ‪ ،‬والفساد‪ ،‬وتبييض األموال‪ ،‬والجريمة ال ُمنظمة عبر الوطنية‪ ،‬وجرائم اإلعالم اآللي‬
‫وجرائم الصرف‪ ،‬باإلضافة إلى جرائم التهريب بموجب الما ّدة ‪ 43‬من قانون مكاحة التهريب ‪،.16-12‬‬
‫وجرائم الفساد بموجب الما ّدة ‪ 53‬مكرّر من قانون مكافحة الفساد ‪ 10-16‬وجرائم عصابا األحياا‪ ،‬بموجب‬
‫الما ّدة‪ 20‬من األمر ‪ 14-51‬ال ُمتعلق بالوقاية من عصابا األحياا ومكافحتها المؤرّخ في‪40‬غشت‪.)1(5151‬‬

‫صصين‪:‬‬
‫‪ )6‬اإلستعمنة بمل ُمسمعدين ال ُمتخ ّ‬
‫وذلك في المسائل الفنّية أثناا ُمختلف مراحل اإلجرائية تحت مسؤولية النيابة‪ ،‬وإطالعهم على ملف‬
‫(الم ‪ُ 42‬مكرّر ق إ ج)‪.‬‬ ‫اإلجرااا‬

‫‪ )7‬اتخمذ تدابير كحممية الشهود والخبراء‪:‬‬


‫طبقًا للمواد ‪ُ 62‬مكرّر‪ 19‬إلى ‪ُ 62‬مكرّر‪ 28‬ق إ ج ‪ ،‬يمكن لوكيل الجمهورية أثناا التحقيق األولي أن يُقرّر‬
‫بالتشاور مع السلطا المختصّة اتخاذ التدابير اإلجرائية وغير اإلجرائية‪ .‬لحماية الشهود والخبراا وأقاربهم‬
‫المه ّمة‬ ‫إذا كانوا ُمه ّددين في حياتهم أو سالمتهم الجسدية والمعنوية ومصالحهم األساسية‪ ،‬بسبب المعلوما‬
‫التي يُريدون اإلدالا بها إلى القضاا‪ ،‬في جرائم اإلرهاب والفساد والجريمة ال ُمنظمة‪.‬‬
‫التدابير اإلجرائية هي تجهيل هوية الشاهد وعنوان إقامته‪ ،‬والتدابير غير اإلجرائية هي الحماية‬
‫الجسدية وتغيير مكان اإلقامة والتزويد بأجهزة اتصال سرية‪ ،‬ومراقبة المكالما ‪ ،‬واإلعانة المالية‪...‬إلخ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ج ر عدد ‪ 20‬بتاريخ ‪ 40‬غشت ‪.5151‬‬


‫‪37‬‬
‫‪ )8‬االختصمصمت االستثنمئية في تحقيقمت التلبّس‪:‬‬
‫‪1‬ـ إصدار أمر إكحضمر‪ :‬ض ّد المتهم طبقًا للما ّدة ‪ 28‬في الجنايا المتلبّس بها و طبقًا للما ّدة ‪ 001‬ق إ ج‬
‫في الجنح المتلبّس‪ ،‬إلى القوة العمومية بمعرفة ضابط شرطة قضائية القتياد المتهم من أجل المثول أمام وكيل‬
‫المتهم ونوع التهمة‪ .‬ويكون ناف ًذا‬ ‫الجمهورية‪ .‬يكون هذا األمر مكتوبًا مؤ ّر ًخا و ُموقعًا‪ ،‬وتُد ّون فيه معلوما‬
‫في جميع أنحاا الوطن‪.‬‬
‫‪2‬ـ االنتقمل إلى مامن كحمدث الوفاة إلجراا ُمعاينة أولية مع إمكانية االستعانة بخبراا(م ‪ 65‬ق إ ج)‬
‫‪3‬ـ إبداء ال ّرأي في مسمئل ُمحدّدة‪ :‬مثل استطالع رأيه من طرف قاضي التحقيق بشأن أمر القبض ض ّد‬
‫المتهم الهارب أو المقيم بالخارج (الم ‪ 003‬ق إ ج)‪ ،‬أو استطالع رأيه في مسألة تمديد الحبس المؤقت(الم‬
‫‪ 052‬ق إ ج)‪ ،‬أو في رفع طلب بطالن أحد اإلجرااا إلى غرفة اإلتهام (الم‪ 028‬ق إ ج)‪.‬‬
‫المثول الفوري في الجنح المتلبّس‬ ‫‪4‬ـ استجواب المتهم‪ :‬في حالة الجناية المتلبس بها‪ ،‬وفي إجرااا‬
‫بها(الم ‪443 ،28‬مكرّر‪ 3‬ق إ ج)‪.‬‬

‫‪ )9‬التص ّرف في الملف الجزائي بعد انتهمء التح ّريمت‪:‬‬


‫التوجيه وهي عدم المتابعة بقرار الحفظ‪ ،‬أوبدائل المتابعة بالصلح‬ ‫ويكون ذلك باتخاذ أحد قرارا‬
‫المثول‬ ‫تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬وهي اإلحالة وفق إجرااا‬ ‫والوساطة‪ ،‬أو المتابعة باتخاذ أحد إجرااا‬
‫الفوري‪ ،‬أو اإلحالة وفق إجرااا األمر الجزائي أو االستدعاا ال ُمباشر أو الطلب االفتتاحي للتحقيق‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬اختصمصمت النيمبة في مركحلة التحقيق االبتدائي‪:‬‬


‫‪ )1‬اختيار قاضي التحقيق الذي يُحقيق في القضية وقضاة تحقيق ُملحقين (الم ‪ 71‬ق إ ج)‪.‬‬
‫‪ )2‬تقديم طلب تنحية قاضي التحقيق من أجل تكليف غيره (الم ‪ 70‬ق إ ج)‪.‬‬
‫‪ )3‬مطالبة قاضي التحقيق باتخاذ أي إجراا يراه ضروريا (الم ‪ 0/63‬ق إ ج)‪.‬‬
‫‪ )4‬الطعن باالستئناف ض ّد جميع أوامر قاضي التحقيق (الم ‪ 071‬ق إ ج)‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬اختصمصمت النيمبة في مركحلة التحقيق النهمئي(المحمكمة)‪:‬‬


‫الحكم باالستدعاا المباشر أو اإلحالة وفق إجرااا‬ ‫‪ )1‬تحريك الدعوى العمومية مباشرة إلى جها‬
‫المثول الفوري أواإلحالة وفق إجرااا األمر الجزائي‪.‬‬
‫‪ )2‬إرسال ملف الدعوى وأدلّة االتهام إلى قلم كتابة محكمة الجنايا (الم ‪ 563‬ق إ ج)‪.‬‬
‫‪ )3‬تشكيل جها الحكم في جميع المواد الجزائية‪.‬‬
‫‪ )4‬توجيه األسئلة مباشرة لألطراف والشهود أثناا المحاكمة (الم ‪ 588‬ق إ ج)‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ )5‬تقديم ما تراه مناسبا من طلبا ‪.‬‬
‫‪ )6‬الطعن في أحكام وقرارا جها الحكم‪( .‬الم ‪ 337 332 351 307‬ق إ ج)‪.‬‬
‫‪ )7‬تنفيذ األحكام الجزائية المواد ‪ 46 ، 53‬وطبقًا ألحكام (الم ‪ 013‬و‪ 003‬و‪ 008‬من ق إ ج) بالنسبة‬
‫وكذا تنفيذ األوامر واألحكام المدنية طبقًا للمادة‬ ‫التحقيق وتبليغ األحكام الجزائية وتنفيذ العقوبا‬ ‫لقرارا‬
‫‪ 453‬ق إ م وتسخير القوة العمومية عند االقتضاا‪.‬‬
‫‪ )8‬إعداد ملفا ر ّد االعتبار والعفو وإبداا الرأي حولها‪ ،‬ومتابعة صحيفة السوابق القضائية‪.‬‬
‫تح ّدثنا في هذا العنصر الثاني أعاله عن االختصاص النوعي للنيابة العا ّمة‪ ،‬ويقصد به االختصاص من‬
‫التي تكون من صالحياته‪ ،‬وللنيابة العا ّمة اختصاص نوعي من ناحية نوع الجرائم‬ ‫حيث نوع اإلجرااا‬
‫والقوانين‬ ‫التي تختص بمتابعتها‪ ،‬فهي تختص بجميع أنواع الجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبا‬
‫العقابية الخاصّة‪ .‬كما ّ‬
‫أن للنيابة العا ّمة العا ّمة على مستوى األقطاب القضائية اختصاصًا نوعيًا متخ ّ‬
‫صصًا في‬
‫نوع معيّن من الجرائم‪ ،‬وهي المذكورة في العنصر أعاله المتعلّق باالختصاص االقليمي الوطني والجهوي‪.‬‬

‫تُباشر النيابة االتهام باألداة القانونية التي هي الدعوى العمومية‪ ،‬ويكون الم ّدعى عليه فيها هو المتهم‪،‬‬
‫فهو الطرف الثاني في الدعوى الجزائية‪.‬‬
‫ارتكابه فعالً إجراميًا‪ ،‬فيلتزم ب ُمواجهة االدعاا‬ ‫وال ُمتّهم بصفة عا ّمة هو كل شخص تثور ض ّده شبها‬
‫وتقرير‬ ‫بالمسؤولية الجزائية عنه والخضوع لإلجرااا التي يُح ّددها القانون من أجل تمحيص هذه الشبها‬
‫اإلدانة أو البرااة‪ ،‬وقد قرّر له القانون حقوقًا وضمانا أثناا سير إجرااا التحقيق بهدف تيسير الدفاع عن‬
‫نفسه‪ .‬وقد يكون ال ُمتّهم شخصًا طبيعيًا أو معنويًا‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬التعريف بملمتهم‪:‬‬


‫المتهم هو الشخص الذي يوجه إليه االتهام بواسطة تحريك الدعوى الجنائية قبله‪ .‬أو هو" ما ترجّح لدى‬
‫سلطة اإلتهام أوالتحقيق وقوع الجريمة منه سواا بوصفه فاعال ًأم شريكا‪ ،‬وذلك برفع الدعوى الجزائية ض ّده‬
‫أمام قضاا الحكم"‪ .‬فالنيابة العامة حين تحرّك الدعوى الجزائية أمام القضاا‪ ،‬فهي ال تقدم إليه مرتكب‬
‫الجريمة وإنّما تقدم الشخص الذي تتهمهُ بارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫تزول صفة المتهم عن الشخص بعد صدور الحكم النهائي في الدعوى الجزائية‪ ،‬فإذا كان الحكم‬
‫بالبرااة يوصف بالبريا‪ ،‬وإذا كان الحكم باإلدانة فتُستبدل صفة المتهم بصفة ال ُمدان أو المحكوم عليه‪ .‬كما‬
‫تزول صفة المتهم إذا أصدر سلطة التحقيق أمرًا بأن ال وجه إلقامة الدعوة الجزائية أو صرفت النظر عن‬
‫اتهام شخص معين بإقامتها الدعوى بالنسبة لغيره من المتهمين‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬شروط المتهم‪:‬‬


‫لكي تُخلع صفة المتهم على شخص ينبغي أن تتوافر فيه شروط‪:‬‬
‫صم كحيًم‪:‬‬
‫أ) أن ياون المتهم شخ ً‬
‫الدعوى ضد شخص ميت‪ ،‬فإن حصلت الوفاة بعد رفع الشكوى يتعين إصدار قرار‬ ‫ال توجه إجرااا‬
‫بحفظ األوراق‪ ،‬وإن كانت الوفاة أثناا سيرها أمام المحكمة فإنّه يتعين الحكم بانقضائها وال يصلح مباشرة‬
‫الدعوى ض ّد ورثة المتهم‪ّ ،‬‬
‫ألن الدعوى شخصية استنادًا إلى شخصية العقوبة‪.‬‬

‫ب) أن ياون الشخص ُمعينًم‪:‬‬


‫في مرحلة التحقيق قد يكون المتهم موجودًا لكن غير معروف فيت ّم تحريكها ض ّد مجهول طبقًا للما ّدة‬
‫لهذه المرحلة‬ ‫‪ 5/67‬ق إ ج‪ .‬من أجل البحث عنه‪ .‬أ ّما في مرحلة المحاكمة فال يُتصور وصول اإلجرااا‬
‫دون تعيين شخص متهم بذاته‪ ،‬حيث يشترطُ أن يكون مع ُروفًا حتى لو كان في حالة فرار ولم يحضر‬
‫ال ُمحاكمة‪.‬‬

‫جـ) قرائن اإلتهم ‪:‬‬


‫المتهم هو شخص يعُزى إليه أن لهُ يد في ارتكاب الجريمة‪ ،‬سواا بصفته فاعالً أم شري ًكا فالمسؤولية‬
‫الجنائية كأصل عام ال تترتب عن أفعال الغير‪ ،‬ولذلك يجب أن يتوفّر لدى جهة اإلتهام قدرًا ُمعيّنًا من األدلة‬
‫أو القرائن التي تُرجح اتهام الشخص‪ .‬مثلما نصّت عليه المادة‪ 20‬من ق إ ج " ‪ ....‬وإذا قامت ض ّد شخص‬
‫دالئل قوية ومتممساة من شأنهم التدليل على اتهممه فيتعين على ضابط الشرطة القضائية أن يقتاده إلى‬
‫وكيل الجمهورية‪.".....‬‬

‫‪41‬‬
‫د) عد وجود ممنع إجرائي أو موضوعي من اإلتهم ‪:‬‬
‫يجب أن يكون المتهم خاليًا من موانع المتابعة سواا كانت موانع إجرائية مثل الحصانة‪ ،‬أو موانع‬
‫موضوعية مثل موانع المسؤولية الجزائية وأسباب اإلباحة‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬كحقوق المتهم والتزاممته‪:‬‬


‫أ) كحقوق ال ُمتّهم‪:‬‬
‫يضمن القانون للمتّهم حقوقه األساسية التي تُم ّكنه من الدفاع عن نفسه في محاكمة عادلة‪( ،‬الما ّدة ‪00‬‬
‫ق إ ج)‪ّ .‬‬
‫ألن مبدأ قرينة البرااة يفرض ُمعاملته معاملة البريا‪.‬‬
‫‪ )1‬حفظ الكرامة اإلنسانية والمعاملة الالئقة‪ ،‬باحترام حقوقه األساسية المادية والمعنوية وعدم االعتداا‬
‫على حريّته‪ ،‬وعدم المساس بشخصه أو مسكنه او ماله أو عرضه أو حياته الخاصة‪.‬‬
‫التحقيق وال ُمحاكمة إال إذا دعت الضرورة إلى اتخاذها في غيبته‬ ‫‪ )2‬حق حضور جميع إجرااا‬
‫بشرط إطالعه على ما جرى فيها فور انتهاا تلك الضرورة‪.‬‬
‫التحقيق والمحاكمة‪ .‬ويندب النائب العام من تلقاا‬ ‫‪ )3‬حق اإلستعانة بمحامي يحضر معه إجرااا‬
‫نفسه محاميًا إذا كان مته ًما بجناية أو كان حدثًا‪.‬‬
‫‪ )4‬حق اإلخبار بالتهمة‪ ،‬واإلطالع على الملف عن طريق محاميه‪.‬‬
‫من طرف قاضي التحقيق‬ ‫‪ )5‬حق التثبّت من شخصية المتهم طبقًا المادة ‪ 011‬من قانون اإلجرااا‬
‫عند الحضور ألول مرّة( اسمه ولقبه وسنه وما إذا كان ذكر أو أنثى‪ ،‬ومكان مولده ومركزه االجتماعي)‪،‬‬
‫حتى ال يتخذ أي إجراا ضد شخص برئ‪.‬‬
‫‪ )6‬الحق في أن تكون أوامر القبض واإلحضار واإليداع مكتوبةً تتض ّمن التاريخ والتوقيع‪ ،‬والتسبيب‬
‫وهوية المتهم‪.‬‬
‫‪ )7‬الحق في االستعانة بخبير‪.‬‬
‫‪ )8‬تمكينه من حق الطعن في األحكام والقرارا واألوامر القضائية‪.‬‬

‫ب) إلتزاممت ال ُمتّهم‪:‬‬


‫التحقيق معه ومحاكمته‪ .‬بالخضوع لألوامر الصادرة مثل أوامر‬ ‫يلتزم المتهم باإلستجابة لمتطلبا‬
‫تفتيش مسكنه أو القبض عليه‪ ،‬أو إحضاره إلى قاضي التحقيق‪ ،‬أو حبسه مؤقتًا‪ .‬كما يلتزم بالمثول أمام‬
‫المحكمة بمجرد علمه قانونا ً برفع الدعوى ومتابعة سير الدعوى‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫عند تعديل قانون اإلجرااا الجزائية باألمر ‪ 03-13‬وقانون العقوبا باألمر ‪ 02-13‬في ‪ 01‬نوفمبر‬
‫‪ 5113‬كرّس ال ُمشرّع الجزائري ال ُمسؤولية الجزائية للشخص المعنوي بالنّص على شروط إقامتها‬
‫والجزااا المترتبة عنها‪ ،‬وعلى إجرااا ُمتابعتها‪.‬‬
‫نظّم ال ُمشرّع إجرااا متابعة الشخص المعنوي في الفصل الثالث من الباب الثاني الخاص بالتحقيقا‬
‫تحت عنوان " في المتابعة الجزائية للشخص المعنوي" ضمن المواد ‪ 62‬مكرر‪ 62 -‬مكرر‪.4‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬شروط ُمتمبعة الشخص المعنوي جزائيًم‪:‬‬


‫صت الما ّدة ‪ 20‬مكرر من قانون العقوبا على شروط ُمساالة الشخص المعنوي جزائيًا‪:‬‬
‫ن ّ‬
‫وهي ـ أن ينصّ القانون على هذه المسؤولية‪ .‬وـ أن تُرتكب الجريمة لحساب الشخص المعنوي من‬
‫طرف أعضاا جهازه أو ممثّليه‪ .‬وـ أن يكون الشخص المعنوي خاضعًا للقانون الخاص‪.‬‬

‫أ) المتّهم هو من أشخمص القمنون الخمص‪:‬‬


‫المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي مقصورة على األشخاض الخاضعين للقانون الخاص بغض‬
‫الرياضية‬ ‫التجارية‪ ،‬أو لم يكن كسب الربح كالجمعيا‬ ‫النظر عن هدفها سواا كان كسب الربح كالشركا‬
‫والخيرية‪ ،‬وواألحزاب والجمعيا السياسية والثقافية‪.‬‬
‫التجارية إذا كانت تتمتع بالشخصية المعنوية يُباشر ض ّدها االتهام بغض النظر عن من‬ ‫ـ والشركا‬
‫العمومية‬ ‫يملك رأس المال سواا الخواص أو الدولة أو األشخاص الخاضعين للقانون العام‪ ،‬كالمؤسسا‬
‫الطابع الصناعي‬ ‫العمومية ذا‬ ‫االقتصادية التي يُنظمها األمر ‪ 13-10‬في ‪ 51‬غشت ‪ ،5110‬والمؤسسا‬
‫واإلداري تُسأل ألنّها تخضع للقانون اإلداري في تعاملها مع الدولة وتخضع للقانون الخاص في تعاملها مع‬
‫تجارية‪ ،‬وكذلك‬ ‫المصرفية عمومية كانت أو خاصّة وطنية أو أجنبية باعتبارها شركا‬ ‫الغير‪ .‬كالمؤسسا‬
‫الشركا التجارية ذا رأس المال ال ُمختلط‪ ،‬والشركا األجنبية‪.‬‬
‫التجارية التي تُسأل جزائيًا في القانون الجزائري قد تكون شركة تضامن أو توصية‬ ‫ـ والشركا‬
‫مسؤولية محدودة‪ ،‬وسواا كانت الشركة تابعة أو‬ ‫بسيطة أو توصية باألسهم أو شركة ُمساهمة أو ذا‬
‫ُمساهمة‪.‬‬
‫وال تُتابع جزائيًا الشركة التي ال تتمتع بالشخصية المعنوية كشركة المحاصّة‪ ،‬أوفقد الشخصية المعنوية‬
‫كالشركة الفعلية‪.‬‬
‫‪ -‬استثنى ال ُمشرّع بالما ّدة‪ 20‬مكرر الدولة والجماعا المحلية واألشخاص الخاضعين للقانون العام‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫ال ّدولة ويُقصد بها رئاسة الجمهورية‪ ،‬ورئاسة الحكومة أي الوزاراة األولى‪ ،‬والوزارا ‪ ،‬وال ُمدريا‬
‫الوالئية‪ .‬فال ّدولة ال تُسأل جزائيًا استنادًا لمبدأ السيادة‪ ،‬واستنادًا ألنّها تحتكر حق العقاب واستنادًا لوظيفتها‬
‫فهي ال ُمكلّفة بحماية المصالح العا ّمة وحفظ النظام العام‪.‬‬
‫الجماعا المحلّية ويُقصد بها الوالية والبلدية‪ .‬فال تُتتابع جزائيًا عن األنشطة التي تُمارسها بصفتها من‬
‫امتيازا السلطة العمومية‪ .‬مثل أعمال الحالة المدنية أو حفظ النظام العمومي‪.‬‬
‫األشخاص الخاضعين للقانون العام يُقص ُد بهم تلك المرافق العمومية ذا الصبغة اإلدارية كالجامعا‬
‫والمؤسسا اإلستشفائية‪ ،‬أو المؤسسا العمومية‪.‬‬

‫ب) ارتامب الجريمة لحسمب الشخص المعنوي‪:‬‬


‫نصّت على هذا الشرط الفقرة‪ 0‬للمادة ‪ 20‬مكرر من قانون العقوبا الجزائري‪ ،‬ويقصد بذلك ارتكاب‬
‫أن الجريمة تخدم المصالح الما ّدية أو المعنوية‬
‫الجريمة من أجل تحقيق مصلحة لفائدة الشخص المعنوي‪ .‬أي ّ‬
‫للشخص المعنوي‪ ،‬سواا كانت مصلحة حالّة أو احتمالية ُمستقبلية‪ ،‬مثل حصول المؤسسة االقتصادية على‬
‫صفقة عن طريق تقديم رشوة‪ .‬وبال ُمقابل ال يُسأل الشخص المعنوي عن الجريمة التي يرتكبها ال ُمدير لحسابه‬
‫الشخصي أو لفائدة شخص آخر‪.‬‬
‫وحسببب الفقببرة‪ 5‬مببن المببادة‪ 20‬مكببرر ق ع فب ّ‬
‫بإن مسببؤولية الشببخص االعتببباري ال تمنببع مببن ُمسبباالة‬
‫الشبخص الطبيعبي كفاعبل أصبلي أو كشبريك فبي نفببس األفعبال‪ ،‬أخب ًذا بمببدأ ازدواج المسبؤولية الجزائيبة عببن‬
‫الفعل الواحد‪.‬‬

‫جـ) ارتامب الجريمة من طرف جهمز أو ممثل الشخص المعنوي‪:‬‬


‫ال يُمكببن تصببور ارتكبباب الجريمببة مببن طببرف الشببخص المعنببوي بحكببم طبيعتببه‪ ،‬بببل يرتكبهببا شببخص‬
‫طبيعي يُشترط فيه أن يكون له حق التعبير عن إرادة الشخص المعنوي والتصرّف بإسمه‪ ،‬قد يكون ال ُمدير أو‬
‫أعضبباا مجلببس اإلدارة‪ ،‬أو الجمعيببة العا ّمببة للشببركاا‪ .‬وقببد عبّببر عببنهم المببا ّدة ‪ُ 20‬مكبرّر بببأجهزة الشببخص‬
‫المعنوي أو ُممثليه الشرعيين‪ ،‬وهم الذين يمنحهم القانون األساسي للشخص المعنبوي تفويضًبا لتمثيلبه (المبادة‬
‫‪ُ 62‬مكرر‪ 5‬ق إ ج) فهو مثالً البرئيس ال ُمبدير العبام فبي الشبركة التجاريبة ذا األسبهم(المبا ّدة ‪ 648‬ق تبج ج)‬
‫وال ُمس بيّر فببي الشببركة ذا المسببؤولية المحببدودة(المببا ّدة ‪ 277‬ق تببج ج)‪ .‬وال يُسببأل الشببخص المعنببوي عببن‬
‫الجرائم التي يرتكبها ُمجرّد األجير أو ال ُمف ّوض مثل ُمدير الوحدة الصناعية أو مدير وكالة بنكية‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ثمنيًم‪ :‬تمثيل الشخص المعنوي في اإلجراءات الجزائية (المواد ‪ 65‬ماررـ‪ 65‬مارر‪ 3/‬ق إ ج)‪:‬‬
‫الدعوى الجزائية تجاه الشخص الطبيعي بصفته ممثالً للشخص المعنوي وليس‬ ‫تتخذ إجرااا‬
‫كمسؤول عن الجريمة فال يجوز أن يتعرض هذا الممثل ألي إجراا ينطوي على إكراه غير تلك اإلجرااا‬
‫التي تتخذ ضد الشاهد‪ ،‬مثل إجباره على الحضور بواسطة رجال السلطة العامة إذا رفض الحضور طوعًا‪،‬‬
‫ومن ثم ال يجوز القبض عليه وال حبسه مؤقتا أو إخضاعه للرقابة القضائية‪ ،‬غير أن الشخص المعنوي ذاته‬
‫ُ‬
‫حيث يستطيع‬ ‫جزائية‪.‬‬ ‫يمكن إخضاعه للتدابير المنصوص عليها في المادة ‪ 62‬مكرر‪ 4‬قانون إجرااا‬
‫قاضي التحقيق أن يخضع الشخص المعنوي إلحدى التدابير كإلزامه بدفع كفالة‪ .‬ومنعه من ممارسة بعض‬
‫األنشطة المهنية أو االجتماعية إذا كانت الجريمة ارتكبت أثناا ممارسة هذه األنشطة أو بمناسبتها‪ .‬وإلزامه‬
‫الدفع‪ .‬وأي‬ ‫أو استعمال بطاقا‬ ‫عينية لضمان حقوق الضحية‪ ،‬ومنعه من إصدار شيكا‬ ‫بتقديم تأمينا‬
‫المفروضة على الشخص المعنوي بناا على تدابير الرقابة القضائية يترتب عنها ُمعاقبته‬ ‫مخالفة لاللتزاما‬
‫بغرامة من‪011.111‬دج إلى ‪211.111‬دج بأمر قاضي التحقيق بعد أخد رأي وكيل الجمهورية‪.‬‬

‫أ) الممثل القمنوني للشخص المعنوي‪:‬‬


‫الدعوى‬ ‫حسب الفقرة األولى من المادة ‪ 62‬مكرر‪ 5‬فقرة‪ 0‬يت ّم تمثيل الشخص المعنوي في إجرااا‬
‫من طرف ممثله القانوني الذي كانت له هذه الصفة عند المتابعة‪ ،‬والعبرة بصفة الممثل القانوني وقت مباشرة‬
‫فيجب على‬ ‫الدعوى وليس وقت ارتكاب الجريمة‪ ،‬وإذا تم تغيير الممثل خالل سير اإلجرااا‬ ‫إجرااا‬
‫الممثل القانوني الجديد للشخص المعنوي أن يخطر الجهة المختصة باسمه‪.‬‬
‫الممثل القانوني للشخص المعنوي هو الذي يكون له حق التعبير عن إرادة الشخص المعنوي‬
‫عنهم‬ ‫والتصرّف بإسمه‪ ،‬قد يكون ال ُمدير أو أعضاا مجلس اإلدارة‪ ،‬أو الجمعية العا ّمة للشركاا‪ .‬وقد عبّر‬
‫الما ّدة ‪ُ 20‬مكرّر بأجهزة الشخص المعنوي أو ُممثليه الشرعيين الذين يمنحهم القانون األساسي للشخص‬
‫المعنوي صالحية تمثيله (المادة ‪ُ 62‬مكرر‪ 5‬ق إ ج) فهو مثالً الرئيس ال ُمدير العام في الشركة التجارية ذا‬
‫األسهم(الما ّدة ‪ 648‬ق تج ج) وال ُمسيّر في الشركة ذا المسؤولية المحدودة(الما ّدة ‪ 277‬ق تج ج)‪.‬‬

‫ب) الممثل االتفمقي للشخص المعنوي‪:‬‬


‫أجاز المشرع أن يتم تمثيل الشخص المعنوي أمام جها التحقيق والمحاكمة بواسطة ممثل اتفاقي وفق‬
‫ما جاا في المادة ‪ 62‬مكرر‪ 5‬فقرة‪ 5‬وهو الشخص الطبيعي الذي يكون له بموجب القانون األساسي للشخص‬
‫ضا لتمثيله‪ ،‬فمثالً في شركة المساهمة يكون ممثلها االتفاقي حسب نظامها األساسي هو من‬
‫المعنوي تفوي ً‬
‫يملك أكبر عدد ممكن من األسهم كما يمكن أن يكون عض ًوا من أعضاا هذا الشخص كالمدير‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫جـ) التمثيل القضمئي للشخص المعنوي‪:‬‬
‫جزائية على أنّه يقوم رئيس المحكمة بطلب من النيابة‬ ‫نصّت المادة‪ 62‬مكرر‪ 3‬من قانون إجرااا‬
‫بتعيين ممثل قضائي أوكيل قضائي من ضمن مستخدمي الشخص المعنوي من أجل كفالة حق الدفاع‪:‬‬
‫ـ عندما تتم مالحقة الشخص المعنوي وممثله القانوني معًا في ذا الجريمة أو حتى في وقائع مرتبطة‬
‫بها‪ ،‬فهنا تتخذ إجرااا الدعوى الجزائية في مواجهة هذا الممثل القضائي‪.‬‬
‫ـ وعندما يكون الممثل القانوني أو اإلتفاقي غير مؤهل لتمثيل الشخص المعنوي كأن يكون المدير أو‬
‫المسير الرئيسي في حالة فرار‪.‬‬

‫‪ -‬المقصود بتحريك ال ّدعوى العمومية هو اتخاذ اإلجراا األ ّول الذي يسمح بانطالقها وإقامتها أمام‬
‫إحدى جهتي القضاا الجزائي‪ ،‬إ ّما قضاا التحقيق أو قضاا الحكم‪.‬‬
‫وهو يختلف عن المباشرة أو الممارسة‪ ،‬فالتحريك هو اإلجراا األول الوحيد الذي تبدأ به ال ّدعوى‬
‫المخ ّولة قانونًا إلى غاية نهايتها‪ ،‬كما ّ‬
‫أن الممارسة ال‬ ‫العمومية بينما الممارسة فهي اتخاذ جميع اإلجرااا‬
‫أخرى من غير النيابة‬ ‫تكون إال من طرف النيابة العا ّمة بينما التحريك قد يكون استثنا ًا من طرف جها‬
‫سواا جها قضائية أوغير قضائية‪.‬‬
‫‪ -‬يترتّب عن تحريك ال ّدعوى العمومية توجيه التهمة بصفة رسمية للشخص محل المتابعة أو الشكوى‬
‫أو االشتباه‪ ،‬ويصبح م ّدعى عليه في ال ّدعوى الجزائية‪ ،‬ومن ث ّم تترتب له كافّة حقوق ال ّدفاع التي لم يكن‬
‫يتمتّع بها في مرحلة االشتباه‪ .‬ويترتّب عن التحريك أيضًا إمكانية مطالبة الضحية بالحق في التعويض عن‬
‫طريق الدعوى المدنية التبعية الم ‪ 2‬ق إ ج‪.‬‬
‫‪ -‬الحق في تحريك ال ّدعوى العمومية األصل فيه أنّه للنيابة العامة بصفتها السلطة المخ ّولة قانونًا في‬
‫مباشرة ال ّدعوى العمومية دون غيرها (الما ّدتان ‪ 0‬و ‪ )0/53‬وبما تملكه من سلطة مالامة في تحريك أو عدم‬
‫تحريك ال ّدوى العمومية (الما ّدة ‪ )2/46‬ولذلك تس ّمى بسلطة أو قضاا اإلتهام والمتابعة‪ .‬لكن المشرّع أعطى‬
‫أخرى غير النيابة كما هو‬ ‫مح ّددة إمكانية اتخاذ إجراا التحريك لجها‬ ‫على سبيل االستثناا وفي حاال‬
‫في المضرور وبعض اإلدارا‬ ‫الجزائية وتتمثل هذه الجها‬ ‫ظاهر من الما ّدة األولى من قانون اإلجرااا‬
‫وجها قضاا التحقيق وجها قضاا الحكم‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬سلطة تحريك ال ّدعوى العمومية وقيودها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬طرق تحريك ال ّدعوى العمومية‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫نتناول فيي هذا الفرع السلطة التقديرية للنيابة العامة في مالامة المتابعة بالتطرّق إلى حريّتها في‬
‫تحريك الدعوى العمومية وحفظ األوراق‪ .‬ونتناول طُرق تحريك الدعوى العمومية من طرف النيابة العا ّمة‪.‬‬

‫ـ إن وصول البالغ أو الشكوى أو محاضر الشرطة القضائية إلى وكيل الجمهورية يخ ّول له بموجب‬
‫الما ّدة ‪ 46‬ق إ ج أن يقرّر بشأنها ما يراه مناسبًا من إجرااا ‪ ،‬تخيّره فيها الفقرة ‪ 3‬من نفس الما ّدة‪ ،‬بين قرار‬
‫تحريك ال ّدعوى العمومية أو قرار حفظ أوراق القضية إذا لم يرى ضرورة لتحريكها أو قرار اتخاذ‬
‫إجرااا الوساطة‪ .‬لكن سلطة المالئمة ليست مطلقة بل ترد عليها استثنااا قد تقلّص منها‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬قرار تحريك الدعوى العمومية‪:‬‬


‫أ) األصل أن يكون للنيابة العا ّمة كامل الحرية في تحريك ال ّدعوى العمومية بما تملكه من سلطة‬
‫تقديرية في مالامة المتابعا ‪.‬‬

‫ب) يكون وكيل الجمهورية محتّ ًما وملز ًما بتحريك ال ّدعوى العمومية في الحاال اآلتية‪:‬‬
‫فإن الما ّدة‬
‫ـ إذا جااته تعليمة من أحد رؤسائه التدرّجيين كوزير العدل في الما ّدة ‪ 41‬شفاهة أو كتابة ّ‬
‫التي ترد إليهم عن الطريق‬ ‫مكتوبة طبقًا للتعليما‬ ‫‪ 40‬تنصّ على أنّه يلزم ممثلو النيابة بتقديم طلبا‬
‫التدرّجي‪ .‬ومن بين هذه الطلبا الطلب االفتتاحي للتحقيق الذي يحرّك به ال ّدعوى العمومية وغيره‪.‬‬
‫ـ إذا جااه طلب تحريك ال ّدعوى العمومية من المتضرر بشروط الما ّدة ‪ 447‬مكرر‪ 0/‬أو عن طريق‬
‫ق له أن يتق ّدم إلى قاضي التحقيق بطلب عدم‬
‫االدعاا المدني أمام قاضي التحقيق بموجب الما ّدة ‪ 75‬فال يح ّ‬
‫إجراا التحقيق (الما ّدة ‪.)74‬‬

‫جـ) وقد يكون وكيل الجمهورية مقيّدًا في تحريك ال ّدعوى العمومية بوجود مانع يمنعه يتمثل في أحد‬
‫الشروط أو القيود الثالثة وهي الشكوى كما في قضية الحال‪ ،‬والطلب واإلذن‪ .‬تس ّميها المادة ‪ 6‬شرطًا‬
‫للتحريك وتس ّميها الموا ّد ‪ 477،483، 474‬من ق إ ج قيودًا‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ثمنيًم‪ :‬قرار كحفظ األوراق‪:‬‬
‫أو الشكوى‪ ،‬وهو ليس قرارًا‬ ‫هو قرار بعدم تحريك ال ّدعوى العمومية وذلك بحفظ ملف التحريّا‬
‫قضائيا كقرارا قضاا الحكم أو التحقيق‪ ،‬حث ال يقبل الطعن ولكن يقبل المراجعة واإللغاا بتقديم طلب إلى‬
‫النائب العام‪ .‬يصدره وكيل الجمهورية استنادًا إلى الما ّدة ‪ 46‬ق إ ج ألحد األسباب القانونية أو الموضوعية‪،‬‬
‫ويبلّغه للشاكي أو الضحية في أقرب اآلجال‪.‬‬

‫أ) األسبمب القمنونية للحفظ‪:‬‬


‫ـ منها المتعلّقة بالجريمة كتخلّف أحد عناصرها أو أركانها مثل عدم تكييف الفعل جزائيا النعدام نصّ‬
‫التجريم أو عدم قابليته للتطبيق أو إلغائه‪ ،‬أو لوجود نصّ أو سبب إباحة‪ ،‬أو مانع من موانع المسؤولية أو‬
‫النعدام الفعل الجرمي تما ًما أو إنعدام الجانب المعنوي للجريمة‪ .‬ـ ومنها المتعلّقة بال ّدعوى العمومية كتوفّر‬
‫أحد أسباب انقضائها‪ ،‬مثل وجود حكم نهائي سبق الفصل بموجبه في موضوعها‪ ،‬أو وفاة الفاعل أو تقادم‬
‫الجريمة أو صدور عف و شامل عن الفعل‪ ،‬أو قد يرد مانع أو قيد من القيود التي تمنع وكيل الجمهورية من‬
‫تحريك ال ّدعوى العمومية‪.‬‬

‫ب) األسبمب الموضوعية للحفظ‪:‬‬


‫كبقاا المشتبه فيه مجهوال أو عدم ج ّديّة الشكوى النعدام دالئل وقرائن االتهام مثلما نصّت عليه الما ّدة‬
‫‪ 20‬ق إ ج‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬الوسمطة كبديل عن المتمبعة الجزائية‪:‬‬


‫عندما يتبيّن للنيابة ّ‬
‫أن مقرّر الحفظ هو إجراا غير ُمناسب‪ ،‬وفي نفس الوقت يتبيّن لها عدم مالامة‬
‫تحريك الدعوى العمومية سواا بالنظر لمصلحة المجتمع أو مصلحة الضحية أو المشتكى منه فإنها تلجا إلى‬
‫إجراا الوساطة‪ ،‬حينما تُق ّد ُر أنّه يحقق مصلحة األطراف‪.‬‬

‫أ) التعريف بملوسمطة الجنمئية‪:‬‬


‫تعد الوساطة الجنائية صورة من صور العدالة الرضائية ومن بدائل الدعوى العمومية التي تُفعّل‬
‫مساهمة المجتمع في إقامة العدالة الجنائية وتحقيق سرعة البت في القضايا الجزائية ووضع ح ّد للقضايا‬
‫البسيطة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫تبنّى المش ّرع الجزائري نظام الوساطة الجنائية بموجب األمر رقم ‪ 15-02‬الذي ع ّدل وت ّمم قانون‬
‫الجزائية بتاريخ ‪ 54‬جويلية ‪ ،5102‬بعد أن أخذ به في قانون حماية الطفل رقم ‪ 05-02‬في ‪02‬‬ ‫اإلجرااا‬
‫جويلية ‪ ،5102‬نظمها في المواد ‪ 37‬مك ّرر إلى‪ُ 37‬مكرّر‪ 9‬من ق إ ج‪.‬‬
‫في الكتاب األول المتعلّق بمباشرة الدعوى العمومية وإجراا التحقيق‪ ،‬ضمن الباب األول المتعلّق‬
‫بالبحث والتحري عن الجرائم أين استحدث "الفصل الثاني مكرر" بعنوان " في الوساطة "‬
‫عرّف ال ُمشرّع الوساطة بموجب الما ّدة الثانية من قانون حماية الطفل ‪ 05-02‬بأنّها " آلية قانونية‬
‫تهدف إلى إبرام اتفاق بين الطفل الجانح أو ُممثله الشرعي من جهة‪ ،‬وبين الضحية أو ذوي حقوقها من جهة‬
‫وجبر الضرر الذي تعرّضت له الضحية ووضع حد آلثار الجريمة‬ ‫أخرى‪ ،‬وتهدف إلى إنهاا ال ُمتابعا‬
‫وال ُمساهمة في إعادة إدماج الطفل"‪.‬‬
‫وطبقًا لنصّ المادة ‪ 37‬مكرر من ق إ ج يجوز لوكيل الجمهورية قبل أيّة ُمتابعة جزائية أن يُقرّر‬
‫ب ُمادرة منه أو بنا ًا على طلب الضحية أو ال ُمشتكى منه‪ ،‬إجراا وساطة بهدف وضع حد لإلخالل الناتج عن‬
‫الجريمة أو جبر الضرر المترتب عليها ‪.‬‬
‫تت ّم الوساطة بموجب اتفاق مكتوب بين مرتكب األفعال المجرمة والضحية(المادة ‪ 37‬مكرر)‪ ،‬يدون‬
‫هذا االتفاق في محضر يتضمن هوية وعنوان األطراف وعرضا وجيزا لألفعال وتاريخ ومكان وقوعها‬
‫ومضمون اتفاق الوساطة وآجال تنفيذه‪ ،‬ويوقع المحضر من طرف وكيل الجمهورية وأمين الضبط‬
‫واألطراف وتسلم نسخة منه إلى كل طرف (المادة ‪ 37‬مكرر‪.)3‬‬

‫ب) شروط اللجوء إلى الوسمطة‪:‬‬


‫‪ )1‬اكتممل عنمصر جريمة تجوز فيهم الوسمطة‪:‬‬
‫على خالف القانون الفرنسي الذي ال يُح ّدد أنواع الجرائم التي تُطبّق فيها الوساطة ويجعلها في جميع‬
‫الجرائم القليلة الخطورة‪ّ ،‬‬
‫فإن المشرع الجزائري نصّ صراحة في المادة‪ 37‬مكرر‪ 2‬ق إ ج على الجرائم التي‬
‫يُمكن أن تجرى الوساطة بشأنها دون سواها وهي الجرائم ذا الخطورة اإلجرامية البسيطة تتمثل في بعض‬
‫الجنح التي ترتكب بين أفراد تربطهم عالقا اجتماعية‪ ،‬ويكون الضرر المباشر فيها يقع على الضحية أكثر‬
‫من المجتمع ‪،‬كما تطبق الوساطة الجزائية على كل المخالفا ‪.‬‬
‫ـ في مواد الجنح تطبّق الوساطة على جرائم السب والقذف واالعتداا على الحياة الخاصة والتهديد‬
‫والوشاية الكاذبة وترك األسرة واالمتناع العمدي عن تقديم النفقة وعدم تسليم طفل واالستيالا بطريق الغش‬
‫على أموال اإلرث قبل قسمتها أو على أشياا مشتركة أو أموال الشركة وإصدار شيك بدون رصيد‬
‫والتخريب أو اإلتالف العمدي ألموال الغير وجنح الضرب والجروح غير العمدية والعمدية المرتكبة بدون‬

‫‪48‬‬
‫سبق اإلصرار والترصد أو استعمال السالح‪ ،‬وجرائم التعدي على الملكية العقارية والمحاصيل الزراعية‬
‫والرعي في ملك الغير واستهالك مأكوال أو مشروبا أو االستفادة من خدما أخرى عن طريق التحايل‪.‬‬
‫ـ تطبق الوساطة في المخالفا بجميع أنواعها‪.‬‬
‫ـ تطبق الوساطة في جرائم األحداث‪ ،‬ع ّممت الما ّدة ‪ 001‬من قانون حماية الطفل ‪ 05-02‬تطبيق‬
‫الوساطة على جميع أنواع الجنح والمخالفا ‪ ،‬واستثنت الجنايا فقط‪.‬‬

‫‪ )2‬اعتراف ال ُمشتاى منه بمألفعمل المنسوبة إليه‪:‬‬


‫وهو شرط منطقي ّ‬
‫ألن غرض الوساطة هو جبر الضرر الناجم عن الجريمة بالتعويض وإعادة الحالة‬
‫إلى ما كانت عليه قبل االعتداا ال ُمجرّم‪.‬‬
‫ولكن ال يجوز استعمال هذا االعتراف فيما بعد كدليل إدانة فيما لو فشلت الوساطة‪.‬‬

‫‪ )3‬قبول طرفي الوسمطة‪:‬‬


‫اشترطت المادة ‪ 37‬مكرر‪ 1‬ق إ ج إلجراا الوساطة قبول الضحية والمشتكى منه‪ .‬وال يجوز للنيابة‬
‫العا ّمة أن تُجبر أيًّا من الطرفين على هذا اإلجراا‪.‬‬

‫‪ )4‬أن تُؤدّي الوسمطة إلى تحقيق الغرض الذي ُ‬


‫ش ّرعت ألجله‪:‬‬
‫أي أن تُق ّدر النيابة ّ‬
‫بأن هذا اإلجراا من شأنه وضع حد لإلخالل الناتج عن الجريمة أو جبر الضرر‬
‫المترتب عليها ‪ .‬وح ّدد الما ّدة ‪ 37‬مكرر ‪ 4‬ق إ ج أغراض الوساطة في‪ -0 :‬إعادة الحال إلى ما كانت عليه‪.‬‬
‫‪ -5‬تعويض مالي أو عيني عن الضرر‪ -4 .‬كل اتفاق آخر غير ُمخالف للقانون يتوصّل إليه األطراف‪.‬‬

‫‪ )5‬اتحمذ إجراء الوسمطة قبل تحريك الدعوى العمومية‪:‬‬


‫طبقًا للمادة ‪ 37‬مكرر من ق إ ج‪ ،‬والما ّدة ‪ 001‬من قانون حماية الطفل يُشترط على وكيل الجمهورية‬
‫أن يلجأ إلى الوساطة قبل أيّة ُمتابعة جزائية‪.‬‬

‫جـ) اآلثمر المترتبة على الوسمطة الجنمئية‪:‬‬


‫بعد إمضاا محضر اتفاق الوساطة من طرف وكيل الجمهورية واألطراف وأمين الضبط تُرسّم‬
‫الوساطة بقرار النيابة الذي ال يجوز الطعن فيه بأي طريق من طرق الطعن(المادة ‪37‬مكرر‪.)5‬‬
‫‪ -‬يُصبح محضر اتفاق الوساطة سندًا تنفيذيا طبقا للتشريع الساري المفعول (المادة ‪37‬مكرر‪ .)6‬حيث‬
‫تُمهر وثيقة المحضر بالصيغة التنفيذية‪ ،‬وتُنفّذ بموجبها االلتزاما المتفق عليها‪.‬‬
‫‪ -‬يُوقف سريان تقادم الدعوى العمومية خالل اآلجال ال ُمح ّددة لتنفيذ اتفاق الوساطة(المادة ‪37‬مكرر‪)7‬‬
‫‪49‬‬
‫‪ -‬إذا لم يتم تنفيذ االتفاق في اآلجال ال ُمحّددة‪ ،‬يتخذ وكيل الجمهورية ما يراه مناسبًا بشأن إجرااا‬
‫ال ُمتابعة وتحريك الدعوى العمومية عن الجريمة محل الوساطة‪ ،‬باإلضافة إلى ال ُمساالة عن جريمة االمتناع‬
‫العمدي عن تنفيذ اتفاق الوساطة بعد انقضاا األجل المحدد لذلك‪ ،‬فطبقًا للمادة‪37‬مكرر‪ 7‬يتعرّض الشخص‬
‫الذي يمتنع عن التنفيذ للعقوبا ال ُمقرّرة للجريمة المنصوص عليها في الفقرة ‪ 5‬من الما ّدة ‪ 147‬من قانون‬
‫العقوبا ‪ ،‬وهي جريمة التقليل من شأن األحكام القضائية‪.‬‬

‫تكون النيابة ُمقيّدة ببعض القيود عن تحريك الدعوى العمومية في بعض الجرائم‪ ،‬حيث ال يُمكنها‬
‫التحريك إالّ بعد ارتفاع هذه القيود‪ ،‬وهي الشكوى والطلب واإلذن‪ .‬ولو حرّكت النيابة العا ّمة الدعوى‬
‫العمومية رغم وجود القيد‪ ،‬فإنّه يكون مصيرها عدم القبول‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬الشاوى‪:‬‬
‫أ) التعريف بملشاوى كشرط لتحريك الدعوى العمومية‪:‬‬
‫ّ‬
‫أن الدعوى العمومية تنقضي‬ ‫ـ ينصّ عليها النصّ العام المتمثّل في الما ّدة ‪ 6‬ق إ ج عندما قرّر‬
‫بسحب الشكوى إذا كمنت شرطًم الز ًمم للمتمبعة‪.‬‬
‫وهي طلب يق ّدمه المجني عليه يلتمس فيه تحريك ال ّدعوى العمومية‪ ،‬وهو اإلجراا الضروري الذي ال‬
‫تتحرّك ال ّدعوى العمومية من دونه في جرائم مح ّددة على سبيل الحصر‪ ،‬تُشترطُ ألسباب اجتماعية أسرية‪.‬‬
‫وال تُشترط لها شكلية معيّنة فقد تكون شفوية أو مكتوبة يق ّدمها المتضرر من الجريمة أو ممثّله القانوني‬
‫إلى وكيل الجمهورية مباشرة أو عن طريق ضابط الشرطة القضائية‪ ،‬الذي يحولها بدوره إلى وكيل‬
‫الجمهورية طبقًا للما ّدة ‪ 0-08‬من ق إ ج‪.‬‬
‫ـ إذا كان عدم وجود هذه الشكوى يمنع تحريك ال ّدعوى العمومية‪ ،‬فإنّه ال يمنع من اتخاذ بعض‬
‫الضبط القضائي كالحجز تحت النظر وحجز أداة الجريمة أو محلّها لكن ال يسمح بإصدار األمر‬ ‫إجرااا‬
‫بالقبض ألنّه مرتبط باالتهام‪.‬‬

‫ب) الجرائم التي يشترط القمنون لهم الشاوى‪ :‬هي مح ّددة على سبيل الحصر‪:‬‬
‫‪ )1‬في قمنون العقوبمت‪:‬‬
‫ـ الجرائم ض ّد األسرة واآلداب العم ّمة‪:‬‬
‫ـ خطف أو إبعاد القاصرة (الما ّدة ‪ )456‬عندما يتز ّوج الخاطف من المخطوفة‪ ،‬حيث ال تُتخذ إجرااا‬
‫ال ُمتابعة إال بشكوى من األشخاص الذين لهم الصفة في طلب إبطال الزواج‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫ـ ترك األسرة (الما ّدة ‪ )5/441‬ال تُحرّك الدعوى العمومية إال بعد شكوى الزوج المتروك‪ .‬وترك‬
‫الما ّدية واألدبية بغير سبب‬ ‫األسرة هو ترك مق ّر األسرة من طرف أحد الزوجين والتخلي عن االلتزاما‬
‫ج ّدي ل ُم ّدة تتجاوز شهرين‪ .‬وترك الزوج لزوجته الحامل بغير سبب ج ّدي ل ُم ّدة تتجاوز شهرين‪.‬‬
‫ُ‬
‫حيث ال تُحرّك الدعوى العمومية‬ ‫ـ الزنا (الما ّدة ‪ )443‬من طرف المرأة المتزوجة أو الرجل ال ُمتز ّوج‪،‬‬
‫إال بنا ًا على شكوى الزوج المضرور‪.‬‬
‫ـ الجرائم ض ّد األموال‪ :‬هي السرقة بين األصول والفروع واألقارب (المواد ‪ 463 ،468‬ق ع ج)‪،‬‬
‫النصب واالحتيال بين األصول والفروع واألقارب (الم ‪ 474‬ق ع ج)‪ ،‬خيانة األمانة بين األصول والفروع‬
‫واألقارب(الم‪ 477‬ق ع ج)‪ ،‬إخفاا األشياا المسروقة بين األصول والفروع واألقارب(الم‪ 483‬ق ع ج)‪.‬‬

‫‪ )2‬في قمنون اإلجراءات الجزائية‪:‬‬


‫ال يجوز مثالً أن تت ّم المتابعة في الجزائر ض ّد الجنح الماسّة باألفراد في الخارج (الما ّدة ‪ 284‬ق إ ج)‪،‬‬
‫القطر الذي ارتكب‬ ‫إال بعد تقديم شكوى من الشخص المضرور إلى النيابة العا ّمة‪ ،‬أو ببالغ من سلطا‬
‫الجريمة فيه‪.‬‬
‫وقبل إلغاا الما ّدة ‪ُ 6‬مكرّر من ق إ ج بموجب القانون ‪ 01-03‬ال ُمؤرّخ في ‪ 00‬ديسمبر ‪ ،)1(5103‬كانت‬
‫هذه الما ّدة ‪ُ 6‬مكرّر(ال ُمدرجة سنة ‪ )5102‬تشترطُ في جريمة االختالس والسرقة والتبديد التي يرتكبها ُمسيّر‬
‫االجتماعية لهذه‬ ‫المؤسسة العمومية االقتصادية لتحريك الدعوى العمومية صدور طلب(شكوى) الهيئا‬
‫المؤسسة‪.‬‬

‫ب) أثر سحب الشاوى‪:‬‬


‫أن سحب هذا النوع من الشكاوى بعد تقديمها يؤ ّدي إلى انقضاا ال ّدعوى العمومية‪،‬‬
‫تنصّ الما ّدة ‪ 6‬على ّ‬
‫وهذا في كل الجرائم المذكورة أعاله‪ .‬فالتنازل على هذه الشكوى يؤ ّدى إلى وقف المتابعا ‪ .‬ويترتّب عن‬
‫الصفح أو التنازل عن الشكوى عدم رجوع المتنازل عن تنازله ومن ث ّم عدم إمكانية إعادة تحريك ال ّدعوى‬
‫العمومية ثانيةً‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬الطلب‪:‬‬
‫معينة في جرائم معينة من أجل تحريك ال ّدعوى العمومية‬ ‫هو طلب يشترط القانون تقديمه من هيئا‬
‫محاكمة ومعاقبة‬ ‫فيها‪ ،‬على أن يكون الطلب مح ّررًا و موقعًا من رئيس الهيئة يلتمس فيه اتخاذ إجرااا‬
‫الشخص محل الشكوى في الطلب‪ .‬بخالف الشكوى التي يطلب فيها الشاكي تحريك ال ّدعوى العمومية وال‬

‫(‪ )1‬ج ر عدد ‪ 78‬في ‪ 08‬ديسمبر ‪.5103‬‬


‫‪51‬‬
‫يه ّم أن تكون شفوية أو مكتوبة‪ ،‬كما أنّها يمكن التنازل عنها ومن ث ّم توقيف المتابعة على خالف الطلب ال‬
‫يمكن سحبه بعد تقديمه‪ ،‬كما أنّه يكون صادرًا عن هيئة وليس الشخص المتضرّر كما في الشكوى‪ .‬واستعمال‬
‫المشرّع مصطلح الشكوى تعبيرًا عن الطلب خطأ ينبغي تصحيحه‪ .‬ومن أمثلته‪:‬‬
‫‪0‬ـ مخالفا التشريع أو التنظيم الجمركي ال يكون تحريك ال ّدعوى الجبائية من طرف النيابة‪ ،‬إال بطلب‬
‫مكتوب وموقّع من اإلدارة العا ّمة للجمارك‪.‬‬
‫التشريع الضريبي حيث ال يكون تحريك الدعوى الجزائية عن الغش الضريبي إال بعد‬ ‫‪5‬ـ مخالفا‬
‫تقديم طلب مكتوب من طرف إدارة الضرائب (الما ّدة ‪ 412‬من قانون الضرائب ال ُمباشرة والرسوم ال ُمماثلة‬
‫في القانون رقم ‪ 46-31‬المؤرّخ في ‪ 40‬ديسمبر ‪.0331‬‬
‫‪4‬ـ جرائم تموين الجيش بطلب وزير الدفاع حسب المواد‪060‬ـ‪ 063‬ق ع ج‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬اإلذن‪:‬‬
‫المتابعة ض ّد‬ ‫هو ترخيص مكتوب مق ّدم من هيئة مح ّددة قانونًا يتض ّمن الموافقة على اتخاذ إجرااا‬
‫شخص ينتمي إليها ويتمتّع بحصانة قانونية‪:‬‬
‫‪ -‬الحصانة البرلمانية للنائب في المجلس الشعبي الوطني أو عضو مجلس األ ّمة في المواد‪058 ،057‬‬
‫من ال ّدستور‪ .‬ويختلف اإلذن برفع الحصانة‪ ،‬عن الشكوى بأنّه في حالة التلبّس يجوز القبض على صاحب‬
‫التحقيق لكن يشترط إخطار مكتب البرلمان فورًا لتمكين‬ ‫الحصانة دون وجود اإلذن واتخاذ إجرااا‬
‫الشخص من حق تقديم طلب اإلفراج ومن ث ّم تطبيق الما ّدة‪ 057‬من ال ّدستور‪.‬‬
‫ـ الحصانة القضائية وتكون لفئتين‪:‬‬
‫الفئة األولى‪ :‬أعضاا الحكومة أو أحد قضاة المحكمة العليا أو أحد الوالة أو رئيس أحد المجالس‬
‫القضائية أو النائب العام لدى المجلس القضائي(الما ّدة ‪ 274‬ق إ ج) وأعضاا مجلس قضائي أو رئيس‬
‫محكمة أو وكيل الجمهورية (الما ّدة ‪ 272‬ق إ ج) يُرسل الملف بطريق التبعية التدريجية من وكيل الجمهورية‬
‫إلى النائب العام لدى المحكمة العليا الذي يرفع األمر إلى الرئيس األول للمحكمة العليا إلصدار اإلذن‬
‫بالمتابعة‪ ،‬وإن كان المتهم رئيس المحكمة العليا يصدر من النائب العام لدى هذه المحكمة‪.‬‬
‫الفئة الثانية‪ :‬قضاة المحكمة وضبّاط الشرطة القضائية‪ ،‬يُرسل الملف إلى النائب العام لدى المجلس فإذا‬
‫ما رأى أن ثمة محال للمتابعة عرض األمر على رئيس ذلك المجلس الذي يأمر بتحقيق القضية بمعرفة أحد‬
‫قضاة التحقيق يختار من خارج دائرة االختصاص القضائية التي يباشر فيها المتهم أعمال وظيفته‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫أخرى غير النيابة‪ ،‬وهم‬ ‫نُميّز بين الطرق التي تختص بها النيابة العا ّمة‪ ،‬والطرق ال ُمخ ّولة لجها‬
‫المضرور والجها القضائية للتحقيق والحكم وبعض اإلدارا ‪.‬‬

‫أن وكيل الجمهورية بإمكانه تحريك ال ّدعوى العمومية إلى جهة الحكم أو‬
‫تنصّ الما ّدة ‪ 46‬ق إ ج على ّ‬
‫إلى جهة التحقيق‪ ،‬أو إلى جهة الحكم‪ .‬ويكون ذلك وفق أربع طُرق أوالها توجه الملف الجزائي نحوى قضاا‬
‫التحقيق واآلخرى نحو قضاا الحكم‪:‬‬
‫‪0‬ـ الطلب اإلفتتاحي للتحقيق( الم ‪ 67‬ق إ ج)‬
‫‪5‬ـ اإلستدعاا المباشر ( الم ‪447‬مكررفقرة ‪ 5‬ق إ ج)‬
‫‪4‬ـ اإلحالة وفق إجرااا المثول الفوري بالمواد ‪ُ 443‬مكرّر إلى ‪ُ 443‬مكرّر‪ 7‬ق إ ج ج‬
‫‪3‬ـ اإلحالة وفق إجرااا األمر الجزائي بموجب المواد ‪ُ 481‬مكرّر إلى ‪ُ 481‬مكرّر‪ 7‬ق إ ج‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬الطلب اإلفتتمكحي للتحقيق(الممدّة ‪ 67‬ق إ ج)‪:‬‬


‫ـ هو طلب يق ّدمه وكيل الجمهورية إلى قاضي تحقيق ُمعيّن بإسمه يلتمس فيه بدا التحقيق في جريمة‬
‫مح ّددة‪ .‬وهو طبقًا للما ّدة ‪ 66‬ق إ ج إجباري بالنسبة لجرائم البالغين‪ ،‬في الجنايا ولو في حالة التلبّس‪،‬‬
‫واختياري في الجنح وجوازي في المخالفا ‪ ،‬وطبقًا للمادة‪ 64‬من قانون حماية الطفل ‪ 05-02‬يكون التحقيق‬
‫إجباريًا في الجنح والجنايا المرتكبة من قبل الطفل الحدث ويكون جوازيًا في المخالفا ‪.‬‬
‫ويمكن أن يوجّه الطلب ض ّد شخص ُمس ّمى أو غير ُمس ّمى‪.‬‬
‫ـ يمكن أن يُعين وكيل الجمهورية في هذا الطلب قاضي تحقيق واحد أو ع ّدة قضاة تحقيق إذا كانت‬
‫القضية معقّدة ومتشعّبة‪ ،‬حيث يكون أحدهم هو المكلّف واآلخرين ملحقين ويتولّى المكلّف التنسيق بينهم‬
‫(الما ّدة ‪71‬ق إج)‪.‬‬
‫ـ يشترط لصحّة الطلب أن يُكتب فيه إسم وكيل الجمهورية ُمصدر الطلب وتوقيعه وتاريخه وإسم‬
‫قاضي التحقيق‪ ،‬والواقعة موضوع التحقيق والنصّ القانوني ال ُمجرّم‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ثمنيًم‪ :‬اإلستدعمء المبمشر( الممدّة ‪337‬مارر‪ 2/‬ق إ ج)‪:‬‬
‫بموجب هذا اإلجراا يقوم وكيل الجمهورية باستدعاا المتّهم مباشرة إلى جلسة المحاكمة في أيّة جريمة‬
‫من نوع جنحة أو مخالفة دن استثناا ومهما كانت عقوبتها‪.‬‬
‫يكون االستدعاا بمعرفة النيابة عن طريق ال ُمحضر القضائي طبقًا للموا ّد‪ 442‬و‪ 343‬ق إ ج التي تحيل‬
‫إلى قانون اإلجرااا المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫يجب أن يذكر في محضر التكليف بالحضور الواقعة موضوع المتابعة والنص القانوني المجرّم‬
‫والمحكمة وتاريخ وساعة الجلسة وصفة المتّهم (الما ّدة ‪ 331‬ق إ ج)‪ .‬وهذه الطريقة تعطي للمتّهم الوقت‬
‫الكافي لتحضير دفاعه‪.‬‬
‫وعدم احترام الشروط المذكورة أعاله يجعل التكليف باطالً م ّما يتعيّن معه إعادة تكليفه من جديد وإالّ‬
‫كان حكم المحكمة معيبًا ومع ّرضًا لإللغاا‪.‬‬
‫ـ ويمكن أن يت ّم استدعاا ال ُمتهم عن طريق اإلخطمر (الما ّدة ‪ )443‬وهو عبارة عن استدعاا عادي تقوم‬
‫به النيابة مباشرة أو عن طريق الشرطة القضائية‪ ،‬يهدف إلى إحاطة المتّهم عل ًما بتاريخ الجلسة التي سيحاكم‬
‫فيها والمحكمة والتهمة المنسوبة إليه والنص القانوني المتابع به‪ .‬ويشترط فيه لصحّته أن يتبعه حضور‬
‫المتّهم وعدم احتجاجه على عدم التكليف الرسمي بالحضور‪ ،‬وإذا كان المتّهم محبوسًا يشترط رضااه‬
‫بالمحاكمة من غير تكليف رسمي بالحضور‪ ،‬ومن ث ّم يجب على القاضي أن يتأ ّكد من ذلك وأن ين ّوه به في‬
‫حكمه وإالّ كان مشوبًا بعيب إجرائي يعرّضه لإللغاا‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬اإلكحملة وفق إجراءات المثول الفوري‪:‬‬


‫أ) ممهية المثول الفوري‪:‬‬
‫المثول الفوري هو إجراا يسمح بمحاكمة شخص بسرعة بعد توقيفه تحت النظر‪ ،‬يهدف إلى تبسيط‬
‫تحقيق خاصة‪ ،‬فهي تتعلق‬ ‫المحاكمة فيما يخص الجنح المتلبس بها والتي ال تحتاج إلى إجرااا‬ ‫إجرااا‬
‫بجرائم تكون فيها أدلّة االتهام واضحة وتتسم وقائعها بخطورة نسبية سواا لمساسها باألفراد أو الممتلكا أو‬
‫النظام العام‪.‬‬
‫ـ نصّت على المثول الفوري المواد ‪ 444‬و ‪ُ 443‬مكرّر إلى ‪ُ 443‬مكرّر‪ 7‬ق إ ج ج وهو إجراا جديد‬
‫تقرّر بموجب األمر رقم ‪ 15-02‬المؤرخ في‪ 54‬جويلية ‪ 5102‬وح ّل مح ّل اإلحالة المباشرة وفق إجرااا‬
‫التلبّس التي كانت تنصّ عليها المواد ‪ 23‬و ‪ 448‬و ‪ 443‬ال ُملغاة من ق إ ج ج‪.‬‬

‫ب) شروط اإلكحملة بإجراءات ال ُمثول الفوري‪:‬‬


‫يُشترط لتحريك الدعوى العمومية بهذا اإلجراا الشروط الواردة في المواد ‪ 443‬مكرر‪ 443 ،1‬مكرر‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫‪ )1‬أن تكون الجريمة المرتكبة تحمل وصف الجنحةد‪ ،‬وكانت الما ّدة ‪ 23‬الملغاة تشترط في اإلحالة‬
‫الجنح المتلبّس بها أن يكون معاقبًا على الجريمة بالحبس‪ ،‬لكن ألغي هذا الشرط‬ ‫الفورية وفق إجرااا‬
‫بالنسبة إلجرااا اإلحالة وفق إجرااا المثول الفوري ‪.‬‬
‫‪ )2‬أن تكون الجريمة ُمرتكبة في حالة التلبّس المبيّنة صورها في الما ّدة ‪ 30‬ق إ ج وهي‪ :‬بـ‬
‫ـ مشاهدة الجريمة حال ارتكابها‪،‬‬
‫ـ مشاهدة الجريمة عقب ارتكابها‪،‬‬
‫ـ متابعة العا ّمة للمشتبه فيه بالصياح في وقت قريب ج ًّدا من وقوع الجريمة‪،‬‬
‫ـ ضبط أداة الجريمة أو أشياا متعلّقة بها في حيازة المشتبه فيه‪،‬‬
‫ـ وجود آثار أو عالما تدعوا إلى افتراض مساهمة المشتبه به في ارتكاب الجريمة‪،‬‬
‫ـ إكتشاف الجريمة في مسكن والتبليغ عنها في الحال باستدعاا ضابط شرطة قضائية إلثباتها‪.‬‬
‫تحقيق خا ّ‬
‫صة‪.‬‬ ‫‪ )3‬أن ال تكون الجنحة المتلبس بها من الجرائم التي تخضع المتابعة فيها إلجرااا‬
‫ُمتابعة أعضاا الحكومة والقضاة وبعض الموظفين‪ ،‬أو شهادة السفراا وأعضاا الحكومة‪ ،‬أو‬ ‫كإجرااا‬
‫الجرائم ال ُمرتكبة في الخارج‪.‬‬
‫‪ )5‬أن ال تكون الجريمة تقتضي تحقيقًا قضائيًا‬
‫مالية أو شخصية كافية لحضور جلسة المحاكمة‬ ‫‪ )6‬عدم تقديم المشتبه به المقبوض عليه ضمانا‬
‫(المادة ‪ 443‬مكرر‪ 1‬ق إ ج)‪.‬‬

‫جـ) إجراءات المثول الفوري‪:‬‬


‫‪0‬ـ يُق ّدم الشخص المتلبس بالجريمة‪ ،‬من طرف الشرطة القضائية أمام وكيل الجمهورية‪ ،‬ويمكن‬
‫االستعانة أمامه بمحامي واالتصال به في مكان ُمخصّص‪ ،‬واإلطالع على أوراق ملف الدعوى العمومية‪،‬‬
‫ويمكن كذلك إحضار الشهود شفويًا‪.‬‬
‫‪5‬ـ يتأ ّكد وكيل الجمهورية من هوية المتهم ويُخبره باألفعال المنسوبة إليه وتكييفها القانوني‪.‬‬
‫‪4‬ـ يتم سماع المتهم من طرف وكيل الجمهورية بموجب محضر استجواب ويُخبر المتهم بأنّه سوف‬
‫يمثل فورًا أمام المحكمة ويُبلّغ الضحية والشهود بذلك‪.‬‬
‫‪3‬ـ يوضع المتهم تحت الحراسة األمنية إلى غاية المثول أمام المحكمة‪.‬‬
‫‪2‬ـ يُحال المتهم للمحاكمة بعد استجوابه من وكيل الجمهورية‪.‬‬
‫‪6‬ـ ينبّه قاضي الحكم المتّهم المحال بهذه الطريقة إلى حقّه في تحضير دفاعه حيث يجب تأجيل القضية‬
‫لم ّدة ال تق ّل عن ‪ 4‬أيّام ويجب أن يشير إلى ذلك في الحكم‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫راب ًعم‪ :‬اإلكحملة وفق إجراءات األمر الجزائي‪:‬‬
‫أ) المقصود بإجراءات األمر الجزائي‪:‬‬
‫ـ األمر الجزائي في التشريع الجزائري هو قرار قضائي يفصل في الدعوى العمومية بناا على طلب‬
‫تُقدمه النيابة العا ّمة دون حضور المتهم وال إجراا تحقيق‪ ،‬ودون محاكمة ودون اتباع اإلجرااا العادية‪.‬‬
‫الجزائية الحديثة بالنظر إلى الفوائد‬ ‫إليها التشريعا‬ ‫ـ يُعد األمر الجزائي أحد الوسائل التي لجأ‬
‫العملية الكبيرة التي يُحققها‪ ،‬وذلك بما يحققه من سرعة في الفصل في الدعاوى العمومية وتفادي طول‬
‫الجزائية وتعقيدها‪ ،‬ويُساعد هذا النظام على التقليل من عدد القضايا المعروضة على القضاا‬ ‫اإلجرااا‬
‫خاصّة الجرائم قليلة األهمية‪ .‬وقد أدى نجاح هذا اإلجراا إلى األخذ به في العديد من الدول األوربية على‬
‫غرار فرنساو بولندا وسويسرا‪.‬‬
‫بموجب القانون‬ ‫ـ وقد أخذ التشريع الجزائري في السابق بنظام األوامر الجزائية في مواد المخالفا‬
‫‪ 10-78‬المؤرخ في ‪ 28‬جانفي ‪ 1978‬المعدل والمت ّمم لقانون اإلجرااا الجزائية(‪ )1‬في باب ال ُمصالحة طبقًا‬
‫للما ّدة ‪ُ 392‬مكرر‪ ،‬حيث جاا في الفقرة األولى منها " يبُت القاضي في ظرف عشرة(‪ )01‬أيّام ابتداا من‬
‫تاريخ رفع الدعوى دون مرافعة مسبقة بإصدار أمر جزائي يتضمن الحكم بغرامة ال يمكن أن تكون في أي‬
‫حال من األحوال أق ّل من الحد األدنى المقرر للمخالفة" (‪.)2‬‬
‫‪ 5102‬بموجب األمر ‪ 15-02‬أعاد ال ُمشرّع تنظيمه في قسم ُمستقل هو القسم‬ ‫ولكن في تعديال‬
‫األمر الجزائي" وذلك تحت الباب الثالث ال ُمتعلّق بالحكم في الجنح‬ ‫السادس ُمكرّر عنوانه " في إجرااا‬
‫وال ُمخالفا ‪ ،‬ضمن الفصل األ ّول منه المتعلّق بالحكم في الجنح‪.‬‬
‫ُ‬
‫حيث نصّت الما ّدة ‪ 481‬مكرر من ق إ ج ‪ .‬بأنّه " يُمان أن تُحمل من طرف وكيل الجمهوية على‬
‫محامة الجنح وفقًم لإلجراءات المنصوص عليهم في هذا القسم‪ ،‬الجنح ال ُمعمقب عنهم بغرامة أو الحبس‬
‫ل ُمدّة تُسموي أو تقل عن سنتين‪" ...‬‬
‫األمر الجزائي‪،‬‬ ‫ونصّت الما ّدة ‪ 481‬مكرر‪ 2‬من ق ا ج" إذا قرّر وكيل الجمهورية اتباع إجرااا‬
‫يُحيل الملف ُمرفقًا بطلباته إلى محكمة الجنح‪.‬‬
‫ويفصل القاضي دون ُمرافعة ُمسبقة بأمر جزائي‪ ،‬بالبرااة أو بعقوبة الغرامة "‪.‬‬

‫(‪ )1‬ج ر عدد ‪ 6‬بتاريخ ‪7‬فبراير‪.0378‬‬


‫ً‬
‫صت الفقرة الثالثة من المادة ‪ 392‬مكرر" وال يكون األمر الجزائي قابال ألي طعن‪ ،‬غير أنّه يمكن لل ُمخالف أن يرفع شكوى‬
‫(‪ )2‬ن ّ‬
‫لدى اإلدارة المالية بواسطة رسالة موصى عليها مع طلب العلم بالوصول خالل عشرة(‪ )01‬أيام من تاريخ تبليغه السند التنفيذي‬
‫الصادرمن قبل اإلدارة المذكورة "‬
‫صت الفقرة الرابعة " وتؤدي الشكوى إلى إيقاف تنفيذ سند األداا ثم تحال في ظرف عشرة (‪ )01‬أيام على القاضي الذي يمكنه‬ ‫ون ّ‬
‫أن يرفض الشكوى أو يلغي أمره األول في ظرف(‪ )01‬أيام من رفعها إليه"‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫ب) شروط اإلكحملة بإجراءات األمر الجزائي‪:‬‬
‫ال يمكن لوكيل الجمهورية تحريك الدعوى العمومية بهذه الطريقة إالّ بتوفر الشروط التالية‪:‬‬
‫‪0‬ـ أن تكون الجريمة المرتكبة تحمل وصف الجنحة ومن ث ّم فال يُطبّق اإلجراا في الجنايا ‪.‬‬
‫‪5‬ـ أن تكون الجنحة معاقب عليها بغرامة و‪/‬أو بالحبس لم ّدة تساوي أو تقل عن السنتين‪.‬‬
‫‪4‬ـ أن تكون الجريمة قليلة الخطورة ويُر ّجح أن يتعرّض مرتكبها لعقوبة الغرامة فقط‪.‬‬
‫‪3‬ـ أن ال تقترن الجريمة بجنحة أو مخالفة أخرى ال تتوفر فيها شروط إجرااا األمر الجزائي‬
‫‪2‬ـ أن ال تكون ثمة حقوق مدنية تستوجب مناقشة وجاهية للفصل فيها‪.‬‬
‫‪6‬ـ أن تكون هوية المتهم معلومة وأن ال يكون حدثًا‪ ،‬وأن ال يكون هناك أكثر من متهم واحد فيما عدا‬
‫المتابعا التي تتم ضد شخص طبيعي والشخص المعنوي من أجل نفس األفعال الما ّدة ‪481‬مكرر‪ 7‬ق ا ج‪.‬‬
‫‪7‬ـ أن تكون الجريمة ثابتة على أساس معاينة ما ّدية‪.‬‬

‫استثنا ًا من األصل الذي هو اختصاص النيابة العا ّمة بتحريك الدعوى العمومية العتبارها صاحبة‬
‫معيّنة تحريك الدعوى العمومية‬ ‫أخرى في حاال‬ ‫الحق في مباشرتها‪ ،‬خ ّول ال ُمشرّع الجزائري لجها‬
‫بشروط مح ّددة بالقانون‪.‬‬
‫تتمثل هذه الجها اآلخرى في جها قضائية هي قضاا التحقيق وقضاا الحكم‪ ،‬وجها غير قضائية‬
‫هي المضرور وبعض اإلدارا ‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬طرق تحريك الدّعوى العمومية من طرف قضمء التحقيق‪:‬‬


‫أ) من طرف قمضي التحقيق ( الممدّة ‪ 2/67‬ق إ ج)‪:‬‬
‫يقوم التحقيق القضائي االبتدائي على مبدأ أن قاضي التحقيق ُمقيّد بالوقائع وليس ُمقيّدًا باألشخاص‪ ،‬أي‬
‫ّ‬
‫أن قاضي التحقيق يجب عليه أن يلتزم بالجرائم ال ُمحالة إليه المد ّونة في الطلب اإلفتتاحي‪ ،‬حيث لو اكتشف‬
‫أثناا التحقيق جرائم جديدة فال يستطيع التحقيق فيها إالّ بموجب طلب افتتاحي جديد من وكيل الجمهورية‪.‬‬
‫أ ّما فيما يتعلّق باألشخاص المحالين إليه بموجب الطلب اإلفتتاحي‪ ،‬فهو غير ُمقيّد بهم‪ ،‬حيث لو اكتشف‬
‫صا آخرين غير مذكورين في الطلب االفتتاحي‪ ،‬فيمكنه أن يُحرّك ض ّدهم ال ّدعوى العمومية عن نفس‬
‫أشخا ً‬
‫الواقعة المحالة إليه‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ب) من طرف غرفة اإلتّهم ( الممدّة ‪ 189‬ق إ ج)‪:‬‬
‫يمكن أن تأمر غرفة االتهام بتوجيه التهمة عن نفس الجرائم الناجمة عن الملف إلى أشخاص لم يتم‬
‫إحالتهم عليها‪ ،‬لم يكونوا مذكورين في الطلب االفتتاحي ما لم يسبق بشأنهم صدور أمر نهائي بأال وجه‬
‫للمتابعة‪ .‬ويكون ذلك في إطار إجرااا تحقيق تكميلي معهم من طرف أحد أعضاا غرفة االتهام‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬طرق تحريك الدّعوى العمومية من طرف قضمء الحام‪:‬‬


‫يمكن لقاضي الحكم تحريك الدعوى العمومية عند اكتشاف جرائم في ملف جناية‪ ،‬وجرائم الجلسا ‪.‬‬
‫أ) اكتشمف جرائم في ملف جنمية‪:‬‬
‫بسوق المحكوم ببرااته إلى وكيل الجمهورية لطلب فتح التحقيق عن‬ ‫يأمر رئيس محكمة الجنايا‬
‫الجرائم المكتشفة في الملف أثناا المرافعا ‪ ،‬وهذا إذا احتفظت النيابة بحقها في المتابعة(الما ّدة ‪ 405‬ق إ ج)‪.‬‬

‫ب) جرائم الجلسمت‪ :‬نميز بين ع ّدة صور لجرائم الجلسا ‪:‬‬
‫‪ )1‬شهمدة الزور أثنمء ال ُمرافعمت(الما ّدة ‪ 547‬ق إ ج)‪:‬‬
‫إذا تبين من المرافعا شهادة الزور في أقوال شاهد‪ ،‬فللرئيس أن يأمر إ ّما من تلقاا نفسه أو بناا على‬
‫طلب النيابة العا ّمة أو أحد الخصوم هذا الشاهد على وجه الخصوص بأن يلزم مكانه ويحضر المرافعا‬
‫لحين النطق بقرار المحكمة‪ .‬ويوجه الرئيس قبل النطق بإقفال باب المرافعا إلى من يظن فيه شهادة الزور‬
‫دعوة أخيرة ليقول الحق ويحذره بعد ذلك من أن أقواله سيعتد بها منذ اآلن من أجل تطبيق العقوبا المقررة‬
‫لشهادة الزور عند االقتضاا‪ .‬وبعد صدور القرار في موضوع الدعوى أو في حالة تأجيل القضية يأمر‬
‫الرئيس باقتياد الشاهد بالقوة العمومية بغير تمهل إلى وكيل الجمهورية الذي يطلب افتتاح التحقيق معه‪.‬‬

‫‪ )2‬اإلخالل بنظم الجلسة‪( :‬الم ‪ 532‬ق إ ج)‬


‫إذا حدث بالجلسة أن أخ ّل أحد الحاضرين بنظام الجلسة بأية طريقة كانت‪ ،‬فللرئيس أن يأمر بإبعاده من‬
‫قاعة الجلسة‪ .‬وإذا حدث في خالل تنفيذ هذا األمر أن لم يمتثل له أو أحدث شغبًا‪ ،‬أصدر في الحال أم ًرا‬
‫الواردة ضد مرتكبي‬ ‫بإيداعه الحبس وحوكم وعوقب بالحبس من شهرين إلى سنتين‪ ،‬دون إخالل بالعقوبا‬
‫جرائم اإلهانة والتعدي على رجال القضاا‪.‬‬

‫‪ )3‬إرتامب جريمة في جلسة‪:‬‬


‫تنص المواد ‪ 270-268‬ق إ ج على أحكام الجرائم المرتكبة أثناا انعقاد الجلسة الجزائية أو المدنية‬
‫أمام المجالس القضائية أو المحاكم‪ ،‬حيث تُنظم ضمن الحاال التالية‪:‬‬
‫‪58‬‬
‫المرتكبة في جلسة مجلس قضائي‪ ،‬يأمر رئيس الجلسة بتحرير محضر‬ ‫ـ في حالة الجنح والمخالفا‬
‫عنها وإرساله إلى وكيل الجمهورية‪ ،‬ويمكن أن يأمر بالقبض واإلرسال الفوري إلى وكيل الجمهورية إذا‬
‫كانت عقوبتها الحبس أكثر من ‪ 6‬أشهر‪.‬‬
‫يأمر الرئيس بتحرير‬ ‫المرتكبة في جلسة محكمة الجنح والمخالفا‬ ‫ـ في حالة الجنح والمخالفا‬
‫محضر ويفصل فيها في الحال بعد سماع الشهود والمتّهم والنيابة وال ّدفاع إذا اقتضى األمر(الم‪ 263‬ق إ ج)‪.‬‬
‫ـ في حالة جنحة أو مخالفة مرتكبة في جلسة محكمة الجنايا (الم ‪ 271‬ق إ ج) تطبّق الما ّدة ‪.263‬‬
‫ـ في حالة الجناية المرتكبة في جلسة محكمة أو مجلس قضائي يأمر الرئيس بتحرير محضر‬
‫ويستجوب الجاني ويساق مع أوراق ال ّدعوى إلى وكيل الجمهورية الذي يطلب فتح التحقيق (الم‪ 270‬ق إ ج)‬

‫ثملثًم‪ :‬طرق تحريك الدّعوى العمومية من طرف المضرور‪:‬‬


‫يمكن للمضرور أن يتفادى تقاعس النيابة صاحبة الحق األصلي في تحريك ال ّدعوى العمومية‬
‫باستعمال حقّه في تحريك ال ّدعوى العمومية‪ ،‬وهو حق يمنحه إيّاه القانون على وجه االستثناا بموجب الفقرة‬
‫الثانية من الما ّدة األولى ُمكرّر من ق إ ج‪ ،‬حتّى يستطيع مباشرة دعواه المدنية أمام القضاا الجزائي‪.‬‬
‫ويكون ذلك بطريقتين اثنتين إحداهما أمام قاضي الحكم واآلخرى أمام قاضي التحقيق‪ .‬حيث نصّت هذه‬
‫الفقرة أنّه " يجوز أيضا للطرف المضرور أن يُح ّرك هذه الدعوى طبقًا للشروط ال ُمح ّددة في هذا القانون"‪.‬‬

‫أ) شاوى مصحوبة بطلب التاليف المبمشر بملحضور (الممدّة ‪ 337‬مارر فقرة ‪ 1‬ق إ ج)‪:‬‬
‫بموجب هذا اإلجراا يتم ّكن المضرور من رفع ال ّدعوى العمومية مباشرة أمام قاضي الحكم‪ ،‬ففائدة هذا‬
‫اإلجراا أنّه سريع وليس فيه تحرّيا وال تحقيق ابتدائي ويضمن تحريك ال ّدعوى العمومية‪.‬‬
‫ولذلك فالمضرور ال يلجأ إلى هذا االجراا إالّ إذا كان متأ ّكدًا من اإلدانة‪ّ ،‬‬
‫ألن مقاضاة الشخص أمام‬
‫القضاا الجزائي دون تح ّريا أو تحقيق ودون نظر النيابة في ج ّديّة ال ّدعوى ليس باألمر الهين‪.‬‬
‫ونظرًا لخطورة اإلجراا وضمانًا لج ّديّة المتابعة ّ‬
‫فإن القانون يقيّده بشروط صارمة وصعبة‪ ،‬كما‬
‫يُرتّب على إسااة استعماله من طرف المضرور عقوبا صارمة‪ ،‬وذلك إذا انتهت ال ّدعوى العمومية بالحكم‬
‫النهائي بالبرااة أو أمر نهائي بانتفاا وجه ال ّدعوى‪ّ ،‬‬
‫فإن الشاكي يفقد مبلغ الكفالة التي دفعها‪ ،‬ويمكن أن يكون‬
‫مح ّل متابعة جزائية عن الوشاية الكاذبة إذا ثبتت سوا النيّة طبقًا للما ّدة ‪ 411‬ق ع‪ ،‬ويمكن أن يطلب المتّهم‬
‫إضافة للبرااة التعويض عن إسااة اإل ّدعاا المدني طبقًا للما ّدة ‪ 466‬ق إ ج‪ .‬ويُشترطُ التخاذ اإلجراا ما يلي‪:‬‬
‫‪0‬ـ تحديد هويّة المتّهم بدقّة باالسم واللقب واسم األب‪ ،‬والعنوان الصحيح لإلقامة‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أن يختار الطالب المشتكي موطن إقامة بدائرة اختصاص المحكمة إن كان موطنه خارج دائرة‬
‫اختصاص المحكمة التي يرفع إليها دعواه‪ ،‬وأن ين ّوه بذلك في ورقة التكليف بالحضور‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫‪4‬ـ أن يس ّدد مبلغ الكفالة التي يح ّددها له وكيل الجمهورية بأن يودعه مق ّد ًما لدى كتابة الضبط‪.‬‬
‫‪3‬ـ أن يكون موضوع الشكوى هو إحدى الجرائم المذكورة في الما ّدة ‪ 447‬مكرّر فقرة‪ 0‬وهي ترك‬
‫األسرة (الم ‪ 441‬ق ع)‪ ،‬عدم تسليم الطفل (الم ‪ 458‬ق ع)‪ ،‬انتهاك حرمة منزل(الم ‪ 532‬ق ع)‪ ،‬القذف (الم‬
‫‪ 536‬ق ع)‪ ،‬إصدار صك دون رصيد (الم ‪ 473‬ق ع)‪.‬‬

‫ب) الشاوى المصحوبة بمإلدّعمء المدني (الممدّة ‪ 72‬ق إ ج)‪:‬‬


‫‪ )1‬المقصود بملشاوى المصحوبة بمإلدّعمء المدني‪:‬‬
‫إذا كانت سلطة المضرور في تحريك ال ّدعوى العمومية عن طريق التكليف المباشر بالحضور‬
‫فإن له سلطة تحريك ال ّدعوى العمومية بشأن أيّة جريمة من نوع جناية أو‬
‫محصورة في خمس جرائم فقط‪ّ ،‬‬
‫جنحة باستثناا ال ُمخالفا عن طريق الشكوى المصحوبة باإلدعاا المدني أمام قاضي التحقيق(الم‪75‬ق إ ج)‬
‫يأمر قاضي التحقيق بعرض الشكوى على وكيل الجمهورية في أجل خمسة أيام وذلك إلبداا رأيه‪،‬‬
‫ويجب على وكيل الجمهورية أن يبدي طلباته في أجل خمسة أيام من يوم التبليغ‪ ،‬ويجوز أن توجه طلبا‬
‫النيابة ضد شخص مسمى أو غير مسمى‪.‬‬
‫وال يجوز لوكيل الجمهورية أن يتقدم إلى قاضي التحقيق بطلب عدم إجراا تحقيق‪ ،‬ما لم تكن الوقائع‬
‫ألسباب تمس الدعوى العمومية نفسها غير جائز قانونا متابعة التحقيق من أجلها أو كانت الوقائع حتى على‬
‫فرض ثبوتها ال تقبل قانونًا أي وصف جزائي‪.‬‬
‫وفي الحاال التي ال يستجيب فيها القاضي للطلب عليه أن يكون فصله في هذا األمر بقرار مسبّب‪.‬‬

‫‪ )2‬شروط اإلجراء (الممدّة ‪ 75‬ق إ ج)‪:‬‬


‫‪0‬ـ أن يودع لدى قلم كتابة الضبط المبلغ المقرر لزومه لمصاريف ال ّدعوى يق ّدر من قبل قاضي‬
‫التحقيق‪ ،‬هذا إذا لم يكن قد حصل على المساعدة القضائية‪.‬‬
‫‪5‬ـ أن يختار موطنًا في دائرة اختصاص المحكمة فعليه إذا لم يكن موطنه فيها‪ ،‬وإال سقط حقّه في‬
‫االحتجاج عن عدم تبليغ اإلجرااا ‪.‬‬
‫‪4‬ـ أن يُح ّدد هويّة المتّهم بدقّة باالسم واللقب واسم األب‪ ،‬والعنوان الصحيح لإلقامة‪.‬‬

‫راب ًعم‪ :‬تحريك الدّعوى العمومية من طرف بعض اإلدارات‪:‬‬


‫يتعلّق األمر ببعض اإلدارا كإدارة الجمارك في الجرائم الجمركية‪ ،‬وإدارة الضرائب في جرائم‬
‫الغش والتهرّب الضريبي‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫األصل ّ‬
‫أن السبب اإلجرائي الطبيعي النقضاا الدعوى العمومية هو صدور الحكم النهائي فيها‪ ،‬وهو‬
‫آخر إجراا فيها والهدف المرجو من وراا تحريكها‪ ،‬لكن قد تتوفّر بعض الظروف التي تؤ ّدي إلى انقضاا‬
‫الدعوى العمومية نظرًا الستحالة دخولها في حوزة القضاا المختص بنظرها‪ ،‬أو الستحالة استمرارها أمامه‪،‬‬
‫ومن ث ّم عدم امكان معاقبة المتهم بارتكاب الجريمة‪ .‬وهذه الظروف هي أسباب نصّ عليها المشرع الجزائري‬
‫في المادة ‪ 6‬من قانون اإلجرااا الجزائية‪:‬‬
‫" ‪ -‬تنقضي الدعوى العموميـة ال ّرامية إلى تطبيق العقوبة بوفاة المتهم وبالتقادم والعفو الشامل‪،‬‬
‫وبإلغاا قانون العقوبا وبصدور حكم حائز لقوة الشيا المقضي به ‪.‬‬
‫‪ -‬تنقضي الدعوى العمومية بتنفيذ اتفاق الوساطة وبسحب الشكوى إذا كانت شرطًا الز ًما للمتابعة‪.‬‬
‫‪ -‬كما يجوز أن تنقضي الدعوى العمومية بالمصالحة إذا كان القانون يجيزها صراحة‪.".‬‬
‫يمكن تقسيم أسباب انقضاا الدعوى العمومية حسب هذه الما ّدة إلى أسباب عا ّمة هي الواردة في الفقرة‬
‫خاصّة وجرائم خاصّة وهي الواردة في الفقرتين الثالثة‬ ‫األولى من الما ّدة ‪ ،6‬وأسباب خاصّة في حاال‬
‫والرابعة‪.‬‬

‫تس ّمى باألسباب العا ّمة ألنّها تنطبق على عامة أنواع الجرائم بدون استثناا‪ ،‬تميي ًزا لها عن األسباب‬
‫الخاصّة التي ال تطبّق إلى في نوع ُمعيّن من الجرائم وفي حاال خاصّة‪.‬‬

‫تنقضي الدعوى العمومية بوفاة المتهم أل ّن العقوبة الجزائية شخصية والدعوى العمومية شخصية‪ ،‬فال‬
‫يمكن استمرارها ض ّد ورثة المتهم مثلما هو األمر في الدعوى المدنية‪.‬‬
‫ويراد بالوفاة توقف القلب والجهاز التنفسي عن أداا الوظيفة أدا ًا تا ّمًا‪ ،‬ذلك ّ‬
‫ألن تحريك الدعوى‬
‫العمومية ومباشرتها متوقف على حياة الشخص محل المتابعة‪.‬‬
‫فإن سبب انقضائها قد توفر مسبقًا م ّما يمنع بالتالي‬
‫‪ -‬إذا حصلت الوفاة قبل تحريك الدعوى العمومية ّ‬
‫تحريكها‪ ،‬حيث يأمر وكيل الجمهورية بحفظ األوراق‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ -‬إذا حدثت الوفاة أثناا سير الدعوى العمومية أمام قاضي التحقيق ّ‬
‫فإن هذا األخير يُصدر أمرًا بانتفاا‬
‫وجه الدعوى‪.‬‬
‫‪ -‬إذا حدثت الوفاة أثناا ال ُمحاكمة يُصدر القاضي حُك ًما بانقضاا الدعوى بسبب الوفاة‪.‬‬
‫ـ وإذا حدثت الوفاة بعد صدور حُكم غير نهائي سقط الحكم بكل مشتمالته ماعدا مصادرة األشياا التي‬
‫تكون حيازتها أو بيعها أو صناعتها جريمة أو خطيرة أو ُمضرّة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يترتّب عن انقضاا الدعوى العمومية بوفاة المتهم سقوط الدعوى المدنية‪ .‬المرفوعة معها‪ ،‬إذ‬
‫تستمر في مواجهة ورثة المتهم إن كان هو المسؤول عن الحقوق المدنية أثناا حياته‪.‬‬
‫إن وفاة الفاعل األصلي ال تأثير له على الشريك إالّ في جريمة الزنا‪ ،‬وهذا عمال بقاعدة" كل شخص‬
‫‪ّ -‬‬
‫بريا حتى يصدر حكم نهائي بإدانته "فإذا ما قبل ذلك وجب أن يستفيد الشريك من قرينة البرااة‪.‬‬

‫‪:‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬التعريف بملتقمد ‪:‬‬


‫التقادم هو مرور م ّدة زمنية ُمح ّددة من تاريخ ارتكاب الجريمة دون أن يُتخذ في مواجهتها أي إجراا‬
‫التحقيق أو المتابعة أو الحكم‪ ،‬أو من تاريخ آخر إجراا ت ّم اتخاذه‪ ،‬م ّما يؤ ّدي إلى سقوط حق‬ ‫من إجرااا‬
‫ال ُمجتمع في في المتابعة بإقامة الدعوى العمومية‪ .‬وتُبرّر فكرة التقادم بالمبرّرا التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مرور الزمن الطويل يؤ ّدي إلى نسيان الجريمة من طرف المجتمع‪ ،‬فال يعود مهت ّمًا للعقاب‪.‬‬
‫‪ -‬مرور الم ّدة الطويلة على ارتكاب الجريمة يؤ ّدي إلى ضياع أدلّتها‪.‬‬
‫‪ -‬زوال الضرر االجتماعي للجريمة تدريجيًا‪.‬‬
‫‪ -‬فتور واضمحالل الرغبة في االنتقام لدى الضحية وتخليه عن فكرة التعويض‪.‬‬
‫‪ -‬يبقى الجاني طوال م ّدة التقادم هاربًا منعزالً ُمتخفيًا عن أعين المجتمع والعدالة تحت الخوف‬
‫والتهديد بالمتابعة الجزائية‪ ،‬وهذا في ح ّد ذاته يُحقق الردع الخاص‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ُ :‬مدّة التقمد ‪:‬‬


‫أ) مقدار م ّدة التقمد ‪:‬‬
‫تضمنت ُمدد التقادم المواد‪ 7‬و‪8‬و‪ 3‬من ق إ ج‪ .‬حيث تختلف هذه ال ُمدد بحسب خطورة الجريمة‪ ،‬ففي‬
‫(المادة‪ )7‬وفي مواد الجنح م ّدة االنقضاا‬ ‫تنقضي الدعوى العمومية بمرو عشر ‪ 10‬سنوا‬ ‫مواد الجنايا‬
‫ثالث ‪ 3‬سنوا كاملة( المادة ‪ )8‬لكن تتقادم بالنسبة لجريمة االختالس نصّت الما ّدة ‪ 5/23‬من قانون مكافحة‬

‫‪62‬‬
‫الفساد ‪( 10-16‬ق م ف) أنّها تتقادم مع باقي جرائم الفساد في ُم ّدة عقوبتها القصوى للحبس وهي ‪ 01‬سنوا‬
‫كعقوبة عادية (الم ‪ 53‬ق م ف)‪ ،‬و‪ 51‬سنة كعقوبة ُمش ّددة(الم ‪ 38‬ق م ف)‪.‬‬
‫وتتقادم الدعوى العمومية في مواد المخالفا ب ُم ّدة سنتين كاملتين(المادة‪ 9‬ق إ ج)‪.‬‬

‫ب) بدء سريمن ُمدّة التقمد ‪:‬‬


‫تسرى ُم ّدة التقادم من يوم اقتراف الجريمة إذا لم يُتخذ في تلك الفترة أي إجراا من إجرااا التحقيق‬
‫فال يسري التقادم إال من تاريخ آخر إجراا‪ ،‬وكذلك الشأن‬ ‫اإلجرااا‬ ‫أو المتابعة‪ ،‬أ ّما إذا كانت قد اتخذ‬
‫بالنسبة لألشخاص الذين لم يتناولهم أي إجراا من إجرااا التحقيق أو المتابعة في نفس القضية‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كانت الجريمة آنية كالقتل والضرب والسرقة تتقادم الدعوى العمومية ابتدا ًا من تاريخ وقوع فعل‬
‫القتل أو الضرب أو السرقة‪.‬‬
‫قد يتعذر تعيين تاريخ الفعل‪ ،‬مثل جريمة خيانة األمانة‪ ،‬فيكون الحساب اعتبارًا‬ ‫‪ -‬في بعض الحاال‬
‫من يوم امتناع األمين عن ر ّد األمانة بعد مطالبته بها‪ ،‬حتى يثبت تاريخ آخر‪ .‬وفي جريمة تبديد األشياا‬
‫المحجوزة يجوز اعتبار يوم تحرير محضرالتبديد تاريخا مبدئيا‪.‬‬
‫‪ -‬في الجرائم المستمرة من اليوم التالي النقطاع حالة االستمرار كحالة إخفاا األشياا المسروقة‬
‫واالتفاق الجنائي والفرار واالمتناع عن تسليم طفل لمن له الحق في حضانته‪.‬‬
‫‪ -‬في جرائم العادة‪ ،‬من تاريخ تمام تكوين الجريمة‪ ،‬أي من تاريخ المرة الثانية التي يتحقق بها اعتياد‬
‫والتكرار مثل التسول والدعارة‪.‬‬
‫‪ -‬في الجرائم المتتابعة األفعال فمن تاريخ آخر فعل إجرامي‪.‬‬
‫‪ -‬في الجرائم الخفية التي ال يُعرف تاريخ وقوع فعلها‪ ،‬فمن تاريخ اكتشافها كالتزوير مثالً‪.‬‬
‫‪ -‬في الجريمتين العسكريتين (العصيان و الفرار) من تاريخ بلوغ مقترفه خمسين (‪ )50‬من عمره‪.‬‬
‫‪ -‬في الجرائم ض ّد األحداث تنصّ المادة ‪ 8‬مكرر‪ 1‬من ق إ ج‪ ،‬بأنّها تسري آجال التقادم في الدعوى‬
‫العمومية بالنسبة للجنايا والجنح المرتكبة ض ّد الحدث ابتداا من بلوغه سن الرشد المدني ‪ 03‬سنة ‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬وقف وانقطمع التقمد ‪:‬‬


‫أ) وقف التقمد ‪:‬‬
‫يُقصد به التوقف عن احتساب ُم ّدة التقادم لسبب ُمعيّن إلى حين زوال هذا السبب‪ ،‬وعندئذ يستمر‬
‫حساب ُم ّدة التقادم ابتدا ًا من اللحظة التي توقف عندها الحساب‪ ،‬باحتساب ال ُم ّدة السابقة وإكمال ال ُم ّدة ال ُمتبقية‪.‬‬
‫ووقف التقادم حسب ق إ ج يكون في حالتين‪:‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ )1‬الحملة األولى‪:‬‬
‫حالة االستناد على تزوير أو استعمال مزور في الحكم‪ :‬طبقًا للما ّدة ‪ 6‬ق إ ج إذا طرأ إجرااا أ ّد‬
‫إلى اإلدانة وكشفت عن أن الحكم الذي قضى بانقضاا الدعوى العمومية مبني على تزوير أو استعمال‬
‫ُمزور‪ ،‬فإنه يجوز إعادة السير فيها‪ ،‬وحينئذ ينبغي اعتبار التقادم موقوفًا منذ اليوم الذي صار فيه الحكم أو‬
‫القرار نهائيًا إلى يوم إدانة مقترف التزوير أو االستعمال ال ُمزور‪.‬‬

‫‪ )2‬الحملة الثمنية‪:‬‬
‫حالة الوساطة طبقًا للما ّدة ‪ُ 47‬مكرّر‪ 7‬ق إ ج يوقف سريان تقادم الدعوى العمومية خالل اآلجال ال ُمح ّددة‬
‫ذلك الما ّدة ‪ 001‬من قانون حماية الطفل بتقريرها ّ‬
‫أن اللجوا إلى الوساطة‬ ‫لتنفيذ اتفاق الوساطة‪ ،‬وأك ّد‬
‫يوقف تقادم الدعوى العمومية ابتداا من تاريخ إصدار وكيل الجمهورية لمقرر إجراا الوساطة‪.‬‬

‫ب) انقطمع التقمد ‪:‬‬


‫ُمقتضاه التوقف عن احتساب م ّدة التقادم مع عدم احتساب الوقت الذي مضى قبل االنقطاع‪ ،‬ويكون‬
‫التحقيق والمتابعة والحكم‪ ،‬حيث‬ ‫االنقطاع نتيجة اتخاذ أي إجراا في الدعوى م ّما بينه القانون من إجرااا‬
‫يُعاد حساب الم ّدة كاملة من جديد منذ تاريخ االنقطاع‪ ،‬وقد تتجدد لذلك م ّدة التقادم كلما انقطعت بإجراا قاطع‬
‫لها‪ .‬كما أن انقطاع التقادم يمت ّد أثره الى جميع المشاركين في الواقعة و لو لم يكونوا طرفًا في تلك‬
‫الضحية في التحقيق مثالً يقطع التقادم بالنسبة لجميع المتهمين حتى ولو لم‬ ‫اإلجرااا ‪ .‬فأخذ تصريحا‬
‫يسمع أحد منهم‪.‬‬
‫‪ -‬اإلجرااا القاطعة للتقادم تتمثل حسب المادة‪ 7‬ق إ ج في إجرااا التحقيق و المتابعة‪.‬‬
‫جمع األدلة والبحث عن المتهمين كاالنتقال للمعاينةو ندب‬ ‫التحقيق جميع إجرااا‬ ‫ومثال إجرااا‬
‫الخبرااو سماع الشهودو استجواب المتهمين والتفتيش والضبط واإلحضار والقبض والحبس المؤقت‬
‫والتكليف بالحضور‪.‬‬
‫أما إجرااا المتابعة فمثل أوامر التصرف في التحقيق الصادرة عن أي جهة كانت‪ ،‬وإجماال كل ما‬
‫يتعلق بتحريك الدعوى العمومية أو بمباشرتها‪.‬‬
‫التي تخرج عن نطاق الدعوى الجزائية كاإلبالغ عن‬ ‫وال يقطع ُم ّدة التقادم أي إجراا من اإلجرااا‬
‫الجريمة أو الشكوى التي يقدمها الضحية أوالتحقيق اإلداري أواإلجراا الباطل‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫راب ًعم‪ :‬استثنمءات انقضمء الدعوى العمومية بملتقمد ‪:‬‬
‫أ) في قمنون اإلجراءات الجزائية‬
‫والجنح الموصوفة بأفعال إرهابية‬ ‫طبقًا للما ّدة ‪ُ 8‬مكرّر ال تنقضي الدعوى العمومية في الجنايا‬
‫وتخريبية وتلك المتعلقة بالجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية أو الرشوة واختالس األموال العمومية‪.‬‬

‫ب) في قمنون الوقمية من الفسمد ومامفحته ‪10-16‬‬


‫طبقًا للما ّدة الما ّدة ‪ 23‬منه‪ ،‬ال تتقادم ال ّدعوى العمومية الناجمة عن جرائم الفساد في الحاال التالية‪:‬‬
‫ـ إذا ُح ّولت عائدا جرائم الفساد إلى خارج الوطن‪.‬‬
‫ـ إذا لم تُح ّول عائدا جرائم الفساد إلى خارج الوطن‪ .‬نصّت الما ّدة ‪ 5/23‬من قانون ُمكافحة الفساد أنّه‬
‫تُطبّ ُ‬
‫ق األحكام المنصوص عليها في ق إ ج أي جميع أنواع جرائم الفساد تتقادم (الم ‪ 5/23‬ق م ف)‪ .‬ولكن‬
‫من بين جرائم الفساد ال تتقادم جريمة الرشوة (بأنواعها المذكورة في المواد ‪ ،58 ،57 ،52‬من قانون‬
‫ُمكافحة الفساد) وهذا طبقًا للما ّدة ‪ُ 8‬مكرّر ق إ ج‪.‬‬

‫العفو الشامل هو صدور نص تشريعي يُجرّد أفعاالً جُرمية ُمح ّددة بذاتها من صفتها الجرمية بأثر‬
‫الدعوى العمومية التي بدأ سيرها‪ ،‬وانتهاا‬ ‫رجعي إلى تاريخ حدوثها‪ ،‬حيث يترتّب عن العفو وقف إجرااا‬
‫المتابعة في أيّة مرحلة كانت‪ ،‬ويلغي العقوبة إذا كان قد صدر بها حكم‪ ،‬وهو ال يؤثر على الدعوى المدنية‪.‬‬
‫والعفو العام أو الشامل ال يمثل إلغا ًا لنص التجريم بل يبقى التجريم قائ ًما بصفة عا ّمة‪ ،‬ولكن هو إعفاا‬
‫لفئة ُمعيّنة من الناس من المتابعة الجزائية عن بعض األفعال في ظروف ُمعيّنة ألسباب قد تكون سياسية أو‬
‫اقتصادية أو اجتماعية‪.‬‬
‫العفو ال عام أو الشامل يختلف عن العفو الخاص‪ ،‬الذي هو عفو عن العقوبة من اختصاص رئيس‬
‫الجمهورية يصدره طبقا ألحكام الفقرة ‪ 8‬من المادة ‪ 30‬من الدستور الجزائري يتض ّمن العفو عن العقوبة‬
‫أو استبدالها‪ ،‬بعد أن تصبح األحكام نهائية‪ .‬أ ّما العفو العام أو الشامل فهو عفو عن‬ ‫أوتخفيض العقوبا‬
‫السلطة التشريعية وحدها طبقًا للفقرة السابعة من المادة ‪ 043‬من‬ ‫المتابعة الجزائية‪ ،‬وهو من صالحيا‬
‫الدستور الجزائري‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫يراد به إزالة الصفة اإلجرامية عن الفعل ليصبح ُمباحًا وهو بمثابة التنازل من الهيئة االجتماعية عن‬
‫حقوقها قبل الجاني وال يكون إال بقانون‪ .‬وهو بمثابة انعدام للركن الشرعي للجريمة إذ ال جريمة بغير قانون‪.‬‬

‫الذي ال يقبل الطعن فيه بأي طريق من‬ ‫الحكم الحائز لقوة الشيا المقضي به هو الحكم النهائي البا‬
‫طرق الطعن العادية (المعارضة واالستئناف) وغير العادية (النقض والتماس إعادة النظر) إ ّما الستنفاذها أو‬
‫مواعيدها‪ ،‬فهو يعتبر عنوانًا عن الحقيقة القانونية والواقعية التي توصلت إليها المحكمة عند نظرها‬ ‫لفوا‬
‫الدعوى العمومية وال يمكن مراجعته إال استثنا ًا في حالة صدوره بنا ًا على تزوير طبقًا للما ّدة ‪ 5-6‬من ق إ‬
‫ج‪ ،‬أو في الحاال الخاصّة لطلبا إعادة النظر طبقًا للمادة ‪ 240‬من ق إ ج‪.‬‬
‫والحكم الجزائي بهذا المعنى تنقضي به الدعوى العمومية بالنسبة للمتهم الذي صدر في مواجهته‪.‬‬
‫أن األمر بأالّ وجه للمتابعة الصادر عن قاضي التحقيق(الم ‪ 064‬ق إ ج) أو عن غرفة اإلتهام (الم‬
‫كما ّ‬
‫‪032‬ق إ ج) تعتبر أحكا ًما قضائية‪ ،‬وإن كان المشرع أجاز إعادة فتح تحقيق في حالة ظهور أدلّة جديدة‪.‬‬

‫الجزائية على األسباب الخاصة‬ ‫ن ّ‬


‫صت الفقرتان الثالثة والرابعة من المادة ‪ 6‬من قانون اإلجرااا‬
‫النقضاا الدعوى العمومية‪ ،‬وهي سحب الشكوى‪ ،‬والمصالحة‪ ،‬وتنفيذ اتفاق الوساطة‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬المقصود بسحب الشاوى‪:‬‬


‫أن يضع ح ًّدا للدعوى العمومية في أيّة مرحلة من مراحلها عن‬ ‫يُمكن للضحية في بعض الحاال‬
‫طريق سحب شكواه التي كانت شرطًا الز ًما للمتابعة‪ ،‬أو بالصفح عن المتهم في بعض الجرائم التي ال‬
‫تشترط شكوى المضرور‪ .‬فيوقف سير الدعوى قبل الفصل فيها بحكم‪ ،‬إن رأى مصلحته تتعارض مع‬
‫استمرار الدعوى في تلك الجريمة‪.‬‬
‫فإذا تنازل الضحية عن الشكوى أمام قاضي الحكم أصدر هذا األخير حك ًما بانقضاا الدعوى العمومية‬
‫بسحب الشكوى‪ ،‬وإن سحبها أمام قضاا التحقيق أصدر هذا األخير (قاضي التحقيق أو غرفة االتهام) أمرًا‬
‫بانتفاا وجه الدعوى‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫ثمنيًم‪ :‬الجرائم التي تنقضي فيهم الدعوى العمومية بسحب الشاوى‪:‬‬
‫هي الجرائم التي تشترط فيها شكوى المضرور لتحرك الدعوى العمومية‪ ،‬والتي ت ّم ذكرها أعاله في‬
‫عنصر الشكوى كقيد على تحريك الدعوى العمومية‪ .‬وهي إبعاد القاصر وترك األسرة والزنا وجرائم‬
‫األموال بين األقارب والحواشي واألصهار لغاية الدرجة الرابعة‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬الجرائم التي تنقضي فيهم الدعوى العمومية بملصفح‪:‬‬


‫ال تكون الشكوى شرطًا للمتابعة في هذا النوع من الجرائم‪ ،‬ولكن أجازالمشرع الجزائري فيها صفح‬
‫الضحية أو المضرور لوضع حد للمتابعة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫سة بملشرف واالعتبمر‪ :‬ـ القذف(الم‪536‬ق ع ج) ـ السب والشتم (الم‪533‬ق ع ج)‪.‬‬
‫أ) الجرائم المم ّ‬
‫صة‪ :‬تسجيل األحاديث‪ ،‬والتصوير الخفي‪ ،‬واعتراض‬
‫سة بحرمة الحيمة الخم ّ‬
‫ب) الجرائم المم ّ‬
‫المراسال السلكية والالسلكية واإللكترونية واالحتفاظ بالتسجيال وإفشائها(الم‪414‬مكررـ‪ُ 414‬مكرر‪3‬ق ع)‬
‫جـ) جرائم التعدّي على األزواج‪ :‬وهي جنحة الضرب والجرح العمدي ض ّد الزوج ( الم ‪ 566‬مكرّر‬
‫ق ع)‪ .‬وجنحة العنف اللفظي والنفسي ض ّد الزوج( الم ‪ 566‬مكرّر‪ 1‬ق ع)‪.‬‬
‫د) مخملفة الضرب والجرح العمدي (الما ّدة ‪ 335‬ق ع ج)‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬المقصود بملمصملحة‪:‬‬


‫هي ذاك الصلح الذي يت ّم بين النايبة والمتهم‪ ،‬يتض ّمن إعفاا هذا األخير من المتابعة الجزائية ُمقابل‬
‫اعترافه بالجريمة وتسديد ما يُس ّمى بغرامة الصلح‪.‬‬
‫نصّ المشرع الجزائري على المصالحة كسبب خاصّ النقضاا الدعوى العمومية في الفقرة الرابعة من‬
‫الجزائية‪ ،‬والتي تقضي بأنه ‪ ..." :‬يجوز أن تنقضي الدعوى العمومية‬ ‫المادة ‪ 6‬من قانون اإلجرااا‬
‫بال ُمصالحة إذا كان القانون يجيزها صراحة"‪.‬‬
‫ويعتبر الصلح بمثابة تنازل من الهيئة االجتماعية عن حقها في تحريك الدعوى العمومية أو عدم‬
‫مباشرتها بعد تحريكها‪ ،‬مقابل المبلغ الذي قام عليه الصلح‪ ،‬ويترتب على ذلك انقضاا الدعوى‪.‬‬
‫يُبرّر الصلح بالمصلحة العا ّمة باعتباره يوفر الجهد عن القضاا ويجلب دخالً للخزينة العمومية في‬
‫جرائم بسيطة‪ ،‬ويُجنّب المتهمين إجرااا المتابعة وما تستوجبه من وقت وجهد ومصاريف‪.‬‬
‫صا إلنقضاا الدعوى العمومية ألنّه يُقرر في بعض الجرائم البسيطة أو في‬
‫ويعتبر الصلح سببًا خا ً‬
‫جرائم منصوص عليها في قوانين خا ّ‬
‫صة تتعلق بالمصالح المالية للدولة‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫ن ّ‬
‫صت معظم التشريعيا على نظام المصالحة وقد يكون قبل تحريك الدعوى العمومية أو بعد تحريكها‬

‫ثمنيًم‪ :‬الصلح قبل تحريك الدعوى العمومية‬


‫يكون في نوع معين من الجرائم معظمها قليلة األهمية‪ ،‬مثل المصالحة التي نظمها المشرّع الجزائري‬
‫حيث نصّت الما ّدة ‪" 483‬‬ ‫في المواد ‪ 480‬إلى ‪ 434‬من ق إ ج تحت ُمس ّمى "غرامة الصلح" في المخالفا‬
‫تنقضي الدعوى العمومية بقيام المخالف بدفع مقدار غرامة الصلح ضمن الشروط والمهل المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ . "483‬وح ّدد الما ّدة ‪ 430‬شروطها‪:‬‬
‫أن تكون المخالفة المحرر عنها المحضر معاقب عليها بالغرامة وال تعرض فاعلها لجزاا غير الجزاا‬
‫المالي أو لتعويض األضرار الالحقة باألشخاص أو األشياا أو لعقوبا تتعلق بالعود ‪.‬‬
‫ـ أن ال يكون هناك ثمة تحقيق قضائي ‪.‬‬
‫ـ أن ال يثبت محضر واحد بالنسبة لمتهم واحد أكثر من مخالفتين ‪.‬‬
‫ـ أن ال تكون المخالفة من األفعال التي استبعدها تشريع خاص من إجراا غرامة الصلح‪.‬‬
‫الصلح بعد تحريك الدعوى العمومية‪:‬أجازه المشرع الصح في تحريك الدعوى العمومية بعد تحريكها‬
‫ومباشرتها والسير فيها‪ ،‬وذلك في قوانين خا ّ‬
‫صة مثل الجرائم الضريبية والجرائم الجمركية‪ ،‬نظرًا لما‬
‫تنطوي عليه هذه الجرائم من اعتداا على المصالح المالية للدولة‪،‬حيث يكون مبلغ الصلح ذا طبيعة مزدوجة‪،‬‬
‫يجمع بين صفتي التعويض والعقاب‪.‬‬

‫الجزائية‪ ،‬أن الدعوى العمومية تنتهي بتنفيذ‬ ‫ن ّ‬


‫صت الفقرة الثانية من المادة ‪ 6‬من قانون اإلجرااا‬
‫إتفاق الوساطة‪ .‬وكذلك الما ّدة ‪ 002‬من قانون حماية الطفل بالنسبة لجرائم األحداث‪ .‬فليس إجراا الوساطة‬
‫هو الذي تنقضي به الدعوى وإنما تنفيذ اتفاق الوساطة‪ّ ،‬‬
‫ألن عدم تنفيذ اتفاق الوساطة يخ ّول لوكيل‬
‫الجمهورية تحريك الدعوى العمومية طبقًا للما ّدة ‪47‬مكرّر‪ 8‬من ق إ ج والما ّدة ‪ 002‬من قانون حماية الطفل‪.‬‬
‫فعند تنفيذ اتفاق الوساطة حسب الشروط المتفق عليها بين األطراف‪ ،‬كما هي واردة بمحضر‬
‫الوساطة‪ّ ،‬‬
‫فإن ذلك يؤدي ال محالة إلى زوال الحق في مباشرة الدعوى العمومية وتخلي النيابة العامة عن‬
‫إجرااا المتابعة‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫التعريف بالدعوى املدنية التبعية‬
‫تعرّف المسؤولية بأنّها حالة الشخص الذي وجبت مؤاخذته عن فعل ارتكبه خـالف به قاعدة قانونية‬
‫أو اتفاق معين‪ .‬والمسؤولية تتنوع‪ ،‬بحسب القاعدة القانونية التي يخالفها الشخص‪ ،‬فإ ّما أن يخالف قاعدة‬
‫جزائية فتكون المسؤولية جزائية‪ ،‬وإ ّما أن يخالف قاعدة مدنية فتكون المسؤولية مدنية‪ .‬واألثر المترتّب عنهما‬
‫هو قيام دعوى المسؤولية‪.‬‬
‫كل فعل ضار يُرتّب المسؤولية المدنية التقصيرية يتولّد عنه الحق في التعويض عنه طبقًا للما ّدة ‪053‬‬
‫من القانون المدني‪ ،‬ويتأتى ذلك للمتضرّر بإقامة الدعوى المدنية التي يختص القاضي المدني بالنظر فيها‬
‫طبقًا لقانون اإلجرااا المدنية واإلدارية ‪ 13-18‬المؤرّخ في ‪ 52‬فيفري ‪.)1(5118‬‬
‫لكن قد يكون الفعل الضار ُمرتبًا للمسؤوليتين م ًعا‪ ،‬الجزائية والمدنية‪ ،‬وبالتالي ينشأ الحق في إقامة‬
‫دعويين‪ ،‬جزائية ومدنية‪ .‬مثل الجرائم التي تمس السالمة الجسدية لألفراد أو ذ ّمتهم المالية‪ ،‬فهي تمثل في‬
‫الوقت ذاته ضر ًرا عا ّمًا يمس المجتمع‪ ،‬وضررًا خاصًا يمس الفرد‪.‬‬
‫ونظ ًرا لهذا االرتباط بين نوعي الضرر ونوعي المسئوليتين‪ ،‬فقد أنشأ المشرع الجزائري ارتباطًا‬
‫إجرائيًا بين نوعي ال ّدعويين‪ ،‬بأن أعطى للقاضي الجزائي على سبيل االستثناا والية االختصاص في‬
‫الدعوى المدنية الناشئة عن الجريمة التي هو بصدد النظر فيها‪ .‬وهذا بموجب المادة ‪ 4‬من ق إ ج ونظّم‬
‫شروط وإجرااا ذلك في قانون اإلجرااا الجزائية‪.‬‬
‫ويبقى االرتباط موجو ًدا كذلك بين الدعويين حتّى لو اختار الشخص الطريق األصلي لالختصاص‬
‫القضائي بال ّدعوى المدنية‪ ،‬وهذا بسبب اشتراكهما في مصدر نشوئهما وهو الجريمة‪.‬‬
‫ممارستها‪،‬‬ ‫سنبيّن في هذا الفصل التعريف بالدعوى المدنية التبعية وأطرافها وشروط وإجرااا‬
‫وطرق انقضائها‪.‬‬
‫المبحث األ ّول‪ :‬أطراف الدعوى المدنية (ـ ال ُم ّدعي المدني‪ ،‬ـ ال ُم ّدعى عليه مدنيًا)‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إجرااا رفع الدعوى المدنية ( نظام التبعية‪ ،‬ـ نظام الفصل)‬
‫المبحث الثالث‪ :‬إنقضاا الدعوى المدنية (ـ األسباب العادية‪ ،‬ـ األسباب الغير عادية)‬

‫(‪ )1‬ج ر عدد ‪ 50‬في ‪ 54‬أفريل ‪.5118‬‬


‫‪69‬‬
‫تعرّف ال ّدعوى المدنية بأنها مطالبة من لحقه ضرر من الجريمة‪ - ،‬وهو الم ّدعي المدني ‪ -‬من‬
‫المسؤول عن الحقوق المدنية أمام القضاا الجزائي أو القضاا المدني بجبر الضرر الما ّدي أو المعنوي الذي‬
‫أصابه من الجريمة‪ ،‬وذلك عن طريق التعويض العيني أو بمقابل‪.‬‬
‫تُس ّمى ال ّدعوى المدنية التبعية إذا رُفعت أمام القضاا الجزائي فتكون تابعة للدعوى العمومية من حيث‬
‫االختصاص واإلجرااا ‪ ،‬وتُس ّمى ال ّدعوى المدنية األصلية إذا رُفعت أمام القضاا المدني صاحب‬
‫االختصاص األصلي بها‪ ،‬فتستقل عن الدعوى الجزائية بقواعدها اإلجرائية‪ ،‬لكن يظل االرتباط موجدًا بين‬
‫الدعويين من حيث حجية الحكم الجزائي على الدعوى المدنية‪.‬‬
‫تتميز الدعوى المدنية عن الدعوى العمومية من حيث السبب الذي هو يوصف قانونًا بالفعل الضار‬
‫أو الجريمة المدنية‪ ،‬بينما يوصف بالجريمة الجنائية في الدعوى العمومية‪ .‬ومن حيث الموضوع تهدف‬
‫الدعوى المدنية إلى المطالبة بالتعويض ع ّما لحق المدعي من ضرر‪ ،‬بينما موضوع الدعوى العمومية هو‬
‫المطالبة بالعقوبة‪ ،‬ومن حيث األطراف وهما المدعى المدني والمدعى عليه مدنيًا‪ ،‬بينما أطراف الدعوى‬
‫العمومية النيابة والمتهم‪.‬‬
‫الجزائية‬ ‫وقد نظم المش ّر الجزائري أحكام الدعوى المدنية الناجمة عن الجريمة في قانون اإلجرااا‬
‫بكثير من المواد خاصّة منها المواد ‪ 5‬إلى ‪ُ 2‬مكرّر ‪ ،‬و ‪ُ 8‬مكرّر‪ ،‬و ‪ 01‬بعنوان األحكام العا ّمة‪ ،‬والمواد من‬
‫‪ 75‬إلى ‪ ،78‬بعنوان االدعاا المدني أمام قاضي التحثيث‪ ،‬والمواد من ‪ 543‬إلى ‪ 537‬بعنوان االدعاا المدني‬
‫أمام جها الحكم‪.‬‬
‫نتعرّف في هذا المطلب على أطراف الدعوى المدنية الناشئة عن الجريمة‪ ،‬األول هو ال ُمتضرّر من‬
‫الجريمة ويُس ّمى ال ُم ّدعي المدني‪ ،‬والثاني هو المسؤول عن الضرر‪ ،‬ويس ّمى المدعى عليه مدنيًا‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ال ُمدعي المدنی هو الشخص الذي له الحق في مباشرة الدعوى المدنية طبقًا للمواد ‪ 75‬و‪ 73‬و‪ 543‬من‬
‫الجزائية وهو حسب الما ّدة ‪ 5‬من نفس القانون كل من أصابه ضرر شخصي نجم مباشرة‬ ‫قانون اإلجرااا‬
‫عن الجريمة‪ .‬وقد يكون من األشخاص الطبيعية أو من األشخاص المعنوية‪.‬‬
‫ولكي يكون اإلدعاا المدنی مقبوالً‪ ،‬يجب أن يتوفر في المدعي المدني طبقًا للمادة ‪13‬من قانون‬
‫اإلجرااا المدنية واإلدارية شروط هي أهلية التقاضي‪ ،‬والصفة ومصلحة يقرها القانون‪.‬‬

‫الجزائية لحمل صفة ال ُمدعي المدنی لكي‬ ‫اشترطت المواد ‪ 5‬و‪ 75‬و‪ 73‬و‪ 543‬من قانون اإلجرااا‬
‫يتسنّى له االدعاا المدني أن يكون هو الشخص الذي أصابه شخصيًا ضرر من الجريمة‪.‬‬

‫ً‬
‫أوال ‪ :‬ال ُمدعي المدني المجني عليه شخصيًم‪:‬‬
‫قد يكون ال ُمدعي المدني المضرور شخصيًا هو المجني عليه أي الضحية الذي وقعت عليه الجريمة‬
‫مباشرة مثال ذلك في جرائم العنف الجسدي أو المعنوي الماسّة بالسالمة الجسدية أو المعنوية‪ ،‬أي الضرب‬
‫والجرح والسب والشتم‪ ،‬فهو الشخص الذي وقع عليه الضرب والجرح والسب والشتم‪ .‬أو في الجرائم الماسة‬
‫باألموال كالسرقة يكون المدعي هو الشخص مالك المال المسروق‪.‬‬
‫قد يقتصر ضرر الجريمة على فرد واحد وقد يمس بأكثر من شخص وحينئذ لكل منهم أن يدعي مدنيًا‬
‫مطالبًا بتعويض ما لحقه من الضرر‪ ،‬حيث نصّت الما ّدة ‪ 5‬ق إ ج أن الحق في الدعوى المدنية يتعلّق ب ُكل من‬
‫أصابهم شخصيًا ضرر‪.‬‬
‫وال يمكن ألحد أن يُطالب بالتعويض عن ضرر أصاب غيره‪ .‬حيث يثير القاضي تلقائيًا انعدام الصفة‬
‫في المدعي المدني‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬ال ُمدعي المدني غير المجني عليه‪:‬‬


‫قد يكون ال ُم ّدعي المدني غير المجني عليه‪ ،‬حيث يت ّم التمييز بين ع ّدة حاال ‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫أ) المدّعي المدني ال ُمتض ّرر غير المجني عليه‪:‬‬
‫مثل أهل المجني عليه المقتول في جريمة القتل العمد أو القتل الخطأ‪ ،‬حيث تثبت صفة المدعي لذوي‬
‫حقوقه وهم أبناؤه وزوجته وأبواه عن ضرر وفاة قريبهم‪ .‬وكجرائم االعتداا على عرض الزوجة يتضرر‬
‫منها الزوج باإلضافة إلى الزوجة التي وقع عليها االعتداا مباشرةً‪.‬‬

‫ب) المدّعي المدني بموجب قمعدة الحلول‪:‬‬


‫وهو أن ي ُح ّل مح ّل الم ّدعي المدني أشخاص آخرون مثل الدائن الذي يحل محل المدين بموجب الما ّدة‬
‫‪ 083‬من القانون المدني‪ ،‬أوشركة التأمين التي أعطت تعويصًا مسبقًا للمتضرر بموجب عقد التأمين من‬
‫‪ 17-32‬المؤرّخ في ‪ 52‬يناير ‪ ،0332‬أو صندوق‬ ‫المسؤولية‪ ،‬وذلك استنادًا للما ّدة ‪ 48‬من قانون التأمينا‬
‫الضمان االجتماعي بموجب الما ّدة ‪05‬مكرر من القانون ‪ 40-88‬المع ّدل والمتمم للقانون ‪ 02-73‬المتعلّق‬
‫بإلزامية التأمين على السيارا ونظام التعويض عن األضرار الناجمة عن حوادث المرور‪.‬‬

‫جـ) الورثة‪ :‬إذا تُوفي ال ُم ّدعي المدني أثناا سير الدعوى المدنية فهي ال تنقضي ولكن يمكن ّ‬
‫أن تستم ّر‬
‫عن طريق تدخل ورثة المدعي المدني المتوفى‪ ،‬للمطالبة بالتعويض ألنّه يدخل في تركته فيصير إليهم‪.‬‬

‫يجب أن تتوافر في المدعي المدني صاحب الحق في المطالبة بتعويض الضرر أهلية التقاضي وهي‬
‫سن الرشد المدني ‪ 03‬سنة طبقًا ألحكام الما ّدة ‪ 31‬من القانون المدني‪ ،‬فإذا كان المضرور من الجريمة ناقص‬
‫ّ‬
‫األهلية أو عديمها فإنّه يُباشرها نائبه القانوني م ّمن له وصاية أو والية عليه‪.‬‬
‫وتثبت صفة المدعي المدني للشخص المعنوي وأهلية التقاضي طبقًا للما ّدة ‪ 21‬من القانون المدني‪،‬‬
‫وذلك بمجرّد أن تثبت له الشخصية القانونية بعد إنشائه أو تأسيسه‪ ،‬مثل الخزينة العمومية بواسطة وكيلها‬
‫المتمتعة‬ ‫والشركا‬ ‫القضائي‪ ،‬أو الوالية بواسطة الوالي‪ ،‬أو البلدية بواسطة رئيس البلدية‪ ،‬أو الجمعيا‬
‫بالشخصية المعنوية‪ ،‬عن طريق مديرها أو رئيسها‪.‬‬

‫ـ تتمثّل مصلحة الم ّدعي المدني في الدعوى المدنية في جبر الضرر الذي أصابه من الجريمة ولحق‬
‫أو إلحاق خسارة وعجز في الذ ّمة المالية أو‬ ‫بمصلحةً مادية مالية أو معنوية تخصه‪ ،‬كإتالف الممتلكا‬
‫تفويت ربح‪ ،‬أو إلحاق األذى والجروح والكسور‪ ،‬أو المساس بالسالمة النفسية والمعنوية كانتهاك الشرف‬
‫‪72‬‬
‫والسمعة واالعتبار والكرامة اإلنسانية‪ .‬حيث نصّت المادة‪ 4‬من ق إ ج ّ‬
‫أن دعوى المسؤولية المدنية تقبل عن‬
‫كافة أوجه الضرر سواا كانت مادية أو جثمانية أو أدبية ما دامت ناجمة عن الوقائع موضوع الدعوى‬
‫الجزائية‪ .‬ويجب أن يُثبت المدعي المدني الضرر والخطأ والعالقة السببية بكل طرق اإلثبا ‪.‬‬
‫ـ يكون جبرالضرر بالتعويض عنه ماديًا أو معنويًا‪ ،‬و هو التعويض العيني بإعادة الحالة إلى ما كانت‬
‫عليه قبل االعتداا الجرمي‪ ،‬كإعادة تشييد البناا المه ّدم‪ ،‬أو شراا شئ مثلي بدل ال ُمتلف أو ر ّد المسروقا ‪.‬‬
‫وقد يمون التعويض نقدًا بقيمة الضرر‪ ،‬إذا تعذر التعويض العيني‪.‬‬
‫ـ ال يجوز الجمع بين تعويضين في نفس الوقت عن نفس الضرر‪ ،‬مثل تعويض شركة التأمين‬
‫والتعويض المباشر بموجب حكم قضائي‪.‬‬

‫الم ّدعى عليه مدنيًا هو كل شخص طبيعي أو معنوي تُقام ض ّده الدعوى المدنية ويلزمه القانون بدفع‬
‫التعويض عن الضرر الناتج عن خطأ جزائي ألنّه تسبّب فيه بخطئه‪.‬‬
‫يكون دور الم ّدعى عليه مدنيًا في القضية أن ينفي وقوع الجريمة وينفي نسبتها للمتهم من أجل إبعاد‬
‫المسؤولية المدنية عن نفسه أو توزيعها بينه وبين جهة أخرى أو مع الضحية‪.‬‬
‫قد يكون هو نفسه ال ُمتهم في الدعوى الجزائية‪ ،‬أو غير المتهم‪ ،‬يعني المسؤول عن الحقوق المدنية‪.‬‬

‫قد يكون الم ّدعى عليه مدنيًا هو نفسه المتّهم في الدعوى العمومية‪ ،‬سواا كان فاعالً أو شري ًكا في‬
‫الجريمة أو ُمحرضًا فإن تع ّدد المساهمون في الجريمة تُقام الدعوى المدنية ض ّدهم جميعًا إللزامهم بالتعويض‬
‫بالتضامن طبقًا للما ّدة ‪ 056‬من القانون المدني حيث يو ّزع عليه المبلغ بالتساوي‪.‬‬

‫‪0‬ـ قد يكون الم ّدعى عليه مدنيًا شخ ً‬


‫صا آخر غير المتهم‪ ،‬تربطه بالمتهم رابطة قانونية تجعله ُملز ًما‬
‫بالتعويض عن الضر الناجم عن جريمة غيره‪ .‬وهو المسؤول عن الحقوق المدنية‪ ،‬مثل ُمتولّي الرقابة على‬
‫القاصر وهو الممثل القانوني في جريمة الحدث طبقًا للما ّدة ‪ 88‬من قانون حماية الطفل ‪ 05-02‬التي نصّت‬
‫أنّه تقام الدعوى المدنية ض ّد الطفل مع إدخال ُممثله الشرعي وهو الولي أو الوصي أو القيّم‪ ،‬وقد ح ّدد‬

‫‪73‬‬
‫القانون المدني أحكام هذه المسؤولية في المواد ‪053‬ـ‪ 046‬على أساس الخطأ الشخصي أو الخطأ المفترض‬
‫في إهمال الرقابة والرعاية‪.‬‬
‫واإلدارا‬ ‫‪5‬ـ وقد يكون الم ّدعى عليه مدنيًا هو المتبوع في عالقة العمل عن أعمال تابعه كالشركا‬
‫والجمعيا ممثلة بالمدير أو الرئيس‪.‬‬
‫‪4‬ـ وقد يكون الم ّدعى عليه مدنيًا شركة التأمين التي تحل محل المؤ ّمن له ال ُمتسبّب في الضرر‪.‬‬
‫‪3‬ـ وإذا توفي المسؤول عن الضرر سواا المتهم أو غيره أثناا سير ال ّدعويين‪ ،‬يكون ورثته هم الم ّدعى‬
‫عليهم لكن في حدود ما آل إليهم من تركته‪ ،‬حيث يلزمون بالتعويض كل بحسب نصيبه من التركة‪.‬‬
‫فحتى لو انقضت الدعوى العمومية بوفاة المتهم الذي كان مسؤوالً مدنيًا عن الضرر‪ ،‬فإنّها تستمر‬
‫الدعوى المدنية قائمة في مواجهة ورثته‪.‬‬
‫وإذا كان التعويض قد تقرّر بحكم قبل اقتسام التركة ّ‬
‫فإن هذا التعويض يعتبر من ديون الهالك‪ ،‬وال‬
‫تركة إالّ بعد سداد الديون‪.‬‬
‫أ ّما إذا لم يترك المسؤول المدني شيئًا من األموال‪ ،‬فال يُلزم ورثتهم بشيا‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ّ‬
‫ألن الدعوى المدنية ناشئة عن الجريمة يملك المضرور من الجريمة خيارين بالنسبة‬ ‫نظرًا‬
‫لالختصاص القضائي الذي يمارس أمامه دعواه المدنية‪ ،‬حيث أنّه طبقًا للمواد ‪ 4‬و‪ 3‬من ق إ ج يمكنه أن‬
‫يباشر الدعوى المدنية أمام القضاا المدني وهو االختصاص األصلي طبقًا للما ّدة ‪ 45‬من قانون اإلجرااا‬
‫القضائية الجزائية مع الدعوى العمومية الناشئة‬ ‫المدنية واإلدارية‪ ،‬ويمكنه أن يباشرها استثنا ًا أمام الجها‬
‫عن نفس الجريمة‪.‬‬

‫نصّت المادة ‪ 4‬من ق إ ج أنّه " يجوز مباشرة الدعوى المدنية مع الدعوى العا ّمة في وقت واحد أمام‬
‫الجهة القضائية نفسها‪ ".‬فنظرًا لالرتباط الموجود بين الدعوى المدنية والدعوى الجزائية من حيث المصدر‬
‫الذي هو الجريمة‪ ،‬فقد أعطى المشرّع للقاضي الجزائي هذا االختصاص االستثنائي بالدعوى المدنية‪ ،‬و ذلك‬
‫بالتبعية للدعوى الجزائية‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ُ :‬مب ّررات مممرسة الدعوى المدنية أمم القضمء الجزائي‪:‬‬


‫هناك ث ّمة حكمة في السماح برفع الدعوى المدنية أمام القاضي الجزائي تتمثل في اآلتي‪:‬‬
‫أ) تسهيل اإلجرااا على الم ّدعي المدني ألنّه طريق أسرع من الطريق المدني األصلي‪.‬‬
‫ب) ضمان أكبر قدر من العدالة في تقدير التعويض بحكم أن القاضي الجزائي أكثر اطال ًعا على‬
‫ظروف و مالبسا القضية وحقيقة األضرار الناجمة عن الجريمة التي يحقق فيها بما له من سلطا واسعة‬
‫في اإلثبا ‪ ،‬م ّما يُمكنُه من حسن تقدير ومالامة التعويض الذي يناسب الضحية مع جسامة خطأ المتهم‪.‬‬
‫وكذلك بحكم تعاون المدعي المدني مع سلطة التحقيق في إثبا الوقائع‪.‬‬
‫جـ) درا احتمال حدوث تناقض بين حكمين قضائيين في دعويين متصلين‪.‬‬
‫فال ّدعوى المدنية الممارسة أمام القضاا الجزائي ما دامت استثنائية فهي إذن تتطلب شروطا‬
‫وإجرااا معيّنة‪.‬‬
‫د) إعتبارا عملية تدعو إلى توفير الوقت والمجهود والنفقا على الخصوم في ال ّدعوى‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫هـ) وجود الطرف المدني بالموازاة مع الدعوى العمومية يعينه على تقصي حقيقة الجريمة فهو يستفيد‬
‫من األدلة الثابتة من طرف النيابة لتقرير دعواه‪ ،‬ويؤ ّكد على اقتضاا العقوبة ألنّه أقرب الناس إليها باعتباره‬
‫ضحيتها المباشرة‪.‬‬
‫و) لجوا المضرور إلى القضاا الجزائي يترتب عليه تحريك الدعوى العمومية إذا لم تكن النيابة‬
‫العامة قد حركتها ‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬آثمر مممرسة الدعوى المدنية أمم القضمء الجزائي‪:‬‬


‫يترتّب عن ممارسة الدعوى المدنية أمام القضاا الجزائي اآلثار التالية‪:‬‬
‫أ) وجوب الفصل في الدعويين بحكم واحد‪ ،‬وال يجوز تأجيل الفصل في الدعوى المدنية بعد الفصل في‬
‫الدعوى العمومية‪.‬‬
‫ب) خضوع الدعوى المدنية لنفس القانون اإلجرائي الذي تخضع له الدعوى العمومية وهو قانون‬
‫الجزائية‪ ،‬مثل قواعد الحضور والغياب وطرق الطعن والتحقيق والمرافعة‪..‬إلخ‪ ،‬حتى لوكانت‬ ‫اإلجرااا‬
‫الدعوى المدنية منفردة كأن يُستأنف الحكم في شقه المدني دون الجزائي‪ ،‬أو بعد صدور حكم بالبرااة مع‬
‫وجود وجه للتعويض‪ ،‬عند انقضاا الدعوى العمومية بعد رفع الدعوى المدنية‪.‬‬
‫لكن طبقًا للما ّدة ‪ 10‬مكرر ق إ ج إذا أمر القاضي الجزائي بعد الفصل في الدعوى العمومية‪ ،‬بالتحقيق‬
‫في الحقوق المدنية ّ‬
‫فإن التحقيق يخضع لقواعد اإلجرااا المدنية‪.‬‬
‫جـ) يمكن المدعي المدني الطعن في الحكم الذي قضى بالبرااة ولم يقض في التعويضا ‪ ،‬أو حكم‬
‫باإلدانة مع قلّة التعويضا التي حكم بها‪.‬‬
‫د) إذا حاز الحكم الفاصل في الدعوى المدنية قوة الشيا المقضي به‪ ،‬ال يمكن مراجعة التعويضا‬
‫التي حكم بها‪ ،‬لكن إذا لم يتيسّر للقاضي وقت المحاكمة أن يُق ّدر التعويضا بشكل دقيق‪ ،‬يمكنه أن يحفظ حق‬
‫الطرف المدني في المراجعة وتقدير التعويضا في أجل معين طبقًا للما ّدة ‪ 040‬من القانون المدني‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬وجود الجريمة مصدر الضرر‪:‬‬


‫ال يمكن للمحكمة الجزائية أن تنظر في الدعوى المدنية الناشئة عن الجريمة‪ ،‬ما لم تكن تلك الجريمة‬
‫قائمة فعالً‪ ،‬طبقا لما نصّت عليه الما ّدة ‪ 5‬ق إ ج " يتعلق الحق في الدعوى المدنية للمطالبة بتعويض الضرر‬
‫الناجم عن جنمية أو جنحة أو مخملفة بكل من أصابهم شخصيا ضرر مباشر تسبب عن الجريمة ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫ونصّت الما ّدة ‪ 4‬ق إ ج أنّه تقبل دعوى المسؤولية المدنية عن كافة أوجه الضرر سواا كانت مادية أو‬
‫جثمانية أو أدبية ما دامت نمجمة عن الوقمئع موضوع الدعوى الجزائية‪.‬‬
‫ولو ثبت للقاضي عدم وجود الجريمة أصالً‪ ،‬أو عدم ثبوتها على المتهم‪ ،‬أو عدم إمكان تكيف الواقعة‬
‫جنائيًا‪ ،‬فإنّه يقضي ببرااته وبعدم االختصاص في ال ّدعوى المدنية‪ ،‬النتفاا الشرط األول في اختصاص‬
‫القاضي الجزائي بنظر الدعوى المدنية‪.‬‬
‫ويوجد استثناا آخر منصوص عليه بموجب الما ّدة ‪ 8‬من القانون ‪ 02-73‬المتعلّق بإلزامية التأمين على‬
‫السيارا ونظام التعويض عن األضرار الناجمة عن حوادث المرور‪.‬المع ّدل والمتمم بالقانون ‪ 40-88‬والتي‬
‫تُجيز لمحكمة الحمح أن تقضي بالتعويض حتى في حالة برااة المتهم في جريمة الجروح الخطأ الناجمة عن‬
‫حادث مرور‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬وجود دعوى عمومية قمئمة بشأن الجريمة‪:‬‬


‫نصّت على شرط التبعية أو المعية مع الدعوى العمومية الما ّدة ‪ 4‬ق إ ج ويقصد بها تبعية ال ّدعوى‬
‫الجزائية‪ ،‬في االختصاص‬ ‫المدنية للدعـوى العموميـة من حيث اإلجرااا ‪ ،‬فهي تخضـع لقانون اإلجرااا‬
‫النوعي واإلقليمي وحجّية الحكم الجزائي عليها وكذلك من حيث المصير أي الفصل في كال الدعويين‪.‬‬
‫ـ يوجد استثناا يرد على هذا الشرط والذي يمكن معه رفع الدعوى المدنية أمام القاضي الجزائي بعد‬
‫الحكم بالبرااة وهو االستثناا المنصوص عليه في الما ّدة ‪ 406‬من ق إ ج المذكور أعاله‪.‬‬
‫ـ في كحملة انقضمء الدعوى العمومية بعد تحريكها‪ ،‬وذلك لسبب من أسباب انقضائها المنصوص عليها‬
‫في المـادة ‪ 6‬مـن ق إ ج ّ‬
‫فإن مصير الدعوى المدنية التبعية متوقف على وقت رفعها بالنسبة لوقت انقضاا‬
‫الدعوى العمومية‪.‬‬
‫ـ إذا رفعت الدعوى المدنية بعد تحقّق سبب انقضاا الدعوى العمومية فعلى القاضي الجزائي أن يحكم‬
‫بعدم االختصاص في الدعوى المدنية‪ ،‬النتفاا الشرط المذكور‪.‬‬
‫ـ إذا رفعت الدعوى المدنية قبل وقت تحقق سبب انقضاا الدعوى العمومية‪ ،‬فعلى القاضي الجزائي أن‬
‫يفصل فيها رغم حكمه بانقضاا الدعوى العمومية‪ .‬ما عدا إذا كان سبب االنقضاا هو سحب الشكوى فإنه‬
‫يضع ح ّدا كذلك للدعوى المدنية حتى لو رفعت قبل تحقق االنقضاا‪ّ .‬‬
‫ألن الشكوى في هذه الحالة يرفعها‬
‫المضرور‪ ،‬فسحبه للشكوى هو تنازل من عن التعويض‪.‬‬
‫وبالنسبة لباقي أسباب االنقضاا فالعبرة دائ ًما بوقت رفع الدعوى المدنية بالنسبة لوقت االنقضاا‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ثملثًم‪ :‬أن ياون موضوع الدعوى المدنية هو المطملبة بملتعويض‪:‬‬
‫أ) بملنسبة لمبدأ التعويض‪:‬‬
‫يجب أن يكون موضع الدعوى هو المطالبة بالتعويض‪ ،‬فكل طلب غير ذلك تض ّمنته الدعوى من غير‬
‫التعويض سيكون مرفوضًا لعدم التأسيس القانوني‪ ،‬وإذا كان هو الطلب الوحيد ترفض الدعوى بسببه‪.‬‬
‫تنصّ على هذا الشرط الما ّد الثانية من ق إ ج " يتعلّق الحق في الدعوى المدنية للمطملبة بتعويض‬
‫الضرر الناجم عن جناية أو جنحة أو مخالفة بك ّل من أصابهم شخصيا ضرر مباشر تسبب عن الجريمة‪".‬‬
‫ـ غير أنّه استثنا ًا مبدأ التعويض أجاز المشرع المطالبة بقيمة الشيك أثناا النظر في جريمة إصدار‬
‫شيك بدون رصيد‪ ،‬وهذا باإلضافة لطلب التعويض عن أضرار الجريمة‪ ،‬حيث قرّر ذلك بموجب نص خاص‬
‫هو الما ّدة ‪ 235‬من القانون التجاري‪.‬‬

‫ب) بملنسبة لتقدير التعويض‪:‬‬


‫يكون الحكم بالتعويض لقاا الضرر الما ّدي الذي يصيب أو يلحق خسارة باألموال‪ ،‬أو الضرر‬
‫الجسماني الذي يمس السالمة الجسدية‪ ،‬أو الضرر المعنوي الذي يمس بالشرف أو االعتبار‪ ،‬أو اآلالم‬
‫النفسية‪.‬‬
‫حيث يق ّدر التعويض بالمعنى الضيق أي نق ًدا م ‪ 2/045‬ق م‪ ،‬أو بالمعنى الواسع عينًا بالرّد كر ّد‬
‫األشياا المسروقة‪ ،‬أو إعادة بناا الحائط المه ّدم بدون وجه حق‪ ،‬وهدم البناا ال ُمشيّد بدون رخصة‪.‬‬
‫وللمحكمة سلطة تقديرية في تقييم الضرر ومقدار التعويض على أن تتقيّد بالطلبا فال تزيد عنها‪.‬‬
‫ويشمل التعويض كذلك المصاريف القضائية طبقًا للمواد ‪ 463 -467‬ق إ ج والمواد ‪ 350 -307‬من‬
‫ق إ م إ‪ .‬يعني مصاريف الرسوم القضائية والخبرة والمعاينة فهي تقع على خاسر الدعوى‪.‬‬
‫وعلى القاضي أن يُح ّدد في حكمه مقدار التعويض بدقة وكيفية أدائه‪.‬‬

‫راب ًعم‪ :‬أن ياون الضرر شخصيًم و نمج ًمم مبمشرةً عن الجريمة‪:‬‬
‫هذا الشرط تض ّمنته المادة ‪ 5‬من ق إ ج‪ ،‬ومقتضاه أن يكون الضرر الذي أصاب الم ّدعي المدني‬
‫شخصيًا‪ ،‬ناج ًما مباشرة عن الجريمة‪ ،‬وال عبرة باألضرار غير ال ُمباشرة‪.‬‬
‫أحيانًا ت ثور صعوبة التمييز بين الضرر الناجم مباشرة عن الجريمة والضرر غير المباشر‪ ،‬بسبب‬
‫تداخل الظروف والمالبسا ‪ ،‬والتي يستعصي معها معرفة ما إذا كان الضرر مباشرا عن الجريمة أو عن‬
‫ظروف الحقة لها أوكان بمناسبتها فقط‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫التعويض المسبقة من أجل مصاريف العالج إلى غاية إفراغ الحكم التمهيدي بتعيين‬ ‫إالّ أن طلبا‬
‫ال يخضع للشرط المذكور رغم أنّه لم‬ ‫خبير طبّي لفحص الضحية وتقدير األضرار‪ ،‬هذا النوع من الطلبا‬
‫ألن هذا الحق مكرّس بموجب الما ّدة ‪ 427‬من ق إ ج تحكم به المحكمة الجزائية‬
‫األضرار بعد‪ّ ،‬‬ ‫يتم إثبا‬
‫للم ّدعي المدني كمبلغ احتياطي قابل للتنفيذ رغم المعارضة واالستئناف‪.‬‬

‫سم‪ :‬شرط عد وجود نص قمنوني سملب لالختصمص‪:‬‬


‫خمم ً‬
‫هناك نصوص قانونية خاصّة تنزع عن الماحكم الجزائية االختصاص بالنظر في ال ّدعوى المدنية‬
‫التبعية‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫أن المحاكم العسكرية ال تفصل إالّ في‬
‫ـ الما ّدتان ‪ 53‬و ‪ 52‬من قانون القضاا العسكري والتي تُقرّر ّ‬
‫الدعوى العمومية‪.‬‬
‫ـ الما ّدة ‪ 2/457‬من ق إ ج التي ألغيت بموجب القانون ‪ 16/85‬المؤرّخ في ‪ 0385/13/52‬كانت‬
‫أن مجلس ال ّدولة ال يفصل في ال ّدعاوى التي يكون موضوعها المطالبة بالحق المدني‪.‬‬
‫تنصّ على ّ‬

‫يُمكن للمضرور من الجريمة أن يُمارس دعواه المدنية التبعية أمام جها التحقيق و أمام جها الحكم‪،‬‬
‫إ ّما عن طريق االدّعمء‪ ،‬أي بتحريك الدعوى العمومية والمدنية معًا في نفس الوقت‪ ،‬أو عن طريق التدخل‪،‬‬
‫الجزائية طرق‬ ‫أي بالتأسس كطرف مدني أثناا سير الدعوى العمومية‪ .‬حيث يُنظّم قانون اإلجرااا‬
‫وإجرااا الدعوى المدنية في مجموعة من المواد منها المواد ‪ 447 ،77-75‬مكرر‪543 ،‬ـ‪.535‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬مممرسة الدعوى المدنية عن طريق االدعمء‪:‬‬


‫إذا لم تكن الدعوى العمومية ُمحرّكة‪ ،‬يمكن للمضرور أن يُحقق شرط وجود الدعوى العمومية من أجل‬
‫رفع دعواه المدنية سواا أمام قضاا التحقيق أو قضاا الحكم‪.‬‬
‫أ) اإلدعمء المبمشر (التاليف المبمشر بملحضور) (المم ّدة ‪ 337‬مارر فقرة ‪:)1‬‬
‫تسمح هذه الطريقة برفع الدعوى مباشرة أمام جهة الحكم دون المرور على التحقيق‪ ،‬حيث يلجأ إلى‬
‫هذه الطريقة عندما تتماطل النيابة العا ّمة في تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬أو عندما يريد التعجيل في المحاكمة‬
‫وتفادي إجراا التحقيق‪ ،‬فبموجب هذا اإلجراا يحرّك الدعويين معًا‪ ،‬ويكون ذلك بأن يتق ّدم أمام وكيل‬
‫الجمهورية بشكوى مصحوبة بطلب بالتكليف المباشر بالحضور للمتهم‪ ،‬في جريمة من الجرائم الخمسة‬

‫‪79‬‬
‫المذكورة على سبيل الحصر في الما ّدة ‪ 447‬مكرر ق إ ج‪ ،‬إذا توفر شروط الفقرة‪ 0‬من المادة ‪ 447‬مكرر‬
‫ق إ ج‪ ،‬حيث بهذه الطريقة يستدعى المتهم والمسؤول المدني مباشرة إلى جلسة المحاكمة‪.‬‬

‫ب) اإلدّعمء المدني أمم قمضي التحقيق (الممدّة ‪ 72‬ق إ ج)‪:‬‬


‫يكون هذا اإل ّدعاا بتقديم شكوى مصحوبة بادعاا مدني عن الجريمة التي نجم عنها الضرر جناية أو‬
‫جنحة أو مخالفة أمام قاضي التحقيق المختص محليًا طبقا للما ّدة ‪ 75‬من ق إ ج‪ .‬وبموجب هذا اإلجراا كذلك‬
‫يحرّك المضرور الدعويين معًا أمام قاضي التحقيق‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬مممرسة الدعوى المدنية عن طريق التدخل‪:‬‬


‫التدخل يفترض أن الدعوى العمومية قد سبق تحريكها من طرف وكيل الجمهورية منطرف مضرور‬
‫آخر من الجريمة‪ ،‬فترفع الدعوى المدنية أثناا سير الدعوى العمومية إ ّما أمام جهة التحقيق أو أمام جهة‬
‫الحكم‪.‬‬

‫أ) التأسس كطرف مدني أمم قمضي الحام (الممدّة ‪ 239‬ق إ ج)‪:‬‬
‫يكون تدخل المضرور بدعواه المدنية أمام قاضي الحكم إ ّما أثناا جلسة المحاكمة‪ ،‬وإ ّما قبل الجلسة‬
‫بتقرير أمام كاتب الضبط وذلك بالشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ )0‬تعيين موطن الم ّدعي في دائرة اختصاص المحكمة الناظرة في القضية‪.‬‬
‫قبل إبداا النيابة طلباتها ويكون ذلك إما شفاهة بتقرير يثبته كاتب الجلسة أو بتقديم‬ ‫‪ )5‬إبداا الطلبا‬
‫مذكرا تبين طلبا كتابية‪.‬‬
‫‪ )4‬ال يقبل اإل ّدعاا أل ّول م ّرة أمام جهة االستئناف‪ ،‬احترا ًما لدرجا التقاضي‪ ،‬الم‪ 344‬ق إ ج‪.‬‬

‫سس كطرف مدني أمم قمضي التحقيق(الممدّة ‪ 74‬ق إ ج)‪:‬‬


‫ب) التأ ّ‬
‫يجوز اال ّدعاا مدنيًا بطريق التدخل في أي وقت أثناا سير التحقيق وال يُبلّغ االدعاا المدني إلى باقي‬
‫أطراف الدعوى‪.‬ولكن قاضي التحقيق يُحيطهم عل ًما به‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫تنصّ الما ّدة ‪3‬فقرة‪ 0‬من ق إ ج على أنّه يجوز مباشرة الدعوى لمدنية منفصلة عن الدعوى العمومية‪.‬‬
‫وهذا يعني أن الم ّدعي يجوز له اختيار القضاا المدني األصلي ابتدا ًا‪ ،‬أو بعد رفعها أمام القضاا الجزائي‬
‫والتخلي عنها‪.‬‬
‫رغم رفع الدعوى المدنية منفصلة عن الدعوى العمومية في االختصاص القضائي إالّ أن االرتباط‬
‫بينهما يبقى قائ ًما ينظمه قانون اإلجرااا الجزائية بالمواد ‪ 3‬و ‪ 2‬منه تتعلّق باألحكام المقيدة الختيار الطريق‬
‫المدني من حيث قواعد االختصاص‪ ،‬وقواعد حجّية األحكام‪ .‬وكذلك هناك آثار قانونية مه ّمة تترتب عن‬
‫اختيار الطرق المدني‪.‬‬
‫المنصوص‬ ‫يت ّم رفع الدعوى المدنية أمام القضاا المدني بعريضة افتتاح الدعوى وفق اإلجرااا‬
‫عليها في قانون اإلجرااا المدنية واإلدارية‪.‬‬

‫يُقيّد اختيار الطريق المدني لرفع الدعوى المدنية قاعدتان أساسيتان هما قاعدة "الجنائي يوقّف‬
‫المدني"‪ ،‬وقاعدة "حجيّة الحكم الجزائي إزاا الدعوى المدنية"‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬قمعدة الجنمئي يوقّف المدني‪:‬‬


‫نصّت عليها الما ّدة ‪ 3‬من ق إ ج وهي تقضي بأنه إذا حُركت الدعوى العمومية قبل رفع الدعوى‬
‫المدنية أو أثناا سيرها‪ ،‬فإنّه يتعيّن وقف السير فيها إلى غاية الفصل في الدعوى العمومية‪ .‬وهذه القاعدة من‬
‫النظام العام يجوز للمحكمة إثارتها من تلقاا نفسها‪.‬‬
‫تُب ّرر هذه القاعدة بثالث ُمبرّرا هي‪:‬‬
‫‪ -0‬منع التعارض بين األحكام فيما يتعلّق بالواقعة الواحدة التي نشأ عنها الدعويان‪.‬‬
‫‪ -5‬تفادي تأثير الحكم المدني على قناعة القاضي الجزائي‪.‬‬
‫‪ -4‬هذه القاعدة هي نتيجة لقاعدة أخرى هي ضرورة تقيّد القاضي المدني بما فصل به القاضي‬
‫الجزائي طبقًا للمادة ‪ 3‬ق إ ج والما ّدة ‪ 443‬ق مدني‪.‬‬
‫يشترط لتطبيق هذه القاعدة أن تكون الدعوى العمومية قد ُح ّركت قبل الفصل في الدعوى المدنية‪.‬‬
‫وقد تنعكس القاعدة فيصبح المدني هو الذي يقيد الجزائي‪ ،‬مثلما هو الحال في المسألة األولية‪ ،‬كإثبا‬
‫عالقة الزوجية في جريمة الزنا‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫ثمنيًم‪ :‬قمعدة كحجيّة الحام الجزائي على الدعوى المدنية‪:‬‬
‫النصّ عليه في ق إ ج بل في القانون المدني بموجب المادة ‪ ،443‬لكنّها مستنتجة‬ ‫هذه القاعدة لم يأ‬
‫منطقيًا من القاعدة السابقة المذكورة في الما ّدة‪ 3‬من ق إ ج‪ ،‬فما توقّف القاضي المدني أمام الجزائي إالّ بسبب‬
‫ّ‬
‫وألن الحكم الجزائي أقوى من الحكم المدني في الحجّية فال يجوز مناقضته‪.‬‬ ‫هذه الحجّية‪.‬‬

‫الحجية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أ) الحامة من‬
‫ـ الدعوى العمومية يسبقها التحقيق الوافي والمفصّل‪.‬‬
‫ـ نتائج التحقيق الجزائي أقرب إلى تحرّي الصواب نظ ًرا للسلطا الواسعة في التحقيق‪.‬‬
‫ـ ال يمكن السماح للقاضي المدني مناقشة الحكم الجزائي‪.‬‬
‫ـ الدعوى العمومية من النظام العام ترفع باسم المجتمع وحكمها حجّة مطلقة‪.‬‬
‫ـ تناقض األحكام أمر مكروه يعرض الحكم األخير للنقض طبقا للما ّدة ‪.6/211‬‬

‫الحجية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ب) شروط‬
‫يشترط في الحكم الجزائي الذي يجب التقيد به‪:‬‬
‫ـ أن يتض ّمن التحقيق في الفعل الذي يكون أساس الدعوى المدنية‪.‬‬
‫ـ أن يكون إثباته لهذا الفعل ضروريًا للفصل في الدعوى المدنية‪.‬‬
‫ـ أن يكون الحكم الجزائي نهائيًا وقطعيًا وصاد ًرا من الجهة المختصّة‪.‬‬

‫الحجية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫جـ) نطمق‬
‫يقتصر تقيد القاضي المدني بالحكم الجزائي على الوقائع التي أثبتها وكان فصله فيها ضروريا‪ .‬فهو‬
‫يتقيّد بهذه الوقائع من حيث ثبوتها وصحّتها وإسنادها للمتّهم وكل ما يؤدي إلى مساالته مدنيًا‪ ،‬دون التقيّد‬
‫بالتكييف القانوني الجنائي لهذه الوقائع نظ ًرا الختالفه عن التكييف المدني من حيث الموضوع والقانون‬
‫المطبّق‪ .‬فإذا قُتل شخص في حادث مرور وصدر حكم بالبرااة لعدم قابلية تكييف الفعل جنائيا‪ ،‬فال يتقيد‬
‫القاضي بالتكييف ّ‬
‫ألن التكييف المدني للفعل يؤسسه على الخطر وافتراض الخطأ طبقا لألمر‪ 02-73‬المؤرّخ‬
‫في ‪41‬يناير‪ 0373‬المع ّدل والمت ّمم بالقانون ‪ 40-88‬المؤرّخ في ‪03‬جويلية ‪.0388‬‬

‫الحجية‪ :‬يح ّدد نطاق الحجّية بإحدى حالتين فقد يصدر الحكم الجزائي باإلدانة أو بالبرااة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫د) كحمالت‬
‫‪ )1‬كحملة الحام بمإلدانة‪:‬‬
‫إذا صدر حكم الدعوى العمومية باإلدانة‪ ،‬تكون أحكام حجّيته كاآلتي‪:‬‬

‫‪82‬‬
‫‪1‬ـ عنصر الخطأ يكون ضروريًا في ك ّل األحوال فال إدانة بدونه‪:‬‬
‫ـ إذا أثبت الحكم الفعل وإسناده للمتّهم فعلى القاضي المدني التسليم بذلك وال يمكنه القول بعكس ذلك‪،‬‬
‫ّ‬
‫ألن كل خطأ جزائي هو خطأ مدني وليس العكس بالضرورة‪ .‬لكن يجوز للقاضي المدني تقسيم المسؤولية‬
‫بين المتهم والضحية أو غيره حتى ولو حصرها القاضي الجزائي في المتّهم‪.‬‬
‫‪ -‬قد ال تقوم المسؤولية المدنية رغم وجود الخطأ الجزائي وهذا في جرائم الخطر التي ليست جرائم‬
‫ضرر كالتشرّد والشروع في الجريمة‪.‬‬
‫‪ -‬على القاضي التقيد بالخطأ من حيث الجسامة إذا كان له أثر على المسؤولية الجزائية فالقتل الخطأ‬
‫ليس كالقتل العمد حيث تتغير درجة المسؤولية المدنية تبعا لذلك‪ .‬وال تتأثر إذا لم تتأثر درجة المسؤولية‬
‫الجزائية بدرجة الخطأ‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للوصف القانوني للخطأ يجب التقيّد به إذا كان له أثر على الدعوى المدنية‪ .‬فالضرب‬
‫والجرح العمدي يختلف عن الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة‪ .‬وخيانة األمانة تختلف عن السرقة‬
‫من حيث دعوى االسترداد‪ ،‬وسهولة اإلثبا ‪.‬‬
‫‪2‬ـ عنصر الضرر ال يكون ُمه ّما دائ ًما في الدعوى العمومية لذا يجوز للقاضي المدني الخروج ع ّما‬
‫ذهب إليه الحكم الجزائي بخصوص الضرر‪ ،‬إالّ إذا كان تعرّض الحكم له ضروريًا‪.‬‬
‫ضروري في‬ ‫فالضرر في مخالفا المرور مثالً ليس ضروريًا في إثبا المخالفة بينما ضرر المو‬
‫جريمة القتل‪.‬‬
‫ـ أ ّما العالقة السببية بين الخطأ والضرر فيقال عنها ما قيل بالنسبة للضرر‪.‬‬

‫‪ )2‬الحام بملبراءة‪:‬‬
‫يتقيّد القاضي المدني كذلك بحكم البرااة فيما أثبته م ّما يع ّد ضروريًا لقيامه‪ ،‬كعدم وقوع الفعل أو عدم‬
‫نسبته لمتهم أو انعدام مسؤوليته الجزائية لعدم كفاية األدلة أو الشك‪ .‬إالّ أنه ال يتقيد بالتكييف القانوني للفعل‬
‫ّ‬
‫ألن حكم البرااة ال يمنع من إعطاا الفعل تكييفا آخر‪ .‬وكذلك الحكم بانقضاا الدعوى المدنية والحكم بالبرااة‬
‫لوجود مانع من العقاب ال يحول دون المساالة المدنية‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫يترتّب عن اختيار الطريق المدني الذي هو الطريق العادي األصلي للدعوى المدنية سقوط حق‬
‫المدعي في االختيار وعدم جواز العودة إلى القضاا الجزائي‪ .‬الما ّدة ‪ 0/2‬ق إ ج لكن يشترط لسقوط هذا‬
‫الحق أن تكون الدعوى العمومية قد ُحرّكت قبل التجاا المدعي المدني إلى القضاا المدني‪.‬‬
‫يجوز للشخص العدول عن القضاا المدني من أجل العودة إلى القضاا الجزائي‪ ،‬بشرط أن تكون‬
‫النيابة العامة قد حرّكت الدعوى العمومية قبل الفصل النهائي في الدعوى المدنية‪(،‬الم‪5/2‬ق إ ج)‬

‫تنقضي الدعوى المدنية الناجمة عن الجريمة بأسباب معيّنة وترد على نطام االنقضاا بعض‬
‫االستثنااا ‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬أسبمب انقضمء الدعوى المدنية التبعية‪:‬‬


‫تخضع الدعوى المدنية سواا األصلية أو التبعية ألحكام االنقضاا في القانون المدني‪.‬‬

‫أ) التقمد ‪:‬‬


‫أن الدعوى المدنية تتقادم وفق أحكام القانون المدني‪ ،‬وتنص الما ّدة ‪ 607‬ق‬
‫تنصّ الما ّدة ‪ 01‬من ق إ ج ّ‬
‫بمقتضى أحكام جزائية واكتسبت قوة الشيا المقضي به‬ ‫المدنية التي صدر‬ ‫إ ج على أنّه تتقادم العقوبا‬
‫بصفة نهائية وفق قواعد التقادم المدني‪.‬‬
‫تُق ّدر الما ّدة ‪ 044‬من القانون المدني ُم ّدة تقادم دعوى التعويضبـ ‪ 02‬سنة من تاريخ وقوع الفعل الضار‪.‬‬

‫ب) التنمزل‪:‬‬
‫تنقضي الدعوى المدنية إذا تنازل المضرور عن الدعوى وعن حقه في التعويض في أيّة مرحلة كانت‬
‫عليها الدعوى‪ .‬والتنازل عن الدعوى ليس هو التخلي عن الخصومة وتركها أمام القضاا الجزائي‪ ،‬والذي ال‬
‫يمنع المضرور من إعادة رفعها أمام القضاا المدني‪ ،‬ولكن هو تنازل عن الحق في التعويض‪.‬‬

‫جـ) الحام النهمئي‪:‬‬


‫تنقضي الدعوى المدنية بصدور حكم نهائي يفصل فيها بشكل قطعي سواا أمام القضاا الجزائي أو‬
‫أمام القضاا المدني‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ثمنيًم‪ :‬استثنمءات انقضمء الدعوى المدنية التبعية‪:‬‬
‫وضع ال ُمشرّع الجزائري استثنا ًا على انقضاا الدعوى المدنية التبعية بالتقادم إذا كانت ناشئة عن‬
‫أنواع الجرائم المذكورة في الفقرة الثانية من الما ّدة ‪ 8‬مكرّر من ق إ ج ال تتقادم الدعوى المدني للمطالبة‬
‫والجمح الممذكورة في الفقرة أعاله‪ .‬وهي جرائم اإلرهاب‬ ‫بالتعويض عن الضرر الناجم عن الجنايا‬
‫والتخريب‪ ،‬والجرائم العابرة للحدود الوطنية والرشوة واختالس األموال العمومية‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫الباب الثاني‪:‬‬
‫مراحل الدعوى العمومية‬

‫تبدأ الدعوى العمومية بتحريكها من طرف النيابة العا ّمة‪ ،‬ويستم ّر سيرُها في سلسلة من اإلجرااا‬
‫إلى حين صدور الحكم البا الفاصل فيها‪ ،‬وهي يُمكن أن ت ُمر بالث مراحل كاآلتي‪:‬‬
‫ـ المركحلة األولى هي مركحلة التحقيق التمهيدي‪ :‬تُس ّمى مرحلة التحقيق األولي وهي مرحلة تمهيدية‬
‫قبل تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬الهدف منها هو االستقصاا عن الجريمة وجمع األدلة والعناصر الالزمة‬
‫للمتابعة الجزائية‪ ،‬وتُعرّف بأنها" التحري عن الجريمة والبحث عن مرتكبيها وجمع األدلة التي تثبت وقوعها‬
‫ونسبتها إليهم"‪ .‬ويختص بها جهاز الشرطة القضائية تحت إشراف وإدارة النيابة العا ّمة‪ .‬وقد نظّمت هذه‬
‫من قانون اإلجرااا الجزائية‪.‬‬ ‫مكرّر‪28‬‬
‫‪ُ 62‬‬ ‫المرحلة المواد من ‪ 00‬إلى ‪ ،58‬ومن ‪ 30‬إلى‬
‫ـ المركحلة الثمنية هي مركحلة التحقيق االبتدائي‪ :‬وهي مرحلة قضائية تسبق مرحلة المحاكمة‪ ،‬وتتمثل‬
‫في إجرااا تحقيق تُباشرها جهة قضائية مختصّة بالتحقيق هي قاضي التحقيق وغرفة االتهام‪ ،‬الهدف منها‬
‫البحث في مدى صحة االتهام بشأن واقعة جرمية‪ ،‬وذلك بفحص األدلة التي تُثبت أو تنفي الجريمة‪ ،‬أو تكشف‬
‫المجرم المتهم إذا لم يكن معروفًا‪ .‬وقد نُظمت هذه المرحلة بالمواد ‪ 66‬إلى ‪ 500‬من قانون اإلجرااا‬
‫الجزائية‪.‬‬
‫ـ المركحلة الثملثة هي مركحلة المحمكمة‪ :‬وتسمى أيضًا بمرحلة التحقيق النهائي‪ ،‬وهي مرحلة الفصل‬
‫في الدعوى العمومية‪ ،‬من طرف قضاة المحاكم الجزائية‪ ،‬عن طريق إصدار حُكم باإلدانة أو البرااة بعد‬
‫هذه المرحلة بحسب نوع الجريمة جناية أو جنحة أو مخالفة‪،‬‬ ‫محاكمة علنيّة وشفوية‪ .‬وتختلف إجرااا‬
‫وبحسب طبيعة المتهم إذا ما كان بال ًغا أم حدثًا‪ .‬وقد نُظمت هذه المرحلة بالمواد ‪ 505‬إلى ‪ 377‬من قانون‬
‫اإلجرااا الجزائية‪.‬‬
‫قد ت ُم ّر الدعوى العمومية بمرحلة واحدة فقط هي المحاكمة‪ ،‬وقد ت ُم ّر بمرحلتين هما التحقيق االبتدائي‬
‫والمحاكمة‪ ،‬أو التحقيق التمهيدي والمحاكمة‪ ،‬وقد تمر بجميع المراحل‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫التحقيق التمهيدي كمرحلة متهيدية للدعوى العمومية‪:‬‬

‫التحقيق التمهيدي (‪ )L'enquête‬هو أ ّول مرحلة إجرائية تتبع اكتشاف الجريمة أو التبليغ عنها‪ ،‬وتسبق‬
‫تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬يختصّ بها جهاز الشرطة القضائية تحت إدارة وإشراف النيابة العا ّمة‪ ،‬وتهدف‬
‫إلى تمكين النيابة العا ّمة من اتخاذ قرار بتحريك المتابعة الجزائية أو عدم المتابعة‪ ،‬وذلك استنادًا إلى ما ت ّم‬
‫جمعه من عناصر وأ ّدلة عن الجريمة‪ .‬أل ّن قيام النيابة العا ّمة بتوجيه االتهام إلى شخص ما عن طريق‬
‫الدعوى العمومية يؤدي حت ًما إلى المساس بالحرية الفردية‪.‬‬
‫تنصبّ الدراسة في هذا المبحث على‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التعريف بالتحقيق التمهيدي والجهاز المتختص به ( الشرطة القضائية)‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إجرااا التحقيق التمهيدي(سلطا الشرطة القضائية)‪.‬‬

‫أه ّمية كبيرة في توضيح القضية الجزائية وكشف حقيقة‬ ‫يُعتبر التحقيق التمهيدي مرحلة إجرائية ذا‬
‫الجريمة‪ ،‬وتحاط بمبادئ وضمانا تحفظ سرية التحقيق وفعاليته من جهة والحقوق والحريا األساسية‪.‬‬
‫نبيّن في هذا المطلب للتعريف بالتحقيق التمهيدي أو التحقيق األولي وطبيعة الجهاز المختص بهذا‬
‫التحقيق وهو الشرطة القضائية‪.‬‬

‫التي يكفلها‬ ‫ما المقصود بالتحقيق التمهيدي أو األول ي؟ وما هي خصائصه وما أهميته؟ وما الضمانا‬
‫القانون للشخص محل التحقيق؟‬

‫أ ّوالً‪ :‬مفهو التحقيق التمهيدي‪:‬‬


‫التحقيق التمهيدي هو نظام إجرائي شبه قضائي‪ ،‬يضطلع به جهاز الشرطة القضائية تحت إدارة‬
‫وإشراف النيابة(المواد ‪ُ 08 ،08 ،05‬مكرّر‪ 46 ،‬ق إ ج)‪ ،‬وتحت رقابة غرفة االتهام(المواد ‪ 500-516‬ق إ‬

‫‪87‬‬
‫المتعلّقة بها‪ ،‬وتكوين‬ ‫ج)‪ ،‬وظيفته البحث والتحري واالستدالل عن الجرائم ومرتكبيها وجمع كل المعلوما‬
‫ملف بذلك ليُمثل الما ّدة الالزمة لتحريك ال ّدعوى العمومية‪.‬‬
‫من قانون‬ ‫مكرّر‪28‬‬
‫ُ‬ ‫حيث يخضع هذا التحقيق من جانب مشروعيته وتنظيمه للمواد ‪ 00‬إلى ‪62‬‬
‫اإلجرااا الجزائية‪.‬‬
‫التقيق التمهيدي رجال الشرطة القضائية فتنصّ الما ّدة ‪ 05‬من ق إ ج على أنّه‬ ‫يتولى مباشرة إجرااا‬
‫وجمع األدلة عنها‬ ‫يُناط بالشرطة القضائية مه ّمة البحث والتحرّي عن الجرائم المقرّرة في قانون العقوبا‬
‫وعن ُمرتكبيها ما دام لم يُبدأ فيها بتحقيق قضائي‪.‬‬
‫وتنصّ الما ّدة ‪ 64‬على أنّه يقوم ضباط الشرطة القضائية وتحت رقابتهم أعوان الشرطة القضائية‬
‫وكيل الجمهورية وإما من تلقاا‬ ‫االبتدائية بمجرد علمهم بوقوع الجريمة إما بنا ًا على تعليما‬ ‫بالتحقيقا‬
‫أنفسهم‪.‬‬
‫كما يمكن اتخاذ كافة إجرااا الضبط القضائي في التحقيق التمهيدي من طرف النيابة العا ّمة بموجب‬
‫‪ ،0‬و‪ ،3‬ومثالها أحكام الما ّدة ‪ 26‬عندما تقرّر بأنه ترفع يد ضابط الشرطة القضائية عن‬ ‫الما ّدة ‪46‬الفقرا‬
‫التحقيق بوصول وكيل الجمهورية لمكان الحادث ‪ .‬ويقوم وكيل الجمهورية بإتمام جميع أعمال الضبط‬
‫القضائي المنصوص عليها في هذا الفصل‪.‬‬
‫التلبّس‪ ،‬حيث تكون‬ ‫األ ّولية العادية‪ ،‬وتحقيقا‬ ‫ينقسم التحقيق التمهيدي إلى نوعين هما‪ :‬التحقيقا‬
‫صالحيا الشرطة القضائية في هذه األخيرة أكثر من التحقيقا األ ّولية العادية‪ ،‬بسبب حالة التلبس‪.‬‬
‫وهذه التفرقة ُمه ّمة بالنسبة لتوزيع االختصاصا الشرطية عندما يتعلق األمر بجريمة ُمعيّنة حقيقية أو‬
‫ُمعيّنة أن تجزم بارتكاب‬ ‫أو تصريحا‬ ‫المختصّة يمكنها اعتمادًا على قرائن وعالما‬ ‫محتملة‪ .‬فالسلطا‬
‫جريمة ما دون أن يكون لديها ما يؤ ّكد تنفيذها الفعلي‪ .‬وعلى خالف ذلك فعندما يكون تحرك ال ُشرطة ليس‬
‫فإن عملها يُصنّف في مها ّم الضبط اإلداري‪ .‬فعندما يت ّم وضع تدابير تقنية‬
‫ُمستندًا إلى جريمة ارتكبت‪ّ ،‬‬
‫للمراقبة والحماية في مكان ما (مثل تغطية المكان بكامرة المراقبة بالفيديو) فهذا يدخل في الضبط اإلداري‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬أه ّمية التحقيق التمهيدي‪:‬‬


‫أ) تحديد مصير الدّعوى العمومية‪:‬‬
‫يُعتبر التحقيق التمهيدي هو األساس الذي تقوم عليه ال ّدعوى العمومية‪ّ ،‬‬
‫ألن هذه األخيرة مرتبطة‬
‫بالنتائج التي يتوصّل إليها في نهايته‪ .‬حيث بنا ًا على مضمون هذا التحقيق يقرّر وكيل الجمهورية إحالة‬
‫التحقيق أو يقرر حفظ الملف لعدم قابلية القضية لعرضها على القضاا‬ ‫الحكم أو جها‬ ‫الملف إلى جها‬
‫الجزائي او يقرّر اتخاذ اإلجرااا البديلة عن الدعوى العمومية‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫و التحقيق التمهيدي هو أقرب مرحلة من الجريمة من الناحية الزمنية والمكانية‪ ،‬وكثي ًرا ما يكون‬
‫التحري وضبط األدلة ُمجديًا في ‪ 38‬ساعة األولى من ارتكابها‪.‬‬

‫ب) تخفف العبء عن جهمز العدالة‪:‬‬


‫يُخفّف التحقيق التمهيدي العبا على قضاا التحقيق وقضاا الحكم‪ ،‬فهو يُغني عن التحقيق القضائي‬
‫التي ال يكون التحقيق االبتدائي فيها وجوبيًا‪ ،‬وهو يُجنّب قضاا الحكم من‬ ‫االبتدائي في الجنح والمخالفا‬
‫النظر في القضايا التي ليست من اختصاصه ‪ ،‬ويتالفى طرح قضايا على المحاكم بدون ركيزة قانونية وبدون‬
‫واقع يستند إليه‪ ،‬ألنّه على ضوا هذا التحقيق يكتشف وكيل الجمهورية ذلك ويحفظ الملف‪ ،‬فهو له دور كبير‬
‫في تقليص عدد القضايا الواردة إلى القضاا‪.‬‬

‫جـ) تنوير جهمت الحام والتحقيق بحقيقة الوقمئع وظروفهم ومالبسمتهم‪:‬‬


‫الواردة في محاضر‬ ‫يُبنى التحقيق القضائي االبتدائي والنهائي في غالب األحيان على ال ُمعطيا‬
‫الضبطية القضائية‪ ،‬وغالبًا ما يُعاد تأكيد هذه المعطيا أمام هذه الجها ‪.‬‬

‫د) ضممنة للمتّهمين‪:‬‬


‫متسرّعة كيدية أو مبنية على‬ ‫تعتبر هذه المرحلة ضمانة للمتّهمين تمنعهم من التعرّض لمحاكما‬
‫ضا يبني مرافعاته على ما ورد في المحاضر النّاجمة عن هذا التحقيق‪ ،‬فهي من‬
‫مجرّد الشك‪ .‬والمحامي أي ً‬
‫الوثائق األساسية التي يستعملها ال ُمحامي في الدفاع‪ ،‬وهذا رغم قيمة هذه المحاضر من حيث الح ّجية ناهيك‬
‫عن بعض المحاضر منها التي لها ح ّجية قوية‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬خصمئص التحقيق التمهيدي‪:‬‬


‫أ) مركز الشخص محل المتمبعة‪:‬‬
‫يعتبر الشخص محل التحقيق ُمجرّد مشتبه فيه وليس متّهما‪ ،‬أي هو الشخص الذي اجتمعت حوله‬
‫تن ّم على إمكانية ارتكابه الجريمة أو مساهمته فيها‪ ،‬م ّما يخ ّول لشرطة القضائية‬ ‫مجموعة قرائن وشبها‬
‫لصالح البحث عن حقيقة‬ ‫الجزائية أن تتخذ في مواجهته مجموعة من اإلجرااا‬ ‫طبقًا لقانون اإلجرااا‬
‫في هذه المرحلة غير وجاهية وال يتمتّع فيها المشتبه فيه بنفس الضمانا‬ ‫الجريمة‪ ،‬حيث تكون اإلجرااا‬
‫وحقوق الدفاع التي يتمتع بها المتهم‪ ،‬فال يمكنه االطالع على ملف التحقيق‪ ،‬والسلطا العمومية غير ُمطالبة‬
‫وال ملزمة وال ُمقيّدة بالتحقيق لفائدة الضحية أو المشتبه فيه‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫ب) عد استقاللية الجهة المخ ّولة بمبمشرة اإلجراءات‪:‬‬
‫ال تتمتّع الشرطة القضائية التي تتخذ اإلجرااا في مواجهة الشخص باالستقاللية التي تتمتّع بها الجهة‬
‫القضائية بموجب المواد ‪ 048‬و ‪ 038‬من الدستور‪ .‬فالشرطة القضائية من األمن الوطني واألمن العسكري‬
‫والدرك الوطني وغيرها تخضع في جهازها األصلي للسلطة الرئاسية ولتبعية اإلدارة واإلشراف للنيابة‬
‫العا ّمة وغرفة االتهام‪.‬‬
‫والشرطة القضائية ال تملك سلطة التصرّف في نتائج عملها بل ك ّل ما لها هو إحالة الملف إلى النيابة‬
‫العامة‪ ،‬بعكس األمر بالنسبة للجها القضائية‪.‬‬

‫سرية‪:‬‬
‫جـ) ال ّ‬
‫يتميز التحقيق األولي بال ّسرية مثل التحقيق االبتدائي‪ ،‬المادة ‪ 00‬من ق إ ج‪ .‬ما لم ينص القانون على‬
‫خالف ذلك ودون إضرار بحقوق الدفاع‪.‬‬
‫وكل شخص يساهم في هذه اإلجرااا ملزم بكتمان السر المهني بالشروط ال ُمبينة في قانون العقوبا‬
‫وتحت طائلة العقوبا المنصوص عليها فيه‪.‬‬
‫غير كاملة أو غير صحيحة أو لوضع ح ّد لإلخالل بالنظام العام‪،‬‬ ‫غير أنه تفاديًا النتشار معلوما‬
‫يجوز ل ُممثل النيابة العا ّمة أو لضابط الشرطة القضائية بعد الحصول على إذن مكتوب من وكيل الجمهورية‬
‫أن يُطلع الرأي العام على عناصر موضوعية مستخلصة من اإلجرااا ‪ ،‬على أالّ تتضمن أي تقييم لألعباا‬
‫المتمسك بها ضد األشخاص ال ُمتورطين‪ .‬وتُراعى في كل األحوال قرينة البرااة وحرمة الحياة الخاصة‪.‬‬

‫يكون للمشتبه فيه في هذه المرحلة مجموعة من الضمانا أثناا مرحلة التحقيق التمهيدي‪:‬‬
‫‪ )1‬وجود مرحلة التحرّي بما لها من أه ّمية بالنسبة للمشتبه فيه كما سبق ذكره أعاله‪.‬‬
‫‪ )2‬وجود محاضر التحقيق األولي وما لها من حجّية في المخالفا ‪ ،‬ولو كانت تُخذ على سبيل‬
‫االستدالل واالستئناس في في الجنح والجنايا وهذا من عيوب هذه المرحلة‪.‬‬
‫‪ )3‬التدوين ضمانة من ضياع األدلة أو نسيانها م ‪23 ، 08‬‬
‫‪ )4‬سرّية التحقيق تمنع اإلشاعا عن المشتبه به‪ ،‬وتضمن عدم إعاقة سير التحريا وكتمان األدلة‪.‬‬
‫تؤ ّكدها المواد ‪031 ،31 ،0،5/43 ،42 43 ،45 ،37‬من ال ّدستور‪ .‬ويدعمها‬ ‫‪ )5‬شرعية التحرّيا‬
‫ضمانة الرقابة المزدوجة على أعمال الشرطة القضائية من قبل النيابة العا ّمة وغرفة االتهام‪ ،‬م ّما يخفف من‬
‫تعرّضها للحقوق والحريا ‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫والجنح المتلبّس بها وعند المثول‬ ‫‪ )6‬حضور المحامي مع المشتبه فيه في التقديمة في الجنايا‬
‫الفوري‪.‬‬
‫تتعلّق بكرامته االنسانية ومنع‬ ‫‪ )7‬إذا كان المشتبه به ُمحتج ًزا فله مجموعة من الحقوق والضمانا‬
‫التعسف وبحقه في الدفاع‪ ،‬يت ّم ذكرها الحقًا‪.‬‬

‫يأخذ ُمصطلح الضبط القضائي معنيين‪ ،‬ينصرف األ ّول إلى وظيفة التحقيق والتحري عن الجريمة‬
‫وجمع أدلّتها والبحث عن المجرم‪ .‬وينصرف المعنى الثاني إلى جهاز الشرطة القضائية والذي يتك ّون من‬
‫ضبّاط وأعوان الشرطة القضائية‪.‬‬
‫ُمه ّمة جهاز الشرطة القضائية هو مباشرة التحقيقا التمهيدية تحت إدارة وإشراف النيابة العا ّمة‪.‬‬
‫كان الجهاز يسمى " الضبطية القضمئية " ث ّم ُع ّدلت تسميته ليُصبح " الشرطة القضمئية " عند تعديل‬
‫الجزائية في ‪ 57‬مارس ‪ 5107‬بموجب القانون ‪ .)1(17-07‬ولكن ت ّم استبدال التسمية في‬ ‫قانون اإلجرااا‬
‫بعض المواد‪ ،‬واحتُفظ بالتسمية القديمة في مواد أخرى من قانون اإلجرااا الجزائية‪.‬‬
‫يختلف الضبط القضمئي في وظيفته عن الضبط اإلداري الذي وظيفته حفظ األمن والنظام العام‬
‫والسكينة العمومية‪ ،‬بالتدخل قبل حدوث الجرائم‪ ،‬بمنعها وإزالة األسباب التي تؤ ّدي إليها‪ ،‬وذلك أثناا قيامهم‬
‫بدوريا المراقبة لألشخاص واألماكن المشبوهة‪.‬‬
‫أما الضبط القضائي فتبدأ وظيفته بعد وقوع الجريمة وإخفاق الضبط اإلداري في منعها‪ ،‬فيقومون تبعًا‬
‫لذلك بالبحث والتحري عن دالئل الجريمة حسب قانون العقوبا ‪ ،‬والكشف عن مرتكبيها وجمع كل‬
‫المعلوما وإعداد محاضر وإرسال ملف التحقيقا إلى وكيل الجمهورية ليتخذ بشأنها ما يراه مناسبًا‪.‬‬
‫ندرس في هذا الفرع تشيكل الشرطة القضائية ث ّم تنظيمها ومراقبتها ث ّم اختصاصها اإلقليمي‪.‬‬

‫تشمل الشرطة القضائية حسب الما ّدة ‪ 03‬من ق إ ج ثالث طوائف هي ضباط الشرطة القضائية‪،‬‬
‫وأعوان الضبط القضائي‪ ،‬والموظفون واألعوان المنوط بهم قانونًا بعض مهام الضبط القضائي‪ .‬حيث تشمل‬
‫كل طائفة فئا ُمح ّددة بيّنتها المواد ‪ 02‬إلى ‪ 58‬من ق إ ج‪.‬‬

‫(‪ )1‬ج ر عدد ‪ 51‬في‪ 53‬مارس ‪.5107‬‬


‫‪91‬‬
‫أ ّوالً‪ :‬ضبمط الشرطة القضمئية(ض ش ق ‪:)OPJ‬‬
‫مهام الضبط‬ ‫نصّت عليها الما ّدة ‪ 02‬من ق إ ج‪ ،‬حيث تُمارس هذه الفئا‬ ‫يتمتّع بهذه الصفة فئا‬
‫القضائي بمجرّد حمل الصفة‪ .‬ويمكن تقسمها إلى قسمين القسم األ ّول يحمل صفة ضابط الشرطة القضائية‬
‫بدون شروط‪ ،‬والقسم الثاني يحمل الصفة بدون شروط‪.‬‬

‫أ) ضبمط الشرطة القضمئية بدون شروط‪:‬‬


‫‪0‬ـ رؤساا المجالس الشعبية البلدية‪ ،‬ونصّت على ذلك أيضًا الما ّدة ‪ 35‬من قانون البلدية رقم ‪01-00‬‬
‫المؤرّخ في ‪ 55‬يونيو ‪.)1(5100‬‬
‫‪ -5‬ضباط الدرك الوطني‪.‬‬
‫‪ -4‬محافظو وضباط الشرطة لألمن الوطني‪.‬‬
‫‪ -3‬الموظفون التابعون لألسالك الخا ّ‬
‫صة للمراقبين‪.‬‬

‫ضبّمط الشرطة القضمئية بشروط‪:‬‬


‫ب) ُ‬
‫‪ -0‬ضباط الصف الذين أمضوا في سلك الدرك الوطني (‪ )4‬سنوا على األقل‪ ،‬وتم تعيينهم بموجب‬
‫قرار مشترك صادر عن وزير العدل‪ ،‬حافظ األختام‪ ،‬ووزير الدفاع الوطني‪ ،‬بعد موافقة لجنة خا ّ‬
‫صة‪.‬‬
‫على األقل بهذه الصفة والذين ت ّم‬ ‫‪ُ -5‬حفّاظ وأعوان الشرطة لألمن الوطني الذين أمضوا )‪(3‬سنوا‬
‫تعيينهم بقرار مشترك صادر عن وزير العدل ووزير الداخلية والجماعا المحلية‪ ،‬بعد موافقة لجنة خاصة‪.‬‬
‫ضبّاط الصف التابعين للمصالح العسكرية لألمن الذين ت ّم تعيينهم خصيصًا بموجب قرار‬
‫ضبّاط و ُ‬
‫‪ -4‬ال ُ‬
‫مشترك صادر عن وزير الدفاع الوطني ووزير العدل‪.‬‬
‫على األقل بهذه الصفة‬ ‫‪ -3‬الموظفون التابعون لألسالك الخا ّ‬
‫صة للمفتشين الذين أمضوا )‪(3‬سنوا‬
‫المحلية‪ ،‬بعد موافقة‬ ‫والذين ت ّم تعيينهم بقرار مشترك صادر عن وزير العدل ووزير الداخلية والجماعا‬
‫لجنة خا ّ‬
‫صة‪.‬‬
‫يُنظّم تكوين اللجنة المنصوص عليها في هذه الما ّدة وتسييرها بموجب مرسوم‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬أعوان الضبط القضمئي (أ ض ق ‪:)APJ‬‬


‫الذين ال يتمتعون بصفة ضابط شرطة قضائية ولم يشملهم القرار‬ ‫ينتمي لهذه الطائفة منتسبو الفئا‬
‫المشترك من موظفي مصملح الشرطة وذوي الرتب في الدرك الوطني ومستخدمي السلك العساري وذوي‬
‫الرتب في الشرطة البلدية‪ .‬يُساعدون ضابط الشرطة القضائية في مباشرة البحث والتحري عن الجرائم‪:‬‬

‫(‪ )1‬ج ر عدد ‪ 47‬في ‪ 4‬يوليو ‪.5100‬‬


‫‪92‬‬
‫أ) الفئمت المذكورة في الممدّة ‪ 19‬ق إ ج‪:‬‬
‫هم الذين ليست لهم صفة ضباط الشرطة القضائية ويتمثلون في‪:‬‬
‫‪0‬ـ موظفو مصالح الشرطة‪.‬‬
‫‪5‬ـ ذوو الرتب في الدرك الوطني والدركيون‬
‫‪ -4‬مستخدمو مصالح األمن العسكري‪.‬‬

‫ب) الفئمت المذكورة في الممدة ‪ 26‬من ق إ ج‪:‬‬


‫هم ذوو الرتب في الشرطة البلدية‪ ،‬الذين شملهم المرسوم التنفيذي ‪ 517-34‬المؤرّخ في‪15‬‬
‫سبتمبر‪ 0334‬المتض ّمن إنشاا سلك الشرطة البلدية‪ ،‬والحرس البلدي الذين أخذوا صفة شرطة بلدية بموجب‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 562-36‬المؤرخ في ‪ 14‬أو ‪ 0336‬المتض ّمن‪ ،‬وطبقًا للمادة ‪ 6‬منه أعطيت صفة أعوان‬
‫الضبط القضائي للحرس البلدي كذلك‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬األعوان والموظفون المالّفون ببعض مهم الضبط القضمئي‪:‬‬


‫منتسبو هذه الفئة لهم صفة أعوان الشرطة القضائية في البحث والتحري عن الجنح والمخالفا‬
‫المرتكبة في مجال تخ ّ‬
‫صصهم المهني فقط‪ ،‬حيث يمكنهم ضبط األشخاص في حالة التلبس واقتيادهم إلى‬
‫مركز الشرطة أو الدرك الوطني‪ ،‬ويُمكنهم االستعانة بالقوة العمومية‪.‬‬
‫أ) األصنمف المحدّدة في قمنون اإلجراءات الجزائية‪:‬‬
‫‪1‬ـ الموظفون واألعوان المتخصصون في الغمبمت‪( :‬الما ّدة ‪ 50‬ق إج) وهم موظفو وأعوان قطاع‬
‫واألراضي واستصالحها والصيد‪ ،‬يحررون‬ ‫من مهندسين وفنّيين ورؤساا أقسام في حماية الغابا‬ ‫الغابا‬
‫محاضر عن مخالفا قانون الغابا وتشريع الصيد ‪.‬‬
‫‪2‬ـ الوالّة‪( :‬الما ّدة ‪ 58‬ق إج) يحوزون الصفة فيما يخص بعض الجرائم الماسة بأمن الدولة ( المواد‬
‫‪ 65‬وما يليها من ق ع ) واألمر جوازي و ليس وجوبي‪ ،‬ويكون في حالة االستعجال‪ ،‬مع وجوب التزامه‬
‫بتبليغ وكيل الجمهورية في ‪ 38‬ساعة و يرسل له األوراق واألشخاص المضبوطين‪.‬‬

‫صة في إطمر الممدّة ‪ 27‬من ق إ ج‪:‬‬


‫ب) األصنمف ال ُمحدّدة بموجب قوانين خم ّ‬
‫‪1‬ـ مفتشو العمل‪ :‬بموجب الما ّدة ‪ 03‬من القانون ‪ 14/31‬المؤرخ في ‪ 16‬فيفري‪ 0331‬المتعلّق‬
‫باختصاصا مفتشية العمل‪.‬‬
‫‪2‬ـ أعوان الجممرك‪ :‬بموجب المواد‪ 21 ،35 ،30‬من قانون الجمارك‪ ،‬أمر ‪ 13-73‬المع ّدل والمت ّمم‬
‫بالقانون ‪ 01-38‬في ‪55‬أو ‪.0338‬‬
‫‪93‬‬
‫‪3‬ـ أعوان الصحة النبمتية بموجب الما ّدة ‪ 02‬من القانون ‪ 07-87‬في ‪10‬أو ‪ 0387‬المع ّدل والمت ّمم‪.‬‬
‫‪4‬ـ المهندسون ومهندسو األشغمل ورؤسمء المقمطعمت‪ :‬بموجب قانون تنظيم حركة المرور عبر‬
‫الطرق وسالمتها وأمنها رقم ‪ 13-10‬المؤرّخ في ‪03‬أو ‪ 5110‬المع ّدل والمت ّمم‪.‬‬
‫‪5‬ـ ُمفتشو الصيد البحري وكحراس الشواطئ حسب قانون الصيد البحري وتربية المائيا ‪00-10‬‬
‫المؤرّخ في ‪ 4‬يوليو ‪ 5110‬المع ّدل والمت ّمم‪.‬‬
‫‪6‬ـ شرطة الميمه طبقًا للقانون ‪ 05-12‬المؤرّخ في ‪3‬أو ‪.5112‬‬

‫الجزئية أنّه توضع الضبطية القضائية بدائرة‬ ‫تنص المادة ‪ 12‬الفقرة ‪ 2‬من قانون اإلجرااا‬
‫اختصاص كل مجلس قضائي تحت إشراف النائب العام‪ ،‬ويتولّى وكيل الجمهورية إدارتها على مستوى كل‬
‫المحكمة وذلك تحت رقابة غرفى االتهام‪.‬‬
‫فتنظيم الشرطة القضائية يتض ّمن اإلدارة واإلشراف والرقابة‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬إدارة الضبطية القضمئية‪:‬‬


‫يحتل وكيل الجمهورية مرك ًزا ها ًما في جهاز النيابة إذ يباشر الدعوى في دائرة اختصاص المحكمة‪،‬‬
‫لذلك خوله القانون مباشرة جملة من السلطا على الشرطة القضائية حيث نصّت الما ّدة ‪ 46‬ق إ ج ّ‬
‫أن وكيل‬
‫الجمهورية يتولّى إدارة الضبط القضائي‪ .‬حيث تكون تابعة لوكيل الجمهورية عناصر الشرطة القضائية في‬
‫كل مجموعة إقليمية من الدوائر الحضرية لألمن الوطني‪ ،‬وكل فرق الدرك الوطني‪.‬‬
‫ويمكن ذكر بعض مظاهر إدارة الشرطة القضائية من طرف وكيل الجمهورية من خالل المواد‪-05‬‬
‫‪26-25-20-33-35-46-08-07-06‬من ق إ ج‪:‬‬
‫‪ -0‬يعمل ضباط الشرطة القضائية تحت إدارة وكيل الجمهورية ويخبرونه دون تأخير عن الجرائن‬
‫التي يباشرونها بشأن الوقائع التي تكتسي طابعا جزائيا ويتلقون تعليماته‪ ،‬كما له أن يطلب منهم‬ ‫والتحريا‬
‫أية معلوما في هذا الشأن‪.‬‬
‫‪ -5‬في حالة الجناية أو الجنحة المتلبس بها وعند حضور وكيل الجمهورية لمكان الحادث بإمكان هذا‬
‫واتمامها بنفسه‪ ،‬كما يسوغ له أن يكلف ضابط الشرطة القضائية‬ ‫األخير أن يتولى مباشرة التحريا‬
‫بمواصلتها تحت إدارته‪.‬‬
‫المنصوص عليها قانونًا ال يجوز لضابط الشرطة القضائية تفتيش المساكن إال‬ ‫‪ -4‬في غير الحاال‬
‫بإذن مكتوب من وكيل الجمهورية‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ -3‬يخطر ضابط الشرطة القضائية وكيل الجمهورية فو ًرا وبأسرع الوسائل بكل توقيف للنظر ويطلع‬
‫على هوية األشخاص المحتجزين و أسباب إيقافهم‪ .‬ويراقب تدابير التوقيف للنظر وأماكنه‪.‬‬
‫تفتيش المساكن وأساليب التحري الخاصّة بإذن وكيل‬ ‫‪2‬ـ يتخذ ضابط الشرطة القضائية إجرااا‬
‫الجمهورية‪.‬‬
‫إذا تعلّق األمر بإحدى الجرائم التي تدخل في اختصاص القطب الوطني الجزائي االقتصادي المالي‪،‬‬
‫أو القطب المختص بجرائم اإلرهاب والجريمة المنظمة عبر الوطنية أو القطب الوطني المختصّ بالجرائم‬
‫المتصلة بتكنولوجيا االعالم واالتصال ّ‬
‫فإن الشرطة القضائية بقطع النظر عن ماكن تواج المحكمة التي‬
‫من وكيل الجمهورية التابع للقطب الوطني (أنظر المواد‬ ‫يتبعون دائرة اختصاصها فإنّهم يتلقون التعليما‬
‫‪ُ 500‬مكرّر‪ُ 500 ، 14‬مكرّر‪ُ 500 ،19‬مكرّر‪ 27‬ق إ ج)‪.‬‬
‫االختصاص اإلقليمي‬ ‫وكذلك إذا تعلّق األمر بإحدى الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة ذا‬
‫ال ُموسّع (القطب الجزائي الجهوي) ّ‬
‫فإن ضبّاط الشرطة القضائية لمكان ارتكاب الجريمة يتلقون التعليما من‬
‫وكيل الجمهورية التابع لهذه المحكمة (القطب الجهوي)‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬اإلشراف على الضبطية القضمئية‪:‬‬


‫يشرف النائب العام على الشرطة القضائية طبقا للقانون‪ .‬وتتمثل مظاهراالشراف في‪:‬‬
‫أ) مسك ملفمت الشرطة القضمئية(المواد ‪ُ 18‬ما ّرر و ‪ُ 18‬ما ّرر‪ 1‬ق إ ج)‪:‬‬
‫الشخصية الفردية لكل ضابط شرطة القضائية في دائرة اختصاصه‪،‬‬ ‫يتولى النائب العام مسك الملفا‬
‫باستثناا ضباط الشرطة القضائية التابعين للمصالح العسكرية لألمن والذين تمسك ملفاتهم من طرف وكالا‬
‫الجمهورية العسكريين المختصين إقليميًا‪ .‬ويتض ّمن الملف الشخصي لضباط الشرطة القضائية مجموعة من‬
‫كضابط شرطة‬ ‫الوثائق مثل قرار التعيين ومحضر أداا اليمين‪ ،‬ومحضر التنصيب‪ ،‬وكشف الخدما‬
‫قضائية‪ ،‬واستمارا التنقيط السنوية‪.‬‬

‫ب) تنقيط ضبمط الشرطة القضمئية(الممدّة ‪ُ 18‬ما ّرر ق إ ج)‪:‬‬


‫يمسك النائب العام بطاقا التنقيط السنوي لضباط الشرطة القضائية بنا ًا على تقرير وكيل الجمهورية‬
‫المختصين إقليميا في أجل أقصاه ‪ 40‬ديسمبر من كل السنة‪ .‬ويؤخذ التنقيط في الحسبان عند الترقية‪ .‬حيث‬
‫يستند التنقيط على تقييم مسارهم وأدائهم المهني من حيث االتضباط والمسؤولية والتحكم في اإلجرااا ‪،‬‬
‫وروح المبادرة والسلوك والهيئة والمعامال ‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫ثملثًم‪ :‬مراقبة أعممل الشرطة القضمئية (المواد ‪ 211- 216‬ق‪.‬ا ج)‪:‬‬
‫تراقب غرفة االتهام أعمال ضباط وأعوان الشرطة القضائية والموظفين واألعوان المنوطة بهم بعض‬
‫المنسوبة لهم في‬ ‫مهام الضبط القضائي طبقا للقانون‪ .‬حيث تنظر غرفة االتهام كهيئة تأديبية في االخالال‬
‫النيابة‪ ،‬أوعدم إخطار‬ ‫عملهم القضائي‪ ،‬مثل التهاون في أداا مهامهم‪ ،‬أو عدم االمتثال دون مبرر لتعليما‬
‫أو المساس بسرية التحقيق‪ .‬وهذا بقطع النظر عن اإلجرااا‬ ‫وكيل الجمهورية بالجرائم واإلجرااا‬
‫التأديبية المق ّررة في القوانين األساسية لمهنتهم اإلدارية‪ ،‬وقد تُحيل الغرفة الملف إلى النائب العام إذا كانت‬
‫المخالفة ذا طابع إجرامي فتتم متابعاتهم الجزائية عن األفعال المنسوبة لهم‬
‫يرفع أمر التأديب لغرفة االتهام إما من طرف النائب العام أو من طرف رئيس الغرفة أو من تلقاا‬
‫نفسها وهي بصدد النظر في القضايا المطروحة عليها‪.‬‬
‫المنسوبة لضباط الشرطة‬ ‫يخول لغرفة االتهام لمجلس قضاا الجزائر وحدها دراسة االخالال‬
‫القضائية التابعين للمصالح العسكرية لألمن‪.‬‬
‫ولضابط الشرطة القضائية الحق في االستعانة بمحام أو بأي شخص أخر يختاره أمام غرفة االتهام‪.‬‬
‫وله أن يطلب مهلة لتحضير دفاعه‪.‬‬
‫النائب العام وتفحص أوجه الدفاع التي يثيرها ضابط الشرطة القضائية‬ ‫تتلقى غرفة االتهام طلبا‬
‫ولها أن تقوم وتأمر إضافة لذلك بإجراا التحقيقا التي تراها الزمة‪.‬‬
‫تقدر غرفة االتهام جسامة الخطأ المنسوب لضابط الشرطة القضائية بالنظر إلى ظروف ارتكابه‬
‫اإليقاف‬ ‫وتقرر المالحظا والعقوبا المناسبة تبعا لذلك‪ ،‬كاإلنذار الشفوي أو الكتابي‪ ،‬والتوبيخ‪ ،‬أوعقوبا‬
‫المؤقت عن ممارسة مهام الشرطة القضائية‪ ،‬أو إسقاط صفة ضابط الشرطة القضائية نهائيا‪.‬‬
‫اإلدارية التي يتبعونها عن‬ ‫يت ّم تبليغ القرارا التي تصدرها غرفة االتهام إلى المعنيين وإلى السلطا‬
‫طريق النائب العام‪.‬‬

‫يتنوع االختصاص االقليمي للشرطة القضائية إلى نوعين هما االختصاص المحلي واالختصاص‬
‫الوطني‪ .‬وضابطه هو أن يقع في دائرة هذا االختصاص اإلقليمي مكان ارتكاب الجريمة أو أحد أفعالها إن‬
‫تعدد أفعالها‪ ،‬أو مكان إقامة المشتبه فيه أو أحد المشتبه فيهم إن تع ّددوا أومكان القبض عليه‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫أ ّوالً االختصمص المحلي‪:‬‬
‫أ) االختصمص المحلّي العمدي‪:‬‬
‫يمارس ضباط الشرطة القضائية اختصاصهم المحلّي في الحدود التي يباشرون فيها مهامهم العادية‬
‫(الم‪ 0/06‬ق إج)‪ ،‬فإذا كان ضابط الشرطة القضائية مفت ًشا في األمن الوطني مثالً‪ ،‬فهو يمارس مهامه‬
‫كشرطة قضائية في إقليم الدائرة الحضرية‪ ،‬حيث يوجد على سبيل المثال في بلدية سطيف ‪ 02‬دائرة‬
‫حضرية‪.‬‬
‫ويشمل االختصاص المحلّي لمحافظي وضباط الشرطة كل المجموعة السكنية العمرانية المقسّمة إلى‬
‫دوائر حضرية‪ ،‬والتي قد يكون إحداها هو مكان ممارسة الوظيفة العادية‪.‬‬

‫ب) امتداد االختصمص المحلّي العمدي‪:‬‬


‫ـ في حالة االستعجال يمت ّد اختصاصهم المحلي إلى كافة دائرة اختصاص المجلس القضائي الملحقين‬
‫به بشرط إخبار وكيل الجمهورية التابعين له(الم‪ 5/06‬ق إج)‪.‬‬
‫ـ في حالة االستعجال يمتد اختصاصهم المحلي إلى كافّة التراب الوطني(الم‪ 4/06‬ق إج) بطلب من‬
‫رجال القضاا المختصّين وبمساعدة (ض ش ق) للمجموعة السكنية مح ّل االمتداد‪ ،‬وبعد إخبار وكيل‬
‫الجمهورية التابعين له‪ .‬مثل التفتيش في أي ساعة من الليل أو النهار على امتداد التراب الوطني(الم ‪.)4/37‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬االختصمص الوطني‪:‬‬


‫يكون االختصاص االقليمي للشرطة القضائية وطنيًا في حالتين‪:‬‬
‫صفة(الم‪ 6/06‬ق إج)‪:‬‬
‫أ) بحسب ال ّ‬
‫وهي صفة ضباط الشرطة القضائية التابعين لمصالح األمن العسكري‪ ،‬وبعدما حصر القانون ‪17-07‬‬
‫مهامهم في جرائم أمن الدولة‪ ،‬جاا القانون ‪ 01-03‬يُعيد فتح اختصاصهم في كافّة أنواع الجرائم على مستوى‬
‫الوطن‪.‬‬

‫ب) بحسب خطورة الجريمة (الم ‪ 7،8/06‬ق إج)‬


‫إذا تعلّق التحقيق بجريمة اإلرهاب والجريمة ال ُمنظمة عبر الوطنية وتبييض األموال وجرائم‬
‫ال ُمخ ّدرا ‪ ،‬وجرائم اإلعالم اآللي وجرائم الصرف‪ ،‬وأضافت الما ّدة ‪ 53‬مكرّر من قانون مكافحة الفساد ‪-16‬‬
‫‪ 10‬جرائم الفساد مثل االختالس والرشوة وغيرها‪ .‬وأضاف قانون مكافحة التهريب ‪ 16-12‬بموجب الما ّدة‬
‫‪ 43‬منه جرائم التهريب‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫التي تهدف إلى البحث والتحرّي‬ ‫في مجموعة من اإلجرااا‬ ‫أو االختصاصا‬ ‫تتمثل هذه السلطا‬
‫عن الجريمة ومرتكبها‪ ،‬يباشرها رجال الشرطة القضائية قبل تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬بقصد التثبّت من‬
‫الذي تستند إليه النيابة في تحريك الدعوى‬ ‫عنها وتهيئة ملف التحريا‬ ‫وقوع الجريمة وجمع المعلوما‬
‫العمومية‪ .‬ويقومون بذلك تلقائيًا بمجرّد علمهم بالواقعة أو بنا ًاا على تعليما من وكيل الجمهورية‪.‬‬
‫التحري واالستدالل‬ ‫العادية في تحقيقا‬ ‫هما االختصاصا‬ ‫يت ّم التمييز بين نوعين من االختصاصا‬
‫(المواد‪ 64،08 ،07 ،4/05‬ق إ ج) واالختصاصا االستثنائية في تحقيقا التلبس واإلنابة القضائية (المواد‬
‫‪ 65-35‬ق إ ج)‪.‬‬

‫التلبّس‪ ،‬حيث يكون‬ ‫البحث التمهيدي في غير حاال‬ ‫التحري واالستدالل إجرااا‬ ‫يقصد يتحقيقا‬
‫عن الجريمة‪ ،‬حيث يمكن أن تتم هذه‬ ‫للشرطة القضائية فيها ع ّدة اختصاصا ‪ ،‬تهدف إلى جمع االستدالال‬
‫االستدالال بتحريا عادية‪ ،‬أو باستخدام أساليب التحري الخاصّة إذا تعلّق األمر ببعض الجرائم الخطيرة‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬تلقّي البالغمت والشاموى(الم‪)07‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬إخطمر وكيل الجمهورية بخبر وقوع الجريمة(الم‪)08‬‬

‫ثملثًم‪ :‬جمع األدلة(الم‪:)17‬‬


‫‪0‬ـ االنتقال إلى األماكن ومعاينتها‪،‬‬
‫‪5‬ـ تفتيش المساكن والمحالّ و ُمعاينتها وضبط األشياا (الم‪.)63‬‬
‫‪4‬ـ سماع األقوال المتمثلة في تصريحا الشاكي والمشكو منه والشهود والمبلّغين‪ ،‬كما يُمكنهم توجيه‬
‫نداا للجمهور قصد تلقي معلوما أو شهادا من شأنها مساعدتهم في التحريا الجارية(الم‪.)3/07‬‬

‫‪98‬‬
‫راي ًعم‪ :‬االستعمنة بوسمئل اإلعال ‪:‬‬
‫بناا على إذن مكتوب من وكيل الجمهورية المختص إقليميًا‪ ،‬في أن يطلبوا من أي عنوان أو لسان أو‬
‫سند إعالمي نشر إشعارا أو أوصاف أو صور تخصّ أشخاصًا يجري البحث عنهم أو متابعتهم‪.‬‬

‫سم‪ :‬االستعمنة بملق ّوة العمومية‪ ،‬في إحضار الشهود‪.‬‬


‫خمم ً‬

‫سم‪ :‬تحرير محمضر وإرسالها إلى وكيل الجمهورية ( أصل ‪ +‬نسختين) (الم‪.)08‬‬
‫سمد ً‬

‫سمب ًعم‪ :‬اكحتجمز األشخمص (الم‪ 62‬ق إ ج)‪:‬‬


‫أ) إجراءات التوقيف للنظر‪:‬‬
‫التحقيق اإلبتدائي ضابط الشرطة القضائية في غير حالة التلبّس أن يحتجزوا‬ ‫إذا دعت مقتضيا‬
‫أشخاصًا مشتبه فيهم ارتكاب الجريمة أو المساهمة فيها‪ ،‬وذلك بتوقيفهم للنّظر في مركز الشرطة أو الدرك‪.‬‬
‫يُخطر ضابط الشرطة القضائية وكيل الجمهورية فو ًرا وبأسرع الوسائل‪ ،‬بكل توقيف للنظر ويطلعه‬
‫على هوية األشخاص المحتجزين واألسباب التي أ ّد إلى إيقافهم‪.‬‬
‫يراقب وكيل الجمهورية تدابير التوقيف للنظر وأماكنه‪ .‬ويتفقد وكيل الجمهورية أماكن التوقيف للنظر‬
‫المنصوص على مسكها قانونا‬ ‫بصفة دورية في أي وقت لمعاينة ظروف التوقيف واإلطالع على السجال‬
‫والتي يمكن له أن يدون عليها مالحظاته‪.‬‬
‫يمكن تمديد المدة األصلية للتوقيف للنظر بإذن كتابي من وكيل الجمهورية المختص مدة ال تتجاوز ‪48‬‬
‫ساعة أخرى‪ ،‬أو بعد تقديم طلب التمديد إلى وكيل الجمهورية حيث يجوز له بعد فحص ملف التحقيق‬
‫واستجواب الشخص المقدم إليه قبل إنقضاا هذا األجل األصلي ‪.‬ويجوز لوكيل الجمهورية كذلك بصفة‬
‫استثنائية في إطار التحقيق التمهيدي تمديد التوقيف للنظر دون مثول الشخص أمامه إذا حالت دون ذلك‬
‫أسباب ج ّدية‪ ،‬ويكون التمديد بقرار ُمسبّب‪.‬‬

‫ب) شروط التوقيف للنظر‪:‬‬


‫ـ أن توجد ض ّد األشخاص المراد احتجازهم دالئل تحمل على اإلشتباه في إرتكابهم الجريمة أو‬
‫المساهمة فيها‪.‬‬
‫ـ أن تكون الجريمة محل التحرّيا جناية أو جنحة يقرر لها القانون عقوبة سالبة للحرية‪.‬‬
‫األولية أماكن لوضع‬ ‫مصالح الشرطة القضائية التي تباشر التحريا‬ ‫‪ -‬تُخ ّ‬
‫صص داخل مق ّرا‬
‫األشخاص الموقوفين للنظر حيث يجب أن تراعى في هذه األماكن مجموعة من الشروط تتعلّق بسالمة‬
‫‪99‬‬
‫الشخص الموقوف للنظر وكرامته وأمن محيطه‪ .‬فيجب أن تكون أماكن احتجاز المشتبه به ُمناسبة والئقة‬
‫بالكرامة اإلنسانية( مساحة المكانالتهوية‪ ،‬اإلنارة‪ ،‬النظافة…)‪ .‬وأن يت ّم الفصل بين البالغين واألحداث‪ ،‬وبين‬
‫النساا و الرجال‪ .‬ويجب أن يُعلّق في مكان ظاهر عند مدخل كل مركز من مراكز الشرطة القضائية الذي‬
‫يحتمل أن يتلقى أشخاص موقوفين للنظر لوح يكتب عليه بخط عريض وواضح األحكام الواردة في المواد‬
‫‪ 25 ،20‬و‪ 24‬ق ا ج وفي كل الحاال يجب أن يحاط الشخص المعني علما بحقوقه باللغة التي يفهمها‪.‬‬
‫‪ -‬يتعين عقب انتهاا المدة القانونية للتوقيف للنظر وبصفة تلقائية عرض الشخص الموقوف على‬
‫طبيب وفقا ألحكام المادة ‪ 2 ، 3/20‬ق‪.‬ا‪.‬ج‪ ،‬وفي حالة تنازل المعني عن هذا الحق يجب اإلشارة إلى ذلك من‬
‫طرف الطبيب الذي كلف فعال بفحصه‪.‬‬
‫‪ -‬تكون السجال الخاصة بالتوقيف للنظر مرقّمة وموقع عليها من طرف وكيل الجمهورية‪.‬‬
‫‪ -‬يتعيّن على مصالح الشرطة القضائية إبالغ وكيل الجمهورية المختص إقليميًا بموقع األماكن‬
‫المخصصة للتوقيف للنظر‪.‬‬
‫‪ -‬يجب على ضابط الشرطة القضائية إخباره بحقوقه المذكورة في الما ّدة ‪ 20‬مكر‪ ،1‬و يشار إلى ذلك‬
‫في محضر االستجواب‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يضع ض ش ق تحت تصرّفه كل وسيلة تم ّكنه من االتصال فورًا بعائلته‪ ،‬وزيارتهم له‪.‬‬
‫‪ -‬يجب بعد انتهاا م ّدة الحجز‪،‬إجراا فحص طبّي إذا طلبه المحتجز ويت ّم من طرف أي طبيب تابع‬
‫الطبية إلى الملف‪ .‬ويجوز أثناا االحتجاز أن‬ ‫لدائرة االختصاص أو يعينه ض ش ق وأن تضم الشهادا‬
‫يندب وكيل الجمهورية طبيبًا للفحص بطلب منه أو محاميه أو عائلته‪.‬‬
‫الرّاحة التي تخلّلت االستجواب‪ ،‬واليوم والساعة التي‬ ‫االستجواب وفترا‬ ‫‪ -‬يجب أن تذكر فترا‬
‫أطلق فيها سراحه أو قُدم فيها إلى القاضي المختص‪.‬‬
‫‪ -‬يجب ذكر أسباب االحتجاز في محضر االستجواب وفي السجل الخاص‪.‬‬

‫بعد التطور التكنولوجي الهائل الذي عرفه العالم وانعكاسه على أساليب وطرق ارتكاب الجريمة‪،‬‬
‫أصبحت األساليب الكالسيكية في التحري غير كافية لمواجهة الكثير من الجرائم الخطيرة‪ ،‬م ّما استلزم‬
‫تطوير النظم اإلجرائية لمواجهتها‪ ،‬باعتماد أساليب إجرائية غير عادية في التحرّي‪ ،‬تعتمد على الحيلة‬
‫واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬حيث تُس ّمى هذه األساليب اإلجرائية بأساليب التحرّي الخاصّة‪.‬‬
‫ُمراقبة سرّية لألشخاص في تحرّكاتهم وكالمهم ووسائلهم‪ ،‬لتسهيل تحصيل أدلّة‬ ‫وهي إجرااا‬
‫الجريمة وكشف ُمرتكبيها‪ ،‬تُستخد ُم في مجال اإلجرام الخطير وهو المرتبط باإلرهاب والجريمة ال ُمنظمة‬
‫‪111‬‬
‫عبر الحدود وتبييض األموال‪ ،‬وجرائم ال ُمخ ّدرا ‪ ،‬وجرائم اإلعالم اآللي وجرائم الصرف‪ ،‬وأضافت الما ّدة‬
‫‪ 53‬مكرّر من قانون مكافحة الفساد ‪ 10-16‬جرائم الفساد مثل االختالس والرشوة وغيرها‪ .‬وأضاف قانون‬
‫مكافحة التهريب ‪ 16-12‬بموجب الما ّدة ‪ 43‬منه جرائم التهريب‪.‬‬
‫األحياا ومكافحتها المؤرّخ في ‪ 40‬أغشت‬ ‫كما نصّ األمر ‪ 14-51‬ال ُمتعلق بالوقاية من عصابا‬
‫‪ )1( 5151‬بموجب الما ّدة ‪ 20‬منه أنّه يمكن اللجوا إلى أساليب التحري الخا ّ‬
‫صة من أجل تسهيل جمع األدلة‬
‫المتعلقة بجرائم عصابا األحياا‪.‬‬

‫هذه األساليب الخاصّة للتحرّي في فصل رابع استحدثه في‬ ‫نظّم ال ُمشرّع الجزائري شروط وكيفيا‬
‫الجزائية‪ ،‬بموجب القانون رقم ‪ 55-16‬ضمن المواد‬ ‫من قانون اإلجرااا‬ ‫الباب الثاني المتعلّق بالتحقيقا‬
‫‪ 62‬مكرر‪ 5‬إلى ‪ 62‬مكرّر‪ ،18‬وتمثّلت في‪:‬‬
‫مكرّر‪18‬‬ ‫ـ التسرّب في المواد ‪ 62‬مكرر‪ 11‬إلى ‪62‬‬
‫السلكية والالسلكية واإللكترونية وتسجيل‬ ‫ـ المراقبة اإللكترونية وتتمثل في اعتراض ال ُمراسال‬
‫األصوا ووبثها‪ .‬والتقاط الصور وتسجيلها وبثها‪ .‬في المواد ‪62‬مكرر‪ 2‬إلى‪62‬مكرّر‪.01‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬التس ّرب‪:‬‬


‫أ) مفهو التس ّرب‪:‬‬
‫التسرّب هو تسلل ضابط أو عون الشرطة القضائية إلى داخل العصابة اإلجرامية باختراقها‪ ،‬من أجل‬
‫ُمراقبة أعضائها ونشاطهم اإلجرامي وجمع األدلة عنهم‪ .‬عرّفته الما ّدة ‪ 62‬مكرر‪ 05‬بأنّه قيام ضابط أو عون‬
‫الشرطة القضائية تحت مسؤولية ضابط الشرطة القضائية المكلّف بتنسيق العملية بمراقبة األشخاص المشتبه‬
‫ُ‬
‫حيث يسمح لضابط‬ ‫في ارتكابهم جناية أو جنحة‪ ،‬وذلك بإيهامهم بأنه فاعل معهم أو شريك لهم أو خاف‪.‬‬
‫الشرطة القضائ ية أن يستعمل لهذا الغرض هوية مستعارة وأن يقوم بارتكاب إحدى الجرائم المنصوصة‬
‫بالما ّدة ‪ 62‬مكرّر‪.03‬‬

‫ب) شروط التس ّرب‪:‬‬


‫تتمثل في شروط الترخيص وشروط التنفيذ‬
‫‪ )1‬صدور اإلذن بالتسرّب ورقابة وكيل الجمهورية أثناا التحرّي واإلستدالل‪ .‬يكون اإلذن مكتوبًا‬
‫و ُمسبّبًا يُذكر فيه نوع الجريمة وهويّة ضابط الشرطة القضائية المسؤول عن العملية‪ .‬و ُم ّدة اإلجراا‬
‫و ُمبرّرا استخدامه‪ .‬ويودع اإلذن في ملف اإلجرااا بعد اإلنتهاا من عملية التسرّب‪.‬‬

‫(‪ )1‬ج ر عدد ‪ 20‬بتاريخ ‪ 40‬غشت ‪.5151‬‬


‫‪111‬‬
‫‪ )2‬م ّدة اإلجراا ال تتجاوز ‪ 3‬أشهر قابلة للتجديد ضمن نفس الشروط‪ .‬مع إمكانية التمديد االضطراري‬
‫التلقائي بشرط اإلخطار وال ُم ّدة‪ ،‬أوالتمديد اإلضطراري المر ّخص بشرط الم ّدة فقط‪.‬‬
‫‪ )3‬أن يكون ُمنفّذ العملية ضابطًا للشرطة القضائية أو عونًا للشرطة القضائية‪ُ ،‬مؤهّلين لمثل هذه‬
‫العمليا ويمكن أن يستعين ب ُمساعدين يُس ّخرهم لهذا الغرض(الم ‪62‬مكرّر‪.)03‬‬
‫‪ )4‬أن يت ّم التنفيذ تحت مسؤولية الضابط ُمنسق العملية الذي يؤطّرها ويُحرّر تقريرًا عن عناصرها‬
‫ويحمي ال ُمتسرّب واألشخاص ال ُمساعدين (المواد ‪ 62‬مكرر‪ 05‬و‪ 62‬مكرر‪ 04‬ق إ ج )‪.‬‬
‫‪ )5‬منع التحريض البوليسي‪ :‬ال يجوز أن يشكل عمل الضابط أو العون المتسرّب تحريضًا على‬
‫ارتكاب جرائم من طرف األشخاص المراقبين أثناا عملية التسرّب(الم ‪62‬مكرّر‪.)03‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬أسلوب المراقبة اإللاترونية‪:‬‬


‫األشخاص‬ ‫ال ُموجهة للتطفل والتجسس على تحرّكا‬ ‫يُقصد بال ُمراقبة اإللكترونية‪ ،‬تلك اإلجرااا‬
‫وكالمهم في األماكن الخاصّة أو العمومية باستعمال الوسائل التقنية‪ ،‬وذلك بهدف الكشف عن الجريمة‬
‫وأدلتها‪ .‬نظمها قانون اإلجرااا الجزائية في المواد ‪ُ 62‬مكرّر‪ 2‬إلى ‪ُ 62‬مكرّر‪.)01‬‬
‫تشمل المراقبة اإللكترونية ثالثة أنواع هي ‪0‬ـ التنصّت على األحاديث الخاصّة والسرّية للمشتبه فيهم‬
‫في األماكن الخاصة أوالعمومية وتسجيلها ونقلها‪5 ،‬ـ التقاط وتسجيل ونقل صور األشخاص في األماكن‬
‫الخاصّة‪4 ،‬ـ اعتراض اتصاالتهم واإلتصاال اإللكترونية‪.‬‬

‫أ) أنواع أسمليب المراقبة اإللاترونية‪:‬‬


‫‪ُ )1‬مراقبة األكحمديث ال ُمبمشرة بملتقمط األصوات‪:‬‬
‫هو التنصّت على األحاديث الخاصّة والسرّية للمشتبه فيهم أو المتهمين في األماكن الخاصة أو‬
‫العمومية وتسجيلها ونقلها‪ ،‬أي استراق السمع ألحاديث شفوية خاصّة أو السرية للشخص مع نفسه أو مع‬
‫غيره بواسطة أجهزة إلكترونية عن طريق التقاطها أو نقلها أو تسجيلها‪.‬‬

‫‪ )2‬مراقبة اإلتصمالت بمعتراض المراسالت السلاية والالسلاية واإللاترونية‪:‬‬


‫يت ّم بواسطتها التقاط المكالمة أو فحوى اإلتصال ونقله أو تسجيله‪.‬‬
‫اإللكترونية بأنّه إدخال تدابير تقنية ُممغنطة في خط أحد ال ُمشتركين‬ ‫ويُعرّف اعتراض المراسال‬
‫عن طريق البحث عن مصدر اإلتصال من خالل عنوان )‪ (IP‬في جهاز الحاسب اآللي‬ ‫لتسجيل المكالما‬

‫‪112‬‬
‫اإللكترونية عبر‬ ‫الذي يجري منه اإلتصال بالموقع‪ ،‬وقد نظّم ال ُمشرّع الجزائري مراقبة اإلتصاال‬
‫اإلنترنت‪ ،‬في قانون الوقاية من جرائم تكنولوجيا اإلعالم واإلتصال ومكافحتها‪.)1(13-13‬‬

‫‪ )3‬المراقبة البصرية بملتصوير الخفي‪:‬‬


‫تُستخدم لتحديد مكان الشخص وتصرّفاته دون علمه‪ ،‬حيث يُسجّل رجل الضبط القضائي ُخفيةً وقائع‬
‫تدور في مكان خاص عن طريق التصوير ثم يقوم باستخالص أدلّة ارتكاب الجريمة محل التحقيق‪ .‬عرّفتها‬
‫الم ‪ُ 62‬مكرّر‪ 5‬ق إ ج بأنّها التقاط أو تسجيل أو نقل صورة شخص في مكان خاص دون موافقة المعنيين‪،‬‬
‫باستعمال أيّة تقنية كانت وذلك إذا اقتضته ضرورا التحقيق‪.‬‬

‫ب) شروط المراقبة اإللاترونية‪:‬‬


‫يُخضع ال ُمشرّع الجزائري كل أنواع المراقبة اإللكترونية لشروط تتعلق بترخيص اإلجراا وتنفيذه‪.‬‬
‫‪0‬ـ أن يكون الفعل موضوع اإلجراا جريمة من الجرائم الخطيرة المذكورة أعاله‪.‬‬
‫‪5‬ـ أن تتوفر ُمقتضيا وضرورا التحرّي والتحقيق في إظهار حقيقة الجريمة‪.‬‬
‫‪4‬ـ أن يكون الشخص المراقب له ارتباط بالجريمة بصفته شاهدًا أو ُمشتبهًا به مع ُمراعاة السر المهني‪.‬‬
‫‪3‬ـ أن يُصدر وكيل الجمهورية اإلذن بالمراقبة‪ ،‬ببيانا إسم القاضي‪ ،‬و ض ش ق‪ ،‬والشخص المراقب‬
‫والجريمة‪ ،‬ونوع المراقبة والطريقة والمكان والزمان‪...‬‬
‫‪2‬ـ ُم ّدة اإلذن بالمراقبة أقصاها أربع (‪ )3‬أشهر قابلة للتجديد‪.‬‬
‫‪6‬ـ التقيّد بمضمون اإلذن‪ ،‬ومنع تحويل اإلجرااا باستعمال الدليل ال ُمستمد منها خارج الموضوع‪.‬‬
‫‪7‬ـ تحرير محاضر المراقبة ال ُمتمثّلة في محضر العمليا ومحضر النسخ والوصف‪.‬‬

‫)‪ (1‬القانون رقم‪ 13-13‬المـؤرّخ فــي ‪ 12‬غشت ‪ 5113‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 37‬بتاريخ في ‪ 06‬غشت ‪.5113‬‬
‫‪113‬‬
‫استثنائية في حالة الجريمة المتلبس‬ ‫منح المشرع لضباط الشرطة القضائية دون األعوان سلطا‬
‫التحقيق التي هي أصالً من اختصاص قاضي‬ ‫بها(الما ّدة‪ 4/07‬ق إ ج) وذلك بمباشرة بعض إجرااا‬
‫التحقيق‪ .‬فقد رأى المشرع أنه من الضروري تخويل ضباط الشرطة القضائية القيام ببعض إجرااا التحقيق‬
‫في انتظار وصول خبر وقوع الجريمة إلى علم جهة التحقيق‪ ،‬خشية أن تضيع المصلحة من اتخاذ بعض هذه‬
‫للمحافظة على أدلة الجريمة المرتكبة في‬ ‫األعمال في وقتها المالئم ومن ث ّم اإلسراع في اتخاذ اإلجرااا‬
‫حالة التلبس حتى ال تطمس أو يتالعب بها‪ ،‬والقبض الفوري على المشتبه فيه قبل مغادرته مسرح الجريمة‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬تعريف كحملة التلبس‪:‬‬


‫ـ التلبس هو المعاصرة والتقارب بين لحظة ارتكاب الجريمة ولحظة اكتشافها‪ ،‬وهو حالةموضوعية‬
‫تالزم الجريمة نفسها ال شخص مرتكبها‪ ،‬إذ يكفي المشاهدة الفعلية للجريمة حال ارتكابها من طرف ضابط‬
‫الشرطة القضائية أو بعد ارتكابها ببرهة يسيرة م ّما يجعل أدلتها ظاهرة ولذلك تسمى الجرم المشهود‪.‬‬
‫التلبس في المادة ‪ 41‬من ق إ ج وأوجب توافر شروط معينة‪ ،‬حتى ترتب‬ ‫وقد حصر المشرع حاال‬
‫اإلجرااا آثارًا صحيحة تتعلق أساسا بالسلطا المخولة لضابط الشرطة القضائية‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬صور كحملة التلبّس ‪ 41‬ق إ ج‪:‬‬


‫حسب المادة ‪ 41‬ق إ ج توصف الجناية أو الجنحة بأنّها في حالة تلبس‪:‬‬
‫‪0‬ـ إذا كانت مرتكبة في الحال أي مشاهدة الجريمة حال ارتكابها حيث تكون آنية يمكن توقيف مرتكبها‬
‫مثل واقعة الطعن بالخنجر أو إطالق النار‪.‬‬
‫‪5‬ـ ت ّم مشاهدة الجريمة عقب ارتكابها‪ .‬مثل مشاهدة السارق يخرج من البيت محل السرة‪ ،‬أو مشاهدة‬
‫القاتل وهو يحمل السالح بعد ارتكاب القتل‪.‬‬
‫‪4‬ـ كما تعتبر الجناية أو الجنحة متلبسا بها إذا كان الشخص المشتبه في ارتكابه إياها في وقت قريب‬
‫جدا من وقت وقوع الجريمة قد تبعه العامة بالصياح‬
‫‪3‬ـ أو وجد في حيازته أشياا أو آثار أو دالئل تدعو إلى افتراض مساهمته في الجناية أو الجنحة‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪2‬ـ وتتسم بصفة التلبس في جناية أو جنحة وقعت ولو في غير الظروف المنصوص عليها في الفقرتين‬
‫السابقتين‪ ،‬إذا قد ارتكبت في منزل وكشف صاحب المنزل عنها عقب وقوعها وبادر في الحال باستدعاا أحد‬
‫ضباط الشرطة القضائية إلثباتها‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬شروط اعتبمر الجريمة في كحملة تلبّس‪:‬‬


‫أ) قيم كحملة التلبس‪:‬‬
‫في إحدى صورها المح ّددة على سبيل الحصر بالقانون فال يجوز التوسع في تديرها أو القياس فيها‪.‬‬

‫ب) أن ياون اكتشمف التلبس سمبقًم على اإلجراء‪.‬‬


‫ألن قيام حالة التلبس هي التي تمكن ضابط الشرطة القضائية من ممارسة هذه اإلجرااا ‪ ،‬فال بد وفي‬
‫حالة اتخاذ أي إجراا سابق على قيام وثبو حالة التلبس يعتبر إجراا غير مشروع وباطل‪.‬‬

‫جـ) وقوف ضمبط الشرطة القضمئية على كحملة التلبس‪.‬‬


‫يجب أن يكشف ضابط الشرطة القضائية الجريمة ويتحقق منها بنفسه بمشاهدتها أو إدراكها بإحدى‬
‫حواسه ‪،‬ال أن يتلقى خبر وقوعها من الغير ‪.‬وبالتالي ال يجوز إثبا حالة التلبس بشهادة الشهود بل بمشاهدة‬
‫ضابط الشرطة القضائية إما مباشرة أو عقب انتقاله إلى مكان الجريمة فيكتشف آثارها‪.‬‬

‫د) اكتشمف كحملة التلبس بطريق مشروع‪:‬‬


‫يجب أن يكون اكتشاف ضابط الشرطة القضائية لحالة التلبس قد ت ّم بطريق مشروع ‪.‬كأن يشاهدها‬
‫عرضًا أثناا قيامه بواجباته في جريمة ما ثم يفاجئ بحالة التلبس بجريمة أخرى كحيازة مادة مخدرة أو‬
‫قيام حالة التلبس بطريق التجسس من‬ ‫سالح غير مرخص به‪ .‬فال يجوز لضابط الشرطة القضائية إثبا‬
‫خالل ثقوب األبواب الخاصة للمساكن‪ ،‬أو اقتحام المسكن في غير األحوال التي يسمح بها القانون ‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫التلبس وبشروط صحيحة جاز لضابط الشرطة القضائية اتخاذ إجرااا‬ ‫إذا قامت حالة من حاال‬
‫التحقيق االبتدائي التي قد تمس بحقوق وحرية‬ ‫البحث والتحري واالستدالل‪ ،‬إلى جانب بعض إجرااا‬
‫المشتبه فيه منحت لضابط الشرطة القضائية بصفة استثنائية‪.‬‬
‫هي نفسها سواا في الجناية أو الجنحة التي يتأ ّكد رجال ض ق ّ‬
‫بأن عقوبتها الحبس م‬ ‫اإلجرااا‬
‫م ّما يد ّل على عدم جواز‬ ‫فلم ينص القانون على اتخاذ هذه اإلجرااا‬ ‫‪35‬ـ‪ 22‬ق إ ج‪ ،‬أ ّما في المخالفا‬
‫اتخاذها في المخالفا ‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬إجراءات التحقيق الوجوبية‪:‬‬


‫أ) إخطمر وكيل الجمهورية بوقوع الجريمة ‪:‬‬
‫وهو التابع له إقليميا فورا مع تبيان زمان ومكان وقوعها وكل التفاصيل األولية المتعلقة بها‪.‬‬

‫ب) االنتقمل فو ًرا إلى مامن وقوع الجريمة‪:‬‬


‫ينتقل ضابط الشرطة القضائية فورا وبدون تر ّدد أو تمهّل إلى مسرح الجريمة من أجل القيام‬
‫حالة الجريمة‪ ،‬ووصف مكان الجريمة واألشياا والوسائل التي استخدمت في ارتكاب‬ ‫وإثبا‬ ‫بالمعاينا‬
‫التي يكون قد تعرض لها‪ ،‬وأوصاف‬ ‫الجريمة وحالة المجني عليه‪ ،‬حيا أو ميتا‪ ،‬ودرجة وعيه‪ ،‬واإلصابا‬
‫الجثة إن كان المجني عليه ميتا‪.‬‬

‫جـ) المحمفظة على كحملة مامن الجريمة وآثمرهم‪:‬‬


‫أن يمنع ضابط الشرطة القضائية أي شخص ال عالقة له بالتحقيق من االقتراب من المكان خشية تغيير‬
‫أماكن الجريمة ونقل األشياا من المكان الذي ُوجد فيه‪ ،‬ويضع األختام على األماكن التي بها آثار أو أشياا‬
‫السالمة‬ ‫تفيد التحقيق في الكشف عن الحقيقة ويستثنى من هذا المنع التغيير أو نقل ونزع األشياا لتداعيا‬
‫والصحة العمومية أو ستلزمها معالجة المجني عليه المصاب‪ ،‬وتحرير محضر تغيير الحالة ومحضر طمس‬
‫آثار الجريمة‪.‬‬

‫د) عرض األشيمء المضبوطة على المشتبه بهم‪:‬‬


‫تفيد‬ ‫وأدوا‬ ‫على ضابط الشرطة القضائية ضبط كل ما له عالقة بالجريمة من أشياا ومستندا‬
‫التحقيق في إظهار الحقيقة وعرضها على المشتبه فيهم‬
‫للتعرف عليها ومعرفة ما إذا كانت لها صلة بالجريمة أم ال‪ .‬وتحرير محضر ضبط األشياا‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫هـ) تحرير محضر التحقيق‪:‬‬
‫بحيث يجب على ضابط الشرطة القضائية تحرير محضر في الحال يتضمن هذا المحضر كل‬
‫واألعمال التي قام بها وترقم صفحاته ويؤشر على كل صفحة ويتم التوقيع عليه ثم يرسل إلى‬ ‫اإلجرااا‬
‫وكيل الجمهورية ‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬إجراءات التحقيق الجوازية‪:‬‬


‫أ) االستيقمف بغرض تحقيق اله ّوية (الم ‪ 21‬ق إ ج)‪:‬‬
‫التعرض إلى الشخص في الطريق وطلب توقفه بغرض التحقق والتأكد من هويته فقط إذا كان هناك‬
‫شك في أمره‪.‬‬

‫ب) ضبط المشتبه فيه واقتيمده إلى أقرب مركز شرطة أو درك‪:‬‬
‫الالزمة في شأن الواقعة المنسوبة إليه ‪ (.‬المادة‪ 61‬ق إ ج)‬ ‫بغرض الحصول منه على اإليضاحا‬
‫واإلجراا مقرر لعامة الناس ولرجال الشرطة بصفة خا ّ‬
‫صة‪.‬‬

‫جـ) منع األشخمص من مبمركحة مامن الجريمة (الم ‪ 0/21‬ق إ ج)‪:‬‬


‫يجوز لضابط الشرطة القضائية منع أي شخص من مبارحة مكان الجريمة إلى حين االنتهاا من إجراا‬
‫األولية التي يتطلبها الوضع‪ ،‬وال يجوز أن يتجاوز هذا المنع المدة الالزمة لسماع أقواله بشأن‬ ‫التحريا‬
‫الواقعة وتحرير المحضر‪ .‬وعدم امتثال الشخص لهذا الجراا يُعرّضه لعقوبة الحبس لمدة ال تتجاوز ‪ 10‬أيام‬
‫وبغرامة ‪500‬دج‪.‬مع تحرير محضر عدم االمتثال ألمرعدم المبارحة‪.‬‬

‫د) التحفّظ على المشتبه فيه وتقديمه إلى وكيل الجمهورية (الم‪:)3/20‬‬
‫إذا قامت ضد المشتبه فيه دالئل قوية ومتماسكة من شأنها التدليل على مساهمته في الجريمة‪ ،‬جاز‬
‫لضابط الشرطة القضائية التحفظ عليه ووضعه رهن التوقيف للنظر في انتظار تقديمه إلى وكيل الجمهورية‬
‫ومعنى هذا اإلجراا هو اإلمساك بالمشتبه فيه وسلب حريته لمدة حددها القانون ب‪ 38‬ساعة قابلة للتجديد‬
‫مرّة واحدة بإذن مكتوب من وكيل الجمهورية‪ ،‬وتضاعف م ّدة التمديد بحسب نوع الجريمة من مرّة إلى‬
‫خمس مرّا ‪ .‬ففي جرائم أمن ال ّدولة‪ ،‬والجرائم اإلرهابية والتخريبية تصل إلى ‪ 05‬يو ًما‪.‬‬
‫وهو يختلف عن القبض المنصوص عليه في الما ّدة ‪ 051‬من إجرااا التحقيق االبتدائي‪.‬‬

‫هـ) االستعمنة بملخبراء الفنّيين‪:‬‬


‫وهم خبراا مؤهلين لمعاينة حاال ال تحتمل التأخير‪ ،‬وإبداا رأيهم‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫و) تفتيش األممكن دون إذن صمكحبهم‪:‬‬
‫يجوز لضابط الشرطة القضائية بغرض الوصول إلى الحقيقة‪ ،‬تفتيش مساكن المشتبه فيهم أو مسكن أو‬
‫محل كل شخص يحتمل أنه ساهم في الجريمة‪ .‬أو شخص يحتمل أنه يحوز أوراقا أو أشياا أو مستندا‬
‫تتعلق بالجريمة‪ .‬أو مسكن أو محل شخص بناا على رضا مكتوب وصريح منه‪.‬‬
‫ويشترط في التفتيش حصول ض ش ق على إذن بالتفتيش صادر من وكيل الجمهورية مع استظهاره‬
‫قبل الشروع في عملية التفتيش وأن يجرى التفتيش بحضور صاحب المسكن‪ ،‬وإذا تعذر حضوره وجب‬
‫تعيين ممثل له‪ ،‬وإذا تعذر ذلك يُعين شاهدين وال يشترط هذا الشرط في جرائم المخدرا والجريمة المنظمة‬
‫وجرائم تبييض األموال واإلرهاب‬ ‫عبر الحدود الوطنية والجرائم الماسة بأنظمة المعالجة اآللية للمعطيا‬
‫والجرائم المتعلقة بالتشريع الخاص بالصرف‪ ،‬مع الحفاظ على الس ّر المهني ‪.‬‬
‫ويجب أن يت ّم التفتيش بعد الساعة الخامسة صباحا وقبل الساعة الثامنة مساا ‪.‬ويجوز التفتيش في‬
‫أوقا النهار أو الليل‪ .‬في الجرائم الخطيرة المذكورة أعاله‪ ،‬أو في غيرها إذا طلب صاحب المنزل ذلك‪ ،‬أو‬
‫إذا سمعت ندااا ووجهت من داخل المسكن‪ ،‬أو داخل فندق أو منزل مفروش أو فندق عائلي أو محل لبيع‬
‫المشروبا أو ناد أو مرقص أو أماكن المشاهدة العامة و ُملحقاتها‪ ،‬وفي أي مكان مفتوح للجمهور‪ ،‬إذا ثبت‬
‫أن أشخاصا يستقبلون فيه عادة للقيام بأعمال ال أخالقية‪.‬‬

‫ن) تفتيش الشخص المشتبه فيه‪:‬‬


‫يكون ذلك بالبحث والتنقيب في جسمه ومالبسه للعثور وضبط كل ما يفيد في إظهار الحقيقة‪ .‬والمشرع‬
‫لم ينظم أحكام تفتيش األشخاص في) ق‪.‬إ‪.‬ج(إال أنه جائز في حالة القبض على المشتبه فيه وفي حالة تفتيش‬
‫مسكن أو محل إذا قامت ضد الشخص أثناا تفتيش المسكن قرائن قوية تدل على أنه يخفي معه أشياا تفيد في‬
‫كشف الحقيقة‪ .‬ويجب أن يراعى في تفتيش الشخص أال يكون فيه مساس بشرفه أو كرامته أو منافاة لآلداب‬
‫العامة‪ .‬وإذا تعلق األمر بتفتيش أنثى‪ ،‬فيجب أن يتم التفتيش من طرف أنثى يعينها ضابط الشرطة القضائية‬
‫لهذا الغرض تحت طائلة البطالن‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬تمييز إجراءات التحقيق في كحملة التلبس عن التحقيق األولي العمدي‪:‬‬


‫التحقيق االبتدائي ومن صالحيا قاضي التحقيق وهي‬ ‫التلبّس هي في األصل من إجرااا‬ ‫إجرااا‬
‫تتميّز بالوسائل القسرية الماسّة بالحرّيا ‪ ،‬دون أن يتمتع الشخص محل االشتباه بضمانا التحقيق القضائي‪.‬‬
‫‪0‬ـ السرعة واالستعجال‪.‬‬
‫‪5‬ـ إلزامية اإلخطار الفوري لوكيل الجمهورية في الجنايا والجنح وعدم إلزاميتها في الحالة العادية‪.‬‬
‫‪4‬ـ وجوبية االنتقال إلى األماكن ومعاينتها‪ ،‬وعدم وجوبيتها في الحالة العادية‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫‪3‬ـ يزيد المحضر عن الحاال العادية بذكر ساعا االستجواب والرّاحة بالنسبة للموقوف للنّظر‪.‬‬
‫‪2‬ـ يجوز لوكيل الجمهورية في التلبس دون الحاال العادية استجواب المتّهم وإصدار أمر اإلحضار‪.‬‬
‫‪6‬ـ التحرّي في التلبّس ال يكون إالّ من طرف ضابط شرطة قضائية بينما في الحاال العادية يمكن أن‬
‫يكون من طرف األعوان‪.‬‬
‫‪7‬ـ يجوز االستعانة بالخبير دون الحالة العادية‪.‬‬
‫‪8‬ـ التفتيش في التلبس ال يشترط فيه الرضاا الصريح والمكتوب من المعني كما في الحاال العادية‪.‬‬
‫التلبّس تمديد الحجز في غير الجرائم الخطيرة‪ ،‬بينما يجوز تمديده بإذن‬ ‫‪ -3‬في ال يجوز تحيقا‬
‫مكتوب من وكيل الجمهورية ب‪ 38‬أخرى‪ ،‬هذا باإلضافة إلى التمديد المقرر للجرائم الخطيرة كذلك في‬
‫التحريا العادية‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫مرحلة التّحقيق االبتدائـــــي‬

‫قضاا التحقيق هو الجهاز الثاني من األجهزة الثالثة في القضاا الجزائي إلى جانب قضاا االتهام‬
‫وقضاا الحكم‪ ،‬فإن كانت هذه األجهزة الثالثة تتد ّخل في الملف الجزائي الواحد‪ّ ،‬‬
‫فإن المبدأ الذي يحكمها هو‬
‫استقاللية الوظائف‪ ،‬فإذا كانت وظيفة قض اا النيابة هي المتابعة واالتهام بمباشرة الدعوى العمومية‪ ،‬ووظيفة‬
‫قضاا الحكم هي الفصل في الدعوى العمومية بحكم قضائي‪ّ ،‬‬
‫فإن وظيفة قضاا التحقيق هي التحقيق القضائي‬
‫في الجريمة موضوع الدعوى العمومية‪ ،‬فينبغي أالّ تجتمع هذه المهام الثالثة في يد واحدة‪.‬‬
‫فالتحقيق االبتدائي هو المرحلة األولى للدعوى العمومية تسبق مرحلة المحاكمة وتلي المرحلة‬
‫التمهيدية قبل تحريك الدعوى العمومية التي هي التحقيق التمهيدي‪.‬‬
‫المبحث األ ّول‪ :‬إجرااا التحقيق االبتدائي أمام قاضي التحقيق‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أوامر قاضي التحقيق‬
‫المبحث الثالث‪ :‬غرفة االتهام كدرجة ثانية للتحقيق االبتدائي‬

‫التّحقيق االبتدائي هو مرحلة وسطى تعقب مرحة التحقيق التمهيدي االستداللي‪ ،‬وتسبق التحقيق‬
‫القضائي النهائي‪ ،‬يت ّم فيها جمع األدلة وتمحيصها نفيًا وإثباتًا للنظر في مدى ص ّحة االتهام الموجه من طرف‬
‫النيابة العامة‪.‬‬
‫نتعرّف في هذا المبحث على مفهوم التحقيق االبتدائي وخصائصه‪ ،‬ثُ ّم على قاضي التحقيق‬
‫واختصاصه ثم غرفة االتهام‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫إذا كان التحقيق التمهيدي هو تحقيق بوليسي شبه قضائي تقوم به الشرطة القضائية تحت إشراف‬
‫النيابة العا ّمة‪ّ ،‬‬
‫فإن التحقيق االبتدائي هو تحقيق ذو طابع قضائي تقوم به جهة قضائية ُمختصّة بالتحقيق‪،‬‬
‫فالتحقيق االبتدائي هو مرحلة من التحقيق القضائي تساعد على معرفة مدى صالحية وجاهزية عرض‬
‫الدعوى العمومية على قضاا الحكم‪ ،‬وهي ُمقيّدة بإطار الشرعية اإلجرائية و ُمحاطة بسياج من الضمانا ‪.‬‬
‫وطبقًا لمبدا التقاضي على درجتين‪ّ ،‬‬
‫فإن الدرجة األولى لقضاا التحقيق هو قاضي التحقيق على‬
‫مستوى المحكمة االبتدائية‪ ،‬والدرجة الثانية للتحقيق االبتدائي هي غرفة االتهام على مستوى المجلس‪.‬‬
‫نبيّن في المطلب تعريف التحقيق االبتدائي وخصائصه وعالقته بالتحقيق التمهيدي والتحقيق النهائي‪.‬‬

‫التحقيق بالشكل‬ ‫القضائية تمارسها سلطا‬ ‫يُعرّف التّحقيق االبتدائي بأنّه مجموعة من اإلجرااا‬
‫ال ُمح ّدد قانونا ً‪ ،‬بُغية التنقيب عن األدلة فى شأن جريمة ارتكبت وتجميعها ثم تقديرها لتحديد مدى كفايتها في‬
‫إحالة المتهم إلى المحاكمة‪ ،‬أو األمر بأالّ وجه إلقامة الدعوى‪.‬‬
‫التي تُباشرها سلطة قضائية ُمختصّة للبحث والتنقيب عن األدلة‬ ‫ويُعرّف بأنّه مجموعة من اإلجرااا‬
‫في شأن جريمة ارتكبت وتجميعها وتقديرها والتصرّف فيها بحسب ما إذا كانت األدلة كافية إلحالة المتهم‬
‫على المحكمة أم أنّها غير كافية فتمتنع اإلحالة تتوقف الدعوى عند هذا الحد‪.‬‬
‫ـ يختصّ بهذه المرحلة قضاا التحقيق الذي يتكون من درجتين هما قاضي التحقيق بالمحكمة االبتدائية‪،‬‬
‫وغرفة االتهام بالمجلس القضائي‪.‬‬
‫واختياريًا في‬ ‫ـ ويُعتبر التحقيق االبتـدائي حسب نصّ المادة ‪ 66‬من ق إ ج وجوبيًا في مواد الجنايا‬
‫مواد الجنح‪ ،‬وجوازيًا في مواد المخالفا ‪.‬‬
‫التحقيق‬ ‫ـ نظم المشرّع الجزائري التحقيق االبتدائي في الباب الثالث من الكتاب األول بعنوان جها‬
‫والذي يت ّم على درجتين‪ ،‬األولى على مستوى المحكمة االبتدائية تتمثل في قاضي التحقيق طبقًا للمواد‬
‫‪66‬ـ‪ 072‬ق إ ج‪ ،‬والثانية على مستوى المجلس القضائي هي غرفة االتهام طبقًا للمواد ‪076‬ـ‪ 500‬ق إ ج‪.‬‬

‫ـ هناك أنظمة إجرائية في تشريعا بعض الدول وهي الدول االنجلوسكسونية والتي تتبعها‪ ،‬مثل مصر‬
‫واليمن تأخذ بنظام الجمع بين االتهام والتحقيق من طرف النيابة العا ّمة‪ .‬وهو نظام ُمنتقد في خطورته على‬
‫‪111‬‬
‫حقوق الدفاع ألنّه ال يمكن لجهة واحدة أن تُوفّق بين مصلحتين حينما تُمثل الخصم والحكم في نفس الوقت‪.‬‬
‫وتأخذ أغلب التشريعا بنظام الفصل بين االتهام والتحقيق‪ ،‬حيث تختص بالتحقيق جهة مستقلة عن النيابة‪.‬‬
‫ـ ويأخذ التشريع الجزائري بمبدأ الفصل بين سلطتي اإلتهام والتحقيق حسب المواد ‪ 68 ،67 ،48‬من‬
‫ق إج‪ ،‬فاإلتهام من اختصاص النيابة العامة‪ ،‬أما التحقيق فجعله من اختصاص قاضي التحقيق وغرفة‬
‫االتهام‪ .‬ويعتبر هذا المبدأ ضمانة ها ّمة لحقوق الدفاع‪ .‬حيث ّ‬
‫أن وكيل الجمهورية ال يمكنه تنحية قاضي‬
‫التحقيق من ملف الدعوى بعد تعديل الما ّدة ‪ 70‬من ق إ ج‪ ،‬وال يستطيع حسب الما ّدة ‪ 63‬إلزامه بالطلبا ‪ ،‬بل‬
‫له سلطة تقديرية في التحقيق حيث تنص الما ّدة ‪ّ 68‬‬
‫أن قاضي التحقيق يمكنه أن يتخذ جميع اإلجرااا التي‬
‫أو أدلة النفي‪ ،‬طالما‬ ‫يراها ضرورية لكشف الحقيقة‪ .‬يسعى للبحث عن كل األدلة‪ ،‬سواا كانت أدلة اإلثبا‬
‫توافر فيها شروط المشروعية‪.‬‬
‫ـ كما أخذ المشرع الجزائري بمبدأ الفصل بين قضاا التحقيق وقضاا الحكم حسب ما قرّره في المادة‬
‫البحث والتحري وال يجوز له أن يشترك في الحكم في قضايا‬ ‫‪0/48‬ق إ ج"تناط بقاضي التحقيق إجرااا‬
‫نظرها بصفته قاضيا ً للتحقيق وإال كان ذلك الحكم باطالً‪".‬‬
‫وكذلك نصّت الما ّدة ‪ 561‬أنّه ال يجوز للقاضي الذي سبق له نظر قضية بوصفه قاضيًا للتحقيق أو‬
‫الحكم أو عض ًوا بغرفة االتهام أم ُممثالً للنيابة أن يجلس للفصل فيها بمحكمة الجنايا ‪.‬‬
‫وتظهر ستقاللية قاضي التحقيق أيضًا‪ ،‬في كون منصب قاضي التحقيق منصبًا قضائيًا نوعيًا‪ ،‬تطبيقًا‬
‫للمادتين ‪ 33‬و‪ 21‬من القانون العضوي األساسي للقضاا رقم ‪ 00-13‬المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر‪.5113‬‬

‫ـ تكمن أهميّة التحقيق االبتدائي في كونه مرحلة تحضيرية للمحاكمة‪ ،‬ويعتبر مصفاةً نهائية ال يعبره‬
‫منه على المحكمة سوى الدعاوى الجاهزة للحكم‪ ،‬حيث تستطيع المحكمة أن تنظر وتفصل في الدعوى‬
‫العمومية وقد اتضحت عناصرها وتك ّشفت أدلّتها‪ .‬وفي ذلك صيانة لهيبة القضاا بأال يُحال أمامه ُمتهم بأدلّة‬
‫ضعيفة وغير كافية‪ .‬ومن ث ّم توفير للجهد والوقت‪ ،‬وتجنيب القضاا النظر في القضايا التي ال جدوى منها‪.‬‬
‫تكمن أهمية التحقيق االبتدائي في أنّه يكفل التوان بين المصلحة العا ّمة والخاصّة آلنّه قضاا ُمحايد‬
‫عدم التحكم والمساس بالحرّية‪ ،‬ومعاملة‬ ‫و ُمستقل يحقق لفائدة اإلدانة والبرااة‪ ،‬وهو يشمل على ضمانا‬
‫المتهم على أساس األصل الذي هو البرااة‪ .‬ووجوب كفالة حقّه في الدفاع عن نفسه‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫يتميّز التحقيق االبتدائي بخصائص أساسية هي الس ّريّة والوجاهية والتدوين‪.‬‬

‫ـ على عكس التحقيق النهائي الذي يحكمه مبدأ عالنية وشفوية المحاكمة‪ّ ،‬‬
‫فإن التحقيق االبتدائي يحكمه‬
‫التح ّري والتحقيق س ّرية ما لم ينص القانون‬ ‫مبدأ السرّية‪ ،‬تنص عليه المادة ‪ 00‬من ق إ ج "تكون إجرااا‬
‫على خالف ذلك ودون إضرار بحقوق الدفاع‪.‬‬
‫ُكل شخص يساهم في هذه اإلجرااا ُملزم بكتمان السر المهني بالشروط المبينة في قانون العقوبا ‪،‬‬
‫وتحت طائلة العقوبا المنصوص عليها فيه‪.".‬‬
‫التحقيق أو االطالع على مضمونه‬ ‫ـ ويقصد بسرّية التحقيق عدم السماح للجمهور بحضور إجرااا‬
‫ومنع نشر وإفشاا أيّة معلومة منه‪.‬‬
‫وهم قضاة التحقيق والنيابة العامة‪ .‬ومساعديهم المباشرين مثل كتاب الضبط‪ ،‬والشرطة القضائية في‬
‫حالة الندب‪ ،‬والمحضرون‪ ،‬والمترجمون‪.‬‬
‫في حين أن سرية التحقيق ال تلزم المتهم والمدعي المدني والشهود‪ ،‬أ ّما المحامي فهو غير ملزم بنص‬
‫المادة ‪ 00‬لكنّه يخضع ألحكام المادة ‪ 410‬التي تجرم إفشاا السر المهني وتعاقب عليه بعقوبة جنحية‪.‬‬
‫ـ والحكمة من سرّية التحقيق هو المحافظة على المصلحة العا ّمة في تحقيق العدالة والكشف عن‬
‫وسائل اإلعالم على‬ ‫الحقيقة عن طريق منع تأثر القاضي المحقق بالرأي العام وانفعال الجماهير وتعليقا‬
‫وجه يُفقده الحياد والموضوعية‪ .‬وتُفيد السرية في حماية األدلة وعدم السماح للمتهمين من الفرار أو من‬
‫العبث باألدلة‪.‬‬
‫وتحقيق مصلحة المتهم في عدم التشهير به واإلسااة لسمعته‪ّ ،‬‬
‫ألن األصل في اإلنسان هو البرااة حتى‬
‫تثبت اإلدانة بحكم قضائي بعد محاكمة عادلة‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫‪:‬‬

‫التحقيق بعالنية أمام الخصوم وبحضورهم حيث أوجبت المواد‪،014 ،015 ،36 :‬‬ ‫ـ تجري إجرااا‬
‫‪ 017 ،016 ،013‬ق‪.‬إ‪.‬ج إخطار األطراف الذين لهم مصلحة في التحقيق من أجل حضور إجرااا‬
‫التحقيق‪ ،‬كالمتهم والمدعي المدني ووكالئهما والنيابة العامة‪ ،‬من أجل تمكينهم من مناقشة األدلة وتفنيدها‪ ،‬أو‬
‫تعزيزها‪.‬‬
‫فيحق للمتهم اصطحاب محاميه‪ ،‬كما يلتزم قاضي التحقيق بإخطار المحامي قبل كل استجواب يجريه‬
‫لوكيلهم حسب المواد‪ 013 ،015 ،011 :‬ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫التحقيق وإبداا الرأي و تقديم طلبا و إبداا رأيه في دفوع‬ ‫ويحق لوكيل الجمهورية حضور إجرااا‬
‫المتهم ومحاميه (المواد‪ 016 ،87 ،85 :‬ق‪.‬إ‪.‬ج)‪.‬‬
‫يجوز فيها لقاضي التحقيق الخروج على مبدأ حضور األطراف الغير معنية بسرية‬ ‫ـ وهناك حاال‬
‫التحقيق‪ ،‬كتعذر حضور الشاهد أمام المتهم خشية الضغط عليه أو نظرًا لوجود عالقة تبعية بينهما‪ ،‬فينتقل‬
‫إليه قاضي التحقيق لسماع شهادته أو يندب ضابط الشرطة القضائية لذلك‪ ،‬ويجوز للقاضي أن يقوم في الحال‬
‫بإجراا استجوابا ومواجها تقتضيها حالة االستعجال الناجمة عن وجود شاهد في خطر المو أو وجود‬
‫وقائع على وشك االختفاا‪ ،‬وتد ّون في المحضر دواعي االستعجال‪ ،‬كما أنّه في حالة االستعجال كذلك يُسمح‬
‫للقاضي إجراا التفتيش في غياب صاحب المسكن أو من ينوبه حسب المادة ‪ 37‬ق‪.‬إ‪.‬ج وذلك حرصًا على‬
‫عدم ضياع الدليل‪.‬‬
‫وتقدير قاضي التحقيق لهذه المقتضيا يبقى تحت رقابة غرفة االتهام‪ ،‬حيث يمكنها إبطال اإلجراا إذا‬
‫كان من النظام العام ولم ترى له ضرورة‪.‬‬

‫التي تُتخذ أثناا التحقيق االبتدائي في‬ ‫ـ طبقًا للمواد ‪ 68‬و‪ 32‬ق‪.‬إ‪.‬ج‪ ،‬ينبغي تدوين كل اإلجراا ا‬
‫المحاضر (محضر االستجواب‪ ،‬محضر سماع الشهود‪ ،‬محضر المعيانة‪ )...‬وكذلك األوامر ال تكون شفهية‪.‬‬
‫وأي إجراا غير مكتوب فهو في حكم العدم‪.‬‬
‫ـ والغرض من التدوين هو تمكين الخصوم في الدعوى من اإلطالع على األوراق و ُمناقشة ما ت ّم منها‪.‬‬
‫وحيازة الحجية على ما تض ّمنته من أدلّة‪ .‬وكذلك حتى يستطيع قاضي الحكم االعتماد على ما ورد في هذه‬
‫ّ‬
‫يطمئن إليها في حكمه‪.‬‬ ‫المحاضر لتكوين قناعته وعقيدته في الدعوى واستخالص أدلّة صحيحة‬
‫ـ وتدوين المحاضر يقوم به كاتب ضبط يصطحبه قاضي التحقيق‪ ،‬يتعيّن أن يكون ُمستوفيًا للشروط‬
‫الشكلية كالتوقيع والتأريخ وعدم التحشير بين األسطر‪ ،‬والمصادقة على كل شطب‪....‬إلخ‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫واسعة يستمدها من القانون‪ ،‬ويقوم بكافة‬ ‫يُمثل قاضي التحقيق هيئة قضائية قائمة بذاتها‪ ،‬بصالحيا‬
‫تتعلّق بالتحقيق‪.‬‬ ‫األطراف ويُصدر قرارا‬ ‫التحقيق الضرورية لكشف الحقيقة‪ ،‬ويبُت في طلبا‬ ‫إجرااا‬
‫فما هو النظام القانوني لقاضي التحقيق‪.‬‬

‫تعود األصول التاريخية لنظام قاضي التحقيق في القانون الوضعي إلى القانون الفرنسي حيث كان‬
‫يُعرف في بداياته األولى بالمالزم الفرنسي كضابط تابع للملك‪ ،‬حيث ت ّم إنشاا هذا المنصب سنة ‪0255‬م‬
‫بموجب تصريح ملكي صادر عن فرانسوا األول‪.‬‬
‫الجنائية الفرنسي سنة ‪ ،0818‬لكن لم يعرف الدور الذي‬ ‫ث ّم تط ّور األمر بعد صدور قانون التحقيقا‬
‫هو عليه اليوم إال بصدور قانون اإلجرااا الجزائية الفرنسي في ‪ 54‬ديسمبر ‪0327‬م‪.‬‬
‫وعرف نظام قاضي التحقيق نجاحًا كبيرًا في مطلع القرن العشرين تجاوز الدول الالتينية إلى ألمانيا‬
‫وإيطاليا وسويسرا وهولندا وبلجيكا والبرتغال والدول المتأثرة بها ث ّم بموجب قانون ‪ 02‬جوان ‪ 2000‬ت ّم‬
‫الصلة بحرية األفراد والتي‬ ‫والحبس المختص بالفصل في المساالة ذا‬ ‫استحداث منصب قاضي الحريا‬
‫سُخبت من قاضي التحقيق‪ ،‬كالحبس المؤقت واإلفراج والنظر في أوامر الرقابة القضائية‪.‬‬
‫وهكذا ّ‬
‫فإن الجذور التاريخية لنظام قاضي التحقيق في الجزائر هو القانون الفرنسي‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬ممهية قمضي التحقيق‬


‫قاضي التحقيق هو القاضي المكلف على مستوى المحكمة بالبحث والتحـري عن الجرائم والمجرمين‪،‬‬
‫واتخاذ كل ما يراه الز ًما للتحقيق في الجرائم وجمع المعلوما واألدلة وتمحيصها لكشف الحقيقة‪.‬‬
‫يُعينقاضي التحقيق في منصبه بموجب مرسوم رئاسي‪ ،‬وهو ينتمي إلى قضاة الحكم‪ ،‬ويجوز ر ّده بعد‬
‫تعيينه في ملف القضية من طرف وكيل الجمهوريه‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫ثمنيًم‪ :‬الطبيعة القمنونية لقمضي التحقيق‪:‬‬
‫ـ نظّم قانون اإلجرااا الجزائية الجزائري ومهامه بالفصل الثالث من الباب األول من الكتاب األول‪،‬‬
‫بالمواد من ‪ 48‬حتى ‪ ،072‬وهو مكلف بالبحث والتحـري عن الجرائم والمجرمين‪ ،‬بالتحقيق في كل الجرائم‬
‫لجمع المعلوما ‪ ،‬بسماع واستجواب المتهم ومواجهته بغيـره من المتهمين أو الشهود‪ ،‬ثم االنتقال للمعاينة أو‬
‫إلعادة تمثيل الجريمة‪ ،‬والتفتيش واستدعاا أي شاهد وإصدار أوامر القبض والضبط واإلحضار واإليداع‬
‫للنائب العام‪ ،‬واالفراج المؤقت تلقائيا أو‬ ‫وانتفاا وجه الدعوى واإلحالة للمحاكمة أو تحويل المستندا‬
‫بالموافقة على طلبه أو رفضه‪ ،‬باالستعانة مباشرة بالقوة العمومية‪.‬‬
‫ـ يُعين قاضي التحقيق بموجب مرسوم رئاسي طبقًا للما ّدة ‪ 21‬من القانون األساسي للقضاا ‪13‬ـ‪00‬‬
‫المؤرّخ في ‪56‬سبتمبر ‪ 5113‬باقتراح من وزير العدل وبعد مداولة المجلس األعلى للقضاا‪ .‬وهو ينتمي إلى‬
‫قضاة الحكم‪.‬‬
‫فإن قاضي التحقيق كقاضي حكم يجوز ر ّده ويجوز طلب تنحيته من ملف‬
‫ـ وعكس قضاة النيابة العامة ّ‬
‫القضية‪ ،‬سواا من قبل المتهم أو المدعى المدني أو وكيل الجمهورية لفائدة قاضي تحقيق آخر‪ (.‬المادة‪ 71‬ق‬
‫كتابية أ وشفوية لهم‪ ،‬وال‬ ‫إ ج)‪ .‬وقضاة التحقيق مثل قضاة الحكم ال يملك رؤسائهم إصدار تعليما‬
‫يخضعون في أعمالهم إالّ لرقابة ضمائرهم و للقانون‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬كيفية اتصمل قمضي التحقيق بملف الدعوى العمومية‪:‬‬


‫إالّ بطريقتين ح ّددهما‬ ‫قاضي التحقيق ال يملك التحقيق في الجرائم من تلقاا نفسه ولو كانت جنايا‬
‫الجزائية وهما الطلب االفتتاحي للتحقيق من وكيل الجمهورية الما ّدة ‪ 67‬ق إ ج)‪ ،‬أو‬ ‫قانون اإلجرااا‬
‫الشكوى المصحوبة بادعاا مدني من طرف المضرور(الما ّدة ‪ 75‬ق إ ج)‪.‬‬
‫ال يجوز عليه مباشرة أي تحقيق دون طلب من النيابة العامة‪ ،‬وعمالً بالمادة ‪71‬‬ ‫وفي جميع الحاال‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج إذا وجد بإحدى المحاكم عدة قضاة تحقيق فإن وكيل الجمهورية يعين لكل تحقيق القاضي الذي يكلف‬
‫بإجرائه‪ .‬ويجوز لوكيل الجمهورية إذا تطلّبت خطورة القضية أو تشعبها أن يُلحق بالقاضي المكلّف بالتحقيق‬
‫بطلب من القاضي‬ ‫قاضي أو ع ّدة قضاة تحقيق آخرين سواا عند افتتاح التحقيق أو أثناا سير اإجرااا‬
‫المكلّف بالتحقيق‪ ،‬حيث ينسق هذا األخير سير اإلجرااا وهو الي يصدر أوامر التصرّف واألوامر القسرية‬
‫الماسة بحرية المتهم‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫ثملثًم‪ :‬اإلختصمص المامني والشخصي لقمضي التحقيق‪:‬‬
‫أ) اإلختصمص المامني‪:‬‬
‫يتحدد االختصاص المحلي أو اإلقليمي لقاضي التحقيق في دائرة اختصاص المحكمة التي بها مق ّر‬
‫عمله وفقًا ألحكام الما ّدة‪ 0/40‬من ق إ ج إ ّما بمكان ارتكاب الجريمة أوبمكان إلقاا القبض على المشتبه‬
‫فيه‪،‬أو بمح ّل إقامة أحد األشخاص المشتبه فيهم الرتكاب الجريمة‪.‬‬
‫ـ ويجوز توسيع االختصاص المحلي لقاضي التحقيق خارج دائرته األصلية إلى دوائر اختصاص‬
‫محاكم أخرى وذلك في جرائم المخدرا والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية والجرائم الما ّسة بأنظمة‬
‫وجرائم تبييض األموال واإلرهاب وجرائم المتعلّقة بالتشريع الخاص بالصرف‬ ‫المعالجة اآللية للمعطيا‬
‫(الما ّدة ‪ 5/40‬ق إ ج( ويتعلّق األمر باالختصاص الجهوي لقاضي التحقيق لدى األقطاب القضائية األربعة‬
‫وهي محاكم سيدي مح ّمد وهران قسنطينة ورقلة‪ .‬بموجب المرسوم التنفيذي ‪ 438/16‬المؤرّخ في ‪12‬‬
‫أكتوبر‪.5116‬‬
‫‪ -‬ولقاضي التحقيق اختصاص وطني في القطب الجزائي المالي‪ ،‬وفي محكمة مقر مجلس قضاا‬
‫العاصمة في جرائم اإلرهب والجريمة المنظمة عبر الوطنية(المواد ‪500‬مكرّر إلى ‪ُ 500‬مكرّر‪ 21‬ق إج)‪.‬‬

‫ب) االختصمص الشخصي لقمضي التحقيق‪:‬‬


‫يتمتع قاضي التحقيق بسلطة واسعة في التحقيق مع األشخاص سواا المذكورين في الطلب االفتتاحي‬
‫لوكيل الجمهورية أو من غير المذكورين الذين يرى هو توجيه التهمة لهم‪ ،‬وال يتمتع بمثل هذه السلطة‬
‫بالنسبة للوقائع حيث ينبغي لقاضي التحقيق أن يتقيّد بالوقائع ال ُمح ّددة في الطلب االفتتاحي لوكيل الجمهورية‪.‬‬
‫وقائع جديدة لم ترد في الطلب االفتتاحي‪ ،‬لكي يبديها وكيل‬ ‫وعليه أن يعود لوكيل الجمهورية كل ما ظهر‬
‫الجمهورية في طلب إضافي‪ .‬تنص المادة ‪ 67‬في الفقرتين ‪ 4‬و‪ 3‬ق‪.‬إ‪.‬ج ( و لقاضي التحقيق سلطة اتهام كل‬
‫شخص ساهم بصفته فاعال أو شريكا في الوقائع المحال تحقيقها إليه‪.‬‬
‫وإذا وصلت لعلم قاضي التحقيق وقائع لم يشر إليها في طلب إجراا التحقيق تعين عليه أن يحيل فو ًرا‬
‫إلى وكيل الجمهورية الشكاوى أو المحاضر المثبتة لتلك الوقائع)‪.‬‬
‫ـ فقاضي التحقيق يختص بالتحقيق مع أي شخص يكون مح ّل اتهام سواا من طرفه أو من طرف‬
‫النيابة أو المدعي المدني‪ ،‬مهما كانت وضعية هذا المتهم أوجنسيته أو مكانته االجتماعية‪,‬‬
‫ـ غير ّ‬
‫أن ال ُمشرّع استثنى من هذه القاعدة بعض األشخاص بالنظر إلى مسؤولياتهم السياسية‪ ،‬أو‬
‫وظائفهم اإلدارية مثل أعضاا الحكومة والوالة وقضاة المحكمة العليا ورؤساا المجالس والنواب العا ّمون‪،‬‬
‫حيث يختصّ بالتحقيق معهم جها أخرى ح ّددتها الما ّدة‪ 274‬ق إ ج بقطع النظر عن طبيعة الجريمة ومكان‬
‫ارتكابها‪ .‬وهو يُعيّن من بين قضاة المحكمة العليا‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫ـ في قضايا األحداث ينصّ قانون حماية الطفل ‪02‬ـ‪ ،05‬بأنّه يمارس التحقيق في الجنح قاضي األحداث‬
‫قاضي التحقيق ال ُمكلّف باألحداث وهو ُمستقل عن قاضي‬ ‫نفسه (الما ّدة ‪ )63‬ويمارس التحقيق في الجنايا‬
‫األحداث (الما ّدة ‪.)60‬‬

‫التي يراها مناسبة للوصول إلى الحقيقة‬ ‫واسعة في اتخاذ اإلجرااا‬ ‫قاضي التحقيق لديه سلطا‬
‫وكشف الجريمة ومرتكبيها ‪ .‬وهي إجرااا تهدف إلى البحث عن أدلّة إثبا التهمة إلدانة المتهم‪ ،‬أو أدلة‬
‫نفي التهمة لتبرئة المتهم‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬اإلنتقمل‪:‬‬
‫ينتقل قاضي التحقيق إلجراا المعانيا الضرورية أوالقيام بالتفتيش‪ ،‬ويخطر ويعلم وكيل الجمهورية‬
‫بذلك الذي يجوز له مرافقته‪ ،‬ويستعين قاضي التحقيق دائما ً بكاتب التحقيق ويحرر محضراً بما يقوم به من‬
‫إجرااا يوقع عليه الكاتب والقاضي ( المادة ‪ 79‬من ف إ ج ج)‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬التفتيش والحجز‪:‬‬


‫ـ يجوز لقاضي التحقيق القيام بالتفتيش في المساكن واألماكن واألشخاص وذلك بالبحث عن األدلة‬
‫صت عليها المواد ‪ 45‬و ‪ 47‬من ق إ ج‪ .‬غير أنهّ في مواد الجنايا يجوز إجراا‬
‫فعليه مراعاة الشروط التي ن ّ‬
‫المحددة بموجب المادة ‪ 47‬م إ ج‪ ،‬شريطة أن يكون يقوم بالتفتيش بنفسه‬ ‫التفتيش ولو خارج الساعا‬
‫وبحضور وكيل (المادة ‪ 82‬م إ ج‪ ).‬ويكون التفتيش منصبا ً على مسكن المتهم فقطً‪ .‬كما يمكن إجراا التفتيش‬
‫على مسكن أشخاص آخرين غير شحص المتهم(المادتين ‪ 45‬و ‪ 47‬من م إ ج‪.).‬‬
‫ـ يمكن لقاصي التحقيق حجز جميع األشياا واألوراق التي يراها مفيدة في إظهار الحقيقة وسواا كان‬
‫موجودة لدى المتهم أو أي شخص آخر‪ ،‬ويت ّم إحصاا األشياا المحجوزة ووضعها في أحراز مختومة‪ .‬وإذا‬
‫كانت األحراز عبارة عن أموال منقولة أو ذهب وغيرها فيت ّم إيداعها في الخزينة‪ .‬وال يجوز قانونًا فتح‬
‫األحراز المختومىة إالّ بحضور المتهم ومحاميه أو بعد دعوته قانونا‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬ندب الخبراء‪:‬‬


‫صا‪ ،‬جاز لقاضي التحقيق أن يندب‬ ‫إذا تعلق األمر بإحدى المسائل الفنية التي يستدعى رأيًا متخ ّ‬
‫ص ً‬
‫الالزمة خبي ًرا من الخبراا المعتمدين لدى المحكمة المقيدين في جدول الخبراا‪ ،‬أ ّما في‬ ‫إلجراا المعانيا‬
‫الحاال االستثنائية فيجوز له االحتيار من خارج هذا الجدول (المادة ‪ 143‬م إ ج‪.(.‬‬
‫‪118‬‬
‫راب ًعم‪ :‬سممع الشهود‪:‬‬
‫تُعد الشهادة من بين أه ّم األدلة التي يلجأ قاضي التحقيق للبحث عن الحقيقة ولذلك خول له قانون‬
‫الجزائية سماع أي شخص يمكنه أن يساعد في الوصول الى الحقيقة‪ ،‬وقد كرس المادة‪ 88‬وما‬ ‫اإلجرااا‬
‫الجزائية لهذا األمر‪ ،‬ويجوز لقاضي التحقيق استعمال القوة العمومية من أجل‬ ‫يليها من قانون اإلجرااا‬
‫إحضار شاهد لسماعه‪ ،‬وكل شخص استُدعي للشهادة يؤدي اليمين‪.‬‬

‫سم‪ :‬االستجواب‪:‬‬
‫خمم ً‬
‫األساسية والمهمة التي يقوم بها قاضي التحقيق إلظهار الحقيقة‪،‬‬ ‫يعد االستجواب إحدى اإلجرااا‬
‫ونفرق بين نوعين من االستجواب‪:‬‬

‫أ) االستجواب عند المثول األول‪:‬‬


‫يكون عندما يمثل المتهم أل ّول م ّرة أمام قاضي التحقيق حيث يكتفي بالتعرف على هوية المتهم‪ ،‬وفيه ال‬
‫يمكن لقاضي التحقيق أن يقوم باستجواب المتهم في موضوع التهمة مباشرة ومناقشته فيها‪،‬وقد ح ّدد المشرع‬
‫أغراض هذا االستجواب بالنقاط اآلتية‪:‬‬
‫ـ توجيه االتهام‪ :‬توجيه التهمة للمتهم في الحضور األول من بين الحقوق التي كرسها قانون اإلجرااا‬
‫الجزائية اذ ال يجوز تأخيره‪ ،‬حتي يأخذ المتهم علما بمركزه القانوني ويتمكن من تحضير دفاعه حيث منعت‬
‫المادة ‪ 2/89‬من ق إ ج الجزائري سماع أشخاص توجد دالئل قوية ضدهم الرتكاب الجريمة بوصفهم‬
‫شهو ًدا ألن هذا سيحرمهم من حق الدفاع‪.‬‬
‫ـ إخبار المتهم بحقه في ال ّ‬
‫صمت‪ ،‬وعدم اإلدالا بأي تصريح في الحضور األول‪ ,‬وهو إجراا جوهري‬
‫يترتب على عدم مراعاته البطالن ‪،‬غير أنّه إذا أراد المتهم طواعية التصريح بمعلوما ‪ّ ،‬‬
‫فإن قاضي التحقيق‬
‫سيتلقاها على الفور منه‪.‬‬
‫ـ تنبيه المتهم بحقه في االستعانة بالمحامي‪ ،‬فإذا لم تتبين له إمكانيا مادية الختيار محام‪ّ ،‬‬
‫فإن القاضي‬
‫يُعين له محام في إطار المساعدة القضائية‪.‬أ ّما إذا تنازل المتهم عن حقه في اإلستعانة بمحام ّ‬
‫فإن قاضي‬
‫التحقيق يمكنه أن يشرع في استجوابه في الموضوع‪.‬‬
‫ـ تنبيه المتهم إلى ضرورة إعالمه بكل تغيير لعنوانه كما يمكن للمتهم اختيار موطن له في دائرة‬
‫اختصاص المحكمة‪.‬‬
‫صت المادة ‪ 101‬ق إ ج بأنّه يجوز لقاضي التحقيق خالفًا المادة ‪ 100‬أن يجري استجوابًا في‬
‫ون ّ‬
‫أو وجود دالئل على وشك‬ ‫الموضوع إذا دعت حالة اإلستعجال ذلك‪ ،‬مثل وجود شاهد في خطر المو‬
‫االختفاا مع ذكر ذلك في محضر التحقيق‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫ب) االستجواب في الموضوع‪:‬‬
‫هو مناقشة المتهم مناقشة تفصيلية في التهمة المنسوبة إليه ومواجهته باألدلة‪ .‬ويهدف االستجواب‬
‫الموضوعي الحصول على أجوبة األسئلة التي يطرحها قاضي التحقيق‪ ،‬مما قد يؤدي معه إلى نتائج فاصلة‬
‫في الدعوى محل التحقيق‪.‬‬
‫ولقاضي التحقيق منعه من االتصال لمدة عشرة أيام مع باقي األشخاص وال يتعلق هذا المنع بتاتا‬
‫بمحاميه (المادة‪ 102‬من ق إ ج)‪.‬‬
‫ويمكن لقاضي التحقيق القيام باستجواب إجمالي في مواد الجنايا قبل إقفال التحقيق)الم‪ 108‬ق إ ج(‬

‫سم‪ :‬المواجهة‪:‬‬
‫سمد ً‬
‫المواجهة هي إجراا جوازي يخضع اللجوا إليه لسطلة قاضي التحقيق‪ ،‬يتمثل في مواجهة المتهم‬
‫بالخصوم أو بالمتهمين اآلخرين في نفس الجريمة‪ ،‬أو مواجهة المتهم بالمجني عليه أو بالشهود‪ .‬وال يجوز‬
‫إجراا مواجهة المتهم والمدعي المدني إال بحضور محاميه أو بعد دعوته قانونًا قبل يومين من االستجواب‬
‫على األقل)‪.‬المادة ‪ 405‬ق إ ج‪(.‬ولوكيل الجمهورية الحق في حضور استجواب المتهم أو مواجهته مع‬
‫األطراف اآلخرى‪.‬‬

‫صة ‪:‬‬
‫سمب ًعم‪ :‬استخدا أسمليب التحري الخم ّ‬
‫التي سبق شرحها ي بالنسبة لوكيل الجمهورية والضبط القضائي‪ .‬وهي‬ ‫بنفس الشروط واإلجرااا‬
‫المراقبة اإللكترونية والتسرّب‪ ،‬وقد ت ّم شرحهما في اختصاصا الشرطة القضائية أثناا مرحلة التحريا ‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫تُس ّمى أوامر قاضي التحقيق‪،‬‬ ‫قاضي التحقيق في التحقيق االبتدائي إصدار قرارا‬ ‫من بين سلطا‬
‫وهي قرارا ذا طابع قضائي يمكن الطعن فيها للنظر فيها أمام غرفة االتهام‪.‬‬
‫تنقسم أوامر قاضي التحقيق إلى قسمين‪ ،‬يتعلّق النوع األول باألوامر االحتياطية المتعلّقة بحرّية المتّهم‪،‬‬
‫ويتعلّق النوع الثاني بأوامر التصرف في نلف التحقيق بعد انتهائه‪.‬‬

‫‪:‬‬

‫منح القانون لقاضي التحقيق سلطة اتخاذ بعض األوامر التي يصدرها ضد المتهم لتقييد حرّيته‪ ،‬وهي‬
‫األمر بالقبض واألمر باإلحضار‪ ،‬واألمر باإليداع‪ .‬وهذا تح ّر ًزا من هروب المتهم أواختفائه أواتصاله‬
‫بالشهود والتأثير عليهم‪ ،‬أو طمسه لمعالم الجريمة‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬األمر بمإلكحضمر(المواد ‪ 116 - 110‬ق إ ج(‪:‬‬


‫التحقيق يُصدره قاضي التحقيق إلى القوة العمومية من أجل اقتياد‬ ‫يُع ّد أمر اإلحضار من إجرااا‬
‫المتهم للمثول أمام قاضي التحقيق‪ .‬ويختلف األمر باإلحضار عن التكليف بالحضور الذي يُعد مج ّرد استدعاا‬
‫للمتهم للحضور فهو أمر غير ملزم وبدون قوة أو قهر‪.‬‬
‫وتجب أن يشمل أمر اإلحضار على البيانا األساسية اآلتية‪:‬‬
‫ـ نوع التهمة الموجهة للمتهم‪.‬‬
‫ـ نصوص المواد القانونية المطبقة على تلك التهمة‪.‬‬
‫ـ هوية المتهم وعنوانه ومحل إقامته‪.‬‬
‫ـ تاريخ األمر والتوقيع من القاضي‪.‬‬
‫ـ تأشيرة وكيل الجمهورية وإرساله بمعرفته‪.‬‬
‫ويُبلّغ ويُنفّذ أمر اإلحضار بمعرفة أحد ضباط أو أعوان الشرطة القضائية أو أحد أعوان القوة العمومية‬
‫‪.‬ويجوز لها استعمال القوة في تنفيذ أمر اإلحضار إذا لم يمتثل المتهم له طواعية‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫ثمنيًم‪ :‬األمر بملقبض)الممدّة‪ 122 -119‬ق إ ج )‪:‬‬
‫هو ذلك األمر الذي يصدر إلى الق ّوة العمومية بالبحث عن المتهم وسوقه إلى المؤسسة العقابية أين‬
‫يجري تسليمه وحبسه‪.‬‬
‫يُصدر قاضي التحقيق األمر بالقبض بعد استطالع رأي وكيل الجمهورية )‪119‬ق إ ج ) ضد المتهم‬
‫الذي رفض الحضور طواعية أمامه أو المتهم الفار أو الموجود خارج التراب الوطني وكان متهما بجنحة‬
‫عقوبتها الحبس أو أش ّد ‪ .‬وال يجوز اصدار أمرالقبض في الجرائم التي تكون عقوبتها الغرامة المالية فقط‪.‬‬
‫ويقوم بتنفيذ األمر بالقبص أعوان الق ّوة العمومية الذين يُسلمون نسخة من هذا األمر للمتهم ‪.‬‬
‫األساسية المتعلقة بطبيعة التهمة الموجهة للمتهم‪ ،‬وكذا‬ ‫ـ ويجب أن يتضمن أمر القبض البيانا‬
‫النصوص القانونية التي تحكمها ‪.‬‬
‫ويتعيّن على قاضي التحقيق استجواب المتهم الذي نُفذ عليه أمر القبض أو أمر اإلحضار خالل ‪48‬‬
‫ساعة من اعتقاله‪ ،‬فإذا لم يستجوب خالل هذه الم ّدة يمثل أمام وكيل الجمهورية الذي يطلب من قاضي‬
‫التحقيق المكلف بالملف باستجوابه أو من أي قاضي آخر من قضاة الحكم وإال أخلي سبيله‪ .‬ويُعد محبو ًسا‬
‫حسبا تعسفيًا كل متهم ضبط بموجب أمر بالقبض وبقي أكثر من ‪ 48‬ساعة دون استجواب ( المادة ‪ 121‬من‬
‫ق ا ج)ويسأل جزائيًا كل شخص أمر بالحبس التعسفي أو تساهل فيه‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬األمر بمإليداع)الممدّة‪118 -117‬ق إ ج )‪:‬‬


‫هو األمر الذي يصدره قاضي التحقيق إلى رئيس المؤسسة العقابية لكي يستلم المتهم ويعتقله‪ .‬يكون‬
‫بمناسبة تنفيذ األمر بالحبس المؤقت المنصوص عليه في المادة‪ 123‬ق ا ج الذي يكون مسببًا‪.‬‬
‫ويُشترط إلصدار أمر اإليداع أن يكون بعد استجواب المتهم‪ ،‬وأن تكون الجريمة المتابع بها معاقب‬
‫عليها بعقوبة الحبس أو أشد‪.‬‬

‫راب ًعم‪ :‬أمر الحبس المؤقت‪:‬‬


‫أ) مفهو الحبس المؤقّت‪:‬‬
‫الحبس المؤقت هو سلب حرية المتهم فترة مؤقتة من الزمن تُحددها مقتضيا التحقيق ومصلحته وفق‬
‫ضوابط قررها القانون ‪.‬‬
‫الخطيرة والماسة بحرية الشخص البريا ولذلك قرر المشرع‬ ‫ويعد الحبس المؤقت أحد اإلجرااا‬
‫الجزائري في نص الما ّدة ‪ 123‬ق ا ج أنّه إجراا استثنائي‪ ،‬وحدد الشروط ال ّشكلية والموضوعية إلصداره‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫وذلك ان األصل في اإلنسان البرااة ومن ثمة فال يجوز بحسب األصل تقييد حرية االنسان إال بموجب‬
‫أحكام نهائية باإلدانة‪.‬‬
‫ـ أن تكون الجريمة معاقب عليها بالحبس أكثر من ‪ 4‬سنوا أو بعقوبة أشد‪.‬‬
‫ـ أن تكون التزما الرقابة القضائية ال تكفي لتحقيق هذه الضرورا ‪.‬‬
‫ـ أن يصدر أمر الحبس المؤقت من قاضي التحقيق ُمسببًا واستثنائيًا لضرورا التحقيق‪.‬‬
‫ـ أن يبلغ أمر الحبس المؤقت للمتهم الذي يمكنه استئنافه خالل ‪ 3‬أيام من تاريخ التبليغ‪.‬‬

‫ب) ُم ّدة الحبس المؤقت‪:‬‬


‫إلى وفاة إنسان أو نتج عنها‬ ‫حب ًسا وأد‬ ‫‪1‬ـ في الجنح التي تساوي أو تقل عقوبتها عن ثالث سنوا‬
‫إخالل ظاهر بالنظام العام‪ .‬يجوز حبس المتّهم الذي له موطن بالجزائر مؤقتا ً لم ّدة شهر غير قابلة للتجديد‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ في الجنح اآلخرى غير المذكورة في الما ّدة ‪ 053‬تكون مدة الحبس المؤقت هي أربعة(‪ )3‬أشهر‬
‫قابلة للتجديد عند الضرورة بقرار مسبّب وبعد استطالع رأي وكيل الجمهورية‪ ،‬لم ّدة أربعة(‪ )3‬أشهر أخرى‬
‫(المادة‪ 125‬ق إ ج)‪ .‬أي أن أقصى م ّدة للحبس في هذه الجنح هي ثمانية(‪ )8‬أشهر‪.‬‬
‫‪4‬ـ في مواد الجنايا ‪:‬تكون مدة الحبس المؤقت أربعة(‪ )3‬أشهر ويجوز تجديدها مرتين لمدة أربعة‬
‫أشهر وذلك بقرار مسبّب من قاصي التحقيق‪ .‬وعليه يصل الحبس إلى ‪ 12‬شهراً ‪(.‬المادة‪ 0/ 125‬ق إ ج)‪.‬‬
‫‪3‬ـ كما يجوز لقاضي التحقيق أن يطلب من غرفة االتهام تجديد الحبس مرة واحدة ومن ث ّم تكون‬
‫أقصى م ّدة للحبس المؤقت في ما ّدة الجنايا هي ستة عشرة (‪ )06‬شهراً(الم‪ 0/125‬ق إ ج)‪.‬‬
‫‪2‬ـ في الجنايا المعاقب عليها بالسجن المؤقت (‪ )51‬سنة أوالسجن المؤبد أو اإلعدام‪ :‬يجوز لقاضي‬
‫التحقيق أن يُج ّدد الحبس المؤقت ثالث(‪ )4‬مرا وهكذا تصل ال ُم ّدة الى ‪ 16‬شهرا أيضا(الم‪ 0/125‬ق إ ج)‪.‬‬
‫خارج التراب الوطني تبدو نتائجها حاسمة إلظهار‬ ‫‪6‬ـ في حالة اتخاذ قاضي التحقيق إلجرااا‬
‫يمكن لقاضي التحقيق في هذه الحالة طبقًا‬ ‫جمع األدلة أوسماع شهادا‬ ‫الحقيقة‪ ،‬وهي الخبرة أو إجرااا‬
‫للما ّدة ‪ُ 052‬مكرّر‪ ،‬وقبل شهر من انتهاا ال ُمدد القصوى للحبس أن يطلب من غرفة اإلتهام تمديد الحبس‬
‫المؤقّت‪ ،‬ب ُم ّدة (‪)3‬أربعة أشهر أخرى فوق ال ُمدد القصوى ال ُمقرّرة بالما ّدة ‪052‬ـ‪. 0‬‬
‫‪7‬ـ ويمكن كذلك لغرفة اإلتهام تجديد هذا التمديد أربع (‪ )3‬مرّا أخرى في ك ّل مرّة أربعة (‪ )3‬أشهر‪،‬‬
‫أي‪ 06‬شهرًا ك ُم ّدة ُمضافة‪.‬‬
‫فبإضافة ُم ّدة التمديد هذه إلى ال ُمدد القصوى‪ ،‬تُصب ُح ُمدد الحبس المؤقت في الجريمة العابرة للحدود‪:‬‬
‫ـ ‪ 58‬شهر في الجنح ذا الحبس أكثر من ‪4‬سنوا ‪.‬‬
‫ـ ‪ 43‬شهرًا(‪4‬سنوا ) في الجنايا ذا السجن ‪51‬سنة أو أكثر أو المؤبّد أو اإلعدام‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫ولكن الما ّدة ‪ُ 037‬مكرّر ق إ ج لم تُع ّدل ولم تُلغ وهي تنُص على أجل ‪ 8‬أشهر للفصل في موضوع‬
‫ّ‬
‫اإلحالة في الجناية العابرة للحدود الوطنية وأثناا هذه ال ُم ّدة يحتفظ أمر الحبس بقوته التنفيذية‪.‬‬
‫ـ في حالة إدانة المتهم تخصم م ّدة الحبس المؤقت من م ّدة العقوبة األصلية التي يحكم بها‬
‫ـ في حالة الحكم ببرااة المتهم المحبوس حبسا ً مؤقتا ً فإنّه يمكن له أن يطلب تعويض مالي عن هذه‬
‫الم ّدة أمام لجنة التعويض على مستوى المحكمة العليا التي أنشئ خصي ً‬
‫صا لتعويض األشخاص ضحايا‬
‫الحبس المؤقت غير ( المادة ‪ 137‬مكرر ق إ ج)‪.‬‬

‫سم‪ :‬أمر اإلفراج‪:‬‬


‫خمم ً‬
‫يمكن للمتهم أو لمحاميه تقديم طلب لقاضي التحقيق يتعلق باإلفراج عن المحبوس مؤقتًا في ك ّل مرة مع‬
‫إحترام االلتزاما المطلوبة عن المتهم في الما ّدة ‪ 126‬من ق إ ج ‪ .‬كما يجوز لقاضي‬
‫التحقيق تلقائيا ً أن يصدر أم ًر باإلفراج عن المتهم مع ضرورة تقيّده بالحضور في جميع إجرااا‬
‫التحقيق لمجرد استدعائه‪،‬و إعالم قاضي التحقيق بكل تنقالته‪.‬‬
‫ويصدر أمر اإلفراج بعد استطالع راي وكيل الجمهورية) الم ‪126‬ق إ ج (و يمكن أيضا ً لوكيل‬
‫الجمهورية طلب اإلفراج‪ ،‬وعلى قاضي التحقيق أن يفصل في في هذا الطلب خالل ‪ 48‬ساعة من تاريخه‪.‬‬
‫فإذا انتهت هذه المهلة و لم يفصل قاضي التحقيق في الطلب يفرج على المتهم فوراً‪.‬‬
‫أما بالنسبة لإلفراج بكفالة فقد قصره المشرع الجزائري على المحبوس األجنبي فقط في جميع الحاال‬
‫التي اليكون فيها اإلفراج بقوة القانون‪ .‬وتضمن الكفالة مثول المتهم في جميع إجرااا الدعوى لتنفيذ الحكم‪،‬‬
‫والمبالغ المحكوم بر ّدها‬ ‫والمصاريف اتي دفعها المدعى المدني والقائم بالدعوى العمومية والغراما‬
‫والتعويضا المدنية‪.‬‬

‫سم‪ :‬أمر الوضع تحت الرقمبة القضمئية‪:‬‬


‫سمد ً‬
‫الجزائية قاضي التحقيق سلطة إخضاع المتهم الماثل أمامه إلجراا الرقابة‬ ‫منح قانون اإلجرااا‬
‫القضائية‪ ،‬ويلجأ قاضي التحقيق إلى هذا اإلجراا عندما يكون هذا اإلجراا كافيا لتحقيق‬
‫أهداف التحقيق ومصلحة المتهم على حد سواا ويتفادى بذلك إجراا الحبس المؤقت الذي يعد إجرا ًا‬
‫استثنائيا وخطي ًرا على الحريا الفردية‪.‬‬
‫فالرقابة القضاية هي إجراا وسط بين الحبس والحرية التامة‪ .‬حيث يخضع المتهم إلحدى التزاما‬
‫الرقابة القضائية المنصوص عليها بموجب احكام المادة ‪ 125‬مكرر‪ 1‬وما يليها من قانون اإلجرااا الجزئية‬
‫والتي تُعد قيو ًدا على حريته في التنقل والحركة‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫الي يعينها‬ ‫التي تسلط على المتهم المثول دوريًا أمام المصالح والسلطا‬ ‫ومن بين هذه اإللتزاما‬
‫قاضي التحقيق‪ ،‬تسليم وثائق السفر وخاصة جواز السفر لضمان عدم هروب المتهم خارج الوطن‪ ،‬وعدم‬
‫والخضوع الى بعض‬ ‫مغادرة حدود إقليمية معيينة‪ ،‬المنع من ممارسة بعض األنشطة‪ ،‬ومن إصدار شيكا‬
‫التي أوردتها ‪ 125‬مكرر‪ 1‬وما يتبعها من من قانون‬ ‫الفحص الطبي وغيرها من اإللتزاما‬ ‫إجرااا‬
‫اإلجرااا الجزائية‪.‬‬

‫سمب ًعم‪ :‬اإلجراءات البديلة عن الحبس المؤقّت‪:‬‬


‫أ) اإلقممة المحمية‪:‬‬
‫الجزائية‬ ‫استحدث األمر رقم‪ 02-11‬المؤرخ في‪ 23‬فبراير‪ 2011‬ال ُمت ّمم لقانون اإلجرااا‬
‫الرقابة‬ ‫الجزائري(‪ .)1‬سلطةً جديدة تتعلّق بح ّريّة ال ُمتهم‪ ،‬ضمن سلطا قاضي التحقيق في إجرااا‬
‫القضائية‪،‬وهي وضع ال ُمتهم في إقامة محمية ل ُم ّدة ُمعيّنة عندما يتعلّق األمر بالجرائم الموصوفة بأفعال‬
‫إرهابية أو تخريبية‪ ،‬وهي إحدى أنماط الجريمة ال ُمنظمة‪.‬‬
‫أن الرقابة القضائية تُلزم ال ُمتهم أن يخضع بقرار‬
‫حيث نصّت الفقرة الثانية من الما ّدة ‪125‬مكرر على ّ‬
‫من قاضي التحقيق إلى التزام أو عدة التزاما ‪ ،‬من بينها اإللتزام الجديد في الحالة رقم (‪ (9‬تتمثل في ُمكوث‬
‫ال ُمتّهم بالجرائم الموصوفة بأفعال إرهابية أو تخريبية‪ ،‬في إقامة محمية)‪ (Résidence protégée‬يُعينها‬
‫قاضي التحقيق‪ ،‬وعدم مغادرته لها إال بإذن قاضي التحقيق‪ .‬وتُق ّدر فترة اإلجراا ب ُم ّدة أقصاها ثالثة )‪(3‬‬
‫أشهر‪ ،‬يُمكن تمديدها مرتين )‪ (2‬ل ُم ّدة أقصاها ثالثة )‪ (3‬أشهر في كل تمديد‪.‬‬
‫ويُقرّر هذا النّص الجديد حماية ما ّدية وقانونية لل ُمتهم الموضوع رهن اإلقامة‪ ،‬حيث بموجب هذا النّص‬
‫يُكلف قاضي التحقيق ضبّاط الشرطة القضائية ب ُمراقبة تنفيذ هذا االلتزام وبضمان حماية المتهم‪ .‬ويتعرّض‬
‫كل من يفشي أي معلومة تتعلق بمكان تواجد اإلقامة المحمية المعينة بموجب هذا التدبير‪ ،‬للعقوبا ال ُمقررة‬
‫إلفشاا سرية التحقيق‪.‬‬

‫ب) ترتيبمت الرقمبة اإللاترونية " السوار اإللاتروني " ‪:‬‬


‫ت ّم تعزيز نظام الرقابة القضائية باستحداث نظام ال ُمراقبة اإللكترونية كبديل فعّال للحبس اإلحتياطي‬
‫وتأكيدًا على طابعه االستثنائي وتعزي ًزا لقرينة البرااة‪ ،‬وذلك بموجب األمر رقم ‪02‬ـ‪ 15‬في‪ 54‬جويلية‬
‫الجزائية الجزائري‪ ،‬حيث أتاحت الما ّدة ‪ُ 052‬مكرّر‪ 1‬لقاضي‬ ‫‪ 5102‬ال ُمع ّدل وال ُمت ّمم لقانون اإلجرااا‬
‫ال ُمراقبة اإللكترونية‪ ،‬وذلك بغرض التأ ّكد من مدى التزام ال ُمتهم بالتدابير‬ ‫التحقيق األمر باتخاذ ترتيبا‬
‫المنصوص عليها في الفقرا ‪3، 6 ،5 ،0‬‬

‫)‪ (1‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 05‬مؤرّخة في ‪ 54‬فبراير ‪.5100‬‬


‫‪125‬‬
‫‪0‬ـ عدم ُمغادرة حدود اإلقليم الذي ح ّدده قاضي التحقيق‪،‬‬
‫‪5‬ـ عدم الذهاب إلى بعض األماكن التي ح ّددها قاضي التحقيق‪،‬‬
‫‪6‬ـاالمتناع عن رؤية بعض األشخاص الذين عيّنهم قاضي التحقيق واالجتماع ببعضهم‬
‫ال ُمح ّددة من‬ ‫‪3‬ـ المكوث في اإلقامة المحمية وعدم ُمغادرتها‪ ،‬عدم ُمغادرة مكان اإلقامة في األوقا‬
‫طرف قاضي التحقيق‪.‬‬
‫وأحال المشرّع كيفية تنظيم ترتيبا المراقبة اإللكترونية إلى التنظيم‪.‬‬
‫ويُقصد بالمراقبة اإللكترونية للمتهم الموضوع تحت الرقابة القضائية‪ ،‬تلك الترتيبا التقنية التي تسمح‬
‫بالتأ ّكد إلكترونيًا من تواجد وحضور المعني في المكان ال ُمح ّدد في المواقيت المح ّددة من طرف القاضي‪،‬‬
‫بواسطة السوار اإللكتروني يوضع في معص م أو ساق الشخص المعني‪ ،‬يلتقط إشاراته جهاز استقبال موجود‬
‫في مركز مراقبة عن بُعد‪.‬‬

‫يتصرّف قاضي التحقيق في ملف التحقيق قبل بدأ التحقيق فهو يمكنه إصدار األمر برفض إجراا‬
‫التحقيق‪ ،‬واألمر برفض االدعاا المدني طبقًا للمواد ‪ ،5/74‬و‪ 4/73‬ق إ ج‪.‬‬
‫ـ أمر عدم إجراا تحقيق يُصدره إذا كانت الوقائع ألسباب تمس الدعوى العمومية نفسها غير جائز‬
‫قانونا متابعة التحقيق من أجلها كسبق الفصل فيها‪ ،‬أو كانت الوقائع حتى على فرض ثبوتها ال تقبل قانونا أي‬
‫وصف جزائي‪.‬‬
‫ـ أمر برفض االدعاا المدني يصدره إذا رأى عدم قبول اإلدعاا المدني في حالة المنازعة أو من تلقاا‬
‫نفسه‪ ،‬وذلك بقرار مسبب بعد عرض الملف على النيابة العامة إلبداا طلباتها‪.‬‬
‫ويتصرّف قاضي التحقيق في ملف التحقيق بعد نهايته بإحدى األوامر وهي األمر بأالّ وجه للمتابعة‬
‫واألمر باإلحالة إلى محكمة الجنح والمخالفا ‪ ،‬واألمر بإرسال ملف الدعوى إلى النائب العام‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬األمر بأالّ وجه للمتمبعة‪:‬‬


‫ـ يُصدر قاضي التحقيق أمرًا بانتفاا وجه الدعوى‪ ،‬أو بأن ال وجه لمتابعة المتهم إذا رأى أن الوقائع ال‬
‫تكون جناية أو جنحة أو مخالفة أو توافر سبب من أسباب اإلباحة أو موانع المسؤولية الجنائية أوالعقاب‬
‫أوانقضاا الدعوى العمومية ألي سبب من األسباب‪ ،‬أو كانت األدلة التي جمعت غير كافية إلدانة المتهم أو‬
‫كان مقترف الجريمة ما يزال مجهوالً‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫ـ ويترتب على األمر بأال وجه للمتابعة‪ ،‬اإلفراج على المتهم إذا كان محبوسًا مؤقتا‪ ،‬فيُخلى سبيله في‬
‫الحال إال إذا حصل استئناف من وكيل الجمهورية‪ ،‬أو كان محبوسًا لسبب آخر( المادة ‪ 064‬ق‪.‬إ‪.‬ج)‪ .‬ويترتّب‬
‫كذلك رفع الرقابة القضائية ورد األشياا المضبوطة وتصفية المصاريف القضائية‪.‬‬
‫ـ إن األمر بأالّ وجه للمتابعة ليس نهائيًا ويبقى قائما مدة تقادم الدعوى العمومية حيث أنه إذا ظهر‬
‫أدلة جديدة خالل هذه المدة يعاد فتح التحقيق من جديد بنااا على طلب من النيابة العامة‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬األمر بمإلكحملة إلى محامة الجنح والمخملفمت (الممدة ‪ 164‬و ‪ 165‬ق‪.‬إ‪.‬ج)‪:‬‬
‫إذا تبين ّ‬
‫بأن الوقائع المنسوبة إلى المتهم تشكل جنحة أو مخالفة يصدر قاضي التحقيق أم ًرا بإحالة‬
‫مباشرة‪ ،‬بحيث يرسل األمر وملف الدعوى إلى وكيل الجمهورية‬ ‫الدعوى على محكمة الجنح والمخالفا‬
‫الذي يحيله بدوره إلى كتابة ضبط المحكمة‪ ،‬مع تكليف المتهم بالحضور للجلسة في تاريخ مح ّدد‪.‬‬

‫ثملثًم‪ :‬األمر بإرسمل ملف الدعوى إلى النمئب العم ‪( :‬الممدة ‪ 166‬ق‪.‬إ‪.‬ج)‬
‫إذا تبين ّ‬
‫بأن الوقائع تشكل جناية يُصدر قاضي التحقيق أم ًرا بإحالة مستندا الدعوى على النائب العام‬
‫التحقيق على‬ ‫لدى المجلس القضائي الذي يحيله بدوره إلى غرفة االتهام وعند قيام هذه األخيرة بإجرااا‬
‫مستواها تصدر أحد القرارين‪ ،‬إما قرا ًرا بأالّ وجه للمتابعة‪ ،‬وإ ّما قرا ًرا بإحالة الدعوى العمومية على محكمة‬
‫الجنايا االبتدائية‪.‬‬

‫أ ّوالً‪ :‬كحق الطعن بمالستئنمف وشروطه (المواد ‪ 174 -170‬من ق إج)‪:‬‬


‫يحق الطعن باالستئناف في أوامر قاضي التحقيق أمام غرفة االتهام من طرف وكيل الجمهورية خالل‬
‫(‪ )4‬أيام من تاريخ التبيلغ‪ ،‬وللنائب العام خالل العشرين(‪ )51‬يوما التالية لصدور أمر قاضي التحقيق‪.‬‬
‫وبالنسبة للنيابة يمكن الطعن في جميع األوامر يمكن استئنافها بما فيها الموافقة لطلباتها(الما ّدة ‪.)071‬‬
‫يحق للمتهم أو المدعي المدني استنئاف أوامر قاضي التحقيق أمام غرفة االتهام خالل(‪ )4‬أيام من‬
‫تاريخ التبيلغ‪ ،‬وذلك في األوامر التي ح ّددها المشرّع على سبيل الحصر في الما ّدتين ‪075‬و‪ 074‬ق إ ج‪.‬‬
‫بالنسبة للمتهم األوامر المنصوص عليها في المواد ‪62‬مكرر‪63 ، 4‬مكرر‪ 054 ،73 ،‬مكرّر‪ ،‬و‪، 052‬‬
‫و‪ ،057‬و‪ 023 ،034‬وكذلك عن األوامر التي يصدرها قاضي‬ ‫‪052‬مكرّر‪052 ،1‬مكرّر‪2‬‬ ‫و‪ 052‬مكرّر‪،‬‬
‫التحقيق في اختصاصه بنظر الدعوى إما من تلقاا نفسه أو بناا على دفع أحد الخصوم بعدم االختصاص ‪.‬ذ‬

‫‪127‬‬
‫بالنسبة للمدعي المدني في األوامر الصادرة بعدم إجرااا تحقيق وبأال وجه للمتابعة‪ ،‬وتأوامر التي‬
‫تمس حقوقه المدنية‪ .‬وأوامر قاضي التحقيق الفاصلة في اختصاصه‪.‬‬

‫ثمنيًم‪ :‬غرفة اإلتهم (المادة‪ 500 – 176‬ق إ ج)‪:.‬‬


‫غرفة اإلتهام هي الدرجة الثانية للتحقيق التي ينتقل إليها ملف التحقيق بأثر االستئناف‪ ،‬تتشكل من‬
‫رئيس ومستشارين يتم تعيينهم بموجب قرار وزير العدل لمدة ‪ 4‬سنوا‬
‫يمثل النيابة العامة في غرفة االتهام النائب العام أو مساعديه‪ ،‬ويتولى كتابة الضبط أحد كتاب الضبط‬
‫بالمجلس‬
‫مهمة غرفة اإلتهام مراقبة أعمال قاضي التحقيق وإتمامها إن كانت ناقصة أو اعتراها الضعف ‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل اجراا تحقيق تكميلي أو إضافي أو إعادة التحقيق في بعض الجوانب اآلخرى‪.‬‬
‫تتولى غرفة االتهام فحص الطعون باإلستئناف التي يقوم أطراف الخصومة بتسجيلها ضد أوامر‬
‫قاضي التحقيق‪ ،‬وتقدير مدى شرعيتها من عدمه‪ .‬وتصدر قرارا في ذلك إما بقبولها أو برفضها‪.‬‬
‫تنظر غرفة االتهام في صحة اإلجرااا وبطالنها‪.‬‬
‫كما تبت في طلبا اإلفراج اذا لم يبت فيها قاضي التحقيق خالل الميعاد القانوني المقرر له و ذلك بعد‬
‫اإلطالع على طلبا النيابة بشأنه خالل ‪ 30‬يوما من تاريخ الطلب‪.‬‬
‫باعتبار التحقيق فيها إجباريًا ‪،‬اذ تعرض عليها‬ ‫تُؤ ّدي غرفة االتهام دو ًرا رئيسيًا في مواد الجنايا‬
‫جميع محاضر التحقيق االبتدائي التخاذ اإلجرااا التي تراها مالئمة‬

‫‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫مرحلة التحقيــق النهائي ( احملاكمة)‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ضبط الجلسة وتسييرهم‬


‫الفرع الثمني‪ :‬قواعد االختصمص‬

‫أ ّوالً‪ :‬االعتراف وشهمدة الشهود‬


‫ثمنيًم‪ :‬القرائن والدليل الاتمبي‬

‫الفرع األول‪ :‬إجراءات ال ُمحمكمة في الجنح والمخملفمت‪:‬‬


‫الفرع األول‪ :‬الثمني‪ :‬إجراءات ال ُمحمكمة أمم محامة الجنميمت االبتدائية واالستئنمفية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬قضمء األكحداث وخصمئصه‬


‫الفرع الثمني‪ :‬محمكمة الطفل الحدث واألكحام الصمدر فيهم‬

‫الفرع األول‪ :‬أنواع األكحام الفمصل في الموضوع والصمدرة قبل الفصل‬


‫الفرع الثمني‪ :‬األكحام الحضورية والغيمبية‬
‫الفرع الثملث‪ :‬الحام االبتدائية والنهمئية‬

‫الفرع األول‪ :‬طرق الطعن العمدية‬


‫الفرع الثمني‪ :‬طرق الطعن غير العمدية‬
‫‪129‬‬
‫قائمة املرارجع‬

‫‪ -0‬نصر الدّين هنوني‪ ،‬دارين يقدح‪ ،‬الضبطية القضمئية‪ ،‬في القمنون الجزائري‪ ،‬دار هومة‬
‫الجزائر‪.5100‬‬
‫‪ 2‬علي شمالل‪ ،‬السلطة التقديرية للنيمبة العم ّمة في الدعوى العمومية – دراسة ُمقمرنة‪ ،‬دار هومة‬
‫الجزائر‪.5113‬‬
‫‪ 3‬علي شمالل‪ ،‬الدعموى النمشئة عن الجريمة‪ ،‬دار هومة الجزائر‪.5101‬‬
‫‪ 4‬علي شمالل السلطة‪ ،‬ال ُمستحدث في قمنون االجراءات الجزائية – االستدالل واالتهم ‪ ،‬دار هومة‬
‫الجزائر‪.5107،‬‬
‫‪ 5‬علي شمالل السلطة‪ ،‬ال ُمستحدث في قمنون االجراءات الجزائية – التحقيق وال ُمحمكمة‪ ،‬دار هومة‬
‫الجزائر‪.5107،‬‬
‫الجر المشهود‪ ،‬أوامر قمضي‬
‫‪ 6‬عبد العزيز سعد‪ ،‬أبحمث تحليلية في قمنون االجراءات الجزائية ( ُ‬
‫التحقيق‪ ،‬الدعوى المدنية التبعية)‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.5101‬‬
‫‪ 7‬عبد العزيز سعد‪ ،‬أصول إجراءات المحمكمة أمم محامة الجنميمت‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ 8‬عبد الوهمب كحمزة‪ ،‬النظم القمنوني للحبس المؤقت‪ ،‬دار هومة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.5116 ،‬‬
‫‪ 9‬عبد الركحممن خلفي‪ ،‬اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائري‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الجزائر‪.5150 ،‬‬
‫‪ 11‬اكحسن بو سقيعة‪ ،‬التحقيق القضمئي‪ ،‬دار الحكمة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.5151 ،‬‬
‫‪ 11‬محمد كحزيط‪ ،‬أصول اإلجراءات الجزائية في القمنون الجزائري‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر ‪.5103‬‬
‫‪ 12‬كحسين طمهري‪ ،‬الوجيز في قمنون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪.5112‬‬
‫‪ 13‬عبد هللا أوهميبية‪ ،‬شرح قمنون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬دار هومة الجزائر‪.5108 ،‬‬

‫‪ -1‬الدستور الجزائري الصادر بموجب استفتاا ‪ 58‬نوفمبر‪0336‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 76‬المؤرخة‬


‫في ‪ 8‬ديسمبر ‪0336‬المع ّدل بالقانون رقم ‪ 10-06‬المؤرخ في ‪ 16‬مارس ‪ 5106‬الجريدة الرسمية رقم ‪03‬‬
‫المؤرخة في ‪ 7‬مارس ‪.5106‬‬
‫‪ -2‬قمنون اإلجراءات الجزائية الجزائري الصادر بموجب األمر رقم ‪ 022-66‬المؤرخ في ‪ 18‬جوان‬
‫‪ ،0366‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 38‬بتاريخ ‪01‬جوان‪ .0366‬المعدل والمتمم بموجب القانون ‪ 01-03‬المؤرّخ‬
‫في ‪ 00‬ديسمبر‪ ،5103‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 78‬بتاريخ ‪08‬ديسمبر ‪.5103‬‬
‫‪131‬‬
0366 ‫ جوان‬18 ‫ المؤرخ في‬026-66 ‫ قمنون العقوبمت الجزائري الصادر بموجب األمر رقم‬-3
‫ ينيو‬03 ‫ بتاريخ‬15-06 ‫ المعدل والمتمم بموجب القانون‬.0366‫جوان‬01 ‫ بتاريخ‬38 ‫الجريدة الرسمية رقم‬
.5106 ‫ينيو‬55 ‫ بتاريخ‬47 ‫ الجريدة الرسمية رقم‬،5106
‫ المتمم‬،5116 ‫ فيفري‬51 ‫ المؤرّخ في‬10-16 ‫ قانون رقم‬،‫ قمنون الوقمية من الفسمد ومامفحته‬-4
.5100‫ غشت‬01‫ في‬33 ‫ ج ر عدد‬،5100 ‫ غشت‬15 ‫ المؤرّخ في‬02‫ـ‬00 ‫بالقانون‬

‫ فيفري‬52 ‫ المؤرّخ في‬13-18 ‫ قمنون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري الصادر بموجب‬-5
5118
.5118 ‫ أفريل‬54 ‫ بتاريخ‬50 ‫الجريدة الرسمية رقم‬

‫ال ُمع ّدل‬0372‫ سبتمبر‬56‫ المؤرّخ في‬28-72 ‫ القمنون المدني الجزائري الصادر بموجب األمررقم‬-6
.‫وال ُمت ّمم‬

Ouvrages

1- George LEVASSEUR Gaston STEFANI, Bernard, BOULOC, Procédure


Pénale, éd 16 Dalloz, PARIS, 1996.
2- Jean PRADEL, Procédure pénale, éd Cujas, PARIS, 2001.
3- Corinne RENAULT-BRAHINSKY, Procédure pénale, Galino éditeur, 8e
édition, paris, 2006.
4- Christian DE VALKENEER, Manuel del’l'enquête pénale, Larcier, 3e edition,
Bruxselles,2006.
5- Etienne VERGES, Procédure pénale, Lexis Nexis, 6e édition, paris, 2020.

Lois

1- Code De procédure Pénale Fançais, éd DALLOZ, Annotation de jurisprudence


et bibliographie par Jean François RENUCCI. Paris Cedex ,2022 .

2- Code Pénal Fançais, éd DALLOZ, Annotation de jurisprudence et bibliographie


par Yves MAYAUD. Paris Cedex 2022.

131
‫الفهرس‬
‫مقدّمة‪15.......................................................................................................................‬‬
‫مقدّمة عامّة يف قانون اإلرجرااات اجلزائية‪14..............:‬‬ ‫الباب األول‪:‬‬
‫الفصل األول‪:‬التعريف بقانون اإلرجرااات اجلزائية‪14...........................................:‬‬
‫‪13.............................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهو قمنون اإلجراءات الجزائية‪13.............................................................. :‬‬


‫الجزائية‪13...............................................................:‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريفا قانون االجرااا‬
‫الجزائية‪12.................................................................. :‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تسمية قانون االجرااا‬
‫الجزائية‪12............................................................. :‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مضمون قانون االجرااا‬
‫المطلب الثمني‪ :‬عالقة قمنون اإلجراءات الجزائية بفروع القمنون اآلخرى‪16.............................. :‬‬
‫الجزائية بالدستور‪16.................................................... :‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬عالقته قانون اإلجرااا‬
‫الجزائية بقانون العقوبا ‪18............................................ :‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عالقة قانون اإلجرااا‬
‫المدنية واإلدارية‪13...................:‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬عالقة قانون اإلجرااا الجزائية بقانون اإلجرااا‬
‫‪01..................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬النظم االتهممي‪01...................................................................................... :‬‬


‫الفرع األول‪ :‬التعريف بالنظام االتهامي‪01.............................................................................:‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص النظام االتهامي‪00........................................................................... :‬‬
‫المطلب الثمني‪ :‬النظم التنقيبي‪05.......................................................................................:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التعريف بالنظام التنقيبي‪05............................................................................. :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص النظام التنقيبي‪05............................................................................. :‬‬
‫المطلب الثملث‪ :‬النظم المختلط‪04...................................................................................... :‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مضمون النظام المختلط‪04.............................................................................. :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬موقف التشريع الجزائري من األنظمة االجرائية‪04.............................................. :‬‬
‫‪03..‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تنظيم القضمء الجزائي في الجزائر‪03............................................................. :‬‬


‫االختصاص العام‪03................................. :‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أجهزة القضاا الجزائي في الجها ذا‬
‫القضائية ال ُمتخ ّ‬
‫صصة‪02...................................................................... :‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الجها‬
‫المطلب الثمني‪ :‬المبمدئ ال ُمسيّرة للقضمء الجزائي في التشريع الجزائري‪08............................... :‬‬

‫‪132‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المبادئ التي تضمن السير الحسن للعدالة‪08........................................................ :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المبادئ التي تحمي األطراف الخاصّة في الدعوى الجزائية‪03................................ :‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬التعريف بالدّعوى العمومية‪50................................................... :‬‬

‫‪50...........................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهو الدعوى العمومية‪50......................................................................... :‬‬


‫الفرع األول‪ :‬تعريف ال ّدعوى العمومية‪50............................................................................ :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز الدعوى العمومية عن الدعوى المدنية‪55.................................................... :‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬شروط وجود ال ّدعوى العمومية‪54.................................................................... :‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬خصائص ال ّدعوى العمومية‪53........................................................................ :‬‬
‫المطلب الثمني‪ :‬النيمبة العم ّمة (المدّعي الذي يُبمشر الدّعوى العمومية)‪52.................................. :‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التعريف بالنيابة العا ّمة‪52................................................................................ :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاص االقليمي للنيابة العا ّمة‪40................................................................ :‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االختصاص النوعي للنيابة العا ّمة‪46 ................................................................ :‬‬
‫المطلب الثملث‪ :‬المتهم (المدّعى عليه الذي تبمشر ضدّه الدّعوى العمومية)‪43............................ :‬‬
‫الفرع األ ّول‪ :‬المتّهم كشخص طبيعي‪43................................................................................ :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المتّهم كشخص معنوي‪35............................................................................... :‬‬
‫‪32.................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سلطة تحريك الدّعوى العمومية وقيودهم‪36..................................................... :‬‬


‫الفرع األول‪ :‬سلطة المالامة في تحريك ال ّدعوى العمومية‪36.................................................. :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القيود الواردة على النيابة في تحريك ال ّدعوى العمومية‪21.................................... :‬‬
‫المطلب الثمني‪ :‬طرق تحريك الدّعوى العمومية‪24................................................................. :‬‬
‫الفرع األ ّول‪ :‬طرق تحريك ال ّدعوى العمومية من طرف النيابة‪24.............................................. :‬‬
‫أخرى‪27............................................ :‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تحريك ال ّدعوى العمومية من طرف جها‬
‫‪60.......................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األسبمب العم ّمة النقضمء الدعوى العمومية‪60.................................................. :‬‬


‫صة النقضمء الدعوى العمومية‪60............................................... :‬‬
‫المطلب الثمني‪ :‬األسبمب الخم ّ‬

‫‪133‬‬
‫بالدعوى املدنية التبعية‪63.............................................‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬التعريف‬
‫‪71..............................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ال ُمدّعي المدني‪70....................................................................................... :‬‬
‫الفرع األ ّول‪ :‬صفة ال ُم ّدعي المدني‪70.................................................................................. :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهلية التقاضي‪75...........................................................................................:‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مصلحة الم ّدعي المدني‪75.............................................................................. :‬‬
‫المطلب الثمني‪ :‬ال ُمدّعى عليه مدنيًم‪74................................................................................. :‬‬
‫الفرع األ ّول‪ :‬ال ُمتهّم‪74..................................................................................................... :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المسؤول المدني‪74........................................................................................ :‬‬
‫‪72........................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مممرسة الدعوى المدنية أمم القضمء الجزائي‪72............................................. :‬‬


‫وآثار ممارسة الدعوى المدنية أمام القضاا الجزائي‪72.............................. :‬‬ ‫الفرع األول‪ُ :‬مبرّرا‬
‫الفرع الثاني‪ :‬شروط اختصاص القاضي الجزائي بنظر الدعوى المدنية‪76.................................. :‬‬
‫إقامة الدعوى المدنية أمام القضاا الجزائي‪77........................................ :‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬إجرااا‬
‫المطلب الثمني‪ :‬مممرسة الدعوى المدنية أمم القضمء المدني‪80.............................................. :‬‬
‫الفرع األ ّول‪ :‬األحكام المقيّدة الختيار الطريق المدني‪80........................................................... :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األثر المترتّب عن اختيار الطريق المدني‪83....................................................... :‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬انقضاا الدعوى المدنية التبعية‪83..................................................................... :‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬مراحل الدعوى العمومية‪86........................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬التحقيق التمهيدي كمرحلة متهيدية للدعوى العمومية‪87.......... :‬‬


‫‪87........................ :‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التعريف بملتحقيق التمهيدي‪87 ..................................................................... :‬‬


‫الفرع األول‪ :‬مفهوم التحقيق التمهيدي وأه ّميته‪87................................................................... :‬‬
‫المشتبه فيه أناا التحقيق التمهيدي‪31..................................................... :‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬ضمانا‬
‫المطلب الثمني‪ :‬التعريف بجهمز الشرطة القضمئية‪30............................................................. :‬‬
‫الفرع األول هيكلة الشرطة القضائية‪30...........................................................................:‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تنظيم الشرطة القضائية‪33..........................................................................:‬‬
‫‪38........‬‬
‫‪134‬‬
‫المطلب األول‪ :‬سلطمت الشرطة القضمئية في تحقيقمت التحري واالستدالل‪38............................. :‬‬
‫التحري العادي‪38............................................................................. :‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إجرااا‬
‫الفرع الثاني‪:‬أساليب التحرّي الخاصّة‪011............................................................................. :‬‬
‫المطلب الثمني‪ :‬سلطمت الشرطة القضمئية في تحقيقمت التل ُّبس‪013.......................................... :‬‬
‫الوجوبية‪013................................................................................. :‬‬ ‫الفرع األول‪:‬االجرااا‬
‫الجوازية‪016................................................................................. :‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬االجرااا‬

‫الفصل الثاني‪ :‬مرحلة التّحقيق االبتدائـــــي‪001.................................................‬‬

‫‪001.................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهو التّحقيق االبتدائي‪000........................................................................ :‬‬


‫الفرع األ ّول‪ :‬تعريف التّحقيق االبتدائي‪000........................................................................... :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إستقاللية قضاا التحقيق عن قضاا الحكم والنيابة‪000........................................... :‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أهميّة التحقيق االبتدائي‪005............................................................................ :‬‬
‫المطلب الثمني‪ :‬خصمئص التحقيق االبتدائي‪004................................................................... :‬‬
‫الفرع األ ّول‪ :‬سرّية التحقيق‪004......................................................................................... :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حضور الخصوم‪003................................................................................:‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تدوين اإلجرااا ‪003................................................................................... :‬‬
‫‪002.................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التعريف بقمضي التحقيق وسلطمته في إجراءات جمع األدلة‪002.......................... :‬‬
‫الفرع األ ّول‪ :‬التعريف بقاضي التحقيق‪002........................................................................... :‬‬
‫جمع األدلة من طرف قاضي التحقيق‪008.............................................. :‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إجرااا‬
‫المطلب الثمني‪ :‬أوامر قمضي التحقيق‪050............................................................................ :‬‬
‫الفرع األ ّول‪ :‬األوامر االحتياطية المتعلّقة بحرّية المتّهم‪050...................................................... :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أوامر التصرّف في ملف التحقيق‪056................................................................ :‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الطعن في أوامر قاضي التحقيق وغرفة اإلتهام‪057............................................. :‬‬

‫‪053.................................‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬مرحلة التحقيــق النهائي ( احملاكمة)‪:‬‬


‫قائمة املرارجع ‪041...........................................................................................................‬‬

‫‪135‬‬

You might also like