You are on page 1of 200

‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫قانون العقوبات ‪ /‬القسم العام‬

‫ىناؾ مصالح اجتماعية تزداد باستمرار وقد تتعارض ىذه المصالح مع بعضيا لذلؾ ظير القانوف‬

‫لحماية ىذه المصالح فالقانوف‪(( :‬مجموعة القواعد التي تقرىا الدولة وتقترف بتدابير قسرية توقعيا‬

‫عمى مف يخؿ بيا))‪ ،‬وقانوف العقوبات ىو القانوف الذي يحدد السموؾ الذي يعتبر جريمة والعقوبات‬

‫التي يستحقيا مرتكب الجريمة‪.‬‬

‫قانون العقوبات‪ /‬مجموعة القواعد القانونية التي تحدد صور السموؾ التي تحدد الجرائـ وتبيف‬

‫العقوبات المقررة ليا‪.‬‬

‫اقساـ قانوف العقوبات‪ :‬اف قواعد قانوف العقوبات تتضمف نوعيف مف القواعد‪:‬‬

‫‪ -1‬قواعد القسم العام‪ :‬تسمى ( قانوف العقوبات‪ -‬قسـ العاـ) ويضـ القواعد التي تخضع ليا‬

‫الجرائـ والعقوبات عمى اختبلؼ أنواعيا‪ ،‬ووظيفة القسـ العاـ ىي تحديد األركاف العامة لمجريمة‬

‫واالحكاـ التي تخضع ليا‪ ،‬ووضع ليا الضوابط التي تحدد األفعاؿ المشروعة وغير المشروعة وبياف‬

‫القواعد العامة التي تحدد األفعاؿ لمعقوبات والتدابير‪.‬‬

‫‪ -2‬قواعد قسم الخاص‪ :‬ويسمى (قانوف العقوبات – القسـ الخاص) ويضـ القواعد التي تحدد كؿ‬

‫جريمة عمى حدة‪ ،‬مف حيث أركانيا وعقوباتيا والظروؼ الخاصة بيا‪ ،‬فوظيفة القسـ الخاص اذا‬

‫تحديد اوصاؼ إجرامية واقعية معينة وبياف العناصر المادية والمعنوية لكؿ وصؼ او تكييؼ‬

‫واستظيار مجالو وبياف الجزاء المناسب لو‪.‬‬

‫موضوع قانون العقوبات‪:‬‬

‫يتناوؿ ثبلثة أمور جوىرية (الجريمة‪ -‬الشخص المسؤوؿ ‪ -‬العقوبة)‪.‬‬

‫‪ -1‬تحديد أفعاؿ والتصرفات التي يقدر خطورتيا عمى المصالح ويعتبرىا جرائـ تستوجب العقاب‬

‫‪1‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -2‬تحديد مف يكوف مف األشخاص مسؤوال يستحؽ العقاب وذلؾ منف خبلؿ تحديد عناصر‬

‫المسؤولية الجنائية وشروطيا‬

‫‪ -3‬بياف الجزاءات التي يقدر انيا تقابؿ الجرائـ وتسمى العقوبات فاذا وقعت جريمة نشأت عبلقة‬

‫قانونية بيف الدولة والفرد مرتكب الجريمة يحدد قانوف العقوبات احكاميا ويبيف مدى مسؤولية‬

‫مرتكبيا عنيا‬

‫وظيفة قانون العقوبات‪ :‬مكافحة الجريمة (المنع العاـ‪ :‬التيديد بالعقاب ‪ -‬المنع الخاص‪:‬‬

‫إصبلح وتقويـ الجاني ‪ -‬تحقيؽ العدالة)‬

‫صمة قانون العقوبات بالقوانين االخرى‪:‬‬

‫‪ ‬القانوف المدني – حيث يحمي حؽ الممكية بعقابو عمى السرقة والنصب واالحتياؿ‪.‬‬

‫‪ ‬قانوف األحواؿ الشخصية – يحمي الحقوؽ الزوجية بعقابو عمى الزنا‪.‬‬

‫‪ ‬القانوف الدستوري – يحمي حقوؽ الدولة بعقابو عمى الجرائـ التي تمس امف الدولة‪.‬‬

‫‪ ‬القانوف اإلداري – بحمايتيا لموظيفة العامة بعقابيا عمى الرشوة‪.‬‬

‫‪ ‬القانوف التجاري – يحمي التعامؿ بالصكوؾ بعقابو عمى سحب صؾ بدوف رصيد‪.‬‬

‫‪ ‬القانوف الدولي العاـ –تنظيـ التعاوف بيف الدوؿ لمكافحة االجراـ وتنظيـ مسألة تسميـ المجرميف‪.‬‬

‫‪ -‬قواعد االخبلؽ‪ -‬حيث اف الجرائـ التي يعاقب عمييا قانوف العقوبات تتنافى في ذات الوقت مع‬

‫قواعد االخبلؽ مثؿ القتؿ والجرح والسرقة‪ ،‬في حيف اف كثي ار مف التصرفات التي تحرميا قواعد‬

‫االخبلؽ ال يعاقب عمييا قانوف العقوبات مثؿ الكذب والنفاؽ والنميمة‪.‬‬

‫العموم المساعدة لقانون العقوبات‬

‫‪ -1‬عمم االجرام‪ :‬ىو العمـ الذي يتناوؿ دراسة أسباب الجريمة ودوافعيا لمعمؿ عمى مكافحتيا‪ ،‬وىو‬

‫عمـ حديث ييتـ بالجريمة باعتبارىا ظاىرة اجتماعية‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -2‬عمم التحقيق الجنائي العممي والفني ( البوليس الطبي ) ‪ /‬ىو العمـ الذي يبحث الوسائؿ التي‬

‫تساعد عمى كشؼ الجريمة وتعقب مرتكبييا‪ ،‬ويعتمد عمى طائفة مف العموـ يسمى الطب العدلي‬

‫ويبحث في (االثار عمى جسـ المجنى عميو‪ -‬السبلح الذي ارتكب بو الجريمة‪ -‬بياف سبب الوفاة‪.‬‬

‫‪-3‬عمم العقاب ‪ /‬ىو العمـ الذي يبحث في الوسائؿ التي يتخذىا المشرع لمكافحة الجريمة والمتمثمة‬

‫في التدابير الوقائية او بالعقاب عمييا بعد وقوعيا‪.‬‬

‫تطور قانون العقوبات‬

‫‪ -1‬مرحمة االنتقام الفردي‪ :‬أساسيا االنتقاـ ورئيس القبيمة ىو الذي يباشر سمطة القضاء بيف‬

‫االفراد‪ ،‬والوسائؿ التأديبية مثؿ الضرب والقتؿ والطرد مف العشيرة او نفي الجاني‪ .‬وكاف العقاب فييا‬

‫بانتقاـ المجني عميو مف الجاني ثـ انتقؿ الى رئيس القبيمة مف خبلؿ القصاص مف الجاني وبعد‬

‫ذلؾ ظير نظاـ الدية وكانت اختيارية وبعد ذلؾ أصبحت اجبارية‪.‬‬

‫‪ -2‬مرحمة االنتقام لمدولة‪ :‬انتقؿ حؽ العقاب لمدولة‪ ،‬مميزاتيا‪(:‬اشد الجرائـ خطورة كالسحر‪-‬‬

‫العقوبة تمتاز بالقسوة مثؿ الحرؽ‪ -‬وعدـ المساواة بيف االفراد‪-‬والعقاب كانت قاسية ألنيا تكفير عف‬

‫الذنب‪.‬‬

‫‪ -3‬المرحمة اإلنسانية او الفمسفية‪ :‬ظير في القرف الثامف عشر مجموعة مف الكتاب والمصمحيف‬

‫منيـ منتسكيو (روح القوانيف) وجاف جاؾ روسو (العقد االجتماعي) نادوا بالتشييد قانوف العقوبات‬

‫مف جديد عمى اساس الرحمة‪ -‬وضع حد ادنى لمعقوبة ‪ ،‬وسيزاري بيكاريا ( الجرائـ والعقوبات) بيف‬

‫أساس ووظيفة العقوبة وىي اصبلح المجرـ وتأىيمو ‪ ،‬بنثاـ ( مبادئ اخبلؽ التشريع )‪.‬‬

‫ثـ جاءت المدرسة التقميدية الجديدة والتي رفعت شعاراف ال تكوف العقوبة اكثر مما تستمزمو‬

‫المصمحة وال اكثر مف مما تقتضيو العدالة‪ ،‬فالقاضي يتصرؼ بالعقوبة لتكوف مبلئمة لمفرد وىذه‬

‫المدرسة تتبنى حرية االختيار كأساس لممسؤولية الجنائية‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫اما المدرسة الوضعية او اإليطالية وأوؿ مف دعا ليا ىو الفقيو لومبروزو وىذه المدرسة تيتـ‬

‫بالجاني ألنو مصدر الجريمة واف األفعاؿ (الجرائـ) ىي مظير لخطورة الجاني ‪ ،‬وىي تتبنى مبدأ‬

‫الجبر كأساس لممسؤولية الجنائية‪ ،‬كما أنيا تنادي بالتدابير الوقائية‪ ،‬وبعد ذلؾ ظيرت مدارس‬

‫توفيقية أخرى مثؿ مدرسة الدفاع االجتماعي والجمعية الدولية لقانوف العقوبات‪.‬‬

‫تطور قانون العقوبات العراقي‬

‫ظيرت مجموعة مف القوانيف القديمة وضعيا مموؾ منيـ سرجوف االكدي‪ ،‬اصبلحات اوركاجينا‬

‫والممؾ جوديا ولبث عشتار واىـ المموؾ حمورابي وضع مسمة يتكوف مف ‪ 282‬مادة حتى ظيور‬

‫اإلسبلـ أصبحت الشريعة اإلسبلمية ىي قانوف العقوبات لمببلد‪.‬‬

‫وحددت العقوبة عمى اساسيف ‪-:‬‬

‫‪ -1‬مسمك التعيين بالنص ‪ /‬أي اف العقوبة محددة بنص مثؿ جريمة السرقة والزنا‪.‬‬

‫‪ -2‬مسمك التفويض لإلمام ‪ /‬حيث أعطت الشريعة لئلماـ تفويض بتحديد الجرائـ وتحديد عقوبتيا‬

‫وبعدىا ظيرت قانوف العقوبات البغدادي ‪(1919‬ناقص‪ -‬غير دقيؽ‪ -‬قديـ في مبادئو‪ -‬اختبلؼ في‬

‫بعض مواده) كتب باإلنكميزية ثـ ترجـ الى العربية‪ ،‬وأخي ار اصدرت قانوف العقوبات العراقي رقـ‬

‫‪ 111‬لسنة ‪.1969‬‬

‫مصدر قانون العقوبات‬

‫تحكـ قانوف العقوبات بمبدأ (قانونية الجرائـ والعقوبات) او مبدأ (نصية الجرائـ والعقوبات) او مبدأ‬

‫(ال جريمة وال عقوبة اال بنص) وىو بذلؾ يختمؼ عف بقية فروع القانوف التي ليا مصادر أخرى‬

‫ويقصد بو ‪ -:‬اف المشرع وحده ىو الذي يممؾ تحديد األفعاؿ المعاقب عمييا والمسماة بالجرائـ‬

‫وتحديد الجزاءات التي توقع عمى مرتكبييا والمسماة بالعقوبات‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫أي انو ليس لمقاضي اف يعتبر فعؿ ما جريمة ميما كاف ىذا الفعؿ منافيا لآلداب او المصمحة‬

‫العامة اذا لـ يكف منصوصا عميو في قانوف العقوبات‪ ،‬أي انو ليس لمقاضي اف يخمؽ جرائـ او‬

‫يبتكر عقوبات‪.‬‬

‫وظيرت ألوؿ مرة في إنكمت ار (العيد األعظـ‪ -‬اعبلف حقوؽ االنساف‪ -‬تشريع الثورة الفرنسية‪-‬‬

‫الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة‪ -‬ميثاؽ المجمس األوروبي) الى اف اصبح مبدأ دستوريا‪.‬‬

‫المبدأ في الشريعة اإلسالمية‬

‫عرفت الشريعة اإلسبلمية ىو المبدأ حيث انو ال جريمة ذات عقوبة مقدرة وىناؾ نصا يأتي بيا‬

‫ويحدد العقوبة كما ىو الحاؿ في جرائـ الحدود والقصاص وامثاليا (( وما كنا معذبيف حتى نبعث‬

‫رسوال )) ‪ ،‬سؤاؿ الفرؽ بيف الشريعة والقانوف في العقوبة ىو اف الشريعة اخروية والقانوف دنيوية‪.‬‬

‫تبرير المبدأ ( المبررات ) ىو ‪-:‬‬

‫‪ -1‬ىو كفالة حقوؽ االفراد وضماف حريتيـ‪ ،‬الف مف خبللو يعرؼ الفرد ما ىو مباح وما ىو‬

‫مجرـ‪.‬‬

‫‪ -2‬تحقيؽ العدالة ألنو يجب اف يعرؼ االنساف مقدما الجرائـ ليتجنبيا‪.‬‬

‫‪ -3‬تحقيؽ المصمحة العامة فيو ضروري لوحدة القضاء الجنائي وعدـ تناقض احكامو‪.‬‬

‫نقد المبدأ ‪/‬‬

‫‪ -1‬اف ىذا المبدأ اصبح رجعيا ( قديما ) ألف المشرع يحدد العقوبة عمى أساس جسامة الجريمة‬

‫بينما النظريات الحديثة تركز االىتماـ عمى شخصية الجاني وتدعو الى تفريد العقوبة‪.‬‬

‫‪ -2‬اف ظروؼ الحياة وتعقدىا يؤدي الى وجود الكثير مف األفعاؿ الجديرة بالتجريـ لـ يفطف المشرع‬

‫الييا عند وضع القانوف والحؽ اف ىذه االنتقادات ليست حاسمة فالسمطة تقديرية لمقاضي تمكنو‬

‫‪5‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫مف تفريد العقوبة لمشخص الجاني كما اف المشرع يستطيع اف يستدرؾ أي نقص بتجريـ األفعاؿ‬

‫التي تظير خطورتيا‪.‬‬

‫تطور مبدأ الشرعية‬

‫‪ -1‬ظيور مبدأ تفريد العقوبة‪ :‬إعطاء القاضي سمطة تقديرية في تحديد العقوبة بيف الحد األدنى‬

‫واالعمى بشكؿ يتؤلـ مع ظروؼ الجاني‪.‬‬

‫‪ -2‬وضع لبعض الجرائـ عقوبات تخييرية (اختيارية) مبلئمة لمجاني مثاؿ (يعاقب بالحبس او‬

‫الغرامة)‪.‬‬

‫‪ -3‬اعطى لمقاضي سمطة االمر بوقؼ التنفيذ لمعقوبة مف اجؿ اصبلح الجاني‪.‬‬

‫‪ -4‬قرر حؽ العفو وتخفيؼ العقوبة واالفراج الشرطي قبؿ انتياء مدة العقوبة‪.‬‬

‫تحوؿ دور القاضي مف النطؽ بالعفو الى تقديرىا ضمف الحدود التي وضعيا المشرع‪.‬‬

‫الدستور العراقي ‪ 1971‬في المادة ( ‪ ) 21‬فقرة ( ب ) ال جريمة وال عقوبة اال بناء عمى قانوف‪.‬‬

‫بقانوف ‪ :‬أي بناء عمى نص تشريعي‪.‬‬

‫بناء عمى قانوف‪ :‬أي اف قانوف العقوبات في بعض الحاالت يفوض فييا المشرع الى جية أخرى‬

‫سمطة خمؽ الجرائـ والعقوبات‪.‬‬

‫والمادة (‪ )1‬من قانون العقوبات العراقي نصت على أنه‪(( :‬ال عقاب على فعل أو امتناع إال بناء‬
‫على قانون‪.))....‬‬

‫نتائج مبدأ قانونية الجرائم والعقوبات‬

‫‪ -1‬اف التشريع ىو المصدر الوحيد لقانوف العقوبات‪.‬‬

‫‪ -2‬اف قانوف العقوبات ال تسري احكامو وقواعده اال عمى المستقبؿ‪ ،‬وفقا لمبدأ عدـ رجعية القانوف‬

‫الجنائي عمى الماضي وىذا يقتصر عمى القواعد الموضوعية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -3‬إف سمطة القاضي تنحصر في تطبيؽ القانوف ضمف الحدود التي رسميا المشرع‪ ،‬دوف اف‬

‫يصؿ بو االمر الى خمؽ جرائـ وعقوبات‪.‬‬

‫تفسير قانون العقوبات‬

‫نصوص قانوف العقوبات إما أف تكوف واضحة ال تحتاج الى تفسير او غير واضحة تحتاج الى‬

‫تفسير‪ ،‬والتفسير بالنظر الى مصدره ثبلثة أنواع ‪-:‬‬

‫‪ -1‬التفسير التشريعي‪ :‬ويراد بو التفسير الذي يقوـ بو المشرع ويتـ عادة بأف يصدر المشرع‬

‫تشريعا جديدا يوضع فيو النص الغامض ويبيف حكميا‪ ،‬وىو تفسير يمزـ بو المحاكـ ويتقيد القاضي‬

‫بو وليس لو مخالفتو ألنو تشريع‪ ،‬ويعتبر نافذا مف تاريخ صدور القانوف الذي جاء ليفسره وبذلؾ‬

‫يكوف لو اثر رجعي يشمؿ االحكاـ التي لـ يكتسب الدرجة القطعية‪.‬‬

‫‪ -2‬التفسير القضائي‪ :‬يقصد بو التفسير الذي يصدر عف القاضي لمنص القانوني اثناء تطبيقو لو‬

‫وىو يفصؿ في القضية المعروضة عميو‪ ،‬وىو تفسير غير ممزـ ال يقيد قاضيا اخر بؿ انو ال يقيد‬

‫نفس القاضي وىو تفسير تستأنس برأي محكمة التمييز بخصوص فيميا لمحتوى القانوف وحكمو‪.‬‬

‫‪ -3‬التفسير الفقيي‪ :‬ويقصد بو التفسير الذي يصدر عف فقياء القانوف اثناء شرحيـ لو‪ ،‬فيو غير‬

‫ممزـ لمقضاء او اية جية أخرى‪ ،‬وفائدتو في اعانة القضاء عمى تطبيؽ القانوف وفي توجيو المشرع‬

‫الستكماؿ ما في التشريع مف نقص ولذلؾ تستأنس بو المحاكـ‪.‬‬

‫مذاىب التفسير‬

‫ظيرت ثبلثة مدارس في تفسير النص القانوني ‪-:‬‬

‫‪ -1‬مدرسة الشرح عمى المتون‪ :‬تفسير النص عف طريؽ الكشؼ عف نية المشرع الحقيقية وقت‬

‫وضع القانوف‪ ،‬مع االستعانة بقواعد المنطؽ والمغة‪ ،‬فاذا انتفى وجود النص فيجب البحث عف إرادة‬

‫‪7‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫المش رع المفترضة‪ ،‬وقت وضع التشريع فيما لو عرضت عميو تمؾ الحالة‪ .‬ولكف مف عيوبو انو‬

‫يغفؿ التطور في المجتمع ويعود بالفكر الى الوراء‪.‬‬

‫‪ -2‬المدرسة التاريخية‪ :‬يخالؼ انصار مدرسة الشرح عمى المتوف‪ ،‬وتقوؿ بأف البحث عف ىذه‬

‫النية واإلرادة يكوف في الوقت الذي يتطمب التفسير وفقا لمظروؼ االجتماعية واالقتصادية الجديدة‪،‬‬

‫وىذا الرأي يؤمف بتطور المجتمع وبتغير حاجاتو‪ .‬فإرادة المشرع تخضع لظروؼ المتغيرة الجديدة‬

‫والمتطورة‪ ،‬ولكف مف عيوبو انو يؤدي الى التحكـ وذلؾ مف خبلؿ قوؿ المفسر‪ ،‬باف ذلؾ ىو االرادة‬

‫المحتممة التي يقوليا المشرع لو شرع القانوف في الظروؼ الجديدة وىذا يثير عدـ استقرار‪.‬‬

‫‪ -3‬المدرسة العممية‪ :‬تتفؽ ىذه المدرسة مع مدرسة الشرح عمى المتوف مف حيث البحث عف إرادة‬

‫المشرع الحقيقية عند وضع التشريع ولكنيا ال تتفؽ معيا في مسألة اإلرادة المفترضة لممشرع في‬

‫حالة اذا تعذر الحصوؿ عمى اإلرادة الحقيقية لممشرع‪ ،‬مما يعني انيا ترفض افتراض شيء ونسبتو‬

‫لممشرع‪ ،‬فاذا كاف التشريع خاليا مف القواعد فيجب البحث عنيا في المصادر األخرى ( العرؼ –‬

‫قواعد العدالة – مبادئ القانوف الطبيعي)‪.‬‬

‫طريقة تفسير نصوص قانون العقوبات‪:‬‬

‫قانوف العقوبات يحكمو مبدأ (ال جريمة وال عقوبة اال بنص) لذلؾ يجب اف يكوف التفسير مقيد‬

‫بذلؾ لكي ال يؤدي الى تجريـ صور مف السموؾ لـ يقصد المسرع تجريميا او فرض عقوبات جديدة‬

‫غير موجودة اصبل‪ ،‬لذلؾ ىناؾ عدة اراء‪:‬‬

‫الرأي األول‪ :‬عدـ جواز تفسير النصوص الجنائية ألف صيغة النص يتضمف اقصى ما يريد‬

‫المشرع‪ .‬قالوا بعدـ جواز تفسير النصوص الجنائية الف صيغة النص تتضمف اقصى ما يريده‬

‫‪8‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫المشرع‪ ،‬ومنو بكاريا وذلؾ بسبب السمطة الكبيرة التي كاف يتمتع بيا القاضي‪ ،‬لذلؾ حاولت‬

‫التشريعات التي اخذت بيذا الرأي اف تجعؿ نصوصيا شاممة لكؿ ما يحتاج اليو القاضي‪.‬‬

‫الرأي الثاني‪ :‬يمكف تفسير النصوص الجنائية ولكف التفسير يجب اف يكوف ضيقا (حرفيا) وال‬

‫يجوز التوسع فيو ذلؾ خوفا مف اف يؤدي التوسع الى خمؽ الجرائـ وعقوبات جديدة وىذا الرأي‬

‫يجعؿ القانوف عاجز عف مواجية الظروؼ الجديدة وحماية المجتمع‪.‬‬

‫الرأي الثالث‪ :‬وىي الرأي الراجح والغالب‪ ،‬وىو اف يكوف الغرض مف التفسير الكشؼ عف قصد‬

‫المشرع وال اىمية لكونو واسعا او ضيقا‪ ،‬الميـ انو يعبر عف قصد المشرع والتفسير الذي يطابؽ‬

‫قصد المشرع ىو تفسير صحيح شرط اف ال يؤدي الى خمؽ جرائـ وعقوبات‪ ،‬فيو ال يتعارض مع‬

‫مبدأ قانونية الجرائـ‪ .‬وىو ما يعرؼ بالتفسير ‪ -‬المقرر ‪ -‬وفي حالة الشؾ فانو يفسر لصالح المتيـ‬

‫الف االصؿ في االنساف البراءة وىذا االصؿ ال يزوؿ بالشؾ واذا كاف النص يتحمؿ تفسير لصالح‬

‫المتيـ واخر ضده يجب اف يغمب التفسير لصالح المتيـ‪.‬‬

‫وسائل التفسير‬

‫التفسير المغوي‪ :‬ىي الخطوة األولى عند التفسير‪ ،‬فالمشرع منزه عف المغو‪ ،‬وال يجوز لممفسر اف‬

‫ييمؿ اي لفض مف الفاظ النص‪ ،‬تحت تبرير انو اقرب لمعدالة او لتحقيؽ المصمحة الف تغير‬

‫معنى النص ىو وضع لقانوف جديد وليس تفسير لو واذا كاف لمنص عبارات ذات معنى اصطبلحي‬

‫فيجب التقيد بذلؾ المعنى واف خالؼ المعنى الدارج لو كالشروع او االختبلس‪ ،‬وفي حالة الخطأ‬

‫المادي يجب اف يصحح شرط اف يكوف المشرع واضح‪.‬‬

‫التفسير المنطقي‪ :‬يمجأ ليا اذا كاف الفاظ النص ال تكشؼ او تحدد قصد المشرع بوضوح ودقة‬

‫وافضؿ وسيمة ىي التعرؼ عمى اليدؼ الذي عناه بوضعو لمنص المراد تفسيره ولممفسر اف يستعيف‬

‫بكؿ الوسائؿ مثؿ البحث عف (تاريخ النص ‪ -‬الرجوع الى مصدره ‪ -‬االعماؿ التحضيرية)‪ ،‬واذا‬
‫‪9‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫كاف ىناؾ اختبلؼ بيف متف النص وبيف عنواف النص أي وجود تعارض فيجب االعتداد بما جاء‬

‫في المتف ألف ما ورد فيو ىو الذي يحدد صور السموؾ المجرـ والعقوبة‪.‬‬

‫دور القياس في تفسير نصوص قانون العقوبات‬

‫القياس‪ :‬ىو إعطاء حالة غير منصوص عمييا في القانوف حكـ حالة منصوص عمييا فيو التفاؽ‬

‫الحالتيف في العمة‪.‬‬

‫مف أبرز االثار المترتبة عمى االخذ بمبدأ قانونية الجرائـ والعقوبات ىو حرماف القاضي الجاني مف‬

‫المجوء الى القياس عند تطبيقو لقانوف العقوبات ذلؾ ألف االخذ بالقياس يؤدي أحيانا الى خمؽ جرائـ‬

‫او عقوبات لـ يرد فيو نص في القانوف مما يترتب عميو اف ال يجوز لمقاضي اف يقيس سموكا لـ‬

‫يرد نص بتجريمو عمى سموؾ اخر ورد نص بتجريمو ميما كاف التماثؿ بيف السموكيف وميما كانت‬

‫المصمحة‪.‬‬

‫وقاعدة حظر القياس بالنية لمقوانين اإليجابية‪ :‬القياس ال يجوز في قانوف العقوبات تطبيقا لمبدأ‬

‫الشرعية الف ذلؾ قد يخمؽ جرائـ وعقوبات‪ ،‬ومنع القياس يكوف مطمقا في القواعد اإليجابية‬

‫والخاصة بالتجريـ والعقاب‪ ،‬اما بالنسبة لمقوانيف السمبية أي التي تبيح السموؾ او ترفع المسؤولية او‬

‫تعفي مف العقاب فأف القياس فييا جائز اذا لـ يكف يتعارض مع مبدأ الشرعية‪ ،‬حيث ال ينشأ جرائـ‬

‫وعقوبات ويوسع مف حرية المتيـ ويخرجو مف دائرة والعقاب‪.‬‬

‫التضارب الظاىري لمنصوص الجنائية‬

‫يق صد بالتضارب اف واقعة ما ينطبؽ عمييا اكثر مف نص ويرجع ذلؾ الى وجود عامؿ مشترؾ‬

‫بينيا‪ .‬وىي حاالت التي تبدو فييا ألوؿ وىمة اف واقعو ما ينطبؽ عمييا اكثر مف نص وذلؾ لوجود‬

‫عامؿ مشترؾ متصؿ بذات الموضوع الذي تتناوؿ عدة نصوص‪ ،‬واف حؿ ىذا التضارب متروؾ‬

‫لمفقو والقضاء دوف أف يضع نصا لو‪ ،‬وىناؾ ثبلث مبادئ يؤخذ بيا في فض ىذا التنازع‪:‬‬
‫‪11‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -1‬أن النص الخاص يغمب عمى النص العام‪:‬‬

‫ويحصؿ عندما يكوف النص الخاص يحوي عناصر النص العاـ باإلضافة الى عنصر او اكثر‬

‫اء بنفس الوقت اـ ال‬


‫يكوف الزما لتطبيؽ النص الخاص سوى كاف بنفس القانوف اـ ال‪ ،‬وسو ً‬

‫لكف يشترط اف يكوف النصاف نافذاف بنفس الوقت مثؿ المادة (‪ )415‬والمادة (‪.)416‬‬

‫النص العام‪ :‬المادة (‪ )415‬حدد العقوبة السجف المؤبد او المؤقت لجريمة القتؿ العمد‪.‬‬

‫النص الخاص‪ :‬المادة (‪( ،)416‬القتؿ بدافع دنيء‪-‬القتؿ بالسـ‪-‬قتؿ األصوؿ‪ )...‬وعقوبتيا اإلعداـ‪.‬‬

‫‪ -2‬ان النص المستوعب يطبق دون النص قصير المدى‪:‬‬

‫ويطبؽ في الجريمة المتدرجة والمركبة‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬الجريمة المتدرجة والتي يقتضي تنفيذىا التدرج في السموؾ مف جريمة الى أخرى‬

‫اكثر جسامة‪ ،‬مثؿ‪ :‬تدرج القاتؿ مف جرح وضرب لممجنى عميو انتياء بقتمو وىو اليدؼ المقصود‪،‬‬

‫ففي ىذه الحالة يطبؽ عميو نص جريمة القتؿ او الجريمة التامة تستوعب فيو الشروع وىو اليدؼ‬

‫المقصود‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬الجريمة المركبة وىي التي تتكوف مف أكثر مف عنصر كؿ منيا يحقؽ جريمة‬

‫مستقمة كالسرقة باستعماؿ مفاتيح مصطنعة (ال تقع ضمف المادة الخاصة بعقوبة السرقة البسيطة‬

‫او المادة الخاصة بحيازة مفاتيح مصطنعة وانما تحت طائمة السرقة باستعماؿ مفاتيح مصطنعة‬

‫(عقوبتيا اشد)‪.‬‬

‫‪ -3‬ان النص األصمي يغني عن النص االحتياطي‪:‬‬

‫فاالتفاؽ الجنائي يعتبر نص احتياطي بالنسبة لجريمة تنفيذ االتفاؽ‪ -‬اخفاء األشياء المسروقة‬

‫نص احتياطي بالنسبة لجريمة السرقة ىي النص األصمي‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫رقابة القضاء عمى دستورية القوانين‪ :‬عاـ ‪ 1968‬انشأ المشرع المحكمة العميا الدستورية‪،‬‬

‫بقانوف رقـ (‪ )159‬لسنة ‪ 1968‬واناط بيا النظر في دستورية القوانيف واألنظمة‪.‬‬

‫نطاق تطبيق قانون العقوبات‬

‫النص الجنائي كبقية النصوص القانونية ليس لو سمطاف مطمؽ إنما يتحدد سمطانو بحدود زمنية‬

‫ومكانية وشخصية‪.‬‬

‫تطبيق قانون العقوبات من حيث الزمان‬

‫( مبدأ عدم رجعية القانون الجنائي )‬

‫يتطمب القانوف الجنائي اف يكوف نافذاً ‪ ...‬ويكوف نافذا مف تاريخ نشره في الجريدة الرسمية‬

‫(الوقائع العراقية) ويستمر حتى الغاءه‪ ،‬والغاءه اما يكوف صريح او ضمني وذلؾ بصدور قانوف‬

‫جديد يشمؿ عمى نص يتعارض مع القديـ او ينظـ موضوع جديد والذي سبؽ اف نظمو القانوف‬

‫السابؽ‪ ،‬فإذا صدر قانوف جديد فإنو يطبؽ عمى الوقائع البلحقة لنفاذه‪.‬‬

‫إف الجريمة تكشؼ بعد زمف مف ارتكابيا ويتطمب التحقيؽ فييا ثـ المحاكمة‪ ،‬ففي ىذه الحالة‬
‫ّ‬

‫إذ صدر قانوف جديد فيؿ تخضع الجريمة الى القانوف الذي كاف نافذاً وقت ارتكابيا اـ القانوف‬

‫النافذ وقت الحكـ فييا؟‬

‫س‪ /‬ىل يحكم القانون الجديد عمى الوقائع السابقة لنفاذه؟‬

‫ج‪ /‬المبدأ العاـ في تطبيؽ القانوف الجنائي مف حيث الزماف ىو (مبدأ عدـ رجعية القانوف الجنائي‬

‫عمى الماضي) ويقصد بيذا المبدأ اف مبادئ واحكاـ القانوف الجنائي ال تسري اال عمى الوقائع التي‬

‫حدثت بعد نفاذه‪ ،‬أي أنيا ال تسري عمى الماضي‪ ،‬ويترتب عميو اف القانوف الواجب التطبيؽ عمى‬

‫‪12‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫الجريمة ىو القانوف النافذ وقت ارتكاب الجريمة وليست وقت المحاكمة‪ ،‬وتاريخ النفاذ ىو تاريخ‬

‫النشر في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫س‪ /‬كيف يمكن معرفة كون جريمة وقعت قبل نفاذ القانون؟‬

‫‪ -1‬الجرائم الوقتية‪ :‬وىي التي تتكوف مف سموؾ واحد تقع وتنتيي بوقوع الجريمة مثؿ القتؿ‬

‫والسرقة ويكوف وقت ارتكابيا ىو وقت اقتراؼ العمؿ التنفيذي المكوف ليا‪ ،‬والعبرة ىنا بوقوع الفعؿ‬

‫المجرـ وال عبرة بالنتيجة‪ ،‬أي بالعمؿ التنفيذي لمجريمة وال عبرة بالنتيجة حتى لو تحققت في ظؿ‬

‫القانوف الجديد فأنيا تخضع لمقانوف الذي وقع الفعؿ في ظمو‪.‬‬

‫إذ نصت الفقرة (‪ )1‬من المادة (‪ )2‬قانون العقوبات‪" :‬يسري عمى الجرائم القانون النافذ وقت‬

‫ارتكابيا ويرجع في تحديد وقت ارتكاب الجريمة الى الوقت الذي تمت فيو أفعال تنفيذىا دون‬

‫النظر الى وقت تحقق نتيجتيا"‪.‬‬

‫‪ -2‬الجرائم المستمرة‪ :‬وىي الجرائـ التي تتكوف الواحدة منيا مف حالة تحتمؿ بطبيعتيا االستمرار‬

‫مثؿ جريمة سياقة السيارة بدوف رخصة‪ ،‬وحمؿ السبلح بدوف رخصة‪ ،‬فقدا تبدأ ىذه الجريمة وتستمر‬

‫وتكوف قائمة الى ما بعد نفاذ القانوف الجديد‪ ،‬والسؤاؿ ىنا أي القانونيف يطبؽ عمى الجريمة القانوف‬

‫القديـ اـ الجديد؟ الجريمة ىنا تخضع لمقانون الجديد تطبيقا لمبدأ عدـ رجعية القانوف الجنائي عمى‬

‫الماضي وال تؤثر ذلؾ انيا ابتدأت في ظؿ القانوف القديـ‪ ،‬المادة (‪ )4‬مف قانوف العقوبات العراقي‪.‬‬

‫‪ -3‬جرائم االعتياد‪ :‬ىي الجرائـ التي تتكوف الواحدة منيا مف عمؿ او تصرؼ البد مف تك ارره‬

‫إلتماـ الجريمة وتحققيا مثؿ زنا الزوج في منزؿ الزوجية وجريمة اإلقراض بالربا الفاحش فإلى أي‬

‫قانوف يخضع الجريمة اذا وقع العمؿ األوؿ في ظؿ القانوف القديـ واالفعاؿ األخرى في ظؿ القانوف‬

‫الجديد؟ ىنالؾ رأياف‪ :‬الرأي األول يقوؿ اف يخضع لمقانوف القديـ تطبيقا لمبدأ عدـ الرجعية والرأي‬

‫‪13‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫الثاني يقوؿ يخضع لمقانوف الحديث ألف القانوف في ىذه الجرائـ ال يعاقب عمى العمؿ المكوف لذاتو‬

‫انما ىو يعاقب عمى حالتو االعتياد عميو وىو ما اخذ بو القانوف الفرنسي والمصري والعراقي‪ ،‬ألف‬

‫العقاب ليس عمى الفعؿ وانما عمى تكرار الفعؿ واالعتياد عميو‪ ،‬والقانوف العراقي يأخذ بيذا الراي‬

‫في المادة (‪ )4‬لمعقوبات‪.‬‬

‫جاءت المادة (‪ )4‬من قانون العقوبات "يسري القانون الجديد عمى ما وقع قبل نفاذه من‬

‫الجرائم المستمرة او المتتابعة او جرائم العادة التي يثابر عمى ارتكابيا في ظمو‪."...‬‬

‫أف نصوص‬
‫أساس المبدأ‪ :‬ىو احدى نتائج مبدأ الشرعية او مبدأ قانونية الجرائـ والعقوبات‪ ،‬وىي ّ‬

‫واحكاـ قانوف العقوبات ال تسري اال عمى المستقبؿ‪.‬‬

‫المبدأ في التشريع‪ :‬ىو المبدأ الموجود في قانوف العقوبات وفي الدستور أيضا‪.‬‬

‫كما ونصت الفقرة (‪ )2‬مف المادة (‪ )19‬مف الدستور العراقي عمى أنو‪:‬‬

‫((ال جريمة وال عقوبة إال بنص‪ ،‬وال عقوبة إال عمى الفعؿ الذي يعده القانوف وقت‬

‫اقترافو جريمة‪ ،‬وال يجوز تطبيؽ عقوبة اشد مف العقوبة النافذة وقت ارتكاب‬

‫الجريمة))‪.‬‬

‫إن القوانين الجنائية ىي ثالثة انواع‪:‬‬


‫ّ‬

‫أوال ‪ -‬القوانين الموضوعية‬

‫ثانياً‪ -‬قوانين شكمية‬

‫ثالثاً‪ -‬قوانين التقادم‬

‫‪14‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫نطاق تطبيق مبدأ عدم الرجعية في القوانين الجنائية‬

‫قواًيي التقادم‬ ‫قواًيي هوضوعيت‬


‫القواًيي التي تحذد الجزائن والعقوباث‬ ‫قواًيي شكليت‬
‫( تخضع لوبذأ رجعيت‬
‫القاًوى الجٌائي على‬ ‫أسباب االباحت‬ ‫تخضع لوبذأ‬
‫الواضي )‬ ‫رجعيت القاًوى‬
‫العٌاصز الوسؤولت ( ها يخفف وها يشذد )‬
‫الجٌائي على‬
‫هواًع الوسؤوليت‬ ‫الواضي‬
‫( تخضع الى هبذأ عذم رجعيت القاًوى الجٌائي على الواضي )‬

‫أوالً – القوانين الموضوعية‬

‫تخضع لمبدأ عدـ رجعية القانوف الجنائي عمى الماضي‪ ،‬ويقصد بو القوانيف التي تحدد الجرائـ‬

‫والعقوبات وتبيف عناصر المسؤولية وما يخفؼ منيا او يسندىا‪ ،‬أسباب االباحة (أداء الواجب‪،‬‬

‫استعماؿ الحؽ‪ ،‬دفاع شرعي) وموانع المسؤولية ( االكراه‪ ،‬صغر السف‪ ،‬الجنوف‪ ،‬حالة الضرورة )‬

‫االستثناءات عمى ىذا المبدأ‬

‫‪ -1‬القانون المفسر‪ :‬ىو ذلؾ القانوف الذي صدر لغرض تفسير قانوف سابؽ لو وازالة الغموض‬

‫عنو وايضاح معناه‪.‬‬

‫فيو ال يخضع لمبدأ عدـ الرجعية لمقانوف عمى الماضي ألنو يحد مع القانوف االصؿ الذي‬

‫جاء ليفسره فيصبح جزء منو لذلؾ يمتد الى تاريخ النفاذ القانوف االوؿ الذي جاء ليفسره ولكف يشترط‬

‫بو اف ال يتضمف احكاما جديدة ال وجود ليا في القانوف االصؿ‪.‬‬

‫‪ -2‬القانون االصمح لممتيم (ال يخضع لمبدأ عدم الرجعية)‬


‫‪15‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ىو القانوف الذي ينشئ لممتيـ مرك از او وضعا اصمح لو مف القانوف القديـ ‪.‬‬

‫الضابط في معرفة القانون االصمح لممتيم‬

‫المعيار ىنا موضوعي مستمد مف القانوف وليس شخصي الف القانوف االصمح لممتيـ ىو الذي‬

‫يمغي جريمة او عقوبة او يخففيا او يأتي بسبب اباحة او بمانع عقاب او ىذا المعايير واضح ما‬

‫عدا (تخفيؼ العقوبة ) فاف ذلؾ يمكف معرفتو مف خبلؿ‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬نوع الجريمة‪ :‬ىناؾ ثبلثة أنواع مف الجرائـ‬

‫‪ ‬الجنايات‬

‫‪ ‬الجنح‬

‫‪ ‬المخالفة‬

‫عقوبة الجنايات اشد مف عقوبة الجنح وعقوبة الجنح اشد مف عقوبة المخالفة‪.‬‬

‫ثانيا – درجة العقوبة‪ :‬العقوبة االخؼ ىي االدنى واالوطأ درجة حسب الترتيب القانوني ليا بيف‬

‫العقوبات‪ ،‬وقد بيف المشرع العراقي في المادة (‪ )85‬عقوبات ىذا الترتيب حيث نصت المادة اعبله‬

‫عمى اف العقوبات االصمية ىي‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلعداـ‬

‫‪ -2‬السجف المؤبد‬

‫‪ -3‬السجف المؤقت‬

‫‪ -4‬الحبس الشديد‬

‫‪ -5‬الحبس البسيط‬

‫‪ -6‬الغرامة‬

‫‪ -7‬الحجز في مدرسة الفتياف الجانحيف‬

‫‪16‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -8‬الحجز في مدرسة اإلصبلحية‬

‫وتطبيقا لذلؾ تكوف عقوبة السجف المؤقت أخؼ مف السجف المؤبد‪.‬‬

‫ثالثا – مدة العقوبة او مقدارىا‬

‫إذا كانت العقوبة كميا نوع واحد ودرجة واحدة كأف تكوف كميا سجف او حبس فالعقوبة االخؼ‬

‫ىي التي تكوف مدتيا اقصر‪ ،‬فالحبس لمدة شير تكف اخؼ مف عقوبة الحبس لمدة شيريف ‪،‬‬

‫وعقوبة الحبس شي ار مع الغرامة اشد مف عقوبة الحبس شي ار فقط وىكذا‪.‬‬

‫اما اذا كانت العقوبة محصورو بيف حديف فالعقوبة االخؼ ىي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬العقوبة التي حدىا األعمى واالدنى ىما االخفض (‪ ) 5-3‬االخؼ (‪ )8-4‬األشد‪.‬‬

‫‪ -2‬العقوبة التي حدىا األدنى ىو االخفض اذا تساوى الحد األعمى (‪ )11-6‬االخؼ (‪)11-8‬‬

‫األشد‪.‬‬

‫‪ -3‬العقوبة التي حدىا األعمى ىو االخفض اذا تساوى الحد األدنى (‪ )8-5‬االخؼ (‪)11-5‬‬

‫األشد‪.‬‬

‫‪ -4‬العقوبة التي حدىا األعمى ىو االخفض اذا اختمؼ الحد األدنى واالعمى (‪ ) 8-5‬االخؼ (‪-6‬‬

‫‪ )11‬األشد‪.‬‬

‫واذا كاف ىناؾ قانونيف ينطبؽ عمى الواقعة وظير اثناء المحاكمة قانوف ثالث يطبؽ االصمح‬

‫مف القوانيف الثبلثة‪.‬‬

‫موقف المشرع العراقي‪ :‬اخذ المشرع العراقي بمبدأ رجعية القانوف الجنائي االصمح لممتيـ عمى‬

‫الماضي في المادة (‪ )2‬الفقرة (‪" :)2‬اذا اصدر قانون او اكثر بعد ارتكاب الجريمة وقبل ان‬

‫يصبح الحكم الصادر فييا نيائياً فيطبق القانون االصمح لممتيم"‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫القيد الوارد في ىذا القانوف ىو اف يكوف القانوف االصمح لممتيـ قد صدر قبؿ الحكـ النيائي‪.‬‬

‫الحكم النيائي‪ :‬ىو الحكـ الذي اكتسب الدرجة القطعية بأف اصبح غير قابؿ لمطعف او االستئناؼ‬

‫او التمييز‪ ،‬أي استنفذت كافة طرؽ الطعف‪ ،‬والحكمة في ذلؾ ىو احتراـ القوة المقررة لؤلحكاـ‬

‫النياية فالنص أشار الى صدور القانوف ال الى تاريخ نفاذه‪ .‬وذلؾ احتراما مبدأ قوة الشيء المحكوـ‬

‫فيو‪.‬‬

‫وجاء باستثنائييف نص عمييا المشرع العراقي في الفقرة (‪3‬و‪ 4‬مف المادة ‪ )2/‬مف قانوف العقوبات‬

‫الفقرة (‪" )3‬واذا صدر بعد صيرورة الحكم نيائيا قانون يجعل الفعل او االمتناع الذي حكم عمى‬

‫المتيم من اجمو غير معاقب عميو يوقف تنفيذ الحكم وتنتيي اثاره الجزائية‪."...‬‬

‫الفقرة (‪" )4‬اذا جاء القانون الجديد مخففا لمعقوبة فحسب جاز لممحكمة التي أصدرت الحكم‬

‫ابتداء إعادة النظر في العقوبة المحكوم بيا عمى ضوء القانون الجديد‪ ،"...‬وذلك بناء" عمى‬

‫طمب من المحكوم عميو او االدعاء العام‪.‬‬

‫‪ -1‬االستثناء وجوبي‪ :‬اذا صدر قانوف جديد بعد اف اصبح الحكـ النيائي يجعؿ الفعؿ غير‬

‫معاقب عمية تحقيقا لمعدالة او لمصمحة المتيـ‪ ،‬والمحكمة ىنا ممزمة بوقؼ تنفيد الحكـ بناء عمى‬

‫طمب المحكوـ عميو او االدعاء العاـ وىذا االستثناء (وجوبي) كما لو حذؼ الفعؿ مف نطاؽ‬

‫التجريـ او اضاؼ سبب اباحة او مانع عقاب يستفيد منو المحكوـ عميو‪.‬‬

‫ويترتب عمى ذلؾ ما يمي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬وقؼ تنفيذ الحكـ لما تبقى مف العقوبة دوف المساس بما تـ تنفيذه مف العقوبة او مصادره او‬

‫غرامة ما لـ ينص القانوف عمى خبلؼ ذلؾ‪.‬‬

‫ب‪ -‬انياء اثار الحكـ‪ ،‬اي يصبح كأف يجمع اثاره ‪ ،‬وال يعتبر سابقة في العود‬

‫‪18‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ابتداء وفي‬
‫ً‬ ‫ت‪ -‬اف يقدـ الطمب مف المحكوـ عميو او االدعاء العاـ لممحكمة التي اصدرت الحكـ‬

‫حالة عدـ وجود المحكمة التي اصدرت الحكـ فاف ذلؾ يكوف مف اختصاص المحكمة التي يعنييا‬

‫القانوف‪ .‬وكؿ ذلؾ مراعاة لمعدالة ولرفع الظمـ الذي يتحقؽ مف خبلؿ التمسؾ بمبدأ قوة الحكـ‬

‫المقضي بو‪.‬‬

‫‪ -2‬االستثناء الجوازي‪ :‬اذا القانوف الجديد يخفؼ العقوبة فقط دوف الغائيا جاز لممحكمة اعادة‬

‫النظر في العقوبة السابقة وفقا لمقانوف الجديد بناء عمى طمب المحكوـ عميو او االدعاء العاـ‪ ،‬وىذا‬

‫االستثناء ىو استثناء جوازي‪.‬‬

‫القوانين محددة الفترة‪( :‬استثناء عمى القانون االصمح لممتيم)‬

‫القوانين المؤقتة‪ :‬ىي القوانيف الذي يحدد المشرع نفاذىا باجؿ معيف‪ ،‬مثبل في حاالت او ظروؼ‬

‫خاصة كحالة الحرب او انتشار وباء معيف‪.‬‬

‫س‪ /‬عند انقضاء فترة نفاذ القانوف المؤقت الذي ىو اشد مف القانوف السابؽ وعاد سمطاف القانوف‬

‫السابؽ االخؼ فأي قانوف يطبؽ اذا أقيمت دعوى جزائية فيؿ يطبؽ القانوف المؤقت األشد والممغى‬

‫اـ القانوف االخؼ وفقا لمقانوف االصمح لممتيـ‪.‬‬

‫موقف المشرع العراقي في المادة (‪ )3‬منو بأ ّنو "اذا صدر قانون بتجريم فعل او بتشديد العقوبة‬

‫المقررة لو وكان ذلك في فترة محددة فأن انتياء ىذه الفترة ال يحول دون تنفيذ العقوبة المحكوم‬

‫بيا وال يمنع من إقامة الدعوى عمى ما وقع من جرائم في خالليا"‪.‬‬

‫والسبب في ذلؾ اف القوانيف المحددة الفترة يصدر بمواجية ظروؼ خاصة واستثنائية فاذا انقضت‬

‫ىذه الظروؼ لـ يعد لمقانوف ما يبرره فمف يخالؼ ىذا القانوف يضر دوف شؾ بالمجتمع‪.‬‬

‫والحكـ بالقوانيف المحددة يشمؿ حالتيف ‪-:‬‬

‫‪19‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -1‬الحالة األولى‪ :‬في حالة ارتكاب الفعؿ في ظؿ القانوف المؤقت (األشد) وانتياء المدة قبؿ إقامة‬

‫الدعوى الجزائية فييا‪.‬‬

‫‪ -2‬الحالة الثانية‪ :‬في حالة ارتكاب الفعؿ في ظؿ القانوف المؤقت (األشد) وأقيمت الدعوى في‬

‫ظؿ نفس القانوف وحكـ عمى الجاني ثـ انتيت مدة نفاذ القانوف قبؿ تنفيذ العقوبة المحكوـ بيا‪.‬‬

‫في كبل الحالتيف يطبؽ القانوف األشد حتى يتـ تنفيذ العقوبة وانتياء مدة نفاذ القانوف األشد ال يمنع‬

‫مف تنفيذ العقوبة األشد‪.‬‬

‫التدابير االحترازية (التدابير الوقائية)‬

‫نوع مف اإلجراءات تتخذ ضد األشخاص الذيف تنبئ حالتيـ الخطرة عف احتماؿ اقداميـ عمى‬

‫االجراـ كما في حالة الشواذ مف الناحية العقمية والمتشرديف ومدمني المخدرات‪ ،‬وىذه التدابير اما اف‬

‫تكوف سالبة لمحرية (مثؿ السجف) او مقيدة لمحرية مثؿ (الحجز في مأوى عبلجي) أو سالبة لمحقوؽ‬

‫مثؿ اسقاط الوالية والوصاية – او مادية مثؿ العيد بحسف السيرة والسموؾ‪.‬‬

‫وتخضع لؤلحكاـ التي تحكـ بالعقوبة‪ ،‬المادة (‪" :)1‬ال يجوز توقيع تدابير احترازية لم ينص عمييا‬

‫القانون‪ ،"...‬المادة (‪" :)5‬تسري عمى التدابير االحترازية االحكام المتعمقة بالعقوبات من حيث‬

‫عدم رجعيتيا وسريان القانون االصمح لممتيم"‪.‬‬

‫القوانين الشكمية (قوانيف اإلجراءات)‪( :‬وتخضع لمبدأ رجعية القانوف الجنائي عمى الماضي)‪ :‬تمؾ‬

‫القوانيف التي تتضمف القواعد الشكمية التي تنظـ إجراءات التقاضي‪( :‬تشكيؿ المحاكـ‪ -‬تحديد‬

‫اختصاصيا‪ -‬إجراءات التحقيؽ ‪ -‬المحاكمة ‪ -‬صدور الحكـ ‪ -‬طرؽ الطعف ‪ -‬تنفيذ العقوبة)‬

‫ويسمى في العراؽ قانون أصول المحاكمات الجزائية‪.‬‬

‫قوانين االختصاص‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫األصؿ فييا اف تطبؽ عمى الماضي‪ ،‬مثاؿ قد يصدر قانوف جديد يعدؿ مف اختصاص سمطة‬

‫قضائية قائمة الى سمطة قضائية أخرى وعميو مادامت السمطة القضائية التي تعدؿ اختصاصيا ال‬

‫زالت قائمة فأف لممتيـ اف يدعي نوع مف الحؽ المكتسب في اف تنظر اماـ ىذه السمطة‪ ،‬وقد‬

‫تعددت اآلراء ‪-:‬‬

‫فإف القضايا الجزائية‬


‫الرأي األول‪ :‬اف القوانيف المعدلة لبلختصاص تطبؽ دائما عمى الماضي‪ّ ،‬‬

‫يجب اف يستمر في نظرىا اماـ المحكمة المختصة طبقا لمقانوف الجديد‪ .‬ال يوجد حؽ مكتسب‪.‬‬

‫الرأي الثاني‪ :‬اف القوانيف المعدلة لبلختصاص ال تطبؽ عمى الماضي ألف لممتيـ الحؽ في اف‬

‫يحاكـ اماـ قضائو الطبيعييف‪ ،‬والقضاء الطبيعي ىـ الذيف يعمموف وقت ارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫الرأي الثالث‪ :‬ويرى ىذا الفريؽ إذا رفعت الدعوى أماـ محكمة مختصة ثـ صدر قانوف معدؿ‬

‫لبلختصاص فيجب أف تستمر الدعوى في سيرىا أماـ المحكمة التي بدأت فييا وال يطبؽ القانوف‬

‫الجديد‪.‬‬

‫الرأي الرابع‪ :‬إف قوانيف االختصاص تطبؽ مف وقت نفاذىا عمى الدعاوى التي نشأت والتي ستنشأ‪،‬‬

‫ويجب تطبيقيا عمى الجرائـ التي سبؽ رفع الدعوى مف اجميا بشرط أف ال يكوف قد صدر فييا‬

‫حكماً غير نيائي أو غير قطعي‪.‬‬

‫والرأي الثالث ىو الرأي االصوب أي أف االختصاص الجديد بسري عمى الدعاوى التي لـ ترفع بعد‬

‫طبقاً ألحكاـ االختصاص في القانوف القديـ‪ ،‬ألف المتيـ قد أكتسب حقاً في أف يستمر نظر قضيتو‬

‫أماـ المحكمة التي رفعت الدعوى‪ ،‬باإلضافة إلى أف ذلؾ يؤدي إلى تجنب االضطراب التي مف‬

‫الممكف أف تقع ألنو يتطمب إعادة االجراءات وىو الرأي السائد في العراؽ ومصر‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫تشكيل المحاكم‪ :‬تخضع لمبدأ رجعية القانوف الجنائي عمى الماضي‪ ،‬القانوف الجديد يعدؿ مف‬

‫عدد القضاة فيط بؽ القانوف الجديد عمى كافة الدعاوى المرفوعة أماـ المحاكـ حتى تمؾ التي وقعت‬

‫قبؿ نفاذه‪.‬‬

‫طرق الطعن في االحكام ومواعيدىا‪ :‬تخضع لمبدأ رجعية القانوف الجنائي عمى الماضي‪،‬‬

‫استثناء‪ :‬إذا كاف تطبيؽ القانوف الجديد يؤدي إلى المساس بحؽ مكتسب لممتيـ ففي ىذه الحالة ال‬
‫ً‬ ‫و‬

‫يط بؽ القانوف القديـ‪ ،‬ومثالو صدور قانوف جديد يمغي طريؽ الطعف أو يقصر مف مدتو فبل يطبؽ‬

‫القانوف الجديد إذا كاف الحكـ قد صدر عمى المتيـ‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬قوانين التقادم‬

‫تمؾ القوانيف التي تبيف المدة البلزمة النقضاء الدعوى العامة لسقوط العقوبة وعدـ تنفيذىا‪ ،‬فإذا كاف‬

‫المتيـ قد أتـ المدة قبؿ صدور القانوف الجديد فإف ىذا القانوف الجديد ال يطبؽ عميو ألنو أكتسب‬

‫حؽ‪.‬‬

‫اء بالتقصير أـ بالتطويؿ قبؿ تماـ المدة‬


‫س‪ /‬في حالة صدور قانوف جديد يغير مف مدة التقادـ سو ً‬

‫المسقطة لمدعوى العامة سواء بالتقصير اـ بالتطويؿ فأي قانوف يطبؽ؟ ج‪ /‬اختمؼ الفقياء‬

‫الرأي األول‪ :‬تطبيؽ القانوف الذي كاف سائدا وقت ارتكاب الجريمة او وقت الحكـ فييا بسبب اف‬

‫ىذا القانوف ىو الذي اعتمدتو النيابة العامة في احتساب المدة‪.‬‬

‫الرأي الثاني‪ :‬وجوب العمؿ بالقانونيف معا أي يحسب مدة تقادـ القانوف الجديد وينقص منو مدة‬

‫تقادـ القانوف القديـ وىذا يؤدي الى خمؽ قانوف ثالث وتطبيقو‪.‬‬

‫الرأي الثالث‪ :‬اف قواعد مضي المدة مف القواعد الموضوعية ولذلؾ يجب االخذ بالقانوف االصمح‬

‫لممتيـ وبالتالي ال يطبؽ القانوف الجديد اال إذا كاف االصمح لممتيـ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫الرأي الرابع‪ :‬اف قوانيف التقادـ قررت لممصمحة العامة لذلؾ فيي كالقوانيف الشكمية يجب اف تخضع‬

‫لمبدأ رجعية القانوف عمى الماضي ليحكـ جميع الجرائـ واالحكاـ متى وقع قبؿ نفاذه بشرط اف ال‬

‫تكوف مدة التقادـ قد تمت قبؿ صدور القانوف الجديد‪ .‬والرأي الرابع ىو الرأي االصوب والذي اخذ‬

‫بو قانوف العقوبات العراقي والمصري والفرنسي‪ ،‬وقانوف العقوبات العراقي ال يعرؼ نظاـ التقادـ‪.‬‬

‫نطاق تطبيق قانون العقوبات من حيث المكان‬

‫(مبدأ إقميمية القانون الجنائي)‬

‫المقصود بيذا المبدأ اف القانوف الجنائي لمدولة يحكـ جميع ما يقع عمى اقميميا مف الجرائـ أيا كاف‬

‫اء كاف وطنياً اـ اجنبياً‪ ،‬واف ال سمطاف لمقانوف الجنائي لمدولة عمى ما يقع مف‬
‫جنسية مرتكبيا سو ً‬

‫الجرائـ خارج اقميميا‪.‬‬

‫مبررات المبدأ ‪:‬‬

‫‪ -1‬مف مقتضيات سيادة الدولة‪ ،‬أي ىي مظير مف مظاىر سيادة الدولة عمى اقميميا‪.‬‬

‫‪ -2‬األضمف لمصمحة المجتمع ألف الجريمة تقمؽ المجتمع الذي تقع فيو‪ ،‬ولذلؾ يكوف االضمف اف‬

‫تجري محاكمة الجاني وعقوبتو في المحؿ الذي ارتكبت فيو الجريمة‪.‬‬

‫‪ -3‬تحقيؽ العدالة ألف وسائؿ اثبات الجريمة وتحديد اثارىا أيسر في المكاف الذي ارتكبت فيو‪.‬‬

‫‪ -4‬رعاية مصمحة االفراد وضماف حرياتيـ ألف الذي يحدد حرية الشخص ىو قانونيا المستمد مف‬

‫تقاليدىا واعرافيا مما يقتضي اف يحاكـ كؿ مف يخالؼ تمؾ األعراؼ والتقاليد‪.‬‬

‫المبدأ في التشريع العراقي‪ :‬المادة (‪ )6‬من قانون العقوبات العراقي” تسري احكام ىذا القانون‬

‫عمى جميع الجرائم التي ترتكب في العراق‪.”...‬‬

‫وينطوي ىذا المبدأ عمى نمطيف ‪-:‬‬

‫‪23‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -1‬إيجابي‪ :‬يقصد بو اف كافة الجرائـ التي تقع عمى إقميـ الدولة تخضع لقانونيا الجنائي بغض‬

‫النظر عف جنسية مرتكبييا او صفتيـ‪.‬‬

‫‪ -2‬السمبي‪ :‬ومضمونو اف القانوف الجنائي لمدولة ال سمطاف لو عمى الجرائـ التي ترتكب في خارج‬

‫إقميـ الدولة أيا كاف جنسية مرتكبيا او صفتيا‪.‬‬

‫إقميـ الدولة‪ :‬يقصد بو كؿ مكاف تمارس فيو الدولة سيادتيا وسمطانيا‪.‬‬

‫المادة (‪" :)7‬ويشمل االختصاص اإلقميمي لمعراق أراضي الجميورية وكل مكان يخضع لسيادتيا‬

‫بما في ذلك المياه اإلقميمية والفضاء الجوي الذي يعموىا وكذلك األراضي األجنبية التي يحتميا‬

‫الجيش العراقي بالنسبة الى الجرائم التي تمس سالمة الجيش او مصالحو‪ ،‬وتخضع السفن‬

‫والطائرات العراقية الختصاص الجميورية العراقية اإلقميمي أينما وجدت"‪.‬‬

‫إقميم الدولة‬

‫أوالً– اإلقميم األرضي‪ :‬ويشمؿ ما يقع ضمف حدود الدولة مف أراضي وانيار وبحيرات وما في‬

‫باطنيا الى ما ال نياية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ثانياً– البحر اإلقميمي ( اإلقميم المائي )‪ :‬ويشمؿ ذلؾ الجزء مف البحر الذي يتصؿ بشاطئ الدولة‬

‫حتى تستطيع الدولة الدفاع عف شواطئيا‪ ،‬سابقا حدد البحر اإلقميمي بمسافة (‪ )3‬امياؿ بحرية‪،‬‬

‫المسافة التي تصميا قذيفة المدفع‪.‬‬

‫المشرع العراقي حدده في المادة (‪" :)2‬يمتد البحر اإلقميمي العراقي مسافة ‪ 12‬ميال" بحريا‬

‫باتجاه أعالي البحر مقاسا من ادنى حد النحسار البحر عن الساحل العراقي"‪.‬‬

‫أنواع السفف التي تخضع لقانوف العقوبات العراقي‪:‬‬

‫‪ -1‬السفن العامة‪( :‬السفف الحربية – سفف الدولة المخصصة لخدمة عامة كمستشفى او مختبر –‬

‫السفف التجارية – السفف التي تنقؿ النفط)‪.‬‬

‫وتعتبر السفف بمثابة قبلع عائمة تمثؿ سيادة الدولة التابعة ليا‪ ،‬لذلؾ تعد جزء متمـ ليا أينما‬

‫وجدت‪ ،‬مما يترتب عميو اف ما يقع في السفف العامة مف جرائـ تخضع لقانوف الدولة التي تتبعيا‬

‫وترفع عمميا سواء كانت ىذه السفينة في البحر العاـ او في المياه اإلقميمية‪.‬‬

‫‪ -2‬السفن الخاصة ( السفن التجارية – سفن الصيد – اليخوت )‬

‫وىي تخضع لقانوف الدولة التي تتبعيا وترفع عمميا ولمحاكميا الجزائية لمجرائـ التي ترتكب عمى‬

‫ظيرىا في البحر العاـ ألف البحر العاـ غير واقع في سيادة اية دولة‪.‬‬

‫اما في حالة إذا كانت السفينة الخاصة في مياه إقميمية لدولة اجنبية فيي تخضع لقانوف دولة‬

‫السفينة وال تخضع لقانوف الدولة صاحبة المياه اإلقميمية‪.‬‬

‫ولكن ىناك استثناء في المادة (‪" :)8‬ال يسري ىذ القانون عمى الجرائم التي ترتكب عمى متن‬

‫سفينة اجنبية في ميناء عراقي او في مياه إقميمية اال اذا مست الجريمة امن اإلقميم او كان‬

‫الجاني او المجني عميو عراقيا او طمبت المعونة من السمطات العراقية"‪.‬‬

‫اذف االستثناءات ىي كاالتي ‪-:‬‬


‫‪25‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -1‬إذا مست الجريمة امف الدولة صاحبة المياه اإلقميمية‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا كاف الجاني او المجني عميو مف جنسيتيا‪.‬‬

‫‪ -3‬إذا طالبت السفينة او ممثؿ دولتيا المعونة مف سمطاتيا‪.‬‬

‫ثالثا – اإلقميم الجوي ( اإلقميم اليوائي او الفضاء )‬

‫وتشمؿ الطبقات اليوائية التي تعمو إقميـ الدولة األرضي والمائي بغير تحديد ارتفاع معيف ‪ ،‬وتطبؽ‬

‫عمى الطائرات نفس االحكاـ التي تطبؽ بالنسبة لمسفف سواء كانت عامة اـ خاصة وتشمؿ‬

‫‪ -1‬الطائرات العامة‪ ( :‬الطائرات الحربية – طائرات الخطوط الجوية )‬

‫تخضع لقانوف الدولة صاحبة الطائرة العامة بشرط اف تكوف مأذونة لمطيراف في أجواء الدولة‬

‫صاحبة اإلقميـ او كانت في األجواء العامة‪.‬‬

‫‪ -2‬الطائرات الخاصة‪ :‬اذا كانت في األجواء العامة تخضع الجرائـ التي ترتكب فييا لقانوف الدولة‬

‫صاحبة الطائرة‪ ،‬اما اذا كانت في األجواء اإلقميمية لدولة اجنبية عندما ارتكبت فييا الجريمة فيي‬

‫تخضع لقانوف العقوبات لمدولة صاحبة الطائرة ولكف فييا استثناءات‪.‬‬

‫المادة (‪" :) 8‬وكذلك ال يسري ىذا القانون عمى الجرائم التي ترتكب في طائرة اجنبية في إقميم‬

‫العراق الجوي اال اذا حطت الطائرة في العراق بعد ارتكاب الجريمة او مست امنو او كان الجاني‬

‫او المجني عميو عراقيا او طمبت المعونة من السمطات العراقية"‪.‬‬

‫االستثناءات ‪-:‬‬

‫‪ -1‬إذا حطت الطائرة في الميناء العراقي بعد ارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا مست الجريمة امف العراقي‪.‬‬

‫‪ -3‬إذا كاف الجاني او المجني عميو عراقيا‪.‬‬

‫‪ -4‬إذا طمبت الطائرة المعونة مف السمطات العراقية‪.‬‬


‫‪26‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫المادة (‪" :)7‬تخضع السفن والطائرات العراقية الختصاص الجميورية العراقية أينما وجدت"‪.‬‬

‫سواء كانت السفن والطائرات ممموكة لمدولة او لمشركات وألفراد من المواطنين‪.‬‬

‫وقد يؤدي الى تنازع بيف قانونيف واختصاصيف ىما قانوف واختصاص الدولة صاحبة السفينة او‬

‫الطائرة وقانوف اختصاص الدولة صاحبة اإلقميـ‪.‬‬

‫والحكـ في ىذه الحالة بأف ال تمنح المحاكـ اختصاصا إلزاميا بنظر ىذه الجرائـ بؿ اختصاصاً‬

‫احتياطياً في حالة عدـ فصؿ محاكـ دولة اإلقميـ في ىذه الجرائـ‪ .‬أي تطبيؽ قانوف الدولة صاحبة‬

‫اإلقميـ (االختصاص األصمي)‪ ،‬وتطبيؽ قانوف الدولة صاحبة السفف والطائرات‪ /‬االختصاص‬

‫االحتياطي‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬مكان ارتكاب الجريمة‬

‫يسري القانوف الجنائي عمى إقميـ الدولة (وتطبيقا لمبدأ اإلقميمية) بوقوع العمؿ التنفيذي المكوف‬

‫لمجريمة بصورة كمية او جزئية‪.‬‬

‫المادة (‪" :)6‬وتعتبر الجريمة مرتكبة في العرق اذا وقع فيو فعل من األفعال المكونة ليا"‪.‬‬

‫أما االعمال التحضيرية‪ :‬أي االعماؿ التي ترتكب تمييدا الرتكاب الجريمة كشراء السبلح فبل عبرة‬

‫في مكاف ارتكابيا لغرض تعييف مكاف ارتكاب الجريمة‪ ،‬وطبقا لذلؾ ال تعتبر جريمة القتؿ مرتكبة‬

‫في العراؽ فيما اذا تـ ارتكابيا في بمد اخر حتى ولو ثبت اف القاتؿ كاف قد اعد السبلح وجيزه في‬

‫العراؽ‪ ،‬وكذلؾ ال أىمية لؤلعماؿ البلحقة لتماـ الجريمة فيما اذا وقعت في إقميـ دولة غير الدولة‬

‫التي وقعت فييا الجريمة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫مثال‪ :‬اذا تمت جريمة السرقة في إقميـ دولة ثـ اخفيت األمواؿ المسروقة في إقميـ دولة أخرى فأف‬

‫جريمة السرقة تعتبر مرتكبة في إقميـ الدولة األولى‪ ،‬ىذا في حالة اذا كاف الركف المادي المكوف‬

‫لمجريمة يتكوف مف فعؿ واحد وقتي‪.‬‬

‫وقد يكوف العمؿ التنفيذي يتكوف مف فعؿ واحد ولكف ليس وقتيا بؿ مستم ار مثؿ جريمة إخفاء‬

‫األمواؿ المسروقة – جريمة سياقة السيارة بدوف إجازة‪ ،‬في ىذه الحالة تعتبر الجريمة المستمرة واقعة‬

‫في إقميـ كؿ دول ة وقع جزء مف حالة االستمرار فوؽ اقميميا‪ ،‬فاذا انتقؿ الجاني في أقاليـ متعددة‬

‫سعيا وراء بيعيا فأف جريمتو تعتبر مرتكبة في كؿ دولة مف الدوؿ‪.‬‬

‫وقد يتكوف العمؿ التنفيذي لمجريمة مف عدة أفعاؿ مثؿ جريمة النصب وجرائـ االعتياد وال ترتكب‬

‫جميع األفعاؿ في دولة واحدة بؿ ت وزع عمى أقاليـ دولتيف او اكثر‪ ،‬ففي أي مف الدولتيف تعتبر‬

‫الجريمة قد ارتكبت؟؟ ىناؾ عد اراء‪:‬‬

‫الرأي األول‪ :‬ال تعتبر الجريمة مرتكبة عمى إقميـ الدولة وبالتالي ال تخضع الختصاصيا القانوني‬

‫والقضائي اال إذا وقعت جريمة تامة بجميع األفعاؿ المكوف ليا في إقميـ تمؾ الدولة وىو رأي‬

‫تعجيزي يترتب عميو عدـ تحقيؽ أي مف الجرائـ عمى إقميـ الدولة إذا وقع فعؿ مف األفعاؿ المكونة‬

‫ليا عمى اقميميا‪.‬‬

‫الرأي الثاني‪ :‬يميزوف بيف جريمة النصب وجريمة االعتياد‪ ،‬ففي النصب تعتبر انيا واقعة في إقميـ‬

‫الدولة فيما اذا وقع منيا ولو فعؿ واحد مف األفعاؿ المكونة عمى اقميميا‪ ،‬اما بالنسبة الى جرائـ‬

‫االعتياد فأنيا ال تعتبر مرتكبة عمى إقميـ الدولة اال اذا وقع مف األفعاؿ المكونة ليا ما يكفي‬

‫لتحقيؽ االعتياد أي اكثر مف فعؿ واحد عمى اقميميا‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫الرأي الثالث‪ :‬تعتبر الجريمة مرتكبة عمى إقميـ الدولة اذ ما وقع منيا عمى اقميميا ىو العمؿ‬

‫التنفيذي او حتى جزء منو‪ ،‬أي بمجرد اف يقع منيا ولو فعؿ واحد مف االقعاؿ المكونة ليا‪.‬‬

‫والمشرع العراقي اخذ بالرأي الثالث في المادة (‪ )6‬حيث نصت عمى انو‪ ..." :‬وتعتبر الجريمة‬

‫المرتكبة في العراق اذا وقع فيو فعل من األفعال المكونة ليا"‪.‬‬

‫وقد يقع جريمة عمى إقميـ دولة وتتحقؽ نتيجتيا عمى إقميـ دولة أخرى‪ ،‬مثؿ اف يطمؽ شخص وىو‬

‫داخؿ العراؽ عيا ار ناريا قاصدا بو قتؿ شخص موجود داخؿ الحدود التركية فيصيبو فيمجأ المجني‬

‫عميو الى قرية إيرانية فيموت فييا‪ ،‬ففي أي دولة تعتبر الجريمة قد وقعت؟ في فرنسا اتجو الفقو‬

‫الفرنسي الى اف المحاكـ الفرنسية تختص بنظر القضية كمما وقع العمؿ التنفيذي لمجريمة او اثره‬

‫المباشر او نتيجتو عمى إقميـ فرنسي‪.‬‬

‫اما في العراؽ فقد عالج ىذه المسألة في المادة (‪" : )6‬تعتبر الجريمة مرتكبة في العراق اذا وقع‬

‫فيو فعل من األفعال المكونة ليا او اذا تحققت فييا نتيجتيا او كان يراد ان تتحقق فيو"‪ ،‬مما‬

‫ترتب عميو اف الجريمة تعتبر واقعة في العراؽ‪.‬‬

‫س‪ /‬ما الحكـ فيما لو اشترؾ شخص مقيـ في الخارج مع اخر مقيـ في إقميـ الدوؿ في ارتكاب‬

‫حرض شخص وىو مقيـ خارج العراؽ شخصا اخر مقيـ في‬
‫جريمتو داخؿ إقميـ الدولة‪ ،‬كما لو ّ‬

‫بناء عمى ىذا التحريض؟‬


‫العراؽ عمى قتؿ شخص ثالث في مدينة البصرة وقد وقعت ىذه الجريمة ً‬

‫ج ‪ /‬عالج المشرع العراقي ىذه الحالة في المادة (‪" :)6‬في جميع األحوال يسري القانون عمى كل‬

‫من ساىم في جريمة وقعت كميا او بعضيا في العراق ولو كانت مساىمتو في الخارج سواء كان‬

‫فاعال او شريكا"‪.‬‬

‫االستثناءات الواردة عمى مبدأ اإلقميمية‬

‫‪29‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ىناؾ جرائـ مف شأنيا المساس بسيادة الدولة وكيانيا او تيديد امنيا او االخبلؿ بسمعتيا المالية‬

‫االمر الذي يتصؿ وثيقا بسيادتيا السياسية او المالية مما يجعؿ ىذه الجرائـ مرتبطة بمصمحة‬

‫الدولة‪ ،‬وىذا يتطمب اف تخضع ىذه الجرائـ جميعا لقانوف الدولة بالرغـ مف ارتكابيا خارج اقميميا‬

‫وبذلؾ تصبح الدولة مختصة عينا بيذه الجرائـ وىذا ما يسمى بػ (االختصاص العيني)‪.‬‬

‫وكذلؾ اف السير مع مبدأ إقميمية القانوف الجنائي يؤدي الى افبلت المجرميف مف العقاب عف طريؽ‬

‫ىربيـ مف إقميـ الدولة التي وقعت فييا الجريمة الى إقميـ دولة أخرى قبؿ اتخاذ اإلجراءات او قبؿ‬

‫تنفيذ العقوبة االمر الذي حممو مدفوعا بدافع التعاوف بيف الدوؿ عمى التفكير بنظاـ (تسميـ‬

‫المجرميف)‪.‬‬

‫مف مبادئ نظاـ (تسميـ المجرميف) عدـ جواز تسميـ الدولة رعاياىا الى الدولة طالبة التسميـ مما‬

‫يؤدي افبلت المجرـ مف العقاب اذا ما ىرب مف الدولة التي ارتكب فييا الجريمة عمى اقميميا الى‬

‫دولتو‪ ،‬االمر الذي دفع بالمشرع الى استثناء ىذه الحالة مف مبدأ اإلقميمية وذلؾ بإخضاع الشخص‬

‫الذي يرتكب جريمة خارج وطنو الى قانوف دولتو والختصاصيا القضائي فيما اذا جاء لدولتو قبؿ‬

‫الحكـ عميو بسبب تمؾ الجريمة او تنفيذ عقوبتيا فييا‪ ،‬وىذا ما يسمى بػ ( االختصاص الشخصي)‪.‬‬

‫اذف االستثناءات الواردة عمى مبدأ اإلقميمية ىي ‪-:‬‬

‫‪-1‬االختصاص العيني (االختصاص الوقائي) (مبدأ عينية القانون الجنائي)‬

‫(صالحية الذاتية)‪:‬‬

‫ويقصد بو تطبيؽ القانوف الجنائي لمدولة عمى كؿ جريمة تمس مصمحة أساسية لتمؾ الدولة أيا كاف‬

‫مكاف ارتكابيا او جنسية مرتكبيا‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫والسبب في ذلؾ اف كؿ دولة تحرص عمى مصالحيا األساسية وتيتـ بإخضاع الجرائـ التي تمسيا‬

‫الى تشريعيا وقضائيا ألنيا ال تثؽ في اىتماـ الدوؿ األخرى بالعقاب عمييا‪.‬‬

‫وقد اخذ المشرع العراقي بمبدأ عينية القانون الجنائي في المادة ( ‪-: ) 9‬‬

‫يسري ىذا القانون عمى كل من ارتكب خارج العراق ‪-:‬‬

‫أ‪ -‬جريمة ماسة بأمن الدولة الخارجي او الداخمي او ضد نظاميا الجميوري او سنداتيا المالية‬

‫المأذون بإصدارىا قانونا او طوابعيا او جريمة تزوير في اوراقيا الرسمية‪.‬‬

‫ب‪ -‬جريمة تزوير او تقميد او تزييف عممة ورقية او مسكوكات معدنية متداولة قانونا او عرفا‬

‫في العراق او خارجو‪.‬‬

‫س ‪ /‬ما ىي الجرائـ التي استثناىا المشرع العراقي مف مبدأ اإلقميمية؟‬

‫‪ -1‬الجرائـ الماسة بأمف الدولة الخارجي كجريمة التجسس – جريمة الخيانة – جريمة تسييؿ‬

‫دخوؿ قوات العدو الى ارض الوطف وغيرىا‪.‬‬

‫‪ -2‬الجرائـ الماسة بأمف الدولة الداخمي كجريمة التمرد والعصياف وغيرىا‪.‬‬

‫‪ -3‬الجرائـ المرتكبة ضد النظاـ الجميوري كجريمة الشروع بالقوة او العنؼ في قمب نظاـ الحكـ‬

‫الجميوري‪.‬‬

‫‪ -4‬جرائـ تزوير السندات المالية المأذوف بإصدارىا‪.‬‬

‫‪ -5‬جرائـ تزوير الطوابع العراقية سواء كانت بريدية او مالية‪.‬‬

‫‪ -6‬جرائـ تزوير األوراؽ الرسمية كجرائـ تزوير جوازات السفر او دفاتر النفوس او اليويات او أي‬

‫ورقة صادرة مف جية حكومية رسمية او شبو رسمية‪.‬‬

‫‪ -7‬جرائـ تزير العممة الورقية او تقميد او تزييؼ العممة المعدنية العراقية او األجنبية المتداولة عرفا‬

‫في العراؽ او المتداولة قانونا او عرفا في الخارج‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫وكاف ىدؼ المشرع مف اخضاع ىذه الجرائـ لسمطاف القانوف العراقي بالرغـ مف ارتكابيا خارج‬

‫العراؽ ىي الحفاظ عمى مصمحة الدولة واستقبلليا وامنيا ووحدتيا وسبلمة نظاـ الحكـ الجميوري‬

‫فييا‪ ،‬وال أىمية لجنسية مرتكب جريمة مف ىذه الجرائـ وال محؿ ارتكابيا فيو يخضع لمقانوف‬

‫العراقي سواء كاف الجاني عراقيا اـ اجنبيا‪.‬‬

‫كما ال أىمية لرأي قانوف الدولة التي ارتكبت الجريمة عمى اقميميا في تمؾ الجريمة فمرتكبيا يخضع‬

‫لمقانوف العراقي سواء كاف قانوف الدولة األجنبية التي ارتكبت الجريمة عمى اقميميا يعاقب عمى ىذه‬

‫الجريمة او ال يعاقب‪.‬‬

‫وىذا ما سار عميو المشرع العراقي في المادة (‪ )14‬الفقرة الثانية ‪" :‬واذا كانت العقوبة المحكوم‬

‫بيا لم تنفذ كاممة او كان الحكم بالبراءة صاد ار في جريمة مما ذكر في المادتين ( ‪ 9‬و ‪) 12‬‬

‫وكان مبنيا عمى قانون ذلك البمد ال يعاقب عمييا جاز اجراء التعقيبات القانونية ضد المتيم امام‬

‫محاكم العراق"‪.‬‬

‫وأخي ار اف ىذه الجرائـ قد تناولو المشرع العراقي عمى سبيؿ الحصر وبذلؾ ليس لمقاضي اف يضيؼ‬

‫الييا جريمة أخرى حتى واف بدا لو اضرارىا بمصمحة أساسية لمدولة‪.‬‬

‫‪ -2‬االختصاص الشخصي (مبدأ شخصية القانون الجنائي او صالحيتو الشخصية)‬

‫ويقصد بو تطبيؽ القانوف الجنائي لمدولة عمى كؿ مف يحمؿ جنسيتيا ولو ارتكب جريمتو خارج‬

‫اقميميا‪.‬‬

‫مثال‪ :‬شخص يرتكب جريمة خارج العراؽ ثـ يعود الييا قبؿ الحكـ عميو‪ ،‬ففي ىذه الحالة ال‬

‫تستطيع دولتو (العراؽ) محاكمتو ألنو لـ يرتكب الجريمة عمى اقميميا‪ ،‬كما ال تستطيع الدولة التي‬

‫ارتكبت الجريمة عمى اقميميا طمبو مف دولتو (العراؽ) بؿ وال تستطيع العراؽ تسميمو ليا ألف مف‬

‫‪32‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫األسس التي تقوـ عمييا احكاـ تسميـ المجرميف ىو عدـ تسميـ الدولة لرعاياىا مما يؤدي الى افبلت‬

‫الجاني مف العقاب‪ ،‬وىذه نتيجة خطرة تبلفاىا المشرع بتطبيقو مبدأ شخصية القانوف الجنائي‪.‬‬

‫أن‪ " :‬كل عراقي ارتكب وىو في الخارج فعال‬


‫أشارت المادة (‪ )11‬إلى ذلك تحديداً نصت عمى ّ‬

‫يجعمو فاعالً أو شريكا في جريمة تعد جناية أو جنحة بمقتضى ىذا القانون يعاقب طبقاً ألحكامو‬

‫إذا وجد في الجميورية وكان ما ارتكبو معاقبا عميو بمقتضى قانون البمد الذي وقع فيو‪ .‬ويسري‬

‫ىذا الحكم سواء اكتسب الجاني الجنسية العراقية بعد ارتكاب الجريمة أو كان متمتعاً بيذه‬

‫الجنسية وقت ارتكابيا وفقدىا بعد ذلك"‪.‬‬

‫كما ويتيح ىذا المبدأ معاقبة الموظفيف والمكمفيف بخدمة عامة الذيف يعمموف في الخارج عف‬

‫جرائميـ التي يرتكبونيا مباشرتيـ لعمميـ الوظيفي لتمتعيـ بحصانة دبموماسية او قنصمية‪.‬‬

‫وقد اخذ المشرع العراقي بيذا المبدأ في الفقرة (‪ )1‬مف المادة (‪ )12‬إذ نصت عمى أنو‪" :‬يسري ىذا‬

‫القانون عمى كل من ارتكب في الخارج من موظفي الجميورية او المكمفين بخدمة عامة ليا‬

‫اثناء تأديتيم أعماليم او بسببيا جناية او جنحة مما نص عميو ىذا القانون"‪.‬‬

‫اما الفقرة (‪ )2‬مف المادة (‪ )12‬فقد نصت عمى انو ‪" :‬ويسري كذلك من ارتكب في الخارج من‬

‫موظفي السمك الدبموماسي العراقي جناية او جنحة مما نص عميو في ىذا القانون ما تمتعوا‬

‫بالحصانة التي يخوليم إياىا القانون الدولي العام"‪.‬‬

‫س‪ /‬تطبيقا لمبدأ شخصية القانوف الجنائي مف ىـ الفئات الذيف يخضعوف لسمطاف قانوف العقوبات‬

‫العراقي والختصاص محاكـ الجزاء العراقية ممف يرتكبوف جرائـ خارج العراؽ؟‬

‫أوال‪ :‬العراقي الذي يرتكب خارج العراق جناية او جنحة ‪-:‬‬

‫‪33‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫يخضع كؿ عراقي الى قانوف العقوبات العراقي الذي ارتكب خارج العراؽ جريمة سواء كاف فاعبل‬

‫اصميا ليا او شريكا فييا تعد طبقا لمقانوف العراقي جناية او جنحة فيما اذا كاف فعمو ىذا يعد جريمة‬

‫في قانوف الدولة التي وقع فييا والقي القبض عميو في العراؽ‪.‬‬

‫ويشترط لتحقيؽ ىذه الحالة ما يأتي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬اف يك وف مرتكب الجريمة عراقيا وقت ارتكاب الجريمة ويرجع في ذلؾ الى احكاـ قانوف‬

‫الجنسية العراقي‪ ،‬ويعتبر في حكـ العراقي مف كاف وقت ارتكاب الجريمة اجنبي ثـ اكتسب الجنسية‬

‫العراقية بعد ارتكابيا‪ ،‬وكذلؾ االمر لو كاف الجني متمتعا بالجنسية العراقية وقت ارتكاب الجريمة ثـ‬

‫فقدىا بعد ذلؾ‪.‬‬

‫‪ -2‬اف تكوف الجريمة المرتكبة جناية او جنحة طبقا ألحكاـ قانوف العقوبات العراقي وىذا يعني‬

‫استثناء المخالفة مف المحاكمة في العراؽ وذلؾ لبساطتيا وعدـ خطورتيا‪.‬‬

‫‪ -3‬اف تكوف الجريمة مما يعاقب عمييا قانوف الدولة التي ارتكب فييا سواء كانت جناية او جنحة‬

‫او حتى مخالفة‪ ،‬وذلؾ آلف المواطف في الخارج يجب اف يتقيد سموكو بقانوف البمد الذي يقيـ فيو‪.‬‬

‫‪ -4‬اف يعود العراقي مرتكب الجريمة الى العراؽ بعد ارتكابو الجريمة ألنو ال يخضع لسمطاف‬

‫القانوف العراقي إذا بقي في الخارج‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الموظف او المكمف بخدمة عامة الذي يرتكب خارج الع ارق جناية او جنحة‪ ،‬يخضع كؿ‬

‫موظؼ لقانوف العقوبات العراقي في حالة تحقؽ الشروط التالية ‪-:‬‬

‫‪ -1‬اف يكوف مرتكب الجريمة في الخارج موظفاً في الجميورية العراقية او مكمفا بخدمة عامة وال‬

‫أىمية لجنسية الجاني سواء كاف عراقيا اـ اجنبيا ما دامت قد تحققت فيو صفة الموظؼ ‪ ،‬وال لصفة‬

‫وجوده في الخارج سواء كاف مف العامميف في األصؿ او ممف يعمموف في داخؿ العراؽ وارسموا‬

‫بميمة رسمية الى الخارج‪.‬‬


‫‪34‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -2‬انف تكوف الجريمة وفقا" ألحكاـ قانوف العقوبات العراقي جناية او جنحة وال أىمية اذا كاف‬

‫قانوف الدولة األجنبية التي وقعت فييا الجريمة يعاقب عمييا اـ ال يعاقب‪.‬‬

‫‪ -3‬اف تكوف الجريمة قد ارتكبت اثناء الوظيفة او بسبب ذلؾ‪ ،‬مثبل اثناء الوظيفة كالرشوة او‬

‫االختبلس او تزوير األوراؽ‪ ،‬اما بسبب الوظيفة ىي جريمة االستيبلء أي استغبلؿ الوظيفة‬

‫لمحصوؿ عمى ماؿ عاـ وال يشترط عودة الموظؼ الى العراؽ ألجؿ خضوعو لمقانوف العراقي‪ ،‬وىذا‬

‫يعني مف الممكف طمب تسميمو اذا بقي خارج العراؽ والسبب في ذلؾ كي ال يفمت مف العقاب‪،‬‬

‫باإلضافة الى المحافظة عمى سمعة الدولة وكرامة الوظيفة التي يمثميا‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬موظف السمك الدبموماسي العراقي الذي يرتكب خارج العراق جنحة او جناية‬

‫يخضع موظؼ السمؾ الدبموماسي العراقي لقانوف العقوبات العراقي عندما يرتكب جريمة خارج‬

‫العراؽ حتى واف كاف متمتعا بالحصانة الدبموماسية وذلؾ اذا تحقؽ الشرطيف اآلتييف ‪-:‬‬

‫‪ -1‬اف يكوف مرتكب الجريمة في الخارج مف موظفي السمؾ الدبموماسي العراقي وقد ارتكب جريمتو‬

‫وىو يتمتع بالحصانة الدبموماسية‪.‬‬

‫‪ -2‬اف تكوف الجريمة جناية او جنحة طبقا ألحكاـ قانوف العقوبات العراقي‪.‬‬

‫‪-3‬االختصاص الشامل (مبدأ عالمية القانون الجنائي او صالحيتو الشاممة)‬

‫ويقصد بو تطبؽ القانوف الجنائي لمدولة عمى كؿ جريمة يقبض عمى مرتكبيا في إقميـ الدولة أيا‬

‫كاف اإلقميـ الذي ارتكبت فيو وأيا كانت جنسية مرتكبيا‪.‬‬

‫اذف ال اعتبار لمكاف ارتكاب الجريمة او جنسية مرتكبيا وال يشترط سوى اف يقبض عمى الجاني‬

‫في إقميـ الدولة حتى يخضع لقانونيا‪ ،‬وقد اتبعتو القوانيف الحديثة بالنسبة لبعض الجرائـ الخطرة‬

‫‪35‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫مثؿ جرائـ االتجار بالمخدرات او الرقيؽ او باألطفاؿ‪ ،‬وجرائـ تعطيؿ خطوط المواصبلت السمكية‬

‫او نشر المطبوعات المخمة بالحياء‪.‬‬

‫وقد اخذ قانوف العقوبات العراقي بمبدأ (شموؿ القانوف الجنائي او عالميتو) في المادة (‪ )13‬حيث‬

‫نصت عمى انو‪" :‬في غير األحوال المنصوص عمييا في المواد ( ‪ ) 11 ، 11 ، 9‬لشرعية احكام‬

‫ىذا القانون عمى كل من وجد في العراق بعد ان ارتكب في الخارج بوصفو فاعال او شريكا من‬

‫الجرائم التالية‪ :‬تخريب او تعطيل وسائل المخابرات والمواصالت الدولية واالتجار بالنساء او‬

‫بالصغار او بالرقيق او بالمخدرات"‪.‬‬

‫وتطبيقا ليذا النص يخضع لقانوف العقوبات العراقي والختصاص المحاكـ العراقية كؿ مف يرتكب‬

‫خارج العراؽ جريمة مف الجرائـ أعبله وذلؾ فيما اذا القي القبض عميو في العراؽ سواء كاف عند‬

‫ارتكابو لمجريمة فاعبل او شريكا في ارتكابيا‪.‬‬

‫ولـ يجعؿ المشرع العراقي المحاكمة في العراؽ لمف ارتكب جريمة خارج العراؽ مطمقة‪ ،‬انما قيدىا‬

‫بشرطيف ذكرىما في المادتيف ( ‪ 14‬و ‪ ) 15‬مف قانوف العقوبات وىذا القيداف ىما ‪-:‬‬

‫‪ -1‬عدـ جواز التحقيقات القانونية بحؽ مرتكب الجريمة في الخارج اال بأذف مف رئيس مجمس‬

‫القضاء األعمى‪.‬‬

‫‪-2‬عدـ جواز محاكمة مرتكب الجريمة في الخارج إذا كاف قد صدر حكـ نيائي مف محكمة اجنبية‬

‫ببراءتو او بإدانتو واستوفى عقوبتو او كانت الدعوى او العقوبة قد سقطت عنو قانونا‪ .‬ويرجع في‬

‫تقرير نيائية الحكـ وسقوط الدعوى أو العقوبة إلى قانوف البمد الذي صدر فيو الحكـ‪.‬‬

‫القيد األول‪ :‬وفقا لممادة ( ‪ ) 14‬مف قانوف العقوبات العراقي رقـ ( ‪ ) 111‬لسنة ‪ 1969‬المعدؿ "ال‬

‫تجري التحقيقات القانونية عمى مف ارتكب جريمة خارج الجميورية اال بأذف مف رئيس مجمس‬

‫‪36‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫القضاء األعمى"‪ ،‬والحكمة مف وضع ىذا القيد ىي زيادة الحيطة في وزف الظروؼ والمبلبسات التي‬

‫تتطمب وجوب المحاكمة مف عدمو‪.‬‬

‫واالصؿ اف طمب إقامة الدعوى العامة واجراء المحاكمة يكوف عادة مف اختصاص ‪-:‬‬

‫‪ -1‬االدعاء العاـ‬

‫‪ -2‬المدعي بالحؽ المدني ( لمف أصابو الضرر مف الجريمة )‬

‫مما يترتب عميو تحويؿ الدعوى العامة في الجريمة‪ ،‬غير اف الحالة أعبله ىو استثناء مف المشرع‬

‫العراقي مف يرتكب الجريمة خارج العراؽ‪.‬‬

‫القيد الثاني‪ :‬اشترط المشرع عدـ صدور حكـ نيائي نافذ في الخارج او سقوط الدعوى او العقوبة‬

‫قانونا‪ ،‬وعمة ىذا القيد ىو وجوب احتراـ مبدأ (قوة الشيء المحكوـ فيو) اذ ال يجوز محاكمة شخص‬

‫مرتيف مف اجؿ جريمة واحدة وىذا القيد لو شقيف جزائييف ىما ‪-:‬‬

‫أوالً‪ :‬اف محاكمة الجاني في العراؽ عف جريمتو التي ارتكبيا خارج العراؽ غير جائزة فيما اذا سبؽ‬

‫اف صدر عميو فييا حكـ خارج العراؽ‪ ،‬أي مف محكمة اجنبية وقد نفذ فيو ذلؾ الحكـ‪ ،‬ويشترط اف‬

‫يكوف الحكـ نيائيا أي قطعيا ويرجع الحكـ النيائي الى قانوف البمد الذي صدر فيو الحكـ‪.‬‬

‫والحكـ النيائي اما اف يكوف ‪-:‬‬

‫‪ -1‬الحكـ بالبراءة ‪ /‬اف الحكـ بالبراءة تمنع مف إقامة الدعوى العامة في العراؽ‪.‬‬

‫‪ -2‬الحكـ بحفظ القضية ‪ /‬لعدـ توفر األدلة البلزمة او عدـ كفايتيا سواء كاف الحفظ مؤقتا اـ‬

‫نيائيا فأف ذلؾ ال يمنعو مف محاكمة المتيـ اماـ القضاء العرقي ألف حفظ القضية ليس حكما‬

‫بالبراءة‪.‬‬

‫ال تعتبز هذٍ الحاالث هي‬ ‫‪ -3‬العفو الصادر مف السمطة التنفيذية‪.‬‬


‫قبيل صذور حكن بالبزاءة‬
‫‪ -4‬سقوط الدعوة العامة لمضي المدة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -5‬عدـ قبوؿ الدعوة لسبب شكمي كرفعيا مف قبؿ غير ذي صفة‪.‬‬

‫ويستثنى مما تقدـ حالة صدور حكـ بالبراءة في جريمة مما ذكر في المادتيف ( ‪ ) 12 ، 9‬فيما اذا‬

‫كاف الحكـ بالبراءة الصادرة ىذا مبنيا عمى أساس اف قانوف ذلؾ البمد‪ ،‬أي الدولة األجنبية التي‬

‫أصدرت الحكـ ال يعاقب عمى تمؾ الجريمة‪.‬‬

‫مثال‪ :‬إذا كاف قانوف الدولة األجنبية ال يعاقب عمى تزوير العممة األجنبية او السندات او الطوابع‬

‫وقد انصبت الجريمة عمى تزوير السندات والطوابع العراقية ففي ىذه الحالة اف صدور الحكـ‬

‫بالبراءة عمى مرتكب الجريمة بسبب عدـ معاقبة القانوف المحمي ال يمنع مف محاكمة ىذا الشخص‬

‫في العراؽ رغـ حكـ البراءة المنوه عنو‪.‬‬

‫في حالة صدور حكـ باإلدانة مف محكمة اجنبية وتنفيذ العقوبة بتمامو فأف ذلؾ يمنع مف‬

‫اجراء التعقيبات القانونية بحقو ومحاكمتو في العراؽ ولو كانت العقوبة في القانوف األجنبي أخؼ او‬

‫اشد مف العقوبة المقررة ليا في القانوف العراقي‪.‬‬

‫اما في حالة ىروب المحكوـ عميو قبؿ تنفيذ العقوبة او بعد اف نف ّذ جزء منيا فانو ال يتمتع باإلعفاء‬

‫مف المحاكمة‪ ،‬في ىذه الحالة البد مف محاكمتو في العراؽ والحكـ عميو طبقا لقانوف العقوبات‬

‫العراقي عمى اف يحتسب لو المدة التي قضاىا في الحجز او التوقيؼ في الخارج عف نفس‬

‫الجريمة‪.‬‬

‫وفي حالة اذا كانت االحكاـ النيائية التي تصدرىا المحاكـ األجنبية في جرائـ ارتكبت في‬

‫العراؽ بعد اف فر الجاني الى الخارج فانو ال تمنع مف إعادة محاكمة الجاني في العراؽ حتى ولو‬

‫استوفى العقوبة التي حكـ عمييا بيا في الخارج ألف ذلؾ مف مقتضى مبدأ إقميمية القانوف الجنائي‬

‫وىو المبدأ العاـ (األصمي) عمى اف يحتسب المدة التي قضاىا المحكوـ عميو في الحجز او‬

‫التوقيؼ في الخارج عف الجريمة التي ارتكبيا وحكـ عمييا مف اجميا‪.‬‬


‫‪38‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ثانياً‪ :‬اف محاكمة الجاني في العراؽ عف جريمتو التي ارتكبيا خارج إقميـ الجميورية العراقية غير‬

‫جائزة اذا سقطت الدعوى العامة او العقوبة المحكوـ بيا عميو في الخارج قانونا"‪.‬‬

‫وتسقط الدعوى وكذلؾ العقوبة قانونا" بػ (مضي المدة – صدور العفو عنيا مف قبؿ السمطة‬

‫التنفيذية) والمرجح في ذلؾ تحقؽ ىو قانوف الدولة األجنبية التي صدر فييا الحكـ‪.‬‬

‫تطبيق القانون الجنائي عمى االشخاص‬

‫اء كانوا‬
‫األصؿ إف جميع االشخاص الموجوديف عمى إقميـ الدولة يخضعوف لقانوف تمؾ الدولة سو ً‬

‫مف المواطنيف أـ األجانب المقيميف‪ ،‬اال اف ىناؾ أشخاص استثناىـ المشرع العراقي بسبب‬

‫مقتضيات المصمحة العامة‪ ،‬إذ نصت المادة (‪ )11‬عمى أنو‪“ :‬ال يسري ىذا القانون عمى الجرائم‬

‫التي تقع في العراق من االشخاص المتمتعين بحصانة مقررة بمقتضى االتفاقات الدولية أو‬

‫القانون الدولي أو القانون الداخمي”‪ ،‬مما يترتب عميو أنو لو ارتكب شخص مف ىؤالء جريمة‬

‫عمى إقميـ الدولة ال تجوز محاكمتو‪ ،‬وىؤالء األشخاص ىـ‪-:‬‬

‫أوالً‪ :‬األشخاص الذين استثناىم التشريع الداخمي‬

‫‪ -1‬رئيس الجميورية‪ :‬ألنو يمثؿ رم اًز لمسيادة الوطنية وأىمية السمطات والواجبات الممقاة عمى‬

‫عاتقو‪ ،‬وتمكيناً لو مف مباشرة االختصاصات التي قررىا الدستور‪.‬‬

‫‪ -2‬أعضاء مجمس النواب‪ :‬منح الدستور العراقي حصانة ألعضاء مجمس النواب بالنسبة لمجرائـ‬

‫(السب – القذؼ – اإلىانة ) الناتجة عف ابداء آرائيـ ومقترحاتيـ اثناء انعقاد المجمس او في لجنة‬

‫مف المجاف حص اًر‪.‬‬

‫‪ -3‬الخصوـ في الدعاوى‪ :‬المادة ( ‪ ) 36‬مف قانوف العقوبات العراقي فيما يخص الجرائـ القولية‬

‫او التي تقع اثناء المرافعة القضائية‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ثانياً‪ :‬اشخاص استثناىم العرف الدولي (العتبارات سياسية)‬

‫‪ -1‬رؤساء الدول األجنبية‪ :‬رئيس دولة او ممؾ‪ ،‬اعفاء مطمؽ‪ ،‬اعفاء كامؿ‪ ،‬ميما كانت صفة‬

‫حموليـ فييا رسمية او شخصية‪ ،‬يشمؿ أعضاء كؿ مف ىو برفقتو ( زوجتو – خدمو – مرافقيو )‪.‬‬

‫‪ -2‬المعتمدون السياسيون‪ :‬اعفاء مطمؽ ولكنو ال يفمت مف العقاب ويعاقب حسب المادة (‪)12‬‬

‫اذا كانت الجريمة جناية او جنحة‪ ،‬ويشمؿ المعتمد السياسي ‪:‬‬

‫ويشمؿ المعتمد السياسي ‪-:‬‬

‫‪ ‬موظفو السمؾ الدبموماسي‪ :‬حسب المادة (‪ )12‬الفقرة األولى شرط اف تكوف جناية او جنحة‬

‫بسبب (ضماف استقبلؿ الممثؿ الدبموماسي حتى يؤدي كامؿ ميمتو – انو يمثؿ دولة اجنبية ليا‬

‫سيادة مستقمة)‪.‬‬

‫‪ ‬الموفدوف في البعثات الخاصة (األعياد الرسمية – حفبلت التتويج – تقديـ االوسمة)‪.‬‬

‫‪ ‬مندوبو الدولة لمييئات الدولية كييئة األمـ المتحدة ومحكمة العدؿ الدولية وصندوؽ النقد الدولي‬

‫وجامعة الدوؿ العربية‪.‬‬

‫ويترتب عمى حصانة الممثؿ الدبموماسي حصانة دار الممثؿ الدبموماسي نفسو‪.‬‬

‫‪ ‬القناصؿ‪ :‬الذي يمثموف دوليـ مف الناحية التجارية والصناعية فيو ال يتمتع بنفس ما يتمتع بو‬

‫المعتمد الدبموماسي مف حصانة بؿ تكوف حصانتو مقيدة بعدـ خضوعيـ لقانوف العقوبات بالنسبة‬

‫لمجرائـ التي يرتكبونو اثناء تأدية وظيفتيـ الرسمية او بسببيا‪ ،‬ويتمتع بيذا االعفاء الممثموف‬

‫الدبموماسيوف االداريوف والفنيوف‪.‬‬

‫‪ -3‬القوات الحربية األجنبية‪ :‬وتشمؿ القوات (البرية او البحرية او الجوية) ال تخضع لقانوف‬

‫العقوبات الدولة التي ىي عمى اقميميا ألنيا تمثؿ سيادة الدولة – خضوع افراد القوات المسمحة‬

‫لرؤسائيا بشرط اف تكوف دخوؿ اقوات الحربية بأذف وتصريح منيا وفي حاالت معينة منيا ‪-:‬‬
‫‪41‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ ‬وقوع الجريمة اثناء قياميـ بواجباتيـ الرسمية‬

‫‪ ‬اثناء وجودىـ في صفوؼ القوات الحربية‬

‫‪ ‬وجودىـ داخؿ مناطؽ محددة‬

‫اما في حالة العكس ال يتمتعوف باإلعفاء‪.‬‬

‫تسميم المجرمين‬

‫ىو نظاـ بمقتضاه تتخمى دولة عف شخص موجود عمى اقميميا لدولة أخرى بناء عمى طمبيا‬

‫لتتولى محاكمتو او تنفيذ عقوبة صادرة بحقو‪ ،‬واليدؼ منيا ىي تفادي ىرب المجرـ مف العقاب‪،‬‬

‫تناولو المشرع العراقي في المادة (‪ )21‬مف الدستور العراقي‪.‬‬

‫مصادر احاكم التنفيذ في العراق‪:‬‬

‫‪ -1‬الدستور العراقي النافذ لسنة ‪ 2115‬في المادة ( ‪.) 21‬‬

‫‪ -2‬قانوف إعادة المجرميف العراقي رقـ ( ‪ ) 21‬لسنة ‪.1923‬‬

‫‪ -3‬قانوف أصوؿ المحاكمات الجزائية رقـ ( ‪ ) 23‬لسنة ‪.1971‬‬

‫‪ -4‬معاىدات عديدة أىميا قانوف تصديؽ معاىدة تسميـ المجرميف بيف العراؽ ومصر سنة ‪.1931‬‬

‫‪ -5‬العرؼ الدولي ىو مصدر ىذا النظاـ في حالة انعداـ المعاىدات أو التشريع الداخمي ولكف‬

‫شرط المعاممة بالمثؿ‪.‬‬

‫احكام التسميم ‪ /‬موانع التسميم‬

‫أوالً‪ :‬الجرائم التي ال يجوز التسميم من اجميا او بسببيا‬

‫‪ -1‬الجرائم السياسية والجرائم العسكرية‪ :‬االعتبارات التي تحمؿ عمى معاممة المجرـ السياسي‬

‫معاممة خاصة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -2‬الجرائم التي ال يكون معاقباً عمييا بمقتضى قانون الدولتين‪ :‬اف تكوف الجريمة معاقباً عمييا‬

‫بمقتضى قانوف الدولة التي تطمب التسميـ وقانوف الدولة المطموب منيا التسميـ‪ ،‬فبل يجوز التسميـ‬

‫اذا كاف الفعؿ غير معاقب عمييا وفقا لقانوف احد الدولتيف‪.‬‬

‫‪ -3‬الجرائم التي ال تبمغ درجة معينة من الجسامة‪ :‬أي يشترط اف يكوف التسميـ مف اجؿ الجرائـ‬

‫الخطرة والجسيمة أي عدـ اجراء التسميـ لمجرائـ التي تكوف عقوبتيا اقؿ مف سنة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬األشخاص الذين ال يجوز تسميميم‬

‫‪ -1‬رعايا الدولة المطموب منيا التسميم‪( :‬احتفاظ الدولة بكرامتيا‪ -‬خوفاً مف عدـ عدالة القضاء‬

‫األجنبي)‪ .‬واف كاف االتجاه الحديث يسير نحو التخمي عف ىذا المبدأ ألنو يقوـ عمى عامؿ االنانية‬

‫والتشكيؾ في قضاء الدولة طالبة التسميـ‪ ،‬وال يجوز لمدولة حماية رعاياىا المجرميف مف القضاء‬

‫المختص بمحاكمتو حيث وقعت الجريمة ومعالميا ويسيؿ اثباتيا لمقضاء‪.‬‬

‫‪ -2‬األجانب الخاضعون بالنسبة لمجريمة المطموب التسميم من اجميا‪ :‬ال يجوز تسميـ األجانب‬

‫اذا سبؽ محاكمتو او كاف ال يزاؿ اثناء المحاكمة (أي ال خوؼ مف افبلت الجاني مف العقوبة )‪.‬‬

‫‪ -3‬المتمتعون باإلعفاء القضائي‪ ( :‬رؤساء الدوؿ – المتعمدوف السياسيوف ومف في حكميـ )‪.‬‬

‫‪ -4‬االرقاء الياربون‪ :‬ال يجوز تسميـ الرقيؽ اليارب السترداد حريتو او لمتخمص مف الرؽ وىو‬

‫مبدأ يقرره عوامؿ إنسانية‪ ،‬اما الجرائـ العادية فيجوز التسميـ مف اجميا‪.‬‬

‫إجراءات التسميم‬

‫التسميـ ىي عمؿ مف اعماؿ السيادة‪ ،‬السمطة التنفيذية ىي المختصة بالتسميـ في العراؽ عف‬

‫طريؽ التسميـ بالطرؽ الدبموماسية وعمى اف يكوف مشفوعا بالوثائؽ والمستندات التي تساعد عمى‬

‫البت في التسميـ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫واذا تقدمت طمبات عدة دوؿ بشأف تسميـ المجرميف تكوف األولوية في التسميـ ‪-:‬‬

‫‪ -1‬الدولة التي اضرت الجريمة بمصالحيا‪.‬‬

‫‪ -2‬الدولة التي ارتكبت الجريمة عمى ارضيا‪.‬‬

‫‪ -3‬الدولة التي ينتمي الييا المطموب تسميمو‪.‬‬

‫اما إذا كانت الطمبات كثيرة والجرائـ مختمفة فتكوف األولوية لمدولة التي طمبت التسميـ قبؿ غيرىا‪.‬‬

‫آثار التسميم‬

‫المبدأ في اثار التسميـ (تخصيص التسميم)‪ :‬أي اف اثر التسميـ يقتصر عمى الجريمة التي حصؿ‬

‫مف اجميا التسميـ وال يجوز لمدولة التي تسممت المجرـ اف تحاكمو او اف تتخذ عقوبة فيو اال عف‬

‫الجريمة التي سمـ مف اجميا‪ ،‬اما الجرائـ األخرى التي لـ يشمميا التسميـ فانو يعد غائبا عف الدولة‬

‫وال يجوز محاكمتو اال بعد اتفاؽ جديد واتاحة الفرصة لو بالخروج مف ارض الدولة المسمـ الييا‪،‬‬

‫والحكمة مف ذلؾ ىو خشية التحايؿ عمى التسميـ في جريمة ال يجوز فييا التسميـ تحت ستار تسميـ‬

‫عف جريمة أخرى‪.‬‬

‫الجريمة‬

‫مفيوـ الجريمة‪ :‬معظـ التشريعات جاءت خالية مف تعريؼ الجريمة‪ ،‬وىو مسمؾ محمود وذلؾ‪:‬‬

‫‪ -1‬وظيفة المشرع وتطبيقاً لمبدأ الشرعية ىو اف يضع لكؿ جريمة نصا خاصا في القانوف يحدد‬

‫أركانيا وعقوبتيا‪.‬‬

‫‪ -2‬في حالة وضع تعريؼ فأف المشرع ميما بمغ في صياغتو مف جيد لف يأتي جامعا لكؿ‬

‫المعاني المطموبة‪.‬‬

‫‪ -3‬قد يكوف ىذا التعريؼ مناسبا في زمف معيف ولكنو ال يستمر كذلؾ في زمف آخر‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫والتعريؼ الفقيي لمجريمة والجامع ألركانيا ويتفؽ مع قانوف العقوبات العراقي النافذ ىي اف الجريمة‬

‫"كل سموك خارجي إيجابي او سمبي حرمو القانون وقرر لو عقابا اذا صدر من انسان مسؤول"‪.‬‬

‫تمييز الجريمة‪:‬‬

‫الجريمة التأديبية‬ ‫الجريمة المدنية‬ ‫الجريمة الجنائية (الجزائية)‬

‫‪ -1‬ينص عمييا القانوف اإلداري‪.‬‬ ‫‪ -1‬ينص عمييا القانوف‬ ‫‪ -1‬ينص عمييا قانوف العقوبات او‬
‫‪ -2‬لـ ترد عمى سبيؿ الحصر‬ ‫المدني‬ ‫القوانيف المكممة‪.‬‬
‫‪ -3‬رد الفعؿ لمجريمة ىي‬ ‫‪ -2‬لـ ترد عمى سبيؿ‬ ‫‪ -2‬وردت عمى سبيؿ الحصر‬
‫عقوبات انضباطية او إدارية‬ ‫الحصر‬ ‫‪ -3‬رد الفعؿ لمجريمة ىي العقوبة او‬
‫كاإلنذار‪.‬‬ ‫‪ -3‬رد الفعؿ لمجريمة ىو‬ ‫التدابير االحت ارزية‪.‬‬
‫اصبلح الضرر (التعويض)‪-4 .‬أساسيا المحافظة عمى شرؼ‬ ‫‪ -4‬أساسيا تحقيؽ مصمحة عامة عف‬
‫المينة او الييئة وحسف أداء‬ ‫‪ -4‬أساسيا تحقيؽ مصمحة‬ ‫طريؽ اصبلح الجاني وردع غيره‪.‬‬
‫اعماليا‪.‬‬ ‫فردية‪.‬‬ ‫يترتب عمييا رفع الدعوى‬ ‫‪-5‬‬

‫‪ -5‬يترتب عمييا رفع الدعوى ‪ -5‬يترتب عمييا دعوى‬ ‫الجزائية – الدعوة العامة‪.‬‬
‫انضباطية اماـ مجمس االنضباط‬ ‫المدنية‪.‬‬
‫او لجانيا‪.‬‬

‫اركان الجريمة‬

‫وىي الشروط او العناصر البلزمة لتحقؽ الجريمة‪ ،‬وأركاف الجريمة اما اف تكوف ‪-:‬‬

‫‪ -1‬األركان العامة‪ :‬وتندرج تحت نطاقيا جميع الجرائـ بدوف استثناء وتميز الجريمة عف الفعؿ‬

‫المباح‪.‬‬

‫‪ -2‬األركان الخاصة‪ :‬وىي تكوف خاصة بجريمة معينة بذاتيا تبلزميا دوف غيرىا‪ ،‬وتميز جريمة‬

‫ما كجريمة السرقة عف غيرىا مف الجرائـ األخرى كجريمة خيانة األمانة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫وفي دراستنا سنتناوؿ األركاف العامة لمجريمة‪ ،‬والجريمة كفكرة قانونية انما تقوـ عمى ثبلثة اركاف‪:‬‬

‫‪ -1‬الركن المادي‪ :‬وىي السموؾ المحرـ سواء كاف إيجابيا اـ سمبيا وبالتالي ال عبرة بما يدور في‬

‫االذىاف او الضمائر مف أفكار‪.‬‬

‫‪ -2‬الركن الشرعي‪ :‬ويتجمى بتحقؽ الصفة الغير المشروعة لمسموؾ الخاضع لنص في القانوف‬

‫ويترتب عميو عقوبة او تدابير احت ارزية‪.‬‬

‫‪ -3‬الركن المعنوي (القصد الجنائي)‪ :‬ويتمثؿ في صورتيف ىما العمـ واإلرادة في الجرائـ العمدية‪،‬‬

‫وفيو تتجو اإلرادة الى احداث السموؾ ونتيجتو‪ ،‬او الخطأ وفيو تتجو اإلرادة الى احداث السموؾ دوف‬

‫النتيجة‪.‬‬

‫الركن المادي لمجريمة‬

‫عرفت المادة (‪ )28‬مف قانوف العقوبات العراقي الركف المادي لمجريمة بانو‪" :‬سموك اجرامي‬

‫بارتكاب فعل جرمو القانون او االمتناع عن فعل امر بو القانون"‪ ،‬ولمركف المادي ثبلثة عناصر‬

‫النتيجة)‪.‬‬ ‫العالقة السببية‬ ‫ىي (السموك‬

‫إذن عناصر الركن المادي ىي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬السموك االجرامي‪ /‬ىي النشاط المادي الخارجي المكوف لمجريمة ويسمى بماديات الجريمة‪،‬‬

‫مما يترتب عميو اف ال يعتبر مف قبيؿ الركف المادي ما يدور في االذىاف مف أفكار ورغبات طالما‬

‫لـ تتخذ سبيميا الى الحيز الخارجي‪.‬‬

‫ويختمؼ ىذا النشاط مف جريمة الى أخرى ‪:‬‬

‫ففي جريمة القتؿ يتمثؿ في فعؿ ازىاؽ الروح‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وفي السرقة في فعؿ االختبلس‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪45‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫وفي الضرب والجرح في فعؿ المساس بسبلمة الجسـ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وفي الحريؽ في فعؿ اشعاؿ النار‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وقد يكوف السموؾ االجرامي نشاطا إيجابياً كما في األمثمة السابقة‪ ،‬وقد يكوف سمبياً‪ ،‬ويتحقؽ في‬

‫امتناع الجاني عف القياـ بعمؿ يوجبو القانوف عميو ويعاقب اذا امتنع عف القياـ بو‪ ،‬كامتناع الشاىد‬

‫عف الحضور اماـ المحكمة ألداء الشيادة وامتناع السجاف عف تقديـ الطعاـ لمسجيف فيموت جوعا‪.‬‬

‫ويتمثؿ النشاط االجرامي في العمؿ‪:‬‬

‫لو استخدـ الجاني جزء مف أجزاء جسمو كأف يستعمؿ يده في القتؿ او الضرب او السرقة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫او في القوؿ او الكتابة كما ىي في جرائـ القذؼ والسب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وقد يتمثؿ باإلشارة كما في جرائـ القذؼ والسب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ثانياً‪ :‬النتيجة الضارة‬

‫ويراد بو التغير الذي يحدث في العالـ الخارجي كاثر السموؾ االجرامي‪ ،‬ولمنتيجة مدلوليف ىما‬

‫(مادي – وقانوني )‪.‬‬

‫‪ -1‬المدلول المادي‪ :‬وىو التغير الناتج عف السموؾ االجرامي في العالـ الخارجي‪.‬‬

‫‪ -2‬المدلول القانوني‪ :‬ىو العدواف الذي يناؿ مصمحة او حقا يحميو القانوف‪.‬‬

‫ففي جريمة القتؿ تكوف النتيجة الضارة ىي الوفاة وىي عدواف عمى الحؽ في الحياة‪ ،‬وفي جريمة‬

‫السرقة تكوف النتيجة الضارة انتقاؿ الماؿ الى حيازة الجاني وىو عدواف عمى الحؽ في الحيازة‪.‬‬

‫والنتيجة الضارة كعنصر مف عناصر الركف المادي بمجرد حصوؿ السموؾ االجرامي دوف الحاجة‬

‫لوقوع النتيجة الضارة كما ىي الحاؿ في الجرائـ السمبية‪ ،‬مثاليا امتناع القاضي عف الحكـ بالدعوى‬

‫الجزائية‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ثالثاً‪ :‬عالقة السببية‬

‫ويراد بيا الصمة التي تربط ما بيف السموؾ االجرامي والنتيجة الجرمية الضارة بحيث تثبت اف‬

‫السموؾ االجرامي الواقع ىو الذي أدى الى حدوث النتيجة الضارة‪ ،‬ولمسببية اىميتيا فيي التي تربط‬

‫بيف عنصري الركف المادي وبالتالي فمف دونيا ال قياـ لمجريمة‪ ،‬وعميو فأف مرتكب الجريمة ال يسأؿ‬

‫اال عف الشروع في الجريمة اذا كانت عمدية وال يسأؿ مطمقا اذا كانت الجريمة غير عمدية‪.‬‬

‫معيار تحقق عالقة السببية‬

‫قد تساىـ مع سموؾ الجاني عوامؿ أخرى في احداث النتيجة‪ ،‬فيؿ اف تدخؿ ىذه العوامؿ تنفي‬

‫عبلقة السببية او يتركيا قائمة‪.‬‬

‫مثال‪ :‬اطمؽ شخص عيا ار ناريا عمى اخر فأصابو بجراح خطيرة ثـ مات المجني عميو ألف الطبيب‬

‫قصر في العناية بجروحو او أصيب‬


‫ارتكب خطأ فاحش او يسير اثناء عبلجو او اف المجني عميو ّ‬

‫بمرض نتيجة العدوى او ألف المستشفى التي نقؿ الييا لمعبلج احترؽ فيمؾ الجاني ليذا السبب‪،‬‬

‫ففي ىذه األمثمة ىؿ تبقى عبلقة السببية قائمة بيف اطبلؽ الرصاص والوفاة؟ اـ اف تدخؿ العوامؿ‬

‫او األسباب األخرى تؤثر في النتيجة فيمنع مف تحققيا‪ ،‬بمعنى اخر ىؿ تتوافر عبلقة السببية بيف‬

‫السموؾ والنتيجة لمجرد كوف السموؾ عامؿ مف العوامؿ التي أحدثت النتيجة اـ انو يجب اف يكوف‬

‫العامؿ المميز بالنسبة لمعوامؿ األخرى؟‬

‫ولئلجابة عمى ىذه التساؤالت ظيرت عدة نظريات أىميا ‪-:‬‬

‫‪ -1‬نظرية تعادل األسباب‬

‫‪47‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫تقرر ىذه النظرية المساواة بيف جميع العوامؿ التي ساىمت في احداث النتيجة الجرمية مما يعني‬

‫اف جميع العوامؿ التي ساىمت في احداث النتيجة متكافئة ومتعادلة دوف البحث عف أىميتيا‬

‫وقيمتيا‪ ،‬ومف ثـ يسأؿ أصحابيا جميعا عمى قدـ المساواة‪.‬‬

‫وتطبيقا لذلؾ تقوـ عبلقة السببية اذا ثبت اف ىذا السموؾ كاف عامبل ساىـ في احداث النتيجة ولو‬

‫كاف نصيبو مف المساىمة محددا بأف شارؾ معو عوامؿ تفوقو أىمية مما يترتب عميو انو اذا ساىـ‬

‫مع سموؾ الجاني عوامؿ طبيعية مثؿ مرض كاف المجني عميو يعانيو سابقا (مرض السكر) فعبلقة‬

‫السببية تظؿ قائمة بيف ىذا السموؾ والنتيجة‪.‬‬

‫وألصحاب ىذه النظرية حجة مضمونيا ان سموك الجاني ىو الذي اعطى العوامل األخرى قوتيا‬

‫السببية اذ لواله لكانت عاجزة عن احداث النتيجة‪ ،‬وبالتالي فيو سبب لسببيتيا فالرابطة السببية‬

‫تعتبر موجودة وان لم يمت المجني عميو بسبب اطالق الرصاص وانما بسبب تقصير الطبيب او‬

‫بسبب المرض المزمن او اصطدام سيارة اإلسعاف او بسبب الحريق وعميو فكل عامل من‬

‫العوامل السابقة يعتبر مسؤوال عن جريمة القتل متى ما تحققت النتيجة‪.‬‬

‫مما يترتب عميو توافر عبلقة السببية بيف السموؾ والنتيجة لمجرد كوف السموؾ واحد مف عوامميا‬

‫ولو كاف اقميا أىمية‪ ،‬وبالتالي فأف تدخؿ عوامؿ أخرى الى جانب سموؾ الجاني ومساىمتيا في‬

‫احداث النتيجة ال تنفي عبلقة السببية ولو كانت ىذه العوامؿ شاذة‪.‬‬

‫نقد ىذه النظرية‪ :‬يجب اف يكوف العامؿ وحده كافيا إلحداث النتيجة فميس مف العدؿ اف يتحمؿ‬

‫الفاعؿ االصمي نتائج لـ يقصدىا ولـ يكنف بإمكانو ادراكيا او توقعيا‪.‬‬

‫‪ -2‬نظرية السبب المالئم (الكافي)‬

‫‪48‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫اف عبلقة السببية ال يمكف اف تعد متوافرة بيف السموؾ االجرامي والنتيجة الجرمية اال اذا ثبت اف‬

‫مقدار مساىمة السموؾ االجرامي بالنسبة لمعوامؿ األخرى قد اًر معينا مف األىمية‪ ،‬أي اف النظرية‬

‫يميز بيف الظروؼ المألوفة والظروؼ الشاذة بموجب ىذه النظرية يعد نشاط الجاني سببا لمنتيجة اذا‬

‫كاف مف المحتمؿ اف يؤدي ليا‪ ،‬أي كانت ىذه األسباب مألوفة‪ ،‬اما اذا تدخؿ عامؿ شاذ غير‬

‫متوقع وال مألوفة فانو يقطع السببية وتقع مسؤولية الفاعؿ عند حد الشروع (مثؿ اصطداـ سيارة‬

‫اإلسعاؼ – الحريؽ في المستشفى – خطأ جسيـ لمطبيب كأف ينسى الطبيب مقص داخؿ جسد مف‬

‫خضع لمعممية)‪ .‬وىذا يقتضي اف نحدد ‪-:‬‬

‫أوالً‪ :‬أثر السموؾ االجرامي‬

‫ثانياً‪ :‬اف ننتقي مف بيف العوامؿ التي ساىمت في احداث النتيجة العوامؿ المألوفة ونستبعد العوامؿ‬

‫الشاذة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬اثر تمؾ العوامؿ الى اثر السموؾ االجرامي‪ ،‬ثـ نتساءؿ عما اذا كاف مف شأف ىذا األثر‬

‫تحقيؽ النتيجة‪.‬‬

‫مثال‪ :‬اذا اطمؽ شخص الرصاص عمى اخر فأصابو بجراح خطيرة ثـ نقؿ الى المستشفى حيث‬

‫مات في حريؽ شب فييا فبل توجد عبلقة السببية بيف اطبلؽ النار ووفاة المجني عميو ألنو مات‬

‫حرقا‪ ،‬اما اذا مات الشخص بخطأ مف الطبيب المعالج خطأ يسي اًر فأف عبلقة السببية متوفرة ألف‬

‫الخطأ اليسير عامؿ مألوؼ مف شأنو احداث الوفاة‪.‬‬

‫الممخص‪ :‬متى اشترؾ عامبلف او اكثر في احداث النتيجة الجرمية وكاف احد العامميف مألوفا او‬

‫منتجا يصمح في العادة في احداث مثؿ ىذه النتيجة واألخرى عارضا او غير مألوفا ال يصمح‬

‫‪49‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫بحسب طبيعتو احداث النتيجة حتى واف اشترؾ في احداثيا أحيانا ظروؼ شاذة فأنو ينبغي استبعاد‬

‫العامؿ العارض (غير المألوؼ) واستبقاء العامؿ المنتج ليا المألوؼ باعتباره مسؤوال عنيا‪.‬‬

‫نقد ىذه النظرية‪ :‬تقدير الظروؼ سواء كانت مألوفة اـ شاذة يختمؼ فييا تقدير الناس؟‬

‫موقؼ المشرع العراقي فيما يخص السببية‬

‫المادة ( ‪ ) 29‬حيث نصت ‪-:‬‬

‫‪ -1‬ال يسأل شخص عن جريمة لم تكن نتيجة لسموكو االجرامي ‪ ،‬ولكنو يسأل عن الجريمة ولو‬

‫كان قد ساىم مع سموكو االجرامي في احداثيا سبب اخر سابق او معاصر او الحق ولو كان‬

‫يجيمو‪.‬‬

‫‪ -2‬اما اذا كان السبب وحده كافيا إلحداث نتيجة الجريمة فال يسأل الفاعل في ىذه الحالة اال‬

‫عن الفعل الذي ارتكبو‪.‬‬

‫إذا فأف قانوف العقوبات العراقي اخذ بنظرية تعادؿ األسباب في الفقرة األولى‪.‬‬

‫اما في الفقرة الثانية اشترط اف يكوف ىذا السبب كافيا لوحده ألحداث النتيجة الجرمية‪ ،‬وعندئذ ال‬

‫يسأؿ الفاعؿ صاحب السموؾ االجرامي اال عف الفعؿ الذي ارتكبو‪.‬‬

‫مثال‪ :‬شخص يطعف اخر ويؤخذ الى المستشفى ويسعؼ ثـ يعود الى داره ويأتي سارؽ الى بيتو‬

‫واثناء السرقة يقوـ السارؽ بأطبلؽ الرصاص عمى ىذا الشخص المصاب الذي تـ طعنو سابقا‬

‫ويموت‪ ،‬ما المسؤولية الجزائية في ىذه الحالة؟‬

‫الفاعؿ األوؿ ال يسأؿ عف القتؿ أي النتيجة التي حصمت وانما يسأؿ عف الشروع في القتؿ‪ ،‬اما‬

‫السارؽ فانو يسأؿ عف جريمة القتؿ العمد فضبل عف جريمة السرقة ويعاقب وفقا لجريمة القتؿ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ويشترط النتفاء عبلقة السببية ببيف السموؾ والنتيجة اذا تدخؿ في التسمسؿ السببي سبب طارئ اف‬

‫يكوف ىذا السبب مستقبل وكافيا بحد ذاتو ألحداث النتيجة ‪ ،‬مما يعني اف شرطي االستقبلؿ والكفاية‬

‫في السبب الطارئ ضرورياف لتحقيؽ انتفاء عبلقة السببية‪.‬‬

‫الركن النفسي لمجريمة ( الركن المعنوي )‬

‫ويسمى أيضا بالركف الشخصي لمجريمة ويراد بو األصوؿ النفسية لماديات الجريمة ويقاؿ انو ال‬

‫جريمة مف دوف ركف نفسي (معنوي) ألنو روحيا اذ ال يسأؿ شخص عف جريمة ما لـ تقـ عبلقة‬

‫بيف مادياتيا ونفسيتيا ضماف لمعدالة وشرط لتحقيؽ العقوبة اغراضيا االجتماعية‪.‬‬

‫والركف النفسي في جوىره قوة نفسية وىذه القوة ىي اإلرادة‪ ،‬واإلرادة التي تتجو نحو الجريمة تكوف‬

‫إرادة جرمية (إرادة آثمة) وىي دليؿ عمى خطورة شخصية الجاني‪ ،‬وفي وسع القاضي عف طريؽ‬

‫الركف ا لمعنوي اف يكشؼ نوع ومقدار ىذه الخطورة واف يحدد العقوبة المبلئمة لذلؾ القصد الجنائي‬

‫"توجيو الفاعل ارادتو الى ارتكاب الفعل المكون لمجريمة ىادفا الى نتيجة الجريمة التي وقعت او‬

‫اية نتيجة جرمية أخرى"‪ ،‬المادة (‪ )33‬الفقرة األولى‪.‬‬

‫شروط تحقؽ الركف المعنوي‬

‫أوالً‪ :‬حرية اإلرادة (حرية االختيار)‪ /‬ويراد بيا قدرة االنساف عمى توجيو نفسو الى عمؿ معيف او‬

‫االمتناع عنو‪ ،‬وىي العنصر البلزـ اف لتوافر الركف النفسي لمجريمة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬تحقق االدراك أي التمييز‪ /‬استعداد الشخص او قدرتو عمى فيـ ماىية افعالو وتقدير نتائجيا‪،‬‬

‫ويسميو البعض االىمية فيو العنصر البلزـ لتحقؽ المسؤولية الجزائية وىو حالة يوجد في الفاعؿ‬

‫متى كاف ممكاتو الذىنية طبيعية وقت ارتكاب الجريمة‪ ،‬وموانع المسؤولية ( فقد االدراؾ او اإلرادة‬

‫‪51‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫بسبب الجنوف او عاىة في العقؿ – تناوؿ مواد مخدرة قسرا" او عف غير عمـ – االكراه – حالة‬

‫الضرورة – صغر السف )‪.‬‬

‫وتتمثؿ الركف المعنوي في الجرائـ الغير العمدية بالقصد الجنائي حيث يشترط اف يكوف الجاني قد‬

‫أراد العمؿ المادي المكوف لمجريمة (أي أراد السموؾ الجرمي) الذي اتاه واراد النتيجة‪ ،‬المادة (‪)33‬‬

‫فقرة األولى‪ ،‬مثؿ جريمة القتؿ العمد والسرقة‪.‬‬

‫وتتمثؿ الركف المعنوي في الجرائـ الغير العمدية (بالخطأ) وىو يتحقؽ عندما يكوف الجاني قد أراد‬

‫العمؿ المادي (أي أراد السوؾ الجرمي) دوف حصوؿ النتيجة الجرمية التي وقعت بسبب ىذا العمؿ‬

‫او اية نتيجة أخرى‪ ،‬المادة (‪ )35‬مف قانوف العقوبات العراقي‪.‬‬

‫وال جريمة عمى األفعاؿ التي تصدر عف الحيواف اال اذا كاف لئلنساف دخؿ فييا ويؤخذ بمقدار ما‬

‫تدخؿ فعمو في االمر‪.‬‬

‫الركن الشرعي لمجريمة‬

‫ويسميو البعض بالركف القانوني‪ ،‬والجريمة ىي ركف غير مشروع وتأتي عدـ المشروعية مف انطباؽ‬

‫السموؾ اإليجابي او السمبي عمى نص في القانوف يجرمو‪ ،‬والركف الشرعي لمجريمة ىو الصفة غير‬

‫المشروعة وىي وصؼ يضيفو القانوف عمى السموؾ وبيذا يتميز الركف الشرعي عف كؿ مف الركف‬

‫المادي والركف المعنوي‪.‬‬

‫واساس الركف الشرعي انطباؽ السموؾ عمى نص قانوني تجرمو‪.‬‬

‫ولمركف الشرعي عنصريف ىما ‪-:‬‬

‫‪ -1‬انطباؽ السموؾ عمى قاعدة قانونية إيجابية ‪ ،‬أي عمى نص قانوني‪.‬‬

‫‪ -2‬عدـ توافر سبب مف أسباب االباحة بالنسبة ليذا السموؾ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫وأسباب االباحة ( أداء واجب – استعماؿ حؽ – الدفاع الشرعي ) أي توافر في ىذا السموؾ سبب‬

‫مف أسباب االباحة يدفع عنو صفة عدـ المشروعية‪ ،‬وبذلؾ تمثؿ أسباب االباحة قيودا عمى‬

‫نصوص التجريـ‪.‬‬

‫صور ارتكاب الجريمة‬

‫الشروع في الجريوة‬
‫الوساهوة في الجريوة‬ ‫الجريوة التاهة‬

‫الجريمة التامة‪ :‬وتتحقؽ اذا توافرت جميع أركانيا (المادي – المعنوي – الشرعي) وكاف توافرىا‬

‫يرجع الى فعؿ شخص واحد‪.‬‬

‫الشروع في الجريمة‪ :‬وتتحقؽ بعض عناصر الركف المادي لمجريمة ويختمؼ البعض االخر اذ‬

‫يتحقؽ السموؾ االجرامي ولكف ال يتحقؽ النتيجة ألسباب ال دخؿ إل اردة الجاني فيو‪.‬‬

‫المساىمة في الجريمة‪ :‬وتتحقؽ عندما يساىـ في تحقيؽ الجريمة اكثر مف شخص واحد‪ ،‬وعند‬

‫ذلؾ يسأؿ كؿ منيـ عف دوره الذي قاـ بو في الجريمة‪.‬‬

‫الشروع في الجريمة‬

‫ال تفع الجريمة عادة دفعة واحدة بؿ قد تمر بمراحؿ وادوار معينة قبؿ اف يرتكب الجريمة وىذه‬

‫المراحؿ ىي ‪:‬‬

‫‪ -1‬مرحمة التفكير والتصميم‬

‫‪ -2‬مرحمة التحضير‬

‫‪ -3‬مرحمة التنفيذ‬

‫‪53‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫عندما يتـ تنفيذ الجريمة وتتحقؽ النتيجة وىذه ىي مرحمة (الجريمة التامة) كأف يطمؽ شخص ما‬

‫رصاص عمى الجاني فيرديو قتيبلً‪ ،‬وقد ال يتـ تنفيذ الجريمة لسبب مف األسباب كأف يعدؿ الجاني‬

‫عف تنفيذىا او تحوؿ بيف الجاني وبيف إتماـ الجريمة ظروؼ طارئة مثؿ اف الجاني اخطأ اليدؼ‬

‫وىذه ىي (الجريمة الخائبة)‪ ،‬او اف يضرب شخص ثالث الجاني عمى يده فيسقط منيا السبلح قبؿ‬

‫انطبلقو وىذه ىي (الجريمة الموقوفة) او اخفؽ الجاني في إتماـ الجريمة بسبب استحالة تنفيذىا‬

‫وىذه ىي الجريمة المستحيمة‪.‬‬

‫س‪ /‬ىؿ اف قانوف العقوبات العراقي يتدخؿ في جميع ىذه المراحؿ والحاالت فيعاقب عمييا اـ اف‬

‫تدخمو ينصب عمى بعض منيا دوف االخر؟‬

‫ج‪ /‬اف قانوف العقوبات ال يتدخؿ في مرحمة التفكير والتصميـ ومرحمة التحضير وبالتالي فبل عقاب‬

‫عمى األفعاؿ المكونة لكؿ منيا‪ ،‬انما يبدأ تدخمو في مرحمة التنفيذ مما يعني اف الشروع في الجريمة‬

‫ال يبدأ اال عند ابتداء مرحمة التنفيذ وىذا ما سار عميو قانوف العقوبات العراقي في المادة (‪)31‬‬

‫التي عرفت الشروع بانو‪" :‬البدء في تنفيذ فعل بقصد ارتكاب جناية او جنحة اذا وقف او خاب‬

‫اثره ال دخل إلرادة الفاعل فييا ولكن ال يعد شروعا في الجناية او الجنحة مجرد العزم عمى‬

‫ارتكابيا وال اعمال التحضير لذلك ما لم ينص القانون عمى خالف ذلك"‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬مرحمة التفكير والتصميم‬

‫أولى خطوات في نشاط الجاني نحو الجريمة وتتميز بانيا ‪-:‬‬

‫‪ -1‬داخمية ال تظير في الحيز الخارجي بأعماؿ مادية‪.‬‬

‫‪ -2‬عدـ اعتبار ىذه المرحمة داخمة في الشروع وبالتالي ال عقاب عمييا‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫اف ىذا االمر دفع الحرج عف القضاة ألف اثبات النيات امر عسير باإلضافة الى انو كيؼ نسأؿ‬

‫شخص عف فعؿ لـ يرتكبو بعد وقد ال يرتكبو بالرغـ مف تفكيره فيو "وال يعد شروعا مجرد العزم‬

‫عمى ارتكاب الجريمة" المادة (‪.)31‬‬

‫وقاعدة عدـ العقاب عمى التفكير والتصميـ مطردة ال تقبؿ االستثناء‪.‬‬

‫اما القوؿ بأف العقاب عمى االتفاؽ الجنائي وكذلؾ التيديد باعتبار كؿ منيما جريمة ىو عقاب عمى‬

‫اعماؿ التفكير والتصميـ فانو غير صحيح‪ ،‬ألف القانوف يعاقب عمى كؿ مف ىاتيف الجريمتيف ال‬

‫عمى مجرد الت فكير والعزـ‪ ،‬أي عمى السموؾ الخارجي الذي حقؽ االتفاؽ اـ التيديد‪ ،‬أي اف االتفاؽ‬

‫والتيديد جريمة مستقمة بحد ذاتيا‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬مرحمة التحضير‬

‫ويراد بيا الخطوات التي تمي مرحمة التفكير والتصميـ نحو ارتكاب الجريمة وىي خطوات تظير الى‬

‫الحيز الخارجي بأعماؿ مادية ممموسة يقاؿ ليا باألعماؿ التحضيرية‪ ،‬مثال‪ :‬قياـ شخص بشراء‬

‫السبلح الذي سيرتكب بو الجريمة او السمـ الذي يتسمؽ بو الجدار لمدخوؿ الى المنزؿ لمسرقة وقد‬

‫نيج قانوف العقوبات العراقي نفس النيج الذي سار عميو جميع قوانيف العقوبات الحديثة عمى عدـ‬

‫اعتبار ىذه المرحمة داخمة في الشروع حيث نصت المادة (‪" )31‬ال يعد شروعا ‪ ...‬وال االعمال‬

‫التحضيرية" والسبب في عدـ العقاب عمى االعماؿ التحضيرية ىو انيا اعماؿ قابمة لمتأويؿ‪ ،‬أي‬

‫انيا ال تدؿ بذاتيا عمى اتجاه حسي او قطعي الرتكاب الجريمة‪ ،‬فمف يشتري سبلحا قد يشتريو‬

‫الرتكاب جريمة او لمدفاع عف نفسو او لمتيديد بو‪ ،‬باإلضافة الى انيا ال تدؿ عمى خطورة حالو‬

‫لبعدىا عف اليدؼ االجرامي‪ ،‬ثـ اف عدـ العقاب عمى االعماؿ التحضيرية يشجع مرتكبيا عمى‬

‫إعادة النظر في امر الجريمة وبالتالي عدـ ارتكابيا‪ ،‬وبخبلفو يكوف حافز لمجاني عمى المضي في‬

‫إتماـ الجريمة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫وقاعدة عدـ العق اب عمى االعماؿ التحضيرية مطردة ال استثناء عمييا‪ ،‬اما القوؿ بأف العقاب عمى‬

‫تقميد المفاتيح او صنعيا وحيازتيا ىو عقاب عمى االعماؿ التحضيرية فانو غير صحيح؛ ألف‬

‫القانوف قد عاقب عمى ىذه االعماؿ ليست ألنيا اعماؿ تحضيرية وانما عاقب عمييا باعتبارىا جرائـ‬

‫مستقمة بحد ذاتيا‪.‬‬

‫مما يترتب عميو اف المشرع العراقي لـ يكف موفقا في ذيؿ المادة (‪" )31‬ما لم ينص القانون‬

‫خالف ذلك" ؛ ألف المشرع عندما وضع ىذه الفقرة كاف يعتقد خطأ اف ىناؾ اعماؿ تصميـ واعماؿ‬

‫تحضيرية يعاقب عميو القانوف بالرغـ مف صفتيا ىذه‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬مرحمة التنفيذ‬

‫ىي المرحم ة الثالثة مف مراحؿ ارتكاب الجريمة وتتكوف مف اعماؿ مادية خارجية فيي تدخؿ في‬

‫عداد االعماؿ التنفيذية لمجريمة‪ ،‬وىذه االعماؿ قد يصؿ الجاني بيا عند ارتكابيا الى النياية فيتـ‬

‫الجريمة‪ ،‬وعند ذلؾ نكوف اماـ جريمة تامة‪ ،‬مثال‪ :‬اف يطمؽ شخص الرصاص عمى اخر بقصد‬

‫قتمو فيردي و قتيبل‪ ،‬وقد ال يستطع الجاني الوصوؿ الى النياية لسبب ال دخؿ إلرادتو فييا (أي‬

‫أسباب خارجة عف إرادة الجاني) وعندئذ نكوف اماـ حالة (الشروع في الجريمة)‪ ،‬مثال‪ :‬اف يخطأ‬

‫شخص في اطبلؽ الرصاص عمى المجني عميو وال يصيبو او أصابو في غير مقتؿ فمـ يمت‪.‬‬

‫فالشروع ىو التنفيذ غير الكامؿ لمجريمة‪ ،‬أي اف الجاني يبدأ بتنفيذ الجريمة غير انو يقؼ عند حالة‬

‫البدء بالتنفيذ‪ ،‬عرفو المشرع العراقي في المادة (‪ )31‬بقوليا‪" :‬الشروع ىو البدء بتنفيذ فعل بقصد‬

‫ارتكاب جناية او جنحة اذ وقف او خاب اثره ألسباب ال دخل إلرادة الفاعل فييا"‪.‬‬

‫فيظير لنا مف ىذا التعريؼ انو لتحقؽ حالة الشروع في الجريمة البد مف توفر األركاف الثبلثة‬

‫التالية ‪-:‬‬

‫الركن األول‪ :‬البدء بتنفيذ الجريمة‬

‫‪56‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫الركن الثاني‪ :‬قصد ارتكاب جناية او جنحة‬

‫الركن الثالث‪ :‬عدم إتمام الجريمة ألسباب خارجة عن إرادة الجاني‬

‫الركن األول‪ :‬البدء بتنفيذ الجريمة‬

‫ل ـ يعرؼ قانوف العقوبات العراقي البدء بالتنفيذ ولـ يبيف الصفات التي تميزه عف االعماؿ‬

‫التحضيرية بالرغـ مف أىمية التمييز ذلؾ ألف األولى (البدء بالتنفيذ) مف الشروع وىو معاقب عميو‬

‫والثانية (االعماؿ التحضيرية) ليست مف الشروع وال عقاب عمييا‪.‬‬

‫اف التمييز بيف االعماؿ التحضيرية واالعماؿ التي تعتبر مف قبيؿ البدء في التنفيذ امر واضح في‬

‫بعض األحواؿ منيا ‪-:‬‬

‫‪ ‬االعمال التحضيرية‪( :‬شراء السالح – شراء المفاتيح المصطنعة – شراء السم)‪.‬‬

‫‪ ‬االعمال التنفيذية‪( :‬اطالق الرصاص عمى المجني عميو – سحب محفظة النقود من جيب‬

‫المجني عميو)‪.‬‬

‫ولكف ىناؾ اعماؿ غير واضحة منيا مف يضبط داخؿ حديقة المنزؿ ومعو اآلالت المعدة لكسر‬

‫الباب‪ .‬وكذلؾ مف يضبط وىو متخؼ حامبل سبلحا ناريا بالقرب مف مكاف منعزؿ ليبل‪ ،‬ىذه‬

‫االعماؿ غير واضحة متأرجحة بيف مرحمتي التحضير والبدء بالتنفيذ وىي ما تسمى (بالحاالت‬

‫الحدية)‪.‬‬

‫لذلؾ مف المي ـ وجود ضابط او معيار نستطيع اف نميز فيو بيف االعماؿ التحضيرية واالعماؿ‬

‫التنفيذية‪ ،‬غير اف رجاؿ الفقو الجنائي اختمفوا في الرأي وذىبوا في ذلؾ الى مذىبيف ىما‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬المذىب الموضعي‬

‫‪57‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫يرى انصار ىذه المذىب اف العامؿ الميـ في الجريمة ىو السموؾ االجرامي الذي يرتكبو الجاني‬

‫(الركف المادي) لذلؾ ىـ يقتصروف بدء التنفيذ عمى السموؾ المادي الذي يبدأ فيو الجاني بتنفيذ‬

‫الفعؿ المادي المكوف لركنيا المادي‪.‬‬

‫أي اف البدء بتنفيذ القتؿ ال يتحقؽ اال بمباشرة سموؾ يؤدي الى ازىاؽ روح المجني عميو كطعنو في‬

‫السكيف او اطبلؽ الرصاص عميو‪ ،‬وفي السرقة ال يعد الجاني مرتكبا لبدء التنفيذ اال اذا بدء بفعؿ‬

‫االختبلس بأف يضع يده عمى الماؿ المراد سرقتو وبالتالي ال يعد بدءاً في التنفيذ أي سموؾ اخر ال‬

‫يدخؿ ضمف الركف المادي‪ ،‬فمف يدخؿ منزؿ بقصد ارتكاب جريمة قتؿ ال يعد مرتكبا لمبدء بالتنفيذ‬

‫وبالتالي ال يعد شارعا في جريمة القتؿ ألف دخوؿ المنزؿ ال يعتبر ضمف السموؾ المادي لجريمة‬

‫القتؿ وبالتالي ليس مف ركنيا المادي‪.‬‬

‫يمتاز ىذا المبدأ بـ (وضوحو – دقتو – سيولة تطبيقو)‪.‬‬

‫لكف يعيبو انو يحصر الشروع في نطاؽ ضيؽ ال يحقؽ حماية كافية لممجتمع ويؤدي الى افبلت‬

‫كثير مف المجرميف مف العقاب‪ ،‬فمف يتسمؽ سور منزؿ ويضبط قبؿ اف يتمكف مف دخولو ال يعتبر‬

‫وفقا ليذا الرأي شارعا في السرقة ألنو لـ يضع يده بعد عمى الماؿ المراد سرقتو‪ ،‬أي لـ يبدأ بعد‬

‫باالختبلس الذي ىو السموؾ المحقؽ لمركف المادي لجريمة السرقة‪.‬‬

‫ولذلؾ حاوؿ بعض انصار ىذا المذىب التوسع فيو فقالوا بأف البدء بالتنفيذ ال يقتصر عمى حالة‬

‫السموؾ المحقؽ لمركف المادي لمجريمة بؿ يشمؿ أيضا أي سموؾ يعده القانوف ظرفاً مشدداً لمجريمة‪،‬‬

‫وعمى ىذا النحو يعد الستور او الكسر مف الخارج محققا لمبدء بتنفيذ جريمة السرقة باعتبارىما‬

‫ظرفيف مشدديف فييما‪ ،‬ويؤخذ عمى ىذا الرأي بانو ادخؿ نشاطات ميمة وخطرة ما كانت تعتبر قببل‬

‫مف الشروع لعدـ دخوليا دائرة البدء بالتنفيذ‪ ،‬انو اف صمح لبعض الظروؼ المشددة اال انو ال‬

‫يصمح في غيرىا‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫كما انو ليس مف المنطؽ اعتبار السموؾ الذي يعد عامبل تحضيريا لمسرقة اف ارتكب نيا اًر ويعتبر‬

‫بدءاً في تنفيذىا اف ارتكب ليبل لمجرد كوف الميؿ ظرؼ مشدد في جريمة السرقة‪.‬‬

‫وذىب بعض انصار ىذا المذىب الى معيار اخر لتحديد البدء بالتنفيذ خبلصتو‪ :‬اف الفعؿ يعتبر‬

‫تحضيريا اذا كاف قاببل لمتأويؿ بحيث يصح اف يكوف مقصوداً لتحقيؽ غرض بريء كما يصح اف‬

‫يكوف لغرض اجرامي‪ ،‬اما العمؿ التنفيذي فيو ال يحتمؿ اال تأويبلً واحداً فيكشؼ عف نية إجرامية‬

‫مثال‪ :‬فمف يدخؿ منزالً بقصد السرقة ال يعتبر وفقا ليذا الرأي شارعا فييا‪ ،‬ولو ثبت اف قصده كاف‬

‫ارتكاب ىذه الجريمة ألف دخوؿ المنزؿ يجوز اف يكوف لسرقة او لغيرىا‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬المذىب الشخصي‬

‫اىتـ أصحاب ىذا المذىب بالجانب الشخصي في الجريمة‪ ،‬ويرى أصحاب ىذا المذىب اف العقاب‬

‫عمى الشروع ال يقصد بو السموؾ االجرامي الذي قاـ بو الجاني وانما الغرض مف العقاب ىو‬

‫مواجية خطورة الجاني التي كشؼ عنيا سموكو فاف أصحاب ىذا المذىب يروف اف البدء بالتنفيذ‬

‫وبالتالي الشروع ىو السموؾ الذي يؤدي حاالً ومباشرةً لمجريمة‪.‬‬

‫مثال‪ :‬ال يمزـ العتبار الشخص شارعا في القتؿ اف يكوف قد مس جسـ المجني عميو وانما يكفي اف‬

‫يكوف قد بمغ سموكو حداً يؤدي حاالً ومباشرة الى ىذا المساس كما لو صوب سبلحو صوب المجني‬

‫عميو او رفع سكينو عميو‪.‬‬

‫وعرؼ بعض انصار ىذا المبدأ (البدء بالتنفيذ) بانو العمؿ المؤدي مباشرة الى ارتكاب الجريمة‬

‫دوف اشتراط اف يكوف مؤديا الييا حاالً؛ وذلؾ اف بعض االعماؿ تحتاج لوقت أطوؿ لتحقيؽ‬

‫الجريمة‪ ،‬مثال‪ :‬اف يحفر الجاني نفقا تحت المصرؼ توصمو الى سرقة ما في خزائنو مف أمواؿ ُيعد‬

‫شارعاً‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫وعمى ىذا األساس قيؿ اف المتيـ المعتاد عمى السطو عمى المنازؿ يعتبر شارعاً في السرقة بمجرد‬

‫ضغطو عمى منبو باب الشقة لمتأكد مف خموىا مف ساكنييا قبؿ اف يستعمؿ اآلالت التي حمميا معو‬

‫لفتح األبواب ألف المص مف ذوي السوابؽ‪ ،‬وىذا ما سار عميو المشرع الفرنسي والمصري‪.‬‬

‫موقف المشرع العراقي‬

‫وفقا لممادة (‪ )31‬في تعريف الشروع "البدء في تنفيذ فعل بقصد ارتكاب ‪ ،"...‬فيو ال يشترط‬

‫لتحقيق الشروع ان يبدأ الفاعل بتنفيذ جزء من األفعال المكون لمركن المادي لمجريمة‪ ،‬بل يكفي‬

‫لتحقيقو ان يرتكب فعال" يدل عمى قصد الجاني في ارتكاب الجريمة‪ ،‬أي اخذ بالمذىب الشخصي‪.‬‬

‫الركن الثاني‪ :‬قصد ارتكاب جناية او جنحة‬

‫ىو الركف المعنوي لمشروع‪ ،‬ومضمونو انصراؼ إرادة الجاني الى ارتكاب الجريمة التي كاف احتماؿ‬

‫وقوعيا السموكي قوياً غير انيا لـ تقع‪ ،‬واف تكوف الجريمة اما جناية او جنحة‪.‬‬

‫أي اف ىذا الركف المعنوي يتكوف مف شقيف ‪-:‬‬

‫الشق األول‪ :‬ان يكون لدى الجاني قصد ارتكاب جريمة‪.‬‬

‫مضمونو تحقؽ قصد ارتكاب جريمة معينة لدى الجاني عند بدئو باألفعاؿ المكونة لمتنفيذ‪ ،‬فاذا‬

‫انعدـ القصد انعدـ الشروع في الجريمة‪.‬‬

‫عد ذلؾ شروعا في قتمو‪ ،‬اما اذا لـ يقصد الجاني‬


‫مثال‪ :‬اذا احدث شخص جروحاً باخر يقصد قتمو ّ‬

‫عد فعمو جريمة جرح عمد‪.‬‬


‫قتؿ المجني عميو ّ‬

‫واف العقاب عمى الشروع انما ىو عقاب عمى القصد الجنائي لما ليذا القصد مف داللة عمى خطورة‬

‫الجاني ويعرؼ القصد الجنائي لمجاني مف (األفعاؿ– والظروؼ – أحواؿ المجرـ وماضيو‬

‫واعترافاتو) لذلؾ فيي تخضع لتقدير المحكمة‪ ،‬ويجب اف ينصب القصد الجنائي عمى ارتكاب‬

‫الجريمة التامة كالقتؿ او السرقة ال نية الشروع فييا مما يعني اف ال شروع في الشروع‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫مثال‪ :‬مف يسحب مسدساً عمى اخر ويوجيو نحوه دوف اف يكوف قصده مف ذلؾ قتمو فانو ال يسأؿ‬

‫عف جريمة الشروع في القتؿ بؿ عف جريمة التيديد‪.‬‬

‫وال يقصد الشروع في الجرائـ غير العمدية (جرائـ اإلىماؿ او الخطأ) وكذلؾ في الجرائـ العمدية‬

‫ذات النتائج االحتمالية وذلؾ لعدـ توافر القصد الجنائي في األوؿ وألف القصد في الثانية كاف‬

‫خاصا بجريمة معينة فوقعت جريمة أخرى ما كاف الجاني يقصدىا مثؿ جريمة الضرب المفضي‬

‫إلى موت‪.‬‬

‫الشق الثاني‪ :‬ان تكون ىذه الجريمة اما جناية او جنحة‬

‫فمضمونو اف الشروع يقتصر عمى الجنايات والجنح مف الجرائـ‪ ،‬وانو ال شروع في المخالفات‬

‫وذلؾ‪:‬‬

‫‪ -1‬لتفاىتيا‬

‫‪ -2‬عدم داللتيا عمى خطورة مرتكبيا‬

‫الركن الثالث‪ :‬وقف التنفيذ او خيبة أثره‬

‫يراد بوقؼ او خيبة اثره عدـ تماـ الجريمة عمى النحو الذي قصد اليو الجاني؛ وذلؾ ألسباب‬

‫خارجة عف إرادة الجاني‪.‬‬

‫وعدم تمام الجريمة يكون بإحدى الصورتين ‪-:‬‬

‫ثانياً‪ :‬الشروع التام (الجريمة الخائبة)‬ ‫أوالً‪ :‬الشروع الناقص (الجريمة الموقوفة)‬

‫‪ -1‬وفييا ال يتـ الجاني األفعاؿ البلزمة لوقوع ‪ -1‬وفييا يكمؿ الجاني السموؾ االجرامي البلزـ‬
‫لتحقيؽ الجريمة ولكنيا ال تتحقؽ ويخيب‬ ‫الجريمة لسبب خارج عف ارادتو‪.‬‬
‫أثره لسبب خارج عف ارادتو‪.‬‬ ‫‪ -2‬مثاؿ‪ :‬كأف يمسؾ احدىـ بيد الجاني اثناء‬
‫محاولتو طعف المجني عميو بسكيف او اف ‪ -2‬مثاؿ‪ :‬كما لو اطمؽ شخص عيا ار ناريا‬
‫عمى اخر قاصدا" قتمو فمـ يصبو او أصابو‬ ‫يضبط المص اثناء دخولو المنزؿ لمسرقة‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫في غير مقتؿ‪.‬‬

‫العدول االختياري‪:‬‬

‫قد يكوف سبب عدـ تماـ الجريمة ىو إرادة الجاني ورغبتو كأف يمتنع عف اطبلؽ الرصاص رأفة‬

‫بالمجني عميو‪ ،‬وتسمى بالعدوؿ االختياري‪.‬‬

‫ال وجود لمشروع لعدـ تحقؽ شرط عدـ تدخؿ إرادة الجاني في تماـ الجريمة ويقصد بالعدول‬

‫االختياري‪ :‬ىو ان يختار الجاني نفسو وبمحض ارادتو ان ال يتم الجريمة بعد ان بدأ بتنفيذىا‪،‬‬

‫شرط ان يكون العدول بمحض إرادة الجاني‪.‬‬

‫والحكمة في ذلؾ (أي عدـ عقاب الجاني) ‪-:‬‬

‫‪ -1‬افساح المجال امام الجناة لمراجعة أنفسيم والعدول عن الجريمة‪.‬‬

‫‪ -2‬عدول الجاني دليل عمى عدم خطورتو وبالتالي عدم الحاجة الى عقابو‪.‬‬

‫بغض النظر عف الباعث لمعدوؿ سواء كاف نبيبل (كالتوبة – الندـ – االشفاؽ عمى المجني عميو)‬

‫او كاف الباعث لسبب اخر (كالخوؼ مف العقاب – خشية االنتقاـ – اإلخفاؽ)‪.‬‬

‫العدول االضطراري‪:‬‬

‫يتحقؽ فيو الشروع وبالتالي يستحؽ الجاني العقاب سواء كاف ىذا العدوؿ ناشئا عف عامؿ خارجي‬

‫وجد بالفعؿ او توىـ الجاني وجوده‪.‬‬

‫مثال‪ :‬كؼ السارؽ عف السرقة الستيقاظ صاحب المنزؿ او سماعو عواء كمب او وقع اقداـ او قدوـ‬

‫احد رجاؿ الشرطة (ناشئ عف عامؿ خارجي)‪.‬‬

‫مثال‪ :‬ىروب المص بعد دخولو المنزؿ العتقاده بوجود بعض رجاؿ الشرطة يترصدوف لو لمقبض‬

‫عميو‪ ،‬وكاف ىؤالء غير موجوديف حقيقة (توىـ الجاني)‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫وبالتالي يعد شارعا في السرقة ألنو كاف مضط اًر ليذا العدوؿ‪ ،‬وال يعتد بالعدوؿ االختياري وبالتالي‬

‫ال ينتج اثره بعدـ تحقؽ الشروع اال اذا حصؿ قبؿ إتماـ الشروع في الجريمة فأف حصؿ بعد تمامو‬

‫فبل عبرة لو‪.‬‬

‫مثال‪ :‬مف يطمؽ الرصاص عمى اخر بقصد قتمو فيخطئو غير انو ال يعيد الكرة فيطمؽ رصاصة‬

‫أخرى او ثالثة إلتماـ الجريمة بؿ يعدؿ عف ذلؾ بمحض ارادتو او اختياره شفقة او ندما ال يعتبر ما‬

‫اتاه عدوال اختياريا وبالتالي فاف الجاني يسأؿ عف (الشروع في الجريمة)‪.‬‬

‫وكذلؾ ال ي نتج العدوؿ اثره فيما اذا حصؿ بعد تماـ الجريمة او اكتماليا وىو ما يسمى ب ػ (التوبة‬

‫اإليجابية) مما يعني مسؤولية الجاني عف الجريمة كاممة‪ .‬فيذه التوبة ال تنفى الشروع‪.‬‬

‫العدول االختياري يختمف عن التوبة اإليجابية في لحظة حدوث كل منيما فبينما يكون العدول‬

‫االختياري قبل تمام الجريمة‪ ،‬ويترتب عميو عدم وقوع الشروع وبالتالي انتفاء المسؤولية‬

‫الجنائية‪ ،‬أما التوبة اإليجابية تحدث بعد تمام الجريمة‪ .‬فيذه التوبة ال تنفى الشروع‪.‬‬

‫التوبة اإليجابية‬ ‫العدول االختياري‬

‫‪ -1‬تحدث بعد تماـ الجريمة‬ ‫‪ -1‬يكوف العدوؿ االختياري قبؿ تماـ الجريمة‬

‫‪ -2‬ىذه التوبة ال تنفى الشروع‬ ‫‪ -2‬ىذا الشروع تنفي الشروع‬

‫‪ -3‬يترتب عميو مسؤولية الجزائية‬ ‫‪ -3‬يترتب عميو انتفاء المسؤولية الجزائية‬

‫مثال‪ :‬لو أعاد السارؽ المسروقات الى أصحابيا بعد سرقتيا او ارجع الموظؼ المرتشي ما اخذ مف‬

‫رشوة الى الراشي بعد استبلميا منو – إعادة الخاطؼ الطفؿ المخطوؼ – إطفاء النار بعد اشعاليا‪.‬‬

‫عدوؿ الجاني باختياره عف تماـ الجريمة يكوف في الغالب في صورة الجريمة الموقوفة وقد يكوف‬

‫أيضا في صورة الجريمة الخائبة أيضا‪.‬‬


‫‪63‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫مثال‪ :‬كما لو حاوؿ شخص قتؿ اخر عف طريؽ اغراقو وبعد اف يمقيو في البحر يبادر الى انتشالو‬

‫وتخميصو مف الغرؽ – او يحاوؿ شخص قتؿ اخر بدس السـ في طعامو وبعد اف يتناوؿ المجني‬

‫عميو الطعاـ المسموـ يبادر الجاني بإعطاء الترياؽ الى المجني عميو فيخمصو مف أثر السـ‪.‬‬

‫فأف مرتكبو يعد شارعاً في الجريمة وال يجديو في ىذه الحالة عدولو‪.‬‬

‫مثال‪ :‬كما لو اطمؽ شخص الرصاص عمى اخر ولـ يصبو غير أنو لـ يطمؽ عميو رصاصة أخرى‬

‫ففي ىذه الحالة يسأؿ الشخص عف جريمة الشروع في القتؿ‪.‬‬

‫عقاب الشروع‬

‫غالبية القوانيف حددت لمشروع عقوبة اخؼ مف عقوبة الجريمة التامة منيا قانوف العقوبات العراقي‬

‫نص المادة (‪" :)31‬يعاقب عمى الشروع في الجنايات والجنح بالعقوبات التالية ما لم ينص‬

‫القانون عمى خالف ذلك ‪-:‬‬

‫أ ‪ /‬السجن المؤبد إذا كانت العقوبة المقررة لمجريمة اإلعدام‪.‬‬

‫ب ‪ /‬السجن لمدة ال تزيد عمى ‪ 15‬سنة إذا كانت العقوبة المقررة لمجريمة السجن المؤبد‪.‬‬

‫ج ‪ /‬السجن مدة ال تزيد عمى نصف الحد األقصى لمعقوبة المقررة لمجريمة اذا كانت العقوبة‬

‫السجن المؤقت‪.‬‬

‫د ‪ /‬الحبس او الغرامة التي ال تزيد عمى نصف الحد األقصى لعقوبة الحبس او الغرامة لمجريمة"‪.‬‬

‫كما نصت المادة (‪ )33‬عمى أن‪" :‬تسري عمى الشروع االحكام الخاصة بالعقوبات التبعية‬

‫والتكميمية والتدابير االحترازية المقررة لمجريمة التامة"‪.‬‬

‫مما يعني اف قانوف العقوبات العراقي يعاقب عمى الشروع في الجريمة اذا كانت جناية او جنحة بما‬

‫ال يزيد عمى نصؼ الحد األقصى لمعقوبة المقررة لنفس الجريمة فيما لو ارتكبت الجريمة تامة‬

‫مضافاً الييا ما ىو مخصص لمجريمة التامة مف عقوبات تبعية وتكميمية وتدابير احت ارزية‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫الجريمة المستحيمة‬

‫ىي الجريمة التي ال يمكف اف تتحقؽ ميما بذؿ الفاعؿ مف جيد في سبيميا‪ ،‬كما لو اطمؽ شخص‬

‫الرصاص عمى اخر بقصد قتمو فظير اف المجني عميو كاف قد فارؽ الحياة قبؿ اطبلؽ الرصاص‪،‬‬

‫او ضغط عمى الزناد غير اف المسدس لـ يطمؽ الرصاص ألنو كاف خاليا مف الرصاص او سرقة‬

‫شخص لحاجة ما وظير انو ممموكة لو‪.‬‬

‫الجريمة المستحيمة‬ ‫الجريمة الخائبة‬

‫‪ -1‬يأتي الجاني كؿ نشاطو ومع ذلؾ لـ تتحقؽ النتيجة‬ ‫‪ -1‬الجاني يكمؿ نشاطو ولكف ال يتحقؽ الجريمة‬

‫‪ -2‬الفشؿ فييا اكيدة‬ ‫‪ -2‬الفشؿ فييا محتممة‬

‫‪ -3‬ال يتحقؽ النتيجة بسبب ظرؼ عرضي ط أر ‪ -3‬ال يتحقؽ النتيجة بسبب سموؾ معاصر لسموؾ‬

‫الفاعؿ‬ ‫بعد اف بدأ الفاعؿ في سموكو‬

‫‪ -4‬كما لو اطمؽ شخص الرصاص عمى اخر ‪ -4‬كما لو اطمؽ شخص الرصاص عمى اخر فظير‬

‫اف المجني عميو كاف قد فارؽ الحياة‬ ‫قاصداً قتمو فمـ يصبو او أصابو في غير مقتؿ‬

‫عقاب الجريمة المستحيمة‬

‫اختمؼ الفقياء في العقاب عمى الجريمة المستحيمة مما أدى الى ظيور مذاىب متعددة‪-:‬‬

‫المذىب األول (المذىب المادي) الموضوعي‪ :‬ال عقاب عمى الجريمة المستحيمة وذلؾ لعدـ تحقؽ‬

‫الركف المادي لمجريمة‪.‬‬

‫ويؤخذ عمى ىذا المذىب بانو يؤدي الى افبلت حاالت كثيرة مف العقاب‪ ،‬مثالو السارؽ الذي يصبح‬

‫يده في جيب شخص اخر كاف خالياً مف النقود ال عقاب عميو‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫المذىب الثاني‪ :‬حاولوا التوسع في نطاؽ العقاب عمى الجريمة المستحيمة فقالوا بوجوب التمييز في‬

‫ذلؾ بيف نوعيف مف االستحالة ىما‪ :‬االستحالة المطمقة واالستحالة النسبية‪.‬‬

‫‪ -1‬االستحالة المطمقة‪ :‬ال عقاب عمييا ألف المجني عميو ال خطر عميو ألف الجريمة ال يمكف اف‬

‫تتحقؽ‪.‬‬

‫‪ -2‬االستحالة النسبية‪ :‬يعاقب صاحبيا بعقوبة الشروع في الجريمة يكوف المجني عميو معرض‬

‫لخطر جدي ال يقيو منو اال مجرد المصادفة‪.‬‬

‫صور االستحالة المطمقة‪:‬‬

‫‪ -1‬من حيث الموضوع‪ :‬مثاؿ اطبلؽ عيار ناري عمى شخص بقصد قتمو فاذا بو ميت قبؿ اف‬

‫يطمؽ النار عميو‪.‬‬

‫‪ -2‬من حيث الوسيمة‪ :‬عندما تكوف الوسيمة ال تؤدي مطمقا الى الغرض الذي قصده الفاعؿ كمف‬

‫ييـ بأطبلؽ رصاص عمى اخر ويتبيف انيا فارغة مف الرصاص‪.‬‬

‫صور االستحالة النسبية‪:‬‬

‫‪ -1‬من حيث الموضوع‪ :‬اذا كاف موضوع الجريمة موجوداً في غير المكاف الذي ظف الجني انو‬

‫فيو‪ ،‬كمف يطمؽ الرصاص عمى سرير شخص بقصد قتمو معتقداً انو فيو فيكوف الشخص غير‬

‫موجود‪.‬‬

‫‪ -2‬من حيث الوسيمة‪ :‬اذا كانت الوسيمة صالحة ألحداث النتيجة ولكنيا لـ توصؿ الييا بسبب‬

‫جيؿ الجاني لكيفية استعماليا او لظرؼ طارئ كمف يضع آلخر في طعامو قد اًر مف السـ اقؿ مما‬

‫يمزـ لقتؿ االنساف أي غير كافي لقتمو‪.‬‬

‫ىذا ال أري يؤدي الى نتائج مقبولة غير انيا غير منطقية فالجريمة اما اف تكوف ممكنة او تكوف‬

‫مستحيمة ال وسط بيف االمريف‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫المذىب الثالث‪ :‬ضرورة التمييز بيف نوعيف مف االستحالة ‪-:‬‬

‫‪ -1‬االستحالة القانونية‪ :‬إذا انتفى ركف مف اركاف الجريمة الى جانب النتيجة كمف يطمؽ‬

‫الرصاص عمى ميت بقصد قتمو وىو ال يعمـ بوفاتو‪ ،‬ال عقاب عمييا‪.‬‬

‫‪ -2‬االستحالة المادية‪ :‬تتحقؽ عندما تتوافر كافة اركاف الجريمة وعناصرىا المكوف ليا عدا‬

‫النتيجة التي يحوؿ دوف تحققيا ظرؼ مادي عرضي كعدـ صبلحية الوسيمة ألحداث النتيجة او‬

‫عدـ وجود المجني عميو في المكاف المتوقع وجوده‪ ،‬يعاقب عمييا بعقوبة الشروع‪.‬‬

‫المذىب الرابع (المذىب الشخصي)‪ :‬الحكمة مف العقاب ىو مواجية الخطورة االجرامية التي‬

‫يكشؼ عنيا سموؾ الجاني‪ ،‬فما داـ سموؾ الجاني يكشؼ بوضوح عف اتجاه ارادتو الرتكاب‬

‫الجريمة فيو يستحؽ العقاب سواء كانت النتيجة ممكنة او مستحيمة وأياً كانت درجة استحالتيا‪،‬‬

‫لذؾ قالوا بالعقاب المطمؽ عمى الجريمة المستحيمة اال اذا دلت عمى سذاجة الفاعؿ مما ينفي‬

‫خطورتو كمحاولة قتؿ شخص عف طريؽ السحر والشعوذة‪.‬‬

‫موقف المشرع العراقي في عقاب الجريمة المستحيمة‪:‬‬

‫في المادة (‪" )31‬يعتبر شروعا في ارتكاب الجريمة كل فعل صدر بقصد ارتكاب جناية او جنحة‬

‫مستحيمة التنفيذ اما لسبب يتعمق بموضوع الجريمة او بالوسيمة التي استعممت في ارتكابيا مالم‬

‫يكن اعتقاد الفاعل صالحية عممو ألحداث النتيجة مبنيا عمى وىم او جيل مطمق ‪."...‬‬

‫أي اف المشرع العراقي اخذ بالمذىب الشخصي أي تبنى في العقاب عمى الجريمة المستحيمة‬

‫بصورة مطمقة عدا بعض الحاالت (الجريمة الوىمية)‪.‬‬

‫الجريمة الوىمية‪ :‬الجريمة التي ال وجود ليا اال في ذىف الجاني وتصوره‪ ،‬مثؿ خطأ االعمى الذي‬

‫يغتصب امرأة ظانا انيا اجنبية فاذا ىي زوجتو‪ ،‬او مف يسرؽ ماالً ويظير انو ممموؾ لو‪.‬‬

‫المساىمة في الجريمة‬
‫‪67‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ويقصد بو أف يتعاوف اكثر مف شخص في ارتكاب جريمة واحدة‪ ،‬او حالة تعدد الجناة الذيف‬

‫يرتكبوف نفس الجريمة‪.‬‬

‫شروط المساىمة الجنائية ‪-:‬‬

‫‪ -1‬تعدد الجناة مرتكبي الجريمة‬

‫‪ -2‬وحدة الجريمة المرتكبة‬

‫أوالً‪ :‬تعدد الجناة مرتكبي الجريمة‬

‫ويتحقؽ عندما يتعاوف عدة اشخاص عمى ارتكاب الجريمة بأف يقوـ كؿ منيـ بدور المساىمة فييا‪،‬‬

‫وقد تكوف ادوارىـ متماثمة في األىمية او تكوف مختمفة‪ ،‬كما لو قاـ احد السراؽ بكسر الباب وقاـ‬

‫االخر بحمؿ الماؿ المسروؽ واخراجو مف المنزؿ وحمؿ زميمو االخر القسـ االخر مف الماؿ‬

‫المسروؽ ووقؼ االخر في باب الدار يراقب الطريؽ وىكذا ‪...‬‬

‫ثانياً‪ :‬وحدة الجريمة المرتكبة‬

‫فضبل عف تعدد الجناة لتحقؽ المساىمة الجنائية يمزـ اف تكوف الجريمة المرتكبة نتيجة ىذا التعاوف‬

‫بيف الجناة ىي جريمة واحدة ومعيار وحدة الجريمة ىي وحدة الركف المادي ووحدة الركف المعنوي‪،‬‬

‫ويعد الركف المادي لمجريمة واحداً اذا كانت النتيجة التي حققيا الجناة واحدة سواء كاف ذلؾ بفعؿ‬

‫مادي واحد اـ أفعاؿ مادية متعددة‪.‬‬

‫مثال‪ :‬تعدد االفعاؿ في جريمة القتؿ كأف يقوـ احدىـ بالتحريض عمى القتؿ واألخر يقدـ السبلح‬

‫الذي سترتكب بو الجريمة‪ ،‬والثالث يمنع المجني عميو مف المقاومة‪ ،‬والرابع يجيز عمى المجني‬

‫عميو وىكذا تحصؿ جريمة القتؿ ونكوف اماـ نتيجة جرمية واحدة ىي وفاة المجني عميو‪.‬‬

‫ويعد الركف المعنوي واحداً اذا قامت رابطة ذىنية واحدة تجمع بيف المساىميف في الجريمة وتتحقؽ‬

‫ىذه الرابطة اذا توافر القصد الجنائي لدى كؿ المساىميف ألجؿ تحقيؽ النتيجة‪ ،‬وليس ضرورياً اف‬

‫‪68‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ىـ شخص بقتؿ اخر‬


‫يسبقو اتفاؽ بيف الجناة واف كاف ىذا ىو االغمب بأف يتفؽ عمى الجريمة‪ ،‬فاذا ّ‬

‫وتصادؼ مرور شخص ثالث يكره المجني عميو فعندما شاىد قاـ بمساعدة الجاني وكتؼ المجني‬

‫عميو ليسيؿ عممية قتمو دوف وجود اتفاؽ سابؽ بينيـ‪ ،‬ورغـ ذلؾ تتحقؽ المساىمة الجنائية‪.‬‬

‫اما اذا لـ يتوافر قصد التداخؿ فبل وجود لممساىمة الجنائية‪ ،‬مثال‪ :‬لو اف شخص استوقؼ اخر‬

‫لضربو‪ ،‬وضربو فعبلً فجاء ثالث واجيز عمى المجني عميو ألنو عدوه فبل يعد األوؿ مساىما لعدـ‬

‫قياـ قصد التداخؿ‪ ،‬مثال‪ :‬اذا كسر شخص باب منزؿ لسرقتو فمما شعر بحركة ىرب خوفا وانتيز‬

‫اخر فرصة كوف الباب مكسو اًر فدخؿ وسرؽ‪ ،‬فيسأؿ كؿ واحد عف جريمتو‪ ،‬األوؿ عف الشروع في‬

‫السرقة والثاني عف السرقة وال وجود لتحقؽ المساىمة الجنائية لعدـ وجود اتفاؽ سابؽ‪.‬‬

‫اما في الجرائـ الغير العمدية تتطمب شموؿ الخطأ غير العمدي لدى كؿ الجناة األفعاؿ الذي‬

‫يرتكبونيا مع النتيجة الجرمية‪ ،‬مثال‪ :‬مف يأمر سائؽ السيارة بتجاوز السرعة المسموحة بيا فيترتب‬

‫عمى ذلؾ إصابة احد المارة تعد مساىما في جريمة غير عمدية فيعد مساىما في جريمة غير‬

‫عمدية‪.‬‬

‫وال يعتبر مجرد التوافؽ بيف إرادة المتيميف وتوارد خواطرىـ عمى االعتداء اتفاقا بينيـ‪ ،‬وبذلؾ ال‬

‫نكوف اماـ مساىمة جنائية في جريمة واحدة‪ ،‬بؿ نكوف بصدد جرائـ متعددة‪ ،‬مثال‪ :‬عندما يعتدي‬

‫عدة اشخاص عمى غير اتفاؽ بالضرب عمى خصـ وتسبب االعتداء وفاة المجني عميو فأننا نكوف‬

‫بصدد جرائـ متعددة ويسأؿ كؿ عف جريمتو التي انتجيا فعمو‪.‬‬

‫الخالصة‪ :‬الركف المعنوي (القصد الجنائي) يفيد وجود الفكرة الواحدة او القصد الواحد في اذىف‬

‫كافة المساىميف في الجريمة‪ ،‬واف يدرؾ المتدخؿ (المساىـ) انو ال يستقؿ بيذه الفكرة وانو يقصد‬

‫المساىمة مع غيره في تحقيقيا‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫وكاف سابقاً يستعمؿ لدى الفقو العربي مصطمح (االشتراؾ في الجريمة) ولو اف ىذا التعبير ينصرؼ‬

‫الى ما يقوـ بو الشريؾ أي المساىـ التبعي مف نشاط‪ ،‬وال تزاؿ اغمب قوانيف العقوبات العربية تأخذ‬

‫بيذا االصطبلح‪.‬‬

‫االتجاىات الفقيية في المساىمة الجنائية‬

‫تعددت االتجاىات الفقيية في معالجتيا ألحكاـ المساىمة الجنائية ويمكف رد االتجاىات المختمفة‬

‫الى نظاميف ىما ‪-:‬‬

‫أوالً‪ :‬نظام وحدة الجريمة‬

‫ثانياً‪ :‬نظام تعدد الجرائم في المساىمة الجنائية‬

‫أوالً‪ :‬نظام وحدة الجريمة (االستعارة المطمقة)‬

‫يرى انصار ىذا النظاـ اف الجريمة التي يرتكبيا الفاعموف االصميوف ويساعدىـ فييا الشركاء ىي‬

‫(جريمة واحدة) وتأتي مسؤولية الشركاء مف استعارتيـ الجريمة مف الفاعميف األصمييف استعارة‬

‫مطمقة الف افعاليـ في األصؿ مباحة ولكف أصبحت معاقب عمييا لعبلقتيا بأفعاؿ الفاعميف‬

‫األصمييف‪ ،‬ومدلول ىذا النظام‪ :‬اف الفاعؿ األصمي اذا لـ يرتكب الجريمة فأف الشركاء ال يعاقبوف‪،‬‬

‫مثال‪ :‬اذا اعار شخص سكينا آلخر ليقتؿ بيا فيو شريؾ اذا قتؿ المستعير‪ ،‬وغير معاقب اذا لـ‬

‫يقتؿ ألنو اعارة السكيف ليست جريمة في األصؿ ولكنيا أصبحت جريمة لعبلقتيا بجريمة القتؿ‪ ،‬أي‬

‫اف الشريؾ يستعير المسؤوليف مف فعؿ الفاعؿ األصمي‪.‬‬

‫وينقؿ ىذا المذىب الى الشركاء جريمة الفاعؿ األصمي فيسألوف كمسؤوليتو‪ ،‬كما ينقؿ الييـ‬

‫الظروؼ المادية المشددة الخاصة كظرؼ الكسر والسور في جريمة السرقة‪ ،‬وبالرغـ مف المساواة‬

‫بيف الفاعميف والشركاء في المسؤولية والعقوبة اال اف القاضي يستطيع اف يفرض عمى كؿ واحد‬

‫العقاب الذي يراه مناسباً لو ضمف حدود القانوف‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫النقد الذي وجو الى ىذا النظاـ ‪-:‬‬

‫‪ -1‬انو ال يعاقب الشريك اال اذا عوقب الفاعل األصمي‪ ،‬فالمحرض ال يعاقب اال اذا ارتكب الفاعل‬

‫الجريمة‪ ،‬غير ان بعض القوانين الحديثة أخرجت المحرض من زمرة الشركاء وعاقبتو بعقوبة‬

‫مستقمة‪.‬‬

‫‪ -2‬انو يساوي في العقوبة بين الفاعل والشريك‪ ،‬ودور الشريك عادة يكون اخف واقل خطورة‬

‫من دور الفاعل األصمي‪.‬‬

‫‪ -3‬انو يمد الى الشريك جميع ظروف الجريمة وظروف الفاعل‪.‬‬

‫اف ىذه االنتقادات جعمت بعض القوانيف تتخمى عف مذاىب االستعارة المطمقة وتفضؿ عميو‬

‫االستعارة النسبية‪ ،‬ومزايا االستعارة النسبية‪-:‬‬

‫‪ -1‬يخفف عقوبة الشريك بالنسبة لعقوبة الفاعل األصمي ويجعل القوانين ىذا التخفيف الزاميا‪،‬‬

‫والبعض االخر يتركيا لحرية القاضي‪.‬‬

‫‪ -2‬ال ينتقل الى الشريك اال الظروف المادية لمجريمة وبعض الظروف الشخصية‪.‬‬

‫ويؤخذ عمى ىذا المذىب (االستعارة النسبية) انو اعتبرت أفعاؿ االشتراؾ دوما وبصورة مطمقة اخؼ‬

‫بناء عمى ىذا‬


‫مف األفعاؿ االصمية‪ ،‬مثؿ الشخص الذي يحرض األخر عمى القتؿ وتقع الجريمة ً‬

‫التحريض‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬نظام تعدد الجرائم‬

‫تقوـ ىذه النظرية عمى فكرة تجزئة الجريمة الى أدوار متعددة كؿ دور يصبح جريمة قائمة بذاتيا‬

‫وبذلؾ يسأؿ كؿ مساىـ فييا عف فعمو فقط‪ ،‬ففي جريمة القتؿ يسأؿ المحرض عمى جريمة‬

‫التحريض عمى القتؿ ويسأؿ القاتؿ عف القتؿ‪ ،‬فاذا لـ يرتكب الفاعؿ القتؿ ظؿ المحرض مسؤوال‬

‫‪71‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫عف جريمة مستقمة ال عبلقة ليا بالقتؿ ىي (جريمة التحريض) ويستتبع ذلؾ اف كؿ مساىـ انما‬

‫يؤخذ بظروفو التي أحاطت فعمو دوف اف يتأثر بظروؼ المساىميف االخريف‪.‬‬

‫االنتقادات التي وجيت الى ىذا النظاـ ىي‪-:‬‬

‫‪ -1‬ان ىذا المذىب ينسى وحدة المشروع في الجريمة الواحدة فيفتتيا الى جرائم متعددة‪.‬‬

‫‪ -2‬يقضي عمى فكرة الخطورة المتأتية من المساىمة في الجريمة الواحدة‪.‬‬

‫بين عقوبة الفاعل وجعميا ىي نفسيا عقوبة الشريك‬


‫موقف المشرع العراقي‪ :‬في المادة ( ‪ّ ) 51‬‬

‫"كل من ساىم بوصفو فاعالً أو شريكاً في ارتكاب جريمة يعاقب بالعقوبة المقررة ليا ما لم ينص‬

‫القانون عمى خالف ذلك"‪ ،‬مما يدل ان قانون العقوبات العرقي اخذ بنظام وحدة الجريمة‪ ،‬واقر‬

‫مذىب االستعارة المطمقة حيث عاقب الشريك بالعقوبة المقررة لمفاعل األصمي‪ ،‬ومع ذلك فقد اخذ‬

‫بضرورة التمييز بين الفاعل والشريك ولم يطبق الظروف الشخصية المشددة لمعقوبة الخاصة‬

‫بالفاعل عمى الشريك اال اذا كان عالما بيا وىذه ىي أسس مذىب االستعارة النسبية‪.‬‬

‫مما يعني ان قانون العقوبات العراقي وان اخذ بنظام وحدة الجريمة اال انو قرر لو طريقاً وسطا‬

‫بين مذىب االستعارة المطمقة ومذىب االستعارة النسبية وىو أقرب الى الثانية‪.‬‬

‫صور المساىمة في الجريمة‬

‫لممساىمة في الجريمة صورتاف‪-:‬‬

‫أوالً‪ :‬المساىمة االصمية في الجريمة‬

‫ثانياً‪ :‬المساىمة التبعية في الجريمة‬

‫المساىمة االصمية‪ :‬ويسمى كؿ مف ساىـ بارتكاب الجريمة بيذه الصورة بالفاعؿ في الجريمة‪،‬‬

‫ويسمى عممو بالفعؿ األصمي في الجريمة‪ ،‬وتتحقؽ بقياـ المساىـ بدور أساس في الجريمة‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫المساىمة التبعية‪ :‬ويسمى كؿ مف ساىـ بارتكاب الجريمة بيذه الصورة بالشريؾ في الجريمة‬

‫ويسمى عممو باالشتراؾ في الجريمة‪ ،‬وتتحقؽ بقياـ المساىـ بدور غير أساسي (ثانوي) في‬

‫الجريمة‪.‬‬

‫س‪ /‬ما ىو معيار التمييز بين المساىمة االصمية والمساىمة التبعية في الجريمة؟‬

‫اختمؼ الفقياء في معيار التمييز بيف المساىمة االصمية والتبعية‪ ،‬ويمكف رد الخبلؼ الى نظرتيف‬

‫ىما‪-:‬‬

‫أوالً‪ :‬النظرية الشخصية‬

‫ومعيارىا في التمييز بيف المساىمة االصمية والمساىمة التبعية يكمف في الركن المعنوي لمجريمة‬

‫وتعتمد ىذه النظرية في تمييزىا عمى اعتبارات شخصية مردىا الى إرادة مف اقترؼ الفعؿ الذي‬

‫ساىـ بو في ارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫المساىم التبعي‬ ‫المساىم األصمي‬

‫‪ -1‬مف تتوفر لديو نية الفاعؿ األصمي‬


‫‪ -1‬مف تتوافر لديو نية الشريؾ‬
‫‪ -2‬ينظر الى الجريمة باعتبارىا مشروعو‬
‫‪ -2‬ينظر الى الجريمة باعتبارىا مشروع‬
‫االجرامي‪ ،‬ىو سيده ويعتبر غيره مف‬
‫غيره فيو يعمؿ لحساب صاحب‬
‫زمبلئو مجرد اتباع لو يعمموف‬
‫المشروع‪.‬‬
‫لحسابو‪.‬‬

‫يرفض الكثير مف الكتاب ىذه النظرية ألنيا لـ توفؽ في تحديد معيار التنفيذ بيف صورتي المساىمة‬

‫الجنائية‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬النظرية الموضوعية‬

‫‪73‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ومعيارىا في التمييز بيف المساىمة االصمية والمساىمة التبعية يكمف في الركن المادي لمجريمة أي‬

‫في نوع السموؾ الذي يرتكبو المتيـ ومقدار خطورتو عمى الحؽ الذي يحميو القانوف‪.‬‬

‫ووفقا ليذه النظرية يكوف التمييز بيف المساىـ األصمي والمساىـ التبعي كاالتي‪-:‬‬

‫المساىمة التبعية‬ ‫المساىمة االصمية‬

‫‪ -1‬الفعؿ األقؿ خطورة‬ ‫‪ -1‬الفعؿ األكثر خطورة‬

‫‪ -2‬الفعؿ األضعؼ مساىمة في احداث النتيجة‬ ‫‪ -2‬الفعؿ األقوى مساىمة في احداث النتيجة‬

‫‪ -3‬يرتكب سموؾ يعد عمبلً تحضيرياً لمجريمة‬ ‫‪ -3‬يرتكب سموؾ يعد عمبلً تنفيذياً لمجريمة‬

‫‪ -4‬مف يقوـ بالدور الثانوي في الجريمة‬ ‫‪ -4‬مف يقوـ بالدور الرئيسي في الجريمة‬

‫موقف المشرع العراقي‬

‫اف االعتماد عمى االعتبارات الشخصية غير كافية لمتمييز بيف المساىمة األصمية والمساىمة‬

‫التبعية‪ ،‬لذلؾ يؤيد المشرع العراقي النظرية الموضوعية في التمييز بيف صورتي المساىمة الى‬

‫العمؿ التنفيذي والتحضيري في الجريمة واعتبار األوؿ مساىـ اصمي والثاني مساىـ تبعي في‬

‫المادتيف ( ‪ )47‬و(‪ )48‬مف قانوف العقوبات العراقي‪.‬‬

‫أىمية التمييز بيف المساىمة االصمية والتبعية في الجريمة‬

‫‪ -1‬من حيث العقاب‪ :‬غالبية القوانيف تساوي في العقوبة بيف المساىـ األصمي والمساىـ التبعي‪،‬‬

‫ولكف ىذه المساواة في العقاب ليست مطمقة حيث اف ىنالؾ حاالت يقرر فييا القانوف عقوبة‬

‫لممساىـ التبعي تختمؼ عف عقوبة الجريمة‪ ،‬والى ذلؾ أشار المادة (‪ )51‬مف قانوف العقوبات‬

‫العراقي حيث نصت عمى ّأنو "كؿ مف ساىـ بوصفو فاعبل او شريكا في ارتكاب جريمة يعاقب‬

‫بالعقوبة المقررة ليا ما لـ ينص القانوف عمى خبلؼ ذلؾ" وليذا نظر أىمية التمييز‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -2‬من حيث اعتبار تعد الجناة ظرفاً مشدداً‪ :‬تعدد الجناة في بعض الجرائـ تعد ظرؼ مشدد كما‬

‫في جريمة السرقة مما يستوجب تشديد عقوبتيا وىذا الظرؼ ال يعد متواف ار اال اذا تعدد المساىموف‬

‫االصميوف في الجريمة‪ ،‬اذف ال تتحقؽ الظرؼ المشدد اذا كاف الفاعؿ األصمي واحد وساىـ معو‬

‫عدد مف المساىميف التبعييف‪.‬‬

‫‪ -3‬من حيث توافر اركان بعض الجرائم‪ :‬بعض الجرائـ تتطمب وجود ركف خاص مثؿ جريمة‬

‫الرشوة يمزـ اف يكوف الجاني موظؼ او مكمؼ بخدمة عامة‪ ،‬وجريمة الزنا حيث ال يرتكبيا اال زوج‬

‫مما يترتب عميو ضرورة تحقؽ ىذه الصفة في المساىـ األصمي وليس في المساىـ التبعي‪.‬‬

‫‪ -4‬من حيث تأثير الظروف‪ :‬بالرغـ مف اف المشرع العراقي ساوى في العقوبة بيف المساىـ‬

‫األصمي والمساىـ التبعي اال انيا أحياناً لـ تجعؿ الظروؼ التي تتوافر لدى المساىـ األصمي بحكـ‬

‫الظروؼ التي تتوافر لدى المساىـ التبعي حيث تنفرد لكؿ منيا احكاماَ خاصة تختمؼ عف االحكاـ‬

‫التي يخضع ليا االخر‪.‬‬

‫المساىمة االصمية في الجريمة‬

‫يقصد بالمساىمة االصمية في الجريمة‪ :‬ىو القياـ بالدور الرئيسي في تنفيذىا فيكوف القائـ بيذا‬

‫الدور ىو المساىـ األصمي في الجريمة‪.‬‬

‫وحددت المادة (‪ )47‬مف قانوف العقوبات العراقي المساىـ األصمي بعد اف سمتو (الفاعؿ) بقوليا‬

‫"يعد فاعالً لمجريمة ‪-:‬‬

‫‪ -1‬من ارتكبيا وحده او مع غيره‬

‫‪ -2‬من ساىم في ارتكابيا إذا كانت تتكون من جممة افعال فقام عمداً اثناء ارتكابيا بعمل من‬

‫االعمال المكونة ليا‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -3‬من دفع بأية وسيمة شخصا عمى تنفيذ الفعل المكون لمجريمة إذا كان ىذا الشخص غير‬

‫مسؤول جزائيا" عنيا ألي سبب"‪.‬‬

‫‪ -4‬الشريك الذي يحضر مسرح الجريمة اثناء ارتكابيا‪ ( .‬المادة ‪) 49‬‬

‫اذف صور المساىـ األصمي (الفاعؿ) ىو‪:‬‬

‫‪ -1‬من يرتكب الجريمة وحده او مع غيره‪ :‬وتتضمف ىذه الفقرة صورتيف لممساىمة االصمية ىما‪:‬‬

‫الصورة األولى‪ /‬من يرتكب الجريمة وحده‪ :‬وىي الصورة المعتادة الرتكاب الجريمة وفييا يقوـ‬

‫شخص واحد بجميع االعماؿ المكونة لمجريمة سواء تحققت النتيجة او وقؼ او خاب اثر لسبب‬

‫خارج عف إرادتو‪.‬‬

‫س‪ /‬لماذا يكوف ىذه الصورة ضمف المساىمة الجنائية بالرغـ مف عدـ تحقؽ ركف تعدد المساىميف؟‬

‫ج ‪ /‬ألنو يقصد بيذه الصورة حالة اذا كانت المساىمة الجنائية أساسيا وجود فاعؿ اصمي واحد‬

‫ويعاونو شركاء باعتبارىـ مساىميف ثانوييف‪ ،‬كما لو حرض (س) عمى قتؿ (ص) فقتمو باستعماؿ‬

‫السبلح الذي اعاره لو (ع) ففي ىذه الحالة تكوف اماـ مساىمة جنائية فييا فاعؿ واحد لمجريمة‬

‫وساىـ معو اثناف باعتبارىما شركاء‪.‬‬

‫الصورة الثانية‪ /‬من يرتكب الجريمة مع غيره‪ :‬وىي الصورة الذي يرتكب فييا عدة اشخاص‬

‫الجريمة الواحدة سواء كاف الركف المادي متكوف مف فعؿ واحد ساىموا فييا جميعاً او عدة أفعاؿ‬

‫ارتكب كؿ منيـ سموكاً واحداً وتتحقؽ ىذه الصورة بإحدى الشكميف‪.‬‬

‫األول‪ :‬اف يكوف الفعؿ الذي اقترفو كؿ مف المساىميف عمى حدة يكفي قانوناً لوقوع الجريمة‬

‫وتحققيا‪ ،‬مثال‪ :‬كما لو تعاوف عدة اشخاص عمى سرقة منزؿ فحمؿ كؿ واحد قسـ مف المتاع‬

‫فيعتبر جميعيـ فاعميف اصمييف في جريمة السرقة‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫الثاني‪ :‬اف يكوف الفعؿ الذي اقترفو كؿ مف المساىميف سواء كاف يماثؿ فعؿ غيره او ال يماثمو غير‬

‫كاؼ لوحده لوقوع الجريمة‪ ،‬انما تقع نتيجة اجتماع جميع األفعاؿ التي ارتكبيا المساىموف‪ ،‬مثال‪:‬‬

‫كما لو أراد عدة اشخاص قتؿ اخر فانيالوا عميو ضربا بالعصي مما أدى الى حدوث نزيؼ لو ادى‬

‫الى وفاتو‪.‬‬

‫‪ -2‬من يدخل في ارتكاب الجريمة بأن يقوم عمداً اثناء ارتكابيا بعمل من االعمال المكونة ليا‪:‬‬

‫االعماؿ المكونة لمجريمة ىي االعماؿ التي تدخؿ في تنفيذ الجريمة وكذلؾ التي ال تدخؿ فييا‬

‫ولكنيا تحقؽ البدء بالتنفيذ المحقؽ لمشروع في الجريمة‪ ،‬مثال‪ :‬مف كسر باب بيت بقصد السرقة‬

‫ويدخؿ زميمو ويسرؽ فكبلىما فاعؿ اصمي‪ ،‬األوؿ ألنو دخؿ عمداً في ارتكابيا بأف اتى عمبل واف‬

‫لـ يكف مف الركف المادي لمجريمة ولكنو محقؽ لمبدء بالتنفيذ فييا ألنو متصؿ بالركف المادي‬

‫والمؤدي اليو حاال‪ ،‬والثاني ألنو ارتكب الركف المادي لمجريمة‪.‬‬

‫‪ -3‬من دفع بأية وسيمة شخصا عمى تنفيذ الفعل المكون لمجريمة اذا كان ىذا الشخص غير‬

‫مسؤول جزائياً‪ :‬ألي سبب (الفاعؿ المعنوي لمجريمة)‪.‬‬

‫يسخر غيره الرتكاب الجريمة منتي اًز نقطة ضعؼ فيو كحسف نيتو او‬
‫يقصد بالفاعل المعنوي‪ :‬مف ّ‬

‫عدـ ادراكو لصغر سنو او جنوف او عاىة عقمية فيحرضو عمى ارتكاب الجريمة وتقع الجريمة بناء‬

‫عمى ىذا التحريض‪.‬‬

‫ويبرر اصحاب نظرية الفاعؿ المعنوي وجية نظرىـ بأف المجنوف او الصغير او حسف النية ما ىـ‬

‫اال أدوات استخدميا المحرض في تحقيؽ غرضو االجرامي‪.‬‬

‫واخذ المشرع العراقي بنظرية الفاعؿ المعنوي واعتبر مف يقوـ بيذا التحريض فاعؿ لمجريمة واف‬

‫كاف ال يقوـ بنفسو بإنجاز االعماؿ المادية لكنو كاف السبب المعنوي في الجريمة بواسطة الغير‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫مثال‪ :‬يعد فاعؿ معنوي مف يصرح اماـ موظؼ عمومي بمعمومات كاذبة لتحريرىا في محرر‬

‫رسمي (حسف النية) او حموى مسمومة يقدميا الى صغير ليسمميا الى المجني عميو ويتناوليا‬

‫فتودي بحياتو ألنيا مسمومة ومف يطمب مف المعيف اف يسممو المعطؼ المعمؽ فيسممو لو ظانا" انو‬

‫معطفو فيتسممو وييرب بو‪.‬‬

‫س ‪ /‬ميز بيف الفاعؿ المعنوي والمحرض ( الشريؾ )‪.‬‬

‫المحرض‬ ‫الفاعل المعنوي‬

‫‪ -1‬دوره في الجريمة المساىـ األصمي‬


‫‪ -1‬دوره في الجريمة تبعي ( شريؾ )‬
‫(الفاعؿ)‬
‫شخص‬ ‫بواسطة‬ ‫جريمتو‬ ‫‪ -2‬يرتكب‬
‫‪ -2‬يرتكب جريمتو بواسطة شخص غير‬
‫مسؤوؿ‬
‫مسؤوؿ او شخص حسف النية‬
‫‪ -3‬ينظر الى الجريمة باعتبارىا مشروع‬
‫‪ -3‬ينظر الى الجريمة باعتبارىا مشروعو‬
‫غيره ويرتكب الجريمة لحساب غيره‬
‫االجرامي ويريد الجريمة لحسابو‬

‫‪ -4‬الشريك الذي يحضر مسرح الجريمة اثناء ارتكابيا‪ :‬اعتبر المشرع العراقي فاعؿ الجريمة‬

‫الشريؾ الذي يحضر مسرح الجريمة اثناء ارتكابيا أي فعؿ مف األفعاؿ المكونة ليا‪ ،‬ذلؾ اف‬

‫حضوره ىذا بعد اشتراكو في ارتكابيا يدؿ عمى رغبتو في الدخوؿ في ارتكابيا‪ ،‬أي رغبتو بأف يخطو‬

‫خطوة أخرى ابعد مف مجرد االشتراؾ‪.‬‬

‫ويكفي مجرد الحضور الى مسرح الجريمة العتباره فاعبلً اصمياً ولو لـ يباشر أي عمؿ مف‬

‫االعماؿ التنفيذية لمجريمة شرط اف يكوف الحضور قد وقع بعمـ الشريؾ ورغبتو في الحضور الى‬

‫مسرح الجريمة اثناء ارتكابيا ال صدفة‪ ،‬وتطبيقاً لذلؾ يعتبر فاعبلً لمجريمة‪:‬‬

‫‪78‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫مثال‪ :‬مف يقؼ ليراقب الطريؽ بينما زمبلئو يجمعوف القطف لسرقتو‪.‬‬

‫مثال‪ :‬مف كاف دوره الياء صاحب المنزؿ او الحارس لتسنح لزمبلئو فرصة السرقة‪.‬‬

‫وبالرغـ مف اف المشرع العراقي كاف موفقا في وضعو لنص ىذه المادة اال انو لـ يكف موفقا في‬

‫صياغتو ليذا النص حيث اف المعيار مبني عمى أساس شكمي‪ ،‬كما واشتراط المشرع العراقي اف‬

‫يكوف حضوره الى مسرح الجريمة عف قصد وليس مجرد صدفة‪.‬‬

‫س‪ /‬ما ىو القيد الذي ورد عمى فكرة الفاعؿ األصمي؟‬

‫اف يكوف الفاعؿ األصمي في الجريمة عممو الذي ساىـ بو البد اف يكوف معاص اًر لتنفيذ الجريمة أي‬

‫انو لكي يعتبر المساىـ فاعبلً اصمياً اف يكوف قد اتى عممو وقت تنفيذ الجريمة‪ ،‬فاذا كسر الشخص‬

‫باب منزؿ لمسرقة ودخؿ صاحبو في نفس الوقت وسرؽ يعتبر كؿ منيما فاعبلً لمجريمة اما في‬

‫حالة قياـ شخص بكسر باب المنزؿ وىربو لسماع صوت صاحب الدار ثـ دخمو االخر في وقت‬

‫اخر غير وقت الكسر وسرؽ اعتبر األوؿ شريؾ في الجريمة ويعاقب بالشروع والثاني يعتبر فاعبل‬

‫لجريمة السرقة ويعاقب بجريمة سرقة تامة‪.‬‬

‫القصد الجرمي‬

‫تتحقؽ القصد الجنائي في الجرائـ العمدية بتوافر (العمم – اإلرادة)‪ ،‬أي عمـ كؿ مف الفاعميف عمى‬

‫عبر عنو المشرع‬


‫فعمو وافعاؿ االخريف ويكوف مريداً ليا جميعاً ومريداً لمنتيجة الجرمية أيضا‪ ،‬وقد ّ‬

‫العراقي في المادة (‪ ... (( )47‬فقام عمداً ‪.)) ...‬‬

‫مثال‪ :‬اذا ارتكب شخصاف جريمة القتؿ اقتصر دور احدىما عمى مسؾ المجني عميو بينما قاـ‬

‫الثاني بقتمو مما يعني توافر القصد الجنائي لدى الفاعؿ وعممو باف زميمو سيعمد الى قتؿ المجني‬

‫عميو وانو يريد وقوع الفعؿ ويريد النتيجة (الوفاة) وكذلؾ االمر بالنسبة لمفاعؿ الثاني‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ويشترط في نية التدخؿ ىذه قياـ اتفاؽ سابؽ بيف المساىميف ألف الرابط المعنوي قد تحقؽ اثناء‬

‫تبلقييـ في مكاف الجريمة‪ ،‬ويمكف أف يتحقؽ نية التدخؿ ىذه أثناء الجريمة‪ ،‬مثال‪ :‬اذا رأى المتيـ‬

‫شخصا يوشؾ اف يطعف اخر فامسؾ بالمجني عميو ليمنعو مف المقاومة وليمكف الجاني مف‬

‫يعد فاعبلً اصيبلً في جريمة القتؿ العمد حتى ولو ثبت انو لـ يكف بينو وبيف‬
‫االجياز عميو فانو ّ‬

‫الطاعف اتفاؽ سابؽ‪.‬‬

‫اما في الجرائـ غير العمدية تتجمى في كوف الخطأ الصادر مف كؿ منيـ يشمؿ جميع األفعاؿ التي‬

‫يرتكبيا الفاعموف االخروف‪ ،‬مثال‪ :‬اذا تعاوف شخصاف في القاء جسـ ثقيؿ مف سطح المنزؿ فيسقط‬

‫عمى احد المارة فقتمو فأف كبلً منيما فاعبلً في جريمة القتؿ الخطأ الغير مقصود‪.‬‬

‫مثال‪ :‬اذا قاد شخص سيارتو بسرعة فأصاب احدى المارة بجراح ذىب عمى اثرىا الى المستشفى‬

‫لمعبلج واثناء ذلؾ ارتكب الطبيب خطأ أدى الى جسامة الجرح فأف كؿ مف السائؽ والطبيب يسأؿ‬

‫منفرداً عف الجريمة التي حققيا خطأه‪.‬‬

‫النتيجة المحتممة في المساىمة االصمية‬

‫س‪ /‬لو ساىـ فاعبلف في سرقة منزؿ فداىميما صاحب المنزؿ فقتمو احدىما في ىذه الحالة ىؿ‬

‫يسأؿ كؿ مف الفاعميف في جريمة السرقة عف جريمة القتؿ أيضا؟‬

‫ج‪ /‬عالج المشرع العراقي ىذه الحالة في المادة (‪ )53‬بقوليا "يعاقب المساىم في جريمة فاعالً او‬

‫شريكاً بعقوبة الجريمة التي وقعت فعالً ولو كانت غير التي قصد ارتكابيا متى كانت الجريمة‬

‫التي وقعت نتيجة محتممة لممساىمة التي حصمت"‪.‬‬

‫لذا يسأؿ الفاعبلف عف جريمة القتؿ والسرقة ألف النتيجة التي وقعت (الوفاة) نتيجة محتممة‪.‬‬

‫مثال‪ :‬لو اتفؽ شخصاف عمى سرقة منزؿ فذىبا لتنفيذ الجريمة غير اف احدىما شاىد عدواً لو في‬

‫الطريؽ فقتمو‪ ،‬ما الحكـ القانوني؟‬


‫‪81‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ج‪ /‬ال يسأؿ عف القتؿ سوى القاتؿ ألف القاتؿ ىنا وبيذه الدوافع والصورة ال عبلقة لو بالسرقة‬

‫وبالتالي نتيجة غير محتممة ليا‪.‬‬

‫عقوبة المساىم األصمي (الفاعل)‬

‫يعاقب الفاعؿ في الجريمة بالعقوبة المقررة قانونا ليا سواء ارتكبيا لوحده او مع غيره او ساىـ في‬

‫ارتكابيا او دفع شخصا غير مسؤوؿ‪ ،‬وىو يعاقب عمى الجريمة التي وقعت حتى ولو كاف شروعا‬

‫أف‪" :‬كل من ساىم‬


‫ارتكبيا كما نصت عمى ذلؾ المادة (‪ )51‬مف قانوف العقوبات نصت عمى ّ‬

‫بوصفو فاعال او شريكا في ارتكاب جريمة يعاقب العقوبة المقررة ليا ما لم ينص القانون عمى‬

‫خالف ذلك"‪.‬‬

‫غالبية القوانيف جعمت مف تعدد الفاعميف ظرؼ مشدد ما عدا قانوف العقوبات العراقي لـ يأخذ بذلؾ‪،‬‬

‫غير انو جعؿ تعدد الفاعميف ظرفا مشدداً في جرائـ معينة مثؿ السرقة وىو اتجاه منتقد مف قبؿ‬

‫الفقو الجنائي الحديث وذلؾ لعدة أسباب منيا ‪-:‬‬

‫‪ -1‬ينطوي عمى التعدد من خطورة إجرامية‬

‫‪ -2‬دليل عمى تأصل االجرام في المساىمين‬

‫‪ -3‬زيادة جرأة الجناة وميميم واندفاعيم الى الجريمة‬

‫‪ -4‬أداة إلدخال الرعب في نفس المجني عميو‬

‫وليس شرطا اف تكوف عقوبة الفاعميف األصمييف في الجريمة واحدة‪ ،‬وانما لمقاضي اف يحدد لكؿ‬

‫فاعؿ عقوبة تتفؽ وظروفو التي أحاطت بو عند ارتكابو الجريمة اخذاً بمبدأ تفريد العقوبة شرط اال‬

‫يتعدى في ذلؾ الحدود القانونية لمعقوبة كما وردت في النص‪.‬‬

‫المساىمة التبعية في الجريمة‬

‫‪81‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ي راد بالمساىمة التبعية (االشتراؾ في الجريمة) ىو القياـ بدور ثانوي في الجريمة ويكوف القائـ بيذا‬

‫الدور ىو المساىـ التابع او المساىـ الثانوي او الشريؾ‪.‬‬

‫وقد وردت صورة المساىمة التبعية عمى سبيؿ الحصر في المادة (‪ )48‬من قانون العقوبات‬

‫العراقي والتي نصت عمى أنو‪" :‬يعد شريكا في الجريمة ‪-:‬‬

‫‪ -1‬من حرض عمى ارتكابيا فوقعت بناء عمى ىذ التحريض‬

‫بناء عمى ىذا االتفاق‬


‫‪ -2‬من اتفق مع غيره عمى ارتكابيا فوقعت ً‬

‫‪ -3‬من اعطى الفاعل سالحا او االت او أي شيء اخر مما استعمل في ارتكاب الجريمة مع‬

‫عممو بيا او ساعده بأي طريقة أخرى في االعمال المجيزة او المسيمة او المتممة الرتكابيا"‪.‬‬

‫المبلحظات التي يمكف استنتاجيا مف المادة (‪ )48‬ىي كاالتي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬تحديدىا بشكل دقيق لممساىمة التبعية في الجريمة‪.‬‬

‫‪ -2‬ان المساىمة التبعية تكون اما قبل وقوع الجريمة او وقت تنفيذىا فقط‪.‬‬

‫‪ -3‬حصر صورة المساىمة التبعية في ثالثة صور تبعا لموسيمة او العمل الذي يساىم بو‬

‫الجاني في الجريمة وىو يكوون اما بـ (التحريض – االتفاق – المساعدة) مما يعني انو بغير‬

‫ىذه الصور ال تتحقق المساىمة التبعية‪.‬‬

‫‪ -4‬وجود المساىم التبعي (الشريك) يفترض حتما وجود مساىم اصمي الى جانبو أي الفاعل‪.‬‬

‫‪ -5‬انو يشترط ان يتحقق اركان المساىمة التبعية وىي كاالتي ‪-:‬‬

‫‪ ‬الركن المادي‪ :‬بإحدى الوسائل التي بينيا المشرع حص ارً (التحريض – االتفاق – المساعدة)‪.‬‬

‫‪ ‬الركن الشرعي‪ :‬أي وقوع نشاط غير مشروع (جريمة) يتدخل فيو المساىم التبعي (الشريك)‪.‬‬

‫‪ ‬الركن المعنوي‪ :‬أي توافر القصد الجنائي لدى المساىم التبعي في الجريمة‪.‬‬

‫اركان المساىمة التبعية في الجريمة‬


‫‪82‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫أوالً‪ :‬الركن الشرعي‬

‫أي وقوع نشاط غير مشروع (جريمة) يتدخؿ فيو المساىـ التبعي (الشريؾ)‪.‬‬

‫ال يشترط اف تكوف الجريمة تامة‪ ،‬يكفي اف تكوف شروعا حيث يتحقؽ االشتراؾ في الشروع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اف يخضع ىذا النشاط لنص تجريـ في القانوف ويكوف كذلؾ اذا نص عميو قانوف العقوبات‬ ‫‪‬‬

‫العراقي بشكؿ صريح سواء كاف جناية اـ جنحة اـ مخالفة مثؿ جريمة القتؿ فمف يحرض اخر عمى‬

‫القتؿ يعد شريكا لو في الجريمة ألنو اعانو عمى الجريمة اذا وقعت الجريمة وال يعد شريكا مف‬

‫حرض عمى ارتكاب جريمة ولكف الفاعؿ لـ يرتكبيا اذ عدؿ؛ عنيا وذلؾ ألف النشاط غير المشروع‬

‫(الجريمة) لـ تقع ولذلك قيل انو ال شروع في االشتراك‪ ،‬اما اذا عدؿ الشريؾ نفسو فأف عدولو ال‬

‫يفيده اذا وقعت الجريمة بؿ يبقى شريكاً اال اذا استطاع اف يزيؿ كؿ اثر لتدخمو في الجريمة قبؿ‬

‫قدـ سبلحا لمجاني ثـ قاـ بسحب ىذا السبلح قبؿ قياـ الجاني بارتكاب الجريمة‬
‫وقوعيا‪ ،‬كما لو ّ‬

‫غير اف الجاني قاـ بالقتؿ خنقاً‪.‬‬

‫اف ال يخضع ىذا النشاط لسبب مف أسباب االباحة‪ ،‬مف يساعد شخصاً في القياـ بالضرب او‬ ‫‪‬‬

‫الجرح او القتؿ وىو في حالة دفاع شرعي يكوف قد ساىـ في عمؿ مشروع فانو عمؿ مباح‪ ،‬وكذلؾ‬

‫الممرضة التي تساعد الطبيب وىو يجري عممية جراحية فأف عمميا مباح‪.‬‬

‫تتحقؽ المساىمة التبعية حتى ولو لـ يكف الفاعؿ األصمي لمجريمة خاضعا لمعقاب لسبب يعود‬ ‫‪‬‬

‫الى شخصو (صغر السن – عاىة عقمية – حسن النية) كمف يحرض مجنونا عمى ارتكاب‬

‫الجريمة‪.‬‬

‫وال يستفيد المساىمة التبعية مف مانع العقاب الذي يتمتع بو الفاعؿ األصمي لمجريمة بؿ‬ ‫‪‬‬

‫يعاقب عف مساىمتو التبعية فييا‪ ،‬مثال‪ :‬مف يعاوف امرأة عمى مساعدة زوجيا عمى الفرار مف يد‬

‫‪83‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫القضاء يعتبر شريكا في الجريمة ويعاقب عمى اشتراكو بالرغـ مف اف الفاعؿ األصمي (الزوجة) ال‬

‫تعاقب لتمتعيا بمانع مف موانع العقاب‪.‬‬

‫مثال‪ :‬مف يساعد شخص عمى خطؼ امرأة قاـ الخاطؼ بالتزوج مف المخطوفة زواجاً شرعياً فأف‬

‫الشريؾ يعاقب عمى جريمتو بالرغـ مف عدـ معاقبة الفاعؿ‪.‬‬

‫النتيجة )‬ ‫عالقة السببية‬ ‫ثانياً‪ :‬الركن المادي ( سموك‬

‫اف الركف المادي لممساىمة التبعية ال يتكوف مف مجرد نشاط يأتيو المساىـ التبعي انما يضاؼ لو‬

‫عنصراف اخراف ىما النتيجة االجرامية ليذا النشاط وعبلقة السببية التي تربطو بيذه النتيجة‪.‬‬

‫‪ -1‬السموك (نشاط المساىم التبعي)‬

‫ويقصد بو ذلؾ النشاط الذي يأتيو المساىـ التبعي في سبيؿ وقوع الجريمة وقد حدده قانوف العقوبات‬

‫العراقي في المادة (‪ )48‬منو بثالثة صور وىي (التحريض – االتفاق – المساعدة) مما يترتب‬

‫عميو اف ال وجود لممساىمة التبعية بغير نشاط صادر مف الشريؾ‪ ،‬واف يكوف ىذا النشاط بإحدى‬

‫الوسائؿ التي حددىا القانوف حص اًر االمر الذي يوجب عمى القاضي في حالة الحكـ باإلدانة بياف‬

‫وسيمة المساىمة في حكمو واال كاف الحكـ معيباً وقاببلً لمنقض‪.‬‬

‫وتكوف وسائؿ المساىمة التبعية اما ‪-:‬‬

‫‪ ‬سابقة الرتكاب الجريمة وىي (التحريض – االتفاق – المساعدة في االعمال التحضيري)‪.‬‬

‫‪ ‬اعمال مجيزة لمجريمة كإعداد السالح وحشوه بالرصاص‪ ،‬صنع المفاتيح‪.‬‬

‫‪ ‬اعمال معاصرة الرتكاب الجريمة وىي تقع اثناء ارتكاب الجريمة وىي االعمال المسيمة او‬

‫المتممة الرتكاب الجريمة‪.‬‬

‫مما يترتب عميو اف االعماؿ البلحقة الرتكاب الجريمة ال تدخؿ في تكويف المساىمة التبعية وانما‬

‫قد يعاقب القانوف عمييا كجرائـ مستقمة قائمة بذاتيا كجريمة إخفاء جثة القتيؿ او إخفاء األمواؿ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫اما بخصوص مساءلة المساىـ التبعي عف النشاط اإليجابي او السمبي فيناؾ رأياف ‪-:‬‬

‫الرأي األول‪ :‬اف نشاط المساىـ التبعي في الجريمة يجب اف تكوف نشاطا إيجابياً وبالتالي فأف‬

‫وقوؼ الشخص وقوفاً سمبيا اثناء ارتكاب الجريمة وعدـ تدخمو لمنع وقوع الجريمة ال يعد مساىماً‬

‫منو فييا حتى واف كاف في استطاعتو منع تنفيذه‪.‬‬

‫الرأي الثاني‪ :‬يمكف اف يتحقؽ المساىمة التبعية في الجريمة بالسموؾ السمبي ألنو ال يوجد نصوص‬

‫قانونية يستمزـ إيجابية وسائؿ االشتراؾ وبالتالي نشاط الفاعؿ في الجريمة كما يكوف إيجابياً قد‬

‫يكوف سمبياً أيضا (وىو الراي االصوب)‪ ،‬كؿ ذلؾ بشرط اف يكوف صاحب الموقؼ السمبي قد امتنع‬

‫عف القياـ بواجب عميو أساسو االلتزاـ بمنع وقوع الجريمة واف يكوف منعو عف قصد بذلؾ يتيسر‬

‫وقوع الجريمة والمساعدة في ارتكابيا‪.‬‬

‫صور المساىمة التبعة‬

‫‪ -1‬التحريض‬

‫لـ يعرؼ قانوف العقوبات العراقي التحريض ولـ يحدد وسائؿ تحققو وانما ترؾ ذلؾ لتقدير القاضي‪.‬‬

‫ويعرف التحريض‪ :‬دفع الجاني الى ارتكاب الجريمة بالتأثير في ارادتو وتوجيييا الوجية التي‬

‫يريدىا المحرض‪.‬‬

‫ويتحقؽ التحريض في كؿ ما مف شأنو دفع الفاعؿ عمى ارتكاب الجريمة سواء كان ذلك بـ (ىدية‬

‫– وعد – مخادعة – دسيسة – ارشاد – استعمال سمطة – النصيحة المقترنة بإلحاح – او التي‬

‫افرغت في أسموب مقنع مؤثر عمى تفكير من وجيت اليو فأىاجت شعوره)‪.‬‬

‫وبخبلؼ ذلؾ ال يعتبر تحريضا محققا لممساىمة التبعية في الجريمة مجرد النصيحة او االيعاز او‬

‫التمميح؛ ألنيا ليست دفعاً او حمبلً ألقناع الشخص عمى ارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ونشاط المحرض في التحريض واحد اماـ القانوف ميما اختمؼ سبيؿ التعبير عنو سواء كان عن‬

‫طريق ( الكتابة – القول – اإليحاء – صراحة – ضمناً )‪.‬‬

‫ويشترط في التحريض لكي تتحقؽ المساىمة التبعية ان يكون مباش ارً‪ ،‬أي منصب عمى امر يعتبر‬

‫جريمة‪ ،‬فالتحريض عمى الكراىية او اثارة العداء والبغضاء بيف شخصيف ال يحقؽ المساىمة التبعية‬

‫في جريمة القتؿ في حالة قياـ احد الشخصيف بقتؿ االخر او أدى الى جريمة أخرى مثؿ الحريؽ‪.‬‬

‫والتحريض نوعاف ‪-:‬‬

‫النوع األول‪ :‬التحريض الفردي او الشخصي‬

‫وىو التحريض الموجو الى شخص معيف او اشخاص معينيف ( نص المادة ‪.) 48‬‬

‫النوع الثاني‪ :‬تحريض عام او عمني‬

‫وىو الذي ال يكوف موجيا الى شخص معيف وانما الى جميور مف الناس بوسيمة مف وسائؿ‬

‫العبلنية ويكون التحريض العام اخطر من التحريض الشخصي التساع نطاقو‪ ،‬وقد يقدر المشرع‬

‫ما لمتحريض مف خطورة فيصر عمى عقابو حتى لو لـ ينتج الجريمة المحرض عمييا‪ ،‬وبتمؾ يجعؿ‬

‫منو جريمة خاصة قائمة بذاتيا وبالتالي يخرجو مف نطاؽ المساىمة التبعية كجريمة التحريض عمى‬

‫التمرد او العصياف المسمح وجريمة التحريض عمى قمب النظاـ‪ ،‬ويرجع الى تقدير قاضي الموضوع‪.‬‬

‫‪ -2‬االتفاق‬

‫لـ يعرؼ قانوف العقوبات العراقي االتفاؽ‪ ،‬ويعرف أنو‪( :‬انعقاد ارادتين او اكثر عمى ارتكاب‬

‫الجريمة أساسو عرض من احد الطرفين يصادفو قبول من الطرف االخر)‪.‬‬

‫االتفاؽ حالة نفسية ليا مظير مادي‪ ،‬وسائل التعبير عن اإلرادة ىي (القول – الكتابة – اإلشارة)‬

‫ويتميز االتفاق عن التحريض في ان إرادة المحرض في التحريض تعمو عمى ارادة من يحرضو‬

‫‪86‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫بينما في االتفاق تكون االرادات متعادلة في األىمية‪ ،‬مثال‪ :‬كما لو اتفؽ شخصاف عمى قتؿ ثالث‬

‫فشاىده احدىـ فيجـ عميو وقتمو بمفرده‪ ،‬فالقاتؿ ىنا فاعؿ لمجريمة والمتفؽ شريؾ باالتفاؽ‪.‬‬

‫واالتفاؽ كوسيمة مف وسائؿ المساىمة التبعية غير التوافؽ‪.‬‬

‫االتفاق‪ :‬انعقاد ارادتيف او أكثر عمى موضوع واحد‪.‬‬

‫التوافق‪ :‬مجرد اتجاه ارادتيف او اكثر نحو موضوع واحد أساسو توارد الخواطر دوف اف تجمع بينيـ‬

‫رابطة االتفاؽ‪ ،‬وبالتالي ال تتحقؽ المساىمة التبعية في التوافؽ‪.‬‬

‫مثال‪ :‬لو خطر لشخص قتؿ عدوه وخطرت آلخر فكرة قتؿ نفس ىذا العدو دوف اف يكشؼ احدىما‬

‫لآلخر عما انعقد عميو تصميمو ثـ قاـ احدىما بقتؿ العدو فبل يعد الثاني شريكا؛ لعدـ وجود اتفاؽ‬

‫سابؽ بينيما‪ ،‬اما اذا قاـ كبلىما بالجريمة في نفس الوقت يعتبر كؿ منيما فاعبل اصمياً لمجريمة‪.‬‬

‫والتمييز بيف االتفاؽ كوسيمة لممساىمة التبعية في الجريمة ال يعاقب عميو القانوف اال اذا وقعت‬

‫الجريمة المتفؽ عمييا‪ ،‬بينما االتفاؽ كجريمة مستقمة يتحقؽ بمجرد حصولو حتى لو لـ تقع الجريمة‬

‫مثؿ جريمة االتفاؽ عمى التمرد او العصياف‪ ،‬جريمة االتفاؽ عمى قمب نظاـ الحكـ‪.‬‬

‫وال يشترط اف يقع االتفاؽ مع الفاعؿ األصمي في الجريمة بؿ يمكف اف تقع مع احد الشركاء‪ ،‬الميـ‬

‫اف يكوف االتفاؽ عمى ارتكاب جريمة مرتبطاً بالفعؿ األصمي المكوف لمجريمة‪.‬‬

‫وكذلؾ البد التمييز بيف االتفاؽ الذي ىو انعقاد العزـ بيف الجناة وبيف مجرد التفاىـ السابؽ ذلؾ اف‬

‫التفاىـ ال يفيد معنى انعقاد العزـ فيما بيف الجناة الرتكاب الجريمة‪.‬‬

‫‪ -3‬المساعدة‬

‫لـ يعرؼ قانوف العقوبات العراقي المساعدة‪ ،‬ويعرف المساعدة بانيا (تقديم العون أيا كانت‬

‫صورتو الى الفاعل فيرتكب الجريمة بناء عميو)‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫تكوف المساعدة اما بأعماؿ مادية او بتقديـ معمومات تساعد عمى ارتكاب الجريمة او تسيؿ‬

‫ارتكابيا وقد يكوف المقدـ فييا منقوال وقد يكوف عقا اًر‪ ،‬مثال‪ :‬كما لو قدـ شخص داره لترتكب فيو‬

‫الجريمة‪.‬‬

‫والمساعدة حسب المادة (‪ )48‬من قانون العقوبات العراقي تكون اما باألعمال (المجيزة –‬

‫المسيمة – المتممة لمجريمة)‪.‬‬

‫االعمال المجيزة لمجريمة‪ :‬تكوف سابقة عمى بدء الفاعؿ في تنفيذ الجريمة مثؿ إعطاء التعميمات‬

‫او االرشادات الى الفاعؿ توضح كيفية ارتكاب الجريمة‪ ،‬مثاؿ تقديـ األسمحة الستعماليا في ارتكاب‬

‫الجريمة‪.‬‬

‫االعمال المسيمة او المتممة لمجريمة‪ :‬تكوف بأعماؿ معاصرة لتنفيذ الجريمة أي اثناء ارتكاب‬

‫الجريمة مف قبؿ الفاعؿ األصمي‪ ،‬والفرق بينيما زمني حيث تقع األولى قبل الثانية اذ تقع األولى‬

‫والفاعل ال يزال في المراحل التنفيذية األولى بينما تقع الثانية والفاعل في المراحل األخيرة‪ ،‬مثال‪:‬‬

‫كأف يترؾ الخادـ باب الدار مفتوحة كي يتمكف المصوص مف الدخوؿ وسرقتيا‪ ،‬او يشيد شخص‬

‫عمى ورقة مزورة وبالتالي ال تتحقؽ المساعدة باألعماؿ البلحقة الرتكاب الجريمة‪.‬‬

‫والمساعدة غالبا ما تتحقؽ بنشاط إيجابي غير انو يمكف اف تتحقؽ أيضا بنشاط سمبي أي بامتناع‬

‫وذلؾ عندما يمتنع المساعد عف الحيمولة دوف وقوع الجريمة عمى الرغـ مف استطاعتو ذلؾ رغبة‬

‫منو في وقوع الجريمة‪.‬‬

‫النتيجة االجرامية‬

‫ويقصد بو ىي الجريمة الواقعة نتيجة تدخؿ الشريؾ بالتحريض او االتفاؽ او المساعدة‪.‬‬

‫س‪ /‬صفة المساىـ التبعي ىؿ تقضي ضرورة اتصالو مباشرة بالفاعؿ األصمي لمجريمة؟‬

‫‪88‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫مثال‪ :‬لو قاـ (س) بتحريض (ص) عمى اف يعطي سبلحاً الى (ع) ليقتؿ فييا (ـ) فوقعت الجريمة‬

‫بناء عمى ذلؾ‪ ،‬في ىذه الحالة يعد (ص) شريكا عف طريؽ المساعدة فما دور (س)‪ ،‬تسمى ىذه‬

‫المسألة في الفقو الجنائي ب ػ (االشتراك في االشتراك)‪.‬‬

‫(ع) الفاعؿ‬ ‫‪‬‬

‫‪( ‬ص) الشريؾ األوؿ‬

‫‪( ‬س) الشريؾ الثاني‬

‫‪( ‬ـ) المجني عميو‬

‫‪ -1‬االشتراك في الجريمة‬

‫ويتحقؽ عندما يتجو نشاط الشريؾ الى حمؿ شخص عمى اف يأتي نشاطاً تتحقؽ بو المساىمة‬

‫التبعية وتقع النتيجة كنتيجة مباشرة لنشاط الشريؾ األوؿ كما ىو الحاؿ في المثاؿ السابؽ‪.‬‬

‫س‪ /‬ما حكـ الشريؾ الثاني (س) في المثاؿ السابؽ؟‬

‫ج‪ /‬الرأي األول‪ :‬ال يتحقؽ االشتراؾ اال إذا كانت العبلقة مباشرة بيف الفاعؿ األصمي والشريؾ مما‬

‫يترتب عميو اف شريؾ الشريؾ ال يعتبر مساىما تبعيا في الجريمة لعدـ وجود عبلقة مباشرة بينيما‪.‬‬

‫الرأي الثاني‪ :‬يتحقؽ االشتراؾ ولو كانت العبلقة بيف شريؾ الشريؾ والفاعؿ األصمي غير مباشرة‬

‫واعتبار شريؾ الشريؾ مساىما تبعيا لمجريمة ألف القانوف لـ يتطمب اف تكوف العبلقة مباشرة بيف‬

‫الفاعؿ األصمي وشريؾ الشريؾ وىو الرأي الصحيح‪.‬‬

‫‪ -2‬الشروع في االشتراك‬

‫وىي حالة قياـ الشريؾ ببذؿ كؿ نشاطو عف طريؽ التحريض او االتفاؽ او المساعدة متجيا الى‬

‫تحقيؽ النتيجة االجرامية بالرغـ مف ذلؾ ال تتحقؽ ألسباب ال دخؿ ألرادتو‪ ،‬مثال‪ :‬كما لو امتنع‬

‫الفاعؿ األصمي عف االستجابة الى التحريض او قبؿ الفكرة غير انو عدؿ عنيا ولـ ينفذىا‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫س‪ /‬فيؿ يسأؿ الشريؾ عف الشروع في االشتراؾ؟‬

‫ج‪ /‬ال يعتبر الشريؾ مسؤوال في الجريمة؛ وذلؾ ألف مف اركاف االشتراؾ ىو وقوع نشاط غير‬

‫مشروع أي وقوع جريمة‪ ،‬وفي ىذه الحالة فأف الجريمة لـ تقع أي انو انيدـ ركف مف اركاف‬

‫المساىمة التبعية ولذلؾ قيؿ بانو ال شروع في االشتراؾ‪ .‬أي تخمفت النتيجة ألسباب خارجة عف‬

‫إرادة الفاعؿ‪.‬‬

‫ويجب اف يكوف نشاط الشريؾ ىو الذي يساىـ في تحقيؽ النتيجة‪ ،‬مثال‪ :‬لو اعطى شخص سبلحاً‬

‫آلخر ليقتؿ بو شخص ثالث ولكف الفاعؿ قتمو بالسـ بدالً مف السبلح ففي ىذه الحالة ال وجود‬

‫لممساىمة التبعية ألف الجريمة لـ تقع بناء عمى مساعدتو‪.‬‬

‫عدول الشريك‬

‫س‪ /‬ىؿ يؤثر عدوؿ الشريؾ اف بذؿ نشاطو في المساىمة في الجريمة في مسؤوليتو عف المساىمة‬

‫التبعية؟‬

‫ج ‪ /‬ال يؤثر العدوؿ عمى المساىمة التبعية اذ تبقى المساىمة متحققة ويسأؿ صاحبيا عنيا في‬

‫حالة اذا لـ يستطع العد وؿ التأثير فييا ألنو جاء بعد تحققيا (أي تحقؽ الجريمة)‪ ،‬اما اذا وقع‬

‫العدوؿ قبؿ تحقؽ الجريمة أي قبؿ تحقؽ اركاف المساىمة التبعية ففي ىذه الحالة ينعدـ المساىمة‬

‫التبعية مثاؿ مف يعطي الفاعؿ سبلحاً ليرتكب بو الجريمة ثـ يعدؿ فيسحب منو السبلح قبؿ ارتكاب‬

‫الجريمة وبالتالي ال يسأؿ عف المساىمة التبعية‪.‬‬

‫عالقة السببية‬

‫ويقصد بو ارتباط السبب بالنتيجة بيف نشاط الشريؾ (التحريض – االتفاؽ – المساعدة) وبيف‬

‫الجريمة المرتكبة (النتيجة) مما يترتب عميو اف انتفاء ىذه العبلقة يؤدي الى انتفاء المساىمة‬

‫‪91‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫التبعة‪ ،‬فاذا أعار شخص سبلحا آلخر ليقتؿ بو شخص ثالث فمـ يستعمؿ القاتؿ السبلح بؿ‬

‫استعمؿ السـ فبل يعتبر معير السبلح مساىـ تبعي‪.‬‬

‫ويتطمب وجود عبلقة السببية اف يكوف نشاط الشريؾ سابؽ عمى الجريمة وذلؾ ألف السبب ال‬

‫يمكف اف يتصور اال سابقا عمى المسبب وتقدير قياـ عبلقة السببية مسألة موضوعية خاضعة‬

‫لتقدير المحكمة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الركن المعنوي‬

‫ويشترط لتحقؽ المساىمة التبعية رابطة ذىنية (معنوية) تجمع الفاعؿ األصمي والشريؾ عمى‬

‫الجريمة ويجب معرفة معيار تحقؽ الركف المعنوي في الجرائـ العمدية وغير العمدية‪.‬‬

‫‪ ‬في الجرائم العمدية‬

‫يمزـ توفر القصد الجنائي لدى المساىـ التبعي في الدخوؿ لمجريمة أف لـ يكف ىذا القصد موجوداً‬

‫انعدـ الركف المعنوي وبالتالي انعدـ المساىمة التبعية‪ ،‬ولمقصد الجنائي عنصران ىما العمم واإلرادة‪،‬‬

‫وفيو ينصرؼ العمـ الى اركاف الجريمة وتتجو اإلرادة الى القياـ بالفعؿ الذي تقوـ بو المساىمة‬

‫التبعية والنتيجة التي تترتب عمى ىذا الفعؿ (الجريمة) أي العمـ بماديات الجريمة وارادة النشاط‬

‫المادي المحقؽ لممساىمة ولمنتيجة الجرمية الواقعة‪.‬‬

‫مثال‪ :‬مف يعطي غيره سبلحاً فيستعممو في القتؿ يعتبر شريكاً في ىذه الجريمة‪ ،‬اما اذا كاف القاتؿ‬

‫قد انتزع السبلح منو بالقوة او خمسة فبل يعد صاحب السبلح شريكا لعدـ تحقؽ قصد االشتراؾ لديو‬

‫حتى لو ثبت عممو وقت انتزاع السبلح مف حيازتو باحتماؿ اف يستعاف بو في قتؿ شخص معيف‪.‬‬

‫وتناوؿ المشرع العراقي مسألة القصد الجنائي لممساىمة التبعية في المادة (‪ )48‬بقولو "‪ ...‬مع‬

‫عممو بيا ‪ ،"...‬اما في صورتي التحريض واالتفاؽ فمـ ترد تمؾ الصراحة في النص لعدـ وجود‬

‫‪91‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫الحاجة الييا وال يشترط اف يصرح الشريؾ بالجريمة قوالً فقد ينتج قصد االشتراؾ مف الظروؼ‬

‫والقرائف وعمى القاضي اف يثبت قصد االشتراؾ في الحكـ‪.‬‬

‫النتيجة المحتممة في االشتراك‬

‫اف اجراـ الشريؾ مستمد مف اجراـ الفاعؿ األصمي‪ ،‬فاذا لـ تقع الجريمة او وقعت جريمة أخرى‬

‫مغاير لما حصؿ التحريض او االتفاؽ او المساعدة عميو فبل وجود لبلشتراؾ‪ ،‬مثال‪ :‬لو حرض‬

‫شخص اخر عمى قتؿ شخص ثالث فمـ يقتمو بؿ احرؽ منزلو فبل وجود لبلشتراؾ‪ ،‬واذا كانت‬

‫الجريمة التي وقعت اخؼ مف الجريمة التي قصد الشريؾ اف يشترؾ فييا تحددت مسؤوليتو لما وقع‬

‫فعبلً مف جريمة واال لما قصد االشتراؾ فيو بشرط ‪-:‬‬

‫‪ -1‬ان تكون الجريمة االخف الواقعة انما وقعت بناء عمى االشتراك‪.‬‬

‫‪ -2‬وان تدخل ضمن قصد الشريك‪.‬‬

‫اما في حالة اذا وقعت جريمة اشد مف الجريمة التي قصدىا الشريؾ اف يشترؾ فييا فمنيا ينظر ما‬

‫اذا كانت الجريمة الواقعة نتيجة محتممة لممساىمة التي حصمت اـ انيا جريمة أخرى ال عبلقة ليا‬

‫فييا‪ ،‬مثال‪ :‬لو حرض شخص اخر عمى ارتكاب سرقة باكراه فارتكب سرقة بسيطة سئؿ المحرض‬

‫عنا باعتباره شريكاً‪ ،‬أي اف النتيجة اذا كانت محتممة لما جرى االتفاؽ او التحريض او المساعدة‪،‬‬

‫ويسأؿ الشري ؾ عف الجريمة المرتكبة لو كانت غير التي أراد االشتراؾ فييا ما دامت النتيجة‬

‫محتممة تطبيقا لممادة (‪ )53‬مف قانوف العقوبات‪.‬‬

‫اما اذا كانت الجريمة الواقعة ىي جريمة اخرى غير الجريمة التي حصؿ االشتراؾ عمييا وال عبلقة‬

‫ليا بيا فأف الشريؾ ال يسأؿ عنيا‪ ،‬مثال‪ :‬لو حرض شخص اخر عمى ضرب ثالث فمات المجني‬

‫‪92‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫عميو نتيجة الضرب يسأؿ الفاعؿ عف جريمة الضرب المفضي الى الموت ويسأؿ المحرض عف‬

‫جريمة االشتراؾ في جريمة الضرب المفضي الى الموت‪.‬‬

‫مثال‪ :‬اذا حرض شخص اخر عمى السرقة فقاومو صاحب المنزؿ فقتمو فيسأؿ الشريؾ عف‬

‫االشتراؾ في السرقة والقتؿ‪ ،‬مثال‪ :‬اذا حرض شخص اخر عمى ضرب ثالث فاحرؽ الجاني منزؿ‬

‫ىذا الشخص ال يسأؿ الشريؾ عف الحريؽ ألف الحريؽ لـ يكف نتيجة محتممة لمتحريض عمى‬

‫الضرب‪.‬‬

‫‪ ‬في الجرائم غير العمدية‬

‫مثال‪ :‬اتفؽ سائقاف لمسيارة عمى التسابؽ في السرعة وترتب عمى ىذه المسابقة قتؿ شخص خطأ‬

‫مف احدىما‪ ،‬مثال‪ :‬حرض صاحب سيارة سائقو عمى اإلسراع فأصاب شخصاً مف المارة ‪ ،‬فيؿ‬

‫تتحقؽ مسؤولية الشريؾ في ىذه األمثمة؟‬

‫ذىب رأي الى استبعاد الجرائـ غير العمدية مف نطاؽ المساىمة التبعية لعد وجود قصد جنائي‬

‫ويعتبروف المساىميف في األمثمة فاعميف اصمييف ويحموف المساىمة االصمية محؿ المساىمة‬

‫التبعية‪.‬‬

‫وذىب رأي اخر الى اف قواعد المساىمة التبعة عامة تسري عمى جميع الجرائـ بما فييا الجرائـ‬

‫غير العمدية‪ ،‬واف الركف المعنوي في ىذه الجرائـ ىو عمـ المساىـ التبعي بفعمو وارادتو ليذا النشاط‬

‫وفي استطاعتو توقع النتيجة او لـ يتوقعيا او توقعيا واتجيت ارادتو الى الحيمولة دوف حدوثيا‬

‫ولكنو اعقد عمى احتياط غير كافي لدرئيا‪ ،‬ونحف مع ىذا الرأي‪.‬‬

‫عقوبة المساىم التبعي‬

‫‪93‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫يعاقب المساىـ التبعي (الشريؾ) في الجريمة بالقوبة المقررة قانوناً ليا سواء اكاف وحده او متعدديف‬

‫اال ما استثني بنص بحسب المادة (‪" )51‬كل من ساىم بوصفو فاعالً او شريكاً في ارتكاب‬

‫جريمة يعاقب بالعقوبة المقررة ليا ما لم ينص القانون عمى خالف ذلك"‪.‬‬

‫ولكف يكوف لمقاضي سمطة تقديرية في إيقاع العقوبة بيف حدييا األعمى واالدنى تبعا لمبدأ تفريد‬

‫العقوبة مما يترتب عمى ذلؾ استقبلؿ كؿ مساىـ في مسؤوليتو وفي العقاب الذي يطبؽ بحقو‪.‬‬

‫س‪ /‬ىؿ يمكف معاقبة الشريؾ دوف الفاعؿ األصمي في الجريمة؟‬

‫ج ‪ /‬نعـ قد يتوفر لدى الفاعؿ األصمي سبب يحوؿ دوف معاقبتو بالعقوبة المقررة لمجريمة وىذا ما‬

‫اشارت بو الفقرة الثانية من المادة (‪ )51‬حين نصت عمى انو "يعاقب الشريك بالعقوبة‬

‫المنصوص عمييا قانونا ولو كان فاعل الجريمة غير معاقب بسبب عدم توفر القصد الجرمي‬

‫لديو او ألحوال أخرى خاصة بو"‪ ،‬مما يعني اف ىناؾ صورتيف ال يعاقب الفاعؿ األصمي ومع ذلؾ‬

‫يعاقب الشريؾ وىاتاف الصورتاف ىما ‪-:‬‬

‫س‪/‬ماىي حاالت استقبلؿ الشريؾ في عقوبتو عف الفاعؿ االصمي مع اعطاء امثمة قانونية عمى‬

‫ذلؾ؟‬

‫الصورة األولى‪ :‬صورة انتفاء القصد الجنائي لدى الفاعل‬

‫القصد الجنائي ىو الركف المعنوي في الجرائـ العمدية وعنصر ضروري لتحقؽ الجريمة فاذا تخمؼ‬

‫ىذا الركف امتنع العقاب عف الفاعؿ األصمي لعدـ تحقؽ مسؤوليتو عنيا‪.‬‬

‫ومع ذلؾ فأف عدـ معاقبة الفاعؿ األصمي ال يمنع مف معاقبة الشريؾ ما داـ تحقؽ قصد االشتراؾ‬

‫في الجريمة تطبيقا لقاعدة استقبلؿ الشريؾ في مصيره عف الفاعؿ األصمي‪ ،‬مثال‪ :‬اذا اممى شخص‬

‫‪94‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫عمى كاتب بيانات مخالفة لمحقيقة دوف اف يكوف الكاتب عالماً بذلؾ فبل عقاب عمى الكاتب في ىذه‬

‫الحالة النتفاء القصد الجنائي لديو بينما يعاقب مف اممى عميو وىو (الشريؾ)‪.‬‬

‫الصورة الثانية‪ :‬صورة األحوال األخرى الخاصة بالفاعل‬

‫المقصود باألحواؿ األخرى ىي (موانع العقاب وموانع المسؤولية) ذلؾ اف توافرت احدىا في‬

‫الفاعؿ األصمي لمجريمة ال يعاقب ومع ذلؾ يعاقب الشريؾ فيما اذا لـ يكف متمتعا بيذا المانع‪،‬‬

‫مثال‪ :‬تزوج الخاطؼ بمف خطفيا زواجاً شرعيا فأف ىذا الزواج يكوف مانعا مف عقاب الزوج ولكنو‬

‫ال يمنع مف معاقبة مف اشترؾ في جريمة الخطؼ ‪ ،‬وكذلؾ الحاؿ اذا ما اخفت الزوجة زجيا‬

‫اليارب مف وجو العدالة او اعانتو عمى اليرب فبل تخضع لمعقاب ولكف ىذا ال يمنع مف معاقبة مف‬

‫اشترؾ معيا في جريمة االخفاء او المساعدة عمى الفرار مف العقوبة‪.‬‬

‫تأثير ظروف الجريمة عمى المساىمين فييا‬

‫تنقسـ عناصر الجريمة الى نوعيف ىما اركاف وظروؼ ‪ ،‬اما األركاف (مادي – معنوي – شرعي)‬

‫واما الظروؼ فيي ‪ :‬عناصر قانونية ال تدخؿ في اركاف الجريمة وال شأف ليا باسميا القانوني وانما‬

‫تحدد وصفيا وتكفؿ التمييز بينيا وبيف الجرائـ التي تحمؿ نفس االسـ وتعتمد عمى عيف األركاف‪.‬‬

‫لقد عالج قانوف العقوبات العراقي موضوع الظروؼ في المادتيف (‪ )51‬و (‪ )52‬حيث نصت المادة‬

‫(‪ )51‬عمى انو‪" :‬اذا توافت في الجريمة ظروف مادية من شأنيا تشديد العقوبة او تخفيفيا سرت‬

‫عمى كل من ساىم في ارتكابيا فاعالً كان او شريكاً عمم بيا او لم يعمم‪ ،‬اما اذا توافرت ظروف‬

‫مشددة شخصية سيمت ارتكاب الجريمة فال تسري عمى غير صاحبيا اال اذا كان عالماً بيا"‪ ،‬اما‬

‫ما عدا ذلؾ مف الظروؼ فبل يتعدى اثرىا شخص مف تعمقت بو سواء كانت ظروفاً مشددة او‬

‫مخففة‪ ،‬اما المادة (‪ )52‬نصت عمى انو‪" :‬اذا توافرت اعذار شخصية معفية من العقاب او‬
‫‪95‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫مخففة لو في حق احد المساىمين فاعالً او شريكاً في ارتكاب الجريمة فال يتعدى اثرىا الى غير‬

‫من تعمقت بو‪ ،‬اما االعذار المعفية من العقاب او المخففة لو فأنيا تسري في حق كل من ساىم‬

‫في ارتكاب الجريمة"‪.‬‬

‫أثر الظروف عمى المساىمين في الجريمة‬

‫أنواع الظروف‪:‬‬

‫‪ -1‬الظروف المادية‪ :‬حكميا تسري عمى جميع المساىمين (الفاعل والشريك)‪.‬‬

‫الظروؼ المشددة‪( :‬ظرؼ الميؿ في جريمة السرقة‪ -‬استعماؿ السـ في القتؿ‪ -‬السرقة باإلكراه)‪.‬‬

‫الظروؼ المخففة‪( :‬نقص قيمة الماؿ)‪.‬‬

‫‪ -2‬الظروف الشخصية‪ :‬حكميا تسري عمى صاحبيا وتسري عمى غيره إذا كان عالماً بيا‪.‬‬

‫الظروف المشددة‪( :‬صفة الخادـ في جريمة السرقة‪ -‬صفة الموظؼ المالي في جريمة االختبلس)‬

‫الظروف المخففة‪( :‬صفة االـ في جريمة القتؿ لطفميا حديث الوالدة)‪.‬‬

‫أثر االعذار عمى المساىمين في الجريمة‬

‫االعذار القانونية‪ :‬ىي ظروؼ يعينيا القانوف ويترتب عمى اقترانيا بالجريمة تخفيؼ العقاب المقرر‬

‫ليا او االعفاء منو وجوبيا اما اعذار شخصية او مادية وكمتاىما اما مخففة لمعقاب او معفية‪.‬‬

‫أنواع االعذار‪:‬‬

‫‪ -1‬االعذار المادية‪ :‬حكميا تسري عمى جميع المساىمين في الجريمة (الفاعل والشريك)‪.‬‬

‫االعذار المخففة لمعقوبة‪( :‬تجاوز حدود الدفاع الشرعي)‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫االعذار المعفية من العقوبة‪( :‬تقميد االختاـ ثـ اتبلفيا قبؿ االستعماؿ)‪.‬‬

‫‪ -2‬االعذار الشخصية‪ :‬حكميا تسري عمى صاحبيا فقط‪.‬‬

‫االعذار المخففة لمعقوبة‪( :‬قتؿ الزوج لزوجتو وعشيقيا أثناء تمبسيا بالزنا)‪.‬‬

‫االعذار المعفية من العقوبة‪( :‬زواج الخاطؼ بمف خطفيا زواجاً شرعياً)‪.‬‬

‫تأثير النتائج المحتممة واختالف القصد وكيفية العمم في المساىمين في الجريمة‬

‫قد تقع نتيجة المساىمة في الجريمة جريمة غير التي وقعت المساىمة مف اجميا ولكنيا تكوف نتيجة‬

‫محتممة‪ ،‬وقد يختمؼ المساىميف في القصد الجنائي او عف كيفية عمـ احد المساىميف في الجريمة‬

‫فيؿ ليذا اثر في مسؤولية المساىميف (فاعميف وشركاء)؟‬

‫أوالً‪ :‬ثر النتائج المحتممة في مسؤولية المساىمين في الجريمة‬

‫نميز بيف حالتيف ‪-:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬اذا كانت النتيجة غير محتممة‪ ،‬مثال‪ :‬اذا اتفؽ عدة اشخاص عمى احراؽ منزؿ عدو‬

‫ليـ وتوجيوا اليو اثناء الحرؽ رأى احدىـ شخصا يكرىو فقتمو او ضربو فبل يسأؿ عف جريمة القتؿ‬

‫او الضرب غير فاعميا ألنيا ليست نتيجة محتممة لممساىمة اما البقية فيسألوف عف الحريؽ‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬اذا كانت النتيجة محتممة‪ ،‬مثال‪ :‬اذا اتفؽ عدة اشخاص عمى سرقة منزؿ وعند‬

‫دخوليـ لممنزؿ احس بيـ صاحب المنزؿ فقاوميـ فاطمؽ احدىـ رصاصة فقتمو فأف جميع‬

‫المساىميف يسألوف عف جريمتي السرقة والقتؿ وذلؾ ألف القتؿ نتيجة محتممة وذلؾ وفقاً لممادة‬

‫(‪ )53‬مف قانوف العقوبات‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬أثر اختالف القصد في مسؤولية المساىمين في الجريمة‬

‫‪97‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫في حالة اختبلؼ في قصد المساىميف (فاعؿ – شريؾ) في الجريمة فيحاسب كؿ واحد منيـ حسب‬

‫قصده وفقاً لممادة ( ‪ ) 54‬التي نصت عمى انو‪" :‬اذا اختمف قصد احد المساىمين في الجريمة‬

‫شريك ‪ ...‬عن قصد غيره من المساىمين ‪ ...‬عوقب كل منيم بحسب قصده"‪ ،‬ويشمؿ‬
‫ً‬ ‫فاعالً او‬

‫الفاعؿ والشريؾ‪.‬‬

‫مثال‪ :‬اذا اتفؽ شخصاف عمى ضرب اخر ولكف قصد الشريؾ ىو ازىاؽ روح المجني عميو كما لو‬

‫كاف يعمـ بوجود مرض لدى المجني عميو فيحرض الفاعؿ عمى ضربو ويموت ‪ ،‬ويسأؿ الفاعؿ عف‬

‫جريمة الضرب المفضي الى الموت بينما يسأؿ الشريؾ عف االشتراؾ في جريمة قتؿ العمد‪.‬‬

‫مثال‪ :‬ضرب اثناف امرأة حاممة وكاف احدىما يقصد ايذائيا واألخر اجياضيا فيسأؿ األوؿ عف‬

‫جريمة االيذاء ويسأؿ الثاني عف جريمة االجياض‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬أثر اختالف كيفية العمم بوقوع في مسؤولية المساىمين‬

‫القاعدة انو يؤخذ كؿ مساىـ بكيفية عممو بوقوع الجريمة‪ ،‬وىذا ما نصت عميو المادة (‪ )54‬من‬

‫قانون العقوبات العراقي بقوليا "اذا اختمف ‪ ...‬كيفية عمم احد المساىمين في الجريمة فاعالً او‬

‫شريكاً عن كيفية عمم غيره من المساىمين بيا عوقب كل منيم بحسب‪ ...‬كيفية عممو"‪ ،‬مثال‪:‬‬

‫جريمة إخفاء االمواؿ المسروقة مساىـ فيو عدة مساىمي‪ ،‬فاذا كاف احدىـ يعمـ بأف ىذه األمواؿ‬

‫متحصمة مف جريمة سرقة باإلكراه فانو يعاقب بالعقوبة المشددة بسبب عممو‪ ،‬اما المساىـ الذي ال‬

‫يعمـ بأف ىذه األمواؿ متحصمة مف جريمة السرقة باإلكراه فيعاقب بعقوبة إخفاء األشياء المسروقة‬

‫غير المشددة‪.‬‬

‫أي اف كيفية العمـ بوقوع الجريمة ليا اثر في تغيير وصؼ الجريمة فاعبلً كاف او شريكاً في‬

‫الجريمة‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫اسباب اباحة الجريمة ) المواد ‪)46-39‬‬

‫‪ -1‬التعريف بأسباب االباحة‬

‫وىي االسباب التي اذا عرضت لسموك غير مشروع حولتو الى سموك مشروع‪ ،‬أو ىي حاالت‬

‫انتفاء الركن الشرعي لمجريمة بناء عمى قيود واردة عمى نص التجريم تستبعد منو بعض االفعال‪.‬‬

‫مثال‪ :‬االعتداء عمى الحياة سموؾ غير مشروع ألنو يخضع لنص التجريـ التي تعاقب عمى القتؿ‪،‬‬

‫تزوؿ ىذه الصفة ويصبح مشروعا فيما اذا ارتكب دفاعا عف النفس او الماؿ‪.‬‬

‫وتقسـ اسباب االباحة بالنظر الى الجانب الموضوعي الى‪:-‬‬

‫أ‪ -‬اسباب عامة‪ :‬االسباب التي تبيح اية جريمة مف الجرائـ دوف استثناء كالدفاع الشرعي واستعماؿ‬

‫الحؽ واداء الواجب ) ممكف تصوره في كؿ جريمة‪(.‬‬

‫ب‪ -‬اسباب خاصة‪ :‬االسباب التي تسري مفعوليا بالنسبة لجرائـ معينة دوف غيرىا كحؽ الدفاع‬

‫اماـ المحاكـ اذ ال يتيح ىذا الحؽ غير القذؼ والسب‪.‬‬

‫وتقسـ اسباب االباحة بالنظر الى الجانب الشخصي الى‪:-‬‬

‫أ‪ -‬اسباب مطمقة‪ :‬االسباب التي يستفيد منيا كافة الناس كالدفاع الشرعي‪.‬‬

‫ب‪ -‬اسباب نسبية‪ :‬االسباب التي ال يستفيد منيا اال اشخاص معينوف كالموظؼ الذي ينفذ ام ار‬

‫صاد ار مف رئيس تجب عميو طاعتو‪ ،‬ضرب األب ألبنو‪.‬‬

‫‪ -2‬عمة االباحة‪:‬‬

‫اف عمة االباحة ىي انتفاء عمة التجريـ ويتحقؽ ذلؾ فيما اذا كاف الفعؿ او السموؾ المباح ال يناؿ‬

‫باالعتداء حقا او مصمحة ويكوف في احدى الحالتيف‪ ،‬اما عف طريؽ انتفاء الحؽ او عف طريؽ‬

‫رجحاف الحؽ‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫أ – مبدأ انتفاء الحق‪ :‬اذا كاف السموؾ في االصؿ ييدد حقا لـ يعد منتجا ىذا االعتداء‪ ،‬فالقانوف‬

‫يجرـ افعاؿ الجرح حماية لمحؽ في سبلمة الجسـ‪ ،‬ولما كانت اعماؿ الطب والجراحة ال تؤذي‬

‫سبلمة الجسـ وال تيدد مصمحتو بؿ تصونو وبذلؾ تزوؿ عنو عمة التجريـ‪.‬‬

‫ب – مبدأ رجحان الحق‪ :‬اذا ثبت اف السموؾ ال يزاؿ ينتج االعتداء ولكنو في الوقت نفسو يصوف‬

‫حقا اجدر بالحماية فالقانوف يجرـ القتؿ ولكنو يبيح القتؿ لمدفاع عف النفس‪ ،‬وعمة االباحة تقديره اف‬

‫حؽ المعتدى عميو في الحياة اىـ عند المجتمع مف حؽ المعتدي‪.‬‬

‫‪ -3‬مصادر االباحة‪:‬‬

‫اف قانوف العقوبات العراقي ذكر اسباب االباحة وعينيا عمى سبيؿ الحصر وىي ) اداء واجب –‬

‫استعمال حق – الدفاع الشرعي( مما يعني تقيد القاضي باألسباب الواردة في القانوف‪ ،‬ومع ذلؾ‬

‫يجوز لمقاضي اف يمجأ الى القياس والى المصادر االخرى كالعرؼ والمبادئ العامة ألنو في مجاؿ‬

‫االباحة غير مقيديف بمبدأ الشرعية‪ ،‬شرط اف ال يوجد نص يقوؿ بخبلؼ ذلؾ‪ ،‬مثال‪ :‬تأديب االب‬

‫البنو او المعمـ لمتمميذ افعاؿ اباحيا العرؼ غير انو اذا نص القانوف عمى منع ىذا التأديب عندئذ‬

‫يزوؿ ىذا الحؽ‪.‬‬

‫‪ -4‬تفسير نصوص االباحة‪:‬‬

‫ومف المتفؽ عميو انو ال يجوز عند تفسير النصوص الجنائية االستعانة بالقياس‪ ،‬ولما كاف القياس‬

‫يؤدي الى خمؽ الجرائـ والعقوبات‪ ،‬اذف ال يمكف االخذ بو‪ ،‬وعميو فإف النصوص الخاصة بأسباب‬

‫االباحة ال عبلقة ليا بخمؽ الجرائـ والعقوبات‪ ،‬اذف فانو يمكف لمقاضي عند تفسيره ألسباب االباحة‬

‫اف يمجأ الى الطرؽ االخرى منيا القياس‪.‬‬

‫‪ -5‬طبيعة اسباب االباحة‬

‫‪111‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫اف اسباب االباحة ذات طبيعة موضوعية‪ ،‬ذلؾ ألف الركف الشرعي لمجريمة الذي تكوف اسباب‬

‫االباحة جزءا منيا ىو ذات طابع موضوعي‪ ،‬ومع ذلؾ فأف بعض اسباب االباحة تعتمد عمى‬

‫عناصر شخصية كما ىو الحاؿ في حؽ التأديب الذي يكوف النية موجية الى التيذيب‪ ،‬ومباشرة‬

‫االعماؿ الطبية الذي يكوف الباعث شفاء المريض‪.‬‬

‫‪ -6‬اثار االباحة ونطاقيا‬

‫اثر االباحة ىو اف يخرج السموؾ مف نطاؽ التجريـ فيصير مشروعا وعندئذ ينتفي الركف‬

‫الشرعي لمجريمة فينتفي تبعا الجريمة والمسؤولية‪ ،‬واذا توافر سبب االباحة واصبح الفعؿ مشروعا‬

‫استفاد مف ذلؾ كؿ مف ساىـ فييا الفاعؿ والشريؾ‪ ،‬مثال‪ :‬فمف يدافع عف نفسو او مالو يستفيد مف‬

‫االباحة وكذلؾ مف يدافع عف غيره‪ ،‬ومف يحرض غيره عمى الدفاع او يساعده في ذلؾ ال يصمح‬

‫محبل لممساىمة الجنائية سواء كاف فاعؿ او شريؾ‪.‬‬

‫‪ -7‬الجيل باإلباحة والغمط فييا‬

‫ويراد بالجيؿ باإلباحة ىو اف يتوافر سبب االباحة بكامؿ شروطيا غير اف مرتكب الفعؿ ال يعمـ‬

‫بذلؾ كحالة الموظؼ الذي ينفذ ام ار صحيحا بالقبض او التفتيش معتقدا انو باطؿ‪.‬‬

‫س ‪/‬فيل أن سبب االباحة ىذا ينتج أثره رغم الجيل بو؟‬

‫ج ‪/‬المبدأ اف اسباب االباحة ذات طبيعة موضوعية مما يعني اف توافرىا ال يتوقؼ عمى عناصر‬

‫شخصية كالعمـ‪ ،‬ولكف ىنالؾ بعض اسباب االباحة تدخؿ فيو عناصر شخصية ومنيا العمـ فيكوف‬

‫متعينا تطمب ىذه العناصر كي تعد االباحة متوفرة مما يترتب عميو اف االصؿ في الجيؿ في‬

‫االباحة ال يحوؿ دوف توافرىا ولكنو يحوؿ دوف ذلؾ اذا جعؿ القانوف العمـ مف شروطيا‪ ،‬كحالة‬

‫استعماؿ الحؽ يشترط فيو توفر حسف النية‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ويراد بالغمط في االباحة ىو اف يتوىـ الجاني توافر سبب لئلباحة بكؿ شروطو في حيف اف ىذا‬

‫السبب غير متوفر كحالة الموظؼ الذي ينفذ ام ار باطبل يعتقد بالغمط انو امر صحيح‪.‬‬

‫س‪ /‬فيل ان الغمط في االباحة يساوي سبب االباحة ذاتو من حيث االثر؟‬

‫ج‪ /‬ذكرنا بأف اسباب االباحة موضوعية ال ينتج اثره اال اذا توافرت جميع شروطو مما يعني اف‬

‫الغمط في االباحة ال يساوي سبب االباحة وبالتالي ال ينتج اثره‪ ،‬ويعني ذلؾ اف الفعؿ المرتكب‬

‫نتيجة الغمط في االباحة ال يعتبر مشروعا‪ ،‬ومع ذلؾ فأنو ينفي القصد الجنائي مما يزيؿ المسؤولية‬

‫العمدية ويحوليا الى خطأ غير عمدي‪ ،‬وتوجد في قانوف العقوبات العراقي بعض تطبيقات الغمط‬

‫في المادة (‪ )41‬التي نصت عمى انو‪ " :‬ال جريمة اذا وقع الفعل من موظف او شخص مكمف‬

‫بخدمة عامة في الحاالت االتية‪:‬‬

‫اوال‪ :‬اذا قام بسالمة نية بفعل تنفيذا لما امرت بو القوانين او اعتقد ان اجراءه من اختصاصو‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اذا وقع الفعل منو تنفيذا ألمر صادر اليو من رئيس تجب طاعتو او اعتقد ان طاعتو‬

‫واجبة عميو"‪.‬‬

‫وكذلؾ المادتيف (‪ )46-43‬الخاصتيف بحالة الدفاع الشرعي‪ ،‬ففي ىذه المواد اقر قانوف العقوبات‬

‫العراقي المساواة بيف الغمط في االباحة وبيف االباحة ذاتيا في حالتي اداء الواجب والدفاع الشرعي‬

‫حيث اعتد بالخطر الموىوـ في الدفاع الشرعي وبحسب النية في اداء الواجب‪.‬‬

‫‪ -8‬تخمف شروط االباحة‬

‫اف انتاج االباحة اثره مرىوف بتحقؽ جميع الشروط التي يحددىا القانوف لو وبالتالي فاف تخمؼ‬

‫احد تمؾ الشروط يؤدي الى انتفاء االباحة وبقاء الفعؿ خاضعا لمتجريـ‪ ،‬فالجاني اذا تعمد الخروج‬

‫عمى الشروط سئؿ عف فعمو مسؤولية عمدية واذا كاف خروجو نتيجة خطا سئؿ عف فعمو مسؤولية‬

‫غير عمدية‪ ،‬مثال‪ :‬مف كاف في حالة دفاع شرعي فصوب سبلحو ضد المعتدي عميو فقتؿ شخصا‬
‫‪112‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫تصادؼ مروره سئؿ عف قتؿ الخطأ‪ ،‬وجاءت في المادة (‪ )45‬حيث نصت عمى انو‪" :‬ال يبيح حق‬

‫الدفاع الشرعي احداث ضر ار اشد مما يستمزم ىذا الدفاع‪ ،‬واذا تجاوز المدافع عمدا او اىماال‬

‫حدود ىذا الحق او اعتقد الخطأ انو في حالة دفاع شرعي فانو يكون مسؤوال عن الجريمة التي‬

‫ارتكبيا وانما يجوز لممحكمة في ىذه الحالة ان تحكم بعقوبة الجنحة بدال من عقوبة الجناية وان‬

‫تحكم بعقوبة المخالفة بدال من عقوبة الجنحة"‪.‬‬

‫‪ -9‬تمييز أسباب اإلباحة‪:‬‬

‫موانع المسؤولية‬ ‫موانع العقاب‬ ‫أسباب االباحة‬

‫‪ -1‬اسباب تعرض لمرتكب الفعؿ‬ ‫السبب مف امتناع‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪ -1‬وىي االسباب التي اذا عرضت‬

‫فتجعؿ ارادتو غير معتبرة وتجردىا‬ ‫العقاب ىي تحقيؽ‬ ‫لسموؾ غير مشروع حولتو الى سموؾ‬

‫مف االدراؾ او االختيار‪.‬‬ ‫المصمحة االجتماعية‪.‬‬ ‫مشروع‪.‬‬

‫‪ -2‬ذات طبيعة شخصية‬ ‫‪ -2‬ذات طبيعة شخصية‪.‬‬ ‫‪ -2‬ذات طبيعة موضوعية‪.‬‬

‫‪ -3‬ينصرؼ تأثيرىا الى الركف‬ ‫‪ -3‬ال ينصرؼ تأثيرىا الى‬ ‫‪ -3‬ينصرؼ تأثيرىا الى الركف‬

‫المعنوي لمجريمة فتيدمو‪.‬‬ ‫أي ركف مف اركاف‬ ‫الشرعي لمجريمة فتيدمو‪.‬‬

‫‪ -4‬ينحصر تأثيرىا فيمف توافرت فيو‬ ‫الجريمة‬ ‫‪ -4‬يتناوؿ تأثيرىا جميع مف ساىـ في‬

‫وال يمتد الى غيره مما ساىـ معو‬ ‫‪ -4‬يقتصر تأثيرىا عمى‬ ‫الجريمة‪.‬‬

‫في الجريمة‪.‬‬ ‫شخص مف توافرت فيو‪.‬‬ ‫‪-5‬مثاؿ‪( :‬اداء الواجب – استعماؿ‬

‫‪ -5‬مثاؿ‪ ) :‬صغر السف– االكراه‪-‬‬ ‫‪ -5‬مثاؿ‪ ) :‬تزوج الخاطؼ‬ ‫حؽ ‪ -‬الدفاع الشرعي)‬

‫الضرورة – الجنوف)‬ ‫زواجا شرعيا بمف خطفيا)‬

‫‪113‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫اداء الواجب‬

‫المادة (‪ ":)39‬ال جريمة اذا وقع الفعل قياما بواجب يفرضو القانون"‪ .‬ويبلحظ عمى المادة ما‬

‫يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬يتضمف مبدأ عاـ غير مقيد بجريمة معينة‪.‬‬

‫‪ -2‬يسري عمى جميع المواطنيف (مكمفيف بخدمة عامة او غير مكمفيف)‪.‬‬

‫المادة(‪” :)41‬ال جريمة اذا وقع الفعل من موظف او مكمف بخدمة عامة في الحاالت التالية‪:‬‬

‫اوالً‪ :‬إذا قام بسالمة نية بفعل تنفيذا لما أمرت بو القوانين او اعتقد ان اجراءه من اختصاصو‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬إذا وقع الفعل تنفيذا ألمر صادر اليو من رئيس تجب طاعتو او اعتقد ان طاعتو واجبة‬

‫عميو‪ .‬ويجب ان يثبت ان اعتقاد الفاعل كان مبنيا عمى اسباب معقولة وانو اتخذ الحيطة‬

‫المناسبة‪ ،‬ومع ذلك فال عقاب في الحالة الثانية اذا كان القانون ال يسمح لمموظف بمناقشة‬

‫االمر الصادر اليو”‪.‬‬

‫مثال‪ :‬الطبيب ممزـ بالمحافظة عمى سر مريضو وال يجوز لو افشاء سره حيث يعاقب وفقا لممادة‬

‫(‪ )437‬و (‪ ، )438‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عمى سنتين وبغرامة ال تزيد عمى مائتي دينار‬

‫أو بإحدى ىاتين العقوبتين كل من عمم بحكم وظيفتو أو صناعتو أو فنو أو طبيعة عممو بسر‬

‫فأفشاه في غير االحوال المصرح بيا قانونا‪ ،...‬غير اف القانوف يفرض عميو اف يكشؼ ىذا السر‬

‫اذا كاف المريض مصابا بمرض خطير معدي او يؤدي الى الكشؼ عف جريمة او منع وقوعيا‪.‬‬

‫وبذلؾ يكوف ىذا السموؾ مباحا تنفيذا ألمر القانوف‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫مثال‪ :‬رجؿ الشرطة الذي يقوـ بتفتيش منزؿ او القبض عمى متيـ وحتى احد افراد الناس اذا قبض‬

‫عمى مجرـ في حالة تمبسو بالجريمة‪ ،‬المادة (‪ )112‬و (‪ )113‬مف اصوؿ المحاكمات الجزائية‬

‫واساس االباحة في ىذه الحالة ىو امر القانوف يتحوؿ الفعؿ المجرـ الى فعؿ مباح ‪.‬‬

‫تطبيقات المبدأ في اداء الموظفين لواجباتيم‬

‫حددت ىذه المادة الحاالت التي تعتبر فييا عمؿ الموظؼ او المكمؼ بخدمة عامة الذي ىو في‬

‫االصؿ جريمة مف االعماؿ المباحة‪.‬‬

‫ويعد موظفا وفقا ليذه المادة‪ :‬مف كاف عمى مبلؾ الموظفيف ‪ -‬مبلؾ العماؿ سواء كانت وظيفة‬

‫دائمة او مؤقتة‪ ،‬اما المكمؼ بخدمة عامة فيو كؿ مف تناط بو ميمة عامة في خدمة الدولة باجر‬

‫او بدونو كالخبراء في المحاكـ واالشخاص الذيف يتطوعوف لتعداد النفوس‪ ،‬فاالبف اذا نفذ امر والده‬

‫والخادـ امر مخدومو ليس لو االستفادة مف حكـ ىذه المادة‪ ،‬والحاالت ىي كاالتي‪:‬‬

‫اوالً‪ :‬صورة العمل القانوني‬

‫ويكوف العمؿ الذي يقوـ بو الموظؼ او المكمؼ بخدمة عامة قانونيا في حالتي‪:‬‬

‫‪ -1‬حالة ما اذا ارتكب الفعل تنفيذا ألمر رئيس وجبت عميو طاعتو ‪ :‬يشترط اف يكوف االمر‬

‫الواجب طاعتو قانونيا كمدير السجف الذي يحبس شخصا بمقتضى امر كتابي صادر مف محكمة‬

‫فأف لـ يكف االمر صادر وفؽ القانوف فانو ال يدخؿ في ىذه الصورة وبالتالي ال يخضع لحكميا‪.‬‬

‫‪ -2‬حالة ما اذا ارتكب الفعل تنفيذا لمقانون ‪ :‬يشترط اف الموظؼ او المكمؼ بخدمة عامة قاـ‬

‫بواجب مفروض عميو قانونا وانو لـ يخرج عف حدود واجبو كقاضي التحقيؽ الذي يفتش منزؿ متيـ‬

‫بجناية فأف اخطأ في فيـ واجبو او معرفة حدوده خرج الفعؿ عف ىذه الصورة‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫وتتحقؽ الحالتاف في اف الموظؼ او المكمؼ بخدمة عامة فييما يقوـ بواجب‪ ،‬ويختمفاف في اف‬

‫الموظؼ او المكمؼ بخدمة عامة في الحالة االولى ينفذ فييا ام ار يتحمؿ غيره مسؤوليتو‪ ،‬اما في‬

‫الحالة الثانية فأف الموظؼ او المكمؼ بخدمة عامة يتحمؿ مسؤولية العمؿ شخصيا‪ ،‬وعمى اية حاؿ‬

‫يجب اف يكوف العمؿ قانونيا‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬صورة العمل غير القانوني‬

‫ويكوف العمؿ الذي يقوـ بو الموظؼ او المكمؼ بخدمة عامة غير قانونيا في حالتيف‪:‬‬

‫‪ -1‬ما اذا كان الموظف او المكمف بخدمة عامة قد ارتكب العمل تنفيذا ألمر ليس من االوامر‬

‫الواجب عميو العمل بيا‪ :‬اما ألف العمؿ المأمور بو في ذاتو غير جائز في القانوف او ألف االمر‬

‫بو صدر ممف ال يممؾ اصداره او أف المواطف الذي امر بو ليس رئيسا لو ويكوف الموظؼ قد‬

‫ارتكب العمؿ معتقدا بصحة االمر الصادر اليو‪ ،‬مثال‪ :‬لو قبض شرطي بحسف نية عمى انساف‬

‫بمقتضى امر بالقبض باطؿ مف حيث الشكؿ‪.‬‬

‫‪ -2‬حالة ما اذا اخطأ الموظف في معرفة واجبو وارتكب العمل بحسن نية اعتقادا منو انو من‬

‫اختصاصو‪ :‬مثال‪ :‬الشرطي الذي يقبض عمى انساف غير الذي ُعيف في امر القبض‪.‬‬

‫وحيث اف العمؿ غير قانوني في الحالتيف وكاف المفروض اف يساؿ عنيا الموظؼ او المكمؼ‬

‫بخدمة عامة جنائيا‪ ،‬ولكف المشرع اعفاىـ مف المسؤولية الجنائية ولكنو قيد ىذا االعفاء بقيديف او‬

‫شرطيف ىما‪:‬‬

‫أ – حسن النية‪ :‬يشترط القانوف توافر حسف النية‪ ،‬ويقصد بحسف النية اف ال يكوف لممنفذ قصدا‬

‫سيئا مخفيا تحت ستار تنفيذ القانوف‪ ،‬عمى اف النص يستمزـ مف الموظؼ او المكمؼ بخدمة عامة‬

‫االعتقاد بمشروعية الفعؿ‪ ،‬وىو شرط يثار في العمؿ غير القانوني ويستمزـ‪:‬‬

‫‪116‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ ‬اف يكوف الموظؼ او المكمؼ بخدمة عامة جاىبل ما انطوى عميو االمر الصادر اليو مف‬

‫مخالفة القانوف؛ ألف القانوف ال يطمب مف الموظؼ اف يطيع رئيسو فيما يعد جريمة مما يترتب عميو‬

‫انو إذا كاف الموظؼ غير جاىؿ كما ينطوي عميو االمر مف مخالفة القانوف ورغـ ذلؾ نفذه فانو‬

‫يعاقب‪.‬‬

‫‪ ‬اذا كانت الوقائع التي امر بيا مما ال يمكف لمرجؿ العادي الفيـ اف يفترض فييا انيا مما يجوز‬

‫لرئيس اف يأمر بيا مرؤوسيو بارتكابيا لخروجيا عف الحدود‪ ،‬مثال‪ :‬كما لو كاف تزوي ار في اوراؽ‬

‫االنتخابات فأف وجو االجراـ فيو بديييا‪.‬‬

‫ب – التثبت واتخاذ الحيطة‪ :‬يستمزـ القانوف اف يثبت اف اعتقاد الفاعؿ بمشروعية الفعؿ كاف مبنيا‬

‫عمى اسباب معقولة وانو لـ يرتكبو اال بعد اتخاذ الحيطة المناسبة‪ ،‬فاذا كاف ما وقع مف المتيـ عف‬

‫طيش ولـ يكف مبنيا عمى اسباب معقولة فبل يصح التمسؾ بيذه المادة‪ ،‬واثبات حسف النية يقع‬

‫عمى عاتؽ الموظؼ نفسو‪ ،‬ومع ذلؾ فبل عقاب في حالة وقوع الفعؿ تنفيذا ألمر صادر مف رئيس‬

‫تجب طاعتو او اعتقد اف طاعتو واجبة عميو حتى واف لـ يتثبت منيا اذا كاف القانوف ال يسمح‬

‫لمموظؼ بمناقشة االمر الصادر اليو كما ىو الحاؿ في االوامر العسكرية )استثناء)‪.‬‬

‫استعمال الحق (‪)41‬‬

‫الحق‪ :‬ىو المصمحة التي يعترؼ بيا القانوف ويسبخ عمييا حمايتو‪ ،‬ويقضي تقرير الحؽ اف تكوف‬

‫وسيمة استعمالو مباحة‪ ،‬ونصت عمية المادة (‪ )41‬من قانون العقوبات العراقي بقوليا‪ ":‬ال جريمة‬

‫اذا وقع الفعل استعماال لحق مقرر بمقتضى القانون ويعتبر استعماال لمحق‪:‬‬

‫‪-1‬تأديب الزوج زوجتو وتأديب االباء والمعممين ومن في حكميم االوالد القصر في حدود ما ىو‬

‫مقرر شرعا وقانونا او عرفا‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪-2‬عمميات الجراحة والعالج عمى اصول الفن متى اجريت برضاء المريض او ممثمو الشرعي او‬

‫اجريت بغير رضاه اييما في الحاالت العاجمة‪.‬‬

‫‪ -3‬اعمال العنف التي تقع اثناء االلعاب الرياضية متى كانت قواعد المعاب قد روعيت‪.‬‬

‫‪-4‬اعمال العنف التي تقع عمى من ارتكب جناية او جنحة مشيودة بقصد ضباطو"‪.‬‬

‫ويشترط لتحقق ذلك‪ :‬اوالً‪ :‬وجود الحق‪ ،‬ثانياً‪ :‬ان تكون وسيمة استعمالو مشروعة‪.‬‬

‫اوالً‪ :‬وجود الحق‬

‫البد لقياـ حالة استعماؿ الحؽ كسبب لئلباحة مف وجود ىذا الحؽ وتحققو وىو يتحقؽ عند وجود‬

‫مصمحة يعترؼ بيا القانوف ويحمييا‪ ،‬كما في حالة تأديب االب البنو فالمصمحة يعود الى االسرة‬

‫والمجتمع‪ .‬وقد يكوف مصدره العرؼ او الشريعة االسبلمية‪ ،‬ويشترط اف ال يوجد نص تشريعي‬

‫يخالؼ ذلؾ كظيور الناس في مبلبس السباحة صيفا في اماكف السباحة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬مشروعية وسيمة استعمال الحق‬

‫وتكوف وسيمة استعماؿ الحؽ مشروعة اذا ارتكب الفعؿ بحسف نية وفي الحدود المعقولة الستعمالو‪،‬‬

‫فأف ثبت اف صاحبو يريد بو غرضا اخر فيو يعد سيء النية مثؿ الطبيب الذي يجري عممية‬

‫جراحية لغرض اجراء تجربة وليس لغرض شفاء المريض‪ .‬ومف الجدير بالذكر اف نص المادة‬

‫(‪ )41‬جاء خاليا مف االشارة الى شرط حسف النية وىذا القصور في القانوف عمى المشرع اف يتبلفاه‬

‫عند تعديؿ القانوف‪.‬‬

‫تطبيقات استعمال الحق‬

‫لقد نصت قانوف العقوبات العراقي عمى اربعة نماذج الستعماؿ الحؽ وجاء بيا عمى سبيؿ المثاؿ ال‬

‫الحصر وىي‪:‬‬

‫اوالً‪ :‬حق التأديب‬


‫‪118‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫تشير المادة (‪ )41‬اف حؽ التأديب انما يشمؿ وعمى سبيؿ الحصر الزوجة واالوالد‪.‬‬

‫‪ -1‬تأديب الزوجة‪:‬‬

‫طبقا ألحكاـ الشريعة االسبلمية اف لمزوج حؽ تأديب زوجتو بالضرب ضربا خفيفا عمى المعصية‬

‫ولكف ال يجوز لو اف يضربيا ضربا فاحشا ولو بحؽ‪( ،‬الضرب الذي ال يحدث الكسر او الجرح وال‬

‫يترك اثرا) ومصدر ىذا الحؽ ىو الشريعة االسبلمية لذلؾ ال يفرض االلتزاـ بالشروط التي وضعتيا‬

‫الشريعة االسبلمية وىي كاالتي‪:‬‬

‫ان يكون الضرب اخر المطاف اذ يجب ان تسبقو‪:‬‬

‫أ‪ -‬وعظ المرأة فمـ ينفع‪.‬‬

‫ب‪ -‬المجوء الى ىجرىا في المضجع‪.‬‬

‫ت‪ -‬المجوء الى الضرب الخفيؼ إذا لـ يكف ىناؾ وسيمة اخرى تنفع غيره‪.‬‬

‫ث‪ -‬اف يكوف الغاية منيا التأديب وليس االنتقاـ او االستيبلء عمى الماؿ او الدفع الى طمب الطبلؽ‬

‫او الدفع الى الفحشاء ألنو عندئذ يتحوؿ الى عمؿ اجرمي يزوؿ بو سبب االباحة ويتحوؿ الى‬

‫جريمة يسأؿ عنيا الزوج‪.‬‬

‫‪ -2‬تأديب االوالد القصر‪:‬‬

‫ويراد بالولد القاصر مف لـ يبمغ سف الرشد‪ ،‬إذ نصت المادة (‪ )41‬منح حؽ تأديب الصغار الى‬

‫االباء ومف في حكميـ كالولي والوصي واالخ الكبير واالـ والمعمـ في المدرسة والمعمـ لحرفة او‬

‫صنعة او مينة‪ ،‬وتتصؼ اجازة استعماؿ الضرب الخفيؼ مف اجؿ تعميميـ وتوجيييـ‪ ،‬ووفقا‬

‫لمشروط االتية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الضرب باليد الذي ال يتجاوز ثبلث ضربات‪.‬‬

‫ب‪ -‬في مواضع ليست خطرة بحيث ال يناؿ الراس او الوجو او القمب‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ت‪ -‬اف ال يكوف شديدا مف شانو كسر العظـ او شؽ الراس‪.‬‬

‫ث‪ -‬ال يجوز مطمقا استعماؿ الة او عصا او سوطا‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬عمميات الجراحة والعالج الطبي‬

‫اشارت الييا المادة (‪ )41‬بقوليا "ويعنبر استعماال لمحق عمميات الجراحة والعالج عمى اصول‬

‫الفن متى اجريت برضاء المريض ام ممثل الشرعي او اجريت بغير رضاء اييما في الحاالت‬

‫العاجمة"‪.‬‬

‫ولتحقؽ ىذه االباحة شروطا البد لتحققيا حتى تقوـ االباحة وىذه الشروط ىي‪:‬‬

‫‪ -1‬الترخيص بالعالج‪ :‬يجب اف يكوف الشخص الذي يجري العبلج او العمميات الجراحية مرخص‬

‫قانونا بأجرائيا سواء كاف طبيبا او ممرض او قابمة‪.‬‬

‫‪ -2‬رضا المريض‪ :‬الرضا يكوف اما شفاىا – او كتابة – وقد يكون ضمنا‪ ،‬ويتحقؽ بمجرد لجوء‬

‫المريض الى الطبيب لمعالجتو ومع ذلؾ فقد يكوف المريض في حالة خطر وال يكوف في وسعو‬

‫التعبير عف رضائو ويتعذر العثور عمى مف ينوب عنو في ىذه الحالة )حالة الضرورة( ‪.‬‬

‫‪ -3‬قصد العالج‪ :‬اف استعماؿ الحؽ يجب اف يكوف وفقا لمغرض الذي وجده فأف لـ يكف قصد‬

‫الطبيب العبلج ) كاإلضرار بالمريض – تخميصو مف واجب الخدمة العسكرية –تسييؿ تعاطي‬

‫المخدرات – اجراء تجربة ( ‪ ...‬فانو يساؿ جنائيا عف عممو مسؤولية عمدية‪ ،‬اما بالنسبة لعمميات‬

‫التجميؿ فأف الرأي السائد ىو اعتبارىا مشروعة‪.‬‬

‫‪-4‬اتباع أصول الفن‪ :‬اذا قاـ المعالج بإجراء عممية عمى مريض ال يقره عمـ الطب او ال يزاؿ قيد‬

‫التجربة يتجرد مف صفة االباحة ويصبح جنائيا‪ ،‬كذلؾ الخطأ الفاحش الذي ال تقره قواعد المينة –‬

‫واإلىماؿ الذي يصدر مف المعالج كما لو اجرى الطبيب عممية جراحية باالت غير معقمة او‬

‫اجراىا وىو بحالة سكر‪.‬‬


‫‪111‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ثالثاً‪ :‬ممارسة األلعاب الرياضية‪ ،‬المادة (‪ )41‬الفقرة (‪)3‬‬

‫بعضا مف األلعاب الرياضية يستمزـ اعماؿ عنؼ وقد يترتب عمييا إصابات كالمصارعة والمبلكمة‬

‫وقضاء اف األلعاب الرياضية ال تترتب عمييا مسؤولية جنائية ما لـ‬


‫ً‬ ‫وغيرىا‪ ،‬ومف المتفؽ عمييا فقياً‬

‫يخرج األذى عف حدود المعب وقواعده‪ ،‬وقد اشارت لو المادة (‪ )41‬في الفقرة الثالثة منيا‪:‬‬

‫"ويعتبر استعماال لمحق اعمال العنف التي تقع اثناء األلعاب الرياضية متى كانت قواعد المعب قد‬

‫روعيت"‪ ،‬ولكف ىذا الحؽ قيده القانوف بعدة شروط منيا‪:‬‬

‫أ ‪-‬اف تكوف المعبة معترؼ بيا سواء كانت المعبة (عامة او خاصة)‪.‬‬

‫ب ‪-‬اف تحصؿ اإلصابة اثناء المعبة الرياضية‪ ،‬وىذا يعني اف االعتداء الذي قد يحصؿ قبؿ بدء‬

‫المعبة او بعد انتيائيا يخضع لممسؤولية الجنائية‪.‬‬

‫ت‪ -‬اف تراعي قواعد واصوؿ المعبة‪ ،‬لكؿ لعبة قواعد واصوؿ يجب اتباعيا فاذا تعمد احد البلعبيف‬

‫بالخروج عمييا تزوؿ االباحة ويترتب عميو مسؤولية جنائية‪ ،‬مثال‪ :‬لو تعمد العب في لعبة المبلكمة‬

‫بضرب زميمو في األماكف المحظورة‪ ،‬او قياـ العب كرة قدـ بضرب زميمو فأنو يساؿ مسؤولية‬

‫عمدية عف جريمة الضرب‪ ،‬اما اذا ترتب اإلصابة نتيجة إىماؿ البلعب فانو يسأؿ مسؤولية غير‬

‫عمدية عف جريمة الضرب‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬استعمال العنف في القبض عمى المجرمين‬

‫المادة (‪ )41‬الفقرة الرابعة‪ ،‬يمزـ قانوف أصوؿ المحاكمات الجزائية بوجوب القبض عمى أي شخص‬

‫يشاىد متمبسا بارتكاب جريمة وقد يتطمب ىذا القبض استعماؿ العنؼ مع المتمبس بالجريمة لشؿ‬

‫حركتو ومنعو مف اليرب‪ ،‬وألجؿ اف يمارس الناس ىذا الواجب اعتبر القانوف استعماؿ الشدة في‬

‫ىذه الحالة مباحا "ويعتبر استعماال لمحق اعمال العنف التي تقع عمى مرتكب الجناية او الجنحة‬

‫‪111‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫المشيودة بقصد ضبطو"‪ ،‬ولغرض تحقؽ سبب االباحة واعتبار العنؼ المرتكب مباحا ينبغي توافر‬

‫الشروط االتية‪:‬‬

‫‪ -1‬ان تكون الجريمة جناية او جنحة‪ :‬مما يترتب عميو انو ال يجوز استعماؿ العنؼ في‬

‫المخالفة‪.‬‬

‫‪ -2‬ان يكون الجاني متمبسا بالجناية او الجنحة‪ :‬ألف التمبس ىو الذي يبرر لمناس استعماؿ‬

‫العنؼ في القبض‪ ،‬وعميو ال يجوز استعماؿ العنؼ في غير حاالت التمبس مالـ يكف قد صدر امر‬

‫بألقاء القبض عمى الشخص مف جية مختصة‪.‬‬

‫‪-3‬ان يكون القصد من استعمال العنف ىو القبض عمى الجاني‪ :‬اما اذا كاف القصد ىو لمثأر او‬

‫لبلنتقاـ‪ ،‬فعندئذ تنتفي صفة االباحة وبالتالي يسأؿ مرتكبيا عنيا جنائيا‪.‬‬

‫الدفاع الشرعي المواد (‪)46-42‬‬

‫اعتبرت الدفاع الشرعي سبباً مانعاً مف العقاب‪ ،‬واالعفاء مف العقاب في الدفاع الشرعي يقوـ عمى‬

‫احدى فكرتيف‪ ،‬احدىما اف الدفاع حؽ مف شانو اباحة ما يرتكب الفعؿ فبل يوصؼ بانو جريمة‪،‬‬

‫والثانية انو عذر مانع مف المسؤولية الجنائية ال يمحو صفة الجريمة عف الفعؿ وانما يسقط‬

‫المسؤولية عف الفاعؿ‪.‬‬

‫وبذلؾ اختمفت الشرائع بيف الفكرتيف منيا ما اعتبر الدفاع حقا ومنيا ما اعتبره مجرد مانع مف‬

‫العقاب‪ ،‬غير اف الفكرة الحديثة في الدفاع ىي انو حق وىذا ما اخذ بو المشرع العراقي حيث سماه‬

‫)حق الدفاع الشرعي( ؛ ألف دواعيو قانونية واجتماعية واف في الدفاع عف النفس دفاعا عف‬

‫المجتمع‪ ،‬اما في اعتباره مجرد مانع مف المسؤولية يرجع الى فكرة تعارض المصالح وترجيح‬

‫‪112‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫االغمب منيا والتضحية باقميا قيمة‪ ،‬أي بحؽ المعتدي اماـ حؽ المعتدي عميو‪ ،‬فضبل عف اف‬

‫المدافع يمارس واجبا مف واجبات العدالة ) واجبا اجتماعيا ( فيكافح مف اجؿ الحؽ‪.‬‬

‫ويعرؼ حؽ الدفاع الشرعي بانو‪ )) :‬تولي الشخص بنفسو صد االعتداء الحاصل بالقوة الالزمة‬

‫لتعذر االستعانة بالسمطة لحماية الحق المعتدى عميو (( وحؽ الدفاع الشرعي حؽ عاـ وبذلؾ يعد‬

‫غير مشروع كؿ فعؿ يعوؽ استعمالو‪.‬‬

‫شروط الدفاع الشرعي – المادة (‪)42‬‬

‫جاءت المادة (‪ )42‬مف قانوف العقوبات العراقي متضمنة الشروط الواجب توافرىا لقياـ حالة الدفاع‬

‫الشرعي اذ نصت عمى انو )) ال جريمة اذا وقع الفعل استعماال لحق الدفاع الشرعي(( ‪ ،‬ويوجد‬

‫ىذا الحق اذا توافرت الشروط االتية‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا واجو المدافع خطر حال من جريمة عمى النفس او عمى المال او اعتقد قيام ىذا الخطر‬

‫وكان اعتقاده مبنيا عمى أسباب معقولة‪.‬‬

‫‪ -2‬ان يتعذر عميو االلتجاء الى السمطات العامة التقاء ىذا الخطر في الوقت المناسب‪.‬‬

‫‪ -3‬ان ال يكون امامو وسيمة أخرى لدفع ىذا الخطر‪ ،‬ويستوي في قيام ىذا الحق ان يكون‬

‫التيديد في الخطر موجبا الى نفس المدافع او مالو او موجيا الى نفس الغير او مالو‪.‬‬

‫يبلحظ مف دراستنا ليذا النص انو يتضمف نوعيف مف الشروط وىي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط المتعمقة بالخطر‪.‬‬

‫بالنسبة الى الشروط المتعمقة بالخطر الواقع ألجؿ اف يكوف محبل لمدفاع الشرعي ىي‪:‬‬

‫‪ -1‬ان يوجد خطر‪ :‬ويقصد بو الخطر الناتج عف الجريمة سواء كاف موجيا الى النفس او الى‬

‫الماؿ وسواء تعمؽ امرىا بالمدافع نفسو او بغيره‪ ،‬فالدفاع الشرعي جائز ضد خطر االعتداء الذي‬

‫يوجو نحو حياة الشخص او سبلمتو او حريتو او شرفو او عرضو وكذلؾ ضد خطر االعتداء الذي‬
‫‪113‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫يوجو ضد الممكية بالسرقة او الحريؽ او انتياؾ حرمة منزؿ‪ ،‬فالفعؿ الذي يبرر الدفاع يجب اف‬

‫يكوف جريمة في القانوف وليس بشرط اف يكوف فاعمو مسؤوال جنائيا عنيا كالدفاع الجائز ضد‬

‫الصغير او المجنوف ماداـ الفعؿ الذي يرتكبو جريمة‪.‬‬

‫‪ -2‬ان يكون الخطر حاال‪ :‬ويقصد بو اف تتوافر ضرورة الدفاع بحيث ال يمكف صد الخطر اال‬

‫بارتكاب جريمة‪ ،‬ويعني ذلؾ انو اذا كاف الخطر مستقببل فبل يجوز المجوء الى الدفاع )الجريمة(‬

‫ألف الشخص يكوف لديو الوقت الكافي لطمب الحماية مف السمطة المختصة‪ ،‬اما اذا وقع االعتداء‬

‫بالفعؿ فانو ال يبقى محؿ لمدفاع ألف فعؿ المجني عميو يصبح انتقاما او ثا ار ويخضع لمعقاب‪.‬‬

‫س ‪ /‬ماذا لو تمكف المص مف االستيبلء عمى المسروقات وبعدىا انتبو صاحب البيت فيؿ يجوز لو‬

‫اف يستعمؿ القوة لمنعو مف الفرار مع اف الجريمة قد تمت؟‬

‫ج ‪ /‬اف حؽ الدفاع في ىذه الحالة مقبولة عمى اعتبار اف عمؿ المدافع مف باب االحتياط البلزـ‬

‫لمقبض عمى المجرـ‪ ،‬اما في حالة اذا ىرب السارؽ بالمسروقات ثـ تمكف المجنى عميو مف العثور‬

‫عميو فبل يجوز لو اف يستعمؿ القوة السترداد مسروقاتو ألنو اصبح ذلؾ مف اختصاص السمطة‬

‫القضائية‪.‬‬

‫كما ال يجوز استخداـ القوة في حالة جرائـ السب والقذؼ ألنيا تعتبر انتقاماً ومع ذلؾ يجوز المجوء‬

‫الى القوة إذا كاف مف شانيا منع الجاني مف االستمرار بأقواؿ السب والقذؼ‪ .‬وينبغي اف يكوف‬

‫الخطر الذي يبيح الدفاع الشرعي حقيقياً ال مجرد ظف او وىـ )الخطر الوىمي( ومع ذلؾ فقد يقوـ‬

‫خطر وىمي يتخيمو الشخص ويعتقد بشكؿ جازـ بانو اماـ خطر‪ ،‬في ىذه الحالة يجوز المجوء الى‬

‫الدفاع الشرعي ولو كاف الخطر وىميا فيما اذا كانت الظروؼ والمبلبسات توحي لممدافع اف ىناؾ‬

‫خط ار جديا وحقيقيا وىي مسألة تقديرية خاضعة لتقدير القاضي ‪" .‬او اعتقد قيام ىذا الخطر وكان‬

‫اعتقاده مبنيا عمى أسباب معقولة"‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -3‬ان يكون الخطر غير مشروع‪ :‬يتطمب ىذا الشرط اف يكوف االعتداء المكوف لمخطر ال يستند‬

‫الى حؽ او امر صادر مف قانوف ألف الفعؿ الذي يصدر عف استعماؿ حؽ او قانوف يكوف‬

‫مشروعا‪ ،‬أي مباحا مما يترتب عميو اف قياـ االب بتأديب ابنو ال يكوف جريمة بؿ يعتبر عمبل‬

‫مشروعا وبالتالي ال يجوز الدفاع تجاىو‪ ،‬مثال‪ :‬قياـ الشرطي بالقبض عمى متيـ صادر بحقو امر‬

‫بألقاء القبض مف جية مختصة ال يعتبر جريمة بؿ يعتبر ام ار مباحا مشروعا وبالتالي ال يجوز‬

‫الدفاع تجاىو‪ ،‬مثال‪ :‬اذا عقب شرطي لصا ليمسؾ بو وقاـ ىذا المص بأطبلؽ الرصاص عميو فأف‬

‫المص يكوف مسؤوال عف جريمة القتؿ العمد ألف عمؿ الشرطي كاف مشروعا بحكـ القانوف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط المتعمقة بفعل الدفاع‬

‫يشترط اف يتوافر فعؿ الدفاع الشرطاف التالياف لكي يكوف سموؾ الجاني مباحا او مشروعا‪:‬‬

‫‪ -1‬ان يكون ضرورياً‪ :‬وقد عبر عنو القانوف بقولو "وان ال يكون امامو وسيمة أخرى لدفع‬

‫ىذا الخطر"‪ ،‬مما يترتب عميو انو ال يجوز الدفاع متى ما كاف لدى المعتدى عميو وسيمة أخرى لدفع‬

‫الخطر غير الجريمة مثؿ االلتجاء الى السمطات المختصة او اف يمجأ الى اليرب اف كاف يستطيع‬

‫تفادي الخطر بالرغـ ما في اليرب ما يشينو‪ ،‬الميـ تفادي الخطر وبالتالي تفادي وقوع الجريمة‪،‬‬

‫كما لو كاف المعتدي والده او اخاه األكبر فاليروب اكرـ مف رد االعتداء عميو والمسألة تقديرية‬

‫يرجع الى ظروؼ ومبلبسات كؿ واقعة‪.‬‬

‫‪ -2‬ان يكون بالقدر الالزم لصد االعتداء‪ :‬يقصد باالعتداء ىو رد االعتداء وليس االنتقاـ ‪،‬فاذا‬

‫دخمت مواشي في ارض شخص وبدال مف اف يخرجيا انياؿ عمى راعييا بالضرب فبل يكوف في‬

‫حالة دفاع وانما يكوف معتديا ويجب اف تكوف األفعاؿ المرتكبة لمدفاع‪.‬‬

‫متناسبة مع فعؿ التعدي وخطورتيا بحيث ال تكوف أكثر حدة مف خطر االعتداء‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ال تسبب ضر ار اشد مف الضرر المحتمؿ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫‪115‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫مثال‪ :‬مف يتعرض لسرقة ماؿ ضئيؿ ال يحؽ لو اف يدفع ىذا الخطر بالقتؿ‪ ،‬ومسألة التناسب بيف‬

‫فعؿ االعتداء وفعؿ الدفاع مسألة موضوعية يفصؿ فييا قاضي الموضوع وفقا لمظروؼ والمبلبسات‬

‫مراعيا حالة المدافع مف حيث )جنسو – سنو – وشخصيتو‪ -‬المالبسات( وغيرىا‪ ،‬ودفع الخطر‬

‫بالقتؿ ليس جائ از اال في الحاالت التي نص عمييا القانوف‪.‬‬

‫قيود الدفاع الشرعي‬

‫قيد المشرع حؽ الدفاع الشرعي مف ناحيتيف‪:-‬‬

‫أوالً‪ :‬القيد عمى مباشرة حق الدفاع الشرعي‬

‫وتناولو المادة (‪ )46‬مف قانوف العقوبات العراقي اذ نصت عمى انو "ال يبيح حق الدفاع الشرعي‬

‫مقاومة احد افراد السمطة العامة اثناء قيامو بعمل تنفيذا لواجبات وظيفتو ولو تخطى حدود‬

‫وظيفتو‪ ،‬ان كان حسن النية اال اذا خيف ان ينشأ عن فعمو موت او جراح بالغة وكان ليذا‬

‫التخوف سبب معقول"‪ ،‬بمعنى انو ال يجوز الدفاع الشرعي ضد افراد السمطة العامة اثناء قياميـ‬

‫بواجباتيـ الوظيفية وذلؾ ألف ما يقوـ بو افراد السمطة ىي أداء الواجب فبل يجوز استعماؿ الدفاع‬

‫الشرعي لمتخمؼ شرط جوىري وىو صفة العمؿ غير الشرعي)جريمة( في الفعؿ الواقع‪.‬‬

‫س ‪ /‬ما الحكـ في حالة إذا تخطى رجؿ السمطة العامة حدود وظيفتو؟‬

‫ج ‪ /‬اف القواعد العامة تبيع حؽ الدفاع الشرعي ولكف قانوف العقوبات استثنى ىذه الحالة ولـ يسمح‬

‫بقياـ الدفاع الشرعي صيانة واحتراما لرجؿ الشرطة بشرط اف يتوافر لرجؿ الشرطة حسف النية عند‬

‫تخطيو حدود الوظيفة واف ال يخشى مف فعمو حصوؿ الموت او الجراح البالغة ‪،‬اما اذا كانت سوء‬

‫نية فينا يبيح حؽ الدفاع الشرعي تجاىو‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫س ‪ /‬اذا قاـ رجؿ السمطة بالقبض عمى شخص وىو يعمـ انو بريء بقصد االنتقاـ‪ ،‬ما الحكـ في‬

‫ىذه الحالة؟‬

‫ج ‪ /‬يجوز لممقبوض عميو ممارسة حؽ الدفاع الشرعي بسبب عدـ توافر حسف النية‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬القيد عمى قوة حق الدفاع‬

‫اما مف حيث القوة التي يمجا الييا المدافع فبل يبيح القتؿ العمد اال في حاالت معينة ذكرىا المشرع‬

‫العراقي عمى سبيؿ الحصر في المادتيف (‪ )43‬و (‪ )44‬مما يعني انو ليس لو اف يمجأ الى القتؿ‬

‫في غير ىذه الحاالت حتى ولو كاف القتؿ ىو الوسيمة الوحيدة لرد التعدي‪ ،‬وليس معنى ذلؾ اف‬

‫لممدافع الحؽ في اف يمجأ الى القتؿ في ىذه الحاالت دائما فاذا كاف في استطاعتو دفع الخطر‬

‫بوسيمة دونو فعميو اف يمجأ الى ىذه الوسيمة واف كاف متجاو از حقو‪.‬‬

‫والحاالت التي اجازتيا القانوف القتؿ دفاعا عف النفس او دفاعا عف الماؿ ىي‪:‬‬

‫‪ -1‬حاالت القتل دفاعا عن النفس‪ :‬أجاز قانوف العقوبات العراقي حاالت خاصة وفي ذلؾ‬

‫تقوؿ المادة (‪ )43‬من نفس القانون "حق الدفاع الشرعي عن النفس ال يبيح القتل عمدا اال‬

‫اذا اريد بو دفع احد األمور التالية‪:-‬‬

‫‪ ‬فعل يتخوف ان يحدث منو الموت او جراح بالغة إذا كان ليذا التخوف اسباب معقولة‪.‬‬

‫‪ ‬مواقعة امرأة والمواطة بيا او بذكر كرىا‪.‬‬

‫‪ ‬خطف انسان"‪.‬‬

‫اف حاالت الدفاع الشرعي الذي أجاز القانوف اف يصؿ فعؿ الدفاع الى القتؿ كاالتي‪:‬‬

‫‪ ‬فعل يتخوف ان يحدث منو الموت او جراح بالغة وكان ليذا التخوف أسباب معقولة‪ :‬كما لو‬

‫فوجئ شخص بعدو شير مسدس عميو او بسكيف يريد قتمو فيسبقو ىو بإطبلؽ الرصاص وقتمو‪،‬‬

‫وتقدير ذلؾ يعود الى المحكمة مراعيا ظروؼ ومبلبسات الواقعة وتقدير أسباب التخوؼ‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ ‬مواقعة امرأة او المواطة بيا او بذكر كرىا‪ :‬اف فعؿ االعتداء في ىذه الحالة شنيع ألف فيو‬

‫اعتداء عمى العرض والشرؼ لذلؾ اباح القانوف لممدافع حؽ القتؿ لمتخمص مف ىذا االعتداء ويمكف‬

‫اف يكوف خطر االعتداء موجو الى شخص اخر غير المعتدي عميو فيجوز الدفاع أيضا في ىذه‬

‫الحالة‪.‬‬

‫‪ ‬خطف انسان‪ :‬أجاز القانوف القتؿ دفاعا عف النفس اذا كاف موضوع االعتداء خطؼ انساف‬

‫نظ ار لخطورة ىذه الجريمة وال ييـ جنس الشخص المراد خطفو سواء )رجؿ‪-‬امرأة – طفؿ – شيخ)‪.‬‬

‫مالحظة ميمة‪ :‬يشترط القانوف لمجوء المدافع الى القتؿ في الحاالت السابقة بشرط اف ال توجد‬

‫وسيمة أخرى لمحيمولة دوف الجريمة اال القتؿ‪.‬‬

‫‪ -2‬حاالت القتل دفاعا عن المال‪ :‬أجاز قانوف العقوبات العراقي اف يصؿ فعؿ الدفاع الشرعي‬

‫عف الماؿ الى القتؿ في حاالت معينة حددتيا المادة (‪ )44‬من نفس القانون اذ نصت عمى انو‪" :‬‬

‫حق الدفاع الشرعي عن المال ال يبيح القتل عمدا اال اذا اريد بو دفع احد األمور التالية‪-1 :‬‬

‫الحرق عمدا‪ -2 .‬جنايات السرقة‪ -3 .‬الدخول ليال في منزل مسكون او في أحد ممحقاتو‪-4.‬‬

‫فعل يتخوف ان يحدث عنو الموت او جرح بالغة إذا كان ليذا التخوف أسباب معقولة"‪.‬‬

‫‪ ‬الحريق عمداً‪ :‬يجوز المجوء الى القتؿ لدفع خطر الحريؽ ‪ ،‬ومع ذلؾ اذا وجدت وسيمة أخرى‬

‫غير القتؿ يمكف استعماليا لرد الخطر فيمزـ استعماليا دوف المجوء الى القتؿ‪.‬‬

‫‪ ‬جنايات السرقة‪ :‬ويقصد بيا السرقات المقترنة بظرؼ مشدد أي اف عقوبتيا تتجاوز خمس‬

‫سنوات وقد اباح القانوف المجوء الى القتؿ لمنع السارؽ مف ارتكاب جناية السرقة نظ ار لخطورة ىذه‬

‫الجريمة مما يعني اف السرقة غير المقترنة بظرؼ مشدد تكوف جنحة لذلؾ ال يجوز المجوء الى‬

‫القتؿ لمنع وقوعيا‪ ،‬فأف لجأ الييا المدافع يكوف مسؤوال عما ارتكبو لتجاوزىا حدود حؽ الدفاع‬

‫الشرعي‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ ‬الدخول ليال في منزل مسكون او احد ممحقاتو‪ :‬اعتبر المشرع الدخوؿ الى منزؿ مسكوف ليبل‬

‫قرينة عمى اف الداخؿ يريد سوءا ويقصد جريمة ومف مبرراتو‪:-‬‬

‫‪-‬صعوبة معرفة نية المعتدي وقصده من دخول المنزل‬

‫‪-‬داللة عمى خطورتو‬

‫‪-‬صعوبة اإلغاثة في ىذا الوقت‬

‫ويكوف فعؿ الدفاع مباحا حتى ولو لـ يقصد الداخؿ ارتكاب جريمة‪ ،‬وانما يشترط اعتقاد المدافع‬

‫حقيقة انو كاف يقصد ارتكاب جريمة وكانت الظروؼ تبرر اعتقاده‪.‬‬

‫ويشترط لتحقؽ ىذه الحالة اف يكوف‪:-‬‬

‫أ ‪-‬الدخوؿ في منزؿ مسكوف او احد ممحقاتو ويقصد بو السكف الخاص فبل يشمؿ الحاالت العامة‬

‫او الفنادؽ او المستشفيات‪ ،‬اما الممحقات فيقصد بو )الحديقة – المخزف– الكراج – ابراج الطيور)‬

‫ويجب اف يكوف المنزؿ مسكونا فعبل فبل يكفي اف يكوف معد لمسكف‪.‬‬

‫ب ‪-‬الدخوؿ في منزؿ مسكوف او أحد ممقاتو ليبل أي الفترة التي تمي غياب الشفؽ وتمتد الى‬

‫ما بعد الفجر بقميؿ‪.‬‬

‫فعل يتخوف ان يحدث عنو الموت او جراح بالغة إذا كان ليذا التخوف أسباب معقولة‪/‬‬ ‫‪‬‬

‫نفس الشرح السابؽ‪.‬‬

‫اثر الدفاع الشرعي‬

‫في حالة توافر الشروط التي يتطمبيا القانوف لقياـ حالة الدفاع الشرعي وكاف المدافع لـ يخرج عف‬

‫القيود التي فرضتيا القانوف كاف الفعؿ الذي يرتكب مباحا فبل يعد جريمة وال تترتب عميو اية‬

‫مسؤولية ألف مرتكبو يستعمؿ حقا مقر ار بالقانوف‪ ،‬وفي ذلؾ تقوؿ المادة (‪ )44‬من قانون العقوبات‬

‫العراقي "ال جريمة اذا وقع الفعل استعماال لحق الدفاع الشرعي‪ ،"...‬ويترتب عميو اف الشريؾ في‬
‫‪119‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫الجريمة أيضا ال يسأؿ ىو االخر ألنو يشارؾ في عمؿ مباح‪ ،‬بينما االشتراؾ الجنائي ال يكوف اال‬

‫في جريمة مثؿ اف يعير سبلحا لمف يدافع بو عف نفسو‪.‬‬

‫وكذلؾ ال يسأؿ المدافع عف عممو حتى ولو أصاب غير المعتدي سواء كاف ذلؾ لغمط في الشخص‬

‫اـ كاف الخطأ في إصابة اليدؼ بشرط اف ال يقع مف الفاعؿ أي المدافع اىماؿ او عدـ احتياط‬

‫أدى الى إصابة غير المعتدي‪ ،‬فاذا وقع اإلىماؿ كاف المدافع مسؤوال عف جريمة غير عمدية‬

‫وتقدير ذلؾ يعود الى محكمة الموضوع‪.‬‬

‫تجاوز حدود الدفاع الشرعي‬

‫قد يتجاوز المدافع حدود حقو في الدفاع وذاؾ بأف يستعمؿ قوة اكثر مما يتطمبو الدفاع لمنع ىذا‬

‫االعتداء فنكوف في ىذه الحالة اماـ صورة تجاوز حدود حؽ الدفاع الشرعي‪ .‬وقد أشار الى ذلؾ‬

‫المادة (‪ )45‬مف قانوف العقوبات العراقي اذ نصت عمى انو "ال يبيح حق الدفاع الشرعي احداث‬

‫ضرر اشد مما يستمزمو ىذا الدفاع ‪ ،‬واذا تجاوز المدافع عمدا او اىماال حدود ىذا الحق واعتقد‬

‫خطأ انو في حالة دفاع شرعي فانو يكون مسؤوال عن الجريمة التي ارتكبيا‪ ،‬وانما يجوز‬

‫لممحكمة في ىذه الحالة ان تحكم بعقوبة الجنحة بدال من عقوبة الجناية وان تحكم بعقوبة‬

‫المخالفة بدال من عقوبة الجنحة"‪.‬‬

‫مف تحميمنا لنص المادة السابقة يتبيف لنا ما يأتي‪:-‬‬

‫‪ -1‬تجاوز حدود الدفاع الشرعي ثبلثة صور‪:‬‬

‫الصورة األولى‪ :‬يكوف الفعؿ فييا فعؿ المدافع عمديا كما لو كاف ميددا بالضرب بعصا عادية‬

‫فصد ىذا الضرب بأطبلؽ رصاصة او بطعنة سكيف مميتة‪.‬‬


‫ّ‬

‫الصورة الثانية‪ :‬يكوف المدافع قد ارتكب خطأ عند دفاعو‪ ،‬كما لو كاف معرضا لخطر الدىس‬

‫بدراجة فحاوؿ مسكيا مما أدى الى اصطدامو بطفؿ بسبب اىمالو وعدـ انتباىو فمات الطفؿ‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫الصورة الثالثة‪ :‬ويكوف فييا الخطر وىميا أساسو اعتقاد المدافع بحسف نية اف يوجد حالة خطر‪،‬‬

‫كما لو شاىد المدافع شخصا بيده سكينا ويتوجو اتجاىو فضربو بعصا عمى يده أدت الى احداث‬

‫كسر ثـ تبيف اف صاحبو جاء ليسف السكيف لدى مصمح السكاكيف‪.‬‬

‫‪ -2‬في حالة تجاوز حدود الدفاع الشرعي يكوف فعؿ المدافع جريمة‪.‬‬

‫‪ -3‬في حالة تجاوز حدود الدفاع الشرعي تحقؽ ظرفا قضائيا مخففا يجيز لممحكمة عند تحققو‬

‫تخفيؼ العقوبة‪.‬‬

‫‪ -4‬إذا اقتنعت المحكمة بضرورة تخفيؼ العقوبة فميا اف تحكـ بعقوبة الجنحة بدال مف الجناية‬

‫واف تحكـ بعقوبة المخالفة بدال مف عقوبة الجنحة‪.‬‬

‫أنواع الجرائم‬

‫لمجريمة أنواع متعددة ذكرىا قانوف العقوبات العراقي بالنظر الى جسامة الجريمة وطبيعتيا‪ ،‬اما‬

‫بالنسبة الى مسمؾ الفقو الجنائي فقد صنؼ الجرائـ الى تقسيمات عديدة منيا‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬أنواع الجرائم من حيث جسامتيا ) تعد مف اىـ التقسيمات ( المادة (‪ )23‬وتقسـ الى‪:‬‬

‫‪ -1‬الجنايات‪ :‬ىي المعاقب عمييا بإحدى العقوبات التالية‪ :‬اإلعداـ ‪ -‬السجف المؤبد ‪ -‬السجف‬

‫اكثر مف‪ 15-5‬سنة)‪.‬‬

‫‪ -2‬الجنح‪ :‬ىي المعاقب عمييا بإحدى العقوبتيف (الحبس الشديد اكثر مف‪ 3‬اشير‪ 5-‬سنوات‪ ،‬او‬

‫الحبس البسيط مف ‪ 24‬ساعة إلى سنة ‪ -‬الغرامة )‬

‫‪-3‬المخالفات‪ :‬ىي المعاقب عمييا بإحدى العقوبتيف (الحبس البسيط لمدة ‪ 24‬ساعة الى‪ 3‬اشير‪-‬‬

‫الغرامة)‪.‬‬

‫س‪ /‬ما ىي الصعوبات التي تعتر معيار التمييز الثبلثي لمجرائـ مف حيث جسامتيا‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -1‬حالة ان يقرر القانون عقوبتين لجريمة واحدة‪ :‬ويترؾ لمقاضي خيار الحكـ‪ ،‬وقد تكوف احدى‬

‫ىاتيف العقوبتيف تختمؼ عف األخرى في النوع فما نوع الجريمة في ىذه الحالة؟ يحدد نوع الجريمة‬

‫بنوع العقوبة األشد المقررة ليا في القانون‪ ،‬مما يترتب عميو انو اذا نص القانوف عمى عقوبتيف‬

‫لجريمة واحدة احداىما جنحة واألخرى مخالفة فتعتبر الجريمة دائما جنحة حتى ولو حكـ القاضي‬

‫بعقوبة المخالفة‪.‬‬

‫‪ -2‬حالة تخفيف العقوبة لعذر او ظرف مخفف‪ :‬عندما يكوف الفعؿ معاقبا عميو بعقوبة الجناية‬

‫ولكف القاضي يعاقب بعقوبة الجنحة لقياـ عذر قانوني مخفؼ ) قتؿ الزوج لزوجتو المتمبسة بالزنا (‬

‫او لقياـ ظرؼ قضائي مخفؼ ) حالة تجاوز الدفاع الشرعي)‪.‬‬

‫س ‪/‬اذا حكـ القاضي بعقوبة الجنحة فيؿ يتغير نوع الجريمة مف جناية الى جنحة اـ اف الجريمة‬

‫تبقى محتفظة بنوعيتيا ) الجناية( ؟ج ‪ /‬ذىب الفقياء الى ثبلثة اراء‪:‬‬

‫الرأي األول‪ :‬تتغير الجناية وتصبح جنحة بمجرد اف توقع عمى مرتكبيا عقوبة الجنحة‪.‬‬

‫الرأي الثاني‪ :‬وجوب التمييز بيف العذر القانوني والظرؼ القضائي المخفؼ ففي حالة العذر‬

‫القانوني يتغير وصؼ الجريمة مف الجناية الى الجنحة‪ ،‬وفي حالة الظرؼ القضائي المخفؼ فأف‬

‫الجريمة تبقى محتفظة بنوعيا‪.‬‬

‫الرأي الثالث‪ :‬اف االعذار القانونية والظروؼ القضائية المخففة ال تؤثر في وصؼ الجريمة أي أف‬

‫الجريمة تبقى جناية حتى ولو خففت عقوبتيا‪ .‬وقد اخذ بيذا الرأي المشرع العراقي في المادة‬

‫(‪ )24‬اذ نصت عمى انو ))ال يتغير نوع الجريمة اذا استبدلت المحكمة بالعقوبة المقررة ليا‬

‫عقوبة من نوع اخف سواء كان ذلك لعذر مخفف ام لظرف قضائي مخفف مالم ينص القانون‬

‫عمى غير ذلك))‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -3‬حالة تشديد العقوبة لظرف مشدد‪ :‬قد تشدد عقوبة الجريمة بسبب اقترانيا بظرؼ مشدد يؤدي‬

‫الى االرتفاع بالعقوبة مف الجنحة الى الجناية‪ ،‬فيؿ يؤدي ىذا التغيير الى تغيير نوع الجريمة؟ البد‬

‫مف التمييز بيف حالتيف‪:‬‬

‫أ ‪-‬في حالة اقتراف الجريمة بظرؼ قانوني مشدد )كظرؼ االكراه في جريمة السرقة( فأف الجريمة‬

‫يتغير نوعيا الى النوع الذي يتناسب مع العقوبة‪ ،‬فالسرقة البسيطة جنحة‪-‬عقوبتيا الحبس ولكف اذا‬

‫اقترف بيا ظرؼ االكراه تكوف عقوبتيا السجف مدة ال تزيد عمى ‪15‬سنة‪.‬‬

‫ب ‪-‬في حالة اقتراف الجريمة بظرؼ قضائي مشدد )كظرؼ عود( في ىذه الحالة فأف الجريمة تبقى‬

‫محتفظة بنوعيتيا مف حيث جسامتيا حتى ولو شدد القاضي عقوبتيا‪ ،‬كما لو ارتكب المجرـ العائد‬

‫جريمة الجنحة ونظ ار لذلؾ حكمت المحكمة بعقوبة الجناية فأف الجريمة تبقى جنحة‪.‬‬

‫‪ -4‬حالة ينص القانون عمى ان العقوبة ىي الغرامة دون ان يحدد حدىا األقصى‪ :‬في حالة‬

‫الحالة تعتبر الجريمة جنحة ذلؾ ألف عقوبة الغرامة خاصة بالجنح والمخالفات‬

‫‪ -5‬حالة يرتكب الجاني شروعا في جناية او جنحة‪ :‬وفقا لممادة (‪ )31‬مف قانوف العقوبات‬

‫العراقي يتبيف لنا اف عقوبة الشروع ىي نصؼ الحد األقصى لمجريمة مما يعني اف الشروع في‬

‫بعض الجنايات جنحة والشروع في بعض الجنح مخالفة‪.‬‬

‫أىمية التقسيم الثالثي‬

‫أوال ‪ /‬من حيث قانون اإلجراءات‪ :‬يظير اف الجنايات تتطمب إجراءات تحقيؽ ومحاكمة تحيط بيا‬

‫الضمانات اكثر مف غيرىا وذلؾ مف النواحي االتية‪:-‬‬

‫‪ -1‬من حيث االختصاص واإلجراءات‪ :‬يكوف الجنايات الخطيرة مف اختصاص المحاكـ الكبرى‬

‫(محاكم الجنايات) بينما يكوف بقية الجنح والمخالفات خاضعة لمحاكـ الجزاء األخرى (محاكم‬

‫‪123‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫الجنح)‪ .‬فضبل عف اإلجراءات التي تتبع في الم ارفعات تختمؼ باختبلؼ الجريمة ) جناية او جنحة‬

‫او مخالفة( ‪.‬‬

‫‪ -2‬من حيث التقادم ‪ :‬مدة التقادـ في الجنايات تختمؼ عنيا في الجنح وكذلؾ في المخالفات‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬من حيث قانون العقوبات‪ :‬بعض القواعد القانونية يقتصر نطاقيا عمى الجنايات والجنح دوف‬

‫المخالفة‪:‬‬

‫‪ ‬من حيث احكام الشروع ‪ :‬ينطبؽ احكاـ الشروع عمى الجنايات والجنح دوف المخالفة‪.‬‬

‫‪ ‬من حيث تطبيق احكام العود ‪ :‬تطبؽ احكاـ العود في الجنايات والجنح دوف المخالفة‪.‬‬

‫‪ ‬من حيث جواز الحكم بالمصادرة ‪ :‬يحكـ بالمصادرة عمى األشياء المتحصمة في الجنايات‬

‫والجنح وال يجوز مصادرة األشياء التي استعممت في ارتكاب المخالفة‪.‬‬

‫‪ ‬من حيث جواز الحكم بالمراقبة ‪ :‬يوضع المحكوـ عميو في جناية او جنة تحت مراقبة الشرطة‬

‫بعد استيفاء العقوبة وال يجوز ذلؾ في المخالفة‪.‬‬

‫‪ ‬من حيث تطبيق القانون عمى ما يرتكبو العراقي في الخارج ‪ :‬يخضع لقانوف العقوبات العراقي‬

‫كؿ عراقي ارتكب جناية او جنحة في الخارج ويعود الى العراؽ وال يشمؿ ذلؾ المخالفة‪.‬‬

‫نقد التقسيم الثالثي‬

‫واجو التقسيـ الثبلثي لمجرائـ مف حيث جسامتيا الى نقدا شديدا مف عدة نواحي منيا‪:‬‬

‫‪-1‬انو ليس منطقيا‪ :‬المفروض اف يكوف التقسيـ حسب نوع الجريمة وليس حسب مقدار العقوبة‪.‬‬

‫‪ -2‬انو تعسفي ال يستند الى أساس عممي‪ :‬آلنو قد يؤدي الى اف يضع فئات مختمفة مف الجرائـ‬

‫معينة أي اف يضع في نفس الفئة جرائـ مختمؼ في طبيعتيا مثبل القتؿ الخطأ والسرقة البسيطة‬

‫ينتمياف الى فئة الجنح بالرغـ مف التبايف القائـ بينيما‪ .‬وفي ضوء ىذه االنتقادات فضؿ بعض‬

‫انصار المدرسة التقميدية االخذ بالتقسيـ الثنائي لمجرائـ مف حيث جسامتيا الى الجنح والمخالفات‪،‬‬
‫‪124‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫وتضـ فئة الجنح كافة الجرائـ العمدية كالقتؿ العمد والسرقة والتزوير‪ ،‬وتشمؿ فئة المخالفات كافة‬

‫الجرائـ غير العمدية كالقتؿ الخطأ والحريؽ الخطأ وااليذاء وبيذا يكوف القصد الجنائي (عنصر‬

‫العمد) ىو معيار التمييز في ىذا التقسيـ وليس مقدار العقوبة‪.‬‬

‫ويبلحظ عمى التقسيـ الثنائي انيا افضؿ مف التقسيـ الثبلثي مف الناحية النظرية ولكنيا قد تثير‬

‫بعض الصعوبات مف الناحية العممية منيا‪:-‬‬

‫‪ -1‬اف فكرة التقسيـ الثنائي ال تتبلءـ مع تنظيـ القضاء الجنائي الذي ىو قائـ عمى أساس التقسيـ‬

‫الثبلثي مما حمؿ المشرع اإليطالي اف يميز في الجنح ذات الخطورة الخاصة مف اختصاص محاكـ‬

‫الجنايات وبيف الجنح العادية مف اختصاص محاكـ الجنح‪.‬‬

‫‪ -2‬اف فكرة التقسيـ الثنائي تؤدي الى وضع جرائـ ال تتناسب فيما بينيا مف حيث الخطورة‬

‫والجسامة في فئة واحدة مثؿ وضع جريمة القتؿ الخطأ في فئة واحدة مع جريمة المخالفة بالرغـ مف‬

‫االختبلؼ بيف الجريمتيف مف حيث الخطورة والجسامة‪ ،‬ووضع جريمة السرقة البسيطة مع جريمة‬

‫القتؿ العمد مع سبؽ اإلصرار في فئة واحدة بالرغـ مف االختبلؼ مف حيث الخطورة والجسامة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬أنواع الجرائم من حيث طبيعتيا (طبيعة الحق المعتدى عميو)‬

‫تقسـ الجرائـ الى )جرائـ سياسية ‪ -‬وجرائـ عادية( ويقصد بالجرائم السياسية‪ :‬الجرائـ التي تنطوي‬

‫معنى االعتداء عمى النظاـ السياسي لمدولة سواء مف جية الخارج )المساس باستقبلؿ الدولة‬

‫وسيادتيا( او مف الداخؿ ) المساس بشكؿ الدولة او السمطات فييا او االعتداء عمى حقوؽ االفراد‬

‫السياسية)‪.‬‬

‫اما الجرائم العادية‪ :‬تمؾ الجرائـ التي ال تنطوي عمى ىذا المعنى‪ ،‬ال فرؽ في ذلؾ بيف اف ينصب‬

‫االعتداء فييا عمى االفراد او حتى عمى الدولة فأنيا طالما تجرد موضوع االعتداء مف الصفة‬

‫السياسية‪.‬‬
‫‪125‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫مالحظة‪ :‬يجب عدم الخمط بين الجرائم السياسية والجرائم المضرة بالمصمحة العامة مثل الرشوة‬

‫ال تعتبر من الجرائم السياسية بالرغم من انيا من الجرائم المضرة بالمصمحة العامة‪.‬‬

‫ويبلحظ اف الجرائـ السياسية بالغة الخطورة‪ ،‬لذا كانت تقوـ سياسة الشدة في معاممة المجرميف‬

‫السياسييف وتتعدى العقوبة الى أموالو وورثتو فضبل عف اف المجرـ السياسي يخضع لنظاـ تسميـ‬

‫المجرميف‪ ،‬اما االتجاه الحديث فقد تطورت فييا النظرة الى الجريمة السياسية قوامو حسف المعاممة‬

‫لممجرـ السياسي‪.‬‬

‫معيار التمييز بين الجرائم السياسية والجرائم العادية لقد تنازع الفقو الجنائي مذىباف في تحديد‬

‫الجريمة السياسية‬

‫‪ -1‬المذىب الشخصي‪ :‬ويرى انصار ىذا المذىب ان الجريمة تتحدد بالباعث او الدافع الييا فاذا‬

‫كاف الدافع الييا سياسيا فيي جريمة سياسية واال فيي عادية بغض النظر عف موضوعيا‪ ،‬واستنادا‬

‫الى ىذا المعيار تعتبر جريمة قتؿ رئيس الدولة بقصد تغيير نظاـ الحكـ او تزوير عممة ألضرار‬

‫باقتصاد الدولة جرائـ سياسية‪ .‬ويؤخذ عمى ىذا المذىب توسعة في تحديد مدلوؿ الجريمة السياسية‬

‫واعتماده عمى الباعث او الدافع وىما غير داخميف في اركاف الجريمة‪ ،‬فضبل عف اف معرفة الدافع‬

‫الحقيقي اـ فيو صعوبة‪.‬‬

‫‪-2‬المذىب الموضوعي )المادي)‪ :‬ينكر ىذا المذىب كؿ اثر لمباعث في صفة الجريمة ويرى‬

‫أنصاره ان الجريمة تتحدد بموضوع الحق المعتدى عميو‪ ،‬فاذا كاف الحؽ مف الحقوؽ السياسية‬

‫العامة لمدولة او لؤلفراد فأف الجريمة تعتبر سياسية‪ ،‬اما اذا كاف الحؽ المعتدي عميو مف الحقوؽ‬

‫غير السياسية فأف الجريمة تعتبر عادية واف كاف الباعث سياسيا واستنادا الى ذلؾ الجرائم‬

‫السياسية ىي التي تقع عمى امن الدولة الخارجي والداخمي والجرائم التي تقع عمى الحريات‬

‫العامة‪ ،‬وبخبلؼ ذلؾ تعتبر جرائـ القتؿ والسرقة جرائـ عادية‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫معيار ىذا المبدأ‪ :‬طبيعة الحق المعتدى عميو ويحدد عمى اعتبار(خطورة الجريمة‪ ،‬وموطن‬

‫الضرر الذي تبين عميو)‪.‬‬

‫فئات الجرائم السياسية‬

‫أوالً‪ :‬الجرائم السياسية البحتة‪ :‬وىي الجرائـ التي ينطبؽ عمييا معيار المذىبيف الشخصي‬

‫والموضوعي وذلؾ عندما يكوف الباعث عؿ ارتكابيا سياسيا والحؽ المعتدي عميو مف الحقوؽ‬

‫السياسية‪ ،‬ومثاليا جرائـ االعتداء عمى النظاـ السياسي لمدولة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الجرائم السياسية النسبية‪ :‬وىي الجرائـ التي لـ يتـ االتفاؽ بيف الكتاب عمى اعتبارىا‬

‫سياسية تبعا الختبلؼ في وجيات النظر في المعيار المتبع في ذلؾ‪ ،‬مثؿ الجرائـ المختمطة‬

‫والجرائـ المرتبطة‪.‬‬

‫‪-1‬الجرائم المختمطة ) الجرائم المركبة( ‪ :‬وىي الجرائـ التي تقع فييا االعتداء عمى حؽ فردي‬

‫لتحقيؽ غرض سياسي ومثاليا قتؿ رئيس الحكومة بقصد قمب نظاـ الحكـ وتسمى بجريمة االغتياؿ‬

‫السياسي وكذلؾ جريمة تزييؼ العممة بقصد إضاعة الثقة بالحكومة وتعتبر جريمة سياسية مف قبؿ‬

‫أصحاب المذىب الشخصي وجريمة عادية مف قبؿ أصحاب المذىب الموضوعي‪.‬‬

‫‪ -2‬الجرائم المرتبطة‪ :‬وىي الجرائـ العادية مف حيث طبيعتيا وموضوعيا غير انيا ذات صمة او‬

‫ارتباط وثيؽ بجريمة سياسية كجرائـ القتؿ او السرقة التي تصاحب الثورة او االنقبلب فأنيا تعتبر‬

‫جريمة سياسية مف وجية نظر المذىب الشخصي وجريمة عادية مف قبؿ أصحاب المذىب‬

‫الموضوعي‪ .‬وفي العصر الحاضر ىناؾ اتجاه الى التضييؽ في الجرائـ السياسية‪.‬‬

‫بالنسبة لمجرائم السياسية البحتة يتجو الفقو الى عدـ اعتبار الجرائـ التي تصيب النظاـ السياسي‬

‫لمدولة بالجرائـ السياسية اذا كانت ال تستيدؼ صالح الجماعة كأف تكوف ارتكبت لباعث شخصي‬

‫‪127‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫اناي كالطمع او الحقد واالنتقاـ‪ ،‬وكذلؾ جرائم الخيانة العظمى والتجسس لما تتضمنو ىذه الجرائم‬

‫من خسة وحقارة‪ ،‬فضبل عف انيا ليست جرائـ ضد الحكومة وانما ضد الوطف‪.‬‬

‫اما بالنسبة لمجرائم المختمطة فأف االتجاه الى تغميب المذىب الموضوعي أي اعتبار ىذه الجرائـ‬

‫جرائـ عادية ويسمى )بشرط االعتداء( حيث جرت الدوؿ عمى تدرج ىذا الشرط في معاىداتيا‬

‫الخاصة بتسميـ المجرميف في جرائـ االعتداء عمى حياة رؤساء الدوؿ‪ ،‬وقد اتبع العراؽ ىذا الشرط‬

‫في معاىدات تسميـ المجرميف‪ ،‬ويعني ىذا الشرط ىو تقرير قبوؿ التسميـ في جرائـ االعتداء عمى‬

‫حياة رؤساء الدوؿ وىي مف الجرائـ المختمطة وقد اتبع العراؽ ىذا الشرط في معاىداتو وأضاؼ‬

‫الييا جرائـ القتؿ التي تصيب رؤساء الدوؿ او افراد عوائميـ باإلضافة الى جرائـ القتؿ والجرح‬

‫وغيرىا مف الجرائـ‪ ،‬باإلضافة الى رؤساء الحكومات ورؤساء الدوؿ‪.‬‬

‫كذلؾ الحاؿ بالنسبة لمجرائـ المركبة البالغة في الجسامة كجرائـ القتؿ العمد والتسميـ والجرائـ‬

‫المرتكبة مع سبؽ اإلصرار والترصد والشروع في ىذه الجرائـ وجرائـ االعتداء عمى األمواؿ بالحريؽ‬

‫او السرقات المرتكبة باإلكراه ال تعتبر مف قبيؿ الجرائـ السياسية وقد اخذ العراؽ بيذا الراي عمى‬

‫جرائـ قطع الطريؽ‪ ،‬السرقة‪ ،‬النيب‪ ،‬القتؿ‪ ،‬الجرح العمد‪.‬‬

‫وفيما يخص الجرائـ المرتبطة فيجب التمييز بيف ما ىو جسيـ وغير جسيـ واعتبار الجسيـ مف‬

‫الجرائـ السياسية والثاني جرائـ عادية‪ ،‬وقد استثنى العراؽ في معاىداتو عمى استثناء الجرائـ‬

‫المرتبطة مف التسميـ‪.‬‬

‫موقف المشرع العراقي من الجريمة السياسية‪ :‬اذ نصت المادة (‪ )21‬عمى انيا )) تقسم الجرائم‬

‫من حيث طبيعتيا الى عادية وسياسية((‬

‫‪128‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫والمادة (‪ )21‬نصت عمى )) أ ‪/‬الجريمة السياسية ىي الجريمة التي ترتكب بباعث سياسي او‬

‫تقع عمى الحقوق السياسية العامة او الفردية وفيما عدا ذلك تعتبر الجريمة عادية ومع ذلك ال‬

‫تعتبر الجرائم التالية سياسية ولو كانت ارتكبت بباعث سياسي‪:‬‬

‫‪- 1‬الجرائم التي ترتكب بباعث اناني دنيء‪.‬‬

‫‪- 2‬الجرائم الماسة بأمن الدولة الخارجي‪.‬‬

‫‪- 3‬جرائم القتل العمد والشروع فييا‪.‬‬

‫‪- 4‬جريمة االعتداء عمى حياة رئيس الدولة‪.‬‬

‫‪- 5‬الجرائم اإلرىابية‬

‫‪- 6‬الجرائم المخمة بالشرف كالسرقة واالختالس والتزوير وخيانة األمانة واالحتيال والرشوة وىتك‬

‫العرض‪.‬‬

‫ب ‪/‬عمى المحكمة اذا رات ان جريمة سياسية ان تبين ذلك في حكميا))‪.‬‬

‫المادة (‪ )22‬نصت عمى ان‪" :‬أ ‪/‬يحل السجن المؤبد محل اإلعدام في الجرائم السياسية ‪ ،‬ب‪ /‬وال‬
‫تعتبر العقوبة المحكوم بيا في جريمة سياسية سابقة في العود وال تستتبع الحرمان من الحقوق‬
‫والمزايا المدنية وال حرمان المحكوم عميو من إدارة أموالو أو التصرف فييا"‪.‬‬

‫يبلحظ مف النص السابؽ ما يأتي‪:-‬‬

‫‪ ‬تقسـ الجرائـ مف حيث طبيعتيا الى جرائـ سياسية وعادية‪.‬‬

‫‪ ‬انو اخذ بالمذىبيف الشخصي والموضوعي معا كمعيار لتحديد الجريمة السياسية ولكنو في نفس‬

‫الوقت استثنى عددا كبي ار مف الجرائـ مف اعتبارىا سياسية وىي الجرائـ المختمطة والمرتبطة‪ ،‬وبذلؾ‬

‫ضيؽ مف نطاؽ الجرائـ السياسية وقد اخذ بمعيار اضيؽ مف المذىب الموضوعي حيث اخرج من‬

‫نطاقيا جرائم امن الدولة الخارجي‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ ‬ضيؽ مف نطاؽ الجرائـ السياسية واستثنى منيا الجرائـ التي ترتكب بباعث اناني دنيء وجرائـ‬

‫الخيانة العظمة والتجسس والقتؿ العمد والشروع فييا وجريمة االعتداء عمى حياة رئيس الدولة‬

‫والجرائـ اإلرىابية والجرائـ المخمة بالشرؼ كالسرقة واالختبلس والتزوير وخيانة األمانة واالحتياؿ‬

‫والرشوة وىتؾ العرض‪.‬‬

‫‪ ‬اوجب عمى المحكمة اف تبيف في حكميا فيما لو كانت الجريمة سياسية ويكوف قرارىا خاضعا‬

‫لرقابة محكمة التمييز‪.‬‬

‫‪ ‬خص مرتكب الجريمة السياسية بمزايا منيا ‪ :‬اف تحؿ عقوبة السجف المؤبد محؿ عقوبة اإلعداـ‬

‫‪-‬ال يعتبر الجريمة السياسية سابقة في العود ‪ -‬ال تستنتج الحرماف مف الحقوؽ والمزايا المدنية وال‬

‫إدارة المحكوـ عميو أموالو او التصرؼ فييا‪.‬‬

‫أىمية التقسيم في الجرائم الى سياسية وجرائم عادية‬

‫‪ -1‬من حيث المعاممة‪ :‬تميزت القوانيف الحديثة باتباعيا نظاما خاصا في معاممة المجرـ السياسي‬

‫يقوـ عمى أساس مف الميف واالحتراـ‪ ،‬في فرنسا وضعت عقوبات خاصة منيا عقوبة النفي في قمعة‬

‫محصنة بدال مف اإلعداـ‪.‬‬

‫وكذلؾ الحاؿ بالنسبة لممشرع العراقي في المادة (‪ )22‬حيث حمت عقوبة السجف المؤبد بدال مف‬

‫اإلعداـ في الجرائـ السياسية ومنح القانوف مؤسسة اإلصبلح االجتماعي السجيف السياسي بعض‬

‫المميزات في الممبس والمقابمة‪.‬‬

‫‪ -2‬من حيث تسميم المجرمين‪ :‬ال يجوز تسميـ المجرـ السياسي اذا التجأ الى دولة أخرى غير‬

‫الدولة التي ارتكبت الجريمة فييا الى ىذه الدولة األخيرة اذا طمبت تسميمو ‪ ،‬وحيث نصت‬

‫الدستور العراقي في المادة (‪ )34‬عمى انو )) ال يجوز تسميم الالجئين السياسيين))‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -3‬من حيث الحرمان من بعض الحقوق والمزايا‪ :‬ال يستتبع العقوبة المحكوـ بيا في الجريمة‬

‫السياسية حرماف المحكوـ عميو مف بعض الحقوؽ والمزايا المدنية وىذا ما نصت عميو المادة‬

‫(‪ )22‬مف قانوف العقوبات العراقي في الفقرة الثانية منو‪.‬‬

‫‪ -4‬من حيث عدم اعتبارىا سابقة في العود‪ :‬ال تعتبر الجريمة السياسية سابقة في العود‬

‫الختبلؼ طبيعتيا عف الجرائـ العادية وىذا ما نصت عميو المادة (‪ )22‬مف قانوف العقوبات‬

‫العراقي في الفقرة الثانية منو‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أنواع الجرائم من حيث ركنيا المادي‬

‫تقسـ الجرائـ بالنظر الى السموؾ الذي يعاقب عميو القانوف سواء كاف إيجابيا اـ سمبيا الى‪:‬‬

‫‪ -1‬من حيث مظير السموك الى جرائم إيجابية وجرائم سمبية‪.‬‬

‫‪ -2‬من حيث توقيت السموك او استمراره الى جرائم وقتية وجرائم مستمرة‪.‬‬

‫‪ -3‬من حيث انفراد السموك او تكراره الى جرائم بسيطة وجرائم اعتياد‪.‬‬

‫‪ -4‬من حيث عالنية السموك الى جرائم متمبس بيا وجرائم غير متمبس بيا‪.‬‬

‫‪ -1‬من حيث مظير السموك الى‪ :‬الجرائم اإليجابية والجرائم السمبية‬

‫الجرائم اإليجابية‪ :‬تمؾ الجرائـ التي يكوف السموؾ المكوف لركنيا المادي إيجابيا وتتحقؽ عندما يأتي‬

‫الجاني عمبل مف االعماؿ المحرمة قانونا مثؿ جريمة القتؿ والسرقة والضرب‪...‬‬

‫الجرائم السمبية‪ :‬تمؾ الجرائـ التي يكوف السموؾ المكوف لمركف المادي سمبيا أي امتناع عف عمؿ‬

‫يأمر بو القانوف مثؿ امتناع الشاىد عف أداء الشيادة‪ .‬وليس ميما مف الناحية العممية التفرقة بيف‬

‫الجرائـ اإليجابية والسمبية اال في موضوع الشروع حيث ال يتصور الشروع في الجرائـ السمبية‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫س ‪/‬ىؿ يمكف وقوع الجرائـ العمدية بسموؾ سمبي كما لو شاىد حارس لصا يسطو عمى منزؿ‬

‫لسرقتو فامتنع عمدا عف القاء القبض عميو بقصد السماح لو بإتماـ السرقة فيؿ يكوف شريكا في‬

‫جريمة السرقة؟‬

‫ج ‪ /‬ىناؾ ثبلثة اراء وىي‪:-‬‬

‫أ ‪ /‬عدـ مسألة الشخص عف السموؾ السمبي وذلؾ لسببيف‪:-‬‬

‫‪-‬عدـ وجود عبلقة السببية بيف الترؾ والسرقة‪.‬‬

‫‪-‬عدـ وجود نص قانوني ) ال جريمة ال عقوبة اال بنص‪(.‬‬

‫ب ‪ /‬يكوف الشخص مسؤوال عف السموؾ السمبي بشرطيف‪:-‬‬

‫‪-‬إذا أدى ذلؾ الى وفاة المجني عميو‪.‬‬

‫‪-‬إذا ثبت وجود القصد الجنائي‪.‬‬

‫ج ‪ /‬يكوف الشخص مسؤوال عف السموؾ السمبي بشرطيف‪:-‬‬

‫‪-‬إذا فرض القانوف واالتفاؽ واجبا عمى شخص وامتنع عف أدائو‪.‬‬

‫‪-‬وجود القصد الجنائي‪.‬‬

‫وقد اخذ المشرع العراقي بالرأي الثالث في المادة (‪ )34‬اذ نصت عمى انو )) تكون الجريمة‬

‫عمدية اذا توافر القصد الجرمي لدى فاعميا ‪ ،‬وتعد الجريمة عمدية كذلك اذا فرض القانون او‬

‫االتفاق واجبا عمى شخص وامتنع عن أدائو قاصدا احداث النتيجة التي نشأت مباشرة من ىذا‬

‫االمتناع))‪.‬‬

‫‪ -2‬من حيث توقيت السموك او استمراره الى‪ :‬جرائم وقتية وجرائم مستمرة‬

‫قد يكوف السموؾ االجرامي المكوف لمركف المادي لمجريمة وقتيا او مستم ار ولذلؾ انقسمت الجرائـ‬

‫تبعا لذلؾ الى الجرائـ الوقتية والجرائـ المستمرة‪:‬‬

‫‪132‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ويقصد بالجرائم الوقتية ) الجرائم االنية ( تمؾ الجرائـ التي تتكوف السموؾ االجرامي المكوف لمركف‬

‫المادي مف عمؿ يقع وتنتيي بوقوعو الجريمة في وقت قصير محدود سواء كاف ذلؾ السموؾ‬

‫إيجابي اـ سمبي ‪ ،‬مثاليا جريمة القتؿ او السرقة‪.‬‬

‫اما الجرائم المستمرة ) الجرائم المتمادية ( فيي تمؾ الجرائـ التي يتكوف السموؾ االجرامي المكوف‬

‫لمركف المادي مف حالة تحتمؿ بطبيعتيا االستمرار سواء كانت تمؾ الحالة إيجابية اـ سمبية ومثاليا‬

‫جريمة حمؿ السبلح بدوف إجازة‪.‬‬

‫أىمية تقسيم الجرائم الى الجرائم الوقتية والمستمرة‬

‫‪ ‬من حيث تطبيق القانون الجنائي من حيث الزمان‪ :‬الجريمة الوقتية ال تخضع لمقانوف الجديد‬

‫اال إذا وقعت بعد صدوره بينما الجريمة المستمرة تخضع لمقانوف الجديد النافذ وقت انتياء‬

‫االستمرار‪.‬‬

‫‪ ‬من حيث تطبيق القانون الجنائي من حيث المكان‪ :‬الجريمة الوقتية ترتكب في إقميـ واحد بينما‬

‫الجريمة المستمرة واقعة في أقاليـ دوؿ متعددة ألنو وقع جزء مف ركنيا المادي عمى إقميـ كؿ دولة‪.‬‬

‫‪ ‬من حيث االختصاص اإلقميمي‪ :‬تكوف الجريمة الوقتية مف اختصاص المحكمة التي ارتكبت‬

‫الجريمة في دائرتيا بينما تكوف الجريمة المستمرة مف اختصاص محاكـ جميع الببلد التي وجدت‬

‫في دائرتيا حالة االستمرار‪.‬‬

‫‪ ‬من حيث التقادم‪ :‬الجريمة الوقتية يبدأ سرياف مدة تقادميا مف يوـ ارتكابيا بينما الجريمة‬

‫المستمرة مف يوـ انتياء حالة االستمرار‪.‬‬

‫‪ ‬من حيث قوة الشيء المحكوم فيو‪ :‬اذا صدر حكـ في جريمة وقتية فانو يجوز قوة الشيء‬

‫المحكوـ فيو مما يعني ال يجوز رفع دعوى أخرى عنيا الف ال يجوز مسألة الشخص عف نفس‬

‫الجريمة مرتيف ‪ ،‬اما بالنسبة لمجريمة المستمرة فانو يجوز قوة الشيء المحكوـ فيو بالنسبة لموقائع‬

‫‪133‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫السابقة لصدور الحكـ ‪ ،‬فاذا وجدت وقائع أخرى بعد صدور الحكـ بأف استمرت حالة االستمرار في‬

‫الجريمة فأف ذلؾ يوجد جريمة جديدة ‪ ،‬ومثاؿ ذلؾ اذا حمؿ شخص سبلحا بدوف إجازة لمدة معينة‬

‫وحكـ عميو فاذا استمر بعد صدور الحكـ عمى حمؿ السبلح فيكو جريمة جديدة غير األولى‪.‬‬

‫‪ ‬من حيث تحديد العقوبة‪ :‬الجريمة الوقتية ال تتأثر بطوؿ او قصر مدتيا‪ ،‬اما الجريمة المستمرة‬

‫فأف لطوؿ او قصر مدة استمرارىا اثر في تحديد عقوبتيا في القانوف مثاليا جريمة الخطؼ المادة‬

‫(‪" :)421‬عقوبة الخطف ىي الحبس لكن العقوبة تكون السجن مدة ال تزيد عمى ‪ 15‬سنة اذا‬

‫زادت مدة الخطف عن ‪ 15‬يوم" اما المادة (‪ ":)426‬في حالة ترك المخطوف قبل انقضاء ‪48‬‬

‫ساعة في مكان امين يسيل الرجوع منو الى اىمو تكون العقوبة الحبس مدة ال تزيد عمى سنة"‪.‬‬

‫أنواع الجرائم المستمرة‬

‫يقسـ الفقو والقضاء الجرائـ المستمر الى ما يأتي‪:-‬‬

‫جرائم مستمرة استمرار ثابتا ) الجرائم الثابتة)‪ :‬وىي الجرائـ التي اذا بدأت في حالة االستمرار‬

‫انطمقت بذاتيا واستمرت دوف اف يحتاج استمرارىا الى تدخؿ جديد مف الجاني‪ ،‬مثاليا جريمة لصؽ‬

‫إعبلنات في مكاف منع فيو‪.‬‬

‫جرائم مستمرة استمرار متتابعا ) متكر ار )‪ :‬ىي تمؾ الجرائـ التي يمزـ فييا تدخؿ إرادة الجاني‬

‫بصورة متعددة متتابعة لبقاء حالة االستمرار ‪ ،‬مثاليا جريمة حمؿ السبلح بدوف إجازة‪.‬‬

‫والراي الراجح اف الجرائـ المستمرة استمرار ثابتا ىي اقرب الى الجرائـ الوقتية‪ ،‬اما وصؼ الجرائـ‬

‫المستمرة فيو ال يصدؽ اال عمى الجرائـ المستمرة استمرار متتابعا متجددا‪.‬‬

‫الجريمة المتالحقة‪ :‬قد تتخذ الجريمة الوقتية مظير التتابع او التجدد والتكرار بأف ال يرتكب الجاني‬

‫جريمتو مرة واحدة وبفعؿ واحد انما عمى دفعات‪ ،‬وىي تمؾ الجريمة التي يتكوف السموؾ االجرامي‬

‫المكوف لمركف المادي ليا مف عدة أفعاؿ متشابية متتابعة‪ ،‬أي تكرار لفعؿ واحد مرات متعددة غير‬
‫‪134‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫اف ىذه األفعاؿ بمجموعيا ال تكوف اال سموكا اجراميا واحدا ألنيا جميعيا وقعت تنفيذا لمشروع‬

‫اجرامي واحد‪ ،‬مثاؿ سرقة الماء والكيرباء‪.‬‬

‫شروط قيام الجريمة المتالحقة ىي‪:‬‬

‫‪-1‬ان يكون األفعال متعددة‪ :‬وىذ األفعاؿ ينبغي اف تكوف متماثمة أي تكرار لفعؿ واحد مرات‬

‫متعددة واف يكوف كؿ فعؿ قابؿ ألف يحقؽ الجريمة اذا ارتكب لوحده واكتفى بيا الجاني‪.‬‬

‫‪ -2‬وحدة المشروع االجرامي‪ :‬ويقصد بو الخطة الواحدة والركف المعنوي الواحد لقياـ الجريمة‬

‫ويشترط لتحقؽ المشروع االجرامي الواحد ما يأتي‪:-‬‬

‫‪-‬اف يكوف الحؽ المتعدي عميو واحدا وىو مسألة يقدرىا قاضي الموضوع وال يقتضي اف يكوف‬

‫المجنى عميو واحدا أف يسرؽ شخص دكانا ممموكا لشخصيف او اكثر يعد انو ارتكب جريمة واحدة‬

‫حتى واف تعددت المجني عمييـ‪.‬‬

‫‪-‬اف ترتكب األفعاؿ المتعددة تنفيذا لتصميـ واحد وال يشترط وحدة الضحية بؿ قد تتعدى الضحايا‬

‫كما في المثاؿ أعبله ‪ ،‬كما ال يشترط وحدة التصميـ اف يكوف التصميـ عمى األفعاؿ جميعا وقع‬

‫في نفس الوقت فمف يدخؿ غرفة ويشاىد اكبل فيأكؿ منو فيكرر االكؿ منو يعتبر مرتكبا لجريمة‬

‫واحدة متبلحقة‪.‬‬

‫‪-‬تتابع األفعاؿ بحيث ال يفصميا عف بعضيا البعض خي ار مف الزمف‪.‬‬

‫‪ -3‬من حيث انفراد السموك او تكراره الى‪ :‬جرائم بسيطة وجرائم اعتياد‬

‫تقسـ الجرائـ مف حيث انفراد سموؾ الجاني او تك ارره الى ما يأتي‪:-‬‬

‫أ ‪-‬الجرائم البسيطة‪ :‬تمؾ الجرائـ التي تتكوف السموؾ االجرامي المكوف لمركف المادي مف فعؿ‬

‫مادي واحد سواء كاف إيجابيا اـ سمبيا مستم ار او وقتيا كجرائـ السرقة والقتؿ والضرب‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ب ‪-‬جرائم االعتياد‪ :‬تمؾ الجرائـ التي تتكوف السموؾ االجرامي المكوف لمركف المادي منيا مف عدة‬

‫أفعاؿ مادية متماثمة‪ ،‬ىي في الحقيقية تكرار لفعؿ واحد مرات عديدة ولو اخذ كؿ فعؿ مف ىذه‬

‫األفعاؿ لوحده لكاف فعبل مباحا ولكف ىذه األفعاؿ بمجموعيا تكوف السموؾ االجرامي لجريمة‬

‫االعتياد ومثاليا اإلقراض بالربا الفاحش وجريمة زنا الزوج في منزؿ الزوجية في قانوف العقوبات‬

‫البغدادي‪ ،‬ويشترط لقياـ جريمة االعتياد تكرار ارتكاب الفعؿ المكوف ليا ألكثر مف مرة أي مرتيف‬

‫عمى األقؿ‪.‬‬

‫أىمية تقسيـ الجرائـ الى جرائـ بسيطة وجرائـ االعتياد وتظير مف عدة نواحي منيا‪:‬‬

‫‪ ‬من حيث االختصاص‪ :‬تكوف الجريمة البسيطة مف اختصاص المكاف الذي وقعت فيو الجريمة‬

‫بالنسبة الى الجرائـ الوقتية ومف اختصاص محاكـ جميع األماكف اذا كانت الجريمة مستمرة‪ ،‬اما‬

‫جريمة االعتياد فتكوف مف اختصاص محكمة كؿ مكاف وقع فيو فعؿ مف األفعاؿ المكونة لمجريمة‪.‬‬

‫‪ ‬من حيث التقادم‪ :‬في الجرائـ البسيطة تبدأ مدة التقادـ مف يوـ ارتكاب الجريمة اذا كانت‬

‫الجريمة وقتية ومف وقت انتياء الحالة اذا كانت مستمرة ‪ ،‬بينما في جرائـ االعتياد تبدأ مدة التقادـ‬

‫مف تاريخ اخر فعؿ لبلعتياد‪.‬‬

‫‪ ‬من حيث قوة الشيء المحكوم فيو‪ :‬يحوز الحكـ القطعي في الجريمة البسيطة قوة الشيء‬

‫المحكوـ فيو بالنسبة لمواقعة مثؿ واقعة السرقة واذا كشؼ التحقيؽ جريمة أخرى بعد الحكـ فالحكـ‬

‫الصادر ال يمنع مف محاكمة الجاني مرة أخرى عمى اعتبار اف الجريمتيف مستقمتاف بينما في حالة‬

‫االعتياد إذا صدر حكـ ثـ اتضح اف ىناؾ بعض األفعاؿ لـ تشر الييا المحاكمة فبل يجوز محاكمة‬

‫الجاني عنيا ألف الحكـ الصادر يشمؿ كؿ األفعاؿ واالعتياد حالة تنتيي بتوقيع العقوبة والبد مف‬

‫اعتياد جديد لمحاكمة المتيـ‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ ‬من حيث عدم رجعية القانون الجنائي عمى الماضي‪ :‬تسري القوانيف الجنائية عمى جرائـ‬

‫االعتياد تطبيقا لمبدأ عدـ رجعية القانوف الجنائي عمى الماضي حتى ولو بدأت تمؾ الجرائـ قبؿ‬

‫نفاذ تمؾ القوانيف ماداـ تكرار الفعؿ المكوف ليا وقعت بعد نفاذ تمؾ القوانيف‪.‬‬

‫‪ -4‬من حيث عالنية السموك الى‪ :‬جرائم متمبس بيا وجرائم غير متمبس بيا‬

‫تقسـ الجرائـ مف حيث عبلنية السموؾ الجاني الى جرائـ متمبس بيا وجرائـ غير متمبس بيا‪:‬‬

‫يقصد بالجرائم المتمبس بيا‪ :‬تمؾ الجرائـ التي تكتشؼ حاؿ ارتكابيا او عقب ارتكابيا ببرىة يسيرة‪،‬‬

‫اما الجرائـ غير متمبس بيا فيي الجرائـ التي يمضي وقت بيف وقوعيا وكشفيا بحيث تصبح األدلة‬

‫فييا اقؿ وضوحا‪.‬‬

‫وقد عرفت قانوف أصوؿ المحاكمات الجزائية العراقي رقـ (‪ )23‬لسنة ‪ 1971‬المعدؿ الجريمة‬

‫المتمبس بيا في الفقرة ) ب ( مف المادة األولى بقوليا" تكون الجريمة مشيودة اذا شوىدت حال‬

‫ارتكابيا او عقب ارتكابيا ببرىة يسيرة او اذا تبع المجني عميو مرتكبيا اث وقوعيا او تبعو‬

‫الجميور مع الصياح او اذا وجد مرتكبيا بعد وقوعيا بوقت قريب حامال االت او أسمحة او‬

‫امتعة او أوراقا او أشياء أخرى يستدل منيا عمى انو فاعل او شريك فييا او اذا وجدت بو في‬

‫ذلك الوقت اثار او عالمات تدل عمى ذلك "‪.‬‬

‫اذف الحاالت التي تكوف فييا الجريمة مشيودة ىي‪:-‬‬

‫‪ ‬إذا شوىدت حاؿ ارتكابيا او عقب ارتكابيا ببرىة يسيرة‪.‬‬

‫‪ ‬إذا اتبع المجني عميو مرتكبيا أثر وقوعيا او تبعو الجميور مع الصياح‪.‬‬

‫‪ ‬إذا وجد مرتكبيا بعد وقوعيا بوقت قريب حامبل االت او أسمحة او امتعة او أوراقا او أشياء‬

‫أخرى‪.‬‬

‫‪ ‬إذا اوجدت عميو اثار او عبلمات تدؿ عمى ذلؾ‪.‬‬


‫‪137‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫أىمية تقسيم الجرائم الى متمبس بيا وغير متمبس بيا تظير من عدة نواحي منيا‪:-‬‬

‫‪-1‬من حيث جواز القبض عمى المتيم‪ :‬اجاز قانوف أصوؿ المحاكمات الجزائية لكؿ ) فرد ‪-‬‬

‫حاكـ ‪ -‬محقؽ ‪ -‬ضابط شرطة ‪ -‬شرطي ‪ -‬خفير ( اف يقبض عمى الشخص الذي يجده متمبسا‬

‫في جناية او جنحة‪.‬‬

‫‪-2‬من حيث التمبس بالزنا‪ :‬جعؿ قانوف العقوبات العراقي حالة التمبس بالزنا عذ ار قانونيا يمزـ‬

‫تخفيؼ العقوبة الى الحبس مدة ال تزيد عمى ثبلث سنوات مف يقتؿ زوجتو او احدى محارمو في‬

‫حالة تمبس بالزنا‪.‬‬

‫‪-3‬من حيث التمتع بالحصانة البرلمانية‪ :‬اعطى المشرع حصانة ألعضاء المجالس التشريعية‬

‫بموجبيا ال يجوز توقيؼ عضو المجمس اال بعد اخذ موافقة المجمس نفسو وقد استثنى ما اذا تـ‬

‫القبض عمى العضو وىو متمبس بالجريمة المادة (‪ )49‬مف الدستور العراقي‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬تقسيم الجرائم من حيث ركنيا الشرعي‬

‫تقسـ الجرائـ بالنظر الى النص القانوني الذي ينشئيا الى جرائـ القانوف العاـ والجرائـ العسكرية‪.‬‬

‫‪-1‬جرائم القانون العام ) الجرائم العادية( ‪ :‬تمؾ الجرائـ المنصوص عمييا في قانوف العقوبات‬

‫والقوانيف المكممة والتي ترتكب مف قبؿ االفراد اخبلال بنظاـ المجتمع ومصالح افراده كجرائـ القتؿ‬

‫والنصب‪.‬‬

‫‪-2‬الجرائم العسكرية‪ :‬تمؾ الجرائـ التي يعاقب عمييا قانوف العقوبات العسكري وتعتبر اخبلال‬

‫بواجبات لفريؽ مف االفراد ىـ افراد القوات المسمحة ارجعة الى حالتيـ او الى وظيفتيـ وىي أوسع‬

‫نطاقا مف الجرائـ العادية ألنيا تحتوي عمى جرائـ قانوف العقوبات العاـ مضافا الييا الجرائـ المخمة‬

‫بالنظاـ العسكري‪.‬‬
‫‪138‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫أنواع الجرائم العسكرية‬

‫أ ‪-‬الجرائم العسكرية البحتة‪ :‬وىي تمؾ الجرائـ التي تقع ممف لو الصفة العسكرية اخبلال منو‬

‫بالواجبات العسكرية كجريمة مخالفة األوامر العسكرية وجريمة اليرب مف ساحة المعركة وجريمة‬

‫عدـ اطاعة األوامر العسكرية‪.‬‬

‫ب ‪-‬الجرائم العسكرية المختمطة‪ :‬وىي تمؾ الجرائـ التي نص عمييا قانوف العقوبات العاـ وتوصؼ‬

‫بانيا عسكرية لوقوعيا مف قبؿ شخص لو الصفة العسكرية كجريمة القتؿ وااليذاء وغيرىا‪.‬‬

‫أىمية التقسيم الى الجرائم العسكرية والجرائم العادية تظير من النواحي التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬من حيث االختصاص‪ :‬محاكـ الجزاء العادية تكوف مف اختصاصيا النظر في الجرائـ العادية‬

‫اما الجرائـ العسكرية تكوف مف اختصاص المحاكـ العسكرية‪.‬‬

‫‪-2‬من حيث العقوبات‪ :‬يحتوي الجرائـ العسكرية باإلضافة الى عقوبات القانوف العاـ عقوبات‬

‫أخرى كعقوبة الحرماف مف القدـ وعقوبة الطرد وعقوبة اإلحالة عمى نصؼ الراتب‪ ،‬كما اف‬

‫العقوبات المقررة لمجرائـ العسكرية المختمطة اشد مف العقوبات المقررة لنفس الجرائـ في قانوف‬

‫العقوبات العاـ‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬تقسيم الجرائم من حيث ركنيا المعنوي‬

‫تقسـ الجرائـ مف حيث ركنيا المعنوي الى الجرائـ العمدية والجرائـ غير العمدية‪.‬‬

‫الجريمة العمدية )الجريمة المقصودة)‪ :‬تمؾ الجرائـ التي تكوف انصراؼ إرادة الجاني الى ارتكاب‬

‫الفعؿ المكوف لمجريمة والى احداث النتيجة الجرمية الناشئة عف توافر القصد الجنائي كأف يقوـ‬

‫شخص بأطبلؽ الرصاص عمى اخر بقصد قتمو‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫الجريمة غير العمدية ) الجريمة غير المقصودة( ‪ :‬تمؾ الجرائـ التي تكوف انصراؼ إرادة الجاني‬

‫الى الفعؿ فقط دوف احداث النتيجة الجرمية كأف يطمؽ شخص رصاص ألجؿ الصيد فأصاب‬

‫انساف فقتمو‪ ،‬والجرائـ العمدية تعد اشد خطورة مف الجرائـ غير العمدية ولذلؾ جاءت عقوبتيا اشد‪.‬‬

‫اىمية التقسيم بين الجرائم العمدية والجرائم غير العمدية من عدة نواحي‪:‬‬

‫‪ ‬من حيث الجريمة اإليجابية التي تقع بطريقة االمتناع‪ :‬اف ىذه الجريمة ال يمكف تصورىا اال‬

‫في الجرائـ العمدية‪.‬‬

‫‪ ‬من حيث العقوبة‪ :‬تكوف عقوبة الجريمة العمدية اشد مف عقوبة الجريمة غير العمدية فعقوبة‬

‫جريمة القتؿ العمد اشد مف عقوبة جريمة القتؿ الخطأ‪.‬‬

‫‪ ‬من حيث الشروع‪ :‬يتحقؽ الشروع في الجرائـ العمدية )الجنايات والجنح فقط( دوف الجرائـ غير‬

‫العمدية الذي ال يمكف تصور الشروع فييا‪.‬‬

‫المجرم والمسؤولية الجنائية‬

‫ال قياـ لممسؤولية الجنائية دوف وجود مجرـ مسؤوؿ عف الجريمػة أي أف ماديػات الجريمػة يجػب أف‬

‫تكػػوف صػػادرة عػػف إنسػػاف مسػػؤوؿ‪ ،‬ومػػف أجػػؿ ذلػػؾ كػػاف االنسػػاف ىػػو وحػػده الػػذي توجػػو إليػػو أحكػػاـ‬

‫قانوف العقوبات ألنػو وحػده الػذي يػدركيا‪ ،‬ولػيس صػفو االنسػانية ىػي الشػرط الوحيػد بػؿ يشػترط فيػو‬

‫أيض ػػا أف يك ػػوف أىػ ػبلً لممس ػػؤولية أي يك ػػوف عن ػػده االرادة‪ ،‬وتك ػػوف االرادة معتبػ ػرة إذا كان ػػت مدرك ػػة‬

‫مختارة وعميو يمكػف ان نعرف المجرم بأنو‪ :‬كل إنسان اقترف جريمة وكـان أىـالً لممسـؤولية حـين‬

‫ذاك بأن كانت لو إرادة معتبرة اتجيت اتجاىا مخالفا لمقانون‪.‬‬

‫وجػدير بالػػذكر أنػػو اليػزاؿ ىنػػاؾ خبلفػػا بػػيف الفقيػػاء بشػػأف المسػػؤولية الجنائيػػة لؤلشػػخاص المعنويػػة‬

‫االعتبارية كالجمعيات والمؤسسات والشركات وغيرىا مف الييئات‪.‬‬

‫س‪ /‬ىؿ مف الممكف مسألة الشخص االعتباري عف الجريمة؟‬


‫‪141‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫مف المسمـ بو أف مف يرتكب الجريمة مف عماؿ الشخص المعنوي وممثميو يسػأؿ عػف فعمػو شخصػيا‬

‫ولو كاف قد ارتكبو لمصمحة الشخص االعتباري الذي يمثمو وباسػمو‪ ،‬واالشػخاص المعنويػة ال تسػأؿ‬

‫جنائيا عما يقع مف ممثمييا الف المسؤولية الجنائية تستمزـ االدارة والشخص االعتباري ال إدارة لو‪.‬‬

‫امػػا بالنسػػبة لمفقػػو الحػػديث فيػػرى ضػػرورة تقريػػر المسػػؤولية الجنائيػػة لؤلشػػخاص المعنويػػة‪ ،‬وىنػػاؾ مػػف‬

‫يػػرى اف الشػػخص االعتبػػاري يكػػوف مسػػؤوال جنائيػػا ولكنػػو لػػيس أىػػبل لتوقيػػع العقوبػػة والمشػػرع الع ارقػػي‬

‫أق ار مبدأ المسؤولية الجنائية لؤلشخاص المعنويػة فػي المـادة (‪ )81‬إذ نصـت عمـى أنـو‪" :‬االشـخاص‬

‫المعنويــة فيمــا عــدا مصــالح الحكومــة ودوائرىــا الرســمية وشــبو الرســمية مســؤولية جزائيــا عــن‬

‫الج ـرائم التــي يرتكبيــا ممثموىــا أو مــديروىا أو وكالئيــا أو لحســابيا أو باســميا وال يجــوز الحكــم‬

‫عمييــا بغيــر الغرامــة والمصــادرة والتــدابير االحترازيــة المعتــدة لمجريمــة قانونـاً‪ .‬فــاذا كــان القــانون‬

‫يقــرر لمجريمــة عقوبــة اصــمية غيــر الغرامــة أبــدلت بالغرامــة وال يمنــع ذلــك مــن معاقبــة مرتكــب‬

‫شخصيا بالعقوبات المقررة لمجريمة في القانون"‪.‬‬

‫اساس المسؤولية الجنائية‬

‫ثار خػبلؼ كبيػر حػوؿ االسػاس التػي تقػوـ عميػو المسػؤولية الجنائيػة وىػؿ اف االنسػاف عنػدما يرتكػب‬

‫الجريمة ومخير اـ مجبر ( مسير) ؟ لئلجابة عف ىذا السؤاؿ ظير مذىباف أساسياف ىما ‪-:‬‬

‫اوالً‪ :‬مذىب حرية االختيار (المذىب التقميدي)‬

‫وىػػو المػػذىب االقػػدـ مضػػمونو اف االنسػػاف يممػػؾ الحريػػة فػػي اعمالػػو المختمفػػة وبالتػػالي فبإمكانػػو أف‬

‫يختػػار بػػيف مختمػػؼ السػػبؿ دوف اف يكػػوف مجب ػ ار عمػػى سػػموؾ معػػيف‪ ،‬وىػػذا يسػػتمزـ اف يكػػوف مػػدركاً‬

‫ألفعالػػو مميػ اًز ليػػا‪ ،‬أي اف االنسػػاف إذا ارتكػػب جريمػػة فإنيػػا تكػػوف راجعػػة الػػى محػػض اختيػػاره ولػػذلؾ‬

‫يكػػوف مسػػؤوال عنيػػا اذا تػوافر شػػرطاف ىمػػا‪( :‬االختيــار أي الحريــة– واالدراك أي التمييــز)‪ ،‬وبالتػػالي‬

‫فإف فقد االنساف ال دراكو لعاىة في عقمو أو صغره او االكراه يزيؿ عنو المسؤولية الجنائية ‪.‬‬
‫‪141‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫يرى اصحاب ىذا المذىب ان ىدف العقوبة ىي (تكفير عن ذنب – لتحقيق العدالة)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مذىب الجبر (النظرية الواقعية)‬

‫ومضمونو انكار حرية االختيار ألف اعماؿ االنساف حسب اعتقادىـ ليسػت وليػدة إرادة حػرة بػؿ إنيػا‬

‫تتكيػػؼ او تتػػأثر تبع ػاً لممػػؤثر االقػػوى مػػف بػػيف العوامػػؿ المختمفػػة التػػي تحػػيط بػػو‪ ،‬وأف االنسػػاف فػػي‬

‫اعمالو وتصػرفاتو يخضػع لعوامػؿ مختمفػة منيػا عوامػؿ ( نفسػيو – وراثيػة ‪ -‬اجتماعيػة – اقتصػادية‬

‫‪.)...‬‬

‫لذلؾ بقوؿ اصحاب ىذا الراي اف الجريمة ال ترجع الػى اختيػار الجػاني وانمػا مقػدرة عميػو واف افعػاؿ‬

‫االنساف وتصرفاتو ومنيا الجريمة البد اف تكوف نتيجة حتمية ألسباب مؤديػة إلييػا‪ ،‬وألجػؿ مكافحػة‬

‫الجريمة ما عمينا سوى الكشؼ عف ىذه االسباب ومعالجتيا‪.‬‬

‫وباإلضافة الى ان ىدف العقوبة ىي وسيمة تدافع بيا الجماعة عـن نفسـيا ضـد الجريمـة فيـي‬

‫رد فعل اجتماعي‪.‬‬

‫تقدير المذىبين ‪ -:‬يبلحػظ اف كػبل مػف المػذىبيف ينطػوي عمػى جانػب مػف الحقيقػة ولكػف مػع ذلػؾ‬

‫يؤخذ عمييا التطرؼ في الرأي والمغاالة في الحكـ‪ .‬فميس صحيحا اف االنساف يتمتػع بمطمػؽ الحريػة‬

‫أو اف االنساف ال يممؾ إرادة حرة بؿ مقيدة والحقيقية ىي الوسط بيف المذىبيف اي اف االنساف يتمتع‬

‫بحرية ولكػف ىػذه الحريػة مقيػدة بعوامػؿ ال يممػؾ السػيطرة عمييػا وىػي التػي توجيػو نحػو ال خيػار لػو‬

‫فيو‪ ،‬ولكنيا التصؿ الى حد إمبلء الفعؿ عميو وانما تترؾ لو قد اًر مف الحرية يتصرؼ فيو‪.‬‬

‫والصواب ىو التوقيؼ بيف المذىبيف وىذا ما سار عميو المشرع العراقي في المادة (‪ )61‬من قانون‬

‫العقوبات العراقي إذا نصت عمى إنو ‪":‬ال يسأل جزائياً من كان وقت ارتكاب الجريمـة فاقـد االدراك‬

‫أو اإلرادة لجنــون أو عاىــة فــي العقــل بســبب كونــو فــي حالــة ســكر او تخــدير نتجــت عــن م ـواد‬

‫مسكرة أ مخدرة أعطيت لو قس ارً أو عمى غير عمم منو بيا‪ ،‬أو ألي سب اخر يقرر العمم أنو يفقد‬

‫‪142‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫االدراك اإلرادة‪ .‬أما أذا لم يترتب عمى العاىـة فـي العقـل أو المـادة المسـكرة أو المخـدرة أو غيرىـا‬

‫سوى نقض أو ضعف في االدراك أو اإلرادة وقت ارتكاب الجريمة عد ذلك عذ ارً مخففاً"‪.‬‬

‫ومـن الـنص اعـاله يتضـح لنـا ان المشـرع العراقــي اخـذ بمـذىب االختيـار فـي المسـؤولية الجنائيــة‬

‫ومع ذلك فيي ال تأخذ بو بشكل مطمق وانما قيده بشرطين ىما‪( :‬االدراك – حرية االختيار)‬

‫‪ -1‬االدراك ( التمييــز )‪ :‬ىػػو قػػدرة االنسػػاف عمػػى فيػػـ ماىيػػو أفعالػػو وتص ػرفاتو وتوقػػع النتػػائج التػػي‬

‫تترتب عمييا‪ ،‬فاإلنساف يسػأؿ عػف فعمػو ولػو كػاف يجيػؿ أف القػانوف يعاقػب عميػو‪( ،‬الجيػؿ بالقػانوف‬

‫ليس بعذر)‪.‬‬

‫وينتفي اإلدراؾ بسبب (صغر السػف – االصػابة بعاىػة عقميػة او نفسػية – غيبوبػة ناشػئة عػف سػكر‬

‫غير اختباري – مرض)‪.‬‬

‫‪ -2‬حريـــة االختيـــار‪ :‬ى ػػي ق ػػدرة االنس ػػاف عم ػػى تحدي ػػد الوجي ػػة الت ػػي تتخ ػػذىا إرادت ػػو‪ ،‬وتنتف ػػي حري ػػة‬

‫االختيػػار بنػػوعيف مػػف االسػػباب ىمػػا‪ :‬أس ػػباب خارجيػػة (االك ػراه – حالػػة الضػػرورة) وأسػػباب داخمي ػػة‬

‫(االص ػػابة بعاى ػػة عقمي ػػة – نفس ػػية )‪ .‬وألج ػػؿ ذل ػػؾ يرف ػػع المس ػػؤولية الجنائي ػػة عن ػػد غي ػػاب االدراؾ أو‬

‫االختيار ولذلؾ سمي بموانع المسؤولية الجنائية‪.‬‬

‫سبب المسؤولية الجنائية‬

‫اف توافر اإلدراؾ وحرية االختيار أي االىمية ىما أساس المسؤولية الجنائية ولكف لتحقيؽ المسػؤولية‬

‫الجنائية ينبغي تحقيؽ سبب باإلضافة الى ذلؾ وىو (الخطأ)‪ ،‬أذف الخطأ ىػو سػبب لقيػاـ المسػؤولية‬

‫الجنائية‪.‬‬

‫والخطــأ بمعنــاه العــام ىــو الخطيئــة التــي تبــرر توقيــع العقــاب ومقتضــاىا مخالفــة أوامــر الشــارع‬

‫ونواىيو فال عقاب عمى فعل دون خطيئة أي خطأ‪.‬‬

‫ولمخطأ درجتاف ىما‪-:‬‬


‫‪143‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -1‬الخطــأ العمــدي‪ :‬ويعبػػر عنػػو اصػػطبلحاً بالقصػػد الجنػػائي ويتحقػػؽ عنػػدما يريػػد االنسػػاف الفعػػؿ‬

‫ويريد النتيجة التي تتكوف منيا الجريمة‪ ،‬مثؿ اف يطعف الجاني عدوه بسبلح قاصدا قتمو فيموت‪.‬‬

‫‪ -2‬الخطأ غير العمـدي‪ :‬ويتحقػؽ عنػدما يريػد االنسػاف الفعػؿ فقػط وال يريػد النتيجػة أي عنػدما يريػد‬

‫الفعؿ فقط غير قاصد النتيجة بسبب اىمالو او عدـ اختياط كجريمة القتؿ الخطأ‪.‬‬

‫القصد الجنائي (القصد الجرمي)‬

‫وىو أخطر صور الركف المعنوي‪ ،‬اذا تنصرؼ إدارة الجنائي الى السموؾ االج ارمػي والػى مػا يترتػب‬

‫عميػػو مػػف نتيجػػة جريمػػة‪ ،‬وقػػد عرفػػو قــانون العقوبــات العراقــي فــي المــادة (‪ ) 33‬بقوليــا‪" :‬القصــد‬

‫الجرمي ىو توجيـو الفاعـل إرادتـو الـى ارتكـاب الفعـل المكـون لمجريمـة ىادفـاً الـى نتيجـة الجريمـة‬

‫التي وقعت أو أيو نتيجة جريمة أخرى"‪.‬‬

‫ويتضمف ىذا التعريؼ عنصري القصد الجنائي ىما‪ ( :‬العمم – اإلرادة )‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلدارة‪ :‬يجػػب اف تنصػػب إرادة الجػػاني الػػى الس ػػموؾ الػػذي تقترفػػو‪ ،‬أي اقت ػراف الجػػاني لمجريم ػػة‬

‫بصورة إرادية وبحرية اختيار أيضا‪ ،‬مما يترتب عميو أنو إذا تبيف اف الفعؿ ارتكػب الفعػؿ عػف اكػراه‬

‫او بسػػبب قػػوة قػػاىرة أو تحػػت تػػأثير التنػػويـ المغناطيسػػي أو غيبوبػػة فػػبل يتػػوفر القصػػد الجنػػائي لعػػدـ‬

‫توافر اإلرادة مثؿ اف يموت الرضيع بسبب حركة امو وىي نائمة الى جانبو‪.‬‬

‫وىكػػذا يظيػػر اف لتحقيػػؽ القصػػد الجنػػائي ينبغػػي اف تنصػػرؼ ارادة الجػػاني الػػى السػػموؾ والػػى تحقيػػؽ‬

‫النتيجػػة التػػي تنشػػا عػػف ىػػذا السػػموؾ ويجػػب عػػدـ الخمػػط بػػيف القصػػد واإلرادة حيػػث اف اإلرادة تعنػػي‬

‫تعمد الفعؿ بينما القصد تعمد الفعؿ والنتيجة المترتبة عميو‪.‬‬

‫‪ -2‬العمــم‪ :‬حتػػى يتحقػػؽ القصػػد الجنػػائي ال يكفػػي اف يريػػد الجػػاني السػػموؾ االج ارمػػي والنتيجػػة التػػي‬

‫حصمت وانما ينبغي كذلؾ اف يكوف عالماً بأنو يقترؼ جريمة واف إرادتو متجية الفت ارضػيا بالشػروط‬

‫‪144‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫التي نص عمييا القانوف‪ ،‬فاذا استولى شخص عمى حقيقة في محطة قطار وكاف يعمـ أنيا ليست لو‬

‫وانمػػا ممموكػػة لمغيػػر يعػػد فعمػػو جريمػػة (سػرقة)‪ ،‬ولكػػف إذا كػػاف يظػػف انيػػا حقيبتػػو وانػػو أخػػذىا بسػػبب‬

‫الغمػط فينتفػي القصػد الجنػائي لديػو إذا ثبػت ذلػػؾ‪ ،‬كمػا ال تعتبػر المػرأة مرتكبػة لجريمػة االجيػػاض إذا‬

‫تناولت مادة مجيضة وكانت ال تعمـ انيا حامؿ‪.‬‬

‫الغمط في المجني عميو‪:‬‬

‫في ىذه الصورة يفترض اف شخصاً يريد قتؿ خصـ لو فيقع القتؿ ضد شخص أخر مثؿ اف يتربص‬

‫شػػخص فػػي الظػػبلـ ليقتػػؿ عػػدوه وعنػػدما يبصػػر شخص ػاً قادم ػاً فػػي الظػػبلـ يطمػػؽ عميػػو النػػار ويرديػػو‬

‫قت ػػيبلً معتق ػػداً أن ػػو ع ػػدوه‪ ،‬وى ػػذا ال ي ػػؤثر ف ػػي قي ػػاـ القص ػػد الجن ػػائي وبالت ػػالي قي ػػاـ الجريم ػػة وتحقي ػػؽ‬

‫مسؤوليتيا ألف الغمط لـ يقع عمى أي ركف مف اركاف الجريمة‪.‬‬

‫الخطأ في توجيو السموك االجرامي‪:‬‬

‫ويتحقػػؽ ىػػذه الصػػورة عنػػدما يخطػػى الجػػاني فػػي توجيػػو السػػموؾ االج ارمػػي بػػأف يقصػػد قتػػؿ شػػخص‬

‫معػػيف ولكنػػو يخطػػئ فيصػػيب غي ػره‪ ،‬مثػػؿ أف يطمػػؽ شػػخص عيػػا ار ناري ػاً عمػػى خصػػمو فػػبل يحسػػف‬

‫التصويب فيصيب غيره‪ ،‬في ىذه الحالة الرأي الراجح في الفقو والقضاء إف الخطأ الذي يقع ال يغير‬

‫مػػف مسػػؤولية الجػػاني عػػف الجريمػػة؛ ذلػػؾ الف النتيجػػة الواقعػػة واحػػدة وىػػي ازىػػاؽ روح انسػػاف عمػػداً‬

‫بغض النظر عف شخصية المجني عميو‪.‬‬

‫الفرق بين القصد والباعث‪:‬‬

‫يقصـــد بالباعـــث عمـــى الجريمـــة‪ :‬ىـــو الســـبب الـــذي يـــدفع الجـــاني الـــى اقتـــراف الجريمـــة‪ ،‬مث ػػؿ‬

‫(االنتقاـ – الثأر – الشفقة عمى مريض ميؤوس مف شفائو – غسؿ العار – الطمع‪.)...‬‬

‫‪145‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫وال يعتد القانوف بالباعث عمى ارتكاب الجريمة‪ ،‬وفػي ذلػؾ تقػوؿ المـادة (‪ )38‬مـن قـانون العقوبـات‬

‫العراقي‪" :‬ال يعتد بالباعث عمى ارتكاب الجريمة مالم ينص القانون عمى خالف ذلك"‪.‬‬

‫وبػػالرغـ منػػذ ذلػػؾ فقػػد يأخػػذ القػػانوف بالباعػػث أحيان ػاً إذا كانػػت الباعػػث ش ػريفاً ويعتب ػره عػػذ اًر قانوني ػاً‬

‫مخفف ػاً‪ ،‬وىػػذا مػػا نصػػت عميػػو المــادة (‪ )128‬مــن قــانون العقوبــات العراقــي ‪":‬يعتبــر عــذ ارً مخفف ـاً‬

‫ارتكــاب الجريمــة لبواعــث شــريفة"‪ ،‬كمػػا يجػػوز لمقاضػػي بحػػدود سػػمطتو التقديريػػة اف يحكػػـ بالعقوبػػة‬

‫األدنى‪.‬‬

‫انواع القصد الجنائي‪-:‬‬

‫لمقصد الجنائي أنواع عديدة منيا‪-:‬‬

‫‪ -1‬القصد العام والقصد الخاص‪:‬‬

‫يراد بالقصد العام (القصد العـادي)‪ :‬الػذي يتعػيف تػوافره فػي كافػة الجػرائـ العمديػة‪ ،‬أي إدارة السػموؾ‬

‫وادارة النتيجة والعمـ بيما‪ ،‬مثؿ جرائـ القتؿ والضرب والجرح وغيرىا‪.‬‬

‫امػا القصد الخـاص‪ :‬ىػو انصػراؼ نيػة الجػاني الػى تحقيػؽ غايػة معينػة أو باعػث خػاص فضػبلً عػف‬

‫توافر القصد العاـ (العمد)‪ ،‬مثؿ قصد الجاني تممؾ الماؿ في جريمة السرقة‪.‬‬

‫‪ -2‬القصد المحدد والقصد غير المحدد‪:‬‬

‫القصــد المحــدد‪ :‬يتحقػػؽ القصػػد المحػػدد عنػػدما تكػػوف إدارة الجػػاني متجيػػة نحػػو تحقيػػؽ نتيجػػة معينػػة‬

‫بالذات‪ ،‬مثؿ أف يريد شخص قتؿ أحمد فاطمؽ عميو الرصاص وأرداه قتيبلً‪.‬‬

‫القصد غير المحدد‪ :‬ويتحقؽ عندما تنصرؼ إرادة الجاني إلى تحقيؽ نتائج جريمة غير معينة‪ ،‬مثؿ‬

‫اف يريد شػخص قتػؿ إنسػاف او اشػخاص غيػر معيػيف بالػذات‪ ،‬مثػؿ اف يمقػي شػخص قنبمػة فػي حشػد‬

‫مف الناس‪.‬‬
‫‪146‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ويتساوى القصد المحدد والقصد غير المحدد مف حيث تحقيؽ النتيجة ألف كبلً منيما يحقؽ الجريمة‬

‫العمديػػة‪ ،‬ىػػذا مػػا نصػػت عميػػو المـــادة (‪ )33‬فـــي فقرتيـــا الرابعـــة مـــن قـــانون العقوبـــات العراقـــي‪:‬‬

‫"ويتحقق سبق االصرار سواء كان قصد الفاعل من الجريمة موجياً الى شخص معـين أو إلـى أي‬

‫شخص غيـر معـين وجـده أو صـادفو وسـواء كـان ذلـك القصـد معمقـا عمـى حـدوث أمـر أو موقوفـاً‬

‫عمى شرط"‪.‬‬

‫‪ -3‬القصد البسيط والقصد مع سبق االصرار‪:‬‬

‫القصد البسيط‪ :‬يراد بو اتجاه إرادة الجاني إلى ارتكاب الواقعة المحرمة مػع عممػو بػذلؾ وىػي مجػردة‬

‫عف سبؽ االصرار‪.‬‬

‫القصــد مــع ســبق االص ـرار‪ :‬ويػراد بػػو اتجػػاه إرادة الجػػاني إلػػى ارتكػػاب الواقعػػة المحرمػػة وىػػي مقترنػػة‬

‫بظػػرؼ سػػبؽ االص ػرار وفػػي ذلػػؾ تقػػوؿ المـــادة (‪ ) 33‬فـــي الفقـــرة الثانيـــة مـــن قـــانون بالعقوبـــات‬

‫العراقي‪" :‬القصد قد يكون بسيطاً أو مقترناً بسق اإلصرار"‪.‬‬

‫ويعػػرؼ المــادة (‪ ) 33‬فــي الفقــرة الثالثــة ســبق االصـرار بأنــو‪" :‬التفكــر المصــمم عميــو فــي ارتكــاب‬

‫الجريمة قبل تنفيذىا بعيداً عن ثورة الغضب أو اليياج النفسي"‪.‬‬

‫لػػذلؾ ينبغػػي لتحقيػػؽ سػػبؽ االص ػرار أف يت ػوافر عنص ػراف ىمػػا‪ :‬عنصػػر التصػػميـ السػػابؽ‪ ،‬وعنصػػر‬

‫ىدوء الباؿ‪.‬‬

‫أ‪ -‬عنصــر التصــميم الســابق‪ :‬ويقصػػد بػػو عقػػد النيػػة عمػػى ارتكػػاب الجريمػػة قبػػؿ تنفيػػذىا بفتػرة زمنيػػة‬

‫معينة ولـ يحدد القانوف مدة ىذه الفترة الزمنية بؿ تركيا لتقدير القاضي حسب ظروؼ مبلبسات كؿ‬

‫واقعة‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ب‪ -‬عنصر ىدوء البال‪ :‬ويقصػد أال يكػوف الجػاني قػد خػرج عػف طػوره فارتكػب الجريمػة تحػت تػأثير‬

‫عاطفة جامحة بؿ ارتكبيا وىو ىػادئ الػنفس واالعصػاب وغيػر مضػطرب وال متيػيج ممػا يػدؿ عمػى‬

‫التصػػميـ األكيػػد والعػػزـ بعػػد اف زاف االمػػور وقػػدر العواقػػب فاختػػار الجريمػػة‪ ،‬أي رسػػـ خطػػة سػػابقة‬

‫لتنفيذ الجريمة سواء كاف القصد محػدد أو غيػر محػدد وكمػا بينيػا المشػرع الع ارقػي فػي الفقـرة الرابعـة‬

‫من المادة (‪ )33‬بقوليا‪" :‬يتحقق سبق االصرار سواء كان قصد الفاعل مـن الجريمـة موجيـا إلـى‬

‫شخص معين أو إلى أي شخص غيـر معـين وجـده أو صـادفو‪ ،"...‬ومثػاؿ مػف كػاف يعػد العػدة بعػد‬

‫تصميـ عمى قتؿ اوؿ شخص يعترض طريقو او يدخؿ لمشارع الذي يسكنو‪ .‬ويتحقػؽ سػبؽ االصػرار‬

‫أيضا لو كاف القصد معمقاً عمى حدوث أمر أو موقوفا عمى شرط كما اشار الييػا الفقرة الرابعـة مـن‬

‫المادة (‪ )33‬بقوليا‪ ..." :‬سـواء كـان ذلـك القصـد معمقـا عمـى حـدوث أمـر أو موقوفـا عمـى شـرط"‬

‫ومثاؿ عمى سبؽ االصرار المعمؽ عمػى حػدوث أمػر كمػف يعػزـ عمػى قتػؿ دائنػو فيمػا إذا حجػز عمػى‬

‫محمػػو أو اموالػػو‪ ،‬أمػػا بالنسػػبة الػػى سػػبؽ االصػرار الموقػػوؼ عمػػى شػػرط كػػأف تعػػد العشػػيقة العػػدة لقتػػؿ‬

‫عشيقيا إذا لـ يتزوج بيا‪.‬‬

‫‪ -4‬القصد المباشر والقصد االحتمالي‪:‬‬

‫القصــد المباشــر‪ :‬يكػػوف القصػػد مباش ػ اًر إذا قصػػد الجػػاني السػػموؾ واراد النتيجػػة س ػواء كانػػت النتيجػػة‬

‫محػػددة مثػػؿ اف يعتمػػد شػػخص قتػػؿ أخػػر أـ غيػػر محػػددة كمػػف يتعمػػد قتػػؿ مػػف يعتػػرض أيػػا كػػاف ىػػذا‬

‫الشخص‪ ،‬أي النتيجة المقصودة مف الجاني مباشرة‪.‬‬

‫بينمػػا القصــد غيــر المباشــر أو االحتمــالي‪ :‬في ػراد بػػو إذا اراد الجػػاني نتيجػػة معينػػة فتنشػػأ عػػف فعمػػو‬

‫نتيجة أو نتائج أخرى لـ يكف يقصدىا أي النتيجة تكوف محتممة لعممو وليا عدة صور‪:‬‬

‫‪148‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫أ‪ -‬قد يكوف الجاني قد توقع النتيجة ولكنو واف لـ يكف قد ارادىا فإنو لـ ييتـ بيا بحيث كػاف تحققيػا‬

‫وعدمو لديو سواء فيمضػي فػي فعمػو فتحػدث النتيجػة‪ ،‬مثػؿ اف يضػع شػخص السػـ فػي الطعػاـ وكػاف‬

‫يتوقػػع اف يشػػارؾ فػػي الطعػػاـ المسػػوـ اشػػخاص أخػريف ولكنػػو لػػـ ييػػتـ لػػذلؾ‪ .‬ويســأل الجــاني وكأنــو‬

‫صاحب قصد مباشر‪.‬‬

‫ب‪ -‬او يكوف الجاني قد توقع النتيجة ولكنو لـ يقبميا ولـ يردىا واعتمد عمى التخمص منيا بميارتو‪،‬‬

‫مثؿ اف يسير الجاني بسيارتو بسػرعة كبيػرة فػي طريػؽ مػزدحـ ويتوقػع اف يصػدـ بعػض المػارة فيقتمػو‬

‫أو يجرحو ولكنو يعتمد عمى ميارتو في القيادة لتفادي ىذه النتيجة‪.‬‬

‫ج‪-‬او ال يكوف الجاني قد توقع النتيجة في حيف أنو كاف يجب عميو توقعيا كمػف يعتػدي عمػى امػرأة‬

‫حبمى بالضرب وىو يجيؿ أنيا حبمى فيؤدي الضرب إلى اجياضيا‪.‬‬

‫فــي جميــع الصــور اعــاله لــم يعمــل الجــاني عمــى تحقــق النتيجــة ولكــن تحققيــا كــان محــتمالً‪ .‬امػػا‬

‫بالنسبة لموقؼ التشريعات فمـ يكف اسػموب المعالجػة واحػدة فمنيػا مػا حمػؿ الجػاني مسػؤولية النتيجػة‬

‫المحتممة ومنيا مف اعتبرىا غير عمدية ومنيا مف سكت عف ايراد حكـ ليا وترؾ االمر لمفقو‪.‬‬

‫ولقػػد عػػالج قػػانوف العقوبػػات الع ارقػػي ىػػذه المسػػألة فػػي المــادة (‪ ) 34‬إذ نصــت عمــى أنــو "تكـــون‬

‫الجريمة عمدية إذا توافر القصد الجرمي لدى فاعميا وتعد الجريمة عمديـة كـذلك‪...‬ب‪ -‬إذا توقـع‬

‫قابل المخاطرة بحدوثيا"‪.‬‬


‫الفاعل نتائج إجرامية لفعمو فأقدم عميو ً‬

‫ويبلحظ عمى ىذا النص اف المشرع العراقي قد ساوى بيف القصد المباشػر والقصػد االحتمػالي بشػرط‬

‫اف يكوف الجاني قد توقع النتيجة االجرامية فأقدـ عميو وخاطر بحدوثيا أي بتوافر شرطيف ىما‪:‬‬

‫‪149‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -1‬توقع حصول النتيجة االجرامية‪ :‬ويراد بو اف تكوف النتيجػة محتممػة بالنسػبة لمفعػؿ الػذي يرتكبػو‬

‫الجػػاني أمػػا فػػي القصػػد المباشػػر تكػػوف وقػػوع النتيجػػة أمػػر الزـ ولػػيس احتمػػالي فػػاذا لػػـ يكػػف النتيجػػة‬

‫محتممػػة ال يتحقػػؽ القصػػد االحتمػػالي‪ ،‬ألف المعيػػار الػػذي يأخػػذ بػػو ىػػذا الػػنص ىػػو معيػػار شخصػػي‬

‫وليس موضوعي‪.‬‬

‫‪ -2‬قبول النتيجة االجرامية‪ :‬ويقصد بو اف الجػاني يتوقػع النتيجػة ولكػف بػالرغـ مػف ذلػؾ يقبػؿ عميػو‬

‫ويسػػعى لػػو وال ينصػػرؼ عنػػو‪ .‬ومثػػاؿ ذلػػؾ مػػف يريػػد قتػػؿ عػػدوه بالسػػـ فيضػػع السػػـ فػػي طعػػاـ مػػع انػػو‬

‫توقع اف يشاركو الطعاـ السموـ اشػخاص أخػروف ويموتػوف ولكنػو قبػؿ بالنتيجػة ولػذلؾ يسػأؿ الجػاني‬

‫وكأنو صاحب قصد مباشر‪.‬‬

‫وبنــاء عمــى مــا تقــدم يالحــظ ان المشــرع العراقــي ســاوى بــين القصــد المباشــر والقصــد االحتمــالي‬

‫ولكنــو اخــذ بالقصــد االحتمــالي بأضــيق صــورة وىــي الصــورة التــي يتوقــع فييــا الجــاني النتيجــة‬

‫االجرامية المحتممة ويقبيا ويستمر بفعمو غير مكترث بوقوعيا‪.‬‬

‫‪ -5‬القصد المتعدي‪:‬‬

‫ويسمى بجرائـ متعدية القصد‪ :‬ويتحقؽ ىذه الجريمة إذا ارتكب الجاني سموكاً اجرامياً بقصد احداث‬

‫نتيجػػة جرميػػة معينػػة غيػػر أف سػػموكو افضػػى إلػػى إحػػداث نتيجػػة جرميػػة أشػػد جسػػامة مػػف تمػػؾ التػػي‬

‫سعى الييا الجاني أو قصدىا‪.‬‬

‫عمم ػاً أف المسػػؤولية فػػي الج ػرائـ ذات القصػػد المعتػػدي ال تقػػوـ عمػػى اسػػاس فك ػرة القصػػد االحتمػػالي‬

‫لعػػدـ وجػػود عنصػػر توقػػع النتيجػػة‪ ،‬ومػػف الجػرائـ المعتػػدي القصػػد ىػػي جريمػػة الضػػرب المفضػػي الػػى‬

‫المػػوت المػػادة (‪ ،)411‬وجريمػػة الحريػػؽ العمػػد المفضػػي الػػى المػػوت المػػادة (‪ ،)342‬وجريمػػة االيػػذاء‬

‫المفضي الى عاىة مستديمة المػادة (‪ ،)412‬وجريمػة االجيػاض المفضػي الػى المػوت المػادة (‪417‬‬

‫‪151‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫و ‪ ،)418‬وغيرىا ومما تجدر االشارة الى اف المشرع قد قرر عقوبات أخؼ مف تمؾ المقػررة لمجػرائـ‬

‫العمدية واشد مف تمؾ المقررة لمجرائـ غير العمدية‪.‬‬

‫الخطأ غير العمدي‬

‫يقصػػد بالخطػػأ غيػػر العمػػدي‪ :‬ىػػو عػػدـ اتخػػاذ الجػػاني واجػػب الحيطػػة والحػػذر الػػذي يقتضػػيو النظػػاـ‬

‫القانوني وعدـ حيمولتو تبعا لذلؾ مف أف يػؤدي سػموكو الػى حػدوث النتيجػة الجرميػة (الجريمػة)‪ ،‬مثػؿ‬

‫اف يطمؽ شخص رصاصة مف اجػؿ اصػطياد حيػواف فيصػب بيػا إنسػاف ويقتمػو‪ ،‬فػاف اىمػاؿ الجػاني‬

‫وعدـ احتياطو ىو أساس الخطأ غير العمدي‪ ،‬ويمزـ اف يتوفر اركاف الجريمة مف ركف مػادي والػذي‬

‫يتضػػمف ارتبػػاط سػػموؾ الجػػاني بعبلقػػة السػػببية مػػف النتيجػػة والػػركف المعنػػوي المتمثػػؿ بالخطػػأ غيػػر‬

‫العمػػدي‪ .‬ويسػػاؿ الجػػاني عػػف النتيجػػة الجرميػػة ول ػػو لػػـ يكػػف يتوقعيػػا؛ ألنػػو كػػاف عميػػو اف يتوقعي ػػا‬

‫وبالتالي يتخذ الحيطة والحذر لمنع وقوعيا‪ ،‬اما أذا كانت النتيجة غير متوقعػة فػاف الجػاني ال يسػاؿ‬

‫عنيا‪.‬‬

‫وتعد جرائـ الخطأ أقؿ خطػورة مػف الجػرائـ العمديػة‪ ،‬وبالتػالي يكػوف عقوبتيػا أخػؼ؛ نظػ اًر لعػدـ وجػود‬

‫القصد الجنائي‪.‬‬

‫والمعيار في تحديد االخالل بواجـب الحيطـة والحـذر ىـو معيـار موضـوعي أساسػو تصػور شػخص‬

‫حريص في سموكو لو وجد في نفس ظروؼ المتيـ عند وقوع الحادثة فيؿ كػاف يتصػرؼ عمػى نفػس‬

‫النحػػو الػػذي تصػػرؼ فيػػو المػػتيـ؟ فػػاذا كػػاف الج ػواب باإليجػػاب فعندئػػذ ينتفػػي ركػػف الخطػػأ واذا كػػاف‬

‫الجواب بالنفي فعندئذ يمزـ تقرير خطأ المتيـ‪.‬‬

‫صور الخطأ غير العمدي‬

‫‪151‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫نص قانوف العقوبات العراقي عمى صور الخطأ غير العمدي فػي المادة (‪ )35‬من قانون العقوبات‬

‫العراقـي عمـى أنـو‪" :‬تكـون الجريمـة غيـر عمديـة إذا وقعـت النتيجـة االجراميـة بسـبب خطـأ الفاعــل‬

‫سـواء كــان ىــذا الخطــأ إىمــاالً أو رعونــة أو عــدم انتبــاه أو عــدم احتيــاط أو عــدم مراعــاة القـوانين‬

‫واالنظمة واألوامر"‪ .‬وىذه الصور ىي‪:‬‬

‫‪-1‬االىمال‪ :‬ىو الغفمة مف القياـ بمػا ينبغػي لمرجػؿ البصػير اف يفعمػو وتتمثػؿ بالسػموؾ السػمبي الػذي‬

‫ينشػا عنػو الضػرر الجرمػػي‪ ،‬مثػؿ سػائؽ العربػة الػػذي يتػرؾ الحجػارة التػي اسػػتعمميا فػي ايقػاؼ عربتػػو‬

‫فػػي الطريػػؽ العػػاـ ويصػػطدـ بيػػا عربػػة أخػػرى ويصػػاب راكبيػػا بػػأذى‪ ،‬وىػػذه الصػػورة يتمثػػؿ بالسػػموؾ‬

‫السمبي‪.‬‬

‫‪-2‬عدم االنتباه‪ :‬ويتكوف مف الطيش أو الخفة غير المعذورة ويتشابو مع االىماؿ بأنو سموؾ‬

‫السمبي‪ ،‬ومثالو الشخص الذي يحمؿ قضباناَ حديدية في طريؽ ضيؽ مزدحـ ويصيب احد المارة‪.‬‬

‫‪-3‬الرعونة (ذوي المين)‪ :‬وتعني الخفة والطيش وعدـ االتزاف‪ ،‬ويقصد بيا عدـ الدراية فػي الشػؤوف‬

‫الفنية او المينية ومثاليا البناء غير الماىر الذي يسبب بعممو سقوط بعض االحجػار عمػى االخػريف‬

‫مما يؤدي الى موت احدىـ أو الميندس أو الطبيب‬

‫‪-4‬عدم االحتياط (التقصير)‪ :‬ويقصد عدـ االحتراز أو عدـ التحفظ مما يسبب مسؤولية الجاني عف‬

‫نتيجة سموكو؛ الئو كاف في اسػتطاعتو أف يحػوؿ دوف وقػوع الحػادث لػو تصػرؼ بحػذر وتعقػؿ‪ ،‬مثػؿ‬

‫الشخص الذي يقود سيارتو بسرعة في طريؽ مزدحـ فيصدـ احد المارة فيقتمو‪.‬‬

‫‪-5‬عدم مراعاة القوانين واالنظمـة واالوامـر‪ :‬ويقصػد بػو عػدـ التػزاـ الجػاني باألنظمػة والقػوانيف مثػؿ‬

‫اف يسمـ سيارتو لشخص ال يحمؿ اجازة سوؽ وال يجيد السػياقة فيعمػد الػى حػادث اصػطداـ ويصػيب‬

‫احدىـ‪.‬‬
‫‪152‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫والواقع اف ىذه الصور متداخمة مع بعضيا البعض بحيث يتعذر الفصؿ بينيا وكاف باإلمكاف‬

‫االستعاضة عف ىذه الصور الخمسة بصورة واحدة وىي التقصير واالىمال وعدم االحتياط الذي‬

‫يشمؿ كافة انواع الخطأ وصوره‪.‬‬

‫موانع المسؤولية الجنائية‬

‫ويراد بيا الحاالت التي ت تجرد فييا اإلرادة مف القيمة القانونية‪ .‬أو ىي الحاالت التي ينتفي فييا‬

‫اإلدراؾ أو االختيار أو كمييما معا‪ .‬وذكرىا المشرع العراقي في المواد مف (‪ ،)65-61‬إذ نصت‬

‫المادة (‪ )61‬عمى أنو‪" :‬ال يسأل جزائياً من كان وقت ارتكاب الجريمة فاقدا اإلدراك او االرادة‬

‫لجنون أو عاى ة في العقل أو بسبب كونو في حالة سكر أو تخدير نتجت عن مواد مسكرة أو‬

‫مخدرة أعطيت لو قس ار أو عمى غير عمم منو بيا‪ ،‬أو ألي سبب أخر يقرر العمم أنو يفقد اإلدراك‬

‫أو االرادة‪ .‬أما إذا لم يترتب عمى العاىة في العقل أو المادة المسكرة أو المخدرة أو غيرىا سوى‬

‫نقض أو ضعف في اإلدراك أو اإلرادة وقت ارتكاب الجريمة عن ذلك عذ ار مخففاً"‪.‬‬

‫يبلحظ اف موانع المسؤولية ذكرت عمى سبيؿ الحصر ولكف ىؿ مف الصواب ذكر ىذه الموانع عمى‬

‫سػبيؿ الحصػػر؟ يػػرى بعػػض الكتػػاب أنػػو ال حاجػػة الػػى تحديػػد موانػػع المسػػؤولية فػػي حػػاالت محصػػورة‬

‫اء نػص عميػو‬


‫ألف كؿ ما يؤدي الػى فقػداف اإلدراؾ واالختيػار يػؤدي الػى منػع المسػؤولية الجنائيػة سػو ً‬

‫القانوف أـ لـ ينص عمييا‪.‬‬

‫يرى االخروف أنو في حالة حصر موانػع المسػؤولية فػي نصػوص القػانوف قػد يػؤدي الػى كشػؼ العمػـ‬

‫عػػف اسػػباب جديػػدة يػػزوؿ بيػػا اإلدراؾ واالختيػػار‪ ،‬ولػػذلؾ ىػػـ يػػردوف الشػػارع عنػػدما نػػص عمػػى اىػػـ‬

‫الح ػػاالت وأف القي ػػاس والتفس ػػير ج ػػائزاف ف ػػي ش ػػأف النص ػػوص الخاص ػػة بموان ػػع المس ػػؤولية ألف ى ػػذه‬

‫‪153‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫النصػػوص ال تنشػػى ج ػرائـ وال تقػػر عقوبػػات ويؤيػػد ىػػذا ال ػراي بػػاف المشػػرع اسػػتعمؿ بعػػض العبػػارات‬

‫تقبؿ بطبيعتيا التفسير الواسع مثؿ (عاىة في العقؿ)‪.‬‬

‫امػػا بالنسػػبة لممشػػرع الع ارقػػي واف جػػاءت موانػػع المسػػؤولية عمػػى سػػبيؿ الحصػػر اال أنػػو ال يمنػػع مػػف‬

‫المجوء الى التفسػير الواسػع أو القيػاس؛ ألف ذلػؾ ال يػؤدي الػى خػرؽ مبػدا قانونيػة الجػرائـ والعقوبػات‬

‫وتعتبر موانع المسؤولية ذات طبيعة شخصية أي ال تنتج أثرىػا اال فػي شػخص مػف تػوافرت فيػو مػف‬

‫الجنػاة‪ ،‬أما االثر المترتب عمى مانع المسؤولية فيو اسقاط المسـؤولية الجنائيـة عـن الجـاني وان‬

‫زالت المسؤولية زالت العقوبة غير ان ىذا ال يمنع مـن اتخـاذ التـدابير االحترازيـة‪ .‬وألجػؿ أف تنػتج‬

‫مػػانع المسػػؤولية أثػره يجػػب اف يكػػوف متحققػػا ومتػواف اًر وقػػت ارتكػػاب الجانػػب فعمػػو‪ .‬وموانػػع المسػػؤولية‬

‫خمسة وىي كما يأتي‪:‬‬

‫اوالً‪ :‬فقد االدراك واإلرادة بسبب الجنون او عاىة في العقل‬

‫كانت التشريعات القديمة تسمـ بأف حالة الجنوف يتنافى معيا قياـ المسػؤولية الجنائيػة ومنيػا الشػريعة‬

‫االسػػبلمية ولكػػف االمػػر اختمػػؼ فػػي العصػػور الوسػػطى نتيجػػة االوىػػاـ والخ ارفػػات التػػي كانػػت تسػػيطر‬

‫عمى افكار الناس وتصور ليـ الجنوف بأنو مس مف الشيطاف وأف المجنوف يعمؿ بوحي منو‪ ،‬إذ أنو‬

‫جػ ّػف لكث ػرة ذنوبػػو‪ ،‬واف المجنػػوف يسػػأؿ عػػف ممػػا يرتكبػػو مػػف ج ػرائـ‪ ،‬أمػػا بالنسػػبة لغالبيػػة التش ػريعات‬

‫الحديثة ومنيا قانوف العقوبات العراقي فقػد تبنػت مبػدأ عػدـ مسػاءلة المجنػوف جنائيػا وأجػاز لممحكمػة‬

‫في ذات الوقت إف وجدت اف المجػرـ خطػر عمػى األمػف أف تػأمر بإيداعػو مصػحة لؤلمػراض العقميػة‬

‫ومعالجتو عمو يشفى‪.‬‬

‫ولتطبيػػؽ المػػادة (‪ ) 61‬مػػف قػػانوف العقوبػػات الع ارقػػي ينبغػػي ت ػوافره عػػدة شػػروط االمتنػػاع المسػػؤولية‬

‫وىي‪:‬‬

‫‪154‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -1‬إصابة المتيم بجنون أو عاىة في العقل‬

‫‪ -2‬ان يفضي ذلك الى فقد المتيم لإلدراك او االرادة‬

‫‪ -3‬معاصرة ذلك الرتكاب الجريمة‬

‫الشرط االول ‪ :‬الجنون والعاىة في العقل‬

‫استعمؿ المشرع العراقي كممة الجنوف لداللة عمى المرض في العقؿ‪ ،‬ألنو المصطمح االكثر شػيوعاً‬

‫بيف الناس ولـ يعرؼ ىذا المصطمح وتركو ألىؿ الخبرة لكي ال يؤدي الى حصر األمر في دائرة قد‬

‫تض ػيؽ مػػع التقػػدـ العممػػي وقــد عرفــو الفقيــاء بأنــو ((كــل مــا يصــيب العقــل فيخرجــو عــن حالتــو‬

‫الطبيعيـــة ويترتـــب عميـــو الفقـــدان الكمـــي لـــإلدراك واإلرادة او احـــدىما ســـواء أكـــان ذلـــك خمقيـــا أم‬

‫عارضاً)) ‪.‬‬

‫وقػػد اسػػتعمؿ فضػػبل عػػف كممػػة الجنػػوف مصػػطمح ىػػو العاىػػة فػػي العقػػؿ‪ ،‬فجػػاء المصػػطمحاف احػػدىما‬

‫يكمػؿ االخػػر لتغطيػػة جميػػع العيػػب فػػي العقػػؿ‪ .‬ويكػػوف الجنػػوف إمػػا مؤقتػػا وفيػػو يعتبػػر الشػػخص غيػػر‬

‫مسؤوؿ عف االفعاؿ التي يرتكبيا أثناء وجود حالة الجنوف فقط أو دائمينا وفييا ترفع المسؤولية عػف‬

‫الجاني مطمقاً‪ .‬والقاضي ىو الذي يقدر حالة العيب في العقؿ عف طريؽ االستعانة بأىؿ الخبرة‪ ،‬أف‬

‫األمػراض العقميػػة مػػف االمػراض الخفيفػػة التػػي تحتػػاج الػػى خبػرة واسػػعة ود اريػػة وال يجػػوز لممحكمػػة أف‬

‫تقػػرر م ػػف تمق ػػاء نفسػػيا ف ػػبل ب ػػد مػػف االعتم ػػاد عم ػػى رأي الطبيػػب‪ ،‬ورأي المحكم ػػة ال تخض ػػع لرقاب ػػة‬

‫محكمة التمييز‪ ،‬ألف المسألة موضوعية وليس قانونية‪.‬‬

‫ويقصد بالعاىة فـي العقـل‪ :‬كـل مـرض يـؤثر فـي حالـة أو الجيـاز العصـبي بعـد نمـوه نمـوا طبيعيـاً‬

‫عادياً‪ ،‬فيوثر عمى وظيفتيا تأثي ارً ال يصل الى حد الجنون بمعناه المعروف طبيا بحيث ال يستطيع‬

‫‪155‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫السيطرة عمى افعالو بصورة دائميو أو مؤقتو مثل الصرع واليقظة النومية‪ ،‬وحػاالت العيػب العقمػي‬

‫االكثر انتشا اًر ىي كاالتي‪:‬‬

‫‪ -1‬الضعف العقمـي‪ :‬وتعنػي وقػوؼ الممكػات الذىبيػة فػي نموىػا دوف النضػج الطبيعػي مثػؿ العتػو –‬

‫البمو – الحمؽ أي الغباء الشديد‪ ،‬وقد يكوف الحمؽ عيباً جزئياً ينقض اإلدراؾ أو اإلرادة بالتالي فيػو‬

‫يخفؼ المسؤولية دوف اف يمنعيا‪.‬‬

‫‪ -2‬الصرع‪ :‬ويكوف عمى شكؿ نوبات يفقد المصاب خبلليا شعوره وارادتو فبل يسيطر عمى اعضػاء‬

‫جسمو وقد يدفعو الى ارتكاب الجرائـ‪.‬‬

‫‪ -3‬الشيزوفرينيا (االنفصام في الشخصية)‪ :‬يعاني المصاب مف ازدواج الشخصية بحيػث ال يػذكر‬

‫وىو في احدى الشخصيتيف ما اقترفو مف افعاؿ حينما كانت لو الشخصية األخرى‪.‬‬

‫‪ -4‬البارانويــا أو جنــون العقائــد الوىميــة‪ :‬يعػػاني فييػػا المػريض مػػف تسػػمط افكػػار عميػػو فػػبل يسػػتطيع‬

‫مقاومتيا كأف يعتقد بأنو ضحية او نبي او يتقمص دور شخصية تاريخية‪.‬‬

‫‪ -5‬جنون السرقة أو جنون الحريق‪ :‬يدفع المصاب بيذا المرض الػى ارتكػاب السػرقات او الحريػؽ‬

‫بالرغـ مف عممو؛ ألف تسيطر عميو دوافع شاذه ال يستطيع مقاومتيا‪.‬‬

‫‪ -6‬التنــويم المغناطيســي‪ :‬ىػػو افتعػػاؿ حالػػة نػػوـ غيػػر طبيعػػي يتقبػػؿ فييػػا النػػائـ االيحػػاء مػػف المنػػوـ‬

‫دوف محاولػػة منػػو لتبري ػره؛ الف التنػػويـ المغناطيسػػي ينفػػذ فيػػو الشػػخص وىػػو فػػي حالػػة اليقظػػة األمػػر‬

‫الػػذي أوصػػى بػػو المنػػوـ‪ ،‬وىػػو بعػػد تنفيػػذىا ال يعنػػي أف المنػػوـ قػػد اوحػػى لػػو بػػو‪ ،‬ويعتمػػد عمػػى درجػػة‬

‫عمؽ النوـ فكمما استطاع المنوـ مف تعميؽ درجة النوـ زاد احتماؿ قبوؿ النائـ لئليحاء‪ .‬أمػا إذا قبػؿ‬

‫‪156‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫الشػػخص أف ينػػوـ أو طمػػب ىػػو ذلػػؾ كػػي يشػػجعو النػػوـ عمػػى ارتكػػاب الجريمػػة فإنػػو يعاقػػب بالعقوبػػة‬

‫المقررة قانوناً‪.‬‬

‫‪ -7‬الصم والبكم‪ :‬يؤثر الصـ والبكـ عمى قدره الشخص عمػى اإلدراؾ فمػف يولػد محرومػاً مػف ىػاتيف‬

‫النعمتيف او يحرـ فػي سػف مبكػرة او حتػى اصػيب بيمػا فػي سػف متػأخرة ‪ ،‬ممػا يترتػب عميػو أنػو أدى‬

‫إلػػى أف يفقػػد صػػاحبيما االدراؾ واالرادة أصػػبح غيػػر مسػػؤوؿ جنائي ػاً‪ ،‬أمػػا إذا اقتصػػر عمػػى انقػػاص‬

‫االدراؾ واالرادة بقدر جسيـ فانو يخفؼ مف المسؤولية وال يمنعيا‪.‬‬

‫‪ -8‬الشخصية السيكوبائية‪ :‬ىي شخصية شاذه في تكوينيا النفسي يتمتع صاحبيا باإلدراؾ المعتاد‬

‫ولكف لديو انحراؼ في الغرائز أو اختبلؼ في العاطفػة ومثػاؿ ذلػؾ (السػيكوبائية الجنسػية) وصػاحب‬

‫ىػػذه الشخصػػية انحرفػػت قوتػػو الجنسػػية عػػف النمػػو الطبيعػػي فاتجػػو الػػى ارتكػػاب جػرائـ االعتػػداء عمػػى‬

‫العرض او الجرائـ المخمة بالحياء عاجز عف الػتحكـ فػي غ ارئػزه‪ .‬وبالتػالي ىػو أقػرب إلػى المعتػوىيف‬

‫أو المجانيف مف الناحية االخبلقية‪ ،‬وىي مظيػر مػف مظػاىر العاىػة العقميػة ومػف الجػدير بالػذكر أف‬

‫صػػاحبيا يتمتػػع بػػاإلدراؾ واإلرادة وألجػػؿ ثبوتيػػا عمػػى القاضػػي فحػػص المػػتيـ لمتحقيػػؽ عمػػا إذا كانػػت‬

‫تكشؼ عف عاىة في العقؿ فتمنع المسؤولية‪.‬‬

‫‪ -9‬حالة اليقظة النومية‪ :‬ويقصد بو نوع مف االحبلـ تتميز بأف النائـ فييا ينفذ بأعضاء جسمو مػا‬

‫يػػرد إليػػو مػػف صػػور ذىنيػػة‪ ،‬وىػػو ال يعنػػي مػػا يفعػػؿ وال يػػذكر عنػػد الصػػحوة مػػا أقػػدـ عميػػو مػػف افعػػاؿ‬

‫أثناء نومو‪ ،‬ولذلؾ فيو عديـ االرادة واالدراؾ مما يترتب عميو امتناع المسؤولية الجنائية‪.‬‬

‫‪ -11‬حالة ثورة العاطفة وشدة االنفعال‪ :‬قد تؤثر العواطؼ الجائحة مثؿ الحػب الشػديد او الغضػب‬

‫الشديد والغيرة واالنتقاـ عمػى شػعور االنسػاف فتدفعػو إلػى ارتكػاب الجريمػة‪ ،‬فيػؿ تػؤثر عمػى مسػؤولية‬

‫عمى الجريمة؟‬

‫‪157‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫اف ثورة العاطفة حتى واف بمغ أقصى درجاتو ال يعتبر مف قبيؿ العيػب فػي العقػؿ وبالتػالي فػبل يمنػع‬

‫المسؤولية ولكف قد يكوف سبباً مف اسباب التخفيؼ‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬فقد االدراك واإلرادة‬

‫فقد اإلدراؾ أو االختيار يقتضي الحرمػاف الكمػي مػف احػدىما كػي ينػتج أثػره ويمنػع المسػؤولية امػا إذا‬

‫كػػاف الحرمػػاف جزئيػاً بػػأف احػػتفظ الجػػاني بقػػدر مػػف االدراؾ او االختيػػار عمػػى نحػػو مػػا فػػبل يمنػػع مػػف‬

‫المسؤولية غير أنو يكوف عذ اًر مخففاً لتخفيؼ العقوبة‪ ،‬كما في عاىة الحمؽ والسفو‪.‬‬

‫الشرط الثالث‪ :‬معاصرة فقد االدراك أو االختيار الرتكاب الجريمة‬

‫البػػد اف يكػػوف اصػػابة الجػػاني بػػالجنوف او العاىػػة العقميػػة وفقػػده اإلدراؾ أو االختيػػار خػػبلؿ الوقػػت‬

‫الذي ارتكب فييا الفعؿ المحقؽ لمجريمػة‪ ،‬وىػو مػا نصػت عميػو المـادة (‪ ) 61‬مـن قـانون العقوبـات‬

‫العراقـي ‪" :‬ال يسـأل جزائيـاً مـن كــان وقـت ارتكــاب الجريمـة فاقـدا‪ ،"...‬وتطبيػػؽ ىػذا الشػرط يقتضػػي‬

‫تحديد وقت ارتكاب الجريمة فضبلً التحقيػؽ مػف حالػة المػتيـ فػي ىػذا الوقػت فػإذا كػاف فاقػداً لػئلدراؾ‬

‫او االرادة امتنعػػت مسػػؤولية‪ ،‬امػػا إذا كانػػت الجريمػػة تسػػتمزـ عػػدة افعػػاؿ كمػػا ىػػو الحػػاؿ فػػي ج ػرائـ‬

‫االعتيػػاد فينبغػػي اف يكػػوف المػػتيـ فاقػػداً لػػئلدراؾ واالرادة وقػػت ارتكػػاب كػػؿ فعػػؿ مػػف االفعػػاؿ لتحقيػػؽ‬

‫الجريمة ويتـ الكشؼ عف طريؽ االستعانة بالطبيب المختص ‪.‬‬

‫االثار المترتبة عمى امتناع المسؤولية‪:‬‬

‫اء كان ػػت‬


‫فػػي حال ػػة ت ػوافر الش ػػروط الثبلثػػة أنف ػػو الػػذكر امتنع ػػت المسػػؤولية الجنائي ػػة عػػف الم ػػتيـ س ػو ً‬

‫الجريمة جناية او جنحة او مخالفة‪ ،‬وىذا االمتناع شخصي يقتصر عمى مف توافر فيو شروطو دوف‬

‫غيره مما ساىموا في الجريمة‪ ،‬فضبل عف امتناع المسػؤولية الجنائيػة ال يمنػع مػف المسػؤولية المدنيػة‬

‫عف الضرر الي يرتكبو المجنوف‪.‬‬


‫‪158‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫التــدابير االحترازيــة عنــد ثبــوت امتنــاع المســؤولية‪ :‬ايػػداع المجنػػوف المرتكػػب لمجريمػػة فػػي مصػػحة‬

‫لؤلمػراض العقميػػة أو محػػؿ معػػد ليػػذا الغػػرض مػػف التػػدابير االحت ارزيػػة عنػػد ثبػػوت امتنػػاع المسػػؤولية‪،‬‬

‫ولممحكمة بعد اخذ رأي لجية الطبية المختصة اف تقرر أخبلء سبيمو او تسميمو الى والديو او اقاربو‬

‫بالشػػروط المحػػددة وبنػػاء عمػػى طمػػب مػػف االدعػػاء العػػاـ أو كػػؿ ذي شػػأف حسػػب المػػادة (‪ ) 115‬مػػف‬

‫قانوف العقوبات العراقي ‪.‬‬

‫وقد يكػوف العيب العقمي الطارئ بعد الجريمـة‪ :‬فػي ىػذه الحالػة ال تنتفػي المسػؤولية الجنائيػة اذا كػاف‬

‫الجاني سميما وقت ارتكاب الجريمة ولكف في ىذه الحالة يجب اف تتوقؼ اجراءاتػو ويعػاد شػفائو مػف‬

‫مرضو‪.‬‬

‫امػا إذا كانػػت اصػػابتو فػي العقػػؿ قػػد حػػدثت بعػد الحكػػـ النيػػائي فػػي الػدعوى وصػػيرورة العقوبػػة واجبػػة‬

‫لتنفيذ فإنيا تمنع مف تنفيذىا لتختمؼ المعػاني المقصػودة مػف توقيػع العقػاب مػف حيػث الزجػر والػردع‬

‫واقرار العدالة واالصبلح وىذا يخص بالعقوبات السالبة لمحرية وعقوبة االعػداـ امػا العقوبػات الماليػة‬

‫فتتخذ‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬فقد االدراك أو اإلرادة بسبب السكر أو التخدير لتناول مواد مسكرة او مخدرة‬

‫بيف قانوف العقوبات العراقي حالة فقػد اإلدراؾ أو االرادة بسػبب تنػاوؿ مسػكر أو مخػدر فػي المػادتيف‬

‫(‪ )61‬و (‪ )61‬كاالتي‪:‬‬

‫المادة (‪" :) 61‬ال يسأل جزائيا ‪ .....‬بسبب كونو في حالة سكر أو تخدير نتجت عن مواد مسكرة‬

‫او مخدرة أعطيت لو قس ارً أو عمى غير عمم منو بيا‪."...‬‬

‫والمادة (‪" : )61‬إذا كان فقـد اإلدراك أو االرادة ناتجـا عـن مـواد مسـكرة أو مخـدرة تناوليـا المجـرم‬

‫باختياره وعممو عوقب عمى الجريمة التي وقعت ولو كانت ذات قصد خـاص كمـا لـو كانـت وقعـت‬

‫‪159‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫منو بغير تحذي ار أو سـكر‪ ...‬فـاذا كـان قـد تنـاول المسـكر أو المخـدر عمـداً بغيـة ارتكـاب الجريمـة‬

‫عد ذلك ظرفاً مشددا لمعقوبة"‪.‬‬


‫التي وقعت منو ّ‬

‫يتضح مما تقدـ أنو يشترط لتحقيؽ مانع المسؤولية لتناوؿ مواد مسكرة او مخػدرة أف تحقيػؽ الشػروط‬

‫التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬تناول المتيم مواد مسكرة او مخدرة أعطيت لو قس ارً أو عمى غير عمم منو بيا‪.‬‬

‫‪ -2‬ان يقضي ذلك الى فقده اإلدراك أو اإلرادة بسبب كونو في حالة سكر أو تخدير‬

‫‪ -3‬معاصرة ذلك الرتكاب الفعل المكون لمجريمة‪.‬‬

‫الشرط االول‪ :‬تناول المتيم المواد المسكرة أو المخدرة قس ارً أو عمى غير عمم منو‬

‫ل ػػـ يع ػػرؼ الق ػػانوف المػ ػواد المس ػػكرة أو المخ ػػدرة وانم ػػا تركي ػػا لمفقي ػػاء مػ ػف اج ػػؿ اف يس ػػتطيع مواكب ػػة‬

‫نصوصو لمتطورات الحديثة‪ .‬يراد بالمواد المسكرة أو المخدرة‪ :‬تمك المواد التـي تـؤدي تعاطييـا الـى‬

‫فقــد الــوعي بســبب الســكر او التخــدير الــذي تحدثــو اي ـاً كانــت نوعيــا كــالمواد الكحوليــة الخمــور‬

‫بأنواعيـــا والمـــواد المخـــدرة كالحشـــيش واالفيـــون والمـــورفين والييـــروين وغيرىـــا‪ ،‬ســـواء تناوليـــا‬

‫الشــخص بالشــرب أو بــالحقن عمــم مــن الجــاني‪ ،‬بمعنــى ان التنــاول االختيــاري ليــا ال يحقــق منــع‬

‫المسؤولية‪.‬‬

‫ولػػيس كػػؿ تنػػاوؿ لم ػواد مسػػكرة أو المخػػدرة يمنػػع المسػػؤولية إنمػػا الػػذي يمنعيػػا ىػػـ حالػػة مػػا إذا كػػاف‬

‫التناوؿ ىذا قد حصؿ قس اًر أو عمى غير عمـ مف الجاني‪ ،‬ويقصد بتنػاوؿ المػواد المسػكرة أو المخػدرة‬

‫قس اًر أي باإلكراه أو ما في حكـ اإلكراه مثؿ ضرورة العبلج عمى شكؿ دواء يوصػؼ لغػرض العػبلج‬

‫أمػػا التن ػػاوؿ عمػػى غي ػػر عم ػػـ بمعنػػى اف الش ػػخص يتنػػاوؿ المخ ػػدر او المس ػػكر وىػػو يجي ػػؿ خواص ػػو‬

‫وبالتالي ال يعمـ أنو سيؤدي إلى أف يفقد إدراكو او اختياره‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫اما اذا تناوليا المػتيـ (المػتيـ او المخػدر) باختيػار وبمحػض إرادتػو وقػاـ بارتكػاب جريمػة فانػو يسػأؿ‬

‫عف الجريمة الواقعة في حيف إذا كاف تناوؿ المخدر مسبوقا باإلصرار عمػى ارتكػاب الجريمػة بمعنػى‬

‫اف الجػػاني تنػػاوؿ المسػػكر او المخػػدر ألجػػؿ ارتكػػاب الجريمػػة فػػاف ذلػػؾ مػػف شػػانو اف يحقػػؽ ظرفػػا‬

‫مشدداً لمعقوبة واثبات حالة السكر موضوعية خاضعة لتقدير المحكمة‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬فقد االدراك أو االرادة‬

‫إذا ترتػػب عمػػى تنػػاوؿ الم ػواد المسػػكرة او المخػػدرة فقػػداً لػػئلدراؾ أو اإلرادة يعػػد مانع ػاً لممسػػؤولية ممػػا‬

‫يترتػػب عميػػو أنػػو إذ تنػػاوؿ الجػػاني المسػػكر أو المخػػدر قي ػ اًر أو كرى ػاً ومػػف دوف عمػػـ وبقػػي محتفظ ػاً‬

‫بكامػػؿ إرادتػػو واختيػػاره فػػبل تمتنػػع عنػػو المسػػؤولية بػػؿ يبقػػى مسػػؤوال عػػف تص ػرفاتو أمػػا إذا كػػاف فقػػد‬

‫اإلدراؾ أو االرادة جزئيا وليس كمياً‪ ،‬عد ذلؾ سببا لتخفيؼ العقوبة‬

‫الشرط الثالث‪ :‬معاصرة فقد اإلدراك أو اإلرادة الرتكاب الجريمة‬

‫لتحقيؽ مانع المسػؤولية الب ّػد اف يكػوف ارتكػاب الجريمػة قػد وقػع خػبلؿ الوقػت الػذي كػاف الجػاني فيػو‬

‫فاق ػػداً ل ػػئلدراؾ أو اإلرادة بس ػػبب الس ػػكر أو التخ ػػدير وفق ػػا لمم ػػادة (‪ )61‬ولتحقي ػػؽ ى ػػذا الش ػػرط ينبغ ػػي‬

‫تحديػػد وقػػت ارتكػػاب الجريمػػة والتحقيػػؽ مػػف حالػػة الجػػاني فػػي ىػػذا الوقػػت فػػإف كػػاف فاقػػداً لػػئلدراؾ أو‬

‫عد ذلؾ مانعا لممسؤولية‪.‬‬


‫لئلرادة ّ‬

‫ثالثاً‪ :‬اإلكراه مادة (‪) 62‬‬

‫يراد باإلكراه‪ :‬قوة مف شأنيا أف تشؿ إرادة الشخص أو تقيدىا الى درجػة كبيػرة عػف أف يتصػرؼ وفقػاً‬

‫لمػػا ي ػراه‪ ،‬وىػػو كػػالجنوف عػػارض نفسػػي يمنػػع المسػػؤولية الجنائيػػة وينصػػب عمػػى االختيػػار بينمػػا أثػػر‬

‫الجنػػوف ينصػػب عم ػى اإلدراؾ‪ ،‬وقػػد نصػػت عميػػو المــادة (‪" :)62‬ال يســأل جزائي ـاً مــن اكرىتــو عمــى‬

‫ارتكاب الجريمة قوة مادية أو معنوية لم يستطيع دفعيا"‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫والبد مف توافر الشروط التالية لتحقيؽ اإلكراه ‪-:‬‬

‫اوالً‪ :‬وقوع إكراه عمى المكره‬

‫ثانياً‪ :‬ان يفضي ذلك الى فقط المكره لحرية االختيار‬

‫ثالثاً‪ :‬معاصرة ذلك الرتكاب الجريمة ‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬وقوع اإلكراه عمى المكره‬

‫اإلكراه نوعان مادي ومعنوي‪:‬‬

‫يقصد باإلكراه المادي (القوة القاىرة)‪ :‬كؿ قوة مادية توجػو إلػى الشػخص ال يسػتطيع مقاومتيػا ومػف‬

‫شػػأنيا أف تعػػدـ اختيػػاره وتػػؤدي الػػى ارتكػػاب الجريمػػة‪ ،‬وقػػد تكػػوف طبيعػػة مثػػؿ فيضػػاف يقط ػع سػػبؿ‬

‫المواصبلت فيمنع الشاىد مف الحضور لممحكمة ألداء الشيادة أماـ المحكمة‪ ،‬وقد ميز الػبعض بػيف‬

‫اإلكراه المادي والقػوة القػاىرة فػاإلكراه المػادي يشػمؿ حالػة مػا إذا كانػت القػوة ناشػئة عػف فعػؿ إنسػاف‪،‬‬

‫أمػػا الق ػػوة الق ػػاىرة إذا كانػػت ناش ػػئة ع ػػف فع ػػؿ حي ػواف أو الطبيع ػػة‪ ،‬ف ػػي األولػػى يك ػػوف االنس ػػاف ال ػػذي‬

‫استعمؿ القوة مسؤوالً عف الجريمة والثانية ال يوجد مف ىػو مسػؤوؿ عػف الجريمػة‪ ،‬ولغـرض ان ينـتج‬

‫اإلكراه المادي والمعنوي اثره البد من توفر شرطين‪:‬‬

‫‪ -1‬ان يكـون مــن الجسـامة بحيــث يفقــد االختيـار لــدى الجـاني تمامـاً فــال يسـتطيع تجنــب ارتكــاب‬

‫الجريمة‪.‬‬

‫‪ -2‬ان ال يكون في استطاعة الجاني توقع سبب اإلكراه كي يعمل عمى مالفاتو‪.‬‬

‫ويقصػػد بػػاإلكراه المعنػػوي‪ :‬كػػؿ قػػوة معنويػػة توجػػو إلػػى الشػػخص ال يسػػتطيع مقاومتيػػا ومػػف شػػأنيا اف‬

‫تضعؼ إرادتو ويحرميا مف االختيػار وتػؤدي إلػى ارتكػاب الجريمػة‪ ،‬ويقػع عػادة بطريػؽ التيديػد‪ ،‬كمػا‬

‫لو ىدد شخص االـ بقتؿ ابنيا مقابؿ ماؿ‪ ،‬ويشترط اف يقع اإلكراه المعنوي أي التيديد منصػباً عمػى‬

‫ايقاع االذى بذات المجني عميو أو إلى شخص آخر ييـ الجاني أمره‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫اإلكراه المعنوي‬ ‫ت‬ ‫اإلكراه المادي‬ ‫ت‬

‫وسػ ػ ػػيمتو قػ ػ ػػوة ماديػ ػ ػػة توجػ ػ ػػو الػ ػ ػػى شػ ػ ػػخص ال ‪ 1‬وسيمتو قوة معنوية وىي التيديد‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫يستطيع مقاومتيا‪.‬‬

‫‪ 2‬ال يصدر اال عف إنساف‪.‬‬ ‫‪ 2‬يحدثو إنساف أو حيواف أو جماد‪.‬‬

‫‪ 3‬يحتفظ المكره بقدر مف حرية اإلرادة يضعؼ االرادة‬ ‫‪ 3‬يعدـ اإلرادة‬

‫‪ 4‬يمنع المسؤولية‬ ‫‪ 4‬يمنع المسؤولية‬

‫‪ 5‬مث ػػؿ اف يمس ػػؾ ش ػػخص بأص ػػبع أخ ػػر بػ ػػالقوة ‪ 5‬إذا ق ػ ػػدـ الم ػ ػػزور الس ػ ػػند ال ػ ػػى الش ػ ػػخص واش ػ ػػير عمي ػ ػػو‬

‫السبلح وىدده وأمره بأف يضع بصمتو عميو واال قتمو‬ ‫ويبصـ بو عمى سند مزور‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬فقد المكره لحرية االختيار‬

‫اإلكراه في ذاتو ليس مانعا مف المسؤولية الجنائية وانما تمتنػع المسػؤولية بسػبب مػا يترتػب عميػو مػف‬

‫فقد االختيار فاذا لـ يفقد المكره اختياره فانو يبقى مسؤوال عف الجريمة‪.‬‬

‫الشرط الثالث‪ :‬معاصرة اإلكراه الرتكاب الجريمة‬

‫بمعنػػى اف يكػػوف ارتكػػاب الجريمػػة قػػد تػػـ والشػػخص واقع ػاً تحػػت تػػاثير القػػوة الماديػػة أو المعنويػػة أي‬

‫التيديػد بالحػػاؽ أذى‪ ،‬واذ تحققػػت الشػػروط الثبلثػة تحقػػؽ اإلكػراه كمػػانع مػف موانػػع المسػػؤولية وتترتػػب‬

‫عميو عدـ مسألة الجاني عف جريمتو جنائياً‪.‬‬

‫موقف التشريعات الجنائية في النص عمى اإلكراه كمانع لممسؤولية‬

‫‪ -1‬جاءت بعض التشػريعات اعتبػار اإلكػراه بنوعيػو المػادي والمعنػوي مانعػا مػف المسػؤولية الجنائيػة‬

‫مثؿ قانوف العقوبات العراقي (وىو الرأي األصوب)‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -2‬جاءت بعض التشريعات عمى اعتبار اإلكراه المعنػوي فقػط مػانع لممسػؤولية دوف اإلكػراه المػادي‬

‫ونحػػف نقػػر ونؤيػػد مػػا سػػمكتو المجموعػػة االولػػى والتػػي نصػػت عمػػى نػػوعي اإلك ػراه المػػادي والمعنػػوي‬

‫بأنيما يمنعا المسؤولية الجنائية‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬حالة الضرورة المادة (‪) 62‬‬

‫يقصػػد بحالػػة الضػػرورة أف يجػػد االنسػػاف نفسػػو فػػي ظػػروؼ تيػػدده بخطػػر ال سػػبيؿ إلػػى تبلفيػػو اال‬

‫بارتكػػاب الجريمػػة‪ ،‬والجريمػػة التػػي تقػػع فػػي ىػػذه الحالػػة تسػػمى (جريمػػة الضػػرورة) مثػػؿ أف يقضػػي‬

‫الطبيب عمى حياة الجنيف ألجػؿ إنقػاذ االـ فػي والدة عسػيرة‪ .‬والغالػب فػي حالػة الضػرورة أنيػا ليسػت‬

‫ثمرة عمؿ إنساف وأنيا وليدة قوى طبيعية‬

‫والمقارنة بين حالة الضرورة واإلكراه المعنوي‪:‬‬

‫اإلكراه المعنوي‬ ‫حالة الضرورة‬ ‫ت‬

‫‪ 1‬الجاني ال يجد سبيبل اال بارتكاب الجريمة‬ ‫الجاني ال يجد سبيبلً اال بارتكاب الجريمة‬ ‫‪1‬‬

‫يقص ػػد الج ػػاني الس ػػموؾ بنفس ػػو م ػػف غي ػػر اف ‪ 2‬ييػ ػػدد الجػ ػػاني بالشػ ػػر مػ ػػف قبػ ػػؿ المك ػ ػره لحممػ ػػو عمػ ػػى‬ ‫‪2‬‬

‫ارتكاب الجريمة خوفا مف التيديد‬ ‫يقصد أحد إلجاءه إليو‬

‫حرية االختيار تضيؼ عند اإلكراه المعنػوي‪ ،‬ألف مػف‬ ‫حريػ ػ ػػة االختيػ ػ ػػار ال تضػ ػ ػػيؼ مثػ ػ ػػؿ اإلك ػ ػ ػراه ‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫يصدر عنو اإلكراه يعيف لممكره طريقاً لكي يسمكو‬ ‫المعنوي الف عمى الجاني اف يتصور طريػؽ‬

‫الخبلص منيا‬

‫الطيب الذي يقتؿ الجنيف مف اجؿ حياة األـ ‪ 4‬السػجاف الػػذي يخمػي سػػبيؿ السػجيف تحػػت تيديػد بقتمػػو‬ ‫‪4‬‬

‫اف لـ يفعؿ ذلؾ‪.‬‬

‫الطبيعة القانونية الضرورة‬


‫‪164‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫تعػػد حالػػة الضػػرورة مػػانع مػػف موانػػع المسػػؤولية غيػػر اف المػػذاىب اختمفػػت فػػي تكييػػؼ ىػػذا االعفػػاء‬

‫وأساسو الفقيي وكاالتي‪:‬‬

‫الرأي االوؿ‪ :‬اعتبار حالة الضرورة مانع مف موانع المسؤولية ‪،‬ألف اإلرادة معيبة إلى حد ما لوقوعيا‬

‫تأثير خارجي تدفع إلى السموؾ المكوف لمجريمة‪.‬‬

‫الػرأي الثػػاني‪ :‬اعتبػػار حالػػة الضػػرورة سػػبب مػػف اسػػباب االباحػػة ألنيػػا تجمػػع مقومػػات االباحػػة‪ ،‬عمػػى‬

‫اساس اف الضرورة تقدـ عمى اساس تضػحية مصػمحة فػي سػبيؿ صػيانة مصػمحة أخػرى تعمػو عمييػا‬

‫او تتساوى معيا وىو نفس اساس اإلباحة‪.‬‬

‫امػػا بالنسػػبة الػػى موقػػؼ المشػػرع الع ارقػػي عػػف حالػػة الضػػرورة تناوليػػا فػػي المــادة (‪" : )63‬ال يســأل‬

‫جزائياً من ارتكب جريمة ألجأتو إلييا ضرورة وقاية نفسو أو غيره أو مالو أو مال غيره من خطـر‬

‫جسيم محدق لم يتسبب ىو فيو عمداً ولـم يكـن فـي قدرتـو منعـو بوسـيمة أخـرى وبشـرط أن يكـون‬

‫الفعــل المكــون لمجريمــة متناســباً والخطــر الم ـراد اتقــاؤه وال يعتبــر فــي حالــة الضــرورة مــن اوجــب‬

‫القانون عميو مواجية ذلك الخطر"‪.‬‬

‫وبناء عمى ما تقدـ فأف الطبيعػة القانونيػة لحالػة الضػرورة فػي التشػريع الع ارقػي بأنيػا مػانع مػف موانػع‬
‫ً‬

‫المسؤولية أما بالنسبة إلى شروط تحقيؽ حالة الضرورة ىي‪:‬‬

‫‪ -1‬وجــود خطــر جســيم‪ :‬يشػػترط وجػػود خطػػر جسػػيـ وبسػػببو ارتكػػب الجريمػػة‪ ،‬والخطــر الجســيم ىــو‬

‫ضرر ال يمكن جبره اال بتضحية كبيرة؛ ألف الجريمػة التػي ترتكػب‬
‫ً‬ ‫الخطر الذي من شانو ان يحدث‬

‫في حالة الضرورة توجو إلى شخص بريء‪ ،‬فضبلً عف الخطر الذي ييدد بجروح شديدة‪ .‬مما يترتب‬

‫عميو أف الخطر اليسير ال يكفي لقياـ حالة الضرورة‪ ،‬مثال‪ :‬من خـالف أنظمـة البنـاء وزاد الطوابـق‬

‫عمى الحد المقرر بحجة وجود أزمة سكن‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -2‬ان يكــون الخطــر حــاالً‪ :‬اف يكػػوف الخطػػر المػػؤدي إلػػى ارتكػػاب الجريمػػة حػػاالً أي اذا كػػاف عمػػى‬

‫وشؾ الوقوع‪ ،‬فإذا كاف الخطر مستقببل او تحقؽ وانتيى ال يحقؽ حالة الضػرورة‪ ،‬وقػد يكػوف الخطػر‬

‫جبريػػا أو يكػػوف وىمي ػاً‪ ،‬واألصػػؿ أف يكػػوف الخطػػر جػػدياً‪ ،‬فػػالخطر الػػوىمي ال يصػػمح أساس ػاً لحالػػة‬

‫الضػػرورة‪ ،‬ومػػع ذلػػؾ يعتػػد بػػو فيمػػا إذا كػػاف لػػدى الشػػخص مػػف االسػػباب الجديػػة وبحسػػب الظػػروؼ‬

‫والمبلبسات‪.‬‬

‫‪ -3‬أن يكون الخطر ميددا النفس أو المال‪ :‬يشترط اف يكوف ميدداً النفس أو الماؿ لمشخص ذاتػو‬

‫أو لغيره‪ ،‬أذاً فالمشرع العراقي ساوى بيف الخطر الذي يصيب النفس والخطر الذي يصيب الماؿ‪.‬‬

‫ويسمؾ بعض التشػريعات مسػمؾ أخػر فقػد جػاء الػنص عمػى الخطػر الػذي يحقػؽ حالػة الضػرورة ىػو‬

‫الخطر الذي يصيب النفس فقط‪ ،‬وىذا ما يميز بيف حالػة الضػرورة والػدفاع الشػرعي‪ ،‬فػاألولى ليسػت‬

‫ىناؾ عدواف انما الفعؿ يقع عمى شخص بريء اما الثانية انما نواجو بالجريمة شخصا معتدياً‪.‬‬

‫وبقصــد بــالخطر الــذي يصــيب الــنفس ( حــق الحيــاة – ســالمة الجســيم – حــق الحريــة – حمايــة‬

‫العرض والشرف)‪ ،‬اما الخطر الذي يصيب المال‪ :‬ىو الخطر الذي يصـيب مطمـق المـال (عقـار أو‬

‫منقــول)‪ ،‬ويػػرى الػػبعض الفقيػػاء بػػأف يكػػوف الغيػػر مػػف اقػػارب الجػػاني أو اصػػدقائو كػػي يتحقػػؽ حالػػة‬

‫الضرورة وىذا رأي منتقد ألف النص عاـ مطمؽ وبالتالي يسػرى عمػى كػؿ حالػة عمػى لػنفس أو المػاؿ‬

‫لمفاعؿ او لغيره‪.‬‬

‫ويخـرج مــن المعنــى المشــرع بـأن يكــون مــأمو ارً بــو كحالــة المحكـوم بإعدامــو‪ ،‬فمــن يســاعده عمــى‬

‫اليرب ال يجوز أن يدفع بحالة الضرورة أو فرار الجندي في الحرب بـدليل نـص المـادة (‪" :)63‬ال‬

‫يعتبر في حالة الضرورة من اوجب القانون عميو مواجية ذلك الخطر"‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -4‬أن ال يكون إلرادة الشخص دخـل فـي حمـول الخطـر‪ :‬بمعنػى أف ال يكػوف الشػخص ىػو السػبب‬

‫في نشوء ىذا الخطر أي اف يكوف المتيـ قد فوجئ بحموـ الخطر وال يكػوف عنػده مجػاؿ لمتفكيػر فػي‬

‫إتياف فعؿ غيػره‪ .‬وعمػى ذلػؾ ال وجػود لحالػة الضػرورة فػي حالػة إذا أغػرؽ شػخص سػفينة ثػـ أضػطر‬

‫في سبيؿ إنقاذ نفسو إلى قتؿ شخص زاحمو في وسيمة النجاة‪ .‬وكػذلؾ حالػة إذا أحػرؽ شػخص عمػداً‬

‫مكانا ثـ أضطر في سبيؿ الفرار مف النيراف إلى اصابة شخص اعتراض طريقو‪ ،‬وىو ما ذكره نػص‬

‫المادة (‪ ..." :)63‬لم يتسبب ىو فيو عمداً ‪."...‬‬

‫اما فػي حالػة إذ نشػأ الخطػر بسػبب خطػأ غيػر عمػدي مثػؿ مػف يرمػي عقػب سػيجارة فػي مكػاف خطػأ‬

‫فيؤدي إلى احراؽ المكاف ثـ اضطر في سبيؿ الفرار فعبلً إلى جرح شخص أخر لتخميص نفسو مػف‬

‫الموت ال يسأؿ عف ىذا الفعؿ ما داـ العمد غير متحقؽ أي اف حالة الضػرورة متحققػة‪ ،‬وكػذلؾ مػف‬

‫يحػاوؿ إنقػػاذ شػخص عمػػى وشػؾ الغػػرؽ وصػار ىػػذا الغريػؽ يجذبػػو إلػى اسػػفؿ فضػربو المنقػػذ وقضػػى‬

‫عميو ونجا بنفسو‪.‬‬

‫وال يشترط اف يكوف الخطر حقيقي لتحقؽ حالػة الضػرورة فيجػوز اف يكػوف الخطػر وىميػاً ولكػف يمػزـ‬

‫في حالة الخطر الوىمي اف يكوف االعتقاد مستنداً الى اسباب معقولة كي تنتفي المسؤولية‪.‬‬

‫‪ -5‬ان ال يكون في استطاعة الشخص دفع الخطر بطريقة اخرى‪ :‬بمعنى اف الجاني كاف مضػط ار‬

‫ولـ يكف في استطاعتو دفع الخطر بفعؿ غيره‪" ،‬ولم يكن في قدرتو منعـو بوسـيمة أخـرى"‪ ،‬وبخبلفػو‬

‫ال وج ػػود لحال ػػة الض ػػرورة كم ػػف يي ػػدده خط ػػر الحري ػػؽ فينتق ػػؿ م ػػف اعت ػػرض س ػػبيمو ع ػػف طري ػػؽ باب ػػو‬

‫الرئيسي وكاف يعمػـ انػو باسػتطاعتو النجػاة عػف طريػؽ بػاب خمفػي فيكػوف مسػؤوال عػف القتػؿ‪ .‬وكػذلؾ‬

‫الحاؿ مف كاف في القارب اوشؾ عمى الغرؽ لنقؿ حمولتػو وكػاف بػو بضػائع واشػخاص فرمػى بعػض‬

‫‪167‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫االشػػخاص فػػي البحػػر يسػػأؿ ألنػػو دفػػع الخطػػر بالجريمػػة االشػػد وكػػاف عميػػو اف يمجػػأ إلػػى الجريمػػة‬

‫األخؼ وىي التخمص مف البضائع أوالً ‪ .‬وتقدير ذلؾ يعود إلى قاضي الموضوع‪.‬‬

‫س‪ /‬ىــل يشــترط اتجــاه إرادة إلــى الــتخمص مــن الخطــر؟ نعػػـ اف ىػػذا الشػػرط ضػػروري لقيػػاـ حالػػة‬

‫الضرورة‪ ،‬فإذا كانت إرادة المتيـ اتجيت إلى أمر آخر مثؿ االنتقاـ ال تتحقؽ حالػة الضػرورة ‪ .‬فمػف‬

‫يرى عدوه ينافس شخصا في التعمؽ بقطعة خشب طافية فيبعد عدوه بدافع االنتقاـ ال يستطيع الػدفع‬

‫بامتناع المسؤولية بسبب حالة الضرورة ‪.‬‬

‫‪ -6‬ان يكون الفعل المرتكب متناسباً مع جسامة الخطر‪ :‬ويػراد بالتناسػب اف يكػوف الفعػؿ المرتكػب‬

‫أقػػؿ االفعػػاؿ التػػي مػػف شػػأنيا در الخطػػر مػػف حيػػث الجسػػامة‪ ،‬فػػإذا كػػاف ربػػاف السػػفينة يسػػتطيع إنقػػاذ‬

‫ركابيا مف الغرؽ إذا القى بعض محولتيا مف البضػائع فػي البحػر والقػى عوضػاً عنيػا بعػض ركابيػا‬

‫فأنو يسأؿ عف القتؿ‪.‬‬

‫إذا ت ػوافرت ىػػذه الشػػروط قامػػت حالػػة الضػػرورة وتحقػػؽ تبع ػاً لػػذلؾ امتنػػاع المسػػؤولية الجنائيػػة وعػػدـ‬

‫مسػػؤولية الجػػاني عػػف جريمتػػو ال يمنػػع مػػف مسػػؤولية المدنيػػة عنيػػا بتعػػويض األض ػرار التػػي احػػدثيا‬

‫فعمو‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬صغر السن المادة (‪)64‬‬

‫إف اإلدراؾ والتمييػػز ال يكتمػػؿ لػػدى االنسػػاف منػػذ والدتػػو‪ ،‬فئلنسػػاف يولػػد فاقػػد اإلدراؾ ثػػـ ينمػػو عقمػػو‬

‫تػدريجيا بتقػدـ سػنو‪ ،‬فكػػؿ إنسػاف يمػر فػي حياتػػو بػأدوار يكػوف فػي بعضػػيا فاقػد اإلدراؾ وفػي بعضػػيا‬

‫نػػاقص اإلدراؾ‪ ،‬وعمػػو امتنػػاع مسػػؤولية الصػػغير انتقػػاء التمييػػز لديػػو‪ ،‬والقػػانوف الع ارقػػي محػػدد السػػف‬

‫بالمادة (‪" : )64‬ال تقام الدعوى الجزائية عمى من لم يكـن وقـت ارتكـاب الجريمـة قـد أتـم السـابعة‬

‫من عمـره"‪ .‬أي أف الصػغير إذا أتػـ السػابعة مػف عمػره تكػوف مسػؤوليتو ناقصػة (جزئيػة) أي مخففػة‪،‬‬

‫‪168‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫وىػػي حالػػة طبيعيػػة حتميػػة يمػػر بيػػا كػػؿ انسػػاف‪ ،‬وىػػي بيػػذا تختمػػؼ عػػف حػػاالت فقػػد اإلدراؾ األخػػرى‬

‫مث ػػؿ الجنػػػوف أو الس ػػكر أو التخػػػدير حي ػػث أنيػ ػػا ح ػػاالت اس ػػتثنائية ش ػػاذة وعارضػػػة‪ ،‬وعم ػػة امتنػػػاع‬

‫المسػػؤولية ىػػي انتفػػاء التمييػػز لديػػو‪ ،‬ونحػػف ال نتفػػؽ مػػع المشػػرع الع ارقػػي وأغمػػب التش ػريعات العربيػػة‬

‫بشأف تحديد سف المسؤولية الجنائية ألننا نعتقد أف الطفؿ حتػى بموغػو سػف الثالثػة عشػرة ىػو صػغير‬

‫وبالتػػالي ال تجػػوز مسػػألتو جنائيػػا لعػػدـ تكامػػؿ وعيػػو وليػػذا يبلحػػظ اغمػػب التش ػريعات الحديثػػة يفعػػؿ‬

‫المسؤولية عف سف الثالثة عشرة‪ ،‬اذف فاألدوار الذي يمر بيا االنساف ىي ثبلثة‪:‬‬

‫‪ -1‬المرحمة االولى (فاقد اإلدراك)‪ :‬مف لـ يتـ السابعة مف عمره بمعنى أنو عديـ المسؤولية‬

‫‪ -2‬المرحمـــة الثانيـــة (نـــاقص االدراك)‪ :‬م ػػف تج ػػاوز س ػػف الس ػػابعة دوف اف يبم ػػغ س ػػف الرش ػػد تك ػػوف‬

‫مسؤولية مخففو (مسؤولية االحداث)‪.‬‬

‫‪ -3‬المرحمة الثالثة (كامل االدراك)‪ :‬ببموغ سف الرشد مف أتـ الثامنة عشرة مف العمر تكوف مسؤولية‬

‫الجنائية كاممة ويكوف تقدير السف بوثيقة رسمية أو بالفحص الطبي أو بأية وسيمة فنية أخرى‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬تحقق تبعاً لـذلك فـإن امتنـاع المسـؤولية الجنائيـة وعـدم مسـؤولية الجـاني عـن جريمتـو‬

‫بسبب صغر السن ال يمنع من المسؤولية المدنية عنيا بتعويض األضرار التي احدثيا فعمو‪.‬‬

‫المسؤولية الجزئية (مخففات المسؤولية)‬

‫ىنالؾ حاالت تكوف فييا مسؤولية الجاني مخففة منيا‪:‬‬

‫‪ -1‬المجرم الحدث الذي تجاوز سن السابعة دون ان يبمغ سن الرشد‪.‬‬

‫‪ -2‬المصابين باألمراض العصبية او النفسية التي تضعف قدرتيم الفعمية ولكنيـا ال تفقـدىم ىـذه‬

‫القدرة‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -3‬حالة العواطف الجامعة كالحب الشديد أو البغض الشديد‪.‬‬

‫‪ -4‬حالة تناول المواد المسكرة او المخدرة اذا ترتب عمييا نقص او ضعف اإلدراك‪.‬‬

‫والمسؤولية المخففة تعني تخفيؼ العقوبة كاستبداؿ السجف بالحبس او الحبس بالغ ارمػة وغيػره‪ ،‬عممػا‬

‫اف المشػػرع وضػػع لؤلحػػداث البػػالغيف معاممػػة خاصػػة وذلػػؾ بػػالحجز فػػي مػػأوى عبلجػػي لممصػػابيف‬

‫باألمراض العقمية‪.‬‬

‫العقوبة‬

‫يراد بالعقوبة‪ :‬ىي الجزاء الذي يقرره القانون الجنائي لمصمحة المجتمع تنفيذاً لحكم قضائي عمى‬

‫من تثبت مسؤوليتو عن الجريمة لمنع ارتكاب الجريمة مـرة اخـرى مـن قبـل المجـرم نفسـو أو مـن‬

‫قبل بقية المواطنين‪ .‬والعقوبة تقوـ عمى اربعة عناصر ىي (االيالم ‪ -‬الجريمة ‪ -‬المجرم ‪ -‬الحكم‬

‫الجنائي)‪.‬‬

‫تمييز بيف الج ازءات (الجنائية ‪ -‬المدنية ‪ -‬االدارية )‪:‬‬

‫الجزاء اإلداري‬ ‫الجزاء المدني‬ ‫الجزاء الجنائي‬

‫‪ -1‬ى ػ ػ ػ ػ ػ ػػدؼ العقوب ػ ػ ػ ػ ػ ػػة تحقي ػ ػ ػ ػ ػ ػػؽ ‪ -1‬تعػ ػ ػػويض االض ػ ػ ػرار المدنيػ ػ ػػة ‪ -1‬ىدفيا تحقيؽ مصمحة الييئة‬

‫التي تصيب المضرور‬ ‫مصمحة المجتمع‬

‫‪ -2‬ال تص ػ ػ ػػدر اال بحك ػ ػ ػػـ تنفي ػ ػ ػػذا ‪ -2‬يمكػ ػ ػػف االتفػ ػ ػػاؽ عمػ ػ ػػى تنفيػ ػ ػػذ يصدر مف السمطات اإلدارية‬

‫باختيار المحكوـ عميو‪.‬‬ ‫جب اًر عمى المحكوـ عميو‬

‫‪ -3‬ن ػ ػػوع ومق ػ ػػدار العقوب ػ ػػة يح ػ ػػدد ‪ -3‬نوع العقوبة ىػي التعػويض او ‪ -3‬العقوبػة يختمػؼ فػي طبيعتػو عػف‬

‫‪171‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫العقوبة الجنائية‬ ‫اعادة الحاؿ الى ما كانت عميو‬ ‫القانوف بحسب الجريمة‬

‫‪ -4‬يكػػوف الحكػػـ صػػادر مػػف المجػػاف‬ ‫‪ -4‬يكوف الحكـ بالعقوبػة لممحػاكـ ‪ -4‬يكوف الحكـ لممحاكـ المدنية‬

‫االنضباطية او مف محاكـ اإلدارية‬ ‫الجنائية‬

‫‪ -5‬ت ػرتبط بشػػخص المجػػرـ‪ ،‬انيػػا ‪-5‬ال تػ ػ ػرتبط بشػػ ػػخص المجػ ػ ػػرـ‪ -5 ،‬يرتبط بشخصية المجرـ‬

‫يجوز وفائو مف الغير‬ ‫ال تستوفي اال مف المحكوـ عميو‬

‫‪ -6‬ال يجػػوز التنػػازؿ عػػف الػػدعوى ‪ -6‬يجػ ػػوز التن ػ ػػازؿ ع ػ ػػف ال ػ ػػدعوى ‪ -6‬ال يجوز‬

‫باالتفاؽ الطرفيف‬ ‫الجنائية‬

‫خصائص العقوبة‬

‫اف لمعقوبة الخصائص التالية ‪-:‬‬

‫اوالً‪ :‬قانونية العقوبة‬

‫بمعنى أف العقوبة مقررة بنص القانوف مف حيث نوعيا وقدرىا عمى أساس مبػدأ الشػرعية "ال جريمـة‬

‫وال عقوبة اال بنص"‪ ،‬فالمشرع وحده ىو الػذي يػنص عمػى العقوبػات ويحػددىا وعميػو اف القاضػي ال‬

‫يستطيع اف يطبؽ عقوبة لـ يرد نص بشائيا وفي ىذا ضماف لؤلفراد‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬المساواة في العقوبة‬

‫ويقصد بيػا اف العقوبػة واحػدة لجميػع النػاس بغيػر تفريػؽ بيػنيـ تبعػا لمكػانتيـ فػي المجتمػع‪ ،‬فػالجميع‬

‫سواء أماـ العقوبة بمعنى سرياف قانوف العقوبات في حؽ كؿ األفراد مع منح سمطة تقديرية لمقاضػي‬

‫فػػي تقػػدير العقوبػػة تبعػػا لظػػروؼ كػػؿ جريمػػة وحالػػة المجػػرـ (مبــدأ تفريــد العقوبــة) أي تكػػوف العقوبػػة‬

‫مناسبة لكؿ جريمة وكؿ مجرـ وفقا لظروفو ومبلبسات الجريمة ضمف الحد االدنى واالعمى لمعقوبة‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ثالثاً‪ :‬شخصية العقوبة‬

‫ويقصد اف العقوبة ال تصيب إال شخص مف ارتكػب الجريمػة أو اسػيـ فييػا فيػي تمحػؽ بػو وحػده وال‬

‫توقػع عمػػى غيػره سػواء بصػفتو فػػاعبل أو شػريكا‪ .‬وقػػد تمتػد اثارىػػا بشػػكؿ غيػػر مباشػر إلػػى الغيػػر مثػػؿ‬

‫عقوبة السػجف الػذي تفػرض عمػى األب الػذي يعػوؿ افػراد عائمتػو فيػي تمتػد بصػورة غيػر مباشػرة إلػى‬

‫اوالده إذ يفقدوف بسجف ابييـ مورد رزقيـ‪.‬‬

‫أىداف العقوبة‪:‬‬

‫أىداؼ العقوبة يمكف حصرىا في ثبلثة اىداؼ وىي‪:‬‬

‫‪ -1‬تحقيق العدالة‪ :‬الجريمة عدواف عمى العدالة لما تنطوي عميو مف حرماف لممجني عميو مف حؽ‬

‫لو فالعقوبة تيدؼ الى محو ىذا العدواف مف خبلؿ األلـ الذي يصيب المحكوـ عميو في شخصػو او‬

‫مالػػو أو حريتػػو فيػػي الت ػوازف القػػانوني الػػذي اختػػؿ نتيجػػة الرتكػػاب الجريمػػة‪ ،‬وىػػذا يتطمػػب اف يكػػوف‬

‫الجاني مسؤوالً عف الجريمة واف تكوف العقوبة متناسبة مع الجريمة‪.‬‬

‫‪ -2‬المنع العام‪ :‬ويقصػد بػو اشػعار النػاس كافػة عػف طريػؽ التيديػد بالعقػاب الػذي قػد يمحػؽ بيػـ إذا‬

‫أقدموا عمى ارتكاب الجريمة والدوافع االجرامية تتوافر لدى اغمب الناس وقد يتحػوؿ الػى اجػراـ فعمػي‬

‫والعقوبة ىي الحائؿ دوف ىذا التحوؿ‪ ،‬وىذا يتطمػب االطػبلع عمػى العقوبػة أوالً‪ ،‬فضػبلً عػف تطبيقيػا‬

‫بواسطة القاضي‪ ،‬وأخي اًر تنفيذىا بواسطة االدارة العقابية‪.‬‬

‫‪ -3‬المنـــع الخـــاص‪ :‬يػ ػراد ب ػػو إص ػػبلح وتقػ ػويـ الج ػػاني طري ػػؽ إ ازل ػػة الخم ػػؿ الجس ػػمي أو النفس ػػي أو‬

‫االجتمػػاعي الػػذي افضػػى بػػو الػػى ارتكػػاب الجريمػػة لمنعػػو مػػف االقػػداـ عمػػى ارتكػػاب جريمػػة ثانيػػة فػػي‬

‫المسػػتقبؿ أي عػػبلج الخطػػورة االجراميػػة الكامنػػة فػػي شػػخص المجػػرـ‪ ،‬وىػػو منصػػب عمػػى ش ػػخص‬

‫المجرـ بذاتو ليغيػر مػف معػالـ شخصػيتو‪ ،‬وىـدف العقوبـة فـي قـانون العقوبـات العراقـي تسـعى الـى‬

‫‪172‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫تحقيـق العدالـة بـإنزال األلـم بالجـاني ليكفـر عـن أثمـو ووسـيمتيا فـي ذلـك ىـي التخويـف واالرىــاب‬

‫(المنع العام) أو بإصالحو أي (المنع الخاص)‪.‬‬

‫انواع العقوبة‬

‫اف قانوف العقوبات العراقي يقسـ الى ثبلثة أنواع ىي‪:‬‬

‫اوالً‪ :‬العقوبات األصمية‬

‫ثانياً‪ :‬العقوبات التبعية‬

‫ثالثاً‪ :‬العقوبات التكميمية‬

‫اوالً‪ :‬العقوبات االصمية‪ :‬وىي الجزاء الذي نػص عميػو المشػرع وقػدره لمجريمػة‪ ،‬ويجػب عمػى القاضػي‬

‫اف يحكـ بو عند ثبوت إدانة المتيـ‪ ،‬والعقوبات االصمية في قانوف العقوبات العراقي ىي‪( :‬االعداـ‪،‬‬

‫السجف المؤبد‪ ،‬السجف المؤقت‪ ،‬الحبس الشديد‪ ،‬الحبس البسيط‪ ،‬الغ ارمػة‪ ،‬الحجػز فػي مدرسػة الفتيػاف‬

‫الجانحيف‪ ،‬الحجز في مدرسة اصبلحية)‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬العقوبة التبعية‪ :‬وىي التي تتبع العقوبة األصػمية مػف تمقػاء نفسػيا دوف الحاجػة الػى أف يػنص‬

‫عمييا القاضي في حكمو‪ ،‬ومف العقوبات التبعية ىػي‪( :‬الحرمان من بعض الحقوق والمزايا‪ ،‬مراقبة‬

‫الشرطة)‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬العقوبة التكميمية‪ :‬ىي العقوبة التي تحمؽ المحكوـ عميو بشرط اف يأمر القاضي بيػا وىػي ال‬

‫تحمؽ بالمحكوـ عميو اال تبعاً لعقوبة اصمية والعقوبات التكميمية ىػي‪( :‬الحرمان من بعـض الحقـوق‬

‫والمزايا‪ ،‬المصادرة‪ ،‬ونشر الحكم الصادر باإلدانة)‪.‬‬

‫اوال ‪ -:‬العقوبات االصمية المادة (‪) 85‬‬

‫‪173‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ويضػػـ ثبلثػػة أن ػواع ىػػي‪ :‬العقوبػػات البدنيػػة (االعػػداـ)‪ ،‬والسػػالبة لمحريػػة (السػػجف والحػػبس بنوعيػػو) و‬

‫العقوبة المالية (الغرامة)‪.‬‬

‫اوالً‪ :‬العقوبات البدنية‬

‫تتخذ العقوبات البدنية في صورة االعداـ فتصيب حؽ المحكوـ عميو في الحياة أو تتخذ صورة الجمد‬

‫او بتػر االعضػاء فتصػيب حػؽ المحكػوـ عميػو فػي السػبلمة البدنيػة‪ ،‬وقػد اتجيػت التشػريعات الحديثػة‬

‫الى تقميص ىذا النوع مف العقوبات وحصرىا في أضيؽ نطاقو ولـ يبقى في قانوف العقوبات العراقي‬

‫سوى عقوبة االعداـ‪.‬‬

‫عقوبة االعدام‬

‫يراد باإلعداـ عقوبة المػوت‪ ،‬وىػي إزىػاؽ روح المحكػوـ عميػو بوسػيمة يحػددىا القػانوف وتعػد مػف اقػدـ‬

‫العقوبات واشدىا قسػوة‪ .‬وعقوبػة االعػداـ كانػت وما ازلػت إلػى يومنػا ىػذا تثيػر جػدال حػوؿ مشػروعيتيا‬

‫بيف مؤيدىا والمطالبيف بإلغائيا‪ ،‬وفيما يمي حجيج المطالبيف بإلغائيا ىي‪:‬‬

‫‪ -1‬ليس لممجتمع الحؽ في توقيعيا ألف لـ ييب الفرد الحياة حتى يكوف لو الحؽ في سمبيا‪.‬‬

‫‪ -2‬تتصؼ عقوبة االعداـ بالقسوة وال تنسجـ مع ظروؼ العصر الحديث‪.‬‬

‫‪ -3‬قابميتيا لمدرع غير مثبتة عممياً‪.‬‬

‫‪ -4‬يستحيؿ إصبلح المحكوـ عميو واعادة تقويمو‪.‬‬

‫‪ -5‬يسػػتحيؿ تػػدارؾ أثػػار عقوبػػة االعػػداـ إذا تبػػيف بعػػد تنفيػػذىا خطػػأ الحكػػـ الصػػادر ألنػػو ال يمكػػف‬

‫إعادة الحياة الى مف مات‪.‬‬

‫اما بالنسبة الى حجج المناديف باإلبقاء عمييا ىي‪:‬‬

‫‪ -1‬المجتمع ايضا لـ ييب الفرد حريتو حتى يكوف لو الحؽ في سمبيا أو تقييدىا‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -2‬لػػيس فػػي عقوبػػة االعػػداـ قسػػوة عنػػد النظػػر الييػػا مػػف جانػػب المحكػػوـ عميػػو وقػػد تكػػوف متضػػمنة‬

‫ازىاؽ روح إنساف برئ فيي عقوبة عادلة‪( .‬النفس بالنفس)‬

‫‪ -3‬عػػدـ قابميتيػػا لمػػردع حجػػة ال سػػند ليػػا مػػف الواقػػع ألنػػو لػػيس لنػػا الوسػػائؿ التػػي تمكننػػا مػػف معرفػػة‬

‫الجرائـ التي تقع بسبب الغشية مف ىذه العقوبة‪.‬‬

‫‪ -4‬إذا الغيت عقوبة االعداـ فانو يستحيؿ ايجاد عقوبة اخرى تحؿ محميا واستبداليا بالسجف المؤبد‬

‫غير مجدي‪ ،‬الف قضاء المجرـ في زنزانة انفرادية يكوف أشقى حاالً فيما لو أعدـ‪.‬‬

‫‪ -5‬عقوبة االعداـ ال يمكف تبلفييا بعد التنفيذ إذا وقع خطا اال اف الخطأ مف النادر الوقػوع‪ ،‬فضػبلً‬

‫عف العقوبة السالبة لمحرية ايضاً ال يمكف تداركيا‪.‬‬

‫ويبلحظ اف الكثير مف الدوؿ الغيت عقوبة االعداـ ثـ اعادتيا بعض الدوؿ بػالرغـ مػف الغاءىػا‪ ،‬أمػا‬

‫فػػي قػػانوف العقوبػػات الع ارقػػي فػػاف العقوبػػة مقػػدرة فػػي بعػػض الج ػرائـ الماسػػة بػػأمف الدولػػة الخػػارجي‪،‬‬

‫وأيضػػا لػػبعض الجػرائـ الماسػػة بػػأمف الدولػػة الػػداخمي‪ ،‬اضػػافة الػػى بعػػض حػػاالت جػرائـ القتػػؿ العمػػد‪،‬‬

‫ووسيمة تنفيذىا وفقاً لممادة (‪ ) 86‬مف قانوف العقوبات العراقي ىي الشنؽ حتى الموت‪.‬‬

‫س‪ /‬كيفية تنفيذ حكم االعدام في العراق ؟‬

‫ج‪ /‬بينت قانوف اصوؿ المحاكمات الجزائية العراقي كيفية تنفيذ عقوبة االعداـ عمى النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬بعد تصديؽ محكمة التمييز عمى الحكـ الصادر باإلعداـ يمزـ ارساؿ إضبارة الدعوى الى وزير‬

‫العدؿ ليتولى ارساليا إلى السيد رئيس الجميورية الستحصاليا الموافقة بالتنفيذ‪ ،‬ثـ تعاد الدعوى الػى‬

‫وزير العدؿ الذي يصدر أمر الى ارادة السجف لتنفيذ الحكـ‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -2‬تقوـ ارادة السجف بتنفيذ عقوبة االعداـ داخؿ السجف او أي محؿ اخر تعينو المحكمة في قرار‬

‫حكميػػا ويجػػري التنفيػػذ بحضػػور أحػػد حكػػاـ الجػزاء وأحػػد اعضػػاء االدعػػاء العػػاـ ومنػػدوب عػػف الػػو ازرة‬

‫الداخمية ومدير السجف وطبيب السجف ويؤذوف لممحامي المحكوـ عميو بالحضور إذا اطمب ذلؾ‪.‬‬

‫‪ -3‬يتمو مدير السجف المرسوـ الجميوري بالتنفيذ عمى المحكػوـ عميػو فػي مكػاف التنفيػذ‪ ،‬وعنػد تمػاـ‬

‫التنفيذ يحرر مػدير السػجف محضػ ار يثبػت فيػو شػيادة الطبيػب بالوفػاة وسػاعة حصػوليا ثػـ تسػمـ جثػة‬

‫المحك ػػوـ إل ػػى اقارب ػػو ويج ػػب اف يك ػػوف ال ػػدفف بغي ػػر احتف ػػاؿ ويم ػػزـ عم ػػى ارادة الس ػػجف اخب ػػار اق ػػارب‬

‫المحكػػوـ عميػػو بزيارتػػو فػػي اليػػوـ السػػابؽ لتنفيػػذ عقوبػػة االعػػداـ فض ػبلً عػػف تمكػػيف أحػػد رجػػاؿ الػػديف‬

‫بمقابمة المحكوـ عميو إذا كانت ديانتو تفرض عميو االعتراؼ‪.‬‬

‫وموانع تنفيذ عقوبة االعدام ىي‪:‬‬

‫‪ -1‬ال يجوز تنفيذىا في اياـ العطبلت الرسمية واالعياد الخاصة بديانة المحكوـ عميو بسبب حرمػة‬

‫ىذه االياـ‪.‬‬

‫‪ -2‬ال يجػوز تنفيػذ عقوبػػة االعػداـ بػػالمرأة الحامػؿ حتػػى تضػع حمميػا ألنيػػا تػؤدي الػػى مػوت الجنػػيف‬

‫وىو غير مقصود بالعقوبة وال تنفذ قبؿ اربعة أشػير عمػى وضػع حمميػا وذلػؾ لحمايػة حيػاة الصػغير‬

‫في االشير االولى‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬العقوبات السالبة لمحرية‬

‫يراد بيا العقوبات التي يترتب عمييا حرماف المحكوـ عميو مف حريتو في الحدود التي يفرضػيا تنفيػذ‬

‫العقوبة‪ ،‬فقد كاف السجف وسيمة لمتحفظ عمى المتيـ قبؿ الحكـ عميو أما بالموت او بالنفي مف الببلد‬

‫وىي عمى نوعيف‪:‬‬

‫‪176‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -1‬السجن‪ :‬ىي سمب الحرية الشخصية لفترة معينة مف الزمف وتنفذ في محبلت خاصة معػدة ليػذا‬

‫الغرض‪ ،‬وقد عرفتيا المـادة (‪ )87‬مـن قـانون العقوبـات الع ارقـي بأنيـا‪" :‬ايـداع المحكـوم عميـو فـي‬

‫احدى المنشآت العقابية المخصصة قانونا ليذا الغرض"‪ .‬وىي عمى نوعيف‪:‬‬

‫أ‪ -‬السجن المؤبد‪ :‬ومدتو عشريف سنة‪.‬‬

‫ب‪ -‬الســجن المؤقــت‪ :‬ومدتػػو اكثػػر مػػف خمػػس سػػنوات إلػػى خمػػس عشػػر سػػنة ويقػػوـ المحكػػوـ عميػػو‬

‫بالسػػجف بػػأداء االعمػػاؿ المقػػررة فػػي المنش ػ ت العقابي ػة عمػػى اعتبػػار اف العمػػؿ قػػد أصػػبح وسػػيمة مػػف‬

‫وسائؿ االصبلح والتقويـ في الوقت الحاضر بدالً مف ادوات ووسائؿ التعذيب‪.‬‬

‫‪ -2‬الحبس‪ :‬ىي وضع المحكوـ عميو في السجف لممدة المحكوـ بيا عميو‪ .‬وتتميز عف السػجف بػأف‬

‫معاممة المحكوـ عميو بالسجف أشد مف معاممة المحكوـ عميو بالحبس‪ ،‬وىي عمى نوعيف‪:‬‬

‫أ‪ -‬الحـــبس الشـــديد‪ :‬م ػػدة العقوب ػػة ال تق ػػؿ ع ػػف ثبلث ػػة أش ػػير وال تزي ػػد ع ػػف خم ػػس س ػػنوات‪ ،‬ويكم ػػؼ‬

‫المحكوـ عميو بأداء االعماؿ المقررة قانوناً‪.‬‬

‫ب‪ -‬الحــبس البســيط‪ :‬مػػدة العقوبػػة ال تقػػؿ عػػف أربػػع وعشػريف سػػاعة وال تزيػػد عمػػى سػػنة‪ .‬فػػبل يكمػػؼ‬

‫المحكوـ عميو بأي عمؿ‪ ،‬وتحسب مدة العقوبة مف اليوـ الذي أودع فيو المحكوـ عميو بالسجف عمى‬

‫اف تنػػزؿ مػػف مػػدتيا المػػدة التػػي قضػػاىا فػػي التوقيػػؼ عػػف الجريمػػة المحكػػوـ بيػػا‪ ،‬وفػػي حالػػة الحكػػـ‬

‫بعقػػوبتيف واجبتػػي النفػػاذ فػػإف العقوبػػة الثانيػػة يبػػدأ س ػريانيا مػػف اليػػوـ الػػذي ينتيػػي فيػػو تنفيػػذ العقوبػػة‬

‫األولى‪ .‬والمقصود بالتوقيف‪ :‬ىو حجز المتيم اثناء التحقيـق وابقـاؤه عمـى ىـذه الحالـة حتـى تقـام‬

‫الدعوى العمومية ويصدر في شانو حكم نيائي‪ ،‬ويعتبر بريئا الى ان يثبت إدانتو ويعامـل معاممـة‬

‫ممتازة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬العقوبات المالية‬

‫‪177‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫تعػػد الحرمػػاف مػػف المػػاؿ مػػف أشػػد األـ التػػي تصػػيب االنسػػاف‪ ،‬وىػػو مػػا يسػػمى بالمصػػادرة العام ػػة‪،‬‬

‫فجعمت لكؿ جريمة حداً مف الحدود المالية ال يتجاوزه وسميت بالدية‪ ،‬وعندما انتقؿ حؽ العقاب الػى‬

‫الدولة اىممت الدية وحمت محميا عقوبتاف ىما‪ :‬المصادرة والغرامة وىي المعترؼ بيا في التشريعات‬

‫الحديثة‪ ،‬الغرامة‪ :‬ىي إلزام المحكوم عميو بأن يدفع إلى الخزينة العامة المبمغ المعـين فـي الحكـم‪،‬‬

‫والغرامة في قانوف العقوبات تؤدي ثبلث وظائؼ وىي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬اما اف تكوف عقوبة أصمية مباشرة (جريمة الجنحة أو المخالفة)‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬اف تكوف عقوبة أصمية اختيارية (يعاقب بالحبس او الغرامة)‪.‬‬

‫وثالثاً‪ :‬اف تكوف عقوبة تكميمية باإلضافة الى العقوبة االصمية‪.‬‬

‫وىدؼ التعويض المدني أنو يستيدؼ اصبلح الضرر بينما الغرامة تتمثؿ في ألـ وجزاء عف ارتكابػو‬

‫لمجريمة‪ ،‬أما الغرامة التأديبية فيي توقع الفاعؿ الذي يخضع لنظاـ تأديبي معيف نتيجة عبلقة تبعية‬

‫بييئة معينة‪ ،‬ومزايا الغرامة ىي‪:‬‬

‫‪ -1‬ال تمثؿ اعتداء عمى جسد االنساف أو حريتو‪.‬‬

‫‪ -2‬ال تمس شرفو او سمعتو او تناؿ مف مكانتو االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -3‬ال تنزع الجاني مف عائمتو‪.‬‬

‫‪ -4‬ال تؤخره عف مزاولة عممو‪.‬‬

‫‪ -5‬تبعد المحكوـ عميو مف االختبلط بغيره مف المجرميف‪.‬‬

‫‪ -6‬يمكف الرجوع فييا إذا حصؿ خطأ‪.‬‬

‫‪ -7‬مبلئمة لمجرائـ التي يكوف فييا الدافع الطمع‪.‬‬

‫‪ -8‬ال تكمؼ الدولة شيئا بؿ ىي مصدر أيراد عاـ‪.‬‬

‫عيوب الغرامة‪:‬‬

‫‪178‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -1‬ال يقتصر اثرىا المحكوـ عميو بؿ يتعدى الى االشخاص الذيف يعوليـ ولو بطريؽ غير مباشر‬

‫‪ -2‬ال تحقػػؽ المسػػاواة فػػي العقػػاب بػػيف االف ػراد إذ انيػػا تافػػو بالنسػػبة لؤلغنيػػاء وشػػديد الوطػػأة عمػػى‬

‫الفقراء ويمكف تبلفي ىذه العيوب وذلؾ بالعمؿ عمى مبلئمة الغرامة لحالة كؿ مف محكوـ عميػو تبعػاً‬

‫لحالتو ظروفو االجتماعية واالقتصادية أي االخذ بمبدأ تفريد العقوبة‪.‬‬

‫الغرامة في القانون العراقي‬

‫قانوف تعديؿ قانوف الغرامات رقـ (‪ )6‬لسنة ‪ ،2118‬إذ نصت المادة الثانية عمى أف‪" :‬يكون مقدار‬

‫الغرامات المنصوص عمييا في قانون العقوبات رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 1969‬المعدل كاآلتي‪:‬‬

‫(أ) في المخالفات مبمغاً ال يقل عن (‪ )51111‬خمسون ألف دينار وال يزيد عمى (‪)211111‬‬

‫مئتي ألف دينار‪.‬‬

‫(ب) في الجنح مبمغاً ال يقل عن (‪ )211111‬مئتي ألف دينار وواحد وال يزيد عن(‪)1111111‬‬

‫مميون دينار‪.‬‬

‫جـ) في الجنايات مبمغاً ال يقل عن (‪ )1111111‬مميون وواحد دينار وال يزيد عن‬

‫(‪ )11111111‬عشرة ماليين دينار‪.‬‬

‫المادة الثالثة‪ :‬تنزل المحكمة مبمغ (‪ )51111‬خمسين ألف دينار عن كل يوم يقضيو المحكوم‬

‫عميو في التوقيف‪.‬‬

‫المادة الرابعة‪ :‬إذا كانت الجريمة معاقباً عمييا بغرامة فقط فعمى المحكمة عند عدم دفع الغرامة‬

‫أن تحكم بالحبس عمى المحكوم عميو بمعدل يوم واحد عن كل (‪ )51111‬خمسين ألف دينار‬

‫من مبمغ الغرامة عمى أن ال تزيد مدة الحبس في كل األحوال عن ستة أشير‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬العقوبات التبعية (المواد ‪)98-96‬‬

‫‪179‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫إف العقوبات التبعية تمحؽ المحكػوـ عميػو بقػوة القػانوف نتيجػة الحكػـ عميػو بعقوبػة اصػمية وبالتػالي ال‬

‫حاجػػة الػػى اف يػػنص عمييػػا القاضػػي وال تفػػرض بمفردىػػا وانمػػا مػػع غيرىػػا مػػف العقوبػػات االصػػمية‬

‫وىنالؾ نوعاف مف العقوبات التبعية ىما‪:‬‬

‫‪ -1‬الحرمان من بعض الحقوق والمزايا‪ :‬نصت المـادة (‪ ) 96‬مـن قـانون العقوبـات العراقـي عمـى‬

‫ان (الحكم بالسجن المؤبد أو المؤقت يستتبعو بحكم القانون من يوم صـدروه وحتـى اخـالء سـبيل‬

‫المحكوم عميو من السجن حرمانو من الحقوق والمزايا التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الوظائف والخدمات التي كان يتوالىا‪.‬‬

‫ب‪ -‬أن يكون ناخباً أو منتخبا في المجالس التمثيمية‪.‬‬

‫ج‪ -‬ان يكون عضواً في المجالس االدارية او البمدية او احدى الشركات‪.‬‬

‫د‪ -‬ان يكون وصياً او قيماً أو وكيالً‪.‬‬

‫ىـ ‪ -‬ان يكون مالكاً أو ناش ارً أو رئيس لتحرير احدى الصحف‪.‬‬

‫وتستمر مف يوـ صدور الحكـ وحتى إخبلء سبيمو مف السجف‪.‬‬

‫‪ -2‬مراقبـة الشــرطة‪ :‬ويقصػد بيػػا إخضػاع المحكػػوـ عميػو لمبلحظػة الشػػرطة مػدة مػػف الػزمف لمتحقػػؽ‬

‫مف سموكو ومنعو مف ارتكاب الجرائـ بما يتطمبو ذلػؾ مػف تقييػده باإلقامػة فػي مكػاف معػيف وتعػد مػف‬

‫العقوبػػات المقيػػدة لمحريػػة بػػالرغـ مػػف انيػػا تنفػػذ خػػارج السػػجوف وقػػد نصػػت عميػػو المــادة (‪ ) 99‬مــن‬

‫قانون العقوبات العراقي‪" :‬من حكم عميو بالسجن لجناية ماسة بـأمن الدولـة الـداخمي أو الخـارجي‬

‫او تزييــف نقــود او تزويرىــا أو تقميــدىا أو تزويــر طوابــع او ســندات ماليــة حكوميــة أو محــررات‬

‫رســمية او مــن رشــوة أو اخــتالس أو ســرقة أو قتــل عمــدي مقتــرن بظــرف مشــدد يوضــع بحكــم‬

‫القانون بعد انقضاء مدة عقوبتو تحت مراقبة الشرطة وفـق احكـام المـادة ‪ 118‬مـن ىـذا القـانون‬

‫‪181‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫مــدة مســاوية لمــدة العقوبــة عمــى ان ال تزيــد عــن خمــس ســنوات‪ .‬ومــع ذلــك يجــوز لممحكمــة فــي‬

‫حكميا أن تخفف مدة المراقبة أو تامر بإعفاء المحكوم عميو منيا أو ان تخفف من قيودىا"‪.‬‬

‫وجػػدير بالػػذكر ان مراقبــة الشــرطة تعتبــر وجوبيــة أي انيػػا تمحػػؽ المحكػػوـ عميػػو بقػػوة الق ػانوف دوف‬

‫الحاجػػة الػػى اف يػػنص عمييػػا فػػي الحكػػـ كمػػا ىػػو الحػػاؿ فػػي العقوبػػات التبعيػػة وقــد تكــون اختياريــة‬

‫بمعنى اف المشرع قد منح المحكمة في ذات الوقػت التػدخؿ مػف أجػؿ تخفيػؼ مػدتيا أو تػأمر بإعفػاء‬

‫المحكوـ عميو منيا أو اف تخفؼ مػف قيودىػا أمػا فػي حالػة مخالفػة احكػاـ مراقبػة الشػرطة فقػد نصػت‬

‫المادة ( ‪ ) 99‬من قانون العقوبات العراقي في الفقرة الثالثة منيا عمـى أنـو ‪“ :‬يعاقـب مـن خـالل‬

‫احكام مراقبة الشرطة بالحبس مدة ال تزيد عمى سنة وبغرامة ال تزيد عمى مائة دينار”‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬العقوبات التكميمية‬

‫ىػػي ج ػزاءات ثانويػػة تتفػػؽ مػػع العقوبػػات التبعيػػة فػػي انيػػا ال تػػأتي بمفردىػػا بػػؿ تابعػػة لعقوبػػة اصػػمية‬

‫ولكونيػػا تختمػػؼ عنيػػا فػػي انيػػا ال تحمػػؽ المحكػػوـ عميػػو حتمػػا وبقػػوة القػػانوف بػػؿ يمػػزـ اف يػػنص عميػػو‬

‫القاضي صراحة في الحكـ المتضمف لمعقوبة األصمية‬

‫والعقوبات التكميمية في قانوف العقوبات العراقي عمى ثبلثة انواع وىي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬الحرماف مف بعض الحقوؽ والمزايا ‪.‬‬

‫‪ -2‬المصادرة ‪.‬‬

‫‪ -3‬نشر الحكـ ‪.‬‬

‫‪ -1‬الحرماف مف بعض الحقوؽ والمزايا‬

‫تنص المادة (‪ ) 111‬من قانون العقوبات العراقي عمى أن‪" :‬لممحكمة عند الحكم بالسـجن المؤبـد‬

‫أو الموقت أو الحبس مدة ال تزيد عمى سنة أن تقرر حرمان المحكوم عميو من حق أو اكثـر مـن‬

‫‪181‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫الحقـوق المبينـة أدنــاه لمـدة ال تزيــد عمـى ســنتين ابتـداء مـن تــاريذ انتيـاء تنفيــذ العقوبـة أو مــن‬

‫تاريذ انقضائيا ألي سبب كان"‪.‬‬

‫‪ -1‬تولي بعض الوظائؼ والخدمات العامة عمى أف يحدد ما ىو محرـ عميػو منيػا بقػرار الحكػـ وأف‬

‫يكوف القرار مسبباً تسبباً كافياً‪.‬‬

‫‪ -2‬حمؿ أوسمة وطنية أو اجنبية ‪.‬‬

‫‪ -3‬حمؿ السبلح‬

‫‪ -4‬الحقوؽ والمزايا الواردة في الفقرة ثانياً مف ىذا القرار كبلً أو بعضاً أو يراد بذلؾ الحقػوؽ والم ازيػا‬

‫الواردة في المادة (‪ )96‬مف قانوف العقوبات المارة الذكر وينفذ عقوبة الحرمان من الحقوق والمزايا‬

‫في المحكوم عميو بعد اخالء سبيمو من السجن ويالحظ عمى الـنص اعـاله ان المشـرع قـد اعطـى‬

‫لممحكمــة الخيــار فــي حرمــان المحكــوم عميــو بالســجن المؤبــد او المؤقــت أو الحــبس ال تزيــد عمــى‬

‫سنة من الحقوق اعاله ولمدة محددة ال تزيد عمى سنة‪.‬‬

‫‪ -2‬المصادرة‬

‫ويراد بيا االستيبلء عمى ماؿ المحكوـ عميو وانتقاؿ ممكيتو إلى الدولة بدوف اي تعويض وىي عقوبة‬

‫ماليػػة وبيػػذه الصػػفة تشػػترؾ مػػع الغ ارمػػة‪ ،‬كمػػا اف كمتػػا العقػػوبتيف يجػػب أف تفرضػػا مػػف قبػػؿ السػػمطة‬

‫القضائية‬

‫الغرامة‬ ‫المصادرة‬ ‫ت‬

‫‪ 1‬تطبؽ عمى النقود فقط‬ ‫تطبؽ عمى االمواؿ‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬ق ػػد تش ػػكؿ بنفس ػػيا عقوب ػػة اص ػػمية او تك ػػوف‬ ‫تتبع عقوبة اصمية أخرى‬ ‫‪2‬‬

‫عقوبة تكميمية‬

‫والمصادرة نوعيف ‪-:‬‬


‫‪182‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫المصادرة العامة‪ :‬ىي تجريد المحكوـ عميو مف جميع ما يممكو أو نسبة معينػة مػف مالػو كنصػفو او‬

‫ثمثو أو ربعو‪.‬‬

‫المصادرة الخاصة‪ :‬وىي التي تنصب عمى ماؿ معيف وقد يكوف ىذا الماؿ ىو الوسػيمة التػي ارتكػب‬

‫بيػػا الجريمػػة او يكػػوف ىػػو جسػػـ الجريمػػة مثػػؿ حيػػازة المخػػدرات واالسػػمحة غيػػر المرخصػػة‪ .‬وفػػي ىػػذا‬

‫نصت المادة (‪ ) 111‬من قانون العقوبات العراقي عمى أنو‪" :‬يجوز لممحكمة عند الحكـم باإلدانـة‬

‫فــي جنايــة أو جنحــة ان تحكــم بمصــادرة االشــياء المضــبوطة التــي حصــمت مــن الجريمــة او التــي‬

‫استعممت في ارتكابيا أو التي كانت معدة السـتعماليا فييـا وىـذا كمـو بـدون اخـالل بحقـوق الغيـر‬

‫حسن النية ‪."...‬‬

‫وبناء عمى ما سبؽ يتضح اف لمحكـ بعقوبة المصادرة شروطاً وىي ‪-:‬‬
‫ً‬

‫‪ -1‬اف يحكـ عمى المتيـ بعقوبة أصمية لجناية أو جنحة وال يجوز في المخالفة‪.‬‬

‫‪ -2‬اف يكوف االشياء التي يحكـ بمصادرتيا قد حصمت مف الجريمػة او اسػتعممت او مػف شػانيا اف‬

‫تستعمؿ في ارتكابيا‪.‬‬

‫‪ -3‬اف ال تؤدي االشياء المضبوطة الى االخبلؿ بحقوؽ الغير (حسف النية)‪ ،‬مثؿ لو كانت االشياء‬

‫ممكاً لمغير المتيـ وقد اخذت بدوف عممو او بعممو ولكنو كاف يجيؿ انيا سوؼ تستعمؿ فػي ارتكػاب‬

‫الجريمة فبل يجوز الحكـ بالمصػادرة كمػا نصػت المـادة (‪ )117‬مـن قـانون العقوبـات العراقـي عمـى‬

‫أنـــو‪" :‬يجـــب الحكـــم بمصـــادرة االشـــياء المضـــبوطة التـــي يعـــد صـــنعيا او حيازتيـــا أو احرازىـــا او‬

‫استعماليا او بيعيـا او عرضـيا لمبيـع جريمـة فـي ذاتـو ولـو لـم تكـن ممموكـة لممـتيم او لـم يحكـم‬

‫بإدانتو واذا لم تكن االشياء المـذكورة قـد ضـبطت فعـالً وقـت المحاكمـة وكانـت معينـة تعيينـاً كافيـا‬

‫فحكــم المحكمــة بمصــادرتيا عنــد ضــبطيا"‪ ،‬يبلحػػظ اف ىػػذه المػػادة تضػػع شػػروطاً لمحكػػـ بالمصػػادرة‬

‫وىي‪:‬‬

‫‪183‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -1‬انو ال يشترط اف يحكـ لممتيـ بعقوبة اصمية بؿ أنػو يجػب الحكػـ بيػا حتػى يفػرض تبرئػة المػتيـ‬

‫مما ىو منسوب اليو او نفرض وفاتو‪.‬‬

‫‪ -2‬اف ال يشترط اف تكوف االشياء المضػبوطة ممكػا لممػتيـ‪ ،‬بػؿ يجػب الحكػـ بيػذه المصػادرة وحتػى‬

‫ولو كانت ىذه االشياء ممكاً لمغير والمصادرة مف ىذا النوع يتخذ صفة االجراء الوقائي‪.‬‬

‫‪ -3‬نشر الحكم‬

‫ىي وسػيمة لمتشػيير بالشػخص كػأف تكػوف الجريمػة ذات خطػورة واثػار واسػعة فعندئػذ يجػوز لممحكمػة‬

‫مف تمقاء نفسيا أو بناء عمى طمب االدعاء العاـ أف تأمر بنشر الحكـ النيائي الصػادر باإلدانػة فػي‬

‫جناية او ما تقتضيو المصمحة الخاصة ومثاليا جريمة القذؼ أو سب أو اىانة وفي ىذه الحالة فإف‬

‫النشر ال يقع اال بطمػب صػريح‪ ،‬ىػذا واف لممحكمػة اف تقػرر كػؿ حالػة عمػى حػدة وتقػر فيمػا إذا وجػد‬

‫ما يبرر قرار إصدار نشر الحكـ‪.‬‬

‫تفريد العقوبة‬

‫ويػراد بػػو جعػػؿ العقوبػػة مبلئمػػة لظػػروؼ المجػػرـ الجسػػمي والنفسػػي واالجتمػػاعي وحالتػػو قبػػؿ ارتكػػاب‬

‫الجريمػػة واثنائيػػا وبعػػدىا وطريقػػة ارتكػػاب لمجريمػػة والوسػػائؿ المسػػتعممة فػػي ارتكابيػػا واالضػرار التػػي‬

‫اصابت المجني عميو او المجتمع مف جراء الجريمة والباعث عمى ارتكابيا‪.‬‬

‫اذف يكوف سمطة تقديرية لمقاضػي فػي تشػديد العقوبػة او تخفيضػيا او حتػى االعفػاء منيػا مثػؿ العفػو‬

‫عف العقوبة واالفراج الشرطي وايقاؼ تنفيذ العقوبة‪ ،‬ومف أىـ مظاىر تفريد العقوبة ىي‪:‬‬

‫اوالً ‪ :‬الظروف المشددة لمعقوبة‬

‫‪184‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ويقصد بالظروف المشددة بأنيا تمـك الظـروف المحـددة بالقـانون والمتصـمة بالجريمـة أو بالجـاني‬

‫التي يترتب عمييا تشديد العقوبة المقررة لجريمة الى اكثر مـن الحـد االعمـى الـذي قـرره القـانون‪،‬‬

‫وىي عمى نوعيف‪( :‬الظروؼ المشددة العامة والظروؼ المشددة الخاصة)‪:‬‬

‫‪ -1‬الظــروف المشــددة العامــة‪ :‬وىػػي تمػػؾ الظػػروؼ التػػي يػػنص عمييػػا القػػانوف والتػػي تسػػري بالنسػػبة‬

‫الى جميع الجرائـ وقد حددتيا المادة (‪ ،)135‬وىي كاالتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬ارتكاب الجريمة بباعث دني‪( .‬قاتؿ مأجور)‬

‫ب‪ -‬ارتكاب الجريمة بانتياز فرصة ضعؼ ادراؾ المجني عميػو أو عجػزه عػف المقاومػة فػي ظػروؼ‬

‫ال تمكف الغير مف الدفاع عنو‪.‬‬

‫ج‪ -‬استعماؿ طرؽ وحشية الرتكاب الجريمة أو التمثيؿ بالمجني عميو‪.‬‬

‫د‪ -‬استغبلؿ الجاني في ارتكاب الجريمة صفتو كموظؼ أو إساءتو استعماؿ سمطتو (الجرائـ المخمة‬

‫بالوظيفة العامة)‪.‬‬

‫‪ -2‬الظروف المشددة الخاصة‪ :‬وىي الظروؼ المنصوص عمييا في القانوف والتي ليست ليا صفة‬

‫العم ػػوـ فػ ػي جمي ػػع الجػ ػرائـ ب ػػؿ اني ػػا خاص ػػة ب ػػبعض الجػ ػرائـ‪ ،‬كظ ػػرؼ وق ػػوع السػ ػرقة ل ػػيبلً او قوعي ػػا‬

‫باإلكراه‪.‬‬

‫ومنيا يتصؿ بالواقعة االجرامية وظروؼ ارتكابيا ( الظروؼ المادية ) كالتسػور والكسػر مػف الخػارج‬

‫فػػي جريمػػة السػرقة‪ ،‬وقػػد يتصػػؿ بشػػخص الجػػاني (الظػػروؼ الشخصػػية) كســبق االص ـرار فــي ج ـرائم‬

‫القتل وصفة الخادم في السرقة‪.‬‬

‫اء‬
‫والفرؽ بيف النوعيف فػي العقوبػة فػإف اثػر الظػروؼ الماديػة المشػددة تسػري عمػى جميػع الجنػاة سػو ً‬

‫مػػف سػػاىـ فييػػا بصػػفة فاعػػؿ او شػريؾ ومػػف كػػاف يعمػػـ بيػػا او كػػاف يجيمػػو‪ ،‬امػػا الظػػروؼ الشخصػػية‬

‫فإنيا تسري عمى صاحبيا فقط اذا كاف فاعبلً اصمياً‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫وتكوف العقوبة في حالة توفر الظرؼ المشدد كاالتي‪:‬‬

‫‪ -1‬اذا كانت العقوبة المقررة لمجريمة ىي السجف المؤبد جاز الحكـ باإلعداـ‬

‫‪ -2‬اذا كان ػػت العقوب ػػة المق ػػررة لمجريم ػػة الس ػػجف المؤق ػػت او الح ػػبس ج ػػاز الحك ػػـ ب ػػأكثر م ػػف الح ػػد‬

‫االقصػى لمعقوبػػة المقػػررة لمجريمػػة بشػرط اف ال يتجػػاوز مػػدة السػػجف عمػى عشػريف سػػنة ومػػدة الحػػبس‬

‫عمى عشرة سنوات‪.‬‬

‫‪ -3‬اذا كانػػت العقوبػػة المقػػررة لمجريمػػة ىػػي الغ ارمػػة جػػاز الحكػػـ بػػالحبس‪ ،‬عمػػى ال تزيػػد مػػدة الحػػبس‬

‫عف اربع سنوات‪.‬‬

‫العود (ظرف مشدد)‬

‫ويراد بو ارتكاب الشخص لجريمة بعد سبؽ الحكـ عميو نيائيا مف أجؿ جريمة أو جرائـ أخرى‪ .‬ويعد‬

‫العود سببا مف اسباب تشديد العقوبة العتبار اف المجرـ الذي يعود الػى ارتكػاب الجريمػة دليػؿ عمػى‬

‫ميمو لئلجراـ واستيانتو بالعقاب‪ ،‬ويكوف في صورتيف‪:‬‬

‫‪ -1‬العود العام والعود الخاص‪:‬‬

‫العـود العـام (المطمـق)‪ :‬يتحقػؽ لمجػرد عػودة المجػرـ إلػى ارتكػاب جريمػة جديػدة أيػاً كػاف نوعيػا‪ ،‬فػبل‬

‫يش ػػترط اف تك ػػوف مماثم ػػة ف ػػي نوعي ػػا أو طبيعتي ػػا لمجريم ػػة األول ػػى‪ ،‬مث ػػؿ‪ :‬اف يحك ػػـ عم ػػى ش ػػخص‬

‫بارتكاب جريمة القتؿ ثـ يعود فيرتكب جريمة السرقة (ال يشترط التماثؿ بيف الجريمتيف)‪.‬‬

‫العـود الخـاص (النـوعي)‪ :‬ويتحقػؽ إذا كانػت الجريمػة الثانيػة مماثمػة أو مشػابيو مػع الجريمػة األولػػى‬

‫التي حكـ فييا نيائيا‪ .‬مثؿ جرائـ السرقة والنصب وخيانة االمانة‪.‬‬

‫‪ -2‬العود المؤبد والعود المؤقت‪:‬‬

‫العود المؤبـد‪ :‬ويتحقػؽ لمجػرد عػودة المجػرـ الرتكػاب جريمػة جديػدة ميمػا طػاؿ الػزمف بينيمػا وبػيف‬

‫الحكـ في الجريمة األولى‪.‬‬


‫‪186‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫العود المؤقـت‪ :‬ويتحقػؽ إذا ارتكػب المجػرـ الجريمػة الجديػدة فػي خػبلؿ مػدة محػددة مػف تػاريخ الحكػـ‬

‫الصادر عميو مف اجؿ الجريمة األولى‪.‬‬

‫ويشػػترط العتبػػار الجػػاني عائػػدا حسػػب نػػص المػػادة (‪ )139‬مػػف قػػانوف العقوبػػات الع ارقػػي الشػػروط‬

‫االتية‪:‬‬

‫‪ -1‬صدور حكم سابق‪ :‬ينبغي اف تكوف الجريمة الجديدة قػد ارتكػب بعػد حكػـ سػابؽ؛ ألف العمػة فػي‬

‫التشديد ىي اف صدور الحكـ السابؽ يعتبر كافياً لدرع الجاني والبد مف تتوفر فػي الحكػـ السػابؽ مػا‬

‫يأتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬اف يكوف صاد ار بعقوبة جنائية مف العقوبات االصمية السالبة لمحرية أو بالغرامة فاذا كػاف الحكػـ‬

‫مجرد تدابير احت ارزية فبل يعد سابقة في العود‪.‬‬

‫ب‪ -‬اف يك ػػوف الحك ػػـ نيائي ػػا قب ػػؿ ارتك ػػاب الجريم ػػة الجدي ػػدة؛ ألف الحك ػػـ غي ػػر الني ػػائي يك ػػوف ق ػػاببل‬

‫لئللغاء أو التعديؿ ويكوف الحكـ نيائيا باستنفاذ طرؽ الطعف بفوات مواعيدىا أو بػرفض الطعػف‪ ،‬وال‬

‫يشترط تنفيذ العقوبة مف عدـ تنفيذىا كيروب الجاني مثبل‪.‬‬

‫ج‪ -‬اف يكوف الحكـ قائما وقت ارتكاب الجريمة‪ :‬أي ال يكوف الحكـ النيائي قد سقط بالعفو العاـ او‬

‫برد االعتبار او بانقضاء مدة ايقاؼ التنفيذ إذا كاف قد حكـ بإيقاؼ تنفيذه‪.‬‬

‫د‪ -‬اف يكوف الحكـ الصػادر مػف محكمػة عراقيػة او كػاف صػاد ار فػي جػرائـ تزييػؼ او تقميػد او تزويػد‬

‫العممة العراقية فيعتد بو عندئذ كسابقة في العود‪.‬‬

‫‪-2‬ارتكاب جريمة جديدة‪ :‬يشترط لتوفر العود ارتكاب جريمة جديدة بعد صدور الحكـ السػابؽ وىػذه‬

‫الجريمػػة ىػػي التػػي تجعػػؿ الجػػاني عائػػداً وتشػػدد العقوبػػة‪ ،‬واف تكػػوف الجريمػػة الجديػػدة مسػػتقمة عػػف‬

‫الجريمة االولى‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -3‬ان تتوفر حالة من الحاالت المنصوص عمييا في المادة (‪ )139‬من قانون العقوبات العراقي‬

‫وىذه الحاالت ىي‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬مف حكـ عميو نيائيا لجناية وثبت ارتكابو قانونا لجناية او جنحة قبؿ مضي المحددة‬

‫المقررة لرد اعتباره وال يشترط التماثؿ بيف الجريمتيف (العود عاـ في ىذه الحالة)‬

‫الحالة الثانيـة‪ :‬مػف حكػـ عميػو نيائيػا بجنحػة وثبػت ارتكابػو بعػد ذلػؾ وقبػؿ مضػي المػدة المقػررة لػرد‬

‫االعتبار ويشػترط التماثػؿ بػيف الجػريمتيف (العػود خػاص فػي ىػذه الحالػة) وتعتبػر الجػرائـ المبينػة فػي‬

‫بند (‪ )1‬مف الجرائـ المتماثمة‪:‬‬

‫‪ -1‬جرائـ االختبلس والسرقة واالحتياؿ وخيانة االمانة واغتصاب االمواؿ‬

‫‪ -2‬جرائـ القذؼ والسب واالىانة وافشاء االسرار‬

‫‪ -3‬الجرائـ المتعمقة باآلداب العامة وحسف االخبلؽ‬

‫‪ -4‬جرائـ القتؿ وااليذاء العمد‬

‫‪ -5‬الجرائـ العمدية التي يضميا باب واحد مف ىذا القانوف ‪.‬‬

‫والفتػرة الزمنيػػة التػػي يجػػب اف تقػػع خبلليػػا الجريمػػة الثانيػػة ىػػي المػػدة البلزمػػة لػػرد االعتبػػار المحكػػوـ‬

‫عميو عف الجريمة األولى‪.‬‬

‫اثار العود‬

‫يج ػػوز لممحكم ػػة ف ػػي حال ػػة الع ػػود المنص ػػوص عمي ػػو ف ػػي الم ػػادة (‪ )141‬اف تحك ػػـ ب ػػأكثر م ػػف الح ػػد‬

‫االقصػػى لمعقوبػػة المقػػررة لمجريمػػة قانونػػا وعمػػى اف ال تزيػػد بػػأي حػػاؿ مػػف االح ػواؿ السػػجف خمػػس‬

‫وعشػػروف سػػنة وال تزيػػد مػػدة الحػػبس عمػػى عشػػر سػػنوات‪ ،‬فالتشػػديد إذف جػوازي ولػػيس وجػػوبي أي اف‬

‫لممحكمة مطمؽ الحرية في تشديد العقوبة أو أف تحكػـ بالعقوبػة المقػررة لمجريمػة بغيػر تشػديد‪ ،‬فضػبل‬

‫‪188‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫عف اف ال يتجاوز الحد االقصى لمعقوبة ضعؼ الحد االقصى لمعقوبة المقػررة اصػبلً لمجريمػة‪ .‬وىػذا‬

‫التشديد مقيد بقيديف‪:‬‬

‫‪ -1‬أف ال يتجاوز الحد االقصى لمعقوبة ضعؼ الحد االقصى لمعقوبة المقررة لمجريمة‪.‬‬

‫‪ -2‬أف ال يتجاوز مدة السجف المؤقػت عمػى خمػس وعشػريف سػنة‪ ،‬وال تزيػد مػدة الحػبس عمػى عشػر‬

‫سنوات‪.‬‬

‫ويجوز لممحكمة في حالة ما‪:‬‬

‫‪ -1‬اذا كانت العقوبة المقررة لمجريمة ىي السجف المؤقت جاز الحكـ بالسجف المؤبد‪.‬‬

‫‪ -2‬اذا كانت العقوبة المقررة لمجريمة ىي الغرامة جاز الحكـ بالحبس‪.‬‬

‫الظروف المخففة لمعقوبة‬

‫أف اسػػباب التخفيػػؼ نوعػػاف‪ ،‬أسػػباب حصػػرىا الشػػارع وبينيػػا فػػي القػػانوف وتسػػمى باإلعػػذار واسػػباب‬

‫تركيا لتقدير القاضي وتسمى بالظروؼ المخففة‬

‫االعذار القانونية المادة (‪)138‬‬

‫واالعػذار القانونيػػة أمػا اف تكػػوف معفيػة مػػف العقوبػة أو مخففػػة ليػا وبينيػػا المشػرع الع ارقػػي فػي المػػادة‬

‫(‪ ،)138‬واالعذار‪ :‬ىي الظروؼ المنصوص عمييا فػي القػانوف والتػي يترتػب عمييػا تخفيػؼ العقوبػة‬

‫او رفعيا كمياً‪ ،‬وىي ال توجد بغير نص أي ذكرت عمى سبيؿ الحصر وىي نوعاف‪.‬‬

‫‪ -1‬االعذار المعفية من العقاب‬

‫ىي الظروؼ التي ينص عمييا القانوف والتي مف شانيا رفع العقوبػة عػف الفاعػؿ مػع قيػاـ المسػؤولية‬

‫فقػد تكػػوف مقابػؿ خدمػػة يقػػدميا الجػاني لممجتمػػع بالكشػػؼ عػف الجريمػػة كاإلعفػػاء مػف عقوبػػة االتفػػاؽ‬

‫الجنائي لمف يبادر بإخبار السمطات بوجػود االتفػاؽ الجنػائي وعػف المسػاىميف قبػؿ وقػوع الجريمػة أو‬

‫‪189‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫يكػػوف االعفػػاء مقػػرر لرغبػػة فػػي المحافظػػة عمػػى صػػمة الق اربػػة فػػي اعفػػاء أصػػوؿ أو فػػروع الشػػخص‬

‫اليارب أو زوجتو أو اخوه أو اختو مف عقوبة إخفاء اليارب‪.‬‬

‫أثــر األعــذار المعفيــة‪ :‬ويترتػػب عميػػو رفػػع العقوبػػة عػػف الجػػاني‪ ،‬وال يسػػتفيد باإلعفػػاء غيػػر مػػف تػوافر‬

‫العػػذر ممػػا سػػاىموا فػػي ارتكػػاب الجريمػػة كمػػا اف المجػػرـ المعفػػي مػػف العقوبػػة ال يحكػػـ ببراءتػػو بػػؿ‬

‫يقضي بإعفائو مف العقوبة مع امكاف قياـ المسؤولية المدنية عف االضرار التي تكوف قد نشأت عػف‬

‫الجريمة‪.‬‬

‫‪ -2‬االعذار المخففة‬

‫ىي الظروؼ المنصوص عمييا في القػانوف والتػي تسػتوجب تخفيػؼ العقوبػة المقػررة قانونػاً لمجريمػة‪،‬‬

‫مثػػاؿ ذلػػؾ المػػادة (‪ )419‬التػػي تعاقػػب بػػالحبس مػػدة ال تزيػػد عمػػى ثبلثػػة سػػنوات مػػف فاجػػأ زوجتػػو أو‬

‫احػػدى محارمػػو فػػي حالػػة تمبسػػيا بالزنػػا‪ ،‬ىػػذا فػػي الوقػػت الػػذي يكػػوف فييػػا عقوبػػة القتػػؿ العمػػد السػػجف‬

‫المؤبد أو المؤقت وفقا لممادة (‪ )415‬مف قانوف العقوبات العراقي‪.‬‬

‫أثر األعذار المخففة‪ :‬ويترتب عمػى العػذر المخفػؼ تخفػيض العقوبػة وجوبػا بحكػـ القػانوف ولمقاضػي‬

‫مطمؽ الحريمة في النزوؿ بالعقوبة الى الحد االدنػى مػف الػنص القػانوني‪ ،‬مػع امكػاف قيػاـ المسػؤولية‬

‫المدنية عف االضرار التي تكوف قد نشأت عف الجريمة‪.‬‬

‫الظروف المخففة‬

‫وي ػراد بيػػا الخصػػائص الموضػػوعية او الشخصػػية غيػػر المحػػددة والتػػي يمكػػف اف تسػػمح فػػي تخفيػػؼ‬

‫العقوبة المقررة قانونا لمجريمة وفقا لممعيار الذي نص عميو القانوف‪.‬‬

‫الظروؼ المخففة‬ ‫االعذار المخففة‬ ‫ت‬

‫مخفؼ لمعقوبة‬ ‫‪1‬‬ ‫مخفؼ لمعقوبة‬ ‫‪1‬‬

‫‪191‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫لـ ترد عمى سبيؿ الحصر‬ ‫‪2‬‬ ‫وردت عمى سبيؿ الحصر‬ ‫‪2‬‬

‫التخفيؼ فييا جوازي‬ ‫‪3‬‬ ‫التخفيؼ فييا وجوبي‬ ‫‪3‬‬

‫تسمى بالظروؼ القضائية المخففة‬ ‫‪4‬‬ ‫تسمى باألعذار القانونية المخففة‬ ‫‪4‬‬

‫تجاوز حالة الدفاع الشرعي‬ ‫‪5‬‬ ‫قتؿ الزوج لزوجتو المتمبسة بالزنى‬ ‫‪5‬‬

‫ونظاـ الظروؼ المخففة فائدة كبيرة يمكف لمقاضي تقدير العقوبة المبلئمة لكؿ مجرـ عمى انفراد تبعا‬

‫لحالتو وظروؼ ومبلبسات الجريمة‪.‬‬

‫وقد اخذ قانوف العقوبات العراقي بنظاـ الظروؼ المخففة فقد نص في المادة (‪ )132‬عمى أنو‪" :‬إذا‬

‫رات المحكمة في جناية ان ظروف الجريمة او المجرم تستدعي الرأفـة جـاز ليـا ان تبـدل العقوبـة‬

‫المقررة لمجريمة عمى الوجو االتي‪:‬‬

‫‪ -1‬عقوبة االعدام بعقوبة السجن المؤبد أو المؤقت مدة ال تقل عن خمس عشر سنة‪.‬‬

‫‪ -2‬عقوبة السجن المؤبد بعقوبة السجن المؤقت‪.‬‬

‫‪ -3‬عقوبة السجن المؤقت بالحبس مدة ال تقل عن ستة أشير"‪.‬‬

‫ويالحظ عمى نظام التخفيف انيا متروكـة لتقـدير المحكمـة وال ينصـب اال عمـى العقوبـات االصـمية‬

‫فقط ال تشمل العقوبات التبعية والتكميمية"‪.‬‬

‫امػػا إذا تػػوفر فػػي الجنحػػة ظػػرؼ رأت المحكمػػة أنػػو يػػدعو الػػى ال أرفػػة جػػاز ليػػا تطبيػػؽ احكػػاـ المــادة‬

‫(‪ )131‬مــن قــانون العقوبــات العراقــي والتــي نصــت عمــى انــو‪" :‬إذا تــوفر فــي جنحــة عــذر مخفــف‬

‫يكون تخفيف العقوبة عمى الوجو االتي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬إذا كان لمعقوبة حد أدنى فال تتقيد بو المحكمة في تقدير العقوبة‬

‫‪ -2‬إذا كانت العقوبة حبسا وغرامة معا‪ ،‬حكمت المحكمة بإحدى العقوبتين فقط ‪.‬‬
‫‪191‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -3‬إذا كانت العقوبة حبسا غير مقيد بحد ادنى حكمت المحكمة بالغرامة بدال عنو"‪.‬‬

‫تعدد الجرائم وأثره في العقاب‬

‫ويراد بتعدد الجرائـ‪ :‬ىو اف يرتكب الشخص اكثر مف جريمة قبؿ اف يحكـ عميػو نيائيػا بواحػدة منيػا‬

‫سواء كانت مف نوع واحد مثؿ ارتكاب عدة سرقات أو انواع مختمفة مثؿ ارتكاب جريمة قتؿ وجريمة‬

‫السرقة وجريمة االيذاء ويتميز تعدد الجرائـ عف العود مف عدة نواحي منيا‬

‫تعدد الجرائـ‬ ‫ت‬ ‫العود‬ ‫ت‬

‫يتحقؽ التعدد حيف يرتكب الجاني اكثر مف جريمة دوف‬ ‫ال يتحقؽ اال إذا صدر عميو حكـ نيائي في ‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫اف يكوف قد سبؽ عميو الحكـ نيائيا في واحدة منيا‬ ‫جريمة سابقة قبؿ ارتكاب الجريمة الجديدة‬

‫التعدد في ذاتو ال يبرر تشديد العقوبة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 2‬سبب لتشديد العقوبة عف الجريمة الجديدة‬

‫لػػـ يسػػبؽ لمجػػاني التعػػرض لتحػػذير قضػػائي يتمثػػؿ فػػي‬ ‫سبؽ لمجاني التحػذير المتمثػؿ بػالحكـ الػذي ‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫سبؽ الحكـ عميو‬ ‫سبؽ صدوره ضده وتنفيذ ىذا الحكـ عميو‬

‫صــور التعــدد‪ :‬والتعػػدد فػػي الج ػرائـ إمػػا أف يكػػوف ناشػػئا عػػف فعػػؿ واحػػد فيسػػمى تعػػدد صػػوري أو اف‬

‫يكوف ناشئا عف عدة افعاؿ فيسمى بالتعدد الحقيقي‪.‬‬

‫التعدد الصوري‪ :‬وىو انطباؽ اكثر مف نص قانوني عمى فعؿ واحد أي يوصؼ بأكثر مف وصؼ‬

‫قانوني واحد‪ ،‬ومثاؿ ذلؾ مف يرتكب جريمة ىتؾ عرض فيمكف اف يوصؼ باعتباره جريمة ىتؾ‬

‫عرض او جريمة فعؿ فاضح عمني مخؿ بالحياء فيذا التعدد صوري لذلؾ نجد اف جميع التشريعات‬

‫اتفقت عمى اف الجاني ال يعاقب اال بعقوبة واحدة وىي العقوبة االشد مف بيف العقوبات المتعددة‬

‫كما اشارة المادة (‪ )141‬من قانون العقوبات العراقي إلى ذلك‪" :‬اذا كون الفعل الواحد جرائم‬

‫متعددة وجب اعتبار الجريمة التي عقوبتيا أشد والحكم بالعقوبة المقررة ليا واذا كانت العقوبات‬

‫‪192‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫متماثمة حكم بإحداىا"‪ ،‬ففي المثاؿ السابؽ يسأؿ الجاني عف جريمة ىتؾ العرض ألف عقوبتيا‬

‫أشد‪.‬‬

‫والقاعــدة فــي تطبيــق الــنص االشــد يترتــب عميــو نتيجتــان‪ :‬أوالً‪ :‬يجــب عمــى القاضــي ان يحكــم‬

‫بالعقوبة االشد وحدىا وال يجوز لو االخـذ بالعقوبـات المتعـددة‪ .‬وثانيـاً‪ :‬ال يجـوز الحكـم بالعقوبـات‬

‫التبعية والتكميمية التي تقررىا نصوص أخرى غير النص الذي يقضي بالعقوبة االشد‪.‬‬

‫التعــدد الحقيقــي أو المــادي‪ :‬ويقصػػد بػػو ارتكػػاب الجػػاني عػػدة افعػػاؿ مسػػتقمة يكػػوف كػػؿ منيػػا جريمػػة‬

‫قائمة بذاتيا سواء كميػا مػف نػوع واحػد كػأف تكػوف كميػا سػرقات أو مػف أنػواع مختمفػة كارتكػاب جػرائـ‬

‫قتؿ وضرب وسرقة واحتياؿ‪.‬‬

‫والسػؤاؿ الػػذي يطػػرح نفسػػو عمػػى بسػػاط البحػػث ىػػو ىػػؿ يحكػػـ عمػػى المػػتيـ بعقوبػػة لكػػؿ جريمػػة مػػف‬

‫الجرائـ التي ارتكبيا؟ وىػذا مػا يسػمى بنظػاـ (تعػدد العقوبػات)‪ ،‬أـ يكفػي اف توقػع عميػو عقوبػة واحػدة‬

‫ىي اشد العقوبات المقررة لمجرائـ التي ارتكبيا ويسمى بنظاـ (عدـ جمع العقوبات)؟‬

‫اجاب المشرع العراقي عمى ىذا السؤاؿ بأف القاعدة المقررة في قانوف العقوبات ىي تعدد العقوبات‪.‬‬

‫ولكػػف وضػػع قيػػوداً عمييػػا لتفػػادي االف ػراط فػػي العقوبػػة ويسػػتثنى مػػف ىػػذه القاعػػدة حالػػة واحػػدة مػػا إذا‬

‫كانت الجرائـ ارتكبت لغرض واحد وكانت مرتبطة ارتباطا ال يقبؿ التجزئة‪.‬‬

‫وتقوـ ىذه القاعدة (تعدد العقوبػات) اف القػانوف يقػرر لكػؿ جريمػة عقوبػة محػددة فػإذا تعػددت الجػرائـ‬

‫وجػػب اف تتعػػدد العقوبػػات‪ ،‬ألف المجػػرـ قػػد صػػدرت منػػو عػػدة افعػػاؿ جنائيػػة فيػػو حتمػػا أخطػػر عػػف‬

‫المجرـ الذي صدر عنو فعؿ جنائي واحد وبالتالي ال يصح اف يتساوى في المعاممة‪.‬‬

‫وقد قررت المادة (‪ ) 143‬من قانون العقوبات العراقي انو‪" :‬اذا ارتكب شخص عدة جرائم ليست‬

‫مرتبطة ببعضيا وال تجمع بينيما وحدة الغرض قبل الحكم عميو من اجل واحدة منيا‪ ،‬حكم عميو‬

‫بالعقوبة المقررة لكل منيا ونفذت جميع العقوبات عميو بالتعاقب عمى أن ال يزيد مجموع مدد‬
‫‪193‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫السجن أو الحبس التي تنفذ عميو أو مجموع مدد السجن والحبس معاً عمى خمس وعشرين‬

‫سنة"‪.‬‬

‫اما بخصوص القيود التي اوردىا المشرع العراقي عمى ىذه القاعدة ىي‪:‬‬

‫‪ -1‬عدم جواز زيادة العقوبات السـالبة لمجريمـة عـن حـد معـين‪ :‬ومقتضػي ىػذا القيػد انػو فػي حالػة‬

‫تعدد العقوبات السالبة لمحرية السجف الحبس بنوعيو الشديد والبسيط‪ ،‬فأف مجموع مدة العقوبات التي‬

‫يجػػوز تنفيػػذىا عمػػى الجػػاني يجػػب اف ال يزيػػد عػػف خمػػس وعش ػريف سػػنة ومػػا زاد عػػف ذلػػؾ فػػبل ينقػػذ‬

‫واسػػتثنى مػػف ىػػذا القيػػد عقوبػػة الغ ارمػػة والعقوبػػات التكميميػػة والتبعيػػة والتػػدابير االحت ارزيػػة فإنيػػا تنفػػذ‬

‫جميعا ميما تعددت‪ ،‬فيما عدا مراقبة الشرطة فقد قيدىا بخمس سنوات‪.‬‬

‫‪ -2‬جــب العقوبــات‪ :‬ويػػراد بالجػػب تنفيػػذ العقوبػػة االشػػد يعتبػػر فػػي الوقػػت ذاتػػو تنفيػػذا حكميػاً لمعقوبػػة‬

‫االخؼ أي اف العقوبػة االشػد تنػتقض العقوبػة االخػؼ فيقػاؿ بأنيػا قػد جبتيػا أي انقصػتيا ومثاليػا لػو‬

‫حكػػـ عمػػى شػػخص لمػػدة تسػػع سػػنوات وبػػالحبس لمػػدة أربػػع سػػنوات فػػإف تنفيػػذ عقوبػػة السػػجف االشػػد‬

‫يعتبر في نفس الوقت تنفيذا لمعقوبة الحبس وىي األخؼ ويجب مبلحظة األمور التالية عنػد تطبيػؽ‬

‫جب العقوبات وىي‪:‬‬

‫‪ -1‬اف عقوبة السجف ىي وحدىا تجب غيرىا مف العقوبات‪ ،‬فعقوبة الحبس ال تجب عقوبة الغرامة‪.‬‬

‫‪ -2‬ال يقع الجب اال بيف عقوبة أشد وعقوبة أخؼ فيو ال يقع بيف عقوبات تتساوى بالشدة كعقوبتي‬

‫سجف؛ ألنيما متساوياف بالشدة‪.‬‬

‫‪ -3‬تجػب عقوبػػة السػػجف بمقػػدار مػػدتيا عقوبػػة الحػػبس‪ ،‬أي ال يتحقػػؽ الجػػب إال بمقػػدار مػػدة السػػجف‬

‫أي بما يساوي مدتو مف العقوبات التالية لو‪.‬‬

‫‪ -4‬اف تكوف الجريمة التي حكـ فييا بعقوبة الحبس قد وقعت قبؿ الحكـ بعقوبة السػجف الف سػرياف‬

‫الجب بال نسبة لمجرائـ التي بعد صدور ىػذا الحكػـ مػف شػأنو اف يشػجع الجػاني عمػى ارتكػاب الجػرائـ‬
‫‪194‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫اثناء تنفيذ عقوبة السجف‪ ،‬ويبلحػظ اف القيػود التػي اوردىػا المشػرع ىػي قيػود خاصػة لتنفيػذ العقوبػات‬

‫تراعييا سمطة التنفيذ في قياميا بتنفيذ العقوبات المحكوـ بيا‪.‬‬

‫‪ -5‬يجػػػب اف تكػػػوف العقوبػ ػػة موض ػ ػوع الحػ ػػبس عقوب ػػة سػ ػػالبة لمحريػ ػػة أي الحػ ػػبس بنوعيػػػو (الشػ ػػديد‬

‫والبسيط) وبالتالي ال تجب الحبس عقوبة الغرامة‪.‬‬

‫وفيما يخص باالستثناء التي ترد عمى قاعدة تعدد العقوبات بتعدد الجرائـ والتي نصت عمييػا المـادة‬

‫(‪ ) 142‬من قانون العقوبات العراقي والتي تقضي بأنو‪" :‬إذا وقعـت عـدة جـرائم ناتجـة عـن افعـال‬

‫متعددة ولكنيا مرتبطة ببعضيا ارتباطاً ال يقبل التجزئة ويجمع بينيما وحـدة الغـرض وجـب الحكـم‬

‫بالعقوبة المقررة لكل جريمة واألمر بتنفيذ العقوبة االشد دون سواىا"‪.‬‬

‫إذف فاالستثناء مف قاعدة تعدد العقوبات بتعدد والجرائـ مقيد بشرطيف‪:‬‬

‫‪ -1‬اف تكوف الج ارئـ المرتكبة مرتبطة ارتباطاً غير قابؿ لمتجزئػة أي اف يكػوف تنفيػذاً لخطػة اجراميػة‬

‫واحدة (مشروع اجرامي واحد)‪.‬‬

‫‪ -2‬اف تكوف الجرائـ المتعددة مرتبطة بوحدة الغرض أي يكوف القصد منيا تحقيؽ ىدؼ واحد‪.‬‬

‫ومثاليػػا قيػػاـ الموظػػؼ بتزويػػر فػػي السػػجبلت إلخفػػاء أثػػر جريمػػة االخػػتبلس األم ػواؿ‪ ،‬فػػإذا اجتمػػع‬

‫الشرطاف وجب عمػى المحكمػة الحكػـ بالعقوبػة المقػررة لكػؿ جريمػة واألمػر بتنفيػذ العقوبػة األشػد دوف‬

‫غيرىا‪.‬‬

‫ويبلحػػظ بػػأف الحكػػـ بتنفيػػذ العقوبػػة االشػػد ال يمنػػع مػػف تنفيػػذ العقوبػػات التبعيػػة والتكميميػػة والتػػدابير‬

‫االحت ارزية المقررة بحكـ القانوف بالنسبة الى الجرائـ االخرى األخؼ‪.‬‬

‫ايقاف تنفيذ العقوبة المادة (‪)144‬‬

‫قد يرتكب المجرـ الجريمة عف طريؽ الصدفة أو بدافع العاطفة العابرة ‪ ،‬بمعنػى أنػو ارتكػب الجريمػة‬

‫ليس بدافع االجراـ‪ ،‬لذا وجػدت التشػريعات الجنائيػة نظػاـ خػاص مػف شػأنو اف ييػدد مرتكػب الجريمػة‬
‫‪195‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫بتوقيػػع العقوبػػة أذا عػػاد وارتكػػب جريمػػة أخػػرى وخػػبلؿ فت ػرة معينػػة سػػمي ىػػذا النظػػاـ بنظػػاـ (وقػػؼ‬

‫التنفيػػذ) أو تعميػػؽ العقوبػػة عمػػى شػػرط‪ ،‬ألنػػو لػػوحظ اف المػػدة القصػػيرة التػػي يقضػػييا المجػػرـ داخػػؿ‬

‫المؤسسة العقابية ال تكفي إلصبلحو بؿ قد تساىـ في افساده التصػالو ببقيػة المجػرميف‪ .‬وأوؿ الػدوؿ‬

‫التي اخذت بو ىي بمجيكا في سنة ‪.1888‬‬

‫تعريف ايقاف التنفيذ‬

‫ويعرؼ بأنو ذلؾ النظاـ الذي يخوؿ القاضي سمطة الحكـ بإدانة المتيـ وتحديػد العقوبػة المناسػبة لػو‬

‫مع االمر بوقؼ تنفيذىا لفترة معينة يحددىا القانوف‪ ،‬تكوف بمثابة فترة لمتجربة يطالب المحكوـ عميو‬

‫فييا بأف ال يعود الى ارتكاب جريمة جديدة فاف مرت ىذه الفترة دوف اف يرتكب جريمة جديدة اعتبر‬

‫الحكػػـ كػػأف لػػـ يكػػف وتػػزوؿ جميػػع أثػػاره الجنائيػػة‪ .‬أمػػا إذا ارتكػػب خبلىػػا جريمػػة جديػػدة فيجػػوز تنفيػػذ‬

‫العقوبػػة الموقوفػػة إضػػافة الػػى مػػا يحكػػـ بػػو عميػػو بالنسػػبة لمجريمػػة الجديػػدة وىػػذا النظػػاـ اعتبػػر خػػرؽ‬

‫لمبػػادئ المدرسػػة الجنائيػػة التقميديػػة التػػي اىتمػػت بالجريمػػة دوف شػػخص مرتكبيػػا كيػػؼ يمكػػف لجريمػػة‬

‫اف تظػػؿ دوف عقوبػػة وكػػؿ مجػػرـ يجػػب أف يعاقػػب؟ فوقػػؼ التنفيػػذ يعنػػي اف تحقيػػؽ الجريمػػة بركنييػػا‬

‫المػػادي والمعنػػوي لػػـ يعػػد كافيػػا العتبػػار فاعميػػا مجرمػػا وانمػػا اضػػيؼ اييػػا شػػرط أخػػر مػػدى الخطػػورة‬

‫االجرامية بالنسبة لو‪.‬‬

‫إن االخذ بنظام وقف التنفيذ يرجع الى عدة اسباب وىي‪:‬‬

‫‪ -1‬االبتعـاد عـن مشـاكل العقوبـات السـالبة لمحريـة قصـيرة المـدة‪ :‬اف العقوبػة قصػيرة المػدة عػػاجزة‬

‫عف تحقيؽ االصبلح ألف المدة قصيرة‪ ،‬فضبلً عف اف المحكوـ عميو يفقد احت ارمػو واحتػراـ الغيػر لػو‬

‫ويفقد عممو فيتعذر عميو الحصوؿ عمى مورد رزؽ أخر وىذا يؤدي الى تحطيمو ماديا ومعنويا‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫‪ -2‬إصالح المحكوم عميو بعيدا عن السجن‪ :‬اف المحكوـ عميػو يقاسػي مػف الحكػـ بػالرغـ مػف عػدـ‬

‫تنفيذىا لشعوره بالذنب باإلضافة الى تيديده بتنفيذ العقوبة إذا ارتكب جريمة اخرى خبلؿ مػدة معينػة‬

‫وىكذا يتحقؽ الردع العاـ أي إعادة التأىيؿ دوف تنفيذ العقوبة‪.‬‬

‫‪ -3‬ابعــاد المجــرمين المبــدئين مــن االخــتالط بــالمجرمين المتمرســين‪ :‬مػػف المصػػمحة عػػدـ توقيػػع‬

‫العقوبػ ػػة عمػ ػػى المجػ ػػرميف (كػ ػػالمجرـ بالصػ ػػدفة أو بالعاطفػ ػػة)؛ الف ذلػ ػػؾ يكػ ػػوف سػ ػػبباً إلفسػ ػػادىـ ال‬

‫لتقويميـ‪ ،‬بسبب اختبلطيـ بالمجرميف الذيف تمرسوا باإلجراـ‪.‬‬

‫‪ -4‬توفير النفقات عمى ميزانية الدولة بتقميؿ عدد السجناء‪.‬‬

‫نظام ايقاف التنفيذ في قانون العقوبات العراقي‪:‬‬

‫تنص المادة (‪ )144‬مف قانوف العقوبات الع ارقػي عمػى مػا يػأتي‪" :‬يتبػيف مػف ىػذا الػنص أف ال يقػاؼ‬

‫التنفيػػذ شػػروط البػػد مػػف توافرىػػا وىػػذه الشػػروط تتعمػػؽ بالجريمػػة والمجػػرـ والعقوبػػة وىػػذه الشػػروط ىػػي‬

‫كاالتي‪:‬‬

‫‪ -1‬الشروط المتعمقـة بالجريمـة‪ :‬وقػؼ التنفيػذ يكػوف بالنسػبة ألحكػاـ الصػادرة فػي الجنايػات والجػنح‬

‫وغير جائز فػي المخالفػات‪ ،‬وكػاف أولػى بالمشػرع اف يشػمؿ المخالفػات أيضػا الف عمػة ايقػاؼ التنفيػذ‬

‫تتػػوفر فػػي المخالفػػة أيضػػا ألنػػو فػػي حالػػة تعػػذر دفػػع الغ ارمػػة تنفػػذ االك ػراه البػػدني وبالتػػالي يتعػػرض‬

‫الجاني الى مساوئ الحبس البسيط القصيرة المدة‪.‬‬

‫‪ -2‬الشروط المتعمقة بالعقوبـة‪ :‬وقػؼ التنفيػذ يكػوف بالنسػبة لمحكػـ بػالحبس مدتػو سػنة أو أقػؿ سػواء‬

‫كانػػت العقوبػػة صػػادرة فػػي جنحػػة أو جنايػػة‪ ،‬ويجػػوز لممحكمػػة اف تقصػػر ايقػػاؼ التنفيػػذ عمػػى العقوبػػة‬

‫االصمية أو تجعمو شامبلً لمعقوبات التبعية والتكميمية والتدابير االحت ارزية‪.‬‬

‫‪ -3‬الشـــروط المتعمقـــة بـــالمجرم‪ :‬تشػػرط المػػادة (‪ )144‬مػػف قػػانوف العقوبػػات الع ارقػػي أف ال يك ػػوف‬

‫الجاني قد سبؽ الحكـ عميو لجريمة عمدية سواء كانت جناية او جنحة أو مخالفػة وميمػا قػدـ تػاريخ‬

‫‪197‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ارتكاب الجريمة‪ ،‬الف وقػؼ التنفيػذ امتيػاز مقػرر لطوائػؼ المجػرميف ألوؿ مػرة إلبعػادىـ عػف مسػاوئ‬

‫العقوبػػة السػػالبة لمحريػػة‪ ،‬باإلضػػافة الػػى ذلػػؾ اف تػػرى المحكمػػة مػػف اخػػبلؽ والمحكػػوـ عميػػو وماضػػيو‬

‫وظروفو ما يبعث عمى االعتقاد بانو لف يعود الى ارتكاب الجريمة جديدة‪.‬‬

‫وعنػػد تػػوفر الشػػروط اعػػبله يجػػوز عندئػػذ لمحكمػػة الموضػػوع اف تػػامر بوقػػؼ تنفيػػذ العقوبػػة فـــاألمر‬

‫ػاء‬
‫باإليقاف اختياري متـروك لسـمطة التقديريـة لمقاضـي‪ ،‬ويجػوز اف تػأمر المحكمػة بوقػؼ التنفيػذ بن ً‬

‫عمى طمب الخصوـ او مف تمقائيػا نفسػيا وعمػى المحكمػة اف تبػيف فػي الحكػـ ألسػباب التػي اسػتندت‬

‫عمييػػا فػػي ايقػػاؼ التنفيػػذ واال فػػاف الحكػػـ يكػػوف معينػػا بخطػػأ جػػوىري ألغفالػػو التسػػبيب الػػذي اوجبػػو‬

‫القانوف‪.‬‬

‫مدة ايقاف التنفيذ وأثر انقضائيا‬

‫اف مػػدة ايقػػاؼ التنفيػػذ العقوبػػة ىػػي ثـــالث ســنوات تبػػدأ مػػف تػػاريخ صػػدور الحكػػـ‪ ،‬وىػػي مػػدة كافيػػة‬

‫الختبػػار المحكػػوـ عميػػو ومعرفػػة إذا كػػاف جػػدي ار بوقػػؼ التنفيػػذ العقوبػػة مػػف عدمػػو‪ .‬واذا انقضػػت ىػػذه‬

‫المدة دوف اف يصدر خبلليا حكـ بإلغاء االيقاؼ يعتبر الحكـ بيا كأف لـ يكػف أي يسػقط كػؿ اثارىػا‬

‫الجنائية وال يعتبر ىذا الحكـ سابقة في تطبيؽ احكاـ العود‪.‬‬

‫فض ػػبل ع ػػف ذل ػػؾ المحك ػػوـ عمي ػػو بمجموع ػػة مػ ػػف االلت ازم ػػات خ ػػبلؿ فتػ ػرة ايق ػػاؼ التنفي ػػذ وم ػػف ىػػػذه‬

‫االلتزامات‪:‬‬

‫‪ -1‬التعيد بحسن السموك‪ :‬ويكوف التعيد تحريرياً وفؽ نموذج معيف بأف يكوف المحكوـ عميو حسف‬

‫السػػيرة والسػػموؾ خػػبلؿ المػػدة المقػػررة قانون ػاً لوقػػؼ التنفيػػذ (ثػػبلث سػػنوات) ويمػػزـ المحكػػوـ عميػػو بػػاف‬

‫يػػودع صػػندوؽ المحكمػػة مبمغػػا مػػف المػػاؿ أو مػػا يقػػوـ مقامػػو تقػػدره المحكمػػة بمػػا يتناسػػب مػػع حالتػػو‬

‫المالية عمى اف ال يقؿ عف عشريف دينار او ال يزيد عف مائتي دينار ويجوز أف يدفعو شخص أخر‬

‫‪198‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫ويمكف لممحكمة اف تحدد اجبل لدفع المبمغ عمى اف ال تزيد عف شػير مػف تػاريخ صػدور الحكػـ فيػو‬

‫يعتبر بمثابة تيديد لممحكوـ عميو يضمف استبعاد عودتو لسموؾ جريمة جديدة‬

‫‪ -2‬اداء التعويض‪ :‬اجاز لممحكمة اف تمزـ المحكوـ عميو بأداء تعويض المحكوـ بو كمػو أو بعضػو‬

‫وقد اراد المشرع بذلؾ اف يمكف لمحكمة في سبيؿ افساح المجاؿ اماميا إلصدار القرار المناسب‪.‬‬

‫‪ -3‬التعيد بحسن السـموك والتعـويض معـا‪ :‬اجػاز المشػرع لممحكمػة اف تمػزـ المحكػوـ عميػو بالتعيػد‬

‫بحسف السموؾ وأداء التعويض معاً في ضوء القضية ومبلبساتيا‬

‫إلغاء إيقاف التنفيذ‬

‫اجازت المادة (‪ )147‬مف قانوف العقوبات بإلغاء ايقاؼ التنفيذ في الحاالت االتية‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا لـ يقـ المحكوـ عميو بتنفيذ الشروط المفروضة عميو‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا ارتكػػب المحكػػوـ عميػػو خػػبلؿ مػػدة التجربػػة جنايػػة او جنحػػة عمديػػة قضػػي عميػػو مػػف اجميػػا‬

‫بعقوبػػة س ػػالبة لمحري ػػة ألكثػػر م ػػف ثبلث ػػة اش ػػير س ػواء ص ػػدر الحك ػػـ أثن ػػاء ىػػذه الفتػػرة أو ص ػػدر بع ػػد‬

‫انقضػػائيا ‪،‬أمػػا اذا كانػػت الجريمػػة غيػػر عمديػػة مثػػؿ جػرائـ االىمػػاؿ فػػبل يكػػوف سػػببا فػػي الغػػاء ايقػػاؼ‬

‫التنفيػػذ لمعقوبػػة ولػػو كانػػت جنايػػة او جنحػػة فضػػبل عػػف ذلػػؾ ال يحكػػـ بإلغػػاء ايقػػاؼ تنفيػػذ العقوبػػة اذا‬

‫ارتكب المجرـ عميو بمخالفة ‪.‬‬

‫‪ -3‬إذا ظيرت لممحكمة اف لمحكوـ عميو قد صدر عميو حكـ نيػائي ألكثػر مػف ثبلثػة اشػير لجنايػة‬

‫أو جنحة عمدية ولـ تكػف المحكمػة قػد عممػت بػو حػيف أمػرت بإيقػاؼ التنفيػذ الف المحكمػة مػا كانػت‬

‫ػداء ويشػترط بػالحكـ السػابؽ اف يكػوف باتػاً‬


‫لتحكـ بإيقاؼ التنفيذ بالنسبة لممحكوـ عميو لو تعمػـ بػو ابت ً‬

‫أي اكتسبت الدرجة القطعيػة (الحكػـ النيػائي)‪ ،‬واف تكػوف المحكمػة قػد عممػت بػو خػبلؿ فتػرة التجربػة‬

‫الثبلثة سنوات‪ ،‬إذا كاف عمميا بعد انتياء المدة المقررة فبل يجوز ليا اف تحكـ بإلغاء ايقاؼ التنفيذ‬

‫‪199‬‬
‫للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال‬ ‫هحاضرات قاًوى العقوبات‪ /‬القسن العام‬

‫اجراءات إلغاء ايقاف التنفيذ‬

‫اذا تحققت احدى الحاالت اعبله يجوز لممحكمػة اف يصػدر بإلغػاء ايقػاؼ التنفيػذ بحكػـ قضػائي فيػو‬

‫مثؿ االيقاؼ جوازي متروؾ لتقدير المحكمة‪ ،‬وعمى المحكمة اف تقوـ بدراسة ظػروؼ المحكػوـ عميػو‬

‫حتػػى تسػػتطيع اف تتخػػذ الحكػػـ المبلئػػـ فػػي القضػػية وال تمتػػزـ المحكمػة فػػي بيػػاف السػػبب إللغػػاء تنفيػػذ‬

‫العقوبة ألف االصؿ في العقوبة ىي اف تنفذ‪.‬‬

‫ويصدر الحكـ بإلغاء مف نفس المحكمة التي اصدرت الحكـ بالعقوبة التي ترتب عمييا إلغػاء إيقػاؼ‬

‫التنفيػػذ ويترتػػب عميػػو تنفيػػذ العقوبػػة االصػػمية والعقوبػػات التبعيػػة والتكميميػػة والتػػدابير االحت ارزيػػة التػػي‬

‫اوقؼ تنفيذىا ويجوز الحكـ بمبمغ الكفالة التي أديػت كػبلً او جػزءاً تنفيػذ لمتعيػد بحسػف السػموؾ الػذي‬

‫ألزـ المحكوـ عميو بو‪.‬‬

‫‪211‬‬

You might also like