Professional Documents
Culture Documents
ىناؾ مصالح اجتماعية تزداد باستمرار وقد تتعارض ىذه المصالح مع بعضيا لذلؾ ظير القانوف
لحماية ىذه المصالح فالقانوف(( :مجموعة القواعد التي تقرىا الدولة وتقترف بتدابير قسرية توقعيا
عمى مف يخؿ بيا)) ،وقانوف العقوبات ىو القانوف الذي يحدد السموؾ الذي يعتبر جريمة والعقوبات
قانون العقوبات /مجموعة القواعد القانونية التي تحدد صور السموؾ التي تحدد الجرائـ وتبيف
اقساـ قانوف العقوبات :اف قواعد قانوف العقوبات تتضمف نوعيف مف القواعد:
-1قواعد القسم العام :تسمى ( قانوف العقوبات -قسـ العاـ) ويضـ القواعد التي تخضع ليا
الجرائـ والعقوبات عمى اختبلؼ أنواعيا ،ووظيفة القسـ العاـ ىي تحديد األركاف العامة لمجريمة
واالحكاـ التي تخضع ليا ،ووضع ليا الضوابط التي تحدد األفعاؿ المشروعة وغير المشروعة وبياف
-2قواعد قسم الخاص :ويسمى (قانوف العقوبات – القسـ الخاص) ويضـ القواعد التي تحدد كؿ
جريمة عمى حدة ،مف حيث أركانيا وعقوباتيا والظروؼ الخاصة بيا ،فوظيفة القسـ الخاص اذا
تحديد اوصاؼ إجرامية واقعية معينة وبياف العناصر المادية والمعنوية لكؿ وصؼ او تكييؼ
-1تحديد أفعاؿ والتصرفات التي يقدر خطورتيا عمى المصالح ويعتبرىا جرائـ تستوجب العقاب
1
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-2تحديد مف يكوف مف األشخاص مسؤوال يستحؽ العقاب وذلؾ منف خبلؿ تحديد عناصر
-3بياف الجزاءات التي يقدر انيا تقابؿ الجرائـ وتسمى العقوبات فاذا وقعت جريمة نشأت عبلقة
قانونية بيف الدولة والفرد مرتكب الجريمة يحدد قانوف العقوبات احكاميا ويبيف مدى مسؤولية
مرتكبيا عنيا
وظيفة قانون العقوبات :مكافحة الجريمة (المنع العاـ :التيديد بالعقاب -المنع الخاص:
القانوف المدني – حيث يحمي حؽ الممكية بعقابو عمى السرقة والنصب واالحتياؿ.
القانوف الدستوري – يحمي حقوؽ الدولة بعقابو عمى الجرائـ التي تمس امف الدولة.
القانوف التجاري – يحمي التعامؿ بالصكوؾ بعقابو عمى سحب صؾ بدوف رصيد.
القانوف الدولي العاـ –تنظيـ التعاوف بيف الدوؿ لمكافحة االجراـ وتنظيـ مسألة تسميـ المجرميف.
-قواعد االخبلؽ -حيث اف الجرائـ التي يعاقب عمييا قانوف العقوبات تتنافى في ذات الوقت مع
قواعد االخبلؽ مثؿ القتؿ والجرح والسرقة ،في حيف اف كثي ار مف التصرفات التي تحرميا قواعد
-1عمم االجرام :ىو العمـ الذي يتناوؿ دراسة أسباب الجريمة ودوافعيا لمعمؿ عمى مكافحتيا ،وىو
-2عمم التحقيق الجنائي العممي والفني ( البوليس الطبي ) /ىو العمـ الذي يبحث الوسائؿ التي
تساعد عمى كشؼ الجريمة وتعقب مرتكبييا ،ويعتمد عمى طائفة مف العموـ يسمى الطب العدلي
ويبحث في (االثار عمى جسـ المجنى عميو -السبلح الذي ارتكب بو الجريمة -بياف سبب الوفاة.
-3عمم العقاب /ىو العمـ الذي يبحث في الوسائؿ التي يتخذىا المشرع لمكافحة الجريمة والمتمثمة
-1مرحمة االنتقام الفردي :أساسيا االنتقاـ ورئيس القبيمة ىو الذي يباشر سمطة القضاء بيف
االفراد ،والوسائؿ التأديبية مثؿ الضرب والقتؿ والطرد مف العشيرة او نفي الجاني .وكاف العقاب فييا
بانتقاـ المجني عميو مف الجاني ثـ انتقؿ الى رئيس القبيمة مف خبلؿ القصاص مف الجاني وبعد
ذلؾ ظير نظاـ الدية وكانت اختيارية وبعد ذلؾ أصبحت اجبارية.
-2مرحمة االنتقام لمدولة :انتقؿ حؽ العقاب لمدولة ،مميزاتيا(:اشد الجرائـ خطورة كالسحر-
العقوبة تمتاز بالقسوة مثؿ الحرؽ -وعدـ المساواة بيف االفراد-والعقاب كانت قاسية ألنيا تكفير عف
الذنب.
-3المرحمة اإلنسانية او الفمسفية :ظير في القرف الثامف عشر مجموعة مف الكتاب والمصمحيف
منيـ منتسكيو (روح القوانيف) وجاف جاؾ روسو (العقد االجتماعي) نادوا بالتشييد قانوف العقوبات
مف جديد عمى اساس الرحمة -وضع حد ادنى لمعقوبة ،وسيزاري بيكاريا ( الجرائـ والعقوبات) بيف
أساس ووظيفة العقوبة وىي اصبلح المجرـ وتأىيمو ،بنثاـ ( مبادئ اخبلؽ التشريع ).
ثـ جاءت المدرسة التقميدية الجديدة والتي رفعت شعاراف ال تكوف العقوبة اكثر مما تستمزمو
المصمحة وال اكثر مف مما تقتضيو العدالة ،فالقاضي يتصرؼ بالعقوبة لتكوف مبلئمة لمفرد وىذه
اما المدرسة الوضعية او اإليطالية وأوؿ مف دعا ليا ىو الفقيو لومبروزو وىذه المدرسة تيتـ
بالجاني ألنو مصدر الجريمة واف األفعاؿ (الجرائـ) ىي مظير لخطورة الجاني ،وىي تتبنى مبدأ
الجبر كأساس لممسؤولية الجنائية ،كما أنيا تنادي بالتدابير الوقائية ،وبعد ذلؾ ظيرت مدارس
توفيقية أخرى مثؿ مدرسة الدفاع االجتماعي والجمعية الدولية لقانوف العقوبات.
ظيرت مجموعة مف القوانيف القديمة وضعيا مموؾ منيـ سرجوف االكدي ،اصبلحات اوركاجينا
والممؾ جوديا ولبث عشتار واىـ المموؾ حمورابي وضع مسمة يتكوف مف 282مادة حتى ظيور
-1مسمك التعيين بالنص /أي اف العقوبة محددة بنص مثؿ جريمة السرقة والزنا.
-2مسمك التفويض لإلمام /حيث أعطت الشريعة لئلماـ تفويض بتحديد الجرائـ وتحديد عقوبتيا
وبعدىا ظيرت قانوف العقوبات البغدادي (1919ناقص -غير دقيؽ -قديـ في مبادئو -اختبلؼ في
بعض مواده) كتب باإلنكميزية ثـ ترجـ الى العربية ،وأخي ار اصدرت قانوف العقوبات العراقي رقـ
111لسنة .1969
تحكـ قانوف العقوبات بمبدأ (قانونية الجرائـ والعقوبات) او مبدأ (نصية الجرائـ والعقوبات) او مبدأ
(ال جريمة وال عقوبة اال بنص) وىو بذلؾ يختمؼ عف بقية فروع القانوف التي ليا مصادر أخرى
ويقصد بو -:اف المشرع وحده ىو الذي يممؾ تحديد األفعاؿ المعاقب عمييا والمسماة بالجرائـ
4
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
أي انو ليس لمقاضي اف يعتبر فعؿ ما جريمة ميما كاف ىذا الفعؿ منافيا لآلداب او المصمحة
العامة اذا لـ يكف منصوصا عميو في قانوف العقوبات ،أي انو ليس لمقاضي اف يخمؽ جرائـ او
يبتكر عقوبات.
وظيرت ألوؿ مرة في إنكمت ار (العيد األعظـ -اعبلف حقوؽ االنساف -تشريع الثورة الفرنسية-
الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة -ميثاؽ المجمس األوروبي) الى اف اصبح مبدأ دستوريا.
عرفت الشريعة اإلسبلمية ىو المبدأ حيث انو ال جريمة ذات عقوبة مقدرة وىناؾ نصا يأتي بيا
ويحدد العقوبة كما ىو الحاؿ في جرائـ الحدود والقصاص وامثاليا (( وما كنا معذبيف حتى نبعث
رسوال )) ،سؤاؿ الفرؽ بيف الشريعة والقانوف في العقوبة ىو اف الشريعة اخروية والقانوف دنيوية.
-1ىو كفالة حقوؽ االفراد وضماف حريتيـ ،الف مف خبللو يعرؼ الفرد ما ىو مباح وما ىو
مجرـ.
-3تحقيؽ المصمحة العامة فيو ضروري لوحدة القضاء الجنائي وعدـ تناقض احكامو.
-1اف ىذا المبدأ اصبح رجعيا ( قديما ) ألف المشرع يحدد العقوبة عمى أساس جسامة الجريمة
بينما النظريات الحديثة تركز االىتماـ عمى شخصية الجاني وتدعو الى تفريد العقوبة.
-2اف ظروؼ الحياة وتعقدىا يؤدي الى وجود الكثير مف األفعاؿ الجديرة بالتجريـ لـ يفطف المشرع
الييا عند وضع القانوف والحؽ اف ىذه االنتقادات ليست حاسمة فالسمطة تقديرية لمقاضي تمكنو
5
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
مف تفريد العقوبة لمشخص الجاني كما اف المشرع يستطيع اف يستدرؾ أي نقص بتجريـ األفعاؿ
-1ظيور مبدأ تفريد العقوبة :إعطاء القاضي سمطة تقديرية في تحديد العقوبة بيف الحد األدنى
-2وضع لبعض الجرائـ عقوبات تخييرية (اختيارية) مبلئمة لمجاني مثاؿ (يعاقب بالحبس او
الغرامة).
-3اعطى لمقاضي سمطة االمر بوقؼ التنفيذ لمعقوبة مف اجؿ اصبلح الجاني.
-4قرر حؽ العفو وتخفيؼ العقوبة واالفراج الشرطي قبؿ انتياء مدة العقوبة.
تحوؿ دور القاضي مف النطؽ بالعفو الى تقديرىا ضمف الحدود التي وضعيا المشرع.
الدستور العراقي 1971في المادة ( ) 21فقرة ( ب ) ال جريمة وال عقوبة اال بناء عمى قانوف.
بناء عمى قانوف :أي اف قانوف العقوبات في بعض الحاالت يفوض فييا المشرع الى جية أخرى
والمادة ( )1من قانون العقوبات العراقي نصت على أنه(( :ال عقاب على فعل أو امتناع إال بناء
على قانون.))....
-2اف قانوف العقوبات ال تسري احكامو وقواعده اال عمى المستقبؿ ،وفقا لمبدأ عدـ رجعية القانوف
6
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-3إف سمطة القاضي تنحصر في تطبيؽ القانوف ضمف الحدود التي رسميا المشرع ،دوف اف
نصوص قانوف العقوبات إما أف تكوف واضحة ال تحتاج الى تفسير او غير واضحة تحتاج الى
-1التفسير التشريعي :ويراد بو التفسير الذي يقوـ بو المشرع ويتـ عادة بأف يصدر المشرع
تشريعا جديدا يوضع فيو النص الغامض ويبيف حكميا ،وىو تفسير يمزـ بو المحاكـ ويتقيد القاضي
بو وليس لو مخالفتو ألنو تشريع ،ويعتبر نافذا مف تاريخ صدور القانوف الذي جاء ليفسره وبذلؾ
-2التفسير القضائي :يقصد بو التفسير الذي يصدر عف القاضي لمنص القانوني اثناء تطبيقو لو
وىو يفصؿ في القضية المعروضة عميو ،وىو تفسير غير ممزـ ال يقيد قاضيا اخر بؿ انو ال يقيد
نفس القاضي وىو تفسير تستأنس برأي محكمة التمييز بخصوص فيميا لمحتوى القانوف وحكمو.
-3التفسير الفقيي :ويقصد بو التفسير الذي يصدر عف فقياء القانوف اثناء شرحيـ لو ،فيو غير
ممزـ لمقضاء او اية جية أخرى ،وفائدتو في اعانة القضاء عمى تطبيؽ القانوف وفي توجيو المشرع
مذاىب التفسير
-1مدرسة الشرح عمى المتون :تفسير النص عف طريؽ الكشؼ عف نية المشرع الحقيقية وقت
وضع القانوف ،مع االستعانة بقواعد المنطؽ والمغة ،فاذا انتفى وجود النص فيجب البحث عف إرادة
7
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
المش رع المفترضة ،وقت وضع التشريع فيما لو عرضت عميو تمؾ الحالة .ولكف مف عيوبو انو
-2المدرسة التاريخية :يخالؼ انصار مدرسة الشرح عمى المتوف ،وتقوؿ بأف البحث عف ىذه
النية واإلرادة يكوف في الوقت الذي يتطمب التفسير وفقا لمظروؼ االجتماعية واالقتصادية الجديدة،
وىذا الرأي يؤمف بتطور المجتمع وبتغير حاجاتو .فإرادة المشرع تخضع لظروؼ المتغيرة الجديدة
والمتطورة ،ولكف مف عيوبو انو يؤدي الى التحكـ وذلؾ مف خبلؿ قوؿ المفسر ،باف ذلؾ ىو االرادة
المحتممة التي يقوليا المشرع لو شرع القانوف في الظروؼ الجديدة وىذا يثير عدـ استقرار.
-3المدرسة العممية :تتفؽ ىذه المدرسة مع مدرسة الشرح عمى المتوف مف حيث البحث عف إرادة
المشرع الحقيقية عند وضع التشريع ولكنيا ال تتفؽ معيا في مسألة اإلرادة المفترضة لممشرع في
حالة اذا تعذر الحصوؿ عمى اإلرادة الحقيقية لممشرع ،مما يعني انيا ترفض افتراض شيء ونسبتو
لممشرع ،فاذا كاف التشريع خاليا مف القواعد فيجب البحث عنيا في المصادر األخرى ( العرؼ –
قانوف العقوبات يحكمو مبدأ (ال جريمة وال عقوبة اال بنص) لذلؾ يجب اف يكوف التفسير مقيد
بذلؾ لكي ال يؤدي الى تجريـ صور مف السموؾ لـ يقصد المسرع تجريميا او فرض عقوبات جديدة
الرأي األول :عدـ جواز تفسير النصوص الجنائية ألف صيغة النص يتضمف اقصى ما يريد
المشرع .قالوا بعدـ جواز تفسير النصوص الجنائية الف صيغة النص تتضمف اقصى ما يريده
8
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
المشرع ،ومنو بكاريا وذلؾ بسبب السمطة الكبيرة التي كاف يتمتع بيا القاضي ،لذلؾ حاولت
التشريعات التي اخذت بيذا الرأي اف تجعؿ نصوصيا شاممة لكؿ ما يحتاج اليو القاضي.
الرأي الثاني :يمكف تفسير النصوص الجنائية ولكف التفسير يجب اف يكوف ضيقا (حرفيا) وال
يجوز التوسع فيو ذلؾ خوفا مف اف يؤدي التوسع الى خمؽ الجرائـ وعقوبات جديدة وىذا الرأي
الرأي الثالث :وىي الرأي الراجح والغالب ،وىو اف يكوف الغرض مف التفسير الكشؼ عف قصد
المشرع وال اىمية لكونو واسعا او ضيقا ،الميـ انو يعبر عف قصد المشرع والتفسير الذي يطابؽ
قصد المشرع ىو تفسير صحيح شرط اف ال يؤدي الى خمؽ جرائـ وعقوبات ،فيو ال يتعارض مع
مبدأ قانونية الجرائـ .وىو ما يعرؼ بالتفسير -المقرر -وفي حالة الشؾ فانو يفسر لصالح المتيـ
الف االصؿ في االنساف البراءة وىذا االصؿ ال يزوؿ بالشؾ واذا كاف النص يتحمؿ تفسير لصالح
وسائل التفسير
التفسير المغوي :ىي الخطوة األولى عند التفسير ،فالمشرع منزه عف المغو ،وال يجوز لممفسر اف
ييمؿ اي لفض مف الفاظ النص ،تحت تبرير انو اقرب لمعدالة او لتحقيؽ المصمحة الف تغير
معنى النص ىو وضع لقانوف جديد وليس تفسير لو واذا كاف لمنص عبارات ذات معنى اصطبلحي
فيجب التقيد بذلؾ المعنى واف خالؼ المعنى الدارج لو كالشروع او االختبلس ،وفي حالة الخطأ
التفسير المنطقي :يمجأ ليا اذا كاف الفاظ النص ال تكشؼ او تحدد قصد المشرع بوضوح ودقة
وافضؿ وسيمة ىي التعرؼ عمى اليدؼ الذي عناه بوضعو لمنص المراد تفسيره ولممفسر اف يستعيف
بكؿ الوسائؿ مثؿ البحث عف (تاريخ النص -الرجوع الى مصدره -االعماؿ التحضيرية) ،واذا
9
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
كاف ىناؾ اختبلؼ بيف متف النص وبيف عنواف النص أي وجود تعارض فيجب االعتداد بما جاء
في المتف ألف ما ورد فيو ىو الذي يحدد صور السموؾ المجرـ والعقوبة.
القياس :ىو إعطاء حالة غير منصوص عمييا في القانوف حكـ حالة منصوص عمييا فيو التفاؽ
الحالتيف في العمة.
مف أبرز االثار المترتبة عمى االخذ بمبدأ قانونية الجرائـ والعقوبات ىو حرماف القاضي الجاني مف
المجوء الى القياس عند تطبيقو لقانوف العقوبات ذلؾ ألف االخذ بالقياس يؤدي أحيانا الى خمؽ جرائـ
او عقوبات لـ يرد فيو نص في القانوف مما يترتب عميو اف ال يجوز لمقاضي اف يقيس سموكا لـ
يرد نص بتجريمو عمى سموؾ اخر ورد نص بتجريمو ميما كاف التماثؿ بيف السموكيف وميما كانت
المصمحة.
وقاعدة حظر القياس بالنية لمقوانين اإليجابية :القياس ال يجوز في قانوف العقوبات تطبيقا لمبدأ
الشرعية الف ذلؾ قد يخمؽ جرائـ وعقوبات ،ومنع القياس يكوف مطمقا في القواعد اإليجابية
والخاصة بالتجريـ والعقاب ،اما بالنسبة لمقوانيف السمبية أي التي تبيح السموؾ او ترفع المسؤولية او
تعفي مف العقاب فأف القياس فييا جائز اذا لـ يكف يتعارض مع مبدأ الشرعية ،حيث ال ينشأ جرائـ
يق صد بالتضارب اف واقعة ما ينطبؽ عمييا اكثر مف نص ويرجع ذلؾ الى وجود عامؿ مشترؾ
بينيا .وىي حاالت التي تبدو فييا ألوؿ وىمة اف واقعو ما ينطبؽ عمييا اكثر مف نص وذلؾ لوجود
عامؿ مشترؾ متصؿ بذات الموضوع الذي تتناوؿ عدة نصوص ،واف حؿ ىذا التضارب متروؾ
لمفقو والقضاء دوف أف يضع نصا لو ،وىناؾ ثبلث مبادئ يؤخذ بيا في فض ىذا التنازع:
11
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ويحصؿ عندما يكوف النص الخاص يحوي عناصر النص العاـ باإلضافة الى عنصر او اكثر
لكف يشترط اف يكوف النصاف نافذاف بنفس الوقت مثؿ المادة ( )415والمادة (.)416
النص العام :المادة ( )415حدد العقوبة السجف المؤبد او المؤقت لجريمة القتؿ العمد.
النص الخاص :المادة (( ،)416القتؿ بدافع دنيء-القتؿ بالسـ-قتؿ األصوؿ )...وعقوبتيا اإلعداـ.
الحالة األولى :الجريمة المتدرجة والتي يقتضي تنفيذىا التدرج في السموؾ مف جريمة الى أخرى
اكثر جسامة ،مثؿ :تدرج القاتؿ مف جرح وضرب لممجنى عميو انتياء بقتمو وىو اليدؼ المقصود،
ففي ىذه الحالة يطبؽ عميو نص جريمة القتؿ او الجريمة التامة تستوعب فيو الشروع وىو اليدؼ
المقصود.
الحالة الثانية :الجريمة المركبة وىي التي تتكوف مف أكثر مف عنصر كؿ منيا يحقؽ جريمة
مستقمة كالسرقة باستعماؿ مفاتيح مصطنعة (ال تقع ضمف المادة الخاصة بعقوبة السرقة البسيطة
او المادة الخاصة بحيازة مفاتيح مصطنعة وانما تحت طائمة السرقة باستعماؿ مفاتيح مصطنعة
(عقوبتيا اشد).
فاالتفاؽ الجنائي يعتبر نص احتياطي بالنسبة لجريمة تنفيذ االتفاؽ -اخفاء األشياء المسروقة
11
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
رقابة القضاء عمى دستورية القوانين :عاـ 1968انشأ المشرع المحكمة العميا الدستورية،
النص الجنائي كبقية النصوص القانونية ليس لو سمطاف مطمؽ إنما يتحدد سمطانو بحدود زمنية
ومكانية وشخصية.
يتطمب القانوف الجنائي اف يكوف نافذاً ...ويكوف نافذا مف تاريخ نشره في الجريدة الرسمية
(الوقائع العراقية) ويستمر حتى الغاءه ،والغاءه اما يكوف صريح او ضمني وذلؾ بصدور قانوف
جديد يشمؿ عمى نص يتعارض مع القديـ او ينظـ موضوع جديد والذي سبؽ اف نظمو القانوف
السابؽ ،فإذا صدر قانوف جديد فإنو يطبؽ عمى الوقائع البلحقة لنفاذه.
إف الجريمة تكشؼ بعد زمف مف ارتكابيا ويتطمب التحقيؽ فييا ثـ المحاكمة ،ففي ىذه الحالة
ّ
إذ صدر قانوف جديد فيؿ تخضع الجريمة الى القانوف الذي كاف نافذاً وقت ارتكابيا اـ القانوف
ج /المبدأ العاـ في تطبيؽ القانوف الجنائي مف حيث الزماف ىو (مبدأ عدـ رجعية القانوف الجنائي
عمى الماضي) ويقصد بيذا المبدأ اف مبادئ واحكاـ القانوف الجنائي ال تسري اال عمى الوقائع التي
حدثت بعد نفاذه ،أي أنيا ال تسري عمى الماضي ،ويترتب عميو اف القانوف الواجب التطبيؽ عمى
12
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
الجريمة ىو القانوف النافذ وقت ارتكاب الجريمة وليست وقت المحاكمة ،وتاريخ النفاذ ىو تاريخ
س /كيف يمكن معرفة كون جريمة وقعت قبل نفاذ القانون؟
-1الجرائم الوقتية :وىي التي تتكوف مف سموؾ واحد تقع وتنتيي بوقوع الجريمة مثؿ القتؿ
والسرقة ويكوف وقت ارتكابيا ىو وقت اقتراؼ العمؿ التنفيذي المكوف ليا ،والعبرة ىنا بوقوع الفعؿ
المجرـ وال عبرة بالنتيجة ،أي بالعمؿ التنفيذي لمجريمة وال عبرة بالنتيجة حتى لو تحققت في ظؿ
إذ نصت الفقرة ( )1من المادة ( )2قانون العقوبات" :يسري عمى الجرائم القانون النافذ وقت
ارتكابيا ويرجع في تحديد وقت ارتكاب الجريمة الى الوقت الذي تمت فيو أفعال تنفيذىا دون
-2الجرائم المستمرة :وىي الجرائـ التي تتكوف الواحدة منيا مف حالة تحتمؿ بطبيعتيا االستمرار
مثؿ جريمة سياقة السيارة بدوف رخصة ،وحمؿ السبلح بدوف رخصة ،فقدا تبدأ ىذه الجريمة وتستمر
وتكوف قائمة الى ما بعد نفاذ القانوف الجديد ،والسؤاؿ ىنا أي القانونيف يطبؽ عمى الجريمة القانوف
القديـ اـ الجديد؟ الجريمة ىنا تخضع لمقانون الجديد تطبيقا لمبدأ عدـ رجعية القانوف الجنائي عمى
الماضي وال تؤثر ذلؾ انيا ابتدأت في ظؿ القانوف القديـ ،المادة ( )4مف قانوف العقوبات العراقي.
-3جرائم االعتياد :ىي الجرائـ التي تتكوف الواحدة منيا مف عمؿ او تصرؼ البد مف تك ارره
إلتماـ الجريمة وتحققيا مثؿ زنا الزوج في منزؿ الزوجية وجريمة اإلقراض بالربا الفاحش فإلى أي
قانوف يخضع الجريمة اذا وقع العمؿ األوؿ في ظؿ القانوف القديـ واالفعاؿ األخرى في ظؿ القانوف
الجديد؟ ىنالؾ رأياف :الرأي األول يقوؿ اف يخضع لمقانوف القديـ تطبيقا لمبدأ عدـ الرجعية والرأي
13
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
الثاني يقوؿ يخضع لمقانوف الحديث ألف القانوف في ىذه الجرائـ ال يعاقب عمى العمؿ المكوف لذاتو
انما ىو يعاقب عمى حالتو االعتياد عميو وىو ما اخذ بو القانوف الفرنسي والمصري والعراقي ،ألف
العقاب ليس عمى الفعؿ وانما عمى تكرار الفعؿ واالعتياد عميو ،والقانوف العراقي يأخذ بيذا الراي
جاءت المادة ( )4من قانون العقوبات "يسري القانون الجديد عمى ما وقع قبل نفاذه من
الجرائم المستمرة او المتتابعة او جرائم العادة التي يثابر عمى ارتكابيا في ظمو."...
أف نصوص
أساس المبدأ :ىو احدى نتائج مبدأ الشرعية او مبدأ قانونية الجرائـ والعقوبات ،وىي ّ
المبدأ في التشريع :ىو المبدأ الموجود في قانوف العقوبات وفي الدستور أيضا.
كما ونصت الفقرة ( )2مف المادة ( )19مف الدستور العراقي عمى أنو:
((ال جريمة وال عقوبة إال بنص ،وال عقوبة إال عمى الفعؿ الذي يعده القانوف وقت
اقترافو جريمة ،وال يجوز تطبيؽ عقوبة اشد مف العقوبة النافذة وقت ارتكاب
الجريمة)).
14
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
تخضع لمبدأ عدـ رجعية القانوف الجنائي عمى الماضي ،ويقصد بو القوانيف التي تحدد الجرائـ
والعقوبات وتبيف عناصر المسؤولية وما يخفؼ منيا او يسندىا ،أسباب االباحة (أداء الواجب،
استعماؿ الحؽ ،دفاع شرعي) وموانع المسؤولية ( االكراه ،صغر السف ،الجنوف ،حالة الضرورة )
-1القانون المفسر :ىو ذلؾ القانوف الذي صدر لغرض تفسير قانوف سابؽ لو وازالة الغموض
فيو ال يخضع لمبدأ عدـ الرجعية لمقانوف عمى الماضي ألنو يحد مع القانوف االصؿ الذي
جاء ليفسره فيصبح جزء منو لذلؾ يمتد الى تاريخ النفاذ القانوف االوؿ الذي جاء ليفسره ولكف يشترط
ىو القانوف الذي ينشئ لممتيـ مرك از او وضعا اصمح لو مف القانوف القديـ .
المعيار ىنا موضوعي مستمد مف القانوف وليس شخصي الف القانوف االصمح لممتيـ ىو الذي
يمغي جريمة او عقوبة او يخففيا او يأتي بسبب اباحة او بمانع عقاب او ىذا المعايير واضح ما
الجنايات
الجنح
المخالفة
عقوبة الجنايات اشد مف عقوبة الجنح وعقوبة الجنح اشد مف عقوبة المخالفة.
ثانيا – درجة العقوبة :العقوبة االخؼ ىي االدنى واالوطأ درجة حسب الترتيب القانوني ليا بيف
العقوبات ،وقد بيف المشرع العراقي في المادة ( )85عقوبات ىذا الترتيب حيث نصت المادة اعبله
-1اإلعداـ
-2السجف المؤبد
-3السجف المؤقت
-4الحبس الشديد
-5الحبس البسيط
-6الغرامة
16
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
إذا كانت العقوبة كميا نوع واحد ودرجة واحدة كأف تكوف كميا سجف او حبس فالعقوبة االخؼ
ىي التي تكوف مدتيا اقصر ،فالحبس لمدة شير تكف اخؼ مف عقوبة الحبس لمدة شيريف ،
اما اذا كانت العقوبة محصورو بيف حديف فالعقوبة االخؼ ىي -:
-2العقوبة التي حدىا األدنى ىو االخفض اذا تساوى الحد األعمى ( )11-6االخؼ ()11-8
األشد.
-3العقوبة التي حدىا األعمى ىو االخفض اذا تساوى الحد األدنى ( )8-5االخؼ ()11-5
األشد.
-4العقوبة التي حدىا األعمى ىو االخفض اذا اختمؼ الحد األدنى واالعمى ( ) 8-5االخؼ (-6
)11األشد.
واذا كاف ىناؾ قانونيف ينطبؽ عمى الواقعة وظير اثناء المحاكمة قانوف ثالث يطبؽ االصمح
موقف المشرع العراقي :اخذ المشرع العراقي بمبدأ رجعية القانوف الجنائي االصمح لممتيـ عمى
الماضي في المادة ( )2الفقرة (" :)2اذا اصدر قانون او اكثر بعد ارتكاب الجريمة وقبل ان
17
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
القيد الوارد في ىذا القانوف ىو اف يكوف القانوف االصمح لممتيـ قد صدر قبؿ الحكـ النيائي.
الحكم النيائي :ىو الحكـ الذي اكتسب الدرجة القطعية بأف اصبح غير قابؿ لمطعف او االستئناؼ
او التمييز ،أي استنفذت كافة طرؽ الطعف ،والحكمة في ذلؾ ىو احتراـ القوة المقررة لؤلحكاـ
النياية فالنص أشار الى صدور القانوف ال الى تاريخ نفاذه .وذلؾ احتراما مبدأ قوة الشيء المحكوـ
فيو.
وجاء باستثنائييف نص عمييا المشرع العراقي في الفقرة (3و 4مف المادة )2/مف قانوف العقوبات
الفقرة (" )3واذا صدر بعد صيرورة الحكم نيائيا قانون يجعل الفعل او االمتناع الذي حكم عمى
المتيم من اجمو غير معاقب عميو يوقف تنفيذ الحكم وتنتيي اثاره الجزائية."...
الفقرة (" )4اذا جاء القانون الجديد مخففا لمعقوبة فحسب جاز لممحكمة التي أصدرت الحكم
ابتداء إعادة النظر في العقوبة المحكوم بيا عمى ضوء القانون الجديد ،"...وذلك بناء" عمى
-1االستثناء وجوبي :اذا صدر قانوف جديد بعد اف اصبح الحكـ النيائي يجعؿ الفعؿ غير
معاقب عمية تحقيقا لمعدالة او لمصمحة المتيـ ،والمحكمة ىنا ممزمة بوقؼ تنفيد الحكـ بناء عمى
طمب المحكوـ عميو او االدعاء العاـ وىذا االستثناء (وجوبي) كما لو حذؼ الفعؿ مف نطاؽ
التجريـ او اضاؼ سبب اباحة او مانع عقاب يستفيد منو المحكوـ عميو.
أ -وقؼ تنفيذ الحكـ لما تبقى مف العقوبة دوف المساس بما تـ تنفيذه مف العقوبة او مصادره او
ب -انياء اثار الحكـ ،اي يصبح كأف يجمع اثاره ،وال يعتبر سابقة في العود
18
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ابتداء وفي
ً ت -اف يقدـ الطمب مف المحكوـ عميو او االدعاء العاـ لممحكمة التي اصدرت الحكـ
حالة عدـ وجود المحكمة التي اصدرت الحكـ فاف ذلؾ يكوف مف اختصاص المحكمة التي يعنييا
القانوف .وكؿ ذلؾ مراعاة لمعدالة ولرفع الظمـ الذي يتحقؽ مف خبلؿ التمسؾ بمبدأ قوة الحكـ
المقضي بو.
-2االستثناء الجوازي :اذا القانوف الجديد يخفؼ العقوبة فقط دوف الغائيا جاز لممحكمة اعادة
النظر في العقوبة السابقة وفقا لمقانوف الجديد بناء عمى طمب المحكوـ عميو او االدعاء العاـ ،وىذا
القوانين المؤقتة :ىي القوانيف الذي يحدد المشرع نفاذىا باجؿ معيف ،مثبل في حاالت او ظروؼ
س /عند انقضاء فترة نفاذ القانوف المؤقت الذي ىو اشد مف القانوف السابؽ وعاد سمطاف القانوف
السابؽ االخؼ فأي قانوف يطبؽ اذا أقيمت دعوى جزائية فيؿ يطبؽ القانوف المؤقت األشد والممغى
موقف المشرع العراقي في المادة ( )3منو بأ ّنو "اذا صدر قانون بتجريم فعل او بتشديد العقوبة
المقررة لو وكان ذلك في فترة محددة فأن انتياء ىذه الفترة ال يحول دون تنفيذ العقوبة المحكوم
والسبب في ذلؾ اف القوانيف المحددة الفترة يصدر بمواجية ظروؼ خاصة واستثنائية فاذا انقضت
ىذه الظروؼ لـ يعد لمقانوف ما يبرره فمف يخالؼ ىذا القانوف يضر دوف شؾ بالمجتمع.
19
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-1الحالة األولى :في حالة ارتكاب الفعؿ في ظؿ القانوف المؤقت (األشد) وانتياء المدة قبؿ إقامة
-2الحالة الثانية :في حالة ارتكاب الفعؿ في ظؿ القانوف المؤقت (األشد) وأقيمت الدعوى في
ظؿ نفس القانوف وحكـ عمى الجاني ثـ انتيت مدة نفاذ القانوف قبؿ تنفيذ العقوبة المحكوـ بيا.
في كبل الحالتيف يطبؽ القانوف األشد حتى يتـ تنفيذ العقوبة وانتياء مدة نفاذ القانوف األشد ال يمنع
نوع مف اإلجراءات تتخذ ضد األشخاص الذيف تنبئ حالتيـ الخطرة عف احتماؿ اقداميـ عمى
االجراـ كما في حالة الشواذ مف الناحية العقمية والمتشرديف ومدمني المخدرات ،وىذه التدابير اما اف
تكوف سالبة لمحرية (مثؿ السجف) او مقيدة لمحرية مثؿ (الحجز في مأوى عبلجي) أو سالبة لمحقوؽ
مثؿ اسقاط الوالية والوصاية – او مادية مثؿ العيد بحسف السيرة والسموؾ.
وتخضع لؤلحكاـ التي تحكـ بالعقوبة ،المادة (" :)1ال يجوز توقيع تدابير احترازية لم ينص عمييا
القانون ،"...المادة (" :)5تسري عمى التدابير االحترازية االحكام المتعمقة بالعقوبات من حيث
القوانين الشكمية (قوانيف اإلجراءات)( :وتخضع لمبدأ رجعية القانوف الجنائي عمى الماضي) :تمؾ
القوانيف التي تتضمف القواعد الشكمية التي تنظـ إجراءات التقاضي( :تشكيؿ المحاكـ -تحديد
اختصاصيا -إجراءات التحقيؽ -المحاكمة -صدور الحكـ -طرؽ الطعف -تنفيذ العقوبة)
قوانين االختصاص:
21
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
األصؿ فييا اف تطبؽ عمى الماضي ،مثاؿ قد يصدر قانوف جديد يعدؿ مف اختصاص سمطة
قضائية قائمة الى سمطة قضائية أخرى وعميو مادامت السمطة القضائية التي تعدؿ اختصاصيا ال
زالت قائمة فأف لممتيـ اف يدعي نوع مف الحؽ المكتسب في اف تنظر اماـ ىذه السمطة ،وقد
يجب اف يستمر في نظرىا اماـ المحكمة المختصة طبقا لمقانوف الجديد .ال يوجد حؽ مكتسب.
الرأي الثاني :اف القوانيف المعدلة لبلختصاص ال تطبؽ عمى الماضي ألف لممتيـ الحؽ في اف
يحاكـ اماـ قضائو الطبيعييف ،والقضاء الطبيعي ىـ الذيف يعمموف وقت ارتكاب الجريمة.
الرأي الثالث :ويرى ىذا الفريؽ إذا رفعت الدعوى أماـ محكمة مختصة ثـ صدر قانوف معدؿ
لبلختصاص فيجب أف تستمر الدعوى في سيرىا أماـ المحكمة التي بدأت فييا وال يطبؽ القانوف
الجديد.
الرأي الرابع :إف قوانيف االختصاص تطبؽ مف وقت نفاذىا عمى الدعاوى التي نشأت والتي ستنشأ،
ويجب تطبيقيا عمى الجرائـ التي سبؽ رفع الدعوى مف اجميا بشرط أف ال يكوف قد صدر فييا
والرأي الثالث ىو الرأي االصوب أي أف االختصاص الجديد بسري عمى الدعاوى التي لـ ترفع بعد
طبقاً ألحكاـ االختصاص في القانوف القديـ ،ألف المتيـ قد أكتسب حقاً في أف يستمر نظر قضيتو
أماـ المحكمة التي رفعت الدعوى ،باإلضافة إلى أف ذلؾ يؤدي إلى تجنب االضطراب التي مف
الممكف أف تقع ألنو يتطمب إعادة االجراءات وىو الرأي السائد في العراؽ ومصر.
21
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
تشكيل المحاكم :تخضع لمبدأ رجعية القانوف الجنائي عمى الماضي ،القانوف الجديد يعدؿ مف
عدد القضاة فيط بؽ القانوف الجديد عمى كافة الدعاوى المرفوعة أماـ المحاكـ حتى تمؾ التي وقعت
قبؿ نفاذه.
طرق الطعن في االحكام ومواعيدىا :تخضع لمبدأ رجعية القانوف الجنائي عمى الماضي،
استثناء :إذا كاف تطبيؽ القانوف الجديد يؤدي إلى المساس بحؽ مكتسب لممتيـ ففي ىذه الحالة ال
ً و
يط بؽ القانوف القديـ ،ومثالو صدور قانوف جديد يمغي طريؽ الطعف أو يقصر مف مدتو فبل يطبؽ
تمؾ القوانيف التي تبيف المدة البلزمة النقضاء الدعوى العامة لسقوط العقوبة وعدـ تنفيذىا ،فإذا كاف
المتيـ قد أتـ المدة قبؿ صدور القانوف الجديد فإف ىذا القانوف الجديد ال يطبؽ عميو ألنو أكتسب
حؽ.
المسقطة لمدعوى العامة سواء بالتقصير اـ بالتطويؿ فأي قانوف يطبؽ؟ ج /اختمؼ الفقياء
الرأي األول :تطبيؽ القانوف الذي كاف سائدا وقت ارتكاب الجريمة او وقت الحكـ فييا بسبب اف
الرأي الثاني :وجوب العمؿ بالقانونيف معا أي يحسب مدة تقادـ القانوف الجديد وينقص منو مدة
تقادـ القانوف القديـ وىذا يؤدي الى خمؽ قانوف ثالث وتطبيقو.
الرأي الثالث :اف قواعد مضي المدة مف القواعد الموضوعية ولذلؾ يجب االخذ بالقانوف االصمح
لممتيـ وبالتالي ال يطبؽ القانوف الجديد اال إذا كاف االصمح لممتيـ.
22
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
الرأي الرابع :اف قوانيف التقادـ قررت لممصمحة العامة لذلؾ فيي كالقوانيف الشكمية يجب اف تخضع
لمبدأ رجعية القانوف عمى الماضي ليحكـ جميع الجرائـ واالحكاـ متى وقع قبؿ نفاذه بشرط اف ال
تكوف مدة التقادـ قد تمت قبؿ صدور القانوف الجديد .والرأي الرابع ىو الرأي االصوب والذي اخذ
بو قانوف العقوبات العراقي والمصري والفرنسي ،وقانوف العقوبات العراقي ال يعرؼ نظاـ التقادـ.
المقصود بيذا المبدأ اف القانوف الجنائي لمدولة يحكـ جميع ما يقع عمى اقميميا مف الجرائـ أيا كاف
اء كاف وطنياً اـ اجنبياً ،واف ال سمطاف لمقانوف الجنائي لمدولة عمى ما يقع مف
جنسية مرتكبيا سو ً
-1مف مقتضيات سيادة الدولة ،أي ىي مظير مف مظاىر سيادة الدولة عمى اقميميا.
-2األضمف لمصمحة المجتمع ألف الجريمة تقمؽ المجتمع الذي تقع فيو ،ولذلؾ يكوف االضمف اف
-3تحقيؽ العدالة ألف وسائؿ اثبات الجريمة وتحديد اثارىا أيسر في المكاف الذي ارتكبت فيو.
-4رعاية مصمحة االفراد وضماف حرياتيـ ألف الذي يحدد حرية الشخص ىو قانونيا المستمد مف
المبدأ في التشريع العراقي :المادة ( )6من قانون العقوبات العراقي” تسري احكام ىذا القانون
23
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-1إيجابي :يقصد بو اف كافة الجرائـ التي تقع عمى إقميـ الدولة تخضع لقانونيا الجنائي بغض
-2السمبي :ومضمونو اف القانوف الجنائي لمدولة ال سمطاف لو عمى الجرائـ التي ترتكب في خارج
المادة (" :)7ويشمل االختصاص اإلقميمي لمعراق أراضي الجميورية وكل مكان يخضع لسيادتيا
بما في ذلك المياه اإلقميمية والفضاء الجوي الذي يعموىا وكذلك األراضي األجنبية التي يحتميا
الجيش العراقي بالنسبة الى الجرائم التي تمس سالمة الجيش او مصالحو ،وتخضع السفن
إقميم الدولة
أوالً– اإلقميم األرضي :ويشمؿ ما يقع ضمف حدود الدولة مف أراضي وانيار وبحيرات وما في
24
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ثانياً– البحر اإلقميمي ( اإلقميم المائي ) :ويشمؿ ذلؾ الجزء مف البحر الذي يتصؿ بشاطئ الدولة
حتى تستطيع الدولة الدفاع عف شواطئيا ،سابقا حدد البحر اإلقميمي بمسافة ( )3امياؿ بحرية،
المشرع العراقي حدده في المادة (" :)2يمتد البحر اإلقميمي العراقي مسافة 12ميال" بحريا
-1السفن العامة( :السفف الحربية – سفف الدولة المخصصة لخدمة عامة كمستشفى او مختبر –
وتعتبر السفف بمثابة قبلع عائمة تمثؿ سيادة الدولة التابعة ليا ،لذلؾ تعد جزء متمـ ليا أينما
وجدت ،مما يترتب عميو اف ما يقع في السفف العامة مف جرائـ تخضع لقانوف الدولة التي تتبعيا
وترفع عمميا سواء كانت ىذه السفينة في البحر العاـ او في المياه اإلقميمية.
وىي تخضع لقانوف الدولة التي تتبعيا وترفع عمميا ولمحاكميا الجزائية لمجرائـ التي ترتكب عمى
ظيرىا في البحر العاـ ألف البحر العاـ غير واقع في سيادة اية دولة.
اما في حالة إذا كانت السفينة الخاصة في مياه إقميمية لدولة اجنبية فيي تخضع لقانوف دولة
ولكن ىناك استثناء في المادة (" :)8ال يسري ىذ القانون عمى الجرائم التي ترتكب عمى متن
سفينة اجنبية في ميناء عراقي او في مياه إقميمية اال اذا مست الجريمة امن اإلقميم او كان
وتشمؿ الطبقات اليوائية التي تعمو إقميـ الدولة األرضي والمائي بغير تحديد ارتفاع معيف ،وتطبؽ
عمى الطائرات نفس االحكاـ التي تطبؽ بالنسبة لمسفف سواء كانت عامة اـ خاصة وتشمؿ
تخضع لقانوف الدولة صاحبة الطائرة العامة بشرط اف تكوف مأذونة لمطيراف في أجواء الدولة
-2الطائرات الخاصة :اذا كانت في األجواء العامة تخضع الجرائـ التي ترتكب فييا لقانوف الدولة
صاحبة الطائرة ،اما اذا كانت في األجواء اإلقميمية لدولة اجنبية عندما ارتكبت فييا الجريمة فيي
المادة (" :) 8وكذلك ال يسري ىذا القانون عمى الجرائم التي ترتكب في طائرة اجنبية في إقميم
العراق الجوي اال اذا حطت الطائرة في العراق بعد ارتكاب الجريمة او مست امنو او كان الجاني
االستثناءات -:
المادة (" :)7تخضع السفن والطائرات العراقية الختصاص الجميورية العراقية أينما وجدت".
وقد يؤدي الى تنازع بيف قانونيف واختصاصيف ىما قانوف واختصاص الدولة صاحبة السفينة او
والحكـ في ىذه الحالة بأف ال تمنح المحاكـ اختصاصا إلزاميا بنظر ىذه الجرائـ بؿ اختصاصاً
احتياطياً في حالة عدـ فصؿ محاكـ دولة اإلقميـ في ىذه الجرائـ .أي تطبيؽ قانوف الدولة صاحبة
اإلقميـ (االختصاص األصمي) ،وتطبيؽ قانوف الدولة صاحبة السفف والطائرات /االختصاص
االحتياطي.
يسري القانوف الجنائي عمى إقميـ الدولة (وتطبيقا لمبدأ اإلقميمية) بوقوع العمؿ التنفيذي المكوف
المادة (" :)6وتعتبر الجريمة مرتكبة في العرق اذا وقع فيو فعل من األفعال المكونة ليا".
أما االعمال التحضيرية :أي االعماؿ التي ترتكب تمييدا الرتكاب الجريمة كشراء السبلح فبل عبرة
في مكاف ارتكابيا لغرض تعييف مكاف ارتكاب الجريمة ،وطبقا لذلؾ ال تعتبر جريمة القتؿ مرتكبة
في العراؽ فيما اذا تـ ارتكابيا في بمد اخر حتى ولو ثبت اف القاتؿ كاف قد اعد السبلح وجيزه في
العراؽ ،وكذلؾ ال أىمية لؤلعماؿ البلحقة لتماـ الجريمة فيما اذا وقعت في إقميـ دولة غير الدولة
27
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
مثال :اذا تمت جريمة السرقة في إقميـ دولة ثـ اخفيت األمواؿ المسروقة في إقميـ دولة أخرى فأف
جريمة السرقة تعتبر مرتكبة في إقميـ الدولة األولى ،ىذا في حالة اذا كاف الركف المادي المكوف
وقد يكوف العمؿ التنفيذي يتكوف مف فعؿ واحد ولكف ليس وقتيا بؿ مستم ار مثؿ جريمة إخفاء
األمواؿ المسروقة – جريمة سياقة السيارة بدوف إجازة ،في ىذه الحالة تعتبر الجريمة المستمرة واقعة
في إقميـ كؿ دول ة وقع جزء مف حالة االستمرار فوؽ اقميميا ،فاذا انتقؿ الجاني في أقاليـ متعددة
وقد يتكوف العمؿ التنفيذي لمجريمة مف عدة أفعاؿ مثؿ جريمة النصب وجرائـ االعتياد وال ترتكب
جميع األفعاؿ في دولة واحدة بؿ ت وزع عمى أقاليـ دولتيف او اكثر ،ففي أي مف الدولتيف تعتبر
الرأي األول :ال تعتبر الجريمة مرتكبة عمى إقميـ الدولة وبالتالي ال تخضع الختصاصيا القانوني
والقضائي اال إذا وقعت جريمة تامة بجميع األفعاؿ المكوف ليا في إقميـ تمؾ الدولة وىو رأي
تعجيزي يترتب عميو عدـ تحقيؽ أي مف الجرائـ عمى إقميـ الدولة إذا وقع فعؿ مف األفعاؿ المكونة
الرأي الثاني :يميزوف بيف جريمة النصب وجريمة االعتياد ،ففي النصب تعتبر انيا واقعة في إقميـ
الدولة فيما اذا وقع منيا ولو فعؿ واحد مف األفعاؿ المكونة عمى اقميميا ،اما بالنسبة الى جرائـ
االعتياد فأنيا ال تعتبر مرتكبة عمى إقميـ الدولة اال اذا وقع مف األفعاؿ المكونة ليا ما يكفي
28
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
الرأي الثالث :تعتبر الجريمة مرتكبة عمى إقميـ الدولة اذ ما وقع منيا عمى اقميميا ىو العمؿ
التنفيذي او حتى جزء منو ،أي بمجرد اف يقع منيا ولو فعؿ واحد مف االقعاؿ المكونة ليا.
والمشرع العراقي اخذ بالرأي الثالث في المادة ( )6حيث نصت عمى انو ..." :وتعتبر الجريمة
وقد يقع جريمة عمى إقميـ دولة وتتحقؽ نتيجتيا عمى إقميـ دولة أخرى ،مثؿ اف يطمؽ شخص وىو
داخؿ العراؽ عيا ار ناريا قاصدا بو قتؿ شخص موجود داخؿ الحدود التركية فيصيبو فيمجأ المجني
عميو الى قرية إيرانية فيموت فييا ،ففي أي دولة تعتبر الجريمة قد وقعت؟ في فرنسا اتجو الفقو
الفرنسي الى اف المحاكـ الفرنسية تختص بنظر القضية كمما وقع العمؿ التنفيذي لمجريمة او اثره
اما في العراؽ فقد عالج ىذه المسألة في المادة (" : )6تعتبر الجريمة مرتكبة في العراق اذا وقع
فيو فعل من األفعال المكونة ليا او اذا تحققت فييا نتيجتيا او كان يراد ان تتحقق فيو" ،مما
س /ما الحكـ فيما لو اشترؾ شخص مقيـ في الخارج مع اخر مقيـ في إقميـ الدوؿ في ارتكاب
حرض شخص وىو مقيـ خارج العراؽ شخصا اخر مقيـ في
جريمتو داخؿ إقميـ الدولة ،كما لو ّ
ج /عالج المشرع العراقي ىذه الحالة في المادة (" :)6في جميع األحوال يسري القانون عمى كل
من ساىم في جريمة وقعت كميا او بعضيا في العراق ولو كانت مساىمتو في الخارج سواء كان
فاعال او شريكا".
29
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ىناؾ جرائـ مف شأنيا المساس بسيادة الدولة وكيانيا او تيديد امنيا او االخبلؿ بسمعتيا المالية
االمر الذي يتصؿ وثيقا بسيادتيا السياسية او المالية مما يجعؿ ىذه الجرائـ مرتبطة بمصمحة
الدولة ،وىذا يتطمب اف تخضع ىذه الجرائـ جميعا لقانوف الدولة بالرغـ مف ارتكابيا خارج اقميميا
وبذلؾ تصبح الدولة مختصة عينا بيذه الجرائـ وىذا ما يسمى بػ (االختصاص العيني).
وكذلؾ اف السير مع مبدأ إقميمية القانوف الجنائي يؤدي الى افبلت المجرميف مف العقاب عف طريؽ
ىربيـ مف إقميـ الدولة التي وقعت فييا الجريمة الى إقميـ دولة أخرى قبؿ اتخاذ اإلجراءات او قبؿ
تنفيذ العقوبة االمر الذي حممو مدفوعا بدافع التعاوف بيف الدوؿ عمى التفكير بنظاـ (تسميـ
المجرميف).
مف مبادئ نظاـ (تسميـ المجرميف) عدـ جواز تسميـ الدولة رعاياىا الى الدولة طالبة التسميـ مما
يؤدي افبلت المجرـ مف العقاب اذا ما ىرب مف الدولة التي ارتكب فييا الجريمة عمى اقميميا الى
دولتو ،االمر الذي دفع بالمشرع الى استثناء ىذه الحالة مف مبدأ اإلقميمية وذلؾ بإخضاع الشخص
الذي يرتكب جريمة خارج وطنو الى قانوف دولتو والختصاصيا القضائي فيما اذا جاء لدولتو قبؿ
الحكـ عميو بسبب تمؾ الجريمة او تنفيذ عقوبتيا فييا ،وىذا ما يسمى بػ ( االختصاص الشخصي).
(صالحية الذاتية):
ويقصد بو تطبيؽ القانوف الجنائي لمدولة عمى كؿ جريمة تمس مصمحة أساسية لتمؾ الدولة أيا كاف
31
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
والسبب في ذلؾ اف كؿ دولة تحرص عمى مصالحيا األساسية وتيتـ بإخضاع الجرائـ التي تمسيا
الى تشريعيا وقضائيا ألنيا ال تثؽ في اىتماـ الدوؿ األخرى بالعقاب عمييا.
وقد اخذ المشرع العراقي بمبدأ عينية القانون الجنائي في المادة ( -: ) 9
أ -جريمة ماسة بأمن الدولة الخارجي او الداخمي او ضد نظاميا الجميوري او سنداتيا المالية
ب -جريمة تزوير او تقميد او تزييف عممة ورقية او مسكوكات معدنية متداولة قانونا او عرفا
-1الجرائـ الماسة بأمف الدولة الخارجي كجريمة التجسس – جريمة الخيانة – جريمة تسييؿ
-3الجرائـ المرتكبة ضد النظاـ الجميوري كجريمة الشروع بالقوة او العنؼ في قمب نظاـ الحكـ
الجميوري.
-6جرائـ تزوير األوراؽ الرسمية كجرائـ تزوير جوازات السفر او دفاتر النفوس او اليويات او أي
-7جرائـ تزير العممة الورقية او تقميد او تزييؼ العممة المعدنية العراقية او األجنبية المتداولة عرفا
31
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
وكاف ىدؼ المشرع مف اخضاع ىذه الجرائـ لسمطاف القانوف العراقي بالرغـ مف ارتكابيا خارج
العراؽ ىي الحفاظ عمى مصمحة الدولة واستقبلليا وامنيا ووحدتيا وسبلمة نظاـ الحكـ الجميوري
فييا ،وال أىمية لجنسية مرتكب جريمة مف ىذه الجرائـ وال محؿ ارتكابيا فيو يخضع لمقانوف
كما ال أىمية لرأي قانوف الدولة التي ارتكبت الجريمة عمى اقميميا في تمؾ الجريمة فمرتكبيا يخضع
لمقانوف العراقي سواء كاف قانوف الدولة األجنبية التي ارتكبت الجريمة عمى اقميميا يعاقب عمى ىذه
الجريمة او ال يعاقب.
وىذا ما سار عميو المشرع العراقي في المادة ( )14الفقرة الثانية " :واذا كانت العقوبة المحكوم
بيا لم تنفذ كاممة او كان الحكم بالبراءة صاد ار في جريمة مما ذكر في المادتين ( 9و ) 12
وكان مبنيا عمى قانون ذلك البمد ال يعاقب عمييا جاز اجراء التعقيبات القانونية ضد المتيم امام
محاكم العراق".
وأخي ار اف ىذه الجرائـ قد تناولو المشرع العراقي عمى سبيؿ الحصر وبذلؾ ليس لمقاضي اف يضيؼ
الييا جريمة أخرى حتى واف بدا لو اضرارىا بمصمحة أساسية لمدولة.
ويقصد بو تطبيؽ القانوف الجنائي لمدولة عمى كؿ مف يحمؿ جنسيتيا ولو ارتكب جريمتو خارج
اقميميا.
مثال :شخص يرتكب جريمة خارج العراؽ ثـ يعود الييا قبؿ الحكـ عميو ،ففي ىذه الحالة ال
تستطيع دولتو (العراؽ) محاكمتو ألنو لـ يرتكب الجريمة عمى اقميميا ،كما ال تستطيع الدولة التي
ارتكبت الجريمة عمى اقميميا طمبو مف دولتو (العراؽ) بؿ وال تستطيع العراؽ تسميمو ليا ألف مف
32
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
األسس التي تقوـ عمييا احكاـ تسميـ المجرميف ىو عدـ تسميـ الدولة لرعاياىا مما يؤدي الى افبلت
الجاني مف العقاب ،وىذه نتيجة خطرة تبلفاىا المشرع بتطبيقو مبدأ شخصية القانوف الجنائي.
يجعمو فاعالً أو شريكا في جريمة تعد جناية أو جنحة بمقتضى ىذا القانون يعاقب طبقاً ألحكامو
إذا وجد في الجميورية وكان ما ارتكبو معاقبا عميو بمقتضى قانون البمد الذي وقع فيو .ويسري
ىذا الحكم سواء اكتسب الجاني الجنسية العراقية بعد ارتكاب الجريمة أو كان متمتعاً بيذه
كما ويتيح ىذا المبدأ معاقبة الموظفيف والمكمفيف بخدمة عامة الذيف يعمموف في الخارج عف
جرائميـ التي يرتكبونيا مباشرتيـ لعمميـ الوظيفي لتمتعيـ بحصانة دبموماسية او قنصمية.
وقد اخذ المشرع العراقي بيذا المبدأ في الفقرة ( )1مف المادة ( )12إذ نصت عمى أنو" :يسري ىذا
القانون عمى كل من ارتكب في الخارج من موظفي الجميورية او المكمفين بخدمة عامة ليا
اثناء تأديتيم أعماليم او بسببيا جناية او جنحة مما نص عميو ىذا القانون".
اما الفقرة ( )2مف المادة ( )12فقد نصت عمى انو " :ويسري كذلك من ارتكب في الخارج من
موظفي السمك الدبموماسي العراقي جناية او جنحة مما نص عميو في ىذا القانون ما تمتعوا
س /تطبيقا لمبدأ شخصية القانوف الجنائي مف ىـ الفئات الذيف يخضعوف لسمطاف قانوف العقوبات
العراقي والختصاص محاكـ الجزاء العراقية ممف يرتكبوف جرائـ خارج العراؽ؟
33
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
يخضع كؿ عراقي الى قانوف العقوبات العراقي الذي ارتكب خارج العراؽ جريمة سواء كاف فاعبل
اصميا ليا او شريكا فييا تعد طبقا لمقانوف العراقي جناية او جنحة فيما اذا كاف فعمو ىذا يعد جريمة
في قانوف الدولة التي وقع فييا والقي القبض عميو في العراؽ.
-1اف يك وف مرتكب الجريمة عراقيا وقت ارتكاب الجريمة ويرجع في ذلؾ الى احكاـ قانوف
الجنسية العراقي ،ويعتبر في حكـ العراقي مف كاف وقت ارتكاب الجريمة اجنبي ثـ اكتسب الجنسية
العراقية بعد ارتكابيا ،وكذلؾ االمر لو كاف الجني متمتعا بالجنسية العراقية وقت ارتكاب الجريمة ثـ
-2اف تكوف الجريمة المرتكبة جناية او جنحة طبقا ألحكاـ قانوف العقوبات العراقي وىذا يعني
-3اف تكوف الجريمة مما يعاقب عمييا قانوف الدولة التي ارتكب فييا سواء كانت جناية او جنحة
او حتى مخالفة ،وذلؾ آلف المواطف في الخارج يجب اف يتقيد سموكو بقانوف البمد الذي يقيـ فيو.
-4اف يعود العراقي مرتكب الجريمة الى العراؽ بعد ارتكابو الجريمة ألنو ال يخضع لسمطاف
ثانياً :الموظف او المكمف بخدمة عامة الذي يرتكب خارج الع ارق جناية او جنحة ،يخضع كؿ
-1اف يكوف مرتكب الجريمة في الخارج موظفاً في الجميورية العراقية او مكمفا بخدمة عامة وال
أىمية لجنسية الجاني سواء كاف عراقيا اـ اجنبيا ما دامت قد تحققت فيو صفة الموظؼ ،وال لصفة
وجوده في الخارج سواء كاف مف العامميف في األصؿ او ممف يعمموف في داخؿ العراؽ وارسموا
-2انف تكوف الجريمة وفقا" ألحكاـ قانوف العقوبات العراقي جناية او جنحة وال أىمية اذا كاف
قانوف الدولة األجنبية التي وقعت فييا الجريمة يعاقب عمييا اـ ال يعاقب.
-3اف تكوف الجريمة قد ارتكبت اثناء الوظيفة او بسبب ذلؾ ،مثبل اثناء الوظيفة كالرشوة او
االختبلس او تزوير األوراؽ ،اما بسبب الوظيفة ىي جريمة االستيبلء أي استغبلؿ الوظيفة
لمحصوؿ عمى ماؿ عاـ وال يشترط عودة الموظؼ الى العراؽ ألجؿ خضوعو لمقانوف العراقي ،وىذا
يعني مف الممكف طمب تسميمو اذا بقي خارج العراؽ والسبب في ذلؾ كي ال يفمت مف العقاب،
باإلضافة الى المحافظة عمى سمعة الدولة وكرامة الوظيفة التي يمثميا.
ثالثاً :موظف السمك الدبموماسي العراقي الذي يرتكب خارج العراق جنحة او جناية
يخضع موظؼ السمؾ الدبموماسي العراقي لقانوف العقوبات العراقي عندما يرتكب جريمة خارج
العراؽ حتى واف كاف متمتعا بالحصانة الدبموماسية وذلؾ اذا تحقؽ الشرطيف اآلتييف -:
-1اف يكوف مرتكب الجريمة في الخارج مف موظفي السمؾ الدبموماسي العراقي وقد ارتكب جريمتو
-2اف تكوف الجريمة جناية او جنحة طبقا ألحكاـ قانوف العقوبات العراقي.
ويقصد بو تطبؽ القانوف الجنائي لمدولة عمى كؿ جريمة يقبض عمى مرتكبيا في إقميـ الدولة أيا
اذف ال اعتبار لمكاف ارتكاب الجريمة او جنسية مرتكبيا وال يشترط سوى اف يقبض عمى الجاني
في إقميـ الدولة حتى يخضع لقانونيا ،وقد اتبعتو القوانيف الحديثة بالنسبة لبعض الجرائـ الخطرة
35
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
مثؿ جرائـ االتجار بالمخدرات او الرقيؽ او باألطفاؿ ،وجرائـ تعطيؿ خطوط المواصبلت السمكية
وقد اخذ قانوف العقوبات العراقي بمبدأ (شموؿ القانوف الجنائي او عالميتو) في المادة ( )13حيث
نصت عمى انو" :في غير األحوال المنصوص عمييا في المواد ( ) 11 ، 11 ، 9لشرعية احكام
ىذا القانون عمى كل من وجد في العراق بعد ان ارتكب في الخارج بوصفو فاعال او شريكا من
الجرائم التالية :تخريب او تعطيل وسائل المخابرات والمواصالت الدولية واالتجار بالنساء او
وتطبيقا ليذا النص يخضع لقانوف العقوبات العراقي والختصاص المحاكـ العراقية كؿ مف يرتكب
خارج العراؽ جريمة مف الجرائـ أعبله وذلؾ فيما اذا القي القبض عميو في العراؽ سواء كاف عند
ولـ يجعؿ المشرع العراقي المحاكمة في العراؽ لمف ارتكب جريمة خارج العراؽ مطمقة ،انما قيدىا
بشرطيف ذكرىما في المادتيف ( 14و ) 15مف قانوف العقوبات وىذا القيداف ىما -:
-1عدـ جواز التحقيقات القانونية بحؽ مرتكب الجريمة في الخارج اال بأذف مف رئيس مجمس
القضاء األعمى.
-2عدـ جواز محاكمة مرتكب الجريمة في الخارج إذا كاف قد صدر حكـ نيائي مف محكمة اجنبية
ببراءتو او بإدانتو واستوفى عقوبتو او كانت الدعوى او العقوبة قد سقطت عنو قانونا .ويرجع في
تقرير نيائية الحكـ وسقوط الدعوى أو العقوبة إلى قانوف البمد الذي صدر فيو الحكـ.
القيد األول :وفقا لممادة ( ) 14مف قانوف العقوبات العراقي رقـ ( ) 111لسنة 1969المعدؿ "ال
تجري التحقيقات القانونية عمى مف ارتكب جريمة خارج الجميورية اال بأذف مف رئيس مجمس
36
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
القضاء األعمى" ،والحكمة مف وضع ىذا القيد ىي زيادة الحيطة في وزف الظروؼ والمبلبسات التي
واالصؿ اف طمب إقامة الدعوى العامة واجراء المحاكمة يكوف عادة مف اختصاص -:
-1االدعاء العاـ
مما يترتب عميو تحويؿ الدعوى العامة في الجريمة ،غير اف الحالة أعبله ىو استثناء مف المشرع
القيد الثاني :اشترط المشرع عدـ صدور حكـ نيائي نافذ في الخارج او سقوط الدعوى او العقوبة
قانونا ،وعمة ىذا القيد ىو وجوب احتراـ مبدأ (قوة الشيء المحكوـ فيو) اذ ال يجوز محاكمة شخص
مرتيف مف اجؿ جريمة واحدة وىذا القيد لو شقيف جزائييف ىما -:
أوالً :اف محاكمة الجاني في العراؽ عف جريمتو التي ارتكبيا خارج العراؽ غير جائزة فيما اذا سبؽ
اف صدر عميو فييا حكـ خارج العراؽ ،أي مف محكمة اجنبية وقد نفذ فيو ذلؾ الحكـ ،ويشترط اف
يكوف الحكـ نيائيا أي قطعيا ويرجع الحكـ النيائي الى قانوف البمد الذي صدر فيو الحكـ.
-1الحكـ بالبراءة /اف الحكـ بالبراءة تمنع مف إقامة الدعوى العامة في العراؽ.
-2الحكـ بحفظ القضية /لعدـ توفر األدلة البلزمة او عدـ كفايتيا سواء كاف الحفظ مؤقتا اـ
نيائيا فأف ذلؾ ال يمنعو مف محاكمة المتيـ اماـ القضاء العرقي ألف حفظ القضية ليس حكما
بالبراءة.
37
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ويستثنى مما تقدـ حالة صدور حكـ بالبراءة في جريمة مما ذكر في المادتيف ( ) 12 ، 9فيما اذا
كاف الحكـ بالبراءة الصادرة ىذا مبنيا عمى أساس اف قانوف ذلؾ البمد ،أي الدولة األجنبية التي
مثال :إذا كاف قانوف الدولة األجنبية ال يعاقب عمى تزوير العممة األجنبية او السندات او الطوابع
وقد انصبت الجريمة عمى تزوير السندات والطوابع العراقية ففي ىذه الحالة اف صدور الحكـ
بالبراءة عمى مرتكب الجريمة بسبب عدـ معاقبة القانوف المحمي ال يمنع مف محاكمة ىذا الشخص
في حالة صدور حكـ باإلدانة مف محكمة اجنبية وتنفيذ العقوبة بتمامو فأف ذلؾ يمنع مف
اجراء التعقيبات القانونية بحقو ومحاكمتو في العراؽ ولو كانت العقوبة في القانوف األجنبي أخؼ او
اما في حالة ىروب المحكوـ عميو قبؿ تنفيذ العقوبة او بعد اف نف ّذ جزء منيا فانو ال يتمتع باإلعفاء
مف المحاكمة ،في ىذه الحالة البد مف محاكمتو في العراؽ والحكـ عميو طبقا لقانوف العقوبات
العراقي عمى اف يحتسب لو المدة التي قضاىا في الحجز او التوقيؼ في الخارج عف نفس
الجريمة.
وفي حالة اذا كانت االحكاـ النيائية التي تصدرىا المحاكـ األجنبية في جرائـ ارتكبت في
العراؽ بعد اف فر الجاني الى الخارج فانو ال تمنع مف إعادة محاكمة الجاني في العراؽ حتى ولو
استوفى العقوبة التي حكـ عمييا بيا في الخارج ألف ذلؾ مف مقتضى مبدأ إقميمية القانوف الجنائي
وىو المبدأ العاـ (األصمي) عمى اف يحتسب المدة التي قضاىا المحكوـ عميو في الحجز او
ثانياً :اف محاكمة الجاني في العراؽ عف جريمتو التي ارتكبيا خارج إقميـ الجميورية العراقية غير
جائزة اذا سقطت الدعوى العامة او العقوبة المحكوـ بيا عميو في الخارج قانونا".
وتسقط الدعوى وكذلؾ العقوبة قانونا" بػ (مضي المدة – صدور العفو عنيا مف قبؿ السمطة
التنفيذية) والمرجح في ذلؾ تحقؽ ىو قانوف الدولة األجنبية التي صدر فييا الحكـ.
اء كانوا
األصؿ إف جميع االشخاص الموجوديف عمى إقميـ الدولة يخضعوف لقانوف تمؾ الدولة سو ً
مف المواطنيف أـ األجانب المقيميف ،اال اف ىناؾ أشخاص استثناىـ المشرع العراقي بسبب
مقتضيات المصمحة العامة ،إذ نصت المادة ( )11عمى أنو“ :ال يسري ىذا القانون عمى الجرائم
التي تقع في العراق من االشخاص المتمتعين بحصانة مقررة بمقتضى االتفاقات الدولية أو
القانون الدولي أو القانون الداخمي” ،مما يترتب عميو أنو لو ارتكب شخص مف ىؤالء جريمة
-1رئيس الجميورية :ألنو يمثؿ رم اًز لمسيادة الوطنية وأىمية السمطات والواجبات الممقاة عمى
-2أعضاء مجمس النواب :منح الدستور العراقي حصانة ألعضاء مجمس النواب بالنسبة لمجرائـ
(السب – القذؼ – اإلىانة ) الناتجة عف ابداء آرائيـ ومقترحاتيـ اثناء انعقاد المجمس او في لجنة
-3الخصوـ في الدعاوى :المادة ( ) 36مف قانوف العقوبات العراقي فيما يخص الجرائـ القولية
39
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-1رؤساء الدول األجنبية :رئيس دولة او ممؾ ،اعفاء مطمؽ ،اعفاء كامؿ ،ميما كانت صفة
حموليـ فييا رسمية او شخصية ،يشمؿ أعضاء كؿ مف ىو برفقتو ( زوجتو – خدمو – مرافقيو ).
-2المعتمدون السياسيون :اعفاء مطمؽ ولكنو ال يفمت مف العقاب ويعاقب حسب المادة ()12
موظفو السمؾ الدبموماسي :حسب المادة ( )12الفقرة األولى شرط اف تكوف جناية او جنحة
بسبب (ضماف استقبلؿ الممثؿ الدبموماسي حتى يؤدي كامؿ ميمتو – انو يمثؿ دولة اجنبية ليا
سيادة مستقمة).
مندوبو الدولة لمييئات الدولية كييئة األمـ المتحدة ومحكمة العدؿ الدولية وصندوؽ النقد الدولي
ويترتب عمى حصانة الممثؿ الدبموماسي حصانة دار الممثؿ الدبموماسي نفسو.
القناصؿ :الذي يمثموف دوليـ مف الناحية التجارية والصناعية فيو ال يتمتع بنفس ما يتمتع بو
المعتمد الدبموماسي مف حصانة بؿ تكوف حصانتو مقيدة بعدـ خضوعيـ لقانوف العقوبات بالنسبة
لمجرائـ التي يرتكبونو اثناء تأدية وظيفتيـ الرسمية او بسببيا ،ويتمتع بيذا االعفاء الممثموف
-3القوات الحربية األجنبية :وتشمؿ القوات (البرية او البحرية او الجوية) ال تخضع لقانوف
العقوبات الدولة التي ىي عمى اقميميا ألنيا تمثؿ سيادة الدولة – خضوع افراد القوات المسمحة
لرؤسائيا بشرط اف تكوف دخوؿ اقوات الحربية بأذف وتصريح منيا وفي حاالت معينة منيا -:
41
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
تسميم المجرمين
ىو نظاـ بمقتضاه تتخمى دولة عف شخص موجود عمى اقميميا لدولة أخرى بناء عمى طمبيا
لتتولى محاكمتو او تنفيذ عقوبة صادرة بحقو ،واليدؼ منيا ىي تفادي ىرب المجرـ مف العقاب،
-4معاىدات عديدة أىميا قانوف تصديؽ معاىدة تسميـ المجرميف بيف العراؽ ومصر سنة .1931
-5العرؼ الدولي ىو مصدر ىذا النظاـ في حالة انعداـ المعاىدات أو التشريع الداخمي ولكف
-1الجرائم السياسية والجرائم العسكرية :االعتبارات التي تحمؿ عمى معاممة المجرـ السياسي
معاممة خاصة.
41
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-2الجرائم التي ال يكون معاقباً عمييا بمقتضى قانون الدولتين :اف تكوف الجريمة معاقباً عمييا
بمقتضى قانوف الدولة التي تطمب التسميـ وقانوف الدولة المطموب منيا التسميـ ،فبل يجوز التسميـ
اذا كاف الفعؿ غير معاقب عمييا وفقا لقانوف احد الدولتيف.
-3الجرائم التي ال تبمغ درجة معينة من الجسامة :أي يشترط اف يكوف التسميـ مف اجؿ الجرائـ
الخطرة والجسيمة أي عدـ اجراء التسميـ لمجرائـ التي تكوف عقوبتيا اقؿ مف سنة.
-1رعايا الدولة المطموب منيا التسميم( :احتفاظ الدولة بكرامتيا -خوفاً مف عدـ عدالة القضاء
األجنبي) .واف كاف االتجاه الحديث يسير نحو التخمي عف ىذا المبدأ ألنو يقوـ عمى عامؿ االنانية
والتشكيؾ في قضاء الدولة طالبة التسميـ ،وال يجوز لمدولة حماية رعاياىا المجرميف مف القضاء
-2األجانب الخاضعون بالنسبة لمجريمة المطموب التسميم من اجميا :ال يجوز تسميـ األجانب
اذا سبؽ محاكمتو او كاف ال يزاؿ اثناء المحاكمة (أي ال خوؼ مف افبلت الجاني مف العقوبة ).
-3المتمتعون باإلعفاء القضائي ( :رؤساء الدوؿ – المتعمدوف السياسيوف ومف في حكميـ ).
-4االرقاء الياربون :ال يجوز تسميـ الرقيؽ اليارب السترداد حريتو او لمتخمص مف الرؽ وىو
مبدأ يقرره عوامؿ إنسانية ،اما الجرائـ العادية فيجوز التسميـ مف اجميا.
إجراءات التسميم
التسميـ ىي عمؿ مف اعماؿ السيادة ،السمطة التنفيذية ىي المختصة بالتسميـ في العراؽ عف
طريؽ التسميـ بالطرؽ الدبموماسية وعمى اف يكوف مشفوعا بالوثائؽ والمستندات التي تساعد عمى
البت في التسميـ.
42
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
واذا تقدمت طمبات عدة دوؿ بشأف تسميـ المجرميف تكوف األولوية في التسميـ -:
اما إذا كانت الطمبات كثيرة والجرائـ مختمفة فتكوف األولوية لمدولة التي طمبت التسميـ قبؿ غيرىا.
آثار التسميم
المبدأ في اثار التسميـ (تخصيص التسميم) :أي اف اثر التسميـ يقتصر عمى الجريمة التي حصؿ
مف اجميا التسميـ وال يجوز لمدولة التي تسممت المجرـ اف تحاكمو او اف تتخذ عقوبة فيو اال عف
الجريمة التي سمـ مف اجميا ،اما الجرائـ األخرى التي لـ يشمميا التسميـ فانو يعد غائبا عف الدولة
وال يجوز محاكمتو اال بعد اتفاؽ جديد واتاحة الفرصة لو بالخروج مف ارض الدولة المسمـ الييا،
والحكمة مف ذلؾ ىو خشية التحايؿ عمى التسميـ في جريمة ال يجوز فييا التسميـ تحت ستار تسميـ
الجريمة
مفيوـ الجريمة :معظـ التشريعات جاءت خالية مف تعريؼ الجريمة ،وىو مسمؾ محمود وذلؾ:
-1وظيفة المشرع وتطبيقاً لمبدأ الشرعية ىو اف يضع لكؿ جريمة نصا خاصا في القانوف يحدد
أركانيا وعقوبتيا.
-2في حالة وضع تعريؼ فأف المشرع ميما بمغ في صياغتو مف جيد لف يأتي جامعا لكؿ
المعاني المطموبة.
-3قد يكوف ىذا التعريؼ مناسبا في زمف معيف ولكنو ال يستمر كذلؾ في زمف آخر.
43
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
والتعريؼ الفقيي لمجريمة والجامع ألركانيا ويتفؽ مع قانوف العقوبات العراقي النافذ ىي اف الجريمة
"كل سموك خارجي إيجابي او سمبي حرمو القانون وقرر لو عقابا اذا صدر من انسان مسؤول".
تمييز الجريمة:
-1ينص عمييا القانوف اإلداري. -1ينص عمييا القانوف -1ينص عمييا قانوف العقوبات او
-2لـ ترد عمى سبيؿ الحصر المدني القوانيف المكممة.
-3رد الفعؿ لمجريمة ىي -2لـ ترد عمى سبيؿ -2وردت عمى سبيؿ الحصر
عقوبات انضباطية او إدارية الحصر -3رد الفعؿ لمجريمة ىي العقوبة او
كاإلنذار. -3رد الفعؿ لمجريمة ىو التدابير االحت ارزية.
اصبلح الضرر (التعويض)-4 .أساسيا المحافظة عمى شرؼ -4أساسيا تحقيؽ مصمحة عامة عف
المينة او الييئة وحسف أداء -4أساسيا تحقيؽ مصمحة طريؽ اصبلح الجاني وردع غيره.
اعماليا. فردية. يترتب عمييا رفع الدعوى -5
-5يترتب عمييا رفع الدعوى -5يترتب عمييا دعوى الجزائية – الدعوة العامة.
انضباطية اماـ مجمس االنضباط المدنية.
او لجانيا.
اركان الجريمة
وىي الشروط او العناصر البلزمة لتحقؽ الجريمة ،وأركاف الجريمة اما اف تكوف -:
-1األركان العامة :وتندرج تحت نطاقيا جميع الجرائـ بدوف استثناء وتميز الجريمة عف الفعؿ
المباح.
-2األركان الخاصة :وىي تكوف خاصة بجريمة معينة بذاتيا تبلزميا دوف غيرىا ،وتميز جريمة
44
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
وفي دراستنا سنتناوؿ األركاف العامة لمجريمة ،والجريمة كفكرة قانونية انما تقوـ عمى ثبلثة اركاف:
-1الركن المادي :وىي السموؾ المحرـ سواء كاف إيجابيا اـ سمبيا وبالتالي ال عبرة بما يدور في
-2الركن الشرعي :ويتجمى بتحقؽ الصفة الغير المشروعة لمسموؾ الخاضع لنص في القانوف
-3الركن المعنوي (القصد الجنائي) :ويتمثؿ في صورتيف ىما العمـ واإلرادة في الجرائـ العمدية،
وفيو تتجو اإلرادة الى احداث السموؾ ونتيجتو ،او الخطأ وفيو تتجو اإلرادة الى احداث السموؾ دوف
النتيجة.
عرفت المادة ( )28مف قانوف العقوبات العراقي الركف المادي لمجريمة بانو" :سموك اجرامي
بارتكاب فعل جرمو القانون او االمتناع عن فعل امر بو القانون" ،ولمركف المادي ثبلثة عناصر
أوالً :السموك االجرامي /ىي النشاط المادي الخارجي المكوف لمجريمة ويسمى بماديات الجريمة،
مما يترتب عميو اف ال يعتبر مف قبيؿ الركف المادي ما يدور في االذىاف مف أفكار ورغبات طالما
45
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
وقد يكوف السموؾ االجرامي نشاطا إيجابياً كما في األمثمة السابقة ،وقد يكوف سمبياً ،ويتحقؽ في
امتناع الجاني عف القياـ بعمؿ يوجبو القانوف عميو ويعاقب اذا امتنع عف القياـ بو ،كامتناع الشاىد
عف الحضور اماـ المحكمة ألداء الشيادة وامتناع السجاف عف تقديـ الطعاـ لمسجيف فيموت جوعا.
لو استخدـ الجاني جزء مف أجزاء جسمو كأف يستعمؿ يده في القتؿ او الضرب او السرقة.
ويراد بو التغير الذي يحدث في العالـ الخارجي كاثر السموؾ االجرامي ،ولمنتيجة مدلوليف ىما
-2المدلول القانوني :ىو العدواف الذي يناؿ مصمحة او حقا يحميو القانوف.
ففي جريمة القتؿ تكوف النتيجة الضارة ىي الوفاة وىي عدواف عمى الحؽ في الحياة ،وفي جريمة
السرقة تكوف النتيجة الضارة انتقاؿ الماؿ الى حيازة الجاني وىو عدواف عمى الحؽ في الحيازة.
والنتيجة الضارة كعنصر مف عناصر الركف المادي بمجرد حصوؿ السموؾ االجرامي دوف الحاجة
لوقوع النتيجة الضارة كما ىي الحاؿ في الجرائـ السمبية ،مثاليا امتناع القاضي عف الحكـ بالدعوى
الجزائية.
46
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ويراد بيا الصمة التي تربط ما بيف السموؾ االجرامي والنتيجة الجرمية الضارة بحيث تثبت اف
السموؾ االجرامي الواقع ىو الذي أدى الى حدوث النتيجة الضارة ،ولمسببية اىميتيا فيي التي تربط
بيف عنصري الركف المادي وبالتالي فمف دونيا ال قياـ لمجريمة ،وعميو فأف مرتكب الجريمة ال يسأؿ
اال عف الشروع في الجريمة اذا كانت عمدية وال يسأؿ مطمقا اذا كانت الجريمة غير عمدية.
قد تساىـ مع سموؾ الجاني عوامؿ أخرى في احداث النتيجة ،فيؿ اف تدخؿ ىذه العوامؿ تنفي
مثال :اطمؽ شخص عيا ار ناريا عمى اخر فأصابو بجراح خطيرة ثـ مات المجني عميو ألف الطبيب
بمرض نتيجة العدوى او ألف المستشفى التي نقؿ الييا لمعبلج احترؽ فيمؾ الجاني ليذا السبب،
ففي ىذه األمثمة ىؿ تبقى عبلقة السببية قائمة بيف اطبلؽ الرصاص والوفاة؟ اـ اف تدخؿ العوامؿ
او األسباب األخرى تؤثر في النتيجة فيمنع مف تحققيا ،بمعنى اخر ىؿ تتوافر عبلقة السببية بيف
السموؾ والنتيجة لمجرد كوف السموؾ عامؿ مف العوامؿ التي أحدثت النتيجة اـ انو يجب اف يكوف
47
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
تقرر ىذه النظرية المساواة بيف جميع العوامؿ التي ساىمت في احداث النتيجة الجرمية مما يعني
اف جميع العوامؿ التي ساىمت في احداث النتيجة متكافئة ومتعادلة دوف البحث عف أىميتيا
وتطبيقا لذلؾ تقوـ عبلقة السببية اذا ثبت اف ىذا السموؾ كاف عامبل ساىـ في احداث النتيجة ولو
كاف نصيبو مف المساىمة محددا بأف شارؾ معو عوامؿ تفوقو أىمية مما يترتب عميو انو اذا ساىـ
مع سموؾ الجاني عوامؿ طبيعية مثؿ مرض كاف المجني عميو يعانيو سابقا (مرض السكر) فعبلقة
وألصحاب ىذه النظرية حجة مضمونيا ان سموك الجاني ىو الذي اعطى العوامل األخرى قوتيا
السببية اذ لواله لكانت عاجزة عن احداث النتيجة ،وبالتالي فيو سبب لسببيتيا فالرابطة السببية
تعتبر موجودة وان لم يمت المجني عميو بسبب اطالق الرصاص وانما بسبب تقصير الطبيب او
بسبب المرض المزمن او اصطدام سيارة اإلسعاف او بسبب الحريق وعميو فكل عامل من
مما يترتب عميو توافر عبلقة السببية بيف السموؾ والنتيجة لمجرد كوف السموؾ واحد مف عوامميا
ولو كاف اقميا أىمية ،وبالتالي فأف تدخؿ عوامؿ أخرى الى جانب سموؾ الجاني ومساىمتيا في
احداث النتيجة ال تنفي عبلقة السببية ولو كانت ىذه العوامؿ شاذة.
نقد ىذه النظرية :يجب اف يكوف العامؿ وحده كافيا إلحداث النتيجة فميس مف العدؿ اف يتحمؿ
48
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
اف عبلقة السببية ال يمكف اف تعد متوافرة بيف السموؾ االجرامي والنتيجة الجرمية اال اذا ثبت اف
مقدار مساىمة السموؾ االجرامي بالنسبة لمعوامؿ األخرى قد اًر معينا مف األىمية ،أي اف النظرية
يميز بيف الظروؼ المألوفة والظروؼ الشاذة بموجب ىذه النظرية يعد نشاط الجاني سببا لمنتيجة اذا
كاف مف المحتمؿ اف يؤدي ليا ،أي كانت ىذه األسباب مألوفة ،اما اذا تدخؿ عامؿ شاذ غير
متوقع وال مألوفة فانو يقطع السببية وتقع مسؤولية الفاعؿ عند حد الشروع (مثؿ اصطداـ سيارة
اإلسعاؼ – الحريؽ في المستشفى – خطأ جسيـ لمطبيب كأف ينسى الطبيب مقص داخؿ جسد مف
ثانياً :اف ننتقي مف بيف العوامؿ التي ساىمت في احداث النتيجة العوامؿ المألوفة ونستبعد العوامؿ
الشاذة.
ثالثاً :اثر تمؾ العوامؿ الى اثر السموؾ االجرامي ،ثـ نتساءؿ عما اذا كاف مف شأف ىذا األثر
تحقيؽ النتيجة.
مثال :اذا اطمؽ شخص الرصاص عمى اخر فأصابو بجراح خطيرة ثـ نقؿ الى المستشفى حيث
مات في حريؽ شب فييا فبل توجد عبلقة السببية بيف اطبلؽ النار ووفاة المجني عميو ألنو مات
حرقا ،اما اذا مات الشخص بخطأ مف الطبيب المعالج خطأ يسي اًر فأف عبلقة السببية متوفرة ألف
الممخص :متى اشترؾ عامبلف او اكثر في احداث النتيجة الجرمية وكاف احد العامميف مألوفا او
منتجا يصمح في العادة في احداث مثؿ ىذه النتيجة واألخرى عارضا او غير مألوفا ال يصمح
49
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
بحسب طبيعتو احداث النتيجة حتى واف اشترؾ في احداثيا أحيانا ظروؼ شاذة فأنو ينبغي استبعاد
العامؿ العارض (غير المألوؼ) واستبقاء العامؿ المنتج ليا المألوؼ باعتباره مسؤوال عنيا.
نقد ىذه النظرية :تقدير الظروؼ سواء كانت مألوفة اـ شاذة يختمؼ فييا تقدير الناس؟
-1ال يسأل شخص عن جريمة لم تكن نتيجة لسموكو االجرامي ،ولكنو يسأل عن الجريمة ولو
كان قد ساىم مع سموكو االجرامي في احداثيا سبب اخر سابق او معاصر او الحق ولو كان
يجيمو.
-2اما اذا كان السبب وحده كافيا إلحداث نتيجة الجريمة فال يسأل الفاعل في ىذه الحالة اال
إذا فأف قانوف العقوبات العراقي اخذ بنظرية تعادؿ األسباب في الفقرة األولى.
اما في الفقرة الثانية اشترط اف يكوف ىذا السبب كافيا لوحده ألحداث النتيجة الجرمية ،وعندئذ ال
مثال :شخص يطعف اخر ويؤخذ الى المستشفى ويسعؼ ثـ يعود الى داره ويأتي سارؽ الى بيتو
واثناء السرقة يقوـ السارؽ بأطبلؽ الرصاص عمى ىذا الشخص المصاب الذي تـ طعنو سابقا
الفاعؿ األوؿ ال يسأؿ عف القتؿ أي النتيجة التي حصمت وانما يسأؿ عف الشروع في القتؿ ،اما
السارؽ فانو يسأؿ عف جريمة القتؿ العمد فضبل عف جريمة السرقة ويعاقب وفقا لجريمة القتؿ.
51
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ويشترط النتفاء عبلقة السببية ببيف السموؾ والنتيجة اذا تدخؿ في التسمسؿ السببي سبب طارئ اف
يكوف ىذا السبب مستقبل وكافيا بحد ذاتو ألحداث النتيجة ،مما يعني اف شرطي االستقبلؿ والكفاية
ويسمى أيضا بالركف الشخصي لمجريمة ويراد بو األصوؿ النفسية لماديات الجريمة ويقاؿ انو ال
جريمة مف دوف ركف نفسي (معنوي) ألنو روحيا اذ ال يسأؿ شخص عف جريمة ما لـ تقـ عبلقة
بيف مادياتيا ونفسيتيا ضماف لمعدالة وشرط لتحقيؽ العقوبة اغراضيا االجتماعية.
والركف النفسي في جوىره قوة نفسية وىذه القوة ىي اإلرادة ،واإلرادة التي تتجو نحو الجريمة تكوف
إرادة جرمية (إرادة آثمة) وىي دليؿ عمى خطورة شخصية الجاني ،وفي وسع القاضي عف طريؽ
الركف ا لمعنوي اف يكشؼ نوع ومقدار ىذه الخطورة واف يحدد العقوبة المبلئمة لذلؾ القصد الجنائي
"توجيو الفاعل ارادتو الى ارتكاب الفعل المكون لمجريمة ىادفا الى نتيجة الجريمة التي وقعت او
أوالً :حرية اإلرادة (حرية االختيار) /ويراد بيا قدرة االنساف عمى توجيو نفسو الى عمؿ معيف او
ثانياً :تحقق االدراك أي التمييز /استعداد الشخص او قدرتو عمى فيـ ماىية افعالو وتقدير نتائجيا،
ويسميو البعض االىمية فيو العنصر البلزـ لتحقؽ المسؤولية الجزائية وىو حالة يوجد في الفاعؿ
متى كاف ممكاتو الذىنية طبيعية وقت ارتكاب الجريمة ،وموانع المسؤولية ( فقد االدراؾ او اإلرادة
51
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
بسبب الجنوف او عاىة في العقؿ – تناوؿ مواد مخدرة قسرا" او عف غير عمـ – االكراه – حالة
وتتمثؿ الركف المعنوي في الجرائـ الغير العمدية بالقصد الجنائي حيث يشترط اف يكوف الجاني قد
أراد العمؿ المادي المكوف لمجريمة (أي أراد السموؾ الجرمي) الذي اتاه واراد النتيجة ،المادة ()33
وتتمثؿ الركف المعنوي في الجرائـ الغير العمدية (بالخطأ) وىو يتحقؽ عندما يكوف الجاني قد أراد
العمؿ المادي (أي أراد السوؾ الجرمي) دوف حصوؿ النتيجة الجرمية التي وقعت بسبب ىذا العمؿ
وال جريمة عمى األفعاؿ التي تصدر عف الحيواف اال اذا كاف لئلنساف دخؿ فييا ويؤخذ بمقدار ما
ويسميو البعض بالركف القانوني ،والجريمة ىي ركف غير مشروع وتأتي عدـ المشروعية مف انطباؽ
السموؾ اإليجابي او السمبي عمى نص في القانوف يجرمو ،والركف الشرعي لمجريمة ىو الصفة غير
المشروعة وىي وصؼ يضيفو القانوف عمى السموؾ وبيذا يتميز الركف الشرعي عف كؿ مف الركف
52
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
وأسباب االباحة ( أداء واجب – استعماؿ حؽ – الدفاع الشرعي ) أي توافر في ىذا السموؾ سبب
مف أسباب االباحة يدفع عنو صفة عدـ المشروعية ،وبذلؾ تمثؿ أسباب االباحة قيودا عمى
نصوص التجريـ.
الشروع في الجريوة
الوساهوة في الجريوة الجريوة التاهة
الجريمة التامة :وتتحقؽ اذا توافرت جميع أركانيا (المادي – المعنوي – الشرعي) وكاف توافرىا
الشروع في الجريمة :وتتحقؽ بعض عناصر الركف المادي لمجريمة ويختمؼ البعض االخر اذ
يتحقؽ السموؾ االجرامي ولكف ال يتحقؽ النتيجة ألسباب ال دخؿ إل اردة الجاني فيو.
المساىمة في الجريمة :وتتحقؽ عندما يساىـ في تحقيؽ الجريمة اكثر مف شخص واحد ،وعند
الشروع في الجريمة
ال تفع الجريمة عادة دفعة واحدة بؿ قد تمر بمراحؿ وادوار معينة قبؿ اف يرتكب الجريمة وىذه
المراحؿ ىي :
-2مرحمة التحضير
-3مرحمة التنفيذ
53
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
عندما يتـ تنفيذ الجريمة وتتحقؽ النتيجة وىذه ىي مرحمة (الجريمة التامة) كأف يطمؽ شخص ما
رصاص عمى الجاني فيرديو قتيبلً ،وقد ال يتـ تنفيذ الجريمة لسبب مف األسباب كأف يعدؿ الجاني
عف تنفيذىا او تحوؿ بيف الجاني وبيف إتماـ الجريمة ظروؼ طارئة مثؿ اف الجاني اخطأ اليدؼ
وىذه ىي (الجريمة الخائبة) ،او اف يضرب شخص ثالث الجاني عمى يده فيسقط منيا السبلح قبؿ
انطبلقو وىذه ىي (الجريمة الموقوفة) او اخفؽ الجاني في إتماـ الجريمة بسبب استحالة تنفيذىا
س /ىؿ اف قانوف العقوبات العراقي يتدخؿ في جميع ىذه المراحؿ والحاالت فيعاقب عمييا اـ اف
ج /اف قانوف العقوبات ال يتدخؿ في مرحمة التفكير والتصميـ ومرحمة التحضير وبالتالي فبل عقاب
عمى األفعاؿ المكونة لكؿ منيا ،انما يبدأ تدخمو في مرحمة التنفيذ مما يعني اف الشروع في الجريمة
ال يبدأ اال عند ابتداء مرحمة التنفيذ وىذا ما سار عميو قانوف العقوبات العراقي في المادة ()31
التي عرفت الشروع بانو" :البدء في تنفيذ فعل بقصد ارتكاب جناية او جنحة اذا وقف او خاب
اثره ال دخل إلرادة الفاعل فييا ولكن ال يعد شروعا في الجناية او الجنحة مجرد العزم عمى
ارتكابيا وال اعمال التحضير لذلك ما لم ينص القانون عمى خالف ذلك".
54
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
اف ىذا االمر دفع الحرج عف القضاة ألف اثبات النيات امر عسير باإلضافة الى انو كيؼ نسأؿ
شخص عف فعؿ لـ يرتكبو بعد وقد ال يرتكبو بالرغـ مف تفكيره فيو "وال يعد شروعا مجرد العزم
اما القوؿ بأف العقاب عمى االتفاؽ الجنائي وكذلؾ التيديد باعتبار كؿ منيما جريمة ىو عقاب عمى
اعماؿ التفكير والتصميـ فانو غير صحيح ،ألف القانوف يعاقب عمى كؿ مف ىاتيف الجريمتيف ال
عمى مجرد الت فكير والعزـ ،أي عمى السموؾ الخارجي الذي حقؽ االتفاؽ اـ التيديد ،أي اف االتفاؽ
ويراد بيا الخطوات التي تمي مرحمة التفكير والتصميـ نحو ارتكاب الجريمة وىي خطوات تظير الى
الحيز الخارجي بأعماؿ مادية ممموسة يقاؿ ليا باألعماؿ التحضيرية ،مثال :قياـ شخص بشراء
السبلح الذي سيرتكب بو الجريمة او السمـ الذي يتسمؽ بو الجدار لمدخوؿ الى المنزؿ لمسرقة وقد
نيج قانوف العقوبات العراقي نفس النيج الذي سار عميو جميع قوانيف العقوبات الحديثة عمى عدـ
اعتبار ىذه المرحمة داخمة في الشروع حيث نصت المادة (" )31ال يعد شروعا ...وال االعمال
التحضيرية" والسبب في عدـ العقاب عمى االعماؿ التحضيرية ىو انيا اعماؿ قابمة لمتأويؿ ،أي
انيا ال تدؿ بذاتيا عمى اتجاه حسي او قطعي الرتكاب الجريمة ،فمف يشتري سبلحا قد يشتريو
الرتكاب جريمة او لمدفاع عف نفسو او لمتيديد بو ،باإلضافة الى انيا ال تدؿ عمى خطورة حالو
لبعدىا عف اليدؼ االجرامي ،ثـ اف عدـ العقاب عمى االعماؿ التحضيرية يشجع مرتكبيا عمى
إعادة النظر في امر الجريمة وبالتالي عدـ ارتكابيا ،وبخبلفو يكوف حافز لمجاني عمى المضي في
إتماـ الجريمة.
55
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
وقاعدة عدـ العق اب عمى االعماؿ التحضيرية مطردة ال استثناء عمييا ،اما القوؿ بأف العقاب عمى
تقميد المفاتيح او صنعيا وحيازتيا ىو عقاب عمى االعماؿ التحضيرية فانو غير صحيح؛ ألف
القانوف قد عاقب عمى ىذه االعماؿ ليست ألنيا اعماؿ تحضيرية وانما عاقب عمييا باعتبارىا جرائـ
مما يترتب عميو اف المشرع العراقي لـ يكف موفقا في ذيؿ المادة (" )31ما لم ينص القانون
خالف ذلك" ؛ ألف المشرع عندما وضع ىذه الفقرة كاف يعتقد خطأ اف ىناؾ اعماؿ تصميـ واعماؿ
ىي المرحم ة الثالثة مف مراحؿ ارتكاب الجريمة وتتكوف مف اعماؿ مادية خارجية فيي تدخؿ في
عداد االعماؿ التنفيذية لمجريمة ،وىذه االعماؿ قد يصؿ الجاني بيا عند ارتكابيا الى النياية فيتـ
الجريمة ،وعند ذلؾ نكوف اماـ جريمة تامة ،مثال :اف يطمؽ شخص الرصاص عمى اخر بقصد
قتمو فيردي و قتيبل ،وقد ال يستطع الجاني الوصوؿ الى النياية لسبب ال دخؿ إلرادتو فييا (أي
أسباب خارجة عف إرادة الجاني) وعندئذ نكوف اماـ حالة (الشروع في الجريمة) ،مثال :اف يخطأ
شخص في اطبلؽ الرصاص عمى المجني عميو وال يصيبو او أصابو في غير مقتؿ فمـ يمت.
فالشروع ىو التنفيذ غير الكامؿ لمجريمة ،أي اف الجاني يبدأ بتنفيذ الجريمة غير انو يقؼ عند حالة
البدء بالتنفيذ ،عرفو المشرع العراقي في المادة ( )31بقوليا" :الشروع ىو البدء بتنفيذ فعل بقصد
ارتكاب جناية او جنحة اذ وقف او خاب اثره ألسباب ال دخل إلرادة الفاعل فييا".
فيظير لنا مف ىذا التعريؼ انو لتحقؽ حالة الشروع في الجريمة البد مف توفر األركاف الثبلثة
التالية -:
56
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ل ـ يعرؼ قانوف العقوبات العراقي البدء بالتنفيذ ولـ يبيف الصفات التي تميزه عف االعماؿ
التحضيرية بالرغـ مف أىمية التمييز ذلؾ ألف األولى (البدء بالتنفيذ) مف الشروع وىو معاقب عميو
اف التمييز بيف االعماؿ التحضيرية واالعماؿ التي تعتبر مف قبيؿ البدء في التنفيذ امر واضح في
االعمال التنفيذية( :اطالق الرصاص عمى المجني عميو – سحب محفظة النقود من جيب
المجني عميو).
ولكف ىناؾ اعماؿ غير واضحة منيا مف يضبط داخؿ حديقة المنزؿ ومعو اآلالت المعدة لكسر
الباب .وكذلؾ مف يضبط وىو متخؼ حامبل سبلحا ناريا بالقرب مف مكاف منعزؿ ليبل ،ىذه
االعماؿ غير واضحة متأرجحة بيف مرحمتي التحضير والبدء بالتنفيذ وىي ما تسمى (بالحاالت
الحدية).
لذلؾ مف المي ـ وجود ضابط او معيار نستطيع اف نميز فيو بيف االعماؿ التحضيرية واالعماؿ
التنفيذية ،غير اف رجاؿ الفقو الجنائي اختمفوا في الرأي وذىبوا في ذلؾ الى مذىبيف ىما:
57
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
يرى انصار ىذه المذىب اف العامؿ الميـ في الجريمة ىو السموؾ االجرامي الذي يرتكبو الجاني
(الركف المادي) لذلؾ ىـ يقتصروف بدء التنفيذ عمى السموؾ المادي الذي يبدأ فيو الجاني بتنفيذ
أي اف البدء بتنفيذ القتؿ ال يتحقؽ اال بمباشرة سموؾ يؤدي الى ازىاؽ روح المجني عميو كطعنو في
السكيف او اطبلؽ الرصاص عميو ،وفي السرقة ال يعد الجاني مرتكبا لبدء التنفيذ اال اذا بدء بفعؿ
االختبلس بأف يضع يده عمى الماؿ المراد سرقتو وبالتالي ال يعد بدءاً في التنفيذ أي سموؾ اخر ال
يدخؿ ضمف الركف المادي ،فمف يدخؿ منزؿ بقصد ارتكاب جريمة قتؿ ال يعد مرتكبا لمبدء بالتنفيذ
وبالتالي ال يعد شارعا في جريمة القتؿ ألف دخوؿ المنزؿ ال يعتبر ضمف السموؾ المادي لجريمة
لكف يعيبو انو يحصر الشروع في نطاؽ ضيؽ ال يحقؽ حماية كافية لممجتمع ويؤدي الى افبلت
كثير مف المجرميف مف العقاب ،فمف يتسمؽ سور منزؿ ويضبط قبؿ اف يتمكف مف دخولو ال يعتبر
وفقا ليذا الرأي شارعا في السرقة ألنو لـ يضع يده بعد عمى الماؿ المراد سرقتو ،أي لـ يبدأ بعد
ولذلؾ حاوؿ بعض انصار ىذا المذىب التوسع فيو فقالوا بأف البدء بالتنفيذ ال يقتصر عمى حالة
السموؾ المحقؽ لمركف المادي لمجريمة بؿ يشمؿ أيضا أي سموؾ يعده القانوف ظرفاً مشدداً لمجريمة،
وعمى ىذا النحو يعد الستور او الكسر مف الخارج محققا لمبدء بتنفيذ جريمة السرقة باعتبارىما
ظرفيف مشدديف فييما ،ويؤخذ عمى ىذا الرأي بانو ادخؿ نشاطات ميمة وخطرة ما كانت تعتبر قببل
مف الشروع لعدـ دخوليا دائرة البدء بالتنفيذ ،انو اف صمح لبعض الظروؼ المشددة اال انو ال
يصمح في غيرىا.
58
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
كما انو ليس مف المنطؽ اعتبار السموؾ الذي يعد عامبل تحضيريا لمسرقة اف ارتكب نيا اًر ويعتبر
بدءاً في تنفيذىا اف ارتكب ليبل لمجرد كوف الميؿ ظرؼ مشدد في جريمة السرقة.
وذىب بعض انصار ىذا المذىب الى معيار اخر لتحديد البدء بالتنفيذ خبلصتو :اف الفعؿ يعتبر
تحضيريا اذا كاف قاببل لمتأويؿ بحيث يصح اف يكوف مقصوداً لتحقيؽ غرض بريء كما يصح اف
يكوف لغرض اجرامي ،اما العمؿ التنفيذي فيو ال يحتمؿ اال تأويبلً واحداً فيكشؼ عف نية إجرامية
مثال :فمف يدخؿ منزالً بقصد السرقة ال يعتبر وفقا ليذا الرأي شارعا فييا ،ولو ثبت اف قصده كاف
ارتكاب ىذه الجريمة ألف دخوؿ المنزؿ يجوز اف يكوف لسرقة او لغيرىا.
اىتـ أصحاب ىذا المذىب بالجانب الشخصي في الجريمة ،ويرى أصحاب ىذا المذىب اف العقاب
عمى الشروع ال يقصد بو السموؾ االجرامي الذي قاـ بو الجاني وانما الغرض مف العقاب ىو
مواجية خطورة الجاني التي كشؼ عنيا سموكو فاف أصحاب ىذا المذىب يروف اف البدء بالتنفيذ
مثال :ال يمزـ العتبار الشخص شارعا في القتؿ اف يكوف قد مس جسـ المجني عميو وانما يكفي اف
يكوف قد بمغ سموكو حداً يؤدي حاالً ومباشرة الى ىذا المساس كما لو صوب سبلحو صوب المجني
وعرؼ بعض انصار ىذا المبدأ (البدء بالتنفيذ) بانو العمؿ المؤدي مباشرة الى ارتكاب الجريمة
دوف اشتراط اف يكوف مؤديا الييا حاالً؛ وذلؾ اف بعض االعماؿ تحتاج لوقت أطوؿ لتحقيؽ
الجريمة ،مثال :اف يحفر الجاني نفقا تحت المصرؼ توصمو الى سرقة ما في خزائنو مف أمواؿ ُيعد
شارعاً.
59
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
وعمى ىذا األساس قيؿ اف المتيـ المعتاد عمى السطو عمى المنازؿ يعتبر شارعاً في السرقة بمجرد
ضغطو عمى منبو باب الشقة لمتأكد مف خموىا مف ساكنييا قبؿ اف يستعمؿ اآلالت التي حمميا معو
لفتح األبواب ألف المص مف ذوي السوابؽ ،وىذا ما سار عميو المشرع الفرنسي والمصري.
وفقا لممادة ( )31في تعريف الشروع "البدء في تنفيذ فعل بقصد ارتكاب ،"...فيو ال يشترط
لتحقيق الشروع ان يبدأ الفاعل بتنفيذ جزء من األفعال المكون لمركن المادي لمجريمة ،بل يكفي
لتحقيقو ان يرتكب فعال" يدل عمى قصد الجاني في ارتكاب الجريمة ،أي اخذ بالمذىب الشخصي.
ىو الركف المعنوي لمشروع ،ومضمونو انصراؼ إرادة الجاني الى ارتكاب الجريمة التي كاف احتماؿ
وقوعيا السموكي قوياً غير انيا لـ تقع ،واف تكوف الجريمة اما جناية او جنحة.
مضمونو تحقؽ قصد ارتكاب جريمة معينة لدى الجاني عند بدئو باألفعاؿ المكونة لمتنفيذ ،فاذا
واف العقاب عمى الشروع انما ىو عقاب عمى القصد الجنائي لما ليذا القصد مف داللة عمى خطورة
الجاني ويعرؼ القصد الجنائي لمجاني مف (األفعاؿ– والظروؼ – أحواؿ المجرـ وماضيو
واعترافاتو) لذلؾ فيي تخضع لتقدير المحكمة ،ويجب اف ينصب القصد الجنائي عمى ارتكاب
الجريمة التامة كالقتؿ او السرقة ال نية الشروع فييا مما يعني اف ال شروع في الشروع.
61
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
مثال :مف يسحب مسدساً عمى اخر ويوجيو نحوه دوف اف يكوف قصده مف ذلؾ قتمو فانو ال يسأؿ
وال يقصد الشروع في الجرائـ غير العمدية (جرائـ اإلىماؿ او الخطأ) وكذلؾ في الجرائـ العمدية
ذات النتائج االحتمالية وذلؾ لعدـ توافر القصد الجنائي في األوؿ وألف القصد في الثانية كاف
خاصا بجريمة معينة فوقعت جريمة أخرى ما كاف الجاني يقصدىا مثؿ جريمة الضرب المفضي
إلى موت.
فمضمونو اف الشروع يقتصر عمى الجنايات والجنح مف الجرائـ ،وانو ال شروع في المخالفات
وذلؾ:
-1لتفاىتيا
يراد بوقؼ او خيبة اثره عدـ تماـ الجريمة عمى النحو الذي قصد اليو الجاني؛ وذلؾ ألسباب
ثانياً :الشروع التام (الجريمة الخائبة) أوالً :الشروع الناقص (الجريمة الموقوفة)
-1وفييا ال يتـ الجاني األفعاؿ البلزمة لوقوع -1وفييا يكمؿ الجاني السموؾ االجرامي البلزـ
لتحقيؽ الجريمة ولكنيا ال تتحقؽ ويخيب الجريمة لسبب خارج عف ارادتو.
أثره لسبب خارج عف ارادتو. -2مثاؿ :كأف يمسؾ احدىـ بيد الجاني اثناء
محاولتو طعف المجني عميو بسكيف او اف -2مثاؿ :كما لو اطمؽ شخص عيا ار ناريا
عمى اخر قاصدا" قتمو فمـ يصبو او أصابو يضبط المص اثناء دخولو المنزؿ لمسرقة.
61
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
العدول االختياري:
قد يكوف سبب عدـ تماـ الجريمة ىو إرادة الجاني ورغبتو كأف يمتنع عف اطبلؽ الرصاص رأفة
ال وجود لمشروع لعدـ تحقؽ شرط عدـ تدخؿ إرادة الجاني في تماـ الجريمة ويقصد بالعدول
االختياري :ىو ان يختار الجاني نفسو وبمحض ارادتو ان ال يتم الجريمة بعد ان بدأ بتنفيذىا،
-2عدول الجاني دليل عمى عدم خطورتو وبالتالي عدم الحاجة الى عقابو.
بغض النظر عف الباعث لمعدوؿ سواء كاف نبيبل (كالتوبة – الندـ – االشفاؽ عمى المجني عميو)
او كاف الباعث لسبب اخر (كالخوؼ مف العقاب – خشية االنتقاـ – اإلخفاؽ).
العدول االضطراري:
يتحقؽ فيو الشروع وبالتالي يستحؽ الجاني العقاب سواء كاف ىذا العدوؿ ناشئا عف عامؿ خارجي
مثال :كؼ السارؽ عف السرقة الستيقاظ صاحب المنزؿ او سماعو عواء كمب او وقع اقداـ او قدوـ
مثال :ىروب المص بعد دخولو المنزؿ العتقاده بوجود بعض رجاؿ الشرطة يترصدوف لو لمقبض
62
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
وبالتالي يعد شارعا في السرقة ألنو كاف مضط اًر ليذا العدوؿ ،وال يعتد بالعدوؿ االختياري وبالتالي
ال ينتج اثره بعدـ تحقؽ الشروع اال اذا حصؿ قبؿ إتماـ الشروع في الجريمة فأف حصؿ بعد تمامو
مثال :مف يطمؽ الرصاص عمى اخر بقصد قتمو فيخطئو غير انو ال يعيد الكرة فيطمؽ رصاصة
أخرى او ثالثة إلتماـ الجريمة بؿ يعدؿ عف ذلؾ بمحض ارادتو او اختياره شفقة او ندما ال يعتبر ما
وكذلؾ ال ي نتج العدوؿ اثره فيما اذا حصؿ بعد تماـ الجريمة او اكتماليا وىو ما يسمى ب ػ (التوبة
اإليجابية) مما يعني مسؤولية الجاني عف الجريمة كاممة .فيذه التوبة ال تنفى الشروع.
العدول االختياري يختمف عن التوبة اإليجابية في لحظة حدوث كل منيما فبينما يكون العدول
االختياري قبل تمام الجريمة ،ويترتب عميو عدم وقوع الشروع وبالتالي انتفاء المسؤولية
الجنائية ،أما التوبة اإليجابية تحدث بعد تمام الجريمة .فيذه التوبة ال تنفى الشروع.
-1تحدث بعد تماـ الجريمة -1يكوف العدوؿ االختياري قبؿ تماـ الجريمة
مثال :لو أعاد السارؽ المسروقات الى أصحابيا بعد سرقتيا او ارجع الموظؼ المرتشي ما اخذ مف
رشوة الى الراشي بعد استبلميا منو – إعادة الخاطؼ الطفؿ المخطوؼ – إطفاء النار بعد اشعاليا.
عدوؿ الجاني باختياره عف تماـ الجريمة يكوف في الغالب في صورة الجريمة الموقوفة وقد يكوف
مثال :كما لو حاوؿ شخص قتؿ اخر عف طريؽ اغراقو وبعد اف يمقيو في البحر يبادر الى انتشالو
وتخميصو مف الغرؽ – او يحاوؿ شخص قتؿ اخر بدس السـ في طعامو وبعد اف يتناوؿ المجني
عميو الطعاـ المسموـ يبادر الجاني بإعطاء الترياؽ الى المجني عميو فيخمصو مف أثر السـ.
فأف مرتكبو يعد شارعاً في الجريمة وال يجديو في ىذه الحالة عدولو.
مثال :كما لو اطمؽ شخص الرصاص عمى اخر ولـ يصبو غير أنو لـ يطمؽ عميو رصاصة أخرى
عقاب الشروع
غالبية القوانيف حددت لمشروع عقوبة اخؼ مف عقوبة الجريمة التامة منيا قانوف العقوبات العراقي
نص المادة (" :)31يعاقب عمى الشروع في الجنايات والجنح بالعقوبات التالية ما لم ينص
ب /السجن لمدة ال تزيد عمى 15سنة إذا كانت العقوبة المقررة لمجريمة السجن المؤبد.
ج /السجن مدة ال تزيد عمى نصف الحد األقصى لمعقوبة المقررة لمجريمة اذا كانت العقوبة
السجن المؤقت.
د /الحبس او الغرامة التي ال تزيد عمى نصف الحد األقصى لعقوبة الحبس او الغرامة لمجريمة".
كما نصت المادة ( )33عمى أن" :تسري عمى الشروع االحكام الخاصة بالعقوبات التبعية
مما يعني اف قانوف العقوبات العراقي يعاقب عمى الشروع في الجريمة اذا كانت جناية او جنحة بما
ال يزيد عمى نصؼ الحد األقصى لمعقوبة المقررة لنفس الجريمة فيما لو ارتكبت الجريمة تامة
مضافاً الييا ما ىو مخصص لمجريمة التامة مف عقوبات تبعية وتكميمية وتدابير احت ارزية.
64
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
الجريمة المستحيمة
ىي الجريمة التي ال يمكف اف تتحقؽ ميما بذؿ الفاعؿ مف جيد في سبيميا ،كما لو اطمؽ شخص
الرصاص عمى اخر بقصد قتمو فظير اف المجني عميو كاف قد فارؽ الحياة قبؿ اطبلؽ الرصاص،
او ضغط عمى الزناد غير اف المسدس لـ يطمؽ الرصاص ألنو كاف خاليا مف الرصاص او سرقة
-1يأتي الجاني كؿ نشاطو ومع ذلؾ لـ تتحقؽ النتيجة -1الجاني يكمؿ نشاطو ولكف ال يتحقؽ الجريمة
-3ال يتحقؽ النتيجة بسبب ظرؼ عرضي ط أر -3ال يتحقؽ النتيجة بسبب سموؾ معاصر لسموؾ
-4كما لو اطمؽ شخص الرصاص عمى اخر -4كما لو اطمؽ شخص الرصاص عمى اخر فظير
اف المجني عميو كاف قد فارؽ الحياة قاصداً قتمو فمـ يصبو او أصابو في غير مقتؿ
اختمؼ الفقياء في العقاب عمى الجريمة المستحيمة مما أدى الى ظيور مذاىب متعددة-:
المذىب األول (المذىب المادي) الموضوعي :ال عقاب عمى الجريمة المستحيمة وذلؾ لعدـ تحقؽ
ويؤخذ عمى ىذا المذىب بانو يؤدي الى افبلت حاالت كثيرة مف العقاب ،مثالو السارؽ الذي يصبح
65
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
المذىب الثاني :حاولوا التوسع في نطاؽ العقاب عمى الجريمة المستحيمة فقالوا بوجوب التمييز في
-1االستحالة المطمقة :ال عقاب عمييا ألف المجني عميو ال خطر عميو ألف الجريمة ال يمكف اف
تتحقؽ.
-2االستحالة النسبية :يعاقب صاحبيا بعقوبة الشروع في الجريمة يكوف المجني عميو معرض
-1من حيث الموضوع :مثاؿ اطبلؽ عيار ناري عمى شخص بقصد قتمو فاذا بو ميت قبؿ اف
-2من حيث الوسيمة :عندما تكوف الوسيمة ال تؤدي مطمقا الى الغرض الذي قصده الفاعؿ كمف
-1من حيث الموضوع :اذا كاف موضوع الجريمة موجوداً في غير المكاف الذي ظف الجني انو
فيو ،كمف يطمؽ الرصاص عمى سرير شخص بقصد قتمو معتقداً انو فيو فيكوف الشخص غير
موجود.
-2من حيث الوسيمة :اذا كانت الوسيمة صالحة ألحداث النتيجة ولكنيا لـ توصؿ الييا بسبب
جيؿ الجاني لكيفية استعماليا او لظرؼ طارئ كمف يضع آلخر في طعامو قد اًر مف السـ اقؿ مما
ىذا ال أري يؤدي الى نتائج مقبولة غير انيا غير منطقية فالجريمة اما اف تكوف ممكنة او تكوف
66
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-1االستحالة القانونية :إذا انتفى ركف مف اركاف الجريمة الى جانب النتيجة كمف يطمؽ
الرصاص عمى ميت بقصد قتمو وىو ال يعمـ بوفاتو ،ال عقاب عمييا.
-2االستحالة المادية :تتحقؽ عندما تتوافر كافة اركاف الجريمة وعناصرىا المكوف ليا عدا
النتيجة التي يحوؿ دوف تحققيا ظرؼ مادي عرضي كعدـ صبلحية الوسيمة ألحداث النتيجة او
عدـ وجود المجني عميو في المكاف المتوقع وجوده ،يعاقب عمييا بعقوبة الشروع.
المذىب الرابع (المذىب الشخصي) :الحكمة مف العقاب ىو مواجية الخطورة االجرامية التي
يكشؼ عنيا سموؾ الجاني ،فما داـ سموؾ الجاني يكشؼ بوضوح عف اتجاه ارادتو الرتكاب
الجريمة فيو يستحؽ العقاب سواء كانت النتيجة ممكنة او مستحيمة وأياً كانت درجة استحالتيا،
لذؾ قالوا بالعقاب المطمؽ عمى الجريمة المستحيمة اال اذا دلت عمى سذاجة الفاعؿ مما ينفي
في المادة (" )31يعتبر شروعا في ارتكاب الجريمة كل فعل صدر بقصد ارتكاب جناية او جنحة
مستحيمة التنفيذ اما لسبب يتعمق بموضوع الجريمة او بالوسيمة التي استعممت في ارتكابيا مالم
يكن اعتقاد الفاعل صالحية عممو ألحداث النتيجة مبنيا عمى وىم او جيل مطمق ."...
أي اف المشرع العراقي اخذ بالمذىب الشخصي أي تبنى في العقاب عمى الجريمة المستحيمة
الجريمة الوىمية :الجريمة التي ال وجود ليا اال في ذىف الجاني وتصوره ،مثؿ خطأ االعمى الذي
يغتصب امرأة ظانا انيا اجنبية فاذا ىي زوجتو ،او مف يسرؽ ماالً ويظير انو ممموؾ لو.
المساىمة في الجريمة
67
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ويقصد بو أف يتعاوف اكثر مف شخص في ارتكاب جريمة واحدة ،او حالة تعدد الجناة الذيف
ويتحقؽ عندما يتعاوف عدة اشخاص عمى ارتكاب الجريمة بأف يقوـ كؿ منيـ بدور المساىمة فييا،
وقد تكوف ادوارىـ متماثمة في األىمية او تكوف مختمفة ،كما لو قاـ احد السراؽ بكسر الباب وقاـ
االخر بحمؿ الماؿ المسروؽ واخراجو مف المنزؿ وحمؿ زميمو االخر القسـ االخر مف الماؿ
فضبل عف تعدد الجناة لتحقؽ المساىمة الجنائية يمزـ اف تكوف الجريمة المرتكبة نتيجة ىذا التعاوف
بيف الجناة ىي جريمة واحدة ومعيار وحدة الجريمة ىي وحدة الركف المادي ووحدة الركف المعنوي،
ويعد الركف المادي لمجريمة واحداً اذا كانت النتيجة التي حققيا الجناة واحدة سواء كاف ذلؾ بفعؿ
مثال :تعدد االفعاؿ في جريمة القتؿ كأف يقوـ احدىـ بالتحريض عمى القتؿ واألخر يقدـ السبلح
الذي سترتكب بو الجريمة ،والثالث يمنع المجني عميو مف المقاومة ،والرابع يجيز عمى المجني
عميو وىكذا تحصؿ جريمة القتؿ ونكوف اماـ نتيجة جرمية واحدة ىي وفاة المجني عميو.
ويعد الركف المعنوي واحداً اذا قامت رابطة ذىنية واحدة تجمع بيف المساىميف في الجريمة وتتحقؽ
ىذه الرابطة اذا توافر القصد الجنائي لدى كؿ المساىميف ألجؿ تحقيؽ النتيجة ،وليس ضرورياً اف
68
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
وتصادؼ مرور شخص ثالث يكره المجني عميو فعندما شاىد قاـ بمساعدة الجاني وكتؼ المجني
عميو ليسيؿ عممية قتمو دوف وجود اتفاؽ سابؽ بينيـ ،ورغـ ذلؾ تتحقؽ المساىمة الجنائية.
اما اذا لـ يتوافر قصد التداخؿ فبل وجود لممساىمة الجنائية ،مثال :لو اف شخص استوقؼ اخر
لضربو ،وضربو فعبلً فجاء ثالث واجيز عمى المجني عميو ألنو عدوه فبل يعد األوؿ مساىما لعدـ
قياـ قصد التداخؿ ،مثال :اذا كسر شخص باب منزؿ لسرقتو فمما شعر بحركة ىرب خوفا وانتيز
اخر فرصة كوف الباب مكسو اًر فدخؿ وسرؽ ،فيسأؿ كؿ واحد عف جريمتو ،األوؿ عف الشروع في
السرقة والثاني عف السرقة وال وجود لتحقؽ المساىمة الجنائية لعدـ وجود اتفاؽ سابؽ.
اما في الجرائـ الغير العمدية تتطمب شموؿ الخطأ غير العمدي لدى كؿ الجناة األفعاؿ الذي
يرتكبونيا مع النتيجة الجرمية ،مثال :مف يأمر سائؽ السيارة بتجاوز السرعة المسموحة بيا فيترتب
عمى ذلؾ إصابة احد المارة تعد مساىما في جريمة غير عمدية فيعد مساىما في جريمة غير
عمدية.
وال يعتبر مجرد التوافؽ بيف إرادة المتيميف وتوارد خواطرىـ عمى االعتداء اتفاقا بينيـ ،وبذلؾ ال
نكوف اماـ مساىمة جنائية في جريمة واحدة ،بؿ نكوف بصدد جرائـ متعددة ،مثال :عندما يعتدي
عدة اشخاص عمى غير اتفاؽ بالضرب عمى خصـ وتسبب االعتداء وفاة المجني عميو فأننا نكوف
الخالصة :الركف المعنوي (القصد الجنائي) يفيد وجود الفكرة الواحدة او القصد الواحد في اذىف
كافة المساىميف في الجريمة ،واف يدرؾ المتدخؿ (المساىـ) انو ال يستقؿ بيذه الفكرة وانو يقصد
69
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
وكاف سابقاً يستعمؿ لدى الفقو العربي مصطمح (االشتراؾ في الجريمة) ولو اف ىذا التعبير ينصرؼ
الى ما يقوـ بو الشريؾ أي المساىـ التبعي مف نشاط ،وال تزاؿ اغمب قوانيف العقوبات العربية تأخذ
بيذا االصطبلح.
تعددت االتجاىات الفقيية في معالجتيا ألحكاـ المساىمة الجنائية ويمكف رد االتجاىات المختمفة
يرى انصار ىذا النظاـ اف الجريمة التي يرتكبيا الفاعموف االصميوف ويساعدىـ فييا الشركاء ىي
(جريمة واحدة) وتأتي مسؤولية الشركاء مف استعارتيـ الجريمة مف الفاعميف األصمييف استعارة
مطمقة الف افعاليـ في األصؿ مباحة ولكف أصبحت معاقب عمييا لعبلقتيا بأفعاؿ الفاعميف
األصمييف ،ومدلول ىذا النظام :اف الفاعؿ األصمي اذا لـ يرتكب الجريمة فأف الشركاء ال يعاقبوف،
مثال :اذا اعار شخص سكينا آلخر ليقتؿ بيا فيو شريؾ اذا قتؿ المستعير ،وغير معاقب اذا لـ
يقتؿ ألنو اعارة السكيف ليست جريمة في األصؿ ولكنيا أصبحت جريمة لعبلقتيا بجريمة القتؿ ،أي
وينقؿ ىذا المذىب الى الشركاء جريمة الفاعؿ األصمي فيسألوف كمسؤوليتو ،كما ينقؿ الييـ
الظروؼ المادية المشددة الخاصة كظرؼ الكسر والسور في جريمة السرقة ،وبالرغـ مف المساواة
بيف الفاعميف والشركاء في المسؤولية والعقوبة اال اف القاضي يستطيع اف يفرض عمى كؿ واحد
71
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-1انو ال يعاقب الشريك اال اذا عوقب الفاعل األصمي ،فالمحرض ال يعاقب اال اذا ارتكب الفاعل
الجريمة ،غير ان بعض القوانين الحديثة أخرجت المحرض من زمرة الشركاء وعاقبتو بعقوبة
مستقمة.
-2انو يساوي في العقوبة بين الفاعل والشريك ،ودور الشريك عادة يكون اخف واقل خطورة
اف ىذه االنتقادات جعمت بعض القوانيف تتخمى عف مذاىب االستعارة المطمقة وتفضؿ عميو
-1يخفف عقوبة الشريك بالنسبة لعقوبة الفاعل األصمي ويجعل القوانين ىذا التخفيف الزاميا،
-2ال ينتقل الى الشريك اال الظروف المادية لمجريمة وبعض الظروف الشخصية.
ويؤخذ عمى ىذا المذىب (االستعارة النسبية) انو اعتبرت أفعاؿ االشتراؾ دوما وبصورة مطمقة اخؼ
التحريض.
تقوـ ىذه النظرية عمى فكرة تجزئة الجريمة الى أدوار متعددة كؿ دور يصبح جريمة قائمة بذاتيا
وبذلؾ يسأؿ كؿ مساىـ فييا عف فعمو فقط ،ففي جريمة القتؿ يسأؿ المحرض عمى جريمة
التحريض عمى القتؿ ويسأؿ القاتؿ عف القتؿ ،فاذا لـ يرتكب الفاعؿ القتؿ ظؿ المحرض مسؤوال
71
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
عف جريمة مستقمة ال عبلقة ليا بالقتؿ ىي (جريمة التحريض) ويستتبع ذلؾ اف كؿ مساىـ انما
يؤخذ بظروفو التي أحاطت فعمو دوف اف يتأثر بظروؼ المساىميف االخريف.
-1ان ىذا المذىب ينسى وحدة المشروع في الجريمة الواحدة فيفتتيا الى جرائم متعددة.
"كل من ساىم بوصفو فاعالً أو شريكاً في ارتكاب جريمة يعاقب بالعقوبة المقررة ليا ما لم ينص
القانون عمى خالف ذلك" ،مما يدل ان قانون العقوبات العرقي اخذ بنظام وحدة الجريمة ،واقر
مذىب االستعارة المطمقة حيث عاقب الشريك بالعقوبة المقررة لمفاعل األصمي ،ومع ذلك فقد اخذ
بضرورة التمييز بين الفاعل والشريك ولم يطبق الظروف الشخصية المشددة لمعقوبة الخاصة
بالفاعل عمى الشريك اال اذا كان عالما بيا وىذه ىي أسس مذىب االستعارة النسبية.
مما يعني ان قانون العقوبات العراقي وان اخذ بنظام وحدة الجريمة اال انو قرر لو طريقاً وسطا
بين مذىب االستعارة المطمقة ومذىب االستعارة النسبية وىو أقرب الى الثانية.
المساىمة االصمية :ويسمى كؿ مف ساىـ بارتكاب الجريمة بيذه الصورة بالفاعؿ في الجريمة،
ويسمى عممو بالفعؿ األصمي في الجريمة ،وتتحقؽ بقياـ المساىـ بدور أساس في الجريمة.
72
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
المساىمة التبعية :ويسمى كؿ مف ساىـ بارتكاب الجريمة بيذه الصورة بالشريؾ في الجريمة
ويسمى عممو باالشتراؾ في الجريمة ،وتتحقؽ بقياـ المساىـ بدور غير أساسي (ثانوي) في
الجريمة.
س /ما ىو معيار التمييز بين المساىمة االصمية والمساىمة التبعية في الجريمة؟
اختمؼ الفقياء في معيار التمييز بيف المساىمة االصمية والتبعية ،ويمكف رد الخبلؼ الى نظرتيف
ىما-:
ومعيارىا في التمييز بيف المساىمة االصمية والمساىمة التبعية يكمف في الركن المعنوي لمجريمة
وتعتمد ىذه النظرية في تمييزىا عمى اعتبارات شخصية مردىا الى إرادة مف اقترؼ الفعؿ الذي
يرفض الكثير مف الكتاب ىذه النظرية ألنيا لـ توفؽ في تحديد معيار التنفيذ بيف صورتي المساىمة
الجنائية.
73
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ومعيارىا في التمييز بيف المساىمة االصمية والمساىمة التبعية يكمف في الركن المادي لمجريمة أي
في نوع السموؾ الذي يرتكبو المتيـ ومقدار خطورتو عمى الحؽ الذي يحميو القانوف.
ووفقا ليذه النظرية يكوف التمييز بيف المساىـ األصمي والمساىـ التبعي كاالتي-:
-2الفعؿ األضعؼ مساىمة في احداث النتيجة -2الفعؿ األقوى مساىمة في احداث النتيجة
-3يرتكب سموؾ يعد عمبلً تحضيرياً لمجريمة -3يرتكب سموؾ يعد عمبلً تنفيذياً لمجريمة
-4مف يقوـ بالدور الثانوي في الجريمة -4مف يقوـ بالدور الرئيسي في الجريمة
اف االعتماد عمى االعتبارات الشخصية غير كافية لمتمييز بيف المساىمة األصمية والمساىمة
التبعية ،لذلؾ يؤيد المشرع العراقي النظرية الموضوعية في التمييز بيف صورتي المساىمة الى
العمؿ التنفيذي والتحضيري في الجريمة واعتبار األوؿ مساىـ اصمي والثاني مساىـ تبعي في
-1من حيث العقاب :غالبية القوانيف تساوي في العقوبة بيف المساىـ األصمي والمساىـ التبعي،
ولكف ىذه المساواة في العقاب ليست مطمقة حيث اف ىنالؾ حاالت يقرر فييا القانوف عقوبة
لممساىـ التبعي تختمؼ عف عقوبة الجريمة ،والى ذلؾ أشار المادة ( )51مف قانوف العقوبات
العراقي حيث نصت عمى ّأنو "كؿ مف ساىـ بوصفو فاعبل او شريكا في ارتكاب جريمة يعاقب
بالعقوبة المقررة ليا ما لـ ينص القانوف عمى خبلؼ ذلؾ" وليذا نظر أىمية التمييز.
74
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-2من حيث اعتبار تعد الجناة ظرفاً مشدداً :تعدد الجناة في بعض الجرائـ تعد ظرؼ مشدد كما
في جريمة السرقة مما يستوجب تشديد عقوبتيا وىذا الظرؼ ال يعد متواف ار اال اذا تعدد المساىموف
االصميوف في الجريمة ،اذف ال تتحقؽ الظرؼ المشدد اذا كاف الفاعؿ األصمي واحد وساىـ معو
-3من حيث توافر اركان بعض الجرائم :بعض الجرائـ تتطمب وجود ركف خاص مثؿ جريمة
الرشوة يمزـ اف يكوف الجاني موظؼ او مكمؼ بخدمة عامة ،وجريمة الزنا حيث ال يرتكبيا اال زوج
مما يترتب عميو ضرورة تحقؽ ىذه الصفة في المساىـ األصمي وليس في المساىـ التبعي.
-4من حيث تأثير الظروف :بالرغـ مف اف المشرع العراقي ساوى في العقوبة بيف المساىـ
األصمي والمساىـ التبعي اال انيا أحياناً لـ تجعؿ الظروؼ التي تتوافر لدى المساىـ األصمي بحكـ
الظروؼ التي تتوافر لدى المساىـ التبعي حيث تنفرد لكؿ منيا احكاماَ خاصة تختمؼ عف االحكاـ
يقصد بالمساىمة االصمية في الجريمة :ىو القياـ بالدور الرئيسي في تنفيذىا فيكوف القائـ بيذا
وحددت المادة ( )47مف قانوف العقوبات العراقي المساىـ األصمي بعد اف سمتو (الفاعؿ) بقوليا
-2من ساىم في ارتكابيا إذا كانت تتكون من جممة افعال فقام عمداً اثناء ارتكابيا بعمل من
75
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-3من دفع بأية وسيمة شخصا عمى تنفيذ الفعل المكون لمجريمة إذا كان ىذا الشخص غير
-1من يرتكب الجريمة وحده او مع غيره :وتتضمف ىذه الفقرة صورتيف لممساىمة االصمية ىما:
الصورة األولى /من يرتكب الجريمة وحده :وىي الصورة المعتادة الرتكاب الجريمة وفييا يقوـ
شخص واحد بجميع االعماؿ المكونة لمجريمة سواء تحققت النتيجة او وقؼ او خاب اثر لسبب
خارج عف إرادتو.
س /لماذا يكوف ىذه الصورة ضمف المساىمة الجنائية بالرغـ مف عدـ تحقؽ ركف تعدد المساىميف؟
ج /ألنو يقصد بيذه الصورة حالة اذا كانت المساىمة الجنائية أساسيا وجود فاعؿ اصمي واحد
ويعاونو شركاء باعتبارىـ مساىميف ثانوييف ،كما لو حرض (س) عمى قتؿ (ص) فقتمو باستعماؿ
السبلح الذي اعاره لو (ع) ففي ىذه الحالة تكوف اماـ مساىمة جنائية فييا فاعؿ واحد لمجريمة
الصورة الثانية /من يرتكب الجريمة مع غيره :وىي الصورة الذي يرتكب فييا عدة اشخاص
الجريمة الواحدة سواء كاف الركف المادي متكوف مف فعؿ واحد ساىموا فييا جميعاً او عدة أفعاؿ
األول :اف يكوف الفعؿ الذي اقترفو كؿ مف المساىميف عمى حدة يكفي قانوناً لوقوع الجريمة
وتحققيا ،مثال :كما لو تعاوف عدة اشخاص عمى سرقة منزؿ فحمؿ كؿ واحد قسـ مف المتاع
76
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
الثاني :اف يكوف الفعؿ الذي اقترفو كؿ مف المساىميف سواء كاف يماثؿ فعؿ غيره او ال يماثمو غير
كاؼ لوحده لوقوع الجريمة ،انما تقع نتيجة اجتماع جميع األفعاؿ التي ارتكبيا المساىموف ،مثال:
كما لو أراد عدة اشخاص قتؿ اخر فانيالوا عميو ضربا بالعصي مما أدى الى حدوث نزيؼ لو ادى
الى وفاتو.
-2من يدخل في ارتكاب الجريمة بأن يقوم عمداً اثناء ارتكابيا بعمل من االعمال المكونة ليا:
االعماؿ المكونة لمجريمة ىي االعماؿ التي تدخؿ في تنفيذ الجريمة وكذلؾ التي ال تدخؿ فييا
ولكنيا تحقؽ البدء بالتنفيذ المحقؽ لمشروع في الجريمة ،مثال :مف كسر باب بيت بقصد السرقة
ويدخؿ زميمو ويسرؽ فكبلىما فاعؿ اصمي ،األوؿ ألنو دخؿ عمداً في ارتكابيا بأف اتى عمبل واف
لـ يكف مف الركف المادي لمجريمة ولكنو محقؽ لمبدء بالتنفيذ فييا ألنو متصؿ بالركف المادي
-3من دفع بأية وسيمة شخصا عمى تنفيذ الفعل المكون لمجريمة اذا كان ىذا الشخص غير
يسخر غيره الرتكاب الجريمة منتي اًز نقطة ضعؼ فيو كحسف نيتو او
يقصد بالفاعل المعنوي :مف ّ
عدـ ادراكو لصغر سنو او جنوف او عاىة عقمية فيحرضو عمى ارتكاب الجريمة وتقع الجريمة بناء
ويبرر اصحاب نظرية الفاعؿ المعنوي وجية نظرىـ بأف المجنوف او الصغير او حسف النية ما ىـ
واخذ المشرع العراقي بنظرية الفاعؿ المعنوي واعتبر مف يقوـ بيذا التحريض فاعؿ لمجريمة واف
كاف ال يقوـ بنفسو بإنجاز االعماؿ المادية لكنو كاف السبب المعنوي في الجريمة بواسطة الغير.
77
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
مثال :يعد فاعؿ معنوي مف يصرح اماـ موظؼ عمومي بمعمومات كاذبة لتحريرىا في محرر
رسمي (حسف النية) او حموى مسمومة يقدميا الى صغير ليسمميا الى المجني عميو ويتناوليا
فتودي بحياتو ألنيا مسمومة ومف يطمب مف المعيف اف يسممو المعطؼ المعمؽ فيسممو لو ظانا" انو
-4الشريك الذي يحضر مسرح الجريمة اثناء ارتكابيا :اعتبر المشرع العراقي فاعؿ الجريمة
الشريؾ الذي يحضر مسرح الجريمة اثناء ارتكابيا أي فعؿ مف األفعاؿ المكونة ليا ،ذلؾ اف
حضوره ىذا بعد اشتراكو في ارتكابيا يدؿ عمى رغبتو في الدخوؿ في ارتكابيا ،أي رغبتو بأف يخطو
ويكفي مجرد الحضور الى مسرح الجريمة العتباره فاعبلً اصمياً ولو لـ يباشر أي عمؿ مف
االعماؿ التنفيذية لمجريمة شرط اف يكوف الحضور قد وقع بعمـ الشريؾ ورغبتو في الحضور الى
مسرح الجريمة اثناء ارتكابيا ال صدفة ،وتطبيقاً لذلؾ يعتبر فاعبلً لمجريمة:
78
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
مثال :مف يقؼ ليراقب الطريؽ بينما زمبلئو يجمعوف القطف لسرقتو.
مثال :مف كاف دوره الياء صاحب المنزؿ او الحارس لتسنح لزمبلئو فرصة السرقة.
وبالرغـ مف اف المشرع العراقي كاف موفقا في وضعو لنص ىذه المادة اال انو لـ يكف موفقا في
صياغتو ليذا النص حيث اف المعيار مبني عمى أساس شكمي ،كما واشتراط المشرع العراقي اف
اف يكوف الفاعؿ األصمي في الجريمة عممو الذي ساىـ بو البد اف يكوف معاص اًر لتنفيذ الجريمة أي
انو لكي يعتبر المساىـ فاعبلً اصمياً اف يكوف قد اتى عممو وقت تنفيذ الجريمة ،فاذا كسر الشخص
باب منزؿ لمسرقة ودخؿ صاحبو في نفس الوقت وسرؽ يعتبر كؿ منيما فاعبلً لمجريمة اما في
حالة قياـ شخص بكسر باب المنزؿ وىربو لسماع صوت صاحب الدار ثـ دخمو االخر في وقت
اخر غير وقت الكسر وسرؽ اعتبر األوؿ شريؾ في الجريمة ويعاقب بالشروع والثاني يعتبر فاعبل
القصد الجرمي
تتحقؽ القصد الجنائي في الجرائـ العمدية بتوافر (العمم – اإلرادة) ،أي عمـ كؿ مف الفاعميف عمى
مثال :اذا ارتكب شخصاف جريمة القتؿ اقتصر دور احدىما عمى مسؾ المجني عميو بينما قاـ
الثاني بقتمو مما يعني توافر القصد الجنائي لدى الفاعؿ وعممو باف زميمو سيعمد الى قتؿ المجني
عميو وانو يريد وقوع الفعؿ ويريد النتيجة (الوفاة) وكذلؾ االمر بالنسبة لمفاعؿ الثاني.
79
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ويشترط في نية التدخؿ ىذه قياـ اتفاؽ سابؽ بيف المساىميف ألف الرابط المعنوي قد تحقؽ اثناء
تبلقييـ في مكاف الجريمة ،ويمكف أف يتحقؽ نية التدخؿ ىذه أثناء الجريمة ،مثال :اذا رأى المتيـ
شخصا يوشؾ اف يطعف اخر فامسؾ بالمجني عميو ليمنعو مف المقاومة وليمكف الجاني مف
يعد فاعبلً اصيبلً في جريمة القتؿ العمد حتى ولو ثبت انو لـ يكف بينو وبيف
االجياز عميو فانو ّ
اما في الجرائـ غير العمدية تتجمى في كوف الخطأ الصادر مف كؿ منيـ يشمؿ جميع األفعاؿ التي
يرتكبيا الفاعموف االخروف ،مثال :اذا تعاوف شخصاف في القاء جسـ ثقيؿ مف سطح المنزؿ فيسقط
عمى احد المارة فقتمو فأف كبلً منيما فاعبلً في جريمة القتؿ الخطأ الغير مقصود.
مثال :اذا قاد شخص سيارتو بسرعة فأصاب احدى المارة بجراح ذىب عمى اثرىا الى المستشفى
لمعبلج واثناء ذلؾ ارتكب الطبيب خطأ أدى الى جسامة الجرح فأف كؿ مف السائؽ والطبيب يسأؿ
س /لو ساىـ فاعبلف في سرقة منزؿ فداىميما صاحب المنزؿ فقتمو احدىما في ىذه الحالة ىؿ
ج /عالج المشرع العراقي ىذه الحالة في المادة ( )53بقوليا "يعاقب المساىم في جريمة فاعالً او
شريكاً بعقوبة الجريمة التي وقعت فعالً ولو كانت غير التي قصد ارتكابيا متى كانت الجريمة
لذا يسأؿ الفاعبلف عف جريمة القتؿ والسرقة ألف النتيجة التي وقعت (الوفاة) نتيجة محتممة.
مثال :لو اتفؽ شخصاف عمى سرقة منزؿ فذىبا لتنفيذ الجريمة غير اف احدىما شاىد عدواً لو في
ج /ال يسأؿ عف القتؿ سوى القاتؿ ألف القاتؿ ىنا وبيذه الدوافع والصورة ال عبلقة لو بالسرقة
يعاقب الفاعؿ في الجريمة بالعقوبة المقررة قانونا ليا سواء ارتكبيا لوحده او مع غيره او ساىـ في
ارتكابيا او دفع شخصا غير مسؤوؿ ،وىو يعاقب عمى الجريمة التي وقعت حتى ولو كاف شروعا
بوصفو فاعال او شريكا في ارتكاب جريمة يعاقب العقوبة المقررة ليا ما لم ينص القانون عمى
خالف ذلك".
غالبية القوانيف جعمت مف تعدد الفاعميف ظرؼ مشدد ما عدا قانوف العقوبات العراقي لـ يأخذ بذلؾ،
غير انو جعؿ تعدد الفاعميف ظرفا مشدداً في جرائـ معينة مثؿ السرقة وىو اتجاه منتقد مف قبؿ
وليس شرطا اف تكوف عقوبة الفاعميف األصمييف في الجريمة واحدة ،وانما لمقاضي اف يحدد لكؿ
فاعؿ عقوبة تتفؽ وظروفو التي أحاطت بو عند ارتكابو الجريمة اخذاً بمبدأ تفريد العقوبة شرط اال
81
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ي راد بالمساىمة التبعية (االشتراؾ في الجريمة) ىو القياـ بدور ثانوي في الجريمة ويكوف القائـ بيذا
وقد وردت صورة المساىمة التبعية عمى سبيؿ الحصر في المادة ( )48من قانون العقوبات
-3من اعطى الفاعل سالحا او االت او أي شيء اخر مما استعمل في ارتكاب الجريمة مع
عممو بيا او ساعده بأي طريقة أخرى في االعمال المجيزة او المسيمة او المتممة الرتكابيا".
-2ان المساىمة التبعية تكون اما قبل وقوع الجريمة او وقت تنفيذىا فقط.
-3حصر صورة المساىمة التبعية في ثالثة صور تبعا لموسيمة او العمل الذي يساىم بو
الجاني في الجريمة وىو يكوون اما بـ (التحريض – االتفاق – المساعدة) مما يعني انو بغير
-4وجود المساىم التبعي (الشريك) يفترض حتما وجود مساىم اصمي الى جانبو أي الفاعل.
الركن المادي :بإحدى الوسائل التي بينيا المشرع حص ارً (التحريض – االتفاق – المساعدة).
الركن الشرعي :أي وقوع نشاط غير مشروع (جريمة) يتدخل فيو المساىم التبعي (الشريك).
الركن المعنوي :أي توافر القصد الجنائي لدى المساىم التبعي في الجريمة.
أي وقوع نشاط غير مشروع (جريمة) يتدخؿ فيو المساىـ التبعي (الشريؾ).
ال يشترط اف تكوف الجريمة تامة ،يكفي اف تكوف شروعا حيث يتحقؽ االشتراؾ في الشروع.
اف يخضع ىذا النشاط لنص تجريـ في القانوف ويكوف كذلؾ اذا نص عميو قانوف العقوبات
العراقي بشكؿ صريح سواء كاف جناية اـ جنحة اـ مخالفة مثؿ جريمة القتؿ فمف يحرض اخر عمى
القتؿ يعد شريكا لو في الجريمة ألنو اعانو عمى الجريمة اذا وقعت الجريمة وال يعد شريكا مف
حرض عمى ارتكاب جريمة ولكف الفاعؿ لـ يرتكبيا اذ عدؿ؛ عنيا وذلؾ ألف النشاط غير المشروع
(الجريمة) لـ تقع ولذلك قيل انو ال شروع في االشتراك ،اما اذا عدؿ الشريؾ نفسو فأف عدولو ال
يفيده اذا وقعت الجريمة بؿ يبقى شريكاً اال اذا استطاع اف يزيؿ كؿ اثر لتدخمو في الجريمة قبؿ
قدـ سبلحا لمجاني ثـ قاـ بسحب ىذا السبلح قبؿ قياـ الجاني بارتكاب الجريمة
وقوعيا ،كما لو ّ
اف ال يخضع ىذا النشاط لسبب مف أسباب االباحة ،مف يساعد شخصاً في القياـ بالضرب او
الجرح او القتؿ وىو في حالة دفاع شرعي يكوف قد ساىـ في عمؿ مشروع فانو عمؿ مباح ،وكذلؾ
الممرضة التي تساعد الطبيب وىو يجري عممية جراحية فأف عمميا مباح.
تتحقؽ المساىمة التبعية حتى ولو لـ يكف الفاعؿ األصمي لمجريمة خاضعا لمعقاب لسبب يعود
الى شخصو (صغر السن – عاىة عقمية – حسن النية) كمف يحرض مجنونا عمى ارتكاب
الجريمة.
وال يستفيد المساىمة التبعية مف مانع العقاب الذي يتمتع بو الفاعؿ األصمي لمجريمة بؿ
يعاقب عف مساىمتو التبعية فييا ،مثال :مف يعاوف امرأة عمى مساعدة زوجيا عمى الفرار مف يد
83
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
القضاء يعتبر شريكا في الجريمة ويعاقب عمى اشتراكو بالرغـ مف اف الفاعؿ األصمي (الزوجة) ال
مثال :مف يساعد شخص عمى خطؼ امرأة قاـ الخاطؼ بالتزوج مف المخطوفة زواجاً شرعياً فأف
اف الركف المادي لممساىمة التبعية ال يتكوف مف مجرد نشاط يأتيو المساىـ التبعي انما يضاؼ لو
عنصراف اخراف ىما النتيجة االجرامية ليذا النشاط وعبلقة السببية التي تربطو بيذه النتيجة.
ويقصد بو ذلؾ النشاط الذي يأتيو المساىـ التبعي في سبيؿ وقوع الجريمة وقد حدده قانوف العقوبات
العراقي في المادة ( )48منو بثالثة صور وىي (التحريض – االتفاق – المساعدة) مما يترتب
عميو اف ال وجود لممساىمة التبعية بغير نشاط صادر مف الشريؾ ،واف يكوف ىذا النشاط بإحدى
الوسائؿ التي حددىا القانوف حص اًر االمر الذي يوجب عمى القاضي في حالة الحكـ باإلدانة بياف
اعمال معاصرة الرتكاب الجريمة وىي تقع اثناء ارتكاب الجريمة وىي االعمال المسيمة او
مما يترتب عميو اف االعماؿ البلحقة الرتكاب الجريمة ال تدخؿ في تكويف المساىمة التبعية وانما
قد يعاقب القانوف عمييا كجرائـ مستقمة قائمة بذاتيا كجريمة إخفاء جثة القتيؿ او إخفاء األمواؿ.
84
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
اما بخصوص مساءلة المساىـ التبعي عف النشاط اإليجابي او السمبي فيناؾ رأياف -:
الرأي األول :اف نشاط المساىـ التبعي في الجريمة يجب اف تكوف نشاطا إيجابياً وبالتالي فأف
وقوؼ الشخص وقوفاً سمبيا اثناء ارتكاب الجريمة وعدـ تدخمو لمنع وقوع الجريمة ال يعد مساىماً
الرأي الثاني :يمكف اف يتحقؽ المساىمة التبعية في الجريمة بالسموؾ السمبي ألنو ال يوجد نصوص
قانونية يستمزـ إيجابية وسائؿ االشتراؾ وبالتالي نشاط الفاعؿ في الجريمة كما يكوف إيجابياً قد
يكوف سمبياً أيضا (وىو الراي االصوب) ،كؿ ذلؾ بشرط اف يكوف صاحب الموقؼ السمبي قد امتنع
عف القياـ بواجب عميو أساسو االلتزاـ بمنع وقوع الجريمة واف يكوف منعو عف قصد بذلؾ يتيسر
-1التحريض
لـ يعرؼ قانوف العقوبات العراقي التحريض ولـ يحدد وسائؿ تحققو وانما ترؾ ذلؾ لتقدير القاضي.
ويعرف التحريض :دفع الجاني الى ارتكاب الجريمة بالتأثير في ارادتو وتوجيييا الوجية التي
يريدىا المحرض.
ويتحقؽ التحريض في كؿ ما مف شأنو دفع الفاعؿ عمى ارتكاب الجريمة سواء كان ذلك بـ (ىدية
– وعد – مخادعة – دسيسة – ارشاد – استعمال سمطة – النصيحة المقترنة بإلحاح – او التي
افرغت في أسموب مقنع مؤثر عمى تفكير من وجيت اليو فأىاجت شعوره).
وبخبلؼ ذلؾ ال يعتبر تحريضا محققا لممساىمة التبعية في الجريمة مجرد النصيحة او االيعاز او
التمميح؛ ألنيا ليست دفعاً او حمبلً ألقناع الشخص عمى ارتكاب الجريمة.
85
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ونشاط المحرض في التحريض واحد اماـ القانوف ميما اختمؼ سبيؿ التعبير عنو سواء كان عن
ويشترط في التحريض لكي تتحقؽ المساىمة التبعية ان يكون مباش ارً ،أي منصب عمى امر يعتبر
جريمة ،فالتحريض عمى الكراىية او اثارة العداء والبغضاء بيف شخصيف ال يحقؽ المساىمة التبعية
في جريمة القتؿ في حالة قياـ احد الشخصيف بقتؿ االخر او أدى الى جريمة أخرى مثؿ الحريؽ.
وىو التحريض الموجو الى شخص معيف او اشخاص معينيف ( نص المادة .) 48
وىو الذي ال يكوف موجيا الى شخص معيف وانما الى جميور مف الناس بوسيمة مف وسائؿ
العبلنية ويكون التحريض العام اخطر من التحريض الشخصي التساع نطاقو ،وقد يقدر المشرع
ما لمتحريض مف خطورة فيصر عمى عقابو حتى لو لـ ينتج الجريمة المحرض عمييا ،وبتمؾ يجعؿ
منو جريمة خاصة قائمة بذاتيا وبالتالي يخرجو مف نطاؽ المساىمة التبعية كجريمة التحريض عمى
التمرد او العصياف المسمح وجريمة التحريض عمى قمب النظاـ ،ويرجع الى تقدير قاضي الموضوع.
-2االتفاق
لـ يعرؼ قانوف العقوبات العراقي االتفاؽ ،ويعرف أنو( :انعقاد ارادتين او اكثر عمى ارتكاب
االتفاؽ حالة نفسية ليا مظير مادي ،وسائل التعبير عن اإلرادة ىي (القول – الكتابة – اإلشارة)
ويتميز االتفاق عن التحريض في ان إرادة المحرض في التحريض تعمو عمى ارادة من يحرضو
86
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
بينما في االتفاق تكون االرادات متعادلة في األىمية ،مثال :كما لو اتفؽ شخصاف عمى قتؿ ثالث
فشاىده احدىـ فيجـ عميو وقتمو بمفرده ،فالقاتؿ ىنا فاعؿ لمجريمة والمتفؽ شريؾ باالتفاؽ.
التوافق :مجرد اتجاه ارادتيف او اكثر نحو موضوع واحد أساسو توارد الخواطر دوف اف تجمع بينيـ
مثال :لو خطر لشخص قتؿ عدوه وخطرت آلخر فكرة قتؿ نفس ىذا العدو دوف اف يكشؼ احدىما
لآلخر عما انعقد عميو تصميمو ثـ قاـ احدىما بقتؿ العدو فبل يعد الثاني شريكا؛ لعدـ وجود اتفاؽ
سابؽ بينيما ،اما اذا قاـ كبلىما بالجريمة في نفس الوقت يعتبر كؿ منيما فاعبل اصمياً لمجريمة.
والتمييز بيف االتفاؽ كوسيمة لممساىمة التبعية في الجريمة ال يعاقب عميو القانوف اال اذا وقعت
الجريمة المتفؽ عمييا ،بينما االتفاؽ كجريمة مستقمة يتحقؽ بمجرد حصولو حتى لو لـ تقع الجريمة
مثؿ جريمة االتفاؽ عمى التمرد او العصياف ،جريمة االتفاؽ عمى قمب نظاـ الحكـ.
وال يشترط اف يقع االتفاؽ مع الفاعؿ األصمي في الجريمة بؿ يمكف اف تقع مع احد الشركاء ،الميـ
اف يكوف االتفاؽ عمى ارتكاب جريمة مرتبطاً بالفعؿ األصمي المكوف لمجريمة.
وكذلؾ البد التمييز بيف االتفاؽ الذي ىو انعقاد العزـ بيف الجناة وبيف مجرد التفاىـ السابؽ ذلؾ اف
التفاىـ ال يفيد معنى انعقاد العزـ فيما بيف الجناة الرتكاب الجريمة.
-3المساعدة
لـ يعرؼ قانوف العقوبات العراقي المساعدة ،ويعرف المساعدة بانيا (تقديم العون أيا كانت
87
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
تكوف المساعدة اما بأعماؿ مادية او بتقديـ معمومات تساعد عمى ارتكاب الجريمة او تسيؿ
ارتكابيا وقد يكوف المقدـ فييا منقوال وقد يكوف عقا اًر ،مثال :كما لو قدـ شخص داره لترتكب فيو
الجريمة.
والمساعدة حسب المادة ( )48من قانون العقوبات العراقي تكون اما باألعمال (المجيزة –
االعمال المجيزة لمجريمة :تكوف سابقة عمى بدء الفاعؿ في تنفيذ الجريمة مثؿ إعطاء التعميمات
او االرشادات الى الفاعؿ توضح كيفية ارتكاب الجريمة ،مثاؿ تقديـ األسمحة الستعماليا في ارتكاب
الجريمة.
االعمال المسيمة او المتممة لمجريمة :تكوف بأعماؿ معاصرة لتنفيذ الجريمة أي اثناء ارتكاب
الجريمة مف قبؿ الفاعؿ األصمي ،والفرق بينيما زمني حيث تقع األولى قبل الثانية اذ تقع األولى
والفاعل ال يزال في المراحل التنفيذية األولى بينما تقع الثانية والفاعل في المراحل األخيرة ،مثال:
كأف يترؾ الخادـ باب الدار مفتوحة كي يتمكف المصوص مف الدخوؿ وسرقتيا ،او يشيد شخص
عمى ورقة مزورة وبالتالي ال تتحقؽ المساعدة باألعماؿ البلحقة الرتكاب الجريمة.
والمساعدة غالبا ما تتحقؽ بنشاط إيجابي غير انو يمكف اف تتحقؽ أيضا بنشاط سمبي أي بامتناع
وذلؾ عندما يمتنع المساعد عف الحيمولة دوف وقوع الجريمة عمى الرغـ مف استطاعتو ذلؾ رغبة
النتيجة االجرامية
س /صفة المساىـ التبعي ىؿ تقضي ضرورة اتصالو مباشرة بالفاعؿ األصمي لمجريمة؟
88
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
مثال :لو قاـ (س) بتحريض (ص) عمى اف يعطي سبلحاً الى (ع) ليقتؿ فييا (ـ) فوقعت الجريمة
بناء عمى ذلؾ ،في ىذه الحالة يعد (ص) شريكا عف طريؽ المساعدة فما دور (س) ،تسمى ىذه
-1االشتراك في الجريمة
ويتحقؽ عندما يتجو نشاط الشريؾ الى حمؿ شخص عمى اف يأتي نشاطاً تتحقؽ بو المساىمة
التبعية وتقع النتيجة كنتيجة مباشرة لنشاط الشريؾ األوؿ كما ىو الحاؿ في المثاؿ السابؽ.
ج /الرأي األول :ال يتحقؽ االشتراؾ اال إذا كانت العبلقة مباشرة بيف الفاعؿ األصمي والشريؾ مما
يترتب عميو اف شريؾ الشريؾ ال يعتبر مساىما تبعيا في الجريمة لعدـ وجود عبلقة مباشرة بينيما.
الرأي الثاني :يتحقؽ االشتراؾ ولو كانت العبلقة بيف شريؾ الشريؾ والفاعؿ األصمي غير مباشرة
واعتبار شريؾ الشريؾ مساىما تبعيا لمجريمة ألف القانوف لـ يتطمب اف تكوف العبلقة مباشرة بيف
-2الشروع في االشتراك
وىي حالة قياـ الشريؾ ببذؿ كؿ نشاطو عف طريؽ التحريض او االتفاؽ او المساعدة متجيا الى
تحقيؽ النتيجة االجرامية بالرغـ مف ذلؾ ال تتحقؽ ألسباب ال دخؿ ألرادتو ،مثال :كما لو امتنع
الفاعؿ األصمي عف االستجابة الى التحريض او قبؿ الفكرة غير انو عدؿ عنيا ولـ ينفذىا.
89
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ج /ال يعتبر الشريؾ مسؤوال في الجريمة؛ وذلؾ ألف مف اركاف االشتراؾ ىو وقوع نشاط غير
مشروع أي وقوع جريمة ،وفي ىذه الحالة فأف الجريمة لـ تقع أي انو انيدـ ركف مف اركاف
المساىمة التبعية ولذلؾ قيؿ بانو ال شروع في االشتراؾ .أي تخمفت النتيجة ألسباب خارجة عف
إرادة الفاعؿ.
ويجب اف يكوف نشاط الشريؾ ىو الذي يساىـ في تحقيؽ النتيجة ،مثال :لو اعطى شخص سبلحاً
آلخر ليقتؿ بو شخص ثالث ولكف الفاعؿ قتمو بالسـ بدالً مف السبلح ففي ىذه الحالة ال وجود
عدول الشريك
س /ىؿ يؤثر عدوؿ الشريؾ اف بذؿ نشاطو في المساىمة في الجريمة في مسؤوليتو عف المساىمة
التبعية؟
ج /ال يؤثر العدوؿ عمى المساىمة التبعية اذ تبقى المساىمة متحققة ويسأؿ صاحبيا عنيا في
حالة اذا لـ يستطع العد وؿ التأثير فييا ألنو جاء بعد تحققيا (أي تحقؽ الجريمة) ،اما اذا وقع
العدوؿ قبؿ تحقؽ الجريمة أي قبؿ تحقؽ اركاف المساىمة التبعية ففي ىذه الحالة ينعدـ المساىمة
التبعية مثاؿ مف يعطي الفاعؿ سبلحاً ليرتكب بو الجريمة ثـ يعدؿ فيسحب منو السبلح قبؿ ارتكاب
عالقة السببية
ويقصد بو ارتباط السبب بالنتيجة بيف نشاط الشريؾ (التحريض – االتفاؽ – المساعدة) وبيف
الجريمة المرتكبة (النتيجة) مما يترتب عميو اف انتفاء ىذه العبلقة يؤدي الى انتفاء المساىمة
91
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
التبعة ،فاذا أعار شخص سبلحا آلخر ليقتؿ بو شخص ثالث فمـ يستعمؿ القاتؿ السبلح بؿ
ويتطمب وجود عبلقة السببية اف يكوف نشاط الشريؾ سابؽ عمى الجريمة وذلؾ ألف السبب ال
يمكف اف يتصور اال سابقا عمى المسبب وتقدير قياـ عبلقة السببية مسألة موضوعية خاضعة
لتقدير المحكمة.
ويشترط لتحقؽ المساىمة التبعية رابطة ذىنية (معنوية) تجمع الفاعؿ األصمي والشريؾ عمى
الجريمة ويجب معرفة معيار تحقؽ الركف المعنوي في الجرائـ العمدية وغير العمدية.
يمزـ توفر القصد الجنائي لدى المساىـ التبعي في الدخوؿ لمجريمة أف لـ يكف ىذا القصد موجوداً
انعدـ الركف المعنوي وبالتالي انعدـ المساىمة التبعية ،ولمقصد الجنائي عنصران ىما العمم واإلرادة،
وفيو ينصرؼ العمـ الى اركاف الجريمة وتتجو اإلرادة الى القياـ بالفعؿ الذي تقوـ بو المساىمة
التبعية والنتيجة التي تترتب عمى ىذا الفعؿ (الجريمة) أي العمـ بماديات الجريمة وارادة النشاط
مثال :مف يعطي غيره سبلحاً فيستعممو في القتؿ يعتبر شريكاً في ىذه الجريمة ،اما اذا كاف القاتؿ
قد انتزع السبلح منو بالقوة او خمسة فبل يعد صاحب السبلح شريكا لعدـ تحقؽ قصد االشتراؾ لديو
حتى لو ثبت عممو وقت انتزاع السبلح مف حيازتو باحتماؿ اف يستعاف بو في قتؿ شخص معيف.
وتناوؿ المشرع العراقي مسألة القصد الجنائي لممساىمة التبعية في المادة ( )48بقولو " ...مع
عممو بيا ،"...اما في صورتي التحريض واالتفاؽ فمـ ترد تمؾ الصراحة في النص لعدـ وجود
91
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
الحاجة الييا وال يشترط اف يصرح الشريؾ بالجريمة قوالً فقد ينتج قصد االشتراؾ مف الظروؼ
اف اجراـ الشريؾ مستمد مف اجراـ الفاعؿ األصمي ،فاذا لـ تقع الجريمة او وقعت جريمة أخرى
مغاير لما حصؿ التحريض او االتفاؽ او المساعدة عميو فبل وجود لبلشتراؾ ،مثال :لو حرض
شخص اخر عمى قتؿ شخص ثالث فمـ يقتمو بؿ احرؽ منزلو فبل وجود لبلشتراؾ ،واذا كانت
الجريمة التي وقعت اخؼ مف الجريمة التي قصد الشريؾ اف يشترؾ فييا تحددت مسؤوليتو لما وقع
-1ان تكون الجريمة االخف الواقعة انما وقعت بناء عمى االشتراك.
اما في حالة اذا وقعت جريمة اشد مف الجريمة التي قصدىا الشريؾ اف يشترؾ فييا فمنيا ينظر ما
اذا كانت الجريمة الواقعة نتيجة محتممة لممساىمة التي حصمت اـ انيا جريمة أخرى ال عبلقة ليا
فييا ،مثال :لو حرض شخص اخر عمى ارتكاب سرقة باكراه فارتكب سرقة بسيطة سئؿ المحرض
عنا باعتباره شريكاً ،أي اف النتيجة اذا كانت محتممة لما جرى االتفاؽ او التحريض او المساعدة،
ويسأؿ الشري ؾ عف الجريمة المرتكبة لو كانت غير التي أراد االشتراؾ فييا ما دامت النتيجة
اما اذا كانت الجريمة الواقعة ىي جريمة اخرى غير الجريمة التي حصؿ االشتراؾ عمييا وال عبلقة
ليا بيا فأف الشريؾ ال يسأؿ عنيا ،مثال :لو حرض شخص اخر عمى ضرب ثالث فمات المجني
92
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
عميو نتيجة الضرب يسأؿ الفاعؿ عف جريمة الضرب المفضي الى الموت ويسأؿ المحرض عف
مثال :اذا حرض شخص اخر عمى السرقة فقاومو صاحب المنزؿ فقتمو فيسأؿ الشريؾ عف
االشتراؾ في السرقة والقتؿ ،مثال :اذا حرض شخص اخر عمى ضرب ثالث فاحرؽ الجاني منزؿ
ىذا الشخص ال يسأؿ الشريؾ عف الحريؽ ألف الحريؽ لـ يكف نتيجة محتممة لمتحريض عمى
الضرب.
مثال :اتفؽ سائقاف لمسيارة عمى التسابؽ في السرعة وترتب عمى ىذه المسابقة قتؿ شخص خطأ
مف احدىما ،مثال :حرض صاحب سيارة سائقو عمى اإلسراع فأصاب شخصاً مف المارة ،فيؿ
ذىب رأي الى استبعاد الجرائـ غير العمدية مف نطاؽ المساىمة التبعية لعد وجود قصد جنائي
ويعتبروف المساىميف في األمثمة فاعميف اصمييف ويحموف المساىمة االصمية محؿ المساىمة
التبعية.
وذىب رأي اخر الى اف قواعد المساىمة التبعة عامة تسري عمى جميع الجرائـ بما فييا الجرائـ
غير العمدية ،واف الركف المعنوي في ىذه الجرائـ ىو عمـ المساىـ التبعي بفعمو وارادتو ليذا النشاط
وفي استطاعتو توقع النتيجة او لـ يتوقعيا او توقعيا واتجيت ارادتو الى الحيمولة دوف حدوثيا
ولكنو اعقد عمى احتياط غير كافي لدرئيا ،ونحف مع ىذا الرأي.
93
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
يعاقب المساىـ التبعي (الشريؾ) في الجريمة بالقوبة المقررة قانوناً ليا سواء اكاف وحده او متعدديف
اال ما استثني بنص بحسب المادة (" )51كل من ساىم بوصفو فاعالً او شريكاً في ارتكاب
جريمة يعاقب بالعقوبة المقررة ليا ما لم ينص القانون عمى خالف ذلك".
ولكف يكوف لمقاضي سمطة تقديرية في إيقاع العقوبة بيف حدييا األعمى واالدنى تبعا لمبدأ تفريد
العقوبة مما يترتب عمى ذلؾ استقبلؿ كؿ مساىـ في مسؤوليتو وفي العقاب الذي يطبؽ بحقو.
ج /نعـ قد يتوفر لدى الفاعؿ األصمي سبب يحوؿ دوف معاقبتو بالعقوبة المقررة لمجريمة وىذا ما
اشارت بو الفقرة الثانية من المادة ( )51حين نصت عمى انو "يعاقب الشريك بالعقوبة
المنصوص عمييا قانونا ولو كان فاعل الجريمة غير معاقب بسبب عدم توفر القصد الجرمي
لديو او ألحوال أخرى خاصة بو" ،مما يعني اف ىناؾ صورتيف ال يعاقب الفاعؿ األصمي ومع ذلؾ
س/ماىي حاالت استقبلؿ الشريؾ في عقوبتو عف الفاعؿ االصمي مع اعطاء امثمة قانونية عمى
ذلؾ؟
القصد الجنائي ىو الركف المعنوي في الجرائـ العمدية وعنصر ضروري لتحقؽ الجريمة فاذا تخمؼ
ىذا الركف امتنع العقاب عف الفاعؿ األصمي لعدـ تحقؽ مسؤوليتو عنيا.
ومع ذلؾ فأف عدـ معاقبة الفاعؿ األصمي ال يمنع مف معاقبة الشريؾ ما داـ تحقؽ قصد االشتراؾ
في الجريمة تطبيقا لقاعدة استقبلؿ الشريؾ في مصيره عف الفاعؿ األصمي ،مثال :اذا اممى شخص
94
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
عمى كاتب بيانات مخالفة لمحقيقة دوف اف يكوف الكاتب عالماً بذلؾ فبل عقاب عمى الكاتب في ىذه
الحالة النتفاء القصد الجنائي لديو بينما يعاقب مف اممى عميو وىو (الشريؾ).
المقصود باألحواؿ األخرى ىي (موانع العقاب وموانع المسؤولية) ذلؾ اف توافرت احدىا في
الفاعؿ األصمي لمجريمة ال يعاقب ومع ذلؾ يعاقب الشريؾ فيما اذا لـ يكف متمتعا بيذا المانع،
مثال :تزوج الخاطؼ بمف خطفيا زواجاً شرعيا فأف ىذا الزواج يكوف مانعا مف عقاب الزوج ولكنو
ال يمنع مف معاقبة مف اشترؾ في جريمة الخطؼ ،وكذلؾ الحاؿ اذا ما اخفت الزوجة زجيا
اليارب مف وجو العدالة او اعانتو عمى اليرب فبل تخضع لمعقاب ولكف ىذا ال يمنع مف معاقبة مف
تنقسـ عناصر الجريمة الى نوعيف ىما اركاف وظروؼ ،اما األركاف (مادي – معنوي – شرعي)
واما الظروؼ فيي :عناصر قانونية ال تدخؿ في اركاف الجريمة وال شأف ليا باسميا القانوني وانما
تحدد وصفيا وتكفؿ التمييز بينيا وبيف الجرائـ التي تحمؿ نفس االسـ وتعتمد عمى عيف األركاف.
لقد عالج قانوف العقوبات العراقي موضوع الظروؼ في المادتيف ( )51و ( )52حيث نصت المادة
( )51عمى انو" :اذا توافت في الجريمة ظروف مادية من شأنيا تشديد العقوبة او تخفيفيا سرت
عمى كل من ساىم في ارتكابيا فاعالً كان او شريكاً عمم بيا او لم يعمم ،اما اذا توافرت ظروف
مشددة شخصية سيمت ارتكاب الجريمة فال تسري عمى غير صاحبيا اال اذا كان عالماً بيا" ،اما
ما عدا ذلؾ مف الظروؼ فبل يتعدى اثرىا شخص مف تعمقت بو سواء كانت ظروفاً مشددة او
مخففة ،اما المادة ( )52نصت عمى انو" :اذا توافرت اعذار شخصية معفية من العقاب او
95
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
مخففة لو في حق احد المساىمين فاعالً او شريكاً في ارتكاب الجريمة فال يتعدى اثرىا الى غير
من تعمقت بو ،اما االعذار المعفية من العقاب او المخففة لو فأنيا تسري في حق كل من ساىم
أنواع الظروف:
الظروؼ المشددة( :ظرؼ الميؿ في جريمة السرقة -استعماؿ السـ في القتؿ -السرقة باإلكراه).
-2الظروف الشخصية :حكميا تسري عمى صاحبيا وتسري عمى غيره إذا كان عالماً بيا.
الظروف المشددة( :صفة الخادـ في جريمة السرقة -صفة الموظؼ المالي في جريمة االختبلس)
االعذار القانونية :ىي ظروؼ يعينيا القانوف ويترتب عمى اقترانيا بالجريمة تخفيؼ العقاب المقرر
ليا او االعفاء منو وجوبيا اما اعذار شخصية او مادية وكمتاىما اما مخففة لمعقاب او معفية.
أنواع االعذار:
-1االعذار المادية :حكميا تسري عمى جميع المساىمين في الجريمة (الفاعل والشريك).
96
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
االعذار المخففة لمعقوبة( :قتؿ الزوج لزوجتو وعشيقيا أثناء تمبسيا بالزنا).
قد تقع نتيجة المساىمة في الجريمة جريمة غير التي وقعت المساىمة مف اجميا ولكنيا تكوف نتيجة
محتممة ،وقد يختمؼ المساىميف في القصد الجنائي او عف كيفية عمـ احد المساىميف في الجريمة
الحالة األولى :اذا كانت النتيجة غير محتممة ،مثال :اذا اتفؽ عدة اشخاص عمى احراؽ منزؿ عدو
ليـ وتوجيوا اليو اثناء الحرؽ رأى احدىـ شخصا يكرىو فقتمو او ضربو فبل يسأؿ عف جريمة القتؿ
او الضرب غير فاعميا ألنيا ليست نتيجة محتممة لممساىمة اما البقية فيسألوف عف الحريؽ.
الحالة الثانية :اذا كانت النتيجة محتممة ،مثال :اذا اتفؽ عدة اشخاص عمى سرقة منزؿ وعند
دخوليـ لممنزؿ احس بيـ صاحب المنزؿ فقاوميـ فاطمؽ احدىـ رصاصة فقتمو فأف جميع
المساىميف يسألوف عف جريمتي السرقة والقتؿ وذلؾ ألف القتؿ نتيجة محتممة وذلؾ وفقاً لممادة
97
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
في حالة اختبلؼ في قصد المساىميف (فاعؿ – شريؾ) في الجريمة فيحاسب كؿ واحد منيـ حسب
قصده وفقاً لممادة ( ) 54التي نصت عمى انو" :اذا اختمف قصد احد المساىمين في الجريمة
شريك ...عن قصد غيره من المساىمين ...عوقب كل منيم بحسب قصده" ،ويشمؿ
ً فاعالً او
الفاعؿ والشريؾ.
مثال :اذا اتفؽ شخصاف عمى ضرب اخر ولكف قصد الشريؾ ىو ازىاؽ روح المجني عميو كما لو
كاف يعمـ بوجود مرض لدى المجني عميو فيحرض الفاعؿ عمى ضربو ويموت ،ويسأؿ الفاعؿ عف
جريمة الضرب المفضي الى الموت بينما يسأؿ الشريؾ عف االشتراؾ في جريمة قتؿ العمد.
مثال :ضرب اثناف امرأة حاممة وكاف احدىما يقصد ايذائيا واألخر اجياضيا فيسأؿ األوؿ عف
القاعدة انو يؤخذ كؿ مساىـ بكيفية عممو بوقوع الجريمة ،وىذا ما نصت عميو المادة ( )54من
قانون العقوبات العراقي بقوليا "اذا اختمف ...كيفية عمم احد المساىمين في الجريمة فاعالً او
شريكاً عن كيفية عمم غيره من المساىمين بيا عوقب كل منيم بحسب ...كيفية عممو" ،مثال:
جريمة إخفاء االمواؿ المسروقة مساىـ فيو عدة مساىمي ،فاذا كاف احدىـ يعمـ بأف ىذه األمواؿ
متحصمة مف جريمة سرقة باإلكراه فانو يعاقب بالعقوبة المشددة بسبب عممو ،اما المساىـ الذي ال
يعمـ بأف ىذه األمواؿ متحصمة مف جريمة السرقة باإلكراه فيعاقب بعقوبة إخفاء األشياء المسروقة
غير المشددة.
أي اف كيفية العمـ بوقوع الجريمة ليا اثر في تغيير وصؼ الجريمة فاعبلً كاف او شريكاً في
الجريمة.
98
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
وىي االسباب التي اذا عرضت لسموك غير مشروع حولتو الى سموك مشروع ،أو ىي حاالت
انتفاء الركن الشرعي لمجريمة بناء عمى قيود واردة عمى نص التجريم تستبعد منو بعض االفعال.
مثال :االعتداء عمى الحياة سموؾ غير مشروع ألنو يخضع لنص التجريـ التي تعاقب عمى القتؿ،
تزوؿ ىذه الصفة ويصبح مشروعا فيما اذا ارتكب دفاعا عف النفس او الماؿ.
أ -اسباب عامة :االسباب التي تبيح اية جريمة مف الجرائـ دوف استثناء كالدفاع الشرعي واستعماؿ
ب -اسباب خاصة :االسباب التي تسري مفعوليا بالنسبة لجرائـ معينة دوف غيرىا كحؽ الدفاع
أ -اسباب مطمقة :االسباب التي يستفيد منيا كافة الناس كالدفاع الشرعي.
ب -اسباب نسبية :االسباب التي ال يستفيد منيا اال اشخاص معينوف كالموظؼ الذي ينفذ ام ار
-2عمة االباحة:
اف عمة االباحة ىي انتفاء عمة التجريـ ويتحقؽ ذلؾ فيما اذا كاف الفعؿ او السموؾ المباح ال يناؿ
باالعتداء حقا او مصمحة ويكوف في احدى الحالتيف ،اما عف طريؽ انتفاء الحؽ او عف طريؽ
رجحاف الحؽ.
99
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
أ – مبدأ انتفاء الحق :اذا كاف السموؾ في االصؿ ييدد حقا لـ يعد منتجا ىذا االعتداء ،فالقانوف
يجرـ افعاؿ الجرح حماية لمحؽ في سبلمة الجسـ ،ولما كانت اعماؿ الطب والجراحة ال تؤذي
سبلمة الجسـ وال تيدد مصمحتو بؿ تصونو وبذلؾ تزوؿ عنو عمة التجريـ.
ب – مبدأ رجحان الحق :اذا ثبت اف السموؾ ال يزاؿ ينتج االعتداء ولكنو في الوقت نفسو يصوف
حقا اجدر بالحماية فالقانوف يجرـ القتؿ ولكنو يبيح القتؿ لمدفاع عف النفس ،وعمة االباحة تقديره اف
-3مصادر االباحة:
اف قانوف العقوبات العراقي ذكر اسباب االباحة وعينيا عمى سبيؿ الحصر وىي ) اداء واجب –
استعمال حق – الدفاع الشرعي( مما يعني تقيد القاضي باألسباب الواردة في القانوف ،ومع ذلؾ
يجوز لمقاضي اف يمجأ الى القياس والى المصادر االخرى كالعرؼ والمبادئ العامة ألنو في مجاؿ
االباحة غير مقيديف بمبدأ الشرعية ،شرط اف ال يوجد نص يقوؿ بخبلؼ ذلؾ ،مثال :تأديب االب
البنو او المعمـ لمتمميذ افعاؿ اباحيا العرؼ غير انو اذا نص القانوف عمى منع ىذا التأديب عندئذ
ومف المتفؽ عميو انو ال يجوز عند تفسير النصوص الجنائية االستعانة بالقياس ،ولما كاف القياس
يؤدي الى خمؽ الجرائـ والعقوبات ،اذف ال يمكف االخذ بو ،وعميو فإف النصوص الخاصة بأسباب
االباحة ال عبلقة ليا بخمؽ الجرائـ والعقوبات ،اذف فانو يمكف لمقاضي عند تفسيره ألسباب االباحة
111
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
اف اسباب االباحة ذات طبيعة موضوعية ،ذلؾ ألف الركف الشرعي لمجريمة الذي تكوف اسباب
االباحة جزءا منيا ىو ذات طابع موضوعي ،ومع ذلؾ فأف بعض اسباب االباحة تعتمد عمى
عناصر شخصية كما ىو الحاؿ في حؽ التأديب الذي يكوف النية موجية الى التيذيب ،ومباشرة
اثر االباحة ىو اف يخرج السموؾ مف نطاؽ التجريـ فيصير مشروعا وعندئذ ينتفي الركف
الشرعي لمجريمة فينتفي تبعا الجريمة والمسؤولية ،واذا توافر سبب االباحة واصبح الفعؿ مشروعا
استفاد مف ذلؾ كؿ مف ساىـ فييا الفاعؿ والشريؾ ،مثال :فمف يدافع عف نفسو او مالو يستفيد مف
االباحة وكذلؾ مف يدافع عف غيره ،ومف يحرض غيره عمى الدفاع او يساعده في ذلؾ ال يصمح
ويراد بالجيؿ باإلباحة ىو اف يتوافر سبب االباحة بكامؿ شروطيا غير اف مرتكب الفعؿ ال يعمـ
بذلؾ كحالة الموظؼ الذي ينفذ ام ار صحيحا بالقبض او التفتيش معتقدا انو باطؿ.
ج /المبدأ اف اسباب االباحة ذات طبيعة موضوعية مما يعني اف توافرىا ال يتوقؼ عمى عناصر
شخصية كالعمـ ،ولكف ىنالؾ بعض اسباب االباحة تدخؿ فيو عناصر شخصية ومنيا العمـ فيكوف
متعينا تطمب ىذه العناصر كي تعد االباحة متوفرة مما يترتب عميو اف االصؿ في الجيؿ في
االباحة ال يحوؿ دوف توافرىا ولكنو يحوؿ دوف ذلؾ اذا جعؿ القانوف العمـ مف شروطيا ،كحالة
111
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ويراد بالغمط في االباحة ىو اف يتوىـ الجاني توافر سبب لئلباحة بكؿ شروطو في حيف اف ىذا
السبب غير متوفر كحالة الموظؼ الذي ينفذ ام ار باطبل يعتقد بالغمط انو امر صحيح.
س /فيل ان الغمط في االباحة يساوي سبب االباحة ذاتو من حيث االثر؟
ج /ذكرنا بأف اسباب االباحة موضوعية ال ينتج اثره اال اذا توافرت جميع شروطو مما يعني اف
الغمط في االباحة ال يساوي سبب االباحة وبالتالي ال ينتج اثره ،ويعني ذلؾ اف الفعؿ المرتكب
نتيجة الغمط في االباحة ال يعتبر مشروعا ،ومع ذلؾ فأنو ينفي القصد الجنائي مما يزيؿ المسؤولية
العمدية ويحوليا الى خطأ غير عمدي ،وتوجد في قانوف العقوبات العراقي بعض تطبيقات الغمط
في المادة ( )41التي نصت عمى انو " :ال جريمة اذا وقع الفعل من موظف او شخص مكمف
اوال :اذا قام بسالمة نية بفعل تنفيذا لما امرت بو القوانين او اعتقد ان اجراءه من اختصاصو.
ثانيا :اذا وقع الفعل منو تنفيذا ألمر صادر اليو من رئيس تجب طاعتو او اعتقد ان طاعتو
واجبة عميو".
وكذلؾ المادتيف ( )46-43الخاصتيف بحالة الدفاع الشرعي ،ففي ىذه المواد اقر قانوف العقوبات
العراقي المساواة بيف الغمط في االباحة وبيف االباحة ذاتيا في حالتي اداء الواجب والدفاع الشرعي
حيث اعتد بالخطر الموىوـ في الدفاع الشرعي وبحسب النية في اداء الواجب.
اف انتاج االباحة اثره مرىوف بتحقؽ جميع الشروط التي يحددىا القانوف لو وبالتالي فاف تخمؼ
احد تمؾ الشروط يؤدي الى انتفاء االباحة وبقاء الفعؿ خاضعا لمتجريـ ،فالجاني اذا تعمد الخروج
عمى الشروط سئؿ عف فعمو مسؤولية عمدية واذا كاف خروجو نتيجة خطا سئؿ عف فعمو مسؤولية
غير عمدية ،مثال :مف كاف في حالة دفاع شرعي فصوب سبلحو ضد المعتدي عميو فقتؿ شخصا
112
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
تصادؼ مروره سئؿ عف قتؿ الخطأ ،وجاءت في المادة ( )45حيث نصت عمى انو" :ال يبيح حق
الدفاع الشرعي احداث ضر ار اشد مما يستمزم ىذا الدفاع ،واذا تجاوز المدافع عمدا او اىماال
حدود ىذا الحق او اعتقد الخطأ انو في حالة دفاع شرعي فانو يكون مسؤوال عن الجريمة التي
ارتكبيا وانما يجوز لممحكمة في ىذه الحالة ان تحكم بعقوبة الجنحة بدال من عقوبة الجناية وان
-1اسباب تعرض لمرتكب الفعؿ السبب مف امتناع -1 -1وىي االسباب التي اذا عرضت
فتجعؿ ارادتو غير معتبرة وتجردىا العقاب ىي تحقيؽ لسموؾ غير مشروع حولتو الى سموؾ
-3ينصرؼ تأثيرىا الى الركف -3ال ينصرؼ تأثيرىا الى -3ينصرؼ تأثيرىا الى الركف
-4ينحصر تأثيرىا فيمف توافرت فيو الجريمة -4يتناوؿ تأثيرىا جميع مف ساىـ في
وال يمتد الى غيره مما ساىـ معو -4يقتصر تأثيرىا عمى الجريمة.
-5مثاؿ ) :صغر السف– االكراه- -5مثاؿ ) :تزوج الخاطؼ حؽ -الدفاع الشرعي)
113
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
اداء الواجب
المادة ( ":)39ال جريمة اذا وقع الفعل قياما بواجب يفرضو القانون" .ويبلحظ عمى المادة ما
يأتي:
المادة(” :)41ال جريمة اذا وقع الفعل من موظف او مكمف بخدمة عامة في الحاالت التالية:
اوالً :إذا قام بسالمة نية بفعل تنفيذا لما أمرت بو القوانين او اعتقد ان اجراءه من اختصاصو.
ثانياً :إذا وقع الفعل تنفيذا ألمر صادر اليو من رئيس تجب طاعتو او اعتقد ان طاعتو واجبة
عميو .ويجب ان يثبت ان اعتقاد الفاعل كان مبنيا عمى اسباب معقولة وانو اتخذ الحيطة
المناسبة ،ومع ذلك فال عقاب في الحالة الثانية اذا كان القانون ال يسمح لمموظف بمناقشة
مثال :الطبيب ممزـ بالمحافظة عمى سر مريضو وال يجوز لو افشاء سره حيث يعاقب وفقا لممادة
( )437و ( ، )438يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عمى سنتين وبغرامة ال تزيد عمى مائتي دينار
أو بإحدى ىاتين العقوبتين كل من عمم بحكم وظيفتو أو صناعتو أو فنو أو طبيعة عممو بسر
فأفشاه في غير االحوال المصرح بيا قانونا ،...غير اف القانوف يفرض عميو اف يكشؼ ىذا السر
اذا كاف المريض مصابا بمرض خطير معدي او يؤدي الى الكشؼ عف جريمة او منع وقوعيا.
114
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
مثال :رجؿ الشرطة الذي يقوـ بتفتيش منزؿ او القبض عمى متيـ وحتى احد افراد الناس اذا قبض
عمى مجرـ في حالة تمبسو بالجريمة ،المادة ( )112و ( )113مف اصوؿ المحاكمات الجزائية
واساس االباحة في ىذه الحالة ىو امر القانوف يتحوؿ الفعؿ المجرـ الى فعؿ مباح .
حددت ىذه المادة الحاالت التي تعتبر فييا عمؿ الموظؼ او المكمؼ بخدمة عامة الذي ىو في
ويعد موظفا وفقا ليذه المادة :مف كاف عمى مبلؾ الموظفيف -مبلؾ العماؿ سواء كانت وظيفة
دائمة او مؤقتة ،اما المكمؼ بخدمة عامة فيو كؿ مف تناط بو ميمة عامة في خدمة الدولة باجر
او بدونو كالخبراء في المحاكـ واالشخاص الذيف يتطوعوف لتعداد النفوس ،فاالبف اذا نفذ امر والده
والخادـ امر مخدومو ليس لو االستفادة مف حكـ ىذه المادة ،والحاالت ىي كاالتي:
ويكوف العمؿ الذي يقوـ بو الموظؼ او المكمؼ بخدمة عامة قانونيا في حالتي:
-1حالة ما اذا ارتكب الفعل تنفيذا ألمر رئيس وجبت عميو طاعتو :يشترط اف يكوف االمر
الواجب طاعتو قانونيا كمدير السجف الذي يحبس شخصا بمقتضى امر كتابي صادر مف محكمة
فأف لـ يكف االمر صادر وفؽ القانوف فانو ال يدخؿ في ىذه الصورة وبالتالي ال يخضع لحكميا.
-2حالة ما اذا ارتكب الفعل تنفيذا لمقانون :يشترط اف الموظؼ او المكمؼ بخدمة عامة قاـ
بواجب مفروض عميو قانونا وانو لـ يخرج عف حدود واجبو كقاضي التحقيؽ الذي يفتش منزؿ متيـ
بجناية فأف اخطأ في فيـ واجبو او معرفة حدوده خرج الفعؿ عف ىذه الصورة.
115
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
وتتحقؽ الحالتاف في اف الموظؼ او المكمؼ بخدمة عامة فييما يقوـ بواجب ،ويختمفاف في اف
الموظؼ او المكمؼ بخدمة عامة في الحالة االولى ينفذ فييا ام ار يتحمؿ غيره مسؤوليتو ،اما في
الحالة الثانية فأف الموظؼ او المكمؼ بخدمة عامة يتحمؿ مسؤولية العمؿ شخصيا ،وعمى اية حاؿ
ويكوف العمؿ الذي يقوـ بو الموظؼ او المكمؼ بخدمة عامة غير قانونيا في حالتيف:
-1ما اذا كان الموظف او المكمف بخدمة عامة قد ارتكب العمل تنفيذا ألمر ليس من االوامر
الواجب عميو العمل بيا :اما ألف العمؿ المأمور بو في ذاتو غير جائز في القانوف او ألف االمر
بو صدر ممف ال يممؾ اصداره او أف المواطف الذي امر بو ليس رئيسا لو ويكوف الموظؼ قد
ارتكب العمؿ معتقدا بصحة االمر الصادر اليو ،مثال :لو قبض شرطي بحسف نية عمى انساف
-2حالة ما اذا اخطأ الموظف في معرفة واجبو وارتكب العمل بحسن نية اعتقادا منو انو من
اختصاصو :مثال :الشرطي الذي يقبض عمى انساف غير الذي ُعيف في امر القبض.
وحيث اف العمؿ غير قانوني في الحالتيف وكاف المفروض اف يساؿ عنيا الموظؼ او المكمؼ
بخدمة عامة جنائيا ،ولكف المشرع اعفاىـ مف المسؤولية الجنائية ولكنو قيد ىذا االعفاء بقيديف او
شرطيف ىما:
أ – حسن النية :يشترط القانوف توافر حسف النية ،ويقصد بحسف النية اف ال يكوف لممنفذ قصدا
سيئا مخفيا تحت ستار تنفيذ القانوف ،عمى اف النص يستمزـ مف الموظؼ او المكمؼ بخدمة عامة
االعتقاد بمشروعية الفعؿ ،وىو شرط يثار في العمؿ غير القانوني ويستمزـ:
116
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
اف يكوف الموظؼ او المكمؼ بخدمة عامة جاىبل ما انطوى عميو االمر الصادر اليو مف
مخالفة القانوف؛ ألف القانوف ال يطمب مف الموظؼ اف يطيع رئيسو فيما يعد جريمة مما يترتب عميو
انو إذا كاف الموظؼ غير جاىؿ كما ينطوي عميو االمر مف مخالفة القانوف ورغـ ذلؾ نفذه فانو
يعاقب.
اذا كانت الوقائع التي امر بيا مما ال يمكف لمرجؿ العادي الفيـ اف يفترض فييا انيا مما يجوز
لرئيس اف يأمر بيا مرؤوسيو بارتكابيا لخروجيا عف الحدود ،مثال :كما لو كاف تزوي ار في اوراؽ
ب – التثبت واتخاذ الحيطة :يستمزـ القانوف اف يثبت اف اعتقاد الفاعؿ بمشروعية الفعؿ كاف مبنيا
عمى اسباب معقولة وانو لـ يرتكبو اال بعد اتخاذ الحيطة المناسبة ،فاذا كاف ما وقع مف المتيـ عف
طيش ولـ يكف مبنيا عمى اسباب معقولة فبل يصح التمسؾ بيذه المادة ،واثبات حسف النية يقع
عمى عاتؽ الموظؼ نفسو ،ومع ذلؾ فبل عقاب في حالة وقوع الفعؿ تنفيذا ألمر صادر مف رئيس
تجب طاعتو او اعتقد اف طاعتو واجبة عميو حتى واف لـ يتثبت منيا اذا كاف القانوف ال يسمح
لمموظؼ بمناقشة االمر الصادر اليو كما ىو الحاؿ في االوامر العسكرية )استثناء).
الحق :ىو المصمحة التي يعترؼ بيا القانوف ويسبخ عمييا حمايتو ،ويقضي تقرير الحؽ اف تكوف
وسيمة استعمالو مباحة ،ونصت عمية المادة ( )41من قانون العقوبات العراقي بقوليا ":ال جريمة
اذا وقع الفعل استعماال لحق مقرر بمقتضى القانون ويعتبر استعماال لمحق:
-1تأديب الزوج زوجتو وتأديب االباء والمعممين ومن في حكميم االوالد القصر في حدود ما ىو
117
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-2عمميات الجراحة والعالج عمى اصول الفن متى اجريت برضاء المريض او ممثمو الشرعي او
-3اعمال العنف التي تقع اثناء االلعاب الرياضية متى كانت قواعد المعاب قد روعيت.
-4اعمال العنف التي تقع عمى من ارتكب جناية او جنحة مشيودة بقصد ضباطو".
ويشترط لتحقق ذلك :اوالً :وجود الحق ،ثانياً :ان تكون وسيمة استعمالو مشروعة.
البد لقياـ حالة استعماؿ الحؽ كسبب لئلباحة مف وجود ىذا الحؽ وتحققو وىو يتحقؽ عند وجود
مصمحة يعترؼ بيا القانوف ويحمييا ،كما في حالة تأديب االب البنو فالمصمحة يعود الى االسرة
والمجتمع .وقد يكوف مصدره العرؼ او الشريعة االسبلمية ،ويشترط اف ال يوجد نص تشريعي
وتكوف وسيمة استعماؿ الحؽ مشروعة اذا ارتكب الفعؿ بحسف نية وفي الحدود المعقولة الستعمالو،
فأف ثبت اف صاحبو يريد بو غرضا اخر فيو يعد سيء النية مثؿ الطبيب الذي يجري عممية
جراحية لغرض اجراء تجربة وليس لغرض شفاء المريض .ومف الجدير بالذكر اف نص المادة
( )41جاء خاليا مف االشارة الى شرط حسف النية وىذا القصور في القانوف عمى المشرع اف يتبلفاه
لقد نصت قانوف العقوبات العراقي عمى اربعة نماذج الستعماؿ الحؽ وجاء بيا عمى سبيؿ المثاؿ ال
الحصر وىي:
تشير المادة ( )41اف حؽ التأديب انما يشمؿ وعمى سبيؿ الحصر الزوجة واالوالد.
-1تأديب الزوجة:
طبقا ألحكاـ الشريعة االسبلمية اف لمزوج حؽ تأديب زوجتو بالضرب ضربا خفيفا عمى المعصية
ولكف ال يجوز لو اف يضربيا ضربا فاحشا ولو بحؽ( ،الضرب الذي ال يحدث الكسر او الجرح وال
يترك اثرا) ومصدر ىذا الحؽ ىو الشريعة االسبلمية لذلؾ ال يفرض االلتزاـ بالشروط التي وضعتيا
ت -المجوء الى الضرب الخفيؼ إذا لـ يكف ىناؾ وسيمة اخرى تنفع غيره.
ث -اف يكوف الغاية منيا التأديب وليس االنتقاـ او االستيبلء عمى الماؿ او الدفع الى طمب الطبلؽ
او الدفع الى الفحشاء ألنو عندئذ يتحوؿ الى عمؿ اجرمي يزوؿ بو سبب االباحة ويتحوؿ الى
ويراد بالولد القاصر مف لـ يبمغ سف الرشد ،إذ نصت المادة ( )41منح حؽ تأديب الصغار الى
االباء ومف في حكميـ كالولي والوصي واالخ الكبير واالـ والمعمـ في المدرسة والمعمـ لحرفة او
صنعة او مينة ،وتتصؼ اجازة استعماؿ الضرب الخفيؼ مف اجؿ تعميميـ وتوجيييـ ،ووفقا
لمشروط االتية:
ب -في مواضع ليست خطرة بحيث ال يناؿ الراس او الوجو او القمب.
119
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
اشارت الييا المادة ( )41بقوليا "ويعنبر استعماال لمحق عمميات الجراحة والعالج عمى اصول
الفن متى اجريت برضاء المريض ام ممثل الشرعي او اجريت بغير رضاء اييما في الحاالت
العاجمة".
ولتحقؽ ىذه االباحة شروطا البد لتحققيا حتى تقوـ االباحة وىذه الشروط ىي:
-1الترخيص بالعالج :يجب اف يكوف الشخص الذي يجري العبلج او العمميات الجراحية مرخص
-2رضا المريض :الرضا يكوف اما شفاىا – او كتابة – وقد يكون ضمنا ،ويتحقؽ بمجرد لجوء
المريض الى الطبيب لمعالجتو ومع ذلؾ فقد يكوف المريض في حالة خطر وال يكوف في وسعو
التعبير عف رضائو ويتعذر العثور عمى مف ينوب عنو في ىذه الحالة )حالة الضرورة( .
-3قصد العالج :اف استعماؿ الحؽ يجب اف يكوف وفقا لمغرض الذي وجده فأف لـ يكف قصد
الطبيب العبلج ) كاإلضرار بالمريض – تخميصو مف واجب الخدمة العسكرية –تسييؿ تعاطي
المخدرات – اجراء تجربة ( ...فانو يساؿ جنائيا عف عممو مسؤولية عمدية ،اما بالنسبة لعمميات
-4اتباع أصول الفن :اذا قاـ المعالج بإجراء عممية عمى مريض ال يقره عمـ الطب او ال يزاؿ قيد
التجربة يتجرد مف صفة االباحة ويصبح جنائيا ،كذلؾ الخطأ الفاحش الذي ال تقره قواعد المينة –
واإلىماؿ الذي يصدر مف المعالج كما لو اجرى الطبيب عممية جراحية باالت غير معقمة او
بعضا مف األلعاب الرياضية يستمزـ اعماؿ عنؼ وقد يترتب عمييا إصابات كالمصارعة والمبلكمة
يخرج األذى عف حدود المعب وقواعده ،وقد اشارت لو المادة ( )41في الفقرة الثالثة منيا:
"ويعتبر استعماال لمحق اعمال العنف التي تقع اثناء األلعاب الرياضية متى كانت قواعد المعب قد
أ -اف تكوف المعبة معترؼ بيا سواء كانت المعبة (عامة او خاصة).
ب -اف تحصؿ اإلصابة اثناء المعبة الرياضية ،وىذا يعني اف االعتداء الذي قد يحصؿ قبؿ بدء
ت -اف تراعي قواعد واصوؿ المعبة ،لكؿ لعبة قواعد واصوؿ يجب اتباعيا فاذا تعمد احد البلعبيف
بالخروج عمييا تزوؿ االباحة ويترتب عميو مسؤولية جنائية ،مثال :لو تعمد العب في لعبة المبلكمة
بضرب زميمو في األماكف المحظورة ،او قياـ العب كرة قدـ بضرب زميمو فأنو يساؿ مسؤولية
عمدية عف جريمة الضرب ،اما اذا ترتب اإلصابة نتيجة إىماؿ البلعب فانو يسأؿ مسؤولية غير
المادة ( )41الفقرة الرابعة ،يمزـ قانوف أصوؿ المحاكمات الجزائية بوجوب القبض عمى أي شخص
يشاىد متمبسا بارتكاب جريمة وقد يتطمب ىذا القبض استعماؿ العنؼ مع المتمبس بالجريمة لشؿ
حركتو ومنعو مف اليرب ،وألجؿ اف يمارس الناس ىذا الواجب اعتبر القانوف استعماؿ الشدة في
ىذه الحالة مباحا "ويعتبر استعماال لمحق اعمال العنف التي تقع عمى مرتكب الجناية او الجنحة
111
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
المشيودة بقصد ضبطو" ،ولغرض تحقؽ سبب االباحة واعتبار العنؼ المرتكب مباحا ينبغي توافر
الشروط االتية:
-1ان تكون الجريمة جناية او جنحة :مما يترتب عميو انو ال يجوز استعماؿ العنؼ في
المخالفة.
-2ان يكون الجاني متمبسا بالجناية او الجنحة :ألف التمبس ىو الذي يبرر لمناس استعماؿ
العنؼ في القبض ،وعميو ال يجوز استعماؿ العنؼ في غير حاالت التمبس مالـ يكف قد صدر امر
-3ان يكون القصد من استعمال العنف ىو القبض عمى الجاني :اما اذا كاف القصد ىو لمثأر او
لبلنتقاـ ،فعندئذ تنتفي صفة االباحة وبالتالي يسأؿ مرتكبيا عنيا جنائيا.
اعتبرت الدفاع الشرعي سبباً مانعاً مف العقاب ،واالعفاء مف العقاب في الدفاع الشرعي يقوـ عمى
احدى فكرتيف ،احدىما اف الدفاع حؽ مف شانو اباحة ما يرتكب الفعؿ فبل يوصؼ بانو جريمة،
والثانية انو عذر مانع مف المسؤولية الجنائية ال يمحو صفة الجريمة عف الفعؿ وانما يسقط
المسؤولية عف الفاعؿ.
وبذلؾ اختمفت الشرائع بيف الفكرتيف منيا ما اعتبر الدفاع حقا ومنيا ما اعتبره مجرد مانع مف
العقاب ،غير اف الفكرة الحديثة في الدفاع ىي انو حق وىذا ما اخذ بو المشرع العراقي حيث سماه
)حق الدفاع الشرعي( ؛ ألف دواعيو قانونية واجتماعية واف في الدفاع عف النفس دفاعا عف
المجتمع ،اما في اعتباره مجرد مانع مف المسؤولية يرجع الى فكرة تعارض المصالح وترجيح
112
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
االغمب منيا والتضحية باقميا قيمة ،أي بحؽ المعتدي اماـ حؽ المعتدي عميو ،فضبل عف اف
المدافع يمارس واجبا مف واجبات العدالة ) واجبا اجتماعيا ( فيكافح مف اجؿ الحؽ.
ويعرؼ حؽ الدفاع الشرعي بانو )) :تولي الشخص بنفسو صد االعتداء الحاصل بالقوة الالزمة
لتعذر االستعانة بالسمطة لحماية الحق المعتدى عميو (( وحؽ الدفاع الشرعي حؽ عاـ وبذلؾ يعد
جاءت المادة ( )42مف قانوف العقوبات العراقي متضمنة الشروط الواجب توافرىا لقياـ حالة الدفاع
الشرعي اذ نصت عمى انو )) ال جريمة اذا وقع الفعل استعماال لحق الدفاع الشرعي(( ،ويوجد
-1إذا واجو المدافع خطر حال من جريمة عمى النفس او عمى المال او اعتقد قيام ىذا الخطر
-2ان يتعذر عميو االلتجاء الى السمطات العامة التقاء ىذا الخطر في الوقت المناسب.
-3ان ال يكون امامو وسيمة أخرى لدفع ىذا الخطر ،ويستوي في قيام ىذا الحق ان يكون
التيديد في الخطر موجبا الى نفس المدافع او مالو او موجيا الى نفس الغير او مالو.
بالنسبة الى الشروط المتعمقة بالخطر الواقع ألجؿ اف يكوف محبل لمدفاع الشرعي ىي:
-1ان يوجد خطر :ويقصد بو الخطر الناتج عف الجريمة سواء كاف موجيا الى النفس او الى
الماؿ وسواء تعمؽ امرىا بالمدافع نفسو او بغيره ،فالدفاع الشرعي جائز ضد خطر االعتداء الذي
يوجو نحو حياة الشخص او سبلمتو او حريتو او شرفو او عرضو وكذلؾ ضد خطر االعتداء الذي
113
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
يوجو ضد الممكية بالسرقة او الحريؽ او انتياؾ حرمة منزؿ ،فالفعؿ الذي يبرر الدفاع يجب اف
يكوف جريمة في القانوف وليس بشرط اف يكوف فاعمو مسؤوال جنائيا عنيا كالدفاع الجائز ضد
-2ان يكون الخطر حاال :ويقصد بو اف تتوافر ضرورة الدفاع بحيث ال يمكف صد الخطر اال
بارتكاب جريمة ،ويعني ذلؾ انو اذا كاف الخطر مستقببل فبل يجوز المجوء الى الدفاع )الجريمة(
ألف الشخص يكوف لديو الوقت الكافي لطمب الحماية مف السمطة المختصة ،اما اذا وقع االعتداء
بالفعؿ فانو ال يبقى محؿ لمدفاع ألف فعؿ المجني عميو يصبح انتقاما او ثا ار ويخضع لمعقاب.
س /ماذا لو تمكف المص مف االستيبلء عمى المسروقات وبعدىا انتبو صاحب البيت فيؿ يجوز لو
ج /اف حؽ الدفاع في ىذه الحالة مقبولة عمى اعتبار اف عمؿ المدافع مف باب االحتياط البلزـ
لمقبض عمى المجرـ ،اما في حالة اذا ىرب السارؽ بالمسروقات ثـ تمكف المجنى عميو مف العثور
عميو فبل يجوز لو اف يستعمؿ القوة السترداد مسروقاتو ألنو اصبح ذلؾ مف اختصاص السمطة
القضائية.
كما ال يجوز استخداـ القوة في حالة جرائـ السب والقذؼ ألنيا تعتبر انتقاماً ومع ذلؾ يجوز المجوء
الى القوة إذا كاف مف شانيا منع الجاني مف االستمرار بأقواؿ السب والقذؼ .وينبغي اف يكوف
الخطر الذي يبيح الدفاع الشرعي حقيقياً ال مجرد ظف او وىـ )الخطر الوىمي( ومع ذلؾ فقد يقوـ
خطر وىمي يتخيمو الشخص ويعتقد بشكؿ جازـ بانو اماـ خطر ،في ىذه الحالة يجوز المجوء الى
الدفاع الشرعي ولو كاف الخطر وىميا فيما اذا كانت الظروؼ والمبلبسات توحي لممدافع اف ىناؾ
خط ار جديا وحقيقيا وىي مسألة تقديرية خاضعة لتقدير القاضي " .او اعتقد قيام ىذا الخطر وكان
114
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-3ان يكون الخطر غير مشروع :يتطمب ىذا الشرط اف يكوف االعتداء المكوف لمخطر ال يستند
الى حؽ او امر صادر مف قانوف ألف الفعؿ الذي يصدر عف استعماؿ حؽ او قانوف يكوف
مشروعا ،أي مباحا مما يترتب عميو اف قياـ االب بتأديب ابنو ال يكوف جريمة بؿ يعتبر عمبل
مشروعا وبالتالي ال يجوز الدفاع تجاىو ،مثال :قياـ الشرطي بالقبض عمى متيـ صادر بحقو امر
بألقاء القبض مف جية مختصة ال يعتبر جريمة بؿ يعتبر ام ار مباحا مشروعا وبالتالي ال يجوز
الدفاع تجاىو ،مثال :اذا عقب شرطي لصا ليمسؾ بو وقاـ ىذا المص بأطبلؽ الرصاص عميو فأف
المص يكوف مسؤوال عف جريمة القتؿ العمد ألف عمؿ الشرطي كاف مشروعا بحكـ القانوف.
يشترط اف يتوافر فعؿ الدفاع الشرطاف التالياف لكي يكوف سموؾ الجاني مباحا او مشروعا:
-1ان يكون ضرورياً :وقد عبر عنو القانوف بقولو "وان ال يكون امامو وسيمة أخرى لدفع
ىذا الخطر" ،مما يترتب عميو انو ال يجوز الدفاع متى ما كاف لدى المعتدى عميو وسيمة أخرى لدفع
الخطر غير الجريمة مثؿ االلتجاء الى السمطات المختصة او اف يمجأ الى اليرب اف كاف يستطيع
تفادي الخطر بالرغـ ما في اليرب ما يشينو ،الميـ تفادي الخطر وبالتالي تفادي وقوع الجريمة،
كما لو كاف المعتدي والده او اخاه األكبر فاليروب اكرـ مف رد االعتداء عميو والمسألة تقديرية
-2ان يكون بالقدر الالزم لصد االعتداء :يقصد باالعتداء ىو رد االعتداء وليس االنتقاـ ،فاذا
دخمت مواشي في ارض شخص وبدال مف اف يخرجيا انياؿ عمى راعييا بالضرب فبل يكوف في
حالة دفاع وانما يكوف معتديا ويجب اف تكوف األفعاؿ المرتكبة لمدفاع.
متناسبة مع فعؿ التعدي وخطورتيا بحيث ال تكوف أكثر حدة مف خطر االعتداء.
مثال :مف يتعرض لسرقة ماؿ ضئيؿ ال يحؽ لو اف يدفع ىذا الخطر بالقتؿ ،ومسألة التناسب بيف
فعؿ االعتداء وفعؿ الدفاع مسألة موضوعية يفصؿ فييا قاضي الموضوع وفقا لمظروؼ والمبلبسات
مراعيا حالة المدافع مف حيث )جنسو – سنو – وشخصيتو -المالبسات( وغيرىا ،ودفع الخطر
وتناولو المادة ( )46مف قانوف العقوبات العراقي اذ نصت عمى انو "ال يبيح حق الدفاع الشرعي
مقاومة احد افراد السمطة العامة اثناء قيامو بعمل تنفيذا لواجبات وظيفتو ولو تخطى حدود
وظيفتو ،ان كان حسن النية اال اذا خيف ان ينشأ عن فعمو موت او جراح بالغة وكان ليذا
التخوف سبب معقول" ،بمعنى انو ال يجوز الدفاع الشرعي ضد افراد السمطة العامة اثناء قياميـ
بواجباتيـ الوظيفية وذلؾ ألف ما يقوـ بو افراد السمطة ىي أداء الواجب فبل يجوز استعماؿ الدفاع
الشرعي لمتخمؼ شرط جوىري وىو صفة العمؿ غير الشرعي)جريمة( في الفعؿ الواقع.
س /ما الحكـ في حالة إذا تخطى رجؿ السمطة العامة حدود وظيفتو؟
ج /اف القواعد العامة تبيع حؽ الدفاع الشرعي ولكف قانوف العقوبات استثنى ىذه الحالة ولـ يسمح
بقياـ الدفاع الشرعي صيانة واحتراما لرجؿ الشرطة بشرط اف يتوافر لرجؿ الشرطة حسف النية عند
تخطيو حدود الوظيفة واف ال يخشى مف فعمو حصوؿ الموت او الجراح البالغة ،اما اذا كانت سوء
116
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
س /اذا قاـ رجؿ السمطة بالقبض عمى شخص وىو يعمـ انو بريء بقصد االنتقاـ ،ما الحكـ في
ىذه الحالة؟
ج /يجوز لممقبوض عميو ممارسة حؽ الدفاع الشرعي بسبب عدـ توافر حسف النية.
اما مف حيث القوة التي يمجا الييا المدافع فبل يبيح القتؿ العمد اال في حاالت معينة ذكرىا المشرع
العراقي عمى سبيؿ الحصر في المادتيف ( )43و ( )44مما يعني انو ليس لو اف يمجأ الى القتؿ
في غير ىذه الحاالت حتى ولو كاف القتؿ ىو الوسيمة الوحيدة لرد التعدي ،وليس معنى ذلؾ اف
لممدافع الحؽ في اف يمجأ الى القتؿ في ىذه الحاالت دائما فاذا كاف في استطاعتو دفع الخطر
بوسيمة دونو فعميو اف يمجأ الى ىذه الوسيمة واف كاف متجاو از حقو.
والحاالت التي اجازتيا القانوف القتؿ دفاعا عف النفس او دفاعا عف الماؿ ىي:
-1حاالت القتل دفاعا عن النفس :أجاز قانوف العقوبات العراقي حاالت خاصة وفي ذلؾ
تقوؿ المادة ( )43من نفس القانون "حق الدفاع الشرعي عن النفس ال يبيح القتل عمدا اال
فعل يتخوف ان يحدث منو الموت او جراح بالغة إذا كان ليذا التخوف اسباب معقولة.
خطف انسان".
اف حاالت الدفاع الشرعي الذي أجاز القانوف اف يصؿ فعؿ الدفاع الى القتؿ كاالتي:
فعل يتخوف ان يحدث منو الموت او جراح بالغة وكان ليذا التخوف أسباب معقولة :كما لو
فوجئ شخص بعدو شير مسدس عميو او بسكيف يريد قتمو فيسبقو ىو بإطبلؽ الرصاص وقتمو،
وتقدير ذلؾ يعود الى المحكمة مراعيا ظروؼ ومبلبسات الواقعة وتقدير أسباب التخوؼ.
117
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
مواقعة امرأة او المواطة بيا او بذكر كرىا :اف فعؿ االعتداء في ىذه الحالة شنيع ألف فيو
اعتداء عمى العرض والشرؼ لذلؾ اباح القانوف لممدافع حؽ القتؿ لمتخمص مف ىذا االعتداء ويمكف
اف يكوف خطر االعتداء موجو الى شخص اخر غير المعتدي عميو فيجوز الدفاع أيضا في ىذه
الحالة.
خطف انسان :أجاز القانوف القتؿ دفاعا عف النفس اذا كاف موضوع االعتداء خطؼ انساف
نظ ار لخطورة ىذه الجريمة وال ييـ جنس الشخص المراد خطفو سواء )رجؿ-امرأة – طفؿ – شيخ).
مالحظة ميمة :يشترط القانوف لمجوء المدافع الى القتؿ في الحاالت السابقة بشرط اف ال توجد
-2حاالت القتل دفاعا عن المال :أجاز قانوف العقوبات العراقي اف يصؿ فعؿ الدفاع الشرعي
عف الماؿ الى القتؿ في حاالت معينة حددتيا المادة ( )44من نفس القانون اذ نصت عمى انو" :
حق الدفاع الشرعي عن المال ال يبيح القتل عمدا اال اذا اريد بو دفع احد األمور التالية-1 :
الحرق عمدا -2 .جنايات السرقة -3 .الدخول ليال في منزل مسكون او في أحد ممحقاتو-4.
فعل يتخوف ان يحدث عنو الموت او جرح بالغة إذا كان ليذا التخوف أسباب معقولة".
الحريق عمداً :يجوز المجوء الى القتؿ لدفع خطر الحريؽ ،ومع ذلؾ اذا وجدت وسيمة أخرى
غير القتؿ يمكف استعماليا لرد الخطر فيمزـ استعماليا دوف المجوء الى القتؿ.
جنايات السرقة :ويقصد بيا السرقات المقترنة بظرؼ مشدد أي اف عقوبتيا تتجاوز خمس
سنوات وقد اباح القانوف المجوء الى القتؿ لمنع السارؽ مف ارتكاب جناية السرقة نظ ار لخطورة ىذه
الجريمة مما يعني اف السرقة غير المقترنة بظرؼ مشدد تكوف جنحة لذلؾ ال يجوز المجوء الى
القتؿ لمنع وقوعيا ،فأف لجأ الييا المدافع يكوف مسؤوال عما ارتكبو لتجاوزىا حدود حؽ الدفاع
الشرعي.
118
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
الدخول ليال في منزل مسكون او احد ممحقاتو :اعتبر المشرع الدخوؿ الى منزؿ مسكوف ليبل
ويكوف فعؿ الدفاع مباحا حتى ولو لـ يقصد الداخؿ ارتكاب جريمة ،وانما يشترط اعتقاد المدافع
حقيقة انو كاف يقصد ارتكاب جريمة وكانت الظروؼ تبرر اعتقاده.
أ -الدخوؿ في منزؿ مسكوف او احد ممحقاتو ويقصد بو السكف الخاص فبل يشمؿ الحاالت العامة
او الفنادؽ او المستشفيات ،اما الممحقات فيقصد بو )الحديقة – المخزف– الكراج – ابراج الطيور)
ويجب اف يكوف المنزؿ مسكونا فعبل فبل يكفي اف يكوف معد لمسكف.
ب -الدخوؿ في منزؿ مسكوف او أحد ممقاتو ليبل أي الفترة التي تمي غياب الشفؽ وتمتد الى
فعل يتخوف ان يحدث عنو الموت او جراح بالغة إذا كان ليذا التخوف أسباب معقولة/
في حالة توافر الشروط التي يتطمبيا القانوف لقياـ حالة الدفاع الشرعي وكاف المدافع لـ يخرج عف
القيود التي فرضتيا القانوف كاف الفعؿ الذي يرتكب مباحا فبل يعد جريمة وال تترتب عميو اية
مسؤولية ألف مرتكبو يستعمؿ حقا مقر ار بالقانوف ،وفي ذلؾ تقوؿ المادة ( )44من قانون العقوبات
العراقي "ال جريمة اذا وقع الفعل استعماال لحق الدفاع الشرعي ،"...ويترتب عميو اف الشريؾ في
119
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
الجريمة أيضا ال يسأؿ ىو االخر ألنو يشارؾ في عمؿ مباح ،بينما االشتراؾ الجنائي ال يكوف اال
وكذلؾ ال يسأؿ المدافع عف عممو حتى ولو أصاب غير المعتدي سواء كاف ذلؾ لغمط في الشخص
اـ كاف الخطأ في إصابة اليدؼ بشرط اف ال يقع مف الفاعؿ أي المدافع اىماؿ او عدـ احتياط
أدى الى إصابة غير المعتدي ،فاذا وقع اإلىماؿ كاف المدافع مسؤوال عف جريمة غير عمدية
قد يتجاوز المدافع حدود حقو في الدفاع وذاؾ بأف يستعمؿ قوة اكثر مما يتطمبو الدفاع لمنع ىذا
االعتداء فنكوف في ىذه الحالة اماـ صورة تجاوز حدود حؽ الدفاع الشرعي .وقد أشار الى ذلؾ
المادة ( )45مف قانوف العقوبات العراقي اذ نصت عمى انو "ال يبيح حق الدفاع الشرعي احداث
ضرر اشد مما يستمزمو ىذا الدفاع ،واذا تجاوز المدافع عمدا او اىماال حدود ىذا الحق واعتقد
خطأ انو في حالة دفاع شرعي فانو يكون مسؤوال عن الجريمة التي ارتكبيا ،وانما يجوز
لممحكمة في ىذه الحالة ان تحكم بعقوبة الجنحة بدال من عقوبة الجناية وان تحكم بعقوبة
الصورة األولى :يكوف الفعؿ فييا فعؿ المدافع عمديا كما لو كاف ميددا بالضرب بعصا عادية
الصورة الثانية :يكوف المدافع قد ارتكب خطأ عند دفاعو ،كما لو كاف معرضا لخطر الدىس
بدراجة فحاوؿ مسكيا مما أدى الى اصطدامو بطفؿ بسبب اىمالو وعدـ انتباىو فمات الطفؿ.
121
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
الصورة الثالثة :ويكوف فييا الخطر وىميا أساسو اعتقاد المدافع بحسف نية اف يوجد حالة خطر،
كما لو شاىد المدافع شخصا بيده سكينا ويتوجو اتجاىو فضربو بعصا عمى يده أدت الى احداث
-2في حالة تجاوز حدود الدفاع الشرعي يكوف فعؿ المدافع جريمة.
-3في حالة تجاوز حدود الدفاع الشرعي تحقؽ ظرفا قضائيا مخففا يجيز لممحكمة عند تحققو
تخفيؼ العقوبة.
-4إذا اقتنعت المحكمة بضرورة تخفيؼ العقوبة فميا اف تحكـ بعقوبة الجنحة بدال مف الجناية
أنواع الجرائم
لمجريمة أنواع متعددة ذكرىا قانوف العقوبات العراقي بالنظر الى جسامة الجريمة وطبيعتيا ،اما
بالنسبة الى مسمؾ الفقو الجنائي فقد صنؼ الجرائـ الى تقسيمات عديدة منيا:
أوال :أنواع الجرائم من حيث جسامتيا ) تعد مف اىـ التقسيمات ( المادة ( )23وتقسـ الى:
-1الجنايات :ىي المعاقب عمييا بإحدى العقوبات التالية :اإلعداـ -السجف المؤبد -السجف
-2الجنح :ىي المعاقب عمييا بإحدى العقوبتيف (الحبس الشديد اكثر مف 3اشير 5-سنوات ،او
-3المخالفات :ىي المعاقب عمييا بإحدى العقوبتيف (الحبس البسيط لمدة 24ساعة الى 3اشير-
الغرامة).
س /ما ىي الصعوبات التي تعتر معيار التمييز الثبلثي لمجرائـ مف حيث جسامتيا.
121
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-1حالة ان يقرر القانون عقوبتين لجريمة واحدة :ويترؾ لمقاضي خيار الحكـ ،وقد تكوف احدى
ىاتيف العقوبتيف تختمؼ عف األخرى في النوع فما نوع الجريمة في ىذه الحالة؟ يحدد نوع الجريمة
بنوع العقوبة األشد المقررة ليا في القانون ،مما يترتب عميو انو اذا نص القانوف عمى عقوبتيف
لجريمة واحدة احداىما جنحة واألخرى مخالفة فتعتبر الجريمة دائما جنحة حتى ولو حكـ القاضي
بعقوبة المخالفة.
-2حالة تخفيف العقوبة لعذر او ظرف مخفف :عندما يكوف الفعؿ معاقبا عميو بعقوبة الجناية
ولكف القاضي يعاقب بعقوبة الجنحة لقياـ عذر قانوني مخفؼ ) قتؿ الزوج لزوجتو المتمبسة بالزنا (
س /اذا حكـ القاضي بعقوبة الجنحة فيؿ يتغير نوع الجريمة مف جناية الى جنحة اـ اف الجريمة
الرأي األول :تتغير الجناية وتصبح جنحة بمجرد اف توقع عمى مرتكبيا عقوبة الجنحة.
الرأي الثاني :وجوب التمييز بيف العذر القانوني والظرؼ القضائي المخفؼ ففي حالة العذر
القانوني يتغير وصؼ الجريمة مف الجناية الى الجنحة ،وفي حالة الظرؼ القضائي المخفؼ فأف
الرأي الثالث :اف االعذار القانونية والظروؼ القضائية المخففة ال تؤثر في وصؼ الجريمة أي أف
الجريمة تبقى جناية حتى ولو خففت عقوبتيا .وقد اخذ بيذا الرأي المشرع العراقي في المادة
( )24اذ نصت عمى انو ))ال يتغير نوع الجريمة اذا استبدلت المحكمة بالعقوبة المقررة ليا
عقوبة من نوع اخف سواء كان ذلك لعذر مخفف ام لظرف قضائي مخفف مالم ينص القانون
122
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-3حالة تشديد العقوبة لظرف مشدد :قد تشدد عقوبة الجريمة بسبب اقترانيا بظرؼ مشدد يؤدي
الى االرتفاع بالعقوبة مف الجنحة الى الجناية ،فيؿ يؤدي ىذا التغيير الى تغيير نوع الجريمة؟ البد
أ -في حالة اقتراف الجريمة بظرؼ قانوني مشدد )كظرؼ االكراه في جريمة السرقة( فأف الجريمة
يتغير نوعيا الى النوع الذي يتناسب مع العقوبة ،فالسرقة البسيطة جنحة-عقوبتيا الحبس ولكف اذا
اقترف بيا ظرؼ االكراه تكوف عقوبتيا السجف مدة ال تزيد عمى 15سنة.
ب -في حالة اقتراف الجريمة بظرؼ قضائي مشدد )كظرؼ عود( في ىذه الحالة فأف الجريمة تبقى
محتفظة بنوعيتيا مف حيث جسامتيا حتى ولو شدد القاضي عقوبتيا ،كما لو ارتكب المجرـ العائد
جريمة الجنحة ونظ ار لذلؾ حكمت المحكمة بعقوبة الجناية فأف الجريمة تبقى جنحة.
-4حالة ينص القانون عمى ان العقوبة ىي الغرامة دون ان يحدد حدىا األقصى :في حالة
الحالة تعتبر الجريمة جنحة ذلؾ ألف عقوبة الغرامة خاصة بالجنح والمخالفات
-5حالة يرتكب الجاني شروعا في جناية او جنحة :وفقا لممادة ( )31مف قانوف العقوبات
العراقي يتبيف لنا اف عقوبة الشروع ىي نصؼ الحد األقصى لمجريمة مما يعني اف الشروع في
أوال /من حيث قانون اإلجراءات :يظير اف الجنايات تتطمب إجراءات تحقيؽ ومحاكمة تحيط بيا
-1من حيث االختصاص واإلجراءات :يكوف الجنايات الخطيرة مف اختصاص المحاكـ الكبرى
(محاكم الجنايات) بينما يكوف بقية الجنح والمخالفات خاضعة لمحاكـ الجزاء األخرى (محاكم
123
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
الجنح) .فضبل عف اإلجراءات التي تتبع في الم ارفعات تختمؼ باختبلؼ الجريمة ) جناية او جنحة
-2من حيث التقادم :مدة التقادـ في الجنايات تختمؼ عنيا في الجنح وكذلؾ في المخالفات.
ثانيا /من حيث قانون العقوبات :بعض القواعد القانونية يقتصر نطاقيا عمى الجنايات والجنح دوف
المخالفة:
من حيث احكام الشروع :ينطبؽ احكاـ الشروع عمى الجنايات والجنح دوف المخالفة.
من حيث تطبيق احكام العود :تطبؽ احكاـ العود في الجنايات والجنح دوف المخالفة.
من حيث جواز الحكم بالمصادرة :يحكـ بالمصادرة عمى األشياء المتحصمة في الجنايات
من حيث جواز الحكم بالمراقبة :يوضع المحكوـ عميو في جناية او جنة تحت مراقبة الشرطة
من حيث تطبيق القانون عمى ما يرتكبو العراقي في الخارج :يخضع لقانوف العقوبات العراقي
كؿ عراقي ارتكب جناية او جنحة في الخارج ويعود الى العراؽ وال يشمؿ ذلؾ المخالفة.
واجو التقسيـ الثبلثي لمجرائـ مف حيث جسامتيا الى نقدا شديدا مف عدة نواحي منيا:
-1انو ليس منطقيا :المفروض اف يكوف التقسيـ حسب نوع الجريمة وليس حسب مقدار العقوبة.
-2انو تعسفي ال يستند الى أساس عممي :آلنو قد يؤدي الى اف يضع فئات مختمفة مف الجرائـ
معينة أي اف يضع في نفس الفئة جرائـ مختمؼ في طبيعتيا مثبل القتؿ الخطأ والسرقة البسيطة
ينتمياف الى فئة الجنح بالرغـ مف التبايف القائـ بينيما .وفي ضوء ىذه االنتقادات فضؿ بعض
انصار المدرسة التقميدية االخذ بالتقسيـ الثنائي لمجرائـ مف حيث جسامتيا الى الجنح والمخالفات،
124
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
وتضـ فئة الجنح كافة الجرائـ العمدية كالقتؿ العمد والسرقة والتزوير ،وتشمؿ فئة المخالفات كافة
الجرائـ غير العمدية كالقتؿ الخطأ والحريؽ الخطأ وااليذاء وبيذا يكوف القصد الجنائي (عنصر
ويبلحظ عمى التقسيـ الثنائي انيا افضؿ مف التقسيـ الثبلثي مف الناحية النظرية ولكنيا قد تثير
-1اف فكرة التقسيـ الثنائي ال تتبلءـ مع تنظيـ القضاء الجنائي الذي ىو قائـ عمى أساس التقسيـ
الثبلثي مما حمؿ المشرع اإليطالي اف يميز في الجنح ذات الخطورة الخاصة مف اختصاص محاكـ
-2اف فكرة التقسيـ الثنائي تؤدي الى وضع جرائـ ال تتناسب فيما بينيا مف حيث الخطورة
والجسامة في فئة واحدة مثؿ وضع جريمة القتؿ الخطأ في فئة واحدة مع جريمة المخالفة بالرغـ مف
االختبلؼ بيف الجريمتيف مف حيث الخطورة والجسامة ،ووضع جريمة السرقة البسيطة مع جريمة
القتؿ العمد مع سبؽ اإلصرار في فئة واحدة بالرغـ مف االختبلؼ مف حيث الخطورة والجسامة.
تقسـ الجرائـ الى )جرائـ سياسية -وجرائـ عادية( ويقصد بالجرائم السياسية :الجرائـ التي تنطوي
معنى االعتداء عمى النظاـ السياسي لمدولة سواء مف جية الخارج )المساس باستقبلؿ الدولة
وسيادتيا( او مف الداخؿ ) المساس بشكؿ الدولة او السمطات فييا او االعتداء عمى حقوؽ االفراد
السياسية).
اما الجرائم العادية :تمؾ الجرائـ التي ال تنطوي عمى ىذا المعنى ،ال فرؽ في ذلؾ بيف اف ينصب
االعتداء فييا عمى االفراد او حتى عمى الدولة فأنيا طالما تجرد موضوع االعتداء مف الصفة
السياسية.
125
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
مالحظة :يجب عدم الخمط بين الجرائم السياسية والجرائم المضرة بالمصمحة العامة مثل الرشوة
ال تعتبر من الجرائم السياسية بالرغم من انيا من الجرائم المضرة بالمصمحة العامة.
ويبلحظ اف الجرائـ السياسية بالغة الخطورة ،لذا كانت تقوـ سياسة الشدة في معاممة المجرميف
السياسييف وتتعدى العقوبة الى أموالو وورثتو فضبل عف اف المجرـ السياسي يخضع لنظاـ تسميـ
المجرميف ،اما االتجاه الحديث فقد تطورت فييا النظرة الى الجريمة السياسية قوامو حسف المعاممة
لممجرـ السياسي.
معيار التمييز بين الجرائم السياسية والجرائم العادية لقد تنازع الفقو الجنائي مذىباف في تحديد
الجريمة السياسية
-1المذىب الشخصي :ويرى انصار ىذا المذىب ان الجريمة تتحدد بالباعث او الدافع الييا فاذا
كاف الدافع الييا سياسيا فيي جريمة سياسية واال فيي عادية بغض النظر عف موضوعيا ،واستنادا
الى ىذا المعيار تعتبر جريمة قتؿ رئيس الدولة بقصد تغيير نظاـ الحكـ او تزوير عممة ألضرار
باقتصاد الدولة جرائـ سياسية .ويؤخذ عمى ىذا المذىب توسعة في تحديد مدلوؿ الجريمة السياسية
واعتماده عمى الباعث او الدافع وىما غير داخميف في اركاف الجريمة ،فضبل عف اف معرفة الدافع
-2المذىب الموضوعي )المادي) :ينكر ىذا المذىب كؿ اثر لمباعث في صفة الجريمة ويرى
أنصاره ان الجريمة تتحدد بموضوع الحق المعتدى عميو ،فاذا كاف الحؽ مف الحقوؽ السياسية
العامة لمدولة او لؤلفراد فأف الجريمة تعتبر سياسية ،اما اذا كاف الحؽ المعتدي عميو مف الحقوؽ
غير السياسية فأف الجريمة تعتبر عادية واف كاف الباعث سياسيا واستنادا الى ذلؾ الجرائم
السياسية ىي التي تقع عمى امن الدولة الخارجي والداخمي والجرائم التي تقع عمى الحريات
126
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
معيار ىذا المبدأ :طبيعة الحق المعتدى عميو ويحدد عمى اعتبار(خطورة الجريمة ،وموطن
أوالً :الجرائم السياسية البحتة :وىي الجرائـ التي ينطبؽ عمييا معيار المذىبيف الشخصي
والموضوعي وذلؾ عندما يكوف الباعث عؿ ارتكابيا سياسيا والحؽ المعتدي عميو مف الحقوؽ
ثانياً :الجرائم السياسية النسبية :وىي الجرائـ التي لـ يتـ االتفاؽ بيف الكتاب عمى اعتبارىا
سياسية تبعا الختبلؼ في وجيات النظر في المعيار المتبع في ذلؾ ،مثؿ الجرائـ المختمطة
والجرائـ المرتبطة.
-1الجرائم المختمطة ) الجرائم المركبة( :وىي الجرائـ التي تقع فييا االعتداء عمى حؽ فردي
لتحقيؽ غرض سياسي ومثاليا قتؿ رئيس الحكومة بقصد قمب نظاـ الحكـ وتسمى بجريمة االغتياؿ
السياسي وكذلؾ جريمة تزييؼ العممة بقصد إضاعة الثقة بالحكومة وتعتبر جريمة سياسية مف قبؿ
-2الجرائم المرتبطة :وىي الجرائـ العادية مف حيث طبيعتيا وموضوعيا غير انيا ذات صمة او
ارتباط وثيؽ بجريمة سياسية كجرائـ القتؿ او السرقة التي تصاحب الثورة او االنقبلب فأنيا تعتبر
جريمة سياسية مف وجية نظر المذىب الشخصي وجريمة عادية مف قبؿ أصحاب المذىب
الموضوعي .وفي العصر الحاضر ىناؾ اتجاه الى التضييؽ في الجرائـ السياسية.
بالنسبة لمجرائم السياسية البحتة يتجو الفقو الى عدـ اعتبار الجرائـ التي تصيب النظاـ السياسي
لمدولة بالجرائـ السياسية اذا كانت ال تستيدؼ صالح الجماعة كأف تكوف ارتكبت لباعث شخصي
127
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
اناي كالطمع او الحقد واالنتقاـ ،وكذلؾ جرائم الخيانة العظمى والتجسس لما تتضمنو ىذه الجرائم
من خسة وحقارة ،فضبل عف انيا ليست جرائـ ضد الحكومة وانما ضد الوطف.
اما بالنسبة لمجرائم المختمطة فأف االتجاه الى تغميب المذىب الموضوعي أي اعتبار ىذه الجرائـ
جرائـ عادية ويسمى )بشرط االعتداء( حيث جرت الدوؿ عمى تدرج ىذا الشرط في معاىداتيا
الخاصة بتسميـ المجرميف في جرائـ االعتداء عمى حياة رؤساء الدوؿ ،وقد اتبع العراؽ ىذا الشرط
في معاىدات تسميـ المجرميف ،ويعني ىذا الشرط ىو تقرير قبوؿ التسميـ في جرائـ االعتداء عمى
حياة رؤساء الدوؿ وىي مف الجرائـ المختمطة وقد اتبع العراؽ ىذا الشرط في معاىداتو وأضاؼ
الييا جرائـ القتؿ التي تصيب رؤساء الدوؿ او افراد عوائميـ باإلضافة الى جرائـ القتؿ والجرح
كذلؾ الحاؿ بالنسبة لمجرائـ المركبة البالغة في الجسامة كجرائـ القتؿ العمد والتسميـ والجرائـ
المرتكبة مع سبؽ اإلصرار والترصد والشروع في ىذه الجرائـ وجرائـ االعتداء عمى األمواؿ بالحريؽ
او السرقات المرتكبة باإلكراه ال تعتبر مف قبيؿ الجرائـ السياسية وقد اخذ العراؽ بيذا الراي عمى
وفيما يخص الجرائـ المرتبطة فيجب التمييز بيف ما ىو جسيـ وغير جسيـ واعتبار الجسيـ مف
الجرائـ السياسية والثاني جرائـ عادية ،وقد استثنى العراؽ في معاىداتو عمى استثناء الجرائـ
المرتبطة مف التسميـ.
موقف المشرع العراقي من الجريمة السياسية :اذ نصت المادة ( )21عمى انيا )) تقسم الجرائم
128
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
والمادة ( )21نصت عمى )) أ /الجريمة السياسية ىي الجريمة التي ترتكب بباعث سياسي او
تقع عمى الحقوق السياسية العامة او الفردية وفيما عدا ذلك تعتبر الجريمة عادية ومع ذلك ال
- 6الجرائم المخمة بالشرف كالسرقة واالختالس والتزوير وخيانة األمانة واالحتيال والرشوة وىتك
العرض.
المادة ( )22نصت عمى ان" :أ /يحل السجن المؤبد محل اإلعدام في الجرائم السياسية ،ب /وال
تعتبر العقوبة المحكوم بيا في جريمة سياسية سابقة في العود وال تستتبع الحرمان من الحقوق
والمزايا المدنية وال حرمان المحكوم عميو من إدارة أموالو أو التصرف فييا".
انو اخذ بالمذىبيف الشخصي والموضوعي معا كمعيار لتحديد الجريمة السياسية ولكنو في نفس
الوقت استثنى عددا كبي ار مف الجرائـ مف اعتبارىا سياسية وىي الجرائـ المختمطة والمرتبطة ،وبذلؾ
ضيؽ مف نطاؽ الجرائـ السياسية وقد اخذ بمعيار اضيؽ مف المذىب الموضوعي حيث اخرج من
129
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ضيؽ مف نطاؽ الجرائـ السياسية واستثنى منيا الجرائـ التي ترتكب بباعث اناني دنيء وجرائـ
الخيانة العظمة والتجسس والقتؿ العمد والشروع فييا وجريمة االعتداء عمى حياة رئيس الدولة
والجرائـ اإلرىابية والجرائـ المخمة بالشرؼ كالسرقة واالختبلس والتزوير وخيانة األمانة واالحتياؿ
اوجب عمى المحكمة اف تبيف في حكميا فيما لو كانت الجريمة سياسية ويكوف قرارىا خاضعا
خص مرتكب الجريمة السياسية بمزايا منيا :اف تحؿ عقوبة السجف المؤبد محؿ عقوبة اإلعداـ
-ال يعتبر الجريمة السياسية سابقة في العود -ال تستنتج الحرماف مف الحقوؽ والمزايا المدنية وال
-1من حيث المعاممة :تميزت القوانيف الحديثة باتباعيا نظاما خاصا في معاممة المجرـ السياسي
يقوـ عمى أساس مف الميف واالحتراـ ،في فرنسا وضعت عقوبات خاصة منيا عقوبة النفي في قمعة
وكذلؾ الحاؿ بالنسبة لممشرع العراقي في المادة ( )22حيث حمت عقوبة السجف المؤبد بدال مف
اإلعداـ في الجرائـ السياسية ومنح القانوف مؤسسة اإلصبلح االجتماعي السجيف السياسي بعض
-2من حيث تسميم المجرمين :ال يجوز تسميـ المجرـ السياسي اذا التجأ الى دولة أخرى غير
الدولة التي ارتكبت الجريمة فييا الى ىذه الدولة األخيرة اذا طمبت تسميمو ،وحيث نصت
131
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-3من حيث الحرمان من بعض الحقوق والمزايا :ال يستتبع العقوبة المحكوـ بيا في الجريمة
السياسية حرماف المحكوـ عميو مف بعض الحقوؽ والمزايا المدنية وىذا ما نصت عميو المادة
-4من حيث عدم اعتبارىا سابقة في العود :ال تعتبر الجريمة السياسية سابقة في العود
الختبلؼ طبيعتيا عف الجرائـ العادية وىذا ما نصت عميو المادة ( )22مف قانوف العقوبات
تقسـ الجرائـ بالنظر الى السموؾ الذي يعاقب عميو القانوف سواء كاف إيجابيا اـ سمبيا الى:
-2من حيث توقيت السموك او استمراره الى جرائم وقتية وجرائم مستمرة.
-3من حيث انفراد السموك او تكراره الى جرائم بسيطة وجرائم اعتياد.
-4من حيث عالنية السموك الى جرائم متمبس بيا وجرائم غير متمبس بيا.
الجرائم اإليجابية :تمؾ الجرائـ التي يكوف السموؾ المكوف لركنيا المادي إيجابيا وتتحقؽ عندما يأتي
الجاني عمبل مف االعماؿ المحرمة قانونا مثؿ جريمة القتؿ والسرقة والضرب...
الجرائم السمبية :تمؾ الجرائـ التي يكوف السموؾ المكوف لمركف المادي سمبيا أي امتناع عف عمؿ
يأمر بو القانوف مثؿ امتناع الشاىد عف أداء الشيادة .وليس ميما مف الناحية العممية التفرقة بيف
الجرائـ اإليجابية والسمبية اال في موضوع الشروع حيث ال يتصور الشروع في الجرائـ السمبية.
131
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
س /ىؿ يمكف وقوع الجرائـ العمدية بسموؾ سمبي كما لو شاىد حارس لصا يسطو عمى منزؿ
لسرقتو فامتنع عمدا عف القاء القبض عميو بقصد السماح لو بإتماـ السرقة فيؿ يكوف شريكا في
جريمة السرقة؟
وقد اخذ المشرع العراقي بالرأي الثالث في المادة ( )34اذ نصت عمى انو )) تكون الجريمة
عمدية اذا توافر القصد الجرمي لدى فاعميا ،وتعد الجريمة عمدية كذلك اذا فرض القانون او
االتفاق واجبا عمى شخص وامتنع عن أدائو قاصدا احداث النتيجة التي نشأت مباشرة من ىذا
االمتناع)).
-2من حيث توقيت السموك او استمراره الى :جرائم وقتية وجرائم مستمرة
قد يكوف السموؾ االجرامي المكوف لمركف المادي لمجريمة وقتيا او مستم ار ولذلؾ انقسمت الجرائـ
132
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ويقصد بالجرائم الوقتية ) الجرائم االنية ( تمؾ الجرائـ التي تتكوف السموؾ االجرامي المكوف لمركف
المادي مف عمؿ يقع وتنتيي بوقوعو الجريمة في وقت قصير محدود سواء كاف ذلؾ السموؾ
اما الجرائم المستمرة ) الجرائم المتمادية ( فيي تمؾ الجرائـ التي يتكوف السموؾ االجرامي المكوف
لمركف المادي مف حالة تحتمؿ بطبيعتيا االستمرار سواء كانت تمؾ الحالة إيجابية اـ سمبية ومثاليا
من حيث تطبيق القانون الجنائي من حيث الزمان :الجريمة الوقتية ال تخضع لمقانوف الجديد
اال إذا وقعت بعد صدوره بينما الجريمة المستمرة تخضع لمقانوف الجديد النافذ وقت انتياء
االستمرار.
من حيث تطبيق القانون الجنائي من حيث المكان :الجريمة الوقتية ترتكب في إقميـ واحد بينما
الجريمة المستمرة واقعة في أقاليـ دوؿ متعددة ألنو وقع جزء مف ركنيا المادي عمى إقميـ كؿ دولة.
من حيث االختصاص اإلقميمي :تكوف الجريمة الوقتية مف اختصاص المحكمة التي ارتكبت
الجريمة في دائرتيا بينما تكوف الجريمة المستمرة مف اختصاص محاكـ جميع الببلد التي وجدت
من حيث التقادم :الجريمة الوقتية يبدأ سرياف مدة تقادميا مف يوـ ارتكابيا بينما الجريمة
من حيث قوة الشيء المحكوم فيو :اذا صدر حكـ في جريمة وقتية فانو يجوز قوة الشيء
المحكوـ فيو مما يعني ال يجوز رفع دعوى أخرى عنيا الف ال يجوز مسألة الشخص عف نفس
الجريمة مرتيف ،اما بالنسبة لمجريمة المستمرة فانو يجوز قوة الشيء المحكوـ فيو بالنسبة لموقائع
133
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
السابقة لصدور الحكـ ،فاذا وجدت وقائع أخرى بعد صدور الحكـ بأف استمرت حالة االستمرار في
الجريمة فأف ذلؾ يوجد جريمة جديدة ،ومثاؿ ذلؾ اذا حمؿ شخص سبلحا بدوف إجازة لمدة معينة
وحكـ عميو فاذا استمر بعد صدور الحكـ عمى حمؿ السبلح فيكو جريمة جديدة غير األولى.
من حيث تحديد العقوبة :الجريمة الوقتية ال تتأثر بطوؿ او قصر مدتيا ،اما الجريمة المستمرة
فأف لطوؿ او قصر مدة استمرارىا اثر في تحديد عقوبتيا في القانوف مثاليا جريمة الخطؼ المادة
(" :)421عقوبة الخطف ىي الحبس لكن العقوبة تكون السجن مدة ال تزيد عمى 15سنة اذا
زادت مدة الخطف عن 15يوم" اما المادة ( ":)426في حالة ترك المخطوف قبل انقضاء 48
ساعة في مكان امين يسيل الرجوع منو الى اىمو تكون العقوبة الحبس مدة ال تزيد عمى سنة".
جرائم مستمرة استمرار ثابتا ) الجرائم الثابتة) :وىي الجرائـ التي اذا بدأت في حالة االستمرار
انطمقت بذاتيا واستمرت دوف اف يحتاج استمرارىا الى تدخؿ جديد مف الجاني ،مثاليا جريمة لصؽ
جرائم مستمرة استمرار متتابعا ) متكر ار ) :ىي تمؾ الجرائـ التي يمزـ فييا تدخؿ إرادة الجاني
بصورة متعددة متتابعة لبقاء حالة االستمرار ،مثاليا جريمة حمؿ السبلح بدوف إجازة.
والراي الراجح اف الجرائـ المستمرة استمرار ثابتا ىي اقرب الى الجرائـ الوقتية ،اما وصؼ الجرائـ
المستمرة فيو ال يصدؽ اال عمى الجرائـ المستمرة استمرار متتابعا متجددا.
الجريمة المتالحقة :قد تتخذ الجريمة الوقتية مظير التتابع او التجدد والتكرار بأف ال يرتكب الجاني
جريمتو مرة واحدة وبفعؿ واحد انما عمى دفعات ،وىي تمؾ الجريمة التي يتكوف السموؾ االجرامي
المكوف لمركف المادي ليا مف عدة أفعاؿ متشابية متتابعة ،أي تكرار لفعؿ واحد مرات متعددة غير
134
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
اف ىذه األفعاؿ بمجموعيا ال تكوف اال سموكا اجراميا واحدا ألنيا جميعيا وقعت تنفيذا لمشروع
-1ان يكون األفعال متعددة :وىذ األفعاؿ ينبغي اف تكوف متماثمة أي تكرار لفعؿ واحد مرات
متعددة واف يكوف كؿ فعؿ قابؿ ألف يحقؽ الجريمة اذا ارتكب لوحده واكتفى بيا الجاني.
-2وحدة المشروع االجرامي :ويقصد بو الخطة الواحدة والركف المعنوي الواحد لقياـ الجريمة
-اف يكوف الحؽ المتعدي عميو واحدا وىو مسألة يقدرىا قاضي الموضوع وال يقتضي اف يكوف
المجنى عميو واحدا أف يسرؽ شخص دكانا ممموكا لشخصيف او اكثر يعد انو ارتكب جريمة واحدة
-اف ترتكب األفعاؿ المتعددة تنفيذا لتصميـ واحد وال يشترط وحدة الضحية بؿ قد تتعدى الضحايا
كما في المثاؿ أعبله ،كما ال يشترط وحدة التصميـ اف يكوف التصميـ عمى األفعاؿ جميعا وقع
في نفس الوقت فمف يدخؿ غرفة ويشاىد اكبل فيأكؿ منو فيكرر االكؿ منو يعتبر مرتكبا لجريمة
واحدة متبلحقة.
-3من حيث انفراد السموك او تكراره الى :جرائم بسيطة وجرائم اعتياد
أ -الجرائم البسيطة :تمؾ الجرائـ التي تتكوف السموؾ االجرامي المكوف لمركف المادي مف فعؿ
مادي واحد سواء كاف إيجابيا اـ سمبيا مستم ار او وقتيا كجرائـ السرقة والقتؿ والضرب.
135
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ب -جرائم االعتياد :تمؾ الجرائـ التي تتكوف السموؾ االجرامي المكوف لمركف المادي منيا مف عدة
أفعاؿ مادية متماثمة ،ىي في الحقيقية تكرار لفعؿ واحد مرات عديدة ولو اخذ كؿ فعؿ مف ىذه
األفعاؿ لوحده لكاف فعبل مباحا ولكف ىذه األفعاؿ بمجموعيا تكوف السموؾ االجرامي لجريمة
االعتياد ومثاليا اإلقراض بالربا الفاحش وجريمة زنا الزوج في منزؿ الزوجية في قانوف العقوبات
البغدادي ،ويشترط لقياـ جريمة االعتياد تكرار ارتكاب الفعؿ المكوف ليا ألكثر مف مرة أي مرتيف
عمى األقؿ.
أىمية تقسيـ الجرائـ الى جرائـ بسيطة وجرائـ االعتياد وتظير مف عدة نواحي منيا:
من حيث االختصاص :تكوف الجريمة البسيطة مف اختصاص المكاف الذي وقعت فيو الجريمة
بالنسبة الى الجرائـ الوقتية ومف اختصاص محاكـ جميع األماكف اذا كانت الجريمة مستمرة ،اما
جريمة االعتياد فتكوف مف اختصاص محكمة كؿ مكاف وقع فيو فعؿ مف األفعاؿ المكونة لمجريمة.
من حيث التقادم :في الجرائـ البسيطة تبدأ مدة التقادـ مف يوـ ارتكاب الجريمة اذا كانت
الجريمة وقتية ومف وقت انتياء الحالة اذا كانت مستمرة ،بينما في جرائـ االعتياد تبدأ مدة التقادـ
من حيث قوة الشيء المحكوم فيو :يحوز الحكـ القطعي في الجريمة البسيطة قوة الشيء
المحكوـ فيو بالنسبة لمواقعة مثؿ واقعة السرقة واذا كشؼ التحقيؽ جريمة أخرى بعد الحكـ فالحكـ
الصادر ال يمنع مف محاكمة الجاني مرة أخرى عمى اعتبار اف الجريمتيف مستقمتاف بينما في حالة
االعتياد إذا صدر حكـ ثـ اتضح اف ىناؾ بعض األفعاؿ لـ تشر الييا المحاكمة فبل يجوز محاكمة
الجاني عنيا ألف الحكـ الصادر يشمؿ كؿ األفعاؿ واالعتياد حالة تنتيي بتوقيع العقوبة والبد مف
136
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
من حيث عدم رجعية القانون الجنائي عمى الماضي :تسري القوانيف الجنائية عمى جرائـ
االعتياد تطبيقا لمبدأ عدـ رجعية القانوف الجنائي عمى الماضي حتى ولو بدأت تمؾ الجرائـ قبؿ
نفاذ تمؾ القوانيف ماداـ تكرار الفعؿ المكوف ليا وقعت بعد نفاذ تمؾ القوانيف.
-4من حيث عالنية السموك الى :جرائم متمبس بيا وجرائم غير متمبس بيا
تقسـ الجرائـ مف حيث عبلنية السموؾ الجاني الى جرائـ متمبس بيا وجرائـ غير متمبس بيا:
يقصد بالجرائم المتمبس بيا :تمؾ الجرائـ التي تكتشؼ حاؿ ارتكابيا او عقب ارتكابيا ببرىة يسيرة،
اما الجرائـ غير متمبس بيا فيي الجرائـ التي يمضي وقت بيف وقوعيا وكشفيا بحيث تصبح األدلة
وقد عرفت قانوف أصوؿ المحاكمات الجزائية العراقي رقـ ( )23لسنة 1971المعدؿ الجريمة
المتمبس بيا في الفقرة ) ب ( مف المادة األولى بقوليا" تكون الجريمة مشيودة اذا شوىدت حال
ارتكابيا او عقب ارتكابيا ببرىة يسيرة او اذا تبع المجني عميو مرتكبيا اث وقوعيا او تبعو
الجميور مع الصياح او اذا وجد مرتكبيا بعد وقوعيا بوقت قريب حامال االت او أسمحة او
امتعة او أوراقا او أشياء أخرى يستدل منيا عمى انو فاعل او شريك فييا او اذا وجدت بو في
إذا اتبع المجني عميو مرتكبيا أثر وقوعيا او تبعو الجميور مع الصياح.
إذا وجد مرتكبيا بعد وقوعيا بوقت قريب حامبل االت او أسمحة او امتعة او أوراقا او أشياء
أخرى.
أىمية تقسيم الجرائم الى متمبس بيا وغير متمبس بيا تظير من عدة نواحي منيا:-
-1من حيث جواز القبض عمى المتيم :اجاز قانوف أصوؿ المحاكمات الجزائية لكؿ ) فرد -
حاكـ -محقؽ -ضابط شرطة -شرطي -خفير ( اف يقبض عمى الشخص الذي يجده متمبسا
-2من حيث التمبس بالزنا :جعؿ قانوف العقوبات العراقي حالة التمبس بالزنا عذ ار قانونيا يمزـ
تخفيؼ العقوبة الى الحبس مدة ال تزيد عمى ثبلث سنوات مف يقتؿ زوجتو او احدى محارمو في
-3من حيث التمتع بالحصانة البرلمانية :اعطى المشرع حصانة ألعضاء المجالس التشريعية
بموجبيا ال يجوز توقيؼ عضو المجمس اال بعد اخذ موافقة المجمس نفسو وقد استثنى ما اذا تـ
القبض عمى العضو وىو متمبس بالجريمة المادة ( )49مف الدستور العراقي.
تقسـ الجرائـ بالنظر الى النص القانوني الذي ينشئيا الى جرائـ القانوف العاـ والجرائـ العسكرية.
-1جرائم القانون العام ) الجرائم العادية( :تمؾ الجرائـ المنصوص عمييا في قانوف العقوبات
والقوانيف المكممة والتي ترتكب مف قبؿ االفراد اخبلال بنظاـ المجتمع ومصالح افراده كجرائـ القتؿ
والنصب.
-2الجرائم العسكرية :تمؾ الجرائـ التي يعاقب عمييا قانوف العقوبات العسكري وتعتبر اخبلال
بواجبات لفريؽ مف االفراد ىـ افراد القوات المسمحة ارجعة الى حالتيـ او الى وظيفتيـ وىي أوسع
نطاقا مف الجرائـ العادية ألنيا تحتوي عمى جرائـ قانوف العقوبات العاـ مضافا الييا الجرائـ المخمة
بالنظاـ العسكري.
138
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
أ -الجرائم العسكرية البحتة :وىي تمؾ الجرائـ التي تقع ممف لو الصفة العسكرية اخبلال منو
بالواجبات العسكرية كجريمة مخالفة األوامر العسكرية وجريمة اليرب مف ساحة المعركة وجريمة
ب -الجرائم العسكرية المختمطة :وىي تمؾ الجرائـ التي نص عمييا قانوف العقوبات العاـ وتوصؼ
بانيا عسكرية لوقوعيا مف قبؿ شخص لو الصفة العسكرية كجريمة القتؿ وااليذاء وغيرىا.
أىمية التقسيم الى الجرائم العسكرية والجرائم العادية تظير من النواحي التالية:
-1من حيث االختصاص :محاكـ الجزاء العادية تكوف مف اختصاصيا النظر في الجرائـ العادية
-2من حيث العقوبات :يحتوي الجرائـ العسكرية باإلضافة الى عقوبات القانوف العاـ عقوبات
أخرى كعقوبة الحرماف مف القدـ وعقوبة الطرد وعقوبة اإلحالة عمى نصؼ الراتب ،كما اف
العقوبات المقررة لمجرائـ العسكرية المختمطة اشد مف العقوبات المقررة لنفس الجرائـ في قانوف
العقوبات العاـ.
تقسـ الجرائـ مف حيث ركنيا المعنوي الى الجرائـ العمدية والجرائـ غير العمدية.
الجريمة العمدية )الجريمة المقصودة) :تمؾ الجرائـ التي تكوف انصراؼ إرادة الجاني الى ارتكاب
الفعؿ المكوف لمجريمة والى احداث النتيجة الجرمية الناشئة عف توافر القصد الجنائي كأف يقوـ
139
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
الجريمة غير العمدية ) الجريمة غير المقصودة( :تمؾ الجرائـ التي تكوف انصراؼ إرادة الجاني
الى الفعؿ فقط دوف احداث النتيجة الجرمية كأف يطمؽ شخص رصاص ألجؿ الصيد فأصاب
انساف فقتمو ،والجرائـ العمدية تعد اشد خطورة مف الجرائـ غير العمدية ولذلؾ جاءت عقوبتيا اشد.
اىمية التقسيم بين الجرائم العمدية والجرائم غير العمدية من عدة نواحي:
من حيث الجريمة اإليجابية التي تقع بطريقة االمتناع :اف ىذه الجريمة ال يمكف تصورىا اال
من حيث العقوبة :تكوف عقوبة الجريمة العمدية اشد مف عقوبة الجريمة غير العمدية فعقوبة
من حيث الشروع :يتحقؽ الشروع في الجرائـ العمدية )الجنايات والجنح فقط( دوف الجرائـ غير
ال قياـ لممسؤولية الجنائية دوف وجود مجرـ مسؤوؿ عف الجريمػة أي أف ماديػات الجريمػة يجػب أف
تكػػوف صػػادرة عػػف إنسػػاف مسػػؤوؿ ،ومػػف أجػػؿ ذلػػؾ كػػاف االنسػػاف ىػػو وحػػده الػػذي توجػػو إليػػو أحكػػاـ
قانوف العقوبات ألنػو وحػده الػذي يػدركيا ،ولػيس صػفو االنسػانية ىػي الشػرط الوحيػد بػؿ يشػترط فيػو
أيض ػػا أف يك ػػوف أىػ ػبلً لممس ػػؤولية أي يك ػػوف عن ػػده االرادة ،وتك ػػوف االرادة معتبػ ػرة إذا كان ػػت مدرك ػػة
مختارة وعميو يمكػف ان نعرف المجرم بأنو :كل إنسان اقترف جريمة وكـان أىـالً لممسـؤولية حـين
وجػدير بالػػذكر أنػػو اليػزاؿ ىنػػاؾ خبلفػػا بػػيف الفقيػػاء بشػػأف المسػػؤولية الجنائيػػة لؤلشػػخاص المعنويػػة
مف المسمـ بو أف مف يرتكب الجريمة مف عماؿ الشخص المعنوي وممثميو يسػأؿ عػف فعمػو شخصػيا
ولو كاف قد ارتكبو لمصمحة الشخص االعتباري الذي يمثمو وباسػمو ،واالشػخاص المعنويػة ال تسػأؿ
جنائيا عما يقع مف ممثمييا الف المسؤولية الجنائية تستمزـ االدارة والشخص االعتباري ال إدارة لو.
امػػا بالنسػػبة لمفقػػو الحػػديث فيػػرى ضػػرورة تقريػػر المسػػؤولية الجنائيػػة لؤلشػػخاص المعنويػػة ،وىنػػاؾ مػػف
يػػرى اف الشػػخص االعتبػػاري يكػػوف مسػػؤوال جنائيػػا ولكنػػو لػػيس أىػػبل لتوقيػػع العقوبػػة والمشػػرع الع ارقػػي
أق ار مبدأ المسؤولية الجنائية لؤلشخاص المعنويػة فػي المـادة ( )81إذ نصـت عمـى أنـو" :االشـخاص
المعنويــة فيمــا عــدا مصــالح الحكومــة ودوائرىــا الرســمية وشــبو الرســمية مســؤولية جزائيــا عــن
الج ـرائم التــي يرتكبيــا ممثموىــا أو مــديروىا أو وكالئيــا أو لحســابيا أو باســميا وال يجــوز الحكــم
عمييــا بغيــر الغرامــة والمصــادرة والتــدابير االحترازيــة المعتــدة لمجريمــة قانونـاً .فــاذا كــان القــانون
يقــرر لمجريمــة عقوبــة اصــمية غيــر الغرامــة أبــدلت بالغرامــة وال يمنــع ذلــك مــن معاقبــة مرتكــب
ثار خػبلؼ كبيػر حػوؿ االسػاس التػي تقػوـ عميػو المسػؤولية الجنائيػة وىػؿ اف االنسػاف عنػدما يرتكػب
الجريمة ومخير اـ مجبر ( مسير) ؟ لئلجابة عف ىذا السؤاؿ ظير مذىباف أساسياف ىما -:
وىػػو المػػذىب االقػػدـ مضػػمونو اف االنسػػاف يممػػؾ الحريػػة فػػي اعمالػػو المختمفػػة وبالتػػالي فبإمكانػػو أف
يختػػار بػػيف مختمػػؼ السػػبؿ دوف اف يكػػوف مجب ػ ار عمػػى سػػموؾ معػػيف ،وىػػذا يسػػتمزـ اف يكػػوف مػػدركاً
ألفعالػػو مميػ اًز ليػػا ،أي اف االنسػػاف إذا ارتكػػب جريمػػة فإنيػػا تكػػوف راجعػػة الػػى محػػض اختيػػاره ولػػذلؾ
يكػػوف مسػػؤوال عنيػػا اذا تػوافر شػػرطاف ىمػػا( :االختيــار أي الحريــة– واالدراك أي التمييــز) ،وبالتػػالي
فإف فقد االنساف ال دراكو لعاىة في عقمو أو صغره او االكراه يزيؿ عنو المسؤولية الجنائية .
141
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
يرى اصحاب ىذا المذىب ان ىدف العقوبة ىي (تكفير عن ذنب – لتحقيق العدالة).
ومضمونو انكار حرية االختيار ألف اعماؿ االنساف حسب اعتقادىـ ليسػت وليػدة إرادة حػرة بػؿ إنيػا
تتكيػػؼ او تتػػأثر تبع ػاً لممػػؤثر االقػػوى مػػف بػػيف العوامػػؿ المختمفػػة التػػي تحػػيط بػػو ،وأف االنسػػاف فػػي
اعمالو وتصػرفاتو يخضػع لعوامػؿ مختمفػة منيػا عوامػؿ ( نفسػيو – وراثيػة -اجتماعيػة – اقتصػادية
.)...
لذلؾ بقوؿ اصحاب ىذا الراي اف الجريمة ال ترجع الػى اختيػار الجػاني وانمػا مقػدرة عميػو واف افعػاؿ
االنساف وتصرفاتو ومنيا الجريمة البد اف تكوف نتيجة حتمية ألسباب مؤديػة إلييػا ،وألجػؿ مكافحػة
وباإلضافة الى ان ىدف العقوبة ىي وسيمة تدافع بيا الجماعة عـن نفسـيا ضـد الجريمـة فيـي
تقدير المذىبين -:يبلحػظ اف كػبل مػف المػذىبيف ينطػوي عمػى جانػب مػف الحقيقػة ولكػف مػع ذلػؾ
يؤخذ عمييا التطرؼ في الرأي والمغاالة في الحكـ .فميس صحيحا اف االنساف يتمتػع بمطمػؽ الحريػة
أو اف االنساف ال يممؾ إرادة حرة بؿ مقيدة والحقيقية ىي الوسط بيف المذىبيف اي اف االنساف يتمتع
بحرية ولكػف ىػذه الحريػة مقيػدة بعوامػؿ ال يممػؾ السػيطرة عمييػا وىػي التػي توجيػو نحػو ال خيػار لػو
فيو ،ولكنيا التصؿ الى حد إمبلء الفعؿ عميو وانما تترؾ لو قد اًر مف الحرية يتصرؼ فيو.
والصواب ىو التوقيؼ بيف المذىبيف وىذا ما سار عميو المشرع العراقي في المادة ( )61من قانون
العقوبات العراقي إذا نصت عمى إنو ":ال يسأل جزائياً من كان وقت ارتكاب الجريمـة فاقـد االدراك
أو اإلرادة لجنــون أو عاىــة فــي العقــل بســبب كونــو فــي حالــة ســكر او تخــدير نتجــت عــن م ـواد
مسكرة أ مخدرة أعطيت لو قس ارً أو عمى غير عمم منو بيا ،أو ألي سب اخر يقرر العمم أنو يفقد
142
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
االدراك اإلرادة .أما أذا لم يترتب عمى العاىـة فـي العقـل أو المـادة المسـكرة أو المخـدرة أو غيرىـا
سوى نقض أو ضعف في االدراك أو اإلرادة وقت ارتكاب الجريمة عد ذلك عذ ارً مخففاً".
ومـن الـنص اعـاله يتضـح لنـا ان المشـرع العراقــي اخـذ بمـذىب االختيـار فـي المسـؤولية الجنائيــة
ومع ذلك فيي ال تأخذ بو بشكل مطمق وانما قيده بشرطين ىما( :االدراك – حرية االختيار)
-1االدراك ( التمييــز ) :ىػػو قػػدرة االنسػػاف عمػػى فيػػـ ماىيػػو أفعالػػو وتص ػرفاتو وتوقػػع النتػػائج التػػي
تترتب عمييا ،فاإلنساف يسػأؿ عػف فعمػو ولػو كػاف يجيػؿ أف القػانوف يعاقػب عميػو( ،الجيػؿ بالقػانوف
ليس بعذر).
وينتفي اإلدراؾ بسبب (صغر السػف – االصػابة بعاىػة عقميػة او نفسػية – غيبوبػة ناشػئة عػف سػكر
-2حريـــة االختيـــار :ى ػػي ق ػػدرة االنس ػػاف عم ػػى تحدي ػػد الوجي ػػة الت ػػي تتخ ػػذىا إرادت ػػو ،وتنتف ػػي حري ػػة
االختيػػار بنػػوعيف مػػف االسػػباب ىمػػا :أس ػػباب خارجيػػة (االك ػراه – حالػػة الضػػرورة) وأسػػباب داخمي ػػة
(االص ػػابة بعاى ػػة عقمي ػػة – نفس ػػية ) .وألج ػػؿ ذل ػػؾ يرف ػػع المس ػػؤولية الجنائي ػػة عن ػػد غي ػػاب االدراؾ أو
اف توافر اإلدراؾ وحرية االختيار أي االىمية ىما أساس المسؤولية الجنائية ولكف لتحقيؽ المسػؤولية
الجنائية ينبغي تحقيؽ سبب باإلضافة الى ذلؾ وىو (الخطأ) ،أذف الخطأ ىػو سػبب لقيػاـ المسػؤولية
الجنائية.
والخطــأ بمعنــاه العــام ىــو الخطيئــة التــي تبــرر توقيــع العقــاب ومقتضــاىا مخالفــة أوامــر الشــارع
-1الخطــأ العمــدي :ويعبػػر عنػػو اصػػطبلحاً بالقصػػد الجنػػائي ويتحقػػؽ عنػػدما يريػػد االنسػػاف الفعػػؿ
ويريد النتيجة التي تتكوف منيا الجريمة ،مثؿ اف يطعف الجاني عدوه بسبلح قاصدا قتمو فيموت.
-2الخطأ غير العمـدي :ويتحقػؽ عنػدما يريػد االنسػاف الفعػؿ فقػط وال يريػد النتيجػة أي عنػدما يريػد
الفعؿ فقط غير قاصد النتيجة بسبب اىمالو او عدـ اختياط كجريمة القتؿ الخطأ.
وىو أخطر صور الركف المعنوي ،اذا تنصرؼ إدارة الجنائي الى السموؾ االج ارمػي والػى مػا يترتػب
عميػػو مػػف نتيجػػة جريمػػة ،وقػػد عرفػػو قــانون العقوبــات العراقــي فــي المــادة ( ) 33بقوليــا" :القصــد
الجرمي ىو توجيـو الفاعـل إرادتـو الـى ارتكـاب الفعـل المكـون لمجريمـة ىادفـاً الـى نتيجـة الجريمـة
ويتضمف ىذا التعريؼ عنصري القصد الجنائي ىما ( :العمم – اإلرادة ).
-1اإلدارة :يجػػب اف تنصػػب إرادة الجػػاني الػػى الس ػػموؾ الػػذي تقترفػػو ،أي اقت ػراف الجػػاني لمجريم ػػة
بصورة إرادية وبحرية اختيار أيضا ،مما يترتب عميو أنو إذا تبيف اف الفعؿ ارتكػب الفعػؿ عػف اكػراه
او بسػػبب قػػوة قػػاىرة أو تحػػت تػػأثير التنػػويـ المغناطيسػػي أو غيبوبػػة فػػبل يتػػوفر القصػػد الجنػػائي لعػػدـ
توافر اإلرادة مثؿ اف يموت الرضيع بسبب حركة امو وىي نائمة الى جانبو.
وىكػػذا يظيػػر اف لتحقيػػؽ القصػػد الجنػػائي ينبغػػي اف تنصػػرؼ ارادة الجػػاني الػػى السػػموؾ والػػى تحقيػػؽ
النتيجػػة التػػي تنشػػا عػػف ىػػذا السػػموؾ ويجػػب عػػدـ الخمػػط بػػيف القصػػد واإلرادة حيػػث اف اإلرادة تعنػػي
-2العمــم :حتػػى يتحقػػؽ القصػػد الجنػػائي ال يكفػػي اف يريػػد الجػػاني السػػموؾ االج ارمػػي والنتيجػػة التػػي
حصمت وانما ينبغي كذلؾ اف يكوف عالماً بأنو يقترؼ جريمة واف إرادتو متجية الفت ارضػيا بالشػروط
144
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
التي نص عمييا القانوف ،فاذا استولى شخص عمى حقيقة في محطة قطار وكاف يعمـ أنيا ليست لو
وانمػػا ممموكػػة لمغيػػر يعػػد فعمػػو جريمػػة (سػرقة) ،ولكػػف إذا كػػاف يظػػف انيػػا حقيبتػػو وانػػو أخػػذىا بسػػبب
الغمػط فينتفػي القصػد الجنػائي لديػو إذا ثبػت ذلػػؾ ،كمػا ال تعتبػر المػرأة مرتكبػة لجريمػة االجيػػاض إذا
في ىذه الصورة يفترض اف شخصاً يريد قتؿ خصـ لو فيقع القتؿ ضد شخص أخر مثؿ اف يتربص
شػػخص فػػي الظػػبلـ ليقتػػؿ عػػدوه وعنػػدما يبصػػر شخص ػاً قادم ػاً فػػي الظػػبلـ يطمػػؽ عميػػو النػػار ويرديػػو
قت ػػيبلً معتق ػػداً أن ػػو ع ػػدوه ،وى ػػذا ال ي ػػؤثر ف ػػي قي ػػاـ القص ػػد الجن ػػائي وبالت ػػالي قي ػػاـ الجريم ػػة وتحقي ػػؽ
ويتحقػػؽ ىػػذه الصػػورة عنػػدما يخطػػى الجػػاني فػػي توجيػػو السػػموؾ االج ارمػػي بػػأف يقصػػد قتػػؿ شػػخص
معػػيف ولكنػػو يخطػػئ فيصػػيب غي ػره ،مثػػؿ أف يطمػػؽ شػػخص عيػػا ار ناري ػاً عمػػى خصػػمو فػػبل يحسػػف
التصويب فيصيب غيره ،في ىذه الحالة الرأي الراجح في الفقو والقضاء إف الخطأ الذي يقع ال يغير
مػػف مسػػؤولية الجػػاني عػػف الجريمػػة؛ ذلػػؾ الف النتيجػػة الواقعػػة واحػػدة وىػػي ازىػػاؽ روح انسػػاف عمػػداً
يقصـــد بالباعـــث عمـــى الجريمـــة :ىـــو الســـبب الـــذي يـــدفع الجـــاني الـــى اقتـــراف الجريمـــة ،مث ػػؿ
(االنتقاـ – الثأر – الشفقة عمى مريض ميؤوس مف شفائو – غسؿ العار – الطمع.)...
145
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
وال يعتد القانوف بالباعث عمى ارتكاب الجريمة ،وفػي ذلػؾ تقػوؿ المـادة ( )38مـن قـانون العقوبـات
العراقي" :ال يعتد بالباعث عمى ارتكاب الجريمة مالم ينص القانون عمى خالف ذلك".
وبػػالرغـ منػػذ ذلػػؾ فقػػد يأخػػذ القػػانوف بالباعػػث أحيان ػاً إذا كانػػت الباعػػث ش ػريفاً ويعتب ػره عػػذ اًر قانوني ػاً
مخفف ػاً ،وىػػذا مػػا نصػػت عميػػو المــادة ( )128مــن قــانون العقوبــات العراقــي ":يعتبــر عــذ ارً مخفف ـاً
ارتكــاب الجريمــة لبواعــث شــريفة" ،كمػػا يجػػوز لمقاضػػي بحػػدود سػػمطتو التقديريػػة اف يحكػػـ بالعقوبػػة
األدنى.
يراد بالقصد العام (القصد العـادي) :الػذي يتعػيف تػوافره فػي كافػة الجػرائـ العمديػة ،أي إدارة السػموؾ
وادارة النتيجة والعمـ بيما ،مثؿ جرائـ القتؿ والضرب والجرح وغيرىا.
امػا القصد الخـاص :ىػو انصػراؼ نيػة الجػاني الػى تحقيػؽ غايػة معينػة أو باعػث خػاص فضػبلً عػف
توافر القصد العاـ (العمد) ،مثؿ قصد الجاني تممؾ الماؿ في جريمة السرقة.
القصــد المحــدد :يتحقػػؽ القصػػد المحػػدد عنػػدما تكػػوف إدارة الجػػاني متجيػػة نحػػو تحقيػػؽ نتيجػػة معينػػة
بالذات ،مثؿ أف يريد شخص قتؿ أحمد فاطمؽ عميو الرصاص وأرداه قتيبلً.
القصد غير المحدد :ويتحقؽ عندما تنصرؼ إرادة الجاني إلى تحقيؽ نتائج جريمة غير معينة ،مثؿ
اف يريد شػخص قتػؿ إنسػاف او اشػخاص غيػر معيػيف بالػذات ،مثػؿ اف يمقػي شػخص قنبمػة فػي حشػد
مف الناس.
146
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ويتساوى القصد المحدد والقصد غير المحدد مف حيث تحقيؽ النتيجة ألف كبلً منيما يحقؽ الجريمة
العمديػػة ،ىػػذا مػػا نصػػت عميػػو المـــادة ( )33فـــي فقرتيـــا الرابعـــة مـــن قـــانون العقوبـــات العراقـــي:
"ويتحقق سبق االصرار سواء كان قصد الفاعل من الجريمة موجياً الى شخص معـين أو إلـى أي
شخص غيـر معـين وجـده أو صـادفو وسـواء كـان ذلـك القصـد معمقـا عمـى حـدوث أمـر أو موقوفـاً
عمى شرط".
القصد البسيط :يراد بو اتجاه إرادة الجاني إلى ارتكاب الواقعة المحرمة مػع عممػو بػذلؾ وىػي مجػردة
القصــد مــع ســبق االص ـرار :ويػراد بػػو اتجػػاه إرادة الجػػاني إلػػى ارتكػػاب الواقعػػة المحرمػػة وىػػي مقترنػػة
بظػػرؼ سػػبؽ االص ػرار وفػػي ذلػػؾ تقػػوؿ المـــادة ( ) 33فـــي الفقـــرة الثانيـــة مـــن قـــانون بالعقوبـــات
ويعػػرؼ المــادة ( ) 33فــي الفقــرة الثالثــة ســبق االصـرار بأنــو" :التفكــر المصــمم عميــو فــي ارتكــاب
لػػذلؾ ينبغػػي لتحقيػػؽ سػػبؽ االص ػرار أف يت ػوافر عنص ػراف ىمػػا :عنصػػر التصػػميـ السػػابؽ ،وعنصػػر
ىدوء الباؿ.
أ -عنصــر التصــميم الســابق :ويقصػػد بػػو عقػػد النيػػة عمػػى ارتكػػاب الجريمػػة قبػػؿ تنفيػػذىا بفتػرة زمنيػػة
معينة ولـ يحدد القانوف مدة ىذه الفترة الزمنية بؿ تركيا لتقدير القاضي حسب ظروؼ مبلبسات كؿ
واقعة.
147
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ب -عنصر ىدوء البال :ويقصػد أال يكػوف الجػاني قػد خػرج عػف طػوره فارتكػب الجريمػة تحػت تػأثير
عاطفة جامحة بؿ ارتكبيا وىو ىػادئ الػنفس واالعصػاب وغيػر مضػطرب وال متيػيج ممػا يػدؿ عمػى
التصػػميـ األكيػػد والعػػزـ بعػػد اف زاف االمػػور وقػػدر العواقػػب فاختػػار الجريمػػة ،أي رسػػـ خطػػة سػػابقة
لتنفيذ الجريمة سواء كاف القصد محػدد أو غيػر محػدد وكمػا بينيػا المشػرع الع ارقػي فػي الفقـرة الرابعـة
من المادة ( )33بقوليا" :يتحقق سبق االصرار سواء كان قصد الفاعل مـن الجريمـة موجيـا إلـى
شخص معين أو إلى أي شخص غيـر معـين وجـده أو صـادفو ،"...ومثػاؿ مػف كػاف يعػد العػدة بعػد
تصميـ عمى قتؿ اوؿ شخص يعترض طريقو او يدخؿ لمشارع الذي يسكنو .ويتحقػؽ سػبؽ االصػرار
أيضا لو كاف القصد معمقاً عمى حدوث أمر أو موقوفا عمى شرط كما اشار الييػا الفقرة الرابعـة مـن
المادة ( )33بقوليا ..." :سـواء كـان ذلـك القصـد معمقـا عمـى حـدوث أمـر أو موقوفـا عمـى شـرط"
ومثاؿ عمى سبؽ االصرار المعمؽ عمػى حػدوث أمػر كمػف يعػزـ عمػى قتػؿ دائنػو فيمػا إذا حجػز عمػى
محمػػو أو اموالػػو ،أمػػا بالنسػػبة الػػى سػػبؽ االصػرار الموقػػوؼ عمػػى شػػرط كػػأف تعػػد العشػػيقة العػػدة لقتػػؿ
القصــد المباشــر :يكػػوف القصػػد مباش ػ اًر إذا قصػػد الجػػاني السػػموؾ واراد النتيجػػة س ػواء كانػػت النتيجػػة
محػػددة مثػػؿ اف يعتمػػد شػػخص قتػػؿ أخػػر أـ غيػػر محػػددة كمػػف يتعمػػد قتػػؿ مػػف يعتػػرض أيػػا كػػاف ىػػذا
بينمػػا القصــد غيــر المباشــر أو االحتمــالي :في ػراد بػػو إذا اراد الجػػاني نتيجػػة معينػػة فتنشػػأ عػػف فعمػػو
نتيجة أو نتائج أخرى لـ يكف يقصدىا أي النتيجة تكوف محتممة لعممو وليا عدة صور:
148
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
أ -قد يكوف الجاني قد توقع النتيجة ولكنو واف لـ يكف قد ارادىا فإنو لـ ييتـ بيا بحيث كػاف تحققيػا
وعدمو لديو سواء فيمضػي فػي فعمػو فتحػدث النتيجػة ،مثػؿ اف يضػع شػخص السػـ فػي الطعػاـ وكػاف
يتوقػػع اف يشػػارؾ فػػي الطعػػاـ المسػػوـ اشػػخاص أخػريف ولكنػػو لػػـ ييػػتـ لػػذلؾ .ويســأل الجــاني وكأنــو
ب -او يكوف الجاني قد توقع النتيجة ولكنو لـ يقبميا ولـ يردىا واعتمد عمى التخمص منيا بميارتو،
مثؿ اف يسير الجاني بسيارتو بسػرعة كبيػرة فػي طريػؽ مػزدحـ ويتوقػع اف يصػدـ بعػض المػارة فيقتمػو
أو يجرحو ولكنو يعتمد عمى ميارتو في القيادة لتفادي ىذه النتيجة.
ج-او ال يكوف الجاني قد توقع النتيجة في حيف أنو كاف يجب عميو توقعيا كمػف يعتػدي عمػى امػرأة
حبمى بالضرب وىو يجيؿ أنيا حبمى فيؤدي الضرب إلى اجياضيا.
فــي جميــع الصــور اعــاله لــم يعمــل الجــاني عمــى تحقــق النتيجــة ولكــن تحققيــا كــان محــتمالً .امػػا
بالنسبة لموقؼ التشريعات فمـ يكف اسػموب المعالجػة واحػدة فمنيػا مػا حمػؿ الجػاني مسػؤولية النتيجػة
المحتممة ومنيا مف اعتبرىا غير عمدية ومنيا مف سكت عف ايراد حكـ ليا وترؾ االمر لمفقو.
ولقػػد عػػالج قػػانوف العقوبػػات الع ارقػػي ىػػذه المسػػألة فػػي المــادة ( ) 34إذ نصــت عمــى أنــو "تكـــون
الجريمة عمدية إذا توافر القصد الجرمي لدى فاعميا وتعد الجريمة عمديـة كـذلك...ب -إذا توقـع
ويبلحظ عمى ىذا النص اف المشرع العراقي قد ساوى بيف القصد المباشػر والقصػد االحتمػالي بشػرط
اف يكوف الجاني قد توقع النتيجة االجرامية فأقدـ عميو وخاطر بحدوثيا أي بتوافر شرطيف ىما:
149
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-1توقع حصول النتيجة االجرامية :ويراد بو اف تكوف النتيجػة محتممػة بالنسػبة لمفعػؿ الػذي يرتكبػو
الجػػاني أمػػا فػػي القصػػد المباشػػر تكػػوف وقػػوع النتيجػػة أمػػر الزـ ولػػيس احتمػػالي فػػاذا لػػـ يكػػف النتيجػػة
محتممػػة ال يتحقػػؽ القصػػد االحتمػػالي ،ألف المعيػػار الػػذي يأخػػذ بػػو ىػػذا الػػنص ىػػو معيػػار شخصػػي
وليس موضوعي.
-2قبول النتيجة االجرامية :ويقصد بو اف الجػاني يتوقػع النتيجػة ولكػف بػالرغـ مػف ذلػؾ يقبػؿ عميػو
ويسػػعى لػػو وال ينصػػرؼ عنػػو .ومثػػاؿ ذلػػؾ مػػف يريػػد قتػػؿ عػػدوه بالسػػـ فيضػػع السػػـ فػػي طعػػاـ مػػع انػػو
توقع اف يشاركو الطعاـ السموـ اشػخاص أخػروف ويموتػوف ولكنػو قبػؿ بالنتيجػة ولػذلؾ يسػأؿ الجػاني
وبنــاء عمــى مــا تقــدم يالحــظ ان المشــرع العراقــي ســاوى بــين القصــد المباشــر والقصــد االحتمــالي
ولكنــو اخــذ بالقصــد االحتمــالي بأضــيق صــورة وىــي الصــورة التــي يتوقــع فييــا الجــاني النتيجــة
-5القصد المتعدي:
ويسمى بجرائـ متعدية القصد :ويتحقؽ ىذه الجريمة إذا ارتكب الجاني سموكاً اجرامياً بقصد احداث
نتيجػػة جرميػػة معينػػة غيػػر أف سػػموكو افضػػى إلػػى إحػػداث نتيجػػة جرميػػة أشػػد جسػػامة مػػف تمػػؾ التػػي
عمم ػاً أف المسػػؤولية فػػي الج ػرائـ ذات القصػػد المعتػػدي ال تقػػوـ عمػػى اسػػاس فك ػرة القصػػد االحتمػػالي
لعػػدـ وجػػود عنصػػر توقػػع النتيجػػة ،ومػػف الجػرائـ المعتػػدي القصػػد ىػػي جريمػػة الضػػرب المفضػػي الػػى
المػػوت المػػادة ( ،)411وجريمػػة الحريػػؽ العمػػد المفضػػي الػػى المػػوت المػػادة ( ،)342وجريمػػة االيػػذاء
المفضي الى عاىة مستديمة المػادة ( ،)412وجريمػة االجيػاض المفضػي الػى المػوت المػادة (417
151
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
و ،)418وغيرىا ومما تجدر االشارة الى اف المشرع قد قرر عقوبات أخؼ مف تمؾ المقػررة لمجػرائـ
يقصػػد بالخطػػأ غيػػر العمػػدي :ىػػو عػػدـ اتخػػاذ الجػػاني واجػػب الحيطػػة والحػػذر الػػذي يقتضػػيو النظػػاـ
القانوني وعدـ حيمولتو تبعا لذلؾ مف أف يػؤدي سػموكو الػى حػدوث النتيجػة الجرميػة (الجريمػة) ،مثػؿ
اف يطمؽ شخص رصاصة مف اجػؿ اصػطياد حيػواف فيصػب بيػا إنسػاف ويقتمػو ،فػاف اىمػاؿ الجػاني
وعدـ احتياطو ىو أساس الخطأ غير العمدي ،ويمزـ اف يتوفر اركاف الجريمة مف ركف مػادي والػذي
يتضػػمف ارتبػػاط سػػموؾ الجػػاني بعبلقػػة السػػببية مػػف النتيجػػة والػػركف المعنػػوي المتمثػػؿ بالخطػػأ غيػػر
العمػػدي .ويسػػاؿ الجػػاني عػػف النتيجػػة الجرميػػة ول ػػو لػػـ يكػػف يتوقعيػػا؛ ألنػػو كػػاف عميػػو اف يتوقعي ػػا
وبالتالي يتخذ الحيطة والحذر لمنع وقوعيا ،اما أذا كانت النتيجة غير متوقعػة فػاف الجػاني ال يسػاؿ
عنيا.
وتعد جرائـ الخطأ أقؿ خطػورة مػف الجػرائـ العمديػة ،وبالتػالي يكػوف عقوبتيػا أخػؼ؛ نظػ اًر لعػدـ وجػود
القصد الجنائي.
والمعيار في تحديد االخالل بواجـب الحيطـة والحـذر ىـو معيـار موضـوعي أساسػو تصػور شػخص
حريص في سموكو لو وجد في نفس ظروؼ المتيـ عند وقوع الحادثة فيؿ كػاف يتصػرؼ عمػى نفػس
النحػػو الػػذي تصػػرؼ فيػػو المػػتيـ؟ فػػاذا كػػاف الج ػواب باإليجػػاب فعندئػػذ ينتفػػي ركػػف الخطػػأ واذا كػػاف
151
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
نص قانوف العقوبات العراقي عمى صور الخطأ غير العمدي فػي المادة ( )35من قانون العقوبات
العراقـي عمـى أنـو" :تكـون الجريمـة غيـر عمديـة إذا وقعـت النتيجـة االجراميـة بسـبب خطـأ الفاعــل
سـواء كــان ىــذا الخطــأ إىمــاالً أو رعونــة أو عــدم انتبــاه أو عــدم احتيــاط أو عــدم مراعــاة القـوانين
-1االىمال :ىو الغفمة مف القياـ بمػا ينبغػي لمرجػؿ البصػير اف يفعمػو وتتمثػؿ بالسػموؾ السػمبي الػذي
ينشػا عنػو الضػرر الجرمػػي ،مثػؿ سػائؽ العربػة الػػذي يتػرؾ الحجػارة التػي اسػػتعمميا فػي ايقػاؼ عربتػػو
فػػي الطريػػؽ العػػاـ ويصػػطدـ بيػػا عربػػة أخػػرى ويصػػاب راكبيػػا بػػأذى ،وىػػذه الصػػورة يتمثػػؿ بالسػػموؾ
السمبي.
-2عدم االنتباه :ويتكوف مف الطيش أو الخفة غير المعذورة ويتشابو مع االىماؿ بأنو سموؾ
السمبي ،ومثالو الشخص الذي يحمؿ قضباناَ حديدية في طريؽ ضيؽ مزدحـ ويصيب احد المارة.
-3الرعونة (ذوي المين) :وتعني الخفة والطيش وعدـ االتزاف ،ويقصد بيا عدـ الدراية فػي الشػؤوف
الفنية او المينية ومثاليا البناء غير الماىر الذي يسبب بعممو سقوط بعض االحجػار عمػى االخػريف
-4عدم االحتياط (التقصير) :ويقصد عدـ االحتراز أو عدـ التحفظ مما يسبب مسؤولية الجاني عف
نتيجة سموكو؛ الئو كاف في اسػتطاعتو أف يحػوؿ دوف وقػوع الحػادث لػو تصػرؼ بحػذر وتعقػؿ ،مثػؿ
الشخص الذي يقود سيارتو بسرعة في طريؽ مزدحـ فيصدـ احد المارة فيقتمو.
-5عدم مراعاة القوانين واالنظمـة واالوامـر :ويقصػد بػو عػدـ التػزاـ الجػاني باألنظمػة والقػوانيف مثػؿ
اف يسمـ سيارتو لشخص ال يحمؿ اجازة سوؽ وال يجيد السػياقة فيعمػد الػى حػادث اصػطداـ ويصػيب
احدىـ.
152
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
والواقع اف ىذه الصور متداخمة مع بعضيا البعض بحيث يتعذر الفصؿ بينيا وكاف باإلمكاف
االستعاضة عف ىذه الصور الخمسة بصورة واحدة وىي التقصير واالىمال وعدم االحتياط الذي
ويراد بيا الحاالت التي ت تجرد فييا اإلرادة مف القيمة القانونية .أو ىي الحاالت التي ينتفي فييا
اإلدراؾ أو االختيار أو كمييما معا .وذكرىا المشرع العراقي في المواد مف ( ،)65-61إذ نصت
المادة ( )61عمى أنو" :ال يسأل جزائياً من كان وقت ارتكاب الجريمة فاقدا اإلدراك او االرادة
لجنون أو عاى ة في العقل أو بسبب كونو في حالة سكر أو تخدير نتجت عن مواد مسكرة أو
مخدرة أعطيت لو قس ار أو عمى غير عمم منو بيا ،أو ألي سبب أخر يقرر العمم أنو يفقد اإلدراك
أو االرادة .أما إذا لم يترتب عمى العاىة في العقل أو المادة المسكرة أو المخدرة أو غيرىا سوى
يبلحظ اف موانع المسؤولية ذكرت عمى سبيؿ الحصر ولكف ىؿ مف الصواب ذكر ىذه الموانع عمى
سػبيؿ الحصػػر؟ يػػرى بعػػض الكتػػاب أنػػو ال حاجػػة الػػى تحديػػد موانػػع المسػػؤولية فػػي حػػاالت محصػػورة
يرى االخروف أنو في حالة حصر موانػع المسػؤولية فػي نصػوص القػانوف قػد يػؤدي الػى كشػؼ العمػـ
عػػف اسػػباب جديػػدة يػػزوؿ بيػػا اإلدراؾ واالختيػػار ،ولػػذلؾ ىػػـ يػػردوف الشػػارع عنػػدما نػػص عمػػى اىػػـ
الح ػػاالت وأف القي ػػاس والتفس ػػير ج ػػائزاف ف ػػي ش ػػأف النص ػػوص الخاص ػػة بموان ػػع المس ػػؤولية ألف ى ػػذه
153
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
النصػػوص ال تنشػػى ج ػرائـ وال تقػػر عقوبػػات ويؤيػػد ىػػذا ال ػراي بػػاف المشػػرع اسػػتعمؿ بعػػض العبػػارات
امػػا بالنسػػبة لممشػػرع الع ارقػػي واف جػػاءت موانػػع المسػػؤولية عمػػى سػػبيؿ الحصػػر اال أنػػو ال يمنػػع مػػف
المجوء الى التفسػير الواسػع أو القيػاس؛ ألف ذلػؾ ال يػؤدي الػى خػرؽ مبػدا قانونيػة الجػرائـ والعقوبػات
وتعتبر موانع المسؤولية ذات طبيعة شخصية أي ال تنتج أثرىػا اال فػي شػخص مػف تػوافرت فيػو مػف
الجنػاة ،أما االثر المترتب عمى مانع المسؤولية فيو اسقاط المسـؤولية الجنائيـة عـن الجـاني وان
زالت المسؤولية زالت العقوبة غير ان ىذا ال يمنع مـن اتخـاذ التـدابير االحترازيـة .وألجػؿ أف تنػتج
مػػانع المسػػؤولية أثػره يجػػب اف يكػػوف متحققػػا ومتػواف اًر وقػػت ارتكػػاب الجانػػب فعمػػو .وموانػػع المسػػؤولية
كانت التشريعات القديمة تسمـ بأف حالة الجنوف يتنافى معيا قياـ المسػؤولية الجنائيػة ومنيػا الشػريعة
االسػػبلمية ولكػػف االمػػر اختمػػؼ فػػي العصػػور الوسػػطى نتيجػػة االوىػػاـ والخ ارفػػات التػػي كانػػت تسػػيطر
عمى افكار الناس وتصور ليـ الجنوف بأنو مس مف الشيطاف وأف المجنوف يعمؿ بوحي منو ،إذ أنو
جػ ّػف لكث ػرة ذنوبػػو ،واف المجنػػوف يسػػأؿ عػػف ممػػا يرتكبػػو مػػف ج ػرائـ ،أمػػا بالنسػػبة لغالبيػػة التش ػريعات
الحديثة ومنيا قانوف العقوبات العراقي فقػد تبنػت مبػدأ عػدـ مسػاءلة المجنػوف جنائيػا وأجػاز لممحكمػة
في ذات الوقت إف وجدت اف المجػرـ خطػر عمػى األمػف أف تػأمر بإيداعػو مصػحة لؤلمػراض العقميػة
ولتطبيػػؽ المػػادة ( ) 61مػػف قػػانوف العقوبػػات الع ارقػػي ينبغػػي ت ػوافره عػػدة شػػروط االمتنػػاع المسػػؤولية
وىي:
154
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
استعمؿ المشرع العراقي كممة الجنوف لداللة عمى المرض في العقؿ ،ألنو المصطمح االكثر شػيوعاً
بيف الناس ولـ يعرؼ ىذا المصطمح وتركو ألىؿ الخبرة لكي ال يؤدي الى حصر األمر في دائرة قد
تض ػيؽ مػػع التقػػدـ العممػػي وقــد عرفــو الفقيــاء بأنــو ((كــل مــا يصــيب العقــل فيخرجــو عــن حالتــو
الطبيعيـــة ويترتـــب عميـــو الفقـــدان الكمـــي لـــإلدراك واإلرادة او احـــدىما ســـواء أكـــان ذلـــك خمقيـــا أم
عارضاً)) .
وقػػد اسػػتعمؿ فضػػبل عػػف كممػػة الجنػػوف مصػػطمح ىػػو العاىػػة فػػي العقػػؿ ،فجػػاء المصػػطمحاف احػػدىما
يكمػؿ االخػػر لتغطيػػة جميػػع العيػػب فػػي العقػػؿ .ويكػػوف الجنػػوف إمػػا مؤقتػػا وفيػػو يعتبػػر الشػػخص غيػػر
مسؤوؿ عف االفعاؿ التي يرتكبيا أثناء وجود حالة الجنوف فقط أو دائمينا وفييا ترفع المسؤولية عػف
الجاني مطمقاً .والقاضي ىو الذي يقدر حالة العيب في العقؿ عف طريؽ االستعانة بأىؿ الخبرة ،أف
األمػراض العقميػػة مػػف االمػراض الخفيفػػة التػػي تحتػػاج الػػى خبػرة واسػػعة ود اريػػة وال يجػػوز لممحكمػػة أف
تقػػرر م ػػف تمق ػػاء نفسػػيا ف ػػبل ب ػػد مػػف االعتم ػػاد عم ػػى رأي الطبيػػب ،ورأي المحكم ػػة ال تخض ػػع لرقاب ػػة
ويقصد بالعاىة فـي العقـل :كـل مـرض يـؤثر فـي حالـة أو الجيـاز العصـبي بعـد نمـوه نمـوا طبيعيـاً
عادياً ،فيوثر عمى وظيفتيا تأثي ارً ال يصل الى حد الجنون بمعناه المعروف طبيا بحيث ال يستطيع
155
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
السيطرة عمى افعالو بصورة دائميو أو مؤقتو مثل الصرع واليقظة النومية ،وحػاالت العيػب العقمػي
-1الضعف العقمـي :وتعنػي وقػوؼ الممكػات الذىبيػة فػي نموىػا دوف النضػج الطبيعػي مثػؿ العتػو –
البمو – الحمؽ أي الغباء الشديد ،وقد يكوف الحمؽ عيباً جزئياً ينقض اإلدراؾ أو اإلرادة بالتالي فيػو
-2الصرع :ويكوف عمى شكؿ نوبات يفقد المصاب خبلليا شعوره وارادتو فبل يسيطر عمى اعضػاء
-4البارانويــا أو جنــون العقائــد الوىميــة :يعػػاني فييػػا المػريض مػػف تسػػمط افكػػار عميػػو فػػبل يسػػتطيع
مقاومتيا كأف يعتقد بأنو ضحية او نبي او يتقمص دور شخصية تاريخية.
-5جنون السرقة أو جنون الحريق :يدفع المصاب بيذا المرض الػى ارتكػاب السػرقات او الحريػؽ
-6التنــويم المغناطيســي :ىػػو افتعػػاؿ حالػػة نػػوـ غيػػر طبيعػػي يتقبػػؿ فييػػا النػػائـ االيحػػاء مػػف المنػػوـ
دوف محاولػػة منػػو لتبري ػره؛ الف التنػػويـ المغناطيسػػي ينفػػذ فيػػو الشػػخص وىػػو فػػي حالػػة اليقظػػة األمػػر
الػػذي أوصػػى بػػو المنػػوـ ،وىػػو بعػػد تنفيػػذىا ال يعنػػي أف المنػػوـ قػػد اوحػػى لػػو بػػو ،ويعتمػػد عمػػى درجػػة
عمؽ النوـ فكمما استطاع المنوـ مف تعميؽ درجة النوـ زاد احتماؿ قبوؿ النائـ لئليحاء .أمػا إذا قبػؿ
156
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
الشػػخص أف ينػػوـ أو طمػػب ىػػو ذلػػؾ كػػي يشػػجعو النػػوـ عمػػى ارتكػػاب الجريمػػة فإنػػو يعاقػػب بالعقوبػػة
المقررة قانوناً.
-7الصم والبكم :يؤثر الصـ والبكـ عمى قدره الشخص عمػى اإلدراؾ فمػف يولػد محرومػاً مػف ىػاتيف
النعمتيف او يحرـ فػي سػف مبكػرة او حتػى اصػيب بيمػا فػي سػف متػأخرة ،ممػا يترتػب عميػو أنػو أدى
إلػػى أف يفقػػد صػػاحبيما االدراؾ واالرادة أصػػبح غيػػر مسػػؤوؿ جنائي ػاً ،أمػػا إذا اقتصػػر عمػػى انقػػاص
-8الشخصية السيكوبائية :ىي شخصية شاذه في تكوينيا النفسي يتمتع صاحبيا باإلدراؾ المعتاد
ولكف لديو انحراؼ في الغرائز أو اختبلؼ في العاطفػة ومثػاؿ ذلػؾ (السػيكوبائية الجنسػية) وصػاحب
ىػػذه الشخصػػية انحرفػػت قوتػػو الجنسػػية عػػف النمػػو الطبيعػػي فاتجػػو الػػى ارتكػػاب جػرائـ االعتػػداء عمػػى
العرض او الجرائـ المخمة بالحياء عاجز عف الػتحكـ فػي غ ارئػزه .وبالتػالي ىػو أقػرب إلػى المعتػوىيف
أو المجانيف مف الناحية االخبلقية ،وىي مظيػر مػف مظػاىر العاىػة العقميػة ومػف الجػدير بالػذكر أف
صػػاحبيا يتمتػػع بػػاإلدراؾ واإلرادة وألجػػؿ ثبوتيػػا عمػػى القاضػػي فحػػص المػػتيـ لمتحقيػػؽ عمػػا إذا كانػػت
-9حالة اليقظة النومية :ويقصد بو نوع مف االحبلـ تتميز بأف النائـ فييا ينفذ بأعضاء جسمو مػا
يػػرد إليػػو مػػف صػػور ذىنيػػة ،وىػػو ال يعنػػي مػػا يفعػػؿ وال يػػذكر عنػػد الصػػحوة مػػا أقػػدـ عميػػو مػػف افعػػاؿ
أثناء نومو ،ولذلؾ فيو عديـ االرادة واالدراؾ مما يترتب عميو امتناع المسؤولية الجنائية.
-11حالة ثورة العاطفة وشدة االنفعال :قد تؤثر العواطؼ الجائحة مثؿ الحػب الشػديد او الغضػب
الشديد والغيرة واالنتقاـ عمػى شػعور االنسػاف فتدفعػو إلػى ارتكػاب الجريمػة ،فيػؿ تػؤثر عمػى مسػؤولية
عمى الجريمة؟
157
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
اف ثورة العاطفة حتى واف بمغ أقصى درجاتو ال يعتبر مف قبيؿ العيػب فػي العقػؿ وبالتػالي فػبل يمنػع
فقد اإلدراؾ أو االختيار يقتضي الحرمػاف الكمػي مػف احػدىما كػي ينػتج أثػره ويمنػع المسػؤولية امػا إذا
كػػاف الحرمػػاف جزئيػاً بػػأف احػػتفظ الجػػاني بقػػدر مػػف االدراؾ او االختيػػار عمػػى نحػػو مػػا فػػبل يمنػػع مػػف
المسؤولية غير أنو يكوف عذ اًر مخففاً لتخفيؼ العقوبة ،كما في عاىة الحمؽ والسفو.
البػػد اف يكػػوف اصػػابة الجػػاني بػػالجنوف او العاىػػة العقميػػة وفقػػده اإلدراؾ أو االختيػػار خػػبلؿ الوقػػت
الذي ارتكب فييا الفعؿ المحقؽ لمجريمػة ،وىػو مػا نصػت عميػو المـادة ( ) 61مـن قـانون العقوبـات
العراقـي " :ال يسـأل جزائيـاً مـن كــان وقـت ارتكــاب الجريمـة فاقـدا ،"...وتطبيػػؽ ىػذا الشػرط يقتضػػي
تحديد وقت ارتكاب الجريمة فضبلً التحقيػؽ مػف حالػة المػتيـ فػي ىػذا الوقػت فػإذا كػاف فاقػداً لػئلدراؾ
او االرادة امتنعػػت مسػػؤولية ،امػػا إذا كانػػت الجريمػػة تسػػتمزـ عػػدة افعػػاؿ كمػػا ىػػو الحػػاؿ فػػي ج ػرائـ
االعتيػػاد فينبغػػي اف يكػػوف المػػتيـ فاقػػداً لػػئلدراؾ واالرادة وقػػت ارتكػػاب كػػؿ فعػػؿ مػػف االفعػػاؿ لتحقيػػؽ
الجريمة جناية او جنحة او مخالفة ،وىذا االمتناع شخصي يقتصر عمى مف توافر فيو شروطو دوف
غيره مما ساىموا في الجريمة ،فضبل عف امتناع المسػؤولية الجنائيػة ال يمنػع مػف المسػؤولية المدنيػة
التــدابير االحترازيــة عنــد ثبــوت امتنــاع المســؤولية :ايػػداع المجنػػوف المرتكػػب لمجريمػػة فػػي مصػػحة
لؤلمػراض العقميػػة أو محػػؿ معػػد ليػػذا الغػػرض مػػف التػػدابير االحت ارزيػػة عنػػد ثبػػوت امتنػػاع المسػػؤولية،
ولممحكمة بعد اخذ رأي لجية الطبية المختصة اف تقرر أخبلء سبيمو او تسميمو الى والديو او اقاربو
بالشػػروط المحػػددة وبنػػاء عمػػى طمػػب مػػف االدعػػاء العػػاـ أو كػػؿ ذي شػػأف حسػػب المػػادة ( ) 115مػػف
وقد يكػوف العيب العقمي الطارئ بعد الجريمـة :فػي ىػذه الحالػة ال تنتفػي المسػؤولية الجنائيػة اذا كػاف
الجاني سميما وقت ارتكاب الجريمة ولكف في ىذه الحالة يجب اف تتوقؼ اجراءاتػو ويعػاد شػفائو مػف
مرضو.
امػا إذا كانػػت اصػػابتو فػي العقػػؿ قػػد حػػدثت بعػد الحكػػـ النيػػائي فػػي الػدعوى وصػػيرورة العقوبػػة واجبػػة
لتنفيذ فإنيا تمنع مف تنفيذىا لتختمؼ المعػاني المقصػودة مػف توقيػع العقػاب مػف حيػث الزجػر والػردع
واقرار العدالة واالصبلح وىذا يخص بالعقوبات السالبة لمحرية وعقوبة االعػداـ امػا العقوبػات الماليػة
فتتخذ.
ثانياً :فقد االدراك أو اإلرادة بسبب السكر أو التخدير لتناول مواد مسكرة او مخدرة
بيف قانوف العقوبات العراقي حالة فقػد اإلدراؾ أو االرادة بسػبب تنػاوؿ مسػكر أو مخػدر فػي المػادتيف
المادة (" :) 61ال يسأل جزائيا .....بسبب كونو في حالة سكر أو تخدير نتجت عن مواد مسكرة
والمادة (" : )61إذا كان فقـد اإلدراك أو االرادة ناتجـا عـن مـواد مسـكرة أو مخـدرة تناوليـا المجـرم
باختياره وعممو عوقب عمى الجريمة التي وقعت ولو كانت ذات قصد خـاص كمـا لـو كانـت وقعـت
159
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
منو بغير تحذي ار أو سـكر ...فـاذا كـان قـد تنـاول المسـكر أو المخـدر عمـداً بغيـة ارتكـاب الجريمـة
يتضح مما تقدـ أنو يشترط لتحقيؽ مانع المسؤولية لتناوؿ مواد مسكرة او مخػدرة أف تحقيػؽ الشػروط
التالية:
-1تناول المتيم مواد مسكرة او مخدرة أعطيت لو قس ارً أو عمى غير عمم منو بيا.
-2ان يقضي ذلك الى فقده اإلدراك أو اإلرادة بسبب كونو في حالة سكر أو تخدير
الشرط االول :تناول المتيم المواد المسكرة أو المخدرة قس ارً أو عمى غير عمم منو
ل ػػـ يع ػػرؼ الق ػػانوف المػ ػواد المس ػػكرة أو المخ ػػدرة وانم ػػا تركي ػػا لمفقي ػػاء مػ ػف اج ػػؿ اف يس ػػتطيع مواكب ػػة
نصوصو لمتطورات الحديثة .يراد بالمواد المسكرة أو المخدرة :تمك المواد التـي تـؤدي تعاطييـا الـى
فقــد الــوعي بســبب الســكر او التخــدير الــذي تحدثــو اي ـاً كانــت نوعيــا كــالمواد الكحوليــة الخمــور
بأنواعيـــا والمـــواد المخـــدرة كالحشـــيش واالفيـــون والمـــورفين والييـــروين وغيرىـــا ،ســـواء تناوليـــا
الشــخص بالشــرب أو بــالحقن عمــم مــن الجــاني ،بمعنــى ان التنــاول االختيــاري ليــا ال يحقــق منــع
المسؤولية.
ولػػيس كػػؿ تنػػاوؿ لم ػواد مسػػكرة أو المخػػدرة يمنػػع المسػػؤولية إنمػػا الػػذي يمنعيػػا ىػػـ حالػػة مػػا إذا كػػاف
التناوؿ ىذا قد حصؿ قس اًر أو عمى غير عمـ مف الجاني ،ويقصد بتنػاوؿ المػواد المسػكرة أو المخػدرة
قس اًر أي باإلكراه أو ما في حكـ اإلكراه مثؿ ضرورة العبلج عمى شكؿ دواء يوصػؼ لغػرض العػبلج
أمػػا التن ػػاوؿ عمػػى غي ػػر عم ػػـ بمعنػػى اف الش ػػخص يتنػػاوؿ المخ ػػدر او المس ػػكر وىػػو يجي ػػؿ خواص ػػو
161
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
اما اذا تناوليا المػتيـ (المػتيـ او المخػدر) باختيػار وبمحػض إرادتػو وقػاـ بارتكػاب جريمػة فانػو يسػأؿ
عف الجريمة الواقعة في حيف إذا كاف تناوؿ المخدر مسبوقا باإلصرار عمػى ارتكػاب الجريمػة بمعنػى
اف الجػػاني تنػػاوؿ المسػػكر او المخػػدر ألجػػؿ ارتكػػاب الجريمػػة فػػاف ذلػػؾ مػػف شػػانو اف يحقػػؽ ظرفػػا
إذا ترتػػب عمػػى تنػػاوؿ الم ػواد المسػػكرة او المخػػدرة فقػػداً لػػئلدراؾ أو اإلرادة يعػػد مانع ػاً لممسػػؤولية ممػػا
يترتػػب عميػػو أنػػو إذ تنػػاوؿ الجػػاني المسػػكر أو المخػػدر قي ػ اًر أو كرى ػاً ومػػف دوف عمػػـ وبقػػي محتفظ ػاً
بكامػػؿ إرادتػػو واختيػػاره فػػبل تمتنػػع عنػػو المسػػؤولية بػػؿ يبقػػى مسػػؤوال عػػف تص ػرفاتو أمػػا إذا كػػاف فقػػد
اإلدراؾ أو االرادة جزئيا وليس كمياً ،عد ذلؾ سببا لتخفيؼ العقوبة
لتحقيؽ مانع المسػؤولية الب ّػد اف يكػوف ارتكػاب الجريمػة قػد وقػع خػبلؿ الوقػت الػذي كػاف الجػاني فيػو
فاق ػػداً ل ػػئلدراؾ أو اإلرادة بس ػػبب الس ػػكر أو التخ ػػدير وفق ػػا لمم ػػادة ( )61ولتحقي ػػؽ ى ػػذا الش ػػرط ينبغ ػػي
تحديػػد وقػػت ارتكػػاب الجريمػػة والتحقيػػؽ مػػف حالػػة الجػػاني فػػي ىػػذا الوقػػت فػػإف كػػاف فاقػػداً لػػئلدراؾ أو
يراد باإلكراه :قوة مف شأنيا أف تشؿ إرادة الشخص أو تقيدىا الى درجػة كبيػرة عػف أف يتصػرؼ وفقػاً
لمػػا ي ػراه ،وىػػو كػػالجنوف عػػارض نفسػػي يمنػػع المسػػؤولية الجنائيػػة وينصػػب عمػػى االختيػػار بينمػػا أثػػر
الجنػػوف ينصػػب عم ػى اإلدراؾ ،وقػػد نصػػت عميػػو المــادة (" :)62ال يســأل جزائي ـاً مــن اكرىتــو عمــى
161
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
يقصد باإلكراه المادي (القوة القاىرة) :كؿ قوة مادية توجػو إلػى الشػخص ال يسػتطيع مقاومتيػا ومػف
شػػأنيا أف تعػػدـ اختيػػاره وتػػؤدي الػػى ارتكػػاب الجريمػػة ،وقػػد تكػػوف طبيعػػة مثػػؿ فيضػػاف يقط ػع سػػبؿ
المواصبلت فيمنع الشاىد مف الحضور لممحكمة ألداء الشيادة أماـ المحكمة ،وقد ميز الػبعض بػيف
اإلكراه المادي والقػوة القػاىرة فػاإلكراه المػادي يشػمؿ حالػة مػا إذا كانػت القػوة ناشػئة عػف فعػؿ إنسػاف،
أمػػا الق ػػوة الق ػػاىرة إذا كانػػت ناش ػػئة ع ػػف فع ػػؿ حي ػواف أو الطبيع ػػة ،ف ػػي األولػػى يك ػػوف االنس ػػاف ال ػػذي
استعمؿ القوة مسؤوالً عف الجريمة والثانية ال يوجد مف ىػو مسػؤوؿ عػف الجريمػة ،ولغـرض ان ينـتج
-1ان يكـون مــن الجسـامة بحيــث يفقــد االختيـار لــدى الجـاني تمامـاً فــال يسـتطيع تجنــب ارتكــاب
الجريمة.
-2ان ال يكون في استطاعة الجاني توقع سبب اإلكراه كي يعمل عمى مالفاتو.
ويقصػػد بػػاإلكراه المعنػػوي :كػػؿ قػػوة معنويػػة توجػػو إلػػى الشػػخص ال يسػػتطيع مقاومتيػػا ومػػف شػػأنيا اف
تضعؼ إرادتو ويحرميا مف االختيػار وتػؤدي إلػى ارتكػاب الجريمػة ،ويقػع عػادة بطريػؽ التيديػد ،كمػا
لو ىدد شخص االـ بقتؿ ابنيا مقابؿ ماؿ ،ويشترط اف يقع اإلكراه المعنوي أي التيديد منصػباً عمػى
ايقاع االذى بذات المجني عميو أو إلى شخص آخر ييـ الجاني أمره.
162
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
وسػ ػ ػػيمتو قػ ػ ػػوة ماديػ ػ ػػة توجػ ػ ػػو الػ ػ ػػى شػ ػ ػػخص ال 1وسيمتو قوة معنوية وىي التيديد. 1
يستطيع مقاومتيا.
5مث ػػؿ اف يمس ػػؾ ش ػػخص بأص ػػبع أخ ػػر بػ ػػالقوة 5إذا ق ػ ػػدـ الم ػ ػػزور الس ػ ػػند ال ػ ػػى الش ػ ػػخص واش ػ ػػير عمي ػ ػػو
السبلح وىدده وأمره بأف يضع بصمتو عميو واال قتمو ويبصـ بو عمى سند مزور.
اإلكراه في ذاتو ليس مانعا مف المسؤولية الجنائية وانما تمتنػع المسػؤولية بسػبب مػا يترتػب عميػو مػف
فقد االختيار فاذا لـ يفقد المكره اختياره فانو يبقى مسؤوال عف الجريمة.
بمعنػػى اف يكػػوف ارتكػػاب الجريمػػة قػػد تػػـ والشػػخص واقع ػاً تحػػت تػػاثير القػػوة الماديػػة أو المعنويػػة أي
التيديػد بالحػػاؽ أذى ،واذ تحققػػت الشػػروط الثبلثػة تحقػػؽ اإلكػراه كمػػانع مػف موانػػع المسػػؤولية وتترتػػب
-1جاءت بعض التشػريعات اعتبػار اإلكػراه بنوعيػو المػادي والمعنػوي مانعػا مػف المسػؤولية الجنائيػة
163
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-2جاءت بعض التشريعات عمى اعتبار اإلكراه المعنػوي فقػط مػانع لممسػؤولية دوف اإلكػراه المػادي
ونحػػف نقػػر ونؤيػػد مػػا سػػمكتو المجموعػػة االولػػى والتػػي نصػػت عمػػى نػػوعي اإلك ػراه المػػادي والمعنػػوي
يقصػػد بحالػػة الضػػرورة أف يجػػد االنسػػاف نفسػػو فػػي ظػػروؼ تيػػدده بخطػػر ال سػػبيؿ إلػػى تبلفيػػو اال
بارتكػػاب الجريمػػة ،والجريمػػة التػػي تقػػع فػػي ىػػذه الحالػػة تسػػمى (جريمػػة الضػػرورة) مثػػؿ أف يقضػػي
الطبيب عمى حياة الجنيف ألجػؿ إنقػاذ االـ فػي والدة عسػيرة .والغالػب فػي حالػة الضػرورة أنيػا ليسػت
1الجاني ال يجد سبيبل اال بارتكاب الجريمة الجاني ال يجد سبيبلً اال بارتكاب الجريمة 1
يقص ػػد الج ػػاني الس ػػموؾ بنفس ػػو م ػػف غي ػػر اف 2ييػ ػػدد الجػ ػػاني بالشػ ػػر مػ ػػف قبػ ػػؿ المك ػ ػره لحممػ ػػو عمػ ػػى 2
حرية االختيار تضيؼ عند اإلكراه المعنػوي ،ألف مػف حريػ ػ ػػة االختيػ ػ ػػار ال تضػ ػ ػػيؼ مثػ ػ ػػؿ اإلك ػ ػ ػراه 3 3
يصدر عنو اإلكراه يعيف لممكره طريقاً لكي يسمكو المعنوي الف عمى الجاني اف يتصور طريػؽ
الخبلص منيا
الطيب الذي يقتؿ الجنيف مف اجؿ حياة األـ 4السػجاف الػػذي يخمػي سػػبيؿ السػجيف تحػػت تيديػد بقتمػػو 4
تعػػد حالػػة الضػػرورة مػػانع مػػف موانػػع المسػػؤولية غيػػر اف المػػذاىب اختمفػػت فػػي تكييػػؼ ىػػذا االعفػػاء
الرأي االوؿ :اعتبار حالة الضرورة مانع مف موانع المسؤولية ،ألف اإلرادة معيبة إلى حد ما لوقوعيا
الػرأي الثػػاني :اعتبػػار حالػػة الضػػرورة سػػبب مػػف اسػػباب االباحػػة ألنيػػا تجمػػع مقومػػات االباحػػة ،عمػػى
اساس اف الضرورة تقدـ عمى اساس تضػحية مصػمحة فػي سػبيؿ صػيانة مصػمحة أخػرى تعمػو عمييػا
امػػا بالنسػػبة الػػى موقػػؼ المشػػرع الع ارقػػي عػػف حالػػة الضػػرورة تناوليػػا فػػي المــادة (" : )63ال يســأل
جزائياً من ارتكب جريمة ألجأتو إلييا ضرورة وقاية نفسو أو غيره أو مالو أو مال غيره من خطـر
جسيم محدق لم يتسبب ىو فيو عمداً ولـم يكـن فـي قدرتـو منعـو بوسـيمة أخـرى وبشـرط أن يكـون
الفعــل المكــون لمجريمــة متناســباً والخطــر الم ـراد اتقــاؤه وال يعتبــر فــي حالــة الضــرورة مــن اوجــب
وبناء عمى ما تقدـ فأف الطبيعػة القانونيػة لحالػة الضػرورة فػي التشػريع الع ارقػي بأنيػا مػانع مػف موانػع
ً
-1وجــود خطــر جســيم :يشػػترط وجػػود خطػػر جسػػيـ وبسػػببو ارتكػػب الجريمػػة ،والخطــر الجســيم ىــو
ضرر ال يمكن جبره اال بتضحية كبيرة؛ ألف الجريمػة التػي ترتكػب
ً الخطر الذي من شانو ان يحدث
في حالة الضرورة توجو إلى شخص بريء ،فضبلً عف الخطر الذي ييدد بجروح شديدة .مما يترتب
عميو أف الخطر اليسير ال يكفي لقياـ حالة الضرورة ،مثال :من خـالف أنظمـة البنـاء وزاد الطوابـق
165
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-2ان يكــون الخطــر حــاالً :اف يكػػوف الخطػػر المػػؤدي إلػػى ارتكػػاب الجريمػػة حػػاالً أي اذا كػػاف عمػػى
وشؾ الوقوع ،فإذا كاف الخطر مستقببل او تحقؽ وانتيى ال يحقؽ حالة الضػرورة ،وقػد يكػوف الخطػر
جبريػػا أو يكػػوف وىمي ػاً ،واألصػػؿ أف يكػػوف الخطػػر جػػدياً ،فػػالخطر الػػوىمي ال يصػػمح أساس ػاً لحالػػة
الضػػرورة ،ومػػع ذلػػؾ يعتػػد بػػو فيمػػا إذا كػػاف لػػدى الشػػخص مػػف االسػػباب الجديػػة وبحسػػب الظػػروؼ
والمبلبسات.
-3أن يكون الخطر ميددا النفس أو المال :يشترط اف يكوف ميدداً النفس أو الماؿ لمشخص ذاتػو
أو لغيره ،أذاً فالمشرع العراقي ساوى بيف الخطر الذي يصيب النفس والخطر الذي يصيب الماؿ.
ويسمؾ بعض التشػريعات مسػمؾ أخػر فقػد جػاء الػنص عمػى الخطػر الػذي يحقػؽ حالػة الضػرورة ىػو
الخطر الذي يصيب النفس فقط ،وىذا ما يميز بيف حالػة الضػرورة والػدفاع الشػرعي ،فػاألولى ليسػت
ىناؾ عدواف انما الفعؿ يقع عمى شخص بريء اما الثانية انما نواجو بالجريمة شخصا معتدياً.
وبقصــد بــالخطر الــذي يصــيب الــنفس ( حــق الحيــاة – ســالمة الجســيم – حــق الحريــة – حمايــة
العرض والشرف) ،اما الخطر الذي يصيب المال :ىو الخطر الذي يصـيب مطمـق المـال (عقـار أو
منقــول) ،ويػػرى الػػبعض الفقيػػاء بػػأف يكػػوف الغيػػر مػػف اقػػارب الجػػاني أو اصػػدقائو كػػي يتحقػػؽ حالػػة
الضرورة وىذا رأي منتقد ألف النص عاـ مطمؽ وبالتالي يسػرى عمػى كػؿ حالػة عمػى لػنفس أو المػاؿ
لمفاعؿ او لغيره.
ويخـرج مــن المعنــى المشــرع بـأن يكــون مــأمو ارً بــو كحالــة المحكـوم بإعدامــو ،فمــن يســاعده عمــى
اليرب ال يجوز أن يدفع بحالة الضرورة أو فرار الجندي في الحرب بـدليل نـص المـادة (" :)63ال
166
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-4أن ال يكون إلرادة الشخص دخـل فـي حمـول الخطـر :بمعنػى أف ال يكػوف الشػخص ىػو السػبب
في نشوء ىذا الخطر أي اف يكوف المتيـ قد فوجئ بحموـ الخطر وال يكػوف عنػده مجػاؿ لمتفكيػر فػي
إتياف فعؿ غيػره .وعمػى ذلػؾ ال وجػود لحالػة الضػرورة فػي حالػة إذا أغػرؽ شػخص سػفينة ثػـ أضػطر
في سبيؿ إنقاذ نفسو إلى قتؿ شخص زاحمو في وسيمة النجاة .وكػذلؾ حالػة إذا أحػرؽ شػخص عمػداً
مكانا ثـ أضطر في سبيؿ الفرار مف النيراف إلى اصابة شخص اعتراض طريقو ،وىو ما ذكره نػص
اما فػي حالػة إذ نشػأ الخطػر بسػبب خطػأ غيػر عمػدي مثػؿ مػف يرمػي عقػب سػيجارة فػي مكػاف خطػأ
فيؤدي إلى احراؽ المكاف ثـ اضطر في سبيؿ الفرار فعبلً إلى جرح شخص أخر لتخميص نفسو مػف
الموت ال يسأؿ عف ىذا الفعؿ ما داـ العمد غير متحقؽ أي اف حالة الضػرورة متحققػة ،وكػذلؾ مػف
يحػاوؿ إنقػػاذ شػخص عمػػى وشػؾ الغػػرؽ وصػار ىػػذا الغريػؽ يجذبػػو إلػى اسػػفؿ فضػربو المنقػػذ وقضػػى
وال يشترط اف يكوف الخطر حقيقي لتحقؽ حالػة الضػرورة فيجػوز اف يكػوف الخطػر وىميػاً ولكػف يمػزـ
في حالة الخطر الوىمي اف يكوف االعتقاد مستنداً الى اسباب معقولة كي تنتفي المسؤولية.
-5ان ال يكون في استطاعة الشخص دفع الخطر بطريقة اخرى :بمعنى اف الجاني كاف مضػط ار
ولـ يكف في استطاعتو دفع الخطر بفعؿ غيره" ،ولم يكن في قدرتو منعـو بوسـيمة أخـرى" ،وبخبلفػو
ال وج ػػود لحال ػػة الض ػػرورة كم ػػف يي ػػدده خط ػػر الحري ػػؽ فينتق ػػؿ م ػػف اعت ػػرض س ػػبيمو ع ػػف طري ػػؽ باب ػػو
الرئيسي وكاف يعمػـ انػو باسػتطاعتو النجػاة عػف طريػؽ بػاب خمفػي فيكػوف مسػؤوال عػف القتػؿ .وكػذلؾ
الحاؿ مف كاف في القارب اوشؾ عمى الغرؽ لنقؿ حمولتػو وكػاف بػو بضػائع واشػخاص فرمػى بعػض
167
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
االشػػخاص فػػي البحػػر يسػػأؿ ألنػػو دفػػع الخطػػر بالجريمػػة االشػػد وكػػاف عميػػو اف يمجػػأ إلػػى الجريمػػة
األخؼ وىي التخمص مف البضائع أوالً .وتقدير ذلؾ يعود إلى قاضي الموضوع.
س /ىــل يشــترط اتجــاه إرادة إلــى الــتخمص مــن الخطــر؟ نعػػـ اف ىػػذا الشػػرط ضػػروري لقيػػاـ حالػػة
الضرورة ،فإذا كانت إرادة المتيـ اتجيت إلى أمر آخر مثؿ االنتقاـ ال تتحقؽ حالػة الضػرورة .فمػف
يرى عدوه ينافس شخصا في التعمؽ بقطعة خشب طافية فيبعد عدوه بدافع االنتقاـ ال يستطيع الػدفع
-6ان يكون الفعل المرتكب متناسباً مع جسامة الخطر :ويػراد بالتناسػب اف يكػوف الفعػؿ المرتكػب
أقػػؿ االفعػػاؿ التػػي مػػف شػػأنيا در الخطػػر مػػف حيػػث الجسػػامة ،فػػإذا كػػاف ربػػاف السػػفينة يسػػتطيع إنقػػاذ
ركابيا مف الغرؽ إذا القى بعض محولتيا مف البضػائع فػي البحػر والقػى عوضػاً عنيػا بعػض ركابيػا
إذا ت ػوافرت ىػػذه الشػػروط قامػػت حالػػة الضػػرورة وتحقػػؽ تبع ػاً لػػذلؾ امتنػػاع المسػػؤولية الجنائيػػة وعػػدـ
مسػػؤولية الجػػاني عػػف جريمتػػو ال يمنػػع مػػف مسػػؤولية المدنيػػة عنيػػا بتعػػويض األض ػرار التػػي احػػدثيا
فعمو.
إف اإلدراؾ والتمييػػز ال يكتمػػؿ لػػدى االنسػػاف منػػذ والدتػػو ،فئلنسػػاف يولػػد فاقػػد اإلدراؾ ثػػـ ينمػػو عقمػػو
تػدريجيا بتقػدـ سػنو ،فكػػؿ إنسػاف يمػر فػي حياتػػو بػأدوار يكػوف فػي بعضػػيا فاقػد اإلدراؾ وفػي بعضػػيا
نػػاقص اإلدراؾ ،وعمػػو امتنػػاع مسػػؤولية الصػػغير انتقػػاء التمييػػز لديػػو ،والقػػانوف الع ارقػػي محػػدد السػػف
بالمادة (" : )64ال تقام الدعوى الجزائية عمى من لم يكـن وقـت ارتكـاب الجريمـة قـد أتـم السـابعة
من عمـره" .أي أف الصػغير إذا أتػـ السػابعة مػف عمػره تكػوف مسػؤوليتو ناقصػة (جزئيػة) أي مخففػة،
168
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
وىػػي حالػػة طبيعيػػة حتميػػة يمػػر بيػػا كػػؿ انسػػاف ،وىػػي بيػػذا تختمػػؼ عػػف حػػاالت فقػػد اإلدراؾ األخػػرى
مث ػػؿ الجنػػػوف أو الس ػػكر أو التخػػػدير حي ػػث أنيػ ػػا ح ػػاالت اس ػػتثنائية ش ػػاذة وعارضػػػة ،وعم ػػة امتنػػػاع
المسػػؤولية ىػػي انتفػػاء التمييػػز لديػػو ،ونحػػف ال نتفػػؽ مػػع المشػػرع الع ارقػػي وأغمػػب التش ػريعات العربيػػة
بشأف تحديد سف المسؤولية الجنائية ألننا نعتقد أف الطفؿ حتػى بموغػو سػف الثالثػة عشػرة ىػو صػغير
وبالتػػالي ال تجػػوز مسػػألتو جنائيػػا لعػػدـ تكامػػؿ وعيػػو وليػػذا يبلحػػظ اغمػػب التش ػريعات الحديثػػة يفعػػؿ
المسؤولية عف سف الثالثة عشرة ،اذف فاألدوار الذي يمر بيا االنساف ىي ثبلثة:
-1المرحمة االولى (فاقد اإلدراك) :مف لـ يتـ السابعة مف عمره بمعنى أنو عديـ المسؤولية
-2المرحمـــة الثانيـــة (نـــاقص االدراك) :م ػػف تج ػػاوز س ػػف الس ػػابعة دوف اف يبم ػػغ س ػػف الرش ػػد تك ػػوف
-3المرحمة الثالثة (كامل االدراك) :ببموغ سف الرشد مف أتـ الثامنة عشرة مف العمر تكوف مسؤولية
الجنائية كاممة ويكوف تقدير السف بوثيقة رسمية أو بالفحص الطبي أو بأية وسيمة فنية أخرى.
مالحظة :تحقق تبعاً لـذلك فـإن امتنـاع المسـؤولية الجنائيـة وعـدم مسـؤولية الجـاني عـن جريمتـو
بسبب صغر السن ال يمنع من المسؤولية المدنية عنيا بتعويض األضرار التي احدثيا فعمو.
-2المصابين باألمراض العصبية او النفسية التي تضعف قدرتيم الفعمية ولكنيـا ال تفقـدىم ىـذه
القدرة.
169
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-4حالة تناول المواد المسكرة او المخدرة اذا ترتب عمييا نقص او ضعف اإلدراك.
والمسؤولية المخففة تعني تخفيؼ العقوبة كاستبداؿ السجف بالحبس او الحبس بالغ ارمػة وغيػره ،عممػا
اف المشػػرع وضػػع لؤلحػػداث البػػالغيف معاممػػة خاصػػة وذلػػؾ بػػالحجز فػػي مػػأوى عبلجػػي لممصػػابيف
باألمراض العقمية.
العقوبة
يراد بالعقوبة :ىي الجزاء الذي يقرره القانون الجنائي لمصمحة المجتمع تنفيذاً لحكم قضائي عمى
من تثبت مسؤوليتو عن الجريمة لمنع ارتكاب الجريمة مـرة اخـرى مـن قبـل المجـرم نفسـو أو مـن
قبل بقية المواطنين .والعقوبة تقوـ عمى اربعة عناصر ىي (االيالم -الجريمة -المجرم -الحكم
الجنائي).
-1ى ػ ػ ػ ػ ػ ػػدؼ العقوب ػ ػ ػ ػ ػ ػػة تحقي ػ ػ ػ ػ ػ ػػؽ -1تعػ ػ ػػويض االض ػ ػ ػرار المدنيػ ػ ػػة -1ىدفيا تحقيؽ مصمحة الييئة
-2ال تص ػ ػ ػػدر اال بحك ػ ػ ػػـ تنفي ػ ػ ػػذا -2يمكػ ػ ػػف االتفػ ػ ػػاؽ عمػ ػ ػػى تنفيػ ػ ػػذ يصدر مف السمطات اإلدارية
-3ن ػ ػػوع ومق ػ ػػدار العقوب ػ ػػة يح ػ ػػدد -3نوع العقوبة ىػي التعػويض او -3العقوبػة يختمػؼ فػي طبيعتػو عػف
171
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
العقوبة الجنائية اعادة الحاؿ الى ما كانت عميو القانوف بحسب الجريمة
-4يكػػوف الحكػػـ صػػادر مػػف المجػػاف -4يكوف الحكـ بالعقوبػة لممحػاكـ -4يكوف الحكـ لممحاكـ المدنية
-5ت ػرتبط بشػػخص المجػػرـ ،انيػػا -5ال تػ ػ ػرتبط بشػػ ػػخص المجػ ػ ػػرـ -5 ،يرتبط بشخصية المجرـ
-6ال يجػػوز التنػػازؿ عػػف الػػدعوى -6يجػ ػػوز التن ػ ػػازؿ ع ػ ػػف ال ػ ػػدعوى -6ال يجوز
خصائص العقوبة
بمعنى أف العقوبة مقررة بنص القانوف مف حيث نوعيا وقدرىا عمى أساس مبػدأ الشػرعية "ال جريمـة
وال عقوبة اال بنص" ،فالمشرع وحده ىو الػذي يػنص عمػى العقوبػات ويحػددىا وعميػو اف القاضػي ال
ويقصد بيػا اف العقوبػة واحػدة لجميػع النػاس بغيػر تفريػؽ بيػنيـ تبعػا لمكػانتيـ فػي المجتمػع ،فػالجميع
سواء أماـ العقوبة بمعنى سرياف قانوف العقوبات في حؽ كؿ األفراد مع منح سمطة تقديرية لمقاضػي
فػػي تقػػدير العقوبػػة تبعػػا لظػػروؼ كػػؿ جريمػػة وحالػػة المجػػرـ (مبــدأ تفريــد العقوبــة) أي تكػػوف العقوبػػة
مناسبة لكؿ جريمة وكؿ مجرـ وفقا لظروفو ومبلبسات الجريمة ضمف الحد االدنى واالعمى لمعقوبة.
171
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ويقصد اف العقوبة ال تصيب إال شخص مف ارتكػب الجريمػة أو اسػيـ فييػا فيػي تمحػؽ بػو وحػده وال
توقػع عمػػى غيػره سػواء بصػفتو فػػاعبل أو شػريكا .وقػػد تمتػد اثارىػػا بشػػكؿ غيػػر مباشػر إلػػى الغيػػر مثػػؿ
عقوبة السػجف الػذي تفػرض عمػى األب الػذي يعػوؿ افػراد عائمتػو فيػي تمتػد بصػورة غيػر مباشػرة إلػى
أىداف العقوبة:
-1تحقيق العدالة :الجريمة عدواف عمى العدالة لما تنطوي عميو مف حرماف لممجني عميو مف حؽ
لو فالعقوبة تيدؼ الى محو ىذا العدواف مف خبلؿ األلـ الذي يصيب المحكوـ عميو في شخصػو او
مالػػو أو حريتػػو فيػػي الت ػوازف القػػانوني الػػذي اختػػؿ نتيجػػة الرتكػػاب الجريمػػة ،وىػػذا يتطمػػب اف يكػػوف
-2المنع العام :ويقصػد بػو اشػعار النػاس كافػة عػف طريػؽ التيديػد بالعقػاب الػذي قػد يمحػؽ بيػـ إذا
أقدموا عمى ارتكاب الجريمة والدوافع االجرامية تتوافر لدى اغمب الناس وقد يتحػوؿ الػى اجػراـ فعمػي
والعقوبة ىي الحائؿ دوف ىذا التحوؿ ،وىذا يتطمػب االطػبلع عمػى العقوبػة أوالً ،فضػبلً عػف تطبيقيػا
-3المنـــع الخـــاص :يػ ػراد ب ػػو إص ػػبلح وتقػ ػويـ الج ػػاني طري ػػؽ إ ازل ػػة الخم ػػؿ الجس ػػمي أو النفس ػػي أو
االجتمػػاعي الػػذي افضػػى بػػو الػػى ارتكػػاب الجريمػػة لمنعػػو مػػف االقػػداـ عمػػى ارتكػػاب جريمػػة ثانيػػة فػػي
المسػػتقبؿ أي عػػبلج الخطػػورة االجراميػػة الكامنػػة فػػي شػػخص المجػػرـ ،وىػػو منصػػب عمػػى ش ػػخص
المجرـ بذاتو ليغيػر مػف معػالـ شخصػيتو ،وىـدف العقوبـة فـي قـانون العقوبـات العراقـي تسـعى الـى
172
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
تحقيـق العدالـة بـإنزال األلـم بالجـاني ليكفـر عـن أثمـو ووسـيمتيا فـي ذلـك ىـي التخويـف واالرىــاب
انواع العقوبة
اوالً :العقوبات االصمية :وىي الجزاء الذي نػص عميػو المشػرع وقػدره لمجريمػة ،ويجػب عمػى القاضػي
اف يحكـ بو عند ثبوت إدانة المتيـ ،والعقوبات االصمية في قانوف العقوبات العراقي ىي( :االعداـ،
السجف المؤبد ،السجف المؤقت ،الحبس الشديد ،الحبس البسيط ،الغ ارمػة ،الحجػز فػي مدرسػة الفتيػاف
ثانياً :العقوبة التبعية :وىي التي تتبع العقوبة األصػمية مػف تمقػاء نفسػيا دوف الحاجػة الػى أف يػنص
عمييا القاضي في حكمو ،ومف العقوبات التبعية ىػي( :الحرمان من بعض الحقوق والمزايا ،مراقبة
الشرطة).
ثالثاً :العقوبة التكميمية :ىي العقوبة التي تحمؽ المحكوـ عميو بشرط اف يأمر القاضي بيػا وىػي ال
تحمؽ بالمحكوـ عميو اال تبعاً لعقوبة اصمية والعقوبات التكميمية ىػي( :الحرمان من بعـض الحقـوق
173
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ويضػػـ ثبلثػػة أن ػواع ىػػي :العقوبػػات البدنيػػة (االعػػداـ) ،والسػػالبة لمحريػػة (السػػجف والحػػبس بنوعيػػو) و
تتخذ العقوبات البدنية في صورة االعداـ فتصيب حؽ المحكوـ عميو في الحياة أو تتخذ صورة الجمد
او بتػر االعضػاء فتصػيب حػؽ المحكػوـ عميػو فػي السػبلمة البدنيػة ،وقػد اتجيػت التشػريعات الحديثػة
الى تقميص ىذا النوع مف العقوبات وحصرىا في أضيؽ نطاقو ولـ يبقى في قانوف العقوبات العراقي
عقوبة االعدام
يراد باإلعداـ عقوبة المػوت ،وىػي إزىػاؽ روح المحكػوـ عميػو بوسػيمة يحػددىا القػانوف وتعػد مػف اقػدـ
العقوبات واشدىا قسػوة .وعقوبػة االعػداـ كانػت وما ازلػت إلػى يومنػا ىػذا تثيػر جػدال حػوؿ مشػروعيتيا
بيف مؤيدىا والمطالبيف بإلغائيا ،وفيما يمي حجيج المطالبيف بإلغائيا ىي:
-1ليس لممجتمع الحؽ في توقيعيا ألف لـ ييب الفرد الحياة حتى يكوف لو الحؽ في سمبيا.
-5يسػػتحيؿ تػػدارؾ أثػػار عقوبػػة االعػػداـ إذا تبػػيف بعػػد تنفيػػذىا خطػػأ الحكػػـ الصػػادر ألنػػو ال يمكػػف
-1المجتمع ايضا لـ ييب الفرد حريتو حتى يكوف لو الحؽ في سمبيا أو تقييدىا.
174
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-2لػػيس فػػي عقوبػػة االعػػداـ قسػػوة عنػػد النظػػر الييػػا مػػف جانػػب المحكػػوـ عميػػو وقػػد تكػػوف متضػػمنة
-3عػػدـ قابميتيػػا لمػػردع حجػػة ال سػػند ليػػا مػػف الواقػػع ألنػػو لػػيس لنػػا الوسػػائؿ التػػي تمكننػػا مػػف معرفػػة
-4إذا الغيت عقوبة االعداـ فانو يستحيؿ ايجاد عقوبة اخرى تحؿ محميا واستبداليا بالسجف المؤبد
غير مجدي ،الف قضاء المجرـ في زنزانة انفرادية يكوف أشقى حاالً فيما لو أعدـ.
-5عقوبة االعداـ ال يمكف تبلفييا بعد التنفيذ إذا وقع خطا اال اف الخطأ مف النادر الوقػوع ،فضػبلً
ويبلحظ اف الكثير مف الدوؿ الغيت عقوبة االعداـ ثـ اعادتيا بعض الدوؿ بػالرغـ مػف الغاءىػا ،أمػا
فػػي قػػانوف العقوبػػات الع ارقػػي فػػاف العقوبػػة مقػػدرة فػػي بعػػض الج ػرائـ الماسػػة بػػأمف الدولػػة الخػػارجي،
وأيضػػا لػػبعض الجػرائـ الماسػػة بػػأمف الدولػػة الػػداخمي ،اضػػافة الػػى بعػػض حػػاالت جػرائـ القتػػؿ العمػػد،
ووسيمة تنفيذىا وفقاً لممادة ( ) 86مف قانوف العقوبات العراقي ىي الشنؽ حتى الموت.
ج /بينت قانوف اصوؿ المحاكمات الجزائية العراقي كيفية تنفيذ عقوبة االعداـ عمى النحو التالي:
-1بعد تصديؽ محكمة التمييز عمى الحكـ الصادر باإلعداـ يمزـ ارساؿ إضبارة الدعوى الى وزير
العدؿ ليتولى ارساليا إلى السيد رئيس الجميورية الستحصاليا الموافقة بالتنفيذ ،ثـ تعاد الدعوى الػى
وزير العدؿ الذي يصدر أمر الى ارادة السجف لتنفيذ الحكـ.
175
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-2تقوـ ارادة السجف بتنفيذ عقوبة االعداـ داخؿ السجف او أي محؿ اخر تعينو المحكمة في قرار
حكميػػا ويجػػري التنفيػػذ بحضػػور أحػػد حكػػاـ الجػزاء وأحػػد اعضػػاء االدعػػاء العػػاـ ومنػػدوب عػػف الػػو ازرة
الداخمية ومدير السجف وطبيب السجف ويؤذوف لممحامي المحكوـ عميو بالحضور إذا اطمب ذلؾ.
-3يتمو مدير السجف المرسوـ الجميوري بالتنفيذ عمى المحكػوـ عميػو فػي مكػاف التنفيػذ ،وعنػد تمػاـ
التنفيذ يحرر مػدير السػجف محضػ ار يثبػت فيػو شػيادة الطبيػب بالوفػاة وسػاعة حصػوليا ثػـ تسػمـ جثػة
المحك ػػوـ إل ػػى اقارب ػػو ويج ػػب اف يك ػػوف ال ػػدفف بغي ػػر احتف ػػاؿ ويم ػػزـ عم ػػى ارادة الس ػػجف اخب ػػار اق ػػارب
المحكػػوـ عميػػو بزيارتػػو فػػي اليػػوـ السػػابؽ لتنفيػػذ عقوبػػة االعػػداـ فض ػبلً عػػف تمكػػيف أحػػد رجػػاؿ الػػديف
-1ال يجوز تنفيذىا في اياـ العطبلت الرسمية واالعياد الخاصة بديانة المحكوـ عميو بسبب حرمػة
ىذه االياـ.
-2ال يجػوز تنفيػذ عقوبػػة االعػداـ بػػالمرأة الحامػؿ حتػػى تضػع حمميػا ألنيػػا تػؤدي الػػى مػوت الجنػػيف
وىو غير مقصود بالعقوبة وال تنفذ قبؿ اربعة أشػير عمػى وضػع حمميػا وذلػؾ لحمايػة حيػاة الصػغير
يراد بيا العقوبات التي يترتب عمييا حرماف المحكوـ عميو مف حريتو في الحدود التي يفرضػيا تنفيػذ
العقوبة ،فقد كاف السجف وسيمة لمتحفظ عمى المتيـ قبؿ الحكـ عميو أما بالموت او بالنفي مف الببلد
176
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-1السجن :ىي سمب الحرية الشخصية لفترة معينة مف الزمف وتنفذ في محبلت خاصة معػدة ليػذا
الغرض ،وقد عرفتيا المـادة ( )87مـن قـانون العقوبـات الع ارقـي بأنيـا" :ايـداع المحكـوم عميـو فـي
احدى المنشآت العقابية المخصصة قانونا ليذا الغرض" .وىي عمى نوعيف:
ب -الســجن المؤقــت :ومدتػػو اكثػػر مػػف خمػػس سػػنوات إلػػى خمػػس عشػػر سػػنة ويقػػوـ المحكػػوـ عميػػو
بالسػػجف بػػأداء االعمػػاؿ المقػػررة فػػي المنش ػ ت العقابي ػة عمػػى اعتبػػار اف العمػػؿ قػػد أصػػبح وسػػيمة مػػف
-2الحبس :ىي وضع المحكوـ عميو في السجف لممدة المحكوـ بيا عميو .وتتميز عف السػجف بػأف
معاممة المحكوـ عميو بالسجف أشد مف معاممة المحكوـ عميو بالحبس ،وىي عمى نوعيف:
أ -الحـــبس الشـــديد :م ػػدة العقوب ػػة ال تق ػػؿ ع ػػف ثبلث ػػة أش ػػير وال تزي ػػد ع ػػف خم ػػس س ػػنوات ،ويكم ػػؼ
ب -الحــبس البســيط :مػػدة العقوبػػة ال تقػػؿ عػػف أربػػع وعشػريف سػػاعة وال تزيػػد عمػػى سػػنة .فػػبل يكمػػؼ
المحكوـ عميو بأي عمؿ ،وتحسب مدة العقوبة مف اليوـ الذي أودع فيو المحكوـ عميو بالسجف عمى
اف تنػػزؿ مػػف مػػدتيا المػػدة التػػي قضػػاىا فػػي التوقيػػؼ عػػف الجريمػػة المحكػػوـ بيػػا ،وفػػي حالػػة الحكػػـ
بعقػػوبتيف واجبتػػي النفػػاذ فػػإف العقوبػػة الثانيػػة يبػػدأ س ػريانيا مػػف اليػػوـ الػػذي ينتيػػي فيػػو تنفيػػذ العقوبػػة
األولى .والمقصود بالتوقيف :ىو حجز المتيم اثناء التحقيـق وابقـاؤه عمـى ىـذه الحالـة حتـى تقـام
الدعوى العمومية ويصدر في شانو حكم نيائي ،ويعتبر بريئا الى ان يثبت إدانتو ويعامـل معاممـة
ممتازة.
177
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
تعػػد الحرمػػاف مػػف المػػاؿ مػػف أشػػد األـ التػػي تصػػيب االنسػػاف ،وىػػو مػػا يسػػمى بالمصػػادرة العام ػػة،
فجعمت لكؿ جريمة حداً مف الحدود المالية ال يتجاوزه وسميت بالدية ،وعندما انتقؿ حؽ العقاب الػى
الدولة اىممت الدية وحمت محميا عقوبتاف ىما :المصادرة والغرامة وىي المعترؼ بيا في التشريعات
الحديثة ،الغرامة :ىي إلزام المحكوم عميو بأن يدفع إلى الخزينة العامة المبمغ المعـين فـي الحكـم،
وىدؼ التعويض المدني أنو يستيدؼ اصبلح الضرر بينما الغرامة تتمثؿ في ألـ وجزاء عف ارتكابػو
لمجريمة ،أما الغرامة التأديبية فيي توقع الفاعؿ الذي يخضع لنظاـ تأديبي معيف نتيجة عبلقة تبعية
عيوب الغرامة:
178
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-1ال يقتصر اثرىا المحكوـ عميو بؿ يتعدى الى االشخاص الذيف يعوليـ ولو بطريؽ غير مباشر
-2ال تحقػػؽ المسػػاواة فػػي العقػػاب بػػيف االف ػراد إذ انيػػا تافػػو بالنسػػبة لؤلغنيػػاء وشػػديد الوطػػأة عمػػى
الفقراء ويمكف تبلفي ىذه العيوب وذلؾ بالعمؿ عمى مبلئمة الغرامة لحالة كؿ مف محكوـ عميػو تبعػاً
قانوف تعديؿ قانوف الغرامات رقـ ( )6لسنة ،2118إذ نصت المادة الثانية عمى أف" :يكون مقدار
(أ) في المخالفات مبمغاً ال يقل عن ( )51111خمسون ألف دينار وال يزيد عمى ()211111
(ب) في الجنح مبمغاً ال يقل عن ( )211111مئتي ألف دينار وواحد وال يزيد عن()1111111
مميون دينار.
جـ) في الجنايات مبمغاً ال يقل عن ( )1111111مميون وواحد دينار وال يزيد عن
المادة الثالثة :تنزل المحكمة مبمغ ( )51111خمسين ألف دينار عن كل يوم يقضيو المحكوم
عميو في التوقيف.
المادة الرابعة :إذا كانت الجريمة معاقباً عمييا بغرامة فقط فعمى المحكمة عند عدم دفع الغرامة
أن تحكم بالحبس عمى المحكوم عميو بمعدل يوم واحد عن كل ( )51111خمسين ألف دينار
من مبمغ الغرامة عمى أن ال تزيد مدة الحبس في كل األحوال عن ستة أشير.
179
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
إف العقوبات التبعية تمحؽ المحكػوـ عميػو بقػوة القػانوف نتيجػة الحكػـ عميػو بعقوبػة اصػمية وبالتػالي ال
حاجػػة الػػى اف يػػنص عمييػػا القاضػػي وال تفػػرض بمفردىػػا وانمػػا مػػع غيرىػػا مػػف العقوبػػات االصػػمية
-1الحرمان من بعض الحقوق والمزايا :نصت المـادة ( ) 96مـن قـانون العقوبـات العراقـي عمـى
ان (الحكم بالسجن المؤبد أو المؤقت يستتبعو بحكم القانون من يوم صـدروه وحتـى اخـالء سـبيل
ىـ -ان يكون مالكاً أو ناش ارً أو رئيس لتحرير احدى الصحف.
-2مراقبـة الشــرطة :ويقصػد بيػػا إخضػاع المحكػػوـ عميػو لمبلحظػة الشػػرطة مػدة مػػف الػزمف لمتحقػػؽ
مف سموكو ومنعو مف ارتكاب الجرائـ بما يتطمبو ذلػؾ مػف تقييػده باإلقامػة فػي مكػاف معػيف وتعػد مػف
العقوبػػات المقيػػدة لمحريػػة بػػالرغـ مػػف انيػػا تنفػػذ خػػارج السػػجوف وقػػد نصػػت عميػػو المــادة ( ) 99مــن
قانون العقوبات العراقي" :من حكم عميو بالسجن لجناية ماسة بـأمن الدولـة الـداخمي أو الخـارجي
او تزييــف نقــود او تزويرىــا أو تقميــدىا أو تزويــر طوابــع او ســندات ماليــة حكوميــة أو محــررات
رســمية او مــن رشــوة أو اخــتالس أو ســرقة أو قتــل عمــدي مقتــرن بظــرف مشــدد يوضــع بحكــم
القانون بعد انقضاء مدة عقوبتو تحت مراقبة الشرطة وفـق احكـام المـادة 118مـن ىـذا القـانون
181
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
مــدة مســاوية لمــدة العقوبــة عمــى ان ال تزيــد عــن خمــس ســنوات .ومــع ذلــك يجــوز لممحكمــة فــي
حكميا أن تخفف مدة المراقبة أو تامر بإعفاء المحكوم عميو منيا أو ان تخفف من قيودىا".
وجػػدير بالػػذكر ان مراقبــة الشــرطة تعتبــر وجوبيــة أي انيػػا تمحػػؽ المحكػػوـ عميػػو بقػػوة الق ػانوف دوف
الحاجػػة الػػى اف يػػنص عمييػػا فػػي الحكػػـ كمػػا ىػػو الحػػاؿ فػػي العقوبػػات التبعيػػة وقــد تكــون اختياريــة
بمعنى اف المشرع قد منح المحكمة في ذات الوقػت التػدخؿ مػف أجػؿ تخفيػؼ مػدتيا أو تػأمر بإعفػاء
المحكوـ عميو منيا أو اف تخفؼ مػف قيودىػا أمػا فػي حالػة مخالفػة احكػاـ مراقبػة الشػرطة فقػد نصػت
المادة ( ) 99من قانون العقوبات العراقي في الفقرة الثالثة منيا عمـى أنـو “ :يعاقـب مـن خـالل
احكام مراقبة الشرطة بالحبس مدة ال تزيد عمى سنة وبغرامة ال تزيد عمى مائة دينار”.
ىػػي ج ػزاءات ثانويػػة تتفػػؽ مػػع العقوبػػات التبعيػػة فػػي انيػػا ال تػػأتي بمفردىػػا بػػؿ تابعػػة لعقوبػػة اصػػمية
ولكونيػػا تختمػػؼ عنيػػا فػػي انيػػا ال تحمػػؽ المحكػػوـ عميػػو حتمػػا وبقػػوة القػػانوف بػػؿ يمػػزـ اف يػػنص عميػػو
والعقوبات التكميمية في قانوف العقوبات العراقي عمى ثبلثة انواع وىي -:
-2المصادرة .
تنص المادة ( ) 111من قانون العقوبات العراقي عمى أن" :لممحكمة عند الحكم بالسـجن المؤبـد
أو الموقت أو الحبس مدة ال تزيد عمى سنة أن تقرر حرمان المحكوم عميو من حق أو اكثـر مـن
181
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
الحقـوق المبينـة أدنــاه لمـدة ال تزيــد عمـى ســنتين ابتـداء مـن تــاريذ انتيـاء تنفيــذ العقوبـة أو مــن
-1تولي بعض الوظائؼ والخدمات العامة عمى أف يحدد ما ىو محرـ عميػو منيػا بقػرار الحكػـ وأف
-3حمؿ السبلح
-4الحقوؽ والمزايا الواردة في الفقرة ثانياً مف ىذا القرار كبلً أو بعضاً أو يراد بذلؾ الحقػوؽ والم ازيػا
الواردة في المادة ( )96مف قانوف العقوبات المارة الذكر وينفذ عقوبة الحرمان من الحقوق والمزايا
في المحكوم عميو بعد اخالء سبيمو من السجن ويالحظ عمى الـنص اعـاله ان المشـرع قـد اعطـى
لممحكمــة الخيــار فــي حرمــان المحكــوم عميــو بالســجن المؤبــد او المؤقــت أو الحــبس ال تزيــد عمــى
-2المصادرة
ويراد بيا االستيبلء عمى ماؿ المحكوـ عميو وانتقاؿ ممكيتو إلى الدولة بدوف اي تعويض وىي عقوبة
ماليػػة وبيػػذه الصػػفة تشػػترؾ مػػع الغ ارمػػة ،كمػػا اف كمتػػا العقػػوبتيف يجػػب أف تفرضػػا مػػف قبػػؿ السػػمطة
القضائية
2ق ػػد تش ػػكؿ بنفس ػػيا عقوب ػػة اص ػػمية او تك ػػوف تتبع عقوبة اصمية أخرى 2
عقوبة تكميمية
المصادرة العامة :ىي تجريد المحكوـ عميو مف جميع ما يممكو أو نسبة معينػة مػف مالػو كنصػفو او
ثمثو أو ربعو.
المصادرة الخاصة :وىي التي تنصب عمى ماؿ معيف وقد يكوف ىذا الماؿ ىو الوسػيمة التػي ارتكػب
بيػػا الجريمػػة او يكػػوف ىػػو جسػػـ الجريمػػة مثػػؿ حيػػازة المخػػدرات واالسػػمحة غيػػر المرخصػػة .وفػػي ىػػذا
نصت المادة ( ) 111من قانون العقوبات العراقي عمى أنو" :يجوز لممحكمة عند الحكـم باإلدانـة
فــي جنايــة أو جنحــة ان تحكــم بمصــادرة االشــياء المضــبوطة التــي حصــمت مــن الجريمــة او التــي
استعممت في ارتكابيا أو التي كانت معدة السـتعماليا فييـا وىـذا كمـو بـدون اخـالل بحقـوق الغيـر
وبناء عمى ما سبؽ يتضح اف لمحكـ بعقوبة المصادرة شروطاً وىي -:
ً
-1اف يحكـ عمى المتيـ بعقوبة أصمية لجناية أو جنحة وال يجوز في المخالفة.
-2اف يكوف االشياء التي يحكـ بمصادرتيا قد حصمت مف الجريمػة او اسػتعممت او مػف شػانيا اف
تستعمؿ في ارتكابيا.
-3اف ال تؤدي االشياء المضبوطة الى االخبلؿ بحقوؽ الغير (حسف النية) ،مثؿ لو كانت االشياء
ممكاً لمغير المتيـ وقد اخذت بدوف عممو او بعممو ولكنو كاف يجيؿ انيا سوؼ تستعمؿ فػي ارتكػاب
الجريمة فبل يجوز الحكـ بالمصػادرة كمػا نصػت المـادة ( )117مـن قـانون العقوبـات العراقـي عمـى
أنـــو" :يجـــب الحكـــم بمصـــادرة االشـــياء المضـــبوطة التـــي يعـــد صـــنعيا او حيازتيـــا أو احرازىـــا او
استعماليا او بيعيـا او عرضـيا لمبيـع جريمـة فـي ذاتـو ولـو لـم تكـن ممموكـة لممـتيم او لـم يحكـم
بإدانتو واذا لم تكن االشياء المـذكورة قـد ضـبطت فعـالً وقـت المحاكمـة وكانـت معينـة تعيينـاً كافيـا
فحكــم المحكمــة بمصــادرتيا عنــد ضــبطيا" ،يبلحػػظ اف ىػػذه المػػادة تضػػع شػػروطاً لمحكػػـ بالمصػػادرة
وىي:
183
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-1انو ال يشترط اف يحكـ لممتيـ بعقوبة اصمية بؿ أنػو يجػب الحكػـ بيػا حتػى يفػرض تبرئػة المػتيـ
-2اف ال يشترط اف تكوف االشياء المضػبوطة ممكػا لممػتيـ ،بػؿ يجػب الحكػـ بيػذه المصػادرة وحتػى
ولو كانت ىذه االشياء ممكاً لمغير والمصادرة مف ىذا النوع يتخذ صفة االجراء الوقائي.
-3نشر الحكم
ىي وسػيمة لمتشػيير بالشػخص كػأف تكػوف الجريمػة ذات خطػورة واثػار واسػعة فعندئػذ يجػوز لممحكمػة
مف تمقاء نفسيا أو بناء عمى طمب االدعاء العاـ أف تأمر بنشر الحكـ النيائي الصػادر باإلدانػة فػي
جناية او ما تقتضيو المصمحة الخاصة ومثاليا جريمة القذؼ أو سب أو اىانة وفي ىذه الحالة فإف
النشر ال يقع اال بطمػب صػريح ،ىػذا واف لممحكمػة اف تقػرر كػؿ حالػة عمػى حػدة وتقػر فيمػا إذا وجػد
تفريد العقوبة
ويػراد بػػو جعػػؿ العقوبػػة مبلئمػػة لظػػروؼ المجػػرـ الجسػػمي والنفسػػي واالجتمػػاعي وحالتػػو قبػػؿ ارتكػػاب
الجريمػػة واثنائيػػا وبعػػدىا وطريقػػة ارتكػػاب لمجريمػػة والوسػػائؿ المسػػتعممة فػػي ارتكابيػػا واالضػرار التػػي
اذف يكوف سمطة تقديرية لمقاضػي فػي تشػديد العقوبػة او تخفيضػيا او حتػى االعفػاء منيػا مثػؿ العفػو
عف العقوبة واالفراج الشرطي وايقاؼ تنفيذ العقوبة ،ومف أىـ مظاىر تفريد العقوبة ىي:
184
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ويقصد بالظروف المشددة بأنيا تمـك الظـروف المحـددة بالقـانون والمتصـمة بالجريمـة أو بالجـاني
التي يترتب عمييا تشديد العقوبة المقررة لجريمة الى اكثر مـن الحـد االعمـى الـذي قـرره القـانون،
-1الظــروف المشــددة العامــة :وىػػي تمػػؾ الظػػروؼ التػػي يػػنص عمييػػا القػػانوف والتػػي تسػػري بالنسػػبة
ب -ارتكاب الجريمة بانتياز فرصة ضعؼ ادراؾ المجني عميػو أو عجػزه عػف المقاومػة فػي ظػروؼ
د -استغبلؿ الجاني في ارتكاب الجريمة صفتو كموظؼ أو إساءتو استعماؿ سمطتو (الجرائـ المخمة
بالوظيفة العامة).
-2الظروف المشددة الخاصة :وىي الظروؼ المنصوص عمييا في القانوف والتي ليست ليا صفة
العم ػػوـ فػ ػي جمي ػػع الجػ ػرائـ ب ػػؿ اني ػػا خاص ػػة ب ػػبعض الجػ ػرائـ ،كظ ػػرؼ وق ػػوع السػ ػرقة ل ػػيبلً او قوعي ػػا
باإلكراه.
ومنيا يتصؿ بالواقعة االجرامية وظروؼ ارتكابيا ( الظروؼ المادية ) كالتسػور والكسػر مػف الخػارج
فػػي جريمػػة السػرقة ،وقػػد يتصػػؿ بشػػخص الجػػاني (الظػػروؼ الشخصػػية) كســبق االص ـرار فــي ج ـرائم
اء
والفرؽ بيف النوعيف فػي العقوبػة فػإف اثػر الظػروؼ الماديػة المشػددة تسػري عمػى جميػع الجنػاة سػو ً
مػػف سػػاىـ فييػػا بصػػفة فاعػػؿ او شػريؾ ومػػف كػػاف يعمػػـ بيػػا او كػػاف يجيمػػو ،امػػا الظػػروؼ الشخصػػية
185
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-1اذا كانت العقوبة المقررة لمجريمة ىي السجف المؤبد جاز الحكـ باإلعداـ
-2اذا كان ػػت العقوب ػػة المق ػػررة لمجريم ػػة الس ػػجف المؤق ػػت او الح ػػبس ج ػػاز الحك ػػـ ب ػػأكثر م ػػف الح ػػد
االقصػى لمعقوبػػة المقػػررة لمجريمػػة بشػرط اف ال يتجػػاوز مػػدة السػػجف عمػى عشػريف سػػنة ومػػدة الحػػبس
-3اذا كانػػت العقوبػػة المقػػررة لمجريمػػة ىػػي الغ ارمػػة جػػاز الحكػػـ بػػالحبس ،عمػػى ال تزيػػد مػػدة الحػػبس
ويراد بو ارتكاب الشخص لجريمة بعد سبؽ الحكـ عميو نيائيا مف أجؿ جريمة أو جرائـ أخرى .ويعد
العود سببا مف اسباب تشديد العقوبة العتبار اف المجرـ الذي يعود الػى ارتكػاب الجريمػة دليػؿ عمػى
العـود العـام (المطمـق) :يتحقػؽ لمجػرد عػودة المجػرـ إلػى ارتكػاب جريمػة جديػدة أيػاً كػاف نوعيػا ،فػبل
يش ػػترط اف تك ػػوف مماثم ػػة ف ػػي نوعي ػػا أو طبيعتي ػػا لمجريم ػػة األول ػػى ،مث ػػؿ :اف يحك ػػـ عم ػػى ش ػػخص
بارتكاب جريمة القتؿ ثـ يعود فيرتكب جريمة السرقة (ال يشترط التماثؿ بيف الجريمتيف).
العـود الخـاص (النـوعي) :ويتحقػؽ إذا كانػت الجريمػة الثانيػة مماثمػة أو مشػابيو مػع الجريمػة األولػػى
التي حكـ فييا نيائيا .مثؿ جرائـ السرقة والنصب وخيانة االمانة.
العود المؤبـد :ويتحقػؽ لمجػرد عػودة المجػرـ الرتكػاب جريمػة جديػدة ميمػا طػاؿ الػزمف بينيمػا وبػيف
العود المؤقـت :ويتحقػؽ إذا ارتكػب المجػرـ الجريمػة الجديػدة فػي خػبلؿ مػدة محػددة مػف تػاريخ الحكػـ
ويشػػترط العتبػػار الجػػاني عائػػدا حسػػب نػػص المػػادة ( )139مػػف قػػانوف العقوبػػات الع ارقػػي الشػػروط
االتية:
-1صدور حكم سابق :ينبغي اف تكوف الجريمة الجديدة قػد ارتكػب بعػد حكػـ سػابؽ؛ ألف العمػة فػي
التشديد ىي اف صدور الحكـ السابؽ يعتبر كافياً لدرع الجاني والبد مف تتوفر فػي الحكػـ السػابؽ مػا
يأتي:
أ -اف يكوف صاد ار بعقوبة جنائية مف العقوبات االصمية السالبة لمحرية أو بالغرامة فاذا كػاف الحكػـ
ب -اف يك ػػوف الحك ػػـ نيائي ػػا قب ػػؿ ارتك ػػاب الجريم ػػة الجدي ػػدة؛ ألف الحك ػػـ غي ػػر الني ػػائي يك ػػوف ق ػػاببل
لئللغاء أو التعديؿ ويكوف الحكـ نيائيا باستنفاذ طرؽ الطعف بفوات مواعيدىا أو بػرفض الطعػف ،وال
ج -اف يكوف الحكـ قائما وقت ارتكاب الجريمة :أي ال يكوف الحكـ النيائي قد سقط بالعفو العاـ او
برد االعتبار او بانقضاء مدة ايقاؼ التنفيذ إذا كاف قد حكـ بإيقاؼ تنفيذه.
د -اف يكوف الحكـ الصػادر مػف محكمػة عراقيػة او كػاف صػاد ار فػي جػرائـ تزييػؼ او تقميػد او تزويػد
-2ارتكاب جريمة جديدة :يشترط لتوفر العود ارتكاب جريمة جديدة بعد صدور الحكـ السػابؽ وىػذه
الجريمػػة ىػػي التػػي تجعػػؿ الجػػاني عائػػداً وتشػػدد العقوبػػة ،واف تكػػوف الجريمػػة الجديػػدة مسػػتقمة عػػف
الجريمة االولى.
187
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-3ان تتوفر حالة من الحاالت المنصوص عمييا في المادة ( )139من قانون العقوبات العراقي
الحالة األولى :مف حكـ عميو نيائيا لجناية وثبت ارتكابو قانونا لجناية او جنحة قبؿ مضي المحددة
المقررة لرد اعتباره وال يشترط التماثؿ بيف الجريمتيف (العود عاـ في ىذه الحالة)
الحالة الثانيـة :مػف حكػـ عميػو نيائيػا بجنحػة وثبػت ارتكابػو بعػد ذلػؾ وقبػؿ مضػي المػدة المقػررة لػرد
االعتبار ويشػترط التماثػؿ بػيف الجػريمتيف (العػود خػاص فػي ىػذه الحالػة) وتعتبػر الجػرائـ المبينػة فػي
والفتػرة الزمنيػػة التػػي يجػػب اف تقػػع خبلليػػا الجريمػػة الثانيػػة ىػػي المػػدة البلزمػػة لػػرد االعتبػػار المحكػػوـ
اثار العود
يج ػػوز لممحكم ػػة ف ػػي حال ػػة الع ػػود المنص ػػوص عمي ػػو ف ػػي الم ػػادة ( )141اف تحك ػػـ ب ػػأكثر م ػػف الح ػػد
االقصػػى لمعقوبػػة المقػػررة لمجريمػػة قانونػػا وعمػػى اف ال تزيػػد بػػأي حػػاؿ مػػف االح ػواؿ السػػجف خمػػس
وعشػػروف سػػنة وال تزيػػد مػػدة الحػػبس عمػػى عشػػر سػػنوات ،فالتشػػديد إذف جػوازي ولػػيس وجػػوبي أي اف
لممحكمة مطمؽ الحرية في تشديد العقوبة أو أف تحكػـ بالعقوبػة المقػررة لمجريمػة بغيػر تشػديد ،فضػبل
188
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
عف اف ال يتجاوز الحد االقصى لمعقوبة ضعؼ الحد االقصى لمعقوبة المقػررة اصػبلً لمجريمػة .وىػذا
-1أف ال يتجاوز الحد االقصى لمعقوبة ضعؼ الحد االقصى لمعقوبة المقررة لمجريمة.
-2أف ال يتجاوز مدة السجف المؤقػت عمػى خمػس وعشػريف سػنة ،وال تزيػد مػدة الحػبس عمػى عشػر
سنوات.
-1اذا كانت العقوبة المقررة لمجريمة ىي السجف المؤقت جاز الحكـ بالسجف المؤبد.
أف اسػػباب التخفيػػؼ نوعػػاف ،أسػػباب حصػػرىا الشػػارع وبينيػػا فػػي القػػانوف وتسػػمى باإلعػػذار واسػػباب
واالعػذار القانونيػػة أمػا اف تكػػوف معفيػة مػػف العقوبػة أو مخففػػة ليػا وبينيػػا المشػرع الع ارقػػي فػي المػػادة
( ،)138واالعذار :ىي الظروؼ المنصوص عمييا فػي القػانوف والتػي يترتػب عمييػا تخفيػؼ العقوبػة
او رفعيا كمياً ،وىي ال توجد بغير نص أي ذكرت عمى سبيؿ الحصر وىي نوعاف.
ىي الظروؼ التي ينص عمييا القانوف والتي مف شانيا رفع العقوبػة عػف الفاعػؿ مػع قيػاـ المسػؤولية
فقػد تكػػوف مقابػؿ خدمػػة يقػػدميا الجػاني لممجتمػػع بالكشػػؼ عػف الجريمػػة كاإلعفػػاء مػف عقوبػػة االتفػػاؽ
الجنائي لمف يبادر بإخبار السمطات بوجػود االتفػاؽ الجنػائي وعػف المسػاىميف قبػؿ وقػوع الجريمػة أو
189
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
يكػػوف االعفػػاء مقػػرر لرغبػػة فػػي المحافظػػة عمػػى صػػمة الق اربػػة فػػي اعفػػاء أصػػوؿ أو فػػروع الشػػخص
أثــر األعــذار المعفيــة :ويترتػػب عميػػو رفػػع العقوبػػة عػػف الجػػاني ،وال يسػػتفيد باإلعفػػاء غيػػر مػػف تػوافر
العػػذر ممػػا سػػاىموا فػػي ارتكػػاب الجريمػػة كمػػا اف المجػػرـ المعفػػي مػػف العقوبػػة ال يحكػػـ ببراءتػػو بػػؿ
يقضي بإعفائو مف العقوبة مع امكاف قياـ المسؤولية المدنية عف االضرار التي تكوف قد نشأت عػف
الجريمة.
-2االعذار المخففة
ىي الظروؼ المنصوص عمييا في القػانوف والتػي تسػتوجب تخفيػؼ العقوبػة المقػررة قانونػاً لمجريمػة،
مثػػاؿ ذلػػؾ المػػادة ( )419التػػي تعاقػػب بػػالحبس مػػدة ال تزيػػد عمػػى ثبلثػػة سػػنوات مػػف فاجػػأ زوجتػػو أو
احػػدى محارمػػو فػػي حالػػة تمبسػػيا بالزنػػا ،ىػػذا فػػي الوقػػت الػػذي يكػػوف فييػػا عقوبػػة القتػػؿ العمػػد السػػجف
أثر األعذار المخففة :ويترتب عمػى العػذر المخفػؼ تخفػيض العقوبػة وجوبػا بحكػـ القػانوف ولمقاضػي
مطمؽ الحريمة في النزوؿ بالعقوبة الى الحد االدنػى مػف الػنص القػانوني ،مػع امكػاف قيػاـ المسػؤولية
الظروف المخففة
وي ػراد بيػػا الخصػػائص الموضػػوعية او الشخصػػية غيػػر المحػػددة والتػػي يمكػػف اف تسػػمح فػػي تخفيػػؼ
191
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
لـ ترد عمى سبيؿ الحصر 2 وردت عمى سبيؿ الحصر 2
تسمى بالظروؼ القضائية المخففة 4 تسمى باألعذار القانونية المخففة 4
تجاوز حالة الدفاع الشرعي 5 قتؿ الزوج لزوجتو المتمبسة بالزنى 5
ونظاـ الظروؼ المخففة فائدة كبيرة يمكف لمقاضي تقدير العقوبة المبلئمة لكؿ مجرـ عمى انفراد تبعا
وقد اخذ قانوف العقوبات العراقي بنظاـ الظروؼ المخففة فقد نص في المادة ( )132عمى أنو" :إذا
رات المحكمة في جناية ان ظروف الجريمة او المجرم تستدعي الرأفـة جـاز ليـا ان تبـدل العقوبـة
-1عقوبة االعدام بعقوبة السجن المؤبد أو المؤقت مدة ال تقل عن خمس عشر سنة.
ويالحظ عمى نظام التخفيف انيا متروكـة لتقـدير المحكمـة وال ينصـب اال عمـى العقوبـات االصـمية
امػػا إذا تػػوفر فػػي الجنحػػة ظػػرؼ رأت المحكمػػة أنػػو يػػدعو الػػى ال أرفػػة جػػاز ليػػا تطبيػػؽ احكػػاـ المــادة
( )131مــن قــانون العقوبــات العراقــي والتــي نصــت عمــى انــو" :إذا تــوفر فــي جنحــة عــذر مخفــف
-2إذا كانت العقوبة حبسا وغرامة معا ،حكمت المحكمة بإحدى العقوبتين فقط .
191
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-3إذا كانت العقوبة حبسا غير مقيد بحد ادنى حكمت المحكمة بالغرامة بدال عنو".
ويراد بتعدد الجرائـ :ىو اف يرتكب الشخص اكثر مف جريمة قبؿ اف يحكـ عميػو نيائيػا بواحػدة منيػا
سواء كانت مف نوع واحد مثؿ ارتكاب عدة سرقات أو انواع مختمفة مثؿ ارتكاب جريمة قتؿ وجريمة
السرقة وجريمة االيذاء ويتميز تعدد الجرائـ عف العود مف عدة نواحي منيا
يتحقؽ التعدد حيف يرتكب الجاني اكثر مف جريمة دوف ال يتحقؽ اال إذا صدر عميو حكـ نيائي في 1 1
اف يكوف قد سبؽ عميو الحكـ نيائيا في واحدة منيا جريمة سابقة قبؿ ارتكاب الجريمة الجديدة
التعدد في ذاتو ال يبرر تشديد العقوبة 2 2سبب لتشديد العقوبة عف الجريمة الجديدة
لػػـ يسػػبؽ لمجػػاني التعػػرض لتحػػذير قضػػائي يتمثػػؿ فػػي سبؽ لمجاني التحػذير المتمثػؿ بػالحكـ الػذي 3 3
سبؽ الحكـ عميو سبؽ صدوره ضده وتنفيذ ىذا الحكـ عميو
صــور التعــدد :والتعػػدد فػػي الج ػرائـ إمػػا أف يكػػوف ناشػػئا عػػف فعػػؿ واحػػد فيسػػمى تعػػدد صػػوري أو اف
التعدد الصوري :وىو انطباؽ اكثر مف نص قانوني عمى فعؿ واحد أي يوصؼ بأكثر مف وصؼ
قانوني واحد ،ومثاؿ ذلؾ مف يرتكب جريمة ىتؾ عرض فيمكف اف يوصؼ باعتباره جريمة ىتؾ
عرض او جريمة فعؿ فاضح عمني مخؿ بالحياء فيذا التعدد صوري لذلؾ نجد اف جميع التشريعات
اتفقت عمى اف الجاني ال يعاقب اال بعقوبة واحدة وىي العقوبة االشد مف بيف العقوبات المتعددة
كما اشارة المادة ( )141من قانون العقوبات العراقي إلى ذلك" :اذا كون الفعل الواحد جرائم
متعددة وجب اعتبار الجريمة التي عقوبتيا أشد والحكم بالعقوبة المقررة ليا واذا كانت العقوبات
192
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
متماثمة حكم بإحداىا" ،ففي المثاؿ السابؽ يسأؿ الجاني عف جريمة ىتؾ العرض ألف عقوبتيا
أشد.
والقاعــدة فــي تطبيــق الــنص االشــد يترتــب عميــو نتيجتــان :أوالً :يجــب عمــى القاضــي ان يحكــم
بالعقوبة االشد وحدىا وال يجوز لو االخـذ بالعقوبـات المتعـددة .وثانيـاً :ال يجـوز الحكـم بالعقوبـات
التبعية والتكميمية التي تقررىا نصوص أخرى غير النص الذي يقضي بالعقوبة االشد.
التعــدد الحقيقــي أو المــادي :ويقصػػد بػػو ارتكػػاب الجػػاني عػػدة افعػػاؿ مسػػتقمة يكػػوف كػػؿ منيػػا جريمػػة
قائمة بذاتيا سواء كميػا مػف نػوع واحػد كػأف تكػوف كميػا سػرقات أو مػف أنػواع مختمفػة كارتكػاب جػرائـ
والسػؤاؿ الػػذي يطػػرح نفسػػو عمػػى بسػػاط البحػػث ىػػو ىػػؿ يحكػػـ عمػػى المػػتيـ بعقوبػػة لكػػؿ جريمػػة مػػف
الجرائـ التي ارتكبيا؟ وىػذا مػا يسػمى بنظػاـ (تعػدد العقوبػات) ،أـ يكفػي اف توقػع عميػو عقوبػة واحػدة
ىي اشد العقوبات المقررة لمجرائـ التي ارتكبيا ويسمى بنظاـ (عدـ جمع العقوبات)؟
اجاب المشرع العراقي عمى ىذا السؤاؿ بأف القاعدة المقررة في قانوف العقوبات ىي تعدد العقوبات.
ولكػػف وضػػع قيػػوداً عمييػػا لتفػػادي االف ػراط فػػي العقوبػػة ويسػػتثنى مػػف ىػػذه القاعػػدة حالػػة واحػػدة مػػا إذا
كانت الجرائـ ارتكبت لغرض واحد وكانت مرتبطة ارتباطا ال يقبؿ التجزئة.
وتقوـ ىذه القاعدة (تعدد العقوبػات) اف القػانوف يقػرر لكػؿ جريمػة عقوبػة محػددة فػإذا تعػددت الجػرائـ
وجػػب اف تتعػػدد العقوبػػات ،ألف المجػػرـ قػػد صػػدرت منػػو عػػدة افعػػاؿ جنائيػػة فيػػو حتمػػا أخطػػر عػػف
المجرـ الذي صدر عنو فعؿ جنائي واحد وبالتالي ال يصح اف يتساوى في المعاممة.
وقد قررت المادة ( ) 143من قانون العقوبات العراقي انو" :اذا ارتكب شخص عدة جرائم ليست
مرتبطة ببعضيا وال تجمع بينيما وحدة الغرض قبل الحكم عميو من اجل واحدة منيا ،حكم عميو
بالعقوبة المقررة لكل منيا ونفذت جميع العقوبات عميو بالتعاقب عمى أن ال يزيد مجموع مدد
193
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
السجن أو الحبس التي تنفذ عميو أو مجموع مدد السجن والحبس معاً عمى خمس وعشرين
سنة".
اما بخصوص القيود التي اوردىا المشرع العراقي عمى ىذه القاعدة ىي:
-1عدم جواز زيادة العقوبات السـالبة لمجريمـة عـن حـد معـين :ومقتضػي ىػذا القيػد انػو فػي حالػة
تعدد العقوبات السالبة لمحرية السجف الحبس بنوعيو الشديد والبسيط ،فأف مجموع مدة العقوبات التي
يجػػوز تنفيػػذىا عمػػى الجػػاني يجػػب اف ال يزيػػد عػػف خمػػس وعش ػريف سػػنة ومػػا زاد عػػف ذلػػؾ فػػبل ينقػػذ
واسػػتثنى مػػف ىػػذا القيػػد عقوبػػة الغ ارمػػة والعقوبػػات التكميميػػة والتبعيػػة والتػػدابير االحت ارزيػػة فإنيػػا تنفػػذ
جميعا ميما تعددت ،فيما عدا مراقبة الشرطة فقد قيدىا بخمس سنوات.
-2جــب العقوبــات :ويػػراد بالجػػب تنفيػػذ العقوبػػة االشػػد يعتبػػر فػػي الوقػػت ذاتػػو تنفيػػذا حكميػاً لمعقوبػػة
االخؼ أي اف العقوبػة االشػد تنػتقض العقوبػة االخػؼ فيقػاؿ بأنيػا قػد جبتيػا أي انقصػتيا ومثاليػا لػو
حكػػـ عمػػى شػػخص لمػػدة تسػػع سػػنوات وبػػالحبس لمػػدة أربػػع سػػنوات فػػإف تنفيػػذ عقوبػػة السػػجف االشػػد
يعتبر في نفس الوقت تنفيذا لمعقوبة الحبس وىي األخؼ ويجب مبلحظة األمور التالية عنػد تطبيػؽ
-1اف عقوبة السجف ىي وحدىا تجب غيرىا مف العقوبات ،فعقوبة الحبس ال تجب عقوبة الغرامة.
-2ال يقع الجب اال بيف عقوبة أشد وعقوبة أخؼ فيو ال يقع بيف عقوبات تتساوى بالشدة كعقوبتي
-3تجػب عقوبػػة السػػجف بمقػػدار مػػدتيا عقوبػػة الحػػبس ،أي ال يتحقػػؽ الجػػب إال بمقػػدار مػػدة السػػجف
-4اف تكوف الجريمة التي حكـ فييا بعقوبة الحبس قد وقعت قبؿ الحكـ بعقوبة السػجف الف سػرياف
الجب بال نسبة لمجرائـ التي بعد صدور ىػذا الحكػـ مػف شػأنو اف يشػجع الجػاني عمػى ارتكػاب الجػرائـ
194
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
اثناء تنفيذ عقوبة السجف ،ويبلحػظ اف القيػود التػي اوردىػا المشػرع ىػي قيػود خاصػة لتنفيػذ العقوبػات
-5يجػػػب اف تكػػػوف العقوبػ ػػة موض ػ ػوع الحػ ػػبس عقوب ػػة سػ ػػالبة لمحريػ ػػة أي الحػ ػػبس بنوعيػػػو (الشػ ػػديد
وفيما يخص باالستثناء التي ترد عمى قاعدة تعدد العقوبات بتعدد الجرائـ والتي نصت عمييػا المـادة
( ) 142من قانون العقوبات العراقي والتي تقضي بأنو" :إذا وقعـت عـدة جـرائم ناتجـة عـن افعـال
متعددة ولكنيا مرتبطة ببعضيا ارتباطاً ال يقبل التجزئة ويجمع بينيما وحـدة الغـرض وجـب الحكـم
بالعقوبة المقررة لكل جريمة واألمر بتنفيذ العقوبة االشد دون سواىا".
-1اف تكوف الج ارئـ المرتكبة مرتبطة ارتباطاً غير قابؿ لمتجزئػة أي اف يكػوف تنفيػذاً لخطػة اجراميػة
-2اف تكوف الجرائـ المتعددة مرتبطة بوحدة الغرض أي يكوف القصد منيا تحقيؽ ىدؼ واحد.
ومثاليػػا قيػػاـ الموظػػؼ بتزويػػر فػػي السػػجبلت إلخفػػاء أثػػر جريمػػة االخػػتبلس األم ػواؿ ،فػػإذا اجتمػػع
الشرطاف وجب عمػى المحكمػة الحكػـ بالعقوبػة المقػررة لكػؿ جريمػة واألمػر بتنفيػذ العقوبػة األشػد دوف
غيرىا.
ويبلحػػظ بػػأف الحكػػـ بتنفيػػذ العقوبػػة االشػػد ال يمنػػع مػػف تنفيػػذ العقوبػػات التبعيػػة والتكميميػػة والتػػدابير
االحت ارزية المقررة بحكـ القانوف بالنسبة الى الجرائـ االخرى األخؼ.
قد يرتكب المجرـ الجريمة عف طريؽ الصدفة أو بدافع العاطفة العابرة ،بمعنػى أنػو ارتكػب الجريمػة
ليس بدافع االجراـ ،لذا وجػدت التشػريعات الجنائيػة نظػاـ خػاص مػف شػأنو اف ييػدد مرتكػب الجريمػة
195
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
بتوقيػػع العقوبػػة أذا عػػاد وارتكػػب جريمػػة أخػػرى وخػػبلؿ فت ػرة معينػػة سػػمي ىػػذا النظػػاـ بنظػػاـ (وقػػؼ
التنفيػػذ) أو تعميػػؽ العقوبػػة عمػػى شػػرط ،ألنػػو لػػوحظ اف المػػدة القصػػيرة التػػي يقضػػييا المجػػرـ داخػػؿ
المؤسسة العقابية ال تكفي إلصبلحو بؿ قد تساىـ في افساده التصػالو ببقيػة المجػرميف .وأوؿ الػدوؿ
ويعرؼ بأنو ذلؾ النظاـ الذي يخوؿ القاضي سمطة الحكـ بإدانة المتيـ وتحديػد العقوبػة المناسػبة لػو
مع االمر بوقؼ تنفيذىا لفترة معينة يحددىا القانوف ،تكوف بمثابة فترة لمتجربة يطالب المحكوـ عميو
فييا بأف ال يعود الى ارتكاب جريمة جديدة فاف مرت ىذه الفترة دوف اف يرتكب جريمة جديدة اعتبر
الحكػػـ كػػأف لػػـ يكػػف وتػػزوؿ جميػػع أثػػاره الجنائيػػة .أمػػا إذا ارتكػػب خبلىػػا جريمػػة جديػػدة فيجػػوز تنفيػػذ
العقوبػػة الموقوفػػة إضػػافة الػػى مػػا يحكػػـ بػػو عميػػو بالنسػػبة لمجريمػػة الجديػػدة وىػػذا النظػػاـ اعتبػػر خػػرؽ
لمبػػادئ المدرسػػة الجنائيػػة التقميديػػة التػػي اىتمػػت بالجريمػػة دوف شػػخص مرتكبيػػا كيػػؼ يمكػػف لجريمػػة
اف تظػػؿ دوف عقوبػػة وكػػؿ مجػػرـ يجػػب أف يعاقػػب؟ فوقػػؼ التنفيػػذ يعنػػي اف تحقيػػؽ الجريمػػة بركنييػػا
المػػادي والمعنػػوي لػػـ يعػػد كافيػػا العتبػػار فاعميػػا مجرمػػا وانمػػا اضػػيؼ اييػػا شػػرط أخػػر مػػدى الخطػػورة
إن االخذ بنظام وقف التنفيذ يرجع الى عدة اسباب وىي:
-1االبتعـاد عـن مشـاكل العقوبـات السـالبة لمحريـة قصـيرة المـدة :اف العقوبػة قصػيرة المػدة عػػاجزة
عف تحقيؽ االصبلح ألف المدة قصيرة ،فضبلً عف اف المحكوـ عميو يفقد احت ارمػو واحتػراـ الغيػر لػو
ويفقد عممو فيتعذر عميو الحصوؿ عمى مورد رزؽ أخر وىذا يؤدي الى تحطيمو ماديا ومعنويا.
196
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
-2إصالح المحكوم عميو بعيدا عن السجن :اف المحكوـ عميػو يقاسػي مػف الحكػـ بػالرغـ مػف عػدـ
تنفيذىا لشعوره بالذنب باإلضافة الى تيديده بتنفيذ العقوبة إذا ارتكب جريمة اخرى خبلؿ مػدة معينػة
-3ابعــاد المجــرمين المبــدئين مــن االخــتالط بــالمجرمين المتمرســين :مػػف المصػػمحة عػػدـ توقيػػع
العقوبػ ػػة عمػ ػػى المجػ ػػرميف (كػ ػػالمجرـ بالصػ ػػدفة أو بالعاطفػ ػػة)؛ الف ذلػ ػػؾ يكػ ػػوف سػ ػػبباً إلفسػ ػػادىـ ال
تنص المادة ( )144مف قانوف العقوبات الع ارقػي عمػى مػا يػأتي" :يتبػيف مػف ىػذا الػنص أف ال يقػاؼ
التنفيػػذ شػػروط البػػد مػػف توافرىػػا وىػػذه الشػػروط تتعمػػؽ بالجريمػػة والمجػػرـ والعقوبػػة وىػػذه الشػػروط ىػػي
كاالتي:
-1الشروط المتعمقـة بالجريمـة :وقػؼ التنفيػذ يكػوف بالنسػبة ألحكػاـ الصػادرة فػي الجنايػات والجػنح
وغير جائز فػي المخالفػات ،وكػاف أولػى بالمشػرع اف يشػمؿ المخالفػات أيضػا الف عمػة ايقػاؼ التنفيػذ
تتػػوفر فػػي المخالفػػة أيضػػا ألنػػو فػػي حالػػة تعػػذر دفػػع الغ ارمػػة تنفػػذ االك ػراه البػػدني وبالتػػالي يتعػػرض
-2الشروط المتعمقة بالعقوبـة :وقػؼ التنفيػذ يكػوف بالنسػبة لمحكػـ بػالحبس مدتػو سػنة أو أقػؿ سػواء
كانػػت العقوبػػة صػػادرة فػػي جنحػػة أو جنايػػة ،ويجػػوز لممحكمػػة اف تقصػػر ايقػػاؼ التنفيػػذ عمػػى العقوبػػة
-3الشـــروط المتعمقـــة بـــالمجرم :تشػػرط المػػادة ( )144مػػف قػػانوف العقوبػػات الع ارقػػي أف ال يك ػػوف
الجاني قد سبؽ الحكـ عميو لجريمة عمدية سواء كانت جناية او جنحة أو مخالفػة وميمػا قػدـ تػاريخ
197
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ارتكاب الجريمة ،الف وقػؼ التنفيػذ امتيػاز مقػرر لطوائػؼ المجػرميف ألوؿ مػرة إلبعػادىـ عػف مسػاوئ
العقوبػػة السػػالبة لمحريػػة ،باإلضػػافة الػػى ذلػػؾ اف تػػرى المحكمػػة مػػف اخػػبلؽ والمحكػػوـ عميػػو وماضػػيو
وظروفو ما يبعث عمى االعتقاد بانو لف يعود الى ارتكاب الجريمة جديدة.
وعنػػد تػػوفر الشػػروط اعػػبله يجػػوز عندئػػذ لمحكمػػة الموضػػوع اف تػػامر بوقػػؼ تنفيػػذ العقوبػػة فـــاألمر
ػاء
باإليقاف اختياري متـروك لسـمطة التقديريـة لمقاضـي ،ويجػوز اف تػأمر المحكمػة بوقػؼ التنفيػذ بن ً
عمى طمب الخصوـ او مف تمقائيػا نفسػيا وعمػى المحكمػة اف تبػيف فػي الحكػـ ألسػباب التػي اسػتندت
عمييػػا فػػي ايقػػاؼ التنفيػػذ واال فػػاف الحكػػـ يكػػوف معينػػا بخطػػأ جػػوىري ألغفالػػو التسػػبيب الػػذي اوجبػػو
القانوف.
اف مػػدة ايقػػاؼ التنفيػػذ العقوبػػة ىػػي ثـــالث ســنوات تبػػدأ مػػف تػػاريخ صػػدور الحكػػـ ،وىػػي مػػدة كافيػػة
الختبػػار المحكػػوـ عميػػو ومعرفػػة إذا كػػاف جػػدي ار بوقػػؼ التنفيػػذ العقوبػػة مػػف عدمػػو .واذا انقضػػت ىػػذه
المدة دوف اف يصدر خبلليا حكـ بإلغاء االيقاؼ يعتبر الحكـ بيا كأف لـ يكػف أي يسػقط كػؿ اثارىػا
فض ػػبل ع ػػف ذل ػػؾ المحك ػػوـ عمي ػػو بمجموع ػػة مػ ػػف االلت ازم ػػات خ ػػبلؿ فتػ ػرة ايق ػػاؼ التنفي ػػذ وم ػػف ىػػػذه
االلتزامات:
-1التعيد بحسن السموك :ويكوف التعيد تحريرياً وفؽ نموذج معيف بأف يكوف المحكوـ عميو حسف
السػػيرة والسػػموؾ خػػبلؿ المػػدة المقػػررة قانون ػاً لوقػػؼ التنفيػػذ (ثػػبلث سػػنوات) ويمػػزـ المحكػػوـ عميػػو بػػاف
يػػودع صػػندوؽ المحكمػػة مبمغػػا مػػف المػػاؿ أو مػػا يقػػوـ مقامػػو تقػػدره المحكمػػة بمػػا يتناسػػب مػػع حالتػػو
المالية عمى اف ال يقؿ عف عشريف دينار او ال يزيد عف مائتي دينار ويجوز أف يدفعو شخص أخر
198
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
ويمكف لممحكمة اف تحدد اجبل لدفع المبمغ عمى اف ال تزيد عف شػير مػف تػاريخ صػدور الحكػـ فيػو
يعتبر بمثابة تيديد لممحكوـ عميو يضمف استبعاد عودتو لسموؾ جريمة جديدة
-2اداء التعويض :اجاز لممحكمة اف تمزـ المحكوـ عميو بأداء تعويض المحكوـ بو كمػو أو بعضػو
وقد اراد المشرع بذلؾ اف يمكف لمحكمة في سبيؿ افساح المجاؿ اماميا إلصدار القرار المناسب.
-3التعيد بحسن السـموك والتعـويض معـا :اجػاز المشػرع لممحكمػة اف تمػزـ المحكػوـ عميػو بالتعيػد
اجازت المادة ( )147مف قانوف العقوبات بإلغاء ايقاؼ التنفيذ في الحاالت االتية:
-2إذا ارتكػػب المحكػػوـ عميػػو خػػبلؿ مػػدة التجربػػة جنايػػة او جنحػػة عمديػػة قضػػي عميػػو مػػف اجميػػا
بعقوبػػة س ػػالبة لمحري ػػة ألكثػػر م ػػف ثبلث ػػة اش ػػير س ػواء ص ػػدر الحك ػػـ أثن ػػاء ىػػذه الفتػػرة أو ص ػػدر بع ػػد
انقضػػائيا ،أمػػا اذا كانػػت الجريمػػة غيػػر عمديػػة مثػػؿ جػرائـ االىمػػاؿ فػػبل يكػػوف سػػببا فػػي الغػػاء ايقػػاؼ
التنفيػػذ لمعقوبػػة ولػػو كانػػت جنايػػة او جنحػػة فضػػبل عػػف ذلػػؾ ال يحكػػـ بإلغػػاء ايقػػاؼ تنفيػػذ العقوبػػة اذا
-3إذا ظيرت لممحكمة اف لمحكوـ عميو قد صدر عميو حكـ نيػائي ألكثػر مػف ثبلثػة اشػير لجنايػة
أو جنحة عمدية ولـ تكػف المحكمػة قػد عممػت بػو حػيف أمػرت بإيقػاؼ التنفيػذ الف المحكمػة مػا كانػت
أي اكتسبت الدرجة القطعيػة (الحكػـ النيػائي) ،واف تكػوف المحكمػة قػد عممػت بػو خػبلؿ فتػرة التجربػة
الثبلثة سنوات ،إذا كاف عمميا بعد انتياء المدة المقررة فبل يجوز ليا اف تحكـ بإلغاء ايقاؼ التنفيذ
199
للدكتورة ًجوى ًجن الديي جوال هحاضرات قاًوى العقوبات /القسن العام
اذا تحققت احدى الحاالت اعبله يجوز لممحكمػة اف يصػدر بإلغػاء ايقػاؼ التنفيػذ بحكػـ قضػائي فيػو
مثؿ االيقاؼ جوازي متروؾ لتقدير المحكمة ،وعمى المحكمة اف تقوـ بدراسة ظػروؼ المحكػوـ عميػو
حتػػى تسػػتطيع اف تتخػػذ الحكػػـ المبلئػػـ فػػي القضػػية وال تمتػػزـ المحكمػة فػػي بيػػاف السػػبب إللغػػاء تنفيػػذ
ويصدر الحكـ بإلغاء مف نفس المحكمة التي اصدرت الحكـ بالعقوبة التي ترتب عمييا إلغػاء إيقػاؼ
التنفيػػذ ويترتػػب عميػػو تنفيػػذ العقوبػػة االصػػمية والعقوبػػات التبعيػػة والتكميميػػة والتػػدابير االحت ارزيػػة التػػي
اوقؼ تنفيذىا ويجوز الحكـ بمبمغ الكفالة التي أديػت كػبلً او جػزءاً تنفيػذ لمتعيػد بحسػف السػموؾ الػذي
211