Professional Documents
Culture Documents
*مـقـدمـة :ان قانون العقوبات من أهم فروع القانون باعتبار أنه يحمي
المصالح االجتماعية ويحقق األمن واستقرار والسكينة وإقامة العدل بين أفرادها عن طريق ما
يقرره قانون العقوبات ومجموع القواعد التي تكمله من وسائل قهر وإلزام بتجريم األفعال التي
يراها إخالال بأمن الجماعة واستقرارها وتقرير جزاءات جنائية تتناسب مع جسامة الجريمة ,
وينتمي جهاز الشرطة للسلطة التنفيذية ويقع على عاتقه مهمة الحفاظ على النظام العام وحماية
األفراد وممتلكاتهم فهو يختص بالمهام التــاليــة:
ـ الضـبط القضائـي :أي العمل على ضبط آثار الجريمة ومرتكبيهاا) -مهمة
والحيلولة دون انتشار االضطراب وقد أوكلت هذه
أي العمل على تحقيق األمن العام والصحة ب) -مهمة الضبـط اإلداري :
العامة والسكينة العامة
المهمة للشرطة القضائية.
ج) -الضبـط االجتماعـي :أي العمل مع اإلصالح االجتماعي والديني
والعمراني واالقتصادي والسياسي.
-)1مفهوم قانون العقوبات :هو مجموعة من القواعد القانونية المكتوبة
المحددة لألفعال المجرمة والعقوبات المقررة لها (م 1ق.ع) ,وقد اختلفت التشريعات في
تعريف قانون العقوبات فمنهم من يسميه بهذه التسمية مثل المشرع المصري وتسمية القانون
الجنائي مثل المشرع المغربي والقانون الجزائي مثل المشرع الكويتي والسوري واألردني
واللبناني أما المشرع التونسي فيطلق عليه المجلة الجنائية.
أما المشرع الجزائري لم يستقر على تسمية واحدة ففي دستور 1989كان يسمي
في المادة 115القواعد العامة للقانون الجزائي وفي المادة 122من دستور 1996سماه
قواعد قانون العقوبات أما في األمر 156 -66فيعطيه تسمية قانون العقوبات ،في الحين الذي
نجد فيه أن المشرع الجزائري يستعمل مصطلحات أخرى مشتقة من الجزاء مثل المسؤولية
الجزائية (ق .ع) قانون اإلجراءات الجزائية (د) التحريات الجزائية (د) العقوبات
الجزائية (د) الدفاع عن القضايا الجزائية (د).
1
-)2أقسام قانون العقوبات :
يـنـقـسم إلـى عــــــام -وخــــــاص:
أوال :القســم العــــام :يتضمن أحكام تسري على جميع الجرائم
والعقوبات ومحددة من المادة األولى إلى المادة 59إضافة للمادة 468حيث يتضمن ما يـلي
:
ثانيا القسـم الخــاص :هو القسم الذي يتضمن القواعد المطبقة على كل
جريمة على حد ى و العقوبة المقررة لها ويبدأ من المادة 61إلى 466ق ع ويتميز هذا القسم
أنه األكثر تغيير وتعديل من القسم العام.
-)4صلة قانون العقوبات بالفروع األخرى من القوانين:
أ -إتصاله بفروع القانون العام:إن أوامر قانون العقوبات تمتد الى حماية الحريات
العامة فهو يخدم القانون الدستور و يحارب حاالت الالمباالة في اإلدارة و بهذا فهو يحمي القانون
اإلداري و يكافح اإلجرام الدولي فهو إذا يغطي النقص في القانون الدولي العام.
ب -إتصاله بفروع القانون الخاص :إن عدم دفع الدين في غالب األحيان ينقلب
الى عقوبة جزائية و بالتالي فهو يعزز تطبيق القانون المدني و في بعض الحاالت يتدخل في تقويم
الروابط األسرية كالعقوبة على اإلهمال العائلي و من هنا فهو قريب الصلة بقانون األسرة و
األحوال الشخصية.
ج -انبثاق قانون العقوبات من شتى العلوم :الجريمة هي ظاهرة إجتماعية تنبع
أحيانا من المحيط اإلجتماعي و أحيانا من الظروف اإلقتصادية و العمرانية مما يؤكد العالقة
األساسية بين هذه العلوم و النصوص الجزائية أضف الى ذلك عملية اإلحصاء الجنائي و الوسائل
الفنية األخرى في التنقيب عن الوسيلة اإلجرامية و تحديدها ال تتم إال إذا استعان قانون العقوبات
بالطب و التكنولوجيا و علم اإلحصاء و التحليل اإلجرامي.
-)5المبادئ األخالقية و مدى مساهمتها في قانون العقوبات :إن المثل
العليا و الضمير الطاهر هما الحارسان إلنسانية الفرد و قانون العقوبات يستلهم نصوصه من تلك
المبادئ المطلقة حتى يخدم العدل إلرساء السعادة في الواقع المعاش اال أن دائرة األخالق أوسع من
2
إطار قانون العقوبات كما أنه ليس في وسع هذا التقنين مهما حصى أن يلم بكل مقاييس أسس الحياة
السرمدية و من جهة أخرى فالجزاء األخالقي هو التأنيب استنادا إلى محاكمة النفس لنفسها داخليا
أما الجزاء الجزائي فهو إحتقار المجتمع للمجرم و القصاص منه.
هـدف قانـون العـقـوبــات - :محاربة الشر ومقترفيه ,إنزال العقاب
على المجرمين ,إعادة تربية المجرمين إلدماجهم في المجتمع.
3
*الدرس رقم02 :
تعريف الجريمة
من الناحية االجتماعية هي كل فعل خاطئ مخالف لآلداب و األخالق أو العدالة في
المجتمع ،ويشمل ذلك كل إخالل بنظام الجماعة أو اإلصرار بمصالح أو حقوق األفراد أو المساس
بالقيم وبالمعنى العام فإنها كل سلوك يعاقب عليه اجتماعيا.
-بالمفهوم الجنائي :لم تعرف القوانين الجنائية المختلفة الجريمة ،وذلك لعدم
أهمية التعريف ولوجود قاعدة اجتهاد مع وجود النص.وقد عرفها الدكتور نجيب حسني "كل
فعل غير مشروع صادر عن إرادة جنائية ويقرر له القانون عقوبة أو تدابير أين "هناك تعريف
يقول" أنها كل فعل امتناع يمكن إسناده لمرتكبه ويقرر له عقوبة جنائية".ومهما اختلفت
التعريفات فإنها جميعها تعتبر محاولة لوضع تعريف شامل يشمل كل الجوانب المتعلقة بالجريمة
وعليه فتعرف الجريمة بالمفهوم الجنائي" هي كل سلوك إيجابي أو سلبي يجرمه القانون
ويقرر له عقوبة أو تدابير أين باعتباره سلوك يشكل اعتداء على مصالح فردية أو اجتماعية
يحميها القانون الجنائي".
التعريف اللغوي للجريمة :هي قطع الشيء ويقال الجريم الثمر اليابس
والجرامة ما سقط من ثمر النخل والجريمة النواة للثمر.
ـ حسب الحق المعتدى عليه :إذا كان الحق المعتدي عليه له -5تقسيم الجريمة
اعتبارات سياسية تسمى الجريمة السياسية مثل التآمر على نظام الحكم والتحريض على الفتنة
,أما إذا ارتكب الفعل وكان الهدف من ورائه شيوع الفحشاء بين دولتين أو أكثر وكان يعاقب
عليه أكثر من دولة تسمى جريمة دولية مثل تهريب المخدرات والمتاجرة بأجساد النساء.أما إذا
ارتكب مجرم وغالبا ما يكون زعيم دولة أو عدة زعماء على إشعال الحرب أو االعتداء على
اآلثار الثقافية أو الديانات أو التمييز العنصري تسمى جريمة ضد اإلنسانية.
أ) -الجناية :هي ذات الضرر الكبير والعقوبة األشد عقوبتها هي اإلعدام
السجن المؤبد ،السجن المؤقت بين 05سنوات وعشرين سنة.
ب) -الجنح :هي المتوسطة الضرر عقوبتها من شهرين إلى خمس سنوات
حبسا ماعدا الحاالت التي يقرر لها القانون عقوبات أخرى ،إضافة للغرامة التي تتجاوز (20.
000د.ج).
ج)-المخالفات :ذات الضرر الضعيف عقوبتها من يوم على األقل إلى شهرين
حبس والغرامة من ( 2000دج) إلى ( )20.000د.ج.
فائدة التقسيم
6
-1:من حيث اإلختصاص -:الجنايات تختص بها المحاكم الجنائية-.
الجنح والمخالفات به المحاكم اإلبتدائية.
-تسقط العقوبة بالتقادم في الجنح بمضي خمس سنوات بعد صدور الحكم-.
تسقط العقوبة بالتقادم في المخالفات بمضي سنتين بعد صدور الحكم.
ـ :في الجنايات بمضى عشرة ()10 -4من حيث تقادم الدعوى العمومية
سنوات.في الجنح بمضى ثالثة ( )03سنوات.في المخالفات سنتين
*لكن االستثناء ما ورد في القانون رقم 14–04المؤرخ في 10/11/2004
وهو كالتالي :
7
*الدرس رقم03 :
أركان الجريمة
وضع المشرع أشكال للجريمة منها الجريمة التامة التي يتحقق فيها الركن الشرعي
و المادي و المعنوي
-1الركن الشرعي
ويقصد بالركن الشرعي أو الركن عدم المشاع ,هو أن ينص القانون علي تجريم
الفعل الن األصل في اإلنسان البراءة ,ويختلف الفقه الجنائي في تقرير مدي وجود هذا
الركن ,إذ يوجد في الفقه من يقيم الجريمة علي الركن المادي و المعنوي فقط ,و أصل
الركن الشرعي وارد في الشريعة اإلسالمية ,في قصة ابني ادم ثم قوله تعالي( و ما كنا
معذبين حتى نبعث رسوال),و هناك قواعد أصولية استخلصت من آيات القران الكريم مثل
قاعدة (الجكم النفعال العقالء قبل ورود النص) ,و قاعدة األصل في األشياء و األفعال
اإلباحة,و بالتالي القاضي الجنائي ال يمكنه إصدار حكمه إال بناءا علي النصوص القانونية(
المادة األولي من قانون العقوبات).
إستثناءات تطبيق القاعـدة :إن قاعدة عدم رجعية النص الجنائي إلي الماضي
ليست قاعدة مطلقة فالمشرع استثني منها مصلحة المتهم في تطبيق النص بأثر رجعي فإذا كان
المتهم قد ارتكب جريمة في ظل قانون قديم وجاء قانون جديد ورفع الحد األدني و االقصي للعقوبة
فأي عقوبة تطبق عليه؟ ,إن القاضي الجنائي يجب عليه أن يختار من بين القوانين فان كان احد
القوانين يخفف العقاب علي المتهم أو ينزل بدرجة الجريمة فعليه تطبيقه أي بمعني أن للقاضي
سلطة اختيار القانون األصلح للمتهم ,ولكي يرجع القاضي لتطبيق هذا األجراء البد من توافر
شرطين:
9
نفي القتل مثال يظهر السلوك اإلجرامي في كل فعل يؤدي إلى إزهاق روح اإلنسان على قيد
الحياة ،وفي السرقة يتمثل في نقل حيازة الشئ من المال دون وجه حق.
وقد يكون السلوك اإلجرامي إيجابيا بأنه سلوك إرادي ،أي حركة عضوية يأتيها
المجرم ألحداث أثر مادي ملمس ،وقد يكون سلوكا سلبيا ،الذي ليس فيه حركة عضوية ،أي يتخذ
المجرم موقفا سلبيا من أمر يوجبه القانون مثل إمتناع األم على إرضاع وليدها أو امتناع القاضي
عن إصدار الحكم ( 136ق ع).
د) -موقف المشرع الجزائري:لم يعرف المشرع الجزائري العالقة السببية ولم
يحدد أي نظرية يجب إتباعها بل تولي الفقه والقضاء ذلك ،حيث لوحظ أن القضاء يميل إلى السبب
المنتج في تأسيس المسؤولية الجنائية ونظرية تعادل وتكافؤ األسباب في المسؤولية المدنية.
-3الركن المعنوي
-)02مفهوم الركن المعنوي :ال يكفي لقيام الجريمة التامة صدور السلوك
اإلجرامي من طرف المجرم بل البد من توافر الركن المعنوي يعبر عن اإلرادة اآلثمة ،وقد يكون
هذا الركن عن فعل متعمد و هو القصد الجنائي وقد يكون غير متعمد وهو الخطأ الجنائي.
عناصر القصد الجنائي :يقوم القصد الجنائي على وجوب أن يوجه الجاني إرادته
الرتكاب سلوك مجرم وأن يكون على علم بأركان الجريمة.
العــلم :يقوم القصد الجنائي على العلم بجميع الظروف والوقائع التي تعطي
للفعل دالالته اإلجرامية
اإلرادة اآلثمة :اإلرادة اآلثمة قد توجه نحو ارتكاب السلوك المجرم وإحداث
النتيجة وهي عنصر جوهري في القصد وقد تتجه نحو إتيان السلوك دون إرادة النتيجة
أنواع القصد الجنائي :يتطلب األمر في الجرائم التامة و العمدية توافر القصد
الجنائي بصورة صريحة أو ضمنية ،وقد تدخل الفقه الجنائي وحدد أنواع القصد الجنائي وهي :
أ) -القصد الجنائي العام والخاص :القصد الجنائي العام هو اتجاه اإلرادة
اإلجرامية الرتكاب الجريمة مع علم الجاني بعناصرها أي أن القصد يتم على العلم واإلرادة فقط
وهو يتوافر في جميع أنواع الجرائم كجريمة الضرب والجرح واإليذاء البدني أو المساس
بالسالمة الجسدية للصحية.
10
أما القصد الجنائي الخاص هو اتجاه اإلرادة لوقائع إضافية تدخل في تكوين الجريمة
إضافة لعلم اإلرادة والعلم مثل استعمال المحررات المزورة وال يمكن تصور وجود قصد خاص
دون وجود القصد العام.
ب) -القصد الجنائي المحدود وغير المحدود :القصد الجنائي المحدود هو اتجاه
اإلرادة في تحقيق نتيجة معينة أو محددة مثل اتجاه إرادة الجاني إلى سرقة منقول معين مملوك
للغير مثل سرقة محفظة نقود من أجل ورقة 100د.ج فقط.أما غير المحدود هو اتجاه اإلرادة
تحقيق نتيجة إجرامية دون تحديد موضوعها كمن يطلق النار على جمهور من الناس من أجل قتل
شخص معين.
ج) -القصد الجنائي البسيط والقصد مع سبق اإلصرار :القصد الجنائي قد
يصحبه سبق اإلصرار الذي يعرف بأنه التفكير الهادئ في الجريمة قبل التصميم عليها وتنفيذها
) ق.ع هو عقد العزم قبل ارتكاب الفعل ،وليس هناك تالزما بين وهو حسب المادة (
القصدين فيجوز وجود القصد الجنائي البسيط دون توافر سبق اإلصرار.
د) -القصد المباشر وغير المباشر :القصد الجنائي المباشر هو الوعي بحقيقة
النشاط اإلجرامي اإلرادي وتوقع النتائج أي أن الجاني يعي حقيقة نشاطه اإلرادي مثل الذي يقود
السيارة بسرعة وسط طريق مزدحم بالمارة ويتوقع إصابة أحدهم أما القصد االحتمالي أو غير
المباشر يقصد به إقدام الجاني على فعل معين فتحقق نتيجة أشد منها مثل ضرب الضحية أدت
إلصابته بعاهة مستديمة وتسمى بالجرائم المجاورة للقصد الجنائي
تقوم على عدم مطابقة السلوك للقواعد التي تقررها اللوائح واألنظمة كلوائح المرور
ولوائح الصحة وغيرها.
في التعدد ،الجاني لم يتلقى إنذارا سابقا على خالف العود ،حيث يكون الجــاني تلقى
عقوبة و عليه فإن التعدد يظهر أقل خطرا
11
* الدرس رقم 04 :
المسؤولية الجنائية
مقدمة:أن اإلنسان وحده هو الذي يتمتع باإلرادة واإلدراك اللذان هما مناط التمييز
بين الخير والشر وهكذا أصبحت المسؤولية التي تسند للكائن الحي في العصر الحديث يجب توافر
الشروط التالية:
-)1أن يكون المراد مساءلته جنائيا إنسانا،إذ ال مسؤولية على حيوان أو جماد أو
نبات.
-)2أن يكون الكائن حيا ألنه في التشريع الجنائي الحديث ال يجوز إنزال العقوبة
على الميت الن للموتى حرمتهم مهما كان شأنهم.
-)4أن يكون الكائن الحي الفاعل قد بلغ سنا معينا أي راشدا جنائيا،بيد أنه إذا كان
صغير السن دون 18عاما ميالدية ال يرتب اإلسناد جنائيا،إال أنه ال يعفى من الرقابة واتخاذ
ـ القول على المجنون لكن اإلشراف التدابير اتجاه الحدث،تشرف عليها الهيئات القضائية،وينطبق
يكون تحت المؤسسات االستشفائية.
-)5أن يكون الجاني شخصا حقيقيا(بدنيا ال معنويا)الن المسؤولية الجنائية ال
تتناول في معظم الشرائع الجنائية الحديثة مساءلة الشخص االعتباري كالشركة واإلرادة ،الخ إذ ال
تنطبق عليها عقوبة سالبة للجريمة وإنما تطبق بدلها عقوبة من نوع خاص كالحل واإللغاء والغلق
والمصادرة.
ـ الجنائية :هي تحمل الشخص لجزاء عقابي الرتكابه فعال التعريف بالمسؤولية
مجرما محددا قانونا"وهي تحمل تبعة أعماله الغير مباحة في القانون العقابي أو أحد فروعه
12
المكملة كالقانون الجمركي وهكذا يمكن تفريع المسؤولية الجنائية إلى فرعين:اإلسناد المعنوي
واإلسناد الموضوعي.
-1اإلسناد المعنوي
اإلدراك :يراد به قدرة إلنسان على فهم حقيقة ما يقدم عليه أو يمتنع عنه من أفعال
أقصد أنه قد تحققت صفة التمييز بين األفعال الضارة والنافعة.
اإلرادة :وهي توجيه الفكر إلى عمل معين مضافا إلى هذه اإلرادة أن تكون حرة
في أن تفعل أو ال تفعل أي أن تمتنع بعنصر االختيار في إتيان العمل أو اإلحجام عنه.
13
*الدرس رقم05 :
16
*الدرس رقم06 :
أسباب اإلباحة -األفعال المبررة-
-مقدمة :إذا ارتكب شخص طبيعي خطأ جزائيا ،عمدي كان أو غير عمدي ،
فإنه يتحمل مبدئيا المسؤولية الجزائية.
لكن األمر ال يكون كذلك في كل األحوال حيث نص القانون على حاالت ترتكب فيها
أفعال مخالفة للقانون ومع ذلك ال يعاقب مرتكبها جزائيا.
ويحدث ذلك إذا ارتكب الفعل في ظل سبب من أسباب اإلباحة أو إذا توافر مانع من
موانع المسؤولية.
ولقد نص قانون العقوبات الجزائري على أسباب اإلباحة في المادة 39و 40من
ق.ع .ج وحصرها في األفعال المبررة وهي
-1الفعل الذي أمر وأذن به القانون.
ـ الحالة للدفاع المشروع.
-2الفعل الذي دفعت إليه الضرورة
أما بخصوص موانع المسؤولية تتحقق بتوافر الخطأ واألهلية ،فال جريمة إذن بانعدام
الخطأ وانعدام األهلية وهناك حاالت أخرى المتناع المسؤولية الجزائية وهي انعدام اإلرادة أ
واإلكراه.
امتناع 1 -امتناع المسؤولية بسبب انعدام األهلية2 - .
المسؤولية بسبب انعدام اإلرادة (اإلكراه)
-)01األفعال المبررة:
أ) -مفهوم األفعال المبررة :و هي عبارة عن أسباب تمحو صفة الجريمة عن
الفعل المقترف ،فيصبح فعال مباحا و يترتب على ذلك أن الذي أشترك في ارتكاب فعل من هــذه
17
األفعال وقت لزومه ال يسأل عما أتاه جنائيا ،و قد نص قانون العقوبات على نـوعين من أسـباب
إباحة ارتكاب الجرم في المادتين 39و 40ق ع و تشمل:
19
وإما يرتكب في سبيل دفع االعتداء جريمة قتل أو جرح وفي هذه الحالة يكــون فعل
الدفاع غير متناسب مع فعل المعتدي فهنا يعتبره القانون معذورا ويعاقب على التجاوز.
* حالة الذي يرتكب جرائم القتل أو الجرح لدفع تسلق أو ثقب األسوار أو تحطيم
مداخل المنازل وإذا حدث ذلك أثناء النهار فالقانون يخفف العقوبة على مرتكبيها.
ـاليـروع وبالتـ* أما إذا ارتكب ذلك أثناء الليل ،فإنه يعتبر في حالة الدفاع المشـ
يستفيد من األفعال المبررة (م 41-40ق).
-)IIIحالة الضرورة ورضا المجني عليه :
ـ :هي حالة ال يكون فيها مرتكب الجريمة مكرها على ارتكابها -)1حالة الضرورة
وإنما يكون أمام خيارين :
ـيره فيـاب غـ * إما أن يتحمل أذى معتبرا أصابه في شخصه أو في ماله أو أصـ
شخصه.
* إما يرتكب الجريمة.
مثال :الشخص الذي يختلس خبزا حتى ال يموت جوعا.
-)2رضا المجني عليه :األصل أن رضا المجني عليه ال أثر له على المسؤولية
الجزائية ،كون أن القانون الجزائي من النظام العام ومن ثم فال يجوز للمجني عليه أن يعطل تطبيقه
بإرادته.
مثال :ال أثر لرضا المجني عليه على تجريم فعل الطبيب الذي ينهي ألم مــريض
ميئوس شفاؤه.
20
*الدرس رقم07 :
الظروف المشددة و األعذار القانونية
مقدمة :إن طبيعة الفعل اإلجرامي تستلزم تطبيق العقوبة كما وردت في
نصوص قانون العقوبات الجزائري ،إال أن هناك ظروف مرتبطة بالجريمة من شانها أن
تشدد العقوبة المقررة لها أو تخفف منها ويبقى ذلك في إطار السلطة التقديرية الممنوحة
للقاضي بين الحد األقصى والحد األدنى للعقوبة المقررة للجريمة.
أ -الظروف الواقعية :وهي تلك الظروف التي تتصل بالوقائع الخارجية التي
رافقت الجريمة وهذه الظروف تغلظ تجريم الفعل ومن هذا القبيل حمل السالح والليل واستعمال
العنف والسكن المسكون في جريمة السرقة.
21
وتختلف أهمية التشديد باختالف طبيعة وعدد هذه الظروف وهكذا في المثال السابق إذا
تمت جريمة السرقة المعاقب عليها في المادة 350ق ع ج بالحبس من سنة إلى 5سنوات
وبظرف الليل وحده تشدد العقوبة فتصبح الحبس من 5إلى 10سنوات (المادة )354
وإذا تمت في ظرف الليل واستعمال العنف تشدد أكثر فتصبح السجن من 10إلى 20سنة
(المادة 353ق ع ج ) وأحيانا يكفي ظرف واحد لكي تغلظ العقوبة إلى أقصاها كحمل
السالح مثال في جريمة السرقة التي تتحول معه العقوبة إلى السجن المؤبد(المادة 351ق ع ج
) بعدما كانت اإلعدام قبل تعديل قانون العقوبات في .2006
ب -الظروف المشددة الشخصية:وهي ظروف ذاتية تتصل بالصفة الشخصية
للفاعل أو الشريك ومن شأنها تغليظ العقوبة من تتصل به ومن هذا القبيل صفة األصل أو
الفرع بالنسبة للضحية في جرائم العنف العمد (المادتان 267و272ق ع ج )واإلخالل
بالحياء (المواد 334و337و337مكرر) وصفة القاضي والموظف السامي وموظف أمانة
الضبط والضابط العمومي وعضو الشرطة القضائية في جرائم الفساد (المادة 48من قانون
الفساد ) وصفة الموظف بالنسبة للجرائم التي يرتكبها من هو مكلف بمراقبتها أو ضبطها
(المادة 143ق ع ج فإذا توافرت هذه الظروف يعاقب الجاني بعقوبة تتجاوز الحد األقصى
المقرر قانونا للجريمة العادية.
ـ :وهي حرمان المحكوم عليه من االستفادة من أ -تعريف الفترة األمنية
التدابير اآلتية :المنصوص عليها في القانون المؤرخ في 06/02/2005المتضمن قانون
تنظيم السجون وإعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين - :تدابير تكييف العقوبة والتوقيف
المؤقت لتطبيق العقوبة -وتدابير إعادة التربية خارج البيئة المغلقة متمثلة في الوضع في الو
رشات الخارجية والوضع في البيئة المفتوحة.
22
قد يكون تطبيق الفترة األمنية تلقائيا متى توافرت ب -تطبيق الفترة األمنية:
شروطها على النحو اآلتي بيانه.
ـ بقوة القانون:تطبق الفترة األمنية تلقائيا متى توافرت
الفترة األمنية -1
شروطها دون حاجة للنطق بها.
-1 -1شروطها:تطبق الفترة األمنية بقوة القانون متى توافر شرطين وهما:
-صدور حكم بعقوبة سالبة للحرية تساوي أو تفوق 10سنوات لجناية أو
جنحة .
-من أجل جريمة من الجرائم التي نص فيها المشرع صراحة على فترة أمنية
ويتعلق األمر بالجنايات والجنح اآلتية:
* الجنايات ضد امن الدولة اآلتية(:المادة )61واالعتداء بغرض القضاء على
نظام الحكم أو تغييره (المادة )77والجنايات اإلرهابية (المادة 87مكرر )1والتواطؤ
بين السلطات المدنية والعسكرية(المادة.)14
* جنايات تزوير النقود والسندات (المادتان 179و.)198
* جنايات وجنح العنف العمد المنصوص عليها في المواد 261إلى 263مكرر
2الفقرات 2و3و(4المادة )276المتمثلة في جنايات القتل العمد بمختلف صوره والجرح
العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها إذا اقترن بسبق اإلصرار والترصد.
* جنايات الخطف والحبس والحجز التعسفي المنصوص عليها المواد 291إلى
293مكرر (المادة 295مكرر).
* جنايات ترك األطفال العاجزين وتعريضهم للخطر إذا ترتب عنها عجز دائم
أو وفاة المنصوص عليها في المواد 314الفقرتان 3و 4والمادة 315الفقرات 3و4
و 5و المادة 316الفقرة 4و 5و المادة (318المادة 320مكررة).
-1-2مدتها :تساوي الفترة األمنية بقوة القانون نصف العقوبة المحكوم بها
في حالة الحكم بالسجن المؤقت أو بالحبس وتكون 15سنة في حالة الحكم بالسجن المؤبد.
23
ـ االختيارية:يكون تطبيق الفترة األمنية اختياريا في الجرائم التي لم ينص -2الفترة األمنية
القانون فيها صراحة على فترة أمنية وترك الحكم بها لتقدير القاضي متى توافرت
شروط تطبيقها على النحو اآلتي بيانه:
ثانيا/الـظــروف المـخـفـفـة:
24
يستفيد من العذر مرتكب جريمة القتل والضرب -1-2التلبس بالزنا:
والجرح الواقع من الزوج على زوجته أو على شريكه لحظة مفاجأته في حالة الزنا(المادة
.)279
-1عذر المبلغ:
يستفيد المبلغ عن الجنايات والجنح ضد أمن الدولة بتخفيض العقوبة درجة
واحدة إذا حصل اإلبالغ بعد انتهاء تنفيذ الجريمة أو الشروع فيها وقبل البدء في المتابعات.
-2عذر التوبة :يستفيد من تخفيض العقوبة مرتكب جناية الخطف أو الحبس أو
الحجز التعسفي الذي يفرج طواعية عن الضحية(المادة 294/1ق ع ج
25
ثانيا:الظروف المخففة :لقد اخذ المشرع الجزائري بالظروف المخففة من
المشرع الفرنسي وأعاد المشرع تنظيمها في التعديل الجديد سنة 2006وقيد من حرية
القاضي في تقدير العقوبة.
أ -مجال تطبيق الظروف المخففة :لم يعرف مجال تطبيق الظروف المخففة
تغييرا يذكر بعد تعديل قانون العقوبات في .2006
-يجوز تطبيق الظروف المخففة على كافة الجناة سواء كانوا مواطنين
جزائريين أو أجانب بالغين أو قصر مبتدئين أو معتادي اإلجرام.
-يجوز لكل جهات الحكم منح الظروف المخففة سواء كانت من القانون العام
أو استثنائية (كالمحاكم العسكرية مثال).
-2االستثناءات:
-2-1الحاالت التي استبعد فيها المشرع صراحة تطبيق الظروف المخففة:
ويتعلق األمر بجرائم المخدرات والمؤثرات العقلية وجرائم التهريب ،ففي
الجرائم األولى المنصوص عليها في المادة 26من القانون 25/12/2006على استبعاد
الظروف المخففة في الحاالت التالية:
-2-2الحاالت التي فرض فيها المشرع قيودا على الظروف المخففة :حدد
المشرع في منح الظروف المخففة في المادة 28في كل األحوال حدا ؟أدنى للعقوبة ال يجوز
النزول عنه عند تطبيق الظروف المخففة بنصها على أن العقوبات المقررة لجرائم المخدرات
والمؤثرات العقلية غير قابلة للتخفيض حسب الشكل التالي:
- 20 -سنة سجنا عندما تكون العقوبة المقررة في السجن المؤبد
ثلثا العقوبة المقررة في الحاالت األخرى.
-ففي الجرائم اإلرهابية وضعت المادة 87مكرر حد أدنى للعقوبة ال يجوز
النزول إلى أدنى منه وهو:
20 -سنة سجنا عندما تكون العقوبة المقررة قانونا هي السجن المؤبد.
-نصف العقوبة عندما تكون العقوبة المقررة قانونا هي السجن المؤقت.
27
28