You are on page 1of 28

‫* الدرس رقم ‪01 :‬‬

‫مدخل للقانون الجنائي العام‬

‫*مـقـدمـة ‪ :‬ان قانون العقوبات من أهم فروع القانون باعتبار أنه يحمي‬
‫المصالح االجتماعية ويحقق األمن واستقرار والسكينة وإقامة العدل بين أفرادها عن طريق ما‬
‫يقرره قانون العقوبات ومجموع القواعد التي تكمله من وسائل قهر وإلزام بتجريم األفعال التي‬
‫يراها إخالال بأمن الجماعة واستقرارها وتقرير جزاءات جنائية تتناسب مع جسامة الجريمة ‪,‬‬
‫وينتمي جهاز الشرطة للسلطة التنفيذية ويقع على عاتقه مهمة الحفاظ على النظام العام وحماية‬
‫األفراد وممتلكاتهم فهو يختص بالمهام التــاليــة‪:‬‬

‫ـ الضـبط القضائـي ‪ :‬أي العمل على ضبط آثار الجريمة ومرتكبيها‬‫ا)‪ -‬مهمة‬
‫والحيلولة دون انتشار االضطراب وقد أوكلت هذه‬

‫أي العمل على تحقيق األمن العام والصحة‬ ‫ب)‪ -‬مهمة الضبـط اإلداري ‪:‬‬
‫العامة والسكينة العامة‬
‫المهمة للشرطة القضائية‪.‬‬
‫ج)‪ -‬الضبـط االجتماعـي ‪ :‬أي العمل مع اإلصالح االجتماعي والديني‬
‫والعمراني واالقتصادي والسياسي‪.‬‬
‫‪ -)1‬مفهوم قانون العقوبات ‪ :‬هو مجموعة من القواعد القانونية المكتوبة‬
‫المحددة لألفعال المجرمة والعقوبات المقررة لها (م ‪ 1‬ق‪.‬ع)‪ ,‬وقد اختلفت التشريعات في‬
‫تعريف قانون العقوبات فمنهم من يسميه بهذه التسمية مثل المشرع المصري وتسمية القانون‬
‫الجنائي مثل المشرع المغربي والقانون الجزائي مثل المشرع الكويتي والسوري واألردني‬
‫واللبناني أما المشرع التونسي فيطلق عليه المجلة الجنائية‪.‬‬

‫أما المشرع الجزائري لم يستقر على تسمية واحدة ففي دستور ‪ 1989‬كان يسمي‬
‫في المادة ‪ 115‬القواعد العامة للقانون الجزائي وفي المادة ‪ 122‬من دستور ‪ 1996‬سماه‬
‫قواعد قانون العقوبات أما في األمر ‪ 156 -66‬فيعطيه تسمية قانون العقوبات‪ ،‬في الحين الذي‬
‫نجد فيه أن المشرع الجزائري يستعمل مصطلحات أخرى مشتقة من الجزاء مثل المسؤولية‬
‫الجزائية (ق ‪.‬ع) قانون اإلجراءات الجزائية (د) التحريات الجزائية (د) العقوبات‬
‫الجزائية (د) الدفاع عن القضايا الجزائية (د)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -)2‬أقسام قانون العقوبات ‪:‬‬
‫يـنـقـسم إلـى عــــــام‪ -‬وخــــــاص‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬القســم العــــام ‪ :‬يتضمن أحكام تسري على جميع الجرائم‬
‫والعقوبات ومحددة من المادة األولى إلى المادة ‪ 59‬إضافة للمادة ‪ 468‬حيث يتضمن ما يـلي‬
‫‪:‬‬

‫العقوبات وتدابير األمن األشخاص الخاضعون‬ ‫‪‬مبادئ عامة م‪.3-2-1‬‬


‫للعقوبة‪.‬‬

‫مرتكبو الجرائم ‪.‬المسؤولية‬ ‫األفعال المبررة‪.‬‬ ‫‪‬المحاولة أو المشروع‪.‬‬


‫الجزائية‪.‬‬

‫الظروف المشددة والمخففة للعقوبة‪.‬‬ ‫األعذار القانونية‪.‬‬ ‫‪‬شخصية العقوبة‪.‬‬

‫‪‬قواعد سريان قانون العقوبات من حيث األشخاص والزمان والمكان‪.‬‬

‫ثانيا القسـم الخــاص ‪ :‬هو القسم الذي يتضمن القواعد المطبقة على كل‬
‫جريمة على حد ى و العقوبة المقررة لها ويبدأ من المادة ‪ 61‬إلى ‪ 466‬ق ع ويتميز هذا القسم‬
‫أنه األكثر تغيير وتعديل من القسم العام‪.‬‬
‫‪ -)4‬صلة قانون العقوبات بالفروع األخرى من القوانين‪:‬‬
‫أ‪ -‬إتصاله بفروع القانون العام‪:‬إن أوامر قانون العقوبات تمتد الى حماية الحريات‬
‫العامة فهو يخدم القانون الدستور و يحارب حاالت الالمباالة في اإلدارة و بهذا فهو يحمي القانون‬
‫اإلداري و يكافح اإلجرام الدولي فهو إذا يغطي النقص في القانون الدولي العام‪.‬‬
‫ب‪ -‬إتصاله بفروع القانون الخاص‪ :‬إن عدم دفع الدين في غالب األحيان ينقلب‬
‫الى عقوبة جزائية و بالتالي فهو يعزز تطبيق القانون المدني و في بعض الحاالت يتدخل في تقويم‬
‫الروابط األسرية كالعقوبة على اإلهمال العائلي و من هنا فهو قريب الصلة بقانون األسرة و‬
‫األحوال الشخصية‪.‬‬
‫ج‪ -‬انبثاق قانون العقوبات من شتى العلوم‪ :‬الجريمة هي ظاهرة إجتماعية تنبع‬
‫أحيانا من المحيط اإلجتماعي و أحيانا من الظروف اإلقتصادية و العمرانية مما يؤكد العالقة‬
‫األساسية بين هذه العلوم و النصوص الجزائية أضف الى ذلك عملية اإلحصاء الجنائي و الوسائل‬
‫الفنية األخرى في التنقيب عن الوسيلة اإلجرامية و تحديدها ال تتم إال إذا استعان قانون العقوبات‬
‫بالطب و التكنولوجيا و علم اإلحصاء و التحليل اإلجرامي‪.‬‬
‫‪ -)5‬المبادئ األخالقية و مدى مساهمتها في قانون العقوبات‪ :‬إن المثل‬
‫العليا و الضمير الطاهر هما الحارسان إلنسانية الفرد و قانون العقوبات يستلهم نصوصه من تلك‬
‫المبادئ المطلقة حتى يخدم العدل إلرساء السعادة في الواقع المعاش اال أن دائرة األخالق أوسع من‬
‫‪2‬‬
‫إطار قانون العقوبات كما أنه ليس في وسع هذا التقنين مهما حصى أن يلم بكل مقاييس أسس الحياة‬
‫السرمدية و من جهة أخرى فالجزاء األخالقي هو التأنيب استنادا إلى محاكمة النفس لنفسها داخليا‬
‫أما الجزاء الجزائي فهو إحتقار المجتمع للمجرم و القصاص منه‪.‬‬
‫هـدف قانـون العـقـوبــات ‪ - :‬محاربة الشر ومقترفيه‪ ,‬إنزال العقاب‬
‫على المجرمين ‪ ,‬إعادة تربية المجرمين إلدماجهم في المجتمع‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫*الدرس رقم‪02 :‬‬

‫تعريف الجريمة‬
‫من الناحية االجتماعية هي كل فعل خاطئ مخالف لآلداب و األخالق أو العدالة في‬
‫المجتمع‪ ،‬ويشمل ذلك كل إخالل بنظام الجماعة أو اإلصرار بمصالح أو حقوق األفراد أو المساس‬
‫بالقيم وبالمعنى العام فإنها كل سلوك يعاقب عليه اجتماعيا‪.‬‬

‫ـ كل مخالفة لقواعد القانون الوضعي المعمول به سواء كانت هذه‬


‫‪-‬بالمفهوم القانوني‬
‫القواعد متعلقة بالقانون الجنائي أو غيره من القوانين‪.‬‬

‫‪-‬بالمفهوم الجنائي ‪ :‬لم تعرف القوانين الجنائية المختلفة الجريمة‪ ،‬وذلك لعدم‬
‫أهمية التعريف ولوجود قاعدة اجتهاد مع وجود النص‪.‬وقد عرفها الدكتور نجيب حسني "كل‬
‫فعل غير مشروع صادر عن إرادة جنائية ويقرر له القانون عقوبة أو تدابير أين "هناك تعريف‬
‫يقول" أنها كل فعل امتناع يمكن إسناده لمرتكبه ويقرر له عقوبة جنائية"‪.‬ومهما اختلفت‬
‫التعريفات فإنها جميعها تعتبر محاولة لوضع تعريف شامل يشمل كل الجوانب المتعلقة بالجريمة‬
‫وعليه فتعرف الجريمة بالمفهوم الجنائي" هي كل سلوك إيجابي أو سلبي يجرمه القانون‬
‫ويقرر له عقوبة أو تدابير أين باعتباره سلوك يشكل اعتداء على مصالح فردية أو اجتماعية‬
‫يحميها القانون الجنائي"‪.‬‬

‫التعريف اللغوي للجريمة ‪ :‬هي قطع الشيء ويقال الجريم الثمر اليابس‬
‫والجرامة ما سقط من ثمر النخل والجريمة النواة للثمر‪.‬‬

‫‪ -‬أنواع الجرائم ‪ :‬هناك عدة تقسيمات للجرائم من أهمها ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الجريمة المدنية ‪ :‬تطرقت المادة ‪ 124‬من القانون المدني لتعريف‬


‫الجريمة المدنية على أنها كل فعل يأتيه اإلنسان فيسبب خطأه ضررا لإلنسان فيلتزم بتعويضه‪،‬‬
‫فالجريمة المدنية قوامها عنصر الخطأ والضرر فال تقوم إال بعنصر الضرر الذي يأتيه‬
‫اإلنسان‪.‬إذا فهذا التقسيم يعتمد على القانون الذي يحكم ويطبق على هذه الجريمة أي القانون‬
‫المدني‪،‬‬

‫‪-2‬الجريمة التأديبية ‪ :‬هي األخطاء اإلدارية أو اإلخالل بالوظائف اإلدارية أي‬


‫قيام الموظف باإلخالل بقانون يخضع له كالموظف العام والقاضي والخبير… أي أن المعتدي‬
‫‪4‬‬
‫عليه هي الهيئة التي ينتمي إليها‪.‬ويكون عقاب هذا النوع من الجرائم بطابع خاص كالتوبيخ و‬
‫اإلنذار والتوقيف والعزل والطرد وتملك السلطات التأديبية صالحيات اختيار العقوبة بالنسبة‬
‫لكل‬

‫‪-3‬الجريمة الجنائية ‪ :‬هي حسب المفهوم اإلصالحي هي كل فعل أو امتناع عن‬


‫فعل يجرمه القانون ويقرر له عقوبة أو تدبير أمن كالقتل والسرقة والنصب وخيانة األمانة‬
‫والضرب والجرح‪ ،‬يعني أن الجريمة الجنائية تقوم بمجرد إتيان الفعل الممنوع أو محاولة إتيانه‬
‫وعقابه يكون محدد بنص قانوني ( م ‪ 01‬ق ع)‪ ،‬وقد تقوم دون وقوع الضرر مثل الشروع‬
‫والتشرد والتسول وحمل السالح بدون ترخيص‪.‬‬

‫ـ حسب الفاعل ‪ :‬القاعدة العامة أن قانون العقوبات يطبق‬ ‫‪ -4‬تقسيم الجريمة‬


‫على الجميع وتسمى بجرائم قانون العقوبات إذا ارتكبها شخص مدني‪ ،‬أما إذا ارتكبها عسكري‬
‫تسمى جرائم عسكرية وتطبق عليه األحكام العسكرية‪.‬‬

‫ـ حسب الحق المعتدى عليه‪ :‬إذا كان الحق المعتدي عليه له‬ ‫‪ -5‬تقسيم الجريمة‬
‫اعتبارات سياسية تسمى الجريمة السياسية مثل التآمر على نظام الحكم والتحريض على الفتنة‬
‫‪,‬أما إذا ارتكب الفعل وكان الهدف من ورائه شيوع الفحشاء بين دولتين أو أكثر وكان يعاقب‬
‫عليه أكثر من دولة تسمى جريمة دولية مثل تهريب المخدرات والمتاجرة بأجساد النساء‪.‬أما إذا‬
‫ارتكب مجرم وغالبا ما يكون زعيم دولة أو عدة زعماء على إشعال الحرب أو االعتداء على‬
‫اآلثار الثقافية أو الديانات أو التمييز العنصري تسمى جريمة ضد اإلنسانية‪.‬‬

‫ـ حسب الجسامة ‪ :‬وهو التقسيم الذي اعتمده المشرع‬ ‫‪ -6‬تقسيم الجريمة‬


‫الجزائري في المادة الخامسة من قانون العقوبات‪ ،‬والمادة ‪ 27‬منه‪ ،‬إذا يعتمد هذا التقسيم على‬
‫الخطورة والشدة والجسامة وذلك على النحو التالي ‪:‬‬

‫أ)‪ -‬الجناية ‪ :‬هي ذات الضرر الكبير والعقوبة األشد عقوبتها هي اإلعدام‬
‫السجن المؤبد‪ ،‬السجن المؤقت بين ‪ 05‬سنوات وعشرين سنة‪.‬‬

‫ب)‪ -‬الجنح ‪ :‬هي المتوسطة الضرر عقوبتها من شهرين إلى خمس سنوات‬
‫حبسا ماعدا الحاالت التي يقرر لها القانون عقوبات أخرى‪ ،‬إضافة للغرامة التي تتجاوز (‪20.‬‬
‫‪ 000‬د‪.‬ج)‪.‬‬

‫ج)‪-‬المخالفات ‪ :‬ذات الضرر الضعيف عقوبتها من يوم على األقل إلى شهرين‬
‫حبس والغرامة من ( ‪2000‬دج) إلى ( ‪)20.000‬د‪.‬ج‪.‬‬

‫ـ حسب الركن المعنوي ‪ :‬وتنقسم الجريمة حسب الركن‬‫‪ -6‬تقسيم الجريمة‬


‫المعنوي إلى جريمة عمديه وجريمة غير عمديه‬
‫‪5‬‬
‫تنقسم الجريمة حسب الركن المادي إلى‬ ‫تقسيم الجريمة حسب الركن المادي ‪:‬‬
‫ما يلي ‪:‬‬

‫‪-1‬الجريمة اإليجابية والجريمة السلبية ‪ :‬الجريمة اإليجابية هي التي تتم عن‬


‫ـ والجرح‬ ‫طريق فعل يأتيه اإلنسان بحركة عضوية ينهي القانون على إتيانه كالقتل والضرب‬
‫والسرقة والتزوير والونا وحمل السالح وهتك العرض…الخ أما الجريمة السلبية فهي االمتناع‬
‫عن فعل يفرضه القانون أي أن يتخذ اإلنسان موقفا سلبيا من أمر القانون مثل امتناع القاضي‬
‫عن الحكم في القضايا (‪ 136‬ق‪.‬ع‬

‫ـ ‪ :‬الجريمة الوقتية هي تلك الجريمة‬‫‪ -2‬الجريمة الوقتية والجريمة المستمرة‬


‫التي يقع ركنها المادي في زمن محدود أي أنها تقع في فترة زمنية قصيرة وتنتهي بمجرد القيام‬
‫بها مثل جريمة القتل تنتهي بمجرد إزهاق روح اإلنسان والسرقة تنتهي بمجرد االختالس‬
‫المحدد ‪ ،‬الجريمة المستمرة هي التي يكون ركنها المادي يتطلب االستمرار لفترة غير محددة فقد‬
‫تطول أو تقصر مثل جريمة إخفاء األشياء المسروقة (‪ 187‬ق‪.‬ع) والحبس دون وجه حق‬
‫(‪ 51‬ق‪.‬أ‪.‬ج)وحمل النياشين دون وجه حق (‪ 442‬ق‪.‬ع) جريمة استعمال المحررات‬
‫المزورة‪.‬‬

‫‪ -3‬الجريمة البسيطة وجريمة اإلعتياد ‪ :‬الجريمة البسيطة تتكون من سلوك‬


‫إجرامي واحد أي يكفي فيها بسلوك بسيط مثل جرائم القتل والسرقة و الزنا وخيانة األمانة …الخ‬
‫أما جريمة االعتياد فإنها تكون بأكثر من فعل واحد مثل جريمة التسول (‪195‬ق‪.‬ع)‪.‬‬

‫‪ -4‬الجريمة المتتابعة والجريمة المركبة ‪ :‬يقصد بالجريمة المتتابعة التكرار‬


‫والتتابع عن األفعال أي أن يقع على مجموعة من أفعال يعتبر كل واحد فيها سلوكا ممنوعا‬
‫بالنظر للقانون ويجمع هذه األفعال وحدة الغرض اإلجرامي مثل السرقة على دفعات متتالية أو‬
‫كمن يضرب شخصا عدة ضربات‪.‬أما الجريمة المركبة التي يكون ركنها المادي من عدة أفعال‬
‫مثل جريمة النصب (‪ 372‬ق‪.‬ع) فلقيامها ال بد من استعمال االحتيال ثم سلب مال الغير‪.‬‬

‫ـ الشكلية ‪ :‬الجريمة المادية هي الجريمة التي‬ ‫‪ -5‬الجريمة المادية والجريمة‬


‫يترتب عنها نتيجة إجرامية معينة عن الفعل مثل القتل ينتج عنه إزهاق روح اإلنسان أو الوفاة‬
‫أما الجريمة الشكلية اليعتد فيها بوقوع النتيجة اإلجرامية مثل حمل السالح بدون ترخيص وتقليد‬
‫أختام الدولة‪.‬علما أنه ال يتصور الشروع في الجرائم الشكلية‪.‬‬

‫فائدة التقسيم‬

‫‪6‬‬
‫‪ -1:‬من حيث اإلختصاص ‪ -:‬الجنايات تختص بها المحاكم الجنائية‪-.‬‬
‫الجنح والمخالفات به المحاكم اإلبتدائية‪.‬‬

‫‪ -2‬من حيث التحقيق ‪ :‬م‪ 66‬ق‪.‬أ‪.‬ج‪ -.‬التحقيق في الجنايات إجباري‪-.‬‬


‫التحقيق في الجنح جوازي‪ -.‬التحقيق في المخالفات اختياري‪.‬‬

‫‪ - 3‬من حيث تقادم العقوبة ‪ -:‬تسقط العقوبة بالتقادم في الجنايات بمضى‬


‫‪ 20‬سنة إذا لم يتم القبض على المحكوم عليه‪.‬‬

‫‪ -‬تسقط العقوبة بالتقادم في الجنح بمضي خمس سنوات بعد صدور الحكم‪-.‬‬
‫تسقط العقوبة بالتقادم في المخالفات بمضي سنتين بعد صدور الحكم‪.‬‬

‫ـ ‪:‬في الجنايات بمضى عشرة (‪)10‬‬‫‪ -4‬من حيث تقادم الدعوى العمومية‬
‫سنوات‪.‬في الجنح بمضى ثالثة (‪ )03‬سنوات‪.‬في المخالفات سنتين‬
‫*لكن االستثناء ما ورد في القانون رقم ‪ 14–04‬المؤرخ في ‪10/11/2004‬‬
‫وهو كالتالي ‪:‬‬

‫ال تنقضي الدعوى العمومية بالتقادم في الجنايات والجنح الموصوفة بأعمال‬


‫إرهابية و تخريبية وتلك المتعلقة بالجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية أو الرشوة واختالس‬
‫األموال العمومية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫*الدرس رقم‪03 :‬‬

‫أركان الجريمة‬
‫وضع المشرع أشكال للجريمة منها الجريمة التامة التي يتحقق فيها الركن الشرعي‬
‫و المادي و المعنوي‬
‫‪ -1‬الركن الشرعي‬

‫ويقصد بالركن الشرعي أو الركن عدم المشاع‪ ,‬هو أن ينص القانون علي تجريم‬
‫الفعل الن األصل في اإلنسان البراءة‪ ,‬ويختلف الفقه الجنائي في تقرير مدي وجود هذا‬
‫الركن‪ ,‬إذ يوجد في الفقه من يقيم الجريمة علي الركن المادي و المعنوي فقط‪ ,‬و أصل‬
‫الركن الشرعي وارد في الشريعة اإلسالمية‪ ,‬في قصة ابني ادم ثم قوله تعالي( و ما كنا‬
‫معذبين حتى نبعث رسوال)‪,‬و هناك قواعد أصولية استخلصت من آيات القران الكريم مثل‬
‫قاعدة (الجكم النفعال العقالء قبل ورود النص)‪ ,‬و قاعدة األصل في األشياء و األفعال‬
‫اإلباحة‪,‬و بالتالي القاضي الجنائي ال يمكنه إصدار حكمه إال بناءا علي النصوص القانونية(‬
‫المادة األولي من قانون العقوبات)‪.‬‬

‫عناصر قيام الركن الشرعي ‪ :‬يقوم على عنصرين هما ‪:‬‬


‫ـ‪ :‬يجب أن يكون مصدر التجريم منحصرا‬ ‫‪ -1‬خضوع الفعل لنص تجريمي‬
‫في نطاق النصوص القانونية المكتوبة‪ ,‬أي يجب أن يكون التجريم و العقاب بنص جنائي‬
‫مكتوب(م‪ 1‬ق ع)‪ ,‬و إذا كانت السلطة التشريعية هي المختصة بالتجريم و تحديد العقاب و‬
‫السلطة القضائية مختصة بتطبيق القانون فان السلطة التنفيذية يجوز لها التشريع في مجال‬
‫المخالفات و هذا بإصدار لوائح تسمي لوائح الضبط‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم وجود سبب من أسباب اإلباحة‪ :‬يمحو الصفة اإلجرامية للفعل ويجعله‬
‫فعال مباحا(م ‪ 40 – 39‬ق ع )‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫*نطاق تطبيق قانون العقوبات‪ :‬يخضع قانون العقوبات في تطبيقه لقواعد‬
‫الزمان و المكان أي يجب أن يكون النص الجنائي نافذا في الزمان و المكان‪.‬‬
‫أوال‪ :‬سريان قانون العقوبات من حيث الزمان‪ :‬قانون العقوبات ليس قانون‬
‫ابدي فهو يتغير و يتبدل تماشيا مع متطلبات حماية الجماعة‪ ,‬وذلك بتدخل المشرع بتعديله أو‬
‫تغييره الن الظاهرة اإلجرامية تعرف التطور و التوسع‪ ,‬لذلك فان قانون العقوبات يسري تطبيقه‬
‫من حيث الزمان بعد نشره في الجريدة الرسمية (م ‪ 2‬ق ع)‪( ,‬م ‪) 468‬ق ع)‪.‬‬

‫إستثناءات تطبيق القاعـدة‪ :‬إن قاعدة عدم رجعية النص الجنائي إلي الماضي‬
‫ليست قاعدة مطلقة فالمشرع استثني منها مصلحة المتهم في تطبيق النص بأثر رجعي فإذا كان‬
‫المتهم قد ارتكب جريمة في ظل قانون قديم وجاء قانون جديد ورفع الحد األدني و االقصي للعقوبة‬
‫فأي عقوبة تطبق عليه؟‪ ,‬إن القاضي الجنائي يجب عليه أن يختار من بين القوانين فان كان احد‬
‫القوانين يخفف العقاب علي المتهم أو ينزل بدرجة الجريمة فعليه تطبيقه أي بمعني أن للقاضي‬
‫سلطة اختيار القانون األصلح للمتهم‪ ,‬ولكي يرجع القاضي لتطبيق هذا األجراء البد من توافر‬
‫شرطين‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون القانون الجديد أصلح للمتهم‪.‬‬


‫‪ -‬أن يكون القانون الجديد صادر قبل الحكم النهائي علي المتهم‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 12‬من‬ ‫ثانيا‪ :‬سريان القانون من حيث المكــــان‪:‬‬


‫الدستور علي انه ( تمارس سيادة الدولة علي مجالها البري و مجالها الجوي وعلي مياهها كما‬
‫تمارس الدولة حقها السيد الذي يقرره القانون الدولي علي كل منطقة من مختلف مناطق المجال‬
‫البحري التي ترجع إليها" ‪ ,‬وتنص المادة ‪ 03‬من قانون العقوبات" يطبق قانون العقوبات‬
‫علي كافة الجرائم التي ترتكب في أراضي الجمهورية كما يطبق علي الجرائم التي ترتكب في‬
‫الخارج إذا كانت إذا تدخل في اختصاص المحاكم الجزائرية طبقا ألحكام قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية" ‪.‬‬

‫* الركن المادي ‪:‬‬


‫‪)01‬مفهوم الركن المادي‪ :‬هو مجموعة األنشطة التي يقوم بها الجاني ويستعملها‬
‫في التنفيذ الفعلي للجريمة وقد تكون بالحواس مثل مد اليد على الغير وقد تكون باللسان كالسب‬
‫والشتم أو بأي وسيلة أخرى‪.‬‬

‫عناصر الركن المادي‪ :‬لقيام الركن المادي للجريمة ال بد من توافر العناصر‬


‫التالية‪:‬‬
‫‪-1‬السلوك اإلجرامي‪ :‬هو كل سلوك خارجي يقوم به اإلنسان بغرض إحداث‬
‫تغيير في العالم الخارجي‪ ،‬فيسبب هذا السلوك الضرر بمصالح محمية قانونا أو يعرضها للخطر‬

‫‪9‬‬
‫نفي القتل مثال يظهر السلوك اإلجرامي في كل فعل يؤدي إلى إزهاق روح اإلنسان على قيد‬
‫الحياة‪ ،‬وفي السرقة يتمثل في نقل حيازة الشئ من المال دون وجه حق‪.‬‬
‫وقد يكون السلوك اإلجرامي إيجابيا بأنه سلوك إرادي‪ ،‬أي حركة عضوية يأتيها‬
‫المجرم ألحداث أثر مادي ملمس‪ ،‬وقد يكون سلوكا سلبيا‪ ،‬الذي ليس فيه حركة عضوية‪ ،‬أي يتخذ‬
‫المجرم موقفا سلبيا من أمر يوجبه القانون مثل إمتناع األم على إرضاع وليدها أو امتناع القاضي‬
‫عن إصدار الحكم (‪ 136‬ق ع)‪.‬‬
‫د)‪ -‬موقف المشرع الجزائري‪:‬لم يعرف المشرع الجزائري العالقة السببية ولم‬
‫يحدد أي نظرية يجب إتباعها بل تولي الفقه والقضاء ذلك‪ ،‬حيث لوحظ أن القضاء يميل إلى السبب‬
‫المنتج في تأسيس المسؤولية الجنائية ونظرية تعادل وتكافؤ األسباب في المسؤولية المدنية‪.‬‬

‫‪-3‬الركن المعنوي‬
‫‪ -)02‬مفهوم الركن المعنوي‪ :‬ال يكفي لقيام الجريمة التامة صدور السلوك‬
‫اإلجرامي من طرف المجرم بل البد من توافر الركن المعنوي يعبر عن اإلرادة اآلثمة‪ ،‬وقد يكون‬
‫هذا الركن عن فعل متعمد و هو القصد الجنائي وقد يكون غير متعمد وهو الخطأ الجنائي‪.‬‬

‫صور الركن المعنوي ‪:‬للركن المعنوي صورتان القصد الجنائي والخطأ‪.‬‬


‫أوال – القصد الجنائي ‪ :‬األساس الذي يقوم عليه اإلثم هو اإلرادة المعبرة‪ ،‬أي أن‬
‫القصد هو اتجاه اإلدارة الرتكاب السلوك المجرم قانونا‪،‬‬

‫عناصر القصد الجنائي ‪ :‬يقوم القصد الجنائي على وجوب أن يوجه الجاني إرادته‬
‫الرتكاب سلوك مجرم وأن يكون على علم بأركان الجريمة‪.‬‬
‫العــلم ‪ :‬يقوم القصد الجنائي على العلم بجميع الظروف والوقائع التي تعطي‬
‫للفعل دالالته اإلجرامية‬

‫اإلرادة اآلثمة ‪ :‬اإلرادة اآلثمة قد توجه نحو ارتكاب السلوك المجرم وإحداث‬
‫النتيجة وهي عنصر جوهري في القصد وقد تتجه نحو إتيان السلوك دون إرادة النتيجة‬

‫أنواع القصد الجنائي ‪ :‬يتطلب األمر في الجرائم التامة و العمدية توافر القصد‬
‫الجنائي بصورة صريحة أو ضمنية‪ ،‬وقد تدخل الفقه الجنائي وحدد أنواع القصد الجنائي وهي ‪:‬‬

‫أ)‪ -‬القصد الجنائي العام والخاص ‪ :‬القصد الجنائي العام هو اتجاه اإلرادة‬
‫اإلجرامية الرتكاب الجريمة مع علم الجاني بعناصرها أي أن القصد يتم على العلم واإلرادة فقط‬
‫وهو يتوافر في جميع أنواع الجرائم كجريمة الضرب والجرح واإليذاء البدني أو المساس‬
‫بالسالمة الجسدية للصحية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫أما القصد الجنائي الخاص هو اتجاه اإلرادة لوقائع إضافية تدخل في تكوين الجريمة‬
‫إضافة لعلم اإلرادة والعلم مثل استعمال المحررات المزورة وال يمكن تصور وجود قصد خاص‬
‫دون وجود القصد العام‪.‬‬

‫ب)‪ -‬القصد الجنائي المحدود وغير المحدود ‪ :‬القصد الجنائي المحدود هو اتجاه‬
‫اإلرادة في تحقيق نتيجة معينة أو محددة مثل اتجاه إرادة الجاني إلى سرقة منقول معين مملوك‬
‫للغير مثل سرقة محفظة نقود من أجل ورقة ‪ 100‬د‪.‬ج فقط‪.‬أما غير المحدود هو اتجاه اإلرادة‬
‫تحقيق نتيجة إجرامية دون تحديد موضوعها كمن يطلق النار على جمهور من الناس من أجل قتل‬
‫شخص معين‪.‬‬

‫ج)‪ -‬القصد الجنائي البسيط والقصد مع سبق اإلصرار‪ :‬القصد الجنائي قد‬
‫يصحبه سبق اإلصرار الذي يعرف بأنه التفكير الهادئ في الجريمة قبل التصميم عليها وتنفيذها‬
‫) ق‪.‬ع هو عقد العزم قبل ارتكاب الفعل‪ ،‬وليس هناك تالزما بين‬ ‫وهو حسب المادة (‬
‫القصدين فيجوز وجود القصد الجنائي البسيط دون توافر سبق اإلصرار‪.‬‬

‫د)‪ -‬القصد المباشر وغير المباشر ‪ :‬القصد الجنائي المباشر هو الوعي بحقيقة‬
‫النشاط اإلجرامي اإلرادي وتوقع النتائج أي أن الجاني يعي حقيقة نشاطه اإلرادي مثل الذي يقود‬
‫السيارة بسرعة وسط طريق مزدحم بالمارة ويتوقع إصابة أحدهم أما القصد االحتمالي أو غير‬
‫المباشر يقصد به إقدام الجاني على فعل معين فتحقق نتيجة أشد منها مثل ضرب الضحية أدت‬
‫إلصابته بعاهة مستديمة وتسمى بالجرائم المجاورة للقصد الجنائي‬

‫تقوم على عدم مطابقة السلوك للقواعد التي تقررها اللوائح واألنظمة كلوائح المرور‬
‫ولوائح الصحة وغيرها‪.‬‬

‫في التعدد‪ ،‬الجاني لم يتلقى إنذارا سابقا على خالف العود‪ ،‬حيث يكون الجــاني تلقى‬
‫عقوبة و عليه فإن التعدد يظهر أقل خطرا‬

‫‪11‬‬
‫* الدرس رقم ‪04 :‬‬
‫المسؤولية الجنائية‬
‫مقدمة‪:‬أن اإلنسان وحده هو الذي يتمتع باإلرادة واإلدراك اللذان هما مناط التمييز‬
‫بين الخير والشر وهكذا أصبحت المسؤولية التي تسند للكائن الحي في العصر الحديث يجب توافر‬
‫الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ -)1‬أن يكون المراد مساءلته جنائيا إنسانا‪،‬إذ ال مسؤولية على حيوان أو جماد أو‬
‫نبات‪.‬‬

‫‪ -)2‬أن يكون الكائن حيا ألنه في التشريع الجنائي الحديث ال يجوز إنزال العقوبة‬
‫على الميت الن للموتى حرمتهم مهما كان شأنهم‪.‬‬

‫‪ -)3‬أن يكون الكائن عاقال‪،‬إذ ال مسؤولية على المجنون‪.‬‬

‫‪ -)4‬أن يكون الكائن الحي الفاعل قد بلغ سنا معينا أي راشدا جنائيا‪،‬بيد أنه إذا كان‬
‫صغير السن دون‪ 18‬عاما ميالدية ال يرتب اإلسناد جنائيا‪،‬إال أنه ال يعفى من الرقابة واتخاذ‬
‫ـ القول على المجنون لكن اإلشراف‬ ‫التدابير اتجاه الحدث‪،‬تشرف عليها الهيئات القضائية‪،‬وينطبق‬
‫يكون تحت المؤسسات االستشفائية‪.‬‬
‫‪ -)5‬أن يكون الجاني شخصا حقيقيا(بدنيا ال معنويا)الن المسؤولية الجنائية ال‬
‫تتناول في معظم الشرائع الجنائية الحديثة مساءلة الشخص االعتباري كالشركة واإلرادة‪ ،‬الخ إذ ال‬
‫تنطبق عليها عقوبة سالبة للجريمة وإنما تطبق بدلها عقوبة من نوع خاص كالحل واإللغاء والغلق‬
‫والمصادرة‪.‬‬

‫ـ الجنائية‪ :‬هي تحمل الشخص لجزاء عقابي الرتكابه فعال‬ ‫التعريف بالمسؤولية‬
‫مجرما محددا قانونا"وهي تحمل تبعة أعماله الغير مباحة في القانون العقابي أو أحد فروعه‬

‫‪12‬‬
‫المكملة كالقانون الجمركي وهكذا يمكن تفريع المسؤولية الجنائية إلى فرعين‪:‬اإلسناد المعنوي‬
‫واإلسناد الموضوعي‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلسناد المعنوي‬

‫أساس المسؤولية الجنائية المعنوية في التشريع الجزائري‪ :‬إذا رجعنا إلى‬


‫النصوص الخاصة بالمسؤولية الستنتاجنا أن المشرع الجزائري قد اعترف بحرية االختيار‪،‬وأقام‬
‫المسؤولية الجنائية على هذا األساس والدليل على ذلك أنه استبعد المسؤولية الجزائية في الحاالت‬
‫التي انتفت فيها حرية االختيار‪ ،‬كالجنون واإلكراه والقصور الجنائي لكن المالحظ أنه قيد هذه‬
‫الحرية بوضع تدابير وقائية وتدابير أمنية للحاالت التي ال تقوم فيها المسؤولية أو في حاالت‬
‫انتقاضها وذلك من أجل حماية المجتمع واستقراره‪.‬‬
‫شروط قيام اإلسناد المعنوي‪ :‬حتى يسأل الشخص جنائيا عن أفعاله اإلجرامية‬
‫ـ بقولنا أن‪:‬‬‫يجب أن يتمتع بميزتي اإلدراك واإلرادة‪ .‬وقد سبق وأن وضعنا هذين العنصرين‬

‫اإلدراك‪ :‬يراد به قدرة إلنسان على فهم حقيقة ما يقدم عليه أو يمتنع عنه من أفعال‬
‫أقصد أنه قد تحققت صفة التمييز بين األفعال الضارة والنافعة‪.‬‬
‫اإلرادة‪ :‬وهي توجيه الفكر إلى عمل معين مضافا إلى هذه اإلرادة أن تكون حرة‬
‫في أن تفعل أو ال تفعل أي أن تمتنع بعنصر االختيار في إتيان العمل أو اإلحجام عنه‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫*الدرس رقم‪05 :‬‬

‫موانع قيام المسؤولية الجنائية‬


‫مقدمة ‪ :‬تكون الجريمة تامة إذا توفرت أركانها الثالثة (الشــرعي‪ -‬المــادي‬
‫والمعنوي) وبالتالي تقوم المسؤولية الجنائية ووجب العقاب‪ ،‬وقد يشدد العقاب أو تخفف العقوبة‪،‬‬
‫أو يعفى من المسؤولية والعقاب إذا انعدم عنصر اإلدراك والتمييز أو توافر سببا من أسباب اإلباحة‬
‫‪ ,‬كما أن المسؤولية الجزائية تتحقق بتوافر الخطأ واألهلية‪ ،‬فال جريمة إذن بانعدام الخطأ وانعدام‬
‫األهلية وهناك حاالت أخرى المتناع المسؤولية الجزائية وهي انعدام اإلرادة أ واإلكراه‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬امتناع المسؤولية بسبب انعدام األهلية ‪ :‬تكون األهلية منعدمة في حالتين‬
‫‪ :‬الجنون وصغر السن‪.‬‬
‫ا)‪ -‬حالة الجنون‪ :‬هو إضراب في القوى العقلية يفقد المرء القدرة على التمييز‬
‫أو على السيطرة على أعماله‪.‬‬
‫ويشمل الجنون بمفهومه العام ‪:‬‬
‫*العته ‪ :‬هو توقف نمو القدرة الذهنية والعقلية حيث يتصرف كأنه طفل صغير‪.‬‬
‫*الصرع ‪ : EPILEPSIE :‬هي نوبات يفقد فيها المرء رشده‪.‬‬
‫ـ ‪ : SOMNAMBULISME :‬يقوم المصاب بها من نومه‬ ‫*اليقظة النومية‬
‫ويأتي أفعاال ال يشعر بها‪.‬‬
‫*ال يدخل كذلك السكر وتناول المخدرات ضمن موانع المسؤولية بسبب فقدان‬
‫الوعي‪ ,‬بل يعد السكر وتأثير المخدرات من الظروف المشددة للجريمة كما هو الحال في جرائم‬
‫القتل أو الجروح الخطأ(المادة ‪ 290‬ق‪.‬ع والمادة ‪ 66‬القانون رقم ‪ 14-01‬المؤرخ في‬
‫‪14‬‬
‫‪ 2001-08-19‬المتعلق بتنظيم حركة المرور) مثال ‪ :‬السباقة في حالة سكر أو تحت‬
‫تأثير مخدر تعد في حد ذاتها جنحة معاقب عليها (المادة ‪ 67‬من القانون رقم ‪ 14-01‬بنسبة‬
‫الكحول في الدم ‪. %0.01‬‬
‫آثار الجنون ‪ :‬يترتب على المجنون انعدام المسؤولية ويعفى الجاني من العقوبة وال‬
‫ـاء من‬ ‫ـية متخصصة‪ ,‬ولإلعفـ‬ ‫تتخذ بشأنه إ ال تدابير عالجية كتمثل في وضعه في مؤسسة نفسـ‬
‫المسؤولية يجب توافر شرطين مجتمعين ‪:‬‬
‫‪-1‬يجب أن يكون الجنون معاصرا الرتكاب الجريمة و هذا ما نفهمه من نص المادة‬
‫‪ 47‬ق‪.‬ع‪.‬ج بعبارة "وقت ارتكاب الجريمة"‪.‬‬
‫ـدعوى على المتهم‬ ‫ـدور الحكم يوقف رفع الـ‬ ‫ـون قبل صـ‬ ‫*في حالة ما إذا طرأ الجنـ‬
‫وتوقف المحاكمة حتى يعود إليه الرشد‪.‬‬
‫لكن الوقف ال يشمل كامل اإلجراءات مثل إجــراءات التحقيق الــتي يراها القاضي‬
‫الزمة ومستعجلة التي ال تتصل بالشخص المتهم‪.‬‬
‫*وإذا طرأ الجنون بعد صدور حكم يقضي بالعقوبة المقيدة للجــريح ‪ ،‬وجب تأجيل‬
‫تنفيذ العقوبة حتى يبرأ ‪ ،‬في هذه الحالة يوضع المتهم في مؤسسة مختصة في األمراض العقلية‪.‬‬
‫‪ -2‬يجب أن يكون الجنون تاما ‪ :‬يكون االضطراب العقلي من الجسامة بحيث‬
‫يعدم الشعور واالختيار كليا والمسألة ترجع لتقدير القاضي‪.‬‬
‫ب)‪ -‬صغر السن ‪:‬نصت المادة ‪ 49‬ق‪.‬ع على ما يلي "ألتوقع على القاصر‬
‫الذي لم يكتمل الثالثة عشر إال تدابير الحماية أو التربية‪.‬‬
‫وتضيف الفقرة الثالثة ‪( 49‬على أنه يخضع القاصر الذي يبلغ سنه من ‪ 13‬إلى‬
‫‪ 18‬سنة إال لتدابير الحماية أو التربية أو لعقوبات مخففة‪.‬‬
‫ويفهم من نص المادة ‪ 49‬أن القاصر الذي ال يكمل ‪ 13‬سنة ال يعاقب جزائيا‪ ،‬غير‬
‫أن انعدام المسؤولية ال تحول دون متابعته وتقديمه لمحكمة األحداث لتأمر بأخذ تدابير الحماية‬
‫والتربية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬امتناع المسؤولية بسبب انعدام اإلرادة (اإلكراه) ‪ :‬نصت المادة ‪48‬‬
‫ق‪.‬ع على أنه "ال عقوبة على من اضطرته إلى ارتكاب الجريمة قوة ال قبل له بدفها"‪.‬اإلكراه‬
‫إذن سبب نفسي ينفي حرية االختيار وبسلب اإلرادة حريتها كاملة‪ ،‬ويترتب عليه انعدام المسؤولية‬
‫وليس الجريمة‪.‬‬
‫واإلكراه نوعان ‪ :‬اإلكراه المادي (الخارجي) واإلكراه المعنوي (الذاتي)‪.‬‬
‫‪1 -‬اإلكراه المادي ‪ :‬وهو أن تقع قوة مادية على إنسان ال يقدر على مقاومتها‬
‫فيأتي بفعل يمنعه القانون وقد تكون هذه القوة ذات مصدر خارجي وقد تكون ذات مصدر داخلي‪.‬‬
‫أ)‪ -‬اإلكراه المادي ذو مصدر خارجي ‪:‬‬
‫* قد يكون قوة عنيفة مصدرها الطبيعة‪ ،‬كمن تضطره العاصفة الرسو في ميناء‬
‫بدون رخصة‪.‬‬
‫* قد تكون ناتجة عن فعل حيوان كأن يلجأ راعي بقطيعه إلى غابة مجاورة محمية‬
‫هربا من الذئب‪.‬‬
‫* قد تكون ناشئة عن فعل إنسان كمن يهدد موظف بنك بالسالح الناري لتسليمه‬
‫المال‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫كمن يكون في سفر ويغلبه النعاس‬ ‫ب)‪ -‬اإلكراه المادي ذو مصدر داخلي ‪:‬‬
‫ويتجاوز المسافة التي دفع أجرها‪.‬‬
‫‪-2‬اإلكراه المعنوي ‪ :‬اإلكراه المعنوي ينتج عن ضغط يمارسه شخص على إرادة‬
‫الفاعل‪ ،‬وله صورتين‪.‬‬
‫أ)‪-‬إكراه معنوي خارجي ‪ :‬ويتمثل في التهديد واالستفزاز عن الغير‪ ،‬وال يؤخذ‬
‫باإلكراه المعنوي إال إذا بلغ تأثيره الحد الذي يعدم القدر الالزم من حرية االختيار للمساءلة‬
‫الجزائية‪ .‬أما بالنسبة لالستفزاز ال يقبل إكراها معنويا إال إذا استعمل المستفز مناورات ضد‬
‫المستفز يدفعه إلى فقدان إرادته الكاملة مثال ‪ :‬كاالستفزاز الذي يقوم به الشرطة على الشخص‬
‫ويدفعه إلى ارتكاب جريمة ويسمى ‪.PROVOQUE . DELIT‬‬
‫ب)‪-‬اإلكراه المعنوي الداخلي ‪ :‬ويتعلق األمر بتأثير العواطف والهوى ‪ ،‬ونادرا‬
‫ما يؤخذ بهذا النوع من اإلكراه كسب إلنتفاء المسؤولية‪.‬‬
‫مسألة الغلط في القانون ‪ * :‬س‪ -‬هل بإمكانية الجاني التعذر بالغلط في‬
‫القانون؟‪.‬‬
‫إن المادة ‪ 60‬من الدستور الجزائري تنص بعدم جواز االعتذار بجهل للقانون‬
‫وبالتالي ال يجوز األخذ بمثل هذا الغلط كسبب المتناع المسؤولية وهذا لسببين ‪:‬‬
‫‪-1‬عدم نص المشرع الجزائري على الغلط كسبب إلمتاع عن المسؤولية‪.‬‬
‫‪-2‬عدم جواز االعتذار بجهل القانون إال أنه قد يؤخذ به كظرف مخفف بسبب تشعب‬
‫القوانين وتغيرها بسرعة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫*الدرس رقم‪06 :‬‬
‫أسباب اإلباحة ‪ -‬األفعال المبررة‪-‬‬
‫‪ -‬مقدمة‪ :‬إذا ارتكب شخص طبيعي خطأ جزائيا‪ ،‬عمدي كان أو غير عمدي ‪،‬‬
‫فإنه يتحمل مبدئيا المسؤولية الجزائية‪.‬‬
‫لكن األمر ال يكون كذلك في كل األحوال حيث نص القانون على حاالت ترتكب فيها‬
‫أفعال مخالفة للقانون ومع ذلك ال يعاقب مرتكبها جزائيا‪.‬‬
‫ويحدث ذلك إذا ارتكب الفعل في ظل سبب من أسباب اإلباحة أو إذا توافر مانع من‬
‫موانع المسؤولية‪.‬‬
‫ولقد نص قانون العقوبات الجزائري على أسباب اإلباحة في المادة ‪ 39‬و ‪ 40‬من‬
‫ق‪.‬ع ‪.‬ج وحصرها في األفعال المبررة وهي‬
‫‪ -1‬الفعل الذي أمر وأذن به القانون‪.‬‬
‫ـ الحالة للدفاع المشروع‪.‬‬
‫‪-2‬الفعل الذي دفعت إليه الضرورة‬
‫أما بخصوص موانع المسؤولية تتحقق بتوافر الخطأ واألهلية‪ ،‬فال جريمة إذن بانعدام‬
‫الخطأ وانعدام األهلية وهناك حاالت أخرى المتناع المسؤولية الجزائية وهي انعدام اإلرادة أ‬
‫واإلكراه‪.‬‬
‫امتناع‬ ‫‪1 -‬امتناع المسؤولية بسبب انعدام األهلية‪2 - .‬‬
‫المسؤولية بسبب انعدام اإلرادة (اإلكراه)‬
‫‪ -)01‬األفعال المبررة‪:‬‬
‫أ)‪ -‬مفهوم األفعال المبررة‪ :‬و هي عبارة عن أسباب تمحو صفة الجريمة عن‬
‫الفعل المقترف‪ ،‬فيصبح فعال مباحا و يترتب على ذلك أن الذي أشترك في ارتكاب فعل من هــذه‬
‫‪17‬‬
‫األفعال وقت لزومه ال يسأل عما أتاه جنائيا ‪ ،‬و قد نص قانون العقوبات على نـوعين من أسـباب‬
‫إباحة ارتكاب الجرم في المادتين ‪ 39‬و ‪40‬ق ع و تشمل‪:‬‬

‫أ)ـ إذا كان الفعل قد أمر أو أذن به القانون (استعمال حق قانوني)‪.‬‬


‫ـ الحالة للدفاع المشــروع عن النفس أو‬
‫ب)ـ إذا كان الفعل قد دفعت إليه الضرورة‬
‫الغير أو عن المال‪ ،‬و بشرط أن يكون الدفاع متناسبا مع جسامة االعتداء ‪ ,‬و لقد أضاف الفقه و‬
‫ـني عليه ‪ ,‬ــ حالة‬ ‫ـاء المجـ‬
‫القضاء أسباب أخرى وقننتها بعض التشريعات و هي‪ :‬ـ رضـ‬
‫الضرورة‪.‬‬

‫ب)‪ -‬أسباب اإلباحة و أنواعها‪:‬‬


‫‪ -) I‬الفعل الذي يأمر به أو يأذن به القانون ‪ :‬ال تقتصر عبارة القانون على‬
‫النص الذي يصدر عن السلطة التشريعية وحسب بل تتسع لتشمل قاعدة تنظيمية‪.‬‬
‫‪ -)1‬الفعل الذي يأمر به القانون ‪:‬هي األعمال التي يقوم بها الموظف عند أداء‬
‫مهمته‪.‬‬
‫مثال ‪ : 1‬توقيف شخص من قبل الشرطة القضائية تنفيذا لألمر بــالقبض أو‬
‫اإلحضار‪.‬‬
‫مثال ‪ : 2‬مدير مؤسسة عقابية الذي يستلم شخصا ويحبسه تنفيذا ألمر إيداع‪.‬‬
‫ـدلوال أوسع حيث ال‬ ‫‪ -)2‬األفعال التي يأذن بها القانون ‪:‬تأخذ عبارة القانون مـ‬
‫يقتصر على القانون في حد ذاته بل يشمل العرف‪.‬‬
‫وقد يكون اإلذن من القانون في حد ذاته‪.‬‬
‫ـإذن من وكيل‬ ‫ـائية بـ‬
‫مثال ‪ : 1‬تفتيش منزل من طرف ضابط الشرطة القضـ‬
‫الجمهورية أو قاضي التحقيق م ‪ 44 :‬ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫مثال ‪ : 2‬القبض على مجرم من طرف العامة في حاالت التلبس بالجنايات أو‬
‫الجنح المادة ‪ 61‬ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫وقد يكون اإلذن من العرف‪.‬‬
‫مثال ‪ : 1‬ممارسة عنف خفيف من طرف األولياء على أوالدهم لتأديبهم وقد يكون‬
‫اإلذن من الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫مثال ‪ : 2‬حقق الزوج على تأديب زوجته بالضرب الخفيف وليس المبرح‪.‬‬
‫‪ -)II‬الدفاع المشروع ‪:‬‬
‫تعريف ‪:‬هو دفع اعتداء حقيقي غير مشروع وحال بالقوة يقع على الشخص أو ماله‬
‫أو على غيره في نفسه أو ماله‪ ،‬بحيث أن المدافع ال يجد وسيلة أخرى لدفع االعتداء إال بارتكــاب‬
‫جريمة‪".‬‬
‫هناك من أعتبر الدفاع المشروع استعمال لحق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ـتعمال‬‫هناك من يرى من الفقهاء بأن الدفاع المشــروع تفويضا قانونيا باسـ‬ ‫‪‬‬
‫سلطة الضبطية اإلدارية في منع الجرائم أو االعتناء على الحقوق التي يحميها القانون العقوبــات‬
‫ويأتي بها عند غياب هذه السلطة‪.‬‬
‫* والصحيح أن الدفاع المشروع ترخيص من القانون للمدافع ليرد االعتداء‪.‬‬
‫‪ -)1‬شروط الدفاع المشروع ‪:‬‬
‫‪18‬‬
‫أ)‪ -‬لزومية الدفاع ‪:‬‬
‫* يجب أن يكون االعتداء حاال (عبرت عنه المادة ‪ 32/2‬ق‪.‬ع بالضرورة‬
‫الحالة‪".‬‬
‫* يجب أن يكون االعتداء غير مشروع‪ ،‬أي ال يسبق االعتداء إلى حق أمر أو أذن‬
‫به القانون (تنفيذ أمر بالقبض)‪.‬‬
‫* يجب أن يكون الشخص أمام خطر ال يمكن ردة إال بارتكاب جريمة دون النظر‬
‫إلى مصدر الخطر‪.‬‬
‫* أن يكون الدفاع هو الطريق الوحيد لدفع االعتداء‪.‬‬
‫ـبر‬
‫ـدي عليه وما زاد على ذلك يعتـ‬‫* أن يستعمل المدافع القوة الالزمة لدفع التعـ‬
‫جريمة لتجاوز حق الدفاع المشروع‪.‬‬
‫* أن يكون الخطر حالة الوقوع أو على وشك الوقوع‪.‬‬

‫ب)‪ -‬تناسب الدفاع مع االعتداء ‪:‬‬


‫* يجب أن يكون الدفاع متناسبا مع جسامة االعتداء والوسائل مثال ‪ :‬المرأة التي‬
‫ويحتــوي التناسب على‬ ‫تقتل من حاول هتك عرضها تكون في حالة الــدفاع المشــروع‪,‬‬
‫العناصر التاليـة ‪:‬‬
‫* يجب أن يكون لقوة الدفاع تناسب مع الهجوم من حين الوسيلة والجسامة‪.‬‬
‫* يجب أن يكون الدفاع يهدف لمنع وقوع الجريمة أو توقيف مفعولها‪.‬‬
‫‪ -)2‬إثبات الدفاع المشروع ‪ :‬يثور التساؤل حول من يقع عليه عبء اإلثبات أن‬
‫االعتداء كان حاال وغير مشروعا وأن الدفاع كان ضروريا ومتناسبا‪ ,.‬يقع عبء اإلثبات أصال‬
‫على النيابة العامة‪.‬‬
‫قرينة الدفاع‪:‬وطبقا لنص المادة ‪ 40‬ق‪.‬ع يستفيد المــدافع من قرينة الــدفاع‬
‫المشروع في ثالث حاالت ‪:‬‬
‫* دفع اعتداء واقع على حياة شخص أو سالمة جسمه‪.‬‬
‫* منع تسلق الحواجز أو الحيطان أو مداخل المنازل أو األمــاكن المســكونة أو‬
‫توابعها أو كسر شئ منها أثناء الليل‪.‬‬
‫* الدفاع عن النفس أو غير ضد مرتكبي السرقات أو النقب بالقوة‪.‬‬
‫‪ -)3‬آثار الدفاع المشروع ‪:‬يتعين عليه إصدار أمر بانتقاء وجه الدعوة وإذا كان‬
‫على مستوى جهة الحكم يتعين عليها إصدار حكم بالبراءة‪ .‬إذا ثبت قيام الدفاع المشروع يــزول‬
‫عن عمل الفاعل أي طابع إجرامي ومن ثم ال تسلط عليه أية عقوبة‪ ,‬وبالتالي إذا كان الملف على‬
‫مستوى النيابة يتعين عليها حفظه وإذا على مستوى التحقيق‬
‫* حالة تجاوز الدفاع المشروع إن المشرع الجزائري لم ينظر حالة التجاوز في حق‬
‫ـادتين ‪277 :‬‬ ‫الدفاع ال كن عند تعداده لألعذار القانونية التي تخفف العقوبة التي أوردها في المـ‬
‫و ‪ 278‬ق‪.‬ع‪.‬ج وهي ‪:‬‬
‫* حالة الشخص الذي يتعرض لضرب شديد من آخر فهو إما أن يدفع االعتداء عليه‬
‫بالضرب أو اعتداء آخر يتناسب مع فعل المعتدي وفي هذه الحالة يعتبر في حالة الدفاع المشروع‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫وإما يرتكب في سبيل دفع االعتداء جريمة قتل أو جرح وفي هذه الحالة يكــون فعل‬
‫الدفاع غير متناسب مع فعل المعتدي فهنا يعتبره القانون معذورا ويعاقب على التجاوز‪.‬‬
‫* حالة الذي يرتكب جرائم القتل أو الجرح لدفع تسلق أو ثقب األسوار أو تحطيم‬
‫مداخل المنازل وإذا حدث ذلك أثناء النهار فالقانون يخفف العقوبة على مرتكبيها‪.‬‬
‫ـالي‬‫ـروع وبالتـ‬‫* أما إذا ارتكب ذلك أثناء الليل‪ ،‬فإنه يعتبر في حالة الدفاع المشـ‬
‫يستفيد من األفعال المبررة (م ‪ 41-40‬ق)‪.‬‬
‫‪ -)III‬حالة الضرورة ورضا المجني عليه ‪:‬‬
‫ـ ‪:‬هي حالة ال يكون فيها مرتكب الجريمة مكرها على ارتكابها‬ ‫‪-)1‬حالة الضرورة‬
‫وإنما يكون أمام خيارين ‪:‬‬
‫ـيره في‬‫ـاب غـ‬ ‫* إما أن يتحمل أذى معتبرا أصابه في شخصه أو في ماله أو أصـ‬
‫شخصه‪.‬‬
‫* إما يرتكب الجريمة‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬الشخص الذي يختلس خبزا حتى ال يموت جوعا‪.‬‬
‫‪ -)2‬رضا المجني عليه ‪:‬األصل أن رضا المجني عليه ال أثر له على المسؤولية‬
‫الجزائية‪ ،‬كون أن القانون الجزائي من النظام العام ومن ثم فال يجوز للمجني عليه أن يعطل تطبيقه‬
‫بإرادته‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬ال أثر لرضا المجني عليه على تجريم فعل الطبيب الذي ينهي ألم مــريض‬
‫ميئوس شفاؤه‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫*الدرس رقم‪07 :‬‬
‫الظروف المشددة و األعذار القانونية‬

‫مقدمة ‪ :‬إن طبيعة الفعل اإلجرامي تستلزم تطبيق العقوبة كما وردت في‬
‫نصوص قانون العقوبات الجزائري ‪ ،‬إال أن هناك ظروف مرتبطة بالجريمة من شانها أن‬
‫تشدد العقوبة المقررة لها أو تخفف منها ويبقى ذلك في إطار السلطة التقديرية الممنوحة‬
‫للقاضي بين الحد األقصى والحد األدنى للعقوبة المقررة للجريمة‪.‬‬

‫أوال ‪/‬الظروف المشددة للعقوبة‪:‬‬


‫‪ -1‬تعـريــف ‪:‬هي وقائع محددة أوردها القانون و التي رافقت الجريمة و‬
‫كانت سببا في تشديد العقوبة و تتعدى الحد األقصى لها المنصوص عليه قانونا‪.‬‬

‫‪ – 2‬حاالت الظروف المشددة‪ :‬وهي نوعان‪:‬‬


‫أوال‪ :‬الظروف المشددة الخاصة‪ :‬وهي أيضا نوعان ‪ :‬الظروف الواقعية‬
‫والشخصية‪.‬‬

‫أ‪ -‬الظروف الواقعية‪ :‬وهي تلك الظروف التي تتصل بالوقائع الخارجية التي‬
‫رافقت الجريمة وهذه الظروف تغلظ تجريم الفعل ومن هذا القبيل حمل السالح والليل واستعمال‬
‫العنف والسكن المسكون في جريمة السرقة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫وتختلف أهمية التشديد باختالف طبيعة وعدد هذه الظروف وهكذا في المثال السابق إذا‬
‫تمت جريمة السرقة المعاقب عليها في المادة ‪ 350‬ق ع ج بالحبس من سنة إلى ‪ 5‬سنوات‬
‫وبظرف الليل وحده تشدد العقوبة فتصبح الحبس من‪ 5‬إلى ‪10‬سنوات (المادة ‪)354‬‬
‫وإذا تمت في ظرف الليل واستعمال العنف تشدد أكثر فتصبح السجن من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬سنة‬
‫(المادة ‪ 353‬ق ع ج ) وأحيانا يكفي ظرف واحد لكي تغلظ العقوبة إلى أقصاها كحمل‬
‫السالح مثال في جريمة السرقة التي تتحول معه العقوبة إلى السجن المؤبد(المادة ‪351‬ق ع ج‬
‫) بعدما كانت اإلعدام قبل تعديل قانون العقوبات في ‪.2006‬‬
‫ب‪ -‬الظروف المشددة الشخصية‪:‬وهي ظروف ذاتية تتصل بالصفة الشخصية‬
‫للفاعل أو الشريك ومن شأنها تغليظ العقوبة من تتصل به ومن هذا القبيل صفة األصل أو‬
‫الفرع بالنسبة للضحية في جرائم العنف العمد (المادتان ‪ 267‬و‪272‬ق ع ج )واإلخالل‬
‫بالحياء (المواد ‪334‬و‪337‬و‪337‬مكرر) وصفة القاضي والموظف السامي وموظف أمانة‬
‫الضبط والضابط العمومي وعضو الشرطة القضائية في جرائم الفساد (المادة ‪ 48‬من قانون‬
‫الفساد ) وصفة الموظف بالنسبة للجرائم التي يرتكبها من هو مكلف بمراقبتها أو ضبطها‬
‫(المادة ‪143‬ق ع ج فإذا توافرت هذه الظروف يعاقب الجاني بعقوبة تتجاوز الحد األقصى‬
‫المقرر قانونا للجريمة العادية‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬الفترة األمنية‪:‬أدرج المشرع الفترة األمنية في قانون العقوبات في المادتين‬


‫‪ 60‬مكرر و‪ 60‬مكرر ‪1‬إثر تعديله بموجب القانون رقم ‪ 06/23‬المؤرخ في‬
‫‪ ,20/12/2006‬ثم أدخل المشرع آخر تعديل بموجب القانون رقم ‪ 01-14‬المؤرخ في‬
‫‪ 04‬فبراير ‪.2014‬‬

‫وكان األمر المؤرخ في ‪23/08/2005‬المتعلق بمكافحة التهريب سباقا إلى‬


‫الفترة األمنية حيث نصت المادة ‪ 23‬منه على خضوع األشخاص الذين تمت إدانتهم من أجل‬
‫أعمال تهريب إلى فترة أمنية غير انه لم يعرف الفترة األمنية ولم يحدد مجال تطبيقها و هو ما‬
‫استدركه المشرع عند تعديل قانون العقوبات في ‪.2006‬‬

‫ـ‪ :‬وهي حرمان المحكوم عليه من االستفادة من‬ ‫أ‪ -‬تعريف الفترة األمنية‬
‫التدابير اآلتية ‪:‬المنصوص عليها في القانون المؤرخ في ‪ 06/02/2005‬المتضمن قانون‬
‫تنظيم السجون وإعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪ - :‬تدابير تكييف العقوبة والتوقيف‬
‫المؤقت لتطبيق العقوبة ‪-‬وتدابير إعادة التربية خارج البيئة المغلقة متمثلة في الوضع في الو‬
‫رشات الخارجية والوضع في البيئة المفتوحة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫قد يكون تطبيق الفترة األمنية تلقائيا متى توافرت‬ ‫ب‪ -‬تطبيق الفترة األمنية‪:‬‬
‫شروطها على النحو اآلتي بيانه‪.‬‬
‫ـ بقوة القانون‪:‬تطبق الفترة األمنية تلقائيا متى توافرت‬
‫الفترة األمنية‬ ‫‪-1‬‬
‫شروطها دون حاجة للنطق بها‪.‬‬
‫‪ -1 -1‬شروطها‪:‬تطبق الفترة األمنية بقوة القانون متى توافر شرطين وهما‪:‬‬
‫‪ -‬صدور حكم بعقوبة سالبة للحرية تساوي أو تفوق ‪ 10‬سنوات لجناية أو‬
‫جنحة ‪.‬‬
‫‪ -‬من أجل جريمة من الجرائم التي نص فيها المشرع صراحة على فترة أمنية‬
‫ويتعلق األمر بالجنايات والجنح اآلتية‪:‬‬
‫* الجنايات ضد امن الدولة اآلتية‪(:‬المادة‪ )61‬واالعتداء بغرض القضاء على‬
‫نظام الحكم أو تغييره (المادة ‪ )77‬والجنايات اإلرهابية (المادة ‪87‬مكرر‪ )1‬والتواطؤ‬
‫بين السلطات المدنية والعسكرية(المادة‪.)14‬‬
‫* جنايات تزوير النقود والسندات (المادتان ‪179‬و‪.)198‬‬
‫* جنايات وجنح العنف العمد المنصوص عليها في المواد ‪261‬إلى ‪263‬مكرر‬
‫‪ 2‬الفقرات ‪2‬و‪3‬و‪(4‬المادة ‪ )276‬المتمثلة في جنايات القتل العمد بمختلف صوره والجرح‬
‫العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها إذا اقترن بسبق اإلصرار والترصد‪.‬‬
‫* جنايات الخطف والحبس والحجز التعسفي المنصوص عليها المواد ‪291‬إلى‬
‫‪ 293‬مكرر (المادة ‪295‬مكرر)‪.‬‬
‫* جنايات ترك األطفال العاجزين وتعريضهم للخطر إذا ترتب عنها عجز دائم‬
‫أو وفاة المنصوص عليها في المواد ‪ 314‬الفقرتان ‪ 3‬و‪ 4‬والمادة ‪ 315‬الفقرات ‪ 3‬و‪4‬‬
‫و‪ 5‬و المادة‪ 316‬الفقرة ‪ 4‬و‪ 5‬و المادة ‪(318‬المادة ‪ 320‬مكررة)‪.‬‬

‫* جنح تحريض القصر على الفسق والدعارة والوساطة في الدعارة المقترنة‬


‫بالظروف المشددة المنصوص عليها في المادتين ‪ 342‬و‪( 344‬المادة ‪ 349‬مكررة)‪.‬‬

‫* جنايات وجنح السرقة المشددة وابتزاز األموال المنصوص عليها في المواد‬


‫‪ 350‬مكرر إلى ‪ 354‬و‪ ( 370‬المادة ‪.)371‬‬
‫* جنايات إضرام النار والتخريب وتحويل اتجاه وسائل النقل وتعريض أمنهم‬
‫للخطر في الجرائم المنصوص عليها في المواد من‪ 395‬إلى ‪ 396‬مكرر ومن ‪399‬إلى‬
‫‪ 403‬وفي المواد ‪ 406‬و‪ 408‬و ‪ 417‬و‪ 417‬مكرر (المادة ‪ 417‬مكرر ‪.)2‬‬

‫‪ -1-2‬مدتها‪ :‬تساوي الفترة األمنية بقوة القانون نصف العقوبة المحكوم بها‬
‫في حالة الحكم بالسجن المؤقت أو بالحبس وتكون ‪ 15‬سنة في حالة الحكم بالسجن المؤبد‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ـ االختيارية‪:‬يكون تطبيق الفترة األمنية اختياريا في الجرائم التي لم ينص‬ ‫‪ -2‬الفترة األمنية‬
‫القانون فيها صراحة على فترة أمنية وترك الحكم بها لتقدير القاضي متى توافرت‬
‫شروط تطبيقها على النحو اآلتي بيانه‪:‬‬

‫‪ -2-1‬شرطها‪:‬تطبق الفترة األمنية االختيارية في حالة الحكم بالعقوبة السالبة‬


‫للحرية تساوي أو تفوق ‪ 5‬سنوات لجناية أو جنحة من الجرائم التي لم ينص فيها المشرع‬
‫صراحة عل فترة أمنية والحكم بالفترة األمنية في هذه الحالة أمر جوازي متروك لتقدير جهة‬
‫الحكم‪.‬‬

‫‪ -2-2‬مدتها‪ :‬ترك المشرع حرية تحديدها لجهة الحكم على أن ال تفوق‬


‫ثلثي العقوبة في حالة السجن المؤقت أو الحبس وال تفوق ‪ 20‬سنة في حالة الحكم بالسجن‬
‫المؤبد‪.‬‬
‫ـ‪ :‬نصت المادة ‪ 60‬مكرر ‪ 1‬على أن‬ ‫‪ -3‬أثر العفو الرئاسي على الفترة األمنية‬
‫العفو الرئاسي الذي يستفيد منه المحكوم عليه خالل الفترة األمنية يؤدي إلى تقليص‬
‫العقوبة األمنية بقدر مدة التخفيض من العقوبة ما لم ينص مرسوم العفو على خالف‬
‫ذلك‪.‬‬

‫ثانيا‪/‬الـظــروف المـخـفـفـة‪:‬‬

‫* نص قانون العقوبات الجزائري على فئتين من األعذار القانونية المخففة‪:‬‬


‫‪ -‬أعذار االستفزاز التي أشارت إليها المادة ‪52‬ونصت عليها المواد ‪ 277‬و‬
‫‪283‬ق ع ج‪.‬‬

‫‪ -‬وعذر صغر السن المنصوص عليه في المواد ‪ 49‬و‪ 51‬ق ع ج ‪.‬‬


‫أ‪ -‬أعذار االستفزاز‪:‬‬

‫و هي خمس ‪:‬‬ ‫‪ -1‬حاالت أعذار االستفزاز‪:‬‬

‫‪ -1-1‬وقوع ضرب شديد على األشخاص‪ :‬يستفيد من العذر مرتكب جرائم‬


‫ـ والجرح إذا دفعه إلى ارتكابها اعتداء وقع عليه‪.‬‬
‫القتل والضرب‬

‫‪24‬‬
‫يستفيد من العذر مرتكب جريمة القتل والضرب‬ ‫‪ -1-2‬التلبس بالزنا‪:‬‬
‫والجرح الواقع من الزوج على زوجته أو على شريكه لحظة مفاجأته في حالة الزنا(المادة‬
‫‪.)279‬‬

‫يستفيد من العذر مرتكب جناية اإلخصاء‬ ‫اإلخالل بالحياء بالعنف‪:‬‬ ‫‪-1-3‬‬


‫إدا دفعه إلى ارتكابها وقوع إخالل بالحياء عليه بالعنف(المادة ‪.)280‬‬
‫‪-1-4‬اإلخالل بالحياء على قاصر لم يتجاوز ‪ 16‬سنة‪.‬‬
‫‪ -1-5‬جرائم التسلق أو تحطيم أسوار أو حيطان األماكن المسكونة أو ملحقاتها‬
‫أثناء النهار‪.‬‬

‫ب‪ -‬عذر صغر السن‪:‬‬


‫يعد صغر السن الصورة الثانية لألعذار القانونية المخففة ويقصد هنا بصغير‬
‫السن القاصر الذي لم يبلغ سن ‪ 13‬سنة أو الذي يتراوح سنه من ‪ 13‬إلى ‪ 18‬سنة (الفقرة‬
‫الثالثة من المادة ‪ )49‬و يترتب على عذر صغر السن ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الحبس من ‪ 10‬إلى ‪20‬سنةبالنسب للجنايات المعاقب عليها باإلعدام أو‬
‫السجن المؤبد‪.‬‬
‫‪ -‬الحبس لمدة تساوي نصف العقوبة المقررة قانونا للبالغ بالنسبة للجنايات‬
‫المعاقب عليها بالسجن المؤقت‪.‬‬
‫‪ -‬الحبس لمدة نصف العقوبة المقررة قانونا للبالغ بالنسبة للجنح المعاقب عليها‬
‫بالحبس‪.‬‬

‫ج‪ -‬األعذار المخففة األخرى‪:‬‬


‫باإلضافة إلى األعذار القانونية المذكورة هناك أعذار قانونية أخرى وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬عذر المبلغ‪:‬‬
‫يستفيد المبلغ عن الجنايات والجنح ضد أمن الدولة بتخفيض العقوبة درجة‬
‫واحدة إذا حصل اإلبالغ بعد انتهاء تنفيذ الجريمة أو الشروع فيها وقبل البدء في المتابعات‪.‬‬

‫‪ -2‬عذر التوبة‪ :‬يستفيد من تخفيض العقوبة مرتكب جناية الخطف أو الحبس أو‬
‫الحجز التعسفي الذي يفرج طواعية عن الضحية(المادة ‪294/1‬ق ع ج‬

‫‪25‬‬
‫ثانيا‪:‬الظروف المخففة‪ :‬لقد اخذ المشرع الجزائري بالظروف المخففة من‬
‫المشرع الفرنسي وأعاد المشرع تنظيمها في التعديل الجديد سنة ‪ 2006‬وقيد من حرية‬
‫القاضي في تقدير العقوبة‪.‬‬

‫أ‪ -‬مجال تطبيق الظروف المخففة‪ :‬لم يعرف مجال تطبيق الظروف المخففة‬
‫تغييرا يذكر بعد تعديل قانون العقوبات في ‪.2006‬‬

‫‪ -1‬المبدأ‪:‬يجوز للجهات القضائية إفادة المحكوم عليه بالظروف المخففة وتبعا‬


‫لذلك‪:‬‬
‫‪ -‬تطبق الظروف المخففة على كافة الجرائم سواء كانت جنايات أو جنحا أو‬
‫مخالفات ‪.‬‬

‫‪ -‬يجوز تطبيق الظروف المخففة على كافة الجناة سواء كانوا مواطنين‬
‫جزائريين أو أجانب بالغين أو قصر مبتدئين أو معتادي اإلجرام‪.‬‬

‫‪ -‬يجوز لكل جهات الحكم منح الظروف المخففة سواء كانت من القانون العام‬
‫أو استثنائية (كالمحاكم العسكرية مثال)‪.‬‬

‫‪ -2‬االستثناءات‪:‬‬
‫‪ -2-1‬الحاالت التي استبعد فيها المشرع صراحة تطبيق الظروف المخففة‪:‬‬
‫ويتعلق األمر بجرائم المخدرات والمؤثرات العقلية وجرائم التهريب‪ ،‬ففي‬
‫الجرائم األولى المنصوص عليها في المادة‪ 26‬من القانون ‪25/12/2006‬على استبعاد‬
‫الظروف المخففة في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إذا استخدم الجاني العنف بالسالح‪.‬‬


‫‪26‬‬
‫‪ -‬إذا كان الجاني يمارس وظيفة عمومية وارتكب الجريمة أثناء تأدية وظيفته‬
‫ويتعلق األمر أساسا بأعوان الشرطة والدرك الوطني وأعوان الجمارك‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ارتكب الجريمة ممتهن في الصحة(كالصيدلي) أو شخص مكلف‬
‫بمكافحة المخدرات أو استعمالها‪.‬‬
‫‪ -‬إذا تسببت في المخدرات أو المؤثرات العقلية المسلمة في وفاة شخص أو عدة‬
‫أشخاص أو إحداث عاهة مستديمة‪.‬‬
‫وفي جرائم التهريب نصت المادة ‪22‬من األمر المؤرخ في‬
‫‪ 23/08/2005‬على استبعاد الظروف المخففة في الحاالت التالية‪:‬‬
‫– إذا استخدم السالح في‬ ‫‪ -‬إذا كان الجاني محرضا على الجريمة‪.‬‬
‫ارتكاب الجريمة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان يمارس وظيفة عمومية أو مهنية ذات الصلة بالنشاط المجرم‬
‫وارتكب الجريمة أثناء تأديته وظيفته ويتعلق األمر بأعوان الشرطة والجمارك ورجال الدرك‬
‫الوطني‪.‬‬

‫‪-2-2‬الحاالت التي فرض فيها المشرع قيودا على الظروف المخففة‪ :‬حدد‬
‫المشرع في منح الظروف المخففة في المادة ‪ 28‬في كل األحوال حدا ؟أدنى للعقوبة ال يجوز‬
‫النزول عنه عند تطبيق الظروف المخففة بنصها على أن العقوبات المقررة لجرائم المخدرات‬
‫والمؤثرات العقلية غير قابلة للتخفيض حسب الشكل التالي‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪20 -‬سنة سجنا عندما تكون العقوبة المقررة في السجن المؤبد‬
‫ثلثا العقوبة المقررة في الحاالت األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬ففي الجرائم اإلرهابية وضعت المادة ‪87‬مكرر حد أدنى للعقوبة ال يجوز‬
‫النزول إلى أدنى منه وهو‪:‬‬
‫‪ 20 -‬سنة سجنا عندما تكون العقوبة المقررة قانونا هي السجن المؤبد‪.‬‬
‫‪ -‬نصف العقوبة عندما تكون العقوبة المقررة قانونا هي السجن المؤقت‪.‬‬

‫‪27‬‬
28

You might also like