You are on page 1of 25

‫الدفوع في القانون اليمني‬

‫الدفوع في القانون اليمني‬

‫الفصل االول‬

‫المبحث االول ‪ :‬تعريف الدفع‬

‫أ‌‪ -‬في اللغة ‪-:‬‬

‫الدفع في اللغة يأتي بمعنى التنحية و اإلزالة يقال دفع عنه األذى بمعنى نحاه و أزاله عنه ‪ ،‬و قد يراد بالدفع " االضطرار‬
‫"يقال دُفع فالن إلى كذا أي أضطر إليه فهو مدفوع إليه أي مضطر ‪.‬‬

‫و قد يراد بالدفع " الرد " يقال دفعت إليه كذا أي ردته إليه و تأتي بمعنى رد القول و إبطاله فيقال دفعت القول أي ردته‬
‫بالحجة ‪.‬‬

‫ب – في المصطلح القانوني ‪-:‬‬

‫توجد تعاريف كثيرة للدفع من قبل فقهاء القانون و هي و إن اختلفت في الصياغة إال أن جميعها تتجه إلى معنى واحد حيث‬
‫يعرفه البعض بأنه ( هو ما يجيب به الخصم على طلب خصمه بقصد تفادي الحكم له به ) و منهم من يعرفه بأنه في‬
‫مفهومه العام في القوانين المدنية ( يطلق على جميع وسائل الدفاع التي يجوز للخصم أن يستعين بها ليجيب على دعوى‬
‫خصمه بقصد تفادي الحكم لخصمه بما يدعيه سواء كانت هذه الوسائل موجهة إلى الخصومة أو إلى بعض إجراءاتها أو‬
‫موجهة إلى اصل الحق المدعى به أو إلى سلطة الخصوم في استعمال دعواه ) و يعرفه آخرون بأنه ( وسيلة إجرائية‬
‫يعترض بها الخصم على الحق المدعى به أو على الخصومة أو أي من اإلجراءات المكونة لها أو على حق الخصم في‬
‫الدعوى ) ‪.‬‬

‫هذه التعاريف للدفع تصب كلها في معنى واحد و لها مفهوم واحد و من خاللها يمكن أن نوضح آالتي ‪-:‬‬

‫أن الدفع هو الوسيلة التي يعترض بها الخصم على الدعوى التي رفعت أمام القضاء في مواجهته من قبل‬ ‫‪-1‬‬
‫الخصم اآلخر و الدفع بذلك يختلف عن إنكار الدعوى حيث أن إنكار الدعوى قد يكون صريح و قد يكون ضمنيا‬
‫فالصريح هو عند تلفظ الخصم بأنه منكر لكل ما جاء في الدعوى من وقائع و طلبات أو يأتي عن طريق الكتابة‬
‫أو اإلشارة المفهمة ‪ ،‬واإلنكار الضمني و هو ما يستخلص من سكوت الخصم عن اإلجابة عن دعوى خصمه و‬
‫على ذلك نصت المادة (‪ )9‬من القانون رقم(‪ )21‬لسنة ‪1992‬م بشأن اإلثبات وتعديالته على انه ( إذا كان‬
‫المدعى عليه حاضرا وجب عليه أن يجيب على الدعوى باإلقرار أو اإلنكار وال يشترط اللفظ بل يكفي المعنى‬
‫فان امتنع اعتبر منكرا ) ‪.‬‬

‫و لذلك فان المنكر ال يحمل عبء اإلثبات و إنما يقع عبء اإلثبات في هذه الحالة على رافع الدعوى و ذلك كون المدعى‬
‫عليه قد أنكر الدعوى إنكارا مجردا و لهذا اعفي من اإلثبات ‪ .‬أما إذا تقدم الخصم بدفع في مواجهة دعوى خصمه كأن‬
‫ينكر المدين بقاء الدين في ذمته ففي هذه الحالة يلزم بإثبات ما يدعيه من وفاء الدين و ذلك بسبب كونه قد نفى عنه األصل‬
‫و هو براءة الذمة و اقر بأنه كان مدين للدائن و جل ما في األمر انه قد رد القرض للدائن و هو بذلك تقدم بدعوى يلزم‬
‫بإثباتها و أعفى بدفعه الدائن(المدعي) من اإلثبات كما انه من خالل دفعه لم ينكر الدعوى إنكارا مجردا إنما كان إنكاره‬
‫يرتكز على إقرار بوجود مديونية في ذمته و لم يكن إنكارا مجردا ‪.‬‬

‫الدفع وسيلة دفاع يستخدمها‪ S‬الخصم في مواجهة دعوى خصمه و لهذا فإن الدفع يولد الحق في استعماله متى ما‬ ‫‪-2‬‬
‫وجه الطلب القضائي إلى الخصم و هو لذلك وسيلة دفاعية مخولة للخصوم و ليس وسيلة هجومية‪.‬‬

‫و لكون الدفع وسيلة دفاعية يستخدمها الخصم في مواجهة خصمه ال يشترط أن توجه فقط إلى اصل الحق‬ ‫‪-3‬‬
‫المدعى به ( الدفع الموضوعي ) و إنما قد يوجه إلى إجراءات الخصومة ( الدفوع اإلجرائية ) كما إنها قد توجه‬
‫إلى حق الخصم في استعمال الدعوى ( الدفع بعدم القبول ) ‪.‬‬

‫و على ذلك فإن الدفع هو وسيلة إجرائية يستخدمها‪ S‬الخصم في الرد على طلب خصمه قاصدا منه عدم الحكم لخصمه‬
‫بطلباته أو بجزء منها بغض النظر عن نوع الدفع المقدم ‪ ،‬فهو إذا وسيله دفاع سلبية محضة ‪.‬‬

‫وقد عرفه القانون اليمني الدفع رقم (‪ )40‬لسنه ‪2002‬م في المادة (‪)179‬منه بأنه ‪ ( :‬الدفع دعوى يبديها المدعى عليه أو‬
‫الطاعن اعتراضا على موضوع الدعوى أو الطعن أو شروط قبولهما أو أي إجراء من إجراءاتهما ) ‪.‬‬

‫ج‪ -‬شروط ممارسة‪ S‬الحق في الدفع ‪:‬‬

‫إن الحق في الدفع هو الوجه المقابل للحق في الدعوى الذي يشترط لممارسة هذا الحق الشروط القانونية االتيه ‪:‬‬

‫أن يكون الدفع قانونيا ‪-:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ويقصد بذلك أن يكون موضوعه التمسك بحق أو مركز يحميه القانون ‪.‬‬

‫أن يكون الدفع جوهريا ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ويعني أن يكون متعلقا بموضوع الدعوى أو شروطها أو إجرا َء من إجراءاتها ومؤثراً فيها بحيث يؤدي لو صح إلى تغيير‬
‫وجه الحكم فيها ‪.‬‬
‫الصفة في الدفع ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫وتثبت الصفة في الدفع لمن كان طرفا ً في الحق المدعى به أولمن يخوله القانون صفه غير عاديه مثل الدائن في الدعوى‬
‫غير المباشرة ‪ ،‬والكفيل الذي يجيز له القانون التمسك بالدفوع الخاصة بالمدين والصفة في الدفع اإلجرائي تكون لمن له‬
‫الحق في الدفع اإلجرائي ‪ ،‬فال يجوز مثالً أن يدفع ببطالن اإلعالن إال الخصم الذي كان إعالنه معيبا ً أما الخصم اآلخر‬
‫الذي لم يكن إعالنه معيبا ًمثال فال يجوز له التمسك بالبطالن الحاصل في إعالن خصم أخر‪.‬‬

‫سقوط الحق في الدفع ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫إذا لم يتبع في الدفع الترتيب القانوني المعين كالدفع اإلجرائي غير المتعلق بالنظام العام فأنه يسقط إذا لم يقدم قبل الكالم‬
‫في الموضوع كما يسقط الحق في الدفع أيا ً كان إذا تم التنازل عنه صراحة أو ضمنا ً ‪ ،‬أو سبق الفصل فيه ‪ ،‬أو قدم بعد‬
‫إقفال باب المرافعة‪.‬‬

‫د‪ -‬واجب المحكمة‪ S‬إزاء إبداء الدفوع ‪:‬‬

‫يجب على المحكمة‪ S‬أن تمكن الخصم من إبداء الدفع خالل المرافعة كما يجب أن تعتد بالدفع في حكمها وتورد ذلك عند‬
‫تسبيبها للحكم غير أن المحكمة‪ S‬ال تلتزم إال بالدفع القانوني أو الجوهري حيث عليها تمكين الخصم من إبدائه وإيراده في‬
‫حكمها قبوالً أو رفضا ً أما الدفع غير القانوني وغير الجوهري أو الذي لم يقدم بشكل جازم يقرع سمع المحكمة‪ S‬فال تلتزم‬
‫المحكمة‪ S‬بإيراده في حكمها‪ S‬أو الرد عليه وعلى هذا أستقر قضاء محكمة النقض المصرية‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬أنواع الدفوع ‪-:‬‬

‫ال تختلف الدفوع من تشريع إلى أخر و لكن قد يحصل اختالف من حيث تقسيم أنواع الدفوع فتوجد تشريعات تأخذ‬
‫بالتقسيم الثنائي للدفوع حيث تقتصر أنواع الدفوع على الدفع الموضوعي و الدفع اإلجرائي فقط و ليس معنى ذلك أنها ال‬
‫تأخذ بالدفع بعدم القبول أو أن قضائها يرفض أي يدفع بعدم القبول إنما تعتبر الدفع بعدم القبول إما دفع موضوعي أو دفع‬
‫أجرائي كون الدفع بعدم القبول قد يتعلق باإلجراءات و قد يتعلق بالموضوع أي انه نوع وسط بين النوعين و لهذا فأنا‬
‫التشريعات التي تأخذ بالتقسيم الثنائي تعمل به أال أنها أما أن تعتبره دفع أجرائي أو دفع موضوعي و الواضح أن قانون‬
‫المرافعات‪ S‬رقم (‪ ) 28‬لسنة ‪ 1992‬م كان يأخذ بهذا التقسيم و ذلك تأثرا بالقانون المصري أال قانون المرافعات رقم (‪)40‬‬
‫لسنة ‪ 2002‬م قد اخذ بالتقسيم الثالثي للدفوع و اعتبر الدفع بعدم القبول نوع مستقل و أن كان إجرائي أو كان موضوعي‬
‫و على هذا فأن أنواع الدفوع بحسب التقسيم الثالثي هي ‪-:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الدفع اإلجرائي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف‪:‬‬
‫و هو الوسيلة التي يستخدمها الخصم في الطعن في صحة الخصومة أو في اإلجراءات المكونة لها هادفا من ذلك إسقاط‬
‫الخصومة أو إرجاء النظر في موضوعها ‪ .‬فهي توجه إلى الخصومة أو إلى بعض إجراءاتها دون التعرض لذات الحق‬
‫المدعى به أو المنازعة فيه ‪ ،‬ويقصد بها تفادي الحكم في الموضوع بصف مؤقتة‪.‬‬

‫و أي كان الدفع اإلجرائي الذي يستخدمه الخصم في مواجهة الطلب القضائي سواء قصد به إخراج النزاع من والية‬
‫المحكمة‪ S‬بسبب نوع الدعوى أو مكانها أو وجهه بقصد الكشف عن وجد خلل موضوعي في اإلجراءات كالدفع بانعدام‬
‫والية القيم أو صفة المحامي أو وجهه بهدف التخلص من الخصومة دون الفصل فيها أو وجهه بقصد الكشف عن وجود‬
‫خلل في اإلجراءات كالدفع ببطالن عريضة الدعوى أو الطعن لرفعها بغير الطريق المقرر قانونا ً ‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬النظام القانوني للدفع االجرائي‪:‬‬

‫فكافة هذه الدفوع توجه إلى إجراءات الخصومة و ال توجه إلى الموضوع و لهذا فقد استلزم المشرع اليمني من خالل‬
‫المواد ( ‪ ) 186 ، 185 ، 181‬مرافعات نافذ نظام معين لتقديم الدفع اإلجرائي من كون انه يجب تقديمه قبل الخوض في‬
‫الموضوع و أن يقدم قبل أي دفع بعدم القبول كما انه يجب إبداء الدفع اإلجرائي في عريضة الطعن كما يجب جميع أنواع‬
‫الدفوع اإلجرائية في وقت واحد معا و إبداء كافة‪ S‬األوجه التي يبنى عليه الدفع اإلجرائي و يسقط حق الخصم في التمسك‬
‫به إذا خاض في الموضوع أو تقدم بدفع بعدم القبول أو لم يبده في عريضة الطعن و يسقط حقه في التمسك به إذا لم يبده‬
‫مع بقية الدفوع اإلجرائية و عالوة عن سقوط حق الخصم في الدفع فانه قد يتقدم بالدفع أال انه لم يبدي كافة‪ S‬اوجه فانه في‬
‫هذه الحالة يسقط حقه في ما لم يبده منها ‪.‬‬

‫ويتضح مما سبق أنه يتعين إبداء سائر الدفوع الشكلية( اإلجرائية) معا ً وقبل التكلم في الموضوع و إال سقط الحق في ما لم‬
‫يبدا منها ‪.‬‬

‫ويستثنى من هذه القاعدة اآلتي ‪-:‬‬

‫الدفوع المتصلة بالنظام العام ‪ ،‬وهذه يجوز إبداؤها في أي حالة تكون عليها اإلجراءات كالدفع بعدم االختصاص‬ ‫‪-1‬‬
‫النوعي ‪ ،‬وقد ضمت هذه الدفوع المتعلقة بالنظام العام المادة (‪ )186‬مرافعات نافذ وجعلتها على سبيل المثال ‪.‬‬

‫الدفوع التي قد ينشأ الحق في التمسك بها بعد التكلم في الموضوع ‪ ،‬كالدفع بإسقاط الخصومة أو اعتبارها كأن‬ ‫‪-2‬‬
‫لم تكن ‪.‬‬

‫وإذا قدمت‪ S‬جميع الدفوع اإلجرائية معا ً في مذكرة أو صحيفة أو مشافهة‪ S‬اآلخر و ذلك مع مراعاة الدفوع الشكلية ذآت‬
‫األولوية كالدفع بعدم االختصاص المكاني ‪ ،‬فيستوي بطبيعة الحال أن يتقدم بعضها البعض ‪ ،‬وكل ما يتطلبه القانون في‬
‫ماعدا ذلك أن يدلى بها الخصم معا ً في مناسبة واحدة ‪ ،‬بمعنى أنه ال يجوز له أن يقتصر على إبداء دفع في مذكرة ويدلي‬
‫بآخر في مذكرة أخرى ‪ ،‬أو أن يقتصر في مرافعته الشفوية على إبداء دفع ثم في جلسة أخرى يبدي دفعا ً آخر و القانون‬
‫في المادة (‪ ) 181‬يشترط إبداء الدفع بعدم االختصاص المكاني قبل الخوض في الموضوع أو قبل إبداء أي دفع آخر و إال‬
‫سقط الحق في التمسك به ‪.‬‬

‫والغرض المقصود من هذه القاعدة عدم السماح للمدعى عليه بالتراخي في إبداء الدفوع التي ال تمس أصل الحق منعا ً من‬
‫تأخير الفصل في الدعوى ‪.‬‬
‫كما أن الحق في إبداء الدفوع اإلجرائية ال يسقط لمجرد التمسك بتأجيل نظر الدعوى إلى جلسة أخرى لالستعداد ‪.‬‬

‫ثالثا ً‪ :‬بعض أنواع الدفوع اإلجرائية ( الشكلية ) التي نظمها القانون اليمني ‪-:‬‬

‫ويعد من الدفوع اإلجرائية ( الشكلية ) التي نظمها القانون اليمني من خالل نص المواد ( ‪) 184 ، 183 ، 182 ،181‬‬
‫من القانون رقم (‪ )40‬لسنة ‪2002‬م بشأن المرافعات والتنفيذ المدني ‪ .‬الدفع بعدم اختصاص المحكمة‪ S‬بالنظر في الدعوى‬
‫مكانيا ‪ ،‬والدفع بإحالة الدعوى إلى محكمة‪ S‬أخرى ‪ ،‬والدفع ببطالن أوراق التكليف بالحضور ‪ ،‬والدفع ببطالن أي من‬
‫أوراق المرافعات‪ ، S‬والدفع بإسقاط الخصومة أو باعتبارها كأن لم تكن وأي دفع يتصل باإلجراءات ‪.‬‬

‫رابعا ً ‪ :‬دراسة للدفع باإلحالة كمثال للدفوع اإلجرائية ( الشكلية ) ‪:‬‬

‫(‪)1‬اإلحالة بعد الحكم بعدم االختصاص‬

‫(‪)2‬اإلحالة باالتفاق‬

‫(‪ )3‬اإلحالة لقيام ذات النزاع أمام محكمة أخرى‬

‫(‪ )4‬اإلحالة لالرتباط‬

‫أوال ‪ :‬اإلحالة بعد الحكم بعدم االختصاص ‪:‬‬

‫أوجب المشرع اليمني على المحكمة‪ S‬عمالً بنص المادة (‪ )183‬مرافعات‪ S‬نافذ إذا قضت بعد م اختصاصها أن تأمر بإحالة‬
‫الدعوى بحالتها إلى المحكمة المختصة ‪.‬‬

‫وهذا النص أملته الرغبة في القصد في الوقت وفي اإلجراءات والنفقات حتى ال يتحمل المدعى أعباء رفع دعوى جديده ‪.‬‬

‫وفيما يلي دراسة له ‪-:‬‬

‫أصبحت اإلحالة واجبه على المحكمة‪ S‬سواء قضت بعدم اختصاصها محليا ً أو قيميا ً أو نوعيا ً أو وظيفيا ً ‪ .‬و‬ ‫‪-1‬‬
‫القانون اليمني لم يعتبر االختصاص القيمي للمحاكم و ذلك لعدم وجود محاكم مختصة قيميا و لذلك ال وجود‬
‫لمثل هذا الدفع في قانون المرافعات‪ S‬اليمني و إنما يعمل به في القانون المصري لوجود المحاكم‪ S‬المتخصصة‬
‫قيميا أو ما تعرف بالمحاكم الجزئية ‪.‬‬
‫تحال الدعوى بحالتها أي بما اشتملت عليه من أحكام فرعية موضوعية أو بما تم فيها من إجراءات إثبات ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ويعتد أمام المحكمة المحال أليها الدعوى بما تم من إجراءات اإلثبات أمام المحكمة األولى ‪ .‬ويعتد بسبق حضور المدعى‬
‫عليه قبل إحالة الدعوى بالمادة (‪ )183‬مرافعات‪ S‬نافذ التي تقرر إحالة الدعوى بحالتها بحيث يجوز نظر موضوع الدعوى‬
‫أمام المحكمة‪ S‬المحال ة أليها ولو في غيابه متى تحققت من صحة إعالنه بالجلسة أمام هذه المحكمة ‪.‬‬

‫تلتزم المحكمة‪ S‬المحال أليها الدعوى بنظرها ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ال تلتزم المحكمة المحال أليها الدعوى باإلحالة إال باألسباب التي بنيت عليها بحيث انه إذا رأت أنها على الرغم‬ ‫‪-4‬‬
‫من اإلحالة غير مختصة بنظر الدعوى لسبب آخر ‪ ،‬وجب عليها الحكم مع هذا بعدم االختصاص ‪.‬‬

‫إلزام المحكمة‪ S‬المحال أليها الدعوى بها ال يخل بحق الخصم في الطعن في الحكم بعدم بعدم االختصاص‪ .‬كما أن‬ ‫‪-5‬‬
‫تعرض الخصوم للموضوع أمام المحكمة‪ S‬المحال أليها الدعوى ال يعد رضاء باإلحالة مانعا ً من الطعن في الحكم‬
‫الصادر بها ‪.‬‬

‫ال تخل المادة بحق المدعى عليه في طلب التعويض طبقا ً لقواعد المسؤولية إذا كان المدعي قد قصد الكيد في‬ ‫‪-6‬‬
‫رفع دعواه إلى محكمة غير مختصة ‪.‬‬

‫إذا صدر الحكم باإلحالة في غيبة أحد الخصوم ثم تخلف عن الحضور أمام المحكمة‪ S‬المحال أليها الدعوى ‪،‬‬ ‫‪-7‬‬
‫وجب على المحكمة‪ S‬المحال أليها الدعوى أن تلزم الخصم بإعالن الغائب تحقيقا ً لحسن سير العدالة وضمانا ً‬
‫لصدور األحكام في مواجهة الخصوم ‪ ،‬ما لم يكن هذا الخصم الغائب هو الذي كان قد تمسك بعدم االختصاص‬
‫واإلحالة‪.‬‬

‫إذا قضت المحكمة‪ S‬بإحالة الدعوى ألي محكمة أخرى وكلفت قلم كتاب هذه المحكمة‪ S‬بتحديد جلسة يعلن بها‬ ‫‪-8‬‬
‫الخصم أداريا ً فان هذا ال يعفى المدعي من مواالة إجراءات خصومته بحيث إذا وقف السير فيها مدة سنه‬
‫( تبداء من تاريخ الحكم باإلحالة ) جاز التمسك بإسقاطها ‪.‬‬

‫ويترتب على ما سبق أيضا ‪:‬‬

‫عدم اعتبار طلبات الخصم أو دفوعه أو دفاعه مثارة أمام محكمة‪ S‬اإلحالة إال بإثارتها بالفعل أمامها‬ ‫(أ)‬
‫ولو تضمنتها صحيفة دعواه األصلية أو صحيفة استئنافه أو مذكراته السابقة على اإلحالة‪.‬‬
‫ال يملك القاضي المستعجل اإلحالة ‪ .‬ألن اإلحالة هي حكم بفرض االختصاص على المحكمة‪ S‬المحال‬ ‫(ب)‬
‫أليها الدعوى وهذا ما ال يملكه قاضي األمور المستعجلة‪ S‬لمساسه‪ S‬بالموضوع ‪ ،‬وأن كان يملكه بصدد‬
‫االختصاص المحلي للدعوى المستعجلة ‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬االحله باالتفاق ‪-:‬‬

‫تنص المادة (‪ )101‬مرافعات نافذ على أنه " يجوز االتفاق بين الخصوم مقدما ً على اختصاص محكمة‪ S‬معينه ‪ ،‬كما يجوز‬
‫أثناء نظر الدعوى أن يتفق الخصوم جميعا ً على إحالة الدعوى إلى محكمة أخرى ‪ ،‬فتقرر المحكمة المنظورة أمامها‬
‫الدعوى إحالتها إليها مع مراعاة االختصاص النوعي للمحاكم النوعي للمحاكم‪ S‬ويجب على المحكمة‪ S‬المحال أليها الدعوى‬
‫أن تفصل فيها "‪.‬‬

‫ويتضح من أن النص السابق ال يعمل به إال إذا كانت المحكمة المرفوعة أليها الدعوى مختصة بنظرها ‪ ،‬أما إذا كانت هذه‬
‫المحكمة‪ S‬غير مختصة بنظرها فلن تكون هناك فرصة إلعماله ‪ .‬ويشترط كذلك أن ال يكون اتفاق الخصوم على اإلحالة‬
‫غير مخالف لقاعدة من قواعد االختصاص المتعلقة بالنظام العام ‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬اإلحالة لقيام ذات النزاع أمام محكمة‪ S‬أخرى ‪-:‬‬

‫قد تختص اكثر من محكمة‪ S‬بدعوى واحدة كما إذا تعدد المدعى عليهم ‪ ،‬أو إذا اتفق على موطن مختار لتنفيذ عقد ‪ .‬فيرفع‬
‫المدعي دعواه أمام محكمة مختصة ثم يرفعها‪ S‬أمام محكمة‪ S‬أخرى مختصة قبل الفصل في الدعوى األولى لعدم رضاه مثالً‬
‫عن اتجاه هذه المحكمة في تحقيق القضية المرفوعة أمامها ‪ ،‬وكما قد يقيم شخص دعواه أمام محكمة‪ S‬غير مختصة ثم يثبت‬
‫لها اختصاصها بعدم االعتراض عليه في الوقت المناسب‪ ، S‬فترفع الدعوى مره أخرى لسبب من األسباب المتقدمة أو لغيره‬
‫من األسباب أمام محكمة أخرى مختصة ‪.‬‬

‫ولما كان القانون ال يجيز أن تقدم دعوى واحده أمام محكمتين ولو كانت كل منهما مختصة بنظرها ‪ ،‬ليتفادى تعدد‬
‫اإلجراءات وتناقض األحكام ‪ ،‬أجاز – عند قيام قضيتين عن دعوى واحدة‪ -‬طلب إحالة القضية الثانية إلى المحكمة‪S‬‬
‫المرفوعة أمامها القضية األولى ‪ .‬ويشترط لقبول الدفع باإلحالة ‪-:‬‬

‫أن تكون القضيتان دعوى واحدة بالمعنى الصحيح بأن يكون موضوعهما واحد وسببهما واحد وأن يكون‬ ‫‪)1‬‬
‫الخصوم في إحداهما هم نفس الخصوم في األخرى ‪.‬‬

‫أن تكون الدعوى مرفوعة بالفعل أمام المحكمتين ‪ ،‬فال محل لإلحالة إذا كانت إحدى الخصومتين قد انقضت‬ ‫‪)2‬‬
‫بالفعل في موضوعهما أو انقضت بغير حكم في موضوعها ‪.‬‬

‫أن تتبع كل من المحكمتين جهة القضاء العادي ‪ ،‬فال تجوز اإلحالة إذا كانت الدعوى مرفوعة أمام محكمة‪S‬‬ ‫‪)3‬‬
‫القضاء اإلداري وإحدى المحكم المدنية ‪.‬‬
‫أن تكون المحكمة المطلوب اإلحالة إليها مختصة بنظر الدعوى ‪.‬‬ ‫‪)4‬‬

‫و أخيرا إن يتم إبداء الدفع قبل الخوض في الموضوع و قبل أي دفع شكلي أخر و إال سقط الحق في التمسك‬ ‫‪)5‬‬
‫به ‪.‬‬

‫وتكون إجراءات الدفع باإلحالة والحكم فيه بأن يقدم هذا الدفع إلى المحكمة‪ S‬المختصة التي رفعت أمامها الدعوى متأخرا ‪،‬‬
‫وهذه المحكمة‪ S‬تفصل فيه وإذا قضت باإلحالة فأن المحكمة‪ S‬المحال إليها تلتزم بنظرها ‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬اإلحالة لالرتباط ‪-:‬‬

‫االرتباط هو قيام صلة وثيقة بين دعويين تجعل من المناسب ومن حسن سير العدالة جمعهما أمام محكمة‪ S‬واحدة لتحققهما‬
‫وتحكم فيها معا ً منعا ً من صدور أحكام ال توافق بينهما ‪.‬‬

‫ويتحقق االرتباط ولو لم يكن السبب والموضوع في الدعويين واحد وال يلزم أن يكون الخصوم في إحداهما هم الخصوم‬
‫في األخرى ‪ .‬ومن أمثلة االرتباط‪ ،‬دعوى الفسخ اللتان يرفعهما كل من الطرفين على بسبب عدم الوفاء بااللتزامات ‪،‬‬
‫ودعوى الموكل على الوكيل بتقديم حساب ودعوى الوكيل على الموكل بطلب مصاريفه وأتعابه ‪.‬‬

‫ويشترط لجواز الحكم باإلحالة‪- :‬‬

‫أن تكون المحكمة المطلوب اإلحالة أليها مختصة بالدعوى القائمة أمامها ‪.‬‬ ‫‪)1‬‬

‫آن تكون المحكمة المطلوب اإلحالة إليها مختصة بالدعوى المطلوب إحالتها وال يلزم أن تكون هذه المحكمة‪S‬‬ ‫‪)2‬‬
‫مختصة بها اختصاصا محليا ً و إنما يجب مراعاة قواعد االختصاص النوعي و القيمي عند اإلحالة‪.‬‬

‫أن تكون المحكمتان تابعتين لجهة القضاء العادي ‪ ،‬وان تكون من درجة ‪ ،‬وإال ترتب على ذلك إخالل بدرجات‬ ‫‪)3‬‬
‫التقاضي ‪ ،‬فال تجوز اإلحالة من محكمة أول درجه إلى محكمة‪ S‬ثاني درجه والعكس صحيح ‪.‬‬

‫وتكون إجراءات الدفع باإلحالة والحكم فيه بأن يقدم الدفع باإلحالة لالرتباط إلى أي من المحكمتين وهي التي تقوم بالفصل‬
‫فيه ولها أن ترفضه ولو تحققت شروط اإلحالة المتقدمة الذكر ‪ ،‬وذلك إذا علت على صلة االرتباط اعتبارات أخرى ‪ ،‬كان‬
‫تكون الدعوى المرفوعة أمامها أكبر أهميه من الدعوى القائمة أمام المحكمة األخرى ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الدفوع الموضوعية(‪-:)1‬‬

‫أوال التعريف‪:‬‬
‫هو الدفع الذي يوجهه الخصم إلى موضوع الدعوى بقصد المنازعة في الحق المدعى به أما عن طريق أو تأكيد واقعة‬
‫تؤثر في وجوده أو مقداره أو استحقاقه أو تنظيمه القانوني ‪.‬‬

‫و هنا نرى أن الدفع الموضوعي يستخدمه المدعى عليه في مواجهة المدعي موجها إياه إلى الحق المدعى به و ذلك‬
‫كالتمسك بواقعة معاصرة لنشأة الحق المدعى به ترتب منع إنتاج كل أو بعض أثارها القانونية كما لو تمسك المدعى عليه‬
‫بصورية العقد أو بإبطاله للغلط ‪.‬‬

‫أو بالتمسك بواقعة من شأنها إنها كافة أثار الواقعة التي يتمسك بها المدعي كالتمسك بالوفاء بالحق المدعى به ‪.‬أما ما‬
‫يذهب إليه من أن اإلنكار أي إنكار الحق المدعى به – إنكار الواقعة المنشئة – أو إنكار أثارها يعتبر دفعا موضوعيا فمن‬
‫وجهة نظري أن مثل هذا اإلنكار ال يعتبر دفعا‪ S‬كون الدفع هو دعوى و الدعوى يترتب عليها انتقال عبء اإلثبات من‬
‫المدعي إلى المدعى عليه كما أن اإلنكار ما هو إال دفع بمعناه اللغوي بمعنى رد القول ال بمعنى الدعوى و لهذا فقد أوردت‬
‫التعريف السابق كونه يتوافق مع ما ذهب إليه بعض فقهاء‪ S‬القانون (‪.)2‬‬

‫ويعد الدفع الموضوعي وسيلة دفاع ممتازة ألنه يوجه إلى الحق المرفوعة به الدعوى كالدفع بتزوير مستند العقد أو‬
‫الدين ‪ ،‬والدفع بانقضاء الدين بالوفاء أو بالتقادم أو بالمعاوضة وكالدفع بعدم دستورية القانون أو عدم صحة التكليف الذي‬
‫أنزله القاضي على واقعات النزاع ‪.‬‬

‫والدفوع الموضوعية ال تقع تحت حصر‪ ،‬ومصدرها القانون الموضوعي المدني أو التجاري وما تفرع منهما وإذا كانت‬
‫متعلقة بالقانون العام فمصدرها ذلك القانون بفروعه المختلفة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬النظام القانوني للدفع الموضوعي ‪-:‬‬

‫يتميز الدفع الموضوعي بقواعد خاصة عن الدفوع األخرى وتتمثل تلك القواعد في األتي ‪:‬‬

‫ال يتقيد الخصم في إبداء الدفوع الموضوعية بترتيب معين حيث يجوز تقديمها في أية حالة تكون عليها‬ ‫‪)1‬‬
‫اإلجراءات ولو ألول مرة أمام المحكمة االستئنافية‪.‬‬

‫يعتبر الحكم في الدفع الموضوعي قبوالً أو رفضا ً حكما ً قطعيا ً في الموضوع لذلك فأنه يرتب حجية األمر‬ ‫‪)2‬‬
‫المقضي بمجرد صدوره ‪.‬‬

‫يستنفذ الحكم الصادر في الدفع الموضوعي سلطة أول درجة بالنسبة لموضوع الدعوى ‪.‬‬ ‫‪)3‬‬

‫فلو الغي الحكم في الدفع من محكمة االستئناف ولو لعيب شكلي فإنها تفصل في الموضوع في هذه الحالة‪.‬‬
‫ال يجوز تقديم الدفع الموضوعي أمام محكمة النقض ألن هذه المحكمة محكمة قانون وليست محكمة واقع إال أنه‬ ‫‪)4‬‬
‫يجوز تقديم الدفع الموضوعي المتعلق بالنظام العام أمام محكمة‪ S‬النقض كما يجوز لها أن تأخذ يه من تلقاء نفسها‬
‫بشرط تنبيه الخصوم إلى ذلك ‪.‬‬

‫على أن الدفع الموضوعي المتعلق بالنظام العام إذا لم يقدم في عريضة الطعن فإنه يسقط الحق في تقديمه فالدفوع أمام هذه‬
‫المحكمة‪ S‬ذات طابع خاص ‪.‬‬

‫أوجب قانون المرافعات‪ S‬اليمني النافذ من خالل المواد ( ‪ )188 ،186 ، 185‬على المحكمة‪ S‬أن تحكم في الدفع‬ ‫‪)5‬‬
‫الموضوعي إذا كان متعلق بالنظام العام قبل الفصل في الموضوع بحكم مسبب بل أنه ألزمها أن تفصل فيه قبل‬
‫الفصل في الموضوع ولو لم يكن متعلقا ً بالنظام العام ‪.‬‬

‫وعلى العموم فإن الدفوع الموضوعية هي التي يترتب على قبولها رفض لطلب المدعي كليا ً أو جزئيا ً وتنظيمها في ذلك‬
‫القوانين المنظمة للحقوق المتنازع عليها والمتعلقة بأصل الحق ونورد منها ما يلي ‪-:‬‬

‫ثالثا ً‪ :‬بعض الدفوع الموضوعية التي نظمها القانون اليمني النافذ‪-:‬‬

‫أ)بعض الدفوع الموضوعية التي نظمها قانون اإلثبات اليمني النافذ‪:‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى إذا تقدم ما يكذبها محضا ً ‪ .‬م ‪ 14/‬إثبات‬ ‫‪-1‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى التي تكون على ملك كان للمدعي أو لمورثه إال في األحوال التي ال تكون الحد يداً‬ ‫‪-2‬‬
‫عليه في الحال أو أن يكون دينا ً أو أن يدعي إقرار ذو اليد ملكه أو أن يكون وقفا ً ‪ .‬م ‪ 14/‬إثبات نافذ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى التي تكون لغير المدعي لنفسه بحق أدمي محض إال أن يكون المدعي له مما تلزمه‬ ‫‪-3‬‬
‫نفقته أو شريكا ً له في المدعى به ‪ .‬م‪ 14/‬إثبات نافذ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى التي تكون من أحد الزوجين على اآلخر فساد‪ S‬عقد الزواج ال تسمع إال مع دعوى نفي‬ ‫‪-4‬‬
‫غير هذا العقد‪ .‬م‪ 14/‬إثبات نافذ ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى بملك المؤرث ال يذكر موته مالكا ً أو ذا يد‪ .‬م‪ 15/‬إثبات نافذ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى من المقاسم أو وارثه في قسمه‪ S‬مستوفيه شروط صحتها إال من القاصر بعد بلوغه‬ ‫‪-6‬‬
‫والغائب بعد حضوره وبشرط أن ال يمضي سنه من وقت البلوغ أو الحضور ‪.‬م‪ 16/‬إثبات نافذ‪.‬‬
‫الدفع بعدم سماع الدعوى في شفعة العالم بالبيع في البلد بعد مضي ثالثة أيام من وقت العلم بالبيع ‪.‬م‪ 17/‬إثبات‬ ‫‪-7‬‬
‫نافذ ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى في شفعة العالم بالبيع الغائب خارج البلد بعد مضي شهر من وقت العلم بالبيع ‪.‬م‪17/‬‬ ‫‪-8‬‬
‫إثبات نافذ ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى من حاضر بعقار مضى عليه ثالثون عاما ً من يوم وضع اليد عليه من شخص‬ ‫‪-9‬‬
‫يتصرف فيه تصرف المالك بال مطالبة وال قرابة وال مصاهرة وال ظروف غير عادية تسود فيها الفوضى أو‬
‫التغلب ويتعذر فيها الوصول إلى الحق باستثناء الميراث والوقف والشركة فال تحدد بمده‪ .‬م‪ 18/‬إثبات نافذ ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى من حاضر بحق متجدد كأجرة المباني واألراضي بعد مضي ثالث سنوات من تاريخ‬ ‫‪-10‬‬
‫االستحقاق ‪ .‬م‪ 20/‬إثبات نافذ ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع دعوى القاصر فيما باعته أمه أو من له والية عليه للضرورة أ‪ ,‬األنفاق إذا كان بثمن الزمان‬ ‫‪-11‬‬
‫والمكان ‪.‬م‪ 20/‬إثبات نافذ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى من ذي مهنة حاضراً كالطبيب وغيره بحق من حقوق مهنته أو مصروفات تكبدها في‬ ‫‪-12‬‬
‫أدائه بعد مضي سنة من وقت أداء العمل ‪.‬م‪ 21/‬إثبات نافذ ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى من حاضر في حقوق التجار والصناع عن أشياء وردوها ألشخاص ال يتجرون فيها‬ ‫‪-13‬‬
‫مع عدم المطالبة بعد مضي سنه من تاريخ االستحقاق ‪.‬م‪ 22/‬إثبات نافذ ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى في حقوق أصحاب الفنادق والمطاعم وثمن الطعام وكل ما صرفوه لحساب عمالئهم‬ ‫‪-14‬‬
‫بعد مضي سنه من تاريخ االستحقاق ‪ .‬م‪ 22/‬إثبات نافذ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى في حقوق العمال والخدام واألجراء من أجور يوميه وغير يوميه أ‪ ,‬ثمن ما قاموا به‬ ‫‪-15‬‬
‫من توريدات لمخدوميهم بعد مضي سنه من تاريخ االستحقاق ‪.‬م ‪ 22/‬إثبات نافذ ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى من حاضر بسائر الحقوق التي ال تتعلق بعقار ولم يرد ذكرها في المواد (‪، 20 ، 19‬‬ ‫‪-16‬‬
‫‪ ) 22 ، 21‬من قانون اإلثبات مع عدم المطالبة بعد مضي خمس سنوات من تاريخ االستحقاق ‪ .‬م‪ 23/‬إثبات‬
‫نافذ‪.‬‬
‫ب) بعض الدفوع الموضوعية التي نظمها القانون الجنائي اليمني النافذ‪-:‬‬

‫الدفع بانقضاء الحق في الشكوى بعد مضي أربعة أشهر من يوم علم المجني عليه أو بارتكاب أو بزوال العذر‬ ‫‪-1‬‬
‫القهري الذي حال دون تقديم الشكوى في جرائم القذف والسب وإفشاء األسرار واإلهانة بالقول أو بالفعل أو‬
‫اإليذاء الجسماني البسيط ما لم تكن تلك الجرائم وقعت على مكلف بخدمة عامة أثناء قيامه بواجبه أو بسببه ‪.‬م‪(/‬‬
‫‪ )27،29‬إجراءات جزائية ‪.‬‬

‫الدفع بانقضاء الحق في الشكوى بعد مضي أربعة أشهر من يوم علم المجني عليه أو بارتكاب أو بزوال العذر‬ ‫‪-2‬‬
‫القهري الذي حال دون تقديم الشكوى في الجرائم التي تقع على األموال فيما بين األصول والفروع والزوجين‬
‫واالخوة واألخوات ‪ .‬م‪ )27،29(/‬إجراءات جزائية ‪.‬‬

‫الدفع بانقضاء الحق في الشكوى بعد مضي أربعة أشهر من يوم علم المجني عليه أو بارتكاب أو بزوال العذر‬ ‫‪-3‬‬
‫القهري الذي حال دون تقديم الشكوى في جرائم الشيكات ‪ .‬م‪ )27،29(/‬إجراءات جزائية ‪.‬‬

‫الدفع بانقضاء الحق في الشكوى بعد مضي أربعة أشهر من يوم علم المجني عليه أو بارتكاب أو بزوال العذر‬ ‫‪-4‬‬
‫القهري الذي حال دون تقديم الشكوى في جرائم التخريب واألضرار باألموال الخاصة وقتل الحيوانات دون‬
‫مقتضى والحريق غير العمدي وانتهاك حرمة ملك الغير وكذلك في األموال األخرى التي نص عليها القانون‪.‬‬
‫م‪ )27،29(/‬إجراءات جزائية ‪.‬‬

‫الدفع بسقوط الحق في الشكوى لموت المجني عليه ‪.‬م‪ 29/‬إجراءات جزائية‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫الدفع بانقضاء الدعوى الجزائية بوفاة المتهم‪.‬م‪ 36/‬إجراءات جزائية‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫الدفع بانقضاء الدعوى الجزائية بمضي المدة ما لم ينص القانون على خالف ذلك ‪.‬م‪ 37/‬إجراءات جزائية‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫الدفع بانقضاء الحق في سماع الدعوى الجزائية في الجرائم الجسيمة بمضي عشر سنوات من يوم وقوع‬ ‫‪-8‬‬
‫الجريمة‪ .‬م‪ 38/‬إجراءات جزائية‪.‬‬

‫الدفع بعدم تحريك الدعوى الجزائية عند عدم وجود جريمة ‪ .‬م‪ 42/‬إجراءات جزائية‪.‬‬ ‫‪-9‬‬

‫الدفع بعدم تحريك الدعوى الجزائية إذا لم تتوفر عناصر الجريمة ‪.‬م‪ 42/‬إجراءات جزائية‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫الدفع بعدم تحريك الدعوى الجزائية لعدم بلوغ المتهم سن المسألة الجزائية ‪ .‬م‪ 42/‬إجراءات جزائية‪.‬‬ ‫‪-11‬‬

‫الدفع بعدم تحريك الدعوى الجزائية لسبق صدور حكم في القضية غير قابل للطعن ‪ .‬م‪ 42/‬إجراءات جزائية‪.‬‬ ‫‪-12‬‬

‫الدفع بعدم تحريك الدعوى الجزائية لسبق صدور قرار باال وجه إلقامة‪ S‬الدعوى واستنفاذ طرق طعنه‪ .‬م‪42/‬‬ ‫‪-13‬‬
‫إجراءات جزائية‪.‬‬

‫الدفع بعدم تحريك الدعوى الجزائية بصدور عفو عام أو خاص ‪ .‬م‪ 42/‬إجراءات جزائية‪.‬‬ ‫‪-14‬‬

‫الدفع بعدم تحريك الدعوى الجزائية بوفاة المتهم ‪ .‬م‪ 42/‬إجراءات جزائية‪.‬‬ ‫‪-15‬‬

‫الدفع بعدم تحريك الدعوى الجزائية بانقضاء الدعوى بالتقادم ‪ .‬م‪ 42/‬إجراءات جزائية‪.‬‬ ‫‪-16‬‬

‫الدفع بانقضاء االتهام بوفاة المخالف أو بمضي سنه على وقوع المخالفة دون اتخاذ إجراءاتها‪.‬م‪ 7/‬أحكام‬ ‫‪-17‬‬
‫المخالفات‪.‬‬

‫الدفع بأسباب اإلباحة المنصوص عليها في المواد (‪ ) 37، 26‬من قانون الجرائم والعقوبات الستبعاد صفة‬ ‫‪-18‬‬
‫الجريمة‪.‬‬

‫ج) بعض الدفوع الموضوعية التي نظمها القانون المدني اليمني النافذ‪-:‬‬

‫الدفع بعدم سماع دعوى الغبن إذا رفعت بعد ثالث سنوات من تاريخ العقد مع عدم المانع ‪.‬م‪ 181/‬مدني نافذ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫الدفع بعدم سماع دعوى بطلب إبطال العقد بعد مضي ثالث سنوات مع عدم المانع وتبدأ المدة بالنسبة للصغير‬ ‫‪-2‬‬
‫من يوم بلوغه رشيداً ‪ ،‬وناقص األهلية غير الصغير من يوم زوال سبب ذلك وفي حالتي الغلط والتدليس من‬
‫اليوم الذي ينكشف فيه ‪.‬م‪ 200/‬مدني نافذ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى باسترداد ما دفع بغير وجه حق بعد انقضاء عشر سنوات من اليوم الذي يعلم فيه كل‬ ‫‪-3‬‬
‫طرف بحقه مع عدم المانع م‪ 331/‬مدني نافذ‪.‬‬
‫الدفع بعدم سماع الدعوى بوقف نفاذ التصرف بانقضاء مدة ستة أشهر من اليوم الذي يعلم فيه الدائن بحقه في‬ ‫‪-4‬‬
‫طلب وقف نفاذ التصرف مع عدم وجود المانع ‪.‬م‪ 368/‬مدني نافذ‪.‬‬

‫الدفع بانقضاء الحق بالوفاء به أو بما يعادل الوفاء مع القبول أو تجديد أو المسا قطه به أو اتحاد الذمة فيه أو‬ ‫‪-5‬‬
‫بدون وفاء في حالة اإلبراء منه أو باستحالة تنفيذه دون إخالل بالتعويض عنه ممن يلزمه ذلك ‪.‬م‪ 396/‬مدني‬
‫نافذ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى بإبطال البيع أو بتكملة الثمن بعد مضي ثالث سنوات من وقت توافر األهلية في مالك‬ ‫‪-6‬‬
‫العقار المبيع أو من وقت موت المالك ‪.‬م‪ 513/‬مدني نافذ ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع دعوى المشتري أو دعوى البائع بسبب نقص أو زيادة المبيع أذا انقضت سبه من وقت تسليم‬ ‫‪-7‬‬
‫المبيع للمشتري تسليما ً فعليا ً مع عدم وجود مانع ‪.‬م‪ 513/‬مدني نافذ ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى بضمان ترتب على فوات وصف أو ظهور عيب في المبيع بعد مضي سنه من وقت‬ ‫‪-8‬‬
‫تسليم المبيع للمشتري ولو لم يكتشف العيب إال بعد ذلك ما لم يتفق المتعاقدان على مدة ضمان أطول ‪.‬م‪550/‬‬
‫مدني نافذ‪.‬‬

‫الدفع بانقضاء الحق بالوفاء إذا اثبت المدين أن الوفاء به اصبح مستحيالً عليه لسبب أجنبي ال يد له فيه إال ما‬ ‫‪-9‬‬
‫استثني بنص‪ .‬م‪ 441/‬مدني نافذ ‪.‬‬

‫الدفع بسقوط حق البائع في حبس المبيع إذا أحال أحداً على المشتري بكل الثمن أو بما بقي له فيه وقبل المشتري‬ ‫‪-10‬‬
‫‪.‬م‪ 554/‬مدني نافذ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى المتعلقة بالعمل بانقضاء سنة من وقت انتهاء عقد العمل ‪.‬م‪ 80 /‬مدني نافذ‪.‬‬ ‫‪-11‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعاوى المتعلقة بالعمالة والمشاركة في األرباح والنسبة من جملة اإليرادات والنتاج أو ما‬ ‫‪-12‬‬
‫شاكل ذلك بعد مضي سنه من الوقت الذي سلم فيه رب العمل إلى العامل بيانا ً بما يستحقه طبقا ً ألخر جرد ‪.‬م‪/‬‬
‫‪ 800‬مدني نافذ ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى باالسترداد بعد مضي سنه من وقت قبض األجور التي ال تتفق مع األسعار المقررة‬ ‫‪-13‬‬
‫‪.‬م‪ 902/‬مدني نافذ ‪.‬‬
‫الدفع بعدم سماع الدعوى من المسافر قبل صاحب‪ S‬المكان بانقضاء ستة أشهر من اليوم الذي يغادر فيه‬ ‫‪-14‬‬
‫المكان ‪.‬م‪ 954/‬مدني نافذ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعاوى الناشئة عن عقد التأمين بعد انقضاء خمس سنوات على حدوث الواقعة التي تولدت‬ ‫‪-15‬‬
‫عنها أو من تاريخ علم ذي المصلحة بوقوعها ‪.‬م‪ 1077 /‬مدني نافذ ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع دعوى الملك من حاضر على ذي اليد الثابتة الذي يتصرف تصرف المالك بال مطالبة وال‬ ‫‪-16‬‬
‫قرابة وال مصاهره وال ظروف غير عاديه تسود فيها الفوضى أو التغلب ويتعذر فيها الوصول إلى الحق بعد‬
‫مضي ثالثين سنه من يوم وضع اليد ‪.‬م‪ 1118/‬مدني نافذ‬

‫د) بعض الدفوع الموضوعية التي نظمها القانون التجاري اليمني النافذ‪-:‬‬

‫الدفع بتقادم حق المشتري في طلب الفسخ أو إنقاص الثمن وحق البائع في طلب تملكه الثمن بمضي سنه من يوم‬ ‫‪-1‬‬
‫التسليم الفعلي ‪.‬م‪ 91/‬تجاري نافذ ‪.‬‬

‫الدفع بتقادم دعوى ضمان العيب بسنه من يوم تسليم المبيع ‪.‬م‪ 93/‬تجاري نافذ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫الدفع بتقادم الدعوى الناشئة عن عقد نقل األشياء أو عقد الوكالة بالعمولة للنقل أ‪ ,‬بدعوى المسؤولية عن الهالك‬ ‫‪-3‬‬
‫الكلي لألشياء بسنة من اليوم الذي يجب فيه التسليم وعن التأخير أو التلف أو الهالك الجزئي لألشياء من يوم‬
‫التسليم أو من اليوم الذي وضع فيه الشيء تحت تصرف المرسل إليه ‪.‬م‪ 144/‬تجاري نافذ ‪.‬‬

‫الدفع بسقوط الحق في رفع دعوى المسؤولية عن الناقل الجوي بمرور سنتين من يوم بلوغ الطائرة جهة‬ ‫‪-4‬‬
‫الوصول أو من اليوم الذي كان يجب أن تصل فيه أو من يوم وقف النقل ‪ .‬م‪ 212/‬تجاري نافذ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى الناشئة عن الكمبيالة تجاه قابلها بمضي ثالث سنوات من تاريخ االستحقاق ‪.‬م‪519/‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تجاري نافذ‪.‬‬

‫الدفع بعدم سماع الدعوى الناشئة عن حامل الكمبيالة تجاه المظهرين أو الساحب‪ S‬بمضي سنه من تاريخ‬ ‫‪-6‬‬
‫االعتراض (البروتستو) المحرر في الميعاد القانوني أو من تاريخ االستحقاق إن اشتملت الكمبيالة على شرط‬
‫اإلعفاء من االعتراض ‪.‬م‪ 519/‬تجاري نافذ‪.‬‬

‫وفى‬
‫الدفع بعدم سماع دعوى المظهرين بعضهم تجاه بعض أو تجاه الساحب بمضي ستة أشهر من اليوم ألذي َ‬ ‫‪-7‬‬
‫فيه المظهر الكمبيالة أو من يوم إقامة الدعوى عليه ‪.‬م‪ 519/‬تجاري نافذ‪.‬‬
‫الدفع بتقادم دعاوى رجوع حامل الشيك على المسحوب عليه والساحب والمظهر وغيرهم من الملتزمين بمضي‬ ‫‪-8‬‬
‫ستة اشهر من تاريخ انقضاء ميعاد تقديم الشيك ‪.‬م‪ 566/‬تجاري نافذ‪.‬‬

‫الدفع بتقادم دعوى رجوع مختلف الملتزمين لوفاء الشيك بعضهم تجاه بعض بعد مضي ستة أشهر من اليوم‬ ‫‪-9‬‬
‫وفى فيه الملتزمين أو من يوم مطالبته قضائيا ً ‪.‬م‪ 566/‬تجاري نافذ‪.‬‬
‫الذي َ‬

‫‪- 10‬الدفع بسقوط الدعاوى الناشئة عن تطبيق األحكام المنصوص عليها في المواد (‪ )603 ،601 ، 599‬تجاري نافذ‬
‫بمضي سنه من تاريخ الحكم بشهر اإلفالس ‪.‬م‪ 604/‬تجاري نافذ‪.‬‬

‫دراسة لفكرة الدفع بعدم دستورية القانون كتطبيق للدفوع الموضوعية ‪-:‬‬

‫أوال ‪ -:‬التعريف ‪-:‬‬

‫هو عبارة عن دفع موضوعي يتعلق بمسألة أولية هي دستورية و هي تسبق الفصل في موضوع الدعوى ‪.‬‬

‫و الدفع بعدم دستورية القانون هو إحدى وسائل الرقابة القضائية على دستورية القانون غايته حماية الشرعية القانونية التي‬
‫تؤدي إلى ضمان الحريات الفردية و العامة للمواطنين و الوسيلة الثانية هي الدعوى المباشرة بعدم دستورية القانون و قد‬
‫اخذ المشرع اليمني بكلتي الوسيلتين إال أن تنضيمه للوسيلتين السابقتين يختلف عن النظم القضائية األخرى ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬موضوعه ‪-:‬‬

‫و موضوع الدفع بعدم دستورية القانون هو عدم مطابقة القانون للدستور و المقصود بالقانون بمعناه الشكلي هو عبارة عن‬
‫مجموعة القواعد القانونية المجردة الصادرة عن السلطة التشريعية بإجراءات خاصة ‪ .‬و بمعناه الموضوعي هو عبارة عن‬
‫كل قاعدة عامة مجردة سواء صدرت عن السلطة التشريعية او التنفيذية كاللوائح بجميع أنواعها الن مضنة الخروج على‬
‫أحكام الدستور قائمة بالنسبة أليها جميعا و هذا الرأي الذي تناه القضاء المصري ‪ .‬و المعيار الموضوعي هو األولى‬
‫بالتأييد و يتفق مع ما نادى به كبار فقهاء‪ S‬القانون العربي و األجنبي ‪.‬‬

‫ثالثا ‪:‬اوجه مخالفة القانون للدستور ‪-:‬‬

‫قد تكون تلك المخالفة موضوعية عندما يخالف التشريع الضوابط العامة‪ S‬المنصوص عليها في الدستور مثل ( كفالة‬
‫الحريات العامة – حق الملكية مصون – للمساكن‪ S‬حرمة – كفالة حرية الرأي و التعبير– كفالة حق التقاضي و الدفاع ) و‬
‫قد يخالف التشريع نصوص محددة في الدستور مثل قاعدة عدم جواز رجعية القانون في المسائل الجنائية – قاعدة المتهم‬
‫بريء حتى تثبت إدانته وفقا لمحاكمة‪ S‬عادلة – و قاعدة عدم جواز إنشاء محاكم استثنائية ‪ .‬فلو خالف التشريع هذه القواعد‬
‫كان مشوبا بعدم الدستورية كما قد تكون المخالفة الدستورية متعلقة باالختصاص كإصدار قانون من السلطة التنفيذية و هي‬
‫ال تملك ذلك كما تكون المخالفة عيبا في التشريع إذا صدر التشريع من السلطة المختصة إال انه كان على خالف أحكام‬
‫الدستور النحرافه عن الغاية التي ابتغاها الدستور من التشريع ‪ .‬و قد تتمثل المخالفة للدستور في المخالفة للقيد الزمني في‬
‫ممارسة التشريع كأن تصدر السلطة التشريعية قانونا بعد انتهاء واليتها و قد تكون المخالفة الدستورية متمثلة في الشكل‬
‫الذي يصدر به القانون بدون مراعاة اإلجراءات الالزمة لصدوره و المدونة في الدستور و المنظمة في الالئحة الداخلية ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬النظام القانوني للدفع بعدم دستورية القانون ‪-:‬‬

‫أن الدفع بعدم الدستورية و أن كان تطبيقا من تطبيقات الدفع الموضوعي إال انه يتميز بأحكام خاصة تختلف عن األحكام‬
‫القانونية للدفع الموضوعي تتمثل في القواعد آالتية ‪-:‬‬

‫المحكمة‪ S‬المختصة في الفصل بالدفع ‪ :‬تختلف النظم القضائية في بيان المحكمة‪ S‬المختصة بالفصل في الدفع‬ ‫‪-1‬‬
‫فهناك نظامان قانونيان هما ‪:‬‬

‫النظام األول ‪ :‬و هذا النظام يجعل من اختصاص محكمة الموضوع الفصل في الدفع بعدم الدستورية و يجعل من سلطة‬
‫الخصم سواء كان متهما أو مدعى عليه أن يدفع بعدم دستورية القانون الذي يحكم النزاع فإذا اثبت دفعه كان على محكمة‬
‫الموضوع االمتناع عن تطبيق القانون فقط و ال تحكم بعدم دستورية القانون كما أن هذا الحكم ال يقيدها في قضية أخرى و‬
‫هذا ما يسير عليه النظام القضائي في الواليات المتحدة األمريكية ‪.‬‬

‫النظام الثاني ‪ :‬و هذا النظام توجد فيه محكمة مختصة لنظر الدفع بعدم الدستورية فإذا تقدم الخصم بدفع بعدم دستورية‬
‫القانون الذي يحكم النزاع أمام محكمة‪ S‬الموضوع و رأت المحكمة أن الدفع مبنيا على أساس صحيح قررت وقف السير في‬
‫نظر النزاع و إحالة الدفع إلى المحكمة الدستورية كما هو الشأن في النظام القضائي اليمني و يتضح ذلك من خالل نص‬
‫المادة (‪ )186/7‬مرافعات نافذ أو تكليف مقدم الدفع برفع دعوى خالل اجل محدد أمام المحكمة‪ S‬الدستورية العليا كما هو‬
‫الشأن في النظام القضائي المصري ‪ .‬و ميزة هذا النظام تؤدي إلى وحدة األحكام الصادرة بعدم الدستورية و كذلك فان‬
‫الحكم الصادر بعدم دستورية القانون يكون حكم ملزما للكافة‪ S‬النه يكون بمثابة التشريع ‪ .‬أما إذا رأت محكمة‪ S‬الموضوع أن‬
‫الدفع غير مبني على أساس صحيح فان عليها أن تحكم بعدم قبول الدفع ‪.‬‬

‫و على محكمة الموضوع أن تحيل الدفع و أوراقه إلى المحكمة‪ S‬العليا ( الدائرة الدستورية ) مصحوبا بطلب منها الفصل‬
‫في دستورية القانون الن المحكمة العليا ال تقبل القضية الدستورية إال بناء على طلب من المحاكم أو دعوى ترفع‬
‫باإلجراءات العادية لرفع الدعوى ‪ .‬إال إذا رأت المحكمة العليا بمناسبة نظرها دفها ً أو دعوى بعدم الدستورية أن هاك‬
‫نصوصا أخرى في القانون غير دستوريه فان لها الحق في الحكم بعدم دستوريته ‪ .‬ألن مخالفة القانون للدستور تتعلق‬
‫بالنظام العام مما يجوز للمحكمة‪ S‬العليا أن تقضي في ذلك من تلقاء نفسها ‪.‬‬

‫مدى تعلق الدفع بعدم الدستورية بالنظام العام ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫إن قانون المرافعات اليمني من خالل نص المادة (‪ ) 186/7‬قرر بأن الدفع بعدم دستورية القانون من النظام العام وبالتالي‬
‫فأنه يجوز أثارته ولو ألول مره أمام المحكمة العليا كما أن للمحاكم أي كانت درجتها أن تثيره ولو من تلقاء نفسها وفي‬
‫هذه الحالة عليها أحالته إلى الدائرة الدستورية للفصل في مسألة عدم دستورية القانون‬

‫أثر الحكم بعدم دستورية القانون ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫أن قانون المرافعات اليمني من خالل نص المادة(‪ )234/1‬والتي جعلت للحكم الصادر في مسألة دستورية القانون من‬
‫عدمه أي انه إذا ما كان صادراً إيجابا أو سلبا ً جعلت له الحجية المطلقة على الكافة‪ S‬بحيث أن القاعدة العامة هي قصر‬
‫حجية األحكام على أطراف الخصومة وموضوعها وسببها إال انه وضع استثناء على هذه القاعدة عدد من األحكام‬
‫الصادرة ومنها الحكم الصادر بعدم دستورية القانون حيث يكون له حجية مطلقة على الكافة بغض النظر عن وحدة السبب‬
‫والموضوع ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬اوجه التفريق بين الدفوع الشكلية(اإلجرائية) والموضوعية‪:‬‬

‫قد رأينا سابقا ً من أن الدفوع الشكلية دفوع توجه لإلجراءات التي رفعة بها الخصومة إلى القضاء أي أن الدفع الشكلي‬
‫يوجه إلى اإلجراءات وعلى عكس ذلك فإن الدفع الموضوعي يوجه إلى الحق المدعى به بقصد منع القضاء من الحكم‬
‫للخصم به وعلى ذلك فإن اوجه التفرق بين مضمون الدفع الشكلي وإجراءات الدعوى هي كا لتالي ‪:‬‬

‫يتعين إبداء الدفع الشكلي قبل التكلم في موضوع الدفع وإال سقط حق الخصم في التمسك به ما لم يكن الدفع‬ ‫‪-1‬‬
‫متعلقا ً بالنظام العام التي يجوز إبداءها في أي مرحلة تكون عليها الدعوى كالدفع بانعدام الحكم لصدوره من‬
‫قاضي انتهت واليته ‪ ،‬أما الدفع الموضوعي فيحق إبداءه في أي مرحلة عليه الدعوى أمام محكمتي الموضوع‬
‫األولى و الثانية وال يجوز إبداءه أمام محكمة النقض كون هذه المحكمة‪ S‬ذات طابع خاص ال يجوز معه إبداء‬
‫الدفع الموضوعي أمامها ألول مرة ما لم يكن متعلقا ً بالنظام العام كالدفع بعدم سماع الدعوى لتقدم ما يكذبه‬
‫محضا ً طبقا ً لنص المادة(‪ )186/4‬مرافعات‪ S‬نافذ ‪.‬‬

‫دفعة واحدة ‪ ،‬ويجب إبداء جميع الوجوه التي بني عليها‬ ‫ً‬ ‫يجب إبداء الدفوع الشكلية معا ً أو ما يراد إبداءه منها‬ ‫‪-2‬‬
‫الدفع كالً على حده مع مراعاة الدفوع اإلجرائية ذات األولوية كالدفع بعدم االختصاص المكاني وإال سقط الحق‬
‫في كل دفعا ً إجرائي لم يقدم أو األسباب التي لم يتم ذكرها في عريضة الدفع عمالً بنص المادة(‪ )181‬مرافعات‪S‬‬
‫نافذ كما أن عدم مراعاة ترتيب الدفوع ذات األولوية وتأخير إبداءها في عريضة الدفع قبل أي دفع إجرائي قد‬
‫يعتبر تنازالً ضمنيا ً عنة حق التمسك به وهذا بعكس الدفوع الموضوعية التي يجوز إبداء الدفوع الموضوعية‬
‫مع عدم مراعاة أي ترتيب في إبداءها أو لألسباب التي بني عليها الدفع وال يعتبر تنازالً ضمنيا ً تقديم دفع‬
‫موضوعي عن آخر أو التأجيل لبعض األسباب التي قد يبنى عليها الدفع الموضوعي ‪.‬‬

‫األصل أن المحكمة‪ S‬تقضي في الدفع الشكلي قبل الخوض في الموضوع وذلك بقرار مسبب كون قبول الدفع‬ ‫‪-3‬‬
‫الشكلي يغني المحكمة عن التعرض للموضوع ولكن يجوز للمحكمة أن تضم الدفع للموضوع بشرط أن تصدر‬
‫حكما ً تبين فيه أسباب قبول الدفع من عدمه بعيداً عن الفصل في الموضوع ‪.‬‬

‫الحكم الصادر بقبول الدفع الشكلي ال يمس اصل الحق المدعى به و إنما يترتب عليه أنها النزاع أما م المحكمة‬ ‫‪-4‬‬
‫التي تفصل في قبول الدفع ومع ذلك يجوز رفع الدعوى بإجراءات صحيحة أما الحكم الصادر بالدفع‬
‫الموضوعي فيترتب عليه إنهاء النزاع في اصل الحق المدعى به ‪.‬‬

‫الحكم الصادر في لدفع الشكلي استقالالً قبل الفصل في الموضوع يجعل والية المحكمة‪ S‬االستئنافية إذا ما طعن‬ ‫‪-5‬‬
‫في الحكم الصادر من محكمة‪ S‬أول درجة سواء بقبول الدفع أو رفضه يجعل واليتها قاصرة في النظر في الدفع‬
‫وال يجوز لها أن تفصل في الموضوع كون محكمة‪ S‬أول درجة لم تستنفذ واليتها عليه وعلى محكمة‪ S‬ثاني درجه‬
‫إذا ما ألغت الحكم الصادر في الدفع من محكمة أول درجه فعليها إعادة الملف لمحكمة أول درجة لتستنفذ‬
‫واليتها في الموضوع وذلك بعكس الدفع الموضوعي كون الحكم الصادر من محكمة أول درجه في الدفع‬
‫الموضوعي يعد استنفاذ لواليتها في نظر موضوع النزاع مما يجعل والية محكمة‪ S‬االستئناف كاملة في نظر‬
‫موضوع النزاع طبقا ً لشروط القانون ‪.‬‬

‫الحكم الصادر في الدفع الشكلي يعد حكما ً فرعيا ً أو جزئيا ً أي قبل الفصل في الموضوع أما الحكم الصادر في‬ ‫‪-6‬‬
‫الدفع الموضوعي بقبول الدفع أو رفضه يعد حكما ً كليا ً في موضوع النزاع وتستنفذ به المحكمة واليتها في نظر‬
‫النزاع ‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬الدفع بعدم القبول ‪:‬‬

‫و هو الوسيلة القانونية التي يعترض بها الخصم على عدم توفر الشروط القانونية للدعوى أو ينكر بها الخصم حق خصمه‬
‫في الدعوى ‪.‬‬

‫و على ذلك فان الدفع بعدم القبول يستخدمه المدعى عليه كوسيلة يتمسك بها بوجوب الحكم بعدم قبول الدعوى النعدام‬
‫المصلحة أو الصفة أو كالدفع بعدم قبول الطعن لفوات الميعاد م(‪. )186/5‬‬

‫وعلى ذلك فإن الدفع بعدم القبول ما نص عليه قانون المرافعات‪ S‬اليمني فإنه يوجه إلى شروط قبول الدعوى أو الطعن أو‬
‫حق الخصم في رفعهما وذلك بخالف القانون المصري الذي اعتمد التقسيم الثنائي للدفوع وجعل الدفع بعدم القبول أما‬
‫شكلي أو إجرائي وهذا عكس ما أخذ به القانون اليمني من خالل المادة (‪ )179‬مرافعات نافذ والتي اعتمد النظام الثالثي‬
‫للدفوع وجعل الدفع بعدم القبول اعتراضا على شروط قبول الدعوى أو الطعن أي انه يوجه إلى الوسيلة التي تحمي الحق‬
‫و هي الدعوى إما لعدم توافر شروط قبول الدعوى أو النعدام حق الخصم في الدعوى ‪.‬‬

‫و من خالل نصوص قانون المرافعات اليمني رقم (‪ )40‬لسنة ‪2002‬م المادة (‪ )187‬فان الدفع بعدم القبول و هو ما عبر‬
‫عنه القانون ( بعدم جواز النظر) يجوز إبداءه في أي مرحلة تكون عليها الدعوى أمام درجتي التقاضي و أن على المحكمة‬
‫أن تفصل فيه قبل الخوض في الموضوع كما يجوز إبداءه و لو أول مرة أمام محكمة النقض إذا ما كان متعلقا بالنظام‬
‫العام ‪ .‬و على ذلك فان الدفع بعدم القبول دفع يستقل بذاته عن الدفوع الشكلية أو الدفوع الموضوعية و أن كان هناك بعض‬
‫اوجه الشبه بينه و بين الدفع الشكلي أو الموضوعي في بعض النواحي‪.‬‬

‫سلطة المحكمة‪ S‬في التعرض للدفع ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تختلف سلطة المحكمة‪ S‬إزاء هذا الدفع حسب سبب عدم القبول فإذا كان السبب يتعلق بمصلحة عامة كان على المحكمة‪ S‬أن‬
‫تقضي بعدم قبول الدعوى من تلقاء نفسها كالحكم‪ S‬بعدم قبول الدعوى لسبق الفصل فيها أما إذا تعلق الدفع بمصلحة خاصة‬
‫كالدفع بالتقادم فإنها ال تحكم به من تلقاء نفسها و إنما البد من التمسك به من قبل الخصم ذي المصلحة وعل ذلك متى رأت‬
‫المحكمة‪ S‬أن الدفع متعلق بالنظام العام أو باالحرى وجود أسباب تمنع المحكمة‪ S‬من قبول الدعوى وكانت هذه األسباب‬
‫متعلقة بالنظام العام وتبينت المحكمة أثناء السير في نظر النزاع ولم يتمسك بها أحد من الخصوم كان لها أن تتعرض لتلك‬
‫األسباب من تلقاء نفسها وتصدر حكمها بعدم السير في الدعوى بعد أن تنبه الخصوم إلى ذلك حتى يبدو مالحظاتهم صونا ً‬
‫لمبداء المواجهة ‪.‬‬

‫كيفية الفصل في الدفع ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫أن قانون المرافعات اليمني أوجب على المحكمة من خالل نص المادة(‪ )187‬ان تقضي في الدفع بعدم القبول قبل الفصل‬
‫في الموضوع وأوجب النص على المحكمة‪ S‬أن تفصل فيه قبل الفصل في الموضوع وعلى ذلك ال يجوز للمحكمة أن‬
‫تصدر قراراً بضم الدفع بعدم القبول إلى الموضوع ‪.‬‬

‫حجية الحكم الفاصل في الدفع ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫إن الحكم الصادر في الدفع بعدم القبول سواء بقبوله أو رفضه ال تحوز حجية األمر المقضي به كون هذا الوصف ال‬
‫يترتب أال على األحكام التي تفصل في موضوع الحق أو المركز القانوني والحكم بالدفع بعدم القبول ال يفصل في‬
‫الموضوع و إنما يفصل في مسألة اجرائيه يترتب على قبول الدفع عدم خوض المحكمة‪ S‬في الموضوع والفصل فيه ‪.‬‬

‫ال يؤدي الحكم في الدفع بعدم القبول إلى استنفاذ سلطة المحكمة‪ S‬بالنسبة للموضوع ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫أن الحكم بالدفع بعدم القبول ال يعد فصل في الموضوع و إنما يعد فصالً في مسألة إجرائية آثارها الخصم ومنع المحكمة‪S‬‬
‫من نظر موضوع النزاع وبالتالي فإن الحكم الصادر من محكمة‪ S‬أول درجة بعدم قبول الدعوى وإلغائه من قبل محكمة‬
‫ثاني درجه يلزم هذه األخيرة إعادة الملف إلى المحكمة‪ S‬االبتدائية للفصل في الموضوع وذلك كي تستنفذ محكمة أول درجة‬
‫واليتها في نظر النزاع وحتى ال يفوت على الخصوم درجة من درجات التقاضي ‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫‪ -:‬مناقشة المادة (‪ )179‬على ضوء المفاهيم القانونية‬

‫و من خالل ما أوردناه سابقا يجب علينا أن ندخل في صلب موضوع هذه الدراسة تعريف قانون المرافعات‪ S‬اليمني رقم (‬
‫‪ )40‬لسنة ‪2002‬م و الذي عرف الدفع من خالل نص المادة (‪ )179‬و التي نصت على أن ( الدفع دعوى يبديها المدعى‬
‫عليه أو الطاعن اعتراضا على موضوع الدعوى أو الطعن أو شروط قبولهما أو أي إجراء من إجراءاتهما ) ‪ .‬هذا هو‬
‫النص القانوني مجال هذه الدراسة و الذي أراه معيبا بالقصور من حيث صياغته بحسب مفهومي الخاص ‪ .‬حيث أن مفهوم‬
‫النص يوحي بان من حق الطاعن تقديم دفوع على الطعن مع انه هو من تقدم بالطعن في الحكم الصادر ضده طالبا‬
‫إلغاءه ‪ ،‬و كذا من حيث صياغته بلفظ بالمدعى عليه و الطاعن في المادة (‪ )179‬الذي من حقه تقديم الدفوع ‪ .‬و سوف‬
‫نناقش ذلك من حيث أحقية الخصوم في استعمال الدفوع و إلى ماذا يوجهه الخصم ؟ و ذلك من خالل دراسة موجزة ‪.‬‬

‫لقد حاول المشرع اليمني تالفي القصور القانوني الموجود في قانون المرافعات‪ S‬السابق رقم (‪ )28‬لسنة ‪1992‬م‬ ‫‪-1‬‬
‫بشكل عام من خالل قانون المرافعات الجديد رقم (‪ )40‬لسنة ‪2002‬م و بشكل خاص فقد حاول المشرع اليمني‬
‫تالفي القصور الواضح في المادة (‪ ) 133‬من القانون القديم و التي عرفت الدفع بأنه ( الدفع دعوى يبديها‬
‫المدعى عليه لو ثبتت لبطلت دعوى المدعي في االدعاء القائم أو في الحق المدعى به ) ‪.‬‬

‫هذا النص و للوهلة األولى يتضح للناظر فيه مدى القصور في النص حيث أن النص السابق قد قصر الحق في تقديم‬
‫الدفوع على المدعى عليه فقط ‪ ،‬كما انه قد قصر الدفع على نوعين فقط و هما الدفع الموضوعي هو ما قصد به المشرع (‬
‫الحق المدعى به ) و الدفع اآلخر هو الدفع بعدم القبول و هو ما عناه بقوله ( في االدعاء القائم ) و هو بذلك لم ينص على‬
‫الدفع اإلجرائي و الذي يعد األكثر استعماال من جانب الخصوم ‪.‬‬
‫و لتالفي ذلك عمل المشرع على تالفي هذا القصور و قد كان تم وضع تعريف من قبل لجنة التقنين في مجلس‬ ‫‪-2‬‬
‫النواب و كانت برقم (‪ ) 176‬في مشروع قانون المرافعات و التي عرفت الدفع بأنه ( يقصد بالدفع الوسيلة التي‬
‫يتم بها االعتراض على موضوع الدعوى أو الطعن أو أي إجراء من اجر ائتهما أو الحق فيهما أو شروط‬
‫قبولهما ) ‪ .‬و قد بررت لجنة التقنين أن أسباب تعديل المادة (‪ )133‬من القانون القديم بهذا النص و ذلك كي‬
‫يشمل النص أنواع الدفوع ‪ .‬و في كل األحوال فإن هذه التعريفات الثالثة سواء الوارد في القانون القديم أو في‬
‫مشروع القانون أو في القانون الجديد تعد مشتملة على جوانب من القصور في الصياغة و كذا مع ما تم‬
‫استحداثه في قانون المرافعات‪ S‬الجديد و هي أحقية الخصم في تقديم دفع بانعدام الحكم في أي مرحلة من مراحل‬
‫التقاضي و عدم سقوطه باعتباره من النظام العام بل ذهب إلى جواز رفع دعوى مبتدأه بانعدام الحكم متى ما‬
‫توافرت األسباب التي تجعل الحكم منعدما‪ . S‬و لنعرض و بشكل مختصر إلى منهم الذين لهم الحق في تقديم‬
‫الدفوع ‪.‬‬

‫من المعلوم أن الدفع كما سبق ما هو إال دعوى يستخدمها‪ S‬الخصم في مواجهة ادعاءات خصمه بقصد منع الحكم‬ ‫‪-3‬‬
‫لخصمه بطلباته و الخصم هو لفظ عام يشمل كال من المدعي و المدعى عليه و الطاعن و المطعون ضده أي و‬
‫بشكل أخر فهو مصطلح يحتوي كافة أطراف الخصومة في كافة مراحل التقاضي و كون هذه الدراسة محددة‬
‫حول القصور في النص القانوني و لكون ال خالف حول أحقية المدعى عليه أو المطعون ضده في إبداء أي‬
‫دفوع و إلى ماذا يتوجه الدفع كما أن لفظ المدعى عليه يشمل المدعى عليه و المدعي – إذا ما وجه إليه دفع من‬
‫خصمه أو رفعت عليه دعوى فرعية – أمام محكمة أول درجة بحسب المفهوم العام للمصطلح و بحسب رأي‬
‫فإنه يشمل كذلك المطعون ضده أمام محكمة ثاني درجة كون الطعن في الحكم ما هو أال دعوى ذات شكل و‬
‫طابع خاص و لكن صياغة النص على النحو السابق جعلت فيه نوع من القصور خاصة في استخدام الدافع من‬
‫حيث إلى ماذا يتم توجيه و بشكل أدق أي من الخصوم الذي يعترض على الطعن اهو المدعى عليه إما الطاعن‬
‫و بحسب مفهوم النص فان كالهما يعترض على الطعن و لكون ال خالف لدي في مفهوم المدعى عليه كما‬
‫أوضحنا سابقا أال أن ذكره مع الطاعن أوجد مشكلة في الصياغة و لذلك سوف اقصر هذه الدراسة على الطاعن‬
‫و ذلك كون لفظ الطاعن ال يشمله لفظ المدعى عليه لكونه اللفظ يقتصر على من رفع الطعن أمام محكمة‪ S‬ثاني‬
‫درجة أو أمام محكمة النقض ‪.‬‬

‫ماهية الطاعن‬ ‫‪-1‬‬

‫و اقصد بالطاعن هنا هو من يرفع الطعن في الحكم الصادر من محكمة أول درجة أمام محكمة‪ S‬ثاني درجة لصدور حكم‬
‫ضده من محكمة‪ S‬أول درجة بسبب دعوى رفعت عليه من قبل خصمه أو أن محكمة أول درجة قد حكمت‪ S‬عليه رغم انه‬
‫رافع الدعوى على خصمه ابتداء أمامها أما لعجزه عن إثبات دعواه أو لعدم اختصاص المحكمة‪ S‬أو لتقديم خصمه أدلة‬
‫تثبت كيدية الدعوى و عدم صحتها و إلى غير ذلك مما يجعل محكمة أول درجة تحكم عليه و في كل األحوال فان الطاعن‬
‫ما هو في حقيقته أال محكوم عليه و هذا في رأي ما يخول له الحق في تقديم دفع مهما كان نوعه طالما أن القانون يعطيه‬
‫الحق في ذلك و كذا أن الطعن ما هو أال دعوى ذات طابع خاص حدد المشرع إجراءاته و شروطه و كون الطاعن‬
‫يخاصم الحكم الصادر ضده فهو مدعي في ذلك و المدعي من حيث األصل من حقه استعمال الدعوى ال الدفع للحفاظ على‬
‫حقوقه و لكن كون الطاعن ما هو أال محكوما عليه فهذه الصفة ما تخوله توجيه الدفوع و إبداءها في مواجهة الحكم‬
‫الصادر ضده من محكمة أول درجة و لنستعرض دفوع الطاعن على ضوء تقسيم الدفوع كما اخذ به قانون المرافعات‬
‫اليمني ‪.‬‬

‫دفوع الطاعن ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫و كما سبق فان الطاعن هو من يتقدم بطعن أمام محكمة ثاني درجة طالبا إبطال الحكم الصادر ضده من محكمة‪S‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أول درجة و لذلك فله الحق في استعمال الدفوع سواء كانت دفوع شكلية أو موضوعية أو عدم القبول أمام‬
‫محكمة ثاني درجة وفقا للشروط و القواعد التي حددها المشرع و توجيهها إلى الحكم الصادر ضده أما إلى‬
‫إجراءات الدعوى التي صدر فيها الحكم أو أال موضوع الدعوى الصادر فيها أو إلى أحقية الخصم في استعمال‬
‫الدعوى التي صدر فيها الحكم و لنستعرض إلى أين يتم توجيه الدفع المقدم من الطاعن في ضوء أنواع‬
‫الدفوع ‪:‬‬

‫الدفوع الموجهة إلى العمل اإلجرائي ‪ :‬و كما تقدم بيانه فان الدفوع الشكلية دفوع ال توجه إلى‬ ‫أ‪-‬‬
‫موضوع الدعوى و ال إلى أحقية الخصم في استعمال الدعوى و إنما توجه إلى اإلجراءات و اقصد‬
‫هنا الطعن في العمل اإلجرائي أو ما يعرف بتمسك الطاعن بسبب من أسباب البطالن الواردة على‬
‫العمل اإلجرائي و ليس على العمل القضائي و الذي يحكمه نظام انعدام العمل القضائي و هو ما‬
‫سنتطرق له فيما بعد ‪ .‬و لذلك فان من حق الطاعن التمسك ببطالن الحكم لما شاب الحكم من بطالن‬
‫كالقصور في التسبيب أو لما شاب أحد األعمال اإلجرائية من بطالن أثرة فيه و هو بذلك يوجهها إلى‬
‫اإلجراءات التي قام عليها الحكم أو إلى شروط صدور الحكم و لذلك نحن أمام وضعين ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬انه قد تقدم أمام محكمة‪ S‬أول درجة بدفوع اإلجرائية و هو بذلك يحق له التمسك بها أمام محكمة‪ S‬ثاني درجة طالبا‬
‫من خاللها إبطال الحكم المطعون فيه طالما انه قد تمسك بهذا البطالن وفقا للطرق و الشروط المحددة قانونا و لم يصحح‬
‫هذا البطالن بأي سبب من أسباب التصحيح كأن يتقدم أمام محكمة‪ S‬أول درجة بدفع ببطالن عريضة الدعوى للتجهيل‬
‫بالمدعي أو المدعى به إال أن محكمة‪ S‬أول درجة تفصل بعدم قبول الدفع و هنا يحق للطاعن التمسك بهذا الدفع أمام محكمة‪S‬‬
‫ثاني درجة طالما أن نعيه قد قام على أيساس و أن هذا البطالن لم يصحح أمام محكمة أول درجة ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬هو عدم تمسك الطاعن أمام محكمة‪ S‬أول درجة بدفاعه إال أن القانون يعطيه الحق في إبدائها أمام محكمة‪ S‬ثاني‬
‫درجة و ذلك أما لكون هذه الدفوع من النظام العام يحق التمسك في أي مرحلة من مراحل التقاضي أو انه لم يحضر أمام‬
‫محكمة أول درجة و حضر أمام محكمة‪ S‬ثاني درجة فله الحق في التمسك بكافة الدفوع اإلجرائية على أن يقدمها في‬
‫عريضة طعنه و قبل التكلم في الموضوع ‪ .‬و من ذلك فان الطاعن يحق له إبداء الدفوع الشكلية أمام محكمة ثاني درجة و‬
‫هو بذلك يوجهها اإلجراءات التي جعلت الحكم معيبا بالبطالن أو أن السبب المؤدي للبطالن ال يستطيع المحكوم عليه‬
‫إبداءه أمام محكمة‪ S‬أول درجة كون هذا البطالن الذي شاب الحكم قد نتج بسبب عيب ذاتي في الحكم يؤدي إلى بطالنه‬
‫كالقصور في التسبيب و مثل هذا البطالن ال يمكن التمسك به أمام محكمة‪ S‬أول درجة و إنما يتم إبداءه أمام محكمة ثاني‬
‫درجة على أن تتضمنه عريضة الطعن و يتم إبدائه قبل الخوض في الموضوع أال سقط حق الخصم في إبدائه ‪.‬‬

‫الدفوع الموجهة إلى موضوع الدعوى ‪ :‬و كما سبق أن الدفوع الموضوعية توجه إلى موضوع‬ ‫ب‪-‬‬
‫الدعوى و هو اصل الحق المدعى به و لهذا فمن حق الطاعن التمسك بكافة الدفوع الموضوعية و لو‬
‫ألول مرة أمام االستئناف الن الدفع الموضوعي هو تطبيق فعال لحق الخصوم في الدفاع أال أن‬
‫الخصوم ال يجوز لهم تقديم أي دفوع موضوعية أمام محكمة‪ S‬النقض كونها محكمة قانون و ليست‬
‫محكمة موضوع ‪ .‬و من ذلك فان الطاعن يوجه الدفوع الموضوعية إلى الحق المدعى به قاصدا‬
‫إلغاء الحكم الصادر في مواجهته من محكمة‪ S‬أول درجة و ذلك من خالل تأكيد الواقعة المانعة أو‬
‫المنهي و التي تعمل بدورها على عدم استحقاق الخصم للحق موضوع الدعوى و الصادر فيه الحكم‬
‫االبتدائي ‪ .‬و لكن فقهاء القانون كما الحظت عند إيرادهم أمثله تطبيقيه يوردون الحاالت التي من حق‬
‫المطعون ضده إبداء الدفع الموضوعي أمام محكمة‪ S‬ثاني رجة و لكني أرى انه كذلك من حق الطاعن‬
‫التمسك بدفاعه الموضوعي أمام محكمة ثاني درجة للتأكيد في أحقيته هو في الحق المدعى به و‬
‫الصادر فيه حكم ابتدائي لصالح خصمه و ذلك من خالل أيراد كافة‪ S‬األسباب التي تأكد هذا الحق و أن‬
‫كان لم يتقدم بها أمام محكمة أول درجة طالما أنها لم تغير الطلب األصلي ‪.‬‬

‫جـ‪ -‬الدفع الموجهة إلى الحق في استعمال الدعوى ‪:‬‬


‫و لكون الدفع بعدم القبول دفع يمتاز من كونه يوجه إلى حق استعمال الخصم للدعوى أما لعدم توافر شروط قبولها أو‬
‫النعدام الحق في الدعوى و لكون فكرة الدفع بعدم القبول تقوم على اعتباره من النظام العام فان للطاعن إبداء هذا الدفع في‬
‫أي مرحلة تكون فيها الخصومة أمام محكمتي أول درجة و ثاني درجة بل إذا كان الدفع يتعلق بالنظام العام جاز إبدائه أمام‬
‫محكمة العليا كالدفع بحجية اآلمر المقضي به م ( ‪ ) 186/6‬مرافعات‪ S‬و بذلك و كما هو مقرر فان الخصم يوجه هذا الدفع‬
‫إلى حق خصمه في استعمال الدعوى التي صادر فيها حكم ضده لسبق الفصل فيها و بذلك فأنه يعمل على إلغاء الحكم‬
‫الالحق الصادر في مواجهته ‪.‬‬

‫د‪ -‬الدفع الموجهة إلى العمل القضائي‬

‫‪ :‬كما انه تبقى حالة أخرى للطاعن و هو تقدم الطاعن بدفع بانعدام الحكم و ذلك لصدوره في غير خصومة و غير ذلك من‬
‫الحاالت التي قررها المشرع اليمني في القانون رقم ( ‪ )40‬لسنة ‪2002‬م و قد فضلت أن أورده بصورة مستقلة و ذلك‬
‫كون هذا الدفع يتعلق بالنظام العام و يحق للخصم إبداءه في أي مرحلة من مراحل التقاضي و لو أمام قاضي التنفيذ كما انه‬
‫يحق لمن صدر الحكم ضده رفع دعوى مبتداه يطلب من خاللها انعدام العمل القضائي لصوره في غير خصوه و إذا‬
‫توافرت أي حالة من الحاالت التي تستوجب انعدام العمل القضائي ‪.‬‬

‫و على ذلك فان الطاعن يحق له التمسك بالدفوع التي تقدم بها أمام محكمة أول درجة و كذا له الحق في تقديم دفوع لم‬
‫يسبق أن تمسك بها أمام محكمة أول درجة إال أن القانون أعطاه الحق في ذلك ‪ .‬و في كل األحوال فان الطاعن يتمسك‬
‫بهذه الدفوع طالبا إبطال الحكم االبتدائي و موجها إياه إلى العمل اإلجرائي من إجراءات الخصومة أو بطالنه بسبب عيب‬
‫شاب الحكم أي فقدان الحكم للعمل اإلجرائي الذي يتطلب القانون توافره في الحكم كقصور التسبيب أو عدم فصله في اوجه‬
‫الدفاع الموضوعية كما انه قد يوجه إلى العمل القضائي لتوافر حالة من حاالت انعدام األحكام ‪.‬‬

‫االستثناء ‪ -:‬و االستثناء الذي اقصده هنا هو أن من حق الطاعن توجيه الدفوع إلى الطعن و هذا في حالة ما إذا‬ ‫‪-2‬‬
‫رفع في مواجهته طعن مقابل أو فرعي و هو ما نصت عليه م ( ‪ ) 286‬و في هذه الحالة يصبح طاعن و‬
‫مطعون ضده و لذلك فان الدفوع التي يستخدمها‪ S‬توجه إلى الطعن الفرعي أو المقابل المقدم من خصمه كان يدفع‬
‫بعدم قبول الطعن لفوات الميعاد م(‪ . )186/5‬و النص القانوني لم يوضح هذه المسألة و غامض من هذه الناحية‬
‫و لم توضح المادة المقصود بالطعن هل هو الطعن األصلي أم انه الفرعي أو المقابل ‪.‬‬

‫و من خالل هذه الدراسة الموجزة يتضح أن الطاعن يحق لهم التقدم و التمسك بكافة أنواع الدفوع متى توافرت حاالت‬
‫الدفع و توافرت شروطه كما أن كافة‪ S‬الخصوم أي كان منهم فانه يوجه دفعه أما إلى إجراءات الخصومة أو إلى الحق‬
‫المدعى به أو إلى حق الخصم في استعمال الدعوى و بذلك فان القصور الذي شاب‪ S‬المادة ( ‪ ) 179‬مرافعات‪ S‬جاءت‬
‫قاصرة لعدة أسباب ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬كونه جاءت بلفظ حق التمسك بالدفع على المدعى عليه و الطاعن و أن كان المفهوم من لفظ المدعى عليه يشمل‬
‫كذلك المطعون ضده و المدعي إذا ما انقلب مركزه القانوني إلى مدعى عليه ‪ .‬و مع ذلك فأن النص يظل معيبا بالقصور‬
‫كون أن المراد من تقنين األحكام و صياغة القانون هو ورود النصوص القانونية بشكل سليم واضح ال لبس فيها و ال‬
‫غموض ‪ .‬أما إيراد نصوص تدخل الشك في مفاهيم العامة‪ S‬و تحدث انقالب في المفاهيم القانونية لدى الخاصة فال يمكن‬
‫قبولها و قد احسن التشريع المصري بان ترك تعريف الدفع لفقهاء القانون يعرفونه بالطريقة التي تتفق مع المفاهيم‬
‫القانونية ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬أن مفاد النص يوحي أن الطاعن له الحق في تقديم الدفوع – و هذا ال خالف عليه – موجها إياها إلى الطعن أو‬
‫إلى أي إجراء من إجراءاتها أو إلى أي شرط من شروط قبوله مع انه هو الذي تقدم بالطعن و أن قيل إنما قصد إيراد‬
‫الطاعن كي يشمله النص في من يحق لهم التمسك بالدفوع و إبدائها و أن مفاد النص هو أن الخصم أي كان و متى توفرت‬
‫فيه الشروط التي تخوله التمسك بالطعن أن يتقدم بالدفع موجه إياه إلى إجراءات الخصومة أو إلى موضوع الطلب‬
‫القضائي أو إلى شرط قبوله ‪ .‬و هذا كذلك يرد عليه أن األصل في النصوص القانونية أن تأتي واضحة و سليمة من حيث‬
‫الصياغة القانونية ‪.‬‬

‫و لكون تعريف الدفع إذا ما أريد أن يكون شامال لكافة الخصوم و الحاالت آمر في غاية الصعوبة يصعب إيراده في نص‬
‫قانوني كما فعل المشرع اليمني ‪ ،‬كون مثل هذا التعريف حسب ما أراه في غاية الصعوبة و المستحسن هو جعل تعريف‬
‫الدفع مفتوحا لفقهاء القانون يعرفونه بأي طريقة يرونها مناسبة كونه ال خالف في الخصم الذي من حقه إبداء الدفع و إلى‬
‫ماذا يوجهه و بعبارة أدق إلى ال خالف في طرق و إجراءات و شروط التمسك بالدفوع ‪.‬‬

‫و لما سبق فإني أرى وجود قصور في النص القانوني يجب تالفيه من قبل المشرع و على ذلك اقترح إعادة صياغة النص‬
‫القانوني الوارد في المادة (‪ ) 179‬بحيث انه يأتي بلفظ الخصم بدال من المدعى عليه و الطاعن كون لفظ الخصم اعم و‬
‫يشمل كافة أطراف الخصومة في كافة‪ S‬مراحلها و يشمل كذلك الحاالت التي تتغير فيها المراكز القانونية للخصوم و كذا أن‬
‫أيراد لفظ الخصم مع تحديد أنواع الدفوع ال يجعل من النص معيبا بالقصور بل يجعل من النص متكامال من حيث‬
‫المقصود من الدفع كتعريف بحيث يصبح النص على النحو اآلتي ( الدفع دعوى يبديها الخصم اعتراضا على موضوع‬
‫الدعوى أو الطعن أو شروط قبولهما أو أي إجراء من إجراءاتهما ) أما حاالت تقديم الدفوع و شروطه و كافة ما ينظم‬
‫الدفع فان القانون قد حدد اغلب الشروط و الحاالت و ترك التفاصيل الدقيقة على فقهاء القانون و ذلك بسبب عدم القدرة‬
‫على حصر أشكال الدفوع و أنا في هذا الرأي في تعديل النص مع أستاذي الدكتور خالد سعيد و الذي اقترح إعادة صياغة‬
‫النص و أضيف لذلك انه األفضل هو إلغاء النص و جعل تعريف الدفع لفقهاء القانون يخوضون فيه كيفما يشاءون بحسب‬
‫المفاهيم القانونية للدفع و تقسيماته ‪.‬‬

‫و في نهاية هذه الدراسة الموجزة أتمنى أن أكون قد توصلت من خاللها إلى فهم قانوني سليم و أن أكون أوال و قبل كل‬
‫شيء قد بنيتها على أسس قانونية سليمة و أن أكون قد أكملت موضوع الدراسة من كل جوانبه و في األخير أرجو أن ينال‬
‫االستحسان و باهلل التوفيق ‪.‬‬

‫المراجع التي تم االستعانة بها ‪-:‬‬

‫قانون المرافعات و التنفيذ المدني اليمني رقم (‪ )28‬لسنة ‪1992‬م‬ ‫‪-1‬‬

‫قانون المرافعات و التنفيذ المدني اليمني رقم (‪ )40‬لسنة ‪2002‬م‬ ‫‪-2‬‬

‫قانون اإلثبات اليمني رقم (‪ )28‬لسنة ‪1998‬م‬ ‫‪-3‬‬

‫مشروع تعديل القانون رقم (‪)28‬لسنة ‪1992‬م بشان المرافعات‪ S‬و التنفيذ المدني اليمني طباعة و اخراج مكتبة‬ ‫‪-4‬‬
‫خالد بن الوليد للطباعة و النشر ‪.‬‬

‫الوسيط في القانون المدني د‪ /‬عبدالرزاق السنهوري طبعة دار إحياء التراث العربي‬ ‫‪-5‬‬
‫الوسيط في القضاء المدني د‪ /‬فتحي والي‬ ‫‪-6‬‬

‫موسوعة المرافعات المدنية و التجارية المستشار أنور طلبة‬ ‫‪-7‬‬

‫نظرية الدفوع المدنية و التجارية د‪ /‬احمد ابوالوفاء‬ ‫‪-8‬‬

‫نظرية الدفوع الجنائية المحامي حامد الشريف‬ ‫‪-9‬‬

‫نظرية البطالن د‪ /‬فتحي والي و د‪ /‬احمد ماهر زغلول‬ ‫‪-10‬‬

‫‪-11‬الوجيز في أصول القضاء المدني اليمني د‪ /‬خالد سعيد جباري‬

You might also like