Professional Documents
Culture Documents
الخاتمة
المقدمة :
1
خلق هللا االنسان غير معصوم أي أفعاله تحتمل الصواب والخطأ رغم كون هذا المخلوق
مميز عن غيره من المخلوقات بنعمة العقل وهو المناط األساسي للتكليف وهذا ما استخلص
من ما ورد في القرآن عن قصة أبو البشرية سيدنا آدم عليه السالم حيث ان هللا انعم عليه
بنعمة التمييز واإلدراك والتي مناطها العقل وأمره بأن ال يقرب شجرة حتى زاغ به الشيطان
وعصى أمر ربه فكانت النتيجة أن يتحمل مسؤولية فعله ومن هنا بدأ منطلق ما يسمى
بالمسؤولية و التي سارت على نهجها جميع البشرية في العصور القديمة وصوال الى
عصرنا الحديث كما يجدر االشارة الى ان االختالف في تفكيرنا ومعتقداتنا أدى إلى تنوع
المسؤولية فالمسؤولية تكون اما دينيه وجزائها يكون بعد حياة اإلنسان أي بعد موته وايضا
نجد ان المسئولية تكون اخالقيا وتارة أخرى تكون قانونية ,فالقانونية تنقسم بحد ذاتها الى
مسؤولية ادارية او مدنية او جزائية وغيرها ونظرا لخطورة هذه االخيرة اي المسؤولية
الجزائية عن غيرها ألنها قد تمس بحقوق اإلنسان المكفولة دستوريا كالحرية مثال وغيرها
ومن هذا المنطلق يتحدد مجال او موضوع بحثنا اال وهو المسؤولية الجنائية وتتجلى أهمية
دراسة المسؤولية الجنائية من الناحية النظرية في كونها تعتبر علما بحد ذاتها نظرا الختالف
اآلراء واالفكار الفقهية مما اثار جدال واسع وايضا من الناحية العملية فكره العقوبة البد من
الزاميتها في هذه الحياه الن هناك افعال اجراميه تؤثر على االمن والسالم في المجتمعات مما
يؤدي الى تدهور الحياه المعيشية و عرقلة التطورات سواء كانت علميه او اقتصاديه
وغيرها.
والهدف من دراسة هذا الموضوع هو السعي لفهم فحوى موضوع المسؤولية الجزائية
فيما يخص اطارها المفاهيمي ومحاولة تبسيطها بأحسن طريقة ممكنة وانطالقا من هذه
المقدمة نطرح اإلشكالية :ما هو اإلطار المفاهيمي للمسؤولية الجنائية ??
وفي دراستنا اعتمدنا على المنهج التحليلي
2
المبحث األول :مفهوم المسؤولية الجنائية
قسمنا هذا المبحث الى مطلبين المطلب األول مفهوم مسؤولية جنائية
والمطلب الثاني تعريفها في الفقه و التشريعات
المطلب األول :مفهوم المسؤولية الجنائية
إن المسؤولية الجزائية مصطلح مركب من كلمتين :مسؤولية وجزائية (جنائية) ,لذلك
سنتناول كل كلمة على حدة
والمسئولية هي التكليف ،ومنه قوله (ص)( :كلكم راع وكل راع مسؤول عن
3
رعيته ،)...أي كل شخص مكلف بما وكل إليه ومحاسب عليه
1
.علي عبد القادر القهوجي ،شرح قانون العقوبات ،القسم العام ،املسئولية اجلنائية واجلزاء اجلنائي ،منشورات احلليب احلقوقية ،لبنان ،2009ص1- 05
مصطفى إبراهيم وآخرون ،املعجم الوسيط ،ج ،1دار الدعوة ،إسطنبول ،1972 ،ص2-.411
2
- 3موسى بن سعيد ،أثر صغر السن يف املسئولية اجلنائية ،حث مقدم لنيل درجة دكتوراه العلوم يف الفقه واألصول ،جامعة احلاج خلضر ،باتنة،
كلية العلوم االجتماعية والعلوم اإلسالمية ،قسم الشريعة ،2010-2009 ،ص44
3
الجنائية على أساس وصف الجزء من قبيل الكل اي وصف الجناية على اعتبارها أشد
أنواع الجرائم وصفا اال انه مع ذلك لم يلقى مصطلح الجنائية االجماع بين الفقهاء,
وتم استبداله بالجزائية على أساس أن الجزاء يتضمن العقوبة والتدابير االحترازية وهو
مقرر لكل أنواع الجرائم مخالفات جنح جنايات ,لذلك من هذا المنطلق سنقوم
باستعمال مصطلح الجزائية ألنه أعم وأشمل من الجنائية
المطلب الثاني :تعريف المسؤولية الجزائية في التشريعات والفقه
لم يتعرض المشرع الجزائري لتعريف المسؤولية الجنائية ,واكتفى باستبعاد المسؤولية
الجنائية حينما تنتفي األهلية الجنائية وحريه االختيار ,وذلك من خالل ما أورده في
نصوص قانون العقوبات المواد 47 ,,48 49
كما لم تتطرق باقي التشريعات لتعريف المسؤولية الجنائية تاركه مسألة التعريف للفقه
,واكتفت في نصوصها برفع المسؤولية الجنائية عن فاقدي اإلدراك والتمييز ,المجنون
والصبي غير المميز النعدام األهلية الجنائية ورفعها عن فاقد حرية االختيار كالمكره
وقد تناول الفقه تعريف المسؤولية الجنائية اال ان رجال القانون اختلفوا في تعريفه ومن
أبرز هذه التعريفات :
اوال :المسؤولية الجنائية هي التزام شخص بتحمل نتائج فعله االجرامي ،أو تحمل شخص
تبعة فعله االجرامي ،أو نتيجة عمله ،أو التزام بالخضوع للجزاء المقرر قانونا()4
ثانيا :المسؤولية الجنائية هي صالحية الشخص العاقل الواعي واستحقاقه لتحمل الجزاء
الجنائي المنصوص عليه في القانون جراء الجريمة التي اقترافها ()5
ثالثا " :تحمل الشخص تبعة عمله المجرم بخضوعه للجزاء المقرر لفعله في قانون
العقوبات"( ،)6أما التعريف القانوني لها فقد جاء على أنها "أهلية اإلنسان العاقل الواعي
ألن يتحمل جزاء أو عقابا نتيجة ألفعاله()7
-لحسن أبو سقيعة الوجيز في القانون الجنائي العام ,ط 2006 , 3دار الهومة الجزائر ,ص 121 4
5
-علي عبد القادر القهواجي ,القانون العام ,القسم العام ,ط ,2000ديوان المطبوعات الجامعية ,الجزائر ,ص 278
- 6علي عبد اهلل سليمان ،شرح قانون العقوبات اجلزائري ،القسم العام ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2002 ،ص.263
- 7التوجني عبد السالم ،موانع املسئولية اجلنائية ،معهد البحوث والدراسات العربية ،املنظمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم ،1971 ،ص.51
4
المبحث الثاني :خصائص المسؤولية الجنائية
إن للمسؤولية الجنائية عدة خصائص و لكننا اقتصرنا في هذا المطلب على أهمها
المطلب االول :ال مسؤولية من دون جريمة
انطالقا من أركان الجريمة والتي تتمثل في الركن المادي و المعنوي والركن الشرعي
وبالرجوع الى المبادئ االساسية منها ال جريمة وال عقوبة وال تدابير أمن إال بنص
وهذا ما يستخلص من نص المادة األولى من قانون العقوبات الجزائري
وانطالقا من هذا يستنتج أن ارتكاب فعل يعد جريمة هو أساس قيام المسؤولية الجنائية
والجريمة هنا هي فعل سواء كان ايجابيا او سلبيا كمثال نص عليه المشرع صراحة
المادة 284من القانون رقم 23 06وهو ذلك الفعل غير المشروع الذي يعد سببا
للنتيجة اإلجرامية المحدثة حيث يتمثل الفعل اإليجابي في الحركة العضوية الخارجية
المرتكبة ,أما الفعل السلبي يتمثل في إحجام عن فعل معين او االمتناع عنه وكالهما
يعبر عن إرادة الفاعل وعنصر في الركن المادي للجريمة كما يكتسي الفعل صفته غير
المشروعة من نص التجريم إال أن هذه الصفة غير مستقرة وقابلة للزوال إن خضع
الفعل لسبب من أسباب اإلباحة ()8مثل ما نص عليه المشرع في نص المادة 39من
قانون العقوبات على أنه [ال جريمة _1اذا كان الفعل قد أمر او أذن به القانون
_2إذا كان الفعل قد دفعت إليه الضرورة الحالة للدفاع المشروع عن النفس او عن
الغير أو عن مال مملوك للشخص او للغير بشرط ان يكون الدفاع متناسبا مع جسامة
االعتداء ]
المطلب الثاني :المسؤولية الجزائية شخصية
إذا كانت العقوبة شخصية وال ينال أذاها إال من ارتكب الفعل المجرم قانونا وال
يكون مسؤوال عنها إال إذا كان مسؤوال عن ارتكابها ،هذا نفس الشيء بالنسبة للمسؤولية
الجزائية فهي شخصية أيضا وال يتحملها إال من ارتكب الجريمة أو ساهم في ارتكابها
سواء فاعال اصليا أو شريكا أو محرضا ،وإذا كان هذا األصل فإن االستثناء عن هذه
- 8حممود جنيب حسين ،عالقة السببية يف قانون العقوبات ،دون دار نشر ،دون بلد نشر ،دون تاريخ نشر ،ص ص.42 ،29
5
القاعدة هو مساءلة بعض األشخاص عن أفعال لم يرتكبها بل مرتكبة من طرف
أشخاص آخرين ،وهذا في حالة "المسئولية عن فعل الغير".
اوال :مبدأ شخصية المسؤولية الجزائية
يستمد تعريف مبدأ شخصية المسؤولية الجزائية من مبدأ شخصية العقوبة الذي من
خالله أن العقوبة تقتصر على شخص المذنب المحكوم عليه ،وال تتعدى إلى شخص
آخر غير المحكوم عليه مهما كانت صلة قرابته فيه ،ويمنع مالحقة اي شخص بعقوبة
جنائية ما لم يكن فاعال للجريمة أو شريكا فيها أو محرضا لها ،ومنه القول أن المسئولية
الجزائية هنا شخصية ال يتحملها إال من ارتكب الجريمة أو ساهم فيها وال يسأل عن
جريمة ارتكبها غيره) 9(.
وبهذا المبدأ (شخصية المسئولية الجزائية) أخذت جميع التشريعات الجنائية
الحديثة ،إما استنادا إلى المبادئ الدستورية والقانونية العامة وإما بالنص عليه صراحة
في قانون العقوبات
كما فعل المشرع الجزائري الذي نص على مبدأ شخصية العقوبة في نص المادة 160
من التعديل الدستوري لسنة 2020عندما تخضع العقوبات الجزائية لمبدأ الشرعية
والشخصية ،هذا وبالرغم من أن الدستور الجزائري لم ينص صراحة على مبدأ شخصية
المسؤولية الجزائية ،إال أنه يستشف من خالل نص هذه المادة من الدستور على أن
العقوبة شخصية ومنه فإن المسئولية الجزائية شخصية كذلك.
كما تعرفنا على خاصية مبدأ شخصية المسؤولية الجزائية يقتضي التعرف كذلك
على االستثناء الوارد عليها أي ما يعرف بالمسؤولية الجنائية عن فعل الغير
ثانيا :المسؤولية عن فعل الغير يجدر القول انه اذا كانت المسؤولية الشخصية هي
األصل كقاعدة عامه فإننا نسجل خروج المشرع على هذه القاعدة احيانا ()10مثال في
9
عزالدين وداعي ،رعاية نزالء املءسسة العقابية يف اجلزائر يف ظل املواثيق الدولية حلقوق اإلنسان ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه يف 9-
احلقوق ختصص علم اإلجرام وعلم العقاب ،جامعة باتنة ،01كلية احلقوق والعلوم السياسية ،2017-2016 ،ص25
- 10وهو نفس املوقف الذي اختذه املشرع الفرنسي يف قانون الصحافة يف املادة 42منه ،وكذلك املشرع املصري يف حمال النشر و هو ما تنص عليه 155من قانون
العقوبات املصري
6
مجال اإلعالم تنص المادة 11115على انه :يتحمل المدير مسؤوليه النشريه او مدير
جهاز الصحافة اإللكترونية وكذا صاحب الكتابة أو الرسم مسؤولية كل كتابة أو رسم يتم
نشرهما من طرف نشريه دورية أو الصحافة اإللكترونية
ويتحمل مدير خدمة االتصال السمعي البصري أو عبر اإلنترنت وصاحب الخير الذي
تم بثه المسؤولية عن الخير السمعي أو البصري المنبث من قبل خدمة االتصال السمعي
البصري أو عبر اإلنترنت
من خالل هذا النص نالحظ أن المشرع الجزائري في قانون اإلعالم يقرر المسؤولية
الجنائية عن فعل الغير فيقرر مسؤولية المدير مسؤول النشريه ومدير جهاز الصحافة
اإللكترونية ومدير خدمة االتصال السمعي البصري الى جانب صاحب الخير _ الكتابة
أو الرسم _ هذه المسؤولية الجنائية مفترضة فيهم فالقانون انشا في حق هؤالء قرينه
قانونيه قاطعه ال يجوز إثبات عكسها ألنهم يعلمون بكل ما تنشروه النشريه الدورية او
الصحافة االلكترونية وكل خير تم بثه من قبل خدمة االتصال السمعي البصري أو عبر
اإلنترنت
ورأي الفقه في هذا االستثناء أن هذا الخروج تقتضيه مصلحة المجتمع باعتبار أن
العقاب ال يكون ردعا وفعال في تلك الحاالت إذا اقتصر على من ارتكب الجريمة وإنما
يتعين ان ينال كذلك من كان له دور في اإلشراف والرقابة على سلوك مرتكب الجريمة
ألنه صاحب المصلحة في هذا السلوك وانه في الغالب يخلق الظروف التي توحي به
وتجعل االقدام عليه متفقا مع السير العادي لألمور ومن ثم فان تهديده بالعقاب يحمله
على الحيلولة دون وقوع جريمة
- 11القانون العضوي رقم 05-12المؤرخ في 18صفر عام 1433ه الموافق ل 12يناير 2012المتعلق بإعالم ,الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ,الصادرة في تاريخ 15يناير 2012عدد 02
7
تكون إال لإلنسان فالقانون لكي يعتد بها يشترط ان تكون واعية أي يتوفر فيها شرط
التمييز وحرية االختيار وهي ال تكون كذلك اال باعتبارها قوة نفسية إنسانية حسب هذه
القاعدة
يضاف الى ذلك ان الجزاءات الجنائية التي تقع عند ارتكاب األفعال المجرمة ال
يتصور نزولها بغير االنسان وال يتصور تحقيقها ألغراضها إال إذا نفذت فيه سواء
بغرض الردع أو بغرض االصالح والتهذيب فاإلنسان او الشخص الطبيعي هو محل
المسؤولية الجنائية ولكن التطور القانوني انتهى إلى االعتراف بشخصية القانونية ليس
فقط لإلنسان او الشخص الطبيعي وانما ايضا لما يسمى بالشخص المعنوي او االعتباري
وعلى اثر هذا االعتراف صار جدل في الفقه حول إمكانية مسألة األشخاص المعنوية او
االعتبارية جنائي وقد انعكس هذا الجدل على التشريعات الجنائية
* ومن الفقهاء من أنكر مسؤولية الشخص المعنوي ومنهم من أيدها واعترف بها
الفقهاء الذين يرون أن شخص معنوي ال يسأل جنائيا في الجرائم التي تقع من ممثله
والذي ارتكبها لحساب الشخص المعنوي و لمصلحته وإنما تقع تلك المسؤولية على
عاتق الشخص الطبيعي أي ممثل شخص معنوي شخصيا على اساس ان جريمة وقعت
منه شخصيا وذلك باالستناد الى الحجج التالية:
-الشخص المعنوي هو في واقع األمر مجرد مجاز او حيلة قانونية عديم اإلرادة ال
يستطيع ان يتصرف او يصدر منه نشاطا بنفسه
-المسؤولية الجنائية تبنى على اإلدراك واالختيار أي على العناصر الذهنية ال تتوفر إال
في األشخاص الطبيعيين
-ان القول بقيام مسؤولية شخص معنوي يصطدم بنظام العقوبة ,فالعقوبة في جوهرها
ألم يصيب من توقع عليه وتحقق غرضها في ردع الجناة او العامة او في تأهيل
المجرمين وال يتصور تحقيق هذه االهداف اال بالنسبة للشخص الطبيعي الذي يتمتع
باإلدراك واإلرادة وهما ما يفتقده الشخص المعنوي
باإلضافة الى ان معظم العقوبات ال يمكن تطبيقها على الشخص المعنوي كالعقوبة
السالبة للحرية وعقوبة اإلعدام وحتى بالنسبة لعقوبة الغرامة والمصادرة التي ال يتصور
12
تطبيقها على شخص معنوي فإن توقيعها عليه يصطدم بمبدأ شخصية العقوبة
- 12إبراهيم علي صالح المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية دار المعارف ,القاهرة 1980ص 45
8
_ اال ان الراي االخر ذهب الى االعتراف بإمكان قيام المسؤولية الجنائية
للشخص المعنوي ويرون ان الحجج التي ساقها أنصار الراي السابق ليست قطعية
ويردون عليها الواحدة تلو االخرى على التفصيل التالي
● االحتجاج بأن الشخص المعنوي ال إرادة له غير صحيح يقول اصحاب هذا الرأي
فإن صاغ ذلك عند اصحاب نظرية الفرض والمجاز فانه غير مقبول عند أصحاب
نظرية الحقيقة وهي النظرية السائدة في الفقه الحديث والتي ترى بأن للشخص
المعنوي وجودا حقيقيا وله إرادة قانونية وإنكار هذه اإلرادة ينجم عنه إنكار
مسؤوليته المدنية أي امكانية الشخص المعنوي في التعاقد وااللتزام وهذا القول
يتناقض مع قواعد القانون التي تعترف للشخص المعنوي بالشخصية القانونية كما
انه فيه إهدار بمصالح أساسية للمجتمع فاألشخاص المعنوية تلعب دورا رئيسيا في
نشاطه العام والخاص
● ليس صحيحا بأن المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي تمس بمبدأ شخصية
العقوبة فهذه الحجة تنطوي على الخلط بين العقوبة والنتيجة غير المباشرة لها
فامتداد آثار العقوبة في حالة اختيار الشخص المعنوي شريكا الى االشخاص
المكونين كالمساهمين في الشركة مثال ليس معناه معاقبتهم على فعل لم يرتكبونه
فهذه اآلثار ال تتولد مباشره عن العقوبة نفسها وانما تتولد عن العالقة التي تربط
بين من وقعت عليه العقوبة أي ممثل الشخص المعنوي وبين من تعدت اليهم
اثارها وهم المساهمون ونجد الوضع نفسه يتحقق حينما توقع العقوبة على
األشخاص الطبيعيين فتنال آثارها من يعولهم من أفراد أسرة(الجاني) وليس في
ذلك اخالل بمبدأ شخصية العقوبة
● اما القول بان العقوبات التي يعرفها القانون في مجموعها ال يمكن تطبيقها على
الشخص المعنوي فهذا القول ال يصدق على العقوبات المالية والغرامات
والمصادرة التي يمكن تطبيقها على الشخص المعنوي فهو صاحب ذمه ماليه
يستطيع المشرع حرمانه من بعض عناصره أما االعدام والعقوبة السالبة للحرية
كالحبس والسجن التي توقع على الشخص الطبيعي ففي الوسع أن يكون لها ما
يقابلها بالنسبة للشخص المعنوي باإلعدام يقابله عقوبة حل الشخص المعنوي
9
والعقوبة السالبة للحرية يقابلها بالنسبة للشخص المعنوي الوضع تحت الحراسة او
تضييق دائرة النشاط المسموح به
● باإلضافة إلى أن عدم مساءلة الشخص المعنوي وعدم توقيع الجزاء الجنائي عليه
حتى ولو تم مساءلة ممثليه سيكون حافزا له الى تكرار وقوع الجريمة باسمه دون
أن يتمكن المجتمع من حماية نفسه ضد األضرار والمخاطر التي تنجم عنها
وبناء على ذلك ذهب جانب كبير من الفقه الحديث إلى االعتراف بمسؤولية
الشخص المعنوي الجنائية الى جانب مسؤوليه شخص طبيعي ممثل الشخص
المعنوي إذا توافرت أركان جريمة بالنسبة له شخصيا وهذا ما سارت عليه
أغلب التشريعات ومنها المشرع الجزائري الذي اعترف بالمسؤولية والتي
ظهرت معالمها في قانون العقوبات وقانون اإلجراءات الجزائية فيما يخص
13
العقوبات المقررة على شخص معنوي
10
الخاتمة :
وفي خالصة قول واختصارا
أوال النتائج :إجابة على التساؤل المطروح أعاله في المقدمة يمكننا القول أن المسؤولية
الجزائية أنها تحمل الشخص العاقل الواعي المؤهل لنتائج فعله االجرامي او تبعت فعله
المجرم بشرعية القانون لجزاء المقرر قانونا وبعدها انتقلنا لخصائص المسؤولية ونذكر
منها الزاميه وجود جريمة متكاملة األركان ,اضافة الى ان الفاعل يأخذ في أصل صفة
االنسان لكن استثناء يمكن ان يكون شخصا معنويا خاصا بعدها تطرقنا الى انه يلزم ان
يكون الفعل المرتكب من الشخص ذاته واستثناء يمكن مساءلة الغير في حاالت خصها
القانون بنصوص خاصة وانتقلنا الى تطور فكرة المسؤولية عبر العصور وعرفنا أن
منشئها ومقررها هو هللا عز وجل
واخيرا لدينا بعض االقتراحات التي نراها من منظور الطالب الباحث على أنها صواب
لكن قابله للنقد بطبيعة الحال
_ في المادة 34من قانون العقوبات في الفصل الثالث من الكتاب الثاني راينا ان
المشرع في حالة تعدد الجرائم بوصف جناية و جنحه يقضي بعقوبة واحدة ,وهذا يعد
تناقضا أي أن المسؤولية او الجزاء يقابل الجريمة وال يمكن لجزاء واحد أن يغطي باقي
الجرائم ألن هذا سيكون بابا لتعدد الجرائم وانتشارها إذا كان الجاني مثال في حالة فرار
ويعلم بحتمية توقيع العقوبة عليه فانه سيقدم على ارتكاب جرائم اخرى نتيجة علمه أن
العقوبة ستكون على فعل مجرم واحد
وفي االخير اسال هللا ان يكون وفقنا في هذه المسؤولية المتواضعة وهللا ولي التوفيق
وشكرا
11
قائمة المصادر والمراجع :
_المصادر :
-القانون العضوي رقم 05-12المؤرخ في 18صفر عام 1433ه الموافق ل 12يناير
2012المتعلق بإعالم ,الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ,الصادرة في تاريخ 15
يناير 2012عدد 02
_ المراجع :
-التونجي عبد السالم ،موانع المسئولية الجنائية ،معهد البحوث والدراسات العربية ،المنظمة
العربية للتربية والثقافة والعلوم.1971 ،
علي عبد القادر القهوجي ،شرح قانون العقوبات ،القسم العام ،المسئولية الجنائية والجزاء -
.الجنائي ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان 2009
،.-مصطفى إبراهيم وآخرون ،المعجم الوسيط ،ج ،1دار الدعوة ،إسطنبول1972 ،
-موسى بن سعيد ،أثر صغر السن في المسئولية الجنائية ،حث مقدم لنيل درجة دكتوراه
العلوم في الفقه واألصول ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،كلية العلوم االجتماعية والعلوم
اإلسالمية ،قسم الشريعة،2010-2009 ،
-لحسن أبو سقيعة الوجيز في القانون الجنائي العام ,ط 2006 , 3دار الهومة الجزائر ,
-علي عبد القادر القهواجي ,القانون العام ,القسم العام ,ط ,2000ديوان المطبوعات
الجامعية ,الجزائر ,
-علي عبد هللا سليمان ،شرح قانون العقوبات الجزائري ،القسم العام ،ديوان المطبوعات
الجامعية ،الجزائر.،2002 ،
-التونجي عبد السالم ،موانع المسئولية الجنائية ،معهد البحوث والدراسات العربية ،المنظمة
العربية للتربية والثقافة والعلوم.،1971 ،
-محمود نجيب حسني ،عالقة السببية في قانون العقوبات ،دون دار نشر ،دون بلد نشر،
دون تاريخ نشر،
12