Professional Documents
Culture Documents
المقدمة:
يعد الحق في محاكمة العادلة من بين أهم الحقوق ألاساسية لإلنسان التي
أقرتها القوانين الدولية بصفة عامة والقوانين الوطنية بصفة خاصة ،وذلك من خالل
العادلة التي تهدف من جهة إلى محاكمة مرتكب الفعل وفقا للضوابط القانونية على
ما اقترفه بالتحديد .وجبر ألاضرار الالحقة بضحايا الجريمة واملحيط الاجتماعي الذي
تسبب فيه الفعل إلاجرامي من جهة أخرى .وفي إطار موضوع املحاكمة العادلة؛ نجد
إلاعالن العالمي لحقوق إلانسان املؤرخ في 01دجنبر 0491أكد على هذا الحق في
مادته العاشرة ،1كما تضمن العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية الحق
في ضمان املحاكمة العادلة لألشخاص ،واعتبره معيارا من معاير القانون الدولي
إلانساني الذي يهدف إلى حماية ألاشخاص من انتقاض حقوقهم ألاساسية وحرمانهم
منها بصورة غير قانونية أو تعسفية ،وأهمها الحق في الحياة والحرية .2
املغربي سنة 1100اعترافا كامال للحريات العامة والحقوق الفردية من بينها الحق في
1
-أنصت هذه المادة على أنه "لكل إنسان على قدم المساواة التامة مع اآلخرين الحق في أن تنظر قضية محكمة مستقلة ومحايدة،
نظرا منصفا وعلنيا للفصل في حقوقه والتزاماته و في أية تهمة جزائية توجه إليه".
2
-نصت المادة 41منه على أنه " من حق كل فرد أن تكون قضيته محل نظر منصف و علني من قبل محكمة مختصة
مستقلة و حيادية منشأة بحكم القانون".
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
صريح النص على الحق في املحاكمة العادلة .وإن كان قد أورد مجموعة من التدابير
إلاجرائية الذي هدف من خاللها تقرير هذا الحق وترسيخه طيلة أطوار التحقيق
واملحاكمة ،بل حتى أمام الشرطة القضائية خاصة في مرحلة البحث التمهيدي.
كما تعتبر املحاكمة العادلة من أبرز وأهم ألاعمدة ألاساسية التي تهدف إلى
حماية إلانسان من كل ما شأنه املس بحقوقه وكرامته في جميع مراحل الدعوى ،منذ
لحظة إيقافه والبحث عنه من قبل الشرطة القضائية في ما يعرف بالبحث التهميدي
الذي يهمنا في هذا املوضوع ،ومرورا باستنطاقه أمام النيابة العامة وبالتحقيق
إلاعدادي وصوال إلى املحاكمة .خصوصا بعدما أصبحت املحاكمة العادلة اليوم
تستمد مرجعيتها من الدستور الذي عمل على تكريسها في الباب الثاني منه ،املتعلق
الفصل 011من الدستور والذي أكد فيه أن "لكل شخص الحق في محاكمة عادلة
وفي حكم يصدر داخل أجل معقول" .وتتجلى أهمية املوضوع املتمثل في " ضمانات
املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي" من خالل الارتباط البالغ بين حقوق
املشبوه فيه الذي تم إيقافه على ذمة التحريات التي تجريها الشرطة القضائية عندما
يصل إلى علمها خبر وقوع جريمة ،إما بناء على تعليمات النيابة العامة أو بمبادرة
مباشرة منه ،مع واجب هذا الجهاز في ضمان التحرك الفعال ملحاصرة نتائج الفعل
1
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
إلاجرامي وردعه ،و محو ألاثر الاجتماعي للجريمة الذي يسببه بقاء مجرم في حالة
فرار.
لذا نتساءل حول كيفية إيجاد هذا التوازن والانسجام بين شيئين متعارضين
بشكل يبرز من خالله دور إيجابي لجهاز الشرطة القضائية في ضمان إجراءات
التمهيدي التي طاملا كانت مطالب ملحة للهيئات الحقوقية الدولية والوطنية املهتمة
خاصة بعدما أوكل قانون املسطرة الجنائية للشرطة القضائية صالحية التثبت
من وقوع الجرائم وجمع ألادلة عنها والبحث عن مرتكبها ،وفي سبيل هذه املهمة
يتلقون الشكايات والوشايات ويجرون بشأنها ألابحاث التمهيدية طبقا ملا هو
التحريات إلى الوصول إلى الحقيقة وجمع ألادلة املادية للفعل إلاجرامي.
وصونا لحقوق ألافراد؛ وضع املشرع إطارا قانونيا وتنظيميا يحدد مسار ألابحاث
في الزمان واملكان مع تكريس أهمية هذه املرحلة أي ما قبل املحاكمة في قيام محاكمة
3
-يقصد بالبحث التمهيدي "التحريات التي تنجز قبل التحقيق و المحاكمة لضبط و جمع األدلة عن وقائع الجريمة ،وعن األشخاص
المشبوه فيهم ،تنجزه أساسا الشرطة القضائية طبقا لما هو منصوص عليه في المسطرة الجنائية و النصوص المنظمة للشرطة
القضائية في أنواع من الجرائم الخاصة
"-أحمد الخمليشي :شرح قانون المسطرة الجنائية :الجزء األول ،الصفحة .712
2
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
وعموما فإن هذا املوضوع يعالج اشكالية املحاكمة العادلة في اطار البحث
الجنائي إلاجرائي.
ومن أجل إلاجابة على هاته إلاشكالية ،واستجالء الغموض وتوضيح الرؤيا؛
ارتئينا لتقسيم وموضوعنا إلى مبحثين أساسيين كما هو على الشكل التالي:
العادلة
3
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
والتمييز والاعتداء؛ لذلك حظي هذا الحق بمكانة خاصة كرستها الصكوك الدولية في
مجال حقوق إلانسان من إلاعالن العالمي الحقوق إلانسان إلى العهد الدولي الخاص
وبعدما أصبحت اليوم املحاكمة العادلة في القانون املغربي تستمد مرجعتيها من
الدستور الجديد الذي عمل على تكريسها في الفصل 12وترسيخها في الفصل 011
من الدستور ،فإننا سنعمد على تقسيم هذا املبحث الى مطلبين؛ حيث سنخصص
(املطلب ألاول للحديث عن مبدأ قرينة البراءة .بينما نخصص في املطلب الثاني)
للمسار الحقوقي الذي تنهجه الدولة مع مطلع القرن الواحد والعشرين ،وسيرا
باحتكاك مع املسار الديموقراطي الذي يعرفه العالم ،إلى إقرار قرينة البراءة وتفسير
4
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
إن قرينة البراءة أقرها املشرع ملواجهة كل اتهام كاذب أو اقتناع مسبق وكذا
إلبعاد احتمال أي خطأ قضائي الذي يبقى حاضرا في جميع مراحل الدعوى الجنائية.
فالحقوق املضمونة للدفاع تكون غير تامة دون مبدأ مساواة الجرائم والعقوبات
الذي ترجع حقيقته الى مبدأ قرينة البراءة املضمون لكل منهم.
ألاولى ) ثم بعدها نعرج الحديث عن القيمة القانونية لقرينة البراءة ( الفقرة الثانية)
املسطرة الجنائية امللغى ،وال في الدستور املغربي لسنة 0441أو الدساتير التي صدرت
قبله ،فإن قانون املسطرة الجنائية الجديد قد أقر مبدأين هامين ،هما:
قرينة البراءة وتفسير الشك لفائدة املتهم في املادة ألاولى منه والتي تنص على أنه:
"كل متهم أو مشتبه بارتكاب جريمة يعتبر بريئا إلى أن تثبت إدانته قانونا بمقرر
مكتسب لقوة الش يء املقض ي به ،بناء على محاكمة عادلة تتوفر فيها كل الضمانات
وجاءت صياغة هذه املادة مشابهة لصياغة املادة 00من إلاعالن العالمي
لحقوق إلانسان واملادة 09من العهد الولي للحقوق املدنية والسياسية ،حيث تقرر
5
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
املادتان بأن كل متهم بجريمة يعتبر بريئا إلى حين ثبوت إدانته قانونا في إطار محاكمة
عادلة.
إن النص صراحة على قرينة البراءة ،هو مظهر من مظاهر مالئمة التشريعات
الوطنية مع املواثيق الدولية ،ذلك أن املغرب قد صادق على العهد الدولي للحقوق
املدنية والسياسية ،ونص على الالتزام بحقوق إلانسان املتعارف عليها دوليا .وقد نوه
املشرع املغربي بالنص صراحة على قرينة البراءة في ديباجة قانون املسطرة الجنائية
رقم 11.10
• حقه في الاتصال بمحام خالل فترة تمديد الحراسة النظرية ،وحق املحامي في
• حقه في أن تشعر عائلته بوضعه تحت الحراسة النظرية.كما أقر املشرع في
الفقرة الثانية من املادة ألاولى مبدأ الشك يفسر ملصلحة املتهم" ،والذي يقض ي بأال
6
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
يدان املتهم إال بناء على أدلة ثابتة قاطعة ،وكل شك في أدلة إلادانة تجعل الحكم
وقاعدة الشك يفسر ملصلحة املتهم ما هي إال نتيجة لقرينة البراءة التي ال تسمح
بأن يدان الشخص بناء على التخمينات أو الظنون أو الاحتماالت ،ألنها ال ترقى إلى
درجة اليقين بثبوت الجريمة ،واليقين هو الذي ينفي افتراض البراءة في املتهم الفقرة
الثانية :القيمة القانونية لقرينة البراءة معلوم أن افتراض البراءة في املتهم 4يتطلب
عدم مطالبته بتقديم أي دليل على براعته فبإمكانه أن يتخذ موقفا سلبيا تجاه
الدعوى املقامة ضده ،وعلى النيابة ويرى بعض الفقه أن النيابة العامة هي امللزمة
واجها ينحصر في كشف الحقيقة إيجابا أو سلبا فقط ،كما علها تحديد ما إذا كانت
هناك أدلة كاف التقديم املتهم إلى املحاكمة وال يجوز أن يتغير موقفها أمام املحكمة ،
بل عليها أن تقدم للمحكمة ألادلة الصادقة التي تفيد في كشف الحقيقة سواء كانت
-4محمد بازي ،االعتراف الجنائي في القانون المغربي ،دراسة مقارنة ،أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخاص،
.7002/7002ص 471
7
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
ويعتبر مخالفا لوظيفة النيابة العامة الاقتصار على جمع العامة تقديم الدليل
على ثبوت التهمة املنسوبة إليه ألادلة ضد والواقع إن عبء إلاثبات وإن كان يقع على
كاهل النيابة العامة بالخصوص عبء اثبات التهمة ،فإن وظيفتها مع ذلك هي إثبات
املحاكمة عن هذه الحقيقة ،دون أن تحمل املتهم عبء اثبات البراءة فهذه ألاخيرة أمر
5
مفترض وال محل إلثباتها أمام املحكمة.
لم تبقى قرينة البراءة في التشريعات الحديثة مجرد صورة تزين قانون املسطرة
الجنائية ،بل أصبحت إطارا ينظم إجراءات البحث والتحقيق واملحاكمة .فاعتبار
املشتبه فيه أو املتهم بريئا يعني معاملته على هذا ألاساس ،وتمتيعه بكافة الضمانات
وألهمية هذا املبدأ ،والعتبارات مختلفة؛ فإنه أحيط بضمانات تكفل احترامه
حتى ال يتحول إلى مجرد قرينة ال تكفل حقوق املتهم .ويمكن إجمال الاعتبارات التي
5
-لطيفة الداودي .دراسة في قانون المسطرة الجنائية وفق أخر التعديالت .الطبعة الخامسة .7047ص 217
8
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
.1عبء إلاثبات يتحمله الطرف الذي حرك الدعوى العمومية ،أما املتهم فهو
غير ملزم بإثبات براءته ،ألن ألاصل هو البراءة والاتهام استثناء ،فإذا لم ينجح املدعي
. .2يسهم هذا املبدأ في تجنب ألاخطاء القضائية التي تؤدي إلى إدانة ألابرياء،
فهذه ألاخطاء تفقد الثقة في النظام القضائي ،ذلك أن قرينة البراءة تستلزم بأن تبقى
إلادانة على الجزم واليقين ال على الظن والاحتمال ،وكل شك في ألادلة يجب أن
يفسر ملصلحة املتهم .3 .إذا لم تفترض البراءة في املتهم ،فإنه سيكون ملزما بإثبات
وقائع سلبية وهو دليل يصعب تقديمه ،ويصبح املتهم غير قادر على إثبات براءته ،مما
سيؤدي إلى تسليم املحكمة بجرمه ولو لم يقدم رافع الدعوى دليال ضده ،وهذا ما
يتعارض ومصلحة املجتمع ،فهي وإن كانت تقتض ي إدانة املجرمين فإنها تأبى إدانة
ألابرياء وإذا كانت قرينة البراءة تبقى قائمة بغض النظر عن وقوع الجريمة أو كيفية
-فهل يجوز اتخاذ بعض إلاجراءات املاسة بحرية املتهم كاالعتقال الاحتياطي أو
الوضع تحت الحراسة النظرية أو بحرمة مسكنه كالتفتيش قبل صدور الحكم البات
هنا نكون أمام قرينتين متعارضتين؛ أحدهما قرينة على براءة املتهم وألاخرى
قرينة على ارتكاب الجريمة ،فاألولى تحمي مصلحة املتهم ،والثانية تحمي مصلحة
9
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
املجتمع ،ويتعين التوفيق بينهما ،أي التوفيق بين قرينة البراءة ومتطلبات حماية أمن
واستقرار املجتمع .فاعتقال املتهم إجراء خطير يمس بحرية الفرض املفترضة براءته،
إال أن إلاجراء قد تقتضيه حاجيات التحقيق ،فبقاء املتهم في حالة سراح سيمكنه من
التأثير في الشهود أو العبث بأدلة إلادانة ،بل وقد يساعده على الهروب من تنفيذ
ويتضح مما سبق أنه ال تختلف تطبيقات قاعدة افتراض البراءة في القانون
الوضعي عنها في القانون إلاسالمي ،بل إن بعض املحاكم املغربية في تطبيقها لنتائج
مبدأ افتراض البراءة ،تؤسس قضائها دون حرج على قواعد فقهية إسالمية.
فال يوجد تعارض بين ما تقرره النظم القانونية املعاصرة من أن ألاصل في
إلانسان البراءة وبين ما سبق أن قرره الفقهاء املسلمون من أن ألاصل براءة الذمة".
القانونية ،فإنهما تلتقيان في املجال الجنائي ،حيث تفرضان بناء إدانة املتهم على دليل
قاطع ،وإذا لم يتوافر مثل هذا الدليل فإنه يتعين على القاض ي الحكم ببراءة املتهم،
فال فرق إذن من حيث النتيجة بين قضاء جنائي يقوم على ألاحكام إلاسالمية ،وبين
قضاء جنائي يقوم أساسه على النظريات إلاجرائية الحديثة ،فاختالف التعبير عن
القاعدة عند الفقهاء املسلمون عن فقهاء القانون الوضعي ال أثر له على نتيجتها،
10
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
سيرى النور في فرنسا وثم إقراره إثر قيام الثورة الفرنسية لحقوق إلانسان واملواطن
في عام 0814والذي نص في مادته " 1ال جريمة وال عقوبة إال بنص".
وفي معالجتنا لهذا املطلب سنتطرق إلى فقرتين أساسيتين( ،الفقرة ألاولى)
سنتناول مفهوم مبدأ الشرعية ،بينما في (الفقرة الثانية) سنتطرق ملبدأ الشرعية
ولقد عالجنا هذا املبدأ من خالل إعطائنا مجموعة من التعاريف منها ما هو
تشريعي ومنها ما هو فقي .حيث عرفه بعض الفقه بأنه ضرورة خضوع الفعل أو
الامتناع لنص من نصوص التجريم ،كما عرفه البعض آلاخر اختصارا ب " ال جريمة
وال عقوبة إال بنص سابق" .كما نجد املشرع املغربي عرفه في الفصل الثالث من
القانون الجنائي "ال يسوغ مؤاخذة أحد على فعل ال يعد جريمة بصريح القانون وال
معاقبته بعقوبات لم يقررها القانون" .أما املشرع اللبناني فقد نص في املادة ألاولى
من قانون العقوبات على ما يلي " :ال تفرض عقوبة وال تدبير احترازي أو إصالحي من
أجل جرم لم يكن القانون قد نص عليه حين اقترافه" من خالل قراءة أولية لهذه
التعريفات الفقهية منها والتشريعية؛ فإنه يبدو أن كل هذه التعاريف متفقة حول
11
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
مسألة أساسية وهي أن التجريم والعقاب يجب أن يكون سباقا لوقوع الفعل الذي
أثاره الشخص ،بمعنى أنه ال تجوز مسألة أي فرد عن أي فعل مهما كان ضارا إال إذا
كما ال يجوز معاقبته إال بالعقوبات الذي يكون القانون قد قررها في الجريمة
التي اقترفها .ومن جهة أخرى فإن مبدأ الشرعية التي يخضع لها القانون ليست
قاصرة على تحديد الجرائم والعقوبات فحسب ،بل هي شرعية تعود كل مراحل
تدخل القانون الجنائي منذ وقوع الجريمة حتى محاكمة الجرم وتنفيذ العقاب في
شأنه.
تتلوها الشرعية إلاجرائية ،وبيعني أخر أنه ال يجوز اتخاد إجراء ضد أي شخص ما لم
يكن القانون هو مصدر هذا إلاجراء وما لم يكن القانون مسموحا به من طرف
القانون ،ثم يأتي بعد ذلك املرحلة الثالثة من مراحل الشرعية الجنائية وهي مرحلة
التنفيذ العقابي ،وهي تعني ضرورة أن يكون القانون هو مصدر القواعد التي تخضع
6
لها إجراءات معاملة املجنونين وإجراءات تنفيذ العقوبات عموما.
6
-عبد الواحد العلمي :شرح القانون الجنائي المغربي القسم العام" طبعة 2002صفحة 67
12
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
الفقرة الثانية :مبدأ الشرعية الجنائية كأهم ضمانة في املحاكمة العادلة .
يعتبر مبدأ الشرعية ضمانا هاما من ضمانات الحرية الفردية وحماية املصلحة
العامة ويكتس ي هذا املبدأ قيمة دستورية ببالدنا فبالرجوع إلى الفقرة ألاولى من
الفصل 12من الدستور نجده ينص على أنه " :ال يجوز إلقاء القبض على أي شخص
ومتابعته أو إدانته إال في الحاالت وطبقا لإلجراءات التي ينص عليها القانون ".
وأصل هذا املبدأ في الشريعة إلاسالمية قوله تعالى " :وما كنا معذبين حتى
نبعت رسوال " وبقوله عز وجل " :وما كان ربك مهلك القوى حتى يبعث في أمتها رسوال
يتلوا عليهم آياتنا " .ونظرا لألهمية هذا املبدأ ،كذلك فقد كرسه املشرع في القانون
الجنائي الذي جاء فيه" :ال يسوغ مؤاخذة أحد على فعل ال يعتبر جريمة بصريح
القانون وال معاقبته بعقوبات لم يقررها القانون " .كما منح املشرع املغربي أهمية
الجنائية املعاصرة وجملة من الدساتير الحديثة ومع إلاعالن العلمي لحقوق إلانسان
الذي جاء فيه " :البد أن أي شخص من جراء فعل أو ترك إال إذا كان ذلك يعتبر
جرما وفقا للقانون الوطني أو الدولي وقت ارتكابه وكذلك ال توقع عقوبة أشد من تلك
7
التي كان يجب توقيعها وقت ارتكاب الجريمة ".
7
--عرض في مادة قانون المسطرة الجنائية حول موضوع" :ضمانات المحاكمة العادلة " ،من إنجاز طلبة ماستر االستشارة
القانونية ،الفوج الثالث ،كلية الحقوق سال ،تحت إشراف األستاذة بوعدي ،السنة الجامعية .2012-2013
13
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
من خالل مما سبق ذكره نستشف أن السلوك مهما كان ضارا باملجتمع ال يمكن
إخضاعه لجزاء جنائي ما لم يكن هناك نص صريح يجرمه ويحدد العقوبة املقررة
له ،لذا وجب على القاض ي أن يحكم بالبراءة مهما كانت قيمة الفعل ،ويعني ال يمكن
للقاض ي أن يجرم أفعاال لم يجرمها القانون وال يمكنه أن يعاقب بعقوبات لم
8
يحددها.
8
-الدكتور هشام بوحوص" :محاضرات في القانون الجنائي المغربي السداسي الثاني " ،كلية الحقوق بطنجة ،السنة الجامعية
2016-2017
14
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
مرتكبها وجمع ألادلة عنها التي من املمكن أن تسندها إلهم هي ما يسمى بالبحث
التمهيدي 9ويتولى القيام بهذه املرحلة حسب مقتضيات املادتين 01و 81من قانون
املسطرة الجنائية ،جهاز الشرطة القضائية بكل مسؤولية وإخالص ،من خالل احترام
ضمانات املحاكمة العادلة ،التي تضمن الحد ألادنى من الحقوق بالنسبة للمتهم،
حيث تبدأ من أول لحظة يتم فيها القبض عليه إلى غاية الانتهاء من كافة إلاجراءات
وبالتالي فمرحلة ما قبل املحاكمة تعتبر أهم مرحلة لسير الدعوى العمومية ،إذ
أثناءها يواجه الشخص مؤسسة الدولة وبها تقاس درجة احترامها لحقوق إلانسان
إلاجراءات والعمليات نظمها قانون املسطرة الجنائية ،ورتب عليها جملة من آلاثار
القانونية؛ حيث ينبغي احترامها وتطبيقها بصرامة متناهية كما ابتغاها القانون
وانصرفت إليها إرادة املشرع ضمانا الشروط املحاكمة العادلة وتسييجا لقرينة البراءة.
9
بد الواحد العلمي ،شرح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية ،الجزء األول ،طبعة ،2007ص 10 .343
15
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
والحرص على تفعيلها من قبل ضباط الشرطة القضائية في إطار البحث التمهيدي،
من خالل دراسة ضمانات الوضع تحت الحراسة النظرية (املطلب ألاول) ،وضمانات
التفتيش (املطلب الثاني) .وهي ضمانات وضعها املشرع املغربي لفائدة املتهم سواء
نطاق الجرائم املتلبس بها واملادة 11من ذات القانون بالنسبة للجرائم غير املتلبس
بها .بمقتضاه يسمح لضابط الشرطة القضائية إبقاء شخص أو عدة أشخاص رهن
إشارته لحاجيات يقتضيها البحث التمهيدي" 10،مع الوجه نفع متعة في القانون
الدولي.
ويعتبر الوضع تحت الحراسة النظرية من أخطر إلاجراءات التي يقوم بها ضابط
الشرطة القضائية لتعلقها بحرية إلانسان وأمنه القانوني ،لذلك نظم املشرع هذا
10
ع المرجع نفسه ،الصفحة .401
16
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
ومن الضمانات الشكلية املمنوحة للشخص تحت الحراسة النظرية ،إخباره أنه
تم القبض عليه أو وضع تحت الحراسة النظرية فورا وبكيفية يفهمها وله الحق في
الصمت (الفقرة ألاولى) ،وأيضا له حق التمتع بتعيين محام أو طلب تعيينه في إطار
11
الفقرة ألاولى :الحق في الصمت .
يعتبر حق املتهم في الصمت من حقوق الدفاع والتي تعد حجر الزاوية بالنسبة
وحق املتهم في الصمت ،إنما يأتي إعماال لقرينة البراءة ونتيجة من نتائجها ،هذه
القرينة التي تفترض حسب املادة ألاولى من قانون املسطرة الجنائية ،أن املتهم بريئ
حتى تثبت إدانته بحكم قضائي بات؛ إذ أن هذه القرينة تبقى قائمة طوال جميع
إجراءات الدعوى الجزائية ،ونتيجة لذلك ،ال يطلب من املتهم إثبات براءته القائمة
أصال بمقتض ى قرينة البراءة .وعليه ،فإن الاتجاه الغالب في الفقه يقرر منح املتهم
وحق املتهم في الصمت ،يسري على جميع املتهمين ،سواء أكان املتهم مبتدأ في
إلاجرام أم من أصحاب السوابق .وبالتالي ال يمكن إزالة هذه الصفة عنه أو حرمانه
من الحماية التي يقررها القانون .وعلى هذا ألاساس ،ومن أجل ملس هذا الحق خالل
11
الفهد هادي حبتور ،حق المتهم في الصمت ،مقال منشور بمجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية دمنهور العدد الثاني المجلد
التاسع ،2016 ،ص .726
17
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
مرحلة البحث التمهيدي ،يتعين علينا بداية معرفة ألاساس القانوني لحق املتهم في
الصمت (أوال) ،ثم بعدها نعرج إلى جزاء خرق الحق في الصمت في مرحلة البحث
التمهيدي (ثانيا).
الهدف من إقرار هذا املقتض ى الذي جاء به املشرع املغربي في التعديالت التي
وإحاطته باألفعال الجرمية املنسوبة إليه وألاسباب الداعية إلى اعتقاله ،فضال عن
ونظرا ألهمية ذلك ،فقد جعل منه املشرع املغربي قاعدة دستورية واجبة
التطبيق عندما نص في الفصل 12من الدستور على أنه ....." :يجب إخبار كل شخص
تم اعتقاله ،على الفور وبكيفية يفهمها ،بدواعي اعتقاله وبحقوقه ،ومن بينها حقه في
ويعتبر هذا الحق مفروضا سواء تعلق ألامر بالجريمة املتلبس بها أو في غير
حاالت التلبس.
إال أنه بالرجوع ملقتضيات املادة 19من قانون املسطرة الجنائية ،يحق لضابط
18
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
الجريمة ،إلى أن تنتهي تحرياته ،بل وله أن يحتفظ بهم ووضعهم تحت الحراسة
النظرية إذا كانت ضرورة البحث تقتض ي ذلك ،وأنه ملزما بإخبار كل شخص تم
إن حقوق ألاطراف تختلف باختالف مراكزهم في الدعوى العمومية ،ذلك أن
وضعية املتهم بجريمة معينة ،تختلف اختالفا تاما عن وضعية الشاهد على الجريمة
فإذا كان املتهم ال يجبر على الجواب عن ألاسئلة التي توجه إليه أثناء البحث
وعليه فإن الشاهد ال يحق له التزام الصمت بل يتعين عليه قول الحقيقة،
وحتى املتهم يتعين عليه الاخبار عما يعرفه بخصوص الجريمة املنسوبة لغيره تحت
تشترط املادتان 11و 11من قانون املسطرة الجنائية ،اللتان تخوالن لضباط
الشرطة القضائية إمكانية وضع ألاشخاص تحت الحراسة النظرية ،بأن يكون هذا
الوضع قد اقتضته
19
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
والقانونية للمتهم أثناء هذه املرحلة ،خاصة حقه في التزام الصمت .إال أن القراءة
املتأنية للمادة 11أعاله ،تظهر بجالء عدم ترتيب املشرع املغربي أي جزاء قانوني في
حالة خرق املقتضيات الواردة فيها ،مما يطرح إشكالية الجزاء املترتب في حالة خرق
فال يوجد نص صريح يقرر بطالن إجراءات ضباط الشرطة القضائية في حالة
خرقهم لهذا الحق .وبخالف مرحلة البحث التمهيدي ،نجد املشرع املغربي قد رتب
بطالن إجراءات قاض ي التحقيق في حالة خرقها للمقتضيات القانونية؛ حيث نصت
واضح من خالل نص هذه الفقرة ،أن املشرع املغربي عزز حماية حقوق املتهم
من خالل بطالن كل إجراء يقوم به قاض ي التحقيق ،خاصة وأن إجراءات هذا ألاخير
كثيرة ومتعددة .وبالتالي كان على تشريع قانون املسطرة الجنائية ،تقرير أي جزاء على
مخالفة أحكام الوضع تحت الحراسة النظرية املقررة باملادة 11من قانون املسطرة
20
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
الجنائية ،دون إبقاء صمته نظرا ألهمية هذه املرحلة من البحث التمهيدي ،وما قد
حيث كان على املشرع املغربي النص صراحة على بطالن مخالفة إجراءات
الوضع تحت الحراسة النظرية كما هو الشأن بالنسبة لبطالن املحاضر املتعلقة
بتفتيش املنازل في املادة 12من قانون املسطرة الجنائية التي صرح فيها بأنه " :يعمل
باإلجراءات املقررة في املواد 94و 11و 11أعاله تحت طائلة بطالن إلاجراء املعيب وما
وعليه ،فإذا ثبت أن الضابطة القضائية خرقت املادة 11من قانون املسطرة
الجنائية وتعاضت عن إشعار الظنين بحقوقه املنصوص عليها في تلك املادة ،فإن
البحث التمهيدي املنجز في حق الظنين املذكر يكون قد استهل بخرق القانون وخلل
شكلي ،وعليه ،فإن املحضر املنجز في ظل هذه الوضعية يكون باطال وعديم ألاثر ،ألن
12عبد الواحد العلمي ،شروح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية ،مرجع سابق104 ،
21
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
الحراسة النظرية ،حقه في الاستعانة بمحام .وهو حق کرسة الدستور املغربي 1100
من خالل املادة 12املومأ إليها أعاله ،حينما أكد على أحقية املتهم في الاستفادة ،في
أقرب وقت ممكن من مساعدة قانونية .ويمكن الوقوف على هذه الفقرة ،من خالل
معرفة أهمية تعيين املحامي (أوال) ،وأهم إلاجراءات التي وضعها املشرع إلاجرائي في
ولذلك فإن دور املحامي في هذه الخصومة يتعدى مجرد مساعدة املتهم ليصبح دوره
بمدافع عنه في جميع مراحل الخصومة الجنائية بدءا بمرحلة البحث التمهيدي .كما
أن مشورة املحامي القانونية ،تمكن في مرحلة ما قبل املحاكمة الشخص املشتبه فيه
أو املتهم بارتكاب جرم جنائي من حماية حقوقه ومن البدء في إعداد دفاعه.
22
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
مشروعية احتجازهم ،كما توفر لهم حماية مهمة من التعذيب وغيره من ظروف سوء
13
املعاملة ،ومن إكراههم على تقديم اعترافات تدينهم.
موضع الاتهام قد يعجزه املوقف الذي هو فيه عن تقديم حججه على نحو سليم،
بحيث يعجز عن الدفاع عن نفسه ،وتكون النتيجة أن يدان بجريمة هو بريئ منها ،وال
سبيل للتغلب على هذه املشكلة سوى أن يكون إلى جانبه محام يتولى عنه مهمة
الدفاع بكل ما أوتي من كفاءة وخبرة .ويدعم هذه الفكرة التسليم بأن حق الدفاع
ليس من حقوق املتهم وحده بل إنه يدخل ضمن حقوق املجتمع أيضا ،فمصلحة
املجتمع واضحة في الحرص على أال يدان بریئ وأال يفلت مجرم من العقاب.
بنفسه ،وهذا هو حقه ألاساس ي الذي ال يجوز تقييده أو الانتقاص منه ،وذلك ألن
حق الدفاع أصالة أسبق وجودا من الحق في اختيار محام14 .ثانيا :إجراءات تعيين
محامي املتهم قلنا فيما سبق ،أن حق املتهم في تعيين املحامي من الضمانات التي
أقرها الدستور املغربي إلى جانب حقوق أخرى حسب الفصل 12منه .ومن ثم كان
13
منظمة العفو الدولية ،دليل المحاكمة العادلة ،الطبعة الثالثة ،ص43
14
الريد محمد أحمد ،احترام حق الدفاع ضمانة للمحاكمة العادلة ،مقال منشور بمجلة األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية ،قسم
العلوم االقتصادية والقانونية ،العدد ،2013 ،11ص .123
23
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
لزاما على املشرع الجنائي ،مواكبة هذا الحق من خالل تحديد إجراءات الاستفادة من
فإذا التمس الشخص املوقوف تعيين محام ملؤازرته وقام بتعيينه ،يقوم ضابط
الشرطة القضائية بإشعار املحامي املعين مع إخبار نقيب هيئة املحامين التابع لها
املحامي بذلك .أما إذا التمس الشخص املوضوع تحت تدابير الحراسة النظرية ،تعيين
محام له في إطار املساعدة القضائية ،15يقوم ضابط الشرطة القضائية بإشعار نقيب
هيئة املحامين الذي يتولى تعيين أحد املحامين لهذه الغاية ،وتتم عملية إلاتصال بين
املحامي والشخص املوقوف ،قبل انتهاء نصف املدة ألاصلية للحراسة النظرية".16
وإذا كان هذا هو ألاصل فإنه قد يتم تأجيل أو تأخير اتصال املحامي بموكله
17
بصفة استثنائية وفق الشروط التالية:
-أن يتعلق ألامر بوقائع تكون جناية مما يجعل الجنح غير خاضعة لهذا
إلاستثناء؛
15
نظام المساعدة القضائية هو نظام يمنح لألشخاص الذين ال يقدرون ماديا على ممارسة حق التقاضي .وذلك حتى يتمكنوا من
ممارسة حقوقهم أو الدفاع عنها أمام القضاء ،والذي يجد أساسه في المرسوم الملكي بمثابة قانون رقم
7.5.14
16
،الصادر بتاريخ 17نونبر " 1177أحمد قيلش ،مجيدة السعدية ،سعاد حميدي ،محمد زنون ،عبد الغني حدوش ،الشرح العملي
لقانون المسطرة الجنائية ،مطبعة األمنية -الرباط ،2016ص .36
17
انظر المادة 77من قانون المسطرة الجنائية.
24
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
-أن يكون التأجيل بناء على طلب ضابط الشرطة القضائية وتحت إشراف
-أال تتجاوز مدة التأخير اثني عشر ساعة إبتداء من انتهاء نصف املدة ألاصلية
للحراسة النظرية؛
-إذا تعلق ألامر بجريمة إرهابية أو بالجرائم املشار إليها في املادة 011من قانون
املسطرة الجنائية ،فإن إلاتصال باملحامي يتم قبل انصرام املدة ألاصلية للحراسة
النظرية على أال يتجاوز ذلك التأخير مدة 91ساعة ابتداء من انصرام املدة ألاصلية
للحراسة .وعليه؛ ال يمكن إجراء هذه املقابلة أو إلاتصال إال بترخيص من النيابة
العامة وملدة ال تتجاوز ثالثين ( )21دقيقة ،تحت مراقبة ضابط الشرطة القضائية
وفي ظروف من شأنها أن تكفل سرية املقابلة ،وتفعيال لهذه الضمانة القانونية التي
منحها املشرع للشخص املوضوع تحت تدابير الحراسة النظرية ،فإنه منح لضابط
الشرطة القضائية وبصفة استثنائية إلاذن للمحامي باإلتصال بالشخص الذي طلبه،
18
وقيده بشرطين:
-تعذر الحصول على ترخيص من النيابة العامة لبعد املسافة أو أي سبب آخر
18
انظر المادة 30من قانون المسطرة الجنائية.
25
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
۔ تحریر تقرير بذلك ورفعه فورا إلى النيابة العامة؛ وقد وسع املشرع املغربي
من دور املحامي أثناء الاستنطاق أمام النيابة العامة ،ومكنه من استعمال ثالث
إمكانيات.
-التماس إجراء فحص طبي على موكله الذي كان تحت الحراسة النظرية؛ -
-التماس إطالق سراح موكله مقابل كفالة .وعليه؛ يتضح أن املشرع إلاجرائي
مكن املتهم من أحقية الاستعانة بمحام سواء تعلق ألامر بمسطرة البحث التلبس ي
حسب املادة 11من قانون املسطرة الجنائية ،أو بمسطرة البحث العادي حسب
كون أن الوضع تحت الحراسة النظرية من أخطر إلاجراءات التي يقوم بها
ضابط الشرطة القضائية وملا لها من تأثير على نفسية إلانسان وحريته وأمنه
القانوني.
26
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
الشخص و املحل والذي أحاطه املشرع بضمانة خاصة سواء أثناء البحث التمهيدي
19
أو التلبس ي ،وكذا التحقيق وذلك ملا تقتضيه الجريمة لتثبت منها".
هذا إلاجراء الذي ينصب على املنزل كما يمكن أن ينصب على ألاشخاص ،مع
احترام الضمانات القانونية و إلاجراءات املخولة للجهة املوكولة لها تبني هذا إلاجراء و
منه سنقسم هذا املطلب الفقرتين ،التفتيش في املنازل (الفقرة ألاولى) ،ثم تفتيش
حيث نجد هذه املرحلة تتميز عن الحالة املشهودة بأن لها قيود إضافية في
إجراءاتها ،سواء في الحراسة النظرية أو التفتيش ،وهذا ألاخير هو الذي تتركز عليه
الدراسة.
19
د يوسف أديب ,إجراءات تفتيش المنازل ,موضوع ماستر في المنازعات في كلية موالي إسماعيل بمكناس ,مدرج بموقع
www.Marocdroit.com
.تاريخ الزيارة 21/12/2020
27
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
يقوم ضابط الشرطة القضائية بمهامه إما بناءا على تعليمات النيابة العامة أو
بالبحث التمهيدي ،الحراسة النظرية و التفتيش ملا لهم من خطورة على الحرمات و
الحريات ,و منه سنقسم هذه الفقرة إلى شقين ,التفتيش في الجنح و الجنايات (أوال)
خارج حاالت التلبس نص املشرع في قانون املسطرة الجنائية ضمن فصلها ،84
أنه للدخول إلى منزل به أدوات إلاقناع و تفتيشه البد لضابط الشرطة القضائية
الحصول على موافقة صريحة و مكتوبة بخط يد الشخص الذي سيجرى التفتيش في
منزله ،وإذا كان ال يحسن الكتابة يشار في املحضر إلى موافقته لكن يطرح هنا إشكال
ذلك باستغالل ضابط الشرطة القضائية لهذه الصالحية ويقوم باإلشارة في املحضر
إلى املوافقة ؟ لكن الحال أن املشرع كما ذكرنا يستلزم لهذه إلامكانية عدم القدرة
على الكتابة (أمي) ،هناك قرار قضائي بهذا الشأن مفاده أن ضابط الشرطة القضائية
دخلوا في الحالة غير التلبسية إلى مسكن أستاذ دون إذن مكتوب منه و أشار إلى
موافقته لكن هذا ال يستوي لكون ألاستاذ يحسن الكتابة وهو ما جعل محضر
28
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
التفتيش و ما تم حجزه باطال 20يسوي املشرع بين منزل املشتبه فيه وبين منزل الغير،
عند التصريح املكتوب بخط اليد واملوافقة على الدخول يستند ضابط الشرطة
القضائية في إجراءاته للفصول من 94و 11و 11و 12من قانون املسطرة الجنائية.
التوقيع على التصريح املحرر من قبل ضابط الشرطة القضائية الستغالل الوقت،
لكن ذهب بعض الوكالء العامون للملك إلى القول أن إذن النيابة العامة كافي
للدخول للمنزل املراد التفتيش فيه ،أخذا بعين الاعتبار التقادم متى اوشكت الجريمة
على التقادم إال وكان الانتهاك مسموح به و الولوج للمسكن بإتباع إجراءات التلبس.
هناك من قال بأن هذا إلاذن هو مالذ و مفر للهاربين من السلطة و املجرمين و
يتساءلون عند الحل ،جاء ألاستاذ الحسن بوعيس ي و مع إشارته لتشدد محكمة
النقض الفرنسية في إلاذن املكتوب من صاحب املنزل إقرارها الصادر بتاريخ 11يناير
0492و تكون الصيغة كالتالي " :علما مني بحقي في الاعتراض على الدخول إلى منزلي ,
فإني أسمح لكم بالدخول إليه ,قصد القيام بالتفتيش 22والحجز الضروري" ما الحل
متى اعترض املجرم أو الشخص عن التفتيش املطلوب منه ؟ و كما قلنا أن ضابط
الشرطة القضائية يعود للنيابة العامة ملنحه إلاذن وهو ما عاب عليه الحسن
20
-قرار محكمة اإلستئناف ,الرباط ,صادر بتاريخ 1137-03-23في ملف جنحي رقم86/2327
21
.زينب عيوش ،ضمانات المتهم في مرحلة ما قبل المحاكمة ,الطبعة األولى ,مطبعة أفولكي تزنيت , 2001,ص . 36
22
يجب اإلشارة إلى ضرورة التمييز بين التفتيش التنقيبي ( )fouille perquisitionوالذي يستلزم اإلذن ,والتفتيش الوقائي
والهدف منه حفاظا على سالمة الشخص و الغير ,و هو يتم رغم عدم موافقته ,لحجز األدوات الضارة .
29
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
البوعيس ي واعتبره إجراء قانوني وان النيابة العامة متى حضرت عليها الامتثال للقانون
و أخذ إلاذن من صاحب املنزل و الحل هنا هو محاصرة املجرم أو منزله ,و العمل على
اختتام املحضر فورا و إحالته إلى النيابة العامة املختصة فورا ،و الذي يلتمس من
قاض ي التحقيق وهذا ألاخير يعمد إلى إنابة ضباط الشرطة القضائية 23املتواجدين في
عين املكان للقيام بإجراءات التحقيق و هي ما تفتح املجال لهم للقيام بما يرونه
مالئما و الدخول للمنزل قصد تفتيشه ،ملا كان له في ظل قانون املسطرة الجنائية
السابق من سلطة واسعة في القيام بماله أن يظهر الحقيقة ،24لكن في النص الحالي
1111نجده يمنح لقاض ي التحقيق صالحية القيام بكل ما يراه صالحا للكشف عن
الحقيقة مع التقيد بالقانون ( 19من قانون املسطرة الجنائية) وهوما يجعلنا نقول
يثور إشكال آخر وهو الحالة التي نراها في املجتمع املغربي و غيره ،أن أشخاص
يكترون شقة كل بغرفته ,هل يستلزم هنا ضابط الشرطة القضائية الحصول على
إذن جماعي لهم للدخول للمنزل ،ثم إذن صاحب الغرفة أم أنه يكتفي بإذن أحدهم
للدخول إلى املنزل و غرفه ؟ املنطقي ،وباستعمال القياس ،ما دام الفندق يستلزم
إذن صاحب الغرفة و ردهات الفندق هي عمومية ال يلزمه إلاذن نقول أن املوافقة
الزمة من صاحب الغرفة في املنزل املكتري من عدة أشخاص ،والدخول للمنزل ،ما
23
انظر الفصل 37من قانون المسطرة الجنائية.
24الحسن البوعيسي ،عمل الضابطة القضائية بالمغرب ,دراسة نظرية تطبيقية ،الطبعة األولى ,4444,ص 204
30
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
دام مشترك ال بد من إذن جماعي ،أو إذن الشخص الذي سيتم تفتيش غرفته ,حيث
أنه متى لم يكن صاحب الغرفة فال حق لغيره بمنح إلاذن لضابط الشرطة القضائية
في الجرائم إلارهابية يكون إلاذن املمنوح من صاحب املنزل أو رفضه للتفتيش
املوقع على منزله ،ال يكون له جدوى ،بحيث انه إذا امتنع أو تعذر عليه إعطاء إلاذن ,
بوشرت عملية التفتيش ،بناءا على إذن كتابي من النيابة العامة املختصة ،سواء
حضر أو امتنع عن الحضور ،لكن عليه استدعاء شاهدين لهذه العملية غير مرؤوسين
البد من التفتيش لكن مع احترام الحرمات إقرارا للتوازن ,و ذلك متى كان الشخص
لكن هذا إلاجراء غير واضح املعالم في النصوص إلاجرائية الجنائية املغربية،
ومنه سنحاول معالجة هذا ألامر (اوال) ثم نقف على إلاشكاليات املثارة (ثانيا).
31
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
لم ينظم املشرع املغربي في نصوص معينة التفتيش الجسدي -الفصل -10على
غرار املشرع الفرنس ي ،وال نعلم لحد الساعة ملاذا ال يزال املشرع الوطني تابع لفرنسا,
عكس التشريع املصري الذي نظم هذا التفتيش في املادة 91من قانون إلاجراءات
الجنائية بقوله " :في ألاحوال التي يجوز فيها القبض قانونا على املتهم ،يجوز ملأمور
الضبط القضائي أن يفتشه" ،فسر الفقه هذا أنه متى كان الشخص ستسلب منه
حريته والتي هي أقص ى حد من ناحية الانتهاكات فال بأس من التفتيش ،وكذا املشرع
املغربي اقتصر على تبني هذا إلاجراء في حالة كان الشخص موضوع رهن الحراسة
النظرية ،في إطار ما يعرف بالتفتيش الوقائي ,و حالة التنظيم بنصوص خاصة كما هو
" كل شخص يقع القبض عليه أو يتهم أو يعتقل أو يظن أنه يحمل أسلحة أو
أشياء من شأنها أن تضر باألمن العمومي يجب تفتيشه من لدن الدرك امللكي ,يمتد
لهؤالء ألاشخاص ,و كذا ألامتعة"..هو خليط من التفتيش التنقيبي و الوقائي ,ثم نجد
الفصل 2من ظهير " :0488ألجل تطبيق هذه املدونة و رغبة في البحث عن الغش ,
يجوز ألعوان إلادارة أن يقوموا بمعاينة البضائع ووسائل النقل و تفتيش ألاشخاص "
32
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
برجوعنا للفصل 10من قانون املسطرة الجنائية نجده ينص على التفتيش
الجسدي من قبل ضباط الشرطة القضائية ،يقع على الشخص املوضوع رهن
الحراسة النظرية ،و تسري حتى على حالة التلبس بجناية أو جنحة.
هو ما دفع بعض الفقه للقول بأنه البأس من القياس على صالحيات التفتيش املقرر
للمنازل ،هو ما رفضه الجانب املقابل بحجة الشرعية الجنائية و يفسر النص بشكل
ضيق ،لكن املشرع املغربي سرعان ما أتي في الفصل 11-0من مسودة مشروع قانون
املسطرة الجنائية الذي اعتبر ":يجوز الضابط الشرطة القضائية أن يقوم بإجراء
التفتيش الجسدي على ألاشخاص املشار إليهم في املادة أعاله بواسطة أشخاص من
جنسهم وفي ظروف تصان فيها كرامتهم مع ضمان فعالية املراقبة" .ومنه فهو خاضع
أما إلاشكال املوالي هو التفتيش الداخلي لجسم إلانسان ،شرط عدم إلحاق
ضرر بجسم الشخص و صحته ،أجاز املشرع املغربي هذا النوع ،حسب ما هو مقرر في
الفصل 98من قانون املسطرة الجنائية ،على أنه يقوم ضابط الشرطة القضائية
33
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
عند إلاقتضاء -بأخذ البصمات من مکان ارتكاب الجريمة ،أو لدى املشتبه فيهم
بارتكابها .
جوابا على هذا إلاشكال في الحاالت العادية و حسب الصيغة املقررة في الفصل
ال مجال للرفض ،و املشرع الفرنس ي نجاوز هذا الحد إلى اعتبار الرفض جريمة ،لكن و
حسب ألاستاذ الحسن البوعيس ي يجعل الرفض مقبوال كما يفيد التفتيش بتصريح
لم تقف إلاشكاالت إلى هذا الحد بل هناك ما هو أهم هو التفتيش من بني
جنس الشخص املقرر في حقه إلاجراء ،هذا إلاشكال هدفه حماية و إقرار و صيانة
آلاداب والقيم وألاخالق و النظام العام ,ثم الحفاظ على ألاعراض؛ سواء بالنسبة
لألنثى أو الذكر.
فال يجوز تفتيش أنثى إال من بني جنسها تحت طائلة البطالن ,سواء كانت طفلة
أو طاعنة في السن ,قد يتم من الزوج على زوجته وهذا ال أساس له لكونه غير ذي
صفة وهو تقليل من قيمتهم ومساس بكيانهم ،والزوج قد يخفي على ضابط الشرطة
القضائية ألادلة ,ومتى أظهرها سيؤدي هذا ال مجال للشقاق .و ما حکم التفتيش
الطبيب الذكر لألنثى ،إجابة عليه نورد قرار شہير ملحكمة النقض املصرية أن كشف
34
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
الطبيب على املرأة في مناطقها الحساسة ال يمس شرعية إلاجراء کونه خبير و محلف و
ما حكم حضور ضابط الشرطة القضائية للتفتيش املجرى من قبل الانثى على
من هي من جنسها ،ذهب بعض الفقه للقول انه يتم بقبولها وعدم كشف عورتها
أمام ضابط الشرطة القضائية ،و جانب آخر اعتبر العورة ال تمس بالتحسس بل
تمس بالنظر و إلقاء النظر على املناطق الحساسة يعد مساسا بها و يجعل التفتيش
باطال .
القضائية تفتيش املرأة دون الوصل ملناطقها الحساسة ,كأخذ ش يء من يديها أو
هذا كله تابع من الواقع العملي في مجال التفتيش املتعلق باألشخاص واملنازل ,
تنهای مهام التفتيش من قبل ضابط الشرطة القضائية بتحرير محضر بما قام به ,و
حيث أنه يعد صورة عن مدى شرعية إلاجراء ,الذي قد يبطله القاض ي متى وجد فيه
25
-قرار محكمة النقض المصرية ،صادر بتاريخ 1167-1-11
35
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
: خاتمة
صياغته ،يبقى عمال إنسانيا قوامه القصور والنقصان ،وال يكون بمنأى عن املراجعة
والانتقاد والتنقيح ،وهو ما يتم في الغالب عبر تعديالت قانونية تأخذ في الاعتبار
مقاصد السياسة الجنائية في الدولة والتي تتحول باستمرار ،متأثرة في ذلك بتحول
واملشرع الجنائي يبقى مدعوا دون غيره إلى إحداث نوع من التوازن والانسجام
بين مصلحتين تقفان على طرفي نقيض ،فهناك مصلحة الفرد بما تقتضيه من
محافظة على حقوقه وحرياته ،وهناك مصلحة املجتمع بما تتطلبه من صرامة في
التعامل مع كل من يهدد طمأنينته وكيانه ،في معادلة صعبة كلما نجح املشرع في
حلها ،إال وجاءت قوانينه متوازنة توصف بالدقة والفاعلية ،واذا اختل هذا التوازن
لصالح هذه الجهة أو تلك سقطت القواعد القانونية في فخ الركاكة والغموض وعدم
الفاعلية ،وإذا اقترن إصدارها وحالة استعجال فرضتها حوادث مجتمعية غير متوقعة
زاد هذا الاختالل اختالال آخر ،لتصل هذه القواعد القانونية إلى مرحلة السوء.
حاول جاهدا التوفيق بين مصلحتين مهمتين ومتضاربتان ،وهما حق الدولة في توقيع
36
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
الجزاء على الجناة وكذا حق هؤالء في الاستفادة من كل الضمانات التي تؤدي حتما
إلى محاكمة عادلة تستجيب لكافة الشروط الواردة في القوانين الوطنية واملكرسة في
املواثيق الدولية .فخالل مرحلة البحث التمهيدي بشقيه العادي والتلبس ي ،منح
يكون دورهم في هذه املرحلة فعاال باعتبار مرحلة البحث التمهيدي بوابة وقنطرة
توقيف الجناة ومنعهم من الفرار وجمع ألادلة حول الجريمة ،وتحرير محاضر توثق كل
ذلك ،كما يمكنهم وضع ألاشخاص املوقوفين رهن تدابير الحراسة النظرية إذا توفرت
شروطها ،مع ضرورة احترام مددها وإجراءات تمديدها ،كما يمكنهم كذلك تفتيش
املنازل وحجز ما بها من وسائل لإلقناع ،وذلك في الساعات املسموح بها قانونا ،ويؤدي
أي خرق إلجراء من إجراءات التفتيش إلى بطالن محضر هذا ألاخير وما قد ينتج عنه
37
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
• عبد الواحد العلمي :شرح القانون الجنائي املغربي ،القسم العام ،طبعة
• أحمد قيلش ،مجيدة السعدية ،سعاد حميدي ،محمد زنون ،عبد الغني
حدوش ،الشرح العملي لقانون املسطرة الجنائية ،مطبعة ألامنية -الرباط .1108
38
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
العادلة ،من إنجاز طلبة ماستر الاستشارة القانونية ،الفوج الثالث ،كلية
الحقوق سال تحت إشراف ألاستاذة بوعدي ،السنة الجامعية 1102 / 1101
• فهد هادي حبتور ،حق املتهم في الصمت ،مقال منشور بمجلة كلية الدراسات
• يوسف ادیب ،إجراءات تفتيش املنازل ،موضوع ماستر في املنازعات ،في كلية
39
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
الفهرس
الفقرة الثانية :مبدأ الشرعية الجنائية كأهم ضمانة في املحاكمة العادلة 13 ............... .
املبحث الثاني :دور التشريع الجنائي في توفير املحاكمة العادلة 1. ............................
املطلب ألاول :ضمانات الوضع تحت الحراسة النظرية الوضع تحت الحراسة النظرية 17 . .
40
ضمانات املحاكمة العادلة في مسطرة البحث التمهيدي
41