You are on page 1of 66

UNIVERSITYLIFESTYLE.

NET

UNIVERSITYLIFESTYLE.NET
UNIVERSITYLIFESTYLE.NET

‫ملخص القانون الجنائي‬


‫الخاص‬

UNIVERSITYLIFESTYLE.NET
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫تعريف القانون الجنائي‬


‫اعتاد الفقهاء تعريف القانون الجنائي بأنه ذلك الفرع من القانون الذي تحدد قواعده األحكام العامة للتجريم والعقوبة المتعلقة بكل‬
‫األفعال المجرمة‪ ،‬وأنواع السلوك الذي صنف على أنه جريمة‪ ،‬والعقاب الذي حدده المشرع لها‪ ،‬وكذلك المساطر الواجب‬
‫إتباعها في البحث والتحقيق عند ارتكاب الجريمة‪ ،‬وإجراءات المحاكمة‪ ،‬وطرق الطعن وتنفيذ العقوبة‪ .‬ويالحظ أن هذا التعريف‬
‫يطال كافة أقسام القانون الجنائي‪ ،‬الذي هو القانون الجنائي العام والخاص والمسطرة الجنائية‪.‬‬

‫القسم العام من القانون الجنائي‬

‫أو القانون الجنائي العام هو ذلك القسم الذي يهتم بدراسة األحكام العامة الجريمة والمسؤولية والعقوبة‪ ،‬فهو يتعلق باألركان‬
‫العامة للجريمة من ركن مادي‪ ،‬ورکن معنوي‪ ،‬و رکن قانوني‪ ،‬وكذلك ما يتعلق بالنظرية العامة لرد فعل المجتمع تجاه الفعل‬
‫اإلجرامي أي العقوبة والتدابير الوقائية‪ .‬وهي القواعد المنصوص عليها في الفصول من ‪ 1‬إلى ‪ 162‬من مجموعة القانون‬
‫الجنائي المحددة بالظهير الشريف رقم ‪ 413 . 59 .1‬الصادر في ‪ 28‬جمادی الثانية ‪ 26( 1382‬نونبر ‪ )1962‬بالمصادقة على‬
‫الجنائي ‪.‬‬

‫القانون الجنائي الخاص‬

‫وفيه حصر لألفعال التي يعتبرها المشرع جرائم سواء كانت على شكل عمل إيجابي أو سلبي‪ ،‬والعقوبات والتدابير التي خصها‬
‫بها‪ .‬نجد هذه األحكام في الفصول من ‪ 163‬إلى ‪ 612‬من م‪.‬ق‪.‬ج‪ ،‬وكذلك الواردة في مدونة السير وقانون الصحافة‪ ،‬ومدونة‬
‫الجمارك والضرائب غير المباشرة‪.‬‬

‫ومن الناحية ال تاريخية‪ ،‬نجد جذور القانون الجنائي الخاص في القوانين القديمة كقانون حمو رابي عند البابليين وفي قانون مانو‬
‫عند الهنود وفي قانون بوخوريس عند الفراعنة وفي قانون دركون وصولون عند اإلغريق ‪ .‬وفي قانون اإلثني عشر عند‬
‫الرومان‪.‬‬

‫وأحكام القانون الجنائي الخاص هي األحكا م األقل ثباتا واستقرارا من قواعد وأحكام القانون الجنائي العام‪ ،‬فما كان يعتبر جريمة‬
‫في السابق ال يعتبر كذلك اآلن‪ ،‬وما كان مباحا في السابق أصبح جريمة في الوقت الراهن‪ ،‬فاإلجهاض كان مجرما في فرنسا‬
‫ولم يعد كذلك اآلن إذا كان طبيا وأجري في األجل القانوني‪ ،‬والسرقة والقتل لم يكونا مجرمين في السابق خالفا للوقت الراهن‪.‬‬

‫المسطرة الجنائية‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫في مقابل القواعد الموضوعية التي نجدها في القانون الجنائي بشقيه العام والخاص هناك قواعد إجرائية أو شكلية‪ ،‬نص عليها‬
‫قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬وهي تتعلق بالتنظيم القضائي‪ ،‬وقواعد االختصاص‪ ،‬وتحريك الدعوى العمومية‪ ،‬والبحث التمهيدي‬
‫والتحقيق اإلعدادي‪ ،‬وإجراءات متابعة الظنيين‪ ،‬والطعن في األحكام‪ ،‬وتنفيذ العقوبة وقد تمت معالجة كل هذه المواد في قانون‬
‫مستقل وهو قانون المسطرة الجنائية التي حددت بالظهير الشريف رقم ‪ 255 . 02 . 1‬صادر في ‪ 25‬من رجب ‪3( 1423‬‬
‫أكتوبر ‪ )2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 22.01‬المتعلق بالمسطرة الجنائية‬

‫ثانيا ‪ :‬تعريف القانون الجنائي الخاص‬


‫ويميز القانون الجنائي الخاص‪ ،‬حسب خطورة الفعل المرتکب‪ ،‬بين المخالفات والجنح والجنايات‪ ،‬فالجنايات هي الجرائم‬
‫المعاقب عليها باإلعدام أو السجن المؤبد‪ ،‬أو السجن المؤقت من ‪ 5‬إلى ‪ 30‬سنة أو اإلقامة اإلجبارية أو التجريد من الحقوق‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫أما الجنح فهي التي يعاقب عليها بالحبس ما بين شهر و‪ 5‬سنوات أو الغرامة التي تفوق ‪.1200‬‬

‫أما المخالفات فعقوبتها هي االعتقال لمدة تقل عن شهر أو الغرامة من ‪ 30‬درهم إلى ‪ 1200‬درهم‪.‬‬

‫وبالمقار نة مع بعض التشريعات نالحظ أن التشريع المصري يطلق على هذا القانون تسمية قانون العقوبات‪ .‬أما بعض‬
‫التشريعات األخرى‪ ،‬فقد اتجه إلى استعمال مصطلح “القانون الجزائي” كالتشريع الكويتي والسوري واللبناني‪.‬‬

‫ويرى الفقهاء أن كل هذه المصطلحات غير سليمة‪ ،‬فالمصطلح المستعمل مثال في القانون المغربي يعتمد الجناية أساسا ناسيا‬
‫أنواع الجرائم األخرى كالجنح والمخالفات‪ ،‬وغافال لعنصر العقوبة التي هي جزء من هذا القانون‪.‬‬

‫ومصطلح “قانون العقوبات” اعتمد عنصر العقوبة ناسيا الجريمة‪ .‬ويؤاخذ على مصطلح “القانون الجزائي” أن الجزاء ليس‬
‫مصطلحا خاص ا بالقانون الجنائي إذ نجده في القانون المدني‪( ،‬كجزاء اإلخالل بااللتزام‪ ،‬وجزاء عدم تنفيذ العقود) وفي القانون‬
‫اإلداري (الجزاء التأديبي‪….).‬‬

‫أهمية القانون الجنائي‬


‫إذا كان القانون بصفة عامة هو ذلك العلم الذي ينظم العالقات بين األفراد داخل المجتمع‪ ،‬فإن القانون الجنائي ينفرد بأهميته‬
‫داخل المنظومة القانونية‪ ،‬سواء بالنسبة للدولة أو المجتمع‪ .‬أو األفراد‪ .‬وتتجلى أهميته بالنسبة للدولة في كونه وسيلة لحمايتها من‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫المجرمين بالداخل (تجريم المؤامرة واالعتداء‪ ،‬والمس بسالمة الدولة الداخلية) أو من الخارج (تجريم التجسس‪ ،‬والمس بسالمة‬
‫الدولة الخارجية)‬

‫أما أهمية هذا الفرع من القانون بالنسبة للمجتمع‪ ،‬فإنها تتجلى في تجريمه وعقابه للعديد من األفعال التي من شأنها أن تهدم دعائم‬
‫المجتمع كاألسرة (مثال جرائم إهمال األسرة واألخالق (جرائم انتهاك اآلداب‪ ،‬وجرائم إفساد الشباب والبغاء)‪ ،‬والملكية السرقة‬
‫والنصب وخيانة األمانة‪).‬‬

‫وغير خاف على أحد أهمية هذا القانون بالنسبة للفرد‪ ،‬إذ يحمي حقه الطبيعي في الحياة بتجريمه لفعل القتل‪ ،‬والسالمة الجسدية‬
‫لعقابه على اإليذاء بنوعيه العمد وغيرالعمد … الخ‬

‫طبيعة القانون الجنائي‬


‫السؤال الذي يطرح هو‪ :‬ما موقع القانون الجنائي من بين القوانين األخرى؟ هل يمكن تصنيفه ضمن فروع القانون الخاص‪ ،‬أم‬
‫ضمن فروع القانون العام؟‬

‫قبل اإلجابة على هذا السؤال‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن القانون يمكن تقسيمه إلى فرعين أساسين هما‪ :‬القانون العام والقانون‬
‫الخاص‪ .‬ويعتبر القانون الخاص ذلك القانون الذي ين ظم العالقات بين األفراد كالقانون المدني والقانون التجاري‪ ،‬وأن القانون‬
‫العام هو الفرع من القانون الذي ينظم العالقات التي تكون فيها الدولة طرفا وهي ذات سيادة وسلطان القانون اإلداري‪ ،‬والقانون‬
‫الدستوري‪.‬‬

‫لقد انقسم الفقه في شأن تحديد موقع القانون الجنائي‪ ،‬فهناك من يرى أنه يدخل ضمن فروع القانون العام لوجود الدولة دائما‬
‫كطرف‪ ،‬وأن إتيان أحد األفعال المجرمة ما هو إال اعتداء على المجتمع الذي تمثله الدولة‪.‬‬

‫وهناك من يرى أن هذا القانون يتعين تصنيفه في إطار فروع القانون الخاص‪ ،‬باعتبار أن الجرائم في أغلب األحيان ال تعدو أن‬
‫تكون اعتدا ء على حقوق أفراد‪ ،‬وأن القضاء العادي ال القضاء اإلداري هو المختص بالنظر في منازعاته‪ ،‬ويدرسه أساتذة‬
‫القانون الخاص‪.‬‬

‫وهناك أخيرا من يرى أن هذا القانون ذو طبيعة خاصة‪ ،‬فهو ينفرد‪ ،‬دون غيره من فروع القانون األخرى‪ ،‬بموضوعي‪ :‬التجريم‬
‫والعقاب‪.‬‬

‫مكانة القانون الجنائي بالنسبة للفروع القانونية األخرى‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫تتجلى أهمية ومكانة القانون الجنائي بين الفروع القانونية األخرى فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 1-‬تعتبر المواضيع التي تدرس في إطار هذا القانون من األهمية بمكان بالمقارنة مع المواضيع التي تهتم بها القوانين األخرى‪،‬‬
‫ذلك أن القانون الجنائي يستقل عن غيره من القوانين في إقرار جزاءات خطيرة ال نجدها في غيره من القوانين ‪ ،‬وهي عقوبات‬
‫سالبة للحرية‪.‬‬

‫‪ 2-‬تعتبر العقوبات المقررة في القانون الجنائي أكثر ردعا من الجزاءات المنصوص عليها في القوانين األخرى‪ ،‬وأن القوانين‬
‫األخرى غالبا ما تلتجئ لحماية مصلحة من المصالح إلى اعتماد العقوبات الجنائية‪ ،‬فالمطل في أداء الديون غير مقبول من‬
‫الناحية المدنية‪ ،‬وال من الناحية التجارية‪ ،‬ونظرا لخطورته فقد تقرر معاقبة صاحبه جنائيا سواء تعلق األمر بمعاملة مدنية أو‬
‫معاملة تجارية‪.‬‬

‫‪3-‬تتجلى أهمية هذا القانون ومكانته في تطوره ومسايرته للتطورات‪ ،‬ويتجلى هذا في تجريمه ألفعال مستجدة كتحويل‬
‫الطائرات وإتالف منشآت المالحة الجوية‪ ،‬وأعمال اإلرهاب وغسيل األموال‪ ،‬وكذلك أفعال ذات الصلة بنظم المعالجة اآللية‬
‫للمعطيات‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫عالقة القانون الجنائي بغيره من فروع القانون األخرى‬


‫مما الشك فيه أن القانون الجنائي أصبح قانونا مستقال بذاته‪ .‬وهذا ال يعني أنه ال توجد أية عالقة بين هذا القانون والقوانين‬
‫األخرى‪ ،‬ذلك أن للقانون الجنائي عالقة وطيدة مع القانون الدستوري والقانون الدولي العام وفروع القانون الخاص‪.‬‬

‫وتبدو عالقته بالقانون الدستوري في أنه كلما وقع أي تغيير في النظام السياسي للدولة إال وصاحبه تغيير عميق في القانون‬
‫الجنائي‪ ،‬فلنعط مثال لذلك في المغرب‪ ،‬فتكوين النقابات المهنية كان عمال محظورا بالنسبة للمغاربة إبان الحماية‪ ،‬إال أنه لما‬
‫بزغ فجر االستقالل أصبح مسموحا لهؤالء تأسيس النقابات‪ ،‬وتم منع نظام الحزب الوحيد‪ ،‬وتم ضمان حرية الرأي والتعبير‪.‬‬

‫وللقانون الجنائي عالقة بالقانون الدولي العام‪ ،‬نتيجة ليسر المواصالت وحرية التنقل‪ ،‬هذا ما سهل انتقال المجرمين بين الدول‬
‫مما يستدعي التعاون بينها قصد تسليم المجرمين ‪.‬‬

‫أما عالقته بالقانونين التجاري والمدني فتتجلى في أنه بالرغم من إقرار جزاءات خاصة بها‪ ،‬إال أنه قد يصل الخطأ المرتكب من‬
‫الجسامة‪ ،‬مما ال ينفع معه إال تدخل المشرع الجنائي (مثال إصدار الشيك بدون مؤونة‪).‬‬

‫عالقة القانون الجنائي باألخالق والدين‬


‫تتضح عالقة القانون الجنائي باألخالق والدين في النقط التالية‪:‬‬

‫إن األفعا ل المجرمة غالبا ما تتصف بتنا فيها مع األخالق وعدم مراعاة الحياء کجرائم الفساد والخيانة الزوجية والنصب‪ ،..‬وهذا‬
‫ال يعني أن كافة الجرائم فيها إخالل باألخالق‪ ،‬إذ نجد جرائم كثيرة قررها المشرع ال تجد علة تجريمها في مخالفتها للقواعد‬
‫األخالقية كالجرائم االقتصادية والمخالفات الجمركية‪ .‬كما ال يمكن إغفال العالقة الموجودة بين القانون الجنائي والدين‪ ،‬بسبب‬
‫تجريمه للزنا وشهادة الزور‪ ،‬واإلفطار جهارا في رمضان‪ ،‬وانتهاك حرمات المعابد‪.‬‬

‫تطور القانون الجنائي‬


‫لم يعرف النظام الجنائي‪ ،‬قبل سنة ‪ ،1913‬تقنينا جنائيا بالمفهوم الوضعي‪ ,‬وإنما كانت أحكام الشريعة اإلسالمية الغراء في‬
‫الحدود والقصاص والديات والتعازي كما استقر عليها فقهاء المذهب المالكي‪ ،‬هي المطبقة‪.‬‬

‫وبدخول المغرب في عهد الحماية صدر ظہير ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬يأمر بتطبيق القانون الجنائي والمسطرة الجنائية الفرنسيين أمام‬
‫المحاكم التي أقامت ها فرنسا بالمغرب على األشخاص الخاضعين الختصاص هذه المحاكم‪ .‬أما في منطقة شمال المغرب فقد‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫صدر ظهيران أولهما في ‪ 1‬يونيو ‪ 1914‬يقضي بتطبيق قانون العقوبات الخاص بالمنطقة الشمالية وهو قانون العقوبات‬
‫االسباني‪ ،‬وثانيهما في ‪ 15‬يناير ‪ 1925‬يتعلق بتطبيق قانون العقوبات الخاص بمنطقة طنجة الدولية‪.‬‬

‫وال تطبق هذه القوانين على المغاربة الذين يحاكمون أمام المحاكم المخزنية في القضايا الجنائية‪ ،‬والتي لم تكن تخضع لقانون‬
‫موضوعي وإجرائي محدد‪ ،‬إذ كان الباشا أو القائد يطبق‪ ،‬بحسب األحوال‪ ،‬إما أحكام الفقه اإلسالمي أو األعراف المحلية‪ ،‬أو‬
‫يجتهد شخصيا في إعطاء الحل القانوني المالئم‪ .‬وبقي الحال هكذا إلى أن صدر في ‪ 24‬أكتوبر ‪ ،1913‬قانون جنائي ومسطرة‬
‫جنائية تطبق على المغاربة الخاضعين الختصاص المحاكم المخزنية‪.‬‬

‫وفي ‪ 26‬نونبر ‪ 1962‬صدرت مجموعة جنائية مغربية‪ ،‬ألغت سابقتها لتطبق ابتداء من ‪ 17‬يونيو ‪ ،1963‬والزالت سارية‬
‫المفعول إلى اآلن وتضم ‪ 612‬فصال‪ .‬وقد وضعت وزارة العدل والحريات مسودة لمشروع القانون الجنائي ووضعتها رهن‬
‫إشارة المهتمين في أبريل ‪ 2015‬بموقعها الرسمي في الشبكة العنكبوتية ‪ ،‬وستكون محل بعض اإلشارات واإلحاالت في هذه‬
‫المحاضرات‬

‫رأينا أن األحكام ا لخاصة للقانون الخاص أو ما يصطلح على تسميته بالقانون الجنائي الخاص قد أدرجها المشرع أساسا في‬
‫مجموعة القانون في الفصول من ‪ 163‬إلى ‪ . 612‬ومن المفيد أن نبين أنها وردت في الكتاب الثالث تحت عنوان ” في الجرائم‬
‫المختلفة وعقوباتها” الذي جاء مقسما إلى جزأين‪ :‬الجزء األ ول‪ :‬في الجنايات والجنح التأديبية والجنح الضبطية‪ ،‬والجزء الثاني‪:‬‬
‫في المخالفات‪ .‬وجاءت الجنايات والجنح مقسمة حسب موضوعاتها ومرتبة ترتيبا يبين أولويتها في نظر المشرع ويلقي بعض‬
‫الضوء على السياسة الجنائية للمشرع المغربي‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫القتل العمد‬
‫إن القتل العمد هو المنصوص عليه في القانون الجنائي في الفصل ‪ 392‬من م‪.‬ق‪.‬ج‪ .‬الذي يقضي بما يلي‪“ :‬كل من تسبب عمدا‬
‫في قتل غيره يعد قاتال”‬

‫ويالحظ أن هذا الفصل عرف القاتل ولم يعرف القتل ‪ ،‬والقتل في اصطالح بعض الفقهاء هو‪“ :‬إزهاق روح إنسان بفعل إنسان‬
‫أخر بغير وجه حق”‪ ،‬وهو في رأي البعض اآلخر‪ “ :‬كل فعل أو امتناع محرم صادر عن إنسان إلزالة حياة إنسان آخر خالفا‬
‫للقانون” فلجريمة القتل العمد ركنين أساسيين بحيث يتضمن الفصل ‪ 392‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬أركان جريمة القتل العمد التي هي‪:‬‬
‫الركن المادي والقصد الجنائي أو الركن المعنوي‪.‬‬

‫الركن المادي‬
‫يتكون الفعل المادي لجريمة القتل العمد‪ ،‬التي هي من جرائم النتيجة‪ ،‬من‪ :‬نشاط يقوم به الفاعل‪ ،‬ونتيجة إجرامية‪ ،‬وعالقة سببية‪:‬‬

‫‪1-‬نشاط يقوم به الفاعل‬

‫تتحقق جريمة القتل بنشاط يقوم به الفاعل بهدف القضاء على شخص‪ ،‬وال ترتكب هذه الجريمة بمجرد النية الكامنة في ذهن‬
‫الشخص؛ فالفصل ‪ 392‬استعمل عبارة عامة وهي “من تسبب عمدا في قتل غيره”‪ ،‬وذلك للتعبير على أن أي نشاط أتی به‬
‫الفاعل يكون الركن المادي لجريمة القتل العمد ما دام قد نجم عنه إزهاق روح الضحية‪ ،‬ال فرق بين أن تكون األداة أو الوسيلة‬
‫المستعملة كافية بطبيعتها إلزهاق الروح أم ال؛ فالسالح الناري والسالح األبيض والحرق والخنق كلها أفعال قاتلة بطبيعتها وقد‬
‫تكون الوسيلة غير قاتلة بطبيعتها ومع ذلك نكون بصدد قتل عمد إذا ضرب شخص آخر بعصا بنية قتله فمات‪ ،‬أو إذا ضربه‬
‫بقبضة يده على رأسه بنية إزهاق روحه فمات‪.‬‬

‫والعمل الذي يحدث الموت يكون إما ماديا أو معنويا‪ ،‬مثال العمل المعنوي من يخبر شخصا مريضا أو مسنا بنبأ فاجع بقصد‬
‫قتله‪ ،‬وقد اختلف الفقه بصدد الفعل المعنوي‪ ،‬فهناك من رفضه بسبب صعوبة إقامة الدليل على توافر العالقة السببية التي البد‬
‫منها بين النشاط المعنوي وبين الوفاة‪ ،‬وهناك من يرى بأنه ال مانع من االعتداد بالنشاط المعنوي في الحاالت التي يمكن فيها‬
‫إقامة الدليل على توافر هذه الرابطة‪.‬‬

‫ويمكن تفسير الفصل ‪ 392‬بأنه يساير الرأي األخير بدليل أنه استعمل عبارة عامة تمكن من إدخال الفعل المعنوي‪ .‬وتجدر‬
‫اإلشارة إلى أنه يتعين أن يقع الفعل على إنسان في غير ميت‪ ،‬ذلك أن الشخص ال يمكن مؤاخذته بقتل جثة هامدة‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫– ‪2‬نتيجة إجرامية‬

‫يفهم من النتيجة اإلجرامية في القتل العمد إزهاق روح إنسان‪ ،‬أما قتل الجنين في بطن أمه فيعتبر جريمة مستقلة وهي‬
‫اإلجهاض‪ ،‬المنصوص عليه وعلى عقوبته في الفصل ‪ 449‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ ،.‬مما يستدعي تعيين الحدود الفاصلة بين اإلجهاض‬
‫والقتل‪.‬‬

‫فالفقه السائد يرى أن األحكام المتعلقة بالقتل تبتدئ من المخاض أي باستعداد الجنين للخروج من الرحم‪ ،‬وقبل هذه المرحلة فإن‬
‫النص المتعلق باإلجهاض هو الذي يطبق‪ ،‬والقانون المغربي تبني هذا الرأي في قتل الوليد المنصوص عليه في الفصل ‪،397‬‬
‫والوليد ي شمل الطفل منذ بداية والدته‪ ،‬فهذا الفصل ال يشترط انفصال الطفل كليا عن جسم أمه‪.‬‬

‫– ‪3‬العالقة السببية‬

‫أي أن ينجم عن فعل الجاني إزهاق روح الضحية مباشرة‪ ،‬أما إذا انعدمت هذه الرابطة فال ينسب للشخص قتل ‪ ،‬فالذي يرمي‬
‫غريمه نارا ويصيبه‪ ،‬ويتوفي أحد األشخاص الذين شاهدوا هذه الجريمة بسبب مرض يعاني منه وهو مرض تمدد األوعية‬
‫الدموية ‪ ،‬ال يكون مرتكبا للقتل‪ ،‬ألن وفاة هذا الشخص لم تنجم مباشرة عن نشاط الفاعل‪”.‬‬

‫والعالقة السببية قد تكون واضحة عندما يستعمل الفاعل وسائل قاتلة تسبب فورا في قتل الضحية‪ ،‬كحالة طعن الضحية بخنجر‬
‫في قلبه وموته‪ ،‬إال أن هذه الحالة قد تكون غامضة عندما تشترك أسباب أجنبية مع نشاط الفاعل في إزهاق روح الضحية‪ ،‬كأن‬
‫يكون الضحية مريضا أو أن األداة المستعملة كانت مسمومة‪ ،‬أو أن الضحية أهمل عالج نفسه‪ ،‬فما الحل هنا؟‬

‫لقد اختلف الفقهاء إلى مذاهب منهم من أخذ بنظرية تكافؤ األسباب ‪ ،‬ومنهم من أخذ بنظرية الهيمنة ‪ ،‬ومنهم من تبنى نظرية‬
‫السبب المالئم‪.‬‬

‫نظرية تكافؤ األسباب‬

‫ترى هذه النظرية أن جميع األسباب التي تدخلت بين الفعل والنتيجة‪ ،‬فأحدثت هذه األخيرة تعتبر متكافئة ومتعادلة في قيمتها‪.‬‬

‫نظرية الهيمنة‬

‫يقول أصحاب هذه النظرية أن األسب اب غير متكافئة‪ ،‬لذا يتعين في نظرهم‪ ،‬أخذ السبب الذي يفوق األسباب األخرى‪ ،‬ويلقون‬
‫على صاحبه المسؤولية‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫نظرية السبب المالئم‬

‫يرى أتباع هذه النظرية أن الفعل يعتبر سببا قانونيا اإلحداث النتيجة اإلجرامية إذا كان الناس قد ألفوا أن يروا عادة أن هذا الفعل‬
‫يحدث هذه النتيجة‬

‫و يتعين في ظل القانون المغربي عدم التقيد بأية نظرية من هذه النظريات‪ ،‬وإنما ينبغي ترك أمر استنباط العالقة السببية لقاضي‬
‫الموضوع يبحث عنها في كل قضية حسب وقائعها ومالبساتها معتمدا على كافة الوسائل المفيدة من خبرة طبية مع وجوب ذكر‬
‫ما ثبت لديه من وقائع في الحكم ألن ذلك يدخل في التعليل الواجب في األحكام ‪.‬‬

‫القصد الجنائي أو الركن المعنوي‬


‫إن القصد الجنائي هنا هو توافر النية اإلجرامية لدى الفاعل في الوقت الذي يزهق فيه روح غيره‪ ،‬أي البد من تحقق القصد‬
‫العام‪ ،‬الذي هو توجيه الفاعل إرادته إلى القيام باعتداء ضد غيره مع العلم بحقيقة ما يقدم عليه‪ ،‬والقصد الخاص الذي يعني أن‬
‫الفاعل أراد من ذلك االعتداء إزهاق روح ضحيته‪.‬‬

‫وعليه فإننا ال نكون بصدد القتل العمد في إحدى الحاالت التالية‪:‬‬

‫–عندما يقوم الفاعل باالعتداء على شخص إنسان دون أن تتوفر لديه نية قتله‪.‬‬

‫–عندما يقوم بالفعل د ون توجيه إرادته إليه‪ ،‬كأن يمس عرضا زناد بندقيته وتنطلق الرصاصة فتصيب أحد األشخاص وتزهق‬
‫روحه‪.‬‬

‫– إذا ارتكب الفاعل القتل عن قصد مع جهل بالواقعة التي وجه إليها نشاطه كالصياد الذي يطلق النار على شبح ظانا أنه حيوان‪،‬‬
‫فإذا به إنسان‪.‬‬

‫أما عندما توجد نية القتل لدى الفاعل‪ ،‬ولكن دون تحديد لشخص معين‪ ،‬كأن يلقي النار على مجموعة من خصومه بنية قتل من‬
‫تصيبه الرصاصة منهم‪ ،‬فال شك هنا أن الركن المعنوي قائم‪.‬‬

‫كما يتوافر الركن المعنوي عندما يريد الفاعل قتل شخص معين ويخطئ فيقتل غيره‪ ،‬كما إذا أطلق الرصاص على خصمه ولكن‬
‫أخطأته الرصاصة وأصابت غيره‪ ،‬وأزهقت روحه‪ ،‬ذلك أن الفصل ‪ 392‬يسع لهذه الحالة‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫هذا‪ ،‬ويعتبر توافر النية اإلجرامية مسألة دقيقة يرجع أمر البت فيها إلى قاضي أو القرائن والظروف والمالبسات المحيطة‬
‫الموضوع معتمدا في ذلك على االعتراف بالقضية‪ ،‬وهو يقوم بذلك بكل حرية من دون رقابة عليه من قبل محكمة النقض إال ما‬
‫تعلق بالتعليل‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫‪ - 1‬اقتران القتل بجناية‬

‫تعريف االقتران‪:‬‬

‫جاء في الفصل ‪ 392‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬ما يلي‪ “ :‬كل من تسبب عمدا في قتل غيره يعد قاتال‪ ،‬ويعاقب بالسجن المؤبد‪ .‬لكن يعاقب‬
‫على القتل باإلعدام في الحالتين اآلتيتين‪ :‬إذا سبقته أو صحبته أو أعقبته جناية أخرى”…‬

‫اعتمادا على هذا الفصل فإننا نكون بصدد االقتران إذا ارتكب الفاعل القتل العمد وقرنه بجناية أخرى ارتكبها سواء قبل القتل أو‬
‫أثناءه أو بعده‪ .‬ونكون بصدد االقتران‪ ،‬المنصوص عليه في الفصل ‪ 392‬إذا كان هناك تعدد مادي بمفهوم الفصل ‪ 119‬من م‬
‫‪.‬ق‪ .‬ج‪ ، .‬أي أن يرتكب الجاني عدة جرائم مستقلة في أن واحد أو في أوقات متوالية دون أن يفصل بينهما حكم غير قابل للطعن‪.‬‬

‫أما إذا كنا بصدد تعدد معنوي‪ ،‬المنصوص عليه في الفصل ‪ 118‬من م‪.‬ق‪.‬ج‪ ،‬فال نكون بصدد االقتران‪ ،‬ألن األفعال التي‬
‫ارتكبها الفاعل ليست مترابطة في الزمان وفي الغاية‪ ،‬في وقائع تقبل أوصافا متعددة كالقتل من أجل السرقة‪ ،‬حيث توصف‬
‫بأشدها‪.‬‬

‫شروط االقتران‪:‬‬

‫يشترط لتحقق االقتران أن تكون الجريمة المقترنة بالقتل جناية معاقبا عليها‪:‬‬

‫ويدخل في إطار الجنايات كل الجرائم المنصوص على عقوبتها في الفصل ‪ 16‬من م‪.‬ق‪ .‬ج‪ ،15.‬سواء كانت هذه الجنايات‬
‫منصوصا عليها في مجموعة القانون الجنائي ذاتها أم وردت في تشريعات وطنية أخرى ‪ ،‬سواء كانت الجنايات األخرى قتال أو‬
‫أية جناية أخرى‪ .‬وتكون الجناية األخرى مقترنة مع القتل سواء اتخذت شكل جريمة تامة أم مجرد محاولة‪.‬‬

‫– يجب أن يتصف الفعل المقترن بالقتل بصفة الجناية بشكل مستقل عن القتل ‪ ،‬أما إذا كان هذا األخير هو الذي جعل من ذلك‬
‫الفعل جناية ‪ ،‬فال نكون بصدد االقتران‪ ،‬فمن يهتك عرض شخص بواسطة القتل فال يرتكب قتال مقترنا بجناية‪ ،‬بل الحالة هنا‬
‫توصف بالتعدد‪.‬‬

‫– يجب أن يكون الفاعل معاقبا على الجناية المقترنة بالقتل العمد‪ ،‬أما إذا كانت غير معاقب عليها ‪ ،‬فإن الفاعل ال يعاقب باإلعدام‬
‫‪ ،‬كما إذا تقادمت الجناية األخرى أو صدر بشأنها عفو شامل‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫–يجب أن يرتكب الفاعل الجناية المقترنة بالقتل بنشاط مستقل عن النشاط الذي نفذ به القتل العمد‪ ،‬أما إذا ارتكبهما بنشاط واحد‬
‫فإن أحكام التعدد هي التي تطبق ‪ ،‬أي تطبيق العقوبة األشد‪ ,‬فمن أطلق النار على شخص ونفذت منه الرصاصة لتصيب شخصا‬
‫آخر بعاهة دائمة ال يكون مرتكبا للقتل المقترن بجناية‪ .‬وقد قضت محكمة النقض المصرية بأنه “لو كانت الجريمتان قد حدثتا‬
‫من فعل واحد غير متجزئ في ذاته كرصاصة أطلقت فأصابت رجلين‪ ،‬أو قنبلة قذفت فأصابت عدة أشخاص‪ ،‬أو خشبة أسقطت‬
‫على ناس فقتلهم‪ ،‬أو سهم رمي فاخترق صدر اثنين”‬

‫– يجب أن يرتكب الفاعل الجنايتين في أوقات متقاربة‪ ،‬فاسترسال الفاعل في أعماله الخطيرة هو الذي يريد المشرع ردعه‬
‫بالفصل ‪ 392‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ ،.‬وقد ترك المشرع أمر تقدير قصر أو طول المدة الزمنية الفارقة ما بين الجريمتين لقاضي‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫االقتران ظرف عيني‪:‬‬

‫يعتبر االقتران ظرفا عينيا‪ ،‬فهو يتعلق بالوقائع المادية لتنفيذ القتل مع جناية أخرى‪ ،‬فهو بالتالي يسري على جميع المساهمين‬
‫والمشاركين للقاتل ولو كانوا ال يعلمونه‪ ،‬إعماال بالفقرة الثالثة من الفصل ‪ 130‬من م‪.‬ق ‪.‬ج‪.‬‬

‫فالذي يساهم أو يشارك في الجناية األخرى وحدها تطبق عليه عقوبته وحدها‪ ،‬وال تطبق عليه عقوبة القتل العمد المقترن بجناية‬
‫‪ ،‬ألنه لم يساهم ولم يشارك في القتل‪.‬‬

‫‪ - 2‬ارتباط القتل العمد بجناية أو جنحة‬


‫من ظروف التشديد في جريمة القتل العمد تنص الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 392‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬على أن االرتباط يتحقق “‪ .‬إذا‬
‫كان الغرض منه ( أي القتل) إعداد جناية أو جنحة أو تسهيل ارتكابها أو إتمام تنفيذها أو تسهيل فرار الفاعلين أو شركائهم أو‬
‫تخليصهم من العقوبة“ ‪.‬‬

‫ويجب في ا الرتباط أن يرتكب القتل أوال ثم بعد ذلك الجناية أو الجنحة ‪ ،‬وال نكون بصدد االرتباط أذا حدث العكس‪ ،‬فإذا حمل‬
‫الفاعل سالحا غير مرخص (جنحة) ارتكب به قتال‪ ،‬فإنه ال يعتبر مرتكبا للقتل المرتبط بجنحة ‪ ،‬ألن هذا القتل له يكن الهدف‬
‫منه ارتكاب هذه الجنحة ‪.‬‬

‫حاالت االرتباط‪:‬‬

‫نكون بصدد االرتباط إذا نفذ الفاعل القتل بعناصره القانونية وكان الهدف من هذا القتل إتيان أحد األفعال المنصوص عليها في‬
‫الفقرة األخيرة من الفصل ‪ ،392‬ويعاقب الفاعل باإلعدام‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫– ‪1‬إعداد جناية أو جنحة‪ ،‬كالسجين الذي يقتل الحارس إعدادا للفرار‪.‬‬

‫– ‪2‬تسهيل ارت كاب جناية أو جنحة أو إتمام تنفيذها‪ ،‬ونمثل له بالسارق الذي يحضر إلى منزل لسرقته فيجد فيه حارسا ويقوم‬
‫بقتله لتسهيل تنفيذ السرقة‪ ،‬ثم بالسارق الذي بدأ يجمع المسروقات ويباغته صاحب المتجر ويقتله ويتم السرقة‪.‬‬

‫ويخرج من نطاق تطبيق التشديد ارتباط القتل بمخالفة أو بأفعال مقترنة بسبب التبرير أو مانع من المسؤولية‪.‬‬

‫وال يوجد سبب التشديد إذا لم يكن هدف الفاعل عند قتله للضحية ارتكاب جريمة أخرى‪ ،‬فالشخص الذي يقتل شخصا ثم تخطر‬
‫له بعد ذلك فكرة االستيالء على أشياء مملوكة للضحية ال يعتبر مرتكبا للقتل المشدد الغياب الرابطة السببية ما بين القتل‬
‫والسرقة‪.‬‬

‫– ‪ 3‬تسهيل فرار الفاعلين أو شركائهم أو تخليصهم من العقوبة‪ ،‬ونمثل لهذه الحالة بالشخص الذي يقتل شرطيا لتسهيل فرار‬
‫شخص ارتكب جناية أو جنحة‪ ،‬أو عندما يقتل الفاعل الشرطي ليسهل فراره‪ .‬ونمثل للقتل المرتكب بهدف التخليص من العقوبة‬
‫بقتل الشاهد الوحيد في إثبات الجناية أو الجنحة من قبل الفاعل نفسه أو من قبل الغير‪.‬‬

‫ويرجع سبب التشديد في االرتباط إلى اتخاذ جريمة خطيرة كالقتل وسيلة لتنفيذ مشروع إجرامي يمكن أن يكون أقل خطورة من‬
‫القتل‪ ،‬و يعتبر هذا استرخاصا بحياة اإلنسان أمام أهداف تافهة‪.‬‬

‫مقارنة ما بين االقتران واالرتباط‪:‬‬

‫إن الزمن عنصر أساسي في االقتران خالفا لالرتباط‪ ،‬فيجب أن ال يفصل بين القتل العمد والجناية األخرى فترة زمنية طويلة‬
‫في االقتران‪ ،‬وليس لهذا العنصر أي دور في االرتباط إذ يمكن‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬أن يرتكب الشخص قتال إعدادا لجناية أو‬
‫جنحة‪ ،‬يعتزم ارتكابها بعد مدة طويلة‪.‬‬

‫يشترط لوجود االقتران تعدد الجنايات المقترفة‪ ،‬وال يوجد هذا الشرط في االرتباط الذي يتحقق إذا ارتكب الفاعل القتل إعدادا‬
‫فقط لتنفيذ جناية أو جنحة أخرى‪.‬‬

‫يختلف االرتباط عن االقتران في كون األول ظرفا شخصيا والثاني وذلك لتعلق االرتباط بالحالة الذهنية للفاعل الذي يرتكب‬
‫جناية القتل قاصدا منها األهداف المشار إليها في الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 392‬من م‪.‬ق‪ .‬ج‪ .‬ونتيجة لذلك يسري إال على من‬
‫توفر فيه من المساهمين والمشاركين إعماال بالفقرة الثانية من الفصل ‪ 130‬من م‪.‬ق‪.‬ج‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫‪ - 3‬سبق اإلصرار‬

‫تعريف سبق اإلصرار‪:‬‬

‫يدخل سبق اإلصرار‪ ،‬مع الترصد‪ ،‬ضمن ظروف التشديد في جناية القتل‪ ،‬إذ يؤدي ارتكاب القتل مع سبق اإلصرار إلى معاقبة‬
‫الفاعل باإلعدام‪ ،‬فقد جاء في الفصل ‪ 393‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬ما يلي‪”:‬القتل العمد مع سبق اإلصرار أو الترصد يعاقب عليه باإلعدام”‬

‫وعرف الفصل ‪ 394‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬سبق اإلصرار بأنه‪ “ :‬سبق اإلصرار هو العزم المصمم عليه‪ ،‬قبل وقوع الجريمة‪ ،‬على‬
‫االعتداء على شخص معين أو على أي شخص قد يوجد أو يصادف‪ ،‬حتى ولو كان هذا العزم معلقا على ظرف أو شرط” وقد‬
‫اختصر المشرع الفرنسي هذا التعريف في المادة ‪ 132-72‬الذي جاء فيه” سبق اإلصرار هو العزم المصمم عليه قبل ارتكاب‬
‫جناية أو جنحة معينة”‬

‫إن ما يميز سبق اإلصرار هو وجود النية والتصميم على ارتكاب الفعل قبل تنفيذه بفترة زمنية‪ .‬ويكون الفاعل قد فكر وصمم‬
‫على تنفيذ الفعل بتفكير هادئ‪ ،‬في غياب أي اندفاع عاطفي أو هيجان عصبي ‪.‬وفي اعتقاد المشرع فإن هذا التصميم يبين‬
‫خطورة الفاعل اإلجرامية‪ ،‬مما استدعى معاقبته بأشد العقوبات‪ .‬ويشك بعض الفقه‪ ،‬معتمدا على رأي جانب من علماء اإلجرام‪،‬‬
‫في صحة ذلك ‪ ،‬ويرى أن خطورة الفاعل ال ترتبط بسرعة ارتكابه للفعل‪ ،‬فقد اتضح أن المجرمين الذين تكون ردود فعلهم‬
‫سريعة أخطر من المجرمين الذين يبطؤون في ارتكابهم ألفعالهم‪.‬‬

‫عناصر سبق اإلصرار‪:‬‬

‫–العنصر الزمني‪:‬‬

‫ورد هذا العنصر في الفصل ‪ 394‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬الذي نص على “ العزم المصمم عليه‪ ،‬قبل وقوع الجريمة”‪ ،‬ويشترط إذن وجود‬
‫فاصل زمني بين عزم الفاعل وبين تنفيذه فعال لما عزم عليه‪ ،‬ويفترض في الفاعل خالل هذا الحيز الزمني أنه تمكن خالله من‬
‫السيطرة على اندفاعه وهيجانه المترتب عن الواقعة التي دفعته إلى ارتكابه للقتل‪ ،‬فإذا أصر على قرار ارتكابه للقتل‪ ،‬فإن ذلك‬
‫يدل على خطورته اإلجرامية ويستحق أن تشدد عقوبته‪.‬‬

‫–العنصر النفسي‪:‬‬

‫يتوفر العنصر النفسي إذا ثبت أن الفاعل قد استعاد حالته العادية بعد تقريره االرتكاب القتل وقبل تنفيذه‪ .‬فيجب أن يستعيد الفاعل‬
‫هدوءه وتفكيره بعد الواقعة التي أثارته‪ ،‬وبقي مع ذلك على تصميمه وعزمه على قتل الضحية‪ ،‬ثم قام بقتله بالفعل‪ ،‬فهذا ينبئ‬
‫عن خطورة إجرامية وسلوك إجرامي متأصل في الفاعل‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫وإذا تحقق هذا العنصران نكون بصدد القتل العمد مع سبق اإلصرار ويعاقب الفاعل باإلعدام سواء كان الضحية شخصا معينا‬
‫كما يقع في أغلب الحاالت‪ ،‬أو كان أي شخص بصريح الفصل ‪ 394‬الذي نص على “على االعتداء على شخص معين أو على‬
‫أي شخص قد يوجد أو يصادف‪”.‬‬

‫ونكون بصدد القتل العمد مع سبق اإلصرار حتى عندما يكون “العزم معلقا على ظرف أو شرط”‪ ،‬كمن يعزم على شخص إذا‬
‫وجده في حقله أو إذا وجده في بيته‪ ،‬أومن يعزم بقتل شخص إذا ما قام بالتزوج بأخته أو بنته‪.‬‬

‫إثبات سبق اإلصرار‪:‬‬

‫يمكن إثبات سبق اإلصرار بكافة وسائل اإلثبات الجنائية‪ ،‬وبصفة خاصة باعتراف الفاعل بإتيانه أعمال متتالية للتحضير لتنفيذ‬
‫القتل ‪.‬‬

‫ويستقل قاضي الموضوع بالحكم بوجود أو غياب سبق اإلصرار حسب ظروف ومالبسات كل قضية على حدة‪ ،‬وال يدخل ذلك‬
‫ضمن اختصاص قضاة محكمة النقض إال من حيث مراقبة أحكام قضاة الموضوع بخصوص االستنتاج والتسبب‬

‫يعتبر ظرف سبق اإلصرار من الظروف الشخصية ألنه حالة قائمة بنفس الجاني ومالزمة له ‪ ،‬وألنه يتحقق بقيام حالة نفسية‬
‫لدى الجاني هي عبارة عن استرجاعه لتفكيره والسيطرة على إرادته مع استمراره على العزم والتصميم على تنفيذ القتل الذي‬
‫سبق له تقريره‪ ،‬وبالتالي فإنه ال يسري إال على من توفر فيه من المساهمين والمشاركين طبقا للفقرة الثانية من الفصل ‪ 130‬من‬
‫م‪.‬ق‪.‬ج‪.‬‬

‫‪ - 4‬الترصد‬

‫تعريف الترصد‪:‬‬

‫يعتبر الترصد من ظروف التشديد في جريمة القتل العمد وقد ورد هذا الظرف في الفصل ‪ 393‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬الذي جاء فيه ما‬
‫يلي‪ ” :‬القتل العمد مع …‪ ..‬الترصد يحكم عليه باإلعدام‪”.‬‬

‫وعرفه الفصل ‪ 395‬بما يلي‪ “ :‬الترصد هو التربص فترة طويلة أو قصيرة في مكان واحد أو أمكنة مختلفة بشخص قصد قتله أو‬
‫ارتكاب العنف ضده ‪”.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫والترصد هو تهيء الهجوم على الضحية عن طريق المفاجأة والمباغتة‪ ،‬وهذا يستدعي اختفاء الجاني عن أنظار الضحية أو‬
‫على األقل خداعه بالتظاهر بموقف ال ينبئ عن االستعداد للعدوان والهجوم‬

‫و يميل القضاء في فرنسا إلى االعتقاد بأنه ال يتصور الترصد بدون سبق إصرار وأن األول هو المظهر الخارجي للثاني‪ ،‬وهو‬
‫رأي الفقه الفرنسي منذ القرن التاسع عشر ونتيجة لذلك فإن القانون الجنائي الفرنسي الحالي ال يعتبر الترصد ) ظرفا مشددا ‪،‬‬
‫وإن كان قد عاد إلى هذا اإلجراء عندما يتعلق األمر بنصب كمين ألحد رجال األمن والجيش والدرك وإدارة السجون‪.‬‬

‫عناصر الترصد‪:‬‬

‫يستوجب ظرف الترصد حصول عنصرين‪ ،‬هما‪:‬‬

‫–عنصر مكاني ‪:‬أي أن يحصل التربص في مكان واحد أو أمكنة مختلفة‪ ،‬سواء كان المكان ظاهرا أو خفيا‪ ،‬خاصا بالفاعل أو‬
‫مكانا عموميا‪.‬‬

‫–عنصر زماني ‪ :‬ذلك أنه يشترط لحصول الترصد أن يستمر التربص فترة طويلة أو قصيرة‪ ،‬ويعود لقاضي الموضوع أمر‬
‫التثبت فيما إذا كان الجاني بعد تقرير االعتداء وقبل تنفيذه قد قضى فترة من الزمن في وضعية التربص بقصد مباغتة الضحية‬
‫باالعتداء‪.‬‬

‫يعتبر الترصد اعتماد على العنصر المكاني ظرفا عينيا‪ ،‬وبالتالي فإنه يسري على جميع المساهمين والمشاركين ولو كانوا ال‬
‫يعلمونه‪.‬‬

‫‪ - 5‬قتل األصول‬

‫تعريف قتل األصول‪:‬‬

‫يعتبر قال األصول من ظروف التشديد في جريمة القتل العمد بحيث ينص الفصل ‪ 396‬من ق ج على أن‪“ :‬من قتل عمدا أحد‬
‫أصوله يعاقب باإلعدام” وينص الفصل ‪ 422‬على أنه‪“ :‬ال يوجد مطلقا عذر مخفض للعقوبة في جناية قتل األصول”‬

‫وبالرجوع إلى القانون الجنائي‪ ،‬نالحظ أنه استعمل كلمة “األصول” ويريد بذلك التعبير عن األبوين واألجداد والجدات من جهة‬
‫األب أو األم‪ .‬ويتعين أن تكون عالقة البنوة واألبوة عالقة شرعية ال طبيعة بالنسبة لألب ألن الفقرة األولى من المادة ‪ 148‬من‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫مدونة األسرة تنص على ما يلي‪ “ :‬ال يترتب على البنوة غير الشرعية بالنسبة لألب أي أثر من آثار البنوة الشرعية”‪ .‬وال يعاقب‬
‫االبن الذي يقتل أباه الطبيعي باإلعدام‪.‬‬

‫أما بالنسبة لألم فال شك أن الفصل ‪ 396‬من م‪.‬ق‪.‬ج‪ .‬يطبق على من قتلها من أبنائها سواء كانت شرعية أم طبيعية ألن المادة‬
‫‪ 146‬من مدونة األسرة تنص بأنه ” تستوي البنوة لألم في اآلثار التي تترتب عليها سواء كانت ناتجة عن عالقة شرعية أو غير‬
‫شرعية “‪ .‬فإذا قتل االبن أمه غير الشرعية أو أحد أصول هذه األخيرة فإنه يعاقب باإلعدام‪.‬‬

‫وال يتعرض الولد لتشديد العقوبة إال إذا كان عالما بظرف التشديد أي بعالقة النسب‪ ،‬فإذا كان يجهل أن الضحية من أصوله‪ ،‬فإنه‬
‫يعاقب على القتل العمد ال غير‪ .‬وقد ورد النص على األصول على سبيل الحصر‪ ،‬فال يجوز التوسع في تفسير الفصل ‪ 396‬من‬
‫م‪ .‬ق‪ .‬ج وال القياس عليه من أجل تشديد العقوبة على الذي يقتل أخاه وعمه أو خاله أو زوجه‪.‬‬

‫ويعتبر ظرف التشديد في قتل أحد األصول ظرفا شخصيا ألنه يتعلق بعالقة النسب التي تربط القاتل بالضحية‪ ،‬لذلك فإنه عمال‬
‫بالفصل ‪ 130‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬ال يسري هذا الظرف إال على من توفر فيه‪.‬‬

‫قتل األطفال الذين يقل سنهم عن الخامسة عشرة بالضرب أو الجرح أو العنف أو اإليذاء أو بتعمد حرمانهم من التغذية أو‬
‫العناية ‪.‬‬

‫ويفترض في الفاعل علمه بسن الطفل‪ ،‬فإن ادعى جهله بسن الطفل واعتقاده أنه يتجاوز الخامسة عشرة من عمره يجب أن يثبت‬
‫ذلك بجميع وسائل اإلثبات‪.‬‬

‫‪ - 6‬القتل المؤدي إلى السجن المؤبد‬

‫القتل عن طريق التعذيب واألعمال الوحشية‬

‫جاء في الفصل ‪ 399‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬ما يلي‪ “ :‬يعاقب باإلعدام كل من يستعمل وسائل التعذيب أو يرتكب أعماال وحشية التنفيذ فعل‬
‫يعد جناية” وتطبيقا لهذه الفصل من ا ستعمل التعذيب واألعمال الوحشية الرتكاب القتل – الذي هو جناية‪ .‬يعاقب باإلعدام‪.‬‬

‫ولتوفر هذا الظرف المشدد ال بد من أن يقصد الفاعل استعمال وسائل التعذيب على المجني عليه‪ ،‬وأن يقصد أيضا إزهاق‬
‫روحه‪ .‬ونكون أمام هذا القتل إذا كان الفاعل قد تسبب للمجني بواسطة آلة حادة الموت بشكل بطيء‪ ،‬أو عن طريق تعذيبه بآلة‬
‫كهربائية‪ ،‬والقتل عن طريق بتر أعضائه‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫وعلة تشديد العقوبة هنا هي أن الفاعل لم يعتد على حياة المجني عليه فقط وإنما اعتدى على حقه في عدم إيالمه من الغير‪ ،‬كما‬
‫أن الفاعل يتصف بالخطورة الكبيرة باستعماله لوسائل التعذيب أو األعمال الوحشية في الفتك بضحاياه ‪.‬‬

‫القتل الناشئ عن جناية الخصاء‬

‫جاء في الفصل ‪ 412‬من م‪.‬ق‪.‬ج ما يلي‪ “ :‬من يرتكب جناية الخصاء يعاقب بالسجن المؤبد‪ .‬فإذا نشأ عنها موت‪ ،‬يعاقب الجاني‬
‫باإلعدام”‪.‬‬

‫يراد بالخصاء في اللغة سل الخصيتين‪ ،‬وهما البيضتان من أعضاء التناسل‪ ،‬وقد يطلق هذا اللفظ وبراد به ‪ :‬سل الخصيتين‪،‬‬
‫والذكر‪ .‬ويمكن تعريف الخصاء ‪ ،‬في ضوء الفصل ‪ 412‬من م‪.‬ق‪.‬ج ‪ ،.‬بأنه بتر متعمد لكل عضو ضروري في عملية التناسل‪،‬‬
‫وال يفرق لتطبيق هذا الفصل بين الذكر واألنثى‪.‬‬

‫ولم يشترط المشرع المغربي في أن تحدث وفاة المجني عليه فور ارتكاب‪ .‬وإذا ارتكبت جناية الخصاء فورا نتيجة هتك عرض‬
‫‪ 32‬إنسان بالقوة فإن الفاعل يستفيد من العذر المخفض للعقوبة تطبيقا الفصل ‪ 419‬من م‪.‬ق‪.‬ج‪.‬‬

‫القتل الناتج عن الحريق العمدي واالنفجار أو أعمال التخريب‬

‫طبقا للفصول ‪ 581‬و‪ 582‬و‪ 583‬و‪ 584‬من م‪.‬ق‪.‬ج‪ .‬إذا أضرم شخص الحريق عمدا في األشياء غير المملوكة له المنصوص‬
‫عليها في الفصل ‪ 581‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ 2.‬أو أوقد نارا أو أمر بإيقادها في شيء مملوك له من هذه األشياء ‪ ،‬أو أوقد نارا في شيء‬
‫مملوك له أوال يسمح بانتقال الحريق‪ ،‬فحرق بهذا ماال مملوكا للغير‪ ،‬وترتب عن هذا الحريق العمد موت شخص أو أكثر ‪ ،‬فإنه‬
‫يعاقب باإلعدام‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى الفصلين ‪ 586‬و ‪ 587‬و‪ 588‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬فإن من خرب عمدا بواسطة مفرقعات أو أية مادة متفجرة مسالك‬
‫عامة أو خاصة أو حواجز أو سدودا أو طرقا أو قناطر أو منشآت صناعية أو وضع شحنة متفجرة في طريق عام أو خاص‬
‫ونجم عن ذلك موت شخص أو عدة أشخاص يعاقب باإلعدام‪.‬‬

‫عقوبة القتل العمد‬


‫إن العقوبة عند القتل العمد مع وجود ظرف من ظروف التشديد السابقة هو اإلعدام‪ ،‬وينفذ طبقا لإلجراءات المنصوص عليها في‬
‫المواد من ‪ 601‬إلى ‪ 607‬من قانون المسطرة الجنائية التي نسخت الفصول من ‪ 19‬إلى ‪ 23‬من مجموعة القانون الجنائي و‬
‫تك ون عقوبة اإلعدام رميا بالرصاص وذلك بأمر من وزير العدل وبسعي من النيابة العامة‪ ،‬ويقع التنفيذ داخل السجن الذي يكون‬
‫معتقال به المحكوم عليه أو في مكان آخر يعينه وزير العدل‪ ،‬ويباشر التنفيذ من لدن السلطة العسكرية بناء على تكليف من النيابة‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫العامة للمحكمة التي أصد رت الحكم‪ ،‬ويكون التنفيذ غير علني إال إذا قرر وزير العدل خالف ذلك‪ ،‬وال تعدم المرأة الحامل إال‬
‫بعد سنتين من وضع حملها‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫األعذار المخففة للقتل العمد‬

‫‪ - 1‬قتل األم لوليدها‬


‫ورد هذا العذر في الفصل ‪ 397‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬الذي جاء فيه ما يلي‪“ :‬من قتل عمدا طفال وليدا يعاقب بالعقوبات المقررة في‬
‫الفصلين ‪ 392‬و‪ 393‬على حسب األحوال المفصلة عليها إال أن األم‪ ،‬سواء كانت فاعلة أصلية أو مشاركة في قتل وليدها‪،‬‬
‫تعاقب بالسجن من خمس سنوات إلى عشر‪ ،‬وال يطبق هذا النص على مشاركيها وال على المساهمين معها‪”.‬‬

‫انطالقا من هذا النص يتضح أن األم تتمتع بالعذر المخفف‪ ،‬وال يقتصر على الحالة التي يكون فيها الولد غير شرعي أو مشوها‪،‬‬
‫وإنما حتى إذا كان الدافع إلى القتل الفقر أو خشية العار أو حتى إذا نجم عن إحدى حاالت األمراض العصبية التي تنتاب األم‬
‫لحظة الوضع‪.‬‬

‫وتبدأ مرحلة الطفل الوليد بانتهاء مرحلة الجنين‪ ،‬الذي تحميه نصوص اإلجهاض‪ ،‬ببدء عوارض المخاض واستعداد الجنين‬
‫لالنفصال عن جسم أمه‪ ،‬فإذ ا ظهر جزء منه وخنقته أمه بيديها أو بوسيلة أخرى‪ ،‬فإنها تستفيد من العذر المخفف‪ .‬ويعتبر الطفل‬
‫وليدا أيضا حتى من مرت على والدته مرة غير طويلة‪ ،‬أما إذا مرت بضعة أيام على الوالدة فإن األم ال تتمتع بالعذر المخفف‪،‬‬
‫وإنما تعاقب بعقوبة اإلعدام طبقا للفصل ‪ 410‬من م‪.‬ق‪ .‬ج ‪ .‬المتعلق بالعنف ضد األطفال‪.‬‬

‫ويخص هذا العذر األم وحدها وال يستفيد منه األب كما ال يستفيد منه معها الفاعل األصلي إذا اشتركت معه األم وال المساهمين‬
‫والمشاركين معا‪ .‬وتعاقب األم عند قتلها لوليدها بالسجن من خمس سنوات إلى عشر‪ .‬وقد يرتكب هذا القتل مع ظرف من‬
‫ظروف التشديد کسبق اإلصرار‪ ،‬وال تستطيع المحكمة أن تعاقب األم بعقوبة تتجاوز ما هو منصوص عليه في الفصل ‪، 397‬‬
‫ألن الظرف المعتد به في هذه الحالة هو التخفيف وليس التشديد‪.‬‬

‫طفال إثر والدته مباشرة أو قتل جنينا في أثناء يعاقب بالسجن مدة ال تزيد على سبع سنوات كل من قتل حفظا للعرض الوضع إذا‬
‫كان القاتل هو األم أو أحد ذوی القربى ‪.‬‬

‫‪ - 2‬القتل المرتكب نتيجة استفزاز بالضرب أو العنف الجسيم‪:‬‬


‫ينص الفصل ‪ 416‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬على ما يلي‪ :‬يتوفر عذر مخفض للعقوبة‪ ،‬إذا كان القتل أو الجرح أو الضرب قد ارتكب نتيجة‬
‫استفزاز ناشئ عن اعتداء بالضرب أو العنف الجسيم على شخص ما‪”.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫عناصر االستفزاز المخفف في جريمة القتل العمد‪:‬‬

‫–أن يتعرض الجاني أو شخص آخر لضرب أو عنف جسيم‪.‬‬

‫–أن يكون الضرب أو العنف غير مشروع – أن يرتكب القتل فور االستفزاز ‪.‬‬

‫أ‪ -‬لكي يقوم عذر االستفزاز البد أن يصدر من المستفز ضرب أو عنف‪ ،‬أما أعمال اإلثارة األخرى كالسب والقذف والتحقير فال‬
‫تعتبر استفزازا ‪.‬‬

‫ويتعين أن يكون الضرب أو العنف جسيما‪ ،‬فما معنى الجسامة الواردة في النص؟ هل المقصود جسامة اآلثار المادية للضرب أو‬
‫العنف كما إذا نتج عنها إصابة أو آثار بليغة؟ أم المقصود جسامة االنفعال والغضب الذي يحدثه للضرب أو العنف في نفس‬
‫الجاني؟‬

‫ب‪ -‬ويتعين أن يكون الضرب أو العنف الجسيم غير مشروع‪ ،‬أما إذا كان مشروعا‪ ،‬بأن كان القانون يسمح به فال ينشأ عنه عذر‬
‫االستفزاز‪ ،‬فرجل األمن إذا استعمل العنف في حدود القانون ال يعتبر مستفزا‪.‬‬

‫ت‪ -‬يتعين ارتكاب القتل فور أعمال االستفزاز‪ ،‬أي أن يقوم الجاني برد الفعل الفوري ضد االعتداء ‪ ،‬أما إذا تراخي إلى أن زال‬
‫االنفعال وحالة الغضب‪ ،‬فإن العالقة السببية تنعدم بين االعتداء ورد الفعل‪ ،‬ورد الفعل يجب أن ينصب على المستفز نفسه ال‬
‫على غيره‪ ،‬وال يستفيد من العذر إذا قتل أحد أفراد عائلة المستفز‪.‬‬

‫وعذر االستفزاز ظرف شخصي ألنه مبني على انفعال الجاني نتيجة االستفزاز‪ ،‬وبالتالي فال يستفيد منه إال من توفر فيه من‬
‫المساهمين والشركاء‪.‬‬

‫‪3-‬القتل المرتکب نهارا لدفع تسلق أو كسر سور حائط أو مدخل منزل أو بيت مسكون أو أحد ملحقاتها‪:‬‬

‫ينص الفصل ‪ 417‬من م‪.‬ق‪ .‬ج‪ .‬بأنه‪ “ :‬يتوفر عذر مخفض للعقوبة في جرائم القتل أو الجرح أو الضرب‪ ،‬إذا ارتكب نهارا لدفع‬
‫تسلق أو كسر سور أو حائط أو مدخل منزل أو بيت مسكون أو أحد ملحقاتها‪ ،‬أما إذا حدث ذلك ليال‪ ،‬فتطبق أحكام الفصل ‪125‬‬
‫الفقرة ‪ ”1‬تعتبر الجريمة نتيجة الضرورة الحالة للدفاع الشرعي في الحالتين اآلتيتين‪:‬‬

‫– ‪ 1‬القتل أو الجرح أو الضرب الذي يرتكب ليال لدفع تسلق أو كسر حاجز أو حائط أو مدخل دار أو منزل مسكون أو‬
‫ملحقاتهما ‪.‬‬

‫– ‪2‬الجريمة التي ترتكب دفاعا عن نفس الفاعل أو نفس غيره ضد مرتكب السرقة أو النهب بالقوة”‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫اعتمادا على هذا الفصل يشترط لوجود هذا العذر ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن يقوم الضحية بتسلق أو كسر سور أو حائط أو مدخل منزل أو بيت مسكون أو أحد ملحقاتها‪.‬‬

‫ب‪ -‬يتعين أن يحدث ذلك التسلق أو الكسر بالنهار‪ ،‬أي من شروق الشمس إلى غروبها‪ ،‬أما إذا وقع بالليل وحالة الدفاع الشرعي‬
‫من األسباب المبررة التي تمحو الجريمة‬

‫ت‪ -‬يجب أن يرتكب القتل أثناء التسلق أو الكسر أو عقب االنتهاء منه‪ .‬ويستفيد الجاني من العذر المخفف ولو ثبت أنه كان يعلم‬
‫أن المتسلق ال يستهدف سوءا بأحد وأن دخوله وال خطر فيه على النفس أو على العرض أو المال‪ ،‬وإذا ثبت القاتل أن المتسلق‬
‫كان يقصد العدوان على نفس أو مال أو على عرض بعنف‪ .‬فإنه يعتبر في حالة دفاع شرعي‪ ،‬وليس في حالة عذر مخفف فقط‪.‬‬

‫ويعتبر هذا العذر ظرفا عينيا‪ ،‬لذلك فإنه يسري على جميع المساهمين والمشاركين ويستفيدون منه‪ ،‬ولو كانوا يجهلونه طبقا‬
‫للفقرة الثالثة من الفصل ‪ 130‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪.‬‬

‫‪ - 4‬قتل الزوج لزوجه وشريكه عند مفاجأتهما متلبسين بالخيانة الزوجية‪:‬‬


‫تدخل هذه الجريمة من ظروف التخفيف في جريمة القتل العمد بحيث ينص الفصل ‪ 418‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬على ما يلي‪“ :‬يتوفر عذر‬
‫مخفض للعقوبة في جرائم القتل أو الجرح أو الضرب‪ ،‬إذا ارتكبها أحد الزوجين ضد الزوج اآلخر وشريکه عند مفاجأتهما‬
‫متلبسين بجريمة الخيانة الزوجية”‬

‫اعتمادا على هذا الفصل‪ ،‬فإنه لقيام هذا العذر يتعين توفر الشروط الثالثة التالية‪:‬‬

‫–يتعين أن يكون الفاعل زوجا لمن فاجأه متلبسا بالخيانة الزوجية‪.‬‬

‫–مفاجأة الزوج في حالة تلبس ‪.‬‬

‫–وقوع القتل وقت المفاجأة‪.‬‬

‫أ – يتعين أن يكون الفاعل زوجا لمن فاجأه متلبسا بالخيانة الزوجية‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫كان هذا العذر مقتصرا على الزوج دون الزوجة قبل تغيير الفصل ‪ 418‬من م‪.‬ق‪.‬ج الذي كان ينص على القتل المرتكب من‬
‫طرف الزوج ضد زوجته ‪ ،38‬ولم يكن ممكنا القياس على هذا النص إلفادة الزوجة‪ ،‬ألنه ال قياس في تفسير القانون الجنائي‪.‬‬
‫وفي ظل التغيير الذي عرفه الفصل ‪ 418‬يستفيد الزوجان من هذا العذر‪.‬‬

‫ويستفيد كال الزوجين من هذا العذر حتى في حالة الطالق الرجعي ألن هذا ال يزيل كليا رابطة الزوجية‪ ،‬وأن هذا الطالق ال‬
‫تبين فيه المطلقة إال بعد انتهاء العدة‪ ،‬أما إذا كان الطالق بائنا فإن الزوج ال يستفيد في هذا العذر‪ ،‬ألن الطالق البائن يزيل رابطة‬
‫الزوجية‪.‬‬

‫ب – مفاجأة الزوج في حالة تلبس‪.‬‬

‫ويتحقق التلبس في الخيانة الزوجية عند ضبط الفاعلين في إحدى الحاالت المنصوص عليها في الفصل ‪ 56‬من قانون المسطرة‬
‫الجنائية‪ ،‬وبخاصة إحدى الحاالت الثالث األولى منه‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إذا ضبط الفاعل أثناء ارتكابه الجريمة أو على إثر ارتكابها؛‬

‫ثانيا‪ :‬إذا كان الفاعل مازال مطاردا بصياح الجمهور على إثر ارتكابها؛‬

‫ثالثا‪ :‬إذا وجد الفاعل بعد مرور وقت قصير على ارتكاب الفعل حامال أسلحة أو أشياء يستدل معها أنه شارك في الفعل‬
‫اإلجرامي‪ ،‬أو وجد عليه أثر أو عالمات تثبت هذه المشاركة”‪.‬‬

‫ويالحظ على هذا الشرط أنه يندر تطابق إحدى صور التلبس المنصوص عليها في المادة ‪ 56‬من قانون المسطرة الجنائية مع‬
‫جريمة الخيانة الزوجية‪ ،‬ويتوافر التلبس في هذه الجريمة متى وجد المتهم في ظروف يستخلص منها حصول فعل الخيانة‬
‫الزوجية منه وتؤخذ من واقع الحال‪ ،‬من ذلك مفاجأة الجاني خالعا مالبسه الخارجية ومختفيا تحت مقعد في غرفة مظلمة بينما‬
‫كانت الزوجة في حالة اضطراب وكانت تتظاهر بادئ األمر بالهدوء عند دخول زوجها‪.‬‬

‫ومن ذلك أيضا ثبوت أن زو ج المتهمة حضر لمنزله ليال ولما قرع الباب فتحته زوجته وهي مضطربة مرتبكة وال شيء‬
‫يسترها غير لباس النوم‪ ،‬وقبل أن يتمكن من الدخول طلبت منه أن يعود للسوق ليحضر لها حاجات أخرى فاشتبه في أمرها‬
‫ودخل غرفة النوم فوجد المتهم فيها مختفيا تحت السرير وكان خالعا حذاءه ‪ ،‬فاتخذت المحكمة من هذه الحالة دليال على الزنا‪.‬‬

‫ت – وقوع القتل وقت المفاجأة‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫يجب أن يرتكب الزوج القتل وقت مفاجأته للزوج وشريکه متلبسين بالخيانة الزوجية‪ ،‬أما إذا مرت فترة من الزمن على المفاجأة‬
‫فإن انفعاله يختفي وإن قام بالقتل فإنه سيعتبر منتقما ال يستحق التخفيف‪ .‬ويدخل هذا العذر في إطار الظروف الشخصية‪،‬‬
‫وبالتالي فإن المساهمين أو الشركاء ال يسري عليهم‪.‬‬

‫ويمكن أن توجه لهذا الفصل مالحظتان‪:‬‬

‫أوالهما ‪ :‬أنه يمكن الزوج من االستفادة من العذر دون األب أو األخ أو الولد‪ ،‬فال يستطيع األب أن يذود عن نفسه ويدفع المنكر‬
‫عن ابنته وال ولد عن والدته وال أخ عن أخته إال ما نص عليه الفصل ‪ 420‬من م‪.‬ق‪ .‬ج‪ .‬الذي خول العذر المخفض للعقوبة‬
‫الرب األسرة في جرائم الجرح والضرب دون نية القتل‪ ،‬حتى ولو نشأ عنها موت‪ ،‬إذا ارتكبها على أشخاص فاجأهم بمنزله وهم‬
‫في حالة اتصال جنسي غير مشروع‪ .‬ولن تقتصر االستفادة من هذا العذر على رب األسرة إذا ما رأى القانون الجنائي على‬
‫الصورة التي أعدتها بها وزارة العدل ‪ ،‬إذ سيستفيد منه جميع أفراد األسرة‪،‬‬

‫فقد جاء في الفصل ‪ 420‬من المسودة ما يلي‪“ :‬يتوفر عذر مخفض للعقوبة في جرائم الجرح‪ ،‬أو الضرب دون نية القتل‪ ،‬حتى‬
‫ولو نتج عنها موت‪ ،‬إذا ارتكبها أحد أفراد األسرة على أشخاص فاجأهم بمنزله وهم في حالة اتصال جنسي غير مشروع”‬
‫وسيعرف تطبيق هذا التوسيع صعوبة في التطبيق تتلخص في كون المسودة لم تحدد مدلول أفراد األسرة‪.‬‬

‫ثانيهما ‪:‬أنه يعتبر هذا االستفزاز عذرا مخففا ولم يعتبره دفاعا شرعيا‪ ،‬ويعني اعتباره عذرا مخففا أن الزوج القاتل يعتبر مرتكبا‬
‫لجريمة خففت عقوبتها‪ ،‬فلو اعتبر مستعمال لحق مشروع لنفت عنه الجريمة ولكان عمله مباحا ال عقاب عليه‪.‬‬

‫فالمشرع اعتبر القتل الذي ارتكب ليال دفعا لتسلق منزل مسکون أو أحد ملحقاته‪ ،‬دفاعا شرعيا‪ ،‬وشتان بين تسلق المنزل الذي‬
‫هو دفاع عن المال وبين انتهاك العرض الذي هو دفاع عن العرض والعرض أولى بالدفاع عن المال‪ .‬ويرى األصوليون أن‬
‫الضروريات التي ال تقوم حياة الناس إال بها هي بحسب ترتيب أهميتها‪ :‬الدين‪ ،‬والنفس‪ ،‬والعرض‪ ،‬والمال‪ ،‬والعقل‪.‬‬

‫عقوبة القتل العمد في حالة توفر العذر المخفف‪:‬‬


‫إن عقوبة القتل المرتكب نتيجة استفزاز بالضرب أو العنف الجسيم والقتل المرتكب نهارا لدفع تسلق أو كسر سور حائط أو‬
‫مدخل منزل أو أحد ملحقاتهما وكذلك قتل الزوج لزوجه وشريكها عند مفاجأتهما متلبسين بالخيانة الزوجية هي المنصوص‬
‫عليها في الفصل ‪ 423‬الذي ينص على ما يلي‪“ :‬عندما يثبت العذر القانوني فإن العقوبات تخفض إلى‪:‬‬

‫‪ 1.‬الحبس من سنة إلى خمس سنوات في الجنايات المعاقب عليها قانونيا باإلعدام أو السجن المؤبد‪.‬‬

‫‪2.‬الحبس من ستة أشهر إلى سنتين في جميع الجنايات األخرى‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫‪3.‬الحبس من شهر إلى ثالثة أشهر في الجنح”‬

‫اعتمادا على هذا ا لفصل فإن العقوبة عند وجود األعذار المخففة أعاله هي الحبس من سنة إلى خمس سنوات حتى ولو كانت‬
‫هناك ظرف مشدد للقتل‪.‬‬

‫أما قتل األم لوليدها فإن عقوبته هي ما نص السجن الذي يتراوح ما بين خمس وعشر سنوات‪.‬‬

‫هذا ويتعين مراعاة مقتضيات الفصل ‪ 422‬من القانون الجنائي التي جاء فيها‪“ :‬ال يوجد مطلقا عذر مخفف للعقوبة في جناية قتل‬
‫األصول” ‪ ،‬لذا فإن العقوبة هي اإلعدام في جميع األحوال التي يكون فيها القتيل هو أحد األصول‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫تعريف القتل غير العمدي‬


‫نص الفصل ‪ 432‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج ‪ .‬على ما يلي‪ ” :‬من ارتكب‪ ،‬بعدم تبصره أو عدم احتياطه أو عدم انتباهه أو إهماله أو عدم‬
‫مراعاته النظم أو القوانين‪ ،‬قتال غير عمدي‪ ،‬أو تسبب فيه عن غير قصد‪ ،‬يعاقب بالحبس من ثالثة أشهر إلى خمس سنوات‬
‫وغرامة من مائتين وخمسين إلى ألف درهم“‬

‫أركان القتل غير العمدي‬


‫اعتمادا على الفصل ‪ 432‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬فإن عنصري القتل غير العمدي هما‪ :‬العنصر المادي والعنصر المعنوي‪.‬‬

‫العنصر المادي‬

‫إن جريمة القتل غير العمدي هي من جرائم النتيجة‪ ،‬وتتجسد النتيجة اإلجرامية فها في إزهاق روح الضحية‪ ،‬لذا فإن العنصر‬
‫المادي يتحقق بنشاط الجاني‪ ،‬والنتيجة اإلجرامية والعالقة السببية‪.‬‬

‫نشاط الجاني‬

‫يرتكب القتل غير العمدي بكل نشاط إرادي يقوم به الفاعل دون أن يهدف منه إزهاق روح الضحية‪.‬‬

‫أما عندما لم يكن القتل ناجما عن نشاط إرادي للجاني‪ ،‬فإننا ال نكون بصدد القتل غير العمدي‪ ،‬كالحالة التي يكون فيها الفعل‬
‫ناجما عن قوة قاهرة‪ .‬وتتحقق جريمة القتل غير العمدي بكل نشاط إرادي إيجابيا كان أم سلبيا؛ ألن اإلهمال وهو نشاط سلبي‬
‫ورد صراحة في الفصل ‪.432‬‬

‫وإذا قصد الجاني إيذاء الضحية فنجم عن ذلك وفاته‪ ،‬فإننا لسنا أمام جريمة القتل غير العمدي وإنما أمام ضرب أو جرح أفضى‬
‫إلى الموت وذلك طبقا للفصل ‪ 403‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬الذي ينص على ما يلي‪“ :‬إذا كان الجرح أو الضرب أو غيرهما من وسائل‬
‫اإليذاء أو العنف قد ارتكب ولكن دون نية القتل‪ ،‬ومع ذلك ترتب عنه الموت‪ ،‬فإن العقوبة تكون السجن من إلى عشرين سنة وفي‬
‫حالة توفر سبق اإلصرار أو الترصد أو استعمال السالح تكون العقوبة السجن المؤيد”‬

‫النتيجة اإلجرامية‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫إن النتي جة اإلجرامية في القتل غير العمدي‪ ،‬كالقتل البسيط‪ ،‬هي إزهاق روح إنسان‪ ،‬ويستوي أن يحدث الموت إثر إصابته‬
‫مباشرة أو بمرور زمن طويل ما دامت العالقة السببية قائمة‪.‬‬

‫العالقة السببية‬

‫أي أن موت الضحية قد نجم عن نشاط الجاني مباشرة‪ ،‬وتطبق في عالقة السببية في القتل غير العمدي نفس القواعد التي نجدها‬
‫في جرائم النتيجة‪ ،‬لذا فإنه إذا استقل نشاط الفاعل بإحداث النتيجة كان األمر واضحا‪ ،‬أما أن تدخلت معه عوامل أجنبية فإن الفقه‬
‫اختلف في شأن الحل المتعين اتخاذه‪ ،‬وتبلورت عن ذلك ع نظريات كنظرية تكافؤ األسباب ونظرية الهيمنة ونظرية السبب‬
‫المالئم ‪ .‬أما بالنسبة للقانون المغربي‪ ،‬فإنه أمام سکوت النص عن الموقف المتعين اتخاذه‪ ،‬فإن قاضی الموضوع حر في‬
‫استخالص العالقة السببية دون التقيد بإحدى هذه النظريات‪.‬‬

‫العنصر المعنوي‬

‫إن العنصر المعنوي هو الذي عبر عنه الفصل ‪ 432‬من م‪.‬ق‪ .‬ج‪ .‬بعدم التبصر وعدم االحتياط وعدم االنتباه واإلهمال وعدم‬
‫مراعاة النظم والقوانين‪ ،‬أي ارتكاب الجاني خطأ‪ ،‬ويمكن تعريف الخطأ بأنه كل نشاط إيجابي أو سلبي إرادي لم يقصد به الفاعل‬
‫قتل اإلنسان‪ ،‬ومع ذلك ترتب عنه الموت نتيجة عدم تبصره أو عدم احتياطه أو عدم انتباهه أو إهماله أو عدم مراعاته النظم أو‬
‫القوانين‬

‫ويعتبر القتل غير العمدي جريمة غير عمديه أي أنها ينتفي فيها القصد الجنائي العام الواجب توافره في الجرائم العمدية‪،‬‬
‫والقصد الجنائي العام هو إرادة ارتكاب الجريمة مع العلم بعناصرها القانونية‪ .‬والعنصر المعنوي في جريمة القتل غير العمدي‬
‫هو إرادة الفاعل للفعل أو الترك الخاطئ بعيدا عن أي قصد جنائي عام أو خاص‪.‬‬

‫المحاولة و االشتراك في القتل غير العمدي‬

‫انتفاء المحاولة في القتل غير العمدي‬

‫ال تتصور المحاولة في القتل غير العمدي‪ ،‬ألن المحاولة تتطلب توافر قصد إتمام الجريمة بكافة أركانها ال بمجرد إرادة الجاني‬
‫للفعل أو الترك‪ ،‬لذا فإنه بالنسبة للقتل غير العمدي فإما أن تكون جريمة تامة‪ ،‬وإما أن ال ترتكب البتة‪.‬‬

‫انتفاء االشتراك في القتل غير العمدي‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫يتطلب االشتراك في الجريمة توافر قصد مساعدة الفاعل األصلي على أنها الجريمة‪ ،‬فإذا انعدم القصد في فعل الفاعل األصلي‬
‫في الجريمة غير العمدية‪ ،‬فمن باب أولى أن يعتبر منعدما في فعل الشريك الذي يستمد صفته اإلجرامية من الفاعل األصلي‬

‫– انتفاء الظروف المشددة التي تتصل بالقصد‪ :‬ال يوجد أي قصد جنائي في جريمة القتل غير العمدي‪ ،‬وبالتالي فال محل لقيام‬
‫ظروف مشددة تتصل به کسبق اإلصرار والترصد حاالت الخطأ‪.‬‬

‫حاالت الخطأ المنصوص عليها في الفصل ‪ 432‬من م‪.‬ق‪ .‬ج‪ .‬هي‪:‬‬

‫أ _عدم التبصر ‪ :‬إن عدم التبصر هو خطأ يرتكبه ذوو االختصاص من األطباء والمهندسين عند ارتكابهم قتال نتيجة جهلهم‬
‫ألصول اختصاصهم‪.‬‬

‫ب‪ -‬عدم االحتياط ‪:‬إن عدم االحتياط ) ‪ (imprudence‬هو الطيش وعدم التفكير في النتائج والعواقب‪ ،‬والمثال الذي نعطي‬
‫لتجسيد عدم االحتياط هو األم التي تنام بجنب وليدها وتنقلب عليه وتقتله‪ ،‬أو الشخص الذي يسوق دراجة نارية في مكان أهل‬
‫بالمارة بسرعة فائقة فيصدم أحد المارة ويقتله‪.‬‬

‫ت‪ -‬عدم االنتباه ‪:‬عدم االنتباه )‪ (inattention‬هي الخفة التي ال يعذر عنها‪ ،‬كمن يترك مجنونا عبد إليه بحراسة طليقا فيرتكب‬
‫قتال‪.‬‬

‫ث‪ -‬اإلهمال )‪ (negligence‬هو موقف الفاعل حيال وضع يتطلب الحذر كالذي يهمل ربط حيوانه جيدا فيفلت ويقتل أحد الناس‪،‬‬
‫أو كالذي يترك سالحا لطفل ويقتل به أحد األشخاص‪ ،‬أو الذي يضع آلة معيبة رهن إشارة الجمهور فيستعملها أحد الناس فتنفجر‬
‫وتقتله‪ ،‬والشخص الذي يهمل إصالح عقاره القديم إلى أن تهدم ويقتل أحد المارة ‪.‬‬

‫ج‪ -‬عدم مراعاة النظم والقوانين ‪:‬ومعنى النظم والقوانين كل ما تصدره السلطة التشريعية والتنفيذية من نصوص ضمن الحدود‬
‫التي رسمها لها الدستور والقانون‪ ،‬كمخالفة قانون السير أو قانون األبنية ونجم عن ذلك إزهاق روح إنسان‪.‬‬

‫عقوبة القتل غير العمدي‬


‫إن عقوبة القتل غير العمدي هي الحبس من ثالثة أشهر إلى ‪ 5‬سنوات وغرامة من ‪ 250‬إلى ‪ 1000‬درهم‪ .‬أما إذا كان الفاعل‬
‫في حالة سكر عند ارتكابه الفعل‪ ،‬أو إذا حاول التخلص من المسؤولية الجنائية أو المدنية بالفرار أو تغيير مكان الجريمة‬
‫وباستعمال آية وسيلة أخرى‪ ،‬فإن عقوبته تتضاعف‪ ،‬وذلك طبقا للفصل ‪ 434‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج ‪ .‬الذي ورد فيه‪:‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫تضاعف العقوبات المقررة في الفصلين السابقين‪ ،‬إذا كان الجاني قد ارتكب الجنحة وهو في حالة سكر‪ ،‬أو كان قد حاول‬
‫التخلص من المسؤولية الجنائية أو المدنية التي قد يتعرض لها وذلك بفراره عقب وقوع الحادث أو بتغيير حالة مكان الجريمة أو‬
‫بأية وسيلة أخرى”‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫تعريف جريمة التسميم‬


‫إن جريمة التسميم جريمة دنيئة وتنطوي على غدر‪ ،‬في دنيئة ألنها ترتكب من قبل شخص قريب إلى الضحية‪ ،‬وتنطوي على‬
‫غدر الختفاء الفاعل وراء القرابة والصداقة عند ارتكابه لفعله‪ ،‬محاوال تضليل العدالة حتى ال يكشف أمره‪ .‬وكانت هذه الجريمة‬
‫قديمة‪ ،‬وكان الملك الفرنسي لويس الرابع عشر يحكم على مرتكبي التسميم بالموت حرقا طبقا للمرسوم الصادر سنة ‪.1682‬‬

‫ويعتبر التشريع المغربي من القوانين التي نصت على جريمة التسميم بنص مستقل”‪ ،‬إذ نص عليه وعلى عقوبته في الفصل‬
‫‪ 398‬من م‪.‬ق‪ .‬ج‪ .‬الذي ورد فيه ما يلي‪ ” :‬من اعتدى على حياة شخص بواسطة مواد من شأنها أن تسبب الموت عاجال أو آجال‬
‫أيا كانت الطريقة التي استعملت أو أعطيت بها تلك المواد وأيا كانت النتيجة‪ ،‬يعد مرتكبا لجريمة التسميم ويعاقب باإلعدام”‪.‬‬

‫وتتحقق جريمة التسميم بإعطاء كل مادة من شأنها أن تقضي على حياة اإلنسان عاجال أم آجال سواء كانت سامة بطبيعتها أم ال‪،‬‬
‫ألن العلة في ت شديد عقوبة التسميم هو ما يكشف عنه ارتكاب هذه الجريمة من خطورة الجاني‪.‬‬

‫ويتعين أن يكون االعتداء على حياة شخص‪ ،‬أما االعتداء على حيوان بواسطة السم فيعتبر جريمة مستقلة نص عليها الفصل‬
‫‪ 601‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬الذي جاء فيه ما يلي‪ ” :‬من سمم دابة من دواب الركوب أو الحمل أو الجر‪ ،‬أو من البقر أو األغنام أو الماعز‬
‫أو غيرها من أنواع الماشية‪ ،‬أو كلب حراسة‪ ،‬أو أسماكا في مستنقع أو ترعة أو حوض مملوكة لغيره يعاقب بالحبس من سنة‬
‫إلى خمس سنوات وغرامة من مائتين إلى خمسمائة درهم”‪.‬‬

‫وإذا ارتكبت الجريمة ليال أو انتقاما من موظف عمومي بسبب وظيفته فإن الجاني يعاقب بأقصى بالعقوبة المقررة في الفصل‬
‫الذي يعاقب على الجريمة (الفصل من م‪.‬ق‪ .‬ج ‪).604‬‬

‫أركان جريمة التسميم‬


‫واعتمادا على الفصل ‪ 398‬من م‪.‬ق‪ .‬ج فإن أركان جريمة التسميم هي‪ :‬الركن المادي والقصد الجنائي‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬العنصر المادي‬

‫إن العنصر المادي في جريمة التسمم هو االعتداء على حياة إنسان بمواد من شأنها أن تسبب الموت”‪ .‬ولقد كانت المادة الرئيسية‬
‫التي تستخدم في التسميم هي الزرنيخ‪ ،‬إال أنه مع تطور العلم تطورت المواد السامة‪ ،‬التي يمكن أن تكون على شكل مواد غذائية‬
‫أو طبية أو نباتية أو معدنية‪ .‬أما إذا كان االعتداء بوسيلة أو أداة فإننا ال نكون بصدد تسميم‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫وإذا أعطي شخص مواد ال تكون من شانها إحداث الموت‪ ،‬ولكن بسبب الظروف التي أعطيت فيها للضحية تكون قادرة على‬
‫القضاء عليه‪ ،‬فإن الفصل ‪ 398‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬ال يطبق كما إذا أعطي شخص أجريت له عملية جراحية مواد غذائية قبل أن‬
‫تتنفس أمعاؤه مما أدى إلى وفاته‪ ،‬ألنه يشترط أن تكون المواد “من شأنها أن تسبب الموت عاجال أو آجال” وهذه المواد ليست‬
‫كذلك ‪ ،‬ألنها لو أعطيت لشخص صحيح لما أثرت فيه‪.‬‬

‫وإذا تعلق األمر بمواد تضر بالصحة ال بالحياة‪ ،‬فإنه إذا قدمت بدون قصد القتل فإن الفصل ‪ 413‬من م‪.‬ق‪ .‬ج هو الذي يطبق إذا‬
‫نجم عن ذلك مرض الضحية أو عجز أو عاهة أو موت‪ ،‬وإذا قدمت بنية القتل عوقب الفاعل على القتل حدث الموت أو على‬
‫محاولته أن لم يمت الضحية‬

‫وبخصوص وسيلة استعمال أو إعطاء المواد‪ ،‬فإن الفصل ‪ 398‬قد استعمل شاملة‪ ،‬وهي أيا كانت الطريقة التي استعملت أو‬
‫أعطيت بها تلك المواد‪ .‬ويمكن أن تعطى هذه المواد في الطعام أو الشراب أو الدواء أو في العطور سواء كان ذلك عن طريق‬
‫الفم أو األنف أو الشريان أو المصران الغليظ‪ ،‬كما يستوي أن تناول هذه المواد مباشرة للضحية أو بواسطة شخص آخر ساهم‬
‫في الجريمة أم لم يساهم فيها‪ .‬ويطبق الفصل ‪ 398‬سواء كانت آثار هذه المواد عاجلة أم آجلة‪ ،‬فالسم غالبا ما يعطى بكمية قليلة‬
‫وعلى فترات لكي ال تفتضح هذه الجريمة‪.‬‬

‫وتتحقق جريمة التسميم بمجرد إعطاء هذه المواد وبصرف النظر عن النتيجة الحاصلة‪ ،‬وإذا لم يمت الضحية تتحقق مع ذلك‬
‫هذه الجريمة‪ ،‬وهي بهذا جريمة شكلية ونظرا ألن التسميم جريمة شكلية فإن المحاولة في صورة الجريمة الخائبة أو الجريمة‬
‫المستحيلة ال تتحقق بها‪ .‬أما في صورة الجريمة الموقوفة فتتحقق فيها كما إذا ناول الفاعل السم للضحية وتنبه هذا األخير أو‬
‫شخص ثالث لتصرفه فحال بينه وبين إتمامه‬

‫أما من يدس السم للضحية ثم يندم ويمنع الضحية من تناوله أو من يعطي الضحية السم ويبتلعه فيصيبه الندم ويحاول إنقاذه‬
‫هو بواسطة طبيب‪ ،‬فهل يعتبر هذا عدوال إراديا?‬

‫پری جانب من الفقه أن هذا يعتبر عدوال إراديا‪ ،‬ألن فكرة العدول اإلرادي إنما وجدت لتشجيع المجرم على التراجع ‪,‬ويرى‬
‫بعض الفقه اآلخر أن مفهوم العدول اإلرادي ينتج آثاره إذا كان قبل وقوع الجريمة‪ ،‬أما إذا كان بعد وقوعها فإنه يكون مجرد ندم‬
‫وحسرة‪ ،‬والندم ال أثر له على المسؤولية الجنائية‪ ،‬خاصة وأن التسميم جريمة شكلية تتم بمجرد إعطاء المواد السامة‪،‬‬

‫إال أن صياغة الفصل ‪ 114‬من م‪.‬ق‪ .‬ج المتعل قة بالمحاولة تجعل العدول اإلرادي ينتج آثاره في القضاء على جريمة التسميم‪،‬‬
‫ألن الفصل ‪ 114‬استعمل عبارة “األثر المتوخي منها” أي الهدف من الجريمة وهو هنا إزهاق روح اإلنسان بمواد سامة‪ .‬فإذا‬
‫ارتكب الفاعل جريمة التسميم وندم وتدخل وأنقذ الضحية من الموت فإن األثر المتوخى من الجريمة لم يتحقق وهو إزهاق روح‬
‫الضحية‪ ،‬ويستفيد الفاعل هنا من صياغة الفصل ‪.114.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫ويری جانب من الفقه أن جريمة التسميم تقوم قانونا بمجرد إعطاء السم للضحية وال يشفع للجاني تراجعه وحؤوله دون تحقق‬
‫النتيجة‪ ،‬لكن تدخل الفاعل إلنقاذ الضحية طوعا يعتبر توبة من ه‪ ،‬ودليال على ندمه‪ ،‬وهذا من شأنه تمتيعه بظروف التخفيف من‬
‫قبل القاضي ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬القصد الجنائي‬

‫إن جريمة التسميم جريمة عمدية ال تقوم إال إذا توافر لدى الفاعل القصد الجنائي‪ ،‬ويتحقق القصد الجنائي بإعطاء المادة السامة‬
‫للضحية بقصد القضاء على حياته‪ ،‬مع علم الفاعل أن المادة تسبب الموت عاجال أم آجال‬

‫وإذا أعطى الفاعل مواد للضحية دون أن يعلم أنها سامة فإن القصد الجنائي غير قائم‪ ،‬وال يحول هذا دون متابعته بالقتل غير‬
‫العمدي إذا كان تصرفه يكون إهماال أو عدم تبصر أو عدم احتياط أو عدم انتباه أو عدم مراعاة النظم والقوانين‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫تعريف جريمة السرقة‬


‫ينص الفصل ‪ 505‬من م‪ .‬ق ج على ما يلي‪ “ :‬من اختلس عمدا ماال مملوكا للغير يعد سارقا‪ ،‬ويعاقب بالحبس من سنة إلى خمس‬
‫سنوات وغرامة من مائتين إلى خمسمائة درهم”‬

‫وإذا كان التعريف واألركان الواردة في هذا الفصل تتعلق بالسرقة البسيطة إال أنها تهم كافة أنواع السرقات المنصوص عليها‬
‫في الفصول من ‪ 505‬إلى ‪ ،534‬و المشرع كيف كل سرقة حسب ظروف ارتكابها‪ ،‬وخصها بالعقوبة التي تالئمها بحسب هذه‬
‫الظروف‪ .‬وسندرس هذه الجريمة متطرقين إلى أركانها وظروفها المشددة ثم األعذار القانونية‪.‬‬

‫أركان جريمة السرقة‬


‫اعتمادا على الفصل ‪ 505‬السالف الذكر يتضح أن أركان جريمة السرقة هي‪ :‬ارتكاب فعل االختالس ووقوع االختالس على‬
‫مال منقول مملوك للغير‪ ,‬ثم القصد الجنائي‪.‬‬

‫‪1-‬ارتكاب فعل االختالس‬

‫إن السرقة عند فقهاء القانون الجنائي هي سلب واختالس مال الغير بدون رضا أما إذا رضي المجني عليه فال نكون أمام جريمة‬
‫السرقة‪ .‬وقد ربط الفقه الجنائي االختالس في السرقة بالحيازة المادية‪ ،‬ذلك أن للحيازة عنصرين‪ :‬عنصر مادي وعنصر معنوي‪.‬‬

‫فالعنصر المادي يشتمل على كافة األفعال التي تدل على الحيازة كاستعمال الشيء واستغالله والتصرف فيه‪ .‬ويعني العنصر‬
‫المعنوي أن الحائز يحوز الشيء بصفته مالكا له‪ ,‬وصور الحيازة هي‪ :‬الحيازة التامة والحيازة المادية والحيازة العارضة‪.‬‬

‫فالحيازة التامة‪ :‬هي حيازة يتوفر فيها العنصران المادي والمعنوي‪.‬‬

‫والحيازة الناقصة‪:‬هي التي يتوفر فيها العنصر المادي دون العنصر المعنوي‪ ،‬وتكون هذه الحيازة لغير المالك بمقتضى اتفاق‬
‫بين المالك والحائز‪ ،‬كحيازة المكتري لشيء بمقتضى عقد كراء‪ ،‬وحيازة الدائن المرتهن للشيء المرهون بمقتضی رهن حيازي‪.‬‬

‫والحيازة المادية ‪:‬هي أن يضع الحائز يده على المال بطر يقة عارضة دون أن تكون له أية سلطة عليه‬

‫–إذا نقل التسليم الحيازة التامة فإن ذلك يمنع من قيام االختالس‬

‫–إذا نقل التسليم الحيازة الناقصة فإنه كذلك يمنع من قيام االختالس‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫–إذا نقل التسليم الحيازة المادية فإنه ال يمنع من قيام االختالس وبالتالي السرقة‪.‬‬

‫ويجب أن ال يكون التسليم نتيجة إرادة واختيار المجني عليه‪ ،‬ويشترط في الرضا النافي للسرقة أن يكون قبل السرقة أو أثناءها‪،‬‬
‫أما الرضا الالحق للسرقة فإنه ال يعتبر مانعا من قيامها‪.‬‬

‫‪2-‬وقوع االختالس على مال منقول مملوك للغير‬

‫أي أن يكون محل االختالس منقوال ‪.‬ولم يشترط الفصل ‪ 505‬صراحة أن يكون الشيء المختلس منقوال‪ ،‬إال أن العقار ال يحتاج‬
‫إلى حماية جنائية كما يحتاجها المنقول ‪ ،‬ذلك أن المنقول المسروق يصعب استرداده ‪ ،‬خالفا للعقار الذي يخول مالکه حق تتعبه‬
‫وإمكانية استرداده‪ ،‬فاألحكام المدنية كفيلة بحمايته ‪ .‬وقد قضت محكمة النقض الفرنسية – في مسألة تتعلق بخيانة األمانة – أن‬
‫الشخص الذي استغل شقة بعد المدة المتفق عليها لم يرتكب خيانة األمانة‪.‬‬

‫فإذا تعلق األمر بالعقار فإن المشرع المغربي وضع نصا خاصا لمعاقبة االعتداء عليه بانتزاع الحيازة من صاحبه خلسة أو‬
‫باستعمال التدليس‪ ،‬والذي عاقب عليه الفصل ‪ 570‬من م‪.‬ق‪ .‬ج بالحبس من شهر إلى ‪ 6‬أشهر وغرامة من ‪ 200‬إلى ‪ ،500‬وإذا‬
‫وقعت الحيازة بالليل أو باستعمال العنف والتهديد أو التسلق أو الكسر أو بواسطة أشخاص متعددين أو كان الجاني أو أحد الجناة‬
‫يحمل سالحا ظاهرا أو مخبأ فإن العقوبة ه الحبس من ‪ 3‬أشهر إلى سنتين وغرامة من ‪ 200‬إلى ‪ 750‬درهم‪.‬‬

‫والمنقول هو كل مال يمكن نقله من حيزه دون تلف كالسلع والبضائع‪ ،‬كما يدخل في عداد المنقوالت التطبيق هذا النص‪ ،‬األشياء‬
‫المنزوعة من عقار كقطع شجرة واختالسها أو اختالس أجزاء من بنايات‪.‬‬

‫وال يمكن أن يكون شخص اإلنسان محل سرقة منذ منع العبودية ‪ ،‬كما أن أجزاء من جسم اإلنسان ال تقبل االختالس‪ ،‬فالذي‬
‫يعتدي عليها يتابع بجرائم اإليذاء والعنف إال أن هذه األجزاء إن انتقلت إلى الغير برضا صاحبها‪ ،‬وتم اختالسها فإننا نكون‬
‫بصدد السرقة‪ ،‬كسرقة الشعر من صانع الباروكات أو الشعر المستعار‪ ،‬أو سرقة أكياس من الدم البشري من مركز لتحاقن الدم ‪،‬‬
‫أو سرقة عضو من مستشفى‪.‬‬

‫ويشترط أن يكون للمال کيان مادي‪ ،‬فالسرقة ال تقع على األفكار واالبتكارات التي خصها المشرع بنصوص خاصة في‬
‫الفصول من ‪ 575‬إلى ‪ 579‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج المتعلقة باالعتداءات على الملكية األدبية والفنية‪.‬‬

‫ويجب أن يكون الشيء المختلس في جريمة السرقة غير مملوك للفاعل‪ ،‬فالشخص الذي استولى على مال اتضح أنه مملوك له‬
‫ال يعتبر سارقا‪ ،‬ولو اعتقد أنه مملوك للغير‪ ،‬فالفصل ‪ 505‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج ينص على “من اختلس عمدا ماال مملوكا للغير”‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫كما أن المنقوالت التي ضاعت من مالكها كحقيبة نقود مثال ضاعت من صاحبها نتيجة نسيان فإنه عمال بالفصل ‪ 456‬مکرر‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬فإنه يمكن لصاحبها األصلي أن يستردها داخل أجل ‪ 3‬سنوات من الضياع‪ ،‬واالستيالء عليها من طرف الغير بقصد‬
‫إضافتها إلى ملکه يعتبر اختالسا‪ ،‬إال أن المشرع المغربي لم يعتبره سرقة معاقبة بالفصل ‪ 505‬من م‪.‬ق‪.‬ج‪ .‬وإنما بنص الفصل‬
‫‪ 527‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬الذي يعاقب كل من يعثر على شيء منقول ويمتلکه بدون أن يخطر به مالكه أو الشرطة المحلية بالحبس من‬
‫شهر إلى سنة‪.‬‬

‫‪3-‬القصد الجنائي‬

‫يتضح هذا الشرط من الفصل ‪ 505‬الذي ينص على‪“ :‬من اختلس عمدا‪..‬‬

‫ومن هنا يتضح أن السرقة جريمة عمدية يتعين توفر القصد فيها ‪ ،‬ويتوفر هذا القصد بتوجيه الجاني إرادته إلى تحقيق وقائع‬
‫الجريمة مع العلم بحقيقة هذه الوقائع من الناحية الواقعية‪ ،‬فال يعتبر سارقا من استولى على منقول اعتقد أنه ملکه‪.‬‬

‫ويری جانب من الفقه أنه ال مجال الشتراط القصد الخاص وهو نية التملك ألن نية التملك حالة نفسية يصعب على القاضي‬
‫االقتناع بوجودها أو انتفانها‪ ،‬و ألن الهدف من تجريم السرقة هو حماية حق الملكية واختالس الشيء سواء بقصد التملك أو‬
‫بقصد االنتقام من الضحية يشكل اعتداء على ذلك الحق وتتعذر إقامة مبرر للتمييز بين الحالتين‪.‬‬

‫واشترط جانب أخر من الفقه ضرورة توفر القصد الخاص إلى جانب القصد العام‪ ،‬والقصد الخاص هو نية تملك المنقول‬
‫المختلس‪ ،‬وهو أيضا “ نية الظهور بمظهر المالك إزاء الشيء المختلس”‪ .‬واعتمادا على ذلك فإن البعض ال يعتبر سارقا من‬
‫يستولي على منقول بقصد استعماله مؤقتا ثم إرجاعه إلى صاحبه‪ ،‬ويسمى ذلك سرقة االستعمال كمن يستولي على كتاب من‬
‫مكتبة بقصد قراءته وإرجاعه‪.‬‬

‫والمثال األكثر شيوعا هو أخذ عربة ذات محرك مملوكة للغير واستعمالها بدون إذنه وردها أو التخلي عنها في مكان ما ‪ ،‬الذي‬
‫ال يعتبره جانب من القضاء سرقه لغياب نية تملك الشيء‪ .‬ويميل البعض اآلخر إلى اعتبار ذلك سرقة إذا تبث أن الفاعل استعمل‬
‫الشيء استعمال المالك ولو مؤقتا‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى الفصل ‪ 505‬فإننا نجده ال يشترط توافر نية التملك‪ ،‬لذا يكفي أن يوجه الفاعل إرادته إلى واقعة االختالس بصرف‬
‫النظر عن الهدف أو الغاية من هذا االختالس هل نية التملك أو اإلتالف أو االستعمال المؤقت مثال‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫الظروف المشددة في جريمة السرقة‬


‫اعتمادا على الفصل ‪ 505‬يتضح أن جريمة السرقة جنحة عاقب عليها المشرع بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وغرامة ما‬
‫بين ‪ 200‬و‪ 500‬درهم‪.‬‬

‫وشدد المشرع عقاب السرقة عندما تقترن بظرف من الظروف المنصوص عليها في الفصول ‪ 507‬و‪ 508‬و‪ 509‬و‪ 510‬من م‪.‬‬
‫ق‪ .‬ج‪.‬‬

‫وطبقا للفصل ‪ 507‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج فإن العقوبة في السجن المؤبد إذا رافق السرقة حمل السالح‪ ،‬أو االحتفاظ به في ناقلة ذات‬
‫محرك تكون قد استعملت لنقل الجناة لمكان الجريمة أو خصصت لهروبهم دون اشتراط توافر ظرف آخر من الظروف ظرف‬
‫المنصوص عليها في الفصول ‪ 508‬و‪ 509‬و‪ 510‬من م ‪ .‬ق‪ .‬ج‪”.‬‬

‫وطبقا للفصل ‪ 508‬من م ‪.‬ق‪ .‬ج فإن العقوبة هي السجن من عشرين إلى ثالثين سنة إذا ارتكب الفاعل السرقة في الطرق‬
‫العمومية أو غيرها من األماكن المنصوص عليها من هذا الفصل شريطة أن تكون مقترنة بظرف من الظروف المنصوص‬
‫عليها في الفصل ‪ 509‬وإال فإن السرقة تكون بسيطة‪.‬‬

‫وطبقا للفصل ‪ 509‬من م ‪.‬ق‪ .‬ج ” فإن العقوبة في السجن من عشر إلى عشرين سنة إذا اقترنت السرقة بظرفين على األقل‬
‫من الظروف الموالية ‪:‬‬

‫– استعمال العنف أو التهديد به أو تزي بغير حق بزي نظامي أو انتحال وظيفة من وظائف السلطة‪.‬‬

‫–ارتكابها ليال‪.‬‬

‫–ارتكابها بواسطة شخصين أو أكثر‪.‬‬

‫–استعمال التسلق أو الكسر من الخارج أو نفق تحت األرض أو مفاتيح مزدوجة أو كسر األختام للسرقة من دار أو شقة أو‬
‫غرفة أو منزل مسكون أو معد للسکنی أو أحد ملحقاته‪.‬‬

‫–إذا استعمل السارقون ناقلة ذات محرك لتسهيل السرقة أو الهروب‪.‬‬

‫– إذا كان السارق خادما أو مستخدما بأجر ولو وقعت السرقة على غير مخدومه ممن وجدوا في منزل المخدوم أو في مكان‬
‫آخر ذهب إليه صحبة مخدومه‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫– إذا كان السارق عامال أو متعلما لمهنة وارتكبت السرقة في مسكن مستخدمه أو به أو محل عمله أو محل تجارته وكذلك إذا‬
‫كان السارق ممن يعملون بصفة معتادة في المنزل الذي ارتكبت فيه السرقة‪.‬‬

‫وطبقا للفصل ‪ 510‬من م‪.‬ق‪ .‬ج ‪ ،‬يعاقب على السرقة بالسجن من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬سنوات إذا اقترنت بواحد من الظروف اآلتية‪:‬‬

‫– استعمال العنف أو التهديد أو تزي بغير حق بزي نظامي أو انتحال وظيفة من وظائف السلطة‪.‬‬

‫–وقوعها ليال‪.‬‬

‫–ارتكابها من شخصين أو أكثر‪.‬‬

‫الذي‬ ‫–استعمال التسلق أو الكسر أو استخدام نفق تحت األرض أو مفاتيح مزورة أو كسر األختام‪ ،‬حتى ولو كان المكان‬
‫ارتكبت فيه السرقة غير معد للسكن‪ ،‬أو كان الكسر داخليا ‪.‬‬

‫– ارتكاب السرقة في أوقات الحريق أو االنفجار أو االنهدام أو الفيضان أو الغرق أو الثورة أو التمرد أو أية‬
‫أخرى‪.‬‬ ‫كارثة‬

‫–إذا وقعت السرقة على شيء يتعلق بسالمة وسيلة من وسائل النقل الخاص أو العام ‪.‬‬

‫ظروف التخفيف في السرقة‬


‫قسم المشرع هذه األعذار إلى نوعين‪ :‬أعذار معفية من العقاب ‪ ,‬وأعذار مخففة‪.‬‬

‫‪1-‬األعذار القانونية المعفية‪:‬‬

‫عالج المشرع هذه األعذار في الفصلين ‪ 534‬و‪ 535‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬فطبقا للفصل ‪ 543‬من م‪.‬ق‪.‬ج يعفى من العقاب مع التزامه‬
‫بالتعويضات المدنية السارق في األحوال التالية‪:‬‬

‫–إذا كان المال المسروق مملوكا لزوجه‪ -2 .‬إذا كان المال المسروق مملوكا ألحد فروعه‪.‬‬

‫–وطبقا للفصل ‪ 535‬من م‪.‬ق‪.‬ج‪ .‬إذا كان المال المسروق مملوكا ألحد أصول السارق أو أحد أقاربه أو أصهاره إلى الدرجة‬
‫ا لرابعة فال يجوز متابعة الفاعل إال بناء على شكوى من المجني عليه وسحب الشكوى يضع حدا للمتابعة‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫‪2-‬األعذار القانونية المخففة‪:‬‬

‫وضع المشرع مجموعة من األعذار بهدف التخفيض من العقوبة المنصوص عليها في الفصل ‪ 505‬من م‪.‬ق‪ .‬ج وهي الواردة‬
‫في الفصول ‪ 505‬و‪ 510‬و‪ ،519‬وتتعلق بسرقة األشياء الزهيدة القيمة وسرقة المحاصيل والمنتجات الفالحية‪.‬‬

‫أ‪ -‬سرقة األشياء ذات القيمة الزهيدة‪:‬‬

‫يعاقب على سرقة األشياء ذات القيمة الزهيدة بالحبس من شهر إلى سنتين وبالغرامة من ‪ 200‬إلى ‪ 250‬درهم‪ ،‬إال أنه إذا‬
‫اقترنت بظروف مشددة مما أشير إليه في الفصول من ‪ 507‬إلى ‪ 510‬طبقت عليها العقوبات المقررة في تلك الفصول – ف‬
‫‪.”506‬‬

‫ب – سرقة المحاصيل والمنتجات الفالحية‪:‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 518‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج من سرق من الحقول محاصيل أو منتجات نافعة ولو كانت في حزم أو أكوام يعاقب بالحبس من‬
‫‪ 15‬يوما إلى سنتين وبغرامة من ‪ 200‬إلى ‪ 250‬درهم ‪ ،‬وإذا ارتكبت السرقة ليال أو من عدة أشخاص أو منفصلة عن األرض‬
‫باالستعانة بناقالت أو دواب الحمل‪ ،‬فإن الحبس يكون من سنة إلى ‪ 5‬سنوات والغرامة من ‪ 200‬إلى ‪ 500‬درهم‪.‬‬

‫وعمال بالفصل ‪ 519‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج ‪ .‬من سرق محاصيل أو منتجات نافعة لم تفصل عن األرض بعد‪ ،‬وكان ذلك بواسطة حقائب‬
‫أو ما يماثلها من أدوات أو مستعينا بناقالت أو بدواب الحمل أو كان ذلك ليال أو بواسطة شخصين أو أكثر يعاقب بالحبس من‬
‫‪ 15‬يوما إلى سنتين وغرامة من ‪ 200‬إلى ‪ 250‬درهم‪.‬‬

‫وإذا اجتمعت في السرقة ظروف التشديد األربعة المعدودة في الفقرة السابقة فعقوبتها الحبس من سنتين إلى ‪ 5‬سنوات وغرامة‬
‫من ‪ 200‬إلى ‪ 500‬درهم‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫تعريف جريمة النصب‬


‫ينص الفصل ‪ 540‬من م‪.‬ق‪.‬ج‪ .‬على جريمة النصب ما يلي‪:‬‬

‫“ يعد مرتكبا لجريمة النصب‪ ،‬ويعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وغرامة من خمسمائة إلى خمسة آالف درهم‪ ،‬من‬
‫استعمل االحتيال ليوقع شخصا في الغلط بتأکيدات خادعة أو إخفاء وقائع صحيحة أو استغالل ماكر لخطأ وقع فيه غيره ويدفعه‬
‫بذلك إلى أعمال تمس مصالحه أو مصالح الغير المالية بقصد الحصول على منفعة مالية له أو لشخص آخر‪.‬‬

‫وترفع عقوبة الحبس إلى الضعف والحد األقصى للغرامة إلى مائة ألف درهم‪ ،‬إذا كان مرتكب الجريمة أحد األشخاص الذين‬
‫استعانوا بالجمهور في إصدار أسهم أو سندات أو حصص أو أي أوراق مالية أخرى متعلقة بشركة أو بمؤسسة تجارية أو‬
‫صناعية”‪.‬‬

‫ويتضح من هذا النص أن أركان جريمة النصب هي التالية‪ :‬فعل مادي وقصد جنائي‪.‬‬

‫أركان جريمة النصب‬

‫أوال‪ :‬الفعل المادي‪:‬‬

‫يتكون الفعل المادي في جريمة النصب من ثالثة أركان هي‪:‬‬

‫نشاط مادي‪ :‬وهو االحتيال ‪ ,‬نتيجة إجرامية‪ :‬وهي واقعة االستيالء ثم العالقة سببية‬

‫‪1-‬االحتيال‪:‬‬

‫يمكن تعريف االحتيال على أنه الكذب المدعم بوقائع خارجية أو أفعال مادية من شأنها أن تولد لدى المجني عليه االعتقاد بصدق‬
‫هذا الكذب وبدفعه إلى تسليم ما يراد منه تسليمه عن طواعية واختيار‪ .‬وال يعتبر الكذب المجرد احتياال في جريمة النصب ألن‬
‫تصريحات األفراد تحتمل الصدق والكذب‪.‬‬

‫ويشترط الفقه لتحقق االحتيال الجنائي وجود كذب مدعم بوقائع أو مظاهر خارجية تصبغ على الكذب صبغة الحقيقة لدى الرجل‬
‫العادي من الناس‪ ،‬كاالعتماد على سندات وأوراق مزورة لتدعيم تصريحاته الكاذبة‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫وللقاضي السلطة التقديرية في تكييف واقعة االحتيال والتمييز بينه وبين الكذب المجرد غير المعاقب عليه‪ .‬فإذا كان الكذب‬
‫المجرد وهو عمل إيجابي ال يعد احتياال فمن باب أولى أال يعتبر الكتمان وهو موقف سلبي احتياال فالبائع الذي ال يذكر للمشتری‬
‫عيوب بضاعته ال يعتبر نصابا‪.‬‬

‫ويتعين أن يتم االحتيال في جريمة النصب بوسائل حددها الفصل ‪ 540‬من د‪.‬ق‪ .‬ج‪ .‬على سبيل الحصر وهي‪:‬‬

‫–التأكيدات الخادعة‪ -.‬إخفاء وقائع صحيحة – استغالل ماكر لخطأ وقع فيه الغير‪.‬‬

‫أ‪ -‬التأكيدات الخادعة‪:‬‬

‫التأكيدات الخادعة هي جميع حاالت الكذب المؤيد ببعض الوقائع الخارجية التي من شانها أن تخدع الضحية فيصدق الجاني فيما‬
‫يزعمه ويسلمه المال ونمثل لذلك بإدعاء الجاني بصداقته لبعض القضاة وطلبه هدية لتقديمها لهم بعد أن عرف ضحيته على‬
‫أحدهم واالدعا ء كذبا بأنه يملك بناية كبيرة واصطحاب المجني عليه لرؤية أدوات البناء التي توجد بها ليبيعه هذه األدوات‪.‬‬

‫ب‪ -‬إخفاء وقائع صحيحة‪:‬‬

‫ال يتحقق االحتيال بإخفاء وقائع صحيحة إال إذا كانت هذه الوقائع هي الدافعة بالضحية لتسليم المال‪ ،‬ونمثل لذلك بتوقف تاجر‬
‫عن أداء ديونه و بدء إجراءات تصفيته قضائيا‪ ،‬ومع ذلك يتصل بشخص يطلب منه بضاعة لمحله مخفيا عنه اإلجراء المتخذ في‬
‫حقه‪ ،‬وكذلك الذي أخفى اسمه وصفته الحقيقة حتى ال يوقظ شكوك ضحيته‪.‬‬

‫ت‪ -‬االستغالل الماكر لخطأ وقع فيه غيره‪:‬‬

‫ونمثل لالستغالل الماكر لخطأ وقع فيه شخص آخر باعتقاد الضحية أن الي يمارس وظيفة أو مهنة معينة والواقع خالف ذلك‬
‫سواء كان اعتقاده الخاطئ تلقائيا أوقعه فيه الغير‪ ،‬ومن يرتكب جريمة أو عمال شائنا ويطلب مساعدة من الجان فيستغل هذا‬
‫وضعه ويستولي منه على المال‪.‬‬

‫‪2-‬نتيجة إجرامية‪:‬‬

‫يتضح هذا الشرط من الفصل ‪ 540‬من م‪.‬ق‪.‬ج‪ .‬الذي ينص على ما يلي‪:‬‬

‫“ ويدفعه بذلك إلى أعمال تمس مصالحه أو مصالح الغير المالية بقصد الحصول على منفعة مالية له أو لشخص آخر” أي أن‬
‫ضحية االحتيال يقوم بعمل يمس مصالحه أو مصالح الغير المالية”‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫وال يشترط القانون لحصول جريمة النصب االستيالء الفعلي على مال الغير‪ ،‬فالذي يشترطه أن يكون لدى الجاني قصد‬
‫الحصول على منفعة مالية له أو الشخص آخر‪ ،‬فتقوم الجريمة إذن بقيام الضحية بعمل يمس مصالحه أو مصالح الغير المادية‬
‫مع توافر القصد الجنائي لدى النصاب وهو نية الحصول على منفعة مالية من وراء عمل الضحية‪.‬‬

‫و قد انعقد اإلجماع على ضرورة إخراج األشياء ذات القيمة المعنوية من نطاق النصب‪ ،‬واألشياء المعنوية هي األفكار عندما ال‬
‫تتخذ شكال ماديا‪.‬‬

‫‪3-‬عالقة سببية‪:‬‬

‫يتعين إثبات أن أعمال االحتيال هي التي دفعت الضحية إلى القيام باألعمال الضارة بمصالحه أو مصالح الغير المالية‪ ،‬ويعتمد‬
‫على إثبات هذه العالقة على القرائن وتنوع األساليب المستعملة ومدى قوة تأثيرها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬القصد الجنائي‪:‬‬

‫وهو ما نص عليه الفصل ‪ 540‬من م‪.‬ق‪ .‬ج‪ .‬الذي جاء فيه ما يلي‪ “ :‬بقصد الحصول على منفعة مالية له أو لشخص آخر”‬

‫أي أن يقوم الجاني بأعمال االحتيال عن علم وبينة‪ ،‬بأن يكون على علم بزيف التأكيدات التي استعملها في مواجهة الضحية‪ .‬أما‬
‫إذا استعملها نتيجة جهل أو غلط وقع فيه تلقائيا أو أوقعه فيه غيره فال يتحقق القصد الجنائي‬

‫ويتعين أن يكون هدفه الحصول على منفعة مالية له أو لشخص أخر؛ فالبنت التي تتحايل على أبيها مستعملة تأكيدات كاذبة حول‬
‫سوء تصرفات زوجها م عها وتحمله نتيجة ذلك على بذل مبلغ من المال على وجه الخلع‪ ،‬لم ترتكب نصبا‪ ،‬ذلك أنها بالرغم من‬
‫أنها دفعت أباها إلى اإلضرار بمصالحه المالية‪ ،‬إال أنها لم تقصد الحصول على منفعة مالية بل الحصول على الطالق‪.‬‬

‫كما يتعين أن تكون المنفعة المالية المراد الحصول عليها عن طريق النصب غير مشروعة فال يعتبر نصابا الدائن الذي يستعمل‬
‫طرق االحتيال للحصول على حقه من المدين مادام الدين مستحق األداء‪.‬‬

‫ولقد سوى المشرع في الفصل ‪ 540‬من م‪.‬ق‪ .‬ج‪ .‬بين أن يكون النصاب قد قصد الحصول على المنفعة المالية لنفسه أو لشخص‬
‫أخر سواء كان هذا الشخص متواطئا مع النصاب أو لم يکن له علم بأعماله االحتيالية‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫تعريف جريمة خيانة األمان‬

‫كانت جريمة خيانة األمانة تكون مع السرقة جريمة واحدة ولم تستقل عنها في فرنسا إال بمقتضى القانون الفرنسي لسنة ‪1791‬‬
‫وقد جاء التنصيص على جريمة خيانة األمانة في الفصل ‪ 547‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬الذي جاء فيه ما يلي‪:‬‬

‫“ من اختلس أو بدد بسوء نية‪ ،‬إضرارا بالمالك أو واضع اليد أو الحائز‪ ،‬أمتعة أو نقودا أو بضائع أو سندات أو وصوالت أو‬
‫أوراقا من أي نوع تتضمن أو تنشئ التزاما أو إبراء كانت سلمت إليه على أن يردها أو سلمت إليه الستعمالها أو استخدامها‬
‫لغرض معين‪ ،‬يعد خائنا لألمانة ويعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثالث سنوات وغرامة من مائتين إلى ألفي درهم‪ .‬وإذا كان‬
‫الضرر الناتج عن الجريمة قليل القيمة‪ ،‬كانت عقوبة الحبس من شهر إلى سنتين والغرامة من مائتين إلى مائتين وخمسين درهما‬
‫مع عدم اإلخالل بتطبيق الظروف المشددة المقررة في الفصلين ‪ 549‬و‪”550‬‬

‫يتضح من هذا الفصل أن خيانة األمانة هي “االحتفاظ بالحيازة بعد تسلم المال للغير وذلك إضرارا بالمالك أو واضع اليد أو‬
‫الحائز“ ‪،‬‬

‫أركان جريمة خيانة األمانة‬


‫–تسلم الشيء المنقول واختالسه أو تبديده‪.‬‬

‫–الضرر ‪.‬‬

‫–القصد الجنائي ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تسلم الشيء المنقول واختالسه أو تبديده‬

‫– ‪1‬تسلم المنقول‬

‫يتعين في خيانة األمانة تسلم الشيء‪ ،‬إذ ينص الفصل ‪ 547‬على “‪ ..‬أشياء سلمت إليه على أن يردها”‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫ويتعين تسلم الجاني الشيء من صاحبه بعقد ولم يحدد القانون المغربي صراحة العقود التي يسلم الشيء بمقتضاها‪ ،‬واقتصر‬
‫على اشتراط أن يسلم الشيء للجاني على أن يرده أو أن يسلم له الستعماله أو استخدامه لغرض معين‪ ،‬والعقود المشار إليها في‬
‫هذا الفصل هي‪:‬‬

‫–العقود التي سينجم عنها تسلم الشيء شريطة رده وهي‪ :‬الوديعة والرهن الحيازي ‪.‬‬

‫– العقود التي ينجم عنها استعمال الشيء واستخدامه في غرض معين وتشمل العارية واإلجارة والوكالة‪.‬‬

‫فالذي يتسلم الشيء ويختلسه أو يبدده هو الذي يعاقب وحده‪ ،‬فلو ولده إلى صديقه وطلب منه آلة من آالت وسلمها الصديق إلى‬
‫الولد فتصف فإن الذي ينال العقاب هنا هو الولد ال األب ألنه هو الذي تسلم الشيء وتصرف فيه‪.‬‬

‫ويتعين أن ينصب التسليم على مال منقول بصريح الفصل ‪ 547‬الذي وردن “من اختلس أو بدد “أمتعة أو نقودا أو بضائع أو‬
‫سندات أو وصوالت أو أوراق من أم نوع تتضمن أو تنشئ التزاما أو إبراء” وهي كلها منقوالت‪.‬‬

‫– ‪2‬اختالس المنقول أو تبديده‬

‫يقصد باالختالس في جريمة خيانة األمانة أن يحتفظ شخص بالشيء لنفسه وينكره على صاحبه أو أن ينتزع الحيازة في‬
‫عنصرها المعنوي الن الجاني تكون بيده الحيازة المؤقتة قبل االختالس وعندما يوجه إرادته إلى إضافة العنصر المعنوي أي‬
‫االستيالء على الشيء وحرمان صاحبه منه نهائيا يعتبر مرتكبا لفعل االختالس‪.‬‬

‫أما التبديد فهو تفويت المنقول أو اإلضرار به أو استهالكه أو تحويل شكله أو إتالفه أو االستعمال الذي يلحق ضررا به‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الضرر‬

‫يشترط القانون المغربي صراحة أن يكون االختالس أو التبديد قد وقع إضرارا بالمالك أو الحائز‪ ،‬ويتحقق الضرر في اختالس‬
‫الشيء أو تبديده عن طريق بيع األمانة آو جزء منها فقط‪.‬‬

‫هل توجد حاالت ال يحدث فيها ضرر؟ الجواب هو نعم‪ ،‬فلو وضع شخص عنه آخر وديعة فبددها‪ ،‬ولكنه تمكن من استعادتها‬
‫قبل التاريخ ا لمحدد للرد ثم لو وضع و عند آخر وديعة فبددها ثم انتقلت إليه ملكيتها بسبب من أسباب التملك کاإلرث أو الهبة أو‬
‫البيع ففي هاتين الحالتين ال يوجد ضرر للمالك أو الحائز‪ ،‬فهل مراقب الفاعل؟ بالنسبة للقانون المغربي يجب أال يعاقب ألنه‬
‫اشترط وجود الضرر وال يوجد أي ضرر في هذه الحاالت‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫ثالثا‪ :‬القصد الجنائي‬

‫يتحقق القصد الجنائي‪ ،‬في جريمة خيانة األمانة بتوجيه الجاني نيته إلى االستيالء على المال المنقول المملوك للغير الذي سلم له‪،‬‬
‫بمعنى أن يعرف الفاعل أنه يرتكب الجريمة بأركانها كما حددها الفصل ‪.547‬‬

‫لذا‪ ،‬فال جريمة إذا أهلك الشيء أو أتلفه نتيجة إهمال وتقصير أو بدده معتقدا أن المال له أو أن الذي سلمه إياه إنما سلمه له على‬
‫سبيل الهبة أو أن الشيء تلف بسبب قوة قاهرة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى القصد العام هذا‪ ،‬فقد اشترط قرار صدر عن محكمة النقض المصرية في ‪ 1950-12-18‬توفر القصد الجنائي‬
‫الخاص‪ ،‬وهو نية تملك المال‪ ،‬وقد جاء في هذا القرار‪ “ :‬ولما كان القصد الجنائي في جريمة خيانة األمانة ال يتحقق بمجرد‬
‫تصرف المتهم في الشيء المسلم إليه أو خلطه بماله وإنما يتطلب فوق ذلك ثبوت نية تملكه إياه وحرمان صاحبه منه”‬

‫وإثبات القصد الجنائي مسألة موضوعية متروكة لمحكمة الموضوع التي تقدر ما إذا كان الفاعل قد تصرف بنية التملك أم بنية‬
‫أخرى‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫أركان جريمة اإلجهاض‪:‬‬


‫نصت الفقرة األولى من الفصل ‪ 449‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج على جريمة اإلجهاض ما يلي‪:‬‬

‫” من أجهض أو حاول إجهاض امرأة حبلي أو يظن أنها كذلك‪ ،‬برضاها أو بدونه سواء كان ذلك بواسطة طعام أو شراب أو‬
‫عقاقير أو تحايل أو عنف أو أية وسيلة أخرى‪ ،‬يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وغرامة من مائتين إلى خمسمائة‬
‫درهم”‬

‫يتضح من هذا النص أن لإلجهاض ركنين هما‪ :‬الفعل المادي والقصد الجنائي ‪.‬‬

‫‪1-‬الفعل المادي‪:‬‬

‫يتحقق الفعل المادي بكل نشاط يستهدف استخراج الجنين من رحم أمه قبل أي الوضع والقضاء عليه‪ ،‬وترتكب جريمة‬
‫اإلجهاض من وقت ثبوت حصول اللقاء وقت ظہور عوارض الوالدة‪.‬‬

‫و قد وسع الفصل ‪ 449‬في تفسير الوسائل المستعملة لإلجهاض إذ أشار إلى الطعام والشراب والعقاقير والتحايل والعنف أو أية‬
‫وسيلة أخرى‪ ,‬وتتحقق جريمة اإلجهاض حتى بالمحاولة‪ ،‬ذلك أن الفصل ‪ 449‬نص على‪“ :‬من أجهض أو حاول إجهاض” ‪.‬‬
‫وتكون محاولة اإلجهاض بإحدى الصور الثالث التالية‪:‬‬

‫–جريمة الموقوفة ‪ :‬تتحقق الجريمة الموقوفة إذا أوقف الفاعل بسبب خارج عن إرادته بعد أن شرع في تنفيذ اإلجهاض أو قام‬
‫بأفعال ال لبس فيها تهدف مباشرة إلى ارتكابه‪.‬‬

‫–الجريمة الخائبة ‪ :‬ويكون اإلجهاض على شكل جريمة خائبة عندما يقوم الفاعل بكل األفعال التي كان يظن أنها ستوصله إلى‬
‫النتيجة المرغوبة‪ ،‬ولكن ألسباب خارجة عن إرادته لم يتحقق اإلجهاض‪ ،‬بالرغم من أنه كان ممکن الوقوع‪.‬‬

‫–الجريمة المستحيلة ‪ :‬ويمكن تصور الجريمة المستحيلة في اإلجهاض إذا كانت المراه التي مورس عليها غير حامل‪ ،‬فالفصل‬
‫‪ 449‬نص على “إجهاض امرأة حبلي أو يظن كذلك”‬

‫‪2-‬القصد الجنائي‪:‬‬

‫يتحقق القصد الجنائي في جريمة اإلجهاض عندما ينوي الفاعل من عمله القضاء على الجنين‪ ،‬وذلك مع اعتقاده أن المرأة التي‬
‫مارس عليها اإلجهاض حبلى سواء كانت كذلك في الحقيقة أم ال‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫أما عندما ينتفي هذا القصد فإننا ال نكون بصدد إجهاض‪ ،‬كالشخص الذي يناول امرأة حبلى دواء عن طريق الخطأ‪ ،‬أو من‬
‫يصيبها بعنف غير مقصود أو بعنف قصد به العنف دون اإلجهاض‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ظروف التشديد في جريمة اإلجهاض‪:‬‬


‫إذا كانت الفقرة األولى من الفصل ‪ 449‬تنص على معاقبة جريمة اإلجهاض البسيطة بالحبس من سنة إلى خمس سنوات‬
‫وغرامة من ‪ 200‬إلى ‪ 500‬درهما‪ ،‬فإنه عندما توجد بعض الظروف فإن هذه العقوبة تشدد‪ ،‬ويتعلق األمر بحالتي وفاة المرأة‬
‫واالعتياد ‪.‬‬

‫– ‪1‬وفاة المرأة‪:‬‬

‫نصت الفقرة الثانية من الفصل ‪ 449‬على موت المرأة كظرف مشدد في جريمة اإلجهاض‪ ،‬وقد جاء فيها ما يلي‪ ” :‬وإذا نتج عن‬
‫ذلك موتها‪ ،‬فعقوبته السجن من عشر إلى عشرين سنة‪.”.‬‬

‫إن اإلجهاض إذا نجم عنه وفاة المرأة فإن مرتكبه تشدد عقوبته لتصل إلى السجن من عشر إلى عشرين سنة ‪ ،‬وال أثر لموافقة‬
‫الزوجة على هذه العقوبة‪ ,‬ويمكن أن تصل العقوبة في حالة وفاة المرأة إلى السجن من ‪ 20‬إلى ‪ 30‬سنة اعتاد الفاعل ممارسة‬
‫اإلجهاض‬

‫‪2-‬االعتياد‪:‬‬

‫إذا اعتاد الشخص ممارسة اإلجهاض تشدد عقوبته لتصل إلى الضعف‪ .‬كما يمكن أن تصل إلى السجن من ‪ 20‬إلى ‪ 30‬سنة إذا‬
‫نتج عن اإلجهاض وفاة المرأة‪ ،‬وذلك طبقا للفقرة األولى من الفصل ‪ 450‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬الذي ورد فيه ما يلي‪ ” :‬إذا ثبت أن‬
‫مرتكب الجريمة يمارس األفعال المشار إليها في الفصل السابق بصفة معتادة‪ ،‬ترفع عقوبة الحبس إلى الضعف في الحالة‬
‫المشار إليها في الفقرة األولى‪ ،‬وتكون عقوبة السجن من عشرين إلى ثالثين سنة في الحالة المشار إليها في الفقرة الثانية”‬

‫ثالثا‪ :‬حاالت عدم العقاب في جريمة اإلجهاض ‪:‬‬


‫نص الفصل ‪ 453‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬على حاالت عدم العقاب في اإلجهاض‪ ،‬وذلك كالتالي‪:‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫” ال عقاب على اإلجهاض إذا استوجبته ضرورة المحافظة على صحة األم من قام به عالنية طبيب أو جراح بإذن من الزوج‪.‬‬
‫وال يطالب بهذا اإلذن إذا ارتأى الطبيب أن حياة األم في خطر‪ .‬غير أنه يجب عليه أن يشعر بذلك الطبيب الرئيسي للعمالة أو‬
‫اإلقليم‪.‬‬

‫و عند عدم وجود الزوج أو إذا امتنع الزوج من إعطاء موافقته أو عاقه عن ذلك فإنه ال يسوغ للطبيب أو الجراح أن يقوم‬
‫بالعملية الجراحية أو يستعمل عالجا ‪ .‬أن يترتب عنه اإلجهاض إال بعد شهادة مكتوبة من الطبيب الرئيسي للعمالة أو اإلقليم‬
‫يصرح فيها بأن صحة األم ال تمكن المحافظة عليها إال باستعمال مثل هذا العالج”‬

‫اعتمادا على هذا الفصل فإن الحاالت التي ال عقاب فيها بالنسبة لإلجهاض هي‪:‬‬

‫أ‪ -‬إذا تطلبت المحافظة على صحة األم القيام باإلجهاض وال يخلو األمر هنا من إحدى هاتين الفرضيتين‪:‬‬

‫–أن يوافق الزوج على اإلجهاض‪ ،‬وهذا يعني الطبيب من القيام بأي إجراء آخر ‪.‬‬

‫–أن يكون الزوج غائبا أو أن عائقا عاقه عن إبداء رأيه أو امتنع عن الموافقة‪ ،‬فإن الطبيب ال يقوم بالعملية الجراحية أو يستعمل‬
‫العالج إال بعد الحصول على شهادة مكتوبة من الطبيب الرئيسي للعمالة أو اإلقليم يشهد فيها بأن صحة األم ال تمكن المحافظة‬
‫عليها إال باستعمال هذا العالج‪.‬‬

‫ب‪ -‬إذا كانت حياة األم في خطر‪ ،‬فإن الطبيب يمكن أن يقوم باإلجهاض تلقائيا دون استصدار إذن‪ ،‬وإنما عليه إشعار الطبيب‬
‫الرئيسي للعمالة أو اإلقليم بذلك‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬عقوبة مخففة لألم عندما تجهض نفسها‪:‬‬


‫إذا كانت العقوبة بالنسبة لشخص مارس اإلجهاض على امرأة حامل أو يظن على ا كذلك هي الحبس من سنة إلى خمس سنوات‬
‫وغرامة من ‪ 200‬إلى ‪ 500‬درهم‪ ،‬فإن إذا كانت هي التي قامت بإجهاض نفسها عمدا أو حاولت ذلك أو قبلت أن يجهضها‬
‫غيرها أو رضيت باستعمال ما أرشدت إليه أو ما أعطي لها لهذا الغرض‪ ،‬فإنها توان بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين وغرامة‬
‫من ‪ 200‬إلى ‪ 500‬درهم‪ ،‬وذلك عند بمقتضيات الفصل ‪ 454‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬التحريض على اإلجهاض‪:‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫ينص الفصل ‪ 455‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬معاقبة كل من حرض على اإلجهاض ولو لم يؤد هذا التحريض إلى نتيجة ما بالحبس من‬
‫شهرين إلى سنتين وغرامة من مائتين إلى ألفي درهم‪ ،‬أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪.‬‬

‫ويعاقب بنفس العقوبات كل من باع أدوية أو مواد أو أجهزة أو أشياء‪ ،‬كيفما كان نوعها أو عرضها للبيع أو عمل على بيعها أو‬
‫وزعها أو عمل على توزيعها بأية طريقة كانت مع علمه أنها معدة لإلجهاض حتى ولو كانت هذه األدوية أو المواد أو األجهزة‬
‫أو األشياء المقترحة كوسائل فعالة لإلجهاض غير قادرة عمليا على تحقيقه‪.‬‬

‫و إذا م ا تحقق اإلجهاض على إثر التحريض والبيع المشار إليهما أعاله فإن العقوبات المنصوص عليها في الفصل ‪ 449‬من م‪.‬‬
‫ق‪ .‬ج‪ .‬هي التي تطبق على مرتكبي هذه العمليات أو األعمال‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬المساعدة على اإلجهاض‪:‬‬


‫تم تجريم المساعدة على اإلجهاض في الفصل ‪ 451‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬الذي نص على أن األطباء والجراحين ومالحظي الصحة‬
‫وأطباء األسنان والقابالت والمولدات والصيادلة وطلبة الطب أو طب األسنان أو الصيدلة وعمال الصيدليات والعشابين‬
‫والمضمدين وبائعي األدوات الجراحية والممرضين والمدلكين والمعالجين بالتسبب والقابالت العرفية‪ ،‬الذين يرشدون إلى‬
‫وسائل تحدث اإلجهاض أو ينصحون باستعمالها أو يباشرونها‪ ،‬يعاقبون بالعقوبات المقررة في أحد الفصلين ‪ 449‬و‪ 450‬من م‪.‬‬
‫ق‪ .‬ج‪ .‬على حسب األحوال‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬وإن الفصل ‪ 451‬يعاقب المساعد في جريمة اإلجهاض سواء ارتكبت الجريمة فعال أم لم ترتكب‪ ،‬خالفا للقواعد العامة‬
‫للمشاركة التي البد لمعاقبة الشريك أن ينفذ الفاعل األصلي الجريمة فعال‪ .‬ويحكم على مرتكبي الجريمة‪ ،‬عالوة على ذلك‪،‬‬
‫بالحرمان من مزاولة المهنة‪ ،‬المقرر في الفصل ‪ 87‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ ،.‬إما بصفة نهائية‪ ،‬أو لمدة محدودة‪.‬‬

‫ويالحظ أن هذا الفصل ‪ 451‬قد وسع من مفهوم التحريض على اإلجهاض إذ يعاقب التحريض بأية وسيلة كان ‪ ,‬فإذا كانت‬
‫عقوبة المحرض هي الحبس من شهرين إلى سنتين وغرامة من مائتين إلى ألفين درهما أو إحدى هاتين العقوبتين‪ ،‬فإنه إذا نجم‬
‫عن التحريض حدوث إجهاض هي الحبس من سنة إلى ‪ 5‬سنوات وغرامة من ‪ 200‬إلى ‪ 500‬فعال‪ ،‬فإن عقوبة المحرض درهم‪،‬‬
‫وإذا نجم عن اإلجهاض وفاة األم‪ ،‬فإن العقوبة في السجن من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬سنة‪.‬‬

‫ويالحظ أن المشرع قد شدد في عقوبة التحريض على اإلجهاض لما فيه من خطر على حياة الحوامل الالئي يتأثرن بالتحريض‬
‫فيجهضن أنفسهن دون استشارة الطبيب ويتعرضن لعواقب ومضاعفات خطيرة على أنفسهن وعلى صحتهن‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫تعريف جريمة الرشوة‪:‬‬


‫جرمت التشريعات السماوية والوضعية جريمة الرشوة وقد ورد في سورة البقرة قوله تعالى‪“ :‬وال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل‬
‫وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس باإلثم وأنتم تعلمون“‬

‫وقال النبي األعظم صلى هللا عليه وآله‪ ”:‬لعن هللا الراشي والمرتشي”‬

‫وتعتبر الرشوة من جرائم اإلخالل بالثقة العامة لما فيها من إخالل الموظف بواجباته وخروجه عن السلوك القويم وتحيز في‬
‫أدائه لعمله‪ ،‬وهذا من شأنه القضاء على ثقة المواطنين بالمرافق العمومية‪.‬‬

‫ويتميز التشريع المغربي عن العديد من التشريعات في اعتبار كل من عمل المرتشي والراشي جريمة مستقلة‪ ،‬وبالتالي فإذا تلقى‬
‫موظف‪ -‬المرتشي – رشوة من مواطن – الراشي – مقابل قيامه بعمل فإن كال من المرتشي والراشي يعتبران مرتكبين لجريمة‬
‫مستقلة‪ ,‬ويختلف في هذا عن بعض التشريعات‪ ،‬كالتشريع اللبناني‪ ،‬التی تعتبر الرشوة جريمة مركبة تستلزم وجود شخصين‬
‫تتحدد مسؤوليتهما وعقابهما على قدم المساواة كون الراشي فاعال أصليا مع المرتشي أو شريکا له في جريمة واحدة‪.‬‬

‫تعريف الفصل ‪ 248‬من القانون الجنائي للجريمة الرشوة‪:‬‬

‫وقد نص الفصل ‪ 248‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬على ما يلي “ ‪:‬يعد مرتكبا لجريمة الرشوة ويعاقب بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات‬
‫وبغرامة من خمسة آالف درهم إلى مائة ألف درهم من طلب أو قبل عرضا أو وعدا أو طلب أو تسلم هبة أو هدية أو أية فائدة‬
‫أخرى من أجل‪:‬‬

‫– ‪ 1‬القيام بعمل من أعمال وظيفته بصفته قاضيا أو موظفا عموميا أو متوليا مركزا نيابيا أو االمتناع عن هذا العمل‪ ،‬سواء كان‬
‫عمال مشروعا أو غير مشروع‪ ،‬طالما أنه غير مشروط بأجر‪ .‬وكذلك القيام أو االمتناع عن أي عمل ولو أنه خارج عن‬
‫اختصاصاته الشخصية إال أن وظيفته سهلته أو كان من الممكن أن تسهله‪..‬‬

‫– ‪ 2‬إصدار قرار أو إبداء رأي لمصلحة شخص أو ضده‪ ،‬وذلك بصفته حكما أو خبيرا عينته السلطة اإلدارية أو القضائية أو‬
‫اختاره األطراف‪.‬‬

‫– ‪ 3‬االنحياز لصالح أحد األطراف أو ضده‪ .‬وذلك بصفته أحد رجال القضاء أو المحلفين أو أحد أعضاء هيئة المحكمة‪.‬‬

‫‪ 4-‬إعطاء شهادة كاذبة بوجود أو عدم وجود مرض أو عاهة أو حالة حمل أو تقديم بيانات كاذبة عن أصل مرض أو عاهة أو‬
‫عن سبب وفاة وذلك بصفته طبيبا أو جراحا أو طبيب أسنان أو مولدة‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫إذا كانت قيمة الرشوة تفوق مائة ألف درهم تكون العقوبة السجن من سنوات إلى عشر سنوات والغرامة من مائة ألف درهم إلى‬
‫مليون درهم‪ ،‬دون أن قيمتها عن قيمة الرشوة المقدمة أو المعروضة“‪.‬‬

‫وسندرس جريمة ال رشوة متطرقين إلى أركانها وحكم الوسيط في الرشوة وحكم المكافأة الالحقة وعقوبة الرشوة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المعنيين بجريمة الرشوة‪:‬‬


‫لتحقق جريمة الرشوة يجب أن يرتكب هذا الفعل المادي من طرف موظف عمومي حسب التعريف الوارد في المادة ‪ 224‬من‬
‫القانون الجنائي أو أحد األشخاص التاليين‪:‬‬

‫–أحد أعضاء المجالس الحضرية أو القروية أو أحد أعضاء مجلس النواب‪.‬‬

‫–المحامون والخبراء ولو تم تعيينهم من األطراف‪.‬‬

‫–األطباء والجراحون أو أطباء األسنان والمولدات‪.‬‬

‫–العمال أو المستخدمون والوكالء بمقابل في القطاع الخاص ‪.‬‬

‫ويعتبر موظفا عموميا ‪ ،‬طبقا للفصل ‪ 224‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬ما يلي‪ “ :‬يعد موظفا عموميا‪ ،‬في تطبيق التشريع الجنائي كل شخص‬
‫كيفما كانت صفته ‪ ،‬غليه‪ ،‬في حدود معينة بمباشرة وظيفة أو مهمة ولو مؤقتة بأجر أو بدون أجر ويساهم بذلك في خدمة الدولة‪،‬‬
‫أو المصالح العمومية أو الهيئات البلدية أو الموسا العمومية أو مصلحة ذات نفع عام وتراعي صفة الموظف في وقت ارتكاب‬
‫الجريمة ومع ذلك فإن هذه الصفة تعتبر باقية له بعد انتهاء خدمته‪ ،‬إذا كانت هي التي سهلت له ارتكاب الجريمة أو مكنته من‬
‫تنفيذها”‬

‫وتعريف الموظف حسب القانون الجنائي هو أوسع من تعريفه في قانون الوظيفة العمومية‪ ،‬ذلك أن الفصل ‪ 2‬من النظام‬
‫األساسي العام للوظيفة العمومية ل ‪ 24‬فبراير ‪ 1958‬عرفه كالتالي‪:‬‬

‫“ يعد موظفا كل شخص يعين في وظيفة قارة ويرسم في إحدى رتب السلم الخاص بأسالك اإلدارة التابعة للدولة”‬

‫ويشترط لتحقق جريمة رشوة العمال والمستخدمين قيام عالقة التبعية ولو كانت غير دائمة ‪ .‬ونمثل لهؤالء بمدير الفندق الذي‬
‫يمكن أحد الزبناء من اإلقامة في الفندق مقابل مبلغ من النقود‪ ،‬والمهندس الذي يقدم معلومات تتعلق بطريقة صنع مادة معينة‬
‫مقابل هبة أو أي منفعة من المنافع‪ ،‬أو المستخدم الذي يدلي لمؤسسة منافسة بأسماء وعناوين زبناء مخدومه مقابل مكافأة‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫ثانيا‪ :‬حكم الوسيط في الرشوة‪:‬‬


‫لم يتعرض القانون الجنائي لعقوبة الوسيط بين الراشي والمرتشي وهو ما يسمى بالرائش – بنص خاص – وبالتالي فإن‬
‫مقتضيات الفصل ‪ 129‬من م‪.‬ق‪.‬ج‪ .‬المتعلق باالشتراك في الجريمة هي التي تطبق عليه باعتباره يساعد مرتكب الجريمة على‬
‫األعمال التحضيرية أو األعمال المسهلة الرتكابها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬حكم المكافأة الالحقة‪:‬‬


‫إن القانون سكت من المكافأة الالحقة ولم يتعرض لها بنص‪ ،‬ويرى بعض الفقه أن هذه المكافأة ال عقاب عليها‪ ،‬إذا لم يكن هنالك‬
‫اتفاق سابق”‪ ،‬أما البعض اآلخر فله رأي مخالف‪ ،‬إذ يرى أن تقديم المكافأة الالحقة وقبولها من طرف الموظف ولو لم يكن هناك‬
‫اتفاق سابق يخضعان للنصوص الجنائية المعاقبة للرشوة ما دامت نية الطرفين قد اتجهت إلى أن المكافأة قدمت مقابل العمل أو‬
‫االمتناع الذي قام به الموظف المصلحة صاحب المكافأة ألن هذه النية هي التي تمثل الخطورة اإلجرامية واالنحراف بالخدمات‬
‫العامة وليس التقديم أو التأخير للخدمة أو المكافأة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬عقوبة الرشوة‪:‬‬


‫يعاقب مرتكب الرشوة إذا كان قاضيا أو موظفا عموميا أو متوليا مركزا نيابيا أو شخصا من األشخاص المنصوص عليهم في‬
‫هذا الفصل وكان المبلغ المحصل عليه ال يقل عن مائة ألف درهما بالسجن من خمس إلى عشر سنوات وغرامة من مائة ألف‬
‫درهم إلى مليون درهم‪ ،‬دون أن تقل قيمتها عن قيمة الرشوة المقدمة أو المعروضة‪ .‬وإذا كان المبلغ يقل عن مائة ألف درهم فإن‬
‫العقوبة هي الحبس من سنتين إلى خمس سنوات وغرامة من خمسة آالف درهم إلى مائة ألف درهم‪ ،‬وذلك عمال بالفصل ‪248‬‬
‫من م‪.‬ق‪ .‬ج‪..‬‬

‫وإذا كان مرتكب الرشوة عامال أو مستخدما أو موکال بأجر أو بمقابل عوقب بالحبس سنة إلى ثالث سنوات وبغرامة من خمسة‬
‫آالف درهم إلى مائة ألف درهم ‪ ،‬واذا كانت قيمة الرشوة تفوق مائة ألف درهم تكون العقوبة في السجن من خمس إلى عشر‬
‫سنوات‪ ،‬والغرام ة من مائة ألف درهم إلى مليون درهم‪ ،‬دون أن تقل قيمتها عن قيمة الرشوة المقدمة أو المعروضة طبقا للفصل‬
‫‪ 249‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪..‬‬

‫وطبقا للفصل ‪ 1 -256‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬يتمتع بالعذر المعفي من العقوبة الراشي بالمعنى الوارد في الفصل ‪ 251‬من م‪.‬ق‪.‬ج‪ .‬الذي‬
‫يبلغ السلطات القضائية عن جري مة الرشوة‪ ،‬إذا قام بذلك قبل تنفيذ الطلب المقدم إليه إذا كان الموظف هو الذي طلبها‪ .‬وكذلك‬
‫الراشي‪ ،‬الذي يبلغ السلطات القضائية عن جريمة الرشوة إذا أثبت أن الموظف هو الذي طلبها وأنه كان مضطرا لدفعها‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫تعريف جريمة االختالس‪:‬‬


‫تطرق المشرع الى جريمة االختالس في الفصلين ‪ 241‬و‪ 242‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪..‬‬

‫فالفصل ‪ 241‬ينص على ما يلي‪ “ :‬يعاقب بالسجن من خمس إلى عشرين سنة وبغرامة من خمسة آالف إلى مائة ألف درهم كل‬
‫قاض أو موظف عمومي بدد أو اختلس أو احتجز بدون حق أو أخفى أمواال عامة أو خاصة أو سندات تقوم مقامها أو حججا أو‬
‫عقودا أو منقوال ت موضوعة تحت يده بمقتضى وظيفته أو بسببها‪ .‬فإذا كانت األشياء المبددة أو المختلسة أو المحتجزة أو‬
‫المخفاة تقل قيمتها عن مائة ألف درهم‪ ،‬فإن الجاني يعاقب بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات‪ ،‬وبغرامة من ألفين إلى خمسين‬
‫ألف درهم”‬

‫أركان جريمة االختالس‪:‬‬

‫‪1-‬الفعل المادي‪:‬‬

‫عبر الفصل ‪ 241‬عن الفعل المادي ب” بدد أو اختلس أو احتجز بدون حق أو أخفي”…‬

‫و يعني التبديد التصرف في الشيء تصرفا قانونيا أو ماديا كبيعه أو استهالکه ‪.‬واالختالس هو اتجاه نية الفاعل إلى االحتفاظ‬
‫بالشيء بصفة نهائية‪ .‬ويفيد االحتجاز بدون حق إبقاء الشيء وعدم تصريفه على الشكل وفي المدة القانونية وذلك بقصد‬
‫اختالسه‪ .‬ويكون اإلخفاء تتويجا لعملية االختالس كما قد يكون بترك األشياء في المستودع وادعاء عدم وجودها به‪.‬‬

‫أما األشياء التي تكون محل اختالس في حسب الفصل ‪“ :241‬أموال عامة أو خاصة أو سندات تقوم مقامها أو حججا أو‬
‫مستندات أو منقوالت‪”.‬‬

‫فاألموال معناها هنا النقود المملوكة للدولة والمؤسسات الموضوعة تحت مراقبة الدولة واألشخاص العاديين وتعني السندات‬
‫جميع األوراق التي تقوم مقام النقود في التعامل كالشيكات والكمبياالت والسندات ألمر‪ .‬والحجج هي جميع األوراق التي يدلي‬
‫بها في مجال ا إلثبات سواء كانت أوراقا عرفية أو رسمية‪ .‬والمستندات هي كل الوثائق ذات القيمة النقدية كاألسهم وسندات‬
‫الخزينة العامة والعقود هي كل صك يحمل اتفاقا أبرم بين شخصين‪ .‬والمنقوالت هي كل ما له کيان مادي ويمكن تحويله من‬
‫الحيز الذي يوجد فيه ولو بتلف‬

‫‪2-‬تسلم األشياء بمقتضى الوظيفة أو بسببها‪:‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫وهو ما عبر عنه الفصل ‪ 241‬عندما نص على أشياء ‪ ”:‬موضوعة تحت يده بمقتضى وظيفته أو بسببها “‪ ،‬فاالختالس المراد‬
‫في هذا الفصل هو االختالس والتبديد الذي يرتكبه الموظف على أشياء وضعت تحت يده بمقتضى وظيفته أو بسببها‪.‬‬

‫أما عندما يتسلم موظف أموا ال أو نقودا لسبب آخر غير وظيفته كمعاملة خاصة أو صداقة فإن هذا الفعل ال يدخل في إطار‬
‫الفصل ‪ 241‬وإنما هو خيانة لألمانة أو نصب‪.‬‬

‫‪3-‬القصد الجنائي‪:‬‬

‫يتحقق القصد الجنائي بتعمد الفاعل تبديد األشياء أو اختالسها أو احتجازها‪ ،‬وإذا انتفى هذا القصد لم نكن أمام جريمة اختالس‬
‫كما إذا اعتقد الفاعل أن المال له أو أنه لم يسلم إليه بسبب وظيفته كتوصله بمبلغ مالي عن طريق البريد وباسمه فاعتقد أنه وفاء‬
‫لدين ثم اتضح فيما بعد أنه وجه إليه بمقتضى وظيفته أو بسبها بقصد أداء ضريبة أو رسم مثال‪.‬‬

‫عقوبة جريمة االختالس‪:‬‬


‫يعاقب الفصل ‪ 241‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬القاضي والموظف العمومي الذي ارتكب االختالس والتبديد واالحتجاز بالحبس من سنتين إلى‬
‫خمس سنوات وبغرامة من ألفين إلى خمسين ألف درهم إذا كان االختالس يتعلق بأشياء تقل قيمتها عن مائة ألف درهم‪.‬‬

‫ويعاقب هذا الفصل الموظف العمومي أو القاضي عند ارتكابه اختال سا أو تبديدا أو احتجازا يتعلق بأشياء ال تقل قيمتها عن مائة‬
‫ألف درهم بالسجن من خمس إلى عشرين سنة وبغرامة من خمسة آالف إلى مائة ألف درهم‪.‬‬

‫و يعاقب الفصل ‪ 242‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬كل قاض أو موظف عمومي أتلف أو بدد مستندات أو حججا أو عقودا أو منقوالت أؤتمن‬
‫عليها بصفته تلك ‪ ،‬أو وجهت إليه بسبب وظيفته‪ ،‬وكان ذلك بسوء نية أو بقصد اإلضرار‪ ،‬بالسجن من خمس إلى عشر سنوات‪.‬‬

‫وإذا نتج ارتكاب أحد األفعال المنصوص عليها في الفصلين ‪ 241‬و‪ 242‬من طرف عن إهمال خطير صادر عن قاض أو‬
‫موظف عمومي‪ ،‬يعاقب هذا األخير بالحبس إلى ستة أشهر وبغرامة من ألفي درهم إلى عشرين ألف درهم أو إحدى هاتين تين‪.‬‬
‫وتضاعف العقوبة إذا تجاوزت قيمة األشياء المبددة أو المختلسة أو المحتجزة اخفاة مائة ألف درهم‪ ،‬إعماال بالفصل ‪242‬‬
‫مکرر‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫تعريف استغالل النفوذ‬


‫إلى جانب جريمة الرشوة فإن استغالل النفوذ يعتبر من جرائم اإلخالل بالثقة العامة‪ ،‬وقد نص على هذه الجريمة وعلى عقوبتها‬
‫الفصل ‪ 250‬من م‪.‬ق‪ .‬ج‪ ،.‬الذي ورد فيه ما يلي‪:‬‬

‫” يعد مرتكبا لجريمة استغالل النفوذ‪ ،‬ويعاقب بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة من خمسة آالف إلى مائة ألف‬
‫درهم‪ ،‬من طلب أو ق بل عرضا أو وعدا‪ ،‬أو طلب أو تسلم هبة أو هدية أو أية فائدة أخرى‪ ،‬من أجل تمكين شخص أو محاولة‬
‫تمكينه‪ ،‬من الحصول على وسام أو نيشان أو رتبة شرفية أو مكافأة أو مرکز أو وظيفة أو خدمة أو أية مزية أخرى تمنحها‬
‫السلطة العمومية أو صفقة أو مشروع أو أي ريح ناتج عن اتفاق يعقد مع السلطة العمومية أو مع إدارة موضوعة تحت إشرافها‪،‬‬
‫وبصفة عامة الحصول على قرار لصالحه من تلك السلطة أو اإلدارة‪ ،‬مستغال بذلك نفوذه الحقيقي أو المفترض‪ .‬وإذا كان الجاني‬
‫قاضيا أو موظفا عاما أو متوليا مركزا نيابيا‪ ،‬فإن العقوبة ترفع إلى الضعف‪”.‬‬

‫وسندرس هذه الجريمة متطرقين إلى أركانها ومقارنتها بجريمة الرشوة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أركان جريمة استغالل النفوذ‬


‫إن أركان جريمة استغالل النفوذ هي‪ :‬الفعل المادي – االعتماد على نفوذ حقيقي أو مزعوم – قصد جنائي‪.‬‬

‫الركن األول‪ :‬الفعل المادي‬

‫ترتكب جريمة استغالل النفوذ‪ ،‬شأنها في ذلك شأن الرشوة‪ ،‬بطلب أو قبول عرض أو وعد أو بطلب أو تسلم هبة أو هدية أو أية‬
‫فائدة أخرى‪ .‬ويستوي أن يكون الطلب أو القبول أو التسلم مباشرا أو عن طريق الغير ‪ ،‬مکتوبا أو شفويا‪ ،‬صريحا أو ضمنيا‬
‫ويستوي أن تكون الهدية على شكل عقار أو منقول وعلى شكل نقود أو كانت منفعة من المنافع‪.‬‬

‫ويعتبر مجرد الطلب الصادر من مستغل النفوذ جريمة تامة‪ ،‬كما هو عليه الحال في الرشوة‪ ،‬وليس مجرد محاولة ولو رفض‬
‫طلب العرض أو الوعد‪ .‬أما مقابل العطية أو المكافأة أو الفائدة فهو السعي إلى تحقيق رغبة صاحب الحاجة والمنصبة على عمل‬
‫أو امتناع من قبل الجهة اإلدارية المختصة‪ ،‬يستوي أن يكون هذا العمل أو االمتناع مشروعا أم ال‪.‬‬

‫وتحقق الركن المادي لصاحب الحاجة بنفس سلوك الراشي‪ ،‬وذلك ط ‪ 251‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬التي ورد فيها ما يلي‪ :‬من استعمل عنفا‬
‫أو تهديدا‪ ،‬أو قدم وعدا أو عرضا أو هبة أو هدية أو أية فان أخرى لكي يحصل على القيام بعمل أو االمتناع عن عمل أو على‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫مزية أو فائدة مما أشب إليه في الفصول ‪ 243‬إلى ‪ ، 250‬وكذلك من استجاب لطلب رشوة ولو بدون أي اقتراح من جانبه‪،‬‬
‫يعاقب بنفس العقوبات المقررة في تلك الفصول‪ ،‬سواء أكان لإلكراه أو للرشوة نتيجة أم ال”‪.‬‬

‫الركن الثاني‪ :‬االعتماد على نفوذ حقيقي أو مفترض‬

‫يعتمد مستغل النفوذ في قضاء حاجة مقدم العطية على النف وذ الذي له على الموظف أو اإلدارة المختصة ويكون هذا النفوذ‬
‫أساسه مركزه السياسي أو االجتماعي أو وظيفته أو العالقة القائمة بينه وبين الموظف المختص‪ ،‬ويستوي أن يكون نفوذ الجاني‬
‫على الموظف المختص مباشرة أو عن طريق وسيط‪.‬‬

‫ويتعين السعي إلى جهاز من أجهزة السلطة العم ومية أو إلى إدارة موضوعة تحت مراقبة الدولة‪ ،‬أما إذا تعلق األمر بجهة غير‬
‫إدارية وال خاضعة لمراقبة الدولة فال نكون بصدد استغالل النفوذ إذا كان السعي إلى شركة أو مقاولة خاصة مقابل عطية‪.‬‬

‫وترتكب جريمة استغالل النفوذ بطلب أو تسلم العطية مقابل استعمال ما يدعيه الجاني من نفوذ يتوفر عليه في الواقع‪ ،‬أو كان‬
‫نفوذا كاذبا فالفصل ‪ 250‬ينص على‪“ :‬مستغال بذلك نفوذه الحقيقي أو المفترض‪”.‬‬

‫الركن الثالث‪ :‬القصد الجنائي‬

‫يتحقق القصد الجنائي في جريمة استغالل النفوذ بانصراف الجاني إلى طلب المكافأة أو تسلمها مقابل استعمال نفوذه لدى الجهة‬
‫المختصة‪ ،‬ولو كان ال ينوي في قرارة نفسه القيام بتنفيذ وعده‪.‬‬

‫أما صاحب الحاجة فإن القصد الجنائي يتحقق بالنسبة إليه بتقديم العطية بهدف االستفادة من نفوذ من قدمها له‪ ،‬سواء قبلت منه‬
‫العطية أم ال ‪ ،‬طلب من صاحب النفوذ استعمال نفوذه حاال أو في المستقبل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مقارنة بين جريمتي الرشوة واستغالل النفوذ‬

‫‪1-‬أوجه التشابه بين الرشوة واستغالل النفوذ‬

‫تتفق هاتان الجريمتان في الهدف من تجريمهما الذي هو صيانة المرافق العامة واألجهزة التي وضعت تحت مراقبة الدولة من‬
‫كل ما يمكن أن يشوب استقامتها‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫وتتفقان أيضا في الركن المادي الذي يتكون في الجريمتين من طلب أو قبول أو تسلم مكافأة أو عرضها أو تقديمها خدمة ينالها‬
‫صاحب المكافأة‪.‬‬

‫‪2-‬أوجه االختالف بين الرشوة واستغالل النفوذ‬

‫إن مقابل العطية في الرشوة هو خدمة تدخل في اختصاص وظيفة المرتشي‪ ،‬أما و النفوذ فإن مقابل العطية هو استعمال نفوذه‬
‫الحقيقي أو المزعوم على الجهة اإلدارية لحملها أو حثها على قضاء حاجة صاحب العطية‬

‫إن المرتشين محدودون في الفصلين ‪ 248‬و‪ 249‬على سبيل الحصر‪ ،‬أما يقترفون جريمة استغالل النفوذ فهم غير محددين‬
‫بصفة من الصفات وبالتالي ارتكابها من طرف موظف أو شخص عادي‪.‬‬

‫إن العقوبة في جريمة الرشوة المرتكبة من الموظف أو العضو في هيئة محكمة أو …‪ .‬عندما يكون المبلغ المحصل عليه منها‬
‫يساوي أو يفوق‪ :‬مائة ألف درهم في السجن من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬سنوات مائة ألف درهم إلى مليون درهم‪ ،‬دون أن تقل قيمتها عن قيمة‬
‫الرشوة المق دمة أو المعروضة‪ ،‬وعندما يكون المبلغ المتحصل عليه أقل من هذا المبلغ أو كانت الرشوة مرتكبة من متول لمركز‬
‫نيابي أو حكما أو خبيرا أو طبيبا أو جراحا أو طبيب أسنان أو مولدة‪ ،‬فإن العقوبة هي من سنتين إلى خمس سنوات وغرامة من‬
‫خمسة آالف درهم إلى مائة ألف درهم‪.‬‬

‫وإذا كانت الرشوة مرتكبة من عامل أ و مستخدم أو وكيل بأجر فإن العقوبة هي الحبس من سنة إلى ‪ 3‬سنوات وبغرامة من‬
‫خمسة آالف درهم إلى مائة ألف درهم‪ .‬و إذا كانت قيمة الرشوة تفوق مائة ألف درهم تكون عقوبة السجن من خمس سنوات إلى‬
‫عشر سنوات‪ ،‬والغرامة من مائة ألف درهم إلى مليون درهم‪ ،‬دون أن تقل قيمتها عن قيمة الرشوة المقدمة أو المعروضة‪.‬‬

‫أما العقوبة في استغالل النفوذ في الحبس من سنتين إلى خمس سنوات وغرامة من خمسة آالف إلى مائة ألف درهم‪ ،‬وإذا كان‬
‫الجاني قاضيا أو موظفا عاما أو متوليا مركزا نيابيا‪ ،‬فإن العقوبة ترفع إلى الضعف ( الفصل ‪ 250‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪.).‬‬

‫وإذا كان الغرض من الرشوة أو استغالل النفوذ هو القيام بعمل يكون جناية في القانون‪ ،‬فإن العقوبة المقررة لتلك الجناية تطبق‬
‫على مرتكب الرشوة أو استغالل النفوذ (الفصل ‪ 252‬من م‪.‬ق‪ .‬ج)‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫تعريف جريمة الغدر‬


‫نظم المشرع جريمة الغدر في الفصول ‪ 243‬و‪ 244‬و‪ 245‬من م‪ .‬ق‪.‬ج‬

‫ويتعلق الفصل ‪ 243‬بطلب الموظف العمومي أو تلقيه أو فرضه أو أمره بتحصيل ما يعلم أنه غير مستحق أو أنه يتجاوز‬
‫المستحق‬

‫الفصل ‪ 244‬بكل ذي سلطة عمومية أمر بتحصيل جبايات لم يقررها القانون أو منح إعفاء عن وجيبة أو ضريبة أو رسم أو سلم‬
‫مجانا محصوالت مؤسسات الدولة‬

‫ويتعلق الفصل ‪ 245‬بالموظف الذي يتلقى أية فائدة في عقد أو مؤسسة يتولى إدارتها‪.‬‬

‫وسنكتفي بدراسة جريمة الغدر المنصوص عليها في الفصل ‪ 243‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج ‪ .‬التي ورد فيها ما يلي‪“ :‬يعد مرتكبا للغدر‪،‬‬
‫ويعاقب بالحبس من سنتين إلى خمس وبغرامة من خمسة آالف إلى مائة ألف درهم‪ ،‬كل قاض أو موظف عمومي طلب أو تلقى‬
‫أو فرض أوامر بتحصيل ما يعلم أنه غي ر مستحق أو أنه يتجاوز المستحق‪ ،‬سواء لإلدارة العامة أو األفراد الذين يحصل لحسابهم‬
‫أو لنفسه خاصة‪ ,‬تضاعف العقوبة إذا كان المبلغ يفوق مائة ألف درهم”‬

‫أركان جريمة الغدر‬


‫‪1-‬صفة الموظف العمومي‪.‬‬

‫‪2-‬فعل مادي‪.‬‬

‫‪3-‬قصد جنائي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬صفة الموظف العمومي‬

‫يعتبر موظفا عموميا ‪ ،‬طبقا للفصل ‪ 224‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬ما يلي‪“ :‬يعد موظفا عموميا‪ ،‬في تطبيق التشريع الجنائي كل شخص‬
‫كيفما كانت صفته ‪ ،‬غليه‪ ،‬في حدود معينة بمباشرة وظيفة أو مهمة ولو مؤقتة بأجر أو بدون أجر ويساهم بذلك في خدمة الدولة‪،‬‬
‫أو المصالح العمومية أو الهيئات البلدية أو المؤ سسة العمومية أو مصلحة ذات نفع عام وتراعي صفة الموظف في وقت ارتكاب‬
‫الجريمة ومع ذلك فإن هذه الصفة تعتبر باقية له بعد انتهاء خدمته‪ ،‬إذا كانت هي التي سهلت له ارتكاب الجريمة أو مكنته من‬
‫تنفيذها”‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫وتعريف الموظف حسب القانون الجنائي المغربي هو أوسع من تعريفه في قانون الوظيفة العمومية‪ ،‬ذلك أن الفصل ‪ 2‬من‬
‫النظام األساسي العام للوظيفة العمومية ل ‪ 24‬فبراير ‪ 1958‬عرفه كالتالي‪:‬‬

‫“ يعد موظفا كل شخص يعين في وظيفة قارة ويرسم في إحدى رتب السلم الخاص بأسالك اإلدارة التابعة للدولة”‬

‫ويشترط لتحقق جريمة رشوة العمال والمستخدمين قيام عالقة التبعية ولو كانت غير دائمة ‪ .‬ونمثل لهؤالء بمدير الفندق الذي‬
‫يمكن أحد الزبناء من اإلقامة في الفندق مقابل مبلغ من النقود‪ ،‬والمهندس الذي يقدم معلومات تتعلق بطريقة صنع مادة معينة‬
‫مقابل هبة أو أي منفعة من المنافع‪ ،‬أو المستخدم الذي يدلي لمؤسسة منافسة بأسماء وعناوين زبناء مخدومه مقابل مكافأة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفعل المادي‬

‫نص الفصل ‪ 243‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬على الفعل المادي بما يلي‪ “ :‬طلب أو تلقي أو فرض أو أمر بتحصيل ما يعلم أنه غير مستحق أو‬
‫أنه يتجاوز المستحق”‪ ,‬وتتحقق جريمة الغدر بمجرد طلب ما هو غير مستحق أو بمجرد األمر بتحصيله سواء استجيب للطلب‬
‫أو األمر أم لم يستجب له‪.‬‬

‫ويوجه الطلب أو التلقي أو األمر المكون للركن المادي في جريمة الغدر إلى األفراد أو إلى الدولة أو إحدى المؤسسات التي‬
‫وضعت تحت مراقبتها ‪ ،‬فمن األمثلة على ذلك طلب أو تلقى تعويضات عن ساعات إضافية غير منجزة أو مصاريف تنقل‬
‫تتجاوز المستحق‪.‬‬

‫وال عبرة لل شكل أو الصفة التي تعطى لما أخذ بغير حق كغرامة أو كراء أو أجر أو راتب أو تعويض وترتكب جريمة الغدر‬
‫عندما يطلب الموظف العمومي أو يتلقى غير المستحق سواء لفائدته الشخصية أو لحساب اإلدارة واألفراد العاديين فالفصل‬
‫‪ 243‬ينص أن جريمة الغدر ترتكب عندما يأخذ غير المستحق “ سواء لإلدارة أو األفراد الذين يحصل لحسابهم أو لنفسه خاصة”‬

‫وترتكب جريمة الغدر عند استخالص موظف تابع لوزارة المالية متال ضريبة أو رسما غير مستحق كما ترتكب عند‬
‫استخالص عون التنفيذ أكثر من إال رسما غير مستحق الفائدة المحكوم له‬

‫ثالثا‪ :‬القصد الجنائي‬

‫يتحقق ال قصد الجنائي بتوافر العلم لدى الفاعل بأن ما يطلبه أو يتلقاه أو بأم بتحصيله غير مستحق أو يتجاوز المستحق‪ ،‬فالفصل‬
‫‪ 243‬نص على “ موظف عمومی طلب أو تلقى أو فرض أو أمر بتحصيل ما يعلم أنه غير مستحق أو يتجاوز المستحق‪”.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫وعندما ينتفي هذا العلم لدى الموظف فإنه ال يوجد الغدر كما في الحالة التي يتلقى فيها مبلغا يجهل مصدره أو يأخذه نتيجة غلط‬
‫في الحساب‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫ماهية جريمة اإلتجار بالبشر‬


‫جريمة اإلتجار بالبشر حظيت أكثر من غيرها من الجرائم‪ ،‬باهتمام الباحثين والدارسين في مجال القانون‪ ،‬كما تصدت‬
‫البروتوكوالت والمواثيق الدولية‪ ،‬والقوانين الوطنية لتعريفها‪ ،‬وتحديد ماهيتها‪ ،‬ويعد هذا الموقف طبيعيا نظرا لخطورة هذه‬
‫الجريمة‪ ،‬واتساع نطاقها كونها من الجرائم المن َّ‬
‫ظمة العابرة للحدود الوطنية‪.‬‬

‫سيحاول الباحث في هذا المبحث تسليط الضوء على مفهوم جريمة لإلتجار بالبشر‪ ،‬من خالل دراسة التعريفات المختلفة لهذه‬
‫الجريمة‪ ،‬سواء من الناحية الفقهية‪ ،‬أو القانونية على ضوء المواثيق الدولية‪ ،‬والتشريعات الوطنية في عدد من الدول العربية‪،‬‬
‫وال سيما في دولة الكويت والمملكة األردنية ‪ ،‬ومن ثم بعد أن يتضح مفهوم هذه الجريمة‪ ،‬سينطلق الباحث إلى دراسة الصفة‬
‫عبر الوطنية لهذه الجريمة‪ ،‬وذلك من خالل المطلبين التاليين‪:‬‬

‫المطلب األول ‪:‬مفهوم جريمة اإلتجار بالبشر‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬جريمة اإلتجار بالبشر كجريمة من َّ‬


‫ظمة عابرة للحدود الوطنية‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم جريمة اإلتجار بالبشر‬


‫لقد بذل فقهاء القانون جهودا لوضع تعريف لجريمة اإلتجار بالبشر‪ ،‬يغطي كافة األنشطة التي تتضمنها هذه الجريمة‪ ،‬والوسائل‬
‫التي يستعملها مرتكبوها‪ ،‬والصور التي تنبنى من خاللها هذه الجريمة‪ ،‬وذلك حتى يتكون لدى الدارسين لها‪ ،‬والعاملين على‬
‫مكافحتها‪ ،‬صورة واضحة عنها‪ ،‬كما تض ّمنتَ المواثيق والبروتوكوالت الدولية والقوانين الوطنية المتعلقة بالتصدي لهذه‬
‫الجريمة ومعاقبة مرتكبيها تعاريف لهذه الجريمة‪.‬‬

‫ويقتضي إيضاح مفهوم جريمة اإلتجار بالبشر‪ ،‬تسليط الضوء على تعريف هذه الجريمة الفقهي والقانوني‪ ،‬والتمييز بينها وبين‬
‫جريمة تشابهها وهي جريمة تهريب المهاجرين‪ ،‬وذلك من خالل ما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول ‪:‬التعريف الفقهي لجريمة اإلتجار بالبشر‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬التعريف القانوني لجريمة اإلتجار بالبشر‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف الفقهي جريمة التجارة بالبشر‪:‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫عرف الدكتور حامد سيد محمد اإلتجار بالبشر بأنه ”‪ :‬كافة التصرفات المشروعة وغير المشروعة‪ ،‬التي تحيل اإلنسان إلى‬
‫َّ‬
‫أجر‬
‫مجرد سلعة‪ ،‬أو ضحية‪ ،‬يتم التصرف فيه بواسطة وسطاء محترفين عبر الحدود الوطنية‪ ،‬بقصد استغالله في أعمال ذات ٍ‬
‫متدن ‪ ،‬أو في أعمال جنسية‪ ،‬أو ما شابه ذلك‬
‫ٍ‬

‫عرفها الدكتور محمد مهدي الشمري بأنها ”‪:‬التسخير وتوفير المواصالت وتوفير المكان‪ ،‬واستقبال األشخاص بواسطة‬
‫وقد َّ‬
‫التهجير أو استعمال القوة أو أي وسيلة أخرى للضغط‪ ،‬أو االحتيال أو استغالل الحقوق أو استغالل الضعف لدى الطفل أو الم أ‬
‫رة‪ ،‬أو تسليم أموال أو فوائد للحصول على موافقة سيطرة شخص على آخر‪ ،‬لغرض االستغالل‬

‫ويعرف محمد علي العريان التجار بالبشر بأنه ”‪:‬تجنيد أشخاص‪ ،‬أو نقلهم بالقوة‪ ،‬أو اإلكراه أو الخداع لغرض االستغالل بشتى‬
‫صوره‪ ،‬ومن ذلك االستغالل الجنسي‪ ،‬العمل الجبري‪ ،‬الخدمة القسرية‪ ،‬التسول‪ ،‬االسترقاق‪ ،‬تجارة األعضاء البشرية وغير‬
‫ذلك”‬

‫ّ‬
‫والمتمث‬ ‫ونالحظ من خالل التعاريف السابقة أن جريمة اإلتجار بالبشر تتكون من النشاط المكون لجريمة اإلتجار بالبشر‪،‬‬
‫لكافة التصرفات المشروعة وغير المشروعة التي تحيل اإلنسان إلى مجرد سلعة‪ ،‬أو ضحية يتم التصرف فيه بواسطة وسطاء‬
‫محترفين عبر الحدود الوطنية‪ ،‬ومن هذه التصرفات االستخدام أو النقل واإلخفاء والتسليم لألشخاص‪ ،‬والتسخير وتوفير‬
‫المواصالت وتوفير المكان‪ ،‬واستقبال األشخاص‪،‬‬

‫ّ‬
‫والمتمث لة في‪ :‬التهديد‪ ،‬أو االختطاف‪،‬‬ ‫كما أن هذا النشاط ال بد له من استخدام بعض وسائل ممارسة جريمة اإلتجار بالبشر‬
‫واستخدام القوة‪ ،‬والتحايل أو اإلجبار‪ ،‬أو من خالل إعطاء أو أخذ فوائد الكتساب موافقة وقبول شخص يقوم بالسيطرة على‬
‫شخص آخر‪ ،‬أو استغالل الضعف لدى الطفل أو الم أ ر ة أو تسليم أموال‪ ،‬ويجب أن يوجَّه النشاط المكون لجريمة‬
‫اإلتجار بالبشر لتحقيق الغاية أو الغرض من هذه الجريمة وهي استغالل الضحية في أعمال ذات أجر متدن أو في أعمال جنسية‬
‫أو ما شابه ذلك‪ ،‬و تعتبر الجريمة قائمة حتى لو كانت الضحية موافقة عليها‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬التعريف القانوني لجريمة اإلتجار بالبشر‬

‫عرفت الفقرة )أ( من المادة الثالثة من بروتوكول‬


‫ال يختلف التعريف القانوني لجريمة االتجار بالبشر عن التعريف الفقهي فقد َّ‬
‫األمم المتحدة لمنع ومعاقبة اإلتجار بالبشر‪ ،‬الذي اعتُمد و ُ‬
‫عرض للتوقيع والتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة‬
‫لألمم المتحدة رقم ‪ 25‬في الدورة الخامسة والخمسون المؤرخ في ‪ 15‬تشرين الثاني )نوفمبر( عام ‪ ، 2000‬جريمة‬
‫اإلتجار بالبشر بأنها‪:‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫استعمالها‪ ،‬أو غير ذلك من أشكال القسر‪ ،‬أو االختطاف‪ ،‬أو االحتيال‪ ،‬أو الخداع‪ ،‬أو استغالل السلطة‪ ،‬أو استغالل حالة‬
‫استضعاف أو بإعطاء أو تلقي مبالغ مالية أو استغالل دعارة الغير أو سائر أشكال االستغالل الجنسي‪ ،‬أو السخرة أو الخدمة قس‬
‫ا ر‪ ،‬أو االسترقاق أو الممارسات الشبيهة بالرق‪ ،‬أو االستعباد‪ ،‬أو نزع األعضاء‬

‫وكانت االتفاقية الخاصة بالرق )اتفاقية إبطال الرق( لعام ‪ ، 1926‬والمعدَّلة في عام ‪ 1953‬قد عرفت تجارة الرقيق بأنها ”‪:‬‬
‫تشمل جميع األفعال التي ينطوي عليها أسر شخص ما‪ ،‬أو احتيازه‪ ،‬أو التخلي عنه للغير على قصد تحويله إلي رقيق‪ ،‬وجميع‬
‫األفعال التي ينطوي عليها احتياز رقيق ما بغية بيعه‪ ،‬أو مبادلته وجميع أفعال التخلي‪ ،‬بيعا أو مبادلة عن رقيق تم احتيازه على‬
‫قصد بيعه أو مبادلته‪ ،‬وكذلك‪ ،‬عموما‪ ،‬أي االلتجارباألرقاء أو نقل لهم‪.‬‬

‫عرفت المادة الثالثة من القانون األردني رقم ‪ / 9 /‬لعام ‪ 2009‬المتعلق بمنع اإلتجار بالبشر‪ ،‬جريمة اإلتجار بالبشر بأنها‪:‬‬
‫“ استقطاب أشخاص‪ ،‬أو نقلهم‪ ،‬أو إيواؤهم‪ ،‬أو استقبالهم‪ ،‬بغرض استغاللهم عن طريق التهديد ‪-‬بالقوة أو استعمالها‪ ،‬أو غير ذلك‬
‫من أشكال القسر‪ ،‬أو االختطاف‪ ،‬أو االحتيال‪ ،‬أو الخداع‪ ،‬أو استغالل السلطة‪ ،‬أو استغالل حالة ضعف‪ ،‬أو بإعطاء أو تلقي‬
‫مبالغ مالية‪ ،‬أو استقطاب‪ ،‬أو نقل‪ ،‬أو إيواء‪ ،‬أو استقبال من هم دون الثامنة عشرة‪ ،‬متى كان ذلك بغرض – استغاللهم‪ ،‬ولو لم‬
‫يقترن هذا االستغالل بالتهديد بالقوة‪ ،‬أو استعمالها‪ ،‬أو غير ذلك من الطرق الواردة في البند ‪ 1‬من هذه الفقرة”‬

‫أما المادة األولى من القانون رقم ) ‪ 91‬لسنة ‪ ( 2013‬الكويتي المتعلق بمكافحة اإلتجار باألشخاص وتهريب المهاجرين وقد‬
‫عرفت جريمة اإلتجار بالبشر بأنها‪ ”:‬تجنيد أشخاص أو‬
‫عبَّرت عن جريمة اإلتجار بالبشر بعبارة )اإلتجار باألشخاص( فقد َّ‬
‫استخدامهم أو نقلهم أو إيواؤهم أو استقبالهم باإلكراه‪ ،‬سواء باستعمال القوة أو بالتهديد أو باستعمالها أو بغير ذلك من أشكال‬
‫االختطاف أو االحتيال أو الخداع أو القسر أو استغالل السلطة أو النفوذ أو استغالل حالة الضعف أو إعطاء أو تلقي مبالغ مالية‪،‬‬
‫وذلك بغرض االستغالل الذي يشمل استغالل دعارة الغير أو أي شكل من أشكال االستغالل الجنسي‪ ،‬أو السخرة أو الخدمة قسرا‬
‫أو االسترقاق أو الممارسات الشبيهة بالرق أو نزع أعضاء من الجسد”‬

‫يتضح لنا من خالل استعراض نصوص القانونيين الكويتي واألردني التي تناولت تعريف جريمة اإلتجار بالبشر عدد من‬
‫الحقائق نذكر منها‪:‬‬

‫– ‪1‬يكاد النصان يتطابقان مع بعضها بعض ا من حيث المضمون‪ ،‬وال نجد إال اختالف بسيط في الصياغة؛ والسبب الكامن‬
‫وراء ذلك هو ما ذكرناه من أن هذه النصوص مستوحاة من التعريف الذي أورده بروتوكول األمم المتحدة لمنع وقمع ومعاقبة‬
‫اإلتجار بالبشر‪.‬‬

‫– ‪ 2‬يتفق التعريفان في أنها يصنفان جريمة اإلتجار بالبشر بأنها من الجرائم التي تتطلب قصدا جرميا خاصا والمتمثل في‬
‫االستغالل‪ ،‬أو االستخدام في أعمال غير مشروعة أو لتحقيق غايات غير مشروعة‪.‬‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫– ‪ 3‬لقد تضمن النصان عبارات مرنة في تصديها لتعريف اإلتجار بالبشر‪ ،‬وذلك لتجنب مخاطر وجود تغرات يستفيد منها من‬
‫يمارسون تلك الجريمة‪ ،‬ولإلحاطة ما أمكن بكل ما يتصل باستغالل اإلنسان في سبيل تحقيق غايات غير مشروعة من شأنها‬
‫المساس بشخصه وكرامته‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬جريمة اإلتجار بالبشر كجريمة من َّظمة عابرة للحدود الوطنية‬
‫إن جريمة اإلتجار بالبشر‪ ،‬يمكن أن ترتكب ضمن الحدود اإلقليمية للدولة‪ ،‬وعندها ال تختلف عن الجرائم الداخلية األخرى التي‬
‫تعاقب عليها القوانين الجزائية الوطنية‪ ،‬كما أنها من الممكن أن تتجاوز الحدود اإلقليمية للدولة إلى دول أخرى‪ ،‬فتكون عندها‬
‫جريمة عبر وطنية‪ ،‬أو جريمة عابرة للحدود الوطنية‪ ،‬وهو الغالب في هذه الجريمة‬

‫ويستتبع ذلك ضرورة أن تكون تلك الجريمة منظ َّمة‪ ،‬ألنها تحتاج إلى تنسيق الجهود اإلجرامية بين من يمارسونها‪ ،‬فيؤلف‬
‫المجرمون عصابات من َّ‬
‫ظمة تحترف اإلتجار بالبشر على نح ٍو ممنهج‪ ،‬وهذه العصابات من الممكن أن تكون بسيطة تتألف من‬
‫ثالثة أشخاص أو أكثر‪ ،‬كما يمكن تكون منظمة على نح ٍو في غاية التعقيد والتطور‪ ،‬ولذلك فغالبا ما تصنَّف جريمة‬
‫اإلتجار بالبشر على أنها من الجرائم المن َّ‬
‫ظمة العابرة للحدود الوطنية‪ ،‬حيث تتضمن هذه الفئة عدة أنواع من الجرائم أهمها ‪” :‬‬
‫ق غير مشروعٍ ألنظمة الغير وبرامجهم‪،‬‬
‫غسيل األموال ذات المصدر غير المشروع‪ ،‬وجرائم الحاسوب من قرصن ٍة واخت ا ر ٍ‬
‫من خالل تقليد البرامج أو نسخها أو تدميرها‬

‫عرف الدكتور محمد محي الدين عوض الجريمة المن َّ‬


‫ظمة بأنها ”‪:‬فعل أو أفعال تتم ضمن تنظيم هيكلي متدرج‪ ،‬وتمتع‬ ‫وقد َّ‬
‫بصفة االستمرارية‪ ،‬يعمل أعضاؤها وفق نظام داخلي يحدد دور كل منهم ويكفل والءهم وإطاعتهم ألوامر رؤسائهم‪ ،‬ويكون‬
‫الغرض لهذا الفعل أو تلك األفعال غالبا الحصول على الربح‪ ،‬وتستخدم الجماعة اإلجرامية التهديد أو العنف أو الرشوة لتحقيق‬
‫أهدافها‪ ،‬ويمكن أن يمتد نشاطها اإلجرامي عبر عدة دول‬

‫أما المؤتمر الدولي للشرطة الجنائية الدولية )اإلنتربول (فقد ع َّرف الجريمة المن ظمة بأنها ”‪:‬أي مشروع أو تجمع من‬
‫األشخاص يقوم على نشاط غير مشروع بصفة مستمرة‪ ،‬ويقوم بصفة أساسية على تحقيق الربح‪ ،‬دون النظر للحدود الوظيفية‪،‬‬
‫وأنها على نطاق واسع تختلف من بلد إلى آخر‪ ،‬وتشارك عادة الجماعات المن َّ‬
‫ظمة في العديد من األنشطة اإلجرامية الذي يمتد‬
‫إلى عدة بلدان‪ ،‬وقد تتضمن هذه األنشطة اإلتجار باألسلحة‪ ،‬واإلتجار بالبشر‪ ،‬والمخد ا رت والسطو المسلح والتزوير وغسل‬
‫األموال‪.‬‬

‫عرفتها الفقرة )أ( من المادة‬ ‫ظمة ترتكب من عصابة من َّ‬


‫ظمة‪ ،‬وقد َّ‬ ‫وكما هو واضح من التعاريف السالفة الذكر أن الجريمة المن َّ‬
‫َّ‬
‫المنظمة عبر الوطنية لعام ‪ 2000‬على النحو التالي‪ ”:‬جماعة ذات هيكل‬ ‫الثانية من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة‬
‫تنظيمي‪ ،‬مؤلفة من ثالثة أشخاص أو أكثر‪ ،‬موجودة لفترة من الزمن وتعمل بصورة متضافرة بهدف ارتكاب واحدة أو أكثر من‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬
‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

‫الجرائم الخطيرة أو األفعال المجرمة وفقا لهذه االتفاقية‪ ،‬من أجل الحصول‪ ،‬بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬على منفعة مالية أو‬
‫مادية أخرى‬

‫وقد أورد المشرع الكويتي في المادة األولى من القانون رقم رقم ‪ 91‬لسنة ‪ 2013‬الكويتي المتعلق بمكافحة اإلتجار باألشخاص‬
‫وتهريب المهاجرين‪ ،‬تعريفا للجماعة اإلجرامية المنظمة‪ ،‬يكاد يكون متطابقا مع تعريف اتفاقية األمم المتحدة المذكور أعاله‬
‫عرفها بأنها‪ ”:‬جماعة منظمة مؤلفة من ثالثة أشخاص أو أكثر‪ ،‬وتقوم بفعل مدبر الرتكاب أي من جرائم‬
‫حيث َّ‬
‫اإلتجار باألشخاص بقصد الحصول بطريق مباشر أو غير مباشر على منفعة مالية أو منفعة مادية أخرى‬

‫‪UNIVERSITYLIFESTYLE.NET‬‬

You might also like