You are on page 1of 36

‫وحدة القانون الجنائي المعمق‬

‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫العقوبات والتدابير الوقائية‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة ‪:‬‬

‫ذ‪ .‬عبد الحفيظ بلقاضي‬ ‫عبلة بودار‬

‫نعيمة اإلدريسي‬

‫بوجمعة هباد‬

‫املومس ادلرايس‪2023/2022 :‬‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‬

‫تعتبر العقوبة أحد أهم األركان التي تنبني عليها القاعدة الجنائية‪ ،‬ألنها هي التي تحفظ وتضمن احترامها‪،‬‬
‫وتعتبر العقوبة من أهم األثار المترتبة عن الظاهرة اإلجرامية‪.‬‬

‫ويمكن تعريف العقوبة على أنها هي الجزاء الذي يوقعه القضاء بإسم المجتمع على كل شخص ارتكب‬
‫فعال أو تركا مخالفا للقانون الجنائي‪ ،‬وتكون الغاية المباشرة هي ردعه عن طريق إيالمه في بدنه‪ ،‬أو‬
‫حريته‪ ،‬أو ماله أوال‪ ،‬ثم االنتقاص من شخصيته على المستوى االجتماعي‪ ،‬وهبوط رصيده من التقدير‬
‫واالحترام‪.1‬‬

‫وللعقو بة تعاريف مختلفة باختالف المؤسسة الدارسة لها‪ ،‬حيث نجد تعريف العقوبة في اإلسالم ينبني‬
‫على جزاء يقرره الشارع في حق كل من يخالف أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬أو يعين آخر على مخالفة‬
‫تلك األحكام‪ ،‬وتختلف طبيعة العقاب باختالف الجرم حدة وخفة‪.2‬‬

‫ولمؤسسة‪ 3‬العقوبة بالمفهوم القانوني مجموعة من الخصائص التي تنبني عليها‪ ،‬نذكر منها قانونية‬
‫العقوبة؛ أي أن تكون مقررة بنص في القانون‪ ،‬يحدد مقدارها ونوعها‪ .‬من الخصائص أيضا‪ ،‬المساواة في‬
‫العقوبة؛ بحي ث أن العقوبة تكون واحدة لدى جميع األفراد‪ ،‬والجميع سواسية أمام العقوبة‪ ،‬والمساواة هنا‬
‫يعنى بها خضوع جميع األفراد للنص الذي يحكم تلك الجريمة‪ ،‬لكن هذا ال يعني أن تطبق نفس العقوبة‬
‫على جميع المدانين بنفس العقوبة‪ ،‬بل تخضع للسلطة التقديرية للقاضي حسب الظروف المصاحبة لكل‬
‫جريمة‪ .‬ومن الخصائص أيضا‪ ،‬شخصية العقوبة‪.‬‬

‫وقد عرفت مؤسسة العقوبة تطورات باختالف األزمنة‪ ،‬قبل أن تأخذ صفتها الحالية‪ ،‬التي تنبني على‬
‫تأدية وظيفة حمائية للفرد والمجتمع‪ ،‬وإصالحية‪ ،‬كما أن العقوبة اليوم أصبحت تتسم باإلنسانية والتلطيف‬
‫وتراعي التفريد في العقاب وغيرها من المبادئ المستجدة والمسايرة للتطور الذي عرفه اإلنسان‪.‬‬

‫‪ 1‬فوزي أكريم‪ ،‬القانون الجنائي العام‪ ،‬كلية الحقوق طنجة‪ ،2019 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ 2‬العقوبة في التشريع اإلسالمي والوضعي‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬مقال منشور بمجلة النبأ‪ ،‬العدد ‪-41‬شوال ‪ ،1420‬كانون الثاني ‪2000‬‬
‫‪ ، https://annabaa.org/nba41/aluokobah.htm‬تم اإلطالع عليه بتاريخ ‪ 03‬دجنبر ‪ ،2023‬على الساعة ‪ 01:56‬بتوقيت‬
‫المغرب‪.‬‬
‫‪ 3‬المؤسسات القانونية هي أنظمة قانونية مخصصة إلدارة الظواهر أو السلوكيات أو المجاالت المختلفة داخل المجتمع‪ .‬المؤسسات‬
‫هي جزء من النظام القانوني العام للمكان‪.‬‬
‫يمكن أن يشير مفهوم المؤسسات القانونية إلى جوانب متعددة تتعلق بالقوانين‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬قد تشمل أجهزة الدولة ‪ ،‬وهي‬
‫األقسام الرئيسية لسلطة الدولة ‪ ،‬ولكنها قد تشمل أيضًا التفاعالت االجتماعية المنظمة والراسخة‪.‬‬
‫هذه الطريقة ‪ ،‬تشكل المؤسسات القانونية جميع المستويات التي يتم فيها إنشاء المعايير وإصدارها وفرضها لتشكيل السلوك اإلنساني‬
‫للمجتمع‪.‬‬
‫تحتوي المؤسسة القانونية على مجموعة اجتماعية تتكامل فيها الشخصيات والمصالح المختلفة لمن يشكلونها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ومع تطور الفكرالعقابي تبث عجز العقوبة عن القيام بالدور المنوط بها‪ ،‬والذي يتجلى في الحد من‬
‫ظاهرة اإلجرام والقضاء عليها داخل المجتمع‪ ،‬مما أدى إلى ظهور مايسمى بالتدابير الوقائية على يد‬
‫المدرسة الوضعية‪،‬كمؤسسة حديثة مقارنة بالعقوبة‪.‬‬

‫والتدابير الوقائية يمكن اعتباره ا استراتيجية حمائية وقائية‪ ،‬ترمي لمعالجة خطورة إجرامية في الفاعل‬
‫من عودته لإلجرام في المستقبل‪ ،4‬وقد تبنى المشرع المغربي مؤسسة التدابير الوقائية من خالل الفصل‬
‫األول من مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬الذي جاء فيه‪ :‬يحدد التشريع الجنائي أفعال االنسان التي يعدها‬
‫جرائم بسبب ما تحدثه من اضطراب اجتماعيا‪ ،‬ويوجب زجر مرتكيبها بعقوبات أو تدابير وقائية‪.‬‬

‫وسنحاول في دراس تنا هذه التطرق لكل من العقوبة والتدابير الوقائية‪ ،‬من خالل بسط جل العناصر‬
‫والمقومات الني تنبني عليها كل مؤسسة على حدى‪.‬‬

‫❖ إشكالية الموضوع‬

‫تتجلى إشكالية الموضوع‪ ،‬والتي سنحاول اإلجابة عنها من خالل هذه الدراسة في‪:‬‬

‫ماهو اإلطار النظري والقانوني لكل من العقوبة والتدابير الوقائية‬

‫وتتفرع عن هذه اإلشكالية‪ ،‬التساؤالت التالية‪:‬‬

‫▪ ماهي العقوبة‪ ،‬وماهي أهم أسسها وتقسمياتها‬


‫▪ وماهي أهم األسباب والعوامل المؤثرة فيها‬
‫▪ ماهي التدابير الوقائية‪ ،‬وماهي أهم أنواعها‪ ،‬وكيف يتم تنفيذها‬

‫❖ المنهج المعتمد‬

‫وبما أن البحث العلمي بصفة عامة والقانوني على الخصوص ال يمكن أن يستقيم إال بمنهج علمي يستند‬
‫عليه‪ ،‬لذا فإننا في هذه الدراسة سنعتمد على المنهجين التحليلي والوصفي‪ ،‬وذلك لمحاولة اإلجابة عن‬

‫‪ 4‬فوزي أكريم مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪3‬‬
‫التساؤالت المصاغة‪ ،‬وبه عن اإلشكالية المطروحة‪ ،‬من خالل تبيان وتوضيح وتبسيط كل ما يتعلق‬
‫بالمؤسستين القانونيتين المدروستين‪.‬‬

‫❖ التصميم المتبع‬

‫المبحث األول‪ :‬أنواع العقوبات واألسباب المؤثرة فيها‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التدابير الوقائية‬

‫‪4‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬أنواع العقوبات و األسباب المؤثرة فيها‬

‫انطالقا من مقتضيات القانون الجنائي المغربي ‪ ،‬سنقوم بدراسة األحكام العامة للعقوبة في مطلبين‬
‫أساسيين ‪ ،‬نتناول في المطلب األول أنواع العقوبات في التشريع الجنائي ‪ ،‬على أن نعالج في مطلب ثاني‬
‫األسباب المؤثرة في العقوبات في التشريع الجنائي ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬العقوبات األصلية و اإلضافية‬

‫قد قسم المشرع المغربي العق وبات إلى نوعين ‪ ،‬عقوبات أصلية (فقرة أولى ) و عقوبات إضافية (فقرة‬
‫ثانية ) ‪ ،‬و تكون العقوب األصلية عندما يسوغ الحكم بها وحدها دون أن تضاف إلى عقوبة أخرى ‪ ،‬و‬
‫تكون إضافية عندما ال يسوغ الحكم بها وحدها ‪ ،‬أو عندما تكون ناتجة عن الحكم بعقوبة أصلية ‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬العقوبات األصلية‬


‫و هي العقوبات التي يجوز الحكم بها وحدها دون أن تضاف إليها عقوبة أخرى ‪ ،‬كما أنها ال تطبق إال‬
‫إذا نطق بها القاضي وحدد نوعها و مقدارها ‪ ،‬و تكون بالرجوع للفصل ‪ 15‬من م ق ج ‪ ،‬إما جناية أو‬
‫جنحة أو ظبطية ‪,‬‬

‫‪5‬‬
‫أوال ‪ :‬العقوبات الخاصة بالجنايات‬
‫‪:1‬عقوبة اإلعدام ‪ :‬تأتي عقوبة اإلعدام من حيث ما تتسم به من شدة على رأس العقوبات قاطبة ‪ ،‬و‬
‫هي قبل أن تكون عقوبة ماسة بالبدن ‪ ،‬فهي عقوبة تسلب الروح ‪ ،‬فهي عقوبة قديمة و موغلة في القدم ‪،‬‬
‫عرفتها التشريعات منذ أمد بعيد ‪ ،‬و هي مقررة في الشريعة اإلسالمية كجزاء لبعض جرائم الحدود ‪.5‬‬

‫و على اعتبار أنها تنطوي على سلب الشخص حق يملكه وهو الحق في الحياة فقد تعرضت النتقادات‬
‫كثيرة ‪ ،‬حيث طلب الكثيرون التخلي عنها من التشريعات الجنائية ‪ ،‬إال أن المشرع المغربي أخذ بهذه‬
‫العقوبة ‪ ،‬لكن في نطاق جد محدود يظهر على الخصوص ‪ ،‬في بعض جرائم أمن الدولة الداخلية ‪ 6‬و‬
‫الخارجية ‪7‬وبعض جرائم األشخاص إذ ما اقترنت بظروف مشددة ‪8 ،‬وبعض األفعال المشكلة لجرائم‬
‫إرهابية ‪. 9‬‬

‫هذا و تنفيذ عقوبة اإلعدام يخضع إلجراءات جد صارمة حددها المشرع في قانون المسطرة الجنائية من‬
‫خالل الفصول من ‪ 601‬إلى ‪ 607‬يمكن تلخيصها فيما يلي ‪:‬‬

‫يتعين على النيابة العامة أن تنهي إلى علم وزير العدل بكل عقوبة باإلعدام بمجرد صدورها ال يمكن‬
‫تنفيذ أي حكم باإلعدام اال بعد رفض طلب العفو‪.‬‬

‫‪-‬تنفذ عقوبة اإل عدام رميا بالرصاص بأمر من وزير العدل و طلب من النيابة العامة لدى المحكمة‬

‫مصدرة القرار ‪ ،‬و يقع التنفيذ داخل السجن الذي يكون معتقال به المحكوم عليه أو في مكان أخر يعينه‬

‫وزير العدل‪.‬‬

‫‪ -‬يباشر التنفيذ من قبل السلطة العسكرية بناء على تكليف من النيابة العامة لدى المحكمة التي أصدرت‬
‫القرار و ذلك بحضور األ شخاص ‪ :‬رئيس الغرفة الجنائية مصدرة القرار ‪ ،‬أو مستشار منها يعينه‬
‫الرئيس األول لمحكمة اال ستئناف ؛ عضو من النيابة العامة يعينه الوكيل العام للملك بمحكمة االستئناف ؛‬
‫أحد قضاة التحقيق أو أحد قضاة محكمة مكان التنفيذ ؛ أحد كتاب ضبط محكمة مكان التنفيذ ؛ محامو‬
‫المحكوم عليه ؛ مدير السجن الذي يقع به التنفيذ أو مدير السجن الذي كان المحكوم عليه معتقال به ؛‬
‫رجال األ من الوطني أو الدرك الملكي المكلفون من قبل النيابة العامة ؛ طبيب السجن أو طبيب تعينه‬
‫النيابة العامة ؛ إمام و عدال ن إذا كان المحكوم عليه مسلما ‪ ،‬أو ممثل الديانة التي يعتنقها المحكوم عليه‬

‫‪ 5‬عمر أنجوم ‪ ،‬دروس في القانون الجنائي العام ‪"،‬الجريمة ‪ ،‬المسؤولية الجنائية و العقوبة" ‪ ،‬طبعة ‪، 2021‬ص ‪. 301‬‬
‫‪ 6‬الفصول ‪ 163‬و ‪ 167 , 165‬ق ج ‪.‬‬
‫‪ 7‬الفصول ‪ 181‬و ‪ 182‬و ‪ 185‬و ‪ 190‬ق ج ‪.‬‬
‫‪ 8‬الفصول ‪ 392‬و ‪ 393‬و ‪ 396‬ق ج ‪.‬‬
‫‪9‬الفصل ‪ 7/ 218‬ق ج ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫إذا كان غير مسلم‪.‬‬

‫‪-‬ينفذ الحكم بطريقة غير علنية إال إذا قرر وزير العدل خالف ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬يسلم جثمان المحكوم عليه بعد التنفيذ إلى عائلته ‪ ،‬إذا طلبت هذه األخيرة ذلك على أن تلتزم بدفنه في‬

‫غير عالنية‬

‫إذا كانت المرأة المحكوم عليها باإلعدام حامال‪ ،‬فإن العقوبة ال تنفذ إال بعد وضع حملها بسنتين تماشيا‬

‫مع مقتضيات الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -‬يحرر كاتب الضبط محضر التنفيذ حاال و يوقع عليه من قبل رئيس المحكمة الجنائية أو من يفوض‬

‫له ذلك و كذا ممثل النيابة العامة وكاتب الضبط‪ .‬و يعلق نسخة من المحضر بباب السجن لمدة ‪24‬‬

‫ساعة أو بباب بلدية التنفيذ‪.‬‬

‫‪-‬يمنع نشر المحضر من قبل الصحافة تحت طائلة الجزاء المحدد في غرامة تتراوح بين‪ 10000‬و‬

‫‪ 60000‬درهم‬

‫‪-‬في حالة العفو يمنع نشر أي خبر متعلق بالعفو أو األراء التي أبدتها اللجنة المكلفة بذلك بأية وسيلة‬

‫كانت قبل إبالغ ظهير العفو لعلم المحكوم ‪.10‬‬

‫‪ :2‬السجن ‪ :‬يعد السجن بنوعيه المؤبد و المؤقت من ‪ 5‬إلى ‪ 30‬سنة ‪ ،‬من أقسى العقوبات السالبة‬
‫للحرية التي عاقب بها المشرع الجنائي المغربي كعقوبة أصلية ‪ ،‬وطبقا ألحكام الفصل ‪ 24‬من مجموعة‬
‫القانون الجنائي المغربي تنفذ داخل سجن مركزي مع اإلنفراد بالليل و الشغل اإلجباري ‪ ،‬فيما عدا حالة‬
‫ثبوت عجز بدني ‪ ،‬كما ال يمكن للمحكوم عليه بالسجن أن يشتغل في الخارج قبل أن يقضي ‪ 10‬سنوات‬
‫من العقوبة إذا كان محكوما عليه بالسجن المؤبد أو قبل أن يقضي ربع العقوبة إذا كان محكوم عليه‬
‫بالسجن المؤقت‪. 11‬‬

‫‪ 10‬راجع المواد من ‪ 601‬إلى ‪ 607‬من ق م ج ‪.‬‬


‫‪- 11‬عبد الواحد العلمي ‪ ،‬شرح القانون الجنائي المغربي – القسم العام ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة – الدار البيضاء ‪ ،‬الطبعة الثامنة سنة‬
‫‪ 2018،‬الصفحة ‪. 413‬‬

‫‪7‬‬
‫و عقوبة المؤبد تعني سلب حرية المحكوم عليه و منعه من التنقل طيلة ما تبقى من حياته بوضعه في‬
‫مؤسسة سجنية ‪ ،‬ال يحكم بهذه العقوبة ‪ ،‬إال بالنسبة لبعض الجرائم الخطيرة كالقتل العمد‪ 12‬أو جريمة‬
‫‪13‬‬
‫تزييف خاتم الدولة ‪ ،‬أو استعمال هذا الخاتم المزيف‬

‫أما عقوبة السجن المؤقت فتعني سلب حرية المحكوم عليه و منعه من التنقل لمدة محدودة ‪،‬و هي من‬
‫خمس إلى ثالثين سنة ‪ ،‬فهي مخصصة للجنايات كما في حالة اختالس أو تبديد أموال عمومية و كذلك‬
‫في الجنايات التي تنطوي على المس بسالمة الدولة الخارجية ‪.14‬‬

‫اإلقامة الجبرية ‪ :‬تعتبر اإلقامة الجبرية بحسب مقتضيات الفصل ‪ 25‬من م ق ج ‪،‬أن تحدد المحكمة‬
‫مكانا لإلقامة أو دائرة محدودة ال يجوز للمحكوم عليه اال بتعاد عنها بدون رخصة طوال المدة التي‬
‫يحددها الحكم بحيث ال يقل عن خمس سنوات متى كانت العقوبة أصلية ‪.‬ويبلغ الحكم باإلقامة الجبرية إلى‬
‫اإلدارة العامة لألمن الوطني التي يجب عليها أن تتولى مراقبة اإلقامة المفروضة على المحكوم عليه ‪ .‬و‬
‫‪15‬‬
‫في حالة الضرورة يجوز لوزير العدل أن يسلم للمحكوم عليه رخصة مؤقتة للتنقل داخل القطر ‪.‬‬

‫التجريد من الحقوق الوطنية ‪ :‬تعتبر عقوبة التجريد من الحقوق الوطنية من العقوبات األصلية في‬
‫الجنايات ‪ ،‬أقرها القانون في بعض الحاالت لزجر نوع خاص من الجرائم ‪ ،‬حيث تترتب عليها آثار‬
‫واحدة تعرض لها المشرع في الفصل ‪ 26‬من مجموعة القانون الجنائي المغربي و هي على الشكل‬

‫التالي ‪:‬‬

‫عزل المحكوم عليه وطرده من جميع الوظائف العمومية و كل الخدمات و األعمال العمومية‬

‫حرمان المحكوم عليه من أن يكون ناخبا أو منتخبا و حرمانه بصفة عامة من سائر الحقوق الوطنية و‬
‫السياسية و من حق التحلي بأي وسام‬

‫عدم األهلية للقيام بمهمة عضو ملحق أو خبير‪ ،‬و عدم األهلية إلدالء الشهادة في أي رسم من الرسوم أو‬
‫الشهادة أمام القضاء األعلى على سبيل االختيار‬

‫عدم أهلية المحكوم عليه ألن يكون وصيا او مشرفا على غير أوالده‬

‫الحرمان من حق حمل السالح و من الخدمة في الجيش و القيام بالتعليم أو إدارة مدرسة أو عمل في‬
‫مؤسسة عمومية للتعليم كأستاذ أو مدرس أو مراقب‬

‫‪ 12‬طبقا للفصل ‪ 392‬من م ق ج ‪.‬‬


‫‪ 13‬الفصل ‪ 1/342‬من م ق ج ‪.‬‬
‫‪ 14‬الفصول ‪ ، 189 ، 184 ، 183‬من م ق ج ‪.‬‬
‫‪ 15‬عبد الهادي الشاوي ‪ ،‬محاضرات في القانون الجنائي العام المغربي ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 2020‬ص ‪. 124‬‬

‫‪8‬‬
‫و التجريد من الحقوق الو طنية عندما يكون عقوبة أصلية ‪ ،‬يحكم به لزجر الجنايات السياسية و لمدة ال‬
‫تتراوح بين سنتين و عشر سنوات مالم تنص مقتضيات خاصة على خالف ذلك ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬العقوبات الجنحية األصلية‪ :‬نص المشرع على هذا الصنف من العقوبات في الفصل ‪ 17‬من‬
‫القانون الجنائي ‪ ،‬و تتمثل في الحبس و الغرامة التي تتجاوز ‪ 1200‬درهم‬
‫يعتبر الحبس العقوبة السالبة للحرية التي تطبق سواء في الجنح التأديبية أو الضبطية ‪ ،‬و قد حددت الفقرة‬
‫األخيرة من الفصل ‪ 41‬من القانون الجنائي مدة الحبس ‪ ،‬فجعلت أقل مدة له شهرا‪ ،‬و أقصاها خمس‬
‫سنوات ‪ ،‬إال أنها توجد استثناءات ترد على هذين الحدي ن كحاالت العود أو غيرها من الحاالت التي‬
‫‪16‬‬
‫يحدد فيها القانون مددا أخرى ‪،‬و ال تؤثر مع ذلك على وصف الجريمة التي تبقى لها وصف جنحة ‪،‬‬

‫و حسب الفصل ‪ 28‬من م ق ج فإن هذه العقوبة تنفذ في إحدى المؤسسات المعدة لهذا الغرض ‪ ،‬أو في‬
‫جناح خاص بأحد السجون المركزية ‪ ،‬و يفرض على المحكوم عليه الشغل االجباري في الداخل و‬
‫الخارج ‪ ،‬ما لم يثبت عجزه البدني ‪.‬‬

‫أما الغرامة فقد تعرض لها المشرع المغربي من خالل الفصل ‪ 35‬من م ق ج و قد عرفها بأنها الزام‬
‫المحكوم عليه بأن يؤدي لفائدة الخزينة العامة مبلغا معينا من النقود ‪ ،‬بالعملة المتداولة قانونا في المملكة‬
‫‪ ،‬و تكون الغرامة عقوبة جنحية عندما يتعدى حدها األقصى ‪ 1200‬درهم ‪ ،‬أما إذا كان ‪ 1200‬درهم‬
‫فأقل ‪ ،‬فإن هذه الغرامة ال تكون عقوبة جنحية ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬العقوبات الظبطية األصلية‪ :‬لقد أورد المشرع المغربي هذه العقوبات في الفصل ‪ 18‬من ق ج و‬
‫حددها في عقوبتين هما عقوبة االعتقال لمدة تقل عن شهر و الغرامة من ‪ 30‬إلى ‪ 1200‬درهم‬
‫ويالحظ انطالقا لما جاء في الفصل ‪ 42‬من القانون الجنائي على أن المشرع بالنسبة للمخالفات قد أوجد‬
‫نوعا من العقوبات السالبة للحرية أطلق عليها اسم "االعتقال " و هو بالحقيقة ال يختلف في شيء عن‬
‫الحبس خصوصا من حيث التنفيذ ‪،‬فطبقا لما جاء في الفصل ‪ 29‬من القانون الجنائي فإن عقوبة االعتقال‬
‫تنفذ في السجون المدنية أو في ملحقاتها مع الشغل اال جباري في الداخل أو الخارج ‪،‬فيما عدا ثبوت عجز‬
‫بدني ‪،‬و هي نفس الطريقة التي تنفذ بها عقوبة الحبس تقريبا ‪ ،17‬و هذا قد يدفعنا للقول ‪ ،‬بأن التمييز الذي‬

‫‪ 16‬حسن خبالي ‪ ،‬مبدأ تفريد الجزاء ‪ ،‬مقال منشور على الموقع االكتروني ‪:‬‬
‫‪: https://www.marocdroit.com/%D9%85%D8%A8%D8%AF%D8%A3-‬‬
‫‪%D8%AA%D9%81%D8%B1%D9%8A%D8%AF-‬‬
‫‪ %D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A1_a2499.html‬تم االطالع بتاريخ ‪ 2022 / 28 /12‬على‬
‫الساعة ‪. 22:30‬‬
‫‪ 17‬راجع الفصل ‪ 28‬من م ق ج ‪،‬‬

‫‪9‬‬
‫قام به المشرع في التسمية بين عقوبة كل من الجناية (السجن )والجنحة(الحبس) والمخالفة(االعتقال) ال‬
‫‪18‬‬
‫أهمية عملية ملحوظة له ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬العقوبات اإلضافية‬


‫تكون العقوبة إضافية عندما ال يسوغ الحكم بها وحدها او عندما تكون ناتجة عن الحكم بعقوبة أصلية ‪،‬‬
‫وقد تعرض و قد تعرض المشرع لتعداد العقوبات االضافية في الفصل ‪ 36‬من ق ج ‪ ،‬و جعلها سبع‬
‫عقوبات و قد حددها في كل من ‪:‬‬

‫الحجر القانوني ‪ :‬و يقصد به حرمان المحكوم عليه ( في جناية ) من مباشرة حقوقه المالية طوال فترة‬
‫تنفيذ العقوبة الجنائية األصلية عليه و يتبين من التعريف السابق ن أن الحجر القانوني يؤدي إلى‬
‫االنتقاص من أهلية المحكوم عليه بعقوبة جناية أصلية ‪ ،‬ألنه يصبح بعد الحكم عليه فاقدا ألهلية األداء ‪،‬‬
‫بحيث ال يمكنه أن يتصرف في أمواله أو إدارتها شخصيا أو أن يقاضي عنها كمدع أمام القضاء ‪ ،‬وال أن‬
‫‪19‬‬
‫يجيب عن مطالبة قضائية تتناول التزاما عليه أو حقا له ‪.‬‬
‫يمكن تعيين وكيل ينوب عن المحجور عنه في مباشرة حقوقه المدنية تحت إشراف الوصي القضائي ‪،‬‬
‫يعين له وصي إلدارة أمواله‪ ، 20‬وفي غير هذه الحالة ينص الفصل الموالي من ذات القانون على أن‬
‫يتولى الوصي مباشرة تلك اإلدارة ‪.‬‬

‫و الحجر يطبق بقوة القانون دون حاجة إلى أن تنطق به المحكمة في حكمها و باعتباره عقوبة تبعية ينتج‬
‫عن العقوبات الجنائية وحدها ‪.‬‬

‫التجريد من الحقوق الوطنية‪ :‬بالنظر إلى األفعال التي يرتكبها الجاني فقد يصدر إلى جانب العقوبة‬
‫األ صلية عقوبات إضافية كالتجريد من الحقوق الوطنية فالتجريد الذي يتعرض له الشخص قد يتخذ شكل‬
‫عقوبة أصلية تقرر للجرائم السياسية لمدة محددة ما بين سنتين إلى عشرة سنوات بناء على الفصل ‪26‬‬
‫من القانون الجنائي ‪ ،‬غير أن هذا التجريد قد يتخذ شكل عقوبة إضافية للعقوبة األصلية ‪ ،‬إذ يحكم بها في‬
‫الجرائم السياسية وغير السياسية وهو ما تأكد في إطار الفصل ‪ 37‬من القانون الجنائي‪.‬‬
‫و ال تكون العقوبة محصورة في مدة زمنية حيث إن كل شخص يحكم عليه بعقوبة جنائية ‪ ،‬يحكم عليه‬
‫أيضا بالتجريد من الحقوق الوطنية كعقوبة إضافية و يستمر مفعول هذه العقوبة حتى بعد انقضاء العقوبة‬
‫األصلية و تنقضي هذه العقوبة في هذه الحالة إما بإلغاء الحكم عن طريق المراجعة ‪ ،‬أو بالعفو الشامل‬
‫إذا نص على ذلك أو برد االعتبار القانوني أو القضائي ‪.21‬‬

‫‪ 18‬عبد الواحد العلمي ‪ ،‬م ‪ ،‬س ‪ ،‬ص ‪. 426 /425‬‬


‫‪ 19‬عبد الواحد العلمي ‪ ،‬م ‪ ،‬س ‪ ،‬ص ‪. 431‬‬
‫‪ 20‬الفصل ‪ 38‬من م ‪ ،‬ق ‪ ،‬ج ‪.‬‬
‫‪ 21‬نور الدين العمراني ‪ ،‬الوجيز في شرح القانون الجنائي المغربي ‪ ،‬مطبعة سجلماسة الزيتون مكناس ‪ ،‬طبعة ‪ ، 2020‬ص ‪.244‬‬

‫‪10‬‬
‫الحرمان المؤقت من ممارسة بعض الحقوق الوطنية ‪ :‬تشمل هذه العقوبة التجريد الجزئي و المؤقت من‬
‫الحقوق الوطنية الواردة في الفصل ‪ 26‬و الحكم بها اختياريا في الحاالت التي يحددها القانون ‪ ،‬و هي‬
‫مؤقتة تتراوح مدتها بين سنة و ‪ 10‬سنوات‪.22‬‬
‫و هي عقوبة ليس لها طابع جبري ‪ ،‬أي أن المحكمة يمكن لها أن تحكم بالحرمان المؤقت من ممارسة‬
‫بعض الحقوق الواردة في الفصل ‪ 26‬من ق ج ‪ ،‬أو ال تحكم به فالمشرع هنا خيرها في ذلك ‪ ،‬و إذا‬
‫عمدت المحكمة إلى حرمان المحكوم عليه من بعض الحقوق ‪ ،‬فإن الحرمان ال يلحق إال الحق الذي حرم‬
‫‪23‬‬
‫المحكوم عليه من ممارسته ‪ ،‬و ال يمتد لغير ما حرم منه ‪.‬‬

‫الحرمان ال مؤقت أو النهائي من الحق في المعاشات التي تصرفها الدولة و المؤسسات العمومية ‪:‬‬
‫بناء على الفصل ‪ 41‬من م ق ج المغربي ال تقرر هذه العقوبة إال مع العقوبة الجنائية ‪ ،‬لذلك ال تكون في‬
‫المخالفات و الجنح ‪ ،‬غير أن هذا الحرمان ال يمكن أن يطبق على األشخاص المكلفين بالنفقة على طفل‬
‫أو أكثر ‪ ،‬مع مراعاة األحكام الواردة في أنظمة المعاشات في هذا الشأن ‪ ،‬و كذلك ال يجوز الحكم بها في‬
‫الجنايات التي تتصدر فيها المحكمة الحكم بعقوبة جنحية فقط لتوفر أسباب التخفيف ‪ ،‬و هي نهائية و‬
‫‪24‬‬
‫مؤقتة ‪.‬‬

‫المصادرة ‪ :‬تعرف المصادرة حسب نص المادة ‪ 42‬من القانون الجنائي بكونها تمليك الدولة جزءا من‬
‫أمالك المحكوم عليه أو بعض األمالك له‪ ،‬بدون مقابل و هي إما أن تكون جزئية أو عينية ‪.‬‬
‫و تعني المصادرة الجزئية ‪ :‬مصادرة نسبة معينة من أمالك المحكوم عليه لفائدة الدولة‪ ،‬وال يجوز الحكم‬
‫بالمصادرة الجزئية ألمالك المحكوم عليه إال في الحاال ت المنصوص عليها قانونا كما هو مقرر مثال في‬
‫الفصل ‪ 199‬من القانون الجنائي بشأن الجنايات والجنح ضد أمن الدولة الخارجي ‪.25‬‬

‫في حين يقصد بالمصادرة العينية ‪ :‬ويقصد بها تمليك الدولة مع حفظ حقوق الغير األدوات واألشياء التي‬
‫استعملت أو كانت ستستعمل في ارتكاب الجريمة أو التي تحصلت منها وكذلك المنح أو غيرها من‬
‫الفوائد التي توفي بها مرتكب الجريمة أو كانت معدة لمكافئته ‪.26‬‬

‫حل الشخص المعنوي ‪ :‬بعد أن أقر المشرع الجنائي مسؤولية الشخص المعنوي الجنائية ‪ ،‬كان من‬
‫الطبيعي أن يوجد من العقوبات التي تتالئم و طبيعة هذا الكائن الجديد ‪ ،‬و لذلك لم يجوز الحكم عليه إال‬
‫بالعقوبات المالية و العقوبات اإلضافية الواردة في األرقام ‪ 5‬و‪ 6‬و‪ 7‬من الفصل ‪. 36‬‬
‫فحسب مقتضيات الفصل ‪ 47‬من م ق ج نالحظ أن المشرع المغربي قد عرف عقوبة حل الشخص‬
‫المعنوي كعقوبة إضافية و حدد األثار الناتجة عنها ‪ ،‬حيث نص على أن " حل الشخص المعنوي هو‬

‫‪ 22‬الفصل ‪ 40‬من م ق ج ‪.‬‬


‫‪ 23‬عبد الواحد العلمي ‪ ،‬م ‪ ،‬س ‪ ،‬ص ‪. 434‬‬
‫‪ 24‬خدوج فالح ‪ ،‬محاضرات في القانون الجنائي العام المغربي ‪ ،‬سنة ‪ . 2019/2020‬ص ‪. 136‬‬
‫‪ 25‬نور الدين العمراني ‪ ،‬م ‪ ،‬س ‪ ،‬ص ‪. 246‬‬
‫‪ 26‬هذا ما جاء به الفصل ‪ 43‬من م ‪ ،‬ق ‪ ،‬ج ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫منعه من مواصلة النشاط اال جتماعي و لو تحت اسم آخر و بإشراف مديرين أو مسيرين أو متصرفين‬
‫آخرين‪ ،‬و يترتب عنه تصفية أمالك لشخص المعنوي و ال يحكم به إال في األحوال المنصوص عليها في‬
‫القانون و بنص صريح في الحكم باإلدانة ‪ .‬و بهذا نستنتج أن المشرع المغربي ‪ ،‬قد قيد توقيع عقوبة حل‬
‫الشخص المعنوي بضرورة وجود نص قانوني صريح يقضي بذلك ‪ ،‬و يجب التنصيص عليها صراحة‬
‫في حكم اإلدانة ‪.‬‬

‫نشر الحكم الصادر باإلدانة ‪ :‬بالرجوع إلى مقتضيات المادة ‪ 48‬من القانون الجنائي نجده ينص على ما‬
‫يلي " للمحكمة في األ حوال التي يحددها القانون ‪ ،‬أن تأمر بنشر الحكم الصادر عنها القاضي باإلدانة كال‬
‫أو بعضا في صحيفة أو عدة صحف تعينها‪ .‬أو بتعليقه في أماكن تبينها و الكل على نفقة المحكوم عليه‬
‫من غير أن تتعدى صوائر النشر ما قدرته المحكمة لذلك و ال أن تتجاوز مدة التعليق شهر واحد‪".‬‬
‫و بهذا يتبين أن هذه العقوبة هي عقوبة تكميلية تهدف بالدرجة األولى لرد اإلعتبار لضحية إثر الجريمة‬
‫التي تعرض لها‪ .‬وبذلك تكون بمثابة تعويض معنوي له‪ .‬وفي نفس الوقت بمثابة عقوبة لمرتكب الفعل‬
‫الذي يلزم بتحمل مصاريف النشر ‪ ،‬باإلضافة إلى ماله من تأثير على سمعته بإبالغ العامة ورفع‬
‫المغالطة التي وقع فيها ‪.‬إال أن نشر الحكم يبقى عالقا بوجود نص قانوني صريح نتيجة تصرفا تتم إال‬
‫من قبل المحكمة ‪.27.‬‬

‫ا لمطلب الثاني‪ :‬األسباب المؤثرة في العقوبة‬

‫بعد أن تم التطرق للعقوبة وتقسيماتها في المطلب األول‪ ،‬سنتناول في هذا المطلب الثاني األسباب المؤثرة‬
‫فيها‪ ،‬بحيث أن أنه في الحالة العادية يتم إصدار الحكم بالعقوبة من قبل القاضي الجنائي‪ ،‬ويتم تنفيذها‬
‫على الجاني‪ ،‬لكن في حاالت أخرى تتدخل مجموعة من المؤثرات؛ سواء في تحديد العقوبة (فقرة أولى)‪،‬‬
‫أو في تنفيذها (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫وهذه المؤثرات تتعلق بالظروف المادية الرتكاب الجريمة والظروف الشخصية لمرتكبها‪ ،‬بحيث أن مبدأ‬
‫تفريد العقاب يحتم مراعاة ظروف حال كل واقعة على حدى‪ ،‬وهو ما يزكيه ماجاء في الفصل ‪ 141‬من‬
‫مجموعة القانون الجنائي‪" :‬القاضي سلطة تقديرية في تحديد العقوبة وتفريدها‪ ،‬في نطاق الحدين األدنى‬

‫‪ 27‬نور الدين العمراني ‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪.247_ 248‬‬

‫‪12‬‬
‫واألقصى المقررين في القانون المعاقب على الجريم‪ ،‬مراعيا في ذلك خطورة الجريمة المرتكبة من‬
‫ناحية‪ ،‬وشخصية المجرم من ناحية أخرى"‪.28‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األسباب المؤثرة في تحديد العقوبة‬


‫األسباب المؤثرة في تحديد العقوبة؛ هي األسباب التي إما أن تجعل مدة العقوبة المقررة للجريمة قانونا‬
‫يتم اإلعفاء منها (أوال)‪ ،‬أو يتم تخفيفها (ثانيا)‪ ،‬أو يتم تشديدها (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اإلعفاء من العقوبة‪:‬‬


‫ينص القانون أحيانا على أعذار معينة تكون نتيجتها وجوب تخفيف العقوبة أو اإلعفاء منها‪ ،‬ويسري‬
‫مفعولها بالنسبة لجميع الجرائم‪ ،‬واألعذار القانونية حاالت محددة في القانون على سبيل الحصر‪ ،‬وال‬
‫يملك القاضي إزائها سلطة تقديرية‪ ،‬ويترتب عليها مع ثبوت الجريمة وقيام المسؤولية أن يتمتع المجرم‬
‫باإلعفاء من العقاب‪ ،‬إذا كان العذر معفي منه تماما‪.29‬‬

‫واألعذار القانونية المعفية من العقاب تم التنصيص عليها حصرا‪ ،‬وذلك وفقا لما جاء في المادة ‪ 143‬من‬
‫مجموعة القانون الجنائي‪.‬‬

‫ومن بين هذه األعذار القانونية المعفية‪ ،‬نذكر‪:‬‬

‫_السرقة بين األقارب ؛ وتعود هذه األعذار إلى رابطة القرابة التي تجمع بين الجاني والمجني عليه‪،‬‬
‫وعليه أفرد المشرع المغربي للسرقة بين األقارب الفصلين ‪ 534‬و‪ 535‬من مجموعة القانون الجنائي‪،‬‬
‫حيث اع تبر القرابة المنصوص عليها في الفصل األول معفية من العقاب‪ ،‬في حين يقتصر أثرها في‬
‫القرابة الثانية في تقييد النيابة العامة في تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬حيث يجوز لها متابعة الجاني إال بناء‬

‫‪ 28‬فوزي أكريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬


‫‪ 29‬أمل المرشدي‪ ،‬تخفيف العقوبة واإلعفاء منها‪ ،‬مقال منشور بتاريخ ‪ 17‬يناير ‪ 2017‬بموقع محاماة نت‬
‫‪https://www.mohamah.net/law/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84-‬‬
‫‪%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%AD%D9%88%D9%84-‬‬
‫‪%D8%AA%D8%AE%D9%81%D9%8A%D9%81-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8 %A9-‬‬
‫‪ ، /%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%81%D8%A7‬تم اإلطالع عليه بتاريخ ‪ 01‬يناير ‪ ،2023‬على‬
‫الساعة ‪ 10:30‬بتوقيت المغرب‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫على شكوى من المجني عليه‪ ،‬وسحب الشكاية يضع حدا للمتابعة‪ ،30‬وبالعودة إلى الفصل ‪ 534‬من‬
‫مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬نجدها ينص على مجموعة من الشروط ليقوم العذر المعفي؛ وهي أن يكون‬
‫السارق زوجا‪ ،‬أو أصال‪.‬‬

‫ولإلشارة‪ ،‬فإن أثر العذر المعفي ينصرف إلى العقوبة ال إلى الجريمة‪ ،‬ولذلك فال وجه للتشابه مع أسباب‬
‫التبرير التي تنفي الجريمة من األصل‪ ،‬وبذلك تبقى في العذر المعفي المسؤولية المدنية قائمة‪.‬‬

‫كما أن العذر المعفي قد ال ينصرف بالضرورة إلى المساهم والمشارك‪ .‬إضافة إلى أنه ال تدخل في نطاقه‬
‫التدابير الوقائية‪ ،‬بحيث يمكن أن يبقى الفاعل معرضا لبعض هذه التدابير‪. 31‬‬

‫ثانيا‪ :‬التخفيف من العقوبة‪:‬‬


‫محاولة لتحقيق سمتي العدالة والمنفعة االجتماعية‪ ،‬تم تبني أسباب تخفف العقوبة عند توفر شروطها‪،‬‬
‫وأسباب التخفيف هذه تنقسم إلى أعذار قانونية‪ ،‬وإلى ظروف قضائية‪.‬‬

‫وتخفيف العقوبة ال يغير من نوع الجريمة‪.32‬‬

‫أ‪ /‬األعذار القانونية المخففة للعقوبة‪ :‬وقد أوردها المشرع المغربي على سبيل الحصر في الفصل ‪143‬‬
‫من مجموعة القانون الجنائي ‪.‬‬

‫ويقسمها بعض الفقه إلى أعذار شخصية وأخرى عينية‪ ،‬لكن في دراستنا هذه سنتطرق لبعض دون‬
‫تصنيفها‪.‬‬

‫‪ /‬حالة قتل األم لوليدها‪ :‬عاقب المشرع المغربي على جريمة القتل العمد بموجب الفصل ‪ 392‬من‬
‫مجموعة القانون الجنائي بالسجن المؤبد‪ ،‬وفي حالة توفر ظرف من ظروف التشديد ترفع العقوبة إلى‬
‫اإلعدام‪ .‬لكن مراعاة من المشرع لألم وللعالقة الخاصة التي تجمعها مع ولدها‪ ،‬منحها عذرا مخففا في‬
‫عقوبة القتل العمد لولدها‪ ،‬وذلك ما تم التنصيص عليه في الفصل ‪ 397‬من مجموعة القانون الجنائي‪،‬‬

‫‪ 30‬عماد أكضيض‪ ،‬شروح في النظام العقابي المغربي‪ ،‬األعذار القانونية والظروف القضائية في القانون الجنائي المغربي‪ ،‬مقال‬
‫منشور بتاريخ ‪ 7‬أكتوبر ‪ ،2030‬على موقع مجلة القانون واألعمال الدولية ‪/https://www.droitetentreprise.com/21074‬‬
‫‪،‬تم اإلطالع عليه بتاريخ ‪ 01‬يناير ‪ ،2023‬على الساعة ‪ 12:32‬بتوقيت المغرب‪.‬‬
‫‪ 31‬فوزي أكريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪32‬‬
‫‪"Elle peut être fondée soit sur une cause légale d’atténuation, il s’agit alors des excuses‬‬
‫‪atténuantes, soit sur une cause judiciaire d’atténuation, on parle alors‬‬
‫‪des circonstances atténuantes. Dans les deux cas, la sanction est atténuée sans que la catégorie de‬‬
‫"‪l’infraction soit modifiée (article 112).‬‬
‫‪Mme Azddou Nadia, Cours de Droit Pénal Général, Faculté des sciences juridique et économique et‬‬
‫‪sociale Ain chok, Université Hassan // de Casablana, Année universitaire 2019/2022, page 34, 35.‬‬

‫‪14‬‬
‫الذي جا ء فيه‪ :‬من قتل طفال وليدا يعاقب بالعقوبات المقررة في الفصلين ‪ 392‬و‪ ،393‬على حسب‬
‫األحوال المفصلة فيهم‪.‬‬

‫إال أن األم‪ ،‬سواء كانت فاعلة أصلية أو مشاركة في قتل وليدها‪ ،‬تعاقب بالسجن من خمس سنوات إلى‬
‫عشر‪ .‬وال يطبق هذا النص على مشاركيها وال على المساهمين معها"‪.33‬‬

‫‪/‬ع ذر صغر السن‪ :‬وهذا العذر يهم القاصرين الذين تتراوح أعمارهم ما بين ‪ 12‬و‪ 18‬سنة‪ ،‬وكذا غير‬
‫المميزين الذين يقل سنهم عن ‪ .12‬ويعتبر القاصرون المتراوحة أعمارهم ما بين ‪ 12‬و‪ 18‬سنة مسؤولين‬
‫مسؤولية ناقصة‪ ،‬وذلك وفقا للمادة ‪ 139‬من مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬لذلك يجب في هذه الحالة منحهم‬
‫تطبيق عليهم مجموعة من التدابير بهدف إعادة إدماجهم في المجتمع وتصويب سلوكهم‪. 34‬‬

‫وتتمثل بعض مظاهر التخفيف‪ ،‬في تخفيف الجزاء كما جاء في الفصل ‪ 468‬من مجموعة القانون‬
‫الجنائي‪ ،‬في حالة ثبوت المخالفة المرتكبة من طرف بالغ من العمر مابين ‪ 12‬و‪ 18‬سنة‪ ،‬بحيث يمكن‬
‫للقاضي أن يقتصر إما على توبيخ الحدث أو الحكم بالغرامة المنصوص عليها قانونا‪.35‬‬

‫‪ /‬عذر االستفزاز‪ :‬يمكن تعريف عذر االستفزاز؛ على أنه الغضب الشديد واإلنفعال القوي‪ ،‬الذي يصيب‬
‫الجاني بسبب ما صدر عن المجني عليه‪ ،‬فينقص من قدرته على ضبط أعصابه والسيطرة على توجيه‬
‫إرادته‪ ،‬فيندفع الرتكاب الجريمة تحت تأثير ذلك االنفعال‪.‬‬

‫هذه الحالة النفسية الناتجة عن االستفزاز أخذها المشرع المغربي بعين االعتبار بشروط محددة‪ ،‬ورتب‬
‫عنها تخفيف عقوبة مجموعة من الجرائم‪ ،‬ورد النص عليها في الفصول ‪،419 ،418 ،417 ،416‬‬
‫و‪ 420‬من مجموعة القانون الجنائي المغربي‪ ،36‬مع اإلشارة إلى أن الجنح والجنايات المرتكبة ضد الحياة‬
‫الخاصة للملك‪ ،‬والجرائم المرتكبة ضد األصول تستثنى من هذا التخفيف‪ ،‬وذلك وفقا للفصلين ‪،163‬‬
‫و‪ 422‬من مجموعة القانون الجنائي‪.37‬‬

‫‪ 33‬عماد أكضيض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬تم اإلطالع عليه بتاريخ ‪ 01‬دجنبر ‪ ،2023‬على الساعة ‪ 13:12‬بتوقيت المغرب‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫‪Mme Azddou Nadia, Op, page 35.‬‬
‫‪ 35‬للمزيد من التفصيل في هذه النقطة وغيرها‪ ،‬يرجى العودة األسباب المخففة للجزاء الجنائي ‪ ،‬مقال منشور بتاريخ ‪ 5‬يناير ‪،2020‬‬
‫بموقع المكتبة القانونية اإللكترونية ‪ ، https://www.bibliojuriste.club/2020/01/tafridljaza2.html?m=1‬تم اإلطالع‬
‫عليه بتاريخ ‪ 01‬دجنبر ‪ ،2023‬على الساعة ‪ 15:21‬بتوقيت المغرب‪.‬‬
‫‪ 36‬األسباب المخففة للجزاء الجنائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬تم اإلطالع عليه في نفس التاريخ‪ ،‬على الساعة ‪ 15:44‬بتوقيت المغرب‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫‪"Toutefois, deux crimes ne sont jamais excusables compte tenu de leur gravité particulière. Il s’agit‬‬
‫‪de l’attentat contre la vie ou la personne du roi (article 163 du CP) et du parricide (article 422 du‬‬
‫‪CP)".‬‬
‫‪Mme Azddou Nadia,Op, p36.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪38‬‬
‫هذه بشكل مختصر بعض حاالت األعذار القانونية المخففة‪.‬‬

‫ب‪/‬الظروف القضائية المخففة ‪ :‬بخالف األعذار القانونية‪ ،‬فالظروف القضائية غير محددة قانونا‪ ،‬ويترك‬
‫أمر استخالصها وصالحية تقديرها لسلطة القاضي الجنائي بحسب كل قضية على حدى‪ ،‬ما لم يمنعه‬
‫القانون من إعمال هذه السلطة في تقدير العقوبة‪ ،‬مع ضرورة تعليل قراره بتمتيع الظنين بظروف‬
‫التخفيف القضائية‪.‬‬

‫فمتى تبين للقاضي أن العقوبة المقررة للجريمة قاسية وغير مناسبة مقارنة مع الظروف المادية المتعلقة‬
‫بالجريمة‪ ،‬والظروف الشخصية المرتبطة بالجاني‪ ،‬يمكن له تخفيف العقوبة في الحدود المنصوص عليها‬
‫في الفصول من ‪ 147‬إلى ‪ 151‬من مجموعة القانون الجنائي‪.39‬‬

‫بإيجاز‪ ،‬هذه هي األعذار واألسباب التي تؤدي إلى تخفيف العقوبة‪ .‬مع اإلشارة أن هذه األعذار‬
‫والظروف ال تغير من وصف الجريمة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التشديد في العقوبة‪:‬‬


‫العوامل المشددة للعقوبة؛ هي تلك الظروف التي عند توفرها في الجريمة تحتم على القاضي تشديد‬
‫العقوبة‪ ،‬وذ لك بالزيادة فيها عن الحد المقرر لها أصال بمقتضى النص المجرم‪. 40‬‬

‫أ‪ /‬ظروف التشديد ‪ :‬ظروف التشديد كثيرة ال حصر لها‪ ،‬منها ما يتعلق بالمالبسات العائدة إلى الجانب‬
‫المادي للجريمة كطريقة ارتكابها‪ ،‬أو مكان ارتكابها‪ ،‬وتسمى الظروف المشددة العينية‪ ،‬فالسرقة مع حمل‬
‫السالح تعتبر ظرف تشديد‪ ،‬وفقا للفصل ‪ 507‬من مجموعة القانون الجنائي‪.‬‬

‫وهناك الظروف المشددة الشخصية‪ ،‬حيث تعود هذه الظروف بمالبسات عائدة إلى شخص الجاني‪ ،‬فمثال‬
‫المشرع جرم جريمة االغتصاب افرد لها عقوبة السجن تتراوح بين ‪ 5‬إلى ‪ 10‬سنوات وفقا للفصل ‪486‬‬
‫من مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬لكنه شدد العقوبة من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬إذا كان الفاعل من أصول الضحية‪ ،‬أو‬
‫ممن لهم سلطة على الضحية كالوصي أو المستخدم بأجر أو رئيسا دينيا‪.41‬‬

‫ب‪ /‬العود ‪ :‬تم تنظيم هذه المؤسسة القانونية في المواد من ‪ 154‬إلى ‪ 160‬من مجموعة القانون الجنائي‪،‬‬
‫واستنادا للفصل ‪ 154‬يعتبر الجاني في حالة عود عند ارتكابه لجريمة بعد أن حكم عليه بحكم حائز لقوة‬
‫الشيء المحكوم به من أجل جريمة سابقة‪ ،‬وذلك طبقا للشروط المقررة في الفصول ‪،157 ،156 ،155‬‬

‫‪ 38‬وللتوسع أكثر في هذا الجانب يرجى العودة إلى مقال األسباب المخففة للجزاء الجنائي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 39‬عبد الهادي الشاوي‪ ،‬محاضرات في القانون الجنائي العام المغربي‪،‬الطبعة األولى ‪ ،2020‬ص ‪.140‬‬
‫‪ 40‬عبد الهادي الشاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪ 41‬فوزي أكريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ ،159 ،158‬و‪ 160‬من مجموعة القانون الجنائي‪ .‬فمثال السارق الذي يحكم عليه ثم يرتكب جريمة‬
‫أخرى كخ يانة األمانة أو النصب أو السرقة يعتبر في حالة عود‪.‬‬

‫وينقسم العود إلى عدة أنواع‪ ،‬كالعود العام والعود الخاص‪ ،‬العود الدائم والعود المؤقت‪ ،‬العود البسيط‬
‫والعود المتكرر‪.42‬‬

‫ج‪ /‬التعدد ‪ :‬ينصرف مفهوم التعدد إلى ارتكاب شخص واحد جريمة تحتمل عدة أوصاف‪ ،‬وتطبق عليها‬
‫عدة نصوص قانونية‪ ،‬أو ارتكابه لعدة جرائم دون أن يفصل بينها حكم قضائي نهائي‪ ،‬مما يقتضي‬
‫إمكانية تعدد العقوبات والتدابير بتعدد الجرائم‪.43‬‬

‫والمشرع المغربي في محاولته مسايرة التشريعات الجنائية المعاصرة‪ ،‬التي تستند على سياسة عقابية‬
‫إصالحية‪ ،‬تبنى مبدأ عدم ضم العقوبات ال سالبة للحرية عندما تنتجرعن تعدد الجرائم‪.‬‬

‫ويقسم التعدد‪ ،‬إلى تعدد صوري وتعدد حقيقي‪. 44‬‬

‫وبخصوص موقف المشرع المغربي من تعدد الجرائم‪ ،‬فقد اعتمد مقاربة توافق قاعدة إدماج العقوبات‬
‫فيما يخص العقوبات المالية واإلضافية والتدابير الوقائية والمخالفات‪ ،‬وقاعدة عدم اإلدماج في العقوبات‬
‫السالبة للحرية ‪.45‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬األسباب المؤثرة في تنفيذ العقوبة‬


‫يتم تحديد هذه األسباب في الفصل ‪ 49‬من مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬حيث تؤثر هذه األسباب في تنفيذ‬
‫العقوبة إما بإنقضائها أو اإلعفاء منها أو إيقافها‪ ،‬وهي‬

‫‪ 42‬للمزيد من التفصيل في هذا الجانب يرجى العودة إلى مقتوفي زكية‪ ،‬األسباب التي ترفع العقوبة في التشريع المغربي‪ ،‬مقال منشور‬
‫بموقع مجلة المنارة‬
‫‪https://revuealmanara.com/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%AA%D8%B1%D9%81%D8%B9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A9 -%D9%81%D9%8A-‬‬
‫‪ ، %D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B9-%D8%A7/?amp=1‬تم اإلطالع عليه‬
‫بتاريخ ‪ 01‬دجنبر ‪ ،2023‬على الساعة ‪ 20:45‬بتوقيت المغرب‪.‬‬
‫‪ 43‬األسباب التي ترفع العقوبة في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬نفس تاريخ اإلطالع‪ ،‬على الساعة ‪ 20:55‬بتوقيت المغرب‪.‬‬
‫‪ 44‬لمزيد من التفصيل في هذه النقطة يرجى العودة إلى فوزي أكريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ 45‬األسباب التي ترفع العقوبة في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬نفس تاريخ اإلطالع‪ ،‬على الساعة ‪ 22:12‬بتوقيت المغرب‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫أوال‪ :‬موت المحكوم عليه‪:‬‬
‫يضع موت المحكوم عليه حدا لتنفيذ جميع العقوبات باستثناء الغرامة التي يبقى حق استيفائها قائما في‬
‫حدود التركة التي خلفها المحكوم عليه‪.46‬‬

‫ثانيا‪ :‬العفو الشامل‪:‬‬


‫يعتبر العفو الشامل أو العام إجراء يؤدي إلى إعفاء نوع خاص من المحكوم عليهم‪ ،‬أو بنوع معين من‬
‫الجرائم خاصة السياسية‪ ،‬والعفو الشامل على هذا النحو ال يكون إال بنص تشريعي صريح يحدد اآلثار‬
‫الناتجة عن هذا العفو دون المساس بحقوق األغيار‪.47‬‬

‫ثالثا‪ :‬إلغاء القانون الجنائي‪:‬‬


‫يترتب عن إلغاء القانون الجنائي زوال الجرم واإلدانة‪ ،‬وسقوط الدعوى العمومية‪ ،‬والعقوبة‪ ،‬وذلك‬
‫بمجرد أن يقرر المشرع صراحة أو ضمنيا أن فعال أو امتناع لم يعد يشكل جريمة‪ ،‬ويستثنى من هذا‬
‫المبدأ العقوبات الصادرة بشأن الجرائم موضوع العقوبات المؤقتة‪ ،‬حيث تبقى سارية حتى بعد انتهاء‬
‫الفترة المحددة لتلك العقوبات‪.48‬‬

‫رابعا‪ :‬العفو الخاص‪:‬‬


‫وهو الذي يمنحه الملك‪ ،‬حيث جاء في الفصل ‪ 53‬من مجموعة القانون الجنائي‪ " :‬العفو حق من حقوق‬
‫الملك‪ ،‬ويباشر وفق الترتيبات التي تضمنها رقم ‪ ،1.75.387‬الصادر في ‪ 16‬رجب ‪ ،1377‬الموافق ‪6‬‬
‫يبراير ‪ 1958‬بخصوص العفو‪ .‬وإذا قدم طلب العفو من محكوم عليه‪ ،‬معتقل من أجل جنحة أو مخالفة‪،‬‬
‫جاز لوزي ر العدل بصفة استثنائية‪ ،‬أن يأمر باإلفراج عنه ريثما يبت في الطلب‪.49‬‬

‫خامسا‪ :‬التقادم‪:‬‬
‫يقصد بالتقادم سقوط تنفيذ العقوبة بعد مرور مدة معينة دون تنفيذها‪ ،‬وتختلف هذه المدة باختالف نوع‬
‫العقوبة‪ ،‬وقد أخذ المشرع المغربي بهذا النظام بمقتضى الفصل ‪ 54‬من مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬الذي‬
‫ينص على أن يترتب عن تقادم العقوبة تخلص المحكوم عليه من مفعول الحكم‪ ،‬وفق الشروط المبينة في‬
‫الفصول ‪ 648‬إلى ‪ 653‬من مجموعة القانون الجنائي‪.‬‬

‫‪ 46‬لطيفة الداودي‪ ،‬الوجيز في القانون الجنائي المغربي‪-‬القسم العام‪ ،-‬الطبعة الثانية ‪ ،2014‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬ص ‪.183‬‬
‫‪ 47‬عبد الهادي الشاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪48‬‬
‫‪"L’abrogation de la loi entraîne la disparition de l’infraction, de la condamnation ainsi que‬‬
‫‪l’extinction de l’action publique et de la sanction pénale.‬‬
‫‪Dès l’instant où le législateur décide expressément ou tacitement que tel fait ne constitue plus une‬‬
‫‪infraction, la loi pénale ancienne est abrogée (la désuétude ne fait pas disparaître la loi pénale) à‬‬
‫‪l’exception des lois temporaires qui même qu’après qu’elles aient cessé d’être en vigueur, continuent‬‬
‫‪à régir les infractions commises pendant la durée de leur application (article 7 du CP)".‬‬
‫‪Mme Azddou Nadia, Op, p 42.‬‬
‫‪ 49‬فوزي أكريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪18‬‬
‫والمدة المعتبرة في التقادم المسقط لتنفيذ العقوبة هي ؛ خمس عشرة سنة ميالدية كاملة بالنسبة للجنايات‪،‬‬
‫و أربع سنوات كاملة بالنسبة للجنح‪ ،‬وسنة واحدة بالنسبة للمخالفات‪ ،‬ولك هذه المدد تبدأ من تاريخ‬
‫صيرورة الحكم مكتسب لقوة الشيء المقضي به‪. 50‬‬

‫سادسا‪ :‬إيقاف تنفيذ العقوبة‪:‬‬


‫خول المشرع المغربي للقاضي أن يأمر في الحكم الذي يصدره عدم تنفيذ العقوبة على المحكوم عليه‪،‬‬
‫وذلك إذا رأى أن إدانة الجاني كافية لدعه‪ ،‬وأن تنفيذ العقوبة ربما أتى بأثر مخالف‪ ،‬خاصة عقوبة الحبس‬
‫التي قد تفسد بعض المدانين الذين ارتكبوا الجريمة عن هفوة‪ ،‬ثم استيقظ ضميرهم وندموا على ما فعلوا‪.‬‬

‫وقد تناول المشرع المغربي بالتنظيم أحكام وقف التنفيذ في الفصول من ‪ 54‬إلى ‪ 58‬من مجموعة القانون‬
‫الجنائي‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬اإلفراج الشرطي‪:‬‬


‫تم تعريف هذه المؤسسة القانونية في الفصل ‪ 59‬من مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬بأنها‪ :‬اإلفراج المقيد‬
‫بشرط هو إطالق سراح المحكوم عليه قبل األوان نظرا لحسن سيرته داخل السجن على أن يظل مستقيم‬
‫السيرة في المستقبل‪ .‬أما إذا ثبت عليه سوء السلوك أو إذا أخل بالشروط التي حددها القرار باإلفراج‬
‫المقيد‪ ،‬فإنه يعاد إلى السجن لتتميم ما تبقى من عقوبته‪. 51‬‬

‫ثامنا‪ :‬الصلح‪:‬‬
‫األصل أن تصالح الجاني والمجني عليه ال يؤثر على سير الدعوى العمومية‪ ،‬لكن المشرع يجيز‬
‫بنصوص خاصة إمكانية الصلح خصوصا في بعض الحزاءات المالية‪ ،‬التي تعتبر ذات طابع مزدوج‬
‫تعويض وعقوبة‪ ،‬من ذلك الفصل ‪ 273‬من مدونة الجمارك‪ ،‬الفصل ‪ 74‬من الظهير المتعلق بحفظ الغابة‪،‬‬
‫وغيرها من الحاالت‪.52‬‬

‫‪ 50‬عبد الهادي الشاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬


‫‪ 51‬فوزي أكريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ 52‬فوزي أكريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪19‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التدابير الوقائية‬

‫لقد أصبحت مختلف التشريعات الحديثة تعتمد على تدابير الوقاية للوصول إلى المحافظة على المصالح‬
‫الفردية والجماعية‪ ،‬بحيث لم تعد تقتصرعلى العقوبات وحدها‪.‬‬
‫ويعتبر المشرع المغربي من التشريعات التي أخذت بالعقوبة والتدابير الوقائية معا‪ ،‬كما يستفاد من‬
‫الفصل األول من القانون الجنائي الذي نص على أنه"يحدد التشريع الجنائي أفعال اإلنسان التي يعدها‬
‫جرائم بسبب ما تحدثه من اضطراب اجتماعي‪ ،‬ويوجب زجر مرتكبيها بعقوبات أو بتدابير وقائية"‪.53‬‬

‫ويكمن الفرق بين العقوبة والتدبير الوقائي في األساس الذي ينبني عليه كل منهما‪ ،‬ذلك أن وظيفة العقوبة‬
‫تقويمية وتتجه إلى الماضي لتعاقب على ذنب مضى وتحقق الردع العام والخاص للمجرم‪ ،‬في حين أن‬
‫التدبير الوقائي بحكم طبيعته ووظيفته التي تتجه إلى المستقبل لمواجهة المجرمين الخطرين وحماية‬
‫المجتمع من خطر محتمل الوقوع مما يستدعي التدخل الحتواء ذلك الخطر حتى ال يترجم إلى جرائم‬
‫ويصبح أمرا واقعا يفتك بالمجتمع‪.‬‬
‫كما يقترب التدبير الوقائي من العقوبة في كون الخطورة اإلجرامية التعتبر مؤشرا في حد ذاتها أو حالة‬
‫نفسي ة او صفة لدى صاحبها يعرف بها‪ ،‬وإنما ارتكاب الجريمة هو الذي يكشف عنه‪ ،‬فبعض المجرمين‬
‫حينما يرتكبون جرائم معينة ينطوون على خطورة إجرامية تقتضي التدخل لمواجهة هذه الخطورة‪.54‬‬

‫‪ _53‬ظهير شريف رقم ‪ 1.59.413‬صادر في ‪ 28‬جمادى الثانية ‪26(1382‬نونبر‪ )1962‬بالمصادقة على مجموعة القانون الجنائي‬
‫‪ _54‬لطيفة الداودي‪ ،‬الوجيز في القانون الجنائي المغربي‪،‬الطبعة الثانية ‪،2013‬المطبعة والوراقة الوطنية‪،‬ص ‪187‬‬

‫‪20‬‬
‫وبالعودة إلى نصوص القانون الجنائي المغربي نجده في الفصول من ‪ 61‬إلى ‪ 92‬تناول أنواع التدابير‬
‫الوقائية‪ ،‬لذا سنخصص دراستنا في هذا المبحث للتدابير الوقائية الشخصية والعينية (المطلب األول)‪ ،‬ثم‬
‫ألسباب انقضاء تدابير الوقاية واإلعفاء منها أو إيقافها إضافة إلى تنفيذ هذه التدابير حين اجتماعها‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬أنواع التدابير الوقائية‬

‫تشمل التدابير الوقائية نوعين من التدابير األولى تتعلق بالتدابير الشخصية(الفقرة األولى)‬
‫والثانية التدابير العينية (الفقرة الثانية)‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التدابير الوقائية الشخصية‬


‫التدابير الوقائية الشخصية هي التي نص عليها المشرع في الفصل ‪ 61‬من القانون الجنائي‪،‬‬
‫منها ماهو سالب للحرية‪ ،‬ومنها ماهو سالب للحقوق‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬التدابير السالبة للحرية‬


‫‪55‬‬
‫أ‪ :‬اإلقصاء‬

‫ال يحكم باإلقصاء إال المحاكم العادية‪ ،‬دون غيرها من المحاكم الخاصة أو االستثنائية‪ ،‬وال يسوغ أن تقل‬
‫مدته عن خمس سنوات‪ ،‬أو تزيد عن عشر سنوات ابتداءا من اليوم الذي ينتهي فيه تنفيذ العقوبة‪.56‬‬

‫وهو نوعان‪:‬‬

‫*اإلقصاء اإللزامي ويكون في حالتين‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬إذا صدر الحكم عن الجاني بالسجن ثم عاد إلى ارتكاب جناية داخل ‪10‬سنوات‪ ،‬وال يدخل‬
‫في العشر سنوات المدة التي قضاها في السجن تنفيذاً للحكم األول‪ ،‬بمعنى أن العشر سنوات تبتدئ من‬
‫تاريخ انتهاء تنفيذ العقوبة األولى إلى تاريخ ارتكاب الجناية الثانية‪ ،‬فإذا عاقبته المحكمة على هذه الجناية‬

‫‪ _ 55‬عرفه المشرع في الفصل ‪ 63‬من القانون الجنائي على أنه إيداع العائدين الذين تتوفر فيهم الشروط المبينة في الفصلين ‪65‬‬
‫و‪ ،66‬داخل مؤسسة للشغل ذات نظام مالئم لتقويم االنحراف االجتماعي‪.‬‬
‫‪ _ 56‬الفصل ‪ 64‬من القانون الجنائي‬

‫‪21‬‬
‫الثانية بالسجن ‪ ،‬فإنه يتوجب عليها الحكم عليه باإلقصاء كتدبير وقائي‪،57‬وهذا مانص عليه الفصل ‪65‬‬
‫‪58‬‬
‫من القانون الجنائي‪.‬‬

‫إال أن المحكوم عليهم من الرجال الذين تقل سنهم عن ‪20‬سنة او تتجاوز ‪،60‬او من النساء مطلقا يجوز‬
‫للمحكمة أن تعفيهم من اإلقصاء بقرار معلل‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬يتم الحكم فيها باإلقصاء إذا كان الجاني قد سبق الحكم عليه باإلقصاء ثم ارتكب داخل‬
‫العشر سنوات الموال ية ليوم اإلفراج عنه جناية كيفما كان نوعها أو جنحة كالنصب أوالسرقة اوخيانة‬
‫‪59‬‬
‫األمانة أو االخالل العلني بالحياء‪...‬‬

‫*اإلقصاء االختياري‪:‬‬

‫بمعنى أن المحكمة لها أن تحكم أو ال تحكم به‪ ،‬وقد نص الفصل ‪66‬من ق‪.‬ج على أحكام هذا اإلقصاء‬
‫بحيث جاء فيه "يمكن إقصاء العائدين الذين صدر عليهم في ظرف ‪ 10‬سنوات خالصة من مدة العقوبات‬
‫التي وقع تنفيذها فعال األحكام التالية بصرف النظر عن ترتيب صدورها‪:‬‬

‫‪ -1‬ثالثة أحكام‪ ،‬أحدها بالسجن واآلخران بالحبس من أجل أفعال تعتبر جنايات أو بالحبس ألزيد من‬
‫‪6‬أشهر عن السرقة أو النصب أو خيانة األمانة أو إخفاء اشياء حصل عليها من جناية أو جنحة أو‬
‫اإلخالل العلني بالحياء‪...‬‬

‫‪-2‬اربعة أحكام بالحبس من أجل أفعال تعتبر جنايات‪ ،‬أو أربعة أحكام كل منها بالحبس ألزيد من ستة‬
‫أشهر عن الجنح المنصوص عليها في الرقم ‪1‬اعاله‪.‬‬

‫‪-3‬سبعة أحكام يكون إثنان منها على األقل من نوع األحكام المنصوص في الرقمين السابقين‪ ،‬والباقي‬
‫بالحبس ألزيد من ثالثة أشهر عن جناية أو جنحة‪.60‬‬

‫ب‪ :‬اإلجبار على اإلقامة بمكان معين والمنع من اإلقامة‬

‫المقصود باإلجبار على اإلقامة‪ ،‬تحديد المحكمة للمحكوم عليه من األشخاص الذين يمسون سالمة الدولة‪،‬‬
‫مكانا لإلقامة‪ ،‬أو دائرة محصورة ال يجوز له االبتعاد عنها دون رخصة طوال المدة التي يحددها‬
‫الحكم‪.61‬‬
‫‪ _57‬د عبد الهادي الشاوي‪ ،‬محاضرات في القانون الجنائي العام المغربي‪،‬الطبعة األولى ‪،2020‬ص‪150‬‬
‫‪ _58‬يتعين إقصاء العائدين الذين صدر عليهم الحكم بالسجن مرتين في ظرف ‪10‬سنوات دون أن يدخل في حساب هذا األجل مدة‬
‫العقوبة التي وقع تنفيذها فعال‪.‬‬
‫‪ _59‬عبد الهادي الشاوي ‪،‬مرجع سابق ص‪151‬‬
‫‪ _60‬الفصل ‪ (66‬ق ج)‬

‫‪22‬‬
‫أما المنع من اإلقامة يقصد به منع المحكوم عليه من أن يحل بأماكن معينة ولمدة محددة‪.‬‬

‫ويجوز دائما الحكم بالمنع من اإلقامة في حالة إصدار عقوبة من أجل فعل يعده القانون جناية‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫ل لجنح فال يجوز المنع من اإلقامة إال إذا كان مقررا في النص الذي يعاقب على تلك الجنحة‪.62‬‬

‫ج‪-‬اإليداع القضائي داخل مؤسسة لعالج األمراض العقلية‬

‫يقصد به وضع الشخص في مؤسسة مختصة بمقتضى قرار من محكمة الموضوع إذا كان متهما‬
‫بارتكاب جناية أو جنحة وكان وقت ارتكابها يعاني من خلل عقلي‪ ،‬ويالحظ أن المشرع علق الحكم بهذا‬
‫التدبير على كون الشخص قد ارتكب جناية أو جنحة أي تتوفر لديه درجة معينة من الخطورة اإلجرامية‬
‫بحيث ال يطبق على حالة المخالفات‪ ،‬كما أن الحكم بهذا التدبير في حالة ثبوت الجنون أو الخلل يصبح‬
‫واجبا‪.63‬‬

‫د‪-‬الوضع القضائي في مؤسسة للعالج‬

‫يجب أن يكون المحكوم عليه مصابا بتسمم مزمن نتيجة لتعاطي الكحول أو المخدرات‪ ،‬وأن يكون هذا‬
‫التسمم له عالقة مع الجريمة‪ ،‬لكي يوضع في مؤسسة للعالج ويستفيد من هذا التدبير‪.64‬‬

‫وقد اشترط المشرع أن ال تتجاوز مدة الوضع في مؤسسة للعالج سنتين‪.‬‬

‫ذ‪-‬الوضع القضائي داخل مؤسسة فالحية‬

‫يراد بهذا التدبير؛ إلزام الحكم للمحكوم عليه من أجل جناية أو جنحة يعاقب عليها القانون بالحبس قانونا ً‬
‫بأن يقيم في مركز مختص يكلف فيه بأشغال فالحية وذلك إذا ظهر أن إجرامه مرتبط بتعوده على البطالة‬
‫أو تبين أنه يعيش عادة من أعمال غير مشروعة‪.65‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬التدابير السالبة للحقوق‬


‫تتمثل هذه التدابير في النقط التالية‪:‬‬

‫أ‪-‬عدم األهلية لمزاولة جميع الوظائف والخدمات العمومية‬

‫يطبق هذا التدبير متى تبين وجود عالقة بين الوظيفة وبين الجريمة المرتكبة من طرف الشخص‪.‬‬

‫‪ _ 61‬راجع الفصل ‪70‬من القانون الجنائي‬


‫‪ 62‬راجع الفصل ‪70‬من القانون الجنائي‬
‫‪ _ 63‬دة لطيفة الداودي‪،‬الوجيز في القانون الجنائي المغربي ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪192‬‬
‫‪_64‬الفصل ‪ 80‬من ق ج‬
‫‪ _ 65‬الفصل ‪ 83‬من ق ج‬

‫‪23‬‬
‫وتحكم به المحكمة كلما نص القانون صراحة على ذلك‪.66‬‬

‫ب‪-‬المنع من مزاولة مهنة أو نشاط أو فن‬

‫استلزم هذا التدبير الفصل ‪ 86‬من ق ج‪ ،‬إال أنه عمليا هو إجراء اختياري للمحكمة‪ ،‬ذلك أن تطبيقه‬
‫مرتبط بتوافر شرطين ‪ :‬األول أن يتبين للمحكمة أن هناك عالقة مباشرة بين مزاولة المهنة أو النشاط‬
‫والجريمة ‪،‬والثاني‪ :‬أن يتبين لها وجود قرائن قوية يخشى معها أن يصبح المحكوم عليه مجرما خطيرا‬
‫في حالة إذا ما تمادى في مزاولة مهنته‪.67‬‬

‫ج‪-‬سقوط الحق في الوالية الشرعية على األبناء‬

‫يقوم هذا التدبير من حرمان الولي الشرعي من مزاولة المهام المنوطة به في إطار النيابة الشرعية على‬
‫أبنائه حماية لألبناء‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التدابير الوقائية العينية‬


‫نص المشرع في الفصل ‪ 62‬من القانون الجنائي على تدبيرين وقائيين عينيين‪ ،‬ويتعلق األمر ب‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬المصادرة‬
‫معلوم أن المصادرة هي عقوبة إضافية‪ ،‬غير أن المصادرة التي نبحث عنها هنا ليست بعقوبة وإنما تدبير‬
‫وقائي‪ ،‬وقد نص عليها الفصل ‪ 89‬من ق ج والذي جاء فيه "يؤمر بالمصادرة كتدبير وقائي بالنسبة‬
‫لألدوات واألشياء المحجوزة التي يكون صنعها أو استعمالها أو حملها أو حيازتها أو بيعها جريمة ولو‬
‫كانت تلك األدوات واألشياء ملكا للغير‪.‬‬

‫كما أن المحكمة تحكم بالمصادرة كتدبير وقائي عيني ولو لم يصدر حكم باإلدانة‪ ،‬كما لو سقطت الدعوى‬
‫العمومية بالتقادم أو المتناع مساءلة الفاعل لخلل عقلي‪ ،‬بخالف األمر لو كانت المصادرة عقوبة إضافية‬
‫فال يجوز الحكم بها إال إذا صدر حكم باإلذانة‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬إغالق المحل أو المؤسسة التي استعملت في ارتكاب الجريمة‬


‫سنتناول في هذه الفقرة نقطتين أساسيتين األولى تتعلق بإغالق المحل التجاري أو الصناعي والثانية‬
‫خاصة بإغالق المحالت الغير الصناعية والتجارية‪.‬‬

‫‪_ 66‬أنظر الفصل ‪ 86‬من ق ج‬


‫‪ _ 67‬الداودي لطيفة‪،‬مرجع سابق ص‪194‬‬

‫‪24‬‬
‫أوالً ‪ :‬إغالق المحل التجاري أو الصناعي‬
‫عندما يستعمل المحل التجاري أو الصناعي في ارتكاب جريمة‪ ،‬سواء كان ذلك بإساءة استغالل اإلذن أو‬
‫الرخصة المحصل عليها‪ ،‬أو بمخالفة الضوابط أو النظم اإلدارية‪ ،‬وقد يأمر القانون باالغالق فيكون‬
‫إلزاميا كما هو الشأن بالنسبة للفصل ‪ 37‬من قرار ‪ 17‬يوليوز ‪ 1967‬المنظم لإلتجار في المشروبات‬
‫الكحولية التي تقضي بأنه يعلن عن اإلغالق وجوبا ً في حالة العود إلى الجرائم المنصوص عليها في هذا‬
‫الظهير‪،68‬واالغالق قد يكون نهائيا أو مؤقتاً‪ ،‬إال أنه إذا كان مؤقتا فإنه ال يقل عن عشرة أيام وال يتجاوز‬
‫ستة أشهر ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪.‬‬

‫وينتج عن الحكم بإغالق محل تجاري أوصناعي‪ ،‬أو أي مؤسسة أخرى في األحوال التي يجيز فيها‬
‫القانون ذلك‪ ،‬منع المحكوم من مزاولة نفس المهنة أو النشاط‪.69‬‬

‫ثانياً‪ :‬إغالق المحالت الغير الصناعية والتجارية‬


‫وبالنسبة للمحالت غير الصناعية والتجارية كعيادة الطبيب مثال او مكتب محامي أو مهندس معماري أو‬
‫غيرهم فال يجوز األمر باإلغالق إال في الحاالت المنصوص عليها قانونا‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تنفيذ التدابير الوقائية عند اجتماعها وانقضائها‬

‫في هذا المطلب سنتطرق لتنفيذ التدابير الوقائية في حالة اجتماعها في الفقرة األولى‪ ,‬ثم في الفقرة الثانية‬
‫النقضاء هذه التدابير‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬تنفيذ التدابير الوقائية عند اجتماعها‬


‫في حالة ما إذا صدرت عن نفس الشخص عدة تدابير وقائية غير قابلة للتنفيذ في آن واحد فإنه يتعين‬
‫على المحكمة التي أصدرت آخر تدبير أن تحدد الترتيب الذي يتبع في التنفيذ‪ ،‬غير أن اإليداع القضائي‬
‫في مؤسسة للعالج ‪ ،‬ينفذان حتما قبل غيرهما‪.70‬‬
‫وقد ينتج عن تعدد التدابير الوقائية تعدد األحكام وقد يتضمنها حكم واحد كما في حالة الجرائم حيث‬
‫يقضي القانون الجنائي بضم التدابير الوقائية مالم يقرر الحكم خالف ذلك بنص معلل‪.‬‬
‫‪_ 68‬لطيفة الداودي‪ ،‬مرجع سابق ص‪196‬‬
‫‪ _69‬الفصل ‪ 90‬من ق ج‬
‫‪ _70‬الفصل ‪( 91‬ق ج)‬

‫‪25‬‬
‫وقد يتبع في تنفيذ هذه التدابير في حالة تعددها أحد الحلول التالية‪:71‬‬

‫* في حالة إذا كانت قابلة للتنفيذ كلها في آن واحد‪ ،‬تنفذ على المحكوم عليه في نفس الوقت‪ ،‬مثال الحكم‬

‫بعدم األهلية لمزاولة الوظائف والخدمات‪ ،‬والمنع من مزاولة مهنة أو نشاط أو فن أو اإلغالق‪.‬‬

‫*أما إذا كانت بطبيعتها ال تقبل التنفيذ في وقت واحد كاجتماع التدابير الوقائية وعقوبة سالبة للحرية فإن‬

‫الذي ينفذ أوالً هو اإليداع القضائي في مؤسسة لعالج األمراض العقلية‪ ،‬أو الوضع القضائي في أي‬
‫مؤسسة للعالج ‪،‬كما هو منصوص عليه في الفصلين ‪ 78‬و‪ 81‬من القانون الجنائي‪ ،‬ألن الغاية هي‬
‫معالجة الجاني‪.‬‬

‫*أما إذا كانت التدابير ال تقبل بطبيعتها التنفيذ في وقت واحد‪ ،‬فيتبع في تنفيذها الترتيب الذي تحدده‬

‫المحكمة‪ ،‬كما يجب عليها أن توضح في نفس الحكم الترتيب المشار إليه في الفصل ‪ 91‬من القانون‬
‫الجنائي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬انقضاء التدابير الوقائية‬


‫باستثناء تدبير الحرمان من الوالية على األبناء‪ ،‬الذي يخضع ألحكام االنقضاء واإلعفاء واإليقاف‬
‫الخاصة به‪ ،‬والذي ال تسري عليه أسباب انقضاء تدابير الوقاية مطلقاً‪.‬‬

‫وباستثناء كذلك تدبيري اإليداع القضائي في مؤسسة لعالج األمراض العقلية‪ ،‬والوضع القضائي في‬
‫مؤسسة للعالج ‪ ،‬والذين ال تسري عليهما أسباب انقضاء تدابير الوقاية أو اإلعفاء منها أو إيقافها ما عدا‬
‫موت المحكوم‪.72‬‬

‫فإن التدابير الوقائية حسب ماجاء به الفصل ‪ 93‬من القانون الجنائي تنقضي ويتم اإلعفاء منها أو إيقافها‬
‫لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪-1‬موت المحكوم عليه‪:‬‬


‫يعتبر من األسباب المؤدية إلى انقضاء التدابير الوقائية التي ترتبط ببقاء المحكوم عليه حيا‪ ،‬دون غيرها‬
‫من التدابير الوقائية العينية التي ال ترتبط بشخص المحكوم عليه (المصادرة وإغالق المحل)‪ ،‬وهذا ما‬
‫نص عليه الفصل ‪ 94‬من القانون الجنائي بحيث جاء فيه "موت المحكوم عليه ال يحول دون تنفيذ تدابير‬
‫الوقاية العينية"‪.‬‬
‫‪ _71‬لطيفة الداودي‪ ،‬مرجع سابق ص‪197‬‬
‫‪ _72‬عبد الهادي الشاوي‪،‬مرجع سابق ص‪161‬‬

‫‪26‬‬
‫‪-2‬العفو الشامل‪:‬‬
‫يعد كذلك العفو الشامل من األسباب المؤدية إلى انقضاء التدابير الوقائية‪.‬‬

‫فالقانون المتعلق بالعفو الشامل عن الجريمة أو عن العقوبة األصلية يوقف تنفيذ التدابير الوقائية‬
‫الشخصية‪ ،‬دون التدابير العينية ما لم يوجد نص صريح على خالف ذلك‪.73‬‬

‫‪-3‬إلغاء القانون الجنائي المحكوم بمقتضاه‬


‫الفصل‪ 96‬من القانون الجنائي المغربي يذهب إلى أن إلغاء القانون الجنائي يضع حدا لتنفيذ تدابير الوقاية‬
‫بالشروط المنصوص عليها في الفصل ‪ 9‬والذي جاء فيه بدوره‪ ،‬أنه ينتهي تنفيذ التدبير الوقائي إذا صدر‬
‫قانون جديد يزيل صبغة ا لجريمة عن الفعل الذي استوجبه‪ ،‬أو إذا صدر قانون يلغي ذلك التدبير‪.‬‬

‫‪-4‬العقوبة‬
‫العفو الخاص بالعقوبة األصلية ال يسري على تدابير الوقاية‪ ،‬إال إذا ورد نص صريح في قرار العفو‬
‫على خالف ذلك‪.74‬‬

‫‪-5‬التقادم‬
‫التقادم يسقط التدابير الوقائية ما عدا المنع من اإلقامة‪،‬التي لم تنفذ بعد مضي خمسة أعوام تبدأ من تاريخ‬
‫تمام تنفيذ العقوبة السالبة للحرية تنفيذا فعليا أو دفع مبلغ الغرامة‪ ،‬وإما من تاريخ تمام تقادم العقوبة‪.‬‬

‫غير أنه إذا كانت مدة التدبير الوقائي المحكوم به تزيد عن خمس سنوات‪ ،‬فإن مدة التقادم تكون مساوية‬
‫لمدة التدبير الوقائي المحكوم به‪.‬‬

‫‪-6‬اإلفراج الشرطي‪:‬‬
‫بالنسبة للعقوبة فهو يؤدي إلى توقيفها وجوبا‪ ،‬لكن بالنسبة للتدابير الوقائية ال يكون إال اختياريا ً بحيث‬
‫يحق للسلطة المخول لها منحه أن تبقي على التدبير الوقائي أو أن تحلل المفرج عنه من تنفيذه عليه‪.‬‬

‫‪ _73‬الفصل ‪ 95‬من ق ج‬
‫‪ _74‬الفصل ‪ 97‬من ق ج‬

‫‪27‬‬
‫‪-7‬إعادة اإلعتبار‪:‬‬
‫يؤدي إلى وضع حد لتنفيذ التدبير الوقائي‪ ،‬وذلك عمال بمقتضيات الفصل ‪102‬من القانون الجنائي الذي‬
‫جاء فيه "رد االعتبار للمحكوم عليه‪ ،‬الذي يصدر وفق الشروط المقررة في الفصول ‪ 730‬إلى ‪ 747‬من‬
‫المسطرة الجنائية ‪ ،‬يضع حدا لتنفيذ تدابير الوقاية‪.‬‬

‫والمقصود به هو أن تعاد من أدين جنائيا الحقوق التي حرم منها‪ ،‬وان تنمحي عنه بالنسبة للمستقبل‬
‫العواقب الناتجة عن العقوبة والحرمان من األهليات المترتبة عنها‪.75‬‬

‫رد االعتبار هذا ال يمنح للمحكوم عليه إال بعد اختباره وظهور الصالح على سلوكه‪ ،‬بحيث ال يبقى أي‬
‫محل الفتراض بقائه خطرا على أمن وسالمة المجتمع‪.‬‬

‫‪-8‬الصلح‪:‬‬
‫يعتبر من األسباب المؤدية إلى انقضاء التدابير الوقائية عندما ينص القانون على ذلك صراحة‪ ،‬وقد‬
‫تعرض المشرع ألثر الصلح على التدبير الوقائي في الفقرة الثامنة من الفصل ‪ 93‬من القانون الجنائي‬
‫أثناء سرده لألسباب المؤثرة على تنفيذ التدبير‪ ،‬فاعتبر الصلح سببا من األسباب التي تؤثر على تنفيذه‬
‫عندما ينص على ذلك القانون‪.‬‬

‫‪ _75‬لطيفة الداودي مرجع سابق ص‪199‬‬

‫‪28‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫من خالل ما سبق يتبين أن ارتكاب الجريمة مباشرة ما ينتج عنها آثارا عديدة من ضمنها العقوبة و‬
‫التدابير الوقائية ‪ .‬و تعتبر العقوبة جزاء يمس الشخص في اعتباره و شرفه ‪ ،‬و هي تتحدد بحسب‬
‫خطورة المجرم الشيء الذي جعل المشرع يميز بين نوعين من العقوبات ‪ ،‬أصلية وأخرى إضافية ‪،‬‬
‫فجعل للعقوبة األصلية إمكانية الحكم بها وحدها أي يتصور االكتفاء بها لذاتها ‪ ،‬بخالف العقوبة األخرى‬
‫التي تستلزم وجود عقوبة أصلية تتبعها ‪،‬‬

‫و إذا كانت وظيفة العقوبة وظيفة تقويمية تتجه إلى الماضي لتعاقب على جرم مقترف سلفا ‪ ،‬إيالما و‬
‫انتقاصا وردعا للمجرم حتى ال يعاود إجرامه مرة أخرى ‪ ،‬فإن وظيفة التدبير الوقائي بحكم طبيعته‬
‫الحمائية ‪ ،‬تتجه إلى المستقبل بمواجهة الخطر المحتمل الكامن في المجرمين وقاية للمجتمع ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫مراجع باللغة العربية‬

‫الكتب‬

‫➢ فوزي أكريم‪ ،‬القانون الجنائي العام‪ ،‬كلية الحقوق طنجة‪2019 ،‬‬

‫➢ عمر أنجوم ‪ ،‬دروس في القانون الجنائي العام ‪"،‬الجريمة ‪ ،‬المسؤولية الجنائية و العقوبة" ‪،‬‬

‫طبعة ‪2021‬‬

‫➢ عبد الواحد العلمي ‪ ،‬شرح القانون الجنائي المغربي – القسم العام ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة –‬

‫الدار البيضاء ‪ ،‬الطبعة الثامنة سنة ‪2018،‬‬

‫➢ عبد الهادي الش اوي ‪ ،‬محاضرات في القانون الجنائي العام المغربي ‪ ،‬الطبعة األولى ‪2020‬‬

‫‪30‬‬
‫➢ لطيفة الداودي‪ ،‬الوجيز في القانون الجنائي المغربي‪،‬الطبعة الثانية ‪،2013‬المطبعة والوراقة‬

‫الوطنية‬

‫➢ نور الدين العمراني ‪ ،‬الوجيز في شرح القانون الجنائي المغربي ‪ ،‬مطبعة سجلماسة الزيتون‬

‫مكناس ‪ ،‬طبعة ‪2020‬‬

‫ويبوغرافيا‬

‫مجلة النبأ‪ ،‬العدد ‪-41‬شوال ‪ ،1420‬كانون الثاني ‪2000‬‬

‫‪https://annabaa.org/nba41/aluokobah.htm‬‬

‫موقع محاماة نت‬

‫‪https://www.mohamah.net/law/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84 -‬‬

‫‪%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D9%8A -‬‬

‫‪%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%AA%D8%AE%D9%81%D9%8A%D9%81-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A9 -‬‬

‫‪/%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%81%D8%A7‬‬

‫موقع مجلة القانون واألعمال الدولية ‪/https://www.droitetentreprise.com/21074‬‬

‫موقع المكتبة القانونية اإللكترونية‬

‫‪https://www.bibliojuriste.club/2020/01/tafridljaza2.htm l?m=1‬‬

‫موقع مجلة المنارة‬

‫‪https://revuealmanara.com/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A8‬‬

‫‪%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-‬‬

‫‪31‬‬
‫‪%D8%AA%D8%B1%D9%81%D8%B9-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A9 -‬‬

‫‪%D9%81%D9%8A-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B9 -‬‬

‫‪%D8%A7/?amp=1‬‬

‫نصوص قانونية‬

‫✓ القانون ‪ 22.01‬المتعلق بالمسطرة الجنائية‪ ،‬الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم ‪،1.02.255‬‬

‫صادر في ‪ 25‬من رجب ‪ 3( 1423‬أكتوبر ‪ ،)2002‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5078‬بتاريخ ‪27‬‬

‫ذي القعدة ‪ 30 (1423‬يناير ‪ ،)2003‬ص ‪.315‬‬

‫✓ ظهير شريف رقم ‪ ،1.59.413‬صادر في ‪ 28‬جمادى الثانية ‪ 26( 1382‬نونبر ‪،)1962‬‬

‫بالمصادقة على مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2640‬مكرر بتاريخ ‪ 12‬محرم‬

‫‪ 5( 1383‬يونيو ‪ ،) 1963‬ص ‪.1253‬‬

‫‪32‬‬
‫مراجع باللغة الفرنسية‬

‫الكتب‬

Mme Azddou Nadia, Cours de Droit Pénal Général, Faculté des sciences ▪
juridique et économique et sociale Ain chok, Université Hassan // de
.Casablana, Année universitaire 2019/2022

33
‫الفهرس‬
‫المقدمة‪2 .................................................................................................................. :‬‬
‫إشكالية الموضوع ‪3 ...........................................................................‬‬ ‫❖‬
‫المنهج المعتمد ‪3 ..................................................................................‬‬ ‫❖‬
‫التصميم المتبع ‪4 .................................................................................‬‬ ‫❖‬
‫المبحث األول ‪ :‬أنواع العقوبات و األسباب المؤثرة فيها ‪5 .........................................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬العقوبات األصلية و اإلضافية ‪5 .................................................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬العقوبات األصلية‪5 ..............................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬العقوبات الخاصة بالجنايات ‪6 ............................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬العقوبات الجنحية األصلية‪9 ............................................................................. :‬‬
‫ثالثا ‪ :‬العقوبات الظبطية األصلية‪9 ............................................................................. :‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬العقوبات اإلضافية ‪10 ............................................................................‬‬
‫الحجر القانوني‪10 ................................................................................................ :‬‬
‫التجريد من الحقوق الوطنية‪10 ................................................................................ .:‬‬
‫الحرمان المؤقت من ممارسة بعض الحقوق الوطنية ‪11 ...................................................:‬‬
‫الحرمان المؤقت أو النهائي من الحق في المعاشات التي تصرفها الدولة و المؤسسات العمومية ‪11 :‬‬
‫المصادرة ‪11 .................................................................................................... .:‬‬

‫‪34‬‬
‫حل الشخص المعنوي ‪11 ..................................................................................... . :‬‬
‫نشر الحكم الصادر باإلدانة ‪12 ................................................................................. :‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األسباب المؤثرة في العقوبة ‪12 ..................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬األسباب المؤثرة في تحديد العقوبة ‪13 .........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬اإلعفاء من العقوبة‪13 ..................................................................................... :‬‬
‫ثانيا‪ :‬التخفيف من العقوبة‪14 .................................................................................... :‬‬
‫ثالثا‪ :‬التشديد في العقوبة‪16 ..................................................................................... :‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬األسباب المؤثرة في تنفيذ العقوبة ‪17 ...........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬موت المحكوم عليه‪18 .................................................................................... :‬‬
‫ثانيا‪ :‬العفو الشامل‪18 ............................................................................................ :‬‬
‫ثالثا‪ :‬إلغاء القانون الجنائي‪18 ................................................................................... :‬‬
‫رابعا‪ :‬العفو الخاص‪18 .......................................................................................... :‬‬
‫خامسا‪ :‬التقادم‪18 ................................................................................................. :‬‬
‫سادسا‪ :‬إيقاف تنفيذ العقوبة‪19 .................................................................................. :‬‬
‫سابعا‪ :‬اإلفراج الشرطي‪19 ......................................................................................:‬‬
‫ثامنا‪ :‬الصلح‪19 ................................................................................................... :‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التدابير الوقائية ‪20 ....................................................................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬أنواع التدابير الوقائية ‪21 .........................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التدابير الوقائية الشخصية ‪21 ...................................................................‬‬
‫أوالً‪ :‬التدابير السالبة للحرية ‪21 ..................................................................................‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬التدابير السالبة للحقوق ‪23 ................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التدابير الوقائية العينية ‪24 ........................................................................‬‬
‫أوالً ‪ :‬المصادرة ‪24 ................................................................................................‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬إغالق المحل أو المؤسسة التي استعملت في ارتكاب الجريمة ‪24 ..................................‬‬
‫أوالً ‪ :‬إغالق المحل التجاري أو الصناعي ‪25 .................................................................‬‬
‫ثانياً‪ :‬إغالق المحالت الغير الصناعية والتجارية‪25 ..........................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تنفيذ التدابير الوقائية عند اجتماعها وانقضائها ‪25 ...........................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬تنفيذ التدابير الوقائية عند اجتماعها ‪25 .......................................................‬‬

‫‪35‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬انقضاء التدابير الوقائية ‪26 .......................................................................‬‬
‫‪-1‬موت المحكوم عليه‪26 ........................................................................................ :‬‬
‫‪-2‬العفو الشامل‪27 ................................................................................................ :‬‬
‫‪-3‬إلغاء القانون الجنائي المحكوم بمقتضاه‪27 ..................................................................‬‬
‫‪-4‬العقوبة ‪27 ........................................................................................................‬‬
‫‪-5‬التقادم ‪27 .........................................................................................................‬‬
‫‪-6‬اإلفراج الشرطي‪27 ........................................................................................... :‬‬
‫‪-7‬إعادة اإلعتبار‪28 .............................................................................................. :‬‬
‫‪-8‬الصلح‪28 ....................................................................................................... :‬‬
‫الخاتمة‪29 ................................................................................................................ :‬‬
‫الئحة المراجع ‪30 ........................................................................................................‬‬

‫‪36‬‬

You might also like