Professional Documents
Culture Documents
نعيمة اإلدريسي
بوجمعة هباد
1
المقدمة
تعتبر العقوبة أحد أهم األركان التي تنبني عليها القاعدة الجنائية ،ألنها هي التي تحفظ وتضمن احترامها،
وتعتبر العقوبة من أهم األثار المترتبة عن الظاهرة اإلجرامية.
ويمكن تعريف العقوبة على أنها هي الجزاء الذي يوقعه القضاء بإسم المجتمع على كل شخص ارتكب
فعال أو تركا مخالفا للقانون الجنائي ،وتكون الغاية المباشرة هي ردعه عن طريق إيالمه في بدنه ،أو
حريته ،أو ماله أوال ،ثم االنتقاص من شخصيته على المستوى االجتماعي ،وهبوط رصيده من التقدير
واالحترام.1
وللعقو بة تعاريف مختلفة باختالف المؤسسة الدارسة لها ،حيث نجد تعريف العقوبة في اإلسالم ينبني
على جزاء يقرره الشارع في حق كل من يخالف أحكام الشريعة اإلسالمية ،أو يعين آخر على مخالفة
تلك األحكام ،وتختلف طبيعة العقاب باختالف الجرم حدة وخفة.2
ولمؤسسة 3العقوبة بالمفهوم القانوني مجموعة من الخصائص التي تنبني عليها ،نذكر منها قانونية
العقوبة؛ أي أن تكون مقررة بنص في القانون ،يحدد مقدارها ونوعها .من الخصائص أيضا ،المساواة في
العقوبة؛ بحي ث أن العقوبة تكون واحدة لدى جميع األفراد ،والجميع سواسية أمام العقوبة ،والمساواة هنا
يعنى بها خضوع جميع األفراد للنص الذي يحكم تلك الجريمة ،لكن هذا ال يعني أن تطبق نفس العقوبة
على جميع المدانين بنفس العقوبة ،بل تخضع للسلطة التقديرية للقاضي حسب الظروف المصاحبة لكل
جريمة .ومن الخصائص أيضا ،شخصية العقوبة.
وقد عرفت مؤسسة العقوبة تطورات باختالف األزمنة ،قبل أن تأخذ صفتها الحالية ،التي تنبني على
تأدية وظيفة حمائية للفرد والمجتمع ،وإصالحية ،كما أن العقوبة اليوم أصبحت تتسم باإلنسانية والتلطيف
وتراعي التفريد في العقاب وغيرها من المبادئ المستجدة والمسايرة للتطور الذي عرفه اإلنسان.
1فوزي أكريم ،القانون الجنائي العام ،كلية الحقوق طنجة ،2019 ،ص .25
2العقوبة في التشريع اإلسالمي والوضعي-دراسة مقارنة ،-مقال منشور بمجلة النبأ ،العدد -41شوال ،1420كانون الثاني 2000
، https://annabaa.org/nba41/aluokobah.htmتم اإلطالع عليه بتاريخ 03دجنبر ،2023على الساعة 01:56بتوقيت
المغرب.
3المؤسسات القانونية هي أنظمة قانونية مخصصة إلدارة الظواهر أو السلوكيات أو المجاالت المختلفة داخل المجتمع .المؤسسات
هي جزء من النظام القانوني العام للمكان.
يمكن أن يشير مفهوم المؤسسات القانونية إلى جوانب متعددة تتعلق بالقوانين .على سبيل المثال ،قد تشمل أجهزة الدولة ،وهي
األقسام الرئيسية لسلطة الدولة ،ولكنها قد تشمل أيضًا التفاعالت االجتماعية المنظمة والراسخة.
هذه الطريقة ،تشكل المؤسسات القانونية جميع المستويات التي يتم فيها إنشاء المعايير وإصدارها وفرضها لتشكيل السلوك اإلنساني
للمجتمع.
تحتوي المؤسسة القانونية على مجموعة اجتماعية تتكامل فيها الشخصيات والمصالح المختلفة لمن يشكلونها.
2
ومع تطور الفكرالعقابي تبث عجز العقوبة عن القيام بالدور المنوط بها ،والذي يتجلى في الحد من
ظاهرة اإلجرام والقضاء عليها داخل المجتمع ،مما أدى إلى ظهور مايسمى بالتدابير الوقائية على يد
المدرسة الوضعية،كمؤسسة حديثة مقارنة بالعقوبة.
والتدابير الوقائية يمكن اعتباره ا استراتيجية حمائية وقائية ،ترمي لمعالجة خطورة إجرامية في الفاعل
من عودته لإلجرام في المستقبل ،4وقد تبنى المشرع المغربي مؤسسة التدابير الوقائية من خالل الفصل
األول من مجموعة القانون الجنائي ،الذي جاء فيه :يحدد التشريع الجنائي أفعال االنسان التي يعدها
جرائم بسبب ما تحدثه من اضطراب اجتماعيا ،ويوجب زجر مرتكيبها بعقوبات أو تدابير وقائية.
وسنحاول في دراس تنا هذه التطرق لكل من العقوبة والتدابير الوقائية ،من خالل بسط جل العناصر
والمقومات الني تنبني عليها كل مؤسسة على حدى.
❖ إشكالية الموضوع
تتجلى إشكالية الموضوع ،والتي سنحاول اإلجابة عنها من خالل هذه الدراسة في:
❖ المنهج المعتمد
وبما أن البحث العلمي بصفة عامة والقانوني على الخصوص ال يمكن أن يستقيم إال بمنهج علمي يستند
عليه ،لذا فإننا في هذه الدراسة سنعتمد على المنهجين التحليلي والوصفي ،وذلك لمحاولة اإلجابة عن
3
التساؤالت المصاغة ،وبه عن اإلشكالية المطروحة ،من خالل تبيان وتوضيح وتبسيط كل ما يتعلق
بالمؤسستين القانونيتين المدروستين.
❖ التصميم المتبع
4
المبحث األول :أنواع العقوبات و األسباب المؤثرة فيها
انطالقا من مقتضيات القانون الجنائي المغربي ،سنقوم بدراسة األحكام العامة للعقوبة في مطلبين
أساسيين ،نتناول في المطلب األول أنواع العقوبات في التشريع الجنائي ،على أن نعالج في مطلب ثاني
األسباب المؤثرة في العقوبات في التشريع الجنائي .
قد قسم المشرع المغربي العق وبات إلى نوعين ،عقوبات أصلية (فقرة أولى ) و عقوبات إضافية (فقرة
ثانية ) ،و تكون العقوب األصلية عندما يسوغ الحكم بها وحدها دون أن تضاف إلى عقوبة أخرى ،و
تكون إضافية عندما ال يسوغ الحكم بها وحدها ،أو عندما تكون ناتجة عن الحكم بعقوبة أصلية .
5
أوال :العقوبات الخاصة بالجنايات
:1عقوبة اإلعدام :تأتي عقوبة اإلعدام من حيث ما تتسم به من شدة على رأس العقوبات قاطبة ،و
هي قبل أن تكون عقوبة ماسة بالبدن ،فهي عقوبة تسلب الروح ،فهي عقوبة قديمة و موغلة في القدم ،
عرفتها التشريعات منذ أمد بعيد ،و هي مقررة في الشريعة اإلسالمية كجزاء لبعض جرائم الحدود .5
و على اعتبار أنها تنطوي على سلب الشخص حق يملكه وهو الحق في الحياة فقد تعرضت النتقادات
كثيرة ،حيث طلب الكثيرون التخلي عنها من التشريعات الجنائية ،إال أن المشرع المغربي أخذ بهذه
العقوبة ،لكن في نطاق جد محدود يظهر على الخصوص ،في بعض جرائم أمن الدولة الداخلية 6و
الخارجية 7وبعض جرائم األشخاص إذ ما اقترنت بظروف مشددة 8 ،وبعض األفعال المشكلة لجرائم
إرهابية . 9
هذا و تنفيذ عقوبة اإلعدام يخضع إلجراءات جد صارمة حددها المشرع في قانون المسطرة الجنائية من
خالل الفصول من 601إلى 607يمكن تلخيصها فيما يلي :
يتعين على النيابة العامة أن تنهي إلى علم وزير العدل بكل عقوبة باإلعدام بمجرد صدورها ال يمكن
تنفيذ أي حكم باإلعدام اال بعد رفض طلب العفو.
-تنفذ عقوبة اإل عدام رميا بالرصاص بأمر من وزير العدل و طلب من النيابة العامة لدى المحكمة
مصدرة القرار ،و يقع التنفيذ داخل السجن الذي يكون معتقال به المحكوم عليه أو في مكان أخر يعينه
وزير العدل.
-يباشر التنفيذ من قبل السلطة العسكرية بناء على تكليف من النيابة العامة لدى المحكمة التي أصدرت
القرار و ذلك بحضور األ شخاص :رئيس الغرفة الجنائية مصدرة القرار ،أو مستشار منها يعينه
الرئيس األول لمحكمة اال ستئناف ؛ عضو من النيابة العامة يعينه الوكيل العام للملك بمحكمة االستئناف ؛
أحد قضاة التحقيق أو أحد قضاة محكمة مكان التنفيذ ؛ أحد كتاب ضبط محكمة مكان التنفيذ ؛ محامو
المحكوم عليه ؛ مدير السجن الذي يقع به التنفيذ أو مدير السجن الذي كان المحكوم عليه معتقال به ؛
رجال األ من الوطني أو الدرك الملكي المكلفون من قبل النيابة العامة ؛ طبيب السجن أو طبيب تعينه
النيابة العامة ؛ إمام و عدال ن إذا كان المحكوم عليه مسلما ،أو ممثل الديانة التي يعتنقها المحكوم عليه
5عمر أنجوم ،دروس في القانون الجنائي العام "،الجريمة ،المسؤولية الجنائية و العقوبة" ،طبعة ، 2021ص . 301
6الفصول 163و 167 , 165ق ج .
7الفصول 181و 182و 185و 190ق ج .
8الفصول 392و 393و 396ق ج .
9الفصل 7/ 218ق ج .
6
إذا كان غير مسلم.
-ينفذ الحكم بطريقة غير علنية إال إذا قرر وزير العدل خالف ذلك.
-يسلم جثمان المحكوم عليه بعد التنفيذ إلى عائلته ،إذا طلبت هذه األخيرة ذلك على أن تلتزم بدفنه في
غير عالنية
إذا كانت المرأة المحكوم عليها باإلعدام حامال ،فإن العقوبة ال تنفذ إال بعد وضع حملها بسنتين تماشيا
-يحرر كاتب الضبط محضر التنفيذ حاال و يوقع عليه من قبل رئيس المحكمة الجنائية أو من يفوض
له ذلك و كذا ممثل النيابة العامة وكاتب الضبط .و يعلق نسخة من المحضر بباب السجن لمدة 24
-يمنع نشر المحضر من قبل الصحافة تحت طائلة الجزاء المحدد في غرامة تتراوح بين 10000و
60000درهم
-في حالة العفو يمنع نشر أي خبر متعلق بالعفو أو األراء التي أبدتها اللجنة المكلفة بذلك بأية وسيلة
:2السجن :يعد السجن بنوعيه المؤبد و المؤقت من 5إلى 30سنة ،من أقسى العقوبات السالبة
للحرية التي عاقب بها المشرع الجنائي المغربي كعقوبة أصلية ،وطبقا ألحكام الفصل 24من مجموعة
القانون الجنائي المغربي تنفذ داخل سجن مركزي مع اإلنفراد بالليل و الشغل اإلجباري ،فيما عدا حالة
ثبوت عجز بدني ،كما ال يمكن للمحكوم عليه بالسجن أن يشتغل في الخارج قبل أن يقضي 10سنوات
من العقوبة إذا كان محكوما عليه بالسجن المؤبد أو قبل أن يقضي ربع العقوبة إذا كان محكوم عليه
بالسجن المؤقت. 11
7
و عقوبة المؤبد تعني سلب حرية المحكوم عليه و منعه من التنقل طيلة ما تبقى من حياته بوضعه في
مؤسسة سجنية ،ال يحكم بهذه العقوبة ،إال بالنسبة لبعض الجرائم الخطيرة كالقتل العمد 12أو جريمة
13
تزييف خاتم الدولة ،أو استعمال هذا الخاتم المزيف
أما عقوبة السجن المؤقت فتعني سلب حرية المحكوم عليه و منعه من التنقل لمدة محدودة ،و هي من
خمس إلى ثالثين سنة ،فهي مخصصة للجنايات كما في حالة اختالس أو تبديد أموال عمومية و كذلك
في الجنايات التي تنطوي على المس بسالمة الدولة الخارجية .14
اإلقامة الجبرية :تعتبر اإلقامة الجبرية بحسب مقتضيات الفصل 25من م ق ج ،أن تحدد المحكمة
مكانا لإلقامة أو دائرة محدودة ال يجوز للمحكوم عليه اال بتعاد عنها بدون رخصة طوال المدة التي
يحددها الحكم بحيث ال يقل عن خمس سنوات متى كانت العقوبة أصلية .ويبلغ الحكم باإلقامة الجبرية إلى
اإلدارة العامة لألمن الوطني التي يجب عليها أن تتولى مراقبة اإلقامة المفروضة على المحكوم عليه .و
15
في حالة الضرورة يجوز لوزير العدل أن يسلم للمحكوم عليه رخصة مؤقتة للتنقل داخل القطر .
التجريد من الحقوق الوطنية :تعتبر عقوبة التجريد من الحقوق الوطنية من العقوبات األصلية في
الجنايات ،أقرها القانون في بعض الحاالت لزجر نوع خاص من الجرائم ،حيث تترتب عليها آثار
واحدة تعرض لها المشرع في الفصل 26من مجموعة القانون الجنائي المغربي و هي على الشكل
التالي :
عزل المحكوم عليه وطرده من جميع الوظائف العمومية و كل الخدمات و األعمال العمومية
حرمان المحكوم عليه من أن يكون ناخبا أو منتخبا و حرمانه بصفة عامة من سائر الحقوق الوطنية و
السياسية و من حق التحلي بأي وسام
عدم األهلية للقيام بمهمة عضو ملحق أو خبير ،و عدم األهلية إلدالء الشهادة في أي رسم من الرسوم أو
الشهادة أمام القضاء األعلى على سبيل االختيار
عدم أهلية المحكوم عليه ألن يكون وصيا او مشرفا على غير أوالده
الحرمان من حق حمل السالح و من الخدمة في الجيش و القيام بالتعليم أو إدارة مدرسة أو عمل في
مؤسسة عمومية للتعليم كأستاذ أو مدرس أو مراقب
8
و التجريد من الحقوق الو طنية عندما يكون عقوبة أصلية ،يحكم به لزجر الجنايات السياسية و لمدة ال
تتراوح بين سنتين و عشر سنوات مالم تنص مقتضيات خاصة على خالف ذلك .
ثانيا :العقوبات الجنحية األصلية :نص المشرع على هذا الصنف من العقوبات في الفصل 17من
القانون الجنائي ،و تتمثل في الحبس و الغرامة التي تتجاوز 1200درهم
يعتبر الحبس العقوبة السالبة للحرية التي تطبق سواء في الجنح التأديبية أو الضبطية ،و قد حددت الفقرة
األخيرة من الفصل 41من القانون الجنائي مدة الحبس ،فجعلت أقل مدة له شهرا ،و أقصاها خمس
سنوات ،إال أنها توجد استثناءات ترد على هذين الحدي ن كحاالت العود أو غيرها من الحاالت التي
16
يحدد فيها القانون مددا أخرى ،و ال تؤثر مع ذلك على وصف الجريمة التي تبقى لها وصف جنحة ،
و حسب الفصل 28من م ق ج فإن هذه العقوبة تنفذ في إحدى المؤسسات المعدة لهذا الغرض ،أو في
جناح خاص بأحد السجون المركزية ،و يفرض على المحكوم عليه الشغل االجباري في الداخل و
الخارج ،ما لم يثبت عجزه البدني .
أما الغرامة فقد تعرض لها المشرع المغربي من خالل الفصل 35من م ق ج و قد عرفها بأنها الزام
المحكوم عليه بأن يؤدي لفائدة الخزينة العامة مبلغا معينا من النقود ،بالعملة المتداولة قانونا في المملكة
،و تكون الغرامة عقوبة جنحية عندما يتعدى حدها األقصى 1200درهم ،أما إذا كان 1200درهم
فأقل ،فإن هذه الغرامة ال تكون عقوبة جنحية .
ثالثا :العقوبات الظبطية األصلية :لقد أورد المشرع المغربي هذه العقوبات في الفصل 18من ق ج و
حددها في عقوبتين هما عقوبة االعتقال لمدة تقل عن شهر و الغرامة من 30إلى 1200درهم
ويالحظ انطالقا لما جاء في الفصل 42من القانون الجنائي على أن المشرع بالنسبة للمخالفات قد أوجد
نوعا من العقوبات السالبة للحرية أطلق عليها اسم "االعتقال " و هو بالحقيقة ال يختلف في شيء عن
الحبس خصوصا من حيث التنفيذ ،فطبقا لما جاء في الفصل 29من القانون الجنائي فإن عقوبة االعتقال
تنفذ في السجون المدنية أو في ملحقاتها مع الشغل اال جباري في الداخل أو الخارج ،فيما عدا ثبوت عجز
بدني ،و هي نفس الطريقة التي تنفذ بها عقوبة الحبس تقريبا ،17و هذا قد يدفعنا للقول ،بأن التمييز الذي
16حسن خبالي ،مبدأ تفريد الجزاء ،مقال منشور على الموقع االكتروني :
: https://www.marocdroit.com/%D9%85%D8%A8%D8%AF%D8%A3-
%D8%AA%D9%81%D8%B1%D9%8A%D8%AF-
%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A1_a2499.htmlتم االطالع بتاريخ 2022 / 28 /12على
الساعة . 22:30
17راجع الفصل 28من م ق ج ،
9
قام به المشرع في التسمية بين عقوبة كل من الجناية (السجن )والجنحة(الحبس) والمخالفة(االعتقال) ال
18
أهمية عملية ملحوظة له .
الحجر القانوني :و يقصد به حرمان المحكوم عليه ( في جناية ) من مباشرة حقوقه المالية طوال فترة
تنفيذ العقوبة الجنائية األصلية عليه و يتبين من التعريف السابق ن أن الحجر القانوني يؤدي إلى
االنتقاص من أهلية المحكوم عليه بعقوبة جناية أصلية ،ألنه يصبح بعد الحكم عليه فاقدا ألهلية األداء ،
بحيث ال يمكنه أن يتصرف في أمواله أو إدارتها شخصيا أو أن يقاضي عنها كمدع أمام القضاء ،وال أن
19
يجيب عن مطالبة قضائية تتناول التزاما عليه أو حقا له .
يمكن تعيين وكيل ينوب عن المحجور عنه في مباشرة حقوقه المدنية تحت إشراف الوصي القضائي ،
يعين له وصي إلدارة أمواله ، 20وفي غير هذه الحالة ينص الفصل الموالي من ذات القانون على أن
يتولى الوصي مباشرة تلك اإلدارة .
و الحجر يطبق بقوة القانون دون حاجة إلى أن تنطق به المحكمة في حكمها و باعتباره عقوبة تبعية ينتج
عن العقوبات الجنائية وحدها .
التجريد من الحقوق الوطنية :بالنظر إلى األفعال التي يرتكبها الجاني فقد يصدر إلى جانب العقوبة
األ صلية عقوبات إضافية كالتجريد من الحقوق الوطنية فالتجريد الذي يتعرض له الشخص قد يتخذ شكل
عقوبة أصلية تقرر للجرائم السياسية لمدة محددة ما بين سنتين إلى عشرة سنوات بناء على الفصل 26
من القانون الجنائي ،غير أن هذا التجريد قد يتخذ شكل عقوبة إضافية للعقوبة األصلية ،إذ يحكم بها في
الجرائم السياسية وغير السياسية وهو ما تأكد في إطار الفصل 37من القانون الجنائي.
و ال تكون العقوبة محصورة في مدة زمنية حيث إن كل شخص يحكم عليه بعقوبة جنائية ،يحكم عليه
أيضا بالتجريد من الحقوق الوطنية كعقوبة إضافية و يستمر مفعول هذه العقوبة حتى بعد انقضاء العقوبة
األصلية و تنقضي هذه العقوبة في هذه الحالة إما بإلغاء الحكم عن طريق المراجعة ،أو بالعفو الشامل
إذا نص على ذلك أو برد االعتبار القانوني أو القضائي .21
10
الحرمان المؤقت من ممارسة بعض الحقوق الوطنية :تشمل هذه العقوبة التجريد الجزئي و المؤقت من
الحقوق الوطنية الواردة في الفصل 26و الحكم بها اختياريا في الحاالت التي يحددها القانون ،و هي
مؤقتة تتراوح مدتها بين سنة و 10سنوات.22
و هي عقوبة ليس لها طابع جبري ،أي أن المحكمة يمكن لها أن تحكم بالحرمان المؤقت من ممارسة
بعض الحقوق الواردة في الفصل 26من ق ج ،أو ال تحكم به فالمشرع هنا خيرها في ذلك ،و إذا
عمدت المحكمة إلى حرمان المحكوم عليه من بعض الحقوق ،فإن الحرمان ال يلحق إال الحق الذي حرم
23
المحكوم عليه من ممارسته ،و ال يمتد لغير ما حرم منه .
الحرمان ال مؤقت أو النهائي من الحق في المعاشات التي تصرفها الدولة و المؤسسات العمومية :
بناء على الفصل 41من م ق ج المغربي ال تقرر هذه العقوبة إال مع العقوبة الجنائية ،لذلك ال تكون في
المخالفات و الجنح ،غير أن هذا الحرمان ال يمكن أن يطبق على األشخاص المكلفين بالنفقة على طفل
أو أكثر ،مع مراعاة األحكام الواردة في أنظمة المعاشات في هذا الشأن ،و كذلك ال يجوز الحكم بها في
الجنايات التي تتصدر فيها المحكمة الحكم بعقوبة جنحية فقط لتوفر أسباب التخفيف ،و هي نهائية و
24
مؤقتة .
المصادرة :تعرف المصادرة حسب نص المادة 42من القانون الجنائي بكونها تمليك الدولة جزءا من
أمالك المحكوم عليه أو بعض األمالك له ،بدون مقابل و هي إما أن تكون جزئية أو عينية .
و تعني المصادرة الجزئية :مصادرة نسبة معينة من أمالك المحكوم عليه لفائدة الدولة ،وال يجوز الحكم
بالمصادرة الجزئية ألمالك المحكوم عليه إال في الحاال ت المنصوص عليها قانونا كما هو مقرر مثال في
الفصل 199من القانون الجنائي بشأن الجنايات والجنح ضد أمن الدولة الخارجي .25
في حين يقصد بالمصادرة العينية :ويقصد بها تمليك الدولة مع حفظ حقوق الغير األدوات واألشياء التي
استعملت أو كانت ستستعمل في ارتكاب الجريمة أو التي تحصلت منها وكذلك المنح أو غيرها من
الفوائد التي توفي بها مرتكب الجريمة أو كانت معدة لمكافئته .26
حل الشخص المعنوي :بعد أن أقر المشرع الجنائي مسؤولية الشخص المعنوي الجنائية ،كان من
الطبيعي أن يوجد من العقوبات التي تتالئم و طبيعة هذا الكائن الجديد ،و لذلك لم يجوز الحكم عليه إال
بالعقوبات المالية و العقوبات اإلضافية الواردة في األرقام 5و 6و 7من الفصل . 36
فحسب مقتضيات الفصل 47من م ق ج نالحظ أن المشرع المغربي قد عرف عقوبة حل الشخص
المعنوي كعقوبة إضافية و حدد األثار الناتجة عنها ،حيث نص على أن " حل الشخص المعنوي هو
11
منعه من مواصلة النشاط اال جتماعي و لو تحت اسم آخر و بإشراف مديرين أو مسيرين أو متصرفين
آخرين ،و يترتب عنه تصفية أمالك لشخص المعنوي و ال يحكم به إال في األحوال المنصوص عليها في
القانون و بنص صريح في الحكم باإلدانة .و بهذا نستنتج أن المشرع المغربي ،قد قيد توقيع عقوبة حل
الشخص المعنوي بضرورة وجود نص قانوني صريح يقضي بذلك ،و يجب التنصيص عليها صراحة
في حكم اإلدانة .
نشر الحكم الصادر باإلدانة :بالرجوع إلى مقتضيات المادة 48من القانون الجنائي نجده ينص على ما
يلي " للمحكمة في األ حوال التي يحددها القانون ،أن تأمر بنشر الحكم الصادر عنها القاضي باإلدانة كال
أو بعضا في صحيفة أو عدة صحف تعينها .أو بتعليقه في أماكن تبينها و الكل على نفقة المحكوم عليه
من غير أن تتعدى صوائر النشر ما قدرته المحكمة لذلك و ال أن تتجاوز مدة التعليق شهر واحد".
و بهذا يتبين أن هذه العقوبة هي عقوبة تكميلية تهدف بالدرجة األولى لرد اإلعتبار لضحية إثر الجريمة
التي تعرض لها .وبذلك تكون بمثابة تعويض معنوي له .وفي نفس الوقت بمثابة عقوبة لمرتكب الفعل
الذي يلزم بتحمل مصاريف النشر ،باإلضافة إلى ماله من تأثير على سمعته بإبالغ العامة ورفع
المغالطة التي وقع فيها .إال أن نشر الحكم يبقى عالقا بوجود نص قانوني صريح نتيجة تصرفا تتم إال
من قبل المحكمة .27.
بعد أن تم التطرق للعقوبة وتقسيماتها في المطلب األول ،سنتناول في هذا المطلب الثاني األسباب المؤثرة
فيها ،بحيث أن أنه في الحالة العادية يتم إصدار الحكم بالعقوبة من قبل القاضي الجنائي ،ويتم تنفيذها
على الجاني ،لكن في حاالت أخرى تتدخل مجموعة من المؤثرات؛ سواء في تحديد العقوبة (فقرة أولى)،
أو في تنفيذها (فقرة ثانية).
وهذه المؤثرات تتعلق بالظروف المادية الرتكاب الجريمة والظروف الشخصية لمرتكبها ،بحيث أن مبدأ
تفريد العقاب يحتم مراعاة ظروف حال كل واقعة على حدى ،وهو ما يزكيه ماجاء في الفصل 141من
مجموعة القانون الجنائي" :القاضي سلطة تقديرية في تحديد العقوبة وتفريدها ،في نطاق الحدين األدنى
12
واألقصى المقررين في القانون المعاقب على الجريم ،مراعيا في ذلك خطورة الجريمة المرتكبة من
ناحية ،وشخصية المجرم من ناحية أخرى".28
واألعذار القانونية المعفية من العقاب تم التنصيص عليها حصرا ،وذلك وفقا لما جاء في المادة 143من
مجموعة القانون الجنائي.
_السرقة بين األقارب ؛ وتعود هذه األعذار إلى رابطة القرابة التي تجمع بين الجاني والمجني عليه،
وعليه أفرد المشرع المغربي للسرقة بين األقارب الفصلين 534و 535من مجموعة القانون الجنائي،
حيث اع تبر القرابة المنصوص عليها في الفصل األول معفية من العقاب ،في حين يقتصر أثرها في
القرابة الثانية في تقييد النيابة العامة في تحريك الدعوى العمومية ،حيث يجوز لها متابعة الجاني إال بناء
13
على شكوى من المجني عليه ،وسحب الشكاية يضع حدا للمتابعة ،30وبالعودة إلى الفصل 534من
مجموعة القانون الجنائي ،نجدها ينص على مجموعة من الشروط ليقوم العذر المعفي؛ وهي أن يكون
السارق زوجا ،أو أصال.
ولإلشارة ،فإن أثر العذر المعفي ينصرف إلى العقوبة ال إلى الجريمة ،ولذلك فال وجه للتشابه مع أسباب
التبرير التي تنفي الجريمة من األصل ،وبذلك تبقى في العذر المعفي المسؤولية المدنية قائمة.
كما أن العذر المعفي قد ال ينصرف بالضرورة إلى المساهم والمشارك .إضافة إلى أنه ال تدخل في نطاقه
التدابير الوقائية ،بحيث يمكن أن يبقى الفاعل معرضا لبعض هذه التدابير. 31
أ /األعذار القانونية المخففة للعقوبة :وقد أوردها المشرع المغربي على سبيل الحصر في الفصل 143
من مجموعة القانون الجنائي .
ويقسمها بعض الفقه إلى أعذار شخصية وأخرى عينية ،لكن في دراستنا هذه سنتطرق لبعض دون
تصنيفها.
/حالة قتل األم لوليدها :عاقب المشرع المغربي على جريمة القتل العمد بموجب الفصل 392من
مجموعة القانون الجنائي بالسجن المؤبد ،وفي حالة توفر ظرف من ظروف التشديد ترفع العقوبة إلى
اإلعدام .لكن مراعاة من المشرع لألم وللعالقة الخاصة التي تجمعها مع ولدها ،منحها عذرا مخففا في
عقوبة القتل العمد لولدها ،وذلك ما تم التنصيص عليه في الفصل 397من مجموعة القانون الجنائي،
30عماد أكضيض ،شروح في النظام العقابي المغربي ،األعذار القانونية والظروف القضائية في القانون الجنائي المغربي ،مقال
منشور بتاريخ 7أكتوبر ،2030على موقع مجلة القانون واألعمال الدولية /https://www.droitetentreprise.com/21074
،تم اإلطالع عليه بتاريخ 01يناير ،2023على الساعة 12:32بتوقيت المغرب.
31فوزي أكريم ،مرجع سابق ،ص .34
32
"Elle peut être fondée soit sur une cause légale d’atténuation, il s’agit alors des excuses
atténuantes, soit sur une cause judiciaire d’atténuation, on parle alors
des circonstances atténuantes. Dans les deux cas, la sanction est atténuée sans que la catégorie de
"l’infraction soit modifiée (article 112).
Mme Azddou Nadia, Cours de Droit Pénal Général, Faculté des sciences juridique et économique et
sociale Ain chok, Université Hassan // de Casablana, Année universitaire 2019/2022, page 34, 35.
14
الذي جا ء فيه :من قتل طفال وليدا يعاقب بالعقوبات المقررة في الفصلين 392و ،393على حسب
األحوال المفصلة فيهم.
إال أن األم ،سواء كانت فاعلة أصلية أو مشاركة في قتل وليدها ،تعاقب بالسجن من خمس سنوات إلى
عشر .وال يطبق هذا النص على مشاركيها وال على المساهمين معها".33
/ع ذر صغر السن :وهذا العذر يهم القاصرين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12و 18سنة ،وكذا غير
المميزين الذين يقل سنهم عن .12ويعتبر القاصرون المتراوحة أعمارهم ما بين 12و 18سنة مسؤولين
مسؤولية ناقصة ،وذلك وفقا للمادة 139من مجموعة القانون الجنائي ،لذلك يجب في هذه الحالة منحهم
تطبيق عليهم مجموعة من التدابير بهدف إعادة إدماجهم في المجتمع وتصويب سلوكهم. 34
وتتمثل بعض مظاهر التخفيف ،في تخفيف الجزاء كما جاء في الفصل 468من مجموعة القانون
الجنائي ،في حالة ثبوت المخالفة المرتكبة من طرف بالغ من العمر مابين 12و 18سنة ،بحيث يمكن
للقاضي أن يقتصر إما على توبيخ الحدث أو الحكم بالغرامة المنصوص عليها قانونا.35
/عذر االستفزاز :يمكن تعريف عذر االستفزاز؛ على أنه الغضب الشديد واإلنفعال القوي ،الذي يصيب
الجاني بسبب ما صدر عن المجني عليه ،فينقص من قدرته على ضبط أعصابه والسيطرة على توجيه
إرادته ،فيندفع الرتكاب الجريمة تحت تأثير ذلك االنفعال.
هذه الحالة النفسية الناتجة عن االستفزاز أخذها المشرع المغربي بعين االعتبار بشروط محددة ،ورتب
عنها تخفيف عقوبة مجموعة من الجرائم ،ورد النص عليها في الفصول ،419 ،418 ،417 ،416
و 420من مجموعة القانون الجنائي المغربي ،36مع اإلشارة إلى أن الجنح والجنايات المرتكبة ضد الحياة
الخاصة للملك ،والجرائم المرتكبة ضد األصول تستثنى من هذا التخفيف ،وذلك وفقا للفصلين ،163
و 422من مجموعة القانون الجنائي.37
33عماد أكضيض ،مرجع سابق ،تم اإلطالع عليه بتاريخ 01دجنبر ،2023على الساعة 13:12بتوقيت المغرب.
34
Mme Azddou Nadia, Op, page 35.
35للمزيد من التفصيل في هذه النقطة وغيرها ،يرجى العودة األسباب المخففة للجزاء الجنائي ،مقال منشور بتاريخ 5يناير ،2020
بموقع المكتبة القانونية اإللكترونية ، https://www.bibliojuriste.club/2020/01/tafridljaza2.html?m=1تم اإلطالع
عليه بتاريخ 01دجنبر ،2023على الساعة 15:21بتوقيت المغرب.
36األسباب المخففة للجزاء الجنائي ،مرجع سابق ،تم اإلطالع عليه في نفس التاريخ ،على الساعة 15:44بتوقيت المغرب.
37
"Toutefois, deux crimes ne sont jamais excusables compte tenu de leur gravité particulière. Il s’agit
de l’attentat contre la vie ou la personne du roi (article 163 du CP) et du parricide (article 422 du
CP)".
Mme Azddou Nadia,Op, p36.
15
38
هذه بشكل مختصر بعض حاالت األعذار القانونية المخففة.
ب/الظروف القضائية المخففة :بخالف األعذار القانونية ،فالظروف القضائية غير محددة قانونا ،ويترك
أمر استخالصها وصالحية تقديرها لسلطة القاضي الجنائي بحسب كل قضية على حدى ،ما لم يمنعه
القانون من إعمال هذه السلطة في تقدير العقوبة ،مع ضرورة تعليل قراره بتمتيع الظنين بظروف
التخفيف القضائية.
فمتى تبين للقاضي أن العقوبة المقررة للجريمة قاسية وغير مناسبة مقارنة مع الظروف المادية المتعلقة
بالجريمة ،والظروف الشخصية المرتبطة بالجاني ،يمكن له تخفيف العقوبة في الحدود المنصوص عليها
في الفصول من 147إلى 151من مجموعة القانون الجنائي.39
بإيجاز ،هذه هي األعذار واألسباب التي تؤدي إلى تخفيف العقوبة .مع اإلشارة أن هذه األعذار
والظروف ال تغير من وصف الجريمة.
أ /ظروف التشديد :ظروف التشديد كثيرة ال حصر لها ،منها ما يتعلق بالمالبسات العائدة إلى الجانب
المادي للجريمة كطريقة ارتكابها ،أو مكان ارتكابها ،وتسمى الظروف المشددة العينية ،فالسرقة مع حمل
السالح تعتبر ظرف تشديد ،وفقا للفصل 507من مجموعة القانون الجنائي.
وهناك الظروف المشددة الشخصية ،حيث تعود هذه الظروف بمالبسات عائدة إلى شخص الجاني ،فمثال
المشرع جرم جريمة االغتصاب افرد لها عقوبة السجن تتراوح بين 5إلى 10سنوات وفقا للفصل 486
من مجموعة القانون الجنائي ،لكنه شدد العقوبة من 10إلى 20إذا كان الفاعل من أصول الضحية ،أو
ممن لهم سلطة على الضحية كالوصي أو المستخدم بأجر أو رئيسا دينيا.41
ب /العود :تم تنظيم هذه المؤسسة القانونية في المواد من 154إلى 160من مجموعة القانون الجنائي،
واستنادا للفصل 154يعتبر الجاني في حالة عود عند ارتكابه لجريمة بعد أن حكم عليه بحكم حائز لقوة
الشيء المحكوم به من أجل جريمة سابقة ،وذلك طبقا للشروط المقررة في الفصول ،157 ،156 ،155
38وللتوسع أكثر في هذا الجانب يرجى العودة إلى مقال األسباب المخففة للجزاء الجنائي ،مرجع سابق.
39عبد الهادي الشاوي ،محاضرات في القانون الجنائي العام المغربي،الطبعة األولى ،2020ص .140
40عبد الهادي الشاوي ،مرجع سابق ،ص .141
41فوزي أكريم ،مرجع سابق ،ص .35
16
،159 ،158و 160من مجموعة القانون الجنائي .فمثال السارق الذي يحكم عليه ثم يرتكب جريمة
أخرى كخ يانة األمانة أو النصب أو السرقة يعتبر في حالة عود.
وينقسم العود إلى عدة أنواع ،كالعود العام والعود الخاص ،العود الدائم والعود المؤقت ،العود البسيط
والعود المتكرر.42
ج /التعدد :ينصرف مفهوم التعدد إلى ارتكاب شخص واحد جريمة تحتمل عدة أوصاف ،وتطبق عليها
عدة نصوص قانونية ،أو ارتكابه لعدة جرائم دون أن يفصل بينها حكم قضائي نهائي ،مما يقتضي
إمكانية تعدد العقوبات والتدابير بتعدد الجرائم.43
والمشرع المغربي في محاولته مسايرة التشريعات الجنائية المعاصرة ،التي تستند على سياسة عقابية
إصالحية ،تبنى مبدأ عدم ضم العقوبات ال سالبة للحرية عندما تنتجرعن تعدد الجرائم.
وبخصوص موقف المشرع المغربي من تعدد الجرائم ،فقد اعتمد مقاربة توافق قاعدة إدماج العقوبات
فيما يخص العقوبات المالية واإلضافية والتدابير الوقائية والمخالفات ،وقاعدة عدم اإلدماج في العقوبات
السالبة للحرية .45
42للمزيد من التفصيل في هذا الجانب يرجى العودة إلى مقتوفي زكية ،األسباب التي ترفع العقوبة في التشريع المغربي ،مقال منشور
بموقع مجلة المنارة
https://revuealmanara.com/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8-
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%AA%D8%B1%D9%81%D8%B9-
%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A9 -%D9%81%D9%8A-
، %D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B9-%D8%A7/?amp=1تم اإلطالع عليه
بتاريخ 01دجنبر ،2023على الساعة 20:45بتوقيت المغرب.
43األسباب التي ترفع العقوبة في التشريع المغربي ،مرجع سابق ،نفس تاريخ اإلطالع ،على الساعة 20:55بتوقيت المغرب.
44لمزيد من التفصيل في هذه النقطة يرجى العودة إلى فوزي أكريم ،مرجع سابق ،ص .36
45األسباب التي ترفع العقوبة في التشريع المغربي ،مرجع سابق ،نفس تاريخ اإلطالع ،على الساعة 22:12بتوقيت المغرب.
17
أوال :موت المحكوم عليه:
يضع موت المحكوم عليه حدا لتنفيذ جميع العقوبات باستثناء الغرامة التي يبقى حق استيفائها قائما في
حدود التركة التي خلفها المحكوم عليه.46
خامسا :التقادم:
يقصد بالتقادم سقوط تنفيذ العقوبة بعد مرور مدة معينة دون تنفيذها ،وتختلف هذه المدة باختالف نوع
العقوبة ،وقد أخذ المشرع المغربي بهذا النظام بمقتضى الفصل 54من مجموعة القانون الجنائي ،الذي
ينص على أن يترتب عن تقادم العقوبة تخلص المحكوم عليه من مفعول الحكم ،وفق الشروط المبينة في
الفصول 648إلى 653من مجموعة القانون الجنائي.
46لطيفة الداودي ،الوجيز في القانون الجنائي المغربي-القسم العام ،-الطبعة الثانية ،2014المطبعة والوراقة الوطنية ،ص .183
47عبد الهادي الشاوي ،مرجع سابق ،ص .134
48
"L’abrogation de la loi entraîne la disparition de l’infraction, de la condamnation ainsi que
l’extinction de l’action publique et de la sanction pénale.
Dès l’instant où le législateur décide expressément ou tacitement que tel fait ne constitue plus une
infraction, la loi pénale ancienne est abrogée (la désuétude ne fait pas disparaître la loi pénale) à
l’exception des lois temporaires qui même qu’après qu’elles aient cessé d’être en vigueur, continuent
à régir les infractions commises pendant la durée de leur application (article 7 du CP)".
Mme Azddou Nadia, Op, p 42.
49فوزي أكريم ،مرجع سابق ،ص .38
18
والمدة المعتبرة في التقادم المسقط لتنفيذ العقوبة هي ؛ خمس عشرة سنة ميالدية كاملة بالنسبة للجنايات،
و أربع سنوات كاملة بالنسبة للجنح ،وسنة واحدة بالنسبة للمخالفات ،ولك هذه المدد تبدأ من تاريخ
صيرورة الحكم مكتسب لقوة الشيء المقضي به. 50
وقد تناول المشرع المغربي بالتنظيم أحكام وقف التنفيذ في الفصول من 54إلى 58من مجموعة القانون
الجنائي.
ثامنا :الصلح:
األصل أن تصالح الجاني والمجني عليه ال يؤثر على سير الدعوى العمومية ،لكن المشرع يجيز
بنصوص خاصة إمكانية الصلح خصوصا في بعض الحزاءات المالية ،التي تعتبر ذات طابع مزدوج
تعويض وعقوبة ،من ذلك الفصل 273من مدونة الجمارك ،الفصل 74من الظهير المتعلق بحفظ الغابة،
وغيرها من الحاالت.52
19
المبحث الثاني :التدابير الوقائية
لقد أصبحت مختلف التشريعات الحديثة تعتمد على تدابير الوقاية للوصول إلى المحافظة على المصالح
الفردية والجماعية ،بحيث لم تعد تقتصرعلى العقوبات وحدها.
ويعتبر المشرع المغربي من التشريعات التي أخذت بالعقوبة والتدابير الوقائية معا ،كما يستفاد من
الفصل األول من القانون الجنائي الذي نص على أنه"يحدد التشريع الجنائي أفعال اإلنسان التي يعدها
جرائم بسبب ما تحدثه من اضطراب اجتماعي ،ويوجب زجر مرتكبيها بعقوبات أو بتدابير وقائية".53
ويكمن الفرق بين العقوبة والتدبير الوقائي في األساس الذي ينبني عليه كل منهما ،ذلك أن وظيفة العقوبة
تقويمية وتتجه إلى الماضي لتعاقب على ذنب مضى وتحقق الردع العام والخاص للمجرم ،في حين أن
التدبير الوقائي بحكم طبيعته ووظيفته التي تتجه إلى المستقبل لمواجهة المجرمين الخطرين وحماية
المجتمع من خطر محتمل الوقوع مما يستدعي التدخل الحتواء ذلك الخطر حتى ال يترجم إلى جرائم
ويصبح أمرا واقعا يفتك بالمجتمع.
كما يقترب التدبير الوقائي من العقوبة في كون الخطورة اإلجرامية التعتبر مؤشرا في حد ذاتها أو حالة
نفسي ة او صفة لدى صاحبها يعرف بها ،وإنما ارتكاب الجريمة هو الذي يكشف عنه ،فبعض المجرمين
حينما يرتكبون جرائم معينة ينطوون على خطورة إجرامية تقتضي التدخل لمواجهة هذه الخطورة.54
_53ظهير شريف رقم 1.59.413صادر في 28جمادى الثانية 26(1382نونبر )1962بالمصادقة على مجموعة القانون الجنائي
_54لطيفة الداودي ،الوجيز في القانون الجنائي المغربي،الطبعة الثانية ،2013المطبعة والوراقة الوطنية،ص 187
20
وبالعودة إلى نصوص القانون الجنائي المغربي نجده في الفصول من 61إلى 92تناول أنواع التدابير
الوقائية ،لذا سنخصص دراستنا في هذا المبحث للتدابير الوقائية الشخصية والعينية (المطلب األول) ،ثم
ألسباب انقضاء تدابير الوقاية واإلعفاء منها أو إيقافها إضافة إلى تنفيذ هذه التدابير حين اجتماعها
(المطلب الثاني).
تشمل التدابير الوقائية نوعين من التدابير األولى تتعلق بالتدابير الشخصية(الفقرة األولى)
والثانية التدابير العينية (الفقرة الثانية)
ال يحكم باإلقصاء إال المحاكم العادية ،دون غيرها من المحاكم الخاصة أو االستثنائية ،وال يسوغ أن تقل
مدته عن خمس سنوات ،أو تزيد عن عشر سنوات ابتداءا من اليوم الذي ينتهي فيه تنفيذ العقوبة.56
وهو نوعان:
الحالة األولى :إذا صدر الحكم عن الجاني بالسجن ثم عاد إلى ارتكاب جناية داخل 10سنوات ،وال يدخل
في العشر سنوات المدة التي قضاها في السجن تنفيذاً للحكم األول ،بمعنى أن العشر سنوات تبتدئ من
تاريخ انتهاء تنفيذ العقوبة األولى إلى تاريخ ارتكاب الجناية الثانية ،فإذا عاقبته المحكمة على هذه الجناية
_ 55عرفه المشرع في الفصل 63من القانون الجنائي على أنه إيداع العائدين الذين تتوفر فيهم الشروط المبينة في الفصلين 65
و ،66داخل مؤسسة للشغل ذات نظام مالئم لتقويم االنحراف االجتماعي.
_ 56الفصل 64من القانون الجنائي
21
الثانية بالسجن ،فإنه يتوجب عليها الحكم عليه باإلقصاء كتدبير وقائي،57وهذا مانص عليه الفصل 65
58
من القانون الجنائي.
إال أن المحكوم عليهم من الرجال الذين تقل سنهم عن 20سنة او تتجاوز ،60او من النساء مطلقا يجوز
للمحكمة أن تعفيهم من اإلقصاء بقرار معلل.
الحالة الثانية :يتم الحكم فيها باإلقصاء إذا كان الجاني قد سبق الحكم عليه باإلقصاء ثم ارتكب داخل
العشر سنوات الموال ية ليوم اإلفراج عنه جناية كيفما كان نوعها أو جنحة كالنصب أوالسرقة اوخيانة
59
األمانة أو االخالل العلني بالحياء...
*اإلقصاء االختياري:
بمعنى أن المحكمة لها أن تحكم أو ال تحكم به ،وقد نص الفصل 66من ق.ج على أحكام هذا اإلقصاء
بحيث جاء فيه "يمكن إقصاء العائدين الذين صدر عليهم في ظرف 10سنوات خالصة من مدة العقوبات
التي وقع تنفيذها فعال األحكام التالية بصرف النظر عن ترتيب صدورها:
-1ثالثة أحكام ،أحدها بالسجن واآلخران بالحبس من أجل أفعال تعتبر جنايات أو بالحبس ألزيد من
6أشهر عن السرقة أو النصب أو خيانة األمانة أو إخفاء اشياء حصل عليها من جناية أو جنحة أو
اإلخالل العلني بالحياء...
-2اربعة أحكام بالحبس من أجل أفعال تعتبر جنايات ،أو أربعة أحكام كل منها بالحبس ألزيد من ستة
أشهر عن الجنح المنصوص عليها في الرقم 1اعاله.
-3سبعة أحكام يكون إثنان منها على األقل من نوع األحكام المنصوص في الرقمين السابقين ،والباقي
بالحبس ألزيد من ثالثة أشهر عن جناية أو جنحة.60
المقصود باإلجبار على اإلقامة ،تحديد المحكمة للمحكوم عليه من األشخاص الذين يمسون سالمة الدولة،
مكانا لإلقامة ،أو دائرة محصورة ال يجوز له االبتعاد عنها دون رخصة طوال المدة التي يحددها
الحكم.61
_57د عبد الهادي الشاوي ،محاضرات في القانون الجنائي العام المغربي،الطبعة األولى ،2020ص150
_58يتعين إقصاء العائدين الذين صدر عليهم الحكم بالسجن مرتين في ظرف 10سنوات دون أن يدخل في حساب هذا األجل مدة
العقوبة التي وقع تنفيذها فعال.
_59عبد الهادي الشاوي ،مرجع سابق ص151
_60الفصل (66ق ج)
22
أما المنع من اإلقامة يقصد به منع المحكوم عليه من أن يحل بأماكن معينة ولمدة محددة.
ويجوز دائما الحكم بالمنع من اإلقامة في حالة إصدار عقوبة من أجل فعل يعده القانون جناية ،أما بالنسبة
ل لجنح فال يجوز المنع من اإلقامة إال إذا كان مقررا في النص الذي يعاقب على تلك الجنحة.62
يقصد به وضع الشخص في مؤسسة مختصة بمقتضى قرار من محكمة الموضوع إذا كان متهما
بارتكاب جناية أو جنحة وكان وقت ارتكابها يعاني من خلل عقلي ،ويالحظ أن المشرع علق الحكم بهذا
التدبير على كون الشخص قد ارتكب جناية أو جنحة أي تتوفر لديه درجة معينة من الخطورة اإلجرامية
بحيث ال يطبق على حالة المخالفات ،كما أن الحكم بهذا التدبير في حالة ثبوت الجنون أو الخلل يصبح
واجبا.63
يجب أن يكون المحكوم عليه مصابا بتسمم مزمن نتيجة لتعاطي الكحول أو المخدرات ،وأن يكون هذا
التسمم له عالقة مع الجريمة ،لكي يوضع في مؤسسة للعالج ويستفيد من هذا التدبير.64
يراد بهذا التدبير؛ إلزام الحكم للمحكوم عليه من أجل جناية أو جنحة يعاقب عليها القانون بالحبس قانونا ً
بأن يقيم في مركز مختص يكلف فيه بأشغال فالحية وذلك إذا ظهر أن إجرامه مرتبط بتعوده على البطالة
أو تبين أنه يعيش عادة من أعمال غير مشروعة.65
يطبق هذا التدبير متى تبين وجود عالقة بين الوظيفة وبين الجريمة المرتكبة من طرف الشخص.
23
وتحكم به المحكمة كلما نص القانون صراحة على ذلك.66
استلزم هذا التدبير الفصل 86من ق ج ،إال أنه عمليا هو إجراء اختياري للمحكمة ،ذلك أن تطبيقه
مرتبط بتوافر شرطين :األول أن يتبين للمحكمة أن هناك عالقة مباشرة بين مزاولة المهنة أو النشاط
والجريمة ،والثاني :أن يتبين لها وجود قرائن قوية يخشى معها أن يصبح المحكوم عليه مجرما خطيرا
في حالة إذا ما تمادى في مزاولة مهنته.67
يقوم هذا التدبير من حرمان الولي الشرعي من مزاولة المهام المنوطة به في إطار النيابة الشرعية على
أبنائه حماية لألبناء.
أوالً :المصادرة
معلوم أن المصادرة هي عقوبة إضافية ،غير أن المصادرة التي نبحث عنها هنا ليست بعقوبة وإنما تدبير
وقائي ،وقد نص عليها الفصل 89من ق ج والذي جاء فيه "يؤمر بالمصادرة كتدبير وقائي بالنسبة
لألدوات واألشياء المحجوزة التي يكون صنعها أو استعمالها أو حملها أو حيازتها أو بيعها جريمة ولو
كانت تلك األدوات واألشياء ملكا للغير.
كما أن المحكمة تحكم بالمصادرة كتدبير وقائي عيني ولو لم يصدر حكم باإلدانة ،كما لو سقطت الدعوى
العمومية بالتقادم أو المتناع مساءلة الفاعل لخلل عقلي ،بخالف األمر لو كانت المصادرة عقوبة إضافية
فال يجوز الحكم بها إال إذا صدر حكم باإلذانة.
24
أوالً :إغالق المحل التجاري أو الصناعي
عندما يستعمل المحل التجاري أو الصناعي في ارتكاب جريمة ،سواء كان ذلك بإساءة استغالل اإلذن أو
الرخصة المحصل عليها ،أو بمخالفة الضوابط أو النظم اإلدارية ،وقد يأمر القانون باالغالق فيكون
إلزاميا كما هو الشأن بالنسبة للفصل 37من قرار 17يوليوز 1967المنظم لإلتجار في المشروبات
الكحولية التي تقضي بأنه يعلن عن اإلغالق وجوبا ً في حالة العود إلى الجرائم المنصوص عليها في هذا
الظهير،68واالغالق قد يكون نهائيا أو مؤقتاً ،إال أنه إذا كان مؤقتا فإنه ال يقل عن عشرة أيام وال يتجاوز
ستة أشهر ما لم ينص القانون على خالف ذلك.
وينتج عن الحكم بإغالق محل تجاري أوصناعي ،أو أي مؤسسة أخرى في األحوال التي يجيز فيها
القانون ذلك ،منع المحكوم من مزاولة نفس المهنة أو النشاط.69
في هذا المطلب سنتطرق لتنفيذ التدابير الوقائية في حالة اجتماعها في الفقرة األولى ,ثم في الفقرة الثانية
النقضاء هذه التدابير.
25
وقد يتبع في تنفيذ هذه التدابير في حالة تعددها أحد الحلول التالية:71
* في حالة إذا كانت قابلة للتنفيذ كلها في آن واحد ،تنفذ على المحكوم عليه في نفس الوقت ،مثال الحكم
بعدم األهلية لمزاولة الوظائف والخدمات ،والمنع من مزاولة مهنة أو نشاط أو فن أو اإلغالق.
*أما إذا كانت بطبيعتها ال تقبل التنفيذ في وقت واحد كاجتماع التدابير الوقائية وعقوبة سالبة للحرية فإن
الذي ينفذ أوالً هو اإليداع القضائي في مؤسسة لعالج األمراض العقلية ،أو الوضع القضائي في أي
مؤسسة للعالج ،كما هو منصوص عليه في الفصلين 78و 81من القانون الجنائي ،ألن الغاية هي
معالجة الجاني.
*أما إذا كانت التدابير ال تقبل بطبيعتها التنفيذ في وقت واحد ،فيتبع في تنفيذها الترتيب الذي تحدده
المحكمة ،كما يجب عليها أن توضح في نفس الحكم الترتيب المشار إليه في الفصل 91من القانون
الجنائي.
وباستثناء كذلك تدبيري اإليداع القضائي في مؤسسة لعالج األمراض العقلية ،والوضع القضائي في
مؤسسة للعالج ،والذين ال تسري عليهما أسباب انقضاء تدابير الوقاية أو اإلعفاء منها أو إيقافها ما عدا
موت المحكوم.72
فإن التدابير الوقائية حسب ماجاء به الفصل 93من القانون الجنائي تنقضي ويتم اإلعفاء منها أو إيقافها
لألسباب التالية:
26
-2العفو الشامل:
يعد كذلك العفو الشامل من األسباب المؤدية إلى انقضاء التدابير الوقائية.
فالقانون المتعلق بالعفو الشامل عن الجريمة أو عن العقوبة األصلية يوقف تنفيذ التدابير الوقائية
الشخصية ،دون التدابير العينية ما لم يوجد نص صريح على خالف ذلك.73
-4العقوبة
العفو الخاص بالعقوبة األصلية ال يسري على تدابير الوقاية ،إال إذا ورد نص صريح في قرار العفو
على خالف ذلك.74
-5التقادم
التقادم يسقط التدابير الوقائية ما عدا المنع من اإلقامة،التي لم تنفذ بعد مضي خمسة أعوام تبدأ من تاريخ
تمام تنفيذ العقوبة السالبة للحرية تنفيذا فعليا أو دفع مبلغ الغرامة ،وإما من تاريخ تمام تقادم العقوبة.
غير أنه إذا كانت مدة التدبير الوقائي المحكوم به تزيد عن خمس سنوات ،فإن مدة التقادم تكون مساوية
لمدة التدبير الوقائي المحكوم به.
-6اإلفراج الشرطي:
بالنسبة للعقوبة فهو يؤدي إلى توقيفها وجوبا ،لكن بالنسبة للتدابير الوقائية ال يكون إال اختياريا ً بحيث
يحق للسلطة المخول لها منحه أن تبقي على التدبير الوقائي أو أن تحلل المفرج عنه من تنفيذه عليه.
_73الفصل 95من ق ج
_74الفصل 97من ق ج
27
-7إعادة اإلعتبار:
يؤدي إلى وضع حد لتنفيذ التدبير الوقائي ،وذلك عمال بمقتضيات الفصل 102من القانون الجنائي الذي
جاء فيه "رد االعتبار للمحكوم عليه ،الذي يصدر وفق الشروط المقررة في الفصول 730إلى 747من
المسطرة الجنائية ،يضع حدا لتنفيذ تدابير الوقاية.
والمقصود به هو أن تعاد من أدين جنائيا الحقوق التي حرم منها ،وان تنمحي عنه بالنسبة للمستقبل
العواقب الناتجة عن العقوبة والحرمان من األهليات المترتبة عنها.75
رد االعتبار هذا ال يمنح للمحكوم عليه إال بعد اختباره وظهور الصالح على سلوكه ،بحيث ال يبقى أي
محل الفتراض بقائه خطرا على أمن وسالمة المجتمع.
-8الصلح:
يعتبر من األسباب المؤدية إلى انقضاء التدابير الوقائية عندما ينص القانون على ذلك صراحة ،وقد
تعرض المشرع ألثر الصلح على التدبير الوقائي في الفقرة الثامنة من الفصل 93من القانون الجنائي
أثناء سرده لألسباب المؤثرة على تنفيذ التدبير ،فاعتبر الصلح سببا من األسباب التي تؤثر على تنفيذه
عندما ينص على ذلك القانون.
28
الخاتمة:
من خالل ما سبق يتبين أن ارتكاب الجريمة مباشرة ما ينتج عنها آثارا عديدة من ضمنها العقوبة و
التدابير الوقائية .و تعتبر العقوبة جزاء يمس الشخص في اعتباره و شرفه ،و هي تتحدد بحسب
خطورة المجرم الشيء الذي جعل المشرع يميز بين نوعين من العقوبات ،أصلية وأخرى إضافية ،
فجعل للعقوبة األصلية إمكانية الحكم بها وحدها أي يتصور االكتفاء بها لذاتها ،بخالف العقوبة األخرى
التي تستلزم وجود عقوبة أصلية تتبعها ،
و إذا كانت وظيفة العقوبة وظيفة تقويمية تتجه إلى الماضي لتعاقب على جرم مقترف سلفا ،إيالما و
انتقاصا وردعا للمجرم حتى ال يعاود إجرامه مرة أخرى ،فإن وظيفة التدبير الوقائي بحكم طبيعته
الحمائية ،تتجه إلى المستقبل بمواجهة الخطر المحتمل الكامن في المجرمين وقاية للمجتمع .
29
الئحة المراجع
الكتب
➢ عمر أنجوم ،دروس في القانون الجنائي العام "،الجريمة ،المسؤولية الجنائية و العقوبة" ،
طبعة 2021
➢ عبد الواحد العلمي ،شرح القانون الجنائي المغربي – القسم العام ،مطبعة النجاح الجديدة –
➢ عبد الهادي الش اوي ،محاضرات في القانون الجنائي العام المغربي ،الطبعة األولى 2020
30
➢ لطيفة الداودي ،الوجيز في القانون الجنائي المغربي،الطبعة الثانية ،2013المطبعة والوراقة
الوطنية
➢ نور الدين العمراني ،الوجيز في شرح القانون الجنائي المغربي ،مطبعة سجلماسة الزيتون
ويبوغرافيا
https://annabaa.org/nba41/aluokobah.htm
https://www.mohamah.net/law/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84 -
%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D9%8A -
%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%AA%D8%AE%D9%81%D9%8A%D9%81-
%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A9 -
/%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%81%D8%A7
https://www.bibliojuriste.club/2020/01/tafridljaza2.htm l?m=1
https://revuealmanara.com/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A8
%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-
31
%D8%AA%D8%B1%D9%81%D8%B9-
%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A9 -
%D9%81%D9%8A-
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B9 -
%D8%A7/?amp=1
نصوص قانونية
✓ القانون 22.01المتعلق بالمسطرة الجنائية ،الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم ،1.02.255
بالمصادقة على مجموعة القانون الجنائي ،الجريدة الرسمية عدد 2640مكرر بتاريخ 12محرم
32
مراجع باللغة الفرنسية
الكتب
Mme Azddou Nadia, Cours de Droit Pénal Général, Faculté des sciences ▪
juridique et économique et sociale Ain chok, Université Hassan // de
.Casablana, Année universitaire 2019/2022
33
الفهرس
المقدمة2 .................................................................................................................. :
إشكالية الموضوع 3 ........................................................................... ❖
المنهج المعتمد 3 .................................................................................. ❖
التصميم المتبع 4 ................................................................................. ❖
المبحث األول :أنواع العقوبات و األسباب المؤثرة فيها 5 .........................................................
المطلب األول :العقوبات األصلية و اإلضافية 5 .................................................................
الفقرة األولى :العقوبات األصلية5 ..............................................................................
أوال :العقوبات الخاصة بالجنايات 6 ............................................................................
ثانيا :العقوبات الجنحية األصلية9 ............................................................................. :
ثالثا :العقوبات الظبطية األصلية9 ............................................................................. :
الفقرة الثانية :العقوبات اإلضافية 10 ............................................................................
الحجر القانوني10 ................................................................................................ :
التجريد من الحقوق الوطنية10 ................................................................................ .:
الحرمان المؤقت من ممارسة بعض الحقوق الوطنية 11 ...................................................:
الحرمان المؤقت أو النهائي من الحق في المعاشات التي تصرفها الدولة و المؤسسات العمومية 11 :
المصادرة 11 .................................................................................................... .:
34
حل الشخص المعنوي 11 ..................................................................................... . :
نشر الحكم الصادر باإلدانة 12 ................................................................................. :
المطلب الثاني :األسباب المؤثرة في العقوبة 12 ..................................................................
الفقرة األولى :األسباب المؤثرة في تحديد العقوبة 13 .........................................................
أوال :اإلعفاء من العقوبة13 ..................................................................................... :
ثانيا :التخفيف من العقوبة14 .................................................................................... :
ثالثا :التشديد في العقوبة16 ..................................................................................... :
الفقرة الثانية :األسباب المؤثرة في تنفيذ العقوبة 17 ...........................................................
أوال :موت المحكوم عليه18 .................................................................................... :
ثانيا :العفو الشامل18 ............................................................................................ :
ثالثا :إلغاء القانون الجنائي18 ................................................................................... :
رابعا :العفو الخاص18 .......................................................................................... :
خامسا :التقادم18 ................................................................................................. :
سادسا :إيقاف تنفيذ العقوبة19 .................................................................................. :
سابعا :اإلفراج الشرطي19 ......................................................................................:
ثامنا :الصلح19 ................................................................................................... :
المبحث الثاني :التدابير الوقائية 20 ....................................................................................
المطلب األول :أنواع التدابير الوقائية 21 .........................................................................
الفقرة األولى :التدابير الوقائية الشخصية 21 ...................................................................
أوالً :التدابير السالبة للحرية 21 ..................................................................................
ثانيا ً :التدابير السالبة للحقوق 23 ................................................................................
الفقرة الثانية :التدابير الوقائية العينية 24 ........................................................................
أوالً :المصادرة 24 ................................................................................................
ثانيا ً :إغالق المحل أو المؤسسة التي استعملت في ارتكاب الجريمة 24 ..................................
أوالً :إغالق المحل التجاري أو الصناعي 25 .................................................................
ثانياً :إغالق المحالت الغير الصناعية والتجارية25 ..........................................................
المطلب الثاني :تنفيذ التدابير الوقائية عند اجتماعها وانقضائها 25 ...........................................
الفقرة األولى :تنفيذ التدابير الوقائية عند اجتماعها 25 .......................................................
35
الفقرة الثانية :انقضاء التدابير الوقائية 26 .......................................................................
-1موت المحكوم عليه26 ........................................................................................ :
-2العفو الشامل27 ................................................................................................ :
-3إلغاء القانون الجنائي المحكوم بمقتضاه27 ..................................................................
-4العقوبة 27 ........................................................................................................
-5التقادم 27 .........................................................................................................
-6اإلفراج الشرطي27 ........................................................................................... :
-7إعادة اإلعتبار28 .............................................................................................. :
-8الصلح28 ....................................................................................................... :
الخاتمة29 ................................................................................................................ :
الئحة المراجع 30 ........................................................................................................
36