You are on page 1of 8

‫المحاضرة األولى‬

‫نتطرق في هذه المحاضرة لتعريف قانون اإلجراءات الجزائية(اوال) ولعالقته بالقوانين األخرى‬
‫(ثانيا) ولألنظمة اإلجرائية المختلفة(ثالثا)‬

‫أوال‪ :‬تعريف قانون اإلجراءات الجزائية‬


‫قانون إلجراءات الجزائية هو القانون الذي يتضمن القواعد اإلجرائية الواجب اتخاذها من لحظة‬
‫وقوع الفعل المجرم إلى غاية الفصل في الدعوى‪.‬‬
‫يشمل قانون اإلجراءات الجزائية العديد من الفصول والمواد التي تحدد اإلجراءات التي يجب‬
‫اتباعها منها‪:‬‬
‫اإلجراءات الخاصة بتحريك الدعوى‬
‫اإلجراءات الخاصة بالتحقيق‬
‫اإلجراءات الخاصة بحقوق الدفاع‬
‫اإلجراءات الخاصة بالطعن في األحكام‬
‫اإلجراءات الخاصة باألحكام القضائية وبتنفيذها‪...‬‬
‫ينظم قانون اإلجراءات الجزائية إلى جانب النص عن اإلجراءات‪ ،‬األجهزة القضائية والشبه‬
‫قضائية التي تأخذ على عاتقها مهمة القيام باإلجراءات الخاصة بها في الدعوى‪ ،‬وذلك من‬
‫حيث تشكيلتها واختصاصاتها‪ ،‬فالشرطة القضائية مثال تقوم بإجراءات البحث والتحري‪ ،‬النيابة‬
‫العامة هي من تتولى مهمة تحريك الدعوى العمومية وتمثيل المجتمع أمام الجهات القضائية‪،‬‬
‫وقاضي التحقيق هو من يقوم بإجراء التحقيق القضائي إلى جانب غرفة االتهام وتنحصر مهمة‬
‫قاضي الحكم في الفصل في الدعوى‪.‬‬
‫ينظم كذلك قانون اإلجراءات الجزائية نظام سير المحاكم الجزائية والجهات القضائية واإلجراءات‬
‫الواجب اتباعها امامها‪ ،‬كما يحدد طرق الطعن في األحكام ‪...‬‬
‫إن هدف قانون اإلجراءات الجزائية هو ضمان العدالة بالحفاظ على حق المجتمع وحقوق‬
‫المتهمين على حد سواء وذلك من خالل توفير إجراءات موحدة واضحة وشفافة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬بوقادوم –يحياوي صليحة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬السنة الثانية ليسانس‪ ،‬س ‪.2222/2222 ،4‬‬
‫نستخلص مما سبق أن قانون اإلجراءات الجزائية هو اإلطار الضروري لتطبيق أحكام قانون‬
‫العقوبات‪ ،‬بحيث ال يمكن الحكم على شخص ما ارتكب جريمة دون مراعاة احكام قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫خصائص اإلجراءات الجزائية‬
‫تتميز اإلجراءات الجزائية بمجموعة من الخصائص منها‪:‬‬
‫‪ -‬ذات طابع عقابي اإلجراءات الجزائية لها طابع عقابي حيث انها تتخذ بهدف فرض‬
‫العقوبة على كل من خالف القانون بارتكابه الجريمة مما يحقق العدالة والردع‪.‬‬
‫‪ -‬السرعة في اإلجراءات تتميز اإلجراءات بالسرعة لالنتهاء منها في أسرع وقت‬
‫لضمان حقوق المتهم‪ ،‬حيث نجد اغلب اإلجراءات محددة بآجال‪ ،‬وقد تم تدعيم ذلك‬
‫في الفقرة الثالثة من المادة األولى من قانون اإلجراءات‪ ":‬أن تجري المتابعة‬
‫واإلجراءات التي تليها في آجال معقولة ودون تأخير غير مبرر وتعطى األولوية‬
‫للقضية التي يكون فيها المتهم موقوفا"‪.‬‬
‫‪ -‬سرية االجراءات بالنسبة للجمهور‪ ،‬مما يحفظ سمعة وكرامة المتهم الذي يتمتع بقرينة‬
‫البراءة إلى حين صدور حكم نهائي يثبت ادانته‪ ،‬ما لم ينص القانون على خالف ذلك‬
‫(المادة ‪ 11‬من قانون اإلجراءات)‬
‫‪ -‬تدوين كل اإلجراءات‪ :‬كل اإلجراءات التي يتم اتخاذها تكون مكتوبة‬
‫‪ -‬الدقة والمنهجية‪ :‬تتميز اإلجراءات الجزائية بالدقة والمنهجية حيث انها تخضع‬
‫إلجراءات محددة ودقيقة ذلك لضمان حقوق الدفاع‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫د‪ .‬بوقادوم –يحياوي صليحة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬السنة الثانية ليسانس‪ ،‬س ‪.2222/2222 ،4‬‬
‫ثانيا‪ :‬عالقته قانون اإلجراءات الجزائية بالقوانين األخرى‬
‫لقانون اإلجراءات الجزائية عالقة مه مجموعة من القوانين األخرى نتطرق فيما يلي لبعض من‬
‫هذه القوانين‪.‬‬
‫‪-1‬عالقة قانون اإلجراءات الجزائية بقانون العقوبات‬
‫ينظم قانون اإلجراءات الجزائية القواعد الشكلية التي تبين كيفية سير الدعوى العمومية بداية‬
‫من وقوع الجريمة الى غاية النطق بالحكم‪ ،‬بينما يتضمن قانون العقوبات قواعد موضوعية‬
‫تحدد األفعال المجرمة والعقوبات المناسبة لها‪.‬‬
‫ال يمكن تطبيق احكام قانون العقوبات دون تطبيق اإلجراءات المنصوص عليها في قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية‪ ،‬وال نلجأ لقانون اإلجراءات الجزائية مالم ترتكب جريمة ما تستوجب تحريك‬
‫دعوى عمومية‪ .‬وعليه فإن قانون اإلجراءات الجزائية وقانون العقوبات قانونين متكاملين يكمل‬
‫بعضهما البعض وال يمكن تطبيق أحدهما دون اآلخر‪.‬‬

‫‪-2‬عالقة قانون اإلجراءات الجزائية بقانون اإلجراءات المدنية‬


‫يعتبر قانون اإلجراءات المدنية الشريعة العامة لجميع اإلجراءات بينما يقتصر قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية على المواد الجنائية‪ ،‬فهو الخاص الذي يقيد العام‪ ،‬وفي حالة وجود فراغ‬
‫في هذا األخير نلجأ للشريعة العامة‪ .‬وعليه فقانون اإلجراءات الجزائية هو الفرع الذي يتبع‬
‫األصل‪.‬‬
‫‪-3‬عالقة قانون اإلجراءات الجزائية بالدستور‬
‫ينظم الدستور السلطات في الدولة‪ ،‬كما يحتوي على الحقوق األساسية للمواطن والمبادئ العامة‬
‫التي تسير عليها العدالة في مواجهة االفراد‪ ،‬كمبدأ الشرعية والشخصية وحق الدفاع وقرينة‬
‫البراءة المفترضة إلى جانب التقاضي على درجتين‪ ،‬والشفافية والسرعة في اإلجراءات‪ ...‬كل‬
‫هذه المبادئ نجدها مجسدة في قانون اإلجراءات الجزائية والسيما في المادة األولى منه‪ ،‬مما‬
‫يجعل هذا األخير يندرج ضمن إطار الدستور الذي يجب التوافق مع مبادئه‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫د‪ .‬بوقادوم –يحياوي صليحة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬السنة الثانية ليسانس‪ ،‬س ‪.2222/2222 ،4‬‬
‫ثالثا‪ :‬األنظمة اإلجرائية المختلفة‬
‫إن النظام اإلجرائي هو عبارة عن مجموعة من القواعد التي تنظم سير المحاكمة الجزائية وذلك‬
‫بداية من وقوع الفعل المجرم الذي يتم معاينته وجمع األدلة المتوفرة والبحث عن الجاني‬
‫لمحاكمته وصدور الحكم من طرف المحكمة المختصة‪ .‬إن اإلجراءات الجنائية مرتبطة بتطبيق‬
‫أحكام قانون العقوبات وبتنفيذها‪.‬‬
‫عرفت األنظمة اإلجرائية تطو ار هاما‪ ،‬وقد ارتبط هذا التطور بتطور األنظمة االجتماعية‬
‫والسياسية حيث أن كل مرحلة تعكس إما فكرة الحرص على حرية الفرد مثل ما كان عليه‬
‫النظام االتهامي أو فكرة العبث بهذه الحرية للوصول للحقيقة حتى ولو كان ذلك باستعمال‬
‫شتى طرق التعذيب كما كان عليه الحال في ظل نظام التنقيب والتحري‪ ،‬أو الجمع بين محاسن‬
‫النظامين السابقين وترك الجوانب السلبية منهما مثلما هو الحال عليه في النظام السائد في‬
‫عصرنا الحالي وهو النظام المختلط‪ .‬بالرغم من وجود لبس حول كيفية ظهور هذه األنظمة‬
‫فإن أول نظام عرفته المجتمعات البدائية هو النظام االتهامي‪ ،‬ليظهر نظام‬
‫وأسباب ظهورها‪ّ ،‬‬
‫التنقيب والتحري في المرحلة الموالية وذلك نتيجة لتطور دور الدولة‪.1‬‬
‫وبعد تطور النظامين السابقين ظهر النظام الحالي وهو النظام الذي يطلق عليه في الغالب‬
‫بالنظام المختلط‪.‬‬

‫إن الدور الذي يلعبه القاضي للوصول إلى الحقيقة يختلف من نظام إلى آخر‪ .‬فدور القاضي‬
‫في النظام االتهامي دور سلبي‪ ،‬حيث يستمع ألدلة الخصوم وبناء عليها يصدر حكمه‪ ،‬بينما‬
‫يكون هذا الدور إيجابيا بل أساسيا بالنسبة للقاضي في نظام التنقيب والتحري حيث يكون هو‬
‫من يبحث ويتحرى عن الحقيقة نتطرق فيما يلي لألنظمة اإلجرائية المختلفة‪:‬‬

‫قسم األنظمة اإلجرائية إلى مرحلتين هما مرحلة القضاء الخاص الذي يشمل (القضاء األبوي والشخصي‬ ‫هناك من ّ‬
‫‪1‬‬

‫والتحكيمي والغيبي) ومرحلة القضاء العام وذلك بعد تدخل الدولة وزيادة سلطتها في تنظيم شؤون المجتمع‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫د‪ .‬بوقادوم –يحياوي صليحة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬السنة الثانية ليسانس‪ ،‬س ‪.2222/2222 ،4‬‬
‫أوال ـ ـ النظام االتهامي (‪)La Procédure accusatoire‬‬
‫إن تسمية هذا النظام باالتهامي أساسه انطالق الخصومة بناء على توجيه االتهام من طرف‬
‫المجني عليه‪ ،‬كما أن الخصومة كلها هي عبارة عن جدال بين الجاني والمجني عليه ويلجأ‬
‫الحكم وهو فرد من أفراد المجتمع‬
‫للفصل في النزاع إلى شخص ال عالقة له بالخصومة‪ ،‬يسمى َ‬
‫ليس لديه تكوين خاص وال خبرة في القانون‪ ،‬وقد يكون هذا األخير شيخ القبيلة أو أي شخص‬
‫آخر يختاره المتخاصمان‪.‬‬
‫إن اإلثبات في النظام االتهامي غير مقيد بشكل معين من األدلة‪ ،‬حيث أن من بين خصائصه‬
‫عدم وجود قواعد قانونية تنظم طرق اإلثبات وال قواعد خاصة تنظم طريقة المحاكمة أو كيفية‬
‫إصدار الحكم‪ .‬وكان من الممكن استعمال أي دليل طبقا لألعراف المتداولة وللتقاليد والمعتقدات‬
‫الحكم في جلسة علنية وحضورية واحدة‪ ،‬يتم خاللها سماع أقوال‬
‫السائدة‪ ،‬والتي يحظر فيها َ‬
‫الحكم في تقييم ما تم عرضه أمامه‬
‫المتخاصمين ومالحظة ما لديهم من أدلة‪ ،‬ويكمن دور َ‬
‫أثناء هذه الجلسة‪ ،‬ومن ثم يصدر ُحكمه بناء على ذلك‪.‬‬
‫خصائص النظام االتهامي‬
‫‪-‬يقع عبء االتهام على المجني عليه أو المضرور من الجريمة‪.‬‬
‫‪-‬يفصل في الخصومة حكم وهو بمثابة القاضي يتم اختياره من الطرفان‪.‬‬
‫‪ -‬إجراءات الدعوى تتميز بالشفهية والعلنية والحضورية‪.‬‬
‫‪ -‬تمر الدعوى بمرحلة واحدة هي المحاكمة‪.‬‬
‫‪ -‬دور الحكم حيادي يتمثل في إدارة الجلسة والموازنة بين األدلة التي يقدمها األطراف‪.‬‬
‫‪ -‬يتمتع االتهام (المجني عليه) والدفاع (المتهم) بنفس الحقوق‪.‬‬
‫مزايا النظام االتهامي‬
‫‪ -‬يتميز هذا النظام باحترام حقوق المتهم‪،‬‬
‫‪ -‬كما تتميز اجراءاته بالعلنية‪ ،‬الشفاهية والحضورية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫د‪ .‬بوقادوم –يحياوي صليحة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬السنة الثانية ليسانس‪ ،‬س ‪.2222/2222 ،4‬‬
‫عيوب النظام االتهامي‬
‫‪ -‬كون االتهام في يد فرد يجعل منه خصما لطرف اخر قد ينتج عنه افالت المجرم من‬
‫العقاب‪ ،‬إذا كان هذا األخير من ذوي النفوذ والمال يمكنه السيطرة على المجني عليه‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان المجني عليه ضعيف فال يمكنه الحصول على األدلة الكافية ضد المتهم‪.‬‬
‫‪ -‬حياد القاضي الحكم ال يؤدي الى تحقيق الصالح العام المنتظر منه‪.‬‬
‫‪ -‬الحكم الذي يصدره الحكم واجب التطبيق وال يمكن الطعن فيه‪.‬‬

‫ثانيا ـــ نظام التنقيب والتحري (‪)La Procédure inquisitoire‬‬


‫يرجع أصل هذا النظام إلى القانون الروماني حيث كان يطبق على العبيد والمجرمين الخطرين‬
‫ثم انتقل إلى القانون الكنسي في القرون الوسطى‪ ،‬ومنه إلى المحاكم الملكية في النظام الفرنسي‬
‫القديم‪.‬‬
‫يرتبط ظهور نظام التنقيب والتحري بظهور الدولة القوية حيث أصبحت الخصومة الجنائية‬
‫ملك لها وليس للفرد‪ ،‬وأصبح االتهـام من اختصاص الدولة‪ ،‬كما تم اعتماد نظام األدلة القانونية‪.‬‬
‫أصبح القضاة معينين للحكم من طرف الحاكم بعد ما كان القاضي (الحكم) يعين من طرف‬
‫المتقاضين‪ ،‬ويعتبر القاضي موظفا محترفا يعينه الملك‪ ،‬وتغيرت مهامه من حكم يسمع لما‬
‫يقدمه أطراف الدعوى إلى قاضي بسلطات واسعة مكلف بالبحث عن األدلة‪.‬‬

‫وكان القاضي آنذاك يجمع بين سلطة االتهام وسلطة الحكم‪ ،‬وتتميز اإلجراءات المتبعة في‬
‫الدعوى بالسرية المطلقة‪ ،‬ال تراعى فيها أدنى حقوق المتهم‪.‬‬
‫إن القاضي في ظل هذا النظام وبالرغم من التحقيقات التي يقوم بها وبالمجال الواسع الممنوح‬
‫له أثناء مجريات الدعوى إالّ أنها في الحقيقة مقيدة‪ ،‬بحيث ال يمكنه البحث عن أدلة لإلثبات‬
‫لم ينص عليها القانون‪ ،‬وال يجوز له االستعانة بأدلة تلقاها هو شخصيا خارج الخصومة‪ ،‬بل‬
‫تقع على عاتقه مهمة تطبيق األدلة التي حددها القانون وفقط‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫د‪ .‬بوقادوم –يحياوي صليحة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬السنة الثانية ليسانس‪ ،‬س ‪.2222/2222 ،4‬‬
‫خصائص نظام التنقيب والتحري‬
‫‪ -‬توجيه االتهام والبحث عن األدلة يكون من طرف سلطة عام ّة تمثل السلطة المركزية‪.‬‬
‫‪ -‬ينتج عن هذا النظام عدم توازن الحقوق بين االتهام والدفاع‪.‬‬
‫‪ -‬تغلب مصلحة المجتمع على حساب مصلحة الفرد‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور نظام األدلة القانونية (كاعتبار االعتراف سيد األدلة)‬
‫‪ -‬انتشار استعمال طرق التعذيب لحمل المتهم على االعتراف‪.‬‬
‫‪ -‬مرور الدعوى بعدة مراحل‪.‬‬
‫‪ -‬يفصل في الدعوى قاض يتم تعيينه من طرف السلطات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬تتميز اإلجراءات بالتدوين وبالسرية‪ ،‬والسرية تشمل الخصوم أنفسهم‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور فكرة الحبس قبل المحاكمة‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور فكرة الطعن في االحكام أمام المحاكم األعلى درجة‪.‬‬
‫مزايا نظام التنقيب والتحري‬
‫‪ -‬يرجع له الفضل في الفصل بين الضرر العام والضرر الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬تدخل الدولة بعد ما كانت غائبة‪.‬‬
‫‪ -‬تقسيم الدعوى الى مراحل االستدالل والتحقيق والمحاكمة‪.‬‬
‫‪ -‬جواز الطعن في األحكام القضائية‪.‬‬
‫عيوب نظام التنقيب والتحري‬
‫‪ -‬السرية التامة في اإلجراءات ينتج عنه خرق لحقوق الدفاع بصفة عامة‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد نظام األدلة القانونية أدى الى استعمال التعذيب لحمل المتهمين على االعتراف‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬النظام المختلط (‪)La Procédure mixte‬‬


‫إن النظام اإلجرائي المختلط هو النظام السائد في األنظمة اإلجرائية المعاصرة‪ .‬انتشر هذا‬
‫النظام في بداية القرن التاسع عشر بظهور التشريعات الحديثة وتم العمل به في فرنسا بموجب‬
‫قانون التحقيق الجنائي الصادر في ‪ 1112‬ثم تأثرت به عدد من الدول األوروبية المجاورة‪،‬‬
‫وتظهر مالمح هذا النظام المختلط باألخذ بنظام النيابة العامة وبمميزات نظام التنقيب والتحري‬

‫‪7‬‬
‫د‪ .‬بوقادوم –يحياوي صليحة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬السنة الثانية ليسانس‪ ،‬س ‪.2222/2222 ،4‬‬
‫في مرحلة التحقيق االبتدائي وبمميزات النظام االتهامي في مرحلة المحاكمة‪ ،‬وأخذت الدول‬
‫اإلفريقية المستعمرة من طرف فرنسا بهذا النظام بعد استقاللها‪.‬‬
‫النظام اإلجرائي المختلط هو عبارة عن مزيج من النظامين السابقين أي النظام التهامي ونظام‬
‫التنقيب والتحري‪ ،‬يتميز بتبنيه للجوانب اإليجابية وتركه للجوانب السلبية المنتقدة في كال‬
‫فإن هذا النظام قد حاول الموازنة بين حق الدولة في حماية المجتمع وحق‬
‫النظامين‪ .‬وبالتالي ّ‬
‫الفرد في محاكمة عادلة تضمن فيها حقوقه‪ ،‬ومنح للقاضي الحرية في االقتناع بناء على األدلة‬
‫المقدمة أمامه دون التقيد بأدلة محددة مسبقا‪.‬‬
‫أخذ المشرع الجزائري بالنظام المختلط والذي يميل أكثر لنظام التنقيب والتحري وهذا األمر‬
‫غير غريب مادام أن المصدر التاريخي للتشريع الوطني هو القانون الفرنسي والذي بدوره ينتمي‬
‫لألنظمة الالتينية الجرمانية‪ .‬وقد اعتمد المشرع باألساس على قواعد نظام التنقيب والتحري‬
‫بالنسبة لمرحلة التحقيق وعلى قواعد النظام االتهامي بالنسبة لمرحلة المحاكمة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫د‪ .‬بوقادوم –يحياوي صليحة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬السنة الثانية ليسانس‪ ،‬س ‪.2222/2222 ،4‬‬

You might also like