Professional Documents
Culture Documents
يعتبر ارتكاب الجريمة مساسا وانتهاكا لمجموع القيم التي يتولى القانون الجنائي
حمايتها .بحيث تعد الجريمة أحد مظاهر رفض االنصياع ألوامر القانون الجنائي وما يجب أن
يكون عليه سلوك االفراد ،ألن ارتكاب الجريمة يمس بالنظام العام مما يشكل أساسا لمشروعية
توقيع العقوبات الجنائية على فعل يتم وصفه بجريمة ،الشيء الذي يستدعي نهج مجموعة من
المساطر لحماية حقوق األفراد والمجتمع على حد سواء ،وهذا ما سعت إليه مختلف مواد قانون
المسطرة الجنائية رقم 22.01الصادر بتنفيذ الظهير الشريف المؤرخ في 3أكتوبر .2002
وجاء هذا التغيير بعد ما أبانت التجربة العملية للمسطرة الجنائية أنها لم تواكب التوجه العالمي
في مجال حقوق اإلنسان وحماية الحريات ،كما أن تصاعد وتيرة الجريمة وظهور أشكال جديدة
من الجرائم والتي جاءت نتيجة التطور الهائل في المجال التكنولوجي وظهور جرائم الكترونية
لم يشهد العالم مثلها .إضافة إلى االنتقادات التي تعرض لها المغرب من طرف المنظمات
الحقوقية والهيئات غير الحكومية ،وخاصة فيما يتعلق بطريقة تصريف القضايا الجنائية إضافة
إلى التراكم الهائل للقضايا الجنائية في أروقة المحاكم ،وطول مدد النظر فيها قبل إصدار الحكم
فيها .ونتيجة لكل هذه األسباب تم المصادقة على قانون المسطرة الجنائية رقم 22.01والذي
تضمن عدة تعديالت وتغيرات سعيا منها لوضع ركائز صلبة لمفهوم المحاكمة العادلة ،ومن بين
المقتضيات التي طالها التغيير والتعديل نجد المقتضيات الخاصة بمؤسسة قاضي التحقيق أو ما
يطلق عليه مصطلح تحقيق اإل عدادي .حيث أدرك المشرع ضرورة تعديل هذه االجراءات
بكونها لم تعد تساير التوجه العالمي لحقوق اإلنسان بكونها على تماس مباشر مع حريات
األ شخاص وحقوقهم فتنظيم إجراءات التحقيق هو نوع من التنسيق بين مصلحة المجتمع في
إنزال العقاب وبين مصلحه األفراد في صيانة حقوقهم األساسية.
وبمجرد ذكرنا للتحقيق اإلعدادي فهنا ال يمكن التفكير إ ال في شخص واحد يعتبر الحجر
األ ساس والعنصر الفعال داخل هذه المرحلة وهو قاضي التحقيق "هذا الرجل الذي يملك سلطات
واسعه ويتصرف في حرية المواطنين وشرفهم يباشر مهمته ضمن شبكة القوانين السيرة التي
ينبغي عليه أ ن يستعمل علمه وخبرته .لكن في نهاية األمر إنما هي صفاته األخالقية وضميره
وفضائله التي تكسب مهمته عظمتها الحقيقية" هذا هو الوصف الذي وصف به قاضي التحقيق
من طرف االستاذ بير دوفي المحامي العام لدى محكمة االستئناف بالرباط .فقاضي التحقيق هو
الجهة الوحيدة التي أوكل إليها المشرع مهمة القيام بالتحقيق اإلعدادي من خالل السلطات
الواسعة التي منحت له قصد تسهيل عمله في جمع األدلة ووسائل اإلثبات والبحث عن مرتكبي
1
الجرائم واتخاذ االجراءات التي تبدو له .وتختلف أدوار قاضي التحقيق باختالف ما يقوم به من
إجراءات ،اذ يعتبر قاضي التحقيق ضابطا ساميا للشرطة القضائية من خالل جمع األدلة
والبحث عن مرتكبي الجريمة .بل إن بحضوره إلى مكان الجريمة يصبح صاحب االختصاص
ويتخلى له الوكيل العام للملك ووكيل الملك وضباط الشرطة القضائية عن القضية بقوة القانون
كما يكتسب صفة قاضي تحقيق في مختلف أطوار مرحلة التحقيق اإلعدادي باعتبارها مرحلة
قضائية سابقة على مرحلة المحاكمة ،تهدف إلى تقصي الحقائق في القضايا المعروضة أمامه
حيث يقوم قاضي التحقيق بإجراء بحث قضائي بناء على الشكاية التي تتقدم بها النيابة العامة أو
بناء على الشكاية المباشرة التي يقوم بها المطالب بالحق المدني بقصد استجالء حقيقة الوقائع من
حيث ثبوتها وتكييفها القانوني.
وتأتي هذه الدراسة كمحاولة منا الستقصاء الدور الفعال الذي يقوم به قاضي تحقيق في
البحث وتقصي الحقائق ،حيث يكتسي هذا الموضوع أهمية قصوى سواء فيما يتعلق باحترام
ضمانات المحاكمة العادلة ،وحقوق الدفاع ،بحيث يتيح لقاضي التحقيق بدء عملية البحث وجمع
األدلة بغض النظر عن المعاينات والمحاضر التي أقيمت في مرحلة البحث التمهيدي من طرف
ضباط الشرطة القضائية .وهللا وحده يعلم بأي قصد وبأي نية دونت تلك المحاضر .وقد منح
المشرع هذه المهمة العسيرة لقاضي التحقيق لما يتوفر عليه من قدرات علمية في مجال القانون
باعتباره قبل كل شيء قاضي حكم وتجربته الميدانية التي تمتاز بالتصادم اليومي مع مختلف
الجرائم والمجرمين ما يكسبه حس التنقيب والبحث ،وقد منح المشرع بالموازاة مع المهمة
العسيرة الملقاة على عاتق قاضي التحقيق سلطات واسعة في التصرف في حريات الناس
وحقوقهم قصد الوصول إلى الحقيقة كما تتجلى أهمية الموضوع في الدور الكبير الذي يلعبه
قاضي التحقيق في التأثير على مرحلة المحاكمة فكلما كانت اجراءات التحقيق تتميز بالنزاهة
والشفافية وتنجز وفق ما سطره له القانون كان ذلك في مصلحة المحاكمة العادلة.
ليبقى اإلشكال المطروح أال وهو إلى أي حد كان قانون المسطرة الجنائية موفقا عند
تنظيمه لمؤسسة قاضي التحقيق ،بالشكل الذي يتالءم دوره في مكافحة الجريمة وتحقيق
التوازن بين حق المتهم في التمتع بضمانات المحاكمة العادلة ،وبين دور قضاء التحقيق في
سير اإلجراءات الزجرية؟
في صلب هذه اإلشكالية المحورية ،يبرز لنا على سطح هذا البحث مجموعة من
التساؤالت الفرعية من قبيل:
2
أين تتجلى مجاالت عمل قاضي التحقيق من حيث اإلجراءات والسلطات المخولة له؟
وما هي الجهات التي يمكنها الطعن في قرارات قاضي التحقيق؟
ما هي الجهة القضائية المكلفة بالرقابة على أعمال قاضي التحقيق؟
تأسيسا على ما سبق ،وفي حدود اإلشكالية المطروحة ،ارتأينا تقسيم البحث منهجيا،
ولإلجابة عنها موضوعيا ،على امتداد صفحات هذا البحث العلمي إلى مبحثين رئيسيين:
3
المبحث األول :مؤسسة قاضي التحقيق
التحقيق هو مرحلة من أهم المراحل التي تعرفها القضية خالل اإلجراءات المسطرية،
من أجل تحليل الغموض الوارد في النازلة ،وعرضها جاهزة ،والغرض منه هو البحث عن
شخصية الظنين من خالل البحث االجتماعي ،ومعرفة األسباب الكامنة وراء ارتكابها للجريمة
ومسبباتها ،وإجراء الخبرة… ،وغيرها من اإلجراءات المتعددة التي وضعها المشرع كباقي
الدول المتقدمة بين يدي قاضي التحقيق لتسهيل مأموريته.
وبما أن التحقيق اإلعدادي هو جزء من القواعد التي يتضمنها قانون المسطرة الجنائية،
خاصة وأنه ينظم مرحلة من مراحل الدعوى العمومية ،لها تأثير على البحث الذي تقوم به
الشرطة القضائية وقبل المرحلة النهائية للدعوى التي تعرض فيها القضية على المحكمة ،فإن
المشرع قد تدخل لتنظيم مسطرة التحقيق اإلعدادي من خالل إقرار قواعد أساسية ،ورسم
منهجية يجب على القائمين احترامها وااللتزام بها.
ولذلك سنشرع في الحديث الجهة المكلفة بالتحقيق ومسطرة تعيينه ،وكذا اختصاصاته
(المطلب األول) ،ثم الحديث عن مجال التحقيق اإلعدادي (المطلب الثاني).
يستوجب للحديث عن مؤسسة قاضي التحقيق في المغرب ،ضرورة بيان مفهوم قاضي
التحقيق ،ومن ثم بيان مسطرة تعيينه.
قاضي التحقيق هو عضو في الهيئة القضائية ،ينتمي إلى سلك القضاء ،وهو المكلف
أساسا بإجراء التحقيق وفقا للمادة 52من قانون المسطرة الجنائية ،1وهو يملك سلطات
وصالحيات واسعة ويباشر مهامه من خالل مجموعة من النصوص القانونية إضافة إلى
اخالقياته المهنية وضميره ،فإن كان هو الجهة التي أوكل إليها القانون القيام بالتحقيق اإلعدادي
-1تنص المادة 52من ق م ج على أنه" :يعين القضاة المكلفون بالتحقيق في المحاكم االبتدائية من بين قضاة الحكم فيها لمدة ثالث
سنوات قابلة للتجديد بقرار لوزير العدل ،بناء على اقتراح من رئيس المحكمة االبتدائية.
يعين القضاة المكلفون بالتحقيق في محاكم االستئناف من بين مستشاريها لمدة ثالث سنوات قابلة للتجديد بقرار لوزير العدل ،بناء على
اقتراح من الرئيس األول لمحكمة االستئناف".......
4
من خالل جمع األدلة عن الجرائم واتخاذ القرارات على ضوئها ،فإن المهام المتعددة التي
أسندها إليه جعلته صاحب أدوار مختلفة ومتداخلة.1
فهو ضابط سام للشرطة القضائية ،حيث يمارس الصالحيات الموكولة إلى ضباط
الشرطة القضائية ،كما له أن يأمر هؤالء بمتابعة األبحاث والتحريات ،وهو ما نصت عليه
المادة 75من قانون المسطرة الجنائية.2
وهو من جهة االتهام ،من حيث مهامه الشبيهة بمهام النيابة العامة ،كإصدار األوامر
الماسة بالحرية وبالحق في التنقل ،واالعتقال االحتياطي...
وهو جهة قضائية ،من حيث إصدار القرارات وإجبارية تعليل بعضها ،ومن حيث قابلية
هذه القرارات للطعن .وكذلك من حيث قوة اإلثبات التي أعطاها القانون لالعتراف الذي يتم
أمامه وللتصريحات التي يفضي بها الشهود إليه.3
كان الفصل 6من القانون المتعلق باإلجراءات االنتقالية 4قد حصر القضاة المكلفين
بالتحقيق في محاكم االستئناف فقط .إال أنه بصدور التعديل الذي لحق قانون المسطرة الجنائية،5
أخد المشرع المغربي بازدواجية التحقيق اإلعدادي في الجنايات والجنح ،أي بمحاكم االستئناف
والمحاكم االبتدائية.6
وبالرجوع إلى المادة 52من قانون المسطرة الجنائية أنه" :يعين القضاة المكلفون
بالتحقيق في المحاكم االبتدائية من بين قضاة الحكم فيها لمدة ثالث سنوات قابلة للتجديد بقرار
لوزير العدل ،بناء على اقتراح من رئيس المحكمة االبتدائية.
يعين القضاة المكلفون بالتحقيق في محاكم االستئناف من بين مستشاريها لمدة ثالث
سنوات قابلة للتجديد بقرار لوزير العدل ،بناء على اقتراح من الرئيس األول لمحكمة
االستئناف"...
-1سمير الستاوي ،ومحمد مسعودي ،سلطات قاضي التحقيق -دراسة ميدانية على ضوء العمل القضائي -ص .25
- 2جاء في منطوق المادة 75من ق م ج ما يلي ..... " :يقوم قاضي التحقيق في هذه الحالة بجميع أعمال ضباط الشرطة القضائية
المنصوص عليها في هذا الباب .وله أن يأمر أيا من ضباط الشرطة القضائية بمتابعة العمليات".
-3األستاذ محمد بوزبع ،شرح قانون المسطرة الجنائية الجزء األول الدعوى العمومية السلطات المختصة بالتحري عن الجرائم،
الطبعة الثالثة ،فبراير ،2005ص .217
- 4من الظهير بمثابة قانون رقم 1/74/448بتاريخ 11رمضان 1394موافق ل 28شتنبر .1974
- 5تعديل فاتح أكتوبر .2003
-6أحمد قيلش ،محمد زنون ،الشرطة القضائية ،الكتاب األول ،الطبعة األولى ،2013ص.14
5
يتبين من المادة أعاله أن التحقيق يقوم به قاض من قضاة الحكم بمحكمة االستئناف أو
المحكمة االبتدائية ،وحدد المشرع مسطرة تعيينه وكيفية إعفائه.
ويتم تعيين قضاة التحقيق سواء بمحاكم االستئناف أو المحاكم االبتدائية بقرار لوزير
العدل لمدة ثالث سنوات قابلة للتجديد ،ويتم إعفائهم بنفس الطريقة ،وذلك بناء على اقتراح من
طرف الرئيس األول بالنسبة لمحاكم االستئناف ،ورئيس المحكمة االبتدائية بالنسبة لمحاكم
الدرجة األولى.1
كما أنه يجوز لوزير العدل أن يتولى تعيين قاضي التحقيق بصفة مؤقتة عن طريق ما
يسمى بمسطرة االنتداب ،وتقتضي هذه المسطرة أن يعين وزير العدل قاضي التحقيق لمدة ال
تتعدى ثالثة أشهر ،يمكن تمديدها لفترة مماثلة.2
-أنه جهة قضائية ،من حيث إصدارها مجموعة من القرارات وإجبارية تعليل بعضها ومن
حيث قابلية هذه القرارات للطعن.3
-أنه خالل ممارسته لمهامه يبقى مستقال عن أي جهة فيما يصدر عنه من إجراءات وقرارات،
و ال يمنك له أن يستجيب إال لصوت القانون والضمير.4
-1أحمد قيلش ،محمد زنون ،الشرح العملي للمسطرة الجنائية ،اإلجراءات العملية للتحقيق اإلعدادي ،الكتاب الثالث ،الطبعة األولى،
ص .11 -10
-2سفيان بوهالي ،مؤسسة قاضي التحقيق في النظام القضائي المغربي ،موقع https://www.coursdroit.comتاريخ االطالع
2022-06-07على الساعة 14:00
-3أحمد قيلش ،محمد زنون ،الشرح العملي للمسطرة الجنائية ،اإلجراءات العملية للتحقيق اإلعدادي ،مرجع سابق ،ص .14
-4صفاء العاللي ،مؤسسة قاضي التحقيق بين اإلطار القانون ي والواقع العملي ،رسالة لنيل دبلوم الماستر ،جامعة عبد المالك السعدي،
كلية طنجة ،سنة ،2016 -2015ص .33
6
أوال -االختصاص النوعي:
يعد قاضي التحقيق بنص المادة 19من قانون المسطرة الجنائية ،ضابطا ساميا للشرطة
القضائية وبالتالي يحق له ممارسة جميع أعمال الشرطة القضائية ،بل منحته المادة 75من نفس
القانون حق األولوية واالستئثار بالبحث في حالة التلبس بالجريمة ،فحضوره بمكان الجريمة
يجعل الوكيل العام للملك أو وكيل الملك وضباط الشرطة القضائية يتخلون له بقوة القانون عن
القضية ،فيقوم بجميع أعمال الشرطة القضائية ،وله الحق في أن يأمر أيا من ضباط الشرطة
القضائية بمتابعة العمليات ،وبمجرد انتهاؤها يرسل جميع الوثائق وما توصل إليه إلى الوكيل
العام للملك أو وكيل الملك حسب األحوال ليتخذ بشأنها ما يراه مناسبا.
غ ير أن هذه الميزة الممنوحة لقاضي التحقيق نجد أنها ال يتم تفعيلها ،نظرا لألعباء التي
يضطلع بها قاضي التحقيق ونظرا كذلك إلى أن حالة التلبس ال تبلغ إلى علمه إال بمحض
الصدفة ما دام أن أغلب عمل قاضي التحقيق يتم بمكتبه داخل المحكمة.1
في مجال التحقيق اإلعدادي فإن قاضي التحقيق ال يجوز له البدء في التحقيق اإلعدادي
تلقائيا كما هو الحال في البحث التمهيدي في حالة التلبس .كما نصت المادة 54من قانون
المسطرة الجنائية :على أنه ال يمكن لقاضي التحقيق إجراء تحقيق إال بناء على ملتمس محال
إليه من ال نيابة العامة ،أو بناء على شكاية مرفقة بتنصيب المشتكي طرفا مدنيا .وهو ما تؤكد
عليه المادة 84من قانون المسطرة الجنائية ، 2ومن خالل ما سبق نجد أن المشرع حصر
الجهات التي لها حق المطالبة بإجراء التحقيق من خالل النيابة العامة أو الطرف المتضرر في
الجريمة.
يتحدد االختصاص المكاني أو المحلي بالنسبة للدائرة القضائية المخصصة لكل محكمة
ولذلك فاالختصاص هنا يختلف بحسب نوع الجريمة و درجة المحكمة .وبالرجوع إلى المادة 55
من قانون المسطرة الجنائية ،نجد أنها تنص على أن قاضي التحقيق يختص مكانيا طبقا للمادة
7
44من نفس القانون ،وهو ما يعني أن قاضي التحقيق يختص بمباشرة إجراءات التحقيق
اإلعدادي في الجرائم الواقعة بدائرة نفوده ،ويمتد اختصاصه حتى إلى الجرائم التي تقع خارج
دائرة نفوذه إذا كان أحد األشخاص المشتبه في مشاركته في ارتكابها يقطن في دائرة نفوذه ،أو
ألقي عليه القبض فيها ولو ثم هذا القبض لسبب آخر.1
كما أعطى القانون لقاضي التحقيق الحق في االنتقال خارج نفوذ محكمته إذا استلزمت
ذلك إجراءات التحقيق بعد إشعا ر النيابة العامة بالمحكمة التي يعمل بها والنيابة العامة لدى
المحكمة التي سينتقل إلى دائرة نفوذها.
يتحدد مجال التحقيق اإلعدادي من خالل صنف الجرائم التي تخضع للتحقيق ،مع
التمييز بين الجنايات والجنح والتي تخضع للتحقيق وجوبا ،وبين التي يطالها التحقيق اختياريا
ضمن حدود وشروط تمليها أحيانا ظروف ومالبسات بعض القضايا.
حدد المشرع طبيعة الجرائم التي يكون فيها التحقيق إلزاميا من الجنايات والجنح
المتمثلة في األنواع التالية:
ميز قانون المسطرة الجنائية بخصوص األفعال الجرمية التي تخضع للتحقيق بين
نوعين من الجرائم:
8
-نوع جعل فيه التحقيق إجباريا؛
فبالنسبة للنوع األول قد حددت المادة 83من قانون المسطرة الجنائية األفعال التي
يكون فيها األفعال التي يكون فيها التحقيق إجباريا.1
فهذه األنواع من الجنايات يجري التحقيق بشأنها بشكل إجباري ،بمعنى أن الوكالء
العامين بمحاكم االستئناف ال يجدون بُدا من إحالة القضايا المعروضة عليهم من طرف الشرطة
القضائية والتي تدخل في زمرة جرائم الجنايات أعاله ،على قضاة التحقيق المعينين بمحاكم التي
يمارسون بها.2
فقد جاء في قرار المجلس األعلى ( محكمة النقض بعد التعديل)" :التحقيق إلزامي في
الج نايات المعاقب عليها باإلعدام والسجن المؤبد وهو إجراء جوهري يؤدي عدم إنجازه على
3
الوجه األكمل إلى بطالن جميع اإلجراءات المتخذة بما فيها القرار الذي أدان المتهم".
المالحظ أن المشرع المغربي بمقتضى قانون المسطرة الجنائية ،قد أخد بازدواجية
التحقيق في الجنايات والجنح بإحداثه قضاة التحقيق بالمحاكم االبتدائية ،وعاهد إليه التحقيق في
الجنح التي قد يكون فيها التحقيق إجباريا أو اختياريا ،وازداد تكريس هذا التوجه مع دخول
مدونة السير الجديدة حيز التنفيذ ،4ويكون التحقيق اجباريا في نوعين من الجنح:
واجبارية التحق يق في الجنح تمنع على وكالء الملك بالمحاكم االبتدائية تكييف األفعال
المعروضة عليهم وإجراء المتابعة دون اإلحالة على التحقيق اإلعدادي تحت طائلة بطالن
اإلجراءات المتخذة.5
9
ثانيا -التحقيق االختياري:
على غرار التحقيق اإلجباري يكون التحقيق اختياريا في بعض الجنايات والجنح ،ولعل
ذلك يرمي من ورائه المشرع إلى توسيع دائرة التحقيق اإلعدادي بغية تعميق البحوث وتمحيص
األدلة والحجج ،وتكييف األفعال اإلجرامية وفق مسطرة قانونية تكرس حقوق الدفاع وتضمن
شروط المحاكمة العادلة.
بمفهوم المخالفة للجرائم الواردة في المادة 83من قانون المسطرة الجنائية ،1التي
حددت ط بيعة الجنايات التي يعتبر التحقيق إلزاميا بخصوصها ،علما أن المشرع المغربي في
المادة المذكورة لم يرتب أي آثار قانوني في حالة عدم إحالة القضية على غرفة التحقيق ،فإن
هناك نوع من الجنايات التي ال تخضع إلجبارية التحقيق اإلعدادي ،ألن المشرع ترك الباب
مفتوحا إلمكانية إجرائه بخصوص هذا النوع من القضايا.
وبالتالي فإن الجنايات التي تخضع للتحقيق اإلعدادي بشكل اختياري تتمثل في الجرائم
غير المعاقب عليها بإحدى العقوبات التالية:
عقوبة اإلعدام؛
عقوبة السجن المؤبد؛
العقوبة السجنية النافذة التي يصل الحد األقصى المقرر لها 30سنة؛
وتتخذ النيابات العامة لذى محاكم االستئناف قرار اإلحالة على غرفة التحقيق اختياريا
في هذا النوع من الجنايات بغية تعميق البحث في بعض الجوانب التي لم يطلها البحث التمهيدي،
أو بقيت ملتبسة بهدف كشفها واستكمال البحث بشأنها قبل إحالتها على غرفة الجنايات
االبتدائية.2
إذا كان المشرع قد وسع من دائرة األفعال الخاضعة للتحقيق اإلعدادي ،بشموله
الجنايات والجنح على حد سواء ،فإنه على ما يبدو ظل متحفظا بخصوص هذا النوع من
-1تنص المادة 83ق م ج على أنه ........." :يكون اختياريا فيما عدا ذلك من الجنايات وفي الجنح المرتكبة من طرف األحداث ،وفي
الجنح التي يكن الحد األقصى للعقوبة المقررة لها خمس سنوات أو أكثر".
-2أحمد قيلش وأخرون ،الشرح العلمي لقانون المسطرة الجنائية ،الطبعة الرابعة ،2018ص .138
10
الجرائم ،بحيث ال يتم إجراء التحقيق اإلعدادي بشكل إجباري في الجنح إال بنص خاص وضمن
حدود ضيقة جدا ،ال سيما وأنه لم يعدد الجنح التي تقبل التحقيق اإلجباري.1
وبالتالي فإن التحقيق في الجنح غالبا ما يكون اختياريا ،اللهم الجنح المترتبة عن حوادث
السير المميتة.
والتحقيق اال ختياري في الجنح ال يسع كل أنوع الجرائم الجنحية ،حيث ينصب على
الجنح التأديبية بدل الضبطية.
ويبدو أن المشرع أخذ بعين االعتبار إجراء التحقيق اإلعدادي في الجنح تبعا لخطورتها،
باقتصاره على الجنح التأديبية التي يصل الحد األقصى لعقوبتها إلى خمس سنوات ،بدل الجنح
الضبطية التي ال تتعدى عقوباتها الحبسية سنتين كحد أقصى.2
إن مهمة التحقيق الموكلة لقاضي التحقيق ليست من بالمهمة السهلة بكونها عامل جد مؤثر في
مرحلة المحاكمة فإن أي تواطئ لقاضي التحقيق في مهمته قد يؤدي إلى إدانة شخص بريء أو
اإلفراج عن المجرم وانفالته من العقاب إال أن هذه األخير قد ال تمس بمبدأ المحاكمة العادلة بقدر
ما تمس به إدانة شخص بريء فما يضير العدالة ليس االنفالت من العقاب وإنما ما يضير العدالة
هو ظلم شخص ما 3لذلك نجد المشرع المغربي أعطى لقاضي التحقيق عدة سلطات لتيسير
وتسهيل مهامه في مرحلة التحقيق.
يقصد باالستنطاق ذلك االستفسار الذي يجريه قاضي التحقيق مع المتهم عن وقائع الجريمة
والظروف والمالبسات المحيطة به من خالل طرح أسئلة عليه وتلقي أجوبة عليها والتي قد
يستنتج منها قاضي التحقيق رجحان إسناد التهمة إلى المتهم فيحال على هيئة الحكم بقرار اإلحالة
أو إبعادها عنه ليصدر األمر بعدم المتابعة
وانسجاما مع ذلك نجد المشرع حدد لالستنطاق مكانة مهمة في مرحلة التحقيق اإلعدادي ونجد
نوعين من االستنطاق ،االستنطاق االبتدائي واالستنطاق التفصيلي.
-1أحمد قيلش وأخرون ،الشرح العلمي لقانون المسطرة الجنائية ،الطبعة الرابعة ،2018ص .138
-2أحمد قيلش ،محمد زنون ،الشرح العملي للمسطرة الجنائية ،اإلجراءات العملية للتحقيق اإلعدادي ،مرجع سابق ،ص .47
- 3كلمة المحامي عبد اللطيف وهبي .خالل االجتماع لجنة العدل والتشريع وحقوق االنسان بتاريخ.2020/09/29
11
-1االستنطاق االبتدائي.
تنص المادة 134من قانون المسطرة الجنائية على أنه يطلب قاضي التحقيق من المتهم بمجرد
مثوله األول أمامه بيان اسمه العائلي والشخصي ونسبه وتاريخ ومكان والدته وحالته العائلية
ومهنته ومكان إقامته وسوابقه القضائية وله عند االقتضاء إن يأمر بكل التحريات لتحقق من هوية
المتهم بما في ذلك عرضه على مصلحة التشخيص القضائي أو إخضاعه للفحص الطبي . 1من
هنا يتضح أن االستنطاق االبتدائي ينطلق في أول لحظه يعرض أو يمثل فيها المتهم أمام قاضي
التحقيق إما بناء على ملتمس النيابة العامة بإجراء تحقيق أو بناء على الشكاية مباشرة.2
12
نموذج لالستنطاق االبتدائي
13
-2االستنطاق التفصيلي.
هذه المرحلة تأتي بعد االستنطاق االبتدائي حيث يتم تعميق البحث والتدقيق في األدلة
بحيث يروم االستنطاق التفصيلي إلى التدقيق في كافة األفعال المنسوبة إلى المتهم وتمحيص
األدلة واالهتمام بالتفاصيل الدقيقة والتي قد يغفلها قاضي تحقيق في مرحلة االستنطاق االبتدائي
والتي من شأنها استجالء الحقيقة وقد تكفلت المادة 139والمادة 140من قانون المسطرة الجنائية
على تنظيم مرحلة االستنطاق التفصيلي بمجموع من األحكام.1
وبمجرد االنتهاء من االستنطاق التفصيلي تعين على قاضي التحقيق أن يدعو المتهم لقراءة
تصريحاته وأن يوقع على كل صفحة من المحضر فإن كان ال يحسن القراءة تلي عليه كاتب
الضبط نص تصريحاته ويضع المتهم بصمته على كل صفحة من صفحات المحضر فإن رفض
ذلك أشير إلى الرفض في المحضر ويوقع على كل صفحة منه قاضي التحقيق وكاتب الضبط.2
14
15
ثانيا -سلطة االستماع إلى الشهود:
تعتبر شهادة الشهود إحدى وسائل اإلثبات المنصوص عليها في الميدان الجنائي نظرا
لكونها ترتكز على وقائع مادية يصعب إثباتها بغير شهادة الشهود ونظم المشرع المقتضيات
الخاصة بشهادة الشهود في الباب السادس من قانون المسطرة الجنائية وتحديدا من المادة 117
إلى المادة 133فقاضي التحقيق يستدعي من يرى فائدة في االستماع إليه ويوجه هذا االستدعاء
إما عن طريق المفوضين القضائيين أو بالطريقة االدارية أو برسالة مضمونة مع إشعار
بالتواصل أو حتى بالقوة العمومية فضال عن إمكانية حضورهم أمامه تلقائيا.1
ويقوم قاضي ال تحقيق باالستفسار عن الهوية الكاملة للشاهد طبقا للمادة 122من قانون المسطرة
الجنائية وحول درجة القرابة أو المصاهرة أو التبعية مع إثبات ذلك في محضر وإشعاره
بالمقتضيات التي تعاقب على شهادة الزور .ويتم االستماع إلى الشهود كل على حدى ويتم تدوين
نص الشهادة من طرف كاتب الضبط في محضر يخص كل شاهد وعند انتهاء الشهادة يقوم كل
شاهد بالتوقيع على تصريحاته بعد االطالع عليها .وقد أباها القانون إجراء مواجهة بين الشهود أو
بينهم وبين المتهم بحضور الدفاع ما لم يتنازلوا عن حضوره.
- 1أنظ ر " شرح قانون المسطرة الجنائية الجديد" الحبيب بيهي الجزء األول منشورات المجلة المغربية لالدارة المحلية والتنمية الطبعة
األولى 2004
16
نموذج محضر سماع شاهد
17
ثالثا -االنتقال والتفتيش والحجز:
-1االنتقال
نظم المشرع اإلجراءات المتعلقة باالنتقال والتفتيش والحجز في الباب الرابع من القسم الثالث
المتعلق بالتحقيق اإلعدادي .وهي إجراءات تخضع لتقدير قاضي التحقيق الذي بوسعه القيام
بكامل التحريات التي يراها مناسبة ومساعدة للكشف عن الحقيقة فهو يقدر تبعا لسلطته التقديرية
جدوى وإمكانية اللجوء إلى أحد هذه االجراءات متى كانت متوفرة وحاسمة في سبيل تبيان
الحقيقة ،وفك رموز الجريمة ،فاالنتقال يقتضي تنقل قاضي التحقيق رفقة كاتب الضبط إلى أي
مكان إلجراء معاينته المفيدة قصد الوصول إلى الحقيقة فإذا قرر قاضي تحقيق االنتقال وجب
عليه التقيد باإلجراءات المنصوص عليها في المادة 100من قانون المسطرة الجنائية.1
غالبا ما يترتب عن االنتقال إجراء عملية المعاينة والتفتيش والحجز وكلهم وسائل منحها المشرع
لقاضي تحقيق في سبيل البحث عن الحقيقة ونظر لتعلق هذه االجراءات بحرمان المتهم من حقوقه
وحريته فقد أحاطها المشرع بمجموعة من القواعد واألحكام المنصوص عليها في المادة 101من
قانون المسطرة الجنائية.2
وتتم إجراءات االنتقال والتفتيش والحجز على االشياء التي يرى قاضي تحقيق فائدة في إظهار
قام بإجراءات الحقيقة أو يعتبر بقاءها دون حجز فيه ضرر على سير عملية التحقيق وسواء
الحجز قاضي التحقيق أو ضابط الشرطة القضائية المنتدب من طرفه فإنه يجب التقيد
بالمقتضيات المنصوص عليها في المادة 105من قانون المسطرة الجنائية.
كما يجوز لقاضي التحقيق أن يرد االشياء المحجوزة بناء على مقتضيات المادة 106من قانون
المسطرة الجنائية وفي كل األحوال يبقى قاضي التحقيق مختصا في رد االشياء المحجوزة ولو
بعد صدور قرار بعدم المتابعة وهذا ما نصت عليه المادة 107من قانون المسطرة الجنائية.3
- 1عبد الكريم الطالب (شرح المسطرة الجنائية) المادة 99و 100طبعة 2004الرباط.
- 2عبد الكريم الطالب (شرح المسطرة الجنائية) المادة 101طبعة 2004الرباط.
- 3شرح قانون المسطرة الجنائية الجزء الثاني الدكتور -عبد الواحد العلمي.
18
-1اإلنابة القضائية
لقد منح قانون المسطرة الجنائية لقاضي التحقيق حق إنابة غيره سواء قاضي تحقيق آخر أو
من قضاة الحكم أو حتى من ضباط الشرطة القضائية وفقا لشروط المبينة في المواد من 189إلى
193من قانون المسطرة الجنائية .واإلنابة القضائية هي األمر الذي يصدره قاضي التحقيق وينقل
بموجبه إلى قاضي أخر أو إلى ضابط شرطة قضائية صالحية مباشرة إجراءات التحقيق بدله
لكن سلطاته و صالحياته تبقى في حدود اإلنابة وال يمكن تجاوزها ويكون كل إجراء يتم خارج ما
تم تحديده في اإلنابة باطال لصدوره من شخص غير مؤهل قانونا إلنجازه. 1
ويبقى انتداب قاضي التحقيق لضباط الشرطة أو ألحد القضاة تدبيرا استثنائيا إذ أن األصل هو أن
قاضي التح قيق هو الذي يقوم بجميع إجراءات التحقيق اإلعدادي كما أن اإلنابة القضائية ال يمكن
أن تشمل جميع سلطات قاضي التحقيق فال يمكن مثال إنابة ضابط شرطة قصد االستماع الى
المتهم.2
ولصحة اإلنابة القضائية يجب أن تكون صادرة عن قاضي التحقيق المختص بالتحقيق في
القضية التي صدر بشأنها اإلنابة وأن يكون القاضي أو ضابط الشرطة المنتدب مختص مكانيا،
أما إذا كانت اإلنابة تشمل خارج دائرة نفود قاضي التحقيق فإنه ال يمكن انتداب ضابط الشرطة
القضائية بل ينتدب لذاك قاضي من قضاة التحقيق أو من قضاة الحكم ويتوجب عليهم إشعار
النيابة العامة التي تنفذ في دائرتها اإلنابة القضائية.
-2انتداب الخبراء
نظمت الفصول من 194إلى 209من قانون المسطرة الجنائية إجراءات الخبرة أمام
قضاء التحقيق فنصت على إمكانية إجراء خبرة على طريق أمر ال يقبل الطعن باالستئناف غير
أنه يمكن إبداء مالحظات بشأنها داخل أجل ثالثة أيام من تاريخ التبليغ إما من طرف النيابة العامة
أو من طرف األطراف بخصوص اختيار الخبير أو المهام الموكول له ،يمكن إجراء خبرة إما
تلقائيا من طرف قاضي التحقيق أو بملتمس من النيابة العامة أو من االطراف ويعين قاضي
تحقيق الخبير من ضمن المسجلين في جدول الخبراء المحلفين والمقبولين أمام المحاكم إال أنه
لضرورة ما يجوز االستعانة بخبير غير مسجل بالجدول لكن شريطة أن يؤدي اليمين أمام قاضي
- 1انظر شرح قانون المسطرة الجنائية وزارة العدل مرجع سابق الصفحة 281
- 2انظر الموسوعة الجنائية الحديثة في شرح قانون اإلجراءات الجنائية ص .606
19
التحقيق ويجب أن يتضمن األمر القاضي بإجراء الخبرة توضيح مهمة الخبير والتي ال يمكن أن
تنصب إال على مسائل تقنية محضة وال يمكن انتداب خبراء في المجال القانوني.1
ويبلغ قاضي التحقيق نتائج الخبرة إلى األطراف مع إمكانية حصولهم على نسخة من تقرير
الخبرة ويمكن طلب إجراء خبرة تكميلية أو مضادة وال يمكن رفض الطلب إال بقرار معلل قابل
االستئناف.
يتمتع قاضي التحقيق بسلطات متعددة يتم تفعيلها خالل سير التحقيق إلى غاية انتهائه،
فخالل سير إجراءات التحقيق يملك قاضي التحقيق حق إصدار مجموعة من األوامر القضائية
لضمان متول المتهم أمامه ،فضال عن األوامر الضرورية للحفاظ على حسن سير إجراءات
التحقيق .
وينتهي التحقيق اإلعدادي بأمر من قاضي التحقيق يقضي بعدم االختصاص أو بعدم
متابعة المتهم ،أو بإحالته على غرفة الجنايات أو على المحكمة المختصة.
ولضمان تطبيق سليم لقواعد قانون المسطرة الجنائية وعدم المساس بحقوق الدفاع ،قرر
المشرع بطالن إجراءات التحقيق المخالفة للقواعد المسطرية ،وخول للغرفة الجنحية صالحية
مراقبة سالمة إجراءات التحقيق ،بناء على استئناف النيابة العامة أو المتهم أو الطرف المدني.
ارتأينا أن نتطرق لألوامر القضائية الصادرة عن قاضي التحقيق ،في (المطلب األول)،
على أن نخصص المطلب الثاني إلى الرقابة القضائية التي تمارسها الغرفة الجنحية على عمل
قاضي التحقيق كجهة استئنافية.
يصدر قاضي التحقيق مجموعة من األوامر المتعلقة بسير التحقيق ،سواء الرامية منها
إلى امتثال المتهم أمام قاضي التحقيق ،أو تلك الرامية إلى ضمان حسن سير التحقيق اإلعدادي،
أو األوامر المتعلقة بقاضي التحقيق.
- 1شرح قانون المسطرة الجنائية الجزء الثاني الدكتور -عبد الواحد العلمي .المادة . 195
20
الفقرة األولى :األوامر المتعلقة بضمان امتثال المتهم
عرفت المادة 144من قانون المسطرة الجنائية األمر بالحضور بأنه" :إنذار يوجهه
قاضي التحقيق للمتهم للحضور أمامه في التاريخ والساعة المبينين في نص األمر" ،1وهو نفس
التعريف الذي كان يتضمنه قانون المسطرة الجنائية القديم ،بموجب نص المادة 137منه مع
مالحظة أن نص المادة 144المذكورة سابقا استعمل عبارة "إنذار" خالفا لنص المادة 137
التي كانت تنص على أن " األمر باإل خطار يقصد منه إحضار المتهم على المثول أمام القاضي
في التاريخ والساعة المبينين في نص األمر".
2
ويعد األمر بالحضور شبيها باالستدعاء الذي توجهه المحكمة وال يقيد حرية المتهم ،إال
أنه في حالة عدم امتثال المتهم له ،فلقاضي التحقيق أن يلجأ إلى إصدار أوامر أخرى أشد
إلحضاره بالقوة ،فهو بمثابة إنذار بالحضور قبل استعم ال وسائل أخرى لإلجبار على الحضور،
ويعتبر األمر بالحضور أشد قوة من االستدعاء ،وأنه ليس هناك ما يمنع قاضي التحقيق من
توجيه نفس األمر بالحضور إلى الشاهد وحتى قبل توجيه أي استدعاء إليه إذا ما دعت
3
الضرورة إلى ذلك.
وحسب نص الفقرة الثانية من المادة 144فإن األمر بالحضور يقوم بتبليغه إلى المتهم
ويسلمه نسخة منه إما عون قضائي أو ضابط أو عون للشرطة القضائية أو أحد أعوان القوة
العمومية.
لقد نظم المشرع المغربي المقتضيات المتعلقة باألمر باإلحضار من المادة 146إلى
المادة 151من قانون المسطرة الجنائية الحالية حيث أن المواد المنظمة لإلحضار في المسطرة
الجنائية القديمة كانت هي المادة 139إلى المادة .1444وقد عرفت المسطرة الجنائية األمر
باإلحضار على أنه األمر الذي يعطيه قاضي التحقيق للقوة العمومية لتقديم المتهم أمامه في
الحال ويصدر قاضي تحقيق األمر باإلحضار في حالة توصل الظنين باألمر بالحضور
وممتنع عن تنفيذه بدون مبرر مقبول وكذلك في الحاالت التي يخشى فيها فرار الظنين أو تهربه
21
من إجراءات التحقيق 1وفي حالة االستعجال يمكن نشر األمر باإلحضار بكافة الوسائل غير أنه
يجب أن تحدد بدقة جميع البيانات االساسية الواردة في أصل األمر بالحضور كهوية المتهم
ونوعية التهمة وهوية القاضي المكلف بالتحقيق وصفته ونضرا لخطورة هذا اإلجراء بكونه
مقيد لحرية المتهم فقد أوكل القانون مهمة تبليغ هذا األمر إلى أعوان القوة العمومية المؤهلين
ينتمون إلى جهاز الشرطة القضائية وبعد األمر قانونا العتقال األشخاص ولو لم يكون
باإلحضار للمتول أمام قاضي التحقيق تعين عليه استنطاقه في الحال طبقا لما نصت عليه المادة
147من قانون المسطرة الجنائية.
لكن قد ال يتأتى لقاضي التحقيق االستنطاق الفوري للمتهم لعدة أسباب ويضطر في هذه
الحالة لنقل المتهم إلى السجن واعتقاله لمدة ال تتجاوز 24ساعة بحيث إذا انتهت هذه المدة دون
حصول استنطاق المتهم تعين على رئيس المؤسسة السجنية تقديمه إلى النيابة العامة المختصة
التي تلتمس من قاضي التحقيق إصدار األمر باإلحضار لالستنطاق وفي حالة غيابه وجب
االلتماس من أي قاضي من قضاة المحكمة استنطاق المتهم فورا كما تقتضي المادة 147من
قانون المسطرة الجنائية .من هنا يتضح أن قاضي التحقيق يلجأ إلى األمر باإلحضار إما عند
فشل مسطرة األمر بالحضور وتغيب المتهم للحضور أمامه بدون عذر مبرر أو غياب ضمانات
الحضور لدى المتهم ووجود أدلة قوية تدينه.
عرفته المادة 154من قانون المسطرة الجنائية بأنه األمر الصادر للقوة العمومية
بالبحث عن المتهم ونقله إلى المؤسسة السجنية المبينة في األمر حيث يتم تسلمه واعتقاله فيها.
واألمر بالقاء القبض ال يختلف عن األمر بااليداع في السجن إال في كون هذا األمر
األخير يتخذ ضد الظنين الحاضر أمام قاضي التحقيق ،في حين يصدر األمر بإلقاء القبض ضد
الظنين الفار من العدالة أو المقيم خارج المغرب.
وال يجوز لقاضي التحقيق أن يصدر هذا األمر إال بعد أخذه لرأي النيابة العامة عن
طريق إصداره قرارا باإلطالع في هذا الشأن وذلك:
- 1أحمد الخمليشي "شرح قانون المسطرة الجنائية" الجزء األول مطبعة المعاريف الجديدة ،الرباط الطبعة الخامسة 1999 ،ص 374
22
-إذا كانت األفعال الجرمية موضوع إجراءات التحقيق توصف بأنها جناية أو جنحة يعاقب
عليها القانون بعقوبة سالبة للحرية
عرفت المادة 152من قانون المسطرة الجنائية األمر باإليداع في السجن بأنه األمر
الذي يصدره قاضي التحقيق إلى رئيس المؤسسة السجنية كي يتسلم المتهم ويعتقله اعتقاال
احتياطيا 1وأكدت المادة 153من قانون المسطرة الجنائية على أنه ال يمكن إيداع المتهم في
السجن إال بعد استنطاقه وبشرط أن تكون األفعال المنسوبة إليه جرائم يعاقب عليها بعقوبة
2
سالبة للحرية
ويبقى ساريا المفعول إلى أن يصدر ما يلغيه ويتضمن تاريخ الوضع تحت الحراسة لما
له من األهمية بالنسبة لتاريخ العقوبة .فإذا تسلم مدير السجن المتهم أرجع إلى قاضي التحقيق
قصاصة هذا األمر ،وعليها طابع السجن ورقم اعتقال المتهم ،وهذا اإلشعار يسهل التعرف على
المتهم.
من أجل ضمان حسن سير التحقيق اإلعدادي فإنه يمكن لقاضي التحقيق أن يباشر
إجرائين استثائيين ،هما الوضع تحت المراقبة القضائية واإلعتقال االحتياطي.
يعد االعتقال االحتياطي من بين األوامر التي يصدرها قاضي التحقيق في حق المتهم
ويجب هذا األمر مبرره في ضرورة منع المتهم من الفرار ومحو االدلة أو اندثار وسائل االثبات
أو تغييرها ما سيؤثر سلبا على مجريات التحقيق.3
والوضع تحت المراقبة القضائية واالعتقال االحتياطي أكد المشرع على كونهما تدبيران
استثنائيان بحيث يعمل بهما في الجنايات و الجنح المعاقب عليها بعقوبة سالبة للحرية ويعرف
االعتقال االحتياطي بأنه إجراء يهدف إلى حرمان المتهم من حريته أو اتصاله بالعالم الخارجي
عن طريق إيداعه في مؤسسة سجنية لمدة محدودة وذلك مباشرة بعد االستنطاق االبتدائي ورغم
- 1عبد الواحد العلمي شرح القانون المسطرة الجنائية الطبعة ،2003 ، 3مطبعة النجاح الجديدة -الدار البيضاء ,المادة .152
- 2المادة 153من قانون المسطرة الجنائية.
- 3المادة 159من قانون المسطرة الجنائية.
23
أن المشرع حاول حصر االعتقال االحتياطي باعتباره تدبيرا استثنائيا في حاالت المادة 160
من قانون المسطرة الجنائية وهي :ضرورة التحقيق أو الحفاظ على أمن األشخاص أو النظام
العام فإن هذا الحصر جاء فضفاضا وبالتالي يبقى اللجوء إلى االعتقال االحتياطي خاضعا
لسلطة التقديرية لقاضي تحقيق هذا ما يفسر اللجوء إليه بكثرة ونتيجة لذلك نجد العدد المهول
والكبير للمعتقلين االحتياطيين في السجون المغربية 1وتختلف مدد االعتقال االحتياطي باختالف
نوعية الجريمة بحيث يتم االعتقال االحتياطي للمتهم في الجنح لمدة شهر قابلة للتمديد مرتين
بناء على ملتمس من النيابة العامة بتمديد االعتقال االح تياطي أي أن الحد األقصى لهذا األخير
في الجرائم التي تصنف في القانون الجنائي ضمن دائرة الجنح هي ثالثة أشهر كحد أقصى.
أما بالنسبة للجنايات فإن مدة االعتقال االحتياطي ال تتجاوز شهرين قابلة لتجديد خمس
مرات أي أن مدة االعتقال االحتياطي في الجنايات ال تتجاوز سنة كحد أقصى .كما يجوز
لقاضي التحقيق أن يضع حدا لالعتقال االحتياطي قبل انتهاء مدته القانونية إما باإلفراج المؤقت
تلقائيا بعد استشارة النيابة العامة 2أو باإلفراج المؤقت بناء على ملتمس المتهم أو دفاع كما يمكن
لنيابة العامة أن تلتمس من قاضي التحقيق اإلفراج المؤقت عن المتهم ويجب في هذه الحالة أن
يبث في ملتمسها داخل أجل 8أيام من تاريخ تقديم الملتمس.
إن الوضع تحت المراقبة القضائية جاء بعد التعديل الذي شهدته المسطرة الجنائية سعيا
منها إلى اإلصالح الشامل لمنظومة العدالة وكذا احترام االتفاقيات الدولية الموقعة بشأن احترام
حقوق اإلنسان وجاء هذا النظام كبديل عن اإلعتقال االحتياطي والتخفيف من حدته بحيث يسمح
بحسن سير التحقيق دون اللجوء إلى الزج بالمتهم في السجن .
فالمشرع وضع في المادة 161من قانون المسطرة الجنائية عدة تدابير لضمان حضور
المتهم إلجراءات التحقيق دون اعتقاله فهذه اآللية تقيد نسبيا من حرية تنقل المتهم ،وال يمكن
اللجوء إلى هذا التدبير إال إذا كانت األفعال المنسوبة إلى المتهم تشكل جرائم معاقب عليها
بعقوبة سالبة للحرية .3وقد أكد المشرع على أن المراقبة القضائية واالعتقال االحتياطي تدبيران
استثنائيان طبقا للمادة 159من قانون المسطرة الجنائية.
- 1محمد أحداف ،شرح المسطرة الجنائية ،مسطرة التحقيق اإلعدادي ،الجزء الثاني ،طبعة ،2019-2018ص421.
- 2المادة 178ق.م.ج "يجوز لقاضي التحقيق في جميع القضايا بعد إستشارت النيابة العامة أن يأمر باإلفراج المؤقت تلقائيا.
- 3تنص المادة 159على ما يلي "الوضع تحت المراقبة القضائية واإلعتقال االحتياطي تدبيران استثنائيان يعمل بهما في الجنايات أو
في الجنح المعاقب عليهما بعقوبة سالبة للحرية" أنضر شرح قانون المسطرة الجنائية وزارة العدل مرجع سابق الصفحة 271
24
غير أن المراقبة القضائية تختلف عن االعتقال االحتياطي وإن كان من شأنه الحد من
حرية المتهم أو من بعض حقوقه فإن القانون أتاح للمتهم أن يبقى حرا طليقا دون الزج به في
المؤسسة السجنية على عكس االعتقال االحتياطي.
وقد حددت المادة 160مدة الوضع تحت المراقبة القضائية في شهرين قابل لتجديد
لخمس مرات ،1والمالحظ هنا أن هذه المدة هي نفسها مدة االعتقال االحتياطي في الجنايات .
واألمر بالوضع تحت المراقبة القضائية قابل لالستئناف من قبل النيابة العامة والمتهم
خالل اليوم الموالي لصدوره طبقا لشكليات المتعلقة باستئناف أوامر قاضي التحقيق بشأن
اإلفراج المؤقت وتبث الغرفة الجنحة داخل أجل خمسة أيام من تاريخ اإلحالة ويجوز أن يأمر
قاضي التحقيق بوضع المتهم تحت المراقبة القضائية في أي مرحلة من مراحل التحقيق.
إال أن ا لسلطة التقديرية لقاضي التحقيق ال تكون سلطة مطلقة وقد تكفلت المادة 160
بتحديد الحاالت التي يسمح لقاضي التحقيق وضع المتهم تحت المراقبة القضائية 2وهي:
-1إن يتخذ قاضي التحقيق هذا التدبير ألجل ضمان حضور متهم.
-2أال تتطلب ضرورة البحث أو الحفاظ على أمن االشخاص أو النظام العام اعتقال المتهم
اعتقاال احتياطيا.
-3أن تكون الجريمة موضوع المتابعة جناية أو جنحة معاقب عليها بعقوبة سالبة للحرية.
يصدر قاضي التحقيق عند انتهاء التحقيق اإلعدادي ،عدة أوامر تختلف طبيعتها بحسب
األحوال ،فإما أن يصدر أمرا بعدم االختصاص ،أو أمرا بعدم المتابعة ،أو أمرا باإلحالة على
المحكمة المختصة.
25
بعد انتهاء قاضي التحقيق من إجراءاته وتبين له أن األفعال المكونة لتهمة موضوع
التحقيق ليست من اختصاصه يصرح بعدم االختصاص ويحيل الملف إلى النيابة العامة قصد
اتخاذ ما تراه مناسبا داخل أجل ثمانية أيام.1
ومن بين الحاالت التي يصدر فيها قاضي التحقيق أمره بعدم االختصاص نجد على
سبيل المثال الحالة التي يثبت فيها لقاضي التحقيق بالمحكمة االبتدائية بعد اجراء التحقيق أن
األمر يتعلق بجناية باعتبار أن التحقيق في هذه األخيرة من اختصاص قاضي التحقيق بمحكمة
االستئناف وهنا يصدر أمرا بعدم االختصاص ويحيل الملف إلى النيابة العامة من أجل اتخاذها
ما تراه مناسبا عمال بالفقرة األخيرة من المادة 217من قانون المسطرة الجنائية ،2والذي أكد
في أحد القرارات الصادرة عن قاضي التحقيق بحيث قرر " قيام الضنين بتعرية الضحية بالعنف
عمدا أما م الناس بحيث اطلع وعلى عورتها ما يجعل الفعل الذي أتته هتكا واضحا للعرض .ما
يعتبر جناية طبقا للفصل 485من القانون الجنائي .خصوصا لما ترتب عنه من إجهاض ما
يجعل قاضي التحقيق في الجنح بالمحكمة االبتدائية وفقا لما تنص عليه المادة 215و 217من
قانون المسطرة الجنائية غير مختص بالمتابعة 3وتسري نفس المقتضيات في حالة إذا تعلق
األمر بمتهمين ينتمون إلى القوات المساعدة أو القوات المسلحة الملكية بحيث يكون قاضي
التحقيق من المحكمة االبتدائية غير مختص ويصدر األمر بعدم االختصاص .
4
عالج المشرع المغربي األمر بعدم المتابعة في المادة 216من قانون المسطرة الجنائية
إذ من المعلوم أن مهمة قاضي التحقيق ترتكز على البحث والتنقيب عن األدلة وكل ما يتعلق
بالجريمة ليحدد في األخير مصير المتهم من خالل االستدالل على مختلف القائم المكونة للنازلة
المعروض ة عليه فإذا تأكد من خالل بحثه في مختلف أطوار التحقيق أن األفعال المرتكبة ال
تخضع للقانون الجنائي فإنه يصدر أمرا بعدم المتابعة كما في حالة الدفاع الشرعي أو في حالة
سقوط الدعوى العمومية بالتقادم أو العفو كما يصدر قاضي التحقيق أمرا بعدم المتابعة في حالة
عدم توفر األدلة الكافية على ثبوت الجريمة أو نسبها للمتهم وليس المقصود هنا باألدلة الكافية
أو المكونة لالقتناع الوجداني للقاضي ألن هذا االقتناع تستقل به محكمة الموضوع دون قاضي
- 1المادة 215من قانون المسطرة الجنائية ":إذا رأى قاضي التحقيق أن األفعال ليست من اختصاصه يصدر أمرا بعدم االختصاص"
- 2عبد الواحد العلمي "شروح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية" الطبعة الخامسة 2017 .الجزء الثاني.
- 3أمر صادر عن قاضي التحقيق بالمحكمة االبتدائية بتايخ 2007/07/10في ملف عدد 0715منشور في مجلة المحاماة الصفحة
315
-4عبد الواحد العلمي المادة 216من كتاب "شروح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية" الطبعة الخامسة 2017 .الجزء
الثاني.
26
التحقيق الذي قد يكتفي بقيام أدلة تعزز المتابعة ولو لم تكن مقنعة يصدر أمرا بالمتابعة ،أما إذا
ظهر له العكس يصدر أمرا بعدم المتابعة.1
وقد نصت المادة 216من قانون المسطرة الجنائية على أن قاضي التحقيق يصدر أمرا
بعدم المتابعة في حاالت محددة وهي:
-1إذا ثبت له بعد دراسة وقائع النازلة ومعطيات الملف أن األفعال المرتكبة من طرف المتهم
ال تخضع لقواعد القانون الجنائي كأن يتعلق األمر بجريمة وتبين أنها خاضعة ألسباب التبرير
المنصوص عليها في الفصول 124و 125من القانون الجنائي أو أن هذه األفعال لم تعد تشكل
جريمة في ظل القانون المعمول به ففي هذه الحالة يصدر قاضي التحقيق أمرا بعدم المتابعة
النتفاء العنصر الجرمي.
-2إذا تبين لقاضي التحقيق بعد مجموع األبحاث التي باشرها أنه ليس هناك أدلة كافية تدين
المتهم وليس فرضا أن تكون األدلة مقنعة ويقينية على ارتكاب الجريمة وإنما وجود قرائن وأدلة
ولو كانت بسيطة على نسب الجريمة إلى المتهم ألن األمر يختلف عما عليه بالنسبة لقاضي
الموضوع الذي يجب عليه أن يصدر حكما باإلدانة بناء على الجزم واليقين أما بالنسبة لقرار
المتابعة فيكون مبنيا على الشك وليس على اليقين وهكذا فإنه إذا تبين لقاضي التحقيق عدم وجود
أدلة كافية على نسب الجريمة إلى المتهم فإنه يصدر أمره بعدم المتابعة.2
-3إذا أجرى قاضي التحقيق جميع التحريات واإلجراءات الالزمة للكشف عن هوية المتهم
غير أنه ظل مجهوال فإنه في هذه الحالة يصدر أمرا بعدم المتابعة بمنظور أن اإلحالة على
المحكمة المختصة تكون ضد شخص معلوم وليس ضد شخص مجهول.
يترتب عن صدور األمر بعدم المتابعة أثار متعددة بحيث ينتهي مفعول االعتقال
االحتياطي والمراقبة القضائية ويفرج حاال على المتهم المعتقل ما لم يكون معتقل لسبب آخر
رغم استئناف النيابة العامة.3
- 1فريد خير الدين عالقة النيابة العامة بقاضي ا لتحقيق في ظل قانون المسطرة الجنائية المغربية مرجع سابق صفحة 105
- 2عصام أمسمير ،الرقابة القضائية على إجراءات التحقيق اإلعدادي على ضوء قانون المسطرة الجنائية المغربية مرجع سابق
صفحة .49
- 3الفقرة الرابعة والخامسة من المادة 216من قانون المسطرة الجنائية
27
يقبل األمر بعدم المتابعة الطعن باالستئناف أمام الغرفة الجنحية بمحكمة االستئناف طبقا
للشروط المحددة في المادة 222و 223من قانون المسطرة الجنائية.1
وللنيابة العامة الطعن في جميع مقتضيات هذا األمر ،ويجوز للمتهم الطعن فقط في
الشق القاضي بالنشر وكذا المتعلق برد االشياء المحجوزة طبقا للمادة 223من قانون المسطرة
الجنائية.
األمر باإلحالة هو األمر الذي يقرر بموجبه قاضي التحقيق نقل الدعوى من مرحلة
التحقيق اإلعدادي إلى مرحلة المحاكمة ،أي إحالة الملف على المحكمة المختصة للبث فيه طبقا
للقانون.
ويفترض في ذلك تقرير قاضي التحقيق توافر أدلة كافية على نسبة الفعل إلى المتهم
وتوافر أركان الجريمة وانعدام أسباب عدم القبول .
وهكذا فإن قاضي التحقيق لدى محكمة االستئناف يصدر أمرا بإحالة المتهم على غرفة
الجنايات إذا تبين له أن األفعال تكون جناية وهذا األمر ال يقبل الطعن إال بالنقض طبقا للشروط
المنصوص عليها في المادة 523و 524من قانون المسطرة الجنائية.2
وحسب نص المادة 524المشار إليها ال يمكن طلب نقض قرارات اإلحالة إلى محكمة
زجرية إال مع الحكم في الجوهر مع مراعاة مقتضيات المادة 227من قانون المسطرة الجنائية
والذي جاء فيه "انه ال يمكن الدفع ببطالن إجراءات التحقيق بعد صدور قرار الغرفة الجنحية
القاضي باإلحالة على هيئة الحكم.3
ويجب أن يتضمن األمر باإلحالة على غرفة الجنايات مجموعة من البيانات التي
أشارت إليها الفقرة الثانية من المادة 218من قانون المسطرة الجنائية إذ يجب أن يشير إلى
. - 1عبد الواحد العلمي من كتاب "شروح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية" الطبعة الخامسة 2017 .الجزء الثاني.
- 2عبد الواحد العلمي امن كتاب "شروح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية" الطبعة الخامسة 2017 .الجزء الثاني صفحة
145
- 3المادة 227من القانون المسطرة الجنائية.
28
هوية المتهم واألفعال الجرمي ة المرتكبة وجميع الظروف التي من شأنها أن تشدد أو تخفف
العقوبة والوصف القانوني للجريمة مع االشارة إلى النصوص المطبقة .
أما إذا تعلق األمر بجنحة فإن صاحب االختصاص النوعي هو قاضي التحقيق بالمحكمة
االبتدائية ويترتب عن صدور األمر باإلحالة من طرف قاضي التحقيق مجموعة من األثار من
خالل ما جاءت به الفقرة األولى من المادة 390حيث يتعرض لإلبطال كل مت االستدعاء
والحكم إذا لم يفصل بين تاريخ التبليغ أو االستدعاء واليوم المحدد لحضور الجلسة أجل ثمانية
عمال أيام على االقل غير أن هذا األجل يخفض إلى خمسة أيام إذا كان المتهم معتقال وذلك
بنص المادة 217من قانون المسطرة الجنائية.
وخالفا لألمر بعدم المتابعة الذي يترتب عنه سدور اإلفراج حاال عن المتهمين المعتقلين
رغم استئناف النيابة العامة وا نتهاء مفعول األمر بالوضع تحت المراقبة القضائية فإنه في حالة
اإلحالة على غرفة الجنايات يبقى األمر الصادر بإلقاء القبض على المتهم أو إيداعه في السجن
سارية المفعول إلى أن يصبح مقرر هيئة الحكم مكتسبا لقوة الشيء المقضي به ويبث قاضي
التحقيق بشأن الوضع تحت المراقبة القضائية.1
وتجدر اإلشارة إلى أن األمر بإحالة المتهم على هيئة التحقيق ال يعتبر إدانة مسبقة وإنما
يعود األمر إلى محكمة الموضوع في تقدير ما وصل إليه قاضي التحقيق فيمكنها انطالقا من
قناعتها ودراستها للقضية أن تحكم بإدانة المتهم أو ببراءته وليس في ذلك أي مساس بمصداقية
أمر قاضي التحقيق الذي أحال القضية على المحكمة.2
تخضع قرارات قاضي التحقيق ذات الطابع القضائي شأنها شأن إجراءات التحقيق
لرقابة الغرفة الجنحية .وتتم الرقابة على سلطات قاضي التحقيق عن طريق الطعن باالستئناف
أمام الغرف ة الجنحية في األوامر التي يصدرها قاضي التحقيق ،والتي تمارس على هذه األوامر
مهمة الرقابة كهيئة لتحقيق من الدرجة الثانية .ثم سنتحدث عن الجزاءات الناشئة عن اإلخالل
بإجراءات وأوامر قاضي التحقيق.
29
الفقرة األولى :رقابة أطراف الدعوى العمومية على أعمال التحقيق
سنعمل من خالل هذه الفقرة على تبيان الجهات المخولة لها الطعن باالستئناف في أوامر
قاضي التحقيق
ولتبيان رغبة النيابة العامة باستئناف أمر من أوامر قاضي التحقيق فإنه يتعين ملئ
في اليوم الموالي إلشعارها بصدور األمر تصريح باالستئناف تقدمه إلى كتابة الضبط
المذكور ، 2وتقوم بتحرير تقرير استئنافي تبين فيه وجهة نظرها وما تعيبه على األمر المطعون.
خول كذلك قانون المسطرة الجنائية للمتهم استئناف األوامر الصادرة عن قاضي
التحقيق والتي يفترض أن تكون في غير مصلحته ،3والتي عددتها المادة 223من ق.م.ج في
فقرتها األولى والثانية ، 4وهي على العموم المنازعة في قبول طلبات الطرف المدني ورفض
إجراء الخبرة ،والقرار الصادر بشأن رد األشياء المحجوزة ،والقرار المتعلق بنشر قرار عدم
المتابعة بالطعن وكذلك ما يتعلق منه بتحديد البيانات القابلة للنشر ،يتبين إذا أن الطلب ال يحق له
الطعن باالستئناف إال في األوامر التي تمس حقوقه.
-1تنص المادة 196من ق م ج على أنه ...... " :ال يقبل القرار الصادر بإجراء الخبرة الطعن باالستئناف"
-2المادة 222من قانون المسطرة الجنائية.
-3الرافة وتاب ،سلطة قاضي التحقيق في جمع وتقدير األدلة ،الطبعة األولى ،2022ص .175
-4المادة 223من ق م ج.
30
يمكن للطرف المدني أن يستأنف لدى الغرفة الجنحية األوامر الصادرة عن قاضي
التحقيق التي حددها نص المادة 224من قانون المسطرة الجنائية.1
غير أنه ال يمكنه بأي حال من األحوال ،أن يستأنف أمرا قضائيا متعلقا باعتقال المتهم،
أو مقتضى من مقتضيات أمر قضائي يتعلق بهذا االعتقال أو بالمراقبة القضائية (المادة ،224
الفقرة الثانية).2
مع اإلشارة أنه يقدم االستئناف من المطالب بالحق المدني بتصريح إلى كتابة الضبط
المختصة داخل أجل ثالثة أيام الموالية لتبليغ األمر القضائي في موطنه الحقيقي أو المختار.
وعلى هذا النحو ،فإنه إذا قدم االستئناف ،فإن قاضي التحقيق يوجه ملف التحقيق ،أو
النسخة المأخوذة منه ،طبقا للمادة 85إلى النيابة العامة لمحكمته في ظرف 24ساعة من تاريخ
االستئناف .و إذا كان األمر يتعلق بالمحكمة االبتدائية فإن وكيل الملك لديها يحيل الملف 48
ساعة إلى العام للملك ،الذي يتعين عليه بعد توصله بالملف ،أن يوجهه مرفق بملتمساته إلى
الغرفة الجنحية خالل خمسة أيام على األكثر من تاريخ هذا التوصل (المادة 225من ق م ج).3
تتوفر الغرفة الجنحية على عدة صالحيات تسير في مجموعها نحو اإلشراف والرقابة
على أعمال قاضي التحقيق بحيث منح المشرع لرئيس الغرفة الجنحية حق اإلشراف على حسن
سير مكاتب التحقيق التابعة لنفوذ محكمة االستئناف ،4حيث يتأكد هذا األخير من سيرورة أعمال
قاضي التحقيق على الوجه الصحيح ويعمل على أال تتأثر تلك اإلجراءات بأي تأخير غير مبرر.
باإلضافة إلى الرقابة المخولة لرئيس الغرفة الجنحية على سير إجراءات التحقيق بوجه عام،
ركز المشرع بوجه خاص على الرقابة التي يمارسها رئيس الغرفة الجنحية على صحة
إجراءات االعتقال االحتياطي وتتلخص هذه اإلجراءات في دراسة البيان الذي يعرضه قاضي
التحقيق كل ثالثة أشهر والمتعلق بجرد القضايا الرائجة ويتم اإلشارة من خالله إلى الئحة
القضايا المتعلقة بالمتهمين والمعتقلين احتياطيا.5
-1تنص المادة 224من ق م ج على أنه" :يمكن للطرف المدني أن يستأنف لدى الغرفة الجنحية األوامر الصادرة بعدم إجراء
التحقيق ،وبعدم المتابعة ،وكذا األوامر التي تمس بمصالحه المدنية".
-2الرافة وتاب ،سلطة قاضي التحقيق في جمع وتقدير األدلة ،الطبعة األولى ،2022ص .177
-3الرافة وتاب ،مرجع سابق ،ص 177
-4تنص 248من ق م ج على أنه" :يتحقق رئيس الغرفة الجنحية أو من ينب عنه من حسن سير مكاتب التحقيق التابعة لنفوذ محكمة
االستئناف ،ويعمل على أال تتأثر المسطرة بأي تأخير غير مبرر".
-5الحبيب البيهي ،شرح قانون المسطرة الجنائية الجديد الطبعة األولى ،2004ص .271-270
31
كما يقوم رئيس الغرفة الجنحية أو من ينوب عنه بزيارة المؤسسات السجنية التابعة
لنفوذ محكمة االستئناف ويتحقق من حالة المتهمين والمعتقلين احتياطيا ويمكن أن يطلب من
قاضي التحقيق كافة البيانات االزمة ويواجه ويوجه هذا األخير لقاضي التحقيق التوصيات
الالزمة إذا ظهر له أن ال مبرر لالعتقال االحتياطي.1
إذن فالغرفة الجنحية تختص فيما يتعلق بجانب مسطرة التحقيق اإلعدادي أي مراقبة
مدى صحة اإلجراءات المرفوعة إليها عن طريق الطعن باالستئناف وما إذا كانت قد أنجزت
طبقا للقانون وتم صبها في القالب الشكلي الصحيح ،كما تختص في حالة إلغائها لألمر بعدم
المتابعة بالتصري ح باإلحالة على المحكمة المختصة وعليه فإن الرقابة على أعمال قاضي
التحقيق من طرف الغرفة الجنحية يعد من ضمانات المتهم من أي شطط إجرائي في استعمال
السلطة.
-1المادة 249من ق م ج
32
خاتمـــــة:
في الختام نؤكد من خالل هذه الدراسة أن المشرع المغربي قد عزز من حجم السلطات
الممنوحة لقاضي التحقيق سواء في مرحلة التحقيق بمختلف أطوارها ومراحلها أو في مرحلة ما
بعد ان تهاء التحقيق رغبة منه في إعطاء هذه المؤسسة مكانتها في الدعوى العمومية ذلك لكون
هذه المرحلة تعرف تكريسا مهما لحقوق الدفاع لما توفره من ضمانات لفائدة المتهم خاصة بعد
ال مرور من مرحلة البحث التمهيدي وما يمكن أن يشوبه من تجاوزات وما يميز السلطات
الممنوحة لقاضي التحقيق هي تلك الشساعة والحرية في التصرف في حقوق الناس وحرياتهم
واتخاذ كل ما يراه مناسبا للوصول إلى الحقيقة لذلك كان لزاما من المشرع أن يخضع هذه
اإلجراءات التي يقو م بها قاضي التحقيق إلى رقابة قضائية تضمن عدم انتهاك حقوق الدفاع أو
الشطط في استعمال السلطة .هذا ما أسند إلى الغرفة الجنحية بمحكمة االستئناف بجعلها سلطة
رقابية على أعمال قاضي التحقيق والحرص على احترامه للقانون لكن في النهاية إنما هي
صفاته االخالقية وضميره المهني هو ما يجعله يسير في المسار الصحيح وفقا لما حدده القانون.
وإذا كان هذا األخير يسطر مجموعة من القواعد ،لتدخل السلطة القضائية بهدف معاقبة
أولئك المجرمين الذين انتهكوا قواعد القانون الجنائي ،فإن هذا القانون يفترض فيه تحقيق نوع
من التوازن بين حق المجتمع في توقيع العقاب على الفرد الذي مس بالقيم االجتماعية وبين حق
الفر د في التمتع بالضمانات التي تحمي حريته الفردية كمواطن وكجزء من المجتمع المدني الذي
يعيش فيه ،ومعنى هذا أن المحاكم ليست حرة في إتباع طريقة تريدها للوصول إلى الحكم ،أو
تحقيق العدالة ألن ذلك من شأنه أن يخلق الفوضى ويقضي على الضمانات .ولذلك كان من
المحتم فرض قواعد ملزمة ،تسير عليها السلطات المكلفة بالبحث في الجرائم ،والحكم فيها حتى
ينتفي كل ارتجال ،وتسرع في العقاب ،وحتى اال يلقى القبض على أحد واال يحاكم واال يعاقب،
إال في األحوال ،وحسب اإلجراءات المنصوص عليها في القانون.
33
الئحة منابع العرض:
القوانين
الكتب:
أحمد الخمليشي "شرح قانون المسطرة الجنائية" الجزء األول مطبعة المعاريف الجديدة ،الرباط الطبعة الخامسة1999 ،
أحمد قيلش ،محمد زنون ،الشرطة القضائية ،الكتاب األول ،الطبعة األولى2013
أحمد قيلش ،محمد زنون ،الشرح العملي للمسطرة الجنائية ،اإلجراءات العملية للتحقيق اإلعدادي ،الكتاب الثالث ،الطبعة
األولى
أحمد قيلش ،مجيدي السعدية ،سعاد حميدي ،محمد زنون ،الشرح العلمي لقانون المسطرة الجنائية ،الطبعة الرابعة 2018
األستاذ محمد بوزبع ،شرح قانون المسطرة الجنائية الجزء األول الدعوى العمومية السلطات المختصة بالتحري عن
الجرائم ،الطبعة الثالثة ،فبراير 2005
الجرافة وتاب ،سلطة قاضي التحقيق في جمع وتقدير األدلة ،الطبعة األولى 2022
الحبيب البيهي ،شرح قانون المسطرة الجنائية الجديد الطبعة األولى 2004
سمير الستاوي ،ومحمد مسعودي ،سلطات قاضي التحقيق -دراسة ميدانية على ضوء العمل القضائي-
عبد الواحد العلمي شرح القانون المسطرة الجنائية الطبعة ،2003 ، 3مطبعة النجاح الجديدة -الدار البيضاء
عبد الواحد العلمي "شروح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية" الطبعة الخامسة 2017 .الجزء الثاني.
محمد أحداف ،شرح المسطرة الجنائية ،مسطرة التحقيق اإلعدادي ،الجزء الثاني ،طبعة 2019-2018
الرسائل
صفاء العاللي ،مؤسسة قاضي التحقيق بين اإلطار القانوني والواقع العملي ،رسالة لنيل دبلوم الماستر ،جامعة عبد المالك
السعدي ،كلية طنجة ،سنة 2016 -2015
المجالت
" شرح قانون المسطرة الجنائية الجديد" الحبيب بيهي الجزء األول منشورات المجلة المغربية لالدارة المحلية والتنمية
الطبعة األولى 2004
34
المواقع
سفيان بوهالي ،مؤسسة قاضي التحقيق في النظام القضائي المغربي ،موقع https://www.coursdroit.com
35
الفهرس
مقدمــــــة1 ...................................................................................................:
المبحث الثاني :أوامر قاضي التحقيق و الرقابة المفروضة عليه 20 ................................
36
ثالثا :األمر بإلقاء القبض 22 ............................................................................................
رابعا :األمر باإليداع في السجن 23 ...................................................................................
الفقرة الثانية :األوامر المتعلقة بحسن سير التحقيق 23 ...............................................................
أوال -اإلعتقال االحتياطي23 ........................................................................................... :
ثانيا -وضع المتهم تحت المراقبة القضائية24 ..................................................................... :
الفقرة الثالثة :أوامر قاضي التحقيق بشأن انتهاء التحقيق 25 ........................................................
أوال -إصدار األمر بعدم االختصاص25 .............................................................................. :
ثانيا -إصدار األمر بعدم المتابعة26 .................................................................................. :
ثالثا -األمر باإلحالة إلى المحكمة المختصة28 ..................................................................... :
37