You are on page 1of 120

‫منشورات موقع العدالة المغربية‬ ‫سلسلة قانونية جامعية معمقة‬

‫منشورات موقع العدالة المغربية‬ ‫سلسلة قانونية جامعية معمقة‬


‫منشورات موقع العدالة المغربية‬ ‫سلسلة قانونية جامعية معمقة‬

‫ق‪ .‬م‪ .‬م ‪ :‬قانون المسطرة المدنية‬

‫ق ‪.‬م‪ .‬ج ‪ :‬قانون المسطرة الجنائية‬

‫م ‪.‬أ ‪ :‬مدونة األسرة‬

‫ق ‪.‬ح‪ .‬م ‪ :‬قانون الحالة المدنية‬

‫ق ‪.‬ك‪ .‬م ‪ :‬قانون كفالة األطفال المهملين‬

‫ظ‪ .‬ت‪ .‬ق ‪ :‬ظهير التنظيم القضائي‬

‫ظ ‪.‬ج ‪ :‬ظهير الجنسية‬

‫م ‪.‬ح ‪.‬ع ‪ :‬مدونة الحقوق العينية‬

‫ق‪ .‬م ‪ :‬قانون المحاماة‬

‫خ ‪.‬ع ‪ :‬خطة العدالة‬

‫ق ‪.‬خ‪ .‬ق ‪ :‬قانون الخبراء‬

‫ق ‪.‬م‪ .‬ق ‪ :‬قانون المفوضين القضائيين‬

‫ق‪ .‬ت‪ .‬ع ‪ :‬قانون التوثيق العصري‬

‫م ‪.‬س ‪ :‬مرجع سابق‬

‫ص ‪ :‬صفحة‬

‫‪P : page‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫مقدمة‬
‫لقد تم إحداث مؤسسة القضاء لغاية أساسية وهي إرساء العدل‪ ،‬وصون الحقوق‪ ،‬ووسيلتها‬
‫في ذلك؛هي العناصر البشرية العاملة في حقل القضاء من قضاة ‪،‬وكتابة ضبط‪ ،‬ومن مهن‬
‫حرة أخرى مساعدة في تحقيق هذه الغاية النبيلة‪.‬‬

‫ومن أهم العناصر البشرية الفاعلة في تحقيق العدل؛ نجد القضاة الذين يتم التمييز فيما‬
‫بينهم بين قضاة األحكام‪ ،‬وقضاة النيابة العامة؛ أي القضاء الجالس والقضاء الواقف‪ ،‬هذا‬
‫األخير ا لذي يعتبر جزءا مهما في السلك القضائي بالمغرب‪ ،‬والذي يسهر على تتبع األحكام‬
‫والق اررات والدفاع عن مصالح األشخاص والسهر على التطبيق السليم للقانون ‪.1‬‬

‫وتعود نشأة جهاز النيابة العامة بالمغرب إلى فترة االستعمار الفرنسي الغاشم ‪،‬حيث‬
‫أسسها النظام االستعماري لخدمة مصالحه ‪،‬وكان يسميها بمفوض الحكومة ‪.‬‬

‫وبخصوص تمثيلية النيابة العامة لدى المحاكم‪ ،‬فيمثلها بالمحكمة االبتدائية وكيل الملك‬
‫وعدة نواب‪ ،‬ويمثلها بمحكمة االستئناف الوكيل العام للملك وعدة نواب‪ ،‬في حين يمثلها بمحكمة‬
‫النقض الوكيل العام للملك يساعده محامون عامون ‪.‬‬

‫وتمتاز النيابة العامة بعدة خصائص حيث إنهم يخضعون للتسلسل الرئاسي‪ ،‬فوكيل الملك‬
‫بالمحكمة االبتدائية يخضع لرقابة الوكيل العام للملك بمحكمة االستئناف‪ ،‬وكلهم يخضعون‬
‫لرقابة الوكيل العام للملك بمحكمة النقض‪ ، 2‬وبالتالي تعتبر النيابة العامة سلطة خاضعة‬
‫بطبيعتها‪ ،3‬حي ث يلزم قضاة النيابة العامة باالمتثال لألوامر والمالحظات القانونية الصادرة عن‬

‫‪ 1‬عبد الغني نافع ‪ ،‬المسطرة الجنائية المغربية في شروح ‪ ،‬النيابة العامة وقضاء التحقيق ‪ ،‬الجزء الثاني ‪،‬‬
‫األحمدية للنشر ‪ ،‬الدار البيضاء ‪،‬الطبعة األولى ‪، 2001/1422 ،‬ص ‪23‬‬
‫‪ 2‬جاء في المادة ‪ 25‬من النظام األساسي للقضاة ما يلي ‪:‬‬
‫" يوضع قضاة النيابة العامة تحت سلطة ومراقبة الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض ورؤسائهم‬
‫التسلسليين ‪" .‬‬
‫وهابي يوسف‪ ،‬النيابة العامة سلطة خاضعة بطبيعتها ونص الدستور وروحه يؤسسان لخضوع النيابة العامة وليس‬ ‫‪3‬‬

‫الستقاللها‪ ،‬مجلة الفقه والقانون‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬فبراير ‪ ،2013‬ص ‪2‬‬


‫‪1‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫والثالثة ‪6‬من‬ ‫‪5‬‬


‫رؤسائهم التسلسليين‪ ،4‬األمر الذي زكاه المشرع مؤخ ار من خالل المادة الثانية‬
‫القانون ‪ 33,17‬المتعلق باختصاصات رئاسة النيابة العامة وقواعد تنظيمها‪ ،‬حيث أقر بالصريح‬
‫التام تبعية قضاة النيابة العامة للوكيل العام للملك بمحكمة النقض من حيث الرقابة واإلشراف‬
‫وكذا التعليمات ‪.‬‬

‫كما تمتاز النيابة العامة بصفة الوحدة ‪،‬حيث إنه خالفا لقضاة األحكام‪ ،‬فالنيابة العامة‬
‫وحدة ال تتج أز‪ ،‬فيمكن ألي عضو من أعضائها أن يحل محل األخر في مواصلة إجراء من‬
‫اإلجراءات ؛ دون أن يترتب على ذلك أي بطالن ‪ ،‬ولكن بشرط أن تتقيد خاصية الوحدة‬
‫باالختصاص النوعي والمكاني ‪.‬‬

‫‪ 4‬لقد أكد المشرع على خضوع قضاة النيابة العامة ألوامر رؤسائهم في المادة ‪ 43‬من النظام األساسي‬
‫للقضاة والتي جاء فيها ما يلي ‪:‬‬
‫" تطبيقا ألحكام الفقرة الثانية من الفصل ‪ 110‬من الدستور ‪ ،‬يجب على قضاة النيابة العامة تطبيق‬
‫القانون‪،‬كما يتعين عليهم االلتزام بالتعليمات الكتابية القانونية الصادرة عن السلطة التي يتبعون لها وفق‬
‫الشروط والكيفيات المحددة في القانون ‪.‬‬
‫كما يلتزم قضاة النيابة العامة باالمتثال لألوامر والمالحظات القانونية الصادرة عن رؤسائهم التسلسلين‪.‬‬
‫‪ 5‬جاء في المادة الثانية من القانون ‪ 33.17‬المتعلق باختصاصات رئاسة النيابة العامة وقواعد تنظيمها ما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫" تطبيقا لمقتضيات المادة ‪ 25‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 106.13‬المتعلق بالنظام األساسي للقضاة يمارس‬
‫الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض ‪ ،‬بصفته رئيسا للنيابة العامة ‪ ،‬سلطته على قضاة النيابة العامة‬
‫التابعين له بمختلف محاكم المملكة ‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار يمارس قضاة النيابة العامة مهامهم واختصاصاتهم المنصوص عليها في التشريعات‬
‫الجاري بها العمل تحت سلطة وإشراف ومراقبة رئيس النيابة العامة ورؤسائهم التسلسليين ‪" .‬‬
‫‪ 6‬ورد في المادة الثالثة من مشروع القانون ‪ 33.17‬المتعلق باختصاصات رئاسة النيابة العامة وقواعد‬
‫تنظيمها ما يلي ‪:‬‬
‫" يحل الوكيل العام لدى محكمة النقض ‪ ،‬بصفته رئيسا للنيابة العامة ‪ ،‬محل وزير العدل في ممارسة‬
‫االختصاصات الموكولة لهذا األخير المتعلقة بسلطته وإشرافه على النيابة العامة وعلى قضاتها ‪ ،‬بما في ذلك‬
‫إصدار األوامر والتعليمات الموجهة إليهم طبقا للنصوص التشريعية الجاري بها العمل ‪.‬‬
‫وعالوة على االختصاصات الموكولة إليه بموجب النصوص التشريعية الجاري بها العمل ‪ ،‬يحل الوكيل‬
‫العام للملك لدى محكمة النقض ‪ ،‬بصفته رئيسا للنيابة العامة ‪ ،‬محل وزير العدل في ‪:‬‬
‫‪-‬اإلشراف على عمل النيابة العامة ومراقبتها في ممارسة صالحيتها المرتبطة بممارسة الدعوى العمومية‬
‫ومراقبة سيرها ؛‬
‫‪-‬السهر على حسن سير الدعاوي في مجال اختصاصها ؛‬
‫‪ -‬ممارسة الطعون المتعلقة بالدعاوى المشار إليها في البند الثاني أعاله ؛‬
‫‪-‬تتبع القضايا المعروضة على المحاكم ‪" .‬‬
‫‪2‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫و تمتاز النيابة العامة أيضا بكونها طرفا مستقال عن الخصوم‪ ،‬فهي ال ترتبط بطلباتها‪،‬‬
‫وال يمكن للطرف الذي تضرر من إقامة النيابة العامة للدعوى أن يطالبها بالتعويضات ‪.‬‬

‫وبخصوص خاصية التجريح التي تروم إلى تنحية قاضي النيابة العامة من القضية نظ ار‬
‫لوجود أسباب قانونية تقتضي ذلك ‪،‬فانه يتم التمييز بين تدخل قضاة النيابة العامة في الدعوى‬
‫العمومية والمدنية؛ فبالنسبة لألولى؛ فانه ال يجوز تجريح قضاة النيابة العامة في الدعاوى‬
‫الزجرية باعتبارها طرفا رئيسيا‪ ،‬أما بالنسبة للثانية فانه يتعين التمييز بين فرضيتين؛ في‬
‫الفرضية األولى تكون فيها النيابة العامة طرفا منضما ‪،‬باعتبار أن الدور الطاغي واألصيل‬
‫للنيابة العامة في القضايا المدنية هو تدخلها كطرف منضم؛ فيجوز تجريحها في هذه الوضعية‪،‬‬
‫أما في الفرضية الثانية والتي تكون فيها النيابة العامة طرفا رئيسيا في الدعوى المدنية مدعية أو‬
‫مدعى عليها فانه ال يجوز تجريحها بتاتا ‪.‬‬

‫وتعتبر النيابة العامة في المادة الزجرية طرفا أصليا المحيد عنه‪ ،‬حيث إنها تقوم بتحريك‬
‫‪8‬‬
‫الدعوى العمومية وتمارسها ‪ ،7‬كما يجوز لها تقديم الملتمسات بإجراء التحقيق اإلعدادي ‪،‬‬
‫ويعتبر حضورها في الجلسات الزجرية إلزاميا‪،‬عالوة على حقها في اتخاذ قرار المالءمة أو‬
‫الحفظ المقيد بالتعليل ‪ ،‬وكذا إشرافها على تسخير القوة العمومية ‪ ،‬وإعالم مؤسسة الوكالة‬
‫القضائية للمملكة بالمتابعات التي تقام على أحد الموظفين العموميين ‪ ،‬وكذا اتخاذ اإلجراءات‬
‫التحفظية بشأن االعتداء على الحيازة ‪ ،‬و تنقيط ضباط الشرطة القضائية ثم مراقبتهم ‪.‬‬

‫أما في المادة المدنية فيحق للنيابة العامة ممارسة العديد من الصالحيات المهمة أهمها‬
‫تلك االختصاصات ذات الطبيعة القضائية واإلدارية ‪.‬‬

‫فبالنسبة لالختصاصات القضائية‪ ،‬فهي التي تخول للنيابة العامة التدخل في الدعوى‬

‫‪ -7‬إدريس طارق السباعي‪ ،‬النيابة العامة وقضاء التحقيق ‪،‬المطبعة غير واردة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2001‬ص‬
‫‪8‬‬
‫‪ -8‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬شروح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية‪ ،‬الجزء األول ‪،‬مطبعة النجاح الجديدة‬
‫الدار البيضاء‪،‬الطبعة األولى ‪، 1427،2006،‬ص ‪99‬‬
‫‪3‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫الجارية أمام المحكمة‪ ،‬حيث يكفل لها القانون التدخل كطرف منضم أو كطرف رئيسي ‪.‬‬

‫فحينما تتدخل كطرف منضم ‪،‬فهذا يعني أنه لم تقم بإثارة الدعوى من تلقاء نفسها‪ ،‬بقدر‬
‫ما أن المعنيين باألمر هم الذين قاموا بذلك ‪.‬‬

‫ويتسم تدخل النيابة العامة في القضايا المدنية كطرف منضم بمجموعة من السمات‬
‫المهمة‪ ،‬من أبرزها أن هذا التدخل يتيح للخصوم إمكانية تجريح قضاتها‪ ،‬مادام أن رأيها قد‬
‫يؤثر على قضاة الحكم بالرغم من كونها ال تشارك في المداولة ‪،‬وبالتالي كفل المشرع للخصوم‬
‫حق تجريحها إذا ما توفرت أحد أسباب التجريح ‪.‬‬

‫وما يميز تدخل النيابة العامة كطرف منضم أيضا‪ ،‬أنه ال يمنح الحق لقضاتها بالطعن‬
‫في الحكم الصادر في الدعوى‪ ،‬حتى ولو ظهر لهم أن الحكم الذي أصدرته المحكمة مخالف‬
‫‪9‬‬ ‫للقانون‬

‫ومن مميزات هذا التدخل االنضمامي أيضا ‪ ،‬أنه يكرس الغاية النبيلة التي تستهدفها‬
‫النيابة العامة من وراء تدخلها باعتبارها طرفا محايدا‪ ،‬ال يهمها من خالله سوى تطبيق القانون‬
‫واحترام النظام العام ‪ ،‬وبيان مدى أحقية كل خصم في طلباته ودفوعاته ‪.‬‬

‫ويجوز للنيابة العامة العدول عن رأيها وتبني رأي أخر غير األول‪ ،‬دون أن يصل األمر‬
‫إلى حد توسيع نطاق الدعوى وإبداء طلبات جديدة ؛‪10‬مع صون حقها في شرح وبسط وسائل‬
‫‪11‬‬
‫الدفاع التي استعملت من أحد األطراف وتقويته بدفوعات جديدة أغفلها الطرف المعني باألمر‬

‫أحمد البنوضي‪ ،‬دور النيابة العامة في قضايا األسرة ‪،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‬ ‫‪9‬‬

‫‪،‬جامعة عبد الملك السعدي ‪،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬طنجة ‪ -2005،‬ص ‪8‬‬
‫‪ 10‬حينما تعدل النيابة العامة عن رأي سبق وتبنته ‪ ،‬وفي مقابل ذلك تتبنى رأي جديد مخالف لألول فإن ذلك‬
‫ال يعني توسيع نطاق الدعوى ومخالفة مقتضيات الفصل الثالث من ق م م والذي جاء فيه ‪:‬‬
‫" يتعين على القاضي أن يبت في حدود طلبات األطراف وال يسوغ له أن يغير تلقائيا موضوع أو سبب هذه‬
‫الطلبات ويبت دائما طبقا للقوانين المطبقة على النازلة ولو لم يطلب األطراف ذلك بصفة صريحة ‪".‬‬
‫‪ 11‬محمد عبد المحسن البقالي الحسني‪ ،‬قضاء النيابة العامة في ظل أحكام مدونة األسرة ‪،‬مطبعة إفزران‬
‫فاس‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1435 ،‬ه‪ 2014/‬م ‪ ،‬ص ‪21‬‬
‫‪4‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫ومن خصائص هذا التدخل االنضمامي أيضا‪،‬أنه ال يلزم تدخل النيابة العامة في القضايا‬
‫المدنية ‪ ،‬اللهم إذا كانت طرفا رئيسيا أو كان حضورها يقتضيه القانون طبقا للفصل العاشر من‬
‫ق‪ .‬م‪ .‬م‪ ،12‬أوفي حالة ما تعلق األمر بقضايا التبليغ الوجوبي والذي يقتضي اإلدالء‬
‫بمستنتجاتها تحت طائلة البطالن ‪،‬ويبقى للنيابة العامة الخيار بين التدخل أو االمتناع في‬
‫خالف ذلك‪ ،‬باستثناء إذا تعلق األمر بالتدخل أمام محكمة النقض‪ ،‬حيث إنها تكون ملزمة‬
‫بالحضور في جميع الجلسات حتى ولو كانت طرفا منضما ‪،‬وال أدل ما نص عليه المشرع في‬
‫الفصل ‪ 11‬من ظ‪ .‬ت‪ .‬ق والذي جاء فيه ‪:‬‬

‫" تعقد محكمة النقض جلساتها وتصدر ق ارراتها من طرف خمسة قضاة بمساعدة كاتب‬
‫الضبط ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪.‬‬

‫يعتبر حضور النيابة العامة إلزاميا في سائر الجلسات ‪".‬‬

‫ومن أخر الخصائص التي تطبع التدخل االنضمامي للنيابة العامة ‪ ،‬هو أن هذه األخيرة‬
‫غير مكلفة بأية صوائر أو مصروفات‪ ،‬حتى ولو أصدرت المحكمة حكما مخالفا لطلباتها‪ ،‬على‬
‫اعتبار أنها ليست بخصم‪ ،‬وكذلك من أجل تمكينها من القيام بدورها االنضمامي على أكمل‬
‫وجه‪.13‬‬

‫وعالوة على التدخل االنضمام ي الذي فصلنا في خصائصه ‪،‬فقد تتدخل النيابة العامة في‬
‫الدعوى المدنية كطرف رئيسي‪ ،‬هذا التدخل الذي يجد محله في قانون المسطرة المدنية وفي‬
‫قوانين خاصة ‪.‬‬

‫ويمتاز هذ التدخل الرئيسي للنيابة العامة في القضايا المدنية بعدة سمات أو خصائص‪،‬‬

‫ورد في الفصل ‪ 10‬من ق م م ما يلي ‪:‬‬ ‫‪12‬‬

‫"يعتبر حضور النيابة العامة في الجلسة غير إلزامي إال إذا كانت طرفا رئيسيا أو كان حضورها محتما قانونا‪ .‬ويكون‬
‫حضورها اختياريا في األحوال األخرى "‬
‫أحمد البنوضي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪9‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪5‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫حيث يكفل للنيابة العامة اتخاذ صفة الخصوم‪ ،‬والطعن في األحكام وتقديم المستنتجات‬
‫وحضور الجلسات وتقديم اإلثباتات ‪.‬‬

‫هذه إذن السمات المميزة للتدخل القضائي للنيابة العامة في القضايا المدنية‪ ،‬أما فيما‬
‫يخض الشق الثاني من االختصاصات الموكولة للنيابة العامة‪ ،‬والمتجسدة في األدوار الوالئية‬
‫واإلدارية و التي تعد اختصاصات غير قضائية ؛ تروم أساسا إلى رقابة العاملين في حقل‬
‫المهن الحرة‪ ،‬ومدى التزام أصحابها بالقانون‪ ،‬كما يروم االختصاص اإلداري إلى تفعيل الحماية‬
‫القانونية للمعوزين ماديا عبر إشراف النيابة العامة على مكتب المساعدة القضائية‪ ،‬وجعلها‬
‫موطنا لمن ال موطن له في قضايا التحفيظ العقاري ‪.14‬‬

‫ومما تجدر اإلشارة إليه أن هذه االختصاصات اإلدارية والرقابية قد تصبح ذات طبيعة‬
‫قضائية‪ ،‬حيث أمكن للنيابة العامة من خالل بسط رقابتها اإلدارية تحريك الدعوى العمومية في‬
‫الحاالت التي تستشف فيها وجود اختالالت ومخالفات مهنية ‪.‬‬

‫أهمية الموضوع ‪:‬‬

‫تبرز أهمية موضوع دور النيابة العامة في القضايا المدنية في تسليط الضوء على‬
‫األدوار الموكولة لها بمقتضى القانون‪،‬عبر بسط طرق تدخلها في الدعاوى وبيان مدى فعاليتها‬
‫في حماية المصلحة العامة والتطبيق السليم للقانون‪ ،‬مع الوقوف على العراقيل التي قد تحول‬
‫دون تفعيل هذه األدوار ‪.‬‬

‫‪ 14‬تقتضي النزاعات المثارة بشأن قضايا التحفيظ تعيين محل إقامة حتى يتسنى للمعني باألمر التوصل‬
‫بالتبليغات و االستدعاءات إال أنه في حالة ما لم تكن للمعني باألمر محل إقامة بدائرة المحافظة التي يوجد‬
‫بدائرتها العقار‪ ،‬فإنه يتعين عليه تعيين محل مخابرة ‪،‬وفي حالة عدم قيامه بذلك‪ ،‬تحل النيابة العامة محله في‬
‫تلقي التبليغات‪ ،‬وبالتالي تصبح اإلجراءات صحيحة‬
‫‪6‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫دواعي اختيار الموضوع‬

‫‪ -‬رغبتنا الملحة في اإلطالع على أدوار النيابة العامة في القضايا المدنية واإلدارية من أجل‬
‫تسليط الضوء عليها وتيسير اإللمام بها من طرف الباحثين‪.‬‬

‫_ المكانة المهمة والجديدة التي منحها المشرع للنيابة العامة في مدونة األسرة وظهير التحفيظ‬
‫العقاري المعدل والمتمم بالقانون ‪ 14.07‬شجعتنا على البحث في غمار هذه القوانين وغيرها من‬
‫أجل الوقوف على البعد الحمائي الذي كرسه المشرع فيها‪.‬‬

‫‪ -‬محاولة تتبع مؤسسة النيابة العامة وكيفية تفعيلها للنصوص القانونية ‪.‬‬

‫إشكالية الموضوع ‪:‬‬

‫تكمن إ شكالية البحث في الوقوف على حدود تطبيق فلسفة المشرع الرامية إلى جعل النيابة‬
‫العامة طرفا فاعال في التطبيق السليم للقانون مع بيان العراقيل القانونية التي قد تحول دون‬
‫إعمال تدخل النيابة العامة في القضايا المطروحة أمام المحاكم ابتداء من األدوار المدنية‬
‫وانتهاء باألدوار اإلدارية الحمائية ؟‪.‬‬

‫وتتفرع عن هذه اإلشكالية األسئلة الفرعية التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬كيف تتدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية ؟ وبأية صفة ؟‬

‫‪ -‬هل صور تدخل النيابة العامة في القضايا المدنية كطرف رئيسي محصورة في قانون‬
‫المسطرة المدنية؟ أم أنها تتعداها إلى قوانين خاصة ؟‬

‫‪-‬ما هي المكانة التي منحها المشرع المغربي للنيابة العامة في مشروع قانون المسطرة‬
‫المدنية ؟‬

‫‪ -‬كيف يتجلى الدور الرقابي واإلداري للنيابة العامة ؟‬

‫‪ -‬ما هي اإلكراهات المباشرة التي قد تحول دون تفعيل أدوار النيابة العامة في القضايا‬

‫‪7‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫المدنية ؟‬

‫المنهج المعتمد ‪:‬‬

‫من اجل اإلجابة عن هذه األسئلة سأعتمد في دراستي للموضوع على منهج تحليلي‬
‫ووصفي مع االستعانة بالمنهج النقدي ووفقا للتصميم التالي ‪:‬‬

‫تصميم الموضوع ‪:‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬الدور االنضمامي والرئيسي للنيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬الدور الرقابي واإلداري للنيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪8‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫الفصل األول‬
‫الدور االنضمامي والرئيسي‬
‫للنيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪9‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫بموجب الفصول من ‪ 6‬إلى ‪ 10‬من ق‪ .‬م‪ .‬م ‪،‬يحق للنيابة العامة التدخل في الدعاوى‬
‫المدنية كطرف منضم أو كطرف رئيسي ‪،‬بحيث لكل تدخل خصائصه المميزة‪ ،‬باعتبار أن‬
‫المشرع عمل على التمييز بين التدخلين سواء من حيث خصائص هذا التدخل‪ ،‬وكذا من حيث‬
‫‪15‬‬
‫مدى إلزامية إعماله‪ ،‬ولقد حدد المشرع حاالت التدخل االنضمامي للنيابة العامة في حالتين؛‬
‫ويتعلق األمر بالتدخل االختياري ثم التدخل الوجوبي أو اإللزامي ؛ هذا النوع األخير الذي فصل‬
‫فيه المشرع في إطار الفصل التاسع من ق‪ .‬م‪ .‬م ‪.‬‬

‫و نجد أن المشرع لم يعمل على تحديد أو حصر حاالت التدخل الرئيسي للنيابة العامة‬
‫في ق‪.‬م‪.‬م ‪ ،‬األمر الذي يقتضي من الباحث أو القانوني الدخول في غمار قوانين خاصة بغية‬
‫لمس حاالت التدخل الرئيسي خارج ق ‪.‬م‪ .‬م ومعرفة خصوصياتها ‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس سوف سأتطرق للتدخل االنضمامي للنيابة العامة في القضايا المدنية‬
‫في مبحث أول على أن أتناول التدخل الرئيسي للنيابة العامة في القضايا المدنية في مبحث‬
‫ثاني‬

‫‪ 15‬من خالل قراءتنا لمقتضيات الفصل الثامن من ق م م عملنا على استخراج حالتين للتدخل االنضمامي‬
‫للنيابة العامة ‪ ،‬والمتجسدة في التدخل االختياري ثم الوجوبي ‪ ،‬فقد ورد في الفصل المذكور ما يلي ‪:‬‬
‫" تتدخل النيابة العامة كطرف منضم في جميع القضايا التي يأمر القانون بتبليغها إليها ‪،‬وكذا في الحاالت‬
‫التي تطلب النيابة العامة التدخل فيها بعد إطالعها على الملف ‪ ،‬أو عندما تحال عليها القضية تلقائيا من‬
‫طرف القاضي ‪ .‬وال يحق لها في هذه األحوال استعمال أي طريق للطعن "‬

‫‪10‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫المبحث األول‪:‬‬
‫التدخل االنضمامي للنيابة العامة في القضايا المدنية‬
‫خول المشرع للنيابة العامة الحق في التدخل بصفتها طرفا منضما بمقتضى الفصل الثامن‬
‫من ق‪ .‬م‪ .‬م في جميع القضايا التي يأمر القانون بتبليغها إليها‪ ,‬وكذا في الحاالت التي يطلب‬
‫من النيابة العامة التدخل فيها بعد اطالعها على الملف‪ ،‬أو عند ما تحال عليها القضية تلقائيا‬
‫من طرف المحكمة‪ ,‬وعليه فالنيابة العامة تتدخل كطرف منضم في التشريع المغربي في حالتين‬
‫‪ ،‬من هنا سأقوم بالحديث عن حاالت التدخل االنضمامي في المطلب األول على أن أقوم‬
‫بالتطرق لمجاالت التدخل االنضمامي اإللزامي للنيابة العامة في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬حاالت التدخل االنضمامي‬


‫تختلف طبيعة التدخل االنضمامي للنيابة العامة الذي تبدي فيه رأيها اختياريا‪ ،‬عن‬
‫الحالة التي تتدخل فيها النيابة العامة إلزاميا ‪ ،‬باعتبار أن هذا التدخل األخير أفرد له المشرع‬
‫مميزات مرتبطة باألثار الناجمة عن إعماله‪ ،‬والكل تحت طائلة البطالن ‪ ،‬و على هذا النحو‬
‫سوف أتطرق للتدخل االنضمامي االختياري في فقرة أولى على أن أقوم بدراسة حالة التدخل‬
‫الوجوبي في فقرة ثانية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التدخل اإلنضمامي االختياري للنيابة العامة‬


‫مبرر لذلك‪16‬؛ فالنيابة العامة‬
‫ا‬ ‫يجوز للنيابة العامة التدخل في جميع القضايا التي ترى فيها‬
‫قد ال تنتظر أن تبلغ بالملف من قبل المحكمة‪ ،‬بقدر ما قد تبادر إلى االطالع على كل قضية‬
‫مدنية رائجة أو معروضة أمام المحاكم‪ ،‬باعتبار أن واجب المصلحة العامة وقواعد اإلنصاف‬
‫والعدالة تجعلها تقوم بهذا الدور اإلنضمامي عن طريق اإلدالء بمستنتجاتها دون االنضمام أو‬

‫أحمد نهيد ‪ ،‬تدخل النيابة العامة في ظل مدونة األسرة‪ ،‬مقال منشور بمجلة المحامي‪ ،‬عدد مزدوج ‪ ،45-44‬ص‬ ‫‪16‬‬

‫‪29‬‬
‫‪11‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫ولقد أشار المشرع إلى هذا التدخل االختياري في الفقرة الرابعة من‬ ‫‪17‬‬
‫التحيز ألي طرف كان‪،‬‬
‫هذا الفصل الذي منح للنيابة العامة حق تقديم طلب التدخل‬ ‫‪18‬‬
‫الفصل التاسع من ق‪ .‬م‪ .‬م ‪،‬‬
‫والذي تعمل من خالله المحكمة على إصدار أمر باطالعها على الملف حتى يتسنى لها تقييم‬
‫القضية والتثبت من مدى الحاجة للتدخل فيها‪.‬‬

‫ومما تجدر اإلشارة إليه أنه في حالة امتناع النيابة العامة عن هذا التدخل االختياري‪ ،‬أو‬
‫‪19‬‬
‫في حالة تقديمها للطلب تم تراجعها عن ذلك‪ ،‬فان األمر ال ينتج عنه أي بطالن‬

‫محمد عبد المحسن البقالي الحسني‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪19‬‬ ‫‪17‬‬

‫جاء في الفصل التاسع من ق‪ .‬م‪ .‬م ‪:‬‬ ‫‪18‬‬

‫"يجب أن تبلغ إلى النيابة العامة الدعاوى التالية ‪:‬‬


‫‪ 1‬القضايا المتعلقة بالنظام العام والدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية والهبات والوصايا لفائدة المؤسسات‬
‫الخيرية وممتلكات األحباس واألراضي الجماعية؛‬
‫‪ 2‬القضايا المتعلقة باألسرة‬
‫‪ 3‬القضايا المتعلقة بفاقدي األهلية وبصفة عامة جميع القضايا التي يكون فيها ممثل قانوني نائبا أو مؤاز ار ألحد‬
‫األطراف؛‬
‫‪ 4‬القضايا التي تتعلق وتهم األشخاص المفترضة غيبتهم؛‬
‫‪ 5‬القضايا التي تتعلق بعدم االختصاص النوعي؛‬
‫‪ 6‬القضايا التي تتعلق بتنازع االختصاص ‪،‬تجريح القضاة واإلحالة بسبب القرابة أو المصاهرة؛‬
‫‪ 7‬مخاصمة القضاة؛‬
‫‪ 8‬قضايا الزور الفرعي ‪.‬‬
‫تبلغ إلى النيابة العامة القضايا المسطرة أعاله قبل الجلسة بثالثة أيام على األقل بواسطة كتابة الضبط ‪.‬غير أنه‬
‫يمكن أن يتم هذا التبليغ أمام المحكمة االبتدائية في الجلسة المندرجة القضية فيها ‪.‬‬
‫يمكن للنيابة العامة في هذه الحالة أن تطلب تأخير القضية إلى أقرب جلسة لتقديم مستنتجاتها كتابة أو شفويا حيث‬
‫يجب على المحكمة تأخيرها ‪.‬‬
‫يمكن للنيابة العامة أن تطلع على جميع القضايا التي ترى التدخل فيها ضروريا ‪.‬‬
‫للمحكمة أن تأمر تلقائيا بهذا االطالع ‪.‬‬
‫يشار في الحكم إلى إيداع مستنتجات النيابة أو تالوتها بالجلسة وإال كان باطال‪" .‬‬
‫مجمد عبد المحسن البقالي الحسني‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪19‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪12‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التدخل االنضمامي الوجوبي للنيابة العامة‬


‫تتدخل النيابة العامة كطرف منضم وجوبا في كل القضايا التي تنظر فيها محكمة النقض‬
‫االستماع إلى النيابة العامة في جميع القضايا‬ ‫‪20‬‬
‫‪،‬حيث أوجب الفصل ‪ 372‬من ق‪ .‬م‪ .‬م‬
‫ن‪21‬‬
‫على هذا التدخل‬ ‫من نفس القانو‬ ‫الرائجة أمام هذه المحكمة‪ ،‬كما أكد الفصل ‪375‬‬
‫القانوني‪ ،‬حيث جعل ذكر اسم ممثل النيابة العامة وتالوة التقرير واالستماع إليها أم ار ضروريا‬
‫وعنص ار من ضمن العناصر األساسية والجوهرية للق اررات الصادرة عن محكمة النقض‪ ،‬وفي‬
‫قابال للطعن بإعادة النظر‪.‬‬ ‫‪22‬‬
‫حالة عدم احترام ذلك يكون القرار وفقا للفصل ‪ 379‬من ق‪.‬م‪.‬م‬

‫‪ 20‬جاء في الفصل ‪ 372‬من ق‪.‬م‪.‬م ما يلي ‪:‬‬


‫" تكون جلسات محكمة النقض علنية عدا إذا قررت المحكمة سريتها ‪.‬‬
‫يقدم بعد تالوة التقرير وكالء األطراف مالحظاتهم الشفوية إن طلبوا االستماع إليهم ثم تقدم النيابة العامة‬
‫مستنتجاتها ‪.‬‬
‫يجب االستماع إلى النيابة العامة في جميع القضايا ‪" .‬‬
‫‪ 21‬ورد في الفصل ‪ 375‬من ق‪.‬م‪.‬م ما يلي ‪:‬‬
‫"تصدر محكمة النقض قراراتها في جلسة علنية باسم جاللة الملك وطبقا للقانون‪.‬‬
‫تكون هده القرارات معللة ويشار فيها إلى النصوص المطبقة وتتضمن لزاما البيانات األتية ‪:‬‬
‫‪-1‬األسماء العائلية والشخصية لألطراف وصفاتهم ومهنهم وموطنهم الحقيقي ؛‬
‫‪-2‬المذكرات المدلى بها وكذا الوسائل المثارة ومستنتجات األطراف ؛‬
‫‪-3‬أسماء القضاة الذين أصدروا القرار مع التنصيص على اسم المستشار المقرر ؛‬
‫‪-4‬اسم ممثل النيابة العامة ؛‬
‫‪-5‬تالوة التقرير واالستماع إلى النيابة العامة ؛‬
‫‪-6‬أسماء المدافعين المقبولين أمام محكمة النقض الذين رافعوا في الدعوى مع اإلشارة عند االقتضاء إلى‬
‫االستماع إليهم ‪.‬‬
‫يوقع على أصل القرار كل من الرئيس والمستشار المقرر وكاتب الضبط ‪.‬‬
‫إن حصل مانع ألحد الموقعين طبقت مقتضيات الفصل ‪" . 345‬‬
‫‪ 22‬ما يدل على قابلية هذا القرار الصادر في هذا الشأن للطعن بإعادة النظر هو الفصل ‪ 379‬من ق‪ .‬م‪ .‬م‬
‫والذي جاء فيه‪:‬‬
‫" ال يمكن الطعن في القرارات التي تصدرها محكمة النقض إال في األحوال األتية ‪:‬‬
‫أ)يجوز الطعن بإعادة النظر ‪:‬‬
‫‪-1‬ضد القرارات الصادرة استنادا على وثائق صرح أو اعترف بزوريتها؛‬
‫‪-2‬ضد القرارات الصادرة بعدم القبول أو السقوط ألسباب ناشئة عن بيانات ذات صبغة رسمية وضعت على‬
‫مستندات الدعوى ثم تبين عدم صحتها عن طريق وثائق رسمية جديدة وقع االستظهار بها فيما بعد ؛‬
‫‪-3‬إذا صدر القرار على أحد الطرفين لعدم إدالئه بمستند حاسم احتكره خصمه ؛‬
‫‪-4‬إذا صدر القرار دون مراعاة لمقتضيات الفصول ‪ 371‬و‪ 373‬و‪. 375‬‬
‫ب)يمكن أن يطعن من أجل طلب تصحيح القرارات التي لحقها خطأ مادي من شأنه أن يكون قد أثر فيها ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫كما تتدخل النيابة العامة وجوبا لدى المحاكم المغربية بمختلف درجاتها في جميع القضايا‬
‫التي يلزم القانون تبليغها إليها وهو ما يسمى بالتبليغ الوجوبي؛ والذي يجد أساسه في الفصل‬
‫التاسع من ق ‪.‬م ‪.‬م السالف الذكر‪ ،‬حيث إنه أورد القضايا المشمولة بالتبليغ على سبيل الحصر‬
‫والمتمثلة أساسا في القضايا المتعلقة بالنظام العام والدولة والجماعات المحلية‬ ‫‪23‬‬
‫ال المثال؛‬
‫والمؤسسات العمومية ‪،‬والهبات والوصايا المرصدة لفائدة المؤسسات الخيرية‪ ،‬وممتلكات‬
‫األحباس واألراضي الجماعية‪ ،‬والقضايا المتعلقة بفاقدي األهلية‪ ،‬وبصفة عامة جميع القضايا‬
‫التي يكون فيها ممثل قانوني نائبا أو مؤاز ار ألحد األطراف‪ ،‬وأيضا القضايا التي تهم األشخاص‬
‫المفترضة غيبتهم ‪،‬إضافة إلى القضايا المتعلقة بعدم االختصاص النوعي‪ ،‬وتنازع االختصاص‪،‬‬
‫وتجريح القضاة‪ ،‬واإلحالة بسبب القرابة أو المصاهرة ‪،‬ثم مخاصمة القضاة‪ ،‬وقضايا الزور‬
‫الفرعي ‪.‬‬

‫ووفقا للفصل التاسع من ق‪.‬م‪.‬م فكل هذه القضايا تستوجب على النيابة العامة التدخل فيها‬
‫كطرف منضم‪ ،‬لتقديم مستنتجاتها الشفوية أو الكتابية‪ .‬وحتى يتسنى لها ذلك يتعين تبليغها بها‬
‫بالطرق القانونية دون االكتفاء بحضورها وقت صدور الحكم باعتبارها قد بلغت ‪،‬حيث يتعين‬
‫تبليغها بهذه القضايا قبل الجلسة بثالثة أيام على األقل؛ بواسطة كتابة ضبط المحكمة‪ ،‬ما لم‬
‫يتم هذا التبليغ أمام المحكمة في الجلسة ‪.‬‬

‫وفي حالة عدم احترام هذه اإلجراءات التي تروم تبليغ النيابة العامة بالقضية الرائجة‬
‫والمنضوية ضمن قضايا الفصل التاسع‪،‬فإن األمر يؤدي إلى بطالن الحكم‪ ،‬وما يزكي طابع‬
‫‪24‬‬
‫إلزامية تبليغ النيابة العامة بها هو جزاء البطالن نفسه‪.‬‬

‫ج)يقبل تعرض الخارج عن الخصومة ضد القرارات الصادرة عن محكمة النقض في طعون إلغاء مقررات‬
‫السلطات اإلدارية ‪.‬‬
‫أحمد البنوضي ‪،‬م س‪ ،‬ص ‪7‬‬ ‫‪23‬‬

‫حسام الدين البجدايني ‪،‬دور النيابة العامة في نزاعات التحفيظ العقاري ‪،‬دراسة تأصيلية وتحليلية مع رصد‬ ‫‪24‬‬

‫للتطبيقات القضائية في الموضوع ‪،‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط ‪،‬طبعة ‪ ، 2016‬ص ‪40‬‬
‫‪14‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مجاالت التدخل االنضمامي اإللزامي للنيابة العامة‬


‫أورد المشرع المغربي مجموعة من قضايا التدخل االنضمامي الوجوبي على سبيل‬
‫الحصر‪ ،‬والتي يتعين تبليغها إلى النيابة العامة بها إلزاميا تحت طائلة البطالن‪ ،‬ولعل ما يمكن‬
‫تسجيله حول هذه القضايا المشمولة بالتبليغ ‪،‬هي كونها تتعلق بالنظام العام‪ ،‬ومن أجل تسليط‬
‫الضوء على هذه القضايا سوف أتطرق لقضايا النظام العام والدولة والجماعات المحلية‬
‫والمؤسسات العمومية في فقرة أولى على أن أتناول باقي القضايا في فقرة ثانية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬قضايا النظام العام والدولة والجماعات المحلية والمؤسسات‬


‫العمومية‬
‫ترتبط قضايا النظام العام والدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية أشد ارتباط بمصالح‬
‫الدولة‪ ،‬لذلك عمد المشرع على احتوائها في الفصل التاسع من ق‪ .‬م‪ .‬م‪ ،‬ومن هذا المنطلق‬
‫سأعمد إلى التفصيل في هذه القضايا ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قضايا النظام العام‬


‫عرف الفقيه العالمة عبد الرزاق السنهوري النظام العام بأنه ‪:25‬‬

‫" مجموعة من القواعد التي يقصد بها تحقيق مصلحة عامة سياسية‪ ،‬أو اجتماعية ‪،‬أو‬
‫اقتصادية‪ ،‬تتعلق بنظام المجتمع األعلى وتعلوا على مصلحة األفراد ‪،‬بحيث على الجميع مراعاة‬
‫هذه المصلحة وتحقيقها‪" .‬‬

‫وبالتالي يظهر لنا جليا أن المعيار المعتمد في تحديد النظام العام هو معيار المصلحة‬
‫العامة‪ ،‬والنظام العام يبقى مسألة نسبية متغيرة من مكان إلى أخر ومن زمان إلى زمان وفقا‬

‫عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني نظرية العقد بوجه عام‪ ،‬منشورات محمد الداية‪،‬‬ ‫‪25‬‬

‫المجلد ‪ ، 1‬طبعة ‪ ،1981‬ص ‪228‬‬


‫‪15‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫لألنظمة السائدة في كل مجتمع ‪ ،26‬فال توجد قاعدة ثابتة تحدد النظام العام تحديدا دقيقا يالءم‬
‫ك ل زمان ومكان‪ ،‬ولهذا األمر تقوم التشريعات بترك مسالة تحديد تعريفه للفقه أو االجتهاد‬
‫األمر الذي نجده في المغرب بحيث إن المشرع المغربي لم يعرف النظام العام‪.‬‬ ‫‪27‬‬
‫القضائي‪،‬‬
‫وارتباطا بالموضوع فكلما تعلق األمر بقضية متعلقة بالنظام العام ‪،‬إال ووجب تبليغ النيابة‬
‫العامة بها ‪،‬حتى تقوم هذه األخيرة بتقديم مستنتجاتها الشفوية أو الكتابية ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬قضايا الدولة‬


‫باعتبار أن ال دولة لها كيان محسوس في المجتمع‪ ،‬من خالل الشخصية المعنوية‬
‫والقانونية الممنوحة لها‪ ،‬والتي من خاللها تقوم بنشاطات وتبرم عقود ‪،‬فإنه من المحتمل أن‬
‫تصبح في نزاع تكون فيه مدعية أو مدعى عليها‪ ،‬سواء تعلق النزاع بأحد أمالكها الخاصة أو‬
‫‪28‬‬
‫العامة‪.‬‬

‫وبالتالي فإن هذا النوع من النزاعات يقتضي من المحكمة وقبل البت في القضية أن تعمل‬
‫على تبليغ النيابة العامة بها‪ ،‬حتى تقوم هذه األخيرة بتقديم مستنتجاتها ‪.‬‬

‫ومن الق اررات التي توضح احترام القضاء لما ورد في الفصل التاسع نجد قرار صادر‬

‫عن محكمة االستئناف بوجدة فحواه أن إحالة ملف الدعوى على النيابة العامة يعد إجراءا‬
‫جوهريا‪ ،‬بحكم أن أحد طرفي الدعوى –الدولة المغربية – وأن االكتفاء بإحالته عليها خالل‬
‫‪29‬‬
‫المرحلة اإلستئنافية ‪،‬ال تغني عن هذه اإلحالة خالل المرحلة االبتدائية‪.‬‬

‫أبو جعفر عمر المنصوري‪ ،‬فكرة النظام العام واألداب العامة في القانون والفقه مع التطبيقات القضائية‪ ،‬أطروحة‬ ‫‪26‬‬

‫لنيل شهادة الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية عين الشق‪،‬‬
‫الدار البيضاء ‪ ،2003/2002،‬ص ‪73‬‬
‫‪ 27‬كلثومة مباريك ‪ ،‬المدخل لدراسة القانون الوضعي ‪ ،‬مطبعة دار الطباعة والنشر أكادير‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ، 2011-2012‬ص ‪30‬‬
‫يعقوب ولد محمد‪ ،‬النيابة العامة والدعوى المدنية في موريتانيا‪ ،‬مجلة الفقه والقانون‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬ص ‪35‬‬ ‫‪28‬‬

‫قرار صادر عن محكمة االستئناف بوجدة ‪،‬رقم ‪ 1460‬بتاريخ ‪ 23‬يونيو ‪ 1993‬الغرفة المدنية‪ ،‬أورده حسام الدين‬ ‫‪29‬‬

‫البجدايني في ملحق كتابه‪ ،‬دور النيابة العامة في نزاعات التحفيظ العقاري ‪،‬دراسة تأصيلية وتحليلية مع رصد‬
‫‪16‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫هذا األمر الذي استقر عليه المجلس األعلى في احد ق ارراته والتي جاء فيها ‪:30‬‬

‫"حيث صح ما عابته الطاعنة على القرار‪ ،‬ذلك أنه ثبت لدى قضاة االستئناف عدم تبليغ‬
‫الدعوى إلى النيابة العامة قصد اإلدالء بمستنتجاتها باعتبار الدولة طرفا في النزاع في المرحلة‬
‫االبتدائية ‪.‬‬

‫وحيث إن هذا اإلخالل ال يمكن إصالحه أو تداركه بتبليغ الدعوى إلى النيابة العامة في‬
‫مرحلة االستئناف‪ ،‬ولذلك فإن القرار المطعون فيه حين أيد الحكم االبتدائي بالعلة المذكورة أعاله‬
‫يكون خارقا للمقتضيات القانونية المحتج بها مما عرضه للنقض واإلبطال "‪.‬‬

‫وفي نفس السياق صدر عن المحكمة اإلستئنافية بمكناس قرار يؤكد ما سقناه سلفا‪ ،‬حيث‬
‫أكدت على إلزامية تبيلغ النيابة العامة بالقضايا المتعلقة بالدولة مادامت هذه األخيرة مشمولة‬
‫بقضايا التبليغ المنصوص عليها حص ار في الفصل التاسع من ق‪ .‬م‪ .‬م مع اإلشارة في الحكم‬
‫‪31‬‬
‫لمستنتجات النيابة العامة أو تالوتها بالجلسة‪ ،‬وإال صار الحكم باطال‪.‬‬

‫ومما تجدر اإلشارة إليه بخصوص النزاعات التي تكون فيها الدولة طرفا باعتبارها شخصا‬
‫معنويا‪ ،‬فإن المشرع لم يكلفها عناء االستعانة بمحامي في الدعوى بصريح المادة ‪ 32‬من قانون‬
‫‪32‬‬
‫المحاماة‬

‫ثالثا‪ :‬قضايا الجماعات المحلية والمؤسسات العمومية‬

‫للتطبيقات القضائية في الموضوع‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫قرار صادر عن محكمة النقض‪ ،‬المجلس األعلى سابقا‪ ،‬عدد ‪ 3174‬صادر بتاريخ ‪ 2002/10/16‬في الملف رقم‬ ‫‪30‬‬

‫‪، 2002/1/1/1613‬أورده إدريس الفاخوري نظام التحفيظ العقاري وفق مستجدات القانون‪، 14.07‬مطبعة المعارف‬
‫الجديدة ‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2013‬ص‪72‬‬
‫قرار صادر عن محكمة االستئناف بمكناس رقم ‪ 3273‬بتاريخ ‪ ،2003/11/4‬رقمه بمحكمة االستئناف‬ ‫‪31‬‬

‫‪ 1/2002/648‬الغرفة المدنية‪ ،‬غير منشور‬


‫المادة ‪31‬من قانون المحاماة ‪:‬‬ ‫‪32‬‬

‫" ال يسوغ أن يمثل األشخاص الذاتيون والمعنويون والمؤسسات العمومية وشبه العمومية والشركات ‪،‬أو يؤازروا أمام‬
‫القضاء إال بواسطة محام‪ ،‬ما عدا إذا تعلق األمر بالدولة واإلدارات العمومية تكون نيابة المحامي أم ار اختياريا "‬
‫‪17‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫تخضع الجماعات الترابية للقانون العام‪ ،33‬وهي عبارة عن مؤسسة معنوية‪ ،‬أضحت تتمتع‬
‫باالستقاللية المالية التي تمكنها من تطوير األقاليم وانجاز المشاريع‪ ،‬وفي سبيل تحقيق ذلك من‬
‫المفترض أن تصير طرفا في نزاع إما مدعية أو مدعي عليها‪،‬ووفقا للفصل ‪ 515‬من ق ‪.‬م ‪.‬م؛‬
‫يجب أن ترفع الدعوى ضد العامل باعتباره الممثل القانوني لها‪ ،‬كما أنه وبمقتضى الفصل‬
‫التاسع من نفس القانون يتعين تبليغ النيابة العامة بها حتى تدلي بمستنتجاتها في القضية ‪.‬‬

‫وما يقال عن الجماعات المحلية أو الترابية يطال المؤسسات العمومية ‪ ،‬والتي يمنحها‬
‫القانون أيضا الصفة المعنوية التي تمكنها من إبرام التصرفات شأنها في ذلك شان الشخص‬
‫الطبيعي ‪ ،‬هذه المؤسسات العمومية تمنح لها االستقاللية المالية والصالحيات المحددة لها تحت‬
‫وصاية ورقابة الدولة ‪.‬‬

‫وتنضوي قضايا المؤسسات العمومية ضمن القضايا المشمولة بالتبيلغ الوجوبي طبقا‬
‫للفصل التاسع من ق‪ .‬م‪ .‬م نظ ار ألهميتها وتأثيرها على الدولة ‪ ،‬حيث يتعين تبيلغ النيابة بها‬
‫ثالث أيام قبل الجلسة عبر كتابة الضبط المحكمة الرائجة فيها القضية ‪ ،‬وإال فيتم تبليغها أمام‬
‫المحكمة في الجلسة‪ ،‬ويجوز للنيابة العامة أنداك أن تطلب تأخير القضية إلى أقرب جلسة حتى‬
‫‪34‬‬
‫يتسنى لها إعداد مستنتجاتها‪.‬‬

‫ويتم وجوبا اإلشارة في الحكم بكون النيابة العامة قد أدلت بمستنتجاتها تحت طائلة‬
‫البطالن ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬القضايا المتعلقة بالهبات والوصايا المرصدة لفائدة المؤسسات الخيرية‬

‫‪ 33‬جاء في الفصل ‪ 135‬من الدستور المغربي ما يلي ‪:‬‬


‫" الجماعات الترابية للمملكة هي الجهات والعماالت و األقاليم والجماعات ‪.‬‬
‫الجماعات الترابية أشخاص اعتبارية ‪ ،‬خاضعة للقانون العام ‪ ،‬تسير شؤونها بكيفية ديمقراطية ‪.‬‬
‫تنتخب مجالس الجهات والجماعات باالقتراع العام المباشر ‪.‬‬
‫تحدث كل جماعة ترابية أخرى بالقانون ‪ ،‬ويمكن أن تحل عند االقتضاء ‪ ،‬محل جماعة ترابية أو أكثر ‪ ،‬من‬
‫تلك المنصوص عليها في الفقرة األولى من هذا الفصل ‪".‬‬
‫‪34‬الشرقاوي الغزواني‪ ،‬تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية ‪،‬أطروحة لنيل دبلوم الدراسات العليا ‪،‬جامعة‬
‫محمد الخامس‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ، 1995،‬ص ‪145‬‬
‫‪18‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫وقضايا األحباس واألراضي الجماعية‬


‫لمزيد من التوضيح سأتطرق للقضايا المتعلقة بالهبات والوصايا المرصدة لفائدة المؤسسات‬
‫الخيرية ‪،‬على أن أقوم بالحديث عن قضايا األحباس واألراضي الجماعية‬

‫أ‪ -‬القضايا المتعلقة بالهبات والوصايا المرصدة لفائدة المؤسسات الخيرية‬

‫تدخل الهبة ضمن عقود التبرع والتي من خاللها يلتزم الواهب بإرادته المنفردة على التبرع‪،‬‬
‫فينقل للموهوب له حقا بدون عوض‪ ،‬ولقد عرف المشرع المغربي عقد الهبة في الفصل ‪274‬‬
‫من م ‪.‬ح ‪.‬ع بأنها ‪:‬‬

‫"هي تمليك عقار أو حق عيني عقاري لوجه الموهوب له في حياة الواهب بدون عوض"‬

‫ومن أجل نفس الغايات اإلحسانية ‪،‬تظهر الوصية والتي تناولها المشرع المغربي كسبب‬
‫من أسباب المكلية في مدونة الحقوق العينية وعرفها في المادة ‪ 277‬من مدونة األسرة بأنها ‪:‬‬

‫" الوصية عقد يوجب حقا في تلث مال عاقده يلزم بموته ‪".‬‬

‫وتختلف الوصية عن الهبة في كون األولى ال تنفذ إال بعد وفاة الموصى عكس الهبة التي‬
‫تنفذ في حياة الواهب‪ ،‬كما أن الوصية ال تكون إال في حدود الثلث ‪ ،‬وفي مقابل ذلك يتشابه‬
‫العقدان من عدة زوايا‪ ،‬من بي نها أنهما ينتميان إلى العقود التي تستلزم الشكلية ‪ ،‬بجانب كونهما‬
‫يعدان من أسباب كسب الملكية ‪ ،‬واألهم من ذلك أنه وفي حالة استهدافهما لمؤسسات خيرية‬
‫يمنحان الحق للتدخل اإلنضمامي الوجوبي للنيابة العامة ‪ ،‬فالمشرع عمل على إدراج القضايا‬
‫والنزاعات المثارة بشأن الهبات والوصايا المبرمة لفائدة هذه المؤسسات الخيرية ضمن قضايا‬
‫التبليغ اإللزامي ‪ ،‬والذي يرمي إلى إعالم النيابة العامة بها عن طريق التبليغ ‪،‬لكي تبدي أريها‬
‫من أجل التطبيق السليم للقانون‪.‬‬

‫ب‪ -‬الدعاوى المتعلقة بممتلكات األحباس واألراضي الجماعية‬

‫عرف المالكية الوقف أو الحبس بأنه إعطاء منفعة شيء مدة وجوده الزم بقاؤه في ملك‬

‫‪19‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪35‬‬
‫معطيه ولو تقدير‬

‫منها‬ ‫‪36‬‬
‫كما عرفت مدونة األوقاف المغربية مؤسسة الوقف أو الحبس في المادة األولى‬
‫حيث جاء فيها بان الوقف ‪:‬‬

‫" هو كل مال حبس أصله بصفة مؤبدة أو مؤقتة وخصصت منفعته لفائدة جهة بر‬
‫وإحسان عامة أو خاصة "‬

‫فمن خالل هذا التعريف يتضح أن الوقف ينتمي إلى عقود التبرع ؛ والذي قد يستهدف‬
‫أفرادا بذ اتهم أو مؤسسة عامة ‪ ،‬وحماية لهذه األموال فقد ألزم المشرع تبليغ النيابة‬
‫العامة بالنزاعات التي تقوم في هذا المجال حتى يتسنى لها إبداء رأيها فيه ‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى ذلك تتدخل النيابة العامة كطرف منضم وفقا للفصل التاسع من ق‪.‬م‪.‬م في‬
‫الدعاوى المتعلقة باألراضي الجماعية والتي تعود ملكيتها للدولة وتستغل من طرف‬
‫قبائل أو عشائر ‪ ،‬وتسير من قبل جماعة النواب ‪ ،‬ونظ ار للبعد القبائلي الذي يطبع‬
‫استغالل هذه األراضي من المحتمل أن تعرف بعض النزاعات التي قد تصل إلى‬
‫المحكمة‪ ،‬وفي هذه الحالة البد من تبليغ النيابة العامة أيضا بها باعتبارها طرفا‬
‫منضما ‪.‬‬

‫عموما وسواء تعلق األمر بالنزاعات المتعلقة بممتلكات األحباس أو األراضي الجماعية‬
‫فالنيابة العامة ال يجب عليها االكتفاء بالملتمسات الكتابية بقدر ما يتعين عليها‬
‫تكريس دورها االنضمامي على أكمل وجه ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬باقي القضايا الواردة في الفصل التاسع من ق‪ .‬م‪ .‬م‬

‫‪ 35‬عبد الكريم شهبون ‪ ،‬عقود التبرع في الفقه اإلسالمي مقارنة بمذذاهب الفقذه اإلسذالمي األخذرى والقذانون‬
‫الوضعي‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬دون ذكر اسم المطبعة‪ ،2012،‬ص ‪ 21‬و‪22‬‬
‫‪ 36‬ظهيذذر شذذريف رقذذم ‪، 1.09.236‬الصذذادر فذذي ربيذذع األول ‪ 1431‬موافذذق ‪ 23‬فبرايذذر ‪، 2010‬منشذذور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد‪، 5846‬بتاريخ ‪ 10‬يونيو ‪2010‬‬
‫‪20‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫بجانب حاالت التدخل االنضمامي الوجوبي السالفة الذكر تتدخل النيابة العامة كطرف منضم‬
‫بناءا على التبليغ الوجوبي في القضايا التالية ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬القضايا التي تهم األشخاص المفترضة غيبتهم‬


‫عندما تحصل واقعة غياب شخص نتيجة انقطاع أخباره‪ ،‬وفي حالة ما ترك هذا األخير‬
‫أمواال دون أن يمنح أية وكالة ألحد ‪،‬وحماية ألموال هذا الغائب أجاز المشرع بمقتضى الفصل‬
‫‪ 263‬من ق‪ .‬م‪ .‬م ‪37‬ألصحاب المصلحة؛ كالدائنين والورثة ‪،‬كما أجاز للنيابة العامة تقديم‬
‫‪38‬‬
‫طلب إلى المحكمة بغية اتخاذ اإلجراءات الالزمة بشان تلك األموال‬

‫وفي حالة ما قدم المعنيين باألمر ذلك الطلب دون النيابة العامة‪ ،‬فان الفصل ‪ 263‬يكفل‬
‫للنيابة العامة حق التدخل اإلنضمامي وجوبيا ؛ باعتبار أن المشرع في الفقرة األخيرة من الفصل‬
‫المذكور نص على أنه في حالة عدم تقديم الطلب من طرف النيابة العامة فانه يتعين أن تدلي‬
‫بمستنتجاتها ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬القضايا المتعلقة باالختصاص‬


‫يفيد االختصاص أحقية محكمة ما ‪ ،‬للنظر في نزاع معين تستأثر به على باقي المحاكم التي‬

‫جاء في الفصل ‪ 263‬من ق م م ما يلي‪:‬‬ ‫‪37‬‬

‫" يمكن لكل شخص يثبت أن له مصلحة مشروعة أو النيابة العامة لدى المحكمة االبتدائية تقديم مقال عند وجود‬
‫ضرورة تسيير كل أو بعض أموال تركها شخص افترضت غيبته بسبب انقطاع أخباره دون أن يترك وكالة ألحد إلى‬
‫المحكمة االبتدائية لمحل أخر موطن أو أخر إقامة من تفترض غيبته وإال فإلى المحكمة التي توجد توجد األموال‬
‫بدائرت ها قصد األمر بإتخاد إجراءات التسيير الالزمة وخاصة تعيين كاتب ضبط يكلف بهذا التسيير ضمن الشروط‬
‫التي تحددها المحكمة ‪.‬‬
‫يمنع على هذا المسير أن يفوت أي منقول أو عقار دون إذن من القضاء ‪.‬‬
‫يبت القاضي بأمر غير قابل للطعن‪ .‬ويتعين على النيابة العامة إذا لم تكن هي التي قدمت المقال أن تدلي‬
‫بمستنتجاتها‪" .‬‬
‫الشرقاوي الغزواني‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪158‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪21‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫تشاركها في نفس الدرجة سواء تعلق األمر بمحاكم ابتدائية أو استئنافية ‪.39‬‬

‫وفي إطار هذا االختصاص قد يحصل أحيانا أن تمتنع عدة محاكم عن البت في النزاع تحت‬
‫ذريعة أنها ال تدخل في اختصاصاتها‪ ،‬كما قد يحصل أن تتنازع عدة محاكم بأحقيتها بالبت في‬
‫القضية ‪.‬‬

‫أ‪ -‬القضايا المتعلقة بعدم االختصاص النوعي‬

‫في إطار الحديث عن االختصاص فإنه يتم التمييز بين االختصاص النوعي والمحلي ‪،‬‬
‫فبالنسبة لهذا األخير فهو الذي يعطي للمحكمة أحقية الفصل في الدعوى اعتبا ار ألساس‬
‫جغرافي يستهدف تقريب القضاء من المتقاضين وتيسي ار لمصالحهم ‪ ،‬في حين أن االختصاص‬
‫النوعي هو الذي يمنح للمحكمة الحق في الفصل في النزاع بناءا على طبيعته أو نوعه ‪.40‬‬

‫ويجوز إثارة الدفع بعدم االختصاص من طرف ذوي المصلحة وكذلك النيابة العامة كما‬
‫يجوز ذلك للقاضي نفسه ‪.‬‬

‫فحينما يتعلق األمر بعدم االختصاص النوعي فيتعين على النيابة العامة أن تثيره قبل كل‬
‫‪41‬‬
‫دفع أو دفاع مع اإلشارة إلى تحديد المحكمة المختصة في النزاع تحت طائلة عدم القبول‬

‫ب‪ -‬القضايا المتعلقة بتنازع االختصاص‬

‫يفيد تنازع االختصاص وجود عدة محاكم من نفس النوع والدرجة؛ تختص كلها في الفصل‬

‫عبد العزيز توفيق‪ ،‬شرح قانون المسطرة المدنية والتنظيم القضائي‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة والمطبعة ‪،‬غير‬ ‫‪39‬‬

‫واردتين ‪ ،‬ص ‪35‬‬


‫‪ 40‬عبد الكريم الطالب ‪،‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية ‪،‬مطبوعات المعرفة مراكش‪ ،‬أبريل ‪،2013‬‬
‫ص ‪17‬‬
‫‪ 41‬محمد بوعياد‪ ،‬دور النيابة في القضايا المدنية – قضايا التحفيظ العقاري نموذجا – بحث نهاية التمرين‬
‫بالمعهد العالي للقضاء‪ ، 2011،2013 ،‬ص ‪17‬‬
‫‪22‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪42‬‬
‫في نزاع واحد حينما يعرض عليها النزاع ‪.‬‬

‫ولقد جاء في الفصل ‪ 300‬من ق‪ .‬م‪ .‬م ‪:‬‬

‫"يكون هناك مجال لتنازع االختصاص إذا أصدرت عدة محاكم في نزاع واحد ق اررات غير‬
‫قابلة للطعن صرحت فيها باختصاصها أو عدم اختصاصها "‬

‫والفصل في تنازع االختصاص عموما إما أن يقدم أمام المحكمة األعلى درجة مشتركة‬
‫بين المحاكم المتنازعة أي محكمة اإلستنناف ‪،‬وإما أن يرفع أمام محكمة النقض في الحالة التي‬
‫يتعلق فيها األمر بمحاكم ال توجد أية محكمة أعلى درجة بينها سوى محكمة النقض وفقا للفصل‬
‫‪ 301‬من ق‪ .‬م‪ .‬م ‪.‬‬

‫وعليه فكلما أثير نزاع في مسألة تنازع االختصاص‪ ،‬فإنه يتعين تبليغ النيابة العامة لتقوم‬
‫بأدوارها‪ ،‬سواء تعلق األمر بعرض النزاع على محكمة االستئناف‪ ،‬أو على محكمة النقض في‬
‫‪43‬‬
‫الحالة التي ال يكون هناك محكمة أعلى مشتركة سواها ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬قضايا تجريح القضاة‬


‫يعتبر نظام تجريح القضاة من أهم الضمانات التي تكفل نزاهة القاضي وتحول دون تأثره‬
‫بمصالحه الشخصية وعواطفه وعالقاته مع أفراد المجتمع‪ ،‬فالتجريح يرمي إلى إزاحة ومنع‬
‫القاضي عن البث في القضية نظ ار لوجود أسباب تشكك في حياده ‪.‬‬

‫ولم يعرف المشرع المغربي التجريح وحسنا فعل في ذلك‪ ،‬باعتبار أن التعريف مسألة‬

‫عبد العزيز توفيق‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪35‬‬ ‫‪42‬‬

‫محمد بوعياد ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪18‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪23‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫فقهية ‪ ،‬وينص الفصل ‪ 295‬من ق‪ .‬م‪ .‬م على أنه ‪:‬‬

‫"ويمكن تجريح كل قاض لألحكام ‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كانت له أو لزوجته مصلحة شخصية مباشرة أو غير مباشرة في النزاع ‪.‬‬

‫‪ -‬إذا وجدت قرابة أو مصاهرة بينه أو بين زوجه مع أحد األطراف حتى درجة ابن العم‬
‫المباشر بإدخال الغاية ‪.‬‬

‫‪ -‬إذا كانت هناك دعوى قائمة أو انتهت مند أقل من سنتين بينه أو بين زوجه أو‬
‫أصولهما أو فروعهما وبين أحد األطراف ‪.‬‬

‫‪ -‬إذا قدم استشارة أو رافع أو كان طرفا في النزاع أو نظر فيه كحكم أو أدلى فيه بشهادة‬
‫‪.‬‬

‫‪ -‬إذا سبق أن كان نائبا قانونيا ألحد األطراف ‪.‬‬

‫‪ -‬إذا وجدت عالقة تبعية بين القاضي أو زوجه وبين أحد األطراف أو زوجه ‪.‬‬

‫‪ -‬إذا وجدت صداقة أو عداوة مشهورة بين القاضي وأحد األطراف ‪".‬‬

‫يتبين من خالل هذا الفصل أن أسباب التجريح وردت على سبيل الحصر ال المثال ‪،‬كما‬
‫أن المشرع استعمل جملة جوازية في بداية الفصل المذكور‪ ،‬حيث يستشف منها أن التجريح‬
‫ليس أم ار إجباريا‪ ،‬وبالتالي يجوز للمتقاضي التغاضي عنه ‪.‬‬

‫وبالتالي فإن األسباب الموجبة للتجريح تجيز للنيابة العامة التدخل في النزاع المثار أمام‬
‫المحكمة؛ حيث يتعين تبليغها وجوبا على اعتبار أنه في حالة لم يحتوي الحكم على مستنتجاتها‬
‫‪44‬‬
‫يكوم مصيره البطالن ‪.‬‬

‫وبخصوص تجريح قضاة النيابة العامة‪ ،‬فمن المعلوم أنه ال يجوز تجريح النيابة العامة‬

‫الشرقاوي الغزواني‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪163‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪24‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫يتضح أنه‬ ‫‪46‬‬


‫و الفصل ‪ 299‬ق‪.‬م‪ .‬م‬ ‫‪45‬‬
‫في القضايا الجنائية ‪ ،‬فطبقا للفصل ‪ 274‬ق‪ .‬م‪ .‬ج‬
‫يجوز تجريح قضاة النيابة العامة بنفس األسباب التي يجرح بها قضاة األحكام لكن شريطة أن‬
‫يكون تدخلها في الدعوى تدخال انضماميا فقط‪ ،‬أما إذا كانت طرفا رئيسيا فال يجوز تجريحها‬
‫بالمرة ‪.‬‬

‫أما بخصوص الجهة الموكول لها أمر البث في طلبات تجريح القضاة ‪،‬فانه وانطالقا من‬
‫يتم التمييز بين حالتين ‪ ،‬ففي الحالة األولى التي يستهدف فيها‬ ‫‪47‬‬
‫الفصل ‪ 296‬من ق ‪.‬م ‪.‬م‬
‫طلب تجريح قضاة بالمحكمة االبتدائية‪ ،‬فإنه يتم البت في طلبات تجريحهم داخل غرفة المشورة‬
‫بمحكمة االستئناف‪ ،‬أما في الحالة الثانية أي بالنسبة طلبات التجريح ضد قضاة محكمة‬
‫‪48‬‬
‫االستئناف أو النقض فان االختصاص ينعقد لغرفة المشورة بهذه المحاكم‬

‫ولعل أن الغاية من هذا التجريح هي ضمان حياد القاضي‪ ،‬حيث تتم إحالة القضية على‬

‫جاء في الفصل ‪ 274‬من ق م ج ‪:‬‬ ‫‪45‬‬

‫"" ال يمكن تجريح قضاة النيابة العامة" "‬


‫ورد في الفصل ‪ 299‬من ق م م ‪:‬‬ ‫‪46‬‬

‫" " تطبق أسباب التجريح المتعلقة بقاضي األحكام على قاضي النيابة العامة إذا كان طرفا منضما‪ ،‬وال يجرح إذا كان‬
‫طرفا رئيسيا ‪".‬‬
‫جاء في الفصل ‪ 296‬من ق م م ‪:‬‬ ‫‪47‬‬

‫" يقدم طلب التجريح وفق القواعد المقررة في المقال االفتتاحي للدعوى ‪.‬‬
‫يبلغ إلى القاضي الذي وجه إليه ليصرح خالل عشرة أيام كتابة بموافقته على التجريح أو رفضه له مع الجواب عن‬
‫وسائل هذا التجريح ‪.‬‬
‫يحال طلب التجريح إذا تعلق األمر بقاض من المحكمة االبتدائية خالل ثالثة أيام من جوابه أو سكوته إلى محكمة‬
‫االستئناف لتبت فيه خالل عشرة أيام في غرفة المشورة بعد أن يستمع الرئيس مقدما إلى إيضاحات الطرف المطالب‬
‫والقاضي المجرح ‪.‬‬
‫تبت محكمة االستئناف ومحكمة النقض ضمن نفس اإلجراءات واالجال إذا تعلق األمر بأحد قضاتهما‪".‬‬
‫ياسين سندباد تجريح القضاة في القانون المغربي‪ ،‬مقال منشور بموقع ‪، maroc .droit. com‬تاريخ االطالع‬ ‫‪48‬‬

‫‪26/10/2016‬‬
‫‪25‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪49‬‬
‫قاض أخر محايد ونزيه‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬مخاصمة القضاة‬


‫ترمي دعوى مخاصمة القضاة إلى تقرير مسؤولية القاضي في حاالت يقوم فيها بأفعال ال‬
‫فإنه يجوز مسائلة‬ ‫‪50‬‬
‫تليق به كقاض يسموا إلى العدل والحق ‪ ،‬فطبقا للفصل ‪ 391‬من ق‪ .‬م‪ .‬م‬
‫القاضي حينما يعمد إلى ارتكاب غش أو غدر أو إنكار للعدالة‪ ،‬ومن تم المطالبة بالتعويض‬
‫‪51‬‬
‫عما لحق الطرف المتضرر من ضرر‪.‬‬

‫وترفع هذه الدعوى بواسطة مقال مرفق بالمستندات المدعمة وموقعة من طرف محامي‬
‫مقبول للترافع أمام محكمة النقض ‪ ،‬باعتبار أن محكمة النقض هي المختصة في مثل هذه‬
‫الدعاوى والتي ال يرافع فيها إال محامي مقبول الترافع بها ‪.‬‬

‫و بالنسبة لدور النيابة العامة في هذه الدعوى فإ نها تتدخل فيها وجوبا‪ ،‬باعتبار أن تدخل‬
‫النيابة العامة أمام محكمة النقض يكون إلزاميا‪ ،‬فتعمل النيابة العامة في قضايا مخاصمة‬
‫القضاة على إبداء الرأي فيما يثيره الخصوم من طلبات ودفوع من أجل التطبيق السليم للقانون‬

‫أنس الشتيوي‪ ،‬التذخل االنضمامي للنيابة العامة أمام القضاء المدني وإشكاالته‪،‬مجلة القانون واألعمال‪ ،‬العدد‬ ‫‪49‬‬

‫الرابع‪،‬ماي ‪ ،2016‬ص ‪168‬‬


‫بخصوص حاالت المخاصمة فقد حددها المشرع في الفصل ‪ 391‬من ق‪ .‬م‪ .‬م والذي جاء فيه ‪:‬‬ ‫‪50‬‬

‫" يمكن مخاصمة القضاة في األحوال األتية ‪:‬‬


‫‪ - 1‬إذا ادعى ارتكاب تدليس أو غش أو غدر من طرف قاضي الحكم أثناء تهيئ القضية أو الحكم فيها أو من‬
‫طرف قاض من النيابة العامة أثناء قيامه بمهامه؛‬
‫‪ - 2‬إذا قضى نص تشريعي صراحة بجوازها؛‬
‫‪ - 3‬إذا قضى نص تشريعي بمسؤولية القضاة يستحق عنها التعويض؛‬
‫‪ - 4‬عند وجود إنكار العدالة ‪.‬‬
‫فبعدما كانت تسأل الدولة عن األخطاء التي يرتكبها القضاة ثم ترجع إليهم بعد األداء عنهم تغير الوضع حاليا‬ ‫‪51‬‬

‫وأصبحت الدولة مسؤولة عن التعويض عن األخطاء الصادرة عن القضاة دون إمكانية الرجوع عليهم بما أدت عنهم‬
‫‪".‬‬
‫‪26‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪52‬‬
‫والعدالة ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬قضايا الزور الفرعي‬


‫هي تلك الدعوى العارضة التي تثار أثناء‬ ‫‪53‬‬
‫دعوى الزور الفرعي عكس دعوى الزور األصلي‪،‬‬
‫سريان دعوى أصلية ‪،‬وصورتها تتمظهر في الحالة التي يقوم فيها أحد الخصوم باالستناد إلى‬
‫محرر عرفي أو رسمي إلثبات ادعاءاته‪ ،‬فيقوم الطرف األخر أي الخصم بالطعن فيه بالزور‪،‬‬
‫وبالتالي المطالبة بهدم حجيته في اإلثبات ‪.‬‬

‫ويتم تقديم دعوى الزور الفرعي إما أمام القضاء المدني أثناء النظر في دعوى مدنية‪ ،‬أو‬
‫أمام القضاء الزجري في سياق دعوى زجرية ‪ ،‬وحتى يتم قبول دعوى الزور الفرعي يتعين أن‬
‫يثيره أحد أطراف النزاع ‪،‬وأن يكون الفصل في الدعوى يتوقف على المستند‪ ،‬وبعد تأكد المحكمة‬
‫من توفر شروط قبول دعوى الزور الفرعية ‪ ،‬تعمل على إنذار الطرف المتمسك بالسند ‪،‬وتأمره‬
‫بإيداع أصل المستند مع ضرورة التأشير عليه ‪ ،‬كما تقوم المحكمة بتحرير محض ار به لتباشر‬
‫إجراءات التحقيق ولتفصل في األخير في طلب االدعاء بالزور الفرعي ‪.‬‬

‫ويتجسد دور النيابة العامة في دعوى الزور الفرعي من خالل الفصل ‪ 79‬من ق‪ .‬م‪ .‬م‬
‫فعندما يتم وضع أصل المستند المطعون فيه بالزور بكتابة الضبط يقوم القاضي المقرر أو‬
‫القاضي المكلف بالقضية بالتأشير على المستند وينجز محضر يضمن فيه حالة المستند‬
‫بحضور األطراف وكذلك بحضور ممثل النيابة العامة‬

‫وما يزكي دور النيابة العامة في هذه الدعوى هو أن الزور الفرعي ينضوي ضمن‬
‫إجراءات تحقيق الدعوى والتي أجاز فيها المشرع حضور النيابة العامة ‪.‬‬

‫محمد بوعياد‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪20‬‬ ‫‪52‬‬

‫‪ 53‬دعوى الزور األصلية هي دعوى يرفعها مدعي الزور بصفة أصلية وبغير انتظار مطالبته أو التمسك‬
‫قبله بالمستند المزور في دعوى قائمة فعال فمن يخشى االحتجاج عليه بورقة مزورة يجوز له أن يخاصم‬
‫من بيده تلك الورقة أو من يستفيد منها بموجب دعوى أصلية‬
‫‪27‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫ومما تجدر اإلشارة إليه أن المشرع في إطار مسودة مشروع قانون المسطرة المدنية‬
‫من مشروع‬ ‫‪54‬‬
‫استعمل مصطلح الزور ‪ ،‬عوض الزور الفرعي ‪ ،‬حيث أورد في المادة الثامنة‬
‫القانون حاالت تدخل النيابة العامة ومن بينها قضايا الزور ككل‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫التدخل الرئيسي للنيابة العامة في القضايا المدنية‬
‫بجانب حق النيابة العامة في التدخل االنضمامي في الدعاوى المدنية الرائجة أمام‬
‫المحاكم ‪ ،‬فقد أجاز لها المشرع أيضا التدخل كطرف رئيسي إما مدعية أو مدعى عليها ‪ ،‬وما‬
‫يستتبع ذلك من أثار مهمة‪ ،‬ومن خالل تأمل مقتضيات قانون المسطرة المدنية نجد بعض‬
‫القضايا التي تبرز فيها النيابة العامة كطرف رئيسي‪ ،‬كما أنه ومن خالل قوانين أخرى خاصة‬

‫‪ 54‬جاء في المادة الثامنة من مسودة مشروع قانون المسطرة المدنية ما يلي ‪:‬‬
‫" تتدخل النيابة العامة كطرف منضم في الحاالت االتية ‪:‬‬
‫" ‪ 1‬في جميع القضايا التي يقضي نص خاص بتبليغها إليها ؛‬
‫‪ 2‬في جميع الحاالت التي تطلب التدخل فيها بعد اطالعها على الملف ؛‬
‫‪ 3‬في قضايا الزور ؛‬
‫‪ 4‬عندما تحال إليها القضية تلقائيا من طرف المحكمة ‪".‬‬

‫‪28‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫يجد التدخل الرئيسي للنيابة العامة موضعه ؛وهو الذي أقيم على ضوابط قانونية تستهدف‬
‫التطبيق السليم للقانون‪ .‬في هذا اإلطار سأتطرق لتدخل النيابة العامة الرئيسي في قانون‬
‫المسطرة المدنية في مطلب أول على أن قوم بنفس األمر بالنسبة لتدخل النيابة العامة خارج‬
‫قانون المسطرة المدنية في مطلب ثاني‬

‫المطلب األول‪ :‬التدخل وفق قانون المسطرة المدنية‬


‫يكفل قانون المسطرة المدنية للنيابة العامة الحق في التدخل الرئيسي في قضايا الغيبة‪،‬‬
‫والقضايا المتعلقة بالتركات الشاغرة؛ فبالنسبة لألولى فإنها تقتضي وجود أموال تحتاج التدبير‬
‫والحماية بعد غيبة مالكها ‪،‬أما بخصوص الثانية فبموجبها يجوز للدولة اإلرث حينما يتوفى‬
‫شخص دون أن يكون هناك من يستحق إرثه شرعا وقانونا‪ .‬وزيادة في التوضيح سأتحدث عن‬
‫قضايا الغيبة في فقرة أولى ‪،‬على أن أتناول قضايا التركات الشاغرة في فقرة ثانية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬قضايا الغيبة‬


‫يدخل في حكم الغائب كل شخص غاب عن موطنه أو محل إقامته بالمغرب ولو كان‬
‫‪.‬‬ ‫‪55‬‬
‫محل إقامته بالخارج معروفا أو غير معروف‬

‫وبالتالي فإن هذا الغياب الطويل سوف يؤثر ال محالة على أمواله ‪ ،‬األمر الذي يقتضي‬
‫وبهذا الشكل يختلف وضع الغائب عن المفقود‬ ‫‪56‬‬
‫معه تعيين وكيل يتولى إدارة تلك األموال‪،‬‬
‫الذي ال يجهل مكانه وال تعلم حياته من مماته؛ ويتم الحكم بتمويته وفق اإلجراءات الواردة في‬
‫‪57‬‬
‫المادة ‪ 327‬من مدونة األسرة ‪.‬‬

‫‪55‬‬

‫الشرقاوي الغزواني‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪99‬‬ ‫‪56‬‬

‫جاء في المادة ‪ 327‬من م‪ .‬أ ما يلي ‪:‬‬ ‫‪57‬‬

‫"يحكم بموت المفقود في حالة استثنائية يغلب عليه فيها الهالك بعد مضي سنة من تاريخ اليأس من الوقوف على‬
‫خبر حياته أو مماته‪.‬‬
‫أما في جميع األحوال األخرى‪ ،‬فيفوض أمد المدة التي يحكم بموت المفقود بعدها إلى المحكمة ‪،‬وذلك كله بعد التحري‬
‫‪29‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫ولما كان يحق لذوي المصلحة رفع مقال للمحكمة من أجل اتخاذ اإلجراءات الالزمة بشان‬
‫األموال التي يتركها الغائب‪ ،‬فإنه يتعين تبليغ النيابة العامة بها وجوبا‪ ،‬حتى يتسنى لها اإلدالء‬
‫بمستنتجاتها وفقا للفصل التاسع من قانون المسطرة المدنية ‪.‬‬

‫من قانون المسطرة المدنية للنيابة العامة بجانب ذوي المصلحة‬ ‫‪58‬‬
‫ويخول الفصل ‪263‬‬
‫الحق في التدخل الرئيسي في قضايا الغيبة‪ ،‬حيث إنه يجوز للنيابة العامة لدى المحكمة‬
‫االبتدائية تقديم مقالها في الموضوع وفق الشروط التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود ضرورة في تسيير األموال ؛‬

‫‪ -2‬أن تعود ملكية هذه األموال لشخص افترضت غيبته ؛‬

‫‪ -3‬عدم ترك الغائب لوكالة التصرف في هذه األموال ‪.‬‬

‫ونظ ار للخطورة التي تكتسيها وضعية الغائب‪ ،‬فإن المشرع وحفاظا على هذه األموال من‬
‫الضياع خول للقاضي البت في تعيين المسير بأمر غير قابل للطعن ‪.‬‬

‫وقد أحسن المشرع تنظيم إجراءات تسيير أموال الغائب في الفصل ‪ 263‬على اعتبار أنه‬
‫كانت تثار عدة مؤاخذات على الفصل ‪ 397‬من قانون المسطرة المدنية الملغى ؛ والذي كان‬
‫يعطي حق المطالبة لذوي المصلحة دون النيابة العامة في تقديم الطلب‪ ،‬وكان الفصل ‪398‬‬
‫يوكل للنيابة العامة أمر رعاية مصالح األشخاص المفترضة غيبتهم‪ ،‬وبالتالي فإنه في إطار‬
‫القانون القديم كان يتم التفريق بين الرعاية والمطالبة القضائية‪ ،‬وبالتالي يكون القانون الجديد‬
‫أفضل من ناحية المكنة التي منحها للنيابة العامة‪ ،‬باعتبار أن الفصل ‪ 263‬من ق ‪.‬م‪ .‬م‬
‫‪59‬‬
‫الجديد جاء أكثر شمولية‬

‫عنه بما أمكن من الوسائل بواسطة الجهات المختصة بالبحث عن المفقودين ‪".‬‬

‫‪ 59‬محمد بوزيان‪ ،‬دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية ‪،‬سلسلة دروس بالمعهد الوطني للدراسات القضائية‪ ،‬الطبعة‬
‫الرابعة ‪ ،1993،‬ص ‪66‬‬
‫‪30‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التركات الشاغرة‬


‫بمقتضى الفصل ‪ 267‬من ق‪ .‬م‪ .‬م تكون الدولة أهال لإلرث في الحالة التي يتوفى فيها‬
‫شخص ويخلف تركة دون أن يكون له أي وارث يستحق اإلرث بعده ‪،‬ففي هذه الحالة يتعين‬
‫على السلطة إخبار وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية التي يشمل نفوذها مكان الوفاة‪ ،‬هذا‬
‫اإلخبار الذي يجسد الدور الرئيسي للنيابة العامة ‪،‬كونها ذات الصفة في المطالبة القضائية أمام‬
‫وتعيين أحد‬ ‫‪60‬‬
‫رئيس المحكمة من أجل استصدار أمر بناء على طلب في نطاق الفصل ‪148‬‬
‫‪61‬‬
‫كتاب الضبط القيام بإحصاء األموال المتروكة‬

‫وتستهدف هذه المطالبة كل من يحوز األموال المتروكة ‪ ،‬وحينما تكون هذه األخيرة في‬

‫جاء في الفصل ‪ 148‬من ق‪ .‬م‪ .‬م ما يلي ‪:‬‬ ‫‪60‬‬

‫" يختص رؤساء المحاكم االبتدائية وحدهم بالبت في كل مقال يستهدف الحصول على أمر بإثبات حال أو توجيه‬
‫إنذار أو أي إجراء مستعجل في أية مادة لم يرد بشأنها نص خاص وال يضر بحقوق األطراف‪ .‬ويصدرون األمر في‬
‫غيبة األطراف دون حضور كاتب الضبط بشرط الرجوع إليهم في حالة وجود أية صعوبة ‪.‬‬
‫يكون األمر في حالة الرفض قابال لالستئناف داخل خمسة عشر يوما من يوم النطق به عدا إذا تعلق األمر بإثبات‬
‫حال أو توجيه إنذار‪ .‬ويرفع االستئناف أمام محكمة االستئناف ‪.‬‬
‫إذا عاق الرئيس مانع ناب عنه أقدم القضاة ‪.‬‬
‫يقوم عون كتابة الضبط المكلف بإنذار أو إثبات حالة بتحرير محضر يثبت فيه باختصار أقوال ومالحظات المدعي‬
‫عليه االحتم الي أو ممثله ويمكن تبليغ هذا المحضر بناء على طلب الطرف الملتمس لإلجراء إلى كل من يعنيه‬
‫األمر‪ ،‬ولهذا األخير أن يطلب في جميع األحوال نسخة من المحضر ‪.‬‬
‫إذا لم يكن القيام بالمعاينة المطلوبة مفيدا إال بواسطة رجل فني أمكن للقاضي تعيين خبير للقيام بذلك‪" .‬‬
‫جاء في الفصل ‪ 267‬من ق ‪.‬م ‪.‬م ما يلي ‪:‬‬ ‫‪61‬‬

‫" إذا كانت الدولة مؤهلة عند انعدام وارث معروف لإلرث أخبرت السلطة المحلية لمكان الوفاة وكيل الملك بذلك مع‬
‫بيان المتروك على وجه التقريب ويصدر رئيس المحكمة االبتدائية المحال عليه الطلب من طرف وكيل الملك أم ار‬
‫على طلب يعين فيه ك اتب ضبط إلحصاء األموال والقيم المتروكة ويعينه قيما إذا كانت لها أهمية ما لحراستها ‪.‬‬
‫ويضع هذا الكاتب األختام عند الحاجة ويحرر محض ار بمختلف هذه العمليات ‪.‬‬
‫إذا كانت األموال تشتمل على عناصر قابلة للتلف استؤذن رئيس المحكمة في بيعها بالكيفيات المقررة لبيع منقوالت‬
‫القاصر ‪.‬وتوضع الناتجة عن هذا البيع بعد خصم المصاريف بصندوق اإليداع والتدبير ‪.‬‬
‫يخطر وكيل الملك حينئذ إدارة األمالك المخزنية ‪" .‬‬
‫‪31‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫حاجة إلى قيم فإ ن كاتب الضبط يتحول معها إلى هذه الصفة ويسهر على وضع األختام‬
‫وتحرير محضر يؤرخ ويضمن لجميع العمليات التي قام بها ‪.‬‬

‫وحماية لحق الدولة في هذه األموال وفي حالة قابليتها للتلف‪ ،‬فإنه يجوز لرئيس المحكمة‬
‫االستئذان في بيعها وفق القواعد المقررة لبيع منقوالت القاصرين‪ ،‬وبعد إجراء هذه العملية يتم‬
‫حصر المصاريف‪ ،‬وتوضع األموال الناتجة عن البيع في صندوق اإليداع والتدبير‪ ،‬مع ضرورة‬
‫إخطار وكيل الملك إلدارة األمالك المخزنية ‪.‬‬

‫من ق‪ .‬م‪.‬م لرئيس المحكمة‬ ‫‪62‬‬


‫وحرصا على تكريس مبدأ العلنية‪ ،‬فقد أجاز الفصل ‪268‬‬
‫االبتدائية في حالة الضرورة االلتجاء إلى وسائل اإلشهار واإلعالم المتاحة ؛أبرزها تعليق األمر‬
‫الصادر في الموضوع في أخر موطن للهالك ؛أو في مقر الجماعة لمحل ازدياده‪ ،‬كما يمكن‬
‫اللجوء إلى النشر في الجرائد الوطنية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التدخل خارج نطاق قانون المسطرة المدنية‬


‫بغض النظر عن القضايا التي تتدخل فيها النيابة العامة كطرف أصلي في قانون‬
‫صور مهمة للتدخل الرئيسي لجهاز‬
‫ا‬ ‫المسطرة المدنية‪ ،‬فإنه وبتأمل بعض القوانين الخاصة نجد‬
‫النيابة العامة ‪،‬حيث خول لها القانون تفعيل دورها الرئيسي في الدعوى المدنية كمدعية أو‬
‫مدعى عليها‪ ،‬ومن أجل توضيح هذه األمور سوف أتناول التدخل الرئيسي للنيابة العامة في‬
‫دعاوي المحامين‪ ،‬ودعاوي المنازعات الحاصلة بشأن صحة مسطرة اإلكراه البدني‪ ،‬وحل‬
‫الجمعيات في فقرة أولى‪ ،‬على أن أتطرق لتدخلها الرئيسي في باقي القوانين الخاصة في فقرة‬
‫ثانية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬دعاوي المحامين ودعاوي المنازعات الحاصلة بشأن صحة‬


‫ورد في الفصل ‪ 268‬من ق‪ .‬م‪ .‬م ما يلي ‪:‬‬ ‫‪62‬‬

‫"يأمر رئيس المحكمة االبتدائية عند االقتضاء باتخاد جميع تدابير اإلشهار التي يراها ضرورية وخاصة تعليق أمره‬
‫بأخر موطن للهالك وبمقر الجماعة لمحل ازدياده إن كان معروفا وحتى النشر في جريدة واحدة أو أكثر من الجرائد‬
‫التي يعينها‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫مسطرة اإلكراه البدني وحل الجمعيات‬


‫من أجل تسليط الضوء على صور تدخل النيابة العامة كطرف رئسي ارتأيت تناول‬
‫دعاوى المحامين (أوال ) فدعاوى المنازعات الحاصلة بشأن مسطرة اإلكراه البدني( ثانيا) ثم‬
‫دعاوى حل الجمعيات( ثالثا ) ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬دعاوى المحامين‬


‫يتمظهر الدور الرئيسي للنيابة العامة في قانون المحاماة في طلب منع مزاولة المحامي‬
‫للمهنة بصفة مؤقتة (أ) ‪،‬وكذلك في طلب التغاضي عن التقييد في الجدول (ب) ‪،‬ثم الطعن في‬
‫مقررات الهيئة (ج) ومتابعة المحامي مباشرة أمام مجلس الهيئة د وأيضا متابعة النقيب (ه)‬

‫أ‪ -‬طلب منع مزاولة المحامي للمهنة بصفة مؤقتة‬

‫يتقيد المحامي في مباشرته لمهنته لالمتثال للقانون وأخالقيات المهنة ؛ هذه األخيرة التي‬
‫و في حالة ما توبع‬ ‫‪63‬‬
‫هي عبارة عن مجموعة من القواعد المهنية واألدبية المحددة للسلوكيات ‪،‬‬
‫المحامي من أجل أفعال جرمية اقتضت تحريك الدعوى العمومية ضده من طرف النيابة العامة‬
‫يجوز للنيابة العامة في شخص الوكيل‬ ‫‪64‬‬
‫‪ ،‬فإنه وبمقتضى المادة ‪ 66‬من قانون المحاماة ‪،‬‬
‫العام للملك تقديم طلب وقف مزاولة هذا المحامي للمهنة‪ ،‬هذا المنع يأخذ شكل مقرر يسري‬
‫على المحامي بالرغم من وجود أي تعرض أو طعن عليه ‪.‬‬

‫ب‪ -‬طلب التغاضي عن التقييد في الجدول‬

‫نبيل فرحان حسين الشنطاوي‪ ،‬المسؤولية القانونية الناتجة عن ممارسة المهن الحرة " دراسة مقارنة "‪ ،‬أطروحة لنيل‬ ‫‪63‬‬

‫درجة الدكتواه في الحقوق‪ ،‬شعبة القانون الخاص‪ ،‬وحدة األعمال ‪،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬عين الشق‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الدار البيضاء ‪ 2003/2004،‬ص ‪425‬‬
‫جاء في المادة ‪ 66‬من قانون المحاماة ‪:‬‬ ‫‪64‬‬

‫" يمكن لمجلس الهيئة ‪،‬وألسباب مهنية‪ ،‬عند إجراء متابعة زجرية ضد أي محام‪ ،‬أن يصدر في حالة الضرورة‬
‫القصوى‪ ،‬مقر ار معلال بمنع هذا المحامي من ممارسة المهنة مؤقتا ‪.‬‬
‫يتخذ المجلس هذا المقرر‪ ،‬تلقائيا أو بطلب من النقيب ‪،‬أو الوكيل العام للملك ‪،‬باألغلبية المطلقة ألعضائه‬
‫ينفذ هذا المقرر رغم كل طعن ‪".‬‬
‫‪33‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫فإنه يجب التغاضي عن تقييد كل محامي في الجدول في حالة‬ ‫‪65‬‬


‫بموجب المادة ‪ 75‬من ق‪ .‬م‬
‫ما ثبت أنه ال يمارس مهنته؛ وفي غياب أي مبرر يقتضي ذلك‪ ،‬كما يتعين القيام باتخاذ نفس‬
‫الجزاء في الحالة التي يمتنع فيها المحامي عن أداء واجبات مساهمته في التكاليف التي تسنها‬
‫هيئة المحاماة ‪،‬كما يجوز التغاضي عن تقييده في حالة عدم احترامه للمقتضيات المتعلقة‬
‫بالضمانات االجتماعية المقامة لفائدة أعضاء الهيئة‪ ،‬و يتعين التغاضي عن تقييده أيضا حينما‬
‫يعجز عن ممارسة المهنة بسبب مرض خطير ال يرجى شفاءه ‪.‬‬

‫األشخاص الذين يجوز لهم تقديم طلب التغاضي‬ ‫‪66‬‬


‫ولقد حددت المادة ‪ 76‬من ق‪.‬م‬
‫وتفعليه ‪ ،‬فأجازت ذلك للمعني باألمر نفسه‪ ،‬كما خولت لهيئة المحاماة نفسها إثارة األمر بشكل‬
‫تلقائي‪ ،‬كما أجيز للنيابة العامة في شخص الوكيل العام للملك تفعيل طلب التغاضي‪.‬‬

‫وبموجب المادة ‪ 76‬السالفة الذكر يتعين تبليغ المقرر المتخذ إلى المحامي المعني‪ ،‬وإلى‬
‫الوكيل العام للملك داخل أجل خمسة عشر يوما من صدوره ‪.‬‬

‫وبالتالي فإنه وبمجرد ما يتم تقديم طلب التغاضي عن التقييد من طرف النيابة العامة‪،‬‬
‫فإنها بالتبعية تصبح طرفا رئيسيا في الدعوى أي خصما حقيقيا للمحامي وما يستتبع ذلك من‬
‫الحقوق التي تمنح لها كالحق في الترافع والتقاضي ودحض الدفوع ‪ ،‬كما يمنح لها هذا التدخل‬

‫ورد في المادة ‪ 75‬من ق‪.‬م ما يلي ‪:‬‬ ‫‪65‬‬

‫يتعين التغاضي عن تقييد كل محام في الجدول في إحدى الحاالت التالية ‪:‬‬


‫‪ -‬إذا كان ال يمارس مهنته فعليا ‪،‬دون مانع مشروع؛‬
‫‪ -‬إذا كان ال يؤدي دون موجب مقبول ‪،‬في اآلجال المقررة‪ ،‬واجبات مساهمته في تكاليف الهيئة‪ ،‬أو يخل‬
‫بمقتضيات نظام الضمانات االجتماعية المحدثة لفائدة أعضائها أو ذوي حقوقهم؛‬
‫‪ -‬إذا تعذر عليه ممارستها بسبب مرض أو عاهة خطيرة ومستمرة‪" .‬‬
‫‪ 66‬جاء في المادة ‪ 76‬من قانون المحاماة ما يلي‪:‬‬
‫" يقرر مجلس الهيئة التغاضي عن التقييد في الجدول تلقائيا ‪ ،‬أو بطلب من الوكيل العام للملك ‪،‬أو من‬
‫المعني باألمر نفسه بعد االستماع إليه ‪،‬أو استدعائه‪ ،‬قبل تاريخ انعقاد المجلس بخمسة عشر يوما على األقل‬
‫يبلغ المقرر المتخذ إلى المحامي المعني ‪،‬وإلى الوكيل العام للملك‪ ،‬داخل أجل خمسة عشر يوما من صدوره‬
‫يترتب على هذا المقرر وجوب امتناع المحامي موضوع التغاضي عن ممارسة أي عمل من أعمال المهنة ‪،‬‬
‫مع االحتفاظ بعضويته ورتبته في الهيئة ‪".‬‬
‫‪34‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪67‬‬
‫حضور إجراءات التحقيق والطعن في المقرر‬

‫ج‪ -‬الطعن في مقررات الهيئة‬

‫حينما تتم عمليات انتخاب مجلس الهيئة والنقيب‪ ،‬فإنه وبمقتضى المادة ‪ 93‬من قانون‬
‫المحاماة يتعين تبليغ محاضر انتخاب مجلس الهيئة والنقيب داخل اجل ثمانية أيام الموالية لتلك‬
‫االنتخابات إلى الوكيل العام للملك ‪.‬‬

‫وبالتالي فإن تبليغ مقررات مجلس الهيئة للوكيل العام للملك بمحكمة االستئناف يعد أم ار‬
‫‪68‬‬
‫ضروريا من أجل تمكينه من تقييم ما يصدر من ق اررات والطعن فيها إن اقتضى الحال‪.‬‬

‫ويجوز للوكيل العام للملك في حالة ما رأى أم ار مخالفا للقانون ‪ ،‬أن يتقدم بالطعن في‬
‫انتخاب النقيب وفي مجلس الهيئة داخل أجل ‪ 15‬يوما من تاريخ التبليغ أو إجراء االنتخابات أو‬
‫من يوم اتخاذ المقرر‪.‬‬

‫وتبت غرفة المشورة بمحكمة االستئناف في القضية بحضور الوكيل العام للملك الذي‬
‫يتدخل بملتمساته الكتابية‪ ،‬ويجوز للنيابة العامة الطعن بالتعرض والنقض في الق اررات التي‬
‫يتخذها الرئيس األول لمحكمة االستئناف‪،‬من دون االلتزام بأداء الرسوم القضائية وال تعيين‬
‫المحامي ‪.‬‬

‫وبالتالي فان التدخل الرئيسي للنيابة العامة عبر الطعن في مقررات الهيئة وانتخاب‬
‫المجلس والنقيب يمنحها صفة المدعي أو المدعى عليها‪ ،‬ومن تم حقها في الحضور وإبداء‬
‫‪69‬‬
‫الرأي وتقديم الملتمسات‪.‬‬

‫قريش مصطفى‪ ،‬دور النيابة العامة في القضاء المدني ‪،‬بحث نهاية التمرين بالمعهد العالي للقضاء‪،‬‬ ‫‪67‬‬

‫‪ ، 2004‬ص ‪23‬‬
‫المنتصر الداودي‪ ،‬دور النيابة العامة في النزاعات المتصلة بمهنة المحاماة ‪،‬العمل القضائي وقانون مهنة‬ ‫‪68‬‬

‫المحاماة‪ ،‬سلسلة دفاتر المجلس األعلى‪ ،‬العدد ‪ 2004 / 3‬ص ‪117‬‬


‫قريش مصطفى‪ ،‬دور النيابة العامة في القضاء المدني ‪،‬بحث نهاية التمرين بالمعهد العالي للقضاء‪،2004 ،‬ص‬ ‫‪69‬‬

‫‪35‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫وفي هذا اإلطار صدر قرار عن محكمة االستئناف بتطوان جاء فيه ‪:70‬‬

‫"حيث قدم الطعن داخل أجله القانوني ‪،‬مستوفيا باقي شروط صحته ‪،‬ما يبرر قبوله شكال‬
‫‪.‬‬

‫وحيث أسست النيابة العامة طعنها في قرار مجلس هيئة المحامين بتطوان على كون‬
‫المطعون ضده السيد محمد الهيني اتخذ في حقه المجلس األعلى للقضاء عقوبة تأديبية بالعزل‪،‬‬
‫وبالتالي فإن حالة العزل ال تدخل وفق مقتضيات المادة ‪ 18‬من القانون المنظم لمهنة المحاماة‪.‬‬

‫وحيث أجاب المطعون ضده بكون القرار الصادر عن مجلس هيئة المحامين بتطوان‬
‫صادف روح القانون‪ ،‬باعتبار أن المادة ‪ 18‬من القانون المنظم لمهنة المحاماة يجب أن يتم‬
‫وفق مقتضيات المادة الخامسة منه باعتباره لم يرتكب أي فعل مخل بالشرف والوقار وحسن‬
‫السلوك بمقتضى قرار العزل الصادر عن المجلس األعلى للقضاء فإنه غير مشمول باإلعفاء‬
‫من الحصول على شهادة األهلية لممارسة مهنة المحاماة ومن التمرين طبقا لمقتضيات المادة‬
‫‪ 18‬من القانون المنظم لمهنة المحاماة المؤرخ في ‪ 20‬أكتوبر ‪ 2008‬باعتبار أنها تنص على‬
‫إعفاء قدماء القضاة الذين قضوا ثمان سنوات على األقل في ممارسة القضاء بمقتضى الفقرة‬
‫األولى وقدماء القضاة من الدرجة الثانية أو من درجة تفوقها بمقتضى الفقرة الثانية ‪،‬مشترطا في‬
‫كلتا الحالتين قبول استقالتهم أو إحالتهم على التقاعد‪ ،‬مالم يكن ذلك لسبب تأديبي ‪،‬الشيء الذي‬
‫يتبين جليا من كون حالة العزل كعقوبة تأديبية ال تدخل ضمن مقتضيات المادة ‪ 18‬من قانون‬
‫المحاماة لكونها تقصر حالة اإلعفاء على قدماء القضاة المستقيلين أو المحالين على التقاعد‬
‫‪،‬باعتبار أن عملية الترشيح للتقيد في الالئحة أو جدول هيئة المحامين‪ ،‬وحاالت اإلعفاء حددها‬
‫المشرع على سبيل الحصر وفق القرار الصادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪2008/09/10‬‬
‫تحت عدد ‪ 674‬في الملف اإلداري عدد ‪ 07/1/4/456‬المنشور بكتاب المحاماة من خالل‬

‫‪ ،39‬ص ‪26‬‬
‫قرار صادر عن محكمة االستئناف بتطوان‪ ،‬عدد ‪ 398/16‬بتاريخ ‪، 2016/11/23‬غرفة المشورة‪ ،‬غير منشور‬ ‫‪70‬‬

‫‪36‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫العمل القضائي لعمر أزوكار ص ‪ 195‬وما يليها ‪.‬‬

‫وحيث إنه وإن كانت مقتضيات المادة ‪ 18‬من القانون المنظم لمهنة المحاماة مرتبطة‬
‫باإلطار العام المنصوص عليه في المادة ‪ 5‬من نفس القانون ‪ ،‬غير أن ارتباطها يتمثل في‬
‫نوعية السبب التأديبي الذي على أساسه أحيل قدماء القضاة على التقاعد‪ ،‬والمتمثل في انتفاء‬
‫األفعال المنافية للشرف والمروءة وحسن السلوك ‪،‬وذلك بعد تحقق الحالتين الواردتين في المادة‬
‫‪ 18‬من القانون على سبيل الحصر ال المثال ‪،‬والمتمثلين في قبول االستقالة أو اإلحالة على‬
‫التقاعد ما لم يكن لسبب تأديبي‪،‬هذا األخير – السبب التأديبي – هو وحده جوهر ارتباط‬
‫المادتين ‪ 18‬و‪ 5‬ببعضهما ‪.‬‬

‫وحيث إ ن المجلس األعلى سابقا ومحكمة النقض حاليا وإن دأبا على قبول تسجيل قدماء‬
‫القضاة بمختلف جداول هيئات المحامين بالمغرب‪ ،‬فإن مناط قبولهم ارتبط دائما بتوفر إحدى‬
‫الحالتين المنصوص عليهما في المادة ‪ 18‬من القانون ؛والمتمثلين في قبول االستقالة أو اإلحالة‬
‫على التقاعد ‪،‬وبالتالي فإن حالة العزل كعقوبة تأديبية ال تدخل ضمن الحاالت المنصوص‬
‫عليها على سبيل الحصر في المادة ‪ 18‬من القانون والتي على أساسها قدم المطعون ضده‬
‫طلبه قصد التسجيل في جدول هيئة المحامين بتطوان مما يكون معه قرار مجلس هيئة‬
‫المحامين بتطوان قد جانب الصواب ‪،‬ويتعين بالتالي إلغاءه ‪،‬والحكم تبعا لذلك برفض الطلب"‬

‫فمن خالل هذا القرار يتضح جليا الدور النيابة العامة الرئيسي‪ ،‬والذي تجسد من خالل‬
‫مبادرتها في الطعن في القرار الصادر عن مجلس هيئة المحامين بتطوان ‪.‬‬

‫د‪ -‬متابعة المحامي مباشرة أمام مجلس الهيئة‬

‫يتقيد المحامي في مباشرته لمهامه بمجموعة من القواعد المنظمة للمهنة ‪،‬هذه الضوابط‬
‫تجعله ملتزما بوقار المهنة وأخالقياتها‪ ،‬وأي إخالل منه بها يجعله أمام المتابعة سواء أكان‬
‫محاميا متمرنا أو مقيدا بالجدول أو محاميا شرفيا ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫ويجوز للوكيل العام للملك كلما تبين له وجود إخالل بهذه االلتزامات ‪،‬إحالة األمر على‬
‫النقيب بمقتضى المادة ‪ 67‬من قانون المحاماة ‪ ،‬وفي حالة ما قرر النقيب الحفظ فإنه يجوز‬
‫لوكيل الملك أن يطعن في هذا القرار الصادر بالحفظ بعد تبلغيه به ‪.‬‬

‫وقرار الحفظ المتخذ من قبل المجلس أو النقيب قد يكون صريحا أو ضمينا؛ فيكون‬
‫ضمنيا حينما يعمد المجلس إلى السكوت في القضية دون اتخاذ أي موقف ‪.‬‬

‫ه‪ -‬متابعة النقيب‬

‫قد يرتكب النقيب أفعاال مخالفة للقانون ‪،‬األمر الذي يقتضي معه تقديم شكاية ضده ليس‬
‫أمام محكمة االستئناف التي يمارس في نفوذها‪ ،‬وإنما لدى محكمة أخرى غيرها‪ ،‬وبالتالي فإنه‬
‫يجوز للنيابة العامة في شخص الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض أن تتقدم بمتابعته تلقائيا‬
‫‪71‬‬
‫أو بناء على الشكاوى التي تتوصل بها‬

‫ثانيا‪ :‬دعاوى المنازعة الحاصلة بشأن صحة مسطرة اإلكراه البدني‬


‫يعتبر اإلكراه البدني وسيلة ناجعة لتنفيذ األحكام والق اررات القضائية‪ ،‬فما تقضي به المحكمة من‬
‫غرامات وما حددته كتعويضات مدنية للمحكوم عليه بها لفائدة المطالبين بالحق المدني‪ ،‬وما‬
‫ألزمت بأدائه عموما يجيز للدائن طلب تنفيذ اإلكراه البدني ‪.‬‬

‫ولقد وقع االختالف حول طبيعة اإلكراه البدني فيما إذا كان عقوبة في حد ذاتها‪ ،‬باعتبار‬
‫أنه يؤذي إلى الزج بالسجن‪ ،‬ومن خالل كون فترة االعتقال تتم بنفس الطريقة التي تنفذ بها‬
‫األحكام السالبة للحرية‪ ،‬وما إذا كان مجرد طريق من طرق التنفيذ لضمان أداء الغرامات المالية‬
‫المحكوم بها لفائدة المعني بها ‪.‬‬

‫أورد المشرع في الفصل ‪ 72‬من ق‪ .‬م ما يلي ‪:‬‬ ‫‪71‬‬

‫" تقدم المتابعات مباشرة ضد النقيب الممارس إلى محكمة االستئناف غير تلك التي توجد الهئية بدائرتها ‪،‬وذلك من‬
‫لدن الوكيل العام للمك لدى محكمة النقض‪ ،‬تلقائيا أو تبعا لشكوى توصل بها ‪".‬‬

‫‪38‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫وعموما فاإلكراه البدني يفترض أوال وجود حكم باإلدانة‪ ،‬فهو ليس في الواقع عقوبة‬

‫بالمعنى الصحيح بل وسيلة تنفيذ "‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫وتطبق مسطرة اإلكراه البدني على الديون الخصوصية‪ 72‬والعمومية‬

‫ولقد أثبتت التجربة العملية مدى فعالية اإلكراه البدني‪ ،‬باعتبار أن أغلبية المكرهين ال‬
‫يبادرون إلى تنفيذ األحكام الصادرة في حقهم إال بعد سريان إجراءات مسطرة اإلكراه البدني‬
‫‪74‬‬
‫عليهم‬

‫وبمقتضى المادة ‪ 639‬من ق‪.‬م‪.‬ج ‪ 75‬تختص النيابة العامة في شخص وكيل الملك بالمحكمة‬
‫االبتدائية في تلقي طلبات تطبيق اإلكراه البدني ‪ ،‬والذي يعمل على إحالة الملف على قاضي‬
‫تطبيق العقوبات‪ ،‬هذا األخير ال يبدي موافقته على إعمال اإلكراه البدني إال بعد تحققه من‬
‫مجموعة من الشروط المهمة واألساسية‪ ،‬والمتمثلة في اإلدالء بنسخة من المقرر القابل‬
‫للتنفيذ‪ ،‬وما يفيد توجيه إنذار من طرف طالب اإلكراه إلى الشخص المطلوب إكراهه وبقاءه‬
‫بدون جدوى بعد مرور فترة تتجاوز شهرا من تاريخ التوصل به‪ ،‬مع تقديم طلب مكتوب من‬
‫طالب اإلكراه يرمي من خالله وضع خصمه في السجن‪ ،‬وكذلك اإلدالء بما يفيد عدم قابلية‬
‫التنفيذ على أموال المدين‪.‬‬

‫ووفقا للمادة ‪ 460‬من نفس القانون ‪ ،‬تعد موافقة قاضي تطبيق العقوبات أمرا ضروريا لفتح‬
‫المجال أمام النيابة العامة ‪،‬وفي حالة تحقق الموافقة الصريحة يوجه وكيل الملك أمره إلى‬
‫القوة العمومية بإلقاء القبض على الشخص المطلوب تطبيق اإلكراه البدني في حقه ‪.‬‬

‫‪ 72‬الديون الخصوصية هي تلك التعويضات المحكوم بها لفائدة المطالب بالحق المدني في مواجهة مدينه ‪،‬‬
‫وفي حالة امتنع هذا األخير عن أدائها بعد الحكم عليه بها فإنه يجوز للطرف المدني تقديم طلب يرمي من‬
‫خالله إلى تطبيق اإلكراه البدني‬
‫‪ 73‬الديون العمومية هي تلك الغرامات المحكوم بها لفائدة خزينة الدولة‬
‫‪ 74‬عبد العزيز هدوي ‪،‬مستجدات مسطرة اإلكراه البدني وإشكالياتها على ضوء قانون المسطرة الجنائية ‪،‬‬
‫المملكة المغربية‪ ،‬وزارة العدل ‪،‬المحكمة االبتدائية بقلعة السراغنة ‪ ،‬النيابة العامة‬
‫‪ 75‬جاء في المادة ‪ 639‬من ق م ج ما يلي ‪:‬‬
‫" يقدم طلب تطبيق اإلكراه البدني لوكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية المختصة ‪،‬ويرفق بنسخة من المقرر‬
‫القابل للتنفيذ باإلضافة إلى الوثائق المشار إليها في المادة ‪ 640‬بعده "‬
‫‪39‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫مع استثناء الحالة التي يكون فيها المحكوم عليه رهن االعتقال والتي يعمد فيها رئيس المؤسسة‬
‫السجنية إلى إنذار للمحكوم عيله باألداء‪ ،‬وفي حالة تصريح هذا األخير بعدم القدرة على الوفاء‬
‫أنذاك يقوم رئيس المؤسسة السجنية بتوجيه محضر إلى النيابة العامة‪ ،‬والتي تتأكد بما ورد في‬
‫المحضر ليصدر وكيل الملك أمره بإبقاء المحكوم عليه بالسجن‪.‬‬

‫وباعتبار أن المشرع منح االختصاص للتثبت من شروط تطبيق اإلكراه البدني لقاضي تطبيق‬
‫العقوبات‪ ،‬وباعتبار أن إحالة الملف إليه تكون باألسبقية من طرف النيابة العامة ‪ ،‬ومن أجل‬
‫التخفيف على القضاء من أعباء قضايا تستشف النيابة العامة مسبقا عدم استيفاءها للشروط‬
‫القانونية ‪ ،‬فانه ال يوجد أي مانع قانوني يحول دون إعمال الرقابة القبيلة للنيابة العامة على‬
‫شروط تطيق اإلكراه البدني ‪.‬‬

‫وبالتالي فانه من األجدر أن يبادر وكيل الملك وقبل إحالة الملف على قاضي تطبيق العقوبات‬
‫على تفحص الشروط الواردة في الفصل ‪ 460‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬والتي تمت اإلشارة إليها سلفا وفي‬
‫حالة ما وجد أن الملف تنقصه إحدى الوثائق أنذر طالب اإلكراه باستدراك ما ينقصه في‬
‫الملف‪ ،‬وفي حالة ما تبين له أن المكره يقل سنه عن ‪ 18‬سنة أو يزيد عن ‪ 60‬سنة اتخذ قراره‬
‫بحفظ المسطرة ‪.‬‬

‫ومن وجهة نظرنا المتواضعة وبالرغم من عدم وجود أية موانع إلعمال هذه المراقبة القبيلة‬
‫للنيابة العامة ‪ ،‬فان هذه المكنة يصعب تفعيلها ما دام أن المشرع لم يلزم النيابة العامة بذلك‬
‫ولوجود عراقيل وطيفية تحول دون ذلك ‪.‬‬

‫لذلك أقترح في هذا اإلطار تعديل الفصل ‪ 460‬من ق‪.‬م ‪.‬ج وإلزام النيابة العامة في بسط‬
‫رقابتها القبلية على شروط تطبيق اإلكراه البدني ‪.‬‬

‫ومما تجدر اإلشارة إليه أن كل المحاكم على اختالف درجاتها يخول لها الحق في إصدار‬
‫الحكم باإلكراه البدني‪ ،‬على أنه حينما يتعلق األمر بمحكمة زجرية يتعين عليها حينما تصدر‬
‫حكما بالغرامة أو رد ما يجب رده من التعويضات ‪،‬أن تحرص على تحديد مدة اإلكراه البدني‬
‫مع استثناء الحالة التي تتعلق بالجرائم السياسية أو حالة الحكم باإلعدام أو السجن المؤبد ‪،‬وفي‬
‫‪40‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫حالة ما كان سن المحكوم عليه يقل عن ‪ 18‬سنة‪ ،‬أو بالغا ‪ 60‬سنة وكذا في حالة مدين تجمعه‬
‫مع الدائن عالقة أبوه أو أخوة أو مصاهرة أو عالقة زاج‪ ،‬ففي مثل هذه الحاالت ال يجوز تنفيذ‬
‫اإلكراه البدني ‪.‬‬

‫مع مالحظه أنه في الديون المدنية أو التعاقدية أي الديون الخصوصية‪ ،‬ال يجوز من‬
‫‪76‬‬
‫خاللها إيداع المحكوم عليه بالسجن مادام غير قادر على الوفاء أصال‬

‫ويجوز للمحكوم عليه التخلص من هذه المسطرة ولو أنه لم يؤذي ما بذمته في حالة ما‬
‫اختار طريق المنازعة في إحدى الحالتين ‪:‬‬

‫‪ 1‬ف ي حالة عدم توصله بالحكم القاضي بإكراهه بدنيا أو أنه بلغ إليه وتعرض عليه وما‬
‫زالت محكمة التعرض لم تبث في تعرضه وخاصة فيما يتعلق باألحكام الزجرية‬

‫‪ 2‬في حالة عدم صحة اإلجراءات المتعلقة باألسباب الراجعة إلى إكراهه‬

‫وعليه فكلما نازع المحكوم عليه في انجاز اإلجراءات أو صحتها فإنه يكون قد رفع‬
‫الدعوى ضد النيابة العامة أمام رئيس المحكمة بصفته الوالئية الذي يبت بالطريقة‬
‫االستعجالية‪ ،77‬ويتعين على النيابة العامة تبعا لذلك أن تحضره أمامه في الوقت المحدد ‪،‬‬
‫ويقتصر دور رئيس المحكمة االبتدائية في هذا الشأن بالتصريح بصحة أو عدم صحة هذه‬
‫اإلجراءات فقط ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬دعاوي حل الجمعيات‬


‫تلعب مؤسسات المجتمع المدني دو ار مهما في الرقي بالمجتمع وتطويره وترسيخ ثقافة الفرد‬
‫الفاعل في المجتمع‪ ،‬وفي هذا اإلطار تبرز الجمعيات والتي تأخذ شكل اتفاق بين عدة أشخاص‬

‫الفصل األول من القانون ‪ 30.06‬المعدل لظهير ‪ 20‬فبراير ‪ 1961‬بشأن استعمال اإلكراه البدني في القضايا‬ ‫‪76‬‬

‫المدنية‬
‫‪ - 77‬قريش مصطفى‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪32‬‬
‫‪41‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪78‬‬
‫يرمي إلى تحقيق مصلحة عامة‬

‫وإلنشاء الجمعية يتعين لزوما تقديم تصريح إلى السلطة اإلدارية المحيلة‪ ،‬هذه األخيرة التي تعمل‬
‫على توجيه نسخة منه إلى النيابة العامة بالمحكمة االبتدائية المختصة حتى يتسنى لها إبداء‬
‫‪79‬‬
‫رأيها فيه ‪.‬‬

‫‪ 78‬جاء في الفصل األول من الظهير الشريف رقم ‪ 1.58.376‬يضبط بموجبه حق تأسيس الجمعيات كما تم‬
‫تعديله ما يلي‪:‬‬
‫" الجمعية هي اتفاق لتحقيق تعاون مستمر بين شخصين أو عدة أشخاص الستخدام معلوماتهم أو نشاطهم‬
‫لغاية غير توزيع األرباح فيما بينهم‪.‬‬
‫وتجرى عليها فيما يرجع لصحتها القواعد القانونية العامة المطبقة على العقود وااللتزامات ‪".‬‬
‫‪ 79‬ورد في الفصل الخامس من نفس ظهير تأسيس الجمعيات ما يلي ‪:‬‬
‫" يجب أن تقدم كل جمعية تصريحا إلى مقر السلطة اإلدارية المحلية الكائن به مقر الجمعية مباشرة أو‬
‫بواسطة عون قضائي يسلم عنه وصل مؤقت مختوم ومؤرخ في الحال وتوجه السلطة المحلية المذكورة إلى‬
‫النيابة العامة بالمحكمة االبتدائية المختصة نسخة من ذلك التصريح المذكور وكذا نسخا من الوثائق المرفقة‬
‫به المشار إليها في الفقرة الثالثة بعده ‪ ،‬وذلك قصد تمكينها من إبداء رأيها في الطلب عند االقتضاء ‪.‬‬
‫وعند استيفاء التصريح لإلجراءات المنصوص عليها في الفقرة الالحقة يسلم الوصل النهائي وجوبا داخل‬
‫أجل أقصاه ‪ 60‬يوما وفي حالة عدم تسليمه داخل هذا األجل جاز للجمعية أن تمارس نشاطها وفق األهداف‬
‫المسطرة وفق قوانينها ‪.‬‬
‫ويتضمن التصريح ما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬اسم الجمعية وأهدافها ؛‬
‫‪-‬الئحة باألسماء الشخصية والعائلية وجنسية وسن وتاريخ ومكان االزدياد ومهنة ومحل سكنى أعضاء‬
‫المكتب المسير ؛‬
‫‪-‬الصفة التي يمثلون بها الجمعية تحت أي اسم كان ؛‬
‫‪-‬صورا من بطائقهم الوطنية أو بطائق اإلقامة بالنسبة لألجانب ؛‬
‫‪-‬مقر الجمعية ؛‬
‫‪-‬عدد ومقار ما أحدثته الجمعية من فروع ومؤسسات تابعة لها أو منفصلة عنها تعمل تحت إدارتها أو‬
‫تربطها بها عالئق مستمرة وترمي إلى القيام بعمل مشترك ‪.‬‬
‫يمكن للسلطات العمومية التي تتلقى التصريح بتأسيس الجمعيات إجراء األبحاث والحصول على على‬
‫البطاقة رقم ‪ 2‬من السجل العدلي للمعنيين باألمر ‪.‬‬
‫وتضاف إلى التصريح المشار إليه في الفقرة األولى من هذا الفصل القوانين األساسية وتقدم ثالثة نظائر من‬
‫هذه الوثائق إلى مقر السلطة اإلدارية المحلية التي توجه واحدة منها إلى األمانة العامة للحكومة ‪.‬‬
‫ويمضي صاحب الطلب تصريحه وكذا الوثائق المضافة إليه ويشهد بصحتها وتفرض على كل من القوانين‬
‫األساسية والئحة األعضاء المكلفين بإدارة الجمعية أو تسيرها حقوق التنبر المؤداة بالنسبة للحجم ‪،‬باستثناء‬
‫نظيرين ‪.‬‬
‫وكل تغيير يطرأ على التسيير أو اإلدارة أو كل تعديل يدخل على القوانين األساسية وكذا إحداث مؤسسات‬
‫فرعية أو تابعة أو منفصلة ‪ ،‬يجب أن يصرح به خالل الشهر الموالي وضمن نفس الشروط ‪ ،‬وال يمكن أن‬
‫يحتج على الغير بهده التغيرات والتعديالت إال ابتداء من اليوم الذي يقع فيه التصريح بها ‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫وعندما تتوافر الشروط المتطلبة قانونا لتأسيس الجمعية تمنح لها الشخصية المعنوية‪،‬‬
‫وبالتالي الترخيص لها لمزالة أنشطتها المدنية‪ ،‬أما إذا لم تتوفر شروط تأسيسها‪ ،‬أو توافرت بداية‬
‫لكن حين مزاولتها ألنشطتها تبين أن نشاطها يخل باألمن العمومي واألخالق الحميدة والنظام‬
‫العام‪ ،‬فإنه يجوز لمن يعنيه األمر أو للنيابة العامة تقديم طلب الحل‪ ،‬وبالتالي فإذا ما حدثت‬
‫‪.‬‬ ‫‪80‬‬
‫المبادرة من قبل النيابة العامة ‪،‬فإنها تتقاضى كطرف رئيسي في القضية‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬مجاالت التدخل الرئيسي للنيابة العامة في باقي القوانين‬


‫الخاصة‬
‫بجانب حاالت التدخل الرئيسي للنيابة العامة في القضايا السالفة الذكر‪ ،‬تتدخل أيضا‬
‫بنفس الصفة في قضايا غاية في األهمية سنحاول توضيحها‬

‫أوال‪ :‬تدخل النيابة العامة في مدونة األسرة‬


‫سأتطرق في إطار تدخل النيابة العامة في مدونة األسرة إلى طبيعة هذا التدخل وكذا‬
‫الغاية منه ثم صور تدخل النيابة العامة في قضايا مدونة األسرة‬

‫‪ -1‬طبيعة تدخل النيابة العامة في مدونة األسرة‬

‫وفي حالة إذا لم يطرأ تغيير في أعضاء اإلدارة يجب على المعنيين باألمر أن يصرحوا بعدم وقوعه التغيير‬
‫المذكور وذلك في التاريخ المقرر له بموجب القوانين األساسية ‪.‬‬
‫ويسلم وصل مختوم ومؤرخ في الحال عن كل تصريح بالتغيير أو بعدمه ‪" .‬‬
‫‪ 80‬ورد في الفصل السابع من ظهير تأسيس الجمعيات ما يلي ‪:‬‬
‫" تختص المحكمة االبتدائية بالنظر في طلب التصريح ببطالن الجمعية المنصوص عليه في الفصل الثالث‬
‫أعاله ‪.‬‬
‫كما تختص أيضا في طلب حل الجمعية إذا كانت في وضعية مخالفة للقانون ‪ .‬وذلك سواء بطلب من كل‬
‫من يعنيه األمر أو بمبادرة من النيابة العامة ‪.‬‬
‫وللمحكمة بالرغم من كل وسائل الطعن أن تأمر ضمن اإلجراءات التحفظية بإغالق األماكن ومنع كل‬
‫اجتماع ألعضاء الجمعية ‪".‬‬
‫‪43‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫حدث جدال فقهي حول طبيعة تدخل النيابة العامة في مدونة األسرة ‪،‬ومرد ذلك تناقض‬
‫المقتضيات القانونية المنظمة للمسألة‪ ،‬باعتبار أن الفصل التاسع من ق‪.‬م‪.‬م وضع قضايا‬
‫األسرة ضمن القضايا المشمولة بالتبليغ الوجوبي ‪ ،‬الذي تتدخل فيه النيابة العامة كطرف‬
‫منضم‪ ،‬في حين أن المادة الثالثة من مدونة األسرة أكدت بالصريح التام على التدخل الرئيسي‬
‫واألصلي للنيابة العامة في جميع القضايا الرامية إلى تطبيق أحكام المدونة ‪.‬‬

‫والسؤال الذي يمكن أن نطرحه في هذا اإلطار ‪،‬هل النيابة العامة تتدخل كطرف منضم‬
‫في قضايا مدونة األسرة ؟ أم أنها تتدخل كطرف منضم وفقا للفصل التاسع من قانون المسطرة‬
‫المدنية؟ أم أنها تجميع بين التدخلين معا اإلنضمامي والرئيسي ؟‬

‫أن حسم‬ ‫‪81‬‬


‫الجواب على هذا السؤال يضعنا أمام عدة أراء مختلفة‪ ،‬فقد اعتبر أحد الباحثين‬
‫وتبيان طبيعة هذا التدخل تقتضي التمييز بين فرضيتين؛ بالنسبة للفرضية األولى فمن خاللها‬
‫تكون النيابة العامة طرفا مدعيا أو مدعيا عليه وبالتالي تعتبر طرفا أصليا في الحالة هاته ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للفرضية الثانية فهي التي ال تكون فيها ال مدعية وال مدعى عليها‪ ،‬فتصير‬
‫طرفا منضما‪ ،‬وبناء على رأي هذا الباحث يكون للنيابة العامة دور مزدوج في تفعيل مدونة‬
‫األسرة‪.‬‬

‫ويبدوا أن هذا الرأي قد جانب الصواب؛ على اعتبار أن المادة الثالثة من مدونة األسرة‬
‫حسمت المسالة باعتبارها النيابة العامة طرفا أصليا في جميع قضايا مدونة األسرة ‪.‬‬

‫أن المشرع المغربي منح للنيابة العامة صفة‬ ‫‪82‬‬


‫وفي مقابل ذلك يرى سفيان أدريوش‬
‫الطرف األصلي في قضايا المدونة ‪،‬وصفة الطرف المنضم في القضايا المتعلقة باألسرة‬
‫والخارجة على مقتضيات المدونة ما لم تكن طرفا مدعية أو مدعي عليها ‪.‬‬

‫أحمد نهيد‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪182‬‬ ‫‪81‬‬

‫سفيان أدريوش‪،‬دور النيابة العامة في قضايا األسرة ‪ ،‬مجلة القصر ‪ ،‬عدد ‪ ، 9‬شتنبر ‪ ، 2004‬مطبعة النجاح‬ ‫‪82‬‬

‫الجديدة ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬ص ‪41‬‬


‫‪44‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫والذي أكد على الدور الرئيسي للنيابة‬ ‫‪83‬‬


‫هذا الرأي الذي تبناه األستاذ عبد المحسن البقالي‬
‫العامة‪ ،‬حيث اعتبر أن الفصل التاسع ما هو إال تأكيد على التدخل الرئيسي ‪،‬وذلك باعتباره‬
‫الوسيلة الناجعة في إعالم النيابة العامة بقضايا المدونة؛ في الحالة التي ال تكون فيها ال مدعية‬
‫وال مدعى عليها ‪.‬‬

‫هذا الرأي حسب رأيي المتواضع يكون أكثر صوبا وأكثر إقناعا‪ ،‬فالمادة الثالثة ال تفتح‬
‫مجال للشك حول الصفة الرئيسية للنيابة العامة في قضايا األسرة ‪ ،‬األمر الذي سبق لوزير‬
‫‪84‬‬
‫العدل والحريات أن أكده في التقرير الختامي الذي عقدته و ازرة العدل حول مدونة األسرة‪،‬‬
‫والذي خلص إلى التكامل بين المادة الثالثة من مدونة األسرة والفصل التاسع من ق م م‪.‬‬

‫وبالعودة إلى مشروع قانون المسطرة المدنية نجد أن المشرع حسم في نوع الدور الذي‬
‫تتدخل من خالله النيابة العامة في قضايا األسرة حيث أقر بالصريح التام في المادة السابعة‬
‫من مشروع القانون الصفة الرئيسية واألصلية للنيابة العامة في قضايا األسرة ‪.‬‬ ‫‪85‬‬
‫‪7 -1‬‬

‫‪ -2‬الغاية من اعتبار النيابة العامة طرفا رئيسيا في جميع القضايا الرامية إلى تطبيق‬
‫مدونة األسرة‪:‬‬

‫إن تخويل النيابة العامة صفة الطرف الرئيسي في تفعيل مقتضيات م أ‪ ،‬يقوم على‬

‫محمد عبد المحسن البقالي الحسيني‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪33‬‬ ‫‪83‬‬

‫‪ 85‬جاء في المادة ‪ 1 – 7‬من مشروع قانون المسطرة المدنية ما يلي ‪:‬‬


‫" تكون النيابة العامة طرفا أصليا في الحاالت االتية ‪:‬‬
‫‪ 1‬القضايا المتعلقة بالنظام العام ؛‬
‫‪ 2‬القضايا المتعلقة باألسرة ؛‬
‫‪ 3‬القضايا المتعلقة بالحالة المدنية وقضايا الجنسية ؛‬
‫‪ 4‬القضايا المتعلقة بعديمي األهلية وناقصيها والغائبين والمفقودين ؛‬
‫تكون النيابة العامة طرفا أصليا أيضا في األحوال المحددة بمقتضى نص خاص ؛‬
‫يكون للنيابة العامة في كل هذه الحاالت ‪ ،‬ما للخصوم من حقوق ‪ ،‬وتبلغ إليها هذه القضايا بمجرد تقييدها ‪.‬‬
‫يمكن للنيابة العامة طلب تصريح ببطالن الحكم المخالف للنظام العام ‪" .‬‬
‫‪45‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫اعتبارات ذات أهمية كبيرة‪ ،‬فتفعيل هذا الدور على نحو كامل من شأنه حماية العالقات‬
‫األسرية‪ ،‬باعتبار أن النزاعات المرتبطة بها توثر على المجتمع بأسره‪ ،‬وبالتالي تكون غاية‬
‫المشرع من منحها هذا الدور هي الحفاظ على المصلحة العامة والخاصة ‪.86‬‬

‫وبالتالي بات منح صفة الطرف األصلي للنيابة العامة في مدونة األسرة مؤش ار صريحا‬
‫ومفصحا عن اإلرادة التشريعية الرامية إلى وضع قضايا األسرة في الشؤون العامة المرتبطة‬
‫بالنظام العام‪ ،‬حيث إ ن هذا المقتضى الجديد يخول للنيابة العامة صالحيات مسطرية مهمة‬
‫وعليه أصبح للنيابة‬ ‫‪87‬‬
‫كحضور الجلسات‪ ،‬واكتساب صفة الخصم‪ ،‬وسلوك طرق الطعن‪،‬‬
‫العامة حضو ار قويا يرمي إلى اإلسراع في البت في قضايا األسرة‪ ،‬ومساعدة القضاء في ذلك‬
‫‪88‬‬
‫عبر اإلمكانيات القانونية المخولة لها‬

‫وما يمكن تسجيله حول مدى تفعيل هذا الدور الرئيسي وتحقيق رغبة المشرع‪ ،‬أنه من‬
‫الناحية العملية غالبا ما تكتفي النيابة العامة باإلدالء بمستنتجاتها الكتابية دون الحضور في‬
‫الجلسات طالما أن عدم حضورها ال يرتب أي بطالن ‪.‬‬

‫‪ -3‬صور القضايا األسرية التي تتدخل فيها النيابة العامة كطرف رئيسي‬

‫يجوز للنيابة العامة التدخل في جميع القضايا والنزعات المتعلقة بمدونة األسرة‪ ،‬ابتداء من‬
‫الخطبة وإبرام عقد الزواج ومرو ار بانحالل ميثاق الزوجية‪ ،‬وانتهاءا في النزاعات المترتبة عن‬
‫أثار هذا العقد من والدة وحضانة ونفقة ‪.‬‬

‫ولقد عمل المشرع على تمكين األطراف الراغبين في الزواج من وسيلة ناجعة في تحقيق‬

‫سعيد زيوتي‪ ،‬دور النيابة العامة في قضاء األسرة ‪،‬مجلة المحاكم المغربية‪ ،‬عدد ‪، 120‬يونيو ‪ ،2009‬ص‪47‬‬ ‫‪86‬‬

‫‪ 87‬خالد التومي‪ ،‬خصوصيات المسطرة في المادة األسرية ‪،‬مجلة الفقه والقانون ‪،‬العدد الرابع‪،‬فبراير ‪ 2013‬ص ‪5‬‬
‫محمد األزهر‪ ،‬شرح مدونة األسرة الزواج انحالل ميثاق الزوجية وأثاره الوالدة ونتائجها ‪،‬الطبعة السابعة الدار‬ ‫‪88‬‬

‫البيضاء ‪ 2015 ،‬ص ‪21‬‬


‫‪46‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫والتي من الممكن أن يستتبعها إبرام‬ ‫‪89‬‬


‫التعارف وبناء العقد على أسس متين‪ ،‬أال وهي الخطبة ‪،‬‬
‫وفي حالة التعسف في حق‬ ‫‪90‬‬
‫عقد الزواج‪ ،‬كما يمكن أن يحصل العدول في خالف ذلك‪،‬‬
‫الرجوع وبالتالي حدوث نزاعات بشأن رد الهدايا أو الصداق‪ ،‬فانه ووفقا للمادة الثالثة من مدونة‬
‫األسرة‪ ،‬من المتصور تدخل النيابة العامة حينما يصل النزاع إلى القضاء‪ ،‬وفي حالة ما حصل‬
‫حمل للمخطوبة أثناء الخطبة‪ ،‬وعمد الخاطب إلى نفي الحمل المنسوب إليه‪ ،‬وأثير النزاع أمام‬
‫المحكمة‪ ،‬فان النيابة العامة تتدخل في دعاوي إثبات النسب‪.‬‬

‫كما يمكن النيابة العامة أيضا التدخل في حالة زواج القاصر بسبب العقل‪،‬و الذي يتوقف‬
‫زواجه على منح اإلذن من طرف قاضي األسرة المكلف بالزواج‪ ،91‬ولكنه وفي حالة ما تبت‬
‫وجود تدليس في منح هذا اإلذن‪ ،‬فان األمر يجيز للنيابة العامة تحريك الدعوى العمومية في‬
‫التي تحيل إلى المادة ‪ 366‬من ق‬ ‫‪92‬‬
‫حق الفاعلين األصلين والمشاركين وفقا للمادة ‪ 66‬من م أ‬
‫‪93‬‬
‫ج‪.‬‬

‫عرف المشرع الخطبة في المادة الخامسة من مدونة األسرة بأنها ‪:‬‬ ‫‪89‬‬

‫" الخطبة تواعد بين رجل وامرأة على الزواج ‪.‬‬


‫تتحقق الخطبة بتعبير طرفيها بأي وسيلة متعارف عليها تفيد التواعد على الزواج ويدخل في حكمها قراءة الفاتحة وما‬
‫جرت به العادة والعرف من تبادل الهدايا "‪.‬‬
‫كفل المشرع حق العدول عن الخطبة في المادة السادسة من م أ والتي جاء فيها ‪:‬‬ ‫‪90‬‬

‫" يعتبر الطرفان في فترة خطبة إلى حين اإلشهاد على عقد الزواج‪ ،‬ولكل من الطرفين حق العدول عنها ‪".‬‬
‫أمين عبد هللا‪ ،‬حدود سلطة القضاء في المادة األسرية ‪،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‪ ،‬جامعة محمد األول‪،‬‬ ‫‪91‬‬

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وجدة ‪،2009/2008،‬ص ‪9‬‬


‫المادة ‪ 66‬من م أ ‪:‬‬ ‫‪92‬‬

‫" التدليس في الحصول على اإلذن أو شهادة الكفاءة المنصوص عليها في البندين ‪ 5‬و‪ 6‬من المادة السابقة أو‬
‫التملص منهما ‪،‬تطبق على فاعله والمشاركين معه أحكام الفصل ‪ 366‬من القانون الجنائي بطلب من المتضرر ‪.‬‬
‫يخول للمدلس عليه من الزوجين حق طلب الفسخ مع ما يترتب عن ذلك من تعويضات عن الضرر‪".‬‬
‫ورد في الفصل ‪ 366‬من ق ج ما يلي ‪:‬‬ ‫‪93‬‬

‫" يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين وغرامة من مائتين إلى ألف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪ ،‬ما لم‬
‫يكن الفعل جريمة أشد‪ ،‬من ‪:‬‬
‫‪47‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫و يبرز التدخل الرئيسي للنيابة العامة أيضا في قضايا التعدد‪ ،‬حيث تعمل على إجراء‬
‫أبحاث من أجل استدعاء الزوجة المراد التزوج عليها للحضور أمام قسم قضاء األسرة بالمحكمة‬
‫االبتدائية‪ ،‬وال يمكن منح اإلذن إال عندما يتعذر على النيابة العامة معرفة موطن أو محل إقامة‬
‫الزوجة ‪.94‬‬

‫و تعمل النيابة العامة على مناقشة المبرر الموضوعي واإلستثنائي‪ ،‬ومدى توفر الزوج‬
‫على الموارد الكافية ‪،‬وما إذا سبق للزوجة أن اشترطت عليه في عقد الزواج عدم التزوج عليها ‪.‬‬

‫وفي حالة ما تبت أن سبب عدم توصل الزوجة باالستدعاء يعود للزوج الذي أدلى بعنوان‬
‫غير صحيح‪ ،‬أو حرف اسم الزوجة إال وقامت النيابة العامة بتحريك الدعوى العمومية ضد‬
‫الزوج طبقا للمادة ‪ 43‬التي أحالت على المادة ‪ 361‬من ق ج ‪،‬ويبقى تحريك النيابة العامة‬
‫للدعوى موقوف عل طلب الزوجة ‪.‬‬

‫وتتدخل النيابة العامة أيضا في الزواج المختلط‪ ،‬ومن أجل تفادي المس بالنظام العام‬
‫والهوية المغربية واإلسالمية ‪،‬تعمل النيابة العامة على إجراء األبحاث الالزمة حول الطرفين‪،95‬‬
‫فبمجرد أن يحيل إليها قاضي األسرة المختص ملف الزواج‪ ،‬تعمل مباشرة على التثبت من هوية‬
‫‪96‬‬
‫األطراف المقبلين على الزواج‪ ،‬وإعداد بحث دقيق عنهم بمساعد الشرطة القضائية ‪.‬‬

‫وفي حالة ما حصل طرد أحد الزوجين لألخر من بيت الزوجية ‪ ،‬فقد أجازت المادة ‪53‬‬

‫‪ 1‬صنع عن علم إق ار ار أو شهادة تتضمن وقائع غير صحيحة ‪.‬‬


‫‪ 2‬زور أو عدل‪ ،‬بأية وسيلة كانت‪ ،‬إق ار ار أو شهادة صحيحة األصل ‪.‬‬
‫‪ 3‬استعمل عن علم إق ار ار أو شهادة غير صحيحة أو مزورة‪: .‬‬
‫يونس الصالحي‪ ،‬دور النيابة العامة في تفعيل مدونة األسرة ‪،‬منشورات مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية‪،‬‬ ‫‪94‬‬

‫العدد ‪ 2015 ،8‬ص ‪16‬‬


‫إدزي عبد اللطيف‪ ،‬دور النيابة العامة في الزواج المختلط‪ ،‬مجلة المرافعة‪ ،‬عدد ‪، 17‬يونيو ‪، 2006‬ص ‪45‬‬ ‫‪95‬‬

‫عبد المحسن البقالي ‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪62‬‬ ‫‪96‬‬

‫‪48‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪97‬‬
‫للنيابة العامة إرجاع الزوج المطرود ‪.‬‬

‫وعند حصول واقعة فقدان أحد الزوجين وعدم العلم عنه بأي خبر‪ ،‬فانه يجوز لذوي‬
‫المصلحة‪ ،‬كما يحوز للنيابة العامة التقدم بملتمساتها بغية استصدار حكم بوفاة المفقود‪.‬‬

‫كما يجوز للنيابة العامة في حالة ثبوت أن المحكوم بتمويته ال زال حيا يرزق‪ ،‬أن تقدم‬
‫‪98‬‬
‫طلب أمام المحكمة من أجل استصدار حكم قضائي يعترف بحياة هذا الشخص‪.‬‬

‫وتتدخل النيابة العامة أيضا في دعاوى الطالق والتطليق‪ ،‬ونظ ار ألثاره الخطيرة على‬
‫المجتمع واألبناء‪ ،‬تعمل النيابة العامة على إبداء رأيها في النزاع األسريبرأي يرمي إلى حماية‬
‫‪99‬‬
‫األسرة‬

‫وال يقف تدخل النيابة العامة إلى هذا الحد‪ ،‬بل تتدخل في قضايا الحضانة والنفقة‬
‫والمحجورين وكل النزاعات المتعلقة بمدونة األسرة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التدخل الرئيسي للنيابة العامة في إطار ظهير التحفيظ العقاري‬


‫حتى تمارس النيابة العامة تدخلها الرئيسي في قضايا التحفيظ العقاري‪ ،‬يتعين أن يكون‬
‫‪100‬‬
‫هناك نص قانوني يخول لها ذلك‪،‬ومادام أن دعاوى التحفيظ هي دعاوى مدنية بطبيعتها‬
‫فيتعين علينا البحث في ظهير التحفيظ العقاري عن األحوال التي يمكن من خاللها للنيابة‬

‫فبالنسبة للشرط الثاني فالنيابة العامة هي التي تقيم مدى اعتبار الطرد مبر ار أم ال‬ ‫‪97‬‬

‫أما بخصوص الشرط الثالث فيطرح مشكالا حينما يكون أحد الزوجين خط ار على األخر أو في حالة التي يعمد فيها‬
‫الطرف األخر إلى غلق بيت الزوجية إغالقا تما ومغادرته له أو في حالة فسخ لعقد الكراء عندما يكون البيت مكترى‪،‬‬
‫األمر الذي يحتاج معه إلى إنشاء مراكز إليواء الزوجات المطرودات‬
‫محمد عبد المحسن البقالي الحسني‪ ،‬م س ‪،‬ص ‪97‬‬ ‫‪98‬‬

‫‪ 99‬نافع عبد الغني‪ ،‬طبيعة دور النيابة العامة في القضايا الشرعية ‪،‬مجلة الملحق القضائي ‪،‬العدد ‪ ،1989 21‬ص‬
‫‪108‬‬
‫‪ 100‬محمد لعرج‪ ،‬دور القضاء في حماية الملكية العقارية أثناء مسطرة التحفيظ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون‬
‫العقود والعقار ‪،‬جامعة محمد األول ‪،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وجدة ‪ 2010/2009،‬ص ‪7‬‬
‫‪49‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫من ظهير التحفيظ المعدل والمتمم‬ ‫‪101‬‬


‫العامة أن تتدخل كطرف رئيسي‪ ،‬فبمقتضى الفصل ‪26‬‬
‫بالقانون ‪ ،14.07‬نجد أن المشرع المغربي خول للنيابة العامة التدخل في مسطرة التحفيظ‬
‫باسم المحجورين والغائبين والمفقودين أو الغير‬ ‫‪102‬‬
‫العقاري عن طريق ممارستها للتعرض‬
‫‪103‬‬
‫حاضرين ‪.‬‬

‫وبالعودة إلى الفقرة الثانية من الفصل ‪ 26‬من نفس الظهير‪ ،‬يتضح أن المشرع قيد تدخل‬
‫الغير لممارسة التعرض ببعض الشروط ‪،‬بحيث يجب عليه أن يقوم بإثبات هويته باإلضافة إلى‬
‫اإلدالء بالوثائق الالزمة والرسوم القضائية لذلك ‪،‬والسؤال المطروح في هذا الصدد‪ ،‬هل يتقيد‬
‫وكيل الملك إذا ما ارتأى تقديم التعرض باسم األشخاص الواردين في الفصل ‪ 26‬بإثبات الهوية‬
‫وتقديم المستندات ؟‬

‫الجواب عن هذا السؤال تتضارب من خالله مواقف مختلفة‪ ،‬فهناك من يذهب إلى القول‬
‫أن النيابة العامة شانها شان أي شخص يريد تقديم التعرض عن القاصر أو ناقص األهلية أو‬
‫‪104‬‬
‫الغائب‪ ،‬حيث يتعين عليه إثبات هويته وتدعيم طلبه بالوثائق الالزمة ‪.‬‬

‫وفي مقابل ذلك يرى األستاذ محمد خيري أن الشروط الواردة في الفصل ‪ 26‬من ظهير‬

‫الفصل ‪ 26‬من ظهير التحفيظ العقاري ‪:‬‬ ‫‪101‬‬

‫" يجب على كل شخص يقدم طلب التعرض باسم الغير ‪:‬‬
‫‪– 1‬أن يثبت هويته؛‬
‫‪ – 2‬عندما يتعرض بصفته وصيا أو نائبا قانونيا أو وكيال أن يبرر ذلك باإلدالء بوثائق صحيحة وأن يعطي البيانات‬
‫المقررة في الفصل ‪ 25‬من هذا القانون‪ ،‬وأن يدلي برسوم اإلراثات عندما يتعلق االمر بشركاء في االرث‪.‬‬
‫يمكن في جميع األحوال‪ ،‬على شرط أن تقدم اإلثباتات المنصوص عليها سابقا ‪،‬التدخل في المسطرة عن طريق‬
‫التعرض باسم المحجورين والقاصرين والغائبين والمفقودين وغير الحاضرين‪،‬وذلك من طرف االوصياء والمثلين‬
‫الشرعيين ووكيل الملك والقاضي المكلف بشؤون القاصرين والقيم على أموال الغائبين والمفقودين ‪".‬‬
‫التعرض هو وسيلة قانونية أتاحها المشرع لكل من يدعي حق على عقار في طور التحفيظ‬ ‫‪102‬‬

‫حسام الدين البجدايني م س‪ ،‬ص ‪46‬‬ ‫‪103‬‬

‫محمد بن أحمد بونبات‪ ،‬نظام التحفيظ العقاري في المغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬الجزائر ‪،‬سلسلة افاق القانون‪ ،‬طبعة ‪2009‬‬ ‫‪104‬‬

‫ص ‪37‬‬
‫‪50‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪105‬‬
‫التحفيظ ال يمكن أن تتقيد بها النيابة العامة نظ ار للوالية العامة التي يتمتع بها وكيل الملك‪.‬‬

‫ومن وجهة نظري الشخصي فإنني أؤيد هذا الموقف الثاني‪ ،‬ألنه في حالة ما تم تقييد‬
‫النيابة العامة بهذه الشروط فلن تستطيع من القيام بالدور الحمائي الموكول إليها ‪.‬‬

‫وتبقى النيابة العامة مقيدة بتقديم البيانات المتعلقة بالحق موضوع التعرض‪ ،‬لكنها ليست‬
‫ملزمة بإثبات صفتها‪ ،‬ألنها أصال ذات صفة قانونية ما دام وجودها يرمي إلى حماية المصالح‪.‬‬

‫وعموما تتدخل النيابة العامة كطرف أصلي أو رئيسي في قضايا التحفيظ العقاري في‬
‫المرحلة اإلدارية لمسطرة التحفيظ ؛عن طريق تقديم التعرض أمام المحافظ العقاري كما تتدخل‬
‫بنفس الصفة في المرحلة القضائية بعد إحالة ملف التعرضات على القضاء من قبل المحافظ‬
‫‪106‬‬
‫العقاري‪.‬‬

‫والنيابة العامة بمجرد أن تقوم بتقديم التعرض تصبح طرفا رئيسيا في الدعوى التي أحيلت‬
‫أمام المحكمة ‪،‬فتتقمص وضعية هؤالء األشخاص الذين تعرضت عنهم من أجل حماية حقوقهم‪،‬‬
‫‪107‬‬
‫وما دامت مدعية فإنها تتحمل عبئ اإلثبات‬

‫ويحق للنيابة العامة أن تتقاضى كطرف عادي ولها أن تقدم طلباتها تبعا لترتيب‬
‫‪108‬‬
‫الخصوم‪ ،‬عالوة على أنها تبدأ الكالم أوال‪ ،‬ويجوز لخصومها الرد عليها أو دحض دفوعاتها‬

‫وعالوة على ذلك يبرز دور النيابة العامة في المرحلة الالحقة على تأسيس الرسم العقاري‬
‫‪ ،‬حيث خول المشرع لوكيل الملك بالمحكمة االبتدائية مكنة تقييد حقوق القاصرين والمحجورين‬

‫محمد خيري‪ ،‬مستجدات قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي المساطر اإلدارية والقضائية مطبعة‬ ‫‪105‬‬

‫المعارف الجديدة الرباط ‪ ،‬طبعة ‪ ، 2013‬ص ‪220‬‬


‫حسام الدين البجدايني‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪47‬‬ ‫‪106‬‬

‫محمد بوعياد ‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪88‬‬ ‫‪107‬‬

‫حسام الدين البجدايني‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪47‬‬ ‫‪108‬‬

‫‪51‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪109‬‬
‫بمقتضى الفصل ‪ 78‬من ظ ‪ .‬ه ‪.‬‬

‫ومادام أن التقييد يشير إلى مرحلة إدارية وليس قضائية ‪ ،‬فيتعين علينا البحث في الشق‬
‫القضائي الذي يمكن أن يبرز فيه دور النيابة العامة كطرف رئيسي بشكل واضح ‪ ،‬فمن خالل‬
‫الفقرة الثانية من الفصل ‪ 76‬من ظ‪.‬ه ‪ .110‬نجد أن المشرع تناول إحدى اإلمكانيات التي قد‬
‫يحدث فيها تزاحم وتعدد طلبات التقييد ‪ ،‬ومن صورها تقديم وكيل الملك طلبه بتقييد حقوق‬
‫القاصر أو المحجور ومصادفة ذلك لتقديم عدة طلبات من طرف أشخاص أخريين وعلى نفس‬
‫العقار ‪ ،‬هنا وفي ح الة ما تنافت هذه الطلبات مع بعضها البعض واستحال على المحافظ‬
‫التقييد فانه يصد ر ق ارره بالرفض ‪ ،‬وق ارره في هذا الشأن يقبل الطعن القضائي وفقا للفصل ‪96‬‬
‫‪111‬‬
‫من ظ‪.‬ه ‪.‬‬

‫وبالتالي فإنه يجوز لوكيل الملك الطعن في قرار المحافظ برفض طلب التقييد أمام‬
‫المحكمة االبتدائية مع إمكانية االستيناف والنقض ‪.‬‬

‫ومن أجل تقييم دور النيابة العامة في قضايا التحفيظ العقاري ‪،‬فإنه وبتسليمنا بوجود مكنة‬
‫تخويل النيابة العامة الحق في هذا التدخل بغية حماية األشخاص الذين تقتضي ظروفهم أو‬
‫مراكزهم القانونية تكريس حمايتهم‪ ،‬فإنه من الناحية العملية يبقى هذا الدور جد ضعيف‪ ،‬إن لم‬

‫‪ 109‬ورد في الفصل ‪ 78‬من ظ ‪.‬ه ما يلي ‪:‬‬


‫" تقيد حقوق القاصرين والمحجورين بطلب من نوابهم الشرعيين أو األوصياء عليهم وإال فبطلب من‬
‫القاضي المكلف بشؤون القاصرين أو وكيل الملك ‪".‬‬
‫‪ 110‬جاء في الفصل ‪ 76‬من ظ ‪ .‬ه ما يلي ‪:‬‬
‫" يجب على المحافظ على األمالك العقارية أن يتخذ سجال لإليداع يثبت فيه حاال اإلجراءات المطلوبة‬
‫والوثائق المسلمة إليه بأرقام ترتيبية وحسب ورودها عليه دون ترك أي بياض وال إحداث أي إقحام بين‬
‫السطور ‪.‬‬
‫إذا قدمت في أن واحد عدة طلبات متعلقة بنفس العقار فإنه ينص على ذلك بسجل اإليداع وتقيد الحقوق بنفس‬
‫الرتبة ‪ ،‬فإن تنافى بعضها مع البعض رفض المحافظ على األمالك العقارية التقييد ‪".‬‬
‫‪ 111‬جاء في الفصل ‪ 96‬من ظ‪.‬ه ما يلي ‪:‬‬
‫" يجب على المحافظ على األمالك العقارية في جميع الحاالت التي يرفض فيها تقييد حق عيني أو التشطيب‬
‫عليه أن يعلل قراره ويبلغه للمعني باألمر ‪.‬‬
‫يكون هذا القرار قابال للطعن أمام المحكمة االبتدائية التي تبت فيه مع الحق في االستيناف ‪.‬وتكون القرارات‬
‫االستينافية قابلة للطعن بالنقض "‬
‫‪52‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫نقول منعدم من طرف وكالء الملك‪ ،‬وذلك مرده كثرة المهمات واالختصاصات المنوطة بالنيابة‬
‫العامة ‪،‬إضافة إلى كون الفصل ‪ 26‬ظهير التحفيظ العقاري ترك الخيار للنيابة العامة في‬
‫التدخل ولم يلزماها بذلك شأنه في ذلك شأن الفصل ‪ ،78‬األمر الذي يفيد أن المشرع في‬
‫الفصلين المذكورين اعتمد على قواعد مكملة وليست أمرة‪ ،‬وما يزكي هذا الطرح أيضا أن‬
‫‪112‬‬
‫الفصل السادس من ق‪ .‬م ‪.‬م لم يلزم النيابة العامة بهذا التدخل وترك لها الخيار‪.‬‬

‫ومن خالل هذا التحليل واعتبا ار للمصلحة العامة‪ ،‬نرجو من المشرع أن يعمل على تعديل‬
‫الفصلين ‪ 26‬و‪ 78‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬عن طريق استعمال عبارة ملزمة‪ ،‬حتى تكرس‬
‫النيابة العامة تدخلها الرئيسي وجوبا في مثل هذه األوضاع الحساسة‪ ،‬والتي من شأن الت ارخي‬
‫فيها ضياع حقوق هؤالء األفراد ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التدخل الرئيسي للنيابة العامة في قضايا الحالة المدنية‬


‫يخول الفصل ‪ 217‬من ق‪.‬م‪.‬م للنيابة العامة الحق في التدخل كطرف رئيسي في قضايا الحالة‬
‫المدنية ‪ ،‬وبالضبط في الدعاوى التصريحية وكذلك الدعاوى التنقيحية ‪.‬‬

‫‪ -1‬دور النيابة العامة في الدعاوى التصريحية‬

‫تتجلى الدعاوى التصريحية في دعاوى التصريح باالزدياد‪ ،‬ودعاوى التصريح‬


‫وكذلك دعاوى اإللغاء‬ ‫‪113‬‬
‫بالوفاة‪.‬‬

‫حسام الدين البجدايني‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪48‬‬ ‫‪112‬‬

‫فيصل الحائك ‪،‬بهاء الدين بناني ‪،‬دور النيابة العامة في حماية األسرة في ظل مدونة األسرة والقوانين الخاصة‬ ‫‪113‬‬

‫‪،‬بحث نهاية التدريب ‪،‬المعهد العالي للقضاء ‪ 2005. 2003،‬ص ‪97‬‬


‫‪53‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫فبالنسبة لدعوى التصريح باالزدياد فهي التي تستهدف التصريح بازدياد بمولود مغربي أو أجنبي‬
‫ولد بالمغرب لدى ضابط الحالة المدنية ‪ ،‬وفي حالة لم يقم المعنيين باألمر بهذا التصريح‬
‫‪114‬‬
‫داخل األجل القانوني ‪ ،‬أمكن للنيابة العامة نشر الدعوى باعتبارها طرفا أصليا ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للدعاوي التصريحية بالوفاة ‪ ،‬فهي التي يبادر من خاللها أقارب المتوفى‬
‫بالتصريح بواقعة الوفاة داخل أجل ‪ 30‬يوما من حصولها‪ ،‬وفي حالة عدم حصول هذا التصريح‬
‫‪ ،‬يجوز النيابة العامة أن تقوم برفع هذه الدعوى ‪.‬‬

‫وبخصوص دعاوى اإللغاء ؛ فهي التي تروم إلى إلغاء بعض الوثائق المتكررة ‪ ،‬وصورتها‬
‫أن يتم تسجيل والدات ألكثر من مرة بالحالة المدنية‪ ،‬األمر الذي ينتج عنه تأسيس عدة رسوم‬
‫للوالدة‪ ،‬فتصبح بذلك اإللغاء الوسيلة القانونية الناجعة التي يمكن من خاللها إلغاء الرسوم‬
‫المتكررة واإلبقاء على واحد منها فقط ‪ ،‬هنا أيضا يجوز للنيابة العامة إقامة هذه الدعوى ‪.‬‬

‫‪ -2‬دور النيابة العامة في الدعاوى التنقيحية‬

‫تقوم الدعاوى التنقيحية على خطأ وقع أثناء تضمين البيانات التي يشتمل عليها رسم‬
‫الوالدة أو الوفاة ‪ ،‬ومن أجل حماية المتضرر من ذلك أجيز للطرف المعني باألمر كما أجيز‬
‫للنيابة العامة التقاضي في األمر سواء كانت الدعوى التنقيحية تستهدف إضافة بيانات أو‬
‫‪115‬‬
‫إصالحها أو تغييرها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬التدخل الرئيسي للنيابة العامة في قضايا الجنسية‬


‫الجنسية في معناها القانوني هي تلك الرابطة القانونية التي تربط الفرد بالدولة‪،‬وهي إما أن‬
‫تكون أصلية وإما أن تكون مكتسبة‪،‬فاألصلية تنهض على أساس الرابطة الدموية كالولد المنحدر‬

‫نور الدين سعيد ‪ ،‬قانون الحالة المدنية الجديد رقم ‪ 37.99‬في شروح‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2005/1426،‬الدار‬ ‫‪114‬‬

‫البيضاء‪ ،‬ص ‪88‬‬


‫أنظر المواد من ‪ 35‬إلى ‪ 39‬من ق‪ .‬ح‪ .‬م‬ ‫‪115‬‬

‫‪54‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫من أب مغربي‪ ،‬وكذلك االبن المنحدر من أم مغربية وأب مجهول‪ ،‬وقد تنهض الجنسية األصلية‬
‫على الرابطة الترابية كالولد المزداد بالمغرب من أم مغربية وأب ال جنسية له‪،‬والطفل المزداد‬
‫بالمغرب من أبويين مجهولين ‪.‬‬

‫أما الجنسية المكتسبة فقد يحصل عليها الشخص بحكم القانون ‪،‬أو عن طريق الزواج‪ ،‬أو‬
‫التجنيس ‪.‬‬

‫النيابة العامة طرف رئيسي في المنازعات التي تثار بشأن‬ ‫‪116‬‬


‫ولقد اعتبر قانون الجنسية‬
‫والذي منح للنيابة العامة صفة الطرف الرئيسي‬ ‫‪117‬‬
‫الجنسية‪ ،‬وال أدل على ذلك الفصل ‪ 39‬منه‬
‫ن‪118‬‬
‫للنيابة العامة‬ ‫في المنازعات المثارة بشأن الجنسية كما أجاز الفصل ‪ 28‬من نفس القانو‬
‫التقدم بالطعن أمام المحكمة االبتدائية في التصريح الصادر عن وزير العدل بشأن الجنسية‬
‫المكتسبة بالرفض الضمني أو الصريح ‪ ،‬ويظهر جليا دور النيابة العامة كطرف رئيسي في‬
‫كونها ذات الصفة القانونية في إحالة القضية إلى المحكمة االبتدائية بغية الفصل فيها بجانب‬
‫وما يزكي هذا النوع من التدخل في‬ ‫‪119‬‬
‫أصحاب المصلحة الذين يخول لكن القانون نفس الحق‬

‫‪ 116‬ظهير شريف رقم ‪ 1.58,250‬بسن قانون الجنسية المغربية المعدل بالقانون رقم ‪ 58.11‬والقانون رقم‬
‫‪62.06‬‬
‫‪ 117‬ورد في الفصل ‪ 39‬من ظهير الجنسية ما يلي ‪:‬‬
‫" كل شخص يدعي تمتعه بالجنسية المغربية أو ينفيها عنه له الحق في تقديم دعوى ‪.‬‬
‫تقام الدعوى في مواجهة النيابة العامة التي لها وحدها الصفة في الرد ‪ ،‬وذلك بصرف النظر عما لألغيار‬
‫من حق التدخل في الدعوى ‪.‬‬
‫وللنيابة العامة وحدها الحق في أن تقيم على أي شخص كان دعوى تكون الغاية الرئيسية والمباشرة منها‬
‫إثبات تمتع المدعى عليه بالجنسية المغربية أو عدم تمتعه بها ‪ ،‬كما أنها ملزمة بإقامة الدعوى فيما إذا طلبت‬
‫منها ذلك إحدى اإلدارات العمومية ‪".‬‬
‫‪ 118‬عالقة بالموضوع فقد جاء في الفصل ‪ 28‬من ظهير الجنسية ما يلي ‪:‬‬
‫" يجوز للنيابة العامة أو لكل شخص يهمه األمر أن يطعن لدى المحكمة االبتدائية في صحة تصريح سبق‬
‫أن وقعت الموافقة عليه بصورة صريحة أو ضمنية‪ ،‬وفي حالة الطعن يجب تدخل النيابة العامة باألمر ‪.‬‬
‫وحق اإلدعاء بالطعن في صحة تصريح ما يتقادم بمرور خمس سنوات ابتداء من يوم ثبوت تاريخ‬
‫التصريح"‬
‫‪ 119‬جاء في الفصل ‪ 40‬من قانون الجنسية والذي يتطرق للدعوى بموجب اإلحالة ما يلي ‪:‬‬
‫" تتولى المحاكم االبتدائية النظر في دعوى الجنسية بموجب اإلحالة إما بطلب من النيابة العامة وإما من أحد‬
‫طرفي الدعوى وفقا للشروط فيما بعد‪:‬‬
‫‪55‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫يلزم النيابة العامة بالتدخل في الدعاوى‬ ‫‪120‬‬


‫قضايا الجنسية أن الفصل‪ 41‬من قانون الجنسية‬
‫االعتراضية عن طريق تقديم مستنتجاتها الكتابية‬

‫ومن خالل حسم المشرع لدور النيابة العامة في قضايا الجنسية كطرف رئيسي فإن األمر‬
‫يؤكد رغبة المشرع في حماية المصالح باعتبار أن الق اررات المتعلقة بالجنسية هي ق اررات جد‬
‫مهمة ولها أثار على الدولة والفرد ‪ ،‬لذلك يكون المشرع حسنا فعل في منح النيابة العامة دو ار‬
‫محوريا في هذه القضايا باعتبار الوسائل التي تتوفر عليها وكذلك لدورها النبيل في حماية‬
‫المصلحة العامة ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬التدخل الرئيسي للنيابة العامة في ظهير كفالة األطفال المهملين‬


‫نظ ار لتنامي ظاهر التخلي عن األطفال بالمغرب ‪،‬وما ينتج عنها من أخطار تمس بهم‬
‫وبالمجتمع ‪،‬عمل المشرع المغربي على إصدار قانون يحمي هؤالء األطفال‪ ،‬هذا القانون الذي‬
‫خول للنيابة العامة دو ار مهما ‪،‬ومنحها صفة الطرف األصلي‪ ،‬من أجل المساهمة في حماية‬
‫تلك الفئة المستضعفة في المجتمع‪ ،‬وعليه تتدخل النيابة العامة في قانون حماية كفالة األطفال‬
‫المهملين عن طريق إجراء بحث حول الطفل ‪،‬وكذلك من خالل تقديم طلب التصريح باإلهمال‬

‫تلزم النيابة العامة بإقامة الدعوى فيما إذا طلبت منها ذلك المحكمة التي أجلت البت في القضية المعروضة‬
‫عليها طبقا للحالة المنصوص عليها في الفصل السابع والثالثين ‪.‬‬
‫ويجوز للطرف المعني أن يقيم دعوى فيما إذا تقدم بالدفع بدعوى الجنسية أمام المحكمة المعروضة عليها‬
‫القضية األصلية ونتج عن ذلك الدفع إرجاء البت في القضية األصلية ‪.‬‬
‫وفي كلتا الحالتين تحدد المحكمة التي أرجأت البت في القضية األصلية للنيابة العامة أو للطرف المعني أجال‬
‫أقصاه شهر واحد لتقديم الدعوى الالزمة في الدفع المذكور ‪.‬‬
‫وإذا انصرم أجل الشهر المحدد دون تقديم النيابة العامة أو الطرف المعني للدعوى المأمور بإقامتها ‪،‬‬
‫تصرف المحكمة المعروضة عليها الدعوى األصلية النظر عنها – وتبت في مسألة الجنسية إلى جانب‬
‫الدعوى األصلية ‪.‬‬
‫ويجب على الطرف الذي ينازع في الجنسية أن يقيم دعواه في أن واحد ضد الشخص المنازع في جنسيته‬
‫وضد النيابة العامة ‪".‬‬
‫‪ 120‬جاء في الفصل ‪ 41‬من ظهير الجنسية ما يلي ‪:‬‬
‫" إذا أثيرت مسألة الجنسية بصورة اعتراضية بين أفراد خصوصيين أمام المحكمة المعروضة عليها القضية‬
‫يجب دائما تدخل النيابة العامة في الدعوى وتقديم مستنتجاتها الكتابية ‪".‬‬
‫‪56‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫و تنفيذ األمر الصادر بالكفالة ‪.‬‬

‫‪ :1‬إجراء بحث حول الطفل‬

‫قبل تقديم طلب النيابة العامة الرامي إلى التصريح باإلهمال يتعين عليها بمقتضى المادة‬
‫أن تعمد في شخص وكيل الملك إلى إجراء‬ ‫‪121‬‬
‫الرابعة من قانون كفالة األطفال المهملين ‪،‬‬
‫بحث حول الطرف المستهدف من الطلب الذي سيقدم أما القضاء‪ ،‬وذلك عن طريق االستعانة‬
‫بالضابطة القضائية ومعرفة كافة الحيثيات المؤدية إلى التخلي عنه‪ ،‬وكذا معرفة هويته‬
‫هذه المعلومات هي التي تؤدي إلى تفحص وضعية الطفل‬ ‫‪122‬‬
‫والمعلومات المتعلقة بوالديه ‪،‬‬
‫المهل ‪،‬والذي لن يخرج عن الحاالت التالية وفقا للمادة ‪ 13‬من ظهير يونيو ‪: 2002‬‬

‫✓ فإما أن يكون الطفل مزدادا من أبويين مجهولين‪ ،‬أو من أب مجهول وأم معلومة‬
‫تخلت عنه‬
‫✓ وإما يكون طفال يتيما ‪،‬أو أنه لديه والدين لكنهم تخلو عنه لعوزهم المادي‬
‫‪123‬‬
‫✓ وإما أن الطفل أصبح متخلى عنه نتيجة الحكم على والديه بعقوبة سالبة للحرية‬

‫جاء في المادة الرابعة من قانون كفالة األطفال المهملين مايلي‪:‬‬ ‫‪121‬‬

‫" يقوم وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية الواقع بدائرة نفوذها مقر إقامة الطفل‪ ،‬أو مكان العثور عليه‪ ،‬بإيداع الطفل‬
‫مؤقتا بإحدى المؤسسات أو المراكز المذكورة في المادة ‪ 8‬أدناه‪ ،‬إما تلقائيا أو بناء على إشعار من طرف الغير ويقوم‬
‫وكيل الملك بإجراء بحث في شأن الطفل ‪.‬‬
‫يقدم وكيل الملك على الفور طلب التصريح بأن الطفل مهمل ‪،‬إلى المحكمة االبتدائية الواقع بدائرة نفوذها مقر إقامة‬
‫الطفل أو مكان العثور عليه أو مقر المركز االجتماعي المدع به ‪".‬‬
‫أحمد البنوضي‪ ،‬م س ‪،‬ص ‪85‬‬ ‫‪122‬‬

‫من خالل تأمل الفصل ‪ 33‬من القانون الجنائي يتضح أنه في الحالة التي يحكم فيها على الرجل وزوجته في أن‬ ‫‪123‬‬

‫واحد ولو عن جرائم مختلفة فإنهم ال ينفذان العقوبات المحكوم عليهم بها في أن واحد مادام أن لهاما محل إقامة‬
‫مشترك ومادام أن لهم طفل يحتاج الكفالة وما دام أن العقوبة الصادرة في حقهم معاقب عليها بالحبس لمدة ال تفوق‬
‫سنة واحدة‬
‫ولكنه وفي خالف هده األحوال المشار إليها خصوصا حينما تتعدى العقوبة السالبة للحرية تفوق سنة فإنه يزج بهما‬
‫أي الزوج والزوجة معا في الحبس األمر الذي قد يفضي إلى تشرد أبنائهما القصر والمحتاجين للرعاية‬
‫‪57‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫✓ أو في حالة ما كان أبواه منحرفين وال يقومان بواجب الرعاية والتوجيه السليمين ‪.‬‬

‫ففي مثل هذه الحاالت يتعين على النيابة تعميق البحث وعدم االكتفاء ببحوث الضابطة‬
‫القضائية ‪،‬ألنه قد يحدث أن يكون سبب التخلي عائدا إلى سبب أخر في غير األحوال التي‬
‫ذكرت سلفا‪ ،‬كأن يكون قد تعرض الختطاف‪ ،‬أو أنه ضاع من والديه أثناء السفر فاندمج رفقة‬
‫أطفال الشارع ‪،‬األمر الذي يحتاج من النيابة العامة التريث وحسن التقدير‪ ،‬حتى ال يصير‬
‫الحكم باإلهمال طريقا لإلضرار بالطفل‪ ،‬خصوصا في حالة ما تقدم أبويه للبحث عنه‪ ،‬وحصلت‬
‫‪124‬‬
‫كفالته من شخص أجنبي أو مسلم موجود بالخارج‬

‫‪ -2‬تقديم طلب التصريح باإلهمال و تنفيذ األمر الصادر بالكفالة‬

‫يعتبر الطفل مهمال حينما يصدر حكم قضائيا يقضي له بهذه الصفة بعدما تتقدم النيابة‬
‫العامة كطرف مدعي في دعوى التصريح باإلهمال ‪.‬‬

‫وحسنا فعل المشرع حينما أسند مهمة التصريح بهؤالء األطفال للنيابة العامة‪ ،‬ألنها وحدها‬
‫التي يمكن لها تفعيل المسطرة على محمل الجد‪ ،‬دون التهاون‪ ،‬باعتبار اآلثار الخطيرة الناجمة‬
‫عن وجود أطفال في تلك األوضاع المزرية ‪،‬حيث تساعدها في ذلك الوسائل المتوفرة عليها في‬
‫أداء مهمتها على أحسن وجه ‪.‬‬

‫يتعين على وكيل الملك‬ ‫‪125‬‬


‫وبموجب المادة الخامسة من قانون كفالة األطفال المهملين‪،‬‬

‫أحمد البنوضي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪87‬‬ ‫‪124‬‬

‫جاء في المادة الخامسة من قانون كفالة األطفال المهملين ما يلي ‪:‬‬ ‫‪125‬‬

‫" يقوم وكيل الملك عند االقتضاء بكل اإلجراءات الرامية إلى تسجيل الطفل بالحالة المدنية قبل تقديمه طلب التصريح‬
‫باإلهمال‪ ،‬ومن بينها إقامة الدعاوى وكل ذلك مع مراعاة أحكام القانون المتعلق بالحالة المدنية ‪.‬‬
‫يقدم وكيل الملك للمحكمة عناصر البحث الذي أجراه من أجل إثبات كون الطفل مهمال ‪".‬‬
‫‪58‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫تقديم نتائج البحث الذي توصل به‪ ،‬حيث تعمل النيابة العامة على التقدم أمام المحكمة بكل‬
‫الوسائل التي تثبت أن الطفل يوجد في حالة من حالة اإلهمال ‪.‬‬

‫وبخصوص التصريح بإهمال الطفل المجهول األبويين‪ ،‬فإن المحكمة تصدر حكما تمهيديا‬
‫يحتوي على كافة البيانات المتعلقة بالطفل؛ من أوصاف ومكان العثور عليه ‪،‬وبعد صدور هذا‬
‫الحكم تعمل النيابة العامة على تعليقه بعد إحالته عليها من طرف المحكمة لمدة ثالثة أشهر‬
‫بالجماعات المحلية‪ ،‬والقيادة ‪،‬والمحكمة االبتدائية المصدرة للحكم التمهيدي‪ ،‬كما يتم تعليقه‬
‫‪126‬‬
‫بالمؤسسة التي يتواجد بها الطفل المعني ‪.‬‬

‫وبعد انتهاء أجل ثالثة أشهر دون حصول تقدم أي شخص باسترداد الطفل‪ ،‬فانه يتم‬
‫إرجاع الملف مرة أخرى إلى قضاء األسرة من أجل البت فيه بصفة نهائية‪ ،‬حيث يصبح الحكم‬
‫مشموال بالنفاذ المعجل وغير قابل للطعن وفقا للمقتضيات المادة ‪ 6‬من قانون كفالة األطفال‬
‫‪127‬‬
‫المهملين‬

‫أما فيما يخص طلب التصريح بإهمال الطفل المعلوم األم‪ ،‬والمجهول األب‪ ،‬ففي هذه‬
‫الحالة يستغني عن التعليق باعتبار أن األم موجودة‪ ،‬ويفتح له ملف جماعي ورقم خاص لدى‬

‫السعدية أيت السيد‪ ،‬الدليل العملي لمسطرة كفالة األطفال المهملين‪ ،‬منشورات المرافعة رقم ‪، 8‬الصفحة ‪33‬‬ ‫‪126‬‬

‫ورد في المادة السادسة من قانون كفالة األطفال المهملين ما يلي ‪:‬‬ ‫‪127‬‬

‫" تقوم المحكمة عند االقتضاء بعد االطالع على نتائج البحث الذي قدمه وكيل الملك بإجراء كل بحث أو خبرة‬
‫تكميلية تراها ضرورية ‪.‬‬
‫إذا تبين للمحكمة أن الطفل مجهول األ بوين ‪،‬فإنها تصدر حكما تمهيديا يتضمن كافة البيانات الالزمة للتعريف‬
‫بالطفل ومنها أوصافه ومكان العثور عليه وتأمر وكيل الملك بالقيام بما يلزم لتعليق الحكم وخاصة في مكاتب‬
‫الجماعة المحلية والقيادة بمكان العثور على الطفل‪ ،‬أو عند االقتضاء في أحد المكانين االخرين المذكورين في الفقرة‬
‫الثانية من المادة الرابعة أعاله أو فيهما معا أو في مكان أخر تراه المحكمة مالئما ‪،‬وذلك لمدة ثالثة أشهر يمكن‬
‫أثناءها ألبوي الطفل أن يعرفا بنفسيهما ويطالبا باسترداده ‪.‬‬
‫إذا إنصرمت هذه المدة ‪،‬دون أن يتقدم أي شخص إلثبات أبوته للطفل ويطالب باسترداده ‪،‬فإن المحكمة تصدر حكما‬
‫تصرح فيه بأن الطفل مهمل ‪.‬‬
‫يكون الحكم قابال للتنفيذ المعجل بقوة القانون رغم كل طعن ‪".‬‬
‫‪59‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪128‬‬
‫قسم األسرة‪ ،‬بغية استصدار حكم فيه يكتسي طابع استعجالي ‪.‬‬

‫وتبقى اإلشارة إلى نقطة غاية في األهمية‪ ،‬فحواها أنه يمكن للنيابة العامة إقامة الدعوى‬
‫العمومية باعتبارها طرفا أصليا في الدعوى العمومية في القضايا المتعلقة باألطفال المتخلى‬
‫عنهم‪ ،‬فالمادة الثالثة وضعت على كاهل األشخاص الذين يعثرون على أطفال وباألحرى‬
‫والدات مهملة واجب التبليغ عنها للمصالح المختصة‪ ،‬األمر الذي تزكيه المادة ‪ 31‬من قانون‬
‫كفالة األطفال المهملين‪ ،‬والتي تحيل على معاقبة الفعل بالعقوبات المقررة في مجموعة القانون‬
‫والفصل‬ ‫‪129‬‬
‫الجنائي‪ ،‬والمقصود هنا إعمال العقوبة الجنائية الواردة في الفصل ‪ 431‬من ق ج‬
‫ن‪130‬‬
‫‪ 469‬من نفس القانو‬

‫ويبرز د ور النيابة العامة أيضا في تنفيذ األحكام الصادرة بشأن الكفالة ‪ ،‬فبعد إصدار‬
‫القاضي المكلف بشؤون القاصرين أمره بإسناد الكفالة لطالبها تأتي مرحلة تنفيذ األمر‪ ،‬حيث يتم‬
‫التنفيذ بحضور ممثل النيابة العامة والسلطة المحلية والمساعدة االجتماعية إن اقتضاها الحال‬
‫‪131‬‬

‫السعدية ايت السيد ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪34‬‬ ‫‪128‬‬

‫جاء في الفصل ‪ 431‬من ق ج ما يلي ‪:‬‬ ‫‪129‬‬

‫" من أمسك عمدا عن تقديم مساعدة لشخص في خطر ‪،‬رغم أنه كان يستطيع أن يقدم تلك المساعدة إما‬
‫بتدخله الشخصي وإما بطلب االغاثة‪ ،‬دون تعريض نفسه أو غيره ألي خطر ‪،‬يعاقب بالحبس من ثالثة أشهر‬
‫إلى خمس سنوات وغرامة من مائتين إلى ألف درهم ‪،‬أو بإحدى هاتين العقوبيتن فقط‪" .‬‬
‫ورد في الفصل ‪ 469‬من ق ج ‪:‬‬ ‫‪130‬‬

‫" من عثر على وليد ‪،‬ولم يخطر به ضابط الحالة المدنية وال السلطات المحلية ‪،‬يعاقب بالحبس من شهر إلى‬
‫شهرين وبغرامة من مائة وعشرين إلى مائتي درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪" .‬‬
‫‪ 131‬جاء في المادة ‪ 18‬من قانون كفالة األطفال المهملين ما يلي ‪:‬‬
‫" ينفذ األمر الصادر بالكفالة من طرف المحكمة االبتدائية التابع لها القاضي المصدر ألمر الكفالة داخل‬
‫خمسة عشر يوما من تاريخ صدوره ‪.‬‬
‫يحرر محضر بتسليم الطفل المكفول إلى الشخص أو الجهة الكافلة ‪.‬‬
‫يتم التنفيذ على الخصوص بحضور ممثل النيابة العامة والسلطة المحلية والمساعدة االجتماعية المعنية عند‬
‫االقتضاء ‪,‬‬
‫‪60‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫الفصل الثاني‬
‫الدور الرقابي واإلداري للنيابة العامة‬
‫في القضايا المدنية‬
‫يجب أن يتضمن المحضر على الخصوص هوية الكافل والطفل المكفول واألشخاص الذين حضروا التسليم‬
‫ومكان وساعة تسليم الطفل ويجب أن يوقعه عون التنفيذ والكافل ‪.‬وإذا كان الكافل ال يستطيع التوقيع ‪،‬فيضع‬
‫بصمته‪.‬‬
‫يحرر المحضر في ثالثة نظائر يوجه أحدها إلى القاضي المكلف بشؤون القاصرين ويسلم الثاني إلى الكافل‬
‫ويحتفظ بالثالث في ملف التنفيذ ‪".‬‬

‫‪61‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪62‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫تتسع أسرة العدالة لتشمل مهن حرة تنشط في حقلها ‪ ،‬وتساعد في خدمة المواطنين‬
‫وتحقيق العدالة واألمن القضائي‪ ،‬حيث تبرز مهن الخبراء القضائيين‪ ،‬والموثقين العصريين‪،‬‬
‫والعدول ‪،‬والنساخ ‪،‬والمفوضين ‪ ،‬وهي مهن تحتاج إلى شيء من المراقبة من أجل ضمان‬
‫احترامها لروح القانون‪ ،‬هذه الرقابة تنشط فيها عدة مؤسسات من بينها النيابة العامة‪ ،‬هذه‬
‫األخيرة التي تعمل على بسط رقابتها على هذه المهن‪ ،‬كما تقوم بأدوار إدارية ‪،‬فتبرز أدوار‬
‫النيابة العامة اإلدارية والحمائية في قوانين مدنية مهمة ‪،‬كقانون الحالة المدنية‪ ،‬وظهير كفالة‬
‫األطفال المهملين‪ ،‬ثم ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬ولمزيد من التوضيح سنقوم بالتطرق إلى دور‬
‫النيابة العامة في مراقبة المهن الحرة في مبحث أول ثم الدور اإلداري للنيابة العامة خارج نطاق‬
‫المهن الحرة مبحث ثاني‬

‫‪63‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫المبحث األول‪:‬‬
‫دور النيابة العامة في مراقبة المهن الحرة‬
‫من أجل ضمان نجاعة أداء وجودة تسيير المهن الحرة ‪ ،‬عمل المشرع على تخويل النيابة‬
‫العامة الحق في إعمال رقابتها على العاملين في حقلها ‪،‬بل إنه أدخلها حتى في األمور اإلدارية‬
‫المتعلقة باالنخراط في المهنة‪ ،‬سواء تعلق األمر بإجراء البحوث ‪،‬أو مسك محاضر أداء اليمين؛‬
‫هذه الرقابة التي نجد أنها في بعض األحيان تكتسي طابع مشترك مع رؤساء المحاكم‬
‫االبتدائية‪ ،‬األمر الذي سيزيد ال محالة من حسن انضباط العاملين في تلك المهن ‪.‬‬

‫ولتبيان صور هذه األدوار المهمة ‪،‬سأقوم بالتطرق ل الدور المباشر للنيابة العامة في‬
‫مراقبة المهن الحرة في مطلب أول ‪،‬ثم الدور االحتياطي للنيابة العامة في مراقبة المهن الحرة‬
‫في مطلب ثاني‬

‫المطلب األول‪ :‬الدور المباشر للنيابة العامة في مراقبة المهن الحرة‬


‫خول المشرع المغربي للنيابة العامة أدوار مهمة‪ ،‬متجسدة في رقابة نشاط بعض المهن‪،‬‬
‫واإلشراف على تفحص أمورهم اإلدارية‪ ،‬ومن بين هذه المهن نجد مهنة التوثيق العصري‬
‫والتراجمة والخبراء ‪،‬وزيادة في التوضيح سأقوم بالتطرق لدور النيابة العامة في مراقبة وتسير‬
‫شعبة التوثيق العصري في فقرة أولى ‪،‬على أن أعرج على دور النيابة العامة في مراقبة التراجمة‬
‫والخبراء في فقرة ثانية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مراقبة وتسير شعبة التوثيق العصري‬


‫ينظم الظهير الشريف رقم ‪ 179/ 11 / 1‬الصادر بتاريخ ‪ 24‬نوفمبر ‪ 2011‬بتنفيذ‬
‫القانون رقم ‪ 09/32‬مهنة التوثيق العصري‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 129‬منه ‪:‬‬

‫" تحدت و ازرة العدل لجانا على صعيد دوائر محاكم االستئناف‪ ،‬تتألف كل واحدة منها من‬
‫مستشارين اثنين على األقل بمحكمة االستئناف ‪،‬ونائبين للوكيل العام للملك لديها‪ ،‬وستة موثقين‬
‫يتم اختيارهم من بين موثقي دائرة نفس المحكمة‪ ،‬على أن يكونوا من بين مرشحين لمنصب‬
‫‪64‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫رئيس المجلس الجهوي أو لعضوية المجلس‪ ،‬يعهد إليها من اجل أقصاه تسعة أشهر من تاريخ‬
‫سريان العمل بهذا القانون باإلشراف على تأسيس المجالس الجهوية وانتخاب رؤسائها وأعضاء‬
‫مكاتبها ‪،‬بقصد إحداث المجلس الوطني للموثقين ‪،‬وفق الشروط واإلجراءات المنصوص عليها‬
‫في هذا القانون "‬

‫كما جاء في الفقرة الثانية من المادة ‪ 130‬من نفس القانون ‪:‬‬

‫"تسهر هذه اللجنة تحت إشراف الرئيس األول لنفس المحكمة والوكيل العام للملك لديها‪،‬‬
‫أو من ينوب عنهما عند االقتضاء‪ ،‬على اتخاذ جميع اإلجراءات الرامية إلى انتخاب رئيس‬
‫وأعضاء المجلس الوطني للموثقين باستثناء رؤساء المجالس الجهوية‪ ،‬وفقا لمقتضيات هذا‬
‫القانون "‬

‫وهكذا وبمجرد توصل النيابة العامة بكتاب وزير العدل والحريات الذي يشعرها فيه بموافقة‬
‫الجناب الشريف على نتائج أعمال اللجنة المكلفة بإبداء رأيها في تعيين الموثقين مصحوبا بقرار‬
‫التعيين‪ ،‬يتولى الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف أو أحد نوابه بحسب األحوال بعد‬
‫توصله بما يفيد فتح المكتب وعنوانه ورقم هاتفه‪ ،‬تحرير ملتمس أداء اليمين موجه إلى الرئيس‬
‫‪132‬‬
‫األول لدى نفس المحكمة‬

‫وبعد أداء اليمين من طرف الموثق يتوجب عليه وضع توقيعه الكامل الذي يشمل شكل‬
‫التوقيع ومختصره لدى كتابة الضبط بمحكمة اإلستئناف والمحكمة االبتدائية‪ ،‬الذين يزاول مهامه‬
‫بدائرة نفوذهما‪ ،‬ويحرر به محض ار يضاف إلى باقي الوثائق التي يتكون منها ملف الموثقين‬
‫العصريين لدى النيابة العامة‪ ،‬هذا الملف الذي تضاف إليه كل وثيقة تكون ذات األثر في‬
‫المسار المهني للمعني باألمر‪ ،‬وتتولى النيابة العامة إحالة نسخة من هذا الملف على و ازرة‬

‫أدم هارون سنوسي‪ ،‬تدخل النيابة العامة في القضايا المدنية بين النصوص القانونية وتوجه العمل‬ ‫‪132‬‬

‫القضائي ‪،‬بحث نهاية التكوين‪ ،‬المعهد العالي للقضاء‪ ،‬الفوج ‪ ، 2013/2011 ،38‬ص ‪37‬‬

‫‪65‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫العدل والحريات بمجرد اكتماله بمقتضى كتاب توجهه إلى مصلحة مهنة التوثيق بقسم مساعدي‬
‫‪133‬‬
‫القضاء والمهن القانونية والقضائية بمديرية الشؤون المدنية‬

‫ومن شأن رقابة النيابة العامة على مهنة التوثيق العصري الوقوف سدا منيعا أمام‬
‫أن رقابة النيابة العامة‬ ‫‪134‬‬
‫الخروقات التي قد تمس بالمهنة ‪ ،‬على الرغم من أن هناك من يعتبر‬
‫تبقى غير مجدية طالما أن قضاة النيابة العامة غرباء عن مهنة التوثيق العصري‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مراقبة التراجمة والخبراء‬


‫في بادئ ذي بدئ سأقوم بتناول الحديث عن مراقبة النيابة العامة للتراجمة أوال على أن‬
‫أقوم بنفس األمر بالنسبة لمراقبة النيابة العامة للخبراء ثانيا‬

‫أوال‪ :‬مراقبة التراجمة‬


‫لقد حرص المشرع المغربي على تنظيم المهن الحرة المساعدة للقضاء تنظيما محكما‪،‬‬
‫يجعل من خاللها الناشطين في مجالها منضبطين لواجبات المهنة‪ ،‬ومن هذه المهن التي‬
‫أحكمها المشرع نجد مهنة التراجمة المقبولين رسميا لدى المحاكم‪ ،‬والتي تعمل من خاللها النيابة‬
‫‪135‬‬
‫العامة على مراقبة اإلجراءات المتعلقة بالمهنة سواء اإلدارية أو القضائية منها‬

‫ومما يظهر الدور اإلداري الرقابي للنيابة العامة في هذا المجال‪ ،‬أن المادة ‪136 28‬من‬

‫محمد بنعليلو‪ ،‬واقع النيابة العامة في المغرب بين الممارسة القضائية وضمان الحقوق والحريات ‪،‬منشور من‬ ‫‪133‬‬

‫طرف المركز العربي لتطوير حكم القانون والنزاهة‪ ،‬دون تحديد السنة‪ ،‬ص ‪52‬‬
‫‪134‬‬
‫‪Khalid khales – la Co-régulation du notariat au Maroc- la réforme du notariat‬‬
‫‪Face au défi de la mondialisation (actes du colloque international organisé a‬‬
‫‪l’institut supérieure de la magistrature le 3 novembre 2009 à rabat ) - -collection‬‬
‫‪thèmes actuels – publication de la revue marocaine d’administration locale et de‬‬
‫‪développement – numéro 69 – 2010 – p 38‬‬
‫‪ 135‬عادل عقا والجاللي‪ ،‬دور النيابة العامة في مراقبة المهن القضائية ‪،‬بحث نهاية التدريب ‪،‬الفوج ‪،36‬‬
‫المعهد العالي للقضاء ‪ ، 2011/2009،‬ص ‪12‬‬
‫ورد في المادة ‪ 28‬من القانون رقم ‪ 50.00‬المتعلق بالتراجمة المقبولين لدى المحاكم ما يلي ‪:‬‬ ‫‪136‬‬

‫"يمنع على الترجمان المقبول لدى المحاكم ممارسة مهامه إال بعد فتح مكتبه في دائرة محكمة االستئناف المسجل بها‬
‫‪66‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫المتعلق بالتراجمة المقبولين لدى المحاكم‪ ،‬تمنع على الترجمان ممارسة مهامه‬ ‫‪137‬‬
‫القانون‪50.00‬‬
‫إال بعد وضع نموذج توقيعه في سجل خاص يمسك من طرف النيابة العامة لدى المحكمة‬
‫االبتدائية التي يتواجد بدائرة نفوذها مكتب الترجمان الرسمي ‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى العمل المهم الذي يقوم به وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية بموجب‬
‫والتي تتيح له الترقيم والتأشير على صفحات السجل الممسوك من قبل الترجمان‬ ‫‪138‬‬
‫المادة ‪31‬‬
‫وذلك قبل البدء بالعمل به ‪.‬‬

‫وبموجب المادة ‪ 45‬من نفس القانون‪ ،‬يحرص الوكيل العام للملك على مراقبة مدى تقيد‬
‫الترجمان بترجمة اللغات المرخص له فيها ‪،‬كما يراقب مدى التزام الترجمان بالحفاظ على نظائر‬
‫ونسخ الوثائق التي تسلمها بغية ترجمتها ‪،‬وكذا كيفية مسك السجل الخاص بتضمين مواضيع‬
‫الترجمات‪ ،‬وأيضا التأكد من مدى إبرام الترجمان لعقد التأمين على الوثائق والمستندات‪.‬‬

‫يبدوا أن هذه الرقابة‬ ‫‪139‬‬


‫ومن خالل تفحصنا لكل من المادة ‪ 31‬السالفة الذكر والمادة ‪44‬‬

‫‪.‬‬
‫يضع الترجمان المقبول لدى المحاكم نموذج توقيعه في سجل خاص يمسك من طرف النيابة العامة لدى المحكمة‬
‫االبتدائية التي يوجد مكتبه بدائرتها‬
‫يؤشر وكيل الملك أو من ينوب عنه على صفحات السجل المذكور بعد ترقيمه ووضع طابعه على كل صفحة منه‬
‫وذلك قبل الشروع في استعماله ‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ 50.00‬المتعلق بالتراجمة المقبولين لدى المحاكم ‪،‬الصادر بتنفيده الظهير الشريف رقم ‪1.01.127‬‬ ‫‪137‬‬

‫في ‪ 29‬من ربيع األول ‪ 22( 1422‬يونيو ‪)2001‬‬


‫ورد في المادة ‪ 31‬من القانون ‪ 50.00‬ما يلي ‪:‬‬ ‫‪138‬‬

‫" يجب على الترجمان المقبول لدى المحاكم أن يمسك سجال خاصا يضمن فيه لزوما حسب الترتيب الترقيمي ‪،‬كل‬
‫ترجمة أنجزها وتاريخها واسم طالبها وهوية األطراف الواردة أسماؤهم بالوثيقة المترجمة وموج از عن موضوعها‪،‬‬
‫يجب قبل البدء في استعمال السجل ترقيم جميع صفحاته والتأشير عليها من طرف وكيل الملك لدى المحكمة‬
‫االبتدائية التي يوجد بدائرتها الترجمان ‪.‬‬
‫يراقب وكيل الملك السجل المشار ‘ليه أعاله كلما اقتضى األمر ذلك وخاصة عند تجديد ترقيمه‬
‫جاء في المادة ‪ 44‬من القانون ‪ 50.00‬ما يلي ‪:‬‬ ‫‪139‬‬

‫يتولى الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف مراقبة أعمال التراجمة المقبولين لدى المحاكم ‪،‬الممارسين في دائرة‬
‫‪67‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫التي تقوم بها النيابة العامة على السجالت هي رقابة مزدوجة‪ ،‬بحيث إن وكيل الملك تسند له‬
‫الرقابة على السجل بمقتضى المادة ‪ 31‬في حين أن المادة ‪ 45‬تسند للوكيل العام للملك نفس‬
‫الرقابة على السجل‪ ،‬لكن يبدوا لي أن هذه الرقابة ما هي إال تكامل وانسجام يطبعه مبدأ‬
‫التسلسل اإلداري التي تخضع له النيابة العامة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مراقبة الخبراء‬


‫ينتمي الخبراء إلى المهن المساعدة للقضاء‪ ،‬وينظمهم القانون رقم ‪140 45.00‬والذي يفرض‬
‫على كل من أراد أن يمارس مهنة الخبراء ‪،‬أن يقدم طلب تسجيله في أحد جداول الخبراء بعد‬
‫بالنسبة للشخص الطبيعي والشروط التي‬ ‫‪141‬‬
‫أن تتوفر فيه الشروط التي تستلزمها المادة الثالثة‬
‫بالنسبة للشخص المعنوي ‪.‬‬ ‫‪142‬‬
‫تتطلبها المادة الرابعة‬

‫اختصاصه‪:‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 1.01.126‬صادر في ‪ 29‬من ربيع األول ‪ 22( 1422‬يونيو ‪ ) 2001‬بتنفيذ القانون رقم‬ ‫‪140‬‬

‫‪ 45.00‬المتعلق بالخبراء القضائيين‬


‫جاء في المادة الثالثة من ق خ ما يلي ‪:‬‬ ‫‪141‬‬

‫" ال يمكن ممارسة الخبرة القضائية إال بعد التسجيل في أحد جداول الخبراء القضائيين‬
‫يشترط في كل مترشح للتسجيل في جداول الخبراء االستجابة للشروط األتية ‪:‬‬
‫‪- 1‬أن يكون المترشح مغربيا ‪،‬مع مراعاة قيود األهلية المشار إليها في قانون الجنسية أو من رعايا دولة تربطها‬
‫بالمغرب اتفاقية تسمح لمواطني كل منهما ممارسة الخبرة القضائية في الدولة األخرى؛‬
‫‪- 2‬أال يقل عمره عن ثالثين سنة ميالدية كاملة؛‬
‫‪- 3‬أن يكون في وضعية سليمة إزاء الخدمة العسكرية؛‬
‫‪- 4‬أن يكون متمتعا بحقوقه الوطنية وذا مروءة وسلوك حسن؛‬
‫‪- 5‬أال يكون قد حكم عليه من أجل جناية أو جنحة باستثناء الجرائم غير العمدية؛‬
‫‪6‬أ‪-‬ال يكون قد صدرت في حقه عقوبة تأديبية من أجل تصرفات مخلة بالشرف أو النزاهة أو األخالق الحميدة؛‬
‫‪-7‬أال يكون قد حكم عليه بإحدى العقوبات المالية التي ينص قانون التجارة على إمكانية الحكم بها في حق مسيري‬
‫المقاولة أو بسقوط األهلية التجارية؛‬
‫‪- 8‬أن يكون متوف ار على مقاييس التأهيل التي تحدد بنص تنظيمي بالنسبة لكل نوع من أنواع الخبرة؛‬
‫‪- 9‬أن يكون له موطن بدائرة اختصاص محكمة االستئناف التي يرغب في ممارسة مهامه بدائرتها‪".‬‬
‫‪142‬ورد غي المادة الرابعة من ق خ ق ما يلي ‪:‬‬
‫‪68‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫ويكمن دور النيابة العامة في مجال إعداد ملفات الترشيح لمهنة الخبراء‪،‬في أنها تنتمي‬
‫التي تستقبل طلبات التسجيل المقدمة من طرف الشخص الذي يريد مزالة‬ ‫‪143‬‬
‫إلى تشكيل اللجنة‬
‫الخبرة‪ ،‬حيث تتكون اللجنة بجانب األعضاء اآلخرين من ثالثة وكالء عامين للملك لدى محاكم‬
‫االستئناف ‪،‬لتساهم بذلك في دراسة طلبات التسجيل في جدول الخبراء‪ ،‬وتقيم مدى جديتها‬
‫والعمل على إعداد جداول الخبراء والحرص على مراقبتها مع ضبط اإلخالالت المرتكبة من‬
‫طرف الخبراء القضائيين ‪.‬‬

‫وحينما تقبل اللجنة المكلفة بوضع جداول الخبراء الطلب عبر تقييد المرشح في جدول‬
‫الخبراء القضائيين‪ ،‬يعمد الوكيل العام للملك على إعداد ملتمس أداء اليمين ؛ويرفعه للمحكمة‬
‫مصحوبا بكافة الوثائق المكونة للملف ‪،‬مع ضرورة اإلشارة فيه إلى قرار وزير العدل والحريات‬
‫على أنه بالنسبة ألداء اليمين‬ ‫‪144‬‬
‫القاضي بتقييد المعني باألمر في جدول الخبراء القضائيين‪،‬‬
‫من طرف الشخص المعنوي فانه يؤدى من طرف ممثله القانوني‪ ،‬ويتعين تجديدها كلما ط أر‬

‫" يمكن للشخص المعنوي تقديم طلب التسجيل في جدول الخبراء القضائيين اذا توفرت الشروط التالية ‪:‬‬
‫‪-1‬أن يكون ممثله القانوني مستوفيا للشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 3‬من هذا القانون؛‬
‫‪ -2‬أن تتوفر هذه الشروط في الشخص الطبيعي التابع للشخص المعنوي الذي يتولى اإلشراف على عملية إنجاز‬
‫الخبرة؛‬
‫‪ -3‬أن يتوفر الشخص المعنوي على أشخاص مؤهلين في مجال الخبرة المطلوبة وعلى الوسائل التقنية الضرورية؛‬
‫‪ -4‬أال يكون نشاط الشخص الطبيعي التابع للشخص المعنوي نشاطا وفق المقاييس المشار إليها في البنذ ‪ 8‬من‬
‫المادة ‪ 3‬أعاله؛‬
‫‪ -5‬أال يكون نشاط الشخص المعنوي متنافيا مع مبدأ االستقالل وواجب التجرد الالزمين لممارسة مهام الخبرة‬
‫القضائية؛‬
‫‪ -6‬أن يكون مقره االجتماعي أو مقر أحد فروعه موجودا بدائرة اختصاص محكمة االستئناف المراد التسجيل‬
‫بجدولها؛‬
‫‪ -7‬اإلدالء بوثائق تثبت هوية األشخاص المالكين لرأس مال الشخص المعنوي ومسيريه؛ "‬
‫تتشكل اللجنة المحدثة بو ازرة العدل والمكلفة بدراسة طلبات التسجيل بالجدول بمقتضى المادة التاسعة من ‪:‬‬ ‫‪143‬‬

‫ممثل لوزير العدل باعتباره رئيس اللجنة ‪،‬ث الثة رؤساء أولين لمحاكم االستئناف ‪،‬ثالثة وكالء عامين للملك لدى‬
‫محاكم االستئناف‪،‬ثم خبيران قضائيان‬
‫سنوسي هارون ادم‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪39‬‬ ‫‪144‬‬

‫‪69‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪145‬‬
‫تغيير في وضعه القانوني وفقا للمادة ‪ 19‬من نفس القانون ‪.‬‬

‫ومما تجدر اإلشارة إليه‪ ،‬أنه فيما يخص المراقبة التي تقوم بها النيابة العامة على الخبراء‪،‬‬
‫فانه بتم التمييز بين الخبير القضائي المسجل بالجدول‪ ،‬والخبير القضائي المسجل بالجدول‬
‫الوطني؛ هذا األخير يحرص الرئيس األول لمحكمة النقض بمعية الوكيل العام للملك بنفس‬
‫المحكمة بالسهر على مراقبتهم‪ ،‬في حين إنه بالنسبة للفئة األولى المتمثلة في الخبراء القضائيين‬
‫المسجلين بالجدول‪ ،‬فمراقبتهم يسهر على تفعيلها كل من الرئيس األول بمحكمة االستئناف‬
‫‪146‬‬
‫والوكيل العام للملك بنفس المحكمة‬

‫ومما يمكن مالحظته حول هذه الرقابة أن المشرع جعلها مشتركة‪ ،‬أي أن النيابة العامة‬
‫ليست مختصة لوحدها في بسط رقابتها‪ ،‬هده الرقابة المشتركة حسب رأيي المتواضع يمكن أن‬
‫تكون غير فعالة في ظل تقيد المشرع إعمالها على نحو مسطري يقتضى احترام تشكيلها‪ ،‬األمر‬
‫الذي قد يعجز عنه الرئيس األول أو الوكيل العام للملك نظ ار لكثرة المهام‪ ،‬وما يعاب على هذه‬
‫الرقابة أيضا أن المشرع جعل الوكيل العام للملك والرئيس األول غير مختصين بالبت في‬
‫االختالالت التي يرتكبونها‪ ،‬ويقتصر دورهم في اإلحالة على اللجنة‪ ،‬وهذا األمر من شأنه أن‬
‫يضعف رقابة النيابة العامة في هذا المجال ‪.‬‬

‫جاء في المادة ‪ 19‬من ق ‪ .‬خ ما يلي ‪:‬‬ ‫‪145‬‬

‫" يؤدي اليمين عن الشخص المعنوي ممثله القانوني‬


‫إذا ط أر تغيير في وضعية الممثل القانوني للشخص المعنوي خاصة عند تعيين ممثل جديد وجب على هذا االخير‬
‫أداء اليمين المنصوص عليها في المادة ‪ 18‬أعاله‪" .‬‬
‫جاء في المادة ‪ 28‬من ق خ ما يلي ‪:‬‬ ‫‪146‬‬

‫" يقوم الرئيس األول لمحكمة االستئناف والوكيل العام للملك لديها بمراقبة الخبراء القضائيين المسجلين بجدولها ‪.‬‬
‫يقوم الرئيس األول لمحكمة النقض والوكيل العام للملك لديها بمراقبة الخبراء القضائيين المسجلين بالجدول الوطني‪" .‬‬
‫‪70‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الدور االحتياطي للنيابة العامة في مراقبة المهن الحرة‬


‫نظ ار لكثرة االختصاصات المنوطة بالنيابة العامة في مراقبة المهن الحرة‪ ،‬عمل المشرع‬
‫المغربي على إشراك جهات قضائية أخرى؛ بحيث أصبحت لرئيس المحكمة االبتدائية‬
‫الصالحية في بسط رقابته على بعض المهن‪ ،‬إال أن األمر مع ذلك ال يحول دون تفعيل رقابة‬
‫النيابة العامة التي أمكن أن نقول عنها بأنها رقابة احتياطية‪ ،‬على هذا األساس سأتطرق ل‬
‫المراقبة االحتياطية للمفوضين القضائيين في فقرة أولى ثم المراقبة االحتياطية للعدول والنساخ‬
‫في فقرة ثاينة‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الرقابة االحتياطية للنيابة العامة على المفوضين القضائيين‬


‫لقد برزت فكرة إحداث مساعدين للقضاء مستقلين عن إدارة المحاكم للقيام بمجموعة من‬
‫اإلجراءات‪ ،‬رغم أن المشرع لم يقتنع بالفكرة إال في سنة ‪ 1967‬بمناسبة المرسوم الملكي المؤرخ‬
‫في ‪ 1967 / 2 / 2‬الذي أشار إلى األعوان القضائيين‪ ،147‬ضمن موظفي المحاكم المغربية ‪.‬‬

‫وبعد صدور الظهير الشريف رقم ‪ 1.80.440‬بتاريخ ‪ 15‬دجنبر ‪ 1980‬بتنفيذ القانون‬


‫‪ 41.80‬بمثابة اللبنة األساسية التي قامت عليها مؤسسة العون القضائي‪ ،‬تاله المرسوم‬
‫التطبيقي له بتاريخ ‪ ،1986/12/ 24‬ونصوص أخرى أخرها القانون رقم ‪ 81.03‬الصادر األمر‬
‫بتنفيذه بمقتضى الظهير الشريف رقم ‪ 1.06.23‬بتاريخ ‪ 14‬فبراير ‪ ،2006‬الذي نسخ مقتضيات‬
‫ظهير األعوان القضائيين واستبدل اسم الهيئة من األعوان القضائيين إلى المفوضين القضائيين‬
‫‪.‬‬

‫كان يتم إعمال مراقبة األعوان القضائيين من طرف وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية وكانت تتفرع عن هذه‬ ‫‪147‬‬

‫المراقبة دورين أساسين ‪:‬‬


‫الدور الجنائي ‪ :‬والذي أمكن من خالله لوكيل الملك أن يتابع األعوان القضائيين أمام المحكمة االبتدائية من أجل‬
‫مخالفات ارتكبوها خالفا للقانون المنظم لمهنتهم‬
‫والدور الثاني ‪ :‬والذي أمكن من خالله لوكيل الملك أن يعاقب األعوان القضائيين بعقوبات مدنية تأديبية كاإلنذار‬
‫والتوبيخ أو بعقوبات من الدرجة الثانية كالسحب المؤقت لرخصة المزالة أقصاها ستة أشهر أو السحب النهائي لهذه‬
‫الرخصة‬
‫‪71‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫وأصبح المفوضون القضائيون يمارسون عملهم في إطار مهنة حرة‪ ،‬ويكلفون بالمهام‬
‫المنوطة بهم بكتابة الضبط من تبليغ وتنفيذ ومعاينات وإنذارات ‪.‬‬

‫ونظ ار لخطورة الدور الذي تضطلع به هذه الهيئة‪ ،‬فقد جعلها القانون الجديد ممارسة‬
‫لمهامها تحت مراقبة رئيس المحكمة االبتدائية أو من ينتدبه لهذه الغاية‪ ،‬بعدما كانت تقوم بذلك‬
‫تحت إشراف وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية لدائرة اختصاصاتها ‪.‬‬

‫وإذا كانت الملفات المتعلقة بالمفوضين القضائيين تبقى ممسوكة لدى رئيس المحكمة‬
‫االبتدائية باعتبار تبعيتهم له في ممارستهم لمهامهم‪ ،‬فإن النيابة العامة تمسك لهم ملفات فرعية‬
‫تضم باإلضافة إلى قرار أدائهم اليمين القانونية‪، ،‬ملفات تخص ما يمكن أن يشمل ملف العون‬
‫القضائي من تقارير دورية‪ ،‬مرتبطة بنشاطه المهني كما ينبغي أن يضم هذا الملف أيضا كل‬
‫تنبيه أو إنذار أو توجيه وجه إلى العون القضائي في إطار وظيفته أو بسبب القيام بها‪ ،‬أو‬
‫الطلبات الموجهة إليه والرامية إلى االستعانة بالقوة العمومية أثناء مزاولتهم لمهامهم وفقا للمادة‬
‫‪.‬‬ ‫‪148‬‬
‫‪ 17‬من قانون المفوضين القضائيين‬

‫وإذا كانت العقوبات التأديبية من الدرجة األولى كاإلنذار والتوبيخ في القانون القديم؛ كان‬
‫باإلمكان أن تصدر عن وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية التي يرتبط المفوض بمقرها‪ ،‬بعدما‬
‫يتلقى ممثل النيابة العامة اإليضاحات من المفوض كتابة‪ ،‬فإن الوضع وفق القانون الجديد‬
‫المحدث للمفوضين القضائيين تغير ‪ ،‬بحيث تمت تسوية هذه العقوبات شأنها شأن العقوبات‬
‫من الدرجة الثانية كالسحب المؤقت لرخصة المزاولة والسحب النهائي‪ ،‬حيث أصبحت جميعها‬
‫من اختصاص غرفة المشورة لدى المحكمة االبتدائية بطلب من وكيل الملك بعد االستماع إلى‬
‫المفوض القضائي‪ ،‬وإجراء بحث إضافي إن اقتضى الحال‪ ،‬وال تملك فيها النيابة العامة غير‬

‫جاء في المادة ‪ 17‬من ق ‪.‬م ‪ .‬ق ما يلي ‪:‬‬ ‫‪148‬‬

‫" يمكن للمفوض القضائي عند االقتضاء االستعانة بالقوة العمومية أثناء مزاولته مهامه وذلك بعد الحصول على إذن‬
‫من وكيل الملك طبقا لمقتضيات القانون الجاري به العمل‪" .‬‬
‫‪72‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫الحضور اإللزامي في الجلسة التأديبية وحق الطعن باالستئناف داخل أجل ‪ 15‬يوما الموالية‬
‫‪149‬‬
‫لصدور هذا القرار‪ ،‬ثم أخي ار صالحية تنفيذ المقرر التأديبي ‪.‬‬

‫ويضاف إلى هذا االختصاص ما احتفظ به الظهير أعاله لوكيل الملك من صالحية‬
‫تفتيش مكاتب المفوضين القضائيين مرة في السنة على األقل؛ وكلما اقتضت الحاجة أو‬
‫المصلحة لذلك‪ ،‬وفي حالة ما تبين له من خالل التحريات التي قام بها وجود اخالالت مهنية‬
‫خطيرة‪ ،‬أمكنه أنداك إيقاف المفوض القضائي عن العمل خالل مدة ال تتجاوز شهرين ‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى ما سبق ذكره بخصوص دور النيابة العامة في رقابة المفوضين‬
‫القضائيين؛ فإنه يبقى لوكيل الملك صالحية إبداء الرأي في الكتاب المحلفين الملحقين بمكاتب‬
‫المفوضين القضائيين‪ ،‬كما يشعر بالتخلي عنهم أو استقالتهم من طرف المفوضين القضائيين‪،‬‬
‫زد على ذلك مراقبة عمليات تصفية عقود المشاركة بين أكثر من مفوض قضائي يمارسون‬
‫‪150‬‬
‫مهامهم في نفس الدائرة القضائية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المراقبة االحتياطية للعدول والنساخ‬


‫يقوم كل من العدول والنساخ بأداء وظائفهم تحت رقابة قضاء التوثيق‪ ،‬هذا األخير‬
‫وبمجرد ما يتثبت من أي إخالل يحيل األمر إلى النيابة العامة ‪،‬هذه األخيرة وبجانب تحريكها‬
‫للمتابعات القائمة على اإلحاالت يبرز دورها في مجاالت أخرى‬

‫أوال‪ :‬المراقبة االحتياطية للعدول‬


‫لقد كانت المسطرة المتبعة في إعداد ملفات الترشيح لخطة العدالة هي تلك الموضحة‬
‫بمقتضى المنشور الوزاري عدد ‪ 587‬بتاريخ ‪ 79/ 05/ 19‬الموافق ل ‪ 22‬جمادى الثانية ‪1399‬‬
‫في الموضوع‪ ،‬حيث كانت الطلبات توجه إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف التي‬
‫ينتمي إلى دائرة اختصاصها المرشح‪ ،‬مرفقة بكافة الوثائق المنصوص عليها في ذات المنشور‬

‫سنوسي هارون أدم‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪45‬‬ ‫‪149‬‬

‫سنوسي هارون أدم‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪46‬‬ ‫‪150‬‬

‫‪73‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪،‬فيتولى هو إعداد تقرير مذيل برأيه يتضمن نبذه عن حياة المرشح وسلوكه ومدى استقامته‪،‬‬
‫ويوجه الملف بعد صيرورته جاه از إلى و ازرة العدل وبالضبط إلى مديرية الشؤون المدنية ‪.‬‬

‫غير أن هذه المسطرة لم يعد لها وجود بعد صدور الظهير الشريف رقم ‪1/ 81/ 332‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 11‬رجب ‪ 1402‬الموافق ل ‪ 6‬مايو ‪ 1982‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 11/81‬القاضي‬
‫بتنظيم خطة العدالة وتلقي الشهادات وتحريرها‪ ،‬المغير بقانون رقم ‪ 04/ 93‬الصادر بتنفيذ‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1/ 95/ 111‬بتاريخ ‪ 26‬يونيو ‪ 1995‬والذي تم نسخه بالظهير الشريف‬
‫رقم ‪ 1/ 06/ 56‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬فبراير ‪ 2006‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 16/ 03‬والذي قلص من‬
‫دور النيابة العامة في مجال مراقبة العدول بعدما أخضعهم الفصل ‪ 40151‬الحالي لوزير العدل‬
‫مبارة تنظمها و ازرة العدل والحريات؛‬
‫والحريات ولقاضي التوثيق‪ ،‬وأصبح تعينهم يتم عن طريق ا‬
‫يقتصر دور النيابة العامة فيها على إجراء البحث االجتماعي وفق ما هو مشار إليه أنفا‬
‫‪،‬وتقديم ملتمس أداء اليمين‪ ،‬ذلك أنه بمجرد توصل الوكيل العام للملك بقرار تعيين العدل بدائرة‬
‫اختصاص محكمة االستئناف التي يشتغل بها‪ ،‬يتولى تحرير ملتمس أداء اليمين ويوجهه إلى‬
‫الرئيس األول لهذه المحكمة ‪.‬‬

‫وهكذا لن تجد في ملف العدول الممسوك لدى النيابة العامة حاليا أكثر من نسخة من‬
‫قرار التعيين وملتمس بأداء اليمين ونسخة من محضر أدائها ‪،‬باإلضافة إلى ما يمكن أن‬
‫يضاف إليه من خالل مسي رة العدل العملية من متابعات تأديبية أو متابعات تخص الحق‬
‫العام‪ ،‬أو إخباريات لوزير العدل والحريات‪ ،‬أو استفسارات أو ما إلى ذلك ‪.‬‬

‫غير أن الرقابة الفعلية للنيابة العامة تظهر من خالل ما خولته المادة ‪ 41‬من خطة‬
‫والتي منحت للوكيل العام للملك بمحكمة االستئناف صالحية القيام باألبحاث األولية‬ ‫‪152‬‬
‫العدالة‬

‫جاء في الفصل ‪ 40‬من خ ‪ .‬ع ما يلي ‪:‬‬ ‫‪151‬‬

‫" يخضع العدل في مزاولة عمله لمراقبة وزير العدل والقاضي المكلف بالتوثيق ‪.‬‬
‫تحدد اإلجراءات الخاصة بالمراقبة بنص تنظيمي "‬
‫جاء في المادة ‪ 41‬من خ ‪.‬ع ما يلي‪:‬‬ ‫‪152‬‬

‫‪74‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫في كل شكاية ضد عدل تتعلق بإخالل مهني‪ ،‬مع االستئناس برأي القاضي المكلف بالتوثيق‬
‫من قانون خطة العدالة إمكانية إحالة‬ ‫‪153‬‬
‫ورأي المجلس الجهوي للعدول‪ ،‬كما أجازت المادة ‪47‬‬
‫العدل على محكمة االستئناف من طرف الوكيل العام للملك لمتابعته تأديبا عند وجود مبرر‬
‫لذلك ‪،‬كما خولت المادة ‪ 48154‬للوكيل العام للملك حق إصدار قرار بإيقاف العدل الذي فتحت‬

‫" تجري النيابة العامة لدى محكمة االستئناف بحثا أوليا في كل شكاية ضد عدل تتعلق بإخالالت مهنية ‪،‬مع‬
‫االستئناس برأي القاضي المكلف بالتوثيق التابع لدائرة نفوذه العدل المشتكى به‪ ،‬ما لم يكن هو الذي أثار المخالفة‪،‬‬
‫وكذا برأي المجلس الجهوي للعدول بدائرة محكمة االستئناف المنصوص عليه في المادة ‪ 52‬بعده "‬
‫ورد في المادة ‪ 47‬من قانون خ ‪.‬ع ما يلي‪:‬‬ ‫‪153‬‬

‫" يحيل الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف المعين العدل بدائرة نفوذها المتابعة التأديبية إلى محكمة االستئناف‬
‫‪.‬‬
‫تبت محكمة االستئناف في غرفة المشورة وهي مكونة من خمسة أعضاء‪ ،‬بعد استدعاء األطراف المعنية لسماع‬
‫مالحظاتهم وتلقي الملتمسات الكتابية للوكيل العام للملك ‪،‬وتطبق قواعد المسطرة العادية على هذه المتابعة "‬
‫ورد في المادة ‪ 48‬من خ ع ما يلي‪:‬‬ ‫‪154‬‬

‫" يمكن للوكيل العام للملك – كلما فتحت متابعة تأديبية‪ ،‬أو جنحية أو جنائية‪ ،‬ضد عدل – أن يوقفه مؤقتا عن عمله‬
‫بإذن من وزير العدل‪.‬‬
‫يتعين على غرفة المشورة بمحكمة االستئناف المحالة عليها المتابعة التأديبية ‪،‬البت في أقرب أجل ممكن كي تسوي‬
‫وضعية العدل الموقف ‪.‬‬
‫إذا الم يصدر قرار في المتابعة التأديبية عند انتهاء مدة ثالثة أشهر ابتداء من تاريخ اإليقاف يستأنف العدل مهامه‬
‫تلقائيا وبقوة القانون‪ ،‬بعد إدالئه بشهادة موقعة من قبل رئيس كتابة الضبط تفيد ذلك ‪.‬‬
‫إذا صدر قرار عن غرفة المشورة بعقوبة العزل أو اإلقصاء المؤقت قبل انقضاء فقرة ثالثة أشهر من تاريخ اإليقاف‬
‫المؤقت‪ ،‬فإن االيقاف يستمر مفعوله في حدود المدة المحكوم بها بالنسبة إلقصاء المؤقت ‪،‬على أن تحتسب عند‬
‫االقتضاء مدة اإليقاف السابقة عن صدور قرار غرفة المشورة وإلى حين تنفيذ العقوبة بالنسبة للعزل ‪.‬‬
‫في حالة متابعة العدل الموقف مؤقتا عن عمله من اجل جنحة تمس شرف المهنة‪ ،‬فإنه يستأنف مهامه تلقائيا وبقوة‬
‫القانون بعد مضي أربعة أشهر من تاريخ إيقافه وإدالئه بالشهادة المشار إليها أعاله ‪،‬ما لم تبت المحكمة ببراءته في‬
‫الموضوع ‪،‬وفي كلتا الحالتين ال تتعدى مدة اإليقاف سنة ‪،‬وفي حالة الحكم بإدانته من طرف غرفة الجنايات بمحكمة‬
‫االستئناف بعد استئنافه عمله ي مكن للوكيل العام للملك أن يوقفه مؤقتا من عمله من جديد‪ ،‬ويستمر إيقافه إلى أن‬
‫تبت غرفة المشورة في متابعته التأديبية ‪.‬‬
‫إذا صدر حكم بإدانته قبل مرور سنة على إيقافه‪ ،‬فإن إيقافه يستمر إلى أن تبت غرفة المشورة في متابعته التأديبية‪.‬‬
‫يتعين على الوكيل العام للملك –عند صدور حكم نهائي باإلدانة في الموضوع –إحالة المتابعة التأديبية على غرفة‬
‫المشورة داخل أجل ثالثة أشهر ‪".‬‬
‫‪75‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫في حقه متابعة تأديبية نتيجة إخالله بواجباته المهنية أو متابعة جنائية نتيجة ارتكابه ألفعال‬
‫إجرامية ‪،‬سواء تعلق األمر بجنحة أو جناية‪ ،‬وذلك بعد الحصول على إذن من وزير العدل‬
‫والحريات ‪.155‬‬

‫ويظهر جليا أن الفصل ‪ 48‬من خ ع يكرس تتبع الوكيل العام للملك بمحكمة االستئناف‬
‫لعمل العدول وإخطار الو ازرة بكل ما يصل إلى علمه بشأن ما قد يرتكبونه من إخالالت مهنية‬
‫أو من جرائم الحق العام‪ ،‬ثم أخي ار من خالل ممارسة الطعن بالنقض في الق اررات التأديبية‬
‫الصادرة في مواجهة العدل‪ ،‬وإشعار وزير العدل والحريات والقاضي المكلف بالتوثيق والمجلس‬
‫الجهوي للعدول بكل مقرر صادر في حق عدل ‪.‬‬

‫وختاما نود أن نشير إلى نقطة غاية في األهمية والمتمثلة في التنبيه إلى ضرورة تفعيل‬
‫العمل بالمنشور الوزاري عدد ‪ 856‬الصادر بتاريخ ‪ 22‬جمادى الثانية ‪ 1399‬الموافق ل ‪19‬‬
‫ماي ‪ ،1979‬الذي يمنح للوكالء العامين للملك باإلضافة إلى الرؤساء األولين لمحاكم‬
‫االستئناف ورؤساء المحاكم االبتدائية وقضاة التوثيق صالحية تنقيط العدول‪ ،‬األمر الذي من‬
‫شأنه أن يساعد على مواكبة أقسام التوثيق ومراقبة العدول لصالح القانون والمتعاقدين ‪.‬‬

‫فقد كان هذا المنشور يقرر إحداث بطاقة خاصة بكل عدل ترفع إلى و ازرة العدل خالل‬
‫‪ 15‬يوما األولى من شهر يناير من كل سنة ‪ ،‬بعد أن يشار فيها إلى ما يستحقه العدل من نقط‪،‬‬
‫سواء فيما يخص المعلومات المهنية المتعلقة باإلنتاج العملي للعدل‪ ،‬أو السلوك والمعاملة مع‬
‫رؤسائه وعامة الموظفين والمواطنين‪ ،‬كما يشار فيها إلى عدد الشهادات التي تلقاها العدل وما‬
‫حرر منها وما لم يحرر‪ ،‬وأسباب عدم التحرير وأسلوبه في حبك الوثيقة العدلية‪ ،‬وسعة إطالعه‬
‫بضوابط التوثيق والتقيد بها وتطبيقها فيما أعدت له‪ ،‬كل هذا بعد إعطاء نظرة شاملة حول‬

‫‪ 155‬محمد مومن‪ ،‬المراقبة اإلدارية والقضائية على أعمال الموثق ‪،‬سلسلة الندوات واأليام الدراسية ‪،‬عدد ‪38،2011‬ص‬
‫‪369‬‬
‫‪76‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪156‬‬
‫صاحب البطاقة ‪.‬‬

‫هذا على المستوى الفردي‪ ،‬أما على المستوى المؤسساتي فيتعين إعماال لمقتضيات المادة‬
‫‪ 66‬من ق خ ع تبليغ محاضر انتخاب الهيئة الوطنية للعدول إلى الوكيل العام للملك لدى‬
‫محكمة االستئناف بالرباط داخل أجل خمسة عشر يوما الموالية لهذه االنتخابات‪ ،‬ومحاضر‬
‫انتخاب رئيس وأعضاء مكتب المجلس الجهوي داخل نفس األجل‪ ،‬كما يحاط علما بمقتضى‬
‫المادة ‪ 74‬من طرف المجلس الجهوي للعدول بكل إخالل بالواجبات المهنية المرتكبة من طرف‬
‫العدول ‪.‬‬

‫كما تمثل النيابة العامة لدى محاكم االستئناف في اللجان المحدثة من طرف و ازرة العدل‬
‫على صعيد دوائر محاكم االستئناف والتي يعهد إليها باإلشراف على تأسيس المجالس الجهوية‬
‫وانتخاب رؤسائها وأعضاء مكاتبها بقصد إحداث الهيئة الوطنية للعدول ‪،‬وأيضا اللجنة المعهود‬
‫إليها اتخاذ اإلجراءات الرامية إلى انتخاب رئيس الهيئة المذكورة‪ ،‬علما أن هذين االختصاصين‬
‫األخيرين هما اختصاصين مؤقتين‪ ،‬باعتبار ارتباطهما بعمل اللجنتين المذكورتين واللتين تنحالن‬
‫بقوة القانون بمجرد انتهاء المهام المسندة لها ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المراقبة االحتياطية للنساخ‬


‫من المعلوم أن مهنة النساخة وإن كانت موجودة واقعيا أمام أقسام التوثيق بالمحاكم‬
‫االبتدائية‪ ،‬غير أنها كانت تمارس وفق تنظيم داخلي ال أكثر‪ ،‬وفي غياب أي تنظيم قانوني‬
‫يؤطر المهنة ويحدد اختصاصات القائمين بها ويوجه رقابتهم‪ ،‬فقد استمر الحال على هذا الشكل‬
‫والذي نظم مهنة النساخة ‪،‬كما أن المادة األولى منه أكدت‬ ‫‪157‬‬
‫إلى غاية صدور القانون ‪49.00‬‬
‫على أن هذه المهنة تمارس حسب األحكام الواردة فيه وفي النصوص التنظيمية الصادرة تطبيقا‬

‫سنوسي هارون ادم‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪36‬‬ ‫‪156‬‬

‫ظهير شريف رقم ‪ 1.01.124‬الصادر في ‪ 29‬ربيع األول ‪ 22( 1422‬يونيو ‪ ) 2001‬بتنفيذ القانون رقم ‪49.00‬‬ ‫‪157‬‬

‫المتعلق بتنظيم مهنة النساخة‬


‫‪77‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫له ‪ ،‬وأمام انعدام هذه النصوص التطبيقية من جهة وانعدام ملفات ممسوكة لدى النيابة العامة‬
‫فعليا لحداثة صدور هذا القانون من جهة أخرى‪ ،‬فإنه نكتفي بتبيان عالقة النيابة العامة بهذه‬
‫المهنة من خالل نصوص القانون فقط‪ ،‬والتي يبدوا من خاللها أن دور النيابة العامة في هذه‬
‫المهنة ليس بدور رقابي صرف بقدر ما أنه دور تأديبي‪ ،‬حيث يبرز دور قاضي التوثيق في‬
‫إعمال األبحاث المتعلقة بالوثائق ويتوصل بالشكايات التي يرتكبها النساخ؛ وبناءا عليها أمكن‬
‫حين ذاك لوكيل الملك أن يضع يده على القضية ليباشر المتابعة التأديبية ضد النساخ ‪،‬إذا‬
‫ظهر له ما يبررها أمام المحكمة االبتدائية التي تبت فيها في غرفة المشورة بالحضور اإللزامي‬
‫للنيابة العامة ‪.‬‬

‫كما يمكن لوكيل الملك في حالة المتابعة التأديبية أو الزجرية المقامة ضد النساخ أن يأمر‬
‫بإيقافه مؤقتا عن العمل خالل مدة جريان المسطرة ‪.‬‬

‫كما يبقى له حق الطعن باإلستئناف في الحكم الصادر بشأن المتابعة التأديبية داخل أجل‬
‫‪ 15‬يوما من تاريخ التبليغ‪ ،‬باإلضافة إلى ما أسند إليه من مهمة تنفيذ العقوبات الصادرة في‬
‫‪158‬‬
‫حق النساخ‬

‫محمد بنعليلو ‪ ،‬م س ‪،‬ص من ‪ 58‬إلى ‪60‬‬ ‫‪158‬‬

‫‪78‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫الدور اإلداري للنيابة العامة خارج نطاق المهن الحرة‬
‫تسهر النيابة العامة على التطبيق السليم للقانون‪ ،‬ووسيلتها في ذلك هي الوسائل القانونية‬
‫المتاحة لها في تفعيل أدوارها الرقابية في المادة المدنية ‪ ،‬والتي يمكن أن يؤازرها فيها رئيس‬
‫المحكمة االبتدائية‪ ،‬وما يهنا في هذا اإلطار هي الرقابة األحادية للنيابة العامة‪ ،‬والتي قد تسند‬
‫بجانها ادوار إشرافية حمائية تجسد بالملموس األدوار السامية والنبيلة للنيابة العامة في المادة‬
‫المدنية‪ ،‬ومن هذا المنطلق ارتأينا بسط الدور اإلداري التوجيهي للنيابة العامة في مطلب أول ثم‬
‫الدور اإلداري الحمائي للنيابة العامة في مطلب ثاني‬

‫المطلب األول‪ :‬الدور اإلداري التوجيهي للنيابة العامة‬


‫تقوم النيابة العامة بادوار مهمة تطبع عليها الصبغة اإلدارية ‪،‬حيث أمكنها بالوسائل‬
‫المتوفرة عليها اإلشراف على منح المساعدة القضائية للمعوزين المادين أو الذين يدعون ذلك‪،‬‬
‫كما أمكن لها بسط دورها التوجيهي في تسيير شعبة الجنسية ومراقبة الجمعيات والنقابات ‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار سنتطرق إلى دور النيابة العامة في تسيير مكتب المساعدة القضائية في‬
‫فقرة أولى على أن أقوم بتسليط الضوء على دور النيابة العامة في تسيير شعبة الجنسية ومراقبة‬
‫الجمعيات والنقابات في فقرة ثانية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬دور النيابة العامة في تسيير مكتب المساعدة القضائية‬


‫تجسد المساعدة القضائية أحد المبادئ المتأصلة في التنظيم القضائي المغربي‪ ،‬وهي‬
‫تدبير يروم إلى إعفاء المتقاضين المعوزين ماديا‪ ،‬سواء تعلق األمر بالشخص الطبيعي أو‬
‫المعنوي؛ مغربي كان أو أجنبي ‪،‬وذلك حتى يتسنى له ممارسة حقه في التقاضي شأنه في ذلك‬
‫شأن باقي المواطنين‪ ،‬وألهمية هذا المبدأ فقد تبناه المشرع المغربي في الفصل ‪ 121‬من‬

‫‪79‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫بحيث إنه يعتبر من احد الوسائل التي تؤسس إلى خلق األمن القضائي في‬ ‫‪159‬‬
‫الدستور‪،‬‬
‫المغرب ‪.‬‬

‫والمساعدة القضائية قد تعفي المعنى باألمر من دفع المصاريف القضائية إما بصورة‬
‫وتلك التي‬ ‫‪160‬‬
‫مؤقتة أو نهائية ‪،‬وفي إطارها يتم التمييز بين المساعدة القضائية بناءا على طلب‬
‫ن‪161‬‬
‫تمنح بقوة القانو‬

‫جاء في الفصل ‪ 121‬من الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬ما يلي ‪:‬‬ ‫‪159‬‬

‫" يكون التقاضي مجانيا في الحاالت المنصوص عليها قانونا لمن ال يتوفر على موارد كافية للتقاضي ‪".‬‬
‫المساعدة القضائية بناءا على طلب فإنها تمنح بعد تقدم المطالب بها أمام وكيل الملك بصفته رئيس مكتب‬ ‫‪160‬‬

‫المساعدة القضائية‪ ،‬إذا كانت القضية ستعرض على المحكمة االبتدائية وإما للوكيل العام للملك إذا كانت القضية‬
‫ستعرض على محك مة االستئناف كما يقدم طلب الحصول عليها أمام الوكيل العام للملك بمحكمة النقض حينما تصل‬
‫القصبة إليها ‪.‬‬
‫وبالتالي فان مكتب المساعدة القضائية يعمل على التثبت من توفر شروط منحها ومن أهم هذه الشروط أن يكون‬
‫الطلب مرفوقا بشهادة يسلمها القائد التي تثبت العسر والعوز المادي‬
‫تعريف نظام المساعدة القانونية بقوة القانون ‪:‬‬ ‫‪161‬‬

‫األصل أن خدمة القضاء هي خدمة عمومية غير مؤدى عنها ألنها من مستلزمات إقامة الدولة وضمان العدل بين‬
‫الناس إال أن المشرع المغربي تراجع عن هذا المبدأ جزئيا بإق ارره للمرسوم الملكي في فاتح نونبر ‪ 1966‬والذي فرض‬
‫جملة من الرسوم القضائية على الراغبين في ولوج باب القضاء‬
‫وإحساسا منه بعجز بعض الفئات وعدم قدرتها على أداء تلك مصاريف والرسوم فقد خص المشرع االجتماعي اإلجراء‬
‫مدعين أو مدعى عليهم أو ذوي حقوقهم بميزة هامة تتمثل في إعفائهم من أداء تلك الرسوم والمصاريف وتمتيعهم‬
‫بنظام المساعدة القضائية بقوة القانون حيث نص في الفصل ‪ 273‬من قانون المسطرة المدنية على أنه ‪:‬‬
‫يستفيد من المساعدة القضائية بحكم القانون العامل مدعيا أو مدعى عليه أو ذووا حقوقه في كل دعوى بما في ذلك‬
‫االستئناف وتسري أثار مفعول المساعدة القضائية بحكم القانون على جميع إجراءات تنفيذ األحكام القضائية "‬
‫وتشمل هذه المساعدة رسوم تسجيل المقال ومصاريف التبليغ وأجور نشر اإلعالنات القضائية وأتعاب الخبراء‬
‫والتراجمة ومصاريف التنفيد والطعن في األ حكام بالنسبة لكل النزاعات المتعلقة بالشغل أو الضمان االجتماعي أو‬
‫حوادث الشغل أو األمراض المهنية وذلك خالل المرحلتين االبتدائية واإلستئنافية ودون مرحلة الطعن بالنقض أمام‬
‫محكمة النقض التي يتعين على اإل جراء طالبي النقض أداء الرسوم القضائية المتعلقة بها تحت طائلة عدم القبول‬
‫طلباتهم ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫وما يهمنا في هذا التدبير أن النيابة العامة هي الجهاز المشرف على استقبال طلبات منح‬
‫المساعدة القضائية عن طريق المكتب الذي يرأسه قضاتها؛ في شخص وكيل الملك بالمحكمة‬
‫االبتدائية المختصة‪ ،‬وفي الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف عندما يعرض النزاع عليها‪،‬‬
‫‪162‬‬
‫وفي الوكيل العام للملك بمحكمة النقض حينما يصل النزاع إلى هذه المحكمة‬

‫وبعد أن تتلقى النيابة العامة الطلب المذكور تعمل على التحقق وفحص الوثائق المدلى‬
‫بها؛ بغية التأكد من مدى استحقاق المعنى باألمر لها‪،‬وبمجرد أن يثبت لها توفر شروط‬
‫استحقاقها فإنها تيسرها له ‪.‬‬

‫وتنتهي المساعدة القضائية الممنوحة بناء على طلب‪ ،‬والمقدمة إلى وكيل الملك بالمحكمة‬
‫االبتدائية باستنفاد النيابة العامة سلطتها بإصدار موقف في الطلب ‪،‬وإذا ما رغب المعني باألمر‬
‫االستفادة منها في المرحلة الالحقة يتعين عليه أن يقدم طلب مرة أخرى إلى ممثل النيابة العامة‬
‫‪163‬‬
‫لدى محكمة االستئناف‪ ،‬أو لدى ممثلها لدى محكمة النقض حينما يصل الملف إلى النقض‬

‫وحينما يتعلق األمر بالمساعدة القضائية الممنوحة بقوة القانون‪ ،‬فإنها تستمر إلى حين‬
‫انتهاء مرحلة البث على مستوى الدرجة الثانية‪ ،‬أي أنه بمجرد أن يمنحها وكيل الملك فإنها‬
‫تستمر مع صاحبها إلى غاية االستئناف‪ ،‬لكن بمجرد أن تنتقل الدعوى لدى محكمة النقض‬
‫فإنها تتحول إلى مساعدة قضائية بناء على طلب‪ ،‬يختص من خاللها الوكيل العام للملك لدى‬
‫محكمة النقض ‪.‬‬

‫واذا كنا قد رأينا أن النيابة العامة تمنح المساعدة القضائية بمجرد استيفاء شروطها‪ ،‬فإنه‬
‫يجوز لها أن تقوم بسحبها سواء قبل الحكم أو بعده ‪،‬وذلك في حالة ما علمت بأن المستفيد منها‬

‫نورة غزالن الشنيوي‪ ،‬التحديات الكبرى للدستور المغربي الجديد في مجال القضاء‪ ،‬وأوجه تطبيقاتها في مادة‬ ‫‪162‬‬

‫التنظيم القضائي للمملكة ‪،‬دراسة من صميم إصالحات سنة ‪، 2011‬مطبعة الورود انزكان‪ ،‬الطبعة األولى ‪2012،‬‬
‫مرجع سابق ‪،‬ص ‪302‬‬
‫عبد الكريم الطالب‪ ،‬التنظيم القضائي المغربي ‪،‬دراسة عملية ‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية الداوديات مراكش‪،‬الطبعة‬ ‫‪163‬‬

‫الرابعة‪ ،‬ص ‪42‬‬


‫‪81‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫قد أخفى أموال كافية عليها‪ ،‬أو تم الصلح بين الخصوم‪ ،‬كما يجوز لها سحبها تلقائيا‪ ،‬لكن‬
‫اتخاذ قرار السحب ولكي يكون مقبوال من الناحية القانونية ‪ ،‬يتعين أن يكون مقرونا بالتعليل‪،‬‬
‫‪164‬‬
‫واحترام بعض اإلجراءات كاالستماع للمستفيد وإنذاره لتقديم مالحظاته الشفوية أو المكتوبة‬

‫الفقرة الثانية‪:‬دور النيابة العامة في تسيير شعبة الجنسية ومراقبة الجمعيات‬


‫والنقابات‬
‫تقوم النيابة العامة بأدوار إدارية غاية في األهمية ‪،‬من خاللها تتفحص وتتأكد من‬
‫صالحية وأحقية طلبات تأسيس الجمعيات والنقابات‪ ،‬كما يبرز دورها اإلداري في قانون‬
‫الجنسية ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تسيير شعبة الجنسية‬


‫بجانب الدور القضائي الذي تضطلع به النيابة العامة بشأن الجنسية‪ ،‬تقوم بالموازاة مع‬
‫ذلك بدور إداري يكفله لها ظهير الجنسية ‪،‬سيما الفصل ‪ 33‬منه ‪،‬حيث ينص على" أن الجنسية‬
‫المغربية تثبت باإلدالء بشهادة الجنسية التي يسلمها وزير العدل والحريات حاليا‪ ،‬أو السلطات‬
‫القضائية‪ ،‬أو اإلدارية التي يعينها الوزير لهذا الغرض‪".‬‬

‫وبالتالي فالدور اإلداري للنيابة العامة في مجال الجنسية ينحصر في تسليم الشهادة‬
‫‪165‬‬
‫المذكورة لألشخاص الذين أثبتوا أنهم حاملين لها بالفعل‬

‫هذا وبمقتضى المنشور عدد ‪ 832‬الصادر بتاريخ ‪ 1979/5/17‬أصبحت النيابة العامة‬


‫في شخص الوكيل العام للملك بمحكمة االستئناف تضطلع بمهمة إعداد ملفات طلبات اكتساب‬
‫الجنسية المغربية ‪،‬وعليه فكل من أراد اكتساب الجنسية المغربية يتعين عليه توجيه طلبه إلى‬
‫السيد الوكيل العام للملك لدى محاكم االستئناف الموجودة بدائرة نفوذها موطنه أو محل إقامته‪،‬‬

‫نورة غزالن الشنيوي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪303‬‬ ‫‪164‬‬

‫قريش مصطفى‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪49‬‬ ‫‪165‬‬

‫‪82‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪166‬‬
‫للوزرة بغية أن تتخذ فيه القرار‬
‫ليقوم الوكيل العام للملك بتهييء الملف قبل توجيهه ا‬

‫ثانيا‪ :‬تفحص طلبات تأسيس الجمعيات والنقابات‬


‫تسهر النيابة العامة على تلقي طلبات تأسيس الجمعيات ‪،‬بحيث إن وكيل الملك بالمحكمة‬
‫االبتدائية يعمل على فحص كافة البيانات المتعلقة بالتصريح المقدم من بيانات الحالة المدنية‬
‫للجمعية ‪،‬وأعضائها ومقرها االجتماعي وكذا قوانينها األساسية‪ ،‬وتحديد الئحة األشخاص‬
‫الموكول لهم إدارة الجمعية وتسييرها والتعديالت المزمع إعمالها على قوانينها األساسية‪ ،‬والتدقيق‬
‫في الفروع التابعة للجمعية ‪،‬وهذا كله من شأنه أن يعطي للنيابة العامة نظرة واضحة حول‬
‫‪167‬‬ ‫مشروعية هذه الجمعية ومدى احترامها للنظام العام والقانون‬

‫وبعد ذلك تقوم النيابة العامة بتسليم وصل عن كل تصريح أو إيداع ‪،‬يحمل رقما تسلسليا‬
‫من سجل التصريحات المعد لذلك‪.168‬‬

‫قريش مصطفى‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪49‬‬ ‫‪166‬‬

‫محمد بوزيان‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪132‬‬ ‫‪167‬‬

‫‪ 168‬جاء في الفصل الخامس من ظهير تأسيس الجمعيات ‪:‬‬


‫" يجب أن تقدم كل جمعية تصريحا إلى مقر السلطة اإلدارية المحلية الكائن به مقر الجمعية مباشرة أو‬
‫بواسطة عون قضائي يسلم عنه وصل مؤقت مختوم ومؤرخ في الحال وتوجه السلطة المحلية المذكورة إلى‬
‫النيابة العامة بالمحكمة االبتدائية المختصة نسخة من التصريح المذكور وكذا نسخا من الوثائق المرفقة به‬
‫المشار إليها في الفقرة الثالثة بعده‪،‬وذلك قصد تمكينها من إبداء رأيها في الطلب عند االقتضاء ‪.‬‬
‫وعند استيفاء التصريح لإلجراءات المنصوص عليها في الفقرة الالحقة يسلم الوصل النهائي وجوبا داخل‬
‫أجل أقصاه ‪ 60‬يوما وفي حالة عدم تسليمه داخل هذا األجل جاز للجمعية أن تمارس نشاطها وفق األهداف‬
‫المسطرة في قوانينها ‪.‬‬
‫ويتضمن التصريح ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬اسم الجمعية وأهدافها ؛‬
‫‪ -‬الئحة باألسماء الشخصية والعائلية وجنسية وسن وتاريخ ومكان االزدياد ومهنة ومحل سكنى‬
‫أعضاء المكتب المسير ؛‬
‫‪ -‬الصفة التي يمثلون بها الجمعية تحت أي اسم كان ؛‬
‫‪ -‬صورا من بطائقهم الوطنية أو بطائق اإلقامة بالنسبة لألجانب ؛‬
‫‪ -‬مقر الجمعية ؛‬
‫‪ -‬عدد ومقار ما أحدثته الجمعية من فروع ومؤسسات تابعة لها أو منفصلة عنها تعمل تحت إدارتها‬
‫أو تربطها بها عالئق مستمرة وترمي إلى القيام بعمل مشترك ؛‬
‫يمكن للسلطات العمومية التي تتلقى التصريح بتأسيس الجمعيات إجراء األبحاث والحصول على‬
‫البطاقة رقم ‪ 2‬من السجل العدلي للمعنيين باألمر ‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫وفيما يتعلق بالنقابات فان النيابة العامة تقوم بنفس الدور اإلداري في هذا المجال‪ ،‬بحيث‬
‫يسهر الوكيل العام للملك بمحكمة االستئناف على تلقي الطلبات الرامية إلى إنشاء النقابات‪ ،‬و‬
‫افتحاص البيانات والوثائق المتعلقة بها‪ ،‬وذلك بغية التحقق من مدى مشروعيتها‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الدور اإلداري الحمائي للنيابة العامة‬


‫تناط بالنيابة العامة مهمات أساسية ونبيلة تروم من خاللها إلى التصدي إلى الشوائب‬
‫الناتجة عن المجتمع ‪،‬حيث تقوم النيابة العامة بأدوار ذات طبيعة اجتماعية وذلك من أجل‬
‫حماية الصالح العام‪ ،‬هذه األدوار منها ما يتجسد في قانون الحالة المدنية وقانون كفالة األطفال‬
‫المهملين فقرة أولى ومنها ما يتمظهر في ظهير التحفيظ العقاري فقرة ثانية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الدور الحمائي للنيابة العامة في قانون الحالة المدنية وقانون‬
‫كفالة األطفال المهملين‬

‫وتضاف إلى التصريح المشار إليه في الفقرة األولى من هذا الفصل القوانين األساسية وتقدم ثالثة نظائر‬
‫من هذه الوثائق إلى مقر السلطة االدارية المحلية التي توجه واحدة منها إلى األمانة العامة للحكومة‪.‬‬
‫ويمضي صاحب الطلب تصريحه وكذا الوثائق المضافة إليه ويشهد بصحتها وتفرض على كل من‬
‫القوانين األساسية والئحة األعضاء المكلفين بإدارة الجمعية أو تسييرها حقوق التنبر المؤداة بالنسبة‬
‫للحجم ‪ ،‬باستثناء نظيرين ‪.‬‬
‫وكل تغيير يطرأ على التسيير أو اإلدارة أو كل تعديل يدخل على القوانين األساسية وكذا إحداث‬
‫مؤسسات فرعية أو تابعة أو منفصلة ‪ ،‬يجب أن يصرح به خالل الشهر الموالي وضمن نفس الشروط‪،‬‬
‫وال يكمن أن يحتج على الغير بهذه التغييرات والتعديالت إال ابتداء من اليوم الذي يقع فيه التصريح بها‬
‫‪.‬‬
‫وفي حالة إذا لم يطرأ تغيير في أعضاء اإلدارة يجب على المعنيين باألمر أن يصرحوا بعدم وقوع‬
‫التغيير المذكور وذلك في التاريخ المقرر له بموجب القوانين األساسية ‪.‬‬
‫ويسلم وصل مختوم ومؤرخ في الحال عن كل تصريح بالتغيير أو بعدمه ‪" .‬‬

‫‪84‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫يكفل قانون الحالة المدنية وقانون كفالة األطفال المهملين للنيابة العامة أدوا ار حمائية تروم‬
‫أساسا إلى تكريس الحماية ألشخاص تستحق أوضاعهم المؤازرة‪ ،‬ومن أجل تسليط الضوء على‬
‫هذه األمور سوف أتطرق للدور الحمائي للنيابة العامة في قانون الحالة المدنية أوال ثم الدور‬
‫الحمائي للنيابة العامة في قانون كفالة األطفال المهملين ثانيا‬

‫أوال‪ :‬الدور الحمائي للنيابة العامة في قانون الحالة المدنية‬


‫سنحاول بسط أهم األدوار الحمائية للنيابة العامة مع تقييم مدى فعالية هذه الحماية ‪:‬‬

‫‪ -1‬مراقبة التفويض في اإلمضاء عن ضابط الحالة المدنية‬

‫المتعلق بالحالة المدنية والتي‬ ‫‪169‬‬


‫لقد خولت المادة الخامسة من القانون رقم ‪37.99‬‬
‫جاءت تطبيقا للقانون المتعلق بالتنظيم الجماعي مهام ضباط الحالة المدنية لرؤساء المجالس‬
‫الجماعية و الحضرية منها والقروية‪ ،‬وكذا المساعدين لهم المفوض لهم في اإلمضاء بموجب‬
‫‪،‬ويضاف إلى ذلك المادة السادسة من نفس القانون والتي أناطت هي األخرى‬ ‫‪170‬‬
‫أمر خاص‬
‫مهام ضباط الحالة المدنية بالنسبة للمواطنين المغاربة المقيمين بالخارج للقناصل واألعوان‬
‫الدبلوماسيين المنتمين إلى السلك الدبلوماسي المغربي بالخارج ‪.‬‬

‫وفي الحالة التي تقسم فيها دائرة من الدوائر إلى أقسام وملحقات ينتصب في كل واحد‬
‫منها في مكتب للحالة المدنية‪ ،‬فانه يجوز أن يفوض رئيس المجلس الجماعي بقرار إلى أحد‬
‫الموظفين المرسمين العاملين بالمصالح الجماعية في المهام التي يزاولها بصفته ضابط للحالة‬

‫لقد جاء في المادة ‪ 5‬من ق‪ .‬ح‪ .‬م ما يلي ‪:‬‬ ‫‪169‬‬

‫" تطبيقا ألحكام القانون المتعلق بالتنظيم الجماعي‪ ،‬ومع مراعاة األحكام القانونية الخاصة‪ ،‬يعهد بمهام ضابط الحالة‬
‫المدنية داخل المملكة إلى رؤساء المجالس الجماعية ‪،‬الحضرية والقروية وإذا تغيبوا أو عاقهم عائق ناب عنهم‬
‫مساعدوهم ‪.‬‬
‫يجوز لرئيس المجلس الجماعي –ضابط الحالة المدنية – أن يفوض مهامه المتعلقة بالحالة المدنية بكل مكتب من‬
‫المكاتب التابعة للجماعة‪ ،‬وفق الكيفية المحددة بمقتضى نص تنظيمي ‪".‬‬
‫محمد بوزيان‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪115‬‬ ‫‪170‬‬

‫‪85‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫المدنية أو إلى مساعد من مساعديه‪ ،‬على أنه ال يجوز له أن يفوض لنفس الشخص في أكثر‬
‫‪171‬‬
‫من مكتب واحد‬

‫ويبرز دور النيابة العامة في هذا اإلطار في كونها تتلقى التبليغ عن قرار التفويض‪،‬‬
‫بحيث إنه يجب تبليغ قرار التفويض إلى وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية التي يوجد في‬
‫دائرة نفوذها مكتب الحالة المدنية للمعني باألمر ‪،‬كما يتعين على وكيل الملك وقت إجراء‬
‫التحقيق السنوي لصحة ما ضمن في دفاتر الحالة المدنية ‪،‬أن يتأكد من مدى احترام‬
‫االختصاصات لدى ضباط الحالة المدنية الذين سلموا رسوم الحالة المدنية من أجل إنجاز‬
‫‪172‬‬
‫المهمة‬

‫وعالوة على ذلك يجوز أن يرخص لرؤساء األقسام اإلدارية بالمراكز الدبلوماسية‬
‫والقنصلية بموجب مقرر لوزير الشؤون الخارجية بالنيابة المستمرة عن األعوان الدبلوماسيين‬
‫والقناصل؛ بشرط أن توجه نسخة من هذا القرار إلى وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية بالرباط‬
‫‪173‬‬
‫مصحوبة بنموذج من إمضاء المفوض له بالقيام بمهام ضباط الحالة المدنية‬

‫ومما تجب اإلشارة إليه أن هذا التفويض الذي تبرز فيه رقابة النيابة العامة فكما يمنح‪،‬‬
‫فإنه يبقى قابل لإللغاء كلما اقتضى الحال ذلك ‪.‬‬

‫‪ -2‬مراقبة النيابة العامة لسجالت الحالة المدنية‪:‬‬

‫تخضع سجالت الوالدات والوفيات والمحررات‪ ،‬وكل الوثائق المتعلقة بالحالة المدنية لرقابة‬
‫النيابة العامة‪ ،‬وذلك لما تكتسيه هذه الوثائق من خطورة بليغة ‪.‬‬

‫ودور النيابة العامة في هذا المجال يمكن أن نميز من خالله بين رقابة سابقة أو قبلية‪،‬‬

‫سنوسي هارون ادم ‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪47‬‬ ‫‪171‬‬

‫المادة ‪ 1‬من المرسوم رقم ‪ 2.99,665‬الصادر في ‪ 9‬أكتوبر ‪ 2002‬لتطبيق القانون رقم ‪ 37.99‬المتعلق بالحالة‬ ‫‪172‬‬

‫المدنية‬
‫سنوسي ادم هارون‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪48‬‬ ‫‪173‬‬

‫‪86‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫تفعلها النيابة العامة قبل البدء في استعمال هذه الوثائق ‪،‬ورقابة متأخرة أو بعدية تكون بعد مزالة‬
‫العمل ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الرقابة القبلية للنيابة العامة على سجالت الحالة المدنية‬

‫قبل مباشرة العمل بالسجالت الممسوكة لدى ضباط الحالة المدنية ‪،‬فإنه يتعين لزوما‬
‫إحالتها على وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية الواقع في دائرة نفوذها مكتب الحالة المدنية‪،‬‬
‫وذلك بغية ترقيم صفحاتها والتأشير على كل ورقة منها‪ ،‬ثم منح اإلذن والضوء األخضر لبداية‬
‫استعمالها فيما خصص لها ‪.‬‬

‫ويتجلى الغرض الذي يروم إليه المشرع المغربي من وراء إخضاع السجالت للترقيم وطابع‬
‫النيابة العامة ‪،‬في إضفاء الرسمية عليها وكذا الحيلولة دون إضافة أوراق أخرى يمكن أن تسجل‬
‫فيها رسوم بعد مرور األجل القانوني للتصريح ‪.‬‬

‫وطبقا للمادة ‪ 12‬والمادة الثالثة من المرسوم التطبيقي‪ ،‬يتعين أن تمسك سجالت الحالة‬
‫المدنية في نظيرين على صعيد كل مكتب داخل المغرب‪ ،‬وفي ثالثة نظائر في كل مكتب‬
‫‪174‬‬
‫خارجه في المراكز الدبلوماسية والقنصلية هناك‬

‫هكذا إذن تتجلى الرقابة القبلية للنيابة العامة لسجالت الحالة المدنية والتي لن تكون‬
‫ناجعة إال باستمرارها بعد البدء في استعمالها وبعد اختتامها‪ ،‬فكيف يتجلى دور النيابة العامة‬
‫من خالل الرقابة البعدية ؟‬

‫ب‪ -‬الرقابة البعدية للنيابة العامة على سجالت الحالة المدنية ‪:‬‬

‫بالنسبة للرقابة البعدية للنيابة العامة على سجالت الحالة المدنية ‪،‬فإنه وبمقتضى المادة‬
‫وكذلك المادة السادسة والسابعة والثامنة من المرسوم التطبيقي‬ ‫‪175‬‬
‫‪ 12‬من القانون رقم ‪37.99‬‬

‫هارون ادم سنوسي‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪49‬‬ ‫‪174‬‬

‫جاء في المادة ‪ 12‬من ق‪ .‬ح‪ .‬م ما يلي ‪:‬‬ ‫‪175‬‬

‫‪87‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪،‬يتعين على ضباط الحالة المدنية حصر السجالت في أخر كل سنة عبر إيقاف العمل بها‬
‫والتوقيع على ذلك‪ ،‬لتفادي إضافة أي رسم بعد هذا الحصر‪ ،‬والذي يتعين أن يكون مباشرة بعد‬
‫أخر رسم من أخر يوم في السنة‪ ،‬أي في ‪ 31‬دجنير من كل سنة ميالدية‪ ،‬ليقوموا بعد ذلك‬
‫بإرسالها إلى وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية؛ حيث يقوم هذا األخير بالتأكد من البيانات الواردة‬
‫في السجالت ومدى اكتمالها والتدقيق في أي إقحام أضيف إليها والتثبت من أي أخطاء واردة‬
‫في محتواها مع ضرورة الحرص على تنبيههم إلى وجودها ‪،‬ليقوم بذلك وكيل الملك المختص‬
‫‪176‬‬
‫بإيداع النظائر في مكتب التسجيل بالمحكمة االبتدائية‬

‫فإنه يتعين على وكيل الملك إيداع‬ ‫‪177‬‬


‫وتطبقا للمادة ‪ 13‬من قانون الحالة المدنية‬
‫السجالت بمكتب المحكمة‪ ،‬وأن يفحصها وأن يحرر تقري ار حول ما قام به من مراقبة ‪،‬من خالل‬
‫أمره ضباط الحالة المدنية بتصحيح األخطاء الواردة بالسجالت‪ ،‬وتوجيه نسخة من هذا التقرير‬
‫إلى ضباط الحالة المدنية‪ ،‬وأخرى إلى الوكيل العام للملك بمحكمة االستئناف بعد القيام‬
‫بتصحيح األخطاء المتواجدة بالنظيرين ‪.‬‬

‫وبعد تسلم وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية المختصة نظير السجالت الممسوكة لدى‬
‫ضباط الحالة المدنية التي يتواجد بدائرة نفوذه وقبل حفظها بالمحكمة‪ ،‬يعمل وكيل الملك‬

‫" تمسك سجالت الحالة المدنية في نظيرين على صعيد كل مكتب للحالة المدنية داخل المملكة وفي ثالثة نظائر في‬
‫كل مكتب خارج المملكة وتخضع قبل استعمالها إلذن وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية المختصة‪ ،‬وتضمن بها‬
‫رسوم الحالة المدنية‪ ،‬كل سجل حسبما خصص له‪،‬كما تبعث نظائر السجالت بعد حصرها خالل الشهر الموالي‬
‫النتهاء السنة الميالدية الى وكيل الملك ‪".‬‬
‫هارون ادم السنوسي ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪49‬‬ ‫‪176‬‬

‫ورد في المادة ‪ 13‬من ق‪ .‬ح‪ .‬م ما يلي ‪:‬‬ ‫‪177‬‬

‫" يراقب وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية السجالت عند إيداعها في المحكمة ‪،‬ويحرر محض ار بهذه المراقبة يعطي‬
‫فيه األمر الى ضابط الحالة المدنية بإصالح األخطاء المالحظة في مسك السجالت‪ ،‬وتوجه نسخة من هذا المحضر‬
‫إلى ضابط الحالة المدنية قصد تصحيح هذه األخطاء ‪،‬ونسخة منه إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف ‪.‬‬
‫يقوم وكيل الملك أو الوكيل العام للملك باإلجراءات الالزمة لمتابعة ضباط الحالة المدنية أو غيرهم من األعوان الذين‬
‫تبث لديه من خالل المراقبة ارتكابهم أفعاال يعاقب عليها القانون "‬
‫‪88‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪،‬و بمجرد ما يتبين له وجود اختالالت بها وعدم سالمتها‪،‬‬ ‫‪178‬‬


‫بمراقبتها ومراجعة محتوياتها‬
‫يعمل مباشرة على تحرير محضر بذلك فيحتفظ بالسجالت السليمة‪ ،‬ويرجع المشوبة بإخالالت‬
‫إلى الضباط المعنيين حتى يقومون بمراجعتها وتصحيح األخطاء الواردة فيها‪ ،‬سواء تعلق األمر‬
‫‪179‬‬
‫بإقحام أو إضافة أو أخطاء مع ضرورة تنبيههم بعدم الوقوع فيها مستقبال‬

‫ومباشرة وبعد تدارك األخطاء الواردة بالسجالت ‪،‬يقوم وكيل الملك بإعالم الوكيل العام‬
‫للملك بمحكمة االستئناف من خالل توجيهه له نسخة من المحضر المنجز بمناسبة األخطاء‬
‫السالفة الذكر؛ وذلك حتى يتسنى للوكيل العام للملك اتخاذ ما يمكن اتخاذه من ق اررات حاسمة‬
‫‪،‬والتي يمكن أن تصل إلى درجة مالحقة الضابط المخل جنائيا وفق ما نصت عليه المادة‬
‫السابعة من المرسوم التطبيقي ‪.‬‬

‫وإذا تعلق األمر بتغييرات لحقت السجالت فإنه يتعين وجوبا اإلشارة إليها في السجل‬
‫النظير الموجود بالمحكمة‪ ،‬من خالل توجيه اإلعالم به إلى وكيل الملك ‪.‬‬

‫ويقوم وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية بالرباط بنفس الرقابة للسجالت الممسوكة من‬
‫لدن المكلفين بمهمة ضباط الحالة المدنية بالمراكز الدبلوماسية والقنصلية المغربية بالخارج قبل‬
‫استعمالها وبعد بدء العمل بها ‪.‬‬

‫ومن خالل المادة الخامسة من المرسوم الوزاري‪ ،‬وسواء تعلق األمر بضباط الحالة المدنية‬
‫المتواجدين بالمغرب أو المتواجدين بالخارج‪ ،‬يتعين على ضباط الحالة المدنية ختم السجالت‬
‫في أخر يوم عمل من السنة الميالدية‪ ،‬كما يتعين عليهم أيضا أن يحرروا لكل نظير من‬
‫السجالت الممسوكة لديهم جدوال إحصائيا يتضمن أربعة وعشرين سط ار‪ ،‬مرتب حسب الحروف‬
‫الهجائية ألسماء العائلية يشهدون بصحته‪ ،‬تم يعيدون ترتيب هذه الجداول حسب نوعية الرسوم‬

‫عبد العظيم الورياغلي‪ ،‬نجيب أفيالل‪ ،‬دور النيابة العامة أمام قضاء األسرة‪ ،‬رسالة نهاية التدريب ـ المعهد العالي‬ ‫‪178‬‬

‫للقضاء‪، 2009، 2007 ،‬ص ‪60‬‬


‫نور الدين بنسعيد ‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪68‬‬ ‫‪179‬‬

‫‪89‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫وتبعا للحروف الهجائية ألسماء العائلية‪ ،‬وذلك في سجالت مستقلة تمسك مرة كل عشر سنوات‬
‫في نظيرين يوجه أحدهما إلى وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية المختصة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه في حالة تعرض السجالت للضياع أو التلف‪ ،‬يتعين على ضابط‬
‫الحالة المدنية تبعا لذلك أن يحرر محض ار ويوجه نسخة منه إلى وكيل الملك لدى المحكمة‬
‫االبتدائية المختصة ‪،‬من أجل استصدار حكم قضائي يرمي إلى إعادة تأسيس تلك السجالت‬
‫عبر االعتماد على نظائر السجالت الضائعة أو التالفة إن كانت متوفرة ‪،‬وفي غير ذلك أي‬
‫عند انعدامها االعتماد على الكنانيش العائلية‪ ،‬أو الملفات اإلدارية أو نسخ قديمة من الرسوم‬
‫‪180‬‬
‫المستخرجة من السجالت الضائعة‬

‫وفيما يخص السجالت الممسوكة من طرف المراكز الدبلوماسية والقنصلية بالخارج‪ ،‬فانه‬
‫يعمل ضابط الحالة المدنية بتحرير محضر ويوجهه تحت إشراف وزير الشؤون الخارجية إلى‬
‫وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية المتواجدة بالرباط‪ ،‬لكي يستصدر حكما قضائيا يعيد تأسيس‬
‫سجالت جديدة محل الضائعة‪.‬‬

‫‪ -3‬مراقبة النيابة العامة لضباط وأعوان الحالة المدنية‬

‫باإلضافة إلى رقابة النيابة العامة على السجالت فإن رقابتها تمتد إلى الممارسين في حقل‬
‫الحالة المدنية من ضباط الحالة المدنية والموظفين العاملين بها والمسئولين عن سير المكاتب‬
‫‪181‬‬
‫‪.‬‬

‫يحق للنيابة العامة إعمال رقابتها‬ ‫‪182‬‬


‫فبمقتضى المادة السابعة من قانون الحالة المدنية‬

‫نور الدين بنسعيد ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪70‬‬ ‫‪180‬‬

‫فيصل الحائك‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪101‬‬ ‫‪181‬‬

‫جاء في المادة السابعة من ق ‪.‬ح ‪.‬م ما يلي ‪:‬‬ ‫‪182‬‬

‫" يراقب وكالء الملك لدى المحاكم االبتدائية أعمال ضباط الحالة المدنية داخل وخارج المملكة‬
‫‪90‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫على ضباط الحالة المدنية داخل أو خارج المغرب‪ ،‬بحيث إنه يسهر وكالء الملك لدى المحاكم‬
‫االبتدائية على تفعيل الرقابة على أعمال ضباط الحالة المدنية بالمغرب‪ ،‬في حين يسهر وكيل‬
‫الملك بالمحكمة االبتدائية بالرباط على مراقبة ضباط الحالة المدنية بالخارج ‪.‬‬

‫فإنه يجوز لوكيل الملك أو الوكيل العام‬ ‫‪183‬‬


‫وبمقتضى المادة ‪ 13‬من القانون ‪73.99‬‬
‫للملك ‪،‬متابعة ضباط الحالة المدنية وغيرهم من األعوان الذين اقترفوا أفعال مخالفة للقانون‪ ،‬كما‬
‫‪184‬‬
‫أنه تحال عليهم تقارير المخالفات واألخطاء التي يضبطها مفتشي المالية‬

‫ومن صور األخطاء والمخالفات التي يمكن للنيابة العامة التثبت من وقوعها ومتابعة‬
‫مرتكبيها نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬عدم إخضاع بعض السجالت للرقابة القبلية التي يمارسها وكيل الملك‬

‫‪ -‬تسليم الدفاتير العائلية ( كنانيش التعريف والحالة المدنية ) لغير مستحقيها‬

‫‪ -‬إغفال اإلشارة إلى بيانات الوفاة في طرة رسوم الوالدة وعدم إشعار النيابة العامة بذلك‬

‫‪ -‬تسجيل والدات ووفيات مر عليها األجل القانوني دون إلزام المصرح باللجوء إلى‬
‫المحاكم الستصدار حكم تصريحي‬

‫‪ -‬كثرة المحو والتشطيب في الرسوم‬

‫كما تقوم سلطة الوصاية على الجماعات المحلية على الصعيد المركزي واالقليمي بمرافبة أعمال ضباط الحالة‬
‫المدنية‪ ،‬وتتبع سير مكاتبها‬
‫يقوم وزير الخارجية بنفس المراقبة بالنسبة لمكاتب الحالة المدنية المغربية بالخارج "‬
‫ورد في المادة ‪ 13‬من ق ‪.‬ح ‪.‬م ما يلي ‪:‬‬ ‫‪183‬‬

‫" يراقب وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية السجالت عند إيداعها في المحكمة ‪،‬و يحرر محض ار بهذه المراقبة يعطي‬
‫فيه األمر إلى ضابط الحالة المدنية بإصالح األخطاء المالحظة في مسك السجالت‪ ،‬وتوجه نسخة من هذا المحضر‬
‫إلى ضابط الحالة المدنية قصد تصحيح هذه األخطاء ‪،‬ونسخة منه إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف ‪.‬‬
‫يقوم وكيل الملك أو الوكيل العام للملك باإلجراءات الالزمة لمتابعة ضباط الحالة المدنية أو غيرهم من األعوان الذين‬
‫ثبت لديه من خالل المراقبة ارتكابهم أفعاال يعاقب عليها القانون‪" .‬‬
‫نور الدين بنسعيد‪ ،‬م س ‪،‬ص ‪66‬‬ ‫‪184‬‬

‫‪91‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪ -‬عدم توقيع التصريحات من طرف ضباط الحالة المدنية‬

‫‪ -‬إلغاء رسوم دون بيان في الطر‬

‫‪ -‬عدم ترجمة األسماء العائلية والشخصية في السجالت‬

‫‪ -‬عدم حصر سجالت الحالة المدنية وعدم إرسال النظائر إلى المحكمة في الوقت‬
‫المحدد‬

‫‪ -‬ترك صفحات فارغة داخل السجالت وإمضائها على بياض‬

‫‪ -‬عدم اإلشارة للبيانات القانونية في الرسوم‬

‫‪ -‬عدم تحرير الجداول السنوية وترتيب األسماء بها‬

‫‪ -‬عدم إعداد الجداول العشر سنوية‬

‫هذه إذن جملة من المخالفات التي ترتكب من قبل ضباط الحالة المدنية‪ ،‬والتي يبدوا لي‬
‫أنها تكتسي طابع الخطورة الرتباط ذلك بالوضعية الشخصية لألفراد‪ ،‬واألثار السلبية التي يمكن‬
‫أن تنجم عن ذلك‪ ،‬األمر الذي يفرض تفعيل رقابة النيابة العامة بشكل كبير وفعال‪ ،‬يتجلى في‬
‫على الرغم من كون تفعيل هده الرقابة من الناحية الواقعية‬ ‫‪185‬‬
‫تحريك المتابعات ضد مرتكبيها‬
‫يطرح العديد من اإلشكاالت ‪.‬‬

‫‪ -4‬ضعف الرقابة اإلدارية للنيابة العامة في مراقبة نظام الحالة المدنية‬

‫إن المشرع المغربي حينما أسند للنيابة العامة المهام اإلدارية الرقابية في حقل الحالة‬
‫المدنية‪ ،‬كانت غايته هي حماية األشخاص واألسرة وتوفير الضمانات ضد األخطاء المقصودة‬
‫أو الغير مقصودة التي يرتكبها ضباط وأعوان المكاتب‪ ،‬فعندما ألزم وكيل الملك بتوقيع‬
‫السجالت وترقيمها والتأشير على كل واحد منها‪ ،‬كان يهدف من وراء ذلك تفادي نزع أوراق‬

‫سنوسي ادم هارون‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪52‬‬ ‫‪185‬‬

‫‪92‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫السجل أو إضافة أخرى بطريق التحايل‪ ،‬وكذلك حينما ألزم المشرع بتوجيه السجالت إلى وكيل‬
‫الملك من أجل استدراك ما نقصها من بيان وتصحيح ما فيها من أخطاء أو تزوير‪ ،‬كانت رغبة‬
‫المشرع في توكيل عناء ذلك على للنيابة العامة ؛باعتبارها جهاز قوي ومنظم ومؤهل لهذه‬
‫الوظيفة‪.‬‬

‫لكنه من الناحية الواقعية والعملية يمكن مؤاخذة النيابة العامة بضعف الرقابة التي تقوم‬
‫بها‪.‬‬

‫ولقد مضت فترة طويلة كان من خاللها وكالء الملك ال يرقمون وال يوقعون وال يؤشرون‬
‫على السجالت ‪،‬وحتى في حالة قيامهم بذلك ال يقومون به على الوجه الكامل والسليم‬
‫قانونا‪،‬ومنهم من كان بتهاون في هذه اإلجراءات لمدة قد تصل إلى ستة أشهر من السنة‬
‫المخصصة للسجالت ‪،‬األمر الذي يجعل ضباط الحالة المدنية وأعوان المكاتب يتلقون‬
‫‪186‬‬ ‫تصريحات في أوراق منفصلة مخالفة بذلك للقانون‬

‫كما كان يطغى إهمال النيابة العامة لفحص نظائر السجالت عند تلقيها‪ ،‬عالوة عن‬
‫تقاعس الضباط في إرسالها للمراقبة األمر الذي يضر بمصالح األفراد ال محالة ‪.‬‬

‫وقد شجع تهاون النيابة العامة في إعمال هذه الرقابة اإلدارية‪ ،‬العديد من المكاتب في‬
‫إهمال النظائر والسجالت أو إرسالها‪ ،‬وعلى التالعب في وثائق الحالة المدنية وفي بياناتها‬
‫المختلفة‪ ،‬وقد سبق لو ازرة العدل ( و ازرة العدل والحريات حاليا ) أن وجهت دورية تحت عدد‬
‫‪ 1983/03/23‬إلى وكالء الملك والوكالء العامين‪ ،‬تنبههم من خاللها إلى ضرورة إعمال‬
‫ا نتباههم حول مختلف النصوص الزجرية الواجب تطبيقها في حق المخالفين لنظام الحالة‬
‫المدنية ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدور اإلداري الحمائي للنيابة العامة في قانون كفالة األطفال المهملين‬

‫‪ 186‬عمر الشافعي نظام الحالة المدنية بالمغرب إشكال التعميم والضبط ‪،‬دار النشر والمعرفة ‪ ،‬الرباط ‪ ، 1997،‬ص‬
‫‪240‬‬
‫‪93‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫لما كانت مصلحة الطفل المهمل تقتضي حمايته من كل ما يهدد مصلحته الفضلى‪ ،‬كان‬
‫البد وأن تتدخل النيابة العامة لحماية صحته من خالل إيداع الطفل مؤقتا لدى إحدى الجهات‬
‫المنصوص عليها قانونا( ‪ )1‬والعمل على تسجيليه في الحالة المدنية (‪) 2‬‬

‫‪ -1‬اإليداع المؤقت‬

‫تتطلب الحالة التي يوجد فيها الطفل عند العثور عليه من النيابة العامة حماية صحته‪،‬‬
‫وذلك بإيداعه مؤقتا بإحدى المؤسسات والمراكز المذكورة في المادة الثامنة من ظهير كفالة‬
‫األطفال المهملين ‪.‬‬

‫و تنص المادة الرابعة من نفس الظهير على أنه ‪:‬‬

‫"يقوم وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية الواقع بدائرة نفوذها مقر إقامة الطفل أو مكان‬
‫العثور عليه بإيداع الطفل مؤقتا بإحدى المؤسسات أو المراكز المذكورة في المادة ‪ 8‬أدناه‪ ،‬إما‬
‫تلقائيا أو بناء على إشعار من طرف الغير ويقوم وكيل الملك بإجراء بحث في شأن الطفل ‪.‬‬

‫يقدم وكيل الملك على الفور طلب التصريح بأن الطفل مهمل ‪ ،‬إلى المحكمة االبتدائية‬
‫الواقع بدائرة نفوذ ها مقر إقامة الطفل أو مكان العثور عليه أو مقر المركز االجتماعي المودع‬
‫به "‬

‫وجاء في المادة الثامنة من نفس القانون ‪:‬‬

‫" يقوم وكيل الملك بإيداع الطفل موضوع طلب التصريح باإلهمال أو المصرح بإهماله‬
‫مؤقتا بإحدى المؤسسات الصحية أو بأحد المراكز أو مؤسسات الرعاية االجتماعية المهتمة‬
‫بالطفولة‪ ،‬سواء منها التابعة للدولة أو للجماعات المحلية أو الهيئات أو المنظمات والجمعيات‬
‫المتوفرة على الوسائل المادية والبشرية الكافية لرعاية الطفل المهمل أو لدى أسرة أو امرأة ترغب‬
‫في كفالته أو رعايته فقط‪ ،‬شريطة أن تتوفر في هؤالء األشخاص والمؤسسات الشروط‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 9‬أدناه‪ ،‬وذلك إلى أن يصدر األمر بشأن الكفالة "‬

‫‪94‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫وعليه يكون المشرع حسنا فعل في تبني هذه اإلجراءات التي تنشط فيها النيابة العامة‬
‫وذلك بغية حماية الطفل في حياته وصحته‪ ،‬مع اإلشارة إلى أنه غالبا ما يتم العثور على الطفل‬
‫وليدا أو رضيعا وفي حالة صحية جد محرجة‪ ،‬األمر الذي يتعين معه إيداع الطفل داخل‬
‫المؤسسة الصحية أو أحد المراكز‪ ،‬أو مؤسسات الرعاية االجتماعية المذكورة في المادة ‪ 8‬على‬
‫‪187‬‬
‫وجه السرعة واالستعجال‪.‬‬

‫ومن الناحية العملية فإن الضابطة القضائية التي عثر بدائرتها على الطفل هي التي تقوم‬
‫بإشعار إدارة المؤسسة الصحية بعثورها على الطفل المتخلى عنه‪ ،‬وفي حالة ما كان الوليد‬
‫رضيعا أو في حالة صحية صعبة‪ ،‬يلتزم المستشفى اإلقليمي بتقديم المساعدة والعناية بالطفل‪.‬‬

‫أما إذا كان الطفل في حالة صحية جيدة فإن الضابطة القضائية تشعر إحدى المراكز أو‬
‫مؤسسات الرعاية االجتماعية المذكورة في المادة الثامنة بالعثور على الطفل المتخلى عنه‪،‬‬
‫‪188‬‬
‫وتطلب منها وضعه تحت رعايتها‬

‫وبالتالي فإن عمل الضابطة القضائية ينبغي أن ينصب على حماية حياة وصحة الطفل‬
‫قبل اتخاذ أي إجراء أخر‪ ،‬حتى إذا انتهت من ذلك‪ ،‬تقدم إشعار إلى وكيل الملك تخبره فيه‬
‫بالعثور على طفل متخلى عنه وبإيداعه بالمؤسسة الصحية ‪،‬أو بإحدى المؤسسات المنصوص‬
‫عليها في المادة الثامنة‪ ،‬حتى يقوم وكيل الملك باإلجراءات التي يراها مناسبة لحماية الطفل‬

‫جاء في المادة الثامنة من قانون كفالة األطفال المهملين ما يلي ‪:‬‬ ‫‪187‬‬

‫" يقوم وكيل الملك بإيداع ا الطفل موضوع طلب التصريح باإلهمال أو المصرح بإهماله مؤقتا بإحدى المؤسسات‬
‫الصحية أو بأحد مراكز أو مؤسسات الرعاية االجتماعية المهتمة بالطفولة سواء منها التابعة للدولة أو للجماعات‬
‫المحلية أو الهيئات والمنظمات والجمعيات المتوفرة على الوسائل المادية والبشرية الكافية لرعاية الطفل المهمل أو لدى‬
‫أسرة أو امرأة ترغب في كفالته أو في رعيته فقط شريطة أن تتوفر في هؤالء األشخاص والمؤسسات الشروط‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 9‬أدناه‪ ،‬وذلك إلى أن يصدر األمر بشأن الكفالة " ‪.‬‬
‫عبد القادر قرموش‪ ,‬كفالة األطفال المهملين‪ ,‬دراسة تحليلية نقدية لظهير ‪ 13‬يونيو ‪ ,2002‬بحث لنيل دبلوم‬ ‫‪188‬‬

‫الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬وحدة األسرة والطفولة‪ ,‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ,‬فاس‪ ,‬السنة الجامعية ‪ ,2003-2002‬ص ‪.141‬‬
‫‪95‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫كتوجيه طلب إلى المؤسسة المودع بها الطفل لالحتفاظ به تحت رعايتها بصفة مؤقتة ‪،‬أو‬
‫مع ضرورة التأكد‬ ‫‪189‬‬
‫إيداعه لدى أسرة أو امرأة تكون لها رغبة في رعايته فقط أو ربما كفالته ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪190‬‬
‫من توفر الشروط المنصوص عليها في المادة التاسعة من ظهير ‪ 13‬يونيو ‪2002‬‬

‫‪ -2‬تسجيل الطفل المهمل بسجالت الحالة المدنية‬

‫يعتبر تسجيل الطفل موضوع طلب التصريح باإلهمال بسجالت الحالة المدنية مفتاح‬
‫لسلسلة من الحقوق التي يمكن أن يتمتع بها‪ ،‬والذي بموجبه يكتسب الطفل شخصيته القانونية‪،‬‬
‫ويصبح شخصا من أشخاص القانون‪ ،‬وهو بمثابة اعتراف من الدولة بهذا الطفل‪ ،‬كما أن هذا‬
‫الحق يعتبر من صميم حقوق الطفل األساسية‪.191‬‬

‫ولذلك تنص المادة الخامسة من ظهير كفالة األطفال المهملين على أنه ‪:‬‬

‫"يقوم وكيل الملك عن االقتضاء بكل اإلجراءات الرامية إلى تسجيل الطفل بالحالة المدنية‬
‫قبل تقديمه طلب التصريح باإلهمال‪ ،‬ومن بينها إقامة الدعوى‪ ،‬وكل ذلك مع مراعاة أحكام‬
‫القانون المتعلق بالحالة المدنية ‪.‬‬

‫يقدم وكيل الملك للمحكمة عناصر البحث الذي أجراه من أجل إثبات كون الطفل مهمال‪".‬‬

‫وبالرجوع إلى ق ح م يتضح أن دور النيابة العامة في تسجيل الطفل المهمل ال يمكن أن‬

‫وتوسيع دائرة الجهات التي يمكن أن يودع لديها الطفل مؤقتا إلى أن يصدر األمر بشأن كفالته من اإليجابيات‬ ‫‪189‬‬

‫التي جاء بها ظهير ‪ 13‬يونيو ‪ , 2002‬وذلك بإضافة األسرة والمرأة إلى الجهات المذكورة في المادة ‪ 5‬من ظهير‬
‫‪.1993.09.10‬‬
‫تنص المادة التاسعة من ظهير ‪ 13‬يونيو ‪ 2002‬على جملة من الشروط التي يجب أن تتوفر في طالب الكفالة‪,‬‬ ‫‪190‬‬

‫سواء كانت أسرة مسلمة أو امرأة أو مؤسسة معنوية‪ ,‬وهي نفس الشروط التي يجب أن تتوفر فيمن يودع الطفل لديه‬
‫مؤقتا‪.‬‬

‫حيث تنص المادة السابعة من اتفاقية حقوق الطفل لسنة ‪ 1989‬على أنه ‪:‬‬ ‫‪191‬‬

‫"يسجل الطفل بعد والدته فورا‪ ،‬ويكون له الحق منذ والدته في اسم ‪" ....‬‬

‫‪96‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪،‬وهي حالة الطفل المزداد‬ ‫‪192‬‬


‫يشمل سوى الحالة األولى من المادة األولى من ظهير الكفالة‬
‫من أبوين مجهولين‪ ،‬ألن حالة الطفل المزداد من أب مجهول وأم معلومة ‪،‬تتولى التصريح‬
‫بازدياده أمه أو من يقوم مقامها اللهم إذا تخلت عنه بعد الوضع‪ ،‬ولكون الحالة الثانية والثالثة‬
‫تقتضي وجود األبوين أو أحدهما على األقل‪ ،‬فهم الملزمون قانونا بتسجيله في الحالة المدنية‬
‫‪:‬‬ ‫‪193‬‬
‫‪،‬وهكذا تنص المادة ‪ 16‬من ق ح م‬

‫‪ 192‬ـ تنص المادة األولى من قانون كفالة األطفال المهملين على أنه ‪:‬‬
‫"يعتبر مهمال الطفل من كال الجنسين الذي لم يبلغ سنه ثمان عشر سنة شمسية كاملة إذا وجد في إحدى الحاالت‬
‫التالية‪:‬‬
‫إذا ولد من أبوين مجهولين‪ ,‬أو ولد من أب مجهول وأم معلومة تخلت عنه بمحض إرادتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كان يتيما أو عجز أبواه عن رعايته وليست له وسائل مشروعة للعيش‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كان أبواه منحرفين ال يقومان بواجبهما في رعايته وتوجيهه من أجل اكتساب سلوك حسن‪ ,‬كما في حالة‬ ‫‪-‬‬
‫سقوط الوالية الشرعية‪ ,‬أو كان أحد أبويه الذي يتولى رعايته بعد فقد اآلخر أو عجزه عن رعايته منحرفا وال‬
‫يقوم بواجبه المذكور إزاءه"‪.‬‬
‫جاء في المادة ‪ 16‬من ق ح م ما يلي ‪:‬‬ ‫‪193‬‬

‫" يقوم بالتصريح بالوالدة لدى ضابط الحالة المدنية لمحل وقوعها أقرباء المولود حسب الترتيب ‪:‬‬
‫‪ -‬األب أو األم؛‬
‫‪ -‬وصي األب؛‬
‫‪ -‬األخ؛‬
‫‪ -‬ابن األخ‬
‫يقدم األخ الشقيق على األخ لألب‪ ،‬ويقدم هذا األخير على األخ لألم‪ ،‬كما يقدم األكبر سنا على من هو أصغر منه‬
‫متى كانت له القدرة الكافية على التصريح ‪.‬‬
‫ينتقل واجب التصريح من أحد األشخاص المذكورين في الفقرة أعاله إلى الذي يليه في المرتبة منى تعذر التصريح‬
‫من األول لسبب من األسباب ‪.‬‬
‫يقوم وكيل الملك في ذلك مقام موكله ‪.‬‬
‫إذا تعلق األمر بمولود من أبوين مجهولين‪ ،‬أو بمولود وقع التخلي عنه بعد الوضع‪ ،‬يصرح بوالدته وكيل الملك بصفة‬
‫تلقائية‪ ،‬أو بناء على طلب من السلطة المحلية أو كل من يعينه األمر‪ ،‬معز از تصريحه بمحضر منجز في هذا الشأن‬
‫وبشهادة طبية تحدد عمر المولود على وجه التقريب‪ ،‬ويختار له اسم شخصي واسم عائلي‪ ،‬وأسماء أبوين أو اسم أب‬
‫إذا كان معروف األم ‪،‬ويشير ضابط الحالة المدنية بطرة رسم والدته إلى أسماء األبوين أو األب حسب الحالة‪ ،‬قد‬
‫اختيرت له طبقا ألحكام هذا القانون ‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪ ...‬إذا تعلق األمر بمولود من أبوين مجهولين‪ ،‬أو بمولود وقع التخلي عنه بعد الوضع‪،‬‬
‫يصرح بوالدته وكيل الملك بصفة تلقائية‪ ،‬أو بناء على طلب من السلطة المحلية أو كل من‬
‫يعينه األمر‪ ،‬معز از تصريحه بمحضر منجز في هذا الشأن وبشهادة طبية تحدد عمر المولود‬
‫على وجه التقريب‪ ،‬ويختار له اسم شخصي واسم عائلي‪ ،‬وأسماء أبوين أو اسم أب إذا كان‬
‫معروف األم ‪،‬ويشير ضابط الحالة المدنية بطرة رسم والدته إلى أسماء األبوين أو األب حسب‬
‫الحالة‪ ،‬قد اختيرت له طبقا ألحكام هذا القانون ‪" ...‬‬

‫ولقد حاول المشرع حماية هوية الطفل المهمل‪ ،‬حيث كلف النيابة العامة بتسجيله في‬
‫الحالة المدنية‪ ،‬قبل تقديمها طلب التصريح باإلهمال‪ ،‬وذلك لما لوحظ من أن العديد من‬
‫األطفال المهملين يصلون إلى سن متأخرة وال يتوفرون على حالة مدنية لضبط هويتهم‪ ،‬الشيء‬
‫الذي ينعكس سلبا على حقوق هؤالء األطفال ومصالحهم؛ وذلك بتفويت فرصة التمدرس عليهم‬
‫وإحجام كثير من األسر على تقديم طلبات الكفالة لما هي مطالبة به من القيام بإجراء تسجيل‬
‫الطفل بالحالة المدنية‪ ،‬وإقامة الدعوى مع ما يترتب عن ذلك من صعوبات ومشاكل تجد نفسها‬
‫‪194‬‬
‫في غنى عنها‬

‫وفي نفس الموضوع ألح السيد وزير العدل والحريات على السادة وكالء الملك بالمحاكم‬
‫االبتدائية تحت إشراف الوكالء العامين للملك بمحاكم االستئناف على ضرورة تسجيل األطفال‬
‫‪195‬‬
‫المتم درسين غير المسجلين بالحالة المدنية‬

‫يبلغ ضابط الحالة المدنية وكيل الملك بالوالدة التي سجلت بهذه الكيفية داخل أجل ثالثة أيام من تاريخ التصريح ‪.‬‬
‫تصرح باالبن المجهول أمه أو من يقوم مقامها‪ ،‬كما تختار له إسما شخصيا واسم أب مشتقا من أسماء العبودية هلل‬
‫تعالى وإسما عائليا خاصا به ‪.‬‬
‫يشار بطرة رسم والدة الطفل المكفول إلى الوثيقة التي تم بمقتضاها إسناد الكفالة طبقا للتشريع الجاري به العمل "‬

‫‪ 194‬ـ عبد القادر قرموش‪ ,‬م س‪ ,‬ص ‪.145‬‬


‫‪ 195‬دورية صادرة عن وزير العدل والحريات لوكالء الملك بالمحاكم االبتدائية حول تسجيل األطفال‬
‫بالحالة المدنية بتاريخ ‪ 6‬فبراير ‪2017‬‬
‫‪98‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫أما في ما يخص أجل تسجيل الطفل المهمل‪ ،‬فتطبق عليه القواعد العامة التي يخضع لها‬
‫تسجيل جميع األطفال‪ ،‬وعليه يتعين تطبيق نص المادة ‪ 15‬من مرسوم ‪ 9‬أكتوبر ‪ 2002‬والذي‬
‫ينص على أجل الشهر من يوم وقوع الوالدة ‪،‬وإال تعين استصدار حكم تصريحي بالوالدة من‬
‫المحكمة االبتدائية من طرف النيابة العامة طبقا لما تنص عليه المادة ‪ 30‬من‪.‬ق‪.‬ح‪.‬م والفصل‬
‫‪ 217‬من ق م م‬

‫وحفاظا على هوية الطفل المهمل وتثبيتا لها يختار له اسم شخصي واسم عائلي‪ ،‬وأسماء‬
‫أبوين ‪،‬أو اسم أب إذا كان معروف األم‪ ،‬ويشار في طرة رسم والدته إلى أن أسماء األبوين أو‬
‫اسم األب بحسب الحالة؛ قد اختيرت له طبقا ألحكام قانون الحالة المدنية‪ ،‬حتى ال يشعر أكثر‬
‫بأنه غير شرعي أو ابن زنا سواء كان مجهول األبوين أو أحدهما‪ ،‬أو كانا معروفين ولكن أنكر‬
‫األب نسبه تجنبا لألضرار المادية والمعنوية التي تلحق الطفل ‪.196‬‬

‫وحرصا على أن تظل هوية الطفل المهمل المجهول األبوين سرية‪ ،‬وتجنبا إلمكانية‬
‫التشهير به ‪،‬فإن النسخة الموجزة من رسم والدته ال تتضمن البيان الذي يشير إلى أن أسماء‬
‫األبوين أو األب قد اختيرت له‪ ،‬أما النسخة الكاملة من رسم والدته وإن كانت تتضمن هذا‬
‫البيان‪ ،‬فإنها ال تسلم إال للمعني باألمر ‪،‬أو لوالدته إن وجدت‪ ،‬أو لوليه‪ ،‬أو وصي‪،‬ه أو المقدم‪،‬‬
‫أو من يوكله على ذلك‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الدور اإلداري الحمائي للنيابة العامة في قضايا التحفيظ‬


‫العقاري‬
‫تتعدد صور األدوار الحمائية للنيابة العامة في ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬فبجانب األدوار‬
‫القضائية للنيابة العامة في النزاعات العقارية؛ والتي تتدخل فيها إما كطرف منضم أو طرف‬
‫رئيسي‪ ،‬تقوم النيابة العامة بأدوار إدارية وحمائية ال تقل أهمية ‪.‬‬

‫ـ موالي عبد العزيز اليوسفي علوي‪ ,‬كفالة الطفل المهمل‪ ,‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون‬ ‫‪196‬‬

‫الخاص‪ ,‬كلية العلوم القان ونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ,‬جامعة محمد الخامس‪ ,‬الرباط‪ ,‬السنة الجامعية ‪-1999‬‬
‫‪ ,2000‬ص ‪.173‬‬
‫‪99‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫أوال ‪ :‬دور النيابة العامة في مسطرة التبليغ‬

‫تلزم االستفادة من نظام التحفيظ العقاري اإلدالء بمجموعة من البيانات األساسية‪ ،‬ومن بينها‬
‫تعين موطن مختار داخل نفوذ المحافظة العقارية المتواجد بها العقار في حالة عدم توفر طالب‬
‫‪197‬‬
‫التحفيظ على موطن بدائرة نفوذها‬

‫ويلعب محل المخابرة دو ار مهما في تبليغ طالب التحفيظ بجميع اإلجراءات والمراسالت‬
‫المرتبطة بعملية التحفيظ‪ ،‬لكنه قد يحدث أحيانا أن ال يعين طالب التحفيظ محل للمخابرة‪ ،‬ففي‬
‫هذه الحالة يتجلى الدور الحمائي للنيابة العامة ‪.‬‬

‫وفي حالة عدم تحديد هذا الموطن وال محل المخابرة‪ ،‬فان ذلك ال يؤثر على اإلجراءات‪،‬‬
‫باعتبار أن النيابة العامة موطنا لمن ال موطن له‪ ،‬حيث إنها وبمقتضى قرار وزاري في‬
‫‪198‬‬
‫الموضوع تقوم مقام المعني باألمر في تلقي واستقبال تلك التبليغات‬

‫وعليه فإن اعتبار النيابة العامة موطن لمن ال موطن له‪ ،‬من شأنه تفعيل دورها في البحث‬
‫عنه بالوسائل المتوفرة عليها ‪،‬وفي حالة عدم العثور عليه‪ ،‬فان األمر يمكن المحافظ العقاري‬
‫من اتخاذ القرار المناسب ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور النيابة العامة في اإلشراف على تسخير القوة العمومية‬


‫بعد استكمال اإلجراءات األولية للتحفيظ وصوال إلى فترة التحديد‪ ،‬يعمد المحافظ العقاري على‬
‫انتداب مهندس مساح يقوم بعملية التحديد‪ ،‬وأثناء شروع هذا األخير في مهمته قد تحدث وقائع‬
‫وصعوبات تحول دون القيام بالمهمة ‪،‬كأن يتم منعهم من طرف جيران طالب التحفيظ ‪ ،‬وبالتالي‬
‫عرقلة هذه العملية‪ ،‬ففي مثل هذه الحالة وغيرها أتى المشرع بحل وجيه بموجب الفصل ‪ 20‬من‬

‫عبد اإلله المرابط ‪،‬دور النيابة العامة في نظام التحفيظ العقاري‪ ،‬سياسة التحفيظ العقاري في المغرب‪،‬‬ ‫‪197‬‬

‫المجلة المغربية لإلقتصاد والقانون المقارن‪ ،‬العدد ‪ ، 2008 ،50‬ص ‪201‬‬


‫حسام الدين البجدايني‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪27‬‬ ‫‪198‬‬

‫‪100‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫ظهير التحفيظ ‪،199‬حيث يجوز لذوي المصلحة والمحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬تقديم طلب‬
‫إلى السيد وكيل الملك بغية تسخير القوة العمومية ‪،‬مع إمكانية متابعة األشخاص المسببين في‬
‫‪200‬‬
‫هذه العرقلة طبقا للفصل ‪ 105‬مكرر من ظهير التحفيظ‬

‫خاتمة‬
‫هكذا إذن نكون قد فصلنا في تدخل النيابة العامة في الدعاوي المدنية‪ ،‬والتي بدأنا غمارها‬
‫بالتدخل االنضمامي‪ ،‬مرو ار بالتدخل الرئيسي‪ ،‬وانتهاء بأدوار ال تقل أهمية؛ أال وهي األدوار‬
‫اإلدارية والرقابية الحمائية ‪.‬‬

‫فبخصوص دور النيابة العامة االنضمامي؛ عملنا على حصر حاالته الثالثة القائمة على‬
‫التدخل االختياري للنيابة العامة‪ ،‬ثم التدخل القائم على طلب من المحكمة‪ ،‬وأخي ار التدخل‬
‫الوجوبي؛ هذا األخير الذي عمل المشرع المغربي على تحديد حاالته على سبيل الحصر؛ ومن‬

‫جاء في الفصل ‪ 20‬من ظهير التحفيظ العقاري ما يلي ‪:‬‬ ‫‪199‬‬

‫" ينجز التحديد في التاريخ والوقت المعينين له‪ ،‬ولتوفير الظروف المالئمة إلجراء عمليات التحديد‪ ،‬يجب على وكيل‬
‫الملك تسخير القوة العمومية ‪،‬عند اإلقتضاء‪ ،‬بطلب من المحافظ على األمالك العقارية أو من له مصلحة ‪.‬‬
‫يقوم المهندس الطبوغرافي المنتدب باستفسار طالب التحفيظ والمجاورين والمعارضين والمتدخلين وأصحاب الحقوق‬
‫العينية والتحمالت العقارية المصرح بهم بصفة قانونية عن كل ما يتعلق بالملك المعني‪ .‬يبين طالب التحفيظ حدود‬
‫العقار الذي يعتزم تحفيظه ويبدي المجاورون وكل المتدخلين ما لهم من مالحظات ومنازعات ‪.‬‬
‫يعاين المهندس المساح الطبوغرافي المنتدب واقع الحيازة ومدتها‪ .‬ويعاين حالة العقار‪ ،‬كما يباشر غير ذلك من‬
‫المعاينات وأعمال البحث المفيدة ‪.‬‬
‫يضع المهندس الطبوغرافي المنتدب األنصاب سواء لتحديد المحيط الذي عينه طالب التحفيظ أو لضبط القطع‬
‫المشمولة به والتي تكون محل تعرضات من طرف الغير ثم يضع تصميما موج از يسمى التصميم المؤقت للتحديد‪".‬‬
‫جاء في الفصل ‪ 105‬مكرر من ظهير التحفيظ العقاري ما يلي ‪:‬‬ ‫‪200‬‬

‫" دون اإلخالل بتطبيق المقتضيات الجنائية األكثر صرامة‪ ،‬يعاقب كل من قام بعرقلة سير عمليات التحديد‬
‫بالحبس لمدة تتراوح بين شهر واحد وستة أشهر وبغرامة يتراوح قدرها بين خمسمائة درهم وألف درهم أو‬
‫بإحدى هاتين العقوبتين‪" .‬‬
‫‪101‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫خالله يتعين على المحكمة كلما أثيرت أمامها قضية مندرجة في الفصل التاسع من قانون‬
‫المسطرة المدنية تبليغها للنيابة العامة تحت طائلة البطالن ‪.‬‬

‫هذا ومن خالل تطرقنا لحاالت التدخل اإلنضمامي‪ ،‬سلمنا بقلة االمتيازات المخولة للنيابة‬
‫العامة ‪،‬حيث ال يحق لها الطعن في األحكام وال اتخاذ صفة الخصم؛ بقدر ما أنها تدلي‬
‫بمستنتجاتها وتتم اإلشارة إلى ذلك في الحكم‪ ،‬ومن خالل دراستنا لقضايا الفصل التاسع من‬
‫قانون المسطرة المدنية‪ ،‬تبين لنا أنها ترتبط أشد ارتباط بالنظام العام‪ ،‬كما تبين لنا أن هذا‬
‫الفصل يشمل بعض القضايا التي تجد لها أساس في قانون األسرة‪ ،‬كما هو الشأن لقضايا‬
‫األسرة والنيابات القانونية‪ ،‬والتي حبذا ولو حذفها المشرع من هذا الفصل‪ ،‬على اعتبار أن مدونة‬
‫األسرة احتوتها في موادها‪ ،‬وبالتالي مادام أن المشرع جاء صريحا في المادة الثالثة باعتباره‬
‫النيابة العامة طرفا رئيسيا في مدونة األسرة‪ ،‬فكان من األجدر حذف هذه القضايا األسرية من‬
‫الفصل التاسع من قانون المسطرة المدنية ‪.‬‬

‫وبجانب التدخل األنضمامي تطرقنا للتدخل الرئيسي والذي لمسنا معه الطابع المميز‬
‫والفعال للنيابة العامة ؛استنادا للصالحيات التي يخولها لها هذا التدخل‪ ،‬حيث تصبح طرفا‬
‫رئيسيا في الدعوى إما مدعية أو مدعى عليها ‪،‬األمر الذي يستتبعه تقديمها لدفوعاتها وتحملها‬
‫لعبئ اإلثبات ‪،‬كما يخول لها هذا التدخل الحق في الطعن وبالتالي تصبح طرفا قويا في‬
‫الدعاوى ‪.‬‬

‫ومن خالل تناولنا لقضايا التدخل الرئيسي‪ ،‬ظهر لنا بالملموس أن المشرع لم يعمد على‬
‫حصر حاالت التدخل الرئيسي للنيابة العامة‪ ،‬بالرغم من وجود حاالت في قانون المسطرة‬
‫المدنية كما هو الشأن لدعاوى الحالة المدنية وقضايا الغيبة والتركات الشاغرة‪ ،‬بل األكثر من‬
‫ذلك وجدنا قضايا أخرى للتدخل الرئيسي للنيابة العامة من خالل نصوص خاصة‪ ،‬كما هو‬
‫الشأن لقانون المحاماة‪ ،‬وظهير الجنسية‪ ،‬وقانون الحالة المدنية ‪،‬وظهير التحفيظ العقاري وكفالة‬
‫األطفال المهملين‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫هذا فيما يخص الدور الرئيسي واالنضمامي للنيابة العامة في القضايا المدنية ‪،‬أما فيما‬
‫يتعلق بالدور الرقابي واإلداري للنيابة العامة فقد تعمقنا في البحث عن األدوار الرقابية والتي‬
‫تسهر من خاللها النيابة العامة على مراقبة بعض المهن الحرة‪ ،‬والتأكد من مدى التزامهم‬
‫بالقانون في أدائهم لمهامهم‪ ،‬حيث سلطنا الضوء على الدور البارز للنيابة العامة في مراقبة‬
‫التوثيق العصري والتراجمة ‪،‬األمر الذي سلمنا معه بأن تفعيل الرقابة سيؤدي ال محالة بالرفع‬
‫من جودة أداء المهن الحرة‪ ،‬وتقديمهم المساعدة للقضاء على أحسن وجه‪ ،‬ومن خالل البحث‬
‫في رقابة النيابة العامة على العدول والمفوضين القضائيين والمشتغلين بالنساخة‪ ،‬استنتجنا أن‬
‫المشرع خول هذه الرقابة لرؤساء المحاكم االبتدائية ‪،‬لكن األمر ال يمنع في بسط رقابة النيابة‬
‫العامة على هذه المهن الحرة‪ ،‬فتكون بذلك رقابة النيابة العامة عليهم رقابة احتياطية ما دام أنها‬
‫تتدخل حين ثبوت اختالالت ومخالفات ارتكبت من قبلهم‪ ،‬وما دام أيضا أن رئيس المحكمة‬
‫بصفة تدريجية بعدما يتثبت من وقوع مخالفات يحيل األمر على النيابة العامة ‪.‬‬

‫وبجانب الدور الرقابي‪ ،‬تقوم النيابة العامة بأدوار إدارية محضة‪ ،‬بحيث خول لها القانون‬
‫ذلك بغية حماية الصالح العام من خالل التأكد من وثائق ومستندات مهنية صادرة أو تهم‬
‫بعض الحاالت القانونية‪ ،‬وأبرز دور حمائي كشفنا عنه هو إشراف النيابة العامة على مكتب‬
‫المساعدة القضائية‪ ،‬بحيث إنه من خالل الوسائل القانونية المتوفرة عليها النيابة العامة أمكنها‬
‫إعمال سلطتها التقديرية في منح المساعدة القضائية المبنية على طلب ‪،‬وفي شق أخر منها‬
‫تمنحها بقوة القانون‪ ،‬ومنح هذا االختصاص للنيابة العامة ما هو إال تأكيد على الغاية التي‬
‫خلقت من أجلها النيابة العامة‪ ،‬والتي ال ترمي دائما إلى إيقاع المتابعات على األشخاص‪ ،‬كما‬
‫أن حصر منح المساعدة القضائية في جهاز النيابة العامة يفيد كثي ار المجتاحين بها إذا ما‬
‫علمنا أن النيابة العامة هي جهة إجرائية مستقلة ومحايدة ‪.‬‬

‫ومن مظاهر األدوار اإلدارية التي عرجنا عليها‪ ،‬تلك المتعلقة بتسيير شعبة الجنسية‬
‫والجمعيات والنقابات‪ ،‬حيث تتأكد النيابة العامة من طلبات تأسيس الجمعيات والنقابات‪ ،‬وإذا ما‬

‫‪103‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫اتضح لها أمر مخالف للقانون أو فيه مس بالنظام العام واألخالق الحميدة‪ ،‬فإنها تقف حجر‬
‫عثرة أمام قيامها عبر رفض تلك الطلبات ‪ ،‬عالوة على إشرافها على تسخير القوة العمومية في‬
‫المادة العقارية والحلول محل أشخاص تقتضي أوضاعهم وجود النيابة العامة في المرحلة‬
‫اإلدارية ‪.‬‬

‫ومن خالل دراستي لهذا الموضوع ارتأيت تقديم التوصيات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬يجب حسم حاالت التدخل الرئيسي للنيابة العامة في قانون المسطرة المدنية‪ ،‬حتى‬
‫يصبح الباحث أو القانوني على بينة من هذه الحاالت ‪،‬دون تكلف عناء البحث عن حاالت‬
‫التدخل الرئيسي في القوانين الخاصة‬

‫‪ -‬يتعين على النيابة العامة االلتزام بالحضور في الجلسات دون االكتفاء بالملتمسات‬
‫الكتابية‬

‫‪ -‬يجب تفعيل دور الرقابة على المهن الحرة تفاديا لالختالالت التي تشهدها المهن الحرة‬

‫‪ -‬نظ ار لتشعب االختصاصات الموكولة للنيابة العامة‪ ،‬يتعين الزيادة في عدد قضاة النيابة‬
‫العامة أو ما يصطلح عليه بالقضاء الواقف ‪،‬ألن التنصيص على هذه األدوار دون توفير أليات‬
‫العمل يؤدي إلى حضور النيابة العامة العضوي دون حضورها الوظيفي‬

‫‪ -‬يجب إعمال التكوين المستمر لقضاة النيابة العامة ‪،‬وانفتاحهم على التجارب المتقدمة‬
‫بخصوص كيفية ممارسة المهام‬

‫‪ -‬يتعين على النيابة العامة أن تكون على وعي تام بمدى جسامة المسؤولية الملقاة على‬
‫عاتقها في كل ما يتعلق بالسهر على تجسيد العدالة‬

‫‪ -‬يجب تفعيل دور النيابة العامة في تقديم التعرضات والتقيدات عن القاصرين والمفقودين‬

‫‪ -‬يتعين إحداث ضابطة قضائية خاصة بقضايا األسرة تعمل إلى جانب النيابة العامة‬
‫بقسم قضاء األسرة‪ ،‬قصد التقصي والتحري وإنجاز األبحاث المتعلقة بالموضوع بطريقة معمقة‬

‫‪104‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫وفي مدة معقولة‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة العمل على جعل النيابة العامة لدى قسم قضاء األسرة أكثر استقالال عن‬
‫النيابة العامة بالمحكمة االبتدائية وذلك على مستوى االختصاصات‪.‬‬

‫‪ -‬إعادة النظر في الفصلين ‪ 26‬و‪ 78‬من ظهير التحفيظ العقاري المعدل والمتمم بالقانون‬
‫‪ ،14.07‬وذلك عبر جعل صياغة هاذين الفصلين صياغة أمرة‪ ،‬تلزم النيابة العامة بالتدخل في‬
‫ممارسة التعرض باسم الغائبين والمفقودين وغير الحاضرين وبتقييد حقوق القاصرين‬
‫والمحجورين‬

‫‪ -‬إعادة النظر في طريقة تدخل النيابة العامة في دعاوى التحفيظ العقاري عبر جعلها‬
‫طرفا حيويا في قضايا التحفيظ بدل االقتصار على تضمين عبارة نلتمس بتطبيق القانون‬

‫‪105‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫الئحة المراجع‬
‫المراجع بالعربية‬

‫أوال‪ :‬الكتب‬

‫‪ -‬إدريس طارق السباعي‪ ،‬النيابة العامة وقضاء التحقيق ‪،‬المطبعة غير واردة‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬أكتوبر ‪2001‬‬

‫‪ -‬حسام الدين البجدايني ‪،‬دور النيابة العامة في نزاعات التحفيظ العقاري ‪،‬دراسة تأصيلية‬
‫وتحليلية مع رصد للتطبيقات القضائية في الموضوع ‪،‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط ‪،‬طبعة‬
‫‪2016‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬نظرية العقد بوجه عام‪،‬‬
‫منشو ارت محمد الداية‪ ،‬المجلد ‪ ، 1‬طبعة ‪1981‬‬

‫‪ -‬عبد العزيز توفيق‪ ،‬شرح قانون المسطرة المدنية والتنظيم القضائي‪ ،‬الجزء الثاني‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الدار البيضاء‪1995،‬‬

‫‪ -‬عبد الكريم شهبون ‪ ،‬عقود التبرع في الفقه اإلسالمي مقارنة بمذاهب الفقه اإلسالمي‬
‫األخرى والقانون الوضعي‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬دون ذكر اسم المطبعة‬
‫‪ -‬عبد الغني نافع ‪ ،‬المسطرة الجنائية المغربية في شروح ‪ ،‬النيابة العامة وقضاء‬
‫التحقيق ‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬األحمدية للنشر ‪ ،‬الدار البيضاء ‪،‬الطبعة األولى ‪2001/1422 ،‬‬

‫‪ -‬عبد الكريم الطالب ‪،‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية ‪،‬مطبوعات المعرفة مراكش‬
‫‪،‬أبريل ‪2013‬‬

‫‪ -‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬التنظيم القضائي المغربي ‪،‬دراسة عملية‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‬
‫الداوديات مراكش‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪2012،‬‬

‫‪ -‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬شروح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية‪ ،‬الجزء األول‪،‬‬
‫‪106‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1427،2006 ،‬م‬

‫‪ -‬عمر الشافعي نظام الحالة المدنية بالمغرب إشكال التعميم والضبط ‪،‬دار النشر‬
‫والمعرفة ‪،‬الرباط ‪1997 ،‬‬

‫‪ -‬كلثومة مباريك ‪ ،‬المدخل لدراسة القانون الوضعي ‪ ،‬مطبعة دار الطباعة والنشر‬
‫أكادير‪ ،‬الطبعة األولى ‪2012-2011‬‬

‫‪ -‬محمد األزهر‪ ،‬شرح مدونة األسرة‪ ،‬الزواج انحالل ميثاق الزوجية وأثاره الوالدة ونتائجها‪،‬‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة السابعة‪2015 ،‬‬

‫‪ -‬محمد بن أحمد بونبات‪ ،‬نظام التحفيظ العقاري في المغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬الجزائر ‪،‬سلسلة‬
‫أفاق القانون‪ ،‬طبعة ‪2009‬‬

‫‪ -‬محمد بوزيان‪ ،‬دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية ‪،‬سلسلة دروس بالمعهد الوطني‬
‫للدراسات القضائية‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪1993،‬‬

‫‪ -‬محمد خيري‪ ،‬مستجدات قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي‪ ،‬المساطر‬


‫اإلدارية والقضائية‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط ‪ ،‬طبعة ‪2013‬‬

‫‪ -‬محمد عبد المحسن البقالي الحسني‪ ،‬قضاء النيابة العامة في ظل أحكام مدونة األسرة‬
‫‪،‬مطبعة إفزران فاس‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1435 ،‬ه‪ 2014/‬م‬

‫‪ -‬محمد كرام‪ ،‬الوجيز في التنظيم القضائي المغربي‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪2013،‬‬

‫‪ -‬نور الدين سعيد ‪ ،‬قانون الحالة المدنية الجديد رقم ‪ 37.99‬في شروح‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫الدار البيضاء ‪2005/1426،‬‬

‫‪ -‬نورة غزالن الشنيوي‪ ،‬التحديات الكبرى للدستور المغربي الجديد في مجال القضاء‪،‬‬
‫وأوجه تطبيقاتها في مادة التنظيم القضائي للمملكة ‪،‬دراسة من صميم إصالحات سنة ‪2011‬‬

‫‪107‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪،‬مطبعة الورود انزكان‪ ،‬الطبعة األولى ‪2012،‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األطروحات والرسائل‬

‫‪ -‬أبو جعفر عمر المنصوري‪ ،‬فكرة النظام العام واآلداب العامة في القانون والفقه مع‬
‫التطبيقات القضائية ‪،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬عين الشق‪ ،‬الدار البيضاء ‪2002،2003،‬‬

‫‪ -‬أحمد البنوضي‪ ،‬دور النيابة العامة في قضايا األسرة ‪،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‬
‫المعمقة في القانون الخاص ‪،‬جامعة عبد الملك السعدي ‪،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬طنجة ‪2005،‬‬

‫‪ -‬الشرقاوي الغزواني‪ ،‬تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية ‪،‬أطروحة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا ‪،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الدار البيضاء ‪1995،‬‬

‫‪ -‬عبد القادر قرموش‪ ,‬كفالة األطفال المهملين‪ ,‬دراسة تحليلية نقدية لظهير ‪ 13‬يونيو‬
‫‪ ,2002‬بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬وحدة األسرة والطفولة‪,‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ,‬فاس‪ ,‬السنة‬
‫الجامعية ‪2002‬‬

‫‪ -‬محمد لعرج‪ ،‬دور القضاء في حماية الملكية العقارية أثناء مسطرة التحفيظ‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الماستر في قانون العقود والعقار ‪،‬جامعة محمد األول ‪،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وجدة ‪2010/2009،‬‬

‫‪ -‬موالي عبد العزيز اليوسفي علوي‪ ,‬كفالة الطفل المهمل‪ ,‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات‬
‫العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ,‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ,‬جامعة محمد‬
‫الخامس‪ ,‬الرباط‪ ,‬السنة الجامعية ‪2000 -1999‬‬

‫‪ -‬نبيل فرحان حسين الشنطاوي‪ ،‬المسؤولية القانونية الناتجة عن ممارسة المهن الحرة "‬

‫‪108‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫دراسة مقارنة "‪ ،‬أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬شعبة القانون الخاص‪ ،‬وحدة األعمال‬
‫‪،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬عين الشق‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪2004/ 2003 ،‬‬

‫ثالثا‪ :‬البحوث‬

‫‪ -‬سنوسي هارون أدم ‪ ،‬تدخل النيابة العامة في القضايا المدنية بين النصوص القانونية‬
‫وتوجه العمل القضائي ‪،‬بحث نهاية التكوين‪ ،‬المعهد العالي للقضاء‪ ،‬الفوج ‪2013/2011 ،38‬‬

‫‪ -‬عادل عقا والجاللي‪ ،‬دور النيابة العامة في مراقبة المهن القضائية ‪،‬بحث نهاية التدريب‬
‫‪،‬الفوج ‪ ،36‬المعهد العالي للقضاء ‪2011/2009،‬‬

‫‪ -‬عبد العظيم الورياغلي ‪،‬نجيب أفالل ‪،‬دور النيابة العامة أمام قضاء األسرة ‪،‬رسالة‬
‫نهاية التدريب‪ ،‬المعهد العالي للقضاء ‪2009/2007،‬‬

‫‪ -‬فيصل الحائك ‪،‬بهاء الدين بناني ‪،‬دور النيابة العامة في حماية األسرة في ظل مدونة‬
‫األسرة والقوانين الخاصة ‪،‬بحث نهاية التدريب ‪،‬المعهد العالي للقضاء ‪2005. 2003،‬‬

‫‪ -‬قريش مصطفى‪ ،‬دور النيابة العامة في القضاء المدني ‪،‬بحث نهاية التمرين بالمعهد‬
‫العالي للقضاء‪2004 ،‬‬

‫‪ -‬محمد بوعياد‪ ،‬دور النيابة في القضايا المدنية – قضايا التحفيظ العقاري نموذجا –‬
‫بحث نهاية التمرين بالمعهد العالي للقضاء‪2011،2013 ،‬‬

‫‪ -‬محمد بنعليلو‪ ،‬واقع النيابة العامة في المغرب بين الممارسة القضائية وضمان الحقوق‬
‫والحريات ‪،‬منشور من طرف المركز العربي لتطوير حكم القانون والنزاهة‪ ،‬دون تحديد السنة‬

‫رابعا ‪ :‬المقاالت‬

‫‪ -‬أحمد نهيد ‪ ،‬تدخل النيابة العامة في ظل مدونة األسرة‪ ،‬مقال منشور بمجلة المحامي‪،‬‬
‫‪109‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫عدد مزدوج ‪45-44‬‬

‫‪ -‬أنس الشتيوي‪ ،‬التد خل االنضمامي للنيابة العامة أمام القضاء المدني وإشكاالته‪،‬مجلة‬
‫القانون واألعمال‪ ،‬العدد الرابع‪،‬ماي ‪2016‬‬

‫‪ -‬إدزي عبد اللطيف‪ ،‬دور النيابة العامة في الزواج المختلط‪ ،‬مجلة المرافعة‪ ،‬عدد ‪17‬‬
‫‪،‬يونيو ‪2006‬‬

‫‪ -‬السعدية أيت السيد‪ ،‬الدليل العملي لمسطرة كفالة األطفال المهملين‪ ،‬منشورات المرافعة‬
‫رقم ‪8‬‬

‫‪ -‬المنتصر الداودي‪ ،‬دور النيابة العامة في النزاعات المتصلة بمهنة المحاماة ‪،‬العمل‬
‫القضائي وقانون مهنة المحاماة‪ ،‬سلسلة دفاتر المجلس األعلى‪ ،‬العدد ‪2004 / 3‬‬

‫‪ -‬خالد التومي‪ ،‬خصوصيات المسطرة في المادة األسرية ‪،‬مجلة الفقه والقانون ‪،‬العدد‬
‫الرابع‪،‬فبراير ‪2013‬‬

‫‪ -‬سعيد زيوتي‪ ،‬دور النيابة العامة في قضاء األسرة ‪،‬مجلة المحاكم المغربية‪ ،‬عدد ‪120‬‬
‫‪،‬يونيو ‪2009‬‬

‫‪ -‬سفيان أدريوش ‪ ،‬دور النيابة العامة في قضايا األسرة‪ ،‬مجلة القصر عدد ‪ ،9‬شتنبر‬
‫‪ ،2004‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الدار البيضاء‬

‫‪ -‬عبد اإلله المرابط ‪،‬دور النيابة العامة في نظام التحفيظ العقاري‪ ،‬سياسة التحفيظ‬
‫العقاري في المغرب‪ ،‬المجلة المغربية لإلقتصاد والقانون المقارن‪ ،‬العدد ‪2008 ،50‬‬

‫‪ -‬محمد مومن‪ ،‬المراقبة اإلدارية والقضائية على أعمال الموثق ‪،‬سلسلة الندوات واأليام‬
‫الدراسية ‪،‬عدد ‪38،2011‬‬

‫‪ -‬نافع عبد الغني‪ ،‬طبيعة دور النيابة العامة في القضايا الشرعية ‪،‬مجلة الملحق القضائي‬
‫‪،‬العدد ‪،1989 21‬‬
‫‪110‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪ -‬وهابي يوسف‪ ،‬النيابة العامة سلطة خاضعة بطبيعتها ونص الدستور وروحه يؤسسان‬
‫لخضوع النيابة العامة وليس الستقاللها‪ ،‬مجلة الفقة والقانون‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬فبراير ‪2013‬‬

‫‪ -‬يعقوب ولد محمد‪ ،‬النيابة العامة والدعوى المدنية في موريتانيا‪ ،‬مجلة الفقه والقانون‪،‬‬
‫العدد الثامن‬

‫‪ -‬يونس الصالحي‪ ،‬دور النيابة العامة في تفعيل مدونة األسرة ‪،‬منشورات مجلة المنارة‬
‫للدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬العدد ‪2015 ،8‬‬

‫المراجع بالفرنسية‬

‫‪- Khalid khales – la Co-régulation du notariat au Maroc- la‬‬


‫‪réforme du notariat Face au défi de la mondialisation‬‬ ‫‪(actes‬‬
‫‪du colloque international organisé a l’institut supérieure de la‬‬
‫‪magistrature le 3 novembre 2009 à rabat ) - -collection thèmes‬‬
‫‪actuels – publication de la revue marocaine d’administration‬‬
‫‪locale et de développement – numéro 69 – 2010‬‬

‫المواقع االلكترونية‬

‫‪- www. Maroc droit. com‬‬


‫‪- www. Alkanounia .com‬‬
‫‪- www.justice.gov.ma‬‬

‫‪111‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪1 ............................................................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬الدور االنضمامي والرئيسي للنيابة العامة في القضايا المدنية ‪9 ...................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التدخل االنضمامي للنيابة العامة في القضايا المدنية ‪11 ...........................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬حاالت التدخل االنضمامي ‪11 ...........................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التدخل االنضمامي االختياري للنيابة العامة‪11 ........................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التدخل االنضمامي الوجوبي للنيابة العامة‪13 .............................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مجاالت التدخل االنضمامي اإللزامي للنيابة العامة ‪15 ..............................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬قضايا النظام العام والدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية ‪15 ............‬‬

‫أوال‪ :‬قضايا النظام العام ‪15 ....................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬قضايا الدولة ‪16 ..........................................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬قضايا الجماعات المحلية والمؤسسات العمومية ‪18 ................................................‬‬

‫رابعا‪ :‬القضايا المتعلقة بالهبات والوصايا المرصدة لفائدة المؤسسات الخيرية وقضايا األحباس‬
‫واألراضي الجماعية ‪19 .........................................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬باقي القضايا الواردة في الفصل التاسع من ق م م ‪21 .................................‬‬

‫أوال ‪ :‬القضايا التي تهم األشخاص المفترضة غيبتهم ‪21 .................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬القضايا المتعلقة باالختصاص ‪22 .....................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬قضايا تجريح القضاة ‪24 ................................................................................‬‬

‫رابعا ‪ :‬مخاصمة القضاة ‪26 ...................................................................................‬‬


‫‪112‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫خامسا‪ :‬قضايا الزور الفرعي ‪27 ..............................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التدخل الرئيسي للنيابة العامة في القضايا المدنية ‪28 ...............................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التدخل وفق قانون المسطرة المدنية ‪29 ..................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬قضايا الغيبة ‪29 ................................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التركات الشاغرة ‪30 ............................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التدخل خارج نطاق قانون المسطرة المدنية ‪32 .........................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬دعاوي المحامين ودعاوي المنازعات الحاصلة بشأن صحة مسطرة اإلكراه البدني‬
‫وحل الجمعيات ‪32 ..............................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬دعاوى المحامين ‪33 ......................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬دعاوى المنازعة الحاصلة بشأن صحة مسطرة اإلكراه البدني ‪38 ................................‬‬

‫ثالثا ‪ :‬دعاوي حل الجمعيات ‪41 ..............................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬مجاالت التدخل الرئيسي للنيابة العامة في باقي القوانين الخاصة ‪43 ...............‬‬

‫أوال‪ :‬تدخل النيابة العامة في مدونة األسرة‪43 ..............................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التدخل الرئيسي للنيابة العامة في إطار ظهير التحفيظ العقاري ‪49 ...........................‬‬

‫ثالثا‪ :‬التدخل الرئيسي للنيابة العامة في قضايا الحالة المدنية ‪53 .......................................‬‬

‫رابعا‪ :‬التدخل الرئيسي للنيابة العامة في قضايا الجنسية ‪55 .............................................‬‬

‫خامسا‪ :‬التدخل الرئيسي للنيابة العامة في ظهير كفالة األطفال المهملين ‪57 ........................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الدور الرقابي واإلداري للنيابة العامة في القضايا المدنية ‪62 .......................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬دور النيابة العامة في مراقبة المهن الحرة ‪64 ..........................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الدور المباشر للنيابة العامة في مراقبة المهن الحرة ‪64 ...............................‬‬
‫‪113‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مراقبة وتسير شعبة التوثيق العصري ‪64 ...................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مراقبة التراجمة والخبراء ‪66 ...................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬مراقبة التراجمة‪66 .........................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬مراقبة الخبراء ‪68 .........................................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الدور االحتياطي للنيابة العامة في مراقبة المهن الحرة ‪72 ...........................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الرقابة االحتياطية للنيابة العامة على المفوضين القضائيين ‪72 .......................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المراقبة االحتياطية للعدول والنساخ ‪74 .....................................................‬‬

‫أوال‪ :‬المراقبة االحتياطية للعدول ‪74 ..........................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬المراقبة االحتياطية للنساخ ‪78 .........................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الدور اإلداري للنيابة العامة خارج نطاق المهن الحرة ‪80 ...........................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الدور اإلداري التوجيهي للنيابة العامة ‪80 ...............................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬دور النيابة العامة في تسيير مكتب المساعدة القضائية ‪80 ............................‬‬

‫الفقرة الثانية‪:‬دور النيابة العامة في تسيير شعبة الجنسية ومراقبة الجمعيات والنقابات ‪83 ..........‬‬

‫أوال‪ :‬تسيير شعبة الجنسية ‪83 .................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تفحص طلبات تأسيس الجمعيات والنقابات ‪84 .....................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الدور اإلداري الحمائي للنيابة العامة ‪85 ................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الدور اإلداري و الحمائي للنيابة العامة في قانون الحالة المدنية وقانون كفالة‬
‫األطفال المهملين ‪86 ............................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬الدور اإلداري و الحمائي للنيابة العامة في قانون الحالة المدنية ‪86 .............................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدور اإلداري و الحمائي للنيابة العامة في قانون كفالة األطفال المهملين ‪95 ................‬‬
‫‪114‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الدور اإلداري و الحمائي للنيابة العامة في قضايا التحفيظ العقاري‪101 .............‬‬

‫أوال‪ :‬دور النيابة العامة في مسطرة التبليغ ‪101 ............................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬دور النيابة العامة في اإلشراف على تسخير القوة العمومية ‪102 ..............................‬‬

‫خاتمة ‪104 ........................................................................................................‬‬

‫الملحق ‪108 ......................................................................................................‬‬

‫الئحة المراجع ‪108 ..............................................................................................‬‬

‫الفهرس ‪114 ......................................................................................................‬‬

‫‪115‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪116‬‬
‫دور النيابة العامة في القضايا المدنية‬

‫‪117‬‬

You might also like