Professional Documents
Culture Documents
المملكة المغربية
Ministère de l’Education Nationale, de la
Formation Professionnelle, de وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني و
l’Enseignement Supérieur et de la التعليم العالي و البحث العلمي
Recherche Scientifique
جامعة سيدي محمد بن عبد هللا
Université Sidi Mohamed Ben Abdellah كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية-
Faculté des Sciences Juridiques فــاس
Economiques et Sociales-Fès
2020/2019
1 السنة الجامعية:
كلمة شكر:
بعد شكري هلل عز وجل أن أعانني على إنجاز هذا البحث المتواضع أتقدم
بجزيل الشكر واالمتنان إلى األستاذ الفاضل الدكتور حسن الرحيية على تفضله بقبول
اإلشراف على بحثي هذا ،وعلى ما أسداه لي من نصائح وإرشادات كانت بمثابة
النبرس المنير في كل خطواتي.
وال يفوتني بهذه المناسبة أن أوجه شكري واحترامي إلى كل من ساعدني من قريب
أوبعيد في إنجاز هذا البحث المتواضع .
2
مقدمة
تعتبر الشرطة القضائية من بين أهم أجهزة العدالة الجنائية باعتبارها شريك في ممارسة
الدعوى العمومية ،فهي تضطلع بإنجاز األبحاث القضائية وتعقب مرتكبي الجرائم .وقد جاء في
تقديم وز ير العدل األستاذ محمد بوزبع لقانون المسطرة الجنائية الجديد فيما يخص الشرطة
" فالشرطة القضائية ملزمة بالقيام باإلجراءات الموكلة اٍليها قصد تتبع األفعال الجرمية ومالحقة
مرتكبيها في ظروف ال تنتهك فيها كرامة االٍنسان أو االحترام الواجب للمرأة وحرمة المنزل أو
1
المكان عند القيام بتفتيشه "
والعمليات نظمها قانون المسطرة الجنائية ورتب عليها جملة من األثار القانونية ،حيث ينبغي
- 1مقتطف من تقديم وزير العدل األستاذ محمد بوزوبع لقانون المسطرة الجنائية .
3
احترامها وتطبيقها بصرامة متناهية كما ابتغاها القانون وانصرفت اٍليها اٍرادة المشرع ضمانا
2
لشروط المحاكمة العادلة وسعيا لقرينة البراءة
اٍن ممارسة الشرطة القضائية لمهامها بهذه الصفة تخضع لمراقبة واٍشراف النيابة العامة
.غير أن هذا االٍشراف على أعمال الشرطة القضائية يثير العديد من االٍشكاالت تتجسد باألساس ،
في ازدواجية التبعية بين االدارية والقضائية ،مما بفرز مجموعة من الصعوبات على مستوى
الممارسة ،بسبب توزيع التبعية بين جهازين مختلفين هما السلطة القضائية في اٍطار ممارستها
مهام الشرطة القضائية والجهات االٍدارية المختصة التابعة لها .اٍن موضوع اإلشراف على أعمال
الش رطة القضائية كان مثار جدل على مستوى العديد من التجارب المقارنة ،وخلق جدال فقهيا
وقانونيا في العديد من الدول ،وازداد هذا النقاش حدة في فرنسا على اٍثر ما عرف بقضية
الشرطة القضائية بباريس ’‘ * ‘’ olivier follالذي أعطى تعليماته للشرطة القضائية بعدم تنفيذ
3
تعليمات قاضي التحقيق ''.''Holphen
في دراستنا موضوع إشراف النيابة العامة على أعمال الشرطة تتجلى األهمية
القضائية في :
-أوال :في التعرف على األحكام العامة التي حددها قانون المسطرة الجنائية لعناصر
- 2أحمد قليش ،أحمد زنون ،سعاد حميدي '' الشرح العلمي لقانون المسطرة الجنائية :الشرطة القضائية ،/النيابة العامة ،التحقيق االٍعدادي ،ط الرابعة
2008ص48 :
3 -Jean –marie : ‘’les dessous de l’affaire Foll ‘’ l’express ,publié 19/06/1997
*عرفت هذه القضي ة بقضية الشرطة القضائية بباريس ،وتتلخص مجرياتها بإعطاء أوليفير فول oliver Follتعليماته للشرطة بباريس بعدم تنفيذ أوامر
قاضي التحقيق اٍيريك هالفين Eric Holphenبتفتيش منزل عمدة باريس ،وكان من الجزاءات المترتبة عن مخالفة أوامر قاضي التحقيق )تفتيش
منزل عمدة باريس( تجريد Oliver Follمن الصفة الضبطية لمدة 6أشهر من طرف غرفة االتهام وبررت قرارها بأن األمر الصادر عن مدير الشرطة
بباريس ليس له أي مبرر قانوني وتتعارض مع قانون المسطرة الجنائية في مادته 14وهذا ال يتوافق مع وظيفة كمدير للشرطة القضائية .
4
-ثانيا :في ازدواجية اإلشراف على مهام الشرطة القضائية بين السلطة القضائية
والسلطة االٍدارية التابعة لها وما يعترضه من اٍشكال على مستوى الممارسة .
-ثالثا :في األهمية البالغة لهذا الموضوع لمساسه الكبير بالحقوق والحريات.
وبناء على ما تقدم وبالنظر ألهمية الموضوع تثار عدة اٍشكاليات على مستوى الممارسة ،
مرتبطة أساسا بماهية الطبيعة القانونية المؤطرة لعالقة النيابة العامة بالشرطة القضائية ؟
وماهي ضوابط هذا الجهاز القضائي على مهام ضباط الشرطة القضائية ومراقبة أعمالها .
ولإلجابة على هذه االٍشكالية اعتمدنا المنهج الوصفي التحليلي والمنهج المقارن :بالنسبة
للمنهج الوصفي التحليلي المعتمد في موضوعنا هذا يتجلى ،في وصف طبيعة العالقة القانونية
المؤطرة لعمل الشرطة القضائية في عالقتها بالنيابة العامة ،ووصف كيفية سير أعمال الشرطة
أما المنهج التحليلي يتجلى باألساس من خالل تحليل النصوص القانونية التي جاء بها قانون
المسطرة الجنا ئية و القوانين األخرى المنظمة لعمل الشرطة القضائية في عالقتا بالنيابة العامة،
أما المنهج المقارن يتجلى في دراسة موضوعنا هذا االٍشراف القضائي على أعمال الشرطة
القضائية باستحضارنا للتجارب الدولية في هذا المجال على مستوى الممارسة والفقه والقضاء.
من خالل االٍشكالية المطروحة والمنهج المتبع اعتم دنا خطة ثنائية في دراسة موضوعنا
5
-الفصل األول :سنتناول من خالله عالقة النيابة العامة بالشرطة القضائية وقمنا بتقسيمه اٍلى
مبحثين ،األول نتطرق من خالله ألجهزة الشرطة القضائية وقمنا بتقسيمه الى مطلبين ،
اٍلى ضباط الشرطة القضائية السامون ،على أن نتطرق اٍلى األول :نتطرق من خالله
ضباط الشرطة القضائية العاديون (المطلب الثاني) .ومبحث ثاني سنتناول من خالله الوحدة
واالزدواجية في االٍشراف على أعمال الشرطة القضائية ،وقمنا بتقسيمه اٍلى مطلبين
األول نستحضر من خالله التوجهات المقارنة فيما يتعلق بجهة االٍشراف على مهام الشرطة
القضائية .أما المطلب الثاني :نستعرض فيه موقف المشرع المغربي فيما يخص سلطة
-الف صل الثاني :سنتناول من خالله ضوابط اشراف النيابة العامة على مهام ضباط الشرطة
القضائية ومراقبة أعمالها ،بحيث قمنا بتقسيمه اٍلى مبحثين ،األول نتناول من خالله الضوابط
القانونية للصالحيات المنوطة بالشرطة القضائية وبدوره قسمناه اٍلى مطلبين :األول
الضوابط القانونية لممارسة الترابية التي يزاولون فيها وظائفهم .ومطلب ثاني سنتناول
اختصاصاتهم في جميع أنحاء المملكة .أما المبحث الثاني :نتناول على ضوئه االٍخالل
المنسوب لضباط الشرطة القضائية أثناء قيامهم بمهامهم ،بدوره قمنا بتقسيمه اٍلى مطلبين
،األول نتناول من خالله مسؤولية ضابط الشرطة القضائية عن االخالل الصادر عنه بهذه
الصفة ،على أن نتناول األثار المترتبة عن ثبوت المسؤولية في حق ضابط الشرطة القضائية
.
6
الفصل األول :عالقة النيابة العامة بالشرطة القضائية.
تعمل الشرطة القضائية على التثبت من وقوع الجرائم وجمع األدلة بشأنها وذلك تحت
اٍشراف النيابة العامة التي تسير وتراقب أعمالها بشكل دقيق وفق ما يقتضيه القانون .غير أن
االٍشراف على أعمال الشرطة القضائية يكتسي طابع االزدواجية بين النيابة العامة أثناء ممارسة
مهامها بهذه الصفة من جهة والرقابة ا ٍالدارية للرؤساء المباشرين من جهة أخرى .لذلك سنحاول
التطرق ألجهزة الشرطة القضائية ( المبحث األول )،على أن نتناول الوحدة واالزدواجية في
7
المبحث األول :أجهزة الشرطة القضائية :
عمل المشرع المغربي على تعداد عناصر الشرطة القضائية ونوعها وانتماءاتها ،والتي
تندرج ضمن صنفين كبيرين :الضباط السامون للشرطة القضائية(المطلب األول) وباقي ضباط
حدد المشرع المغربي في المادة 19من قانون المسطرة الجنائية أصناف الشرطة القضائية
وترتيبا على التحديد أعاله للضباط السامين للشرطة القضائية نؤكد أن المشرع حددهم
على سبيل الحصر في القانون ،بحيث ال يمكن تخويل هذه الصفة ألي كان اٍال بناء على نص
قانوني يصدر من الجهة المخولة لها ذلك .6اٍن صفة ضابط سامي للشرطة القضائية
- 4بمقتضى المادة 11من قانون المس طرة الجنائية أصبح ألول مرة قضاة النيابة العامة بالمحاكم االبتدائية ومحاكم االستئناف وقضاة التحقيق بمحاكم
االستئناف والمحاكم االبتدائية ضباطا مع التنصيص على صفة'' سامين للشرطة القضائية .وهذه الصفة فرضتها إجراءات تحريك الدعوة العمومية في
الجنايات والجنح المرتبطة بها أو المنصوص عليها في قانون خاص .وبعودتنا الى التجارب المقارنة نجد االٍشارة اٍلى أن قانون التحقيق الجنائي الفرنسي
لسنة 1808نص في فصله 8و ما يليه ،أن قاضي التحقيق ووكيل الجمهورية يعتبرون ضباطا للشرطة القضائية دون التنصيص على صفة سامي"
- 5المادة 19من قانون المسطرة الجنائية
6عبد الواحد العلمي "شروح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية ،الجرء األول ،مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء ،الطبعة الرابعة
، 2018ص353:
8
فرضتها االٍختصاصات الموكولة اليهم في إجراءات تحريك الدعوى العمومية في الجنايات
والجنح المرتبطة بها أو المنصوص عليها في قانون خاص وممارسة سلطتهم على الشرطة
يتم تعيين الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف باقتراح من المجلس األعلى
للسلطة القضائية ويتم اختياره من بين قضاة المملكة المصنفين في الدرجة األولى أو االستثنائية
أو خارج الدرجة ممن اكتسبوا تجربة وحنكة في العمل القضائي .بالعودة الى قانون المسطرة
الجنائية في مادتها 49حدد المشرع االٍجراءات التي يطلع بها وتتمثل فيما يلي:
-تلقي الشكايات والوشايات والمحاضر التي تدخل في اختصاصه واتخاذ ما يراه مناسبا بشأنها.
-يباشر بنفسه أو يأمر مباشرة باتخاذ اإلجراءات الضرورية لبحث عن مرتكبي الجرائم
-يحيل ما يتلقاه من محاضر وشكايات ووشايات وما يتخذه من إجراءات إلى هيئات التحقيق
-اٍصدار أوامر دولية بالبحث واٍلقاء القبض تطبيقا لمسطرة تسليم المجرمين .
-ارجاع الحيازة اٍلى ما كانت عليه كلما تعلق األمر بانتزاع حيازة بعد تنقيذ حكم .
-يحق له سحب جواز سفر الشخص المشتبه فيه وبإغالق الحدود. 8
محمد مرزوكي ،الشرطة القضائية وفق قانون المسطرة الجنائية الجديد ،مكتبة دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع ،الطبعة األولى 2007ص.23 7
9
الفقرة الثانية :قضاة النيابة العامة بالمحكمة االبتدائية .
منح المشرع لقضاة النيابة العامة بالمحكمة االبتدائية صفة ضباطا ساميين للشرطة
القضائية ،وحدد االختصاصات المخولة لهم انطالقا من المادة 40من قانون المسطرة الجنائية
تلقي المحاضر والشكايات والوشايات ويتخذ بشأنها ما يراه مالئما . -
-يباشر بنفسه أو بأمر بمباشرة االجراءات الضرورية البحث عن مرتكبي المخالفات للقانون
الجنائي ويصدر أوامر دولية بالبحث واٍلقاء القبض تطبيقا لمسطرة تسليم المجرمين .
-إحالة المحاضر والشكايات الوشايات و ما يتخذه من إجراءات بشأنها اٍلى هيئات التحقيق أو
-اتخاذ االجراءات التحفظية لحماية الحيازة وبإرجاع الحالة اٍلى ما كانت عليه ،ويجوز له في
حالة عدم وجود منازعة جدية أن يأمر برد األشياء التي ضبطت أثناء البحث لمن له الحق فيها ـ
9
-يسهر على تنفيذ أوامر قاضي التحقيق وقضاة األحداث ومقررات هيئات الحكم .
قابلة للتجديد بقرار لوزير العدل ،بناء على اقتراح من رئيس المحكمة االبتدائية .10أما القضاة
المكلفون بالتحقيق بمحاكم االستئناف ،فيتم تعيينهم بقرار من وزير العدل والحريات باقتراح من
الرئيس األول لمحكمة االستئناف لمدة ثالث سنوات قابلة للتجديد .ويقوم قضاة التحقيق حسب
المادة 89من قانون المسطرة الجنائية اٍلزاميا في مادة الجنايات بإجراء بحث حول شخصية المتهم
اٍذا كان مقبوال اعتبار وكيل الملك ونوابه والوكيل العام للملك ونوابه ضباطا سامون
اعتبارا لكونهم ينتمون لجهاز النيابة العامة ،وهي المخول لها قانونا توجيه االتهام ،فاٍنه من
الصعب جدا تصور قبول اعتبار قاضي التحقيق ضابطا ساميا للشرطة القضائية ،وهذا يعني أن
قاضي التحقيق باعتباره ضابطا ساميا للشرطة القضائية يتعين اعتباره مرؤوسا للوكيل العام
للملك بدليل أن مقتضيات المادة 17ق .م.ج تنص صراحة أن الوكيل العام لدى محكمة االستئناف
هو الرئيس المباشر للشرطة القضائية داخل دائرة نفود المحكمة التي يزاول بها مهامه
،ومضمون هذه المادة تتعارض بكل وضوح وجالء مع مقتضيات المادة 75ق.م.ج الفقرة 1
التي تنص على أنه اٍذا حل قاضي التحقيق بمكان وقوع الجناية أو الجنحة المتلبس بها ،فاٍن
11
الوكيل العام للملك ووكيل الملك وضباط الشرطة القضائية يتخلون له عن القضية بقوة القانون .
ومن حيث المبدأ ال يمكن تصور هذه الح الة اعتبارا للمقتضيات القانونية التي تضع
قواعد وأسس الفصل بين قضاة النيابة العامة وقضاة الحكم وبذلك يستحيل تحت طائلة البطالن
محمد أحداف ،شرح قانون المسطرة الجنائية ،الجزء األول ،سجلماسة ، 2018ص919 : 11
11
قيام أحد قضاة األحكام من تلقاء نفسه أو بإيعاز من جهة ما بمهام النيابة العامة 12.وهذا المبدأ
المكرس يرد عليه استثناء بمقتضى القفرة األخيرة من المادة 45ق.م.ج والتي تنص على أنه ''
اٍذا تغيب جميع ممثلي النيابة العامة أو حدث لهم مانع فاٍنه يمكن لرئيس المحكمة أو نائبه أن
13
يعين أحد قضاة الحكم ليقوم بجميع اختصاصات النيابة العامة
خالصة القول اٍن المشرع المغربي حصر ضباط الشرطة القضائية السامون في الفقرة
األولى من المادة 19من قانون المسطرة الجنائية على سبيل الحصر ،بحيث ال يمكن إسناد هذه
الصفة ألي كان إال بناء على نص قانوني ،وقمنا بحصرهم في قضاة النيابة العامة لدى محكمة
االستئناف وقضاة النيابة العامة لدى المحكمة االبتدائية وقضاة التحقيق لذى محكمة االستئناف
والمحكمة االبتدائية ،النقاش الفقهي والقانوني حول منح صفة ضابط سامي لقضاة التحقيق وما
ضباط الشرطة القضائية العاديون ،وينعتهم الشراح بهذا الوصف '' العاديون" 14تميزا لهم
عن الضباط السامون للشرطة القضائية .وقد أتى تعدادهم من قبل المشرع على سبيل الحصر في
وضباطها.
-ضباط الدرك الملكي وذوو الرتب فيه وكذا الدركيون الذين يتولون قيادة فرقة أو مركز للدرك
-الباشوات والقواد.
-المدير العام إلدارة مراقبة التراب الوطني ،ووالة األمن ،والمراقبون العامون للشرطة ،وعمداء
الشرطة وضباطها بهذه اإلدارة .فيما يخص الجرائم المنصوص عليها في المادة 108من هذا
15
القانون.
-مفتشي الشرطة التابعون لألمن الوطني ممن قضوا على األقل ثالث سنوات بهذه الصفة
بقرار مشترك صادر عن وزير العدل والحريات والسلطة الحكومية المكلفة بالدفاع الوطني .
بناء على نص المادة أعاله وعلى نصوص أخرى متفرقة فاٍنه يمكن التمييز بين ثالث -
-والة األمن
15تم ادخال هذا الصنف من موظفي االمن ضمن أصناف الشرطة القضائية بمقتضى تعديل 2019/10/27تاذيلحق قانون المسطرة الجنائية.
13
-عمداء الشرطة
-ضباط الشرطة
-مفتشو الشرطة التابعون لألمن الوطني ممن قضوا على األقل ثالث سنوات بهذه الصفة
-المدير العام إلدارة مراقبة التراب الوطني ووالة األمن والمراقبون العامون للشرطة وعمداء
الشرطة وضباطها بهذه اإلدارة فيما يخص الجرائم المنصوص عليها في المادة 108من
16
قانون المسطرة الجنائية
وحسب المادة 22-1من قانون المسطرة الجنائية يمكن إنشاء فرق وطنية او جهوية للشرطة
القضائية بمقتضى قرار مشترك لوزير العدل والسلطة الحكومية المشرفة اٍداريا على الفرقة
وتخضع هذه الفقرة لتسيير النيابة العامة التي تشرف على البحث .
-الدركيون الذين يتولون قيادة فرقة أو مركز طيلة مدة هذه القيادة .
-الدركيون الذين قضوا على األقل ثالث سنوات في الحدمة بالدرك وعينوا رسميا بقرار
مشترك من وزير العدل والحريات ومن السلطة الحكومية المكلفة بالدفاع .
14
وهذه الطائفة من رجال الشرطة القضائية المحددون في الفقرة السادسة من النص ال يحملون
هذه الصفة اٍال بعد توفر بعض الشروط فيهم وتعيينهم بهذه الصفة بقرارات مشتركة لوزير
17
العدل والحريات والسلطة الحكومية المكلفة بالدفاع الوطني .
الفقرة الثالثة :ضباط السلطة المحلية والموظفون المكلفون ببعض مهام الشرطة القضائية :
منح المشرع صفة ضباط الشرطة القضائية للباشوات والقواد بمقتضى المادة 20من
قانون م.ج وقد ذكرهم المشرع على سبيل الحصر ،وهم موظفون ينتمون إلى اإلدارة الترابية
ويمثلون السلطة المحلية ويخضعون اٍداريا لوزارة الداخلية ،ألن مهمة ضابط الشرطة
القضائية تبقى موكولة اٍلى السلطة المحلية التي تمثل السلطة المركزية في دائرة نفود
18
الجماعة.
اٍن ممارسة الباشوات والقواد لمهام ضباط الشرطة القضائية ينسجم مع تكوينهم ألن
واإللمام 19
ممارسة هذه المهام يحتاج اٍلى التوفر على تقنيات تتعلق أساسا بتحرير المحاضر
سمح قانون المسطرة الجنائية للوالة والعمال ممارسة مهام الشرطة القضائية في حدود
القضية وشرعت في مباشرة البحث فيها ألنها هي المرجع االصلي في ذلك .
ممارسة الوالي أو العامل لمهام ضابط الشرطة القضائية يكون وفق مجموعة من االٍجراءات
-أن يأمر كتابة ضباط الشرطة القضائية المختصين بالقيام بالتثبت من الجرائم الماسة بأمن
وسالمة الدولة مالم يخبر بإحالة القضية اٍلى السلطة القضائية :
على الوالي أو العامل التخلي خالل األربع والعشرين ساعة الموالية للشروع في العمليات -
التخلي عن القضية لفائدة ممثل السلطة القضائية ،يوجه اٍليه جميع الوثائق ويقدم له جميع
-وجب على كل من ضابط الشرطة القضائية تلقي أمرا بالتسخير من الوالي أو العامل وعلى كل
موظف بلغ اٍليه أمر القيام بحجز أن يمتثل لألوامر وان يخبر بذلك فورا ممثل النيابة العامة .
اٍن تأمل النص المؤطر لوضعية الوالي أو العامل الضابط للشرطة القضائية أنه ال يخول له
القيام بهذه المهام اٍال في حالة استثنائية جدا .وتدخله في مسيرة البحث التمهيدي باعتباره
ضابط للشرطة القضائية له طابع استثنائي جدا ،فهو غير مجبر على إجراءات البحث
16
التمهيدي فممارسة مهامه مقيدة في الزمن ،ذلك أنه خالل 24ساعة من مباشرة تحرياته عليه
20
التخلي عن القضية لفائدة السلطة القضائية
تنص المادة 26من ظهير 10أكتوبر 1917المتعلق بالمحافظة واستغالل الغابات أنه
ي قوم مهندسو و مأمورو المياه والغابات بالبحث عن الجنح والمخالفات المنصوص عليها في
التشريع المطبق في ميدان الغابات والصيد البري والصيد في المياه اإلقليمية بإثباتها في
21
محضر .
يختص هذا النوع من الموظفين في نوع خاص من الجرائم نظمتها مدونة الجمارك
والضرائب غير المباشرة ويقدم موظفو إدارة الجمارك والضرائب الغير المباشرة بالبحث
-د :الموظفون واألعوان التابعين ألقسام ومصالح التعمير التابعة للمقاطعات والجماعات
الحضرية والقروية :أسند المشرع لهذه الشريحة من الموظفين تحرير الشكايات المتعلقة
بمخالفة أحكام القانون عدد 12/20الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم 1/92/31بتاريخ
-ه :موظفي مفتشية قمع الغش التابعة لوزارة الفالحة والصيد البحري :حدد المشرع مهام هذا
17
بجزر الغش في البضائع وتنفيذ ظهير شريف طبقا للقانون رقم 13/183المتعلق
المبحث الثاني :الوحدة واالزدواجية في اإلشراف على أعمال الشرطة القضائية .
أثارت ازدواجية تبعية الشرطة القضائية بين السلطة اإلدارية والسلطة القضائية بمناسبة
ممارسة مهامها بهذه الصفة نقاشا في العديد من الدول من أجل الخروج من هذا االٍشكال
التي وصفه أحد الباحثين الفرنسيين '' " ''Simonet Dominiqueتخضع الشرطة القضائية
بين وصايتين" ،ففي نظره يجد رجل الشرطة نفسه ملزما تنفيذ تعليمات القاضي لكنه في
نفس الوقت خاضع لسلطة رؤسائه اإلداريين .وعليه سوف تنصب دراستنا لموضوع
ازدواجية اإلشراف على أعمال الشرطة القضائية ،للتطرق اٍلى التوجهات المقارنة فيما يخص
18
اإلشراف على مهام ضباط الشرطة القضائية (المطلب األول) ،على أن نتطرق لموقف
المشرع المغربي فيما يخص سلطة اإلشراف على مهام ضباط الشرطة القضائية .
المطلب األول :التوجهات المقارنة فيما يخص اإلشراف على مهام ضباط الشرطة القضائية .
ان اإلشراف على أعمال ضباط الشرطة القضائية خلق نقاشا حادا في العديد من الدول وقد
ازداد حدة في فرنسا على اثر ما عرف بقضية مديرية الشرطة القضائية بباريس"'' OliverFoll
22
الذي أعطى تعليماته للشرطة القضائية بعدم تنفيذ تعليمات قاض التحقيق '''' Holphen
وانقسمت التشريعات بين من يخضع ضباط الشرطة القضائية إداريا لوزارة الداخلية ،وفي
المقابل هناك تشريعات تضع الشرطة القضائية في اٍطار ممارسة مهامها إلشراف السلطة
القضائية ،بحيث يبقى للنيابة العامة حضورا قويا في اإلشراف والرقابة ،وعليه سوف نعرض
-الفقرة األولى :االتجاه الذي يخضع الشرطة القضائية للسلطة اإلدارية .
اٍن اإلشراف اإلداري على أعمال الشرطة القضائية يعتبر التوجه الغالب على مستوى العديد من
التشريعات ،وفي غالب األحيان ما تكون وزارة الداخلية هي الجهة المشرفة على ضباط الشرطة
22 Jean mairie ,les dessous de l’affaire Foll , express .france, publieé le 19/06/197
19
وتبقى فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وغالبية الدول العربية من الدول التي تخضع الشرطة القضائية
إلى السلطة اإلدارية ،وذلك يتضح أنه واٍن كانت النيابة العامة تعتبر المرجع األساسي لضباط
الشرطة القضائية فيما يقومون به من أبحاث وأن االتصال يبقى مستمرا بها اٍلى حين انتهاء
البحث وتجهيز القضية ،اٍال أن الواقع قد يكون بخالف ذلك بسبب التبعية اإلدارية ألن البناية
العامة التي يتواجد بها المبحوث عنهم تابعة للشرطة .ورؤساؤهم اإلداريون يتواجدون بنفس
اٍن التجربة الفرنسية في مجال اإلشراف على أعمال الشرطة القضائية يتخذ الطابع اإلداري
ويخضع ضابط الشرطة القضائية الى سلطته اإلدارية ،في المسائل اإلدارية .غير أن ممارسة
مهامها الضبطية تتم تحت إشراف النيابة العامة .وهذا ما تنص عليه المادة 38من قانون
المسطرة الجنائية الفرنسي بحيث تؤكد تبعية الشرطة القضائية لرقابة النائب العام .
وله أن يكلفهم بجمع المعلومات التي يراها مفيدة لتطبيق القانون ،كما نصت المواد 44
و 45من ذات القانون على ضرورة احتفاظ النائب العام بملف شخصي لكل ضابط من
24
ضباط البوليس القضائي الذين يعملون تحت سلطته .
-لقد تضمن قانون المسطرة الجنائية الفرنسي عدة مقتضيات تسير بشكل أو بأخر إلى نوع من
الرقابة القضائية على أعمال ضباط الشرطة القضائية باإلضافة اٍلى صالحيات تقييم عملهم
خالل إمكانية تنقيطهم كما أسند المادة 15-2من قانون المسطرة الجنائية للقضاة مهمة إدارة
23مقال منشور بموقع رئاسة النيابة العامة ،مركز الدراسات واألبحاث الجنائية ،بعنوان الشرطة القضائية بين ازدواجية التبعية االدارية.
والقضائية.
معن ادعيس ،حول صالحية جهاز الشرطة ،سلسلة تقارير قانونية عدد 38الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن ص8524 :
20
األبحاث اإلدارية التي تجري حول السلوكات التي قد تصدر من طرف ضابط الشرطة
وعلى الرغم أن قانون المسطرة الجنائية أناط بضباط الشرطة القضائية مهمة البحث عن -
مرتكبي الجرائم والقيام باألبحاث ،تحت إشراف النيابة العامة لدى كل دائرة قضائية
ومراقبة الغرفة الجنحية ،فاٍنه من الناحية اإلدارية يخضع ضباط الشرطة القضائية لوزارة
الداخلية ،فاٍن كانت مسطرة تعيين ضباط الشرطة القضائية تم بمقتضى قرار مشترك
لوزيري العدل والداخلية ،واٍال أن هذه المسطرة تقتصر على التعيين فحسب أما بالنسبة
25
لترقية رجال الشرطة القضائية وتأديبهم إداريا ونقلهم فترجع لوزارة الداخلية
-الفقرة الثانية :االتجاه الذي يخضع الشرطة القضائية لوزارة العدل .
اٍن االزدواجية في اإلشراف على أعمال الشرطة القضائية بين السلطة القضائية والسلطة
اإلدارية دفع بعض التشريعات اٍلى التمييز بين الشرطة القضائية والشرطة االدارية ،وأسندت
مهام اإلشراف عليها لوزير العدل ،ومن بين الدول التي تأخذ بهذا االٍتجاه :السويد والبرازيل
والطمأنينة وتعزيز المحافظة على الصحة العامة ،وذلك فهي في محاولتها تحقق ما سبق قد
تتالقى في الهدف على ما تتوخاه الشرطة القضائية حيثما يكونان معا يحاربان الظاهرة
اإلجرامية ،ومع ذلك فاٍن مهمة الشرطة اإلدارية في الظاهرة اإلجرامية تكون وقائية – قبل
27
حدوث الجريمة وليس بعد وقوعها.
أما الشرطة القضائية فيكون تدخلها بعد وقوع الجريمة وخرق القانون الجنائي (أي بعد
فشل الوظيفة الوقائية التي تطلع بها الشرطة اإلدارية لمحاربة الجريمة ) من خالل معاينتها لكل
المخالفات للقانون الجنائي النافذ وإنجازها لألبحاث تتحرى فيها عن ظروف وقوع الجريمة
والبحث عن مرتكبيها وجمع الحجج واألدلة التي تسندها لفاعليها وتحرير محاضر بذلك تضعها
رهن اٍشارة النيابة العامة لتكتمل مسيرة الخصومة الجنائية بغية اقتضاء حق الدولة في الجزاء اٍن
كان ذلك مالئما 28.وعلى سبيل المثال في التجربة البرتغالية يميز المشرع بين مهام الشرطة
اإلدارية التي تتبع لسلطة وزير الداخلية .أما بالنسبة للمهام القضائية فتمارسها عناصر الشرطة
القضائية تحت إشراف النيابة العامة ،وبذلك أسند المشرع الجنائي لوزير العدل صالحية تعيين
المدير الوطني للشرطة القضائية ويضطلع وزير الداخلية بتعيين باقي أصناف الشرطة ،بذلك
استطاعت البرتغال إيجاد حل للتبعية المزدوجة التي تعاني منها مجموعة من التشريعات
29
المقارنة.
22
يمكن القول أن التجربة البرتغالية تعد تجربة متميزة على مستوى تنظيم أجهزة الشرطة وضبط
تبعيتها اإلدارية ،فالنظام األمني في البرتغال يميز بين مهام الشرطة ا ٍالدارية والقضائية ،بالنسبة
-شرطة األمن العمومي في المدن وتتبع في ذلك لسلطة وزير الداخلية .
-الحرس الوطني الجمهوري ،وهو نظام عسكري يمارس مهامه في المناطق التي ال تغطيها
شرطة األمن العمومي ،أي المناطق القروية ويخضع لسلطة مزدوجة لوزير الداخلية
والدفاع .
شرطة البلديات ،وتمارس مهام الشرطة اإلدارية التي ترجع للجماعات المحلية . -
أما بالنسبة للشرطة القضائية ،تشكل جهازا متخصصا في األبحاث الجنائية وتخضع -
لوصاية وزير العدل ،باإلضافة اٍلى مصلحة تابعة لوزارة العدل مهمتها ممارسة مهام الشرطة
30
القضائية .
أما على مستوى الشرطة القضائية في بلجيكا ،فتجدر اإلشارة اٍلى أن جهاز الشرطة ينقسم
اٍلى صنفين :صنف أول هو الشرطة المحلية ،وصنف ثاني هو الشرطة الفدرالية التي
تمارس مهامها على المستوى الوطني في الجرائم األكثر خطورة ،وتمارس هذه األجهزة
يتميز التنظيم القانوني لمؤسسات الشرطة ببلجيكا بحضور متميز للقضاء إذ نجد على مستوى
المجلس الفيدرالي للشرطة الذي يقوم بتقديم أراء استشارية لوزير الداخلية والعدل فيما يتعلق
23
بتقييم عمل الشرطة الفيدرالية والمحلية ،وممثال لوزارة العدل وممثل لهيئة الوكالء العامين ،
اٍن وزير العدل في بلجيكا يتقاسم مجموعة من المهام مع وزير الداخلية فيما يتعلق بتسيير الشرطة
القضائية من الناحية االدارية ،فهو وضع يخلق نوعا من التنسيق والتوازن بين وزارتي الداخلية
الفقرة الثالثة :االتجاه الذي يخضع الشرطة القضائية للسلطة المزدوجة بين العدل والداخلية :
على خالف بعض التجارب التي تبنت توجها محددا فيما يخص تبعية الشرطة القضائية
سواء لوزارة الداخلية أو لوزارة العدل ،فاٍن بعض الدول كبلجيكا وهولندا بالرغم من أن
الشرطة القضائية تحت سلطة وزير الداخلية إال أنها خولت لوزير العدل سلطة اإلشراف على
أعمال الشرطة القضائية ،وكذلك لوزير العدل مساهمة في اإلشراف على إرساء السياسة
األمنية إلى جانب وزير العدل ويساهم وكالء الملك في إرساء الخطة األمنية بل إلى جانب
متدخلين أخرين.
30
لقد حدد قانون الشرطة المؤرخ في 1993في هولندا أجهزة الشرطة في صنفين هما:
-الشرطة العسكرية ( )la marichasserوتخضع لسلطة وزير الدفاع وقد تخلى هذا الصنف
من الشرطة عن العديد من مهامه لفائدة الشرطة المدنية حيث أصبحت مهامه تقتصر على
الخطيرة .
جهاز الشرطة ( )la policeويمارس مهام الشطة ا ٍالدارية والقضائية في كافة التراب -
الهولندي ،وهو نتاج لالندماج الذي تم بين الشرطة الوطنية وشرطة البلديات ،ويخضع
اٍذا كان وزير الداخلية في هولندا يمثل سلطة الوصاية لبعض أصناف الشرطة كما هو -
(le الشأن بالنسبة للهيأة الوطنية لمصالح الشرطة ( nationa des services de
)policesفاٍنه مع ذلك يتعين على وزير الداخلية اٍذا تعلق األمر بتنفيذ مهام النظام القانوني
الجنائي أن يتخذ قراراته باتفاق مع وزير العدل ،ال سيما اٍذا تعلق األمر بإدارة أبحاث من
طرف الشرطة حيث يمارس حينها وكيل الملكة المختص سلطة اإلشراف على عمل عناصر
أما فيما يتعلق بمهام الشرطة القضائية التي تمارسها عناصر هذه الشرطة والتي يرجع -
اإلشراف عليها للنيابة العامة ،فتوضع تحت السلطة المباشرة لمجلس الوكالء العامين ،أما من
اٍن ازدواجية اإلشراف على أعمال الشرطة القضائية بين السلطة القضائية والسلطة -
اإلدارية فرضتها اعتبارات واقعية تتمثل باألساس في أن الشخص الواحد يمكنه القيام
بمهام الشرطة اإلدارية والشرطة القضائية في نفس الوقت فيصير أمر التمييز بين الحالة
التي يمارس فيها الشخص الواحد مهمة الشرطة القضائية أو ا ٍالدارية باتخاذ االٍطار القانوني
الذي يحكم هذه المهمة فيصال لذلك ،فيخضع والحالة هذه للمهمة التي أنجزها أو هو سبيل
25
إنجازها من حيث المراقبة واإلشراف والتسيير اٍلى رؤسائه حسب قاعدة التسلسل اإلداري
اٍن كانت المهمة التي كان يقوم بها تتصف بصبغة إدارية .واٍلى إشراف النيابة العامة
ومراقبتها عندما يتعلق األمر بالمهمة الضبطية ،كما تثار المسطرة التأديبية ضد رجل الشرطة
القضائية أمام الغرفة الجنحية اٍن كانت المهمة التي كان يقوم بها لها صفة ضبطية ،بأن
كانت في مجال البحث عن الجرائم والتثبت منها وضبط مرتكبيها بغية تقديمهم للعدالة.
خالصة القول من خالل ما سبق أن هناك تباينا في المواقف الفقهية والتجارب المقارنة فيما
يخص تبعية الشرطة القضائية بين السلطة اإلدارية والسلطة القضائية ،كما بينا ذلك سابقا ،
بحيث هناك من يخضع الشرطة القضائية لوزارة الداخلية ،وهناك من يسند الوصاية لوزارة
العدل ،وموقف ثالث يخضعها لسلطة مشتركة بين وزارة العدل ووزارة الداخلية ،ويبقى التساؤل
المطلب الثاني :موقف المشرع المغربي فيما يخص سلطة اإلشراف على مهام الشرطة
القضائية.
اٍن اإلشراف على أعمال الشرطة القضائية نظمها المشرع المغربي في قانون المسطرة
الجنائية ،بحيث جعل من النيابة العامة سلطة الرقابة والتسيير ألعمالها وهي تمارس مهامها بهذه
الصفة .وعليه سوف تنصب دراستنا لموقف المشرع المغربي فيما يخص سلطة اإلشراف على
مهام الشرطة القضائية على معالجة االٍطار القانوني لعمل الشرطة القضائية بالمغرب (الفقرة
األولى) على أن نتناول اإلشراف على أعمال الشرطة القضائية بالمغرب (الفقرة الثانية).
26
الفقرة األولى :االٍطار القانوني لعمل الشرطة القضائية بالمغرب .
تطرق المشرع المغربي لموضوع الشرطة القضائية واإلطار القانوني لعملها في المواد من 16
اٍلى 35من ق.م.ج من حيث تأليفها والمهام المسندة إليها وكذلك مراقبة أعمالها ،باإلضافة
إلى األنظمة الخاصة بكل إطار من ضباط الشرطة القضائية بمختلف أصنافها ،وتتألف الشرطة
القضائية من :
31
ضباط سامين للشرطة القضائية؛ -
-وقد حدد المشرع في قانون المسطرة الجنائية المهمة األساسية لجهاز الشرطة القضائية في
32
التثبت من وقوع الجرائم وجمع األدلة عنها والبحث عن مرتكبيها
أما فيما يتعلق تسيير أعمال الشرطة القضائية ،فاٍن المادة 16من قانون المسطرة الجنائية
بنص على '' يسير وكيل الملك أعمال الشرطة القضائية في دائرة نفوده ،غير أنه من الناحية
اإلدارية فاٍن الشرطة القضائية تتبع لإلدارة التي تنتمي إليها كالمدرية العامة لألمن الوطني
بالنسبة للشرطة وإدارة الدفاع بالنسبة للدرك ،وبإدارة الجمارك والضرائب الغير المباشرة
بالنسية للجمارك ،ووزارة الداخلية بالنسبة للقواد والباشوات والمندوبية السامية للمياه
والغابات بالنسية للموظف ين المكلفين بالتثبت من جرائم الغابة والصيد البحري والنهري
31-هذا الصنف من ضباط الشرطة القضائية بنتمي اٍلى السلك القضائي ،وصفة سامين منحها لهم المشرع لكونهم يطلعون على مهام الرقابة وتسيير
أعمال الضباط العاديين بمناسبة ممارسة مهامهم بهذه الصفة .
-32المادة 18ق.م.ج.
- 32المادة 18من ق.م.ج
27
والموظفين التابعين لوزارة الصيد البحري بالنسية للموظفين المكلفين بالتثبت من جرائم
الصيد البحري.33
اٍن المشرع حسم أمر تبعية الشرطة القضائية بالمغرب سواء من حيث الرقابة
والتسيير وقد نص في الفصل 128من الدستور صراحة على أن الشرطة القضائية تخضع
لقضاة النيابة العامة وقضاة التحقيق 34وكذلك نص المشرع الجنائي في المادة 16من قانون
المسطرة الجنائية '' يسير وكيل الملك أعمال الشرطة القضائية في دائرة نقوده .
من خالل النصوص الواردة أعاله الفصل 128من دستور 2011والمادة 16من قانون
المسطرة الجنائية أسند المشرع صراحة أمر تسيير ورقابة أعمال الشرطة القضائية للنيابة
35
العامة وقضاة التحقيق.
وقد جاء تقديم قانون المسطرة الجنائية الجديد بدعوة صريحة على تقوية مراقبة
القضاء ألعمال الشرطة القضائية .حيث أصبح على وكيل الملك معاين أماكن الوضع تحت
الحراسة النظرية مرة كل أسبوع على األقل ،وعليه التحقق من شرعية االعتقال وظروفه
وكما أصبحت النيابة العامة ملزمة بتقييم أداء ضباط الشرطة القضائية وتنقيطهم .وهو ما
يمكن رؤساءهم ا ٍالداريين من التصرف بكيفية منظمة على مؤهالتهم وقدراتهم ومجهوداتهم
اٍن مراقبة وتسيير النيابة العامة ألعمال الشرطة القضائية ترتبط بالوظيفة التي يقومون
بها أثناء البحث التمهيدي .ويكون تسيير الشرطة القضائية بإلزامهم بإحاطة النيابة العامة
علما بكل ما يصل إلى علمهم من جرائم وتكليفهم بالبحت فيها وإصدار تعليمات لهم تتعلق
بكيفية سير عملياتها وتلقي المحاضر التي يجب عليهم إرسال أحوالها بصدد األبحاث التي
37
أنجزوها
وتختلف الجهة المكلفة بتسيير أعمال الشرطة القضائية حسب أحوالهم والنطاق الجغرافي الذي
يمارسون فيه مهامهم ،وهي إما تحت نف ود وكيل الملك عمال لصريح الفقرة األولى من المادة
45من ق.م.ج والتي تنص '' يسير وكيل الملك في دائرة نفود محكمته أعمال ضباط الشرطة
38
القضائية و أعوانها ويقوم بتنظيمهم
وأما للوكيل العام للملك عمال بالمادة 2/49بالنسبة للجنايات والجنح التي تكون معهودة له .
مجموعة من التناقضات وفي الختام نخلص من خالل تحليالتنا السابقة لهذا الموضوع
التي تطرحها الممارسة العملية لضباط الشرطة القضائية التي تدخل فيها واإلشكاالت
اختصاصات كل من النيابة العامة وسلطته ا في تسيير ومراقبة رجال الضابطة القضائية وما
36في شأن تعزيز الرقابة على أعمال الشرطة القضائية من طرف القضاء ،جاءت التوصيات الصادرة عن المناظرة الوطنية التي نظمتها وزارة العدل
بمكناس أيام 9و 10و 11دجنبر 2004حول السياسة الجنائية بالمغرب واقع وأفاق :تطوير أليات العدالة الجنائية بتحديث االطار القانوني للشرطة
القضائية وتشجيع االتصال بين القضاء والشرطة القضائية
37رشيد ادربيسي .عالقة الشرطة القضائية بالنيابة العام 17, alhoryatmaroc.yoo7.comمابو 2017
38رشيد ادربيسي .عالقة الشرطة القضائية بالنيابة العام 17, alhoryatmaroc.yoo7.comمابو 2017
29
يواجه الضباط من إكراه تتعلق بأوامر وتعليمات رئيس المؤسسة التي ينتمي اٍليها والتعليمات
وللخروج من إشكالية االٍزدواجية في اإلشراف على أعمال الشرطة القضائية يمكن تقديم
-منع التدخل أو إعطاء التعليمات لضباط الشرطة القضائية من غير الجهات القضائية المختصة
-إعطاء تنقيط ضباط الشرطة القضائية من طرف الجهات القضائية أثرا واضحا في المسار
المهني للضابط من حيث الترقية واالنتقال على الخصوص ،باعتبارهما أهم عناصر في
-تكليف ضباط الشرطة القضائية بأداء القسم أمام الهيئة القضائية من شأنه أن يزيد من ترسيخ
تبعية ضباط الشرطة القضائية للقضاء في اٍطار ممارسة مهامها بهذه الصفة .
-التفكير في اٍلحاق جزء من ضباط الشرطة القضائية بوزارة العدل أو السلطة التي تخضع
مقال منشور بموقع رئاسة النيابة العامة WWW.PCP .بعنوان الشرطة القضائية بين ازدواجية التبعية االٍ دارية والقضائية . 39
30
الفصل الثاني :ضوابط إشراف النيابة العامة على مهام ضباط الشرطة القضائية.
إن ممارسة الشرطة القضائية للمهام المنوطة بها يتم وفق ضوابط محددة ال تخرج عن
االختصاص المكاني (المبحث األول) وكل إخالل بالضوابط القانونية التي حددها القانون يترتب
عنه أثار(المبحث الثاني)
31
حدد المشرع لوكيل الملك ونوابه نطاق ممارسة مهامهم في المادة 16من قانون
المسطرة الجنائية النص على ان وكيل الملك يمارس مهام الشرطة القضائية
ويسير في دائرة نفوده أعمال الشرطة القضائية.
ويمثل وكيل الملك شخصيا أو بواسطة نوابه النيابة العامة في دائرة نفود
المحكمة اال بتدائية المعين بها ،ويباشر أو يأمر بمباشرة اإلجراءات الضرورية
للبحث عن مرتكبي المخالفات للقانون الجنائي ويصدر األمر بضبطهم وتقديمهم
40
ومتابعتهم.
فوكيل الملك يمارس مهامه كضابط سامي للشرطة القضائية في دائرة نفود محكمته
وال يمكن أن بتجاوزه إلى دائرة نفود محكمة أخرى . 41فهو محكوم في اٍطار تصريف
أعماله بثالث ضوابط أساسية:
-مكان ارتكاب الجريمة.
-مكان إلقاء القبض.
42
-المكان الذي يسكن فيه المشتكى به أو المشتبه فيه .
إن ممارسة الدعوى العمومية من طرف وكيل الملك وتصريف اٍجراءات
البحث التمهيدي ،يكون الزما من داخل نفود دائرة المحكمة التي يمارس فيها
مهامه ،وفي أحيان أخرى يكون الطرف المشتكى به يسكن خارج دائرة
الم حكمة التي يتواجد بها وكيل الملك ،ففي هذه الحالة يعطي أوامره بنقل
المعني باألمر الى النيابة المصدرة للمذكرة المذكورة .
2الوكيل العام للملك ونوابه :
يم ارس الوكيل العام للملك ونوابه مهامهم باعتبارهم ممثلين للنيابة العامة داخل
دائرة نفود محكمة االستئناف الذي يمارس فيها مهامهم ،وأشارت المادة 44
من قانون المسطرة الجنائية أن االختصاص المحلي للوكيل العام للملك في :
-مكان ارتكاب الجريمة
-محل إقامة أحد األشخاص المشتبه في مشاركته في ارتكاب الجريمة.
32
43
-مكان إلقاء القبض على أحد األشخاص ولو تم هذا القبض لسبب آخر
بناء على ذلك فان الوكيل العام للملك يمارس سلطته على جميع قضاة النيابة العامة
التابعين لدائرة نفوده وكذا ضباط وأعوان الشرطة القضائية وعلى الموظفين القائمين
بمهام ضباط الشرطة القضائية.
-3قضاة التحقيق.
قاضي التحقيق شأنه شأن وكيل الملك والوكيل العام للملك يمارس اختصاصه
ضمن دائرة نفود المحكمة المعينين بها ،فقاضي التحقيق لدى المحكمة االبتدائية
يمارس مهامه ضمن اختصاصه الترابي أي داخل الرقعة الجغرافية المعين بها والذي
ال يمكن أن يخرج عن نفود المحكمة االبتدائية .
أما قاضي التحقيق لدى محكمة االستئناف ،فان االختصاص المحلي يغطي نفود الدائرة
44
القضائية برمتها التابعة لمحكمة االستئناف المعين بها.
الفقرة الثانية :ضباط الشرطة القضائية العاديون.
ٍان ضباط الشرطة القضائية العاديين يمارسون اختصاصهم حسب المجال أو
الرقعة الجغرافية المعينين بها لمباشرة عملهم ،وهذه الرقعة تكون مجرد جماعة ترابية
أو قيادة أو دائرة قضائية .وتنص المادة 22من ق.م.ج على أنه يباشر ضباط الشرطة
القضائية اختصاصهم في الحدود الترابية التي يزاولون فيها وظائفهم .ويحدد
االختصاص المكاني لضباط الشرطة القضائية في الحالة العادية بدوائر االختصاص
المكاني المحدد لهم حسب وظائفهم األصلية ،ففي حدود هذه الدوائر يمارسون كذلك
45
مهمة الشرطة القضائية .
وقد اعتبرت الفقرة الثانية من المادة 22أن مندوبي الشرطة العاملين في
مقاطعات للشرطة مختصين مكانيا بالنسبة لمجموع تراب الدائرة الشرطية
الحضرية التي تنتمي إلهيا تلك المقاطعات ،ولذلك يجب عمل كل ضابط للشرطة
في مقاطعة أن يقوم بمهام الشرطة القضائية في المقاطعة المعين بها .غير أنه يمكن
33
له ممارسة مهامه في المقاطعة المجاورة إذا تعذر على الضابط الموجود فيها القيام
بمهامه .
وكذلك يسري األمر على ضباط الشرطة القضائية الذين ينتمون إلى وظائف إدارية،
كمأموري المياه والغابات ،والجمارك ومصالح مراقبة التعمير ومصلحة
الغش،...فجميعهم يمارسون مهامهم الضبطية في اطار المجال الترابي الخاضع
لإلدارة الذي يمارسون بها مهامهم .
خالصة القول أن ضباط الشرطة القضائية بجميع أصنافهم يمارسون
اختصاصاتهم داخل نفود المحكمة االبتدائية بالنسية لوكالء الملك ونوابه ،وداخل
النفود الترابي لمحكمة االستئناف بالنسبة للوكيل العام للملك ونوابه ،وداخل المجال
الترابي لإلدارات التابع لها ضابط الشرطة القضائية العادي .وخروجا على هذه
القاعدة خول المشرع استثناء ممارسة ضابط الشرطة القضائية ممارسة مهامه
خارج دائرة عمله األصلي.
المطلب الثاني :الضوابط القانونية لممارسة مهامهم في جميع انحاء المملكة
ان ممارسة ضباط الشرطة القضائية لمهامهم في جميع أنحاء المملكة هو
اختصاص استثنائي يخوله لهم القانون بشروط محددة خارج دائرة عملهم األصلي
سواء السامون (الفقرة االولى) أو العاديون (الفقرة الثانية).
الفقرة االولى :ضوابط ممارسة الضباط السامون مهامهم في جميع أنحاء
المملكة .
أجاز المشرع لممثل النيابة العامة لدى المحكمة االبتدائية أثناء قيامه بمهامه
بإجراءات البحث في الجرائم التي تدخل ضمن اختصاصه ،أن ينتقل كلما استلزمت
ذلك ضرورة البحث إلى دوائر نفود المحاكم المجاورة للمحكمة التي يمارس فيها
مهامه شريطة أن يخبر بذلك مسبقا النيابة العامة لدى المحكمة التي سينتقل إليها
ويبين هذا التنقل بالمحضر .46
34
عالوة على ذلك ،يجب على وكيل الملك أن يخبر بتنقله الوكيل العام للملك الذي
يتبع لدائرة نفوده .
فخروج وكيل الملك عن االختصاص المحلي أجازه له المشرع بشروط :
-أن يكون تنقل وكيل الملك خارج دائرة نفود محكمته استلزمته ضرورة البحث .
-اخبار النيابة العامة لدى المحكمة التي سينتقل اليها .
-تبيان سبب التنقل بالمحضر.
47
-اٍخبار الوكيل العام للملك الذي يتبع وكيل الملك لدائرة نفوده
كما ينعقد االختصاص للوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف بالرباط بخصوص
جرائم االرهاب في جميع أنحاء المملكة المغربية طبقا لقانون .4803/03
الفقرة الثانية :ضوابط ممارسة الضباط العاديون مهامهم في جميع أنحاء
المملكة.
خول المشرع لضباط الشرطة القضائية العاديون ممارسة مهامهم خارج دائرة
اختصاصهم اٍذا تحقق شرطين :
-وجود حالة االستعجال؛
-طلب السلطة العمومية من ضابط الشرطة القيام بمهامه خارج دائرة
49
اختصاصه األصلي .
يتعين إشعار النيابة العامة المختصة مكانيا بهذا االنتقال كما يتعين أن يتم تنفيذ
اإلجراءات بحضور ضابط شرطة مختص مكانيا .
يمارس ضباط الشرطة القضائية في هذه الحالة كافة الصالحيات التي يخولها
لهم القانون ،اذا تعلق األمر بانتقال ضابط شرطة قضائية يشمل اختصاصهم أكثر
من دائرة قضائية ،يتعين عليهم إشعار الجهة القضائية التي تشرف على البحث
الفقرة 4من ق م ج
50
أحمد الخمليشي ،شرح قانون المسطرة الجنائية ،الجزء االول ،مكتبة المعرف الرباط الطبعة األولى 1980ث24254 ،
38
سوء المعاملة ،أو تسخير األفراد أو ممتلكاتهم في غير الحاالت التي يسمح
55
بها القانون بهذا التسخير.
الفقرة الثالثة :المسؤولية المدنية التي تطال رجال الشرطة القضائية .
ٍان إخالل رجال الشرطة القضائية مدنيا عن أعمالهم الشخصية غير المشروعة
أيا كان مصدرها ،اٍذا كانوا ضباطا للشرطة القضائية سامين أو عاديين ،أم أعوانا لها
أو حتى مجرد موظفين أناط بهم القانون بعض مهام الشرطة القضائية .وإنما
المتضرر بسبب أعمال غير مشروعة أثارها رجل من رجال الشرطة القضائية ،سواء
كان عدم المشروعية هذا منشؤه جريمة من الجرائم أم مجرد أخطاء مدنية ،تنطبق
عليها شروط الفصلين ( 77و 78من ظ .ل .ع ).له الحق في المطالبة بتعويض هذه
األضرار من مصدرها شخصيا وفقا للقواعد العامة المنصوص عليها في قانون
االلتزامات والعقود .56
وعموما تتحقق مسؤولية ضابط الشرطة القضائية عن كل إهمال أو تقصير أو
تصرف وضيع أو شطط أو التعسف في استعمال السلطة بمناسبة إجراءات
البحث التمهيدي أو بسببها ،أو في إجراءات تنفيذ اإلنابة القضائية أو بسببها .وهو
ما يترتب عنه أثار في حالة ثبوت االخالالت السالف ذكرها في حق ضابط
الشرطة القضائية وهو ما سنقوم بمعالجته .
المطلب الثاني :األثار المترتبة عن ثبوت المسؤولية في حق ضابط الشرطة
القضائية.
ان إخالل ضابط الشرطة القضائية بواجباته الراجعة إلى هذه الصفة أو
انحراف يترتب عنه تحريك المتابعة من طرف الغرفة الجنحية ،وفق إجراءات
(الفقرة األولى ).وإصدار قرارات (الفقرة الثانية )،تختلف باختالف المسؤوليات الثابتة
في حقه وكذلك حسب نوع وطبيعة المخالفة المرتكبة .
الفقرة األولى :إجراءات المتابعة في شأن اإلخالل المنسوب لضباط الشرطة
القضائية .
الفقرة الثانية :قرارات الغرفة الجنحية بشأن ثبوت المسؤولية بحق ضابط
الشرطة القضائية
تندرج العقوبات التي يمكن للغرفة الجنحية اتخاذها في حق ضابط الشرطة ،الذي
تبث في حقه االخالل حسب ما يلى:
أ – توجيه مالحظات.
ب -التوقيف المؤقت عن القيام بمهام الشرطة القضائية لمدة ال تتجاوز سنة
واحدة.
40
ج -التجريد النهائي من مهام الشرطة القضائية .58
ويمكن الطعن بالنقض في قرارات الغرفة الجنحية وفقا للشروط العادية.
باإلضافة إلى هاته العقوبات التي يمكن للغرفة الجنحية أن تصدرها في حق
ضابط الشرطة القضائية الذي تبت في حقه المسؤولية ،يمكن اإلدارة الذي يتبع
لها ضابط الشرطة القضائية اصدرا عقوبات تأديبية بصرف النظر عن العقوبات
الصادرة عن الغرفة الجنحية بمحكمة االستئناف .
فاٍذا تبين للغرفة الجنحية أن ضابط الشرطة القضائية ارتكب جريمة ،أمر بإرسال
الملف اٍلى الوكيل العام للملك ألن الغرفة الجنحية ال يخولها القانون مساءلة ضابط
59
الشرطة القضائية جنائيا
أما فيما يخص أعوان الشرطة القضائية ال يتابعون تأديبيا أمام الغرفة الجنحية ،
ذلك أن عملهم يقتصر على مساعدة رؤسائهم والضباط على تنفيذ أوامرهم ،فاٍذا
ارتكبوا مخالفة أثناء المساعدة أو تنفيذ األمر ،توبعوا أمام الجهة التي تملك
تأديبهم في وظائفهم األصلية ،ويمكن متابعة ضباط الشرطة القضائية أمام الغرفة
في حالة ارتكاب العون للمخالفة تنفيذ األمر الغير القانوني الصادر عنه .60
41
خاتمة:
حولنا من خالل بحثنا هذا التطرق لطبيعة اإلشراف التي تمارسه النيابة العامة على
أعمال الشرطة القضائية من حيث التسيير والرقابة .وكذلك تناولنا العقوبات المترتبة
عن تبوث المسؤولية في حق ضابط الشرطة القضائية ،سواء كانت جنائية أو تأديبية
،والتي يرجع اختصاص البث في شأنها إلى الغرفة الجنحية بمحكمة االستئناف .
وخلصنا في بحثنا هذا أن االختصاص الموكول للغرفة الجنحية في شأن
مراقبة عمل الشرطة القضائية تتجلى أهميته في إعطاء عمل الشرطة القضائية
مصداقية أكثر ألنها هي التي تتولى التحري في الجرائم .وتقوم بالمعاينات األولية
وجمع األدلة وأدوات اإلقناع وبهذا يكون قانون المسطرة الجنائية كرس أحد المبادئ
األساسية لتقوية وتعزيز الضمانات لحماية الحقوق والحريات ،وذلك بتقوية مراقبة
القضاء عبر مختلف مراحل التحقيق الجنائي.
42
الئحة المراجع المعتمدة:
النصوص القانونية:
-القانون 22.01المتعلق بقانون المسطرة الجنائية.
-مجموعة القانون الجنائي المغربي.
-القانون 1976/19/30المتعلق بالتنظيم الجماعي.
المراجع
-أحمد الخمليشي ،شرح قانون المسطرة الجنائية ،الجزء األول ،مكتبة المعرف الرباط الطبعة األولى
. 1980
-عبد الواحد العلمي "شروح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية ،الجزء األول ،مطبعة النجاح
الجديدة الدار البيضاء ،الطبعة الرابعة . 2018
-محمد مرزوكي ،الشرطة القضائية وفق قانون المسطرة الجنائية الجديد ،مكتبة دار السالم للطباعة والنشر
والتوزيع ،الطبعة األولى . 2007
-أحمد قليش ،أحمد زنون ،سعاد حميدي '' الشرح العلمي لقانون المسطرة الجنائية :الشرطة القضائية ،النيابة
العامة ،التحقيق اإلعدادي ،ط الرابعة .2008
-محمد أحداف ،شرح قانون المسطرة الجنائية ،الجزء األول ،سجلماسة . 2018
-دليل الشرطة القضائية في تحرير المحاضر وتوثيق المساطر :عبد اللطيف بوحموش ،الطبعة الثانية مطبعة
األمنية الرباط .2013
-معن ادعيس ،حول صالحية جهاز الشرطة ،سلسلة تقارير قانونية عدد 38الهيئة الفلسطينية المستقلة
لحقوق المواطن .
مقاالت: -
-
Jean mairie ,les dessous de l’affaire Foll , express .France, publiée le 19/06/197
43
الفهرس
Contenu
مقدمة 3 .......................................................................................................................................................................
الفصل األول :عالقة النيابة العامة بالشرطة القضائية7 ....................................................................................................... .
المبحث األول :أجهزة الشرطة القضائية 8 ..................................................................................................................... :
المطلب األول :ضباط الشرطة القضائية السامون 8 ....................................................................................................... .
الفقرة األولى :قضاة النيابة العامة لدى محكمة االستئناف……………… 9 ...................................................................
الفقرة الثانية :قضاة النيابة العامة بالمحكمة االبتدائية ……………… 10 ....................................................................
الفقرة الثالثة :قضاه التحقيق بمحاكم االستئناف والمحاكم االبتدائية…10 .................................................................. …..
المطلب الثاني :ضباط الشرطة القضائية العاديون 12 .....................................................................................................
الفقرة االولى :الضباط المنتمون الى االٍدارة العامة لألمن الوطني13 ................................................................... ……….
الفقرة الثانية :الضباط العاديين المنتمون للدرك الملكي …………… 14 .....................................................................
الفقرة الثالثة :ضباط السلطة المحلية والموظفون المكلفون ببعض مهام الشرطة القضائية13...................................................
المبحث الثاني :الوحدة واالزدواجية في اإلشراف على أعمال الشرطة القضائية 18 .................................................................. .
المطلب االول :التوجهات المقارنة فيما يخص االشراف على مهام ضباط الشرطة القضائية 19 ................................................. .
-الفقرة األولى :االتجاه الذي يخضع الشرطة القضائية للسلطة اإلدارية 19 ...................................................................... .
-الفقرة الثانية :االتجاه الذي يخضع الشرطة القضائية لوزارة العدل …21 ...................................................................... ..
الفقرة الثالثة :االتجاه الذي يخضع الشرطة القضائية للسلطة المزدوجة بين العدل والداخلية 24 ...................................... :
44
المطلب الثاني :موقف المشرع المغربي فيما يخص سلطة االٍشراف على مهام الشرطة القضائية26 .......................................... .
الفقرة األولى :االٍطار القانوني لعمل الشرطة القضائية بالمغرب …… 27 .....................................................................
الفقرة الثانية :االٍشراف على أعمال الشرطة القضائية بالمغرب28 ...................................................................... …….
الفصل الثاني :ضوابط اشراف النيابة العامة على مهام ضباط الشرطة القضائية31 ....................................................................... .
المبحث االول :الضوابط القانونية للصالحيات المنوطة بالشرطة القضائية 31 ...................................................................... .
المطلب األول :الضوابط القانونية لممارسة اختصاصاتهم في نطاق الحدود الترابية التي يزاولون فيها وظائفهم 31 .............. .
الفقرة االولى :بالنسبة لضباط الشرطة القضائية السامون …31 ...................................................................... ………..
- 1وكيل الملك ونوابه 31 ................................................................................. ………………………………….. :
2الوكيل العام للملك ونوابه 32 ................................................................................. …………………………:
- 3قضاة التحقيق… 33 ................................................................................. ……………………………………..
الفقرة الثانية :ضباط الشرطة القضائية العاديون…33 ...................................................................... ……………………..
المطلب الثاني :الضوابط القانونية لممارسة مهامهم في جميع انحاء المملكة 34 ...............................................................
الفقرة االولى :ضوابط ممارسة الضباط السامون مهامهم في جميع أنحاء المملكة 34 ................................................... .
الفقرة الثانية :ضوابط ممارسة الضباط العاديون مهامهم في جميع أنحاء المملكة35 .................................................... .
المبحث الثاني :االخالل المنسوب لضابط لشرطة القضائية أثناء قيامه بمهامه37 .................................................................... .
المطلب األول :مسؤولية ضابط الشرطة القضائية عن االخالل الصادر عنه بهذه الصفة 37 .................................................... .
الفقرة االولى :المسؤولية الجنائية التي تطال رجال الشرطة القضائية 37 ..................................................................... .
الفقرة الثانية :المسؤولية التأديبية38 …………………………………………………………………………………………………………..
الفقرة الثالثة :المسؤولية المدنية التي تطال رجال الشرطة القضائية 39 ...................................................................... .
المطلب الثاني :االثار المترتبة عن ثبوت المسؤولية في حق ضابط الشرطة القضائية39 ................................................... .
الفقرة األولى :إجراءات المتابعة في شأن اإلخالل المنسوب لضباط الشرطة القضائية 39..............................
الفقرة الثانية :قرارات الغرفة الجنحية بشأن ثبوت المسؤولية بحق ضابط الشرطة القضائية 40 ......................................
خاتمة39.............................................................................................................................................. .......
45