Professional Documents
Culture Documents
المحمدية
جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء
تحت عنوان:
()R132422702
2
إهداء
2
شكر
6
مقدمة
قانون املسطرة الجنائية املعروف عند الشراح بالقسم الشكلي من القانون الجنائي
هو "مجموعة من القواعد اإلجرائية والشكلية التي تتبع من وقت وقوع الجريمة إلى وقت
تنفي ذ العقوب ة على مرتكبه ا إذا ك ان الحكم ق د ص در باإلدان ة" .يتض من ه ذا الق انون
القواع د ال تي ينبغي مراعاته ا خصوص ا من قب ل األجه زة املكلف ة بالعدال ة الجنائي ة ،وهي
س بيل توقي ع رد الفع ل االجتم اعي عن د الخ ارق للنص وص الجنائي ة املوض وعية فيش مل
ترتيب ا على ذل ك القواع د املتعلق ة ب البحث في الج رائم ومتابع ة مرتكبيه ا والتحقي ق في
األفعال املنسوبة إليهم ومحاكمتهم وتنظيم طرق الطعن في األحكام الصادرة ضدهم.
البحث التمهيدي :وتتكلف به الشرطة القضائية تحت إدارة ومراقبة النيابة أ-
العامة ومهمتها التثبت من وقع الجريمة وجمع األدلة عنها والبحث عن مرتكبيها (ف 18
من ق.م.ج).
التحق ق اإلع دادي :بع د االنته اء من البحث التمهي دي ،ف إن القض ية تح ال ب-
على النيابة العامة بصفتها السلطة املختصة باملتابعة ،تقوم بعد ذلك إما بحفظ القضية
(لع دم كفاي ة األدل ة أو لع دم معرف ة الفاع ل مثال) وإم ا أن ترف ع ال دعوى إلى املحكم ة
املختصة أو إلى قاضي التحقيق إذا كانت الجريمة خاضعة للتحقيق طبقا للفصل 83من
ق.م.ج.
6
املحاكم ة :ي بين ق انون املس طرة الجنائي ة أيض ا تش كيل املح اكم الجنائي ة ج-
واختصاصاتها واإلجراءات الواجبة اإلتباع أثناء املحاكمة ،وطرق الطعن في األحكام.
واملرحلة التي سنحاول التطرق إليها هي البحث التمهيدي ومما تتضمنه من محاضر
للضابطة القضائية ومدى حجيتها.
فمن هي الجهة املكلفة بالبحث التمهيدي؟ وأية حجية ملحاضر الضابطة القضائية؟
ومن خالل هذه التساؤالت يمكن القول أن بحثنا لنيل شهادة اإلجازة هذا سيتناول
بالتحلي ل واملناقش ة مبح ثين أساس ين ،نع الج في األول البحث التمهي دي ومه ام الش رطة
القضائية ،ونتطرق في املبحث الثاني لحجية محاضر الضابطة القضائية
6
التصـــميم
مقدمة:
المبحث األول :البحث التمهيدي ومهام الشرطة القضائية
المطلب األول :ماهية البحث التمهيدي
الفرع األول :ضباط الشرطة القضائية
الفرع الثاني :ضباط الشرطة القضائية المكلفين باألحداث
الفرع ثالثا :أعوان الشرطة القضائية
الفرع رابعا :الموظفون واألعوان الذين ينيط بهم القانون بعض
مهام الشرطة القضائية
الفرع خامسا :تمييز الشرطة القضائية عن الشرطة اإلدارية
المطلب الثاني :مهام الشرطة القضائية من خالل البحث التمهيدي
الفرع أوال :التنقل والتفتيش والحجز
الفرع ثانيا :الحراسة النظرية
الفرع ثالثا :حاالت التلبس
المبحث الثاني :حجية محاضر الضابطة القضائية
المطلب األول :شروط وشكليات إنجاز المحضر
الفرع أوال :تعريف المحضر
الفرع ثانيا :أنواع المحاضر
الفرع ثالثا :شروط المحضر
المطلب الثاني :الدفوع المثارة عند خرق شروط وشكليات المحضر
6
املبحث األول :البحث التمهيدي ومهام الشرطة القضائية
سنتطرق في املطلب األول ملاهية البحث التمهيدي (املطلب األول) ،ثم املطلب الثاني:
مهام الشرطة القضائية من خالل البحث التمهيدي (املطلب الثاني).
وقد أسند القانون مهمة البحث التمهيدي إلى الشرطة القضائية حيث نصت املادة
18من مج على أن ه «يعه د إلى الش رطة القض ائية حس ب الوج وه املتباين ة املق ررة في ه ذا
الجزء بالتثبت من وقوع الجرائم وجمع األدلة عنه والبحث عن مرتكبيها »...وجاء في املادة
« 80يقوم بالبحث التمهيدي ضباط الشرطة القضائية.»....
املدير الع ام لألمن الوط ني ووالة األمن واملراقب ون الع امون للش رطة -
وعمداء الشرطة وضباطها.
- 1محمد عياط ( ) 1991عياط ،دراسة في قانون املسطرة الجنائية ،بابل للطباعة و النشر ،طبعة أولى ،الجزء الثاني ،الرباط ، ،ص.
179
6
ضباط الدرك امللكي وذووا الرتب فيه وكذا الدركيون الذين يتولون قيادة -
فرقة أو مركز الدرك امللكي طيلة مدة هذه القيادة.
ملفتش ي الش رطة الت ابعين لألمن الوط ني ممن قض وا ثالث س نوات به ذه -
الصفة بقرار مشترك صادر من وزير العدل ووزير الداخلية.2
لل دركين ال ذين قض وا على األق ل ثالث س نوات من الخدم ة بال درك امللكي -
وعين وا إس ميا بق رار مش ترك من وزي ر الع دل والس لطة الحكومي ة املكلف ة بال دفاع
الوطني.3
2الحبيب بيهي ( ،) 2004شرح قانون املسطرة الجنائية الجديد (منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية و التنمية ) ،الطبعة األولى ،
مطبعة املعارف الجديدة ،الرباط ، الجزء األول ،ص.128 :
- 3أشير إلى أن مصطلح السلطة الحكومية املكلفة بالدفاع الوطني تتحدد حاليا بالوزير املكلف بإدارة الدفاع الوطني ولإلفادة فإنه وإلى
عهد قريب تجاه الوزير األول هو الذي يتولى توقيع هذه القرارات.
6
= الدركيون الذين ليست لهم صفة ضابط الشرطة القضائية.
جم ع ك ل املعلوم ات املؤدي ة إلى العث ور على مرتكبيه ا وفق ا ألوام ر رؤس ائهم
ونظام الهيئة التي ينتمون إليها.
الفـ ــرع راب ع :املوظف ون واألع وان املكلف ون ببعض مه ام الش رطة
القضائية.
تنص املادة 20من ق.م.ج على م ا يلي« :يم ارس موظف و وأع وان اإلدارات واملراف ق
العمومية الذين تسند إليهم بعض مهام الشرطة القضائية بموجب نصوص خاصة.
وق د ح ددت املادة 28من املس طرة الجنائي ة بعض ه ؤالء املوظف ون بنص ص ريح
وهما الوالي والعامل.
ويمارس هؤالء مهام ضباط الشرطة القضائية بصفة مؤقتة تقتضي توفر شرطين
طبقا للمادة السالفة الذكر (م.)28
أن تكون الجريمة املرتكبة لها مساس بأمن الدولة إما الداخلي أو الخارجي. -
أن تكون هناك حالة استعجال 4تبرر اتخاذ الوالي أو العامل قراره بإجراء البحث
بنفسه.
4عبد الواحد العلمي ( ،)2006شرح في القانون الجديد املتعلق باملسطرة الجنائية ،الطبعة األولى ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار
البيضاء، الجزء األول ،ص370 :
6
أن يتخلى عن القضية وبالتالي عن صفته كضابط الشرطة القضائية لوكيل امللك
داخل أجل 24ساعة.
كما أن هناك موظفون وأعوان آخرون 5أو كل املشرع لهم بعض صالحيات ضباط
الشرطة القضائية في إطار البحث التمهيدي 6وهم مهندسو املياه والغابات.
وهك ذا فالش رطة اإلداري ة مهمته ا األساس ية هي املحافظ ة على الس المة العامة
بما توفره من الهدوء والطمأنينة وتعزيز املحافظة على الصحة للجميع ،ولذلك فهي
في محاولتها تحقيق ما س بق ق د تتالقى في اله دف على ما تتوخاه الشرطة القض ائية
حينما يكونان معا يحاربان الظاهرة اإلجرامية ومع ذلك فإن مهمة الشرطة اإلدارية
في محاربة الظاهرة اإلجرامية ،تكون وقائية -قبل حدوث الجريمة وبصرف النظر
عن حص ولها وذل ك ملن ع وقوعه ا إبت داءا ،أو على األق ل العم ل على التقلي ل منه ا م ا
أمكن ذلك ،وليس بعد وقوعها.
أما الشرطة القضائية 7فيكون تدخلها بعد وقوع الجريمة وخرق القانون الجنائي
(أي بع د فش ل الوظيف ة الوقائي ة ال تي تأتيه ا الش رطة اإلداري ة بمن ع الجريم ة) من خالل
معانيها 8لكل املخالفات للقانون الجنائي النافذ وإنجازها ألبحاث تتحرك فيها عن ظروف
5الحبيب بيهي ،شرح قانون املسطرة الجنائية الجديد ،مرجع سابق ،ص.144 :
6لم يقدم املشرع املغربي تعريفا للبحث التمهيدي ،في حين عرفه بعض الفقه الجنائي ومنهم األستاذ أحمد الخمليشي بأنه ”:مرحلة
التثبت من وقوع الجريمة وجمع األدلة عنها والبحث عن مرتكبيها ،وهي املرحلة التي تسبق املحاكمة
7عبد الواحد العلمي ( ،)2010شرح في القانون الجديد املتعلق باملسطرة الجنائية ،مرجع سابق ،ص.373.
8ظهير شريف رقم 1.02.255صادر في 25من رجب 3( 1423أكتوبر )2002بتنفيذ القانون رقم 22.01املتعلق باملسطرة الجنائية،
الجريدة الرسمية عدد 5078بتاريخ 27ذي القعدة 30( 1423يناير ،)2003ص.315 :
6
وق وع الجريم ة والبحث عن مرتكبيه ا وجم ع الحجج واألدل ة –واملحافظ ة عليه ا -ال تي
تسندها لفاعليها وتحرير محاضر بذلك تضعها رهن إشارة النيابة العامة لتكمل مسيرة
الخصومة الجنائية بغية اقتضاء حق الدولة في الجزاء إن رأت ذلك مالئما.
أل زمت املادة 79من ق.م.ج ض ابط الش رطة القض ائية في حال ة البحث التمهي دي
بع دم ال دخول إلى املن ازل وتفتيش ها وحج ز م ا به ا من أدوات االقتن اع دون املوافق ة
الص ريحة من الش خص ال ذي س تجري ه ذه العملي ات بمنزل ه ويجب أن تك ون املوافق ة
مكتوب ة بخ ط ي د املع ني ب األمر ،وذل ك لص دور الرض ا عن طواعي ة واختي ار .وإذا ك ان
صاحب املنزل ال يحسن الكتابة فإن ضابط الشرطة القضائية يضمن ذلك في املحضر مع
اإلش ارة في ه إلى املوافق ة على التف تيش .وق د س وى الق انون هن ا أيض ا بين م نزل املش تبه
فيه وبين منزل الغير األجنبي عن الجريمة ،حيث تعتبر املوافقة الكتابية ضرورية ،وإال
تع ذر ال دخول إلى املن ازل وتفتيش ها أو حج ز م ا به ا من أذل ة وفي حال ة ص دور املوافق ة
الكتابي ة عن مال ك املنزل أو قاطن ه ف إن الض ابط يتعين علي ه آن ذاك أن يل تزم ب احترام
املقتضيات التي تنص عليها املواد 63.62.60.59من ق.م.ج.9
التفتيش :هو وسيلة من الوسائل التي يلجأ إليها ضابط الشرطة القضائية من أجل
إثبات الجرائم بواسطة حجز املستندات أو أشياء أخرى ،وإذا تعلق األمر بتفتيش
أم اكن مع دة لالس تعمال املنهي يش غلها ش خص يلزم ه الق انون بكتم ان الس ير املنهي
فعلى ض ابط الش رطة أال يج ري التف تيش إال بع د إش عار النياب ة العام ة .وإذا تعل ق
- 9ذ عبد الواحد العالمي الجزء األول شرح في القانون الجديد املتعلق باملسطرة الجنائية ص.351-350 :
6
األمر بمكتب املحامي وجب القيام به من طرف قاضي من قضاة النيابة العامة إلى
جانب نقيب هيئة املحامين أو من ينوب عنه .وإذا تعلق األمر بتفتيش نساء (الفصل
60من ق.م.ج) فإن على ضابط الشرطة القضائية أن يستعين بامرأة وإذا الضابط
امرأة فتشتها.
التنقل :حيث ينبغي إش عار النياب ة العام ة بالجريم ة واالنتق ال إلى مك ان وقوعه ا -1
حيث يجب على ضابط الشرطة القضائية أن يحافظ على األدلة القابلة لالندثار على كل
دلي ل يمكن أن يس اعد على إظه ار الحقيق ة ،وعلى ض ابط الش رطة القض ائية أن يق وم
بتدوين ما عاينه من معالم الجريمة وأدلتها في املحضر تسهيال ملهمة القضاء في الوصول
إلى الحقيقة.
الحجز :وحج ز األش ياء داخ ل في إط ار التف تيش وعلى ض ابط الش رطة القض ائية -2
إحصاء املحجوزات والختم عليها إلى أن يتأتى تمكن القضاء من بسط مراقبته عليه عند
االقتضاء.
كم ا يمكن إجب ار أي ش خص على االمتث ال والحض ور انطالق ا من إذن النياب ة -3
العامة.
وعلى ضابط الشرطة القضائية احترام أوقات التفتيش التي نظمها املشرع املغربي -4
وجع ل له ا أوق ات معين ة واس تثناءات كقض ايا املخ درات والجريم ة اإلرهابي ة واألم اكن
الليلية.
6
مراقبة جهاز النيابة العامة ،الغرض منه إبقاء املشتبه فيه رهن إشارة ضابط الشرطة
القض ائية لض رورات يقتض يها البحث التمهي دي ونظ را لخطورت ه فق د نظم ه املش رع
املغربي (بدقة) موضحا شروطه ( )1وبعض الضمانات املخولة للموضوع تحت الحراسة(
.)2
يش ترط الفص لين ( )80-66أن يتم اللج وء إلى الوض ع تحت ب.
الحراسة قد اقتضته ضرورة البحث ،وتقدير هذه الضرورة حسبما يستفاد من صياغة
الفصلين متروك لتقدير ضابط الشرطة القضائية.
يجب اح ترام املدد ال تي ح ددها الق انون للوض ع تحت الحراس ة ت.
النظري ة ،11املالح ظ أن املش رع املغ ربي م يز بين الج رائم العادي ة وج رائم أمن الدول ة
(الداخلي والخارجي) والجرائم اإلرهابية كما يلي:
فبالنس بة للج رائم العادي ة فاملدة هي 48س اعة تحتس ب ابت داء ث.
من ساعة التوقيف ،تكون هذه املدة قابلة للتمديد مرة واحدة وبإذن كتابي من النيابة
العامة ملدة 24ساعة.
أما بالنسبة لجرائم أمن الدولة الداخلي والخارجي فاملدة هي 96 ج.
ساعة قابلة للتمديد مرة واحدة بناء على إذن النيابة العامة ولنفس املدة.
6
-2ضمانات املوضوع تحت الحراسة النظرية:
ومن أهم الضمانات:
أ .اح ترام بعض الش كليات املتطلب ة في س جالت ومحاض ر الش رطة القض ائية
13املتعلقة بالوضع تحت الحراسة لتمكين النيابة العامة من بسط مراقبتها كتحديد هوية
املشتبه فيه ،وساعة بداية الحراسة النظرية وساعة انتهائها ،ومدة االستنطاق وأوقات
الراحة والحالة البدنية والصحية للمشتبه فيه والتغذية املقدمة له (الفصل .)67
بضرورة أشعار عائلة املوضوع تحت الحراسة بمجرد اتخاذ هذا اإلجراء في حقه
ويتم ذلك بأية وسيلة من الوسائل.
ج .حق الشخص املوضوع 14تحت الحراسة في حالة تمديدها أن يطلب من ضابط
الش رطة القض ائية االتص ال بمح ام ،وح ق ه ذا األخ ير االتص ال بموكل ه ويتم االتص ال
بشروط 15منها ترخيص النيابة العامة وملدة ال تتجاوز ثالثين دقيقة وتحت مراقبة ضابط
الشرطة القضائية.
ويمكن للنياب ة العام ة ت أخير اتص ال املح امي باملش تبه في ه ملدة ال تتع دى ثماني ة
وأربعين ساعة بناء على طلب ضابط الشرطة القضائية إذا تعلق األمر بجرائم محددة في
املادة 108ك الجرائم املاس ة ب أمن الدول ة والج رائم اإلرهابي ة وج رائم العص ابات
اإلجرامية ،وجرائم القتل والتسمم واالختطاف....
6
لم يع رف املش رع املغ ربي التلبس وإنم ا اكتفى بتع داد ح االت ذكره ا على س بيل
الحص ر تتحق ق فيه ا ح االت التلبس في الجناي ة أو الجنح ة وهي أرب ع ح االت أش ارت إليه ا
املادة 56من ق.م.ج ال تي حلت مح ل الفص ل 58من ق.م.ج امللغى ويتعل ق األم ر بالحال ة
ال تي يض بط فيه ا الفاع ل وه و ي رتكب الجريم ة أو على إث ر ارتكابه ا ،وك ذلك الحال ة ال تي
يكون فيها الفاعل ما يزال مطاردا بصياح الجمهور على إثر ارتكاب الجريمة ،16والحالة
التي يعتبر فيها بعد مرور وقت قصير على ارتكاب الجريمة وهو يحمل أسلحة أو أشياء
يس تدل منه ا على مش اركته في الجريم ة أو توج د علي ه آث ار أو عالم ات تثبت مش اركته في
الجريم ة ،وأخ يرا ف إن الق انون يعت بر بمثاب ة التلبس بالجريم ة ال تي ت رتكب داخ ل م نزل
خارج الحاالت املشار إليها ويلتمس مالك املنزل أو ساكنه من السلطات معاينتها .وبديهي
أن مسطرة التلبس ال تطبق على املخالفات ألن املادة 56من ق.م.ج 17لم تشر سوى إلى
التلبس بجناية أو جنحة.18
يطلق الفقه على هذه الحالة بالتلبس الحقيقي واملقصود بحالة إنجاز الفعل أو على
إث ر إنج ازه الب دء في تنفي ذ الفع ل أو االنته اء من تنفي ذه بم دة قص يرة ومن األمثل ة على
ذل ك :مش اهدة الج اني وه و يطل ق الرص اص على الض حية في القت ل ،أو تس لم املوظ ف
العمومي ألوراق مالية في الرشوة.
16حيث أقر املشرع املغربي حماية للشهود في قانون املسطرة الجنائية ،وذلك في املواد من 6-82إلى 8-82من قانون املسطرة
الجنائية.
17املادة 56من ظهير شريف رقم 01.02.255صادر في 25من رجب 3( 1423أكتوبر )2002بتنفيذ القانون رقم 22.01املتعلق
باملسطرة الجنائية ،الجريدة الرسمية عدد 5078بتاريخ 27ذي القعدة 30( 1423يناير )2003ص.315:
18عبد الواحد العلمي ( ، )2010شرح في القانون الجديد املتعلق باملسطرة الجنائية ،الجزء األول ،مطبعة النجاح الجديد ،الطبعة
الثانية م س ،ص424:
6
وهي حالة من حاالت التلبس املفترض الذي يقبل الشك فالشخص املطارد بصياح
الجمهور قد يكون فعال مرتكبا للجريمة وقد ال يكون كذلك ،ويطرح هنا أيضا مشكل
تحديد مدة الفترة الزمنية التي تعقب ارتكاب الجرم ،ويقضي املنطق في هذه الحالة بأن
ال تتعدى الفترة املذكورة بضع دقائق.
الحالة الرابعة :حالة التماس مالك املنزل أو ساكنه من ضابط الشرطة القضائية
معاينة جريمة وقعت بداخله .وهي حالة التلبس الحكمي بحيث ما يشترط فيها ما يطلبه
الق انون 21من ش GGروط في الح GGاالت الس GGابقة (التلبس الحقيقي واالفتراض GGي) ب GGل يكفي أن
تGGرتكب الجريمGGة في مGنزل يلتمس صGاحبه من النيابGة العامGة أو الشGGرطة القضGائية معاينتهGا
لتقوم حالة التلبس.22
19عبد العالي املومين (يناير ، )2007الشرطة القضائية بين حرية البحث وإشراف النيابة العامة أية حماية؟ ،مقال منشور بمجلة
القصر ،العدد ، ،16ص.128
20مجلة قضاء املجلس األعلى ( ،السنة 22يناير ، ) 2000العدد 55ص 368 :و.369
21يبوري عبد اإلاله ، 2013-2012الحماية اإلجرائية للحدث الجانح في التشريع املغربي ،رسالة لنيل دبلوم املاستر قي القانون
الخاص ،وحدة العدالة الجنائية ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا–فاس ،السنة
الجامعية ،ص .44
- 22ذ .خالد عثماني دراسة مختصرة في قانون املسطرة الجنائية املغربي ( ، )2006توزيع مكتبة عالم املستقبل ،الطبعة األولى ،ص
.41
6
املطلب األول :شروط وشكليات إنجاز املحضر
ال أح د ينك ر االهتم ام الواس ع والكب ير ال ذي حظيت وتحظى ب ه محاض ر الض ابطة
القض ائية من جمي ع الفعالي ات ال تي تعم ل س واء في الحق ل الق انوني أو القض ائي ،وذل ك
ملساس هذه املحاضر بحقوق األفراد وحرياتهم.
وبذلك فالوثائق التي يحررها أعوان الشرطة ال تسمى محاضرا وإنما تقارير ،وإن
ك انت بعض النص وص الخاص ة تس مى الوث ائق ال تي يحرره ا ض باط الش رطة القض ائية
تقريرا وليس محضرا كاملادة 65من ظهير 10أكتوبر 1917املتعلق بقانون الغابات.
23رمسيس بهنام ( )1976الجريمة واملجرم والجزاء ،منشأة املعارف ،الطبعة الثالثة ،مصر العربية ،ص .26
24طارق أحمد حاجي ( ،)1977فاس ،مبادئ القانون الجنائي املغربي ،الطبعة األولى ،ص .9
25
6
وعلى العموم فإن التقرير وسيلة داخلية لإلخبار في حين أن املحضر وسيلة إثبات
رسمية وقد أوجب املشرع في املحضر 26احترام شروط 27متعددة لكي يأتي سليما وخصه
بالحجية بحسب الحاالت وهذا غير وارد بالنسبة للتقرير.
28
الفرع ثانيا :أنواع املحاضر
هناك محاضر 29املعاينات ومحاضر التصريحات
والعمليات التي يقوم بها ضابط الشرطة القضائية تحرر في محاضر إما على شكل
معاينات أو تصريحات ومن أمثلة ذلك:
االستماع إلى الشاهد (الشاهد العادي -الشاهد في إطار اإلنابة القضائية -
التفتيش -
اإليقاف -
املواجهة -
إشعار العائلة -
6
من حيث صفة محرريها -
-محاض ر ينجزه ا ض باط الش رطة القض ائية في الحال ة العادي ة املرتبط ة
ب البحث التمهي دي املنص وص عليه ا في الفص ل 23من م.ج .وفي حال ة التلبس وف ق
الشكليات املنصوص عليها في الفصول 59إلى .79
-محاض ر يحرره ا أع وان الش رطة القض ائية أو املوظف ون واألع وان
املنص وص عليهم في ق وانين خاص ة .مث ال :مخالف ات لق انون الص يد والقنص
مخالفات لقانون السير والجوالن مخالفات متعلقة بالغش في البضائع.
محاضر ال يعتد بها إال إذا كانت صحيحة من حيث الشكل 30وضمنت فيها -
معاينة ضابط الشرطة القضائية أو ما تلقاه شخصيا في إطار اختصاصه أثناء ممارسة
وظيفته وقد اعتبرها املجلس األعلى بهذا الخصوص وثيقة رسمية (ف 289من ق.م.ج)
30حامد شريف ( ،)1996نظرية الدفوع أمام القضائي الجنائي ،دار املطبوعات الجنائية ،اإلسكندرية ،الطبعة الثانية ص .102
6
محاض ر يحرره ا ض باط الش رطة القض ائية للتثبت من الجنح واملخالف ات -
يوث ق بمض مونها إلى أن يثبت م ا يخالفه ا وبأي ة وس يلة من وس ائل اإلثب ات (ف 290
ق.م.ج).31
محاض ر ال يمكن إثب ات عكس ها إال عن طري ق الطعن ب الزور كمحاض ر -
مهندسي املياه والغابات وموظفي الجمارك( ...فصل 292ق.م.ج).
محاضر تعتبر إال مجرد بيانات وال تلزم القاض ي وتبقى في شكل معلومات -
كمحاضر الجنايات أو محاضر االستماع واملحاضر الباطلة (فصل 291ق.م.ج).32
وباستقراء ملختلف نصوص املسطرة الجنائية يتضح جليا أن املشرع حدد شروطا
وشكليات يجب على محرر املحضر االلتزام بها حتى يكون املحضر صحيحا 33ومن بين
هذه الشروط:
6
ذك ر هوي ة املص رح ورقم بطاق ة تعريف ه الوطني ة إذا أمكن وال س يما في -
محاضر االستماع.
ويستلزم بالضرورة أن يكون محرر املحضر ضابطا للشرطة 34فهو املؤهل -
لتحرير املحاضر وقد أكد املشرع في املادة 23من ق.م.ج على ضرورة اإلشارة في املحضر
إلى اتسام محرره بصفة ضابط الشرطة القضائية وإال انتفت عنه الصفة التي تخول له
القي ام ب ذلك ،ويتعين إنج از املحض ر أثن اء مزاولت ه مله ام الش رطة القض ائية كم ا ان ه
يقتضي أيضا مراعاة االختصاص النوعي واملكاني لضابط الشرطة القضائية.
واالختصاص النوعي قد يكون عاما كما هو الحال بالنسبة لضابط الشرطة -
القض ائية وملوظ ف ال درك امللكي أو وكي ل املل ك فص الحيتهم عام ة ويمكنهم ض بط ك ل
مخالف ة للق انون وتحري ر محض ر بش أنها ح تى في الن وازل املقص ورة على املوظفين أو
األعوان املكلفين ببعض مهام الضابطة القضائية وذلك في حالة غيبة هؤالء أو إذا تعذر
عليهم القي ام بامله ام املنوط ة بهم (الفص ل 34و 45من ق .الع دل العس كري ال ذي يخ ول
ه ذا األخ ير) وق د يك ون االختص اص الن وعي خاص ا أي محص ورا في نط اق معين ال ينبغي
34محمد البوليسي ( ،)2011عمل الضابطة القضائية باملغرب ،الرباط ،الطبعة األولى ،ص .31
6
تجاوزه كما هو األمر بالنسبة ملوظفي الجمارك والغابات ،وأعوان املكتب الوطني للسكك
الحديدية الذين منحت لهم هذه الصفة بمقتضى نصوص خاصة.
أما االختصاص املكاني لضابط الشرطة القضائية فقد حدده الفصل 22 -
من ق.م.ج في الحال ة العادي ة ب دوائر االختص اص اإلقليمي املح دد لهم حس ب وظ ائفهم،
وإذا ع اق أح دهم ع ائق ف إن من دوب املقاطع ة املج اورة يق وم مقام ه .إال أن ه ذا
االختص اص يمت د اس تثنائيا خ ارج دائ رة عم ل الش رطة القض ائية األص لي في حال ة
االس تعجال أو بطلب من الس لطة العمومي ة (ف 22.م.ج) على أن هن اك نص وص أخ رى
تل زم ض باط الش رطة القض ائية بالت دخل في الح االت االس تعجالية ول و دون أم ر من
الس لطة العمومي ة مث ل املادة 40من املرس وم املك ون للنظ ام األساس ي الخ اص بم وظفي
املديرية العامة لألمن الوطني 23/12/75واملادة 12من قانون الدرك امللكي وعالوة على
االختص اص املك اني املوس ع في حال ة االس تعجال ،فاملش رع م دد اختصاص ات من دوبي
الش رطة الع املون ب دائرة واح دة مقس مة إلى ع دة مقاطع ات إلى مجم وع ال دائرة ال تي
يعملون بها م 22.م.ج.
ويمكن الق ول أيض ا ب أن قاع دة االختص اص ال ترابي الثالثي في املي دان -
الزجري تخول هذا االختصاص لكل من ضابط الشرطة القضائية الذي وقع في دائرة
نف وذه الج رم ،وتل ك ال تي يقيم فيه ا املج رم أو أح د ش ركائه ،وتل ك ال تي تم فيه ا إلق اء
القبض عليه أو على أحد هؤالء ولو كان ذلك من أجل ارتكاب جريمة أخرى .فهذه إذن
كله ا احتياط ات لس د الثغ رات ال تي يمكن أن تالبس االختص اص املك اني ليكتس ي عم ل
ضابط الشرطة القضائية أقصى ما يمكن من الفعالية.35
ولتكون املحاضر صحيحة يتعين احترام شكلها القانوني ألن املحاضر وثائق -
مكتوب ة ل ذلك ال مج ال للح ديث عن املحاض ر الش فوية أو املس جلة بوس يلة مرئي ة أو
- 35د .محمد العياط السنة ( - )2014دراسة في املسطرة الجنائية الطبعة الثانية ص .78
6
ص وتية ب ل أك ثر من ذل ك نج د بعض النص وص الخاص ة تل زم تحري ر املحض ر وكتابت ه
بخ ط الي د (الم 60من ظ 101917 17املتعل ق باملحافظ ة على الغاب ات واس تغاللها).
واألصل أن يتم تحرير املحضر بالغة العربية ألنها لغة املرافعات أمام املحاكم وهي اللغة
الرسمية للبالد ،ويجب تحريرها وفقا ملنطوق املادة 24من ق.م.ج.
وفي حالة تحرير محضر االستماع إلى شخص وضع تحت الحراسة النظرية -
فيجب تضمينه يوم وساعة ضبطه ويوم وساعة إطالق س راحه أو تقديم ه إلى القاضي
املختص .كما تقضي بذلك املادة 67من ق.م.ج.
تحديد اإلجراء القانوني املنجز خالله املحضر ،هل بحث تمهيدي أم إنابة -
قضائية أم تلبس.
في حالة اإلنابة يذكر اسم القاضي املكلف بالتحقيق .36 -
وإذا لم يح ترم املحضر هات ه الش روط أو بعضها فإن ه بفقد قوته الثبوتية -
ويص بح مج رد معلوم ات غ ير مل زم للقاض ي .وق د أك د ذأل ك ق رار ملحكم ة االس تئناف
بالرب اط بقول ه« :إدا افتق رت املحاض ر للش كليات األساس ية ف إن مب دأ االس تئناف بنه ار
وتنعدم صالحياته وتصبح غير قابلة لالطمئنان إليها واستخالص قناعة على ضوؤها .وإن
القضاء بوصفه ضامنا للحقوق و الحريات يثير و لو من تلقاء نفسه عدم صحة سالمة
37
اإلجراءات سيما عند الحرمان من الحرية ".
- 36محمد ناصر ( )2005مقال بعنوان االنابة في التشريع املغربي ،مجلة املناهج عدد 7/8الطبعة الثامنة ص.64 :
- 37قرار جنائي بتاريخ 15/1/92ملف عدد 542/89-551محكمة االستئناف منشور بمجلة اإلشعاع عدد 7السنة الرابعة يونيو 92
ص .125
6
كما اش ترط املشرع ملحررها االلتزام بالوصف املوض وعي وفوري ة االنجاز -
حيث يجب أن يك ون املحض ر دقيق ا وواض حا كم ا يتعين على ض ابط الش رطة القض ائية
أنكتب املحضر بأقصى ما يمكن من السرعة في حالة التلبس تنفيذا للمواد من 57إلى67
من م.ج .وأن يوقع على كل ورقة من أوراق (م 69م.ج)
كما سبق و إن قلنا فضابط الشرطة القضائية ملزم باحترام القواعد املنصوص
عليها في قواعد املسطرة الجنائية املتعلقة بالبحث و جمع األدلة و الحجج .فالحجة يجب
أن تحضر بكيفية مشروع فال يمكن استعمال و سائل غير مشروع للحصول على حجة
ضد شخص معين كاستعمال اإلكراه و العنف النتزاع اعترافه و قد خطى املشرع خطوة
هام ة في ه ذا الص دد حينم ا نص في املادة 293من ق.م.ج .على ض رورة تقي د القاض ي في
حكم اإلدانة بمشروعية ال دليل .و اعتم اده على األدلة املطروحة أمام ه شرط أن يكون
لها أصل في أوراق الدعوى (م287ق.م.ج ).كما يحسب له تنصيص ه في املادة 73م.ج.على
إمكانية طلب دفاع املشتبه به إجراء فحص طبي على هذا األخير لكشف أثار العنف و
التعذيب .
6
وقد ذهب املجلس األعلى في قرار له مذهب محكمة املوضوع حين قررت استبعاد
املحضر بعدما ثبت لها أن االعتراف جاء و ليد اإلكراه و التعذيب معتبرا بأن ذلك يدخل
ضمن السلطة التقديرية لقاضي املوضوع.38
إال أنه ورغم املقتضيات التي تعاقب وتحرم كل أشكال التعذيب فإنه ال زال يمارس
بشكل واضح بل أكثر من ذألك نجد ضباط الشرطة القضائية يتفننون في إيجاد أساليب
للضغط واإلكراه أو التعذيب دون ترك عالمات (التعذيب النظيف )la torture propre
واملالح ظ أيض ا أن القض اة غالب ا م ا يص رفون النظ ر عن تمس ك املتهمين ب أنهم ك انوا
عرضة للتعذيب.
ولم ي رتب الفصل 69م.ج أي ج زاء على ع دم توقي ع أوراق املحض ر .وبالت الي فق د
ذهب األستاذان محمد الشتوي وميلود غالب إلى القول بأنه متى توافرت جميع الشروط
الش كلية األخ رى املتطلب ة إنج از املحض ر .ووقعت بعض ص فحاته دون الب اقي وك انت
منسجمة فيما بينها وال تعارض فيها فإنه ال ضرورة إلبطال املحضر.
نصت املادة 69م.ج على ضرورة توقيع كل ورقة من أوراق املحضر ،إال أنه لم يتم
التنص يص على ذل ك في الحال ة العادي ة لكن ب الرجوع إلى املادة 23م.ج ال تي تنص على
وج وب توجي ه أص ل املحاض ر إلى النياب ة العام ة مرفق ة بنس ختين مش هود بمطابقتهم ا
لألصل....
ومعلوم أن اإلشهاد على املطابقة لألصل ال يتحقق إال بالتوقيع على الوثيقتين معا
األصلية والنسخة املأخوذة عنها وهذا ينطبق أيضا على املحاضر املنجزة من طرف باقي
األعوان واملوظفون في حدود اختصاصاتهم.
- 38قرار عدد 1504الصادر بتاريخ 10/10/74في امللف الجنحي عدد 40601منشور بمجلة قانون واألعمال الدولية العدد العاشر
السنة 2005ص .25
6
لم يرج ع املش رع التوقي ع ش رطا ش كليا لص حته وق د ج اء في ق رار للمجلس األعلى
أن:
"ع دم إمض اء املش بوه في ه على محض ر اس تجوابه ال يعت بر من الش روط الش كلية
التي يؤثر على قانونية املحضر وعلى قوته الثبوتية".39
لم ي رتب املش رع البطالن على ع دم إمض اء املحض ر من ط رف املش بوه في ه وإنم ا
ال ذي يوق ع علي ه ه و ض ابط الش رطة القض ائية ال ذي يع د آن ذاك ش اهدا على ص دور
تصريحات شفوية عن الضنين باعتبارها من الوقائع التي حدثت أمامه وهو يزاول مهام
وظيفته.
وبالتالي ال يقبل نفي صدور التصريحات عن الضنين إال عن طريق إثبات الزور.40
وقد جاء في نفس القرار أعاله" :إن الفصل 292من ق.م.ج املستدل به ال يشترط لصحة
املحضر من الناحية الشكلية واملعتمد في اإلثبات أن يكون ممضى عليه من طرف املتهم،
وإنما كل ما يتطلبه في هذا الصدد هو أن يضمن فيه محرره وهو يزاول مهام وظيفته
وما عاينه شخصيا في شأن األمور الراجعة إلى اختصاصه".
ونفس الشيء يقال بالنسبة للمحاضر املحررة من طرف موظفي املياه والغابات إال
أن ه ذا االتج اه يش كل خرق ا خط يرا لض مانة قانوني ة تحمي األض ناء تتمث ل في ض رورة
اح ترام ش كليات املحض ر (املادة 292م.ج) له ذا ذهب بعض الفقه اء إلى الق ول باعتب ار
التصريح غير املوقع عليه كأنه لم يصدر عن الشخص املنسوب إليه هذا التصريح لهذا
ذهبت املادة 289م.ج إلى تقليص الحجة اإلثباتية للمحاضر.41
إال أن الفص ل 243من مدون ة الجم ارك تقض ي بخالف ذل ك إذ تنص على بطالن
محاضر الجمارك الذي لم يوقع أو رفض التوقيع عليها مرتكبي الجنحة.
- 39القرار رقم 631بتاريخ 24/12/73في امللف الجنحي ،عدد ، 31065منشور بمجلة املنارة العدد 18ص . 63
- 40قرار بتاريخ 73/7/12ملف جنحي ،عدد 46413منشورة بمجلة املغربية لإلدارة املحلية العدد 85ماي .2016
- 41كما ذهب إلى ذلك األستاذ الخمبيشي في كتابه "شرح قانون املسطرة الجنائية" الجزء األول ص .280
6
كما أن محاضر االستماع التي تتضمن اعترافا بجريمة الفساد أو الخيانة الزوجية
إذا أمضاه املشبوه فيه اعتبر اعترافا مكتوبا صادرا عن املتهم وأمكن اعتماده وسيلة 493
ق.ج.
أم ا إذا لم يوق ع علي ه فإن ه يتعين اس تبعاده نهائي ا ،ألن ه يش كل تص ريحا أو اعتراف ا
غير قضائي وكالهما غير صالح إلثبات الجريمة السالفين.
وتجدر اإلشارة إلى أن املادة 67م.ج وغيرها تشير إلى التوقيع على املحضر أو وضع
البصمة عليه فهل يعني هذا أن للبصمة نفس الحجية التي للتوقيع؟؟ خاصة إذا علمنا
بأن كثير من املتهمين يصرحون أنه تم إرغامهم على اإلبصام بعدما رفضوا التوقيع على
املحضر.
وفي األخ ير يث ار التس اؤل أيض ا عن حكم امتن اع املش بوه عن توقي ع محض ر
اس تجوابه إذ نج د املادة 67من ق.م.ج تش ير إلى ض رورة تض مين املحض ر إمض اء املع ني
باألمر أو اإلشارة إلى رفضه اإلمضاء فهل هذه اإلشارة إلى رفض اإلمضاء تعتبر بمثابة
التوقيع؟
كما سبقت اإلشارة إلى أن املحاضر تنقسم من ناحية قوتها الثبوتية إلى ثالثة أنواع
ونظرا ألن هذه املحاضر تعد وثائق رسمية صادرة عن غير املتهم يثار الطعن في صحة ما
ورد فيها في شكل دفوع شكلية ببطالن املسطرة إلخالل مسطري في إنجازها كما تقضي
ب ذلك املادة 289م.ج ال تي تتعل ق ق وة اإلثب ات بالنس بة للمحاض ر على ت وافر ش رطين
أساسين:
-أن يكون املحضر صحيحا في الشكل أي صادر عن املوظف املتصف بصفة ضابط
الشرطة القضائية حسب ما تقضي به املادة 23م.ج التي تلزمه أن يشير في املحضر إلى
أن له هذه الصفة.
6
-أن يحترم القواعد املنص وص عليه ا في ق.م.ج إذ يجب االلتزام بمشروعية الحجة
املنصوص عليها في املادة 751م.ج.
6
خاتمة
وتأسيسا على ما سبق ال يعتبر الشخص الذي يجري معه البحث التمهيدي متهما
بارتكاب الجريمة موضوع البحث ولو توفرت قرائن فورية ومتناسقة ضده بل حتى لو
ض بط متلبس ا بالجريم ة واالته ام ال تملك ه إال الس لطة القض ائية (النياب ة العام ة وس لطة
التحقي ق) والش رطة القض ائية يقتص ر دوره ا على البحث عن األدل ة وجمعه ا تس هيال
ألعم ال التحقي ق ال ذي تق دم ب ه من بع د الس لطة القض ائية ل ذلك ف إن الش خص ال ذي
يجري معه البحث التمهيدي يعتبر مجرد مشبوه فيه ول اعترف بارتكاب الجريمة وهذا
م ا يجع ل أعم ال البحث التمهي دي تختل ف عن أعم ال التحقي ق القض ائي في أنه ا تتعل ق
بكشف معالم الجريمة بصرف النظر عن شخص مرتكبيها الذي يعتبر كأي فرد عادي لم
يرتكب الجريمة فال تمس إجراءات البحث بحريته وحقوقه.
وتبقى قض ية املتهم بين ي دي قاض ي التحقي ق املق ررة بين اإلبق اء واإللغ اء ،فم ا هي
هاته املواقف.
6
الئحة المصادر والمراجع
بالعربية:
املؤلفات واملقاالت:
ذ محم د أح داف ( :)2005ش رح ق انون املس طرة الجنائي ة الجدي د .الج زء األول ،مرك ز النس خ
سجلماسة مكناس .
ذ .أحمد الخمليش ( :)1992شرح بابل قانون املسطرة الجنائية للطباعة والنشر الرباط.
ذ عب د الواح د العلمي( )2006ش رح ق انون املس طرة الجنائي ة الج زء األول مطبع GG Gة النج GG Gاح
الجديدة .
الشيخ أبو العباس أحمد بن خالد الناصري بتصرف كتاب االستقصاء ألخبار دول املغرب األقصى
الجزء الثاني.
ذ .الحبيب بيهي( :)2006شرح قانون املسطرة الجنائية الجديد الجزء األول الطبعة الثانية.
ذ .خال د عثم اني( G G:)2010دراس ة مختص رة في ق انون املس طرة الجنائي ة املغربية توزي ع
مكتبة عالم املستقبل.
القرارات:
قرار جنائي بتاريخ 15/1/1992ملف عدد 542/89-551محكمة االستئناف .منشور بمجلة اإلشعاع،
عدد 7السنة الرابعة يوليوز .1992
قGGرار جنGGائي بتGGاريخ 15/1/92ملGGف عGGدد 542/89-551محكمGGة االسGGتئناف منشGGور بمجلGGة اإلشGGعاع عGGدد 7
السنة الرابعة يونيو.
6
-قGG Gرار عGG Gدد 1504الصGG Gادر بتGG Gاريخ 10/10/74في الملGG Gف الجنحي عGG Gدد 40601منشGG Gور بمجلGG Gة قGG Gانون
واألعمال الدولية العدد العاشر السنة .2005
-القرار رقم 631بتاريخ 24/12/73في الملف الجنحي ،عدد ، 31065منشور بمجلة المنارة العدد 18
-قGGرار بتGGاريخ 73/7/12ملGGف جنحي ،عGGدد 46413منشGGورة بمجلGGة المغربيGGة لإلدارة المحليGGة العGGدد 85
ماي .2016
قرار املجلس األعلى عدد 2675/3املؤرخ في 29/12/1998ملف جنحي عدد 649/97منشور بمجلة
قضاء املجلس األعلى الطبعة .2000
ق رار املجلس األعلى ع دد 2675/3املؤرخ في 1998-12-29مل ف جنحي ع دد 649/97منش ور بمجل ة
قضاء املجلس األعلى طبعة 2000العدد . 55
-قرار املجلس األعلى عدد 594/6املؤرخ في 1998-03-18ملف جنحي عدد 19064/3/6/93منشور
بمجلة قضاء املجلس األعلى .
وانظر كذلك قرار املجلس األعلى عدد 4963بتاريخ 29ماي 1984ملف جنائي عدد 9381/84
منشور ب ق.م.أ في املادة الجنائية من 1995-1981عدد . 99
6