You are on page 1of 31

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬

‫المحمدية‬
‫جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء‬

‫بحث شهادة اإلجازة في الدراسات األساسية في القانون الخاص‬

‫تحت عنوان‪:‬‬

‫اإلشكاالت التي يثيرها البحث التمهيدي في ضوء‬


‫قانون المسطرة الجنائية‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالب (ة)‪:‬‬


‫رشيد لمدور‬
‫جاسم لهمى‬

‫(‪)R132422702‬‬

‫السنة الجامعية‪2022-2021 :‬‬

‫‪2‬‬
‫إهداء‬

‫أه دي تخ رجي إلى من ج رع الك أس فارغ ا ليس قيني قط رة حب إلى من‬


‫حص د األش واك عن دربي ليمه د لي طري ق العلم أمي الحبيب ة وأبي‬
‫الحبيب ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫شكر‬

‫قبل أن نتقدم بالشكر ألي كان نبديه ملن هو أولى به‬

‫ذو الجالل واإلكرام ومن تم نتقدم بجزيل شكر ووافر‬

‫تقديرنا وامتناننا إلى‪ :‬فضيلة الدكتور األستاذ واألب املدور‬

‫رشيد طوال مدة إشرافه على هذا العمل‪ ،‬وعلى‬

‫املجهودات والنصائح القيمة التي أفادنا بها وعلى رحابة‬

‫صدره ومعاملته الطيبة شكرا أستاذي الفاضل‪.‬‬

‫كما نتقدم بالشكر الجزيل إلى كل من ساعدنا من‬

‫قريب أو من بعيد في إنجاز هذا العمل فجزاهم هللا خير‬

‫الجزاء وأبقاهم شمعة تنير طريق العلم لكل طالب علم‬

‫فلهم منا جزيل الشكر‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مقدمة‬

‫قانون املسطرة الجنائية املعروف عند الشراح بالقسم الشكلي من القانون الجنائي‬
‫هو "مجموعة من القواعد اإلجرائية والشكلية التي تتبع من وقت وقوع الجريمة إلى وقت‬
‫تنفي ذ العقوب ة على مرتكبه ا إذا ك ان الحكم ق د ص در باإلدان ة"‪ .‬يتض من ه ذا الق انون‬
‫القواع د ال تي ينبغي مراعاته ا خصوص ا من قب ل األجه زة املكلف ة بالعدال ة الجنائي ة‪ ،‬وهي‬
‫س بيل توقي ع رد الفع ل االجتم اعي عن د الخ ارق للنص وص الجنائي ة املوض وعية فيش مل‬
‫ترتيب ا على ذل ك القواع د املتعلق ة ب البحث في الج رائم ومتابع ة مرتكبيه ا والتحقي ق في‬
‫األفعال املنسوبة إليهم ومحاكمتهم وتنظيم طرق الطعن في األحكام الصادرة ضدهم‪.‬‬

‫وتمر املسطرة الجنائية باملراحل اآلتية‪:‬‬

‫البحث التمهيدي‪ :‬وتتكلف به الشرطة القضائية تحت إدارة ومراقبة النيابة‬ ‫أ‪-‬‬
‫العامة ومهمتها التثبت من وقع الجريمة وجمع األدلة عنها والبحث عن مرتكبيها (ف ‪18‬‬
‫من ق‪.‬م‪.‬ج)‪.‬‬

‫التحق ق اإلع دادي‪ :‬بع د االنته اء من البحث التمهي دي‪ ،‬ف إن القض ية تح ال‬ ‫ب‪-‬‬
‫على النيابة العامة بصفتها السلطة املختصة باملتابعة‪ ،‬تقوم بعد ذلك إما بحفظ القضية‬
‫(لع دم كفاي ة األدل ة أو لع دم معرف ة الفاع ل مثال) وإم ا أن ترف ع ال دعوى إلى املحكم ة‬
‫املختصة أو إلى قاضي التحقيق إذا كانت الجريمة خاضعة للتحقيق طبقا للفصل ‪ 83‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫املحاكم ة‪ :‬ي بين ق انون املس طرة الجنائي ة أيض ا تش كيل املح اكم الجنائي ة‬ ‫ج‪-‬‬
‫واختصاصاتها واإلجراءات الواجبة اإلتباع أثناء املحاكمة‪ ،‬وطرق الطعن في األحكام‪.‬‬

‫واملرحلة التي سنحاول التطرق إليها هي البحث التمهيدي ومما تتضمنه من محاضر‬
‫للضابطة القضائية ومدى حجيتها‪.‬‬

‫فمن هي الجهة املكلفة بالبحث التمهيدي؟ وأية حجية ملحاضر الضابطة القضائية؟‬

‫ومن خالل هذه التساؤالت يمكن القول أن بحثنا لنيل شهادة اإلجازة هذا سيتناول‬
‫بالتحلي ل واملناقش ة مبح ثين أساس ين‪ ،‬نع الج في األول البحث التمهي دي ومه ام الش رطة‬
‫القضائية‪ ،‬ونتطرق في املبحث الثاني لحجية محاضر الضابطة القضائية‬

‫‪6‬‬
‫التصـــميم‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬البحث التمهيدي ومهام الشرطة القضائية‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية البحث التمهيدي‬
‫الفرع األول‪ :‬ضباط الشرطة القضائية‬
‫الفرع الثاني‪ :‬ضباط الشرطة القضائية المكلفين باألحداث‬
‫الفرع ثالثا‪ :‬أعوان الشرطة القضائية‬
‫الفرع رابعا‪ :‬الموظفون واألعوان الذين ينيط بهم القانون بعض‬
‫مهام الشرطة القضائية‬
‫الفرع خامسا‪ :‬تمييز الشرطة القضائية عن الشرطة اإلدارية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مهام الشرطة القضائية من خالل البحث التمهيدي‬
‫الفرع أوال‪ :‬التنقل والتفتيش والحجز‬
‫الفرع ثانيا‪ :‬الحراسة النظرية‬
‫الفرع ثالثا‪ :‬حاالت التلبس‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حجية محاضر الضابطة القضائية‬
‫المطلب األول‪ :‬شروط وشكليات إنجاز المحضر‬
‫الفرع أوال‪ :‬تعريف المحضر‬
‫الفرع ثانيا‪ :‬أنواع المحاضر‬
‫الفرع ثالثا‪ :‬شروط المحضر‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الدفوع المثارة عند خرق شروط وشكليات المحضر‬

‫‪6‬‬
‫املبحث األول‪ :‬البحث التمهيدي ومهام الشرطة القضائية‬
‫سنتطرق في املطلب األول ملاهية البحث التمهيدي (املطلب األول)‪ ،‬ثم املطلب الثاني‪:‬‬
‫مهام الشرطة القضائية من خالل البحث التمهيدي (املطلب الثاني)‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬ماهية البحث التمهيدي‬


‫يقصد بالبحث التمهيدي مرحلة التثبت من وقع الجريمة وجمع األدلة عنها والبحث‬
‫عن مرتكبيها وهي املرحلة التي تسبق التحقيق واملحاكمة‪.‬‬

‫وقد أسند القانون مهمة البحث التمهيدي إلى الشرطة القضائية حيث نصت املادة‬
‫‪ 18‬من مج على أن ه «يعه د إلى الش رطة القض ائية حس ب الوج وه املتباين ة املق ررة في ه ذا‬
‫الجزء بالتثبت من وقوع الجرائم وجمع األدلة عنه والبحث عن مرتكبيها‪ »...‬وجاء في املادة‬
‫‪« 80‬يقوم بالبحث التمهيدي ضباط الشرطة القضائية‪.»....‬‬

‫ونعرض فيما يلي‪ :‬األشخاص الذين يقومون بمهام الشرطة القضائية‪.‬‬

‫الفرع أوال‪ :‬ضباط الشرطة القضائية‪:‬‬


‫ينعتهم الكتاب وشرح املسطرة ج عموما بضباط الشرطة العاديين تمييزا لهم عن‬
‫الض باط الس امين للش رطة القض ائية‪( 1‬الوكي ل الع ام للمل ك‪ -‬ووكي ل املل ك ونواحهم ا‪-‬‬
‫قاضي التحقيق) ويحمل صفة ضابط الشرطة القضائية حسب املادة ‪ 20‬من ق‪.‬م‪.‬‬

‫املدير الع ام لألمن الوط ني ووالة األمن واملراقب ون الع امون للش رطة‬ ‫‪-‬‬
‫وعمداء الشرطة وضباطها‪.‬‬

‫‪- 1‬محمد عياط (‪ ) 1991‬عياط‪ ،‬دراسة في قانون املسطرة الجنائية‪ ،‬بابل للطباعة و النشر‪ ،‬طبعة أولى‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الرباط‪ ، ،‬ص‪.‬‬
‫‪179‬‬

‫‪6‬‬
‫ضباط الدرك امللكي وذووا الرتب فيه وكذا الدركيون الذين يتولون قيادة‬ ‫‪-‬‬
‫فرقة أو مركز الدرك امللكي طيلة مدة هذه القيادة‪.‬‬

‫الباشوات والقواد‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويمكن تخويل صفة ضابط الشرطة القضائية كذلك‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫ملفتش ي الش رطة الت ابعين لألمن الوط ني ممن قض وا ثالث س نوات به ذه‬ ‫‪-‬‬
‫الصفة بقرار مشترك صادر من وزير العدل ووزير الداخلية‪.2‬‬

‫لل دركين ال ذين قض وا على األق ل ثالث س نوات من الخدم ة بال درك امللكي‬ ‫‪-‬‬
‫وعين وا إس ميا بق رار مش ترك من وزي ر الع دل والس لطة الحكومي ة املكلف ة بال دفاع‬
‫الوطني‪.3‬‬

‫الفرع ثانيا‪ :‬ضباط الشرطة القضائية املكلفين باألحداث‪:‬‬


‫نصت املادة ‪ 19‬من قانون املسطرة الجنائية أن ضباط الشرطة القضائية املكلفين‬
‫باألح داث يكون ون ملمين أك ثر من غ يرهم بش ؤون األح داث وعق د لهم الق انون ب ذلك‬
‫مهم ة البحث في الج رائم ال تي يرتكبه ا ه ذا الص نف من املج رمين ال ذين لم يبلغ وا س ن‬
‫الرشد الجنائي بعد‪ ،‬مؤمال أن يكون أداؤه بذلك أكثر مردودية مما لو أسندت لغيرهم‬
‫من ضباط الشرطة القضائية من غير املتفرغين أساسا لشؤون األحداث‪.‬‬

‫الفرع ثالثا‪ :‬أعوان الشرطة القضائية‪:‬‬


‫حددت املادة ‪ 25‬من ق‪.‬م‪.‬ج هؤالء األعوان في‪:‬‬

‫= موظفو املصالح العاملة للشرطة‪.‬‬

‫‪ 2‬الحبيب بيهي (‪ ،) 2004‬شرح قانون املسطرة الجنائية الجديد (منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية و التنمية )‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬‬
‫مطبعة املعارف الجديدة ‪ ،‬الرباط‪ ،  ‬الجزء األول ‪ ،‬ص‪.128 :‬‬
‫‪ - 3‬أشير إلى أن مصطلح السلطة الحكومية املكلفة بالدفاع الوطني تتحدد حاليا بالوزير املكلف بإدارة الدفاع الوطني ولإلفادة فإنه وإلى‬
‫عهد قريب تجاه الوزير األول هو الذي يتولى توقيع هذه القرارات‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫= الدركيون الذين ليست لهم صفة ضابط الشرطة القضائية‪.‬‬

‫= خلفاء الباشوات وخلفاء القواد‪.‬‬

‫ويقوم أعوان الشرطة القضائية بمهام حددتها املادة ‪ 26‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪ -‬مساعدة ضباط الشرطة القضائية في مباشرة مهامهم‪.‬‬

‫إخبار رؤسائهم املباشرين بجميع الجرائم التي تبلغ إلى علمهم‪.‬‬

‫جم ع ك ل املعلوم ات املؤدي ة إلى العث ور على مرتكبيه ا وفق ا ألوام ر رؤس ائهم‬
‫ونظام الهيئة التي ينتمون إليها‪.‬‬

‫الفـ ــرع راب ع‪ :‬املوظف ون واألع وان املكلف ون ببعض مه ام الش رطة‬
‫القضائية‪.‬‬
‫تنص املادة ‪ 20‬من ق‪.‬م‪.‬ج على م ا يلي‪« :‬يم ارس موظف و وأع وان اإلدارات واملراف ق‬
‫العمومية الذين تسند إليهم بعض مهام الشرطة القضائية بموجب نصوص خاصة‪.‬‬

‫وق د ح ددت املادة ‪ 28‬من املس طرة الجنائي ة بعض ه ؤالء املوظف ون بنص ص ريح‬
‫وهما الوالي والعامل‪.‬‬
‫ويمارس هؤالء مهام ضباط الشرطة القضائية بصفة مؤقتة تقتضي توفر شرطين‬
‫طبقا للمادة السالفة الذكر (م‪.)28‬‬

‫أن تكون الجريمة املرتكبة لها مساس بأمن الدولة إما الداخلي أو الخارجي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أن تكون هناك حالة استعجال‪ 4‬تبرر اتخاذ الوالي أو العامل قراره بإجراء البحث‬
‫بنفسه‪.‬‬

‫‪ 4‬عبد الواحد العلمي (‪ ،)2006‬شرح في القانون الجديد املتعلق باملسطرة الجنائية‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪، ‬الجزء األول ‪،‬ص‪370  :‬‬

‫‪6‬‬
‫أن يتخلى عن القضية وبالتالي عن صفته كضابط الشرطة القضائية لوكيل امللك‬
‫داخل أجل ‪ 24‬ساعة‪.‬‬

‫كما أن هناك موظفون وأعوان آخرون ‪5‬أو كل املشرع لهم بعض صالحيات ضباط‬
‫الشرطة القضائية في إطار البحث التمهيدي ‪6‬وهم مهندسو املياه والغابات‪.‬‬

‫الفرع خامسا‪ :‬تمييز الشرطة القضائية وعن الشرطة اإلدارية‪.‬‬


‫أم ام غي اب تعري ف تش ريعي (ق انوني) لك ل من الش رطتين اإلداري ة والقض ائية‪،‬‬
‫يستعان به في التمييز بينهما نجد أغلب الشراح وهم في سبيل تقريب فكرة بينهما‪ ،‬يتخذ‬
‫من معيار طبيعة العمل الذي تقوم به كل واحدة منهما فيصال لذلك‪.‬‬

‫وهك ذا فالش رطة اإلداري ة مهمته ا األساس ية هي املحافظ ة على الس المة العامة‬
‫بما توفره من الهدوء والطمأنينة وتعزيز املحافظة على الصحة للجميع‪ ،‬ولذلك فهي‬
‫في محاولتها تحقيق ما س بق ق د تتالقى في اله دف على ما تتوخاه الشرطة القض ائية‬
‫حينما يكونان معا يحاربان الظاهرة اإلجرامية ومع ذلك فإن مهمة الشرطة اإلدارية‬
‫في محاربة الظاهرة اإلجرامية‪ ،‬تكون وقائية‪ -‬قبل حدوث الجريمة وبصرف النظر‬
‫عن حص ولها وذل ك ملن ع وقوعه ا إبت داءا‪ ،‬أو على األق ل العم ل على التقلي ل منه ا م ا‬
‫أمكن ذلك‪ ،‬وليس بعد وقوعها‪.‬‬

‫أما الشرطة القضائية‪ 7‬فيكون تدخلها بعد وقوع الجريمة وخرق القانون الجنائي‬
‫(أي بع د فش ل الوظيف ة الوقائي ة ال تي تأتيه ا الش رطة اإلداري ة بمن ع الجريم ة) من خالل‬
‫معانيها‪ 8‬لكل املخالفات للقانون الجنائي النافذ وإنجازها ألبحاث تتحرك فيها عن ظروف‬

‫‪ 5‬الحبيب بيهي ‪ ،‬شرح قانون املسطرة الجنائية الجديد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.144 :‬‬
‫‪ 6‬لم يقدم املشرع املغربي تعريفا للبحث التمهيدي‪ ،‬في حين عرفه بعض الفقه الجنائي ومنهم األستاذ أحمد الخمليشي بأنه‪ ”:‬مرحلة‬
‫التثبت من وقوع الجريمة وجمع األدلة عنها والبحث عن مرتكبيها‪ ،‬وهي املرحلة التي تسبق املحاكمة‬
‫‪ 7‬عبد الواحد العلمي (‪ ،)2010‬شرح في القانون الجديد املتعلق باملسطرة الجنائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.373.‬‬
‫‪ 8‬ظهير شريف رقم ‪ 1.02.255‬صادر في ‪ 25‬من رجب ‪ 3( 1423‬أكتوبر ‪ )2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 22.01‬املتعلق باملسطرة الجنائية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 5078‬بتاريخ ‪ 27‬ذي القعدة ‪ 30( 1423‬يناير‪ ،)2003‬ص‪.315 :‬‬

‫‪6‬‬
‫وق وع الجريم ة والبحث عن مرتكبيه ا وجم ع الحجج واألدل ة –واملحافظ ة عليه ا‪ -‬ال تي‬
‫تسندها لفاعليها وتحرير محاضر بذلك تضعها رهن إشارة النيابة العامة لتكمل مسيرة‬
‫الخصومة الجنائية بغية اقتضاء حق الدولة في الجزاء إن رأت ذلك مالئما‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬مهام الشرطة القضائية من خالل البحث التمهيدي‬

‫الفرع أوال‪ :‬التفتيش والتنقل والحجز‬

‫أل زمت املادة ‪ 79‬من ق‪.‬م‪.‬ج ض ابط الش رطة القض ائية في حال ة البحث التمهي دي‬
‫بع دم ال دخول إلى املن ازل وتفتيش ها وحج ز م ا به ا من أدوات االقتن اع دون املوافق ة‬
‫الص ريحة من الش خص ال ذي س تجري ه ذه العملي ات بمنزل ه ويجب أن تك ون املوافق ة‬
‫مكتوب ة بخ ط ي د املع ني ب األمر‪ ،‬وذل ك لص دور الرض ا عن طواعي ة واختي ار‪ .‬وإذا ك ان‬
‫صاحب املنزل ال يحسن الكتابة فإن ضابط الشرطة القضائية يضمن ذلك في املحضر مع‬
‫اإلش ارة في ه إلى املوافق ة على التف تيش‪ .‬وق د س وى الق انون هن ا أيض ا بين م نزل املش تبه‬
‫فيه وبين منزل الغير األجنبي عن الجريمة‪ ،‬حيث تعتبر املوافقة الكتابية ضرورية‪ ،‬وإال‬
‫تع ذر ال دخول إلى املن ازل وتفتيش ها أو حج ز م ا به ا من أذل ة وفي حال ة ص دور املوافق ة‬
‫الكتابي ة عن مال ك املنزل أو قاطن ه ف إن الض ابط يتعين علي ه آن ذاك أن يل تزم ب احترام‬
‫املقتضيات التي تنص عليها املواد ‪ 63.62.60.59‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.9‬‬

‫التفتيش‪ :‬هو وسيلة من الوسائل التي يلجأ إليها ضابط الشرطة القضائية من أجل‬
‫إثبات الجرائم بواسطة حجز املستندات أو أشياء أخرى‪ ،‬وإذا تعلق األمر بتفتيش‬
‫أم اكن مع دة لالس تعمال املنهي يش غلها ش خص يلزم ه الق انون بكتم ان الس ير املنهي‬
‫فعلى ض ابط الش رطة أال يج ري التف تيش إال بع د إش عار النياب ة العام ة‪ .‬وإذا تعل ق‬

‫‪ - 9‬ذ عبد الواحد العالمي الجزء األول شرح في القانون الجديد املتعلق باملسطرة الجنائية ص‪.351-350 :‬‬

‫‪6‬‬
‫األمر بمكتب املحامي وجب القيام به من طرف قاضي من قضاة النيابة العامة إلى‬
‫جانب نقيب هيئة املحامين أو من ينوب عنه‪ .‬وإذا تعلق األمر بتفتيش نساء (الفصل‬
‫‪ 60‬من ق‪.‬م‪.‬ج) فإن على ضابط الشرطة القضائية أن يستعين بامرأة وإذا الضابط‬
‫امرأة فتشتها‪.‬‬

‫التنقل‪ :‬حيث ينبغي إش عار النياب ة العام ة بالجريم ة واالنتق ال إلى مك ان وقوعه ا‬ ‫‪-1‬‬
‫حيث يجب على ضابط الشرطة القضائية أن يحافظ على األدلة القابلة لالندثار على كل‬
‫دلي ل يمكن أن يس اعد على إظه ار الحقيق ة‪ ،‬وعلى ض ابط الش رطة القض ائية أن يق وم‬
‫بتدوين ما عاينه من معالم الجريمة وأدلتها في املحضر تسهيال ملهمة القضاء في الوصول‬
‫إلى الحقيقة‪.‬‬

‫الحجز‪ :‬وحج ز األش ياء داخ ل في إط ار التف تيش وعلى ض ابط الش رطة القض ائية‬ ‫‪-2‬‬
‫إحصاء املحجوزات والختم عليها إلى أن يتأتى تمكن القضاء من بسط مراقبته عليه عند‬
‫االقتضاء‪.‬‬

‫كم ا يمكن إجب ار أي ش خص على االمتث ال والحض ور انطالق ا من إذن النياب ة‬ ‫‪-3‬‬
‫العامة‪.‬‬
‫وعلى ضابط الشرطة القضائية احترام أوقات التفتيش التي نظمها املشرع املغربي‬ ‫‪-4‬‬
‫وجع ل له ا أوق ات معين ة واس تثناءات كقض ايا املخ درات والجريم ة اإلرهابي ة واألم اكن‬
‫الليلية‪.‬‬

‫الفرع ثانيا‪ :‬الحراسة النظرية‬


‫إجراء خطير من اإلجراءات املاسة بالحرية‬ ‫‪10‬‬
‫الوضع تحت الحراسة النظرية‬
‫الفردي ة تلج أ إلي ه الض ابطة القض ائية ع ادة في مرحل ة البحث التمهي دي (بنوعي ه) تحت‬
‫‪ - 10‬لم يقم املشرع املغربي بوضع تعريف دقيق للحراسة النظرية‪ ،‬غير أن الفقه لم يحدو حدوه حيث قام بوضع تعاريف للحراسة‬
‫النظرية وذلك باعتبارها إجراء تمهيدي تقوم به رابطة الشرطة القضائية‪ ،‬وذلك بمنعها أي شخص مفيد في التحريات من االبتعاد‬
‫عن مكان وقوع الجريمة إلى أن تنتهي تحرياته (املادة ‪ 65/1‬من ق‪.‬م‪.‬ج)‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مراقبة جهاز النيابة العامة‪ ،‬الغرض منه إبقاء املشتبه فيه رهن إشارة ضابط الشرطة‬
‫القض ائية لض رورات يقتض يها البحث التمهي دي ونظ را لخطورت ه فق د نظم ه املش رع‬
‫املغربي (بدقة) موضحا شروطه (‪ )1‬وبعض الضمانات املخولة للموضوع تحت الحراسة(‬
‫‪.)2‬‬

‫شروط الوضع تحت الحراسة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫ينبغي أن يك ون البحث متعل ق بجناي ة أو جنح ة مع اقب عليه ا‬ ‫أ‪.‬‬
‫بعقوبة سالبة للحرية‪ ،‬ومعنى ذلك أن الوضع تحت الحراسة غير جائز في املخالفات‪.‬‬

‫يش ترط الفص لين (‪ )80-66‬أن يتم اللج وء إلى الوض ع تحت‬ ‫ب‪.‬‬
‫الحراسة قد اقتضته ضرورة البحث‪ ،‬وتقدير هذه الضرورة حسبما يستفاد من صياغة‬
‫الفصلين متروك لتقدير ضابط الشرطة القضائية‪.‬‬

‫يجب اح ترام املدد ال تي ح ددها الق انون للوض ع تحت الحراس ة‬ ‫ت‪.‬‬
‫النظري ة‪ ،11‬املالح ظ أن املش رع املغ ربي م يز بين الج رائم العادي ة وج رائم أمن الدول ة‬
‫(الداخلي والخارجي) والجرائم اإلرهابية كما يلي‪:‬‬
‫فبالنس بة للج رائم العادي ة فاملدة هي ‪ 48‬س اعة تحتس ب ابت داء‬ ‫ث‪.‬‬
‫من ساعة التوقيف‪ ،‬تكون هذه املدة قابلة للتمديد مرة واحدة وبإذن كتابي من النيابة‬
‫العامة ملدة ‪ 24‬ساعة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لجرائم أمن الدولة الداخلي والخارجي فاملدة هي ‪96‬‬ ‫ج‪.‬‬
‫ساعة قابلة للتمديد مرة واحدة بناء على إذن النيابة العامة ولنفس املدة‪.‬‬

‫وإذا تعلق األمر بجريمة إرهابية (ظهير ‪ 03-03‬املتعلق بمكافحة‬ ‫ح‪.‬‬


‫اإلرهاب) ‪12‬فإن مدة الوضع تحت الحراسة هي ‪ 96‬ساعة قابلة للتمديد مرتين ولنفس‬
‫املدة‪ ،‬بإذن من النيابة العامة‪.‬‬
‫‪ 11‬عبد الواحد العلمي (‪ ،)2010‬شرح في القانون الجديد املتعلق باملسطرة الجنائية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬م س ص‪425:‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -2‬ضمانات املوضوع تحت الحراسة النظرية‪:‬‬
‫ومن أهم الضمانات‪:‬‬

‫أ‪ .‬اح ترام بعض الش كليات املتطلب ة في س جالت ومحاض ر الش رطة القض ائية‬
‫‪13‬املتعلقة بالوضع تحت الحراسة لتمكين النيابة العامة من بسط مراقبتها كتحديد هوية‬
‫املشتبه فيه‪ ،‬وساعة بداية الحراسة النظرية وساعة انتهائها‪ ،‬ومدة االستنطاق وأوقات‬
‫الراحة والحالة البدنية والصحية للمشتبه فيه والتغذية املقدمة له (الفصل ‪.)67‬‬

‫بضرورة أشعار عائلة املوضوع تحت الحراسة بمجرد اتخاذ هذا اإلجراء في حقه‬
‫ويتم ذلك بأية وسيلة من الوسائل‪.‬‬

‫ج‪ .‬حق الشخص املوضوع ‪14‬تحت الحراسة في حالة تمديدها أن يطلب من ضابط‬
‫الش رطة القض ائية االتص ال بمح ام‪ ،‬وح ق ه ذا األخ ير االتص ال بموكل ه ويتم االتص ال‬
‫بشروط‪ 15‬منها ترخيص النيابة العامة وملدة ال تتجاوز ثالثين دقيقة وتحت مراقبة ضابط‬
‫الشرطة القضائية‪.‬‬

‫ويمكن للنياب ة العام ة ت أخير اتص ال املح امي باملش تبه في ه ملدة ال تتع دى ثماني ة‬
‫وأربعين ساعة بناء على طلب ضابط الشرطة القضائية إذا تعلق األمر بجرائم محددة في‬
‫املادة ‪ 108‬ك الجرائم املاس ة ب أمن الدول ة والج رائم اإلرهابي ة وج رائم العص ابات‬
‫اإلجرامية‪ ،‬وجرائم القتل والتسمم واالختطاف‪....‬‬

‫الفرع ثالثا‪ :‬حاالت التلبس‬


‫‪ 12‬ظهير شريف رقم ‪ 1.030140‬صادر في ‪ 26‬من ربيع األول ‪ 28( 1424‬ماي ‪ )2003‬بتنقيد القانون رقم ‪ 03.03‬املتعلقة بمكافحة‬
‫اإلرهاب ‪.‬‬
‫‪ 13‬تنص املادة ‪ 19‬من قانون املسطرة النائية على ما يلي‪ ”:‬تضم الشرطة القضائية باإلضافة إلى الوكيل العام للملك ووكيل امللك‬
‫ً‬
‫ونوابهما وقاضي التحقيق‪ ،‬بوصفهم ضباطا سامين للشرطة القضائية “‪.‬‬
‫‪ 14‬دة‪ .‬مجيدي السعدية ود‪ .‬أحمد قيلش و د‪ .‬محمد زنون‪ ،‬الشرح العملي لقانون املسطرة الجنائية‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة‬
‫‪2015‬م‪ ،‬ص‪.60 :‬‬
‫‪ 15‬تنص املادة ‪ 18‬من قانون املسطرة الجنائية على ما يلي‪ ”:‬يعهد إلى الشرطة القضائية تبعا للبيانات املقررة في هذا القسم بالتثبت من‬
‫وقوع الجرائم وجمع األدلة عنها والبحث عن مرتكبيها‪ .‬تقوم بتنفيذ أوامر وإنابات قضاء التحقيق وأوامر النيابة العامة‪”.‬‬

‫‪6‬‬
‫لم يع رف املش رع املغ ربي التلبس وإنم ا اكتفى بتع داد ح االت ذكره ا على س بيل‬
‫الحص ر تتحق ق فيه ا ح االت التلبس في الجناي ة أو الجنح ة وهي أرب ع ح االت أش ارت إليه ا‬
‫املادة ‪ 56‬من ق‪.‬م‪.‬ج ال تي حلت مح ل الفص ل ‪ 58‬من ق‪.‬م‪.‬ج امللغى ويتعل ق األم ر بالحال ة‬
‫ال تي يض بط فيه ا الفاع ل وه و ي رتكب الجريم ة أو على إث ر ارتكابه ا‪ ،‬وك ذلك الحال ة ال تي‬
‫يكون فيها الفاعل ما يزال مطاردا بصياح الجمهور على إثر ارتكاب الجريمة‪ ،16‬والحالة‬
‫التي يعتبر فيها بعد مرور وقت قصير على ارتكاب الجريمة وهو يحمل أسلحة أو أشياء‬
‫يس تدل منه ا على مش اركته في الجريم ة أو توج د علي ه آث ار أو عالم ات تثبت مش اركته في‬
‫الجريم ة‪ ،‬وأخ يرا ف إن الق انون يعت بر بمثاب ة التلبس بالجريم ة ال تي ت رتكب داخ ل م نزل‬
‫خارج الحاالت املشار إليها ويلتمس مالك املنزل أو ساكنه من السلطات معاينتها‪ .‬وبديهي‬
‫أن مسطرة التلبس ال تطبق على املخالفات ألن املادة ‪ 56‬من ق‪.‬م‪.‬ج ‪17‬لم تشر سوى إلى‬
‫التلبس بجناية أو جنحة‪.18‬‬

‫وتحقق حالة التلبس بجناية أو جنحة كما يلي‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬إنجاز الفعل اإلجرامي أو على إثر إنجازه‪.‬‬

‫يطلق الفقه على هذه الحالة بالتلبس الحقيقي واملقصود بحالة إنجاز الفعل أو على‬
‫إث ر إنج ازه الب دء في تنفي ذ الفع ل أو االنته اء من تنفي ذه بم دة قص يرة ومن األمثل ة على‬
‫ذل ك‪ :‬مش اهدة الج اني وه و يطل ق الرص اص على الض حية في القت ل‪ ،‬أو تس لم املوظ ف‬
‫العمومي ألوراق مالية في الرشوة‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬إذا كان الفعال ما زال بصياح الجمهور‪.‬‬

‫‪ 16‬حيث أقر املشرع املغربي حماية للشهود في قانون املسطرة الجنائية‪ ،‬وذلك في املواد من ‪ 6-82‬إلى ‪ 8-82‬من قانون املسطرة‬
‫الجنائية‪.‬‬
‫‪ 17‬املادة ‪ 56‬من ظهير شريف رقم ‪ 01.02.255‬صادر في ‪ 25‬من رجب ‪ 3( 1423‬أكتوبر ‪ )2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 22.01‬املتعلق‬
‫باملسطرة الجنائية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5078‬بتاريخ ‪ 27‬ذي القعدة ‪ 30( 1423‬يناير ‪ )2003‬ص‪.315:‬‬
‫‪ 18‬عبد الواحد العلمي (‪ ، )2010‬شرح في القانون الجديد املتعلق باملسطرة الجنائية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مطبعة النجاح الجديد‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية م س ‪،‬ص‪424:‬‬

‫‪6‬‬
‫وهي حالة من حاالت التلبس املفترض الذي يقبل الشك فالشخص املطارد بصياح‬
‫الجمهور قد يكون فعال مرتكبا للجريمة وقد ال يكون كذلك‪ ،‬ويطرح هنا أيضا مشكل‬
‫تحديد مدة الفترة الزمنية التي تعقب ارتكاب الجرم‪ ،‬ويقضي املنطق في هذه الحالة بأن‬
‫ال تتعدى الفترة املذكورة بضع دقائق‪.‬‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬مشاهدة أدلة الجريمة أو آثارها‪.‬‬


‫وهي ك ذلك حال ة من ح االت التلبس املف ترض‪ ،‬وذل ك ب أن يش اهد املش تبه في ه بع د‬
‫مرور وقت قصير على ارتكابه للجريمة‪ 19‬وهو يحمل أسلحة أو أشياء‪ 20‬يستدل منها على‬
‫مشاركته في الفعل اإلجرامي‪ ،‬كأن يحمل األشياء املسروقة أو مواد مخدرة أو تبدو عليه‬
‫عالمات أو آثار الجريمة (آثار دماء املجني عليه‪ -‬جروح أو مالبس ممزقة)‪.‬‬

‫الحالة الرابعة‪ :‬حالة التماس مالك املنزل أو ساكنه من ضابط الشرطة القضائية‬
‫معاينة جريمة وقعت بداخله‪ .‬وهي حالة التلبس الحكمي بحيث ما يشترط فيها ما يطلبه‬
‫الق انون ‪21‬من ش ‪GG‬روط في الح ‪GG‬االت الس ‪GG‬ابقة (التلبس الحقيقي واالفتراض ‪GG‬ي) ب ‪GG‬ل يكفي أن‬
‫ت‪GG‬رتكب الجريم‪GG‬ة في م‪G‬نزل يلتمس ص‪G‬احبه من النياب‪G‬ة العام‪G‬ة أو الش‪GG‬رطة القض‪G‬ائية معاينته‪G‬ا‬
‫لتقوم حالة التلبس‪.22‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬حجية محاضر الضابطة القضائية‬


‫س نتطرق في ه ذا املبحث لش روط وش كليات إنج از املحض ر (املطلب األول)‪ ،‬ثم‬
‫الدفوع املثارة عند خرق شروط وشكليات املحضر (املطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪ 19‬عبد العالي املومين (يناير ‪ ، )2007‬الشرطة القضائية بين حرية البحث وإشراف النيابة العامة أية حماية؟‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬
‫القصر‪ ،‬العدد ‪ ، ،16‬ص‪.128‬‬
‫‪ 20‬مجلة قضاء املجلس األعلى ‪( ،‬السنة ‪ 22‬يناير ‪ ، ) 2000‬العدد ‪ 55‬ص ‪ 368 :‬و‪.369‬‬
‫‪ 21‬يبوري عبد اإلاله ‪ ، 2013-2012‬الحماية اإلجرائية للحدث الجانح في التشريع املغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر قي القانون‬
‫الخاص‪ ،‬وحدة العدالة الجنائية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا–فاس‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ - 22‬ذ‪ .‬خالد عثماني دراسة مختصرة في قانون املسطرة الجنائية املغربي (‪ ، )2006‬توزيع مكتبة عالم املستقبل‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬ص‬
‫‪.41‬‬

‫‪6‬‬
‫املطلب األول‪ :‬شروط وشكليات إنجاز املحضر‬
‫ال أح د ينك ر االهتم ام الواس ع والكب ير ال ذي حظيت وتحظى ب ه محاض ر الض ابطة‬
‫القض ائية من جمي ع الفعالي ات ال تي تعم ل س واء في الحق ل الق انوني أو القض ائي‪ ،‬وذل ك‬
‫ملساس هذه املحاضر بحقوق األفراد وحرياتهم‪.‬‬

‫الفرع أوال‪ :‬تعريف املحضر‬


‫لع ل من املس تجدات ال تي ج اء به ا ق انون املس طرة الجنائي ة تعري ف املحض ر‬
‫وبدقيقات أخرى مهمة‪ .‬حيث نجد املادة ‪ 24‬من ق‪.‬م‪.‬ج تعرفه وبشكل مطول حيث تنص‬
‫على أن‪" :‬املحض ر ه و الوثيق ة املكتوب ة ال تي يحرره ا ض ابط الش رطة القض ائية أثن اء‬
‫ممارسة مهامه ويضمنها ما عاينه وما تلقاه من تصريحات أو ما قام به من عمليات ترجع‬
‫الختصاص ه‪ "....‬وق د عرف ه س ابقا الفص ل ‪ 70‬من ق‪ .‬ال درك امللكي بأن ه‪" :‬الوثيق ة ال تي‬
‫يضمن فيها جنود الدرك ما عاينوه من مخالفات وما قاموا به من عمليات أو تلقوه من‬
‫معلوم ات"‪ .‬وعلي ه فاملحض ر ‪ Le Procès-Verbal‬ه و تل ك الوثيق ة الرس مية املكتوب ة ال تي‬
‫يحررها ضابط الشرطة القضائية‪ .‬إلثبات التحريات من أجل أن يكون التجريم‪ 23‬واضح‬
‫في حق الفاعل لتفادي اإليذاء بمختلف صوره ‪24‬التي قام بها خالل البحث التمهيدي‬
‫بمعناه الواسع أو في حالة التلبس أو تنفيذا إلنابة قضائية‪ .25‬فهو إذن اإلطار القانوني‬
‫الذي يعكس كل العمليات التي يباشرها ضابط الشرطة القضائية‪.‬‬

‫وبذلك فالوثائق التي يحررها أعوان الشرطة ال تسمى محاضرا وإنما تقارير‪ ،‬وإن‬
‫ك انت بعض النص وص الخاص ة تس مى الوث ائق ال تي يحرره ا ض باط الش رطة القض ائية‬
‫تقريرا وليس محضرا كاملادة ‪ 65‬من ظهير ‪ 10‬أكتوبر ‪ 1917‬املتعلق بقانون الغابات‪.‬‬

‫‪ 23‬رمسيس بهنام (‪ )1976‬الجريمة واملجرم والجزاء‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬مصر العربية‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ 24‬طارق أحمد حاجي (‪ ،)1977‬فاس‪ ،‬مبادئ القانون الجنائي املغربي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪25‬‬

‫‪6‬‬
‫وعلى العموم فإن التقرير وسيلة داخلية لإلخبار في حين أن املحضر وسيلة إثبات‬
‫رسمية وقد أوجب املشرع في املحضر‪ 26‬احترام شروط‪ 27‬متعددة لكي يأتي سليما وخصه‬
‫بالحجية بحسب الحاالت وهذا غير وارد بالنسبة للتقرير‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫الفرع ثانيا‪ :‬أنواع املحاضر‬
‫هناك محاضر‪ 29‬املعاينات ومحاضر التصريحات‬

‫والعمليات التي يقوم بها ضابط الشرطة القضائية تحرر في محاضر إما على شكل‬
‫معاينات أو تصريحات ومن أمثلة ذلك‪:‬‬

‫تلقي الشكاية والوشاية‬ ‫‪-‬‬

‫االستماع إلى الشاهد (الشاهد العادي‪ -‬الشاهد في إطار اإلنابة القضائية‬ ‫‪-‬‬

‫استجواب املشتبه فيه‬ ‫‪-‬‬

‫التفتيش‬ ‫‪-‬‬

‫اإليقاف‬ ‫‪-‬‬

‫املواجهة‬ ‫‪-‬‬
‫إشعار العائلة‬ ‫‪-‬‬

‫التسليم أو إرجاع املحجوزات‬ ‫‪-‬‬

‫إعادة تمثيل الجريمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويمكن تقسيم املحاضر إلى تصنيفات ثالثة‪:‬‬


‫‪ 26‬محمد صالح السرغيني (‪ ،)1991‬قضاء النيابة العامة بمنشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية‪ ،‬الرباط ص ‪.52‬‬
‫‪ 27‬حسن يحيى (‪ ،)2011‬اإلشكاليات العملية املثارة في ضوء تطبيق قانون املسطرة الجنائية الجديد‪ ،‬مقال منشور في سلسلة ندوات‬
‫محكمة االستئناف بالرباط‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬سنة‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ 28‬حسن هداية (‪ ،)2000‬محاضر الضابطة القضائية‪ ،‬مكتبة السالم‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ص ‪22‬‬
‫‪ 29‬بديعة الداودي (‪ ،)2010، 2009‬القوة الثبوتية ملحاضر الشرطة القضائية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة املاستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق مراكش‪ ،‬ص ‪.66‬‬

‫‪6‬‬
‫من حيث صفة محرريها‬ ‫‪-‬‬

‫أو نوع الجرائم التي تتضمنها‬ ‫‪-‬‬

‫أو من حيث قوتها الثبوتية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫من خالل صفة محرريها تنقسم إلى‪:‬‬

‫‪ -‬محاض ر ينجزه ا ض باط الش رطة القض ائية في الحال ة العادي ة املرتبط ة‬
‫ب البحث التمهي دي املنص وص عليه ا في الفص ل ‪ 23‬من م‪.‬ج‪ .‬وفي حال ة التلبس وف ق‬
‫الشكليات املنصوص عليها في الفصول ‪ 59‬إلى ‪.79‬‬

‫‪ -‬محاض ر يحرره ا أع وان الش رطة القض ائية أو املوظف ون واألع وان‬
‫املنص وص عليهم في ق وانين خاص ة‪ .‬مث ال‪ :‬مخالف ات لق انون الص يد والقنص‬
‫مخالفات لقانون السير والجوالن مخالفات متعلقة بالغش في البضائع‪.‬‬

‫من حيث الجرائم التي تتضمنها نجد‬

‫محاضر جنايات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫محاضر الجنح‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫محاضر املخالفات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫من حيث قوتها الثبوتية تنقسم إلى‪:‬‬

‫محاضر ال يعتد بها إال إذا كانت صحيحة من حيث الشكل‪ 30‬وضمنت فيها‬ ‫‪-‬‬
‫معاينة ضابط الشرطة القضائية أو ما تلقاه شخصيا في إطار اختصاصه أثناء ممارسة‬
‫وظيفته وقد اعتبرها املجلس األعلى بهذا الخصوص وثيقة رسمية (ف ‪ 289‬من ق‪.‬م‪.‬ج)‬

‫‪ 30‬حامد شريف (‪ ،)1996‬نظرية الدفوع أمام القضائي الجنائي‪ ،‬دار املطبوعات الجنائية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة الثانية ص ‪.102‬‬

‫‪6‬‬
‫محاض ر يحرره ا ض باط الش رطة القض ائية للتثبت من الجنح واملخالف ات‬ ‫‪-‬‬
‫يوث ق بمض مونها إلى أن يثبت م ا يخالفه ا وبأي ة وس يلة من وس ائل اإلثب ات (ف ‪290‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج)‪.31‬‬

‫محاض ر ال يمكن إثب ات عكس ها إال عن طري ق الطعن ب الزور كمحاض ر‬ ‫‪-‬‬
‫مهندسي املياه والغابات وموظفي الجمارك‪( ...‬فصل ‪ 292‬ق‪.‬م‪.‬ج)‪.‬‬

‫محاضر تعتبر إال مجرد بيانات وال تلزم القاض ي وتبقى في شكل معلومات‬ ‫‪-‬‬
‫كمحاضر الجنايات أو محاضر االستماع واملحاضر الباطلة (فصل ‪ 291‬ق‪.‬م‪.‬ج)‪.32‬‬

‫وباستقراء ملختلف نصوص املسطرة الجنائية يتضح جليا أن املشرع حدد شروطا‬
‫وشكليات يجب على محرر املحضر االلتزام بها حتى يكون املحضر صحيحا ‪33‬ومن بين‬
‫هذه الشروط‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬شروط املحضر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط الجوهرية‪:‬‬

‫أن يكون مكتوبا بأية وسيلة شريطة أن تكون مقروءة‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫أن يحرره ض‪.‬ش‪.‬ق مختص قانونيا ومكانيا ونوعيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ذكر اسم ض‪.‬ش‪.‬ق ورتبته وصفته ومقر عمله‬ ‫‪-‬‬

‫توقيع ض‪.‬ش‪.‬ق على املحضر في جميع صفحاته‬ ‫‪-‬‬

‫ذكر تاريخ وساعة تحرير املحضر‬ ‫‪-‬‬


‫‪ - 31‬قرار املجلس األعلى عدد ‪ 2675/3‬املؤرخ في ‪ 1998-12-29‬ملف جنحي عدد ‪ 649/97‬منشور بمجلة قضاء املجلس األعلى طبعة‬
‫‪ 2000‬العدد ‪ 55‬ص ‪ 342‬انظر امللحق‪.‬‬
‫‪ - 32‬قرار املجلس األعلى عدد ‪ 594/6‬املؤرخ في ‪ 1998-03-18‬ملف جنحي عدد ‪ 19064/3/6/93‬منشور بمجلة قضاء املجلس األعلى‬
‫مرجع سابق ص ‪.377‬‬
‫وانظر كذلك قرار املجلس األعلى عدد ‪ 4963‬بتاريخ ‪ 29‬ماي ‪ 1984‬ملف جنائي عدد ‪ 9381/84‬منشور ب ق‪.‬م‪.‬أ في املادة الجنائية من‬
‫‪ 1995-1981‬عدد ‪ ،99‬ص ‪.5‬‬
‫‪ 33‬ميلود غالب ومحمد الشتوي (‪ )2010‬بالدفوع الشكلية واملسائل األولية أمام القضاء الجنائي‪ ،‬املطبعة الورقية ‪،‬مراكش ص‪.77‬‬

‫‪6‬‬
‫ذك ر هوي ة املص رح ورقم بطاق ة تعريف ه الوطني ة إذا أمكن وال س يما في‬ ‫‪-‬‬
‫محاضر االستماع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكلية‬


‫تحديد نوع القضية أو التكييف القانوني لها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تحديد نوع املحضر‬ ‫‪-‬‬

‫توقيع املصرح واملساعد‬ ‫‪-‬‬

‫تحديد األسئلة املطروحة من طرف ضابط الشرطة القضائية أو كتابتها‬ ‫‪-‬‬

‫تحديد اإلطار القانوني للبحث‬ ‫‪-‬‬

‫استعمال املحاضر املطبوعة من طرف اإلدارة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويستلزم بالضرورة أن يكون محرر املحضر ضابطا للشرطة‪ 34‬فهو املؤهل‬ ‫‪-‬‬
‫لتحرير املحاضر وقد أكد املشرع في املادة ‪ 23‬من ق‪.‬م‪.‬ج على ضرورة اإلشارة في املحضر‬
‫إلى اتسام محرره بصفة ضابط الشرطة القضائية وإال انتفت عنه الصفة التي تخول له‬
‫القي ام ب ذلك‪ ،‬ويتعين إنج از املحض ر أثن اء مزاولت ه مله ام الش رطة القض ائية كم ا ان ه‬
‫يقتضي أيضا مراعاة االختصاص النوعي واملكاني لضابط الشرطة القضائية‪.‬‬

‫واالختصاص النوعي قد يكون عاما كما هو الحال بالنسبة لضابط الشرطة‬ ‫‪-‬‬
‫القض ائية وملوظ ف ال درك امللكي أو وكي ل املل ك فص الحيتهم عام ة ويمكنهم ض بط ك ل‬
‫مخالف ة للق انون وتحري ر محض ر بش أنها ح تى في الن وازل املقص ورة على املوظفين أو‬
‫األعوان املكلفين ببعض مهام الضابطة القضائية وذلك في حالة غيبة هؤالء أو إذا تعذر‬
‫عليهم القي ام بامله ام املنوط ة بهم (الفص ل ‪ 34‬و‪ 45‬من ق‪ .‬الع دل العس كري ال ذي يخ ول‬
‫ه ذا األخ ير) وق د يك ون االختص اص الن وعي خاص ا أي محص ورا في نط اق معين ال ينبغي‬

‫‪ 34‬محمد البوليسي (‪ ،)2011‬عمل الضابطة القضائية باملغرب ‪،‬الرباط ‪،‬الطبعة األولى ‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪6‬‬
‫تجاوزه كما هو األمر بالنسبة ملوظفي الجمارك والغابات‪ ،‬وأعوان املكتب الوطني للسكك‬
‫الحديدية الذين منحت لهم هذه الصفة بمقتضى نصوص خاصة‪.‬‬

‫أما االختصاص املكاني لضابط الشرطة القضائية فقد حدده الفصل ‪22‬‬ ‫‪-‬‬
‫من ق‪.‬م‪.‬ج في الحال ة العادي ة ب دوائر االختص اص اإلقليمي املح دد لهم حس ب وظ ائفهم‪،‬‬
‫وإذا ع اق أح دهم ع ائق ف إن من دوب املقاطع ة املج اورة يق وم مقام ه‪ .‬إال أن ه ذا‬
‫االختص اص يمت د اس تثنائيا خ ارج دائ رة عم ل الش رطة القض ائية األص لي في حال ة‬
‫االس تعجال أو بطلب من الس لطة العمومي ة (ف‪ 22.‬م‪.‬ج) على أن هن اك نص وص أخ رى‬
‫تل زم ض باط الش رطة القض ائية بالت دخل في الح االت االس تعجالية ول و دون أم ر من‬
‫الس لطة العمومي ة مث ل املادة ‪ 40‬من املرس وم املك ون للنظ ام األساس ي الخ اص بم وظفي‬
‫املديرية العامة لألمن الوطني ‪ 23/12/75‬واملادة ‪ 12‬من قانون الدرك امللكي وعالوة على‬
‫االختص اص املك اني املوس ع في حال ة االس تعجال‪ ،‬فاملش رع م دد اختصاص ات من دوبي‬
‫الش رطة الع املون ب دائرة واح دة مقس مة إلى ع دة مقاطع ات إلى مجم وع ال دائرة ال تي‬
‫يعملون بها م‪ 22.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫ويمكن الق ول أيض ا ب أن قاع دة االختص اص ال ترابي الثالثي في املي دان‬ ‫‪-‬‬
‫الزجري تخول هذا االختصاص لكل من ضابط الشرطة القضائية الذي وقع في دائرة‬
‫نف وذه الج رم‪ ،‬وتل ك ال تي يقيم فيه ا املج رم أو أح د ش ركائه‪ ،‬وتل ك ال تي تم فيه ا إلق اء‬
‫القبض عليه أو على أحد هؤالء ولو كان ذلك من أجل ارتكاب جريمة أخرى‪ .‬فهذه إذن‬
‫كله ا احتياط ات لس د الثغ رات ال تي يمكن أن تالبس االختص اص املك اني ليكتس ي عم ل‬
‫ضابط الشرطة القضائية أقصى ما يمكن من الفعالية‪.35‬‬

‫ولتكون املحاضر صحيحة يتعين احترام شكلها القانوني ألن املحاضر وثائق‬ ‫‪-‬‬
‫مكتوب ة ل ذلك ال مج ال للح ديث عن املحاض ر الش فوية أو املس جلة بوس يلة مرئي ة أو‬

‫‪ - 35‬د‪ .‬محمد العياط السنة (‪ - )2014‬دراسة في املسطرة الجنائية الطبعة الثانية ص ‪.78‬‬

‫‪6‬‬
‫ص وتية ب ل أك ثر من ذل ك نج د بعض النص وص الخاص ة تل زم تحري ر املحض ر وكتابت ه‬
‫بخ ط الي د (الم ‪ 60‬من ظ ‪ 101917 17‬املتعل ق باملحافظ ة على الغاب ات واس تغاللها)‪.‬‬
‫واألصل أن يتم تحرير املحضر بالغة العربية ألنها لغة املرافعات أمام املحاكم وهي اللغة‬
‫الرسمية للبالد‪ ،‬ويجب تحريرها وفقا ملنطوق املادة ‪ 24‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫وفي حالة تحرير محضر االستماع إلى شخص وضع تحت الحراسة النظرية‬ ‫‪-‬‬
‫فيجب تضمينه يوم وساعة ضبطه ويوم وساعة إطالق س راحه أو تقديم ه إلى القاضي‬
‫املختص‪ .‬كما تقضي بذلك املادة ‪ 67‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫إضافة إلى كل ما سبق يجب أن يتضمن املحضر البيانات التالية‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫تحديد طبيعة املحضر هل محضر تفتيش أو استجواب أو معاينة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تحديد اإلجراء القانوني املنجز خالله املحضر‪ ،‬هل بحث تمهيدي أم إنابة‬ ‫‪-‬‬
‫قضائية أم تلبس‪.‬‬

‫في حالة اإلنابة يذكر اسم القاضي املكلف بالتحقيق ‪.36‬‬ ‫‪-‬‬

‫وإذا لم يح ترم املحضر هات ه الش روط أو بعضها فإن ه بفقد قوته الثبوتية‬ ‫‪-‬‬
‫ويص بح مج رد معلوم ات غ ير مل زم للقاض ي‪ .‬وق د أك د ذأل ك ق رار ملحكم ة االس تئناف‬
‫بالرب اط بقول ه‪« :‬إدا افتق رت املحاض ر للش كليات األساس ية ف إن مب دأ االس تئناف بنه ار‬
‫وتنعدم صالحياته وتصبح غير قابلة لالطمئنان إليها واستخالص قناعة على ضوؤها‪ .‬وإن‬
‫القضاء بوصفه ضامنا للحقوق و الحريات يثير و لو من تلقاء نفسه عدم صحة سالمة‬
‫‪37‬‬
‫اإلجراءات سيما عند الحرمان من الحرية ‪".‬‬

‫‪ - 36‬محمد ناصر (‪ )2005‬مقال بعنوان االنابة في التشريع املغربي‪ ،‬مجلة املناهج عدد ‪ 7/8‬الطبعة الثامنة ص‪.64 :‬‬
‫‪ - 37‬قرار جنائي بتاريخ ‪ 15/1/92‬ملف عدد ‪ 542/89-551‬محكمة االستئناف منشور بمجلة اإلشعاع عدد ‪ 7‬السنة الرابعة يونيو ‪92‬‬
‫ص ‪.125‬‬

‫‪6‬‬
‫كما اش ترط املشرع ملحررها االلتزام بالوصف املوض وعي وفوري ة االنجاز‬ ‫‪-‬‬
‫حيث يجب أن يك ون املحض ر دقيق ا وواض حا كم ا يتعين على ض ابط الش رطة القض ائية‬
‫أنكتب املحضر بأقصى ما يمكن من السرعة في حالة التلبس تنفيذا للمواد من ‪ 57‬إلى‪67‬‬
‫من م‪.‬ج‪ .‬وأن يوقع على كل ورقة من أوراق (م ‪ 69‬م‪.‬ج)‬

‫املطلب الثاني‪ :‬الدفوع املثارة عند خرق شروط وشكليات املحضر‬


‫تعت بر محاض ر الض ابط القض ائية من أهم وس ائل اإلثب ات املعتم دة من ط رف‬
‫القض اء الزج ري في التكي ف وإص دار العقوب ة‪ .‬ل ذاك أح اط املش رع تحري ر املحاض ر‬
‫بمجموعة من الشكليات التي يتعين احترامها من طرف محرريها والتي سبقت اإلشارات‬
‫إليه ا أعاله‪ ،‬وال تي تش كل ض مانات لحق وق وحري ات املش تبه بهم‪ .‬وذأل ك ب املوازاة م ع‬
‫اآلليات املسخرة بيد ضابط الشرطة القضائية خالل ممارستهم ملهامهم‪ .‬ويعتبر املحضر‬
‫دليال محصال عليه نتيجة لإلجراءات التي يقوم بها ضباطا الشرطة القضائية من ضبط‬
‫حالة ووضع تحت الحراسة‪ .‬وتفتيش املنازل محكومة بشروط يتعين احترامها من طرف‬
‫القائمين بها‪ .‬فإذا تم اإلخالل بهذه الشكليات فهل يترتب على ذلك البطالن؟‬

‫كما سبق و إن قلنا فضابط الشرطة القضائية ملزم باحترام القواعد املنصوص‬
‫عليها في قواعد املسطرة الجنائية املتعلقة بالبحث و جمع األدلة و الحجج ‪.‬فالحجة يجب‬
‫أن تحضر بكيفية مشروع فال يمكن استعمال و سائل غير مشروع للحصول على حجة‬
‫ضد شخص معين كاستعمال اإلكراه و العنف النتزاع اعترافه و قد خطى املشرع خطوة‬
‫هام ة في ه ذا الص دد حينم ا نص في املادة ‪ 293‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬على ض رورة تقي د القاض ي في‬
‫حكم اإلدانة بمشروعية ال دليل ‪.‬و اعتم اده على األدلة املطروحة أمام ه شرط أن يكون‬
‫لها أصل في أوراق الدعوى (م‪287‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ ).‬كما يحسب له تنصيص ه في املادة ‪73‬م‪.‬ج‪.‬على‬
‫إمكانية طلب دفاع املشتبه به إجراء فحص طبي على هذا األخير لكشف أثار العنف و‬
‫التعذيب ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وقد ذهب املجلس األعلى في قرار له مذهب محكمة املوضوع حين قررت استبعاد‬
‫املحضر بعدما ثبت لها أن االعتراف جاء و ليد اإلكراه و التعذيب معتبرا بأن ذلك يدخل‬
‫ضمن السلطة التقديرية لقاضي املوضوع‪.38‬‬

‫إال أنه ورغم املقتضيات التي تعاقب وتحرم كل أشكال التعذيب فإنه ال زال يمارس‬
‫بشكل واضح بل أكثر من ذألك نجد ضباط الشرطة القضائية يتفننون في إيجاد أساليب‬
‫للضغط واإلكراه أو التعذيب دون ترك عالمات (التعذيب النظيف ‪)la torture propre‬‬
‫واملالح ظ أيض ا أن القض اة غالب ا م ا يص رفون النظ ر عن تمس ك املتهمين ب أنهم ك انوا‬
‫عرضة للتعذيب‪.‬‬

‫ولم ي رتب الفصل ‪ 69‬م‪.‬ج أي ج زاء على ع دم توقي ع أوراق املحض ر‪ .‬وبالت الي فق د‬
‫ذهب األستاذان محمد الشتوي وميلود غالب إلى القول بأنه متى توافرت جميع الشروط‬
‫الش كلية األخ رى املتطلب ة إنج از املحض ر‪ .‬ووقعت بعض ص فحاته دون الب اقي وك انت‬
‫منسجمة فيما بينها وال تعارض فيها فإنه ال ضرورة إلبطال املحضر‪.‬‬

‫نصت املادة ‪ 69‬م‪.‬ج على ضرورة توقيع كل ورقة من أوراق املحضر‪ ،‬إال أنه لم يتم‬
‫التنص يص على ذل ك في الحال ة العادي ة لكن ب الرجوع إلى املادة ‪ 23‬م‪.‬ج ال تي تنص على‬
‫وج وب توجي ه أص ل املحاض ر إلى النياب ة العام ة مرفق ة بنس ختين مش هود بمطابقتهم ا‬
‫لألصل‪....‬‬

‫ومعلوم أن اإلشهاد على املطابقة لألصل ال يتحقق إال بالتوقيع على الوثيقتين معا‬
‫األصلية والنسخة املأخوذة عنها وهذا ينطبق أيضا على املحاضر املنجزة من طرف باقي‬
‫األعوان واملوظفون في حدود اختصاصاتهم‪.‬‬

‫هل يعتبر التوقيع على محضر االستجواب شرطا شكليا لصحته؟‬

‫‪ - 38‬قرار عدد ‪ 1504‬الصادر بتاريخ ‪ 10/10/74‬في امللف الجنحي عدد ‪ 40601‬منشور بمجلة قانون واألعمال الدولية العدد العاشر‬
‫السنة ‪ 2005‬ص ‪.25‬‬

‫‪6‬‬
‫لم يرج ع املش رع التوقي ع ش رطا ش كليا لص حته وق د ج اء في ق رار للمجلس األعلى‬
‫أن‪:‬‬

‫"ع دم إمض اء املش بوه في ه على محض ر اس تجوابه ال يعت بر من الش روط الش كلية‬
‫التي يؤثر على قانونية املحضر وعلى قوته الثبوتية"‪.39‬‬

‫لم ي رتب املش رع البطالن على ع دم إمض اء املحض ر من ط رف املش بوه في ه وإنم ا‬
‫ال ذي يوق ع علي ه ه و ض ابط الش رطة القض ائية ال ذي يع د آن ذاك ش اهدا على ص دور‬
‫تصريحات شفوية عن الضنين باعتبارها من الوقائع التي حدثت أمامه وهو يزاول مهام‬
‫وظيفته‪.‬‬

‫وبالتالي ال يقبل نفي صدور التصريحات عن الضنين إال عن طريق إثبات الزور‪.40‬‬
‫وقد جاء في نفس القرار أعاله‪" :‬إن الفصل ‪ 292‬من ق‪.‬م‪.‬ج املستدل به ال يشترط لصحة‬
‫املحضر من الناحية الشكلية واملعتمد في اإلثبات أن يكون ممضى عليه من طرف املتهم‪،‬‬
‫وإنما كل ما يتطلبه في هذا الصدد هو أن يضمن فيه محرره وهو يزاول مهام وظيفته‬
‫وما عاينه شخصيا في شأن األمور الراجعة إلى اختصاصه"‪.‬‬

‫ونفس الشيء يقال بالنسبة للمحاضر املحررة من طرف موظفي املياه والغابات إال‬
‫أن ه ذا االتج اه يش كل خرق ا خط يرا لض مانة قانوني ة تحمي األض ناء تتمث ل في ض رورة‬
‫اح ترام ش كليات املحض ر (املادة ‪ 292‬م‪.‬ج) له ذا ذهب بعض الفقه اء إلى الق ول باعتب ار‬
‫التصريح غير املوقع عليه كأنه لم يصدر عن الشخص املنسوب إليه هذا التصريح لهذا‬
‫ذهبت املادة ‪ 289‬م‪.‬ج إلى تقليص الحجة اإلثباتية للمحاضر‪.41‬‬

‫إال أن الفص ل ‪ 243‬من مدون ة الجم ارك تقض ي بخالف ذل ك إذ تنص على بطالن‬
‫محاضر الجمارك الذي لم يوقع أو رفض التوقيع عليها مرتكبي الجنحة‪.‬‬
‫‪ - 39‬القرار رقم ‪ 631‬بتاريخ ‪ 24/12/73‬في امللف الجنحي ‪ ،‬عدد ‪، 31065‬منشور بمجلة املنارة العدد ‪ 18‬ص ‪. 63‬‬
‫‪ - 40‬قرار بتاريخ ‪ 73/7/12‬ملف جنحي ‪ ،‬عدد ‪ 46413‬منشورة بمجلة املغربية لإلدارة املحلية العدد ‪ 85‬ماي ‪.2016‬‬
‫‪ - 41‬كما ذهب إلى ذلك األستاذ الخمبيشي في كتابه "شرح قانون املسطرة الجنائية" الجزء األول ص ‪.280‬‬

‫‪6‬‬
‫كما أن محاضر االستماع التي تتضمن اعترافا بجريمة الفساد أو الخيانة الزوجية‬
‫إذا أمضاه املشبوه فيه اعتبر اعترافا مكتوبا صادرا عن املتهم وأمكن اعتماده وسيلة ‪493‬‬
‫ق‪.‬ج‪.‬‬

‫أم ا إذا لم يوق ع علي ه فإن ه يتعين اس تبعاده نهائي ا‪ ،‬ألن ه يش كل تص ريحا أو اعتراف ا‬
‫غير قضائي وكالهما غير صالح إلثبات الجريمة السالفين‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن املادة ‪ 67‬م‪.‬ج وغيرها تشير إلى التوقيع على املحضر أو وضع‬
‫البصمة عليه فهل يعني هذا أن للبصمة نفس الحجية التي للتوقيع؟؟ خاصة إذا علمنا‬
‫بأن كثير من املتهمين يصرحون أنه تم إرغامهم على اإلبصام بعدما رفضوا التوقيع على‬
‫املحضر‪.‬‬

‫وفي األخ ير يث ار التس اؤل أيض ا عن حكم امتن اع املش بوه عن توقي ع محض ر‬
‫اس تجوابه إذ نج د املادة ‪ 67‬من ق‪.‬م‪.‬ج تش ير إلى ض رورة تض مين املحض ر إمض اء املع ني‬
‫باألمر أو اإلشارة إلى رفضه اإلمضاء فهل هذه اإلشارة إلى رفض اإلمضاء تعتبر بمثابة‬
‫التوقيع؟‬

‫كما سبقت اإلشارة إلى أن املحاضر تنقسم من ناحية قوتها الثبوتية إلى ثالثة أنواع‬
‫ونظرا ألن هذه املحاضر تعد وثائق رسمية صادرة عن غير املتهم يثار الطعن في صحة ما‬
‫ورد فيها في شكل دفوع شكلية ببطالن املسطرة إلخالل مسطري في إنجازها كما تقضي‬
‫ب ذلك املادة ‪ 289‬م‪.‬ج ال تي تتعل ق ق وة اإلثب ات بالنس بة للمحاض ر على ت وافر ش رطين‬
‫أساسين‪:‬‬

‫‪-‬أن يكون املحضر صحيحا في الشكل أي صادر عن املوظف املتصف بصفة ضابط‬
‫الشرطة القضائية حسب ما تقضي به املادة ‪ 23‬م‪.‬ج التي تلزمه أن يشير في املحضر إلى‬
‫أن له هذه الصفة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪-‬أن يحترم القواعد املنص وص عليه ا في ق‪.‬م‪.‬ج إذ يجب االلتزام بمشروعية الحجة‬
‫املنصوص عليها في املادة ‪ 751‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫خاتمة‬

‫وتأسيسا على ما سبق ال يعتبر الشخص الذي يجري معه البحث التمهيدي متهما‬
‫بارتكاب الجريمة موضوع البحث ولو توفرت قرائن فورية ومتناسقة ضده بل حتى لو‬
‫ض بط متلبس ا بالجريم ة واالته ام ال تملك ه إال الس لطة القض ائية (النياب ة العام ة وس لطة‬
‫التحقي ق) والش رطة القض ائية يقتص ر دوره ا على البحث عن األدل ة وجمعه ا تس هيال‬
‫ألعم ال التحقي ق ال ذي تق دم ب ه من بع د الس لطة القض ائية ل ذلك ف إن الش خص ال ذي‬
‫يجري معه البحث التمهيدي يعتبر مجرد مشبوه فيه ول اعترف بارتكاب الجريمة وهذا‬
‫م ا يجع ل أعم ال البحث التمهي دي تختل ف عن أعم ال التحقي ق القض ائي في أنه ا تتعل ق‬
‫بكشف معالم الجريمة بصرف النظر عن شخص مرتكبيها الذي يعتبر كأي فرد عادي لم‬
‫يرتكب الجريمة فال تمس إجراءات البحث بحريته وحقوقه‪.‬‬

‫وتبقى قض ية املتهم بين ي دي قاض ي التحقي ق املق ررة بين اإلبق اء واإللغ اء‪ ،‬فم ا هي‬
‫هاته املواقف‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الئحة المصادر والمراجع‬
‫بالعربية‪:‬‬

‫املؤلفات واملقاالت‪:‬‬

‫ذ محم د أح داف (‪ :)2005‬ش رح ق انون املس طرة الجنائي ة الجدي د‪ .‬الج زء األول‪ ،‬مرك ز النس خ‬
‫سجلماسة مكناس ‪.‬‬

‫ذ‪ .‬أحمد الخمليش (‪ :)1992‬شرح بابل قانون املسطرة الجنائية للطباعة والنشر الرباط‪.‬‬

‫ذ عب د الواح د العلمي(‪ )2006‬ش رح ق انون املس طرة الجنائي ة الج زء األول مطبع ‪GG G‬ة النج ‪GG G‬اح‬
‫الجديدة ‪.‬‬

‫الشيخ أبو العباس أحمد بن خالد الناصري بتصرف كتاب االستقصاء ألخبار دول املغرب األقصى‬
‫الجزء الثاني‪.‬‬

‫ذ‪ .‬الحبيب بيهي(‪ :)2006‬شرح قانون املسطرة الجنائية الجديد الجزء األول الطبعة الثانية‪.‬‬

‫ذ‪ .‬محمد أغريس(‪ :)1995‬جرائم املخدرات في التشريع املغربي الطبعة الثالثة‪.‬‬

‫ذ‪ .‬خال د عثم اني(‪ G G:)2010‬دراس ة مختص رة في ق انون املس طرة الجنائي ة املغربية توزي ع‬ ‫‪‬‬
‫مكتبة عالم املستقبل‪.‬‬
‫القرارات‪:‬‬

‫قرار جنائي بتاريخ ‪ 15/1/1992‬ملف عدد ‪ 542/89-551‬محكمة االستئناف‪ .‬منشور بمجلة اإلشعاع‪،‬‬
‫عدد ‪ 7‬السنة الرابعة يوليوز ‪.1992‬‬
‫ق‪GG‬رار جن‪GG‬ائي بت‪GG‬اريخ ‪ 15/1/92‬مل‪GG‬ف ع‪GG‬دد ‪ 542/89-551‬محكم‪GG‬ة االس‪GG‬تئناف منش‪GG‬ور بمجل‪GG‬ة اإلش‪GG‬عاع ع‪GG‬دد ‪7‬‬
‫السنة الرابعة يونيو‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬ق‪GG G‬رار ع‪GG G‬دد ‪ 1504‬الص‪GG G‬ادر بت‪GG G‬اريخ ‪ 10/10/74‬في المل‪GG G‬ف الجنحي ع‪GG G‬دد ‪ 40601‬منش‪GG G‬ور بمجل‪GG G‬ة ق‪GG G‬انون‬
‫واألعمال الدولية العدد العاشر السنة ‪.2005‬‬
‫‪ -‬القرار رقم ‪ 631‬بتاريخ ‪ 24/12/73‬في الملف الجنحي ‪ ،‬عدد ‪، 31065‬منشور بمجلة المنارة العدد ‪18‬‬
‫‪ -‬ق‪GG‬رار بت‪GG‬اريخ ‪ 73/7/12‬مل‪GG‬ف جنحي ‪ ،‬ع‪GG‬دد ‪ 46413‬منش‪GG‬ورة بمجل‪GG‬ة المغربي‪GG‬ة لإلدارة المحلي‪GG‬ة الع‪GG‬دد ‪85‬‬
‫ماي ‪.2016‬‬

‫قرار املجلس األعلى عدد ‪ 2675/3‬املؤرخ في ‪ 29/12/1998‬ملف جنحي عدد ‪ 649/97‬منشور بمجلة‬
‫قضاء املجلس األعلى الطبعة ‪.2000‬‬
‫ق رار املجلس األعلى ع دد ‪ 2675/3‬املؤرخ في ‪ 1998-12-29‬مل ف جنحي ع دد ‪ 649/97‬منش ور بمجل ة‬
‫قضاء املجلس األعلى طبعة ‪ 2000‬العدد ‪. 55‬‬
‫‪ -‬قرار املجلس األعلى عدد ‪ 594/6‬املؤرخ في ‪ 1998-03-18‬ملف جنحي عدد ‪ 19064/3/6/93‬منشور‬
‫بمجلة قضاء املجلس األعلى ‪.‬‬

‫وانظر كذلك قرار املجلس األعلى عدد ‪ 4963‬بتاريخ ‪ 29‬ماي ‪ 1984‬ملف جنائي عدد ‪9381/84‬‬
‫منشور ب ق‪.‬م‪.‬أ في املادة الجنائية من ‪ 1995-1981‬عدد ‪. 99‬‬

‫‪6‬‬

You might also like