Professional Documents
Culture Documents
النيابة العامة في القانون المغربي
النيابة العامة في القانون المغربي
تقديم عام:
تعتبر النيابة العامة قضاء خاص ،قائم لدى المحاكم الجنائية ،لتمثيل المجتمع وهي
مكلفة بإقامة الدعاوى العمومي::ة ،ومباش::رتها وحم::ل المح::اكم على جع::ل أحكامه::ا
منطبقة على القوانين النافذة ،ثم تنفيذ هذه األحكام بعد اكتسابها الدرجة القطعية.1
وقد اختلف المؤرخون في تحديد التاريخ الحقيقي الذي ظهرت فيه مؤسسة النيابة
العامة فذهب البعض إلى أن زمن ظهورها يعود إلى القانون الروم::اني ،لكن ذل::ك
يبقى محل نظر خصوصا عند مجابهتها بالوثائق التي عثر عليها بعض المؤرخين
في القرن 14الميالدي ،من بينها رس::الة وجهه::ا مل::ك فرنس::ا فيليب الخ::امس إلى
وكالئه ،يمنع عليهم فيه::ا ص::راحة االنتص::اب كط::رف في ال::دعوى ال::تي ال تمس
حقوق الملك وال مصالحه المالية.
وق::د ع::رفت ه::ذه المؤسس::ة في ذل::ك العه::د "برج::ال المل::ك « ،وك::انت مهمتهم
االساس::ية تنحصر في ال::دفاع عن حق::وق المل::ك ،والس::هر على حماي::ة االمالك
الملكية ،وكان رجال الملك يأخذون مواقعهم في قاعات المح::اكم وهم وق::وف على
1
بالطة خشبية منفصلين عن الخصوم ،وعن هيئ::ة الحكم ،ومن هن::ا س::مو بالقض::اء
الواقف ،لكونهم كانوا يقفون عند مخاطبتهم للمحكمة.
وبع::د تط::ورات تاريخي::ة ،أص::بح رج::ال المل::ك يش::كلون ج::زءا من تش::كيلة هيئ::ة
المحكمة ثم أصبحت :مهامهم أخذة في إسناد اختصاصات :جدي::دة ش::يئا فش::يئا ،مم::ا
جعل النيابة العامة تحتل موقعا متميزا داخل المحكمة.
أما في المغرب ،فالنيابة العامة تشكل جهازا موحدا على رأسه الوكيل العام للمل::ك
لدى محكمة النقض حسب التعديالت األخيرة التي ج::اء به::ا ق::انون ،100 :- 13
فهي تمثل المجتمع أمام المحاكم الزجرية ، 2وهي جزء من ه:ذه األخ::يرة وتختص
أساسا بتحريك الدعوى العمومية ،ومباشرة سيرها حتى نهايتها .وه::و م::ا أش::ارت
إليه المادة 36من قانون المسطرة الجنائية "تتولى النيابة العام::ة إقام::ة وممارس::ة
الدعوى العمومية ومراقبتها ،وتطالب بتطبيق القانون ،ولها أثناء ممارس::ة مهامه::ا
الحق في تسخير القوة العمومية مباشرة".
والنيابة كطرف أصلي في الدعوى العمومية تنعت –كما س::لف -بالقض::اء الواق::ف
في الفقه الجنائي ،وذلك الن ممثلها يق::ف لزام::ا حين يأخ::ذ الكلم::ة أم::ام المحكم::ة،
لبس::ط مطلب االدع::اء الش::فوية أو المناقش::ة أوج::ه إس::ناد التهم::ة إلى المتهم ،على
عكس قضاة األحكام الذين ال يقفون أبدا ولذلك يسمون بالقضاء :الجالس.
كما تنعت النيابة العامة بالطرف الشريف في الدعوى ،ألنه ل::و ج::رت الع::ادة على
أن
تلتمس دائما إدانة المتهم وتشديد العقوبة ،س::عيا منه::ا إلى ال::دفاع عن المجتم::ع من
كيد
المجرمين واالشرار ،فإنها مع ذلك تنبهت إلى ألن التماسها بإدانة المتهم يتع::ارض
مع العدالة بسبب غلبة أدل:ة ال:براءة إلى ج:انب المتهم ،فإنه:ا تع:دل عن ملتمس:اتها
السابقة –ولو كانت مكتوبة -وتدافع عن األصل الذي هو البراءة.
ويمثل النيابة العامة أم:ام المح:اكم االبتدائي:ة وكي:ل المل:ك أو بواس:طة نوابه ،3وهم
يخض::عون إلش::رافه ومراقبت::ه ،وإلي::ه يرج::ع االختص::اص في تحري::ك ومتابع::ة
الدعوى العمومية بالنسبة للجنح والمخالفات التي تختص المحكمة االبتدائية بالنظر
فيها.
2
3
أما لدى محكمة االستئناف فتتكون النياب::ة العام::ة من الوكي::ل الع::ام للمل::ك بوص::فه
رئيسا للنيابة العامة ،وممثال لها ويس::اعده ن::واب يخلفون::ه في حال::ة ح::دوث م::انع،
وإليه يرجع االختص:اص في تحري:ك ال:دعوى العمومي:ة في الجناي:ات 4:كم:ا يك:ون
مختصا في متابعة الجنح التي تكون مرتبطة بها.
أما النيابة لدى محاكم النقض فيمثلها الوكيل العام للملك يساعده في ذل::ك مح::امون
عامون وف::ق الفص:ل 11 :من ظه::ير التنظيم القض::ائي وفيم::ا يخص أقس::ام قض::اء:
القرب :،فإن النيابة العام::ة تختص بإحال::ة المحاض:ر :المنج::زة من ط::رف الش::رطة
القضائية ،والمتعلقة بالجرائم المنصوص عليها في المواد 15و16و 17من قانون
10-42المتعلق بأقسام قضاء القرب. رقم
وبخصوص المحاكم االستثنائية أو المتخصص::ة ،فالنياب::ة العام::ة فيه::ا ممثل::ة أم::ام
المحكمة الدائمة للقوات المسلحة الملكية بمن:دوب للحكومة ،5أم:ا المح:اكم المالي:ة
فيمثل النيابة العامة
ل::ديها الوكي::ل الع::ام للمل::ك ل::دى المجلس األعلى للحس::ابات ووكي::ل المل::ك ل::دى
المجالس الجهوية للحسابات.:
انطالقا مما سلف يتضح أن النيابة العامة مؤسسة قائمة بذاتها تت::ولى مهم::ة تمثي::ل
المجتمع خاصة أمام المحاكم الزجرية ،وهذا م::ا س::نقوم بدراس::ته من خالل ط::رح
اإلشكالية التالية المتعلقة بمدى صالحيات :النيابة العامة في الميدان الجنائي:،
وتتفرع أسئلة من هذه اإلشكالية المحورية وهي كالتالي:
ما هي النيابة العامة؟
خصائص النيابة العامة؟
الطبيعة القانونية للنيابة العامة؟
وكرد على التساؤالت ،واالجابة عن االشكاالت المطروحة يتطلب منا الموض::وع
معالجته وفق التصميم التالي:
5
المطلب الثاني :صالحية النيابة العامة.
المبحث الثاني :استقالل النيابة العامة.
المطلب االول :الوضعية القانونية للنيابة العامة.
المطلب الثاني :حدود استقاللية النيابة العامة.
المبحث األول :ماهية وخصائص النيابة العامة وصالحياتها
بمجرد ارتكاب الجريمة ،ينشئ ح:ق الدول::ة في العق:اب :عن طري:ق النياب:ة العام::ة
التي تمثل المجتمع ،وذلك لكيال يتم النيل من حقوق وحرية األفراد ذلك عن طريق
تنظيم اس::تعمال ح::ق العق::اب لتحقي::ق العدال::ة الجنائية .وعلي::ه ،س::نتناول في ه::ذا
المبحث ماهي::ة النياب::ة العام::ة وخصائص::ها( :المطلب االول) ،ثم (المطلب الث::اني)
صالحيات النيابة العامة.
المطلب األول :ماهية النيابة العامة وخصائصها
سنعالج في الفقرة األولى ماهية النياب::ة العام::ة ،على أن نتط::رق في الفق::رة الثاني::ة
لخصائص النيابة العامة.
الفقرة األولى :ماهية النيابة العامة
يطلق مص::طلح النياب::ة العام::ة في النظ::ام القض::ائي المغ::ربي على فئ::ة من رج::ال
القضاء ،يوحدهم جميعا الجهاز القضائي :ويشملهم النظام األساسي لرجال القضاء
فهم يش::كلون الهيئ::ة المهني::ة الثاني::ة في التنظيم القض::ائي المغ::ربي ،ويق::وم بمه::ام
النيابة العامة قضاة بمختلف درجات المحاكم كما جاء في تأليفها وتنظيمها الظه::ير
الش:::ريف رقم 1.74.338الم:::ؤرخ في 15يولي:::وز 1974المتعل:::ق ب:::التنظيم
القضائي :للمملكة الفصول .6,10, 2
وبالنس::بة للجلس::ات :ال::تي تعق::دها هيئ::ة الحكم في القض::ايا :الجنائي::ة ،يع::د حض::ور
القاضي :في الممثل للنيابة العامة دائما –وذلك دون مشاركته في المداولة وإصدار
6
األحكام-عنصرا أساسيا في تشكيلها ،وضروريا لصحة انعقادها.
وهكذا فإن النيابة العامة تقوم بمساعدة ضباط الشرطة القضائية بالتثبت من وق::وع
الجريمة وجم::ع األدل::ة عنه::ا والبحث عن مرتكبيه::ا ثم بع::د ذل::ك إقام::ة ال::دعوى
العمومي::ة ض::د من يكتشف عن ض::لوعه في ارتك::اب الجريم::ة كفاع::ل أص::لي أو
مش::ارك أو مس::اعد لتط::بيق علي::ه العقوبة المق::ررة في الق::انون الجن::ائي :،ومن ثم
7
فالنيابة العامة تنوب عن المجتمع في الدفاع عن حقه في حياة آمنة
6
7
وقد عرفها المشرع المص::ري على أنه::ا ش::عبة من ش::عب الس::لطة القض::ائية وهي
النائبة عن المجتمع والممثلة له وتتولى تمثيل المصالح العام:ة وتس:عى إلى تحقي:ق
موجبات القانون.
ونص المشرع المصري على أنها تخص أساسا تحري::ك ال::دعوى الجنائي::ة وتت::ابع
إجراءاتها :أمام المحاكم حتى يصدر فيها حكم بات...
ولما كانت النيابة العامة تتشكل من فئة القضاء :فإن المشرع ق::د خص::ها بمجموع::ة
من الخصائص لتمييزها عن قضاة الحكم.
الفقرة الثانية :خصائص النيابة العامة
تمتاز النيابة العامة بعدة خصائص هي:
أوال :صفة الوحدة
مضمون هذه الخاصية أن النيابة العامة واحدة ال تتجزأ ويقصد بذلك أنه يحق لكل
عضو من أعضائها وفي محكمة من نوع ودرجة واحدة يمكن أن يقوم بأي إجراء
من إجراءات :الدعوة العمومية 8عوض عض:و أو أعض:اء آخ:رين في ه:ذه الهي:أة،
ويكون هذا اإلجراء صحيحا :ومنتجا آثاره ،كتكليف أحد ممثلي النيابة العام::ة ل::دى
المحكمة االبتدائية زميال له بنفس هيئة نيابة المحكمة بأن يقدم ملتمساته الكتابية أو
الش::فوية عوض::ا عن::ه في قض::ية من القض::ايا :،ب::ل وفي الجلس::ة الواح::دة يمكن أن
يخلف أحد أعضاء النيابة العامة زميله والمحاكمة جارية ال تتوقف.9
ولعل ما يفسر هذا أن قضاة النيابة العام::ة ليس::ت لهم شخص::ية مس::تقلة عن الهيئ::ة
التي ينتمون إليها ،فهم يمثلونها وأعم::الهم تتم باس:مها ولحس::ابها ،وهم على خ:الف
قضاة الحكم في الحكمة الواحدة ،الذين ال تحكمهم ميزة الوحدة ،بحيث يمتن:ع تبع:ا
ل::ذلك تن::اوبهم في الجلس::ات ،أو حل::ول البعض مح::ل البعض اآلخ::ر ن::زوال عن::د
ص::راحة الم::ادة 297من ق.م.ج ال::تي ص::رحت بأن::ه "يش::ترط لص::حة انعق::اد
الجلسات :أن تشكل كل هيئة قضائية طبقا للق::انون المؤس::س لها .يجب تحت طائل::ة
البطالن أن تصدر مقرراتها من القضاة شاركوا في جميع المناقشات.:
إذا تعذر حضور قاض أو أك::ثر أثن::اء النظ::ر في القض::ية ،تع::اد المناقش::ات :مـــن
جديد."...
8
9
ومع أن أعض:اء النياب::ة العام:ة غ::ير مس:تقلين شخص::يا من الهي:أة ال:تي يمثلونه::ا،
بحيث أن أعم::الهم تعت::بر ص::ادرة من جه::از قض::ائي ،إال أن ه::ذا األم::ر مش::روط
باحترام حدود االختصاص ،الترابي والنوعي والوالئي العائ::د للنياب::ة العام::ة أم::ام
كل محكمة من المحاكم الموجودة.
ثانيا :صفة االستقاللية.
تتميز النيابة العامة باستقاللها عن كل الخصوم والمحكمة واإلدارة.
10
فاستقاللها عن الخصوم مؤكد في سلطة المالءمة الثابتة لها بقوة القانون
في تحريكها لل::دعوى العمومي::ة أو تركه::ا بس::بب م::ا ت::راه يحق::ق المص::لحة العلي::ا
للمجتمع .أم::ا اس::تقاللها من المحكم::ة فث::ابت حيث ال يج::وز لقاض::ي الحكم أو
التحقيق أن يضع يده على القض::ية مباش::رة – م::ا لم يج::ز الق::انون ص::راحة ذل::ك-
دون أن تقام دعوى من النيابة العامة .كما ال يجوز للمحكمة أن تق:وم بانتق::اد س:لك
النيابة العامة في تسرعها في إقامة الدعوى والعمومية أثناء المحاكم::ة عن طري::ق
توجيه اللوم من رئيس الجلسة شفويا لممثل النيابة العامة أو في صلب الحكم كتابة
الن ذلك إن وق::ع فه::و يك::ون س::ببا للطعن في الحكم ال::وارد في::ه ه::ذه المالحظ::ات
واالنتقادات.
أما استقاللها تجاه االدارة ،فنابع من طبيعتها التي تسمح بنعتها بأنها هيئ::ة قض::ائية
من نوع ،خاص فأعضاؤها قضاة ينتم::ون للس::لك القض::ائي ،وم::ع أنهم يخض::عون
إلشراف وسلطة وزير العدل ،فإن هذا ال يجعل من مؤسسة النياب::ة العام::ة جه::ازا
إداريا صرفا فخضوع النيابة لسلطة وزير العدل مقتص::ر فق::ط على م::ا تقدم::ه من
ملتمسات كتابية ،أما المداخالت الشفوية التي تجب للنيابة العامة فيحق::ق له::ا ق::درا
من االستقالل اتجاه السلطة الرئاسية التي يخضع لها أعضاؤها.
ثالثا :صفة عدم المسؤولية.
تع::ني ه::ذه الخاص::ية ع::دم مس::ؤولية أعض::اء النياب::ة العام::ة من أعم::الهم أثن::اء
ممارستهم لمهامهم في المتابعة والمراقب::ة في مع::دنها األص::يل اقتض::تها ض::رورة
تمكين ه::ذه الهي::أة من أداء مأموريته::ا النبيل::ة ال::تي هي ال::دفاع عن المجتم::ع من
األشرار وحفظه من الجريمة .لذلك فإذا انتهت متابعة شخص م::ا إلى التبرئ::ة مثال
فات يسوغ والحالة هذه أن يقوم هذا المبدأ ويطالب بتعويضه شخص::يا ،من عض::و
النيابة العامة الذي قد يكون اتخذ اإلجراء طبقا لقواعد المس::ؤولية المدني::ة ،وأيض::ا
10
ال يسوغ متابعته جنائيا أمام قاضي التحقيق لكون عض::و النيابة العام::ة ق::د اعت::دى
على حق الشخص المبرأ في الحرية المكفولة دستورا.
رابعا :صفة عدم القابلية للتجريح
المقصود بها حسب بعض الفقه 11هو ع:دم س:ماح النياب:ة العام:ة لخص:ومها بتق:ديم
طلبات ،ترمي إلى نزع صالحية أعضاء النيابة العامة في ممارس::ة إج::راء متعل::ق
بالخصومة الجنائية عموما مخافة تحيزا أو تحامل إلى غير ذلك من األسباب ال::تي
قد يراها المدعى عليه قائمة لصداقة هذا العضو ألحد األطراف أو لدائنيه...
وبوجوب المادة 273من ق.م.ج نج::د أن المش::رع ق::د نص على إمكاني::ة تج::ريح
قضاة الحكم ،وكذا قضاة التحقيق ،دون قضاة النياب::ة العام::ة ،ال::ذي نص ص::راحة
12
على منع تجريحهم بموجب المادة 274من ق.م.ج ،ويرى بعض الفق::ه الغ::ربي
أنه كان لزاما على المشرع وه::و بص::دد إع::داد المس::طرة الس::ماح بتج::ريح قض::اة
النيابة العامة مثلما سمح بتج::ريح قض::اة الحكم ،وش::دهم في ذل::ك أن قض::اة النياب::ة
العامة في القانون المغربي لهم علميا من الس::لطات القض::ائية والتحقيقي::ة النص::يب
الكب::ير يفتق::د في::ه المش::بوه في::ه إزاءه::ا ألبس::ط الض::مانات ال::تي ينبغي أن تك::ون
لألعمال القضائية الماسة بالحرية وهو قرينة ال::براءة إلى أن يثبت العكس.إن مب::دأ
عدم قابلية النيابة العامة للتج::ريح ينس::جم م::ع مب::دأ االس::تقاللية طالم::ا أن مؤسس::ة
النيابة العامة طرف و خصم محايد وشريف في الدعوى العمومية ،هدف::ه األس::مى
تتبع األفعال و التروك المجرمة والض::ارة ب::المجتمع و تط::بيق مقتض::يات :الق::انون
13
الجنائي في شأنها
خامسا :التدرج والخضوع .الرئاسي.
مفهوم ه:ذه الخاص:ية أن ك:ل عض:و من أعض:اء النياب:ة العام:ة م:رؤوس خاض:ع
لرئيس الهيئة التي يتبعها في حدود الدائرة القضائية ال:تي تختص به:ا ه:ذه الهيئ:ة،
بحيث يتلقى منه التعليمات :مباشرة ويكون واجب::ا علي::ه تنفي::ذها وإال ع::رض نفس::ه
للجزاءات التأديبية لكن م::ا م::دى ص::حة اإلج::راء ال::ذي يتخ::ذه أح::د أعض::اء هيئ::ة
النيابة العامة خالفا لتعليمات التي يتلقاها من رئيسه؟
ونسوق مثال كأن يأمر الوكيل العام للملك ل:دى محكم:ة النقض ألح:د وكي:ل المل:ك
بإحدى المحاكم بعدم إثارة المتابع::ة وحفظه::ا أو بع::دم التم::اس تحقي::ق أو ممارس::ة
11
12
13
الطعن لكن رغم ذلك تم تحري::ك ال::دعوى العمومي::ة أو التمس تحقي::ق أو م::ورس
الطعن من قبل الوكيل العام للملك ...فإن جمي::ع اإلج::راءات :ال::تي يخوله::ا الق::انون
مباشرة لهذه األخير ومن دون تدخل من أحد تمض::ي وتك::ون ص::حيحة ناف::ذة تنتج
كل آثارها القانونية للملك لدى محكمة النقض ،طلب إلغاء اإلجراءات المتخ::ذة ،أو
التراجع عنها وتبقى بالتالي صحيحة ومنتجة آثارها.
وإذا انتهينا الى أن المرؤوس يتقيد بأوامر الرئيس وذلك على األق::ل في إط::ار ك::ل
هيئة على حدة :فما هو مدى هذا الخضوع؟ هن::ا توج::د قاع::دة القلم أس::ير واللس::ان
حر هي تقضي بأن عضو النيابة العامة إذا كان يتقيد بالموقف الذي اتخذت::ه الهيئ::ة
أي النيابة العامة من القضية وينقله كما ه:و الى هيئ:ة الحكم ،فإن:ه ال ش:يء يمنع:ه
من التصرف بحرية وعند بسط المالحظات :الشفوية ،الن الموقف الرسمي للنياب::ة
14
العامة يكون مكتوبا ويسمى بملتمسات النيابة العامة.
سادسا :صفة الطرف األصلي في الدعوى العمومية.
ما ال شك أن النيابة العامة مؤسسة تمثل المجتم::ع أم::ام المح::اكم الزجري::ة ،ناهي::ك
عن أدوارها األخرى ،والتي حددتها الفص:ول من 6الى 10من ق:انون المس:طرة
المدنية ،والمادة 3من مدونة االسرة ،الى ان دورها األصيل يتمث::ل أساس::ا بإقام::ة
الدعوى العمومية.15
حيث أنه ،بمجرد إثارة الدعوى العمومية ،تصير النيابة العام::ة طرف::ا أص::ليا فيه::ا
فصفة الطرف األصلي ،الث::ابت :للنياب::ة العام::ة في ال::دعوى العمومي::ة يجع::ل منه::ا
طرفا ليس ككل االط::راف ،فحض::ورها واجب في إج::راءات :المحاكم::ة باعتباره::ا
جزءا من المحكمة الزجرية ،إذا تغيب ممثلها أو عاقه عائق من حض::ور الجلس::ة،
يعني نائب آخر من قضاة النيابة العامة للقيام بمهام هذا األخير المادة .46
وقد دأب العمل القضائي على ذكر اسم النيابة العامة باألحكام الصادرة في الدعوة
الزجرية علم::ا أن::ه ال يش::ارك في الم::داوالت و ال يوق::ع م:ع هيئ::ة الحكم في نس::خ
األحكام.16
وعدم حضور النيابة العامة يجعله عرضة للنقض ،وهذا ما جاء في قرار للمجلس
األعلى رقم 103س::نة 1962حيث قض::ى تش::كيل محكم::ة الجناي::ات :ال يك::ون
صحيحا :وتاما إال بحضور ممثل النيابة العامة ،وأن ص::حة ذل::ك التش::كيل يجب أن
14
15
16
يوجد البرهان عليها في الحكم نفسه ،وحيث ال ذكر في الحكم المطعون فيه لممثل
النيابة العامة ،ففي ذلك خرق صريح لقاعدة جوهرية من قواعد المسطرة.
سابعا :عدم ارتباط النيابة العامة بمطالبها.
إن النيابة العامة تمثل المجتمع ،وتبحث عن الحق والعدالة .ول::ذلك ك::ان من حقه::ا
أن
17
تتراجع عن طلب تقدمت به ،إذا وجدت نفسها مخطئة.
وعليه ،تعتبر النيابة العامة خصما أص::ليا في ال::دعوى العمومي::ة ،وق::د تم وص::فها
بالخصم الشريف لكونها تسعى إلى تحقيق العدالة المؤسسة على الحقيقة المج::ردة،
والمجتمع ق:د أودع بي:دها أمان:ة عظيم:ة هي الس:هر على تط:بيق الق:انون الجن:ائي
ومعاقبة المجرمين وإحقاق العدالة الجنائية.
فالنياب::ة العام::ة ال ح::رج عليه::ا وال ج::رم له::ا إذ هي ط::البت في ملتمس::اتها من
المحكم::ة توقيع عقوب::ة م::ا على المتهم الماث::ل أمامه::ا بن::اءا على حجج اعتق::دت
صحتها وسالمتها أو العكس كما أنه من الممكن أن تطالب النياب::ة ب:البراءة الكامل:ة
لشخص وقعت متابعته وفقا لألص::ول أم::ام المحكم::ة أو مؤاخذت::ه مخفف::ة ويص::در
الحكم وف::ق طلباته::ا لكنه::ا تط::الب باإلدان::ة أو التش::ديد في العقوب::ة عن::د طلبه::ا
االستئناف لكونها اكتشفت أسبابا لإلدانة أو التشديد لم تطلع عليها قبال.18
18
الملك ل::دى المحكم::ة االبتدائي::ة (الفق::رة األولى) ثم الص::الحيات الممنوح::ة للوكي::ل
العام للملك لدى محكمة االستئناف (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :وكيل الملك.
تنص المادة 39على أن وكيل الملك يمثل شخصيا أو بواسطة نوابه النيابة العامة
في دائرة نفود المحكمة المعين بها ،وهو يمارس عدة مهام أهمها:
أوال :ممارسة الدعوى العمومية.
يمارس وكيل الملك الدعوى العمومية تحت مراقبة الوكيل العام للوكيل للملك :،من
الناحية المبدئية فإن وكيل الملك يمارس ال::دعوى العمومي::ة بكيفي::ة تلقائي::ة أي أن::ه
يتدخل كلما بلغ إلى علمه خبر ارتكاب جريمة ليبحث أو يكلف الش::رطة القض::ائية
للبحث في شأنها.
غير أن:ه من الممكن أن يتم تكلي:ف وكي::ل المل:ك من قب:ل رؤس:ائه من أج:ل إقام:ة
الدعوى العمومية في حدود معينة كما يمكن أن يتدخل بناءا على شكاية يرفها إليه
المتضرر من الفعل الجرمي وال تعتبر في هذه الحالة الش:كاية أم:را ملزم:ا لوكي:ل
الملك إقامة الدعوى وممارسة العمومية وإنما يقرر فيها وفقا للقانون وتبعا لتقديره
لمدى مالئمة المتابعة 19ال:دعوى العمومي:ة تقتض:ي حض:ور وكي:ل المل:ك أو نائب:ه
في جميع الجلسات الزجرية ويمكنعقد جلس::ة جزري::ة وال بحض::ور ممث::ل النياب::ة
العامة ألنه يعتبر عضوا تحت طائلة ع::دم قانوني::ة الحكم الص::ادرعن المحكم::ة
20
إضافة الى كونها تعتبر باطلة.
وه::::ذا م::::ا ذهب الي::::ه ق::::رار ص::::ادر عن المجلس االعلى ع::::دد 96بت::::اريخ
14/11/1968و كل ذلك الن تشكيل المحكمة بدون حضور ممثل النيابة العام::ة
ال يكون قانونيا".
إال أن النياب::ة العام::ة ال تحض::ر في بعض القض::ايا الزجري::ة وتكتفي فق::ط بتق::ديم
ملتمسات كتابية كما هو الشأن بالنسبة لمقتضيات :المادة 383من قانون المس::طرة
الجنائية المتعلقة باألمر القضائي في الجنح.
وممارس::ة ال::دعوى العمومي::ة من ط::رف وكي::ل المل::ك تش::مل مطالبت::ه بتط::بيق
العقوبات :،وتقديمه جميع المطالب التي يراها صالحة باسم القانون.
19
20
وتعتبر النيابة العام::ة في القض::ايا :الزجري::ة ،طرف::ا أص::ليا في ال::دعوى ،و لوكي::ل
الملك أن يستعمل ط::رق الطعن في المق::ررات ال:تي يص:درها قض:اء التحقي::ق ،أو
قضاء الحكم حسب الشكليات المنصوص عليها قانونا.
ثانيا :تلقي الشكايات والوشايات.
يمكن تعريف الشكايا الى أنها «وص::ول خ::بر اق::ترف الجريم::ة بواس::طة المعت::دى
عليهم ،الى أجه::زة العدال::ة الجنائي::ة مس::تنجدين به::ا ط::البين االختص::اص لهم من
21
المعتدين على الحقوق المحمية قانونا لهم"...
فالش:كاية ع:ادة تك:ون في ش:كل تظلم ص:ادر من الش:خص ال:ذي لحق:ه ض:رر من
الجريمة ،أما الوشاية فتكون في العادة على شكل اخب::ار بوق::وع جريم::ة يق::وم به::ا
شخص ليس ه::و الض::حية المباش::رة لتل::ك الجريم::ة .كم::ا انه::ا ق::د تك::ون مجهول::ة
المص::در وق:د ع::رف بعض الفق::ه المغ::ربي الوش::اية" هي القي::ام ب::التبليغ األجه::زة
العدالة الجنائية لكل خرق للقانون الجنائي إما كتابتا وإما شفويا و هي في هذا كلها
تشبه الوشاية ألنه بهما معا يق::ع ايص::ال خ::بر وق::وع الجريم::ة الى الجه::ة المجه::ة
المكلفة بالبحث فيها و متابعتها ،اال ان وجه الخالف بينهما يظه::ر أن::ه في الش::كاية
يكون الذي يبلغ هو الضحية المباشرة من الجريمة ،في حين انه في الوشاية يك::ون
القائم بها في الغير".22
وفي حالة توصل وكيل الملك بشكاية أو وشاية فإنه يتخذ بشأنها ما يراه مالئما،
وفي الغالب :ما تتم دراسة الشكاية من طرف قاضي من قضاة النيابة العام::ة لتأك::د
من الطابع الجرمي لألفعال المذكورة .ثم يقوم وكيل الملك شخص::يا أو أح::د نواب::ه
إجراء البحث :بشأنها اال أنه في الواقع العملي ،غالبا ما يأمر أح::د ض::باط الش::رطة
القضائية بالقيام بذلك.
ثالثا :األمر بالضبط واألمر بالتقديم.
لم يعرق قانون المسطرة الجنائي::ة األم::ر بالض::بط ،لكن يمكن الق::ول ان المقص::ود
منه هو البحث :عن الشخص وتوقيفه من أجل القيام بإجراء من اجراءات :القانوني::ة
21
22
بشأنه ،كاالستماع اليه أو الق::اء القبض علي::ه أو إبداع::ه بالس::جن .أو ألج::ل تقديم::ه
أمام جهة قضائية معينة.
وقد جاء في المادة 40في فقرة ثانية حيث نصت أن «وكيل الملك يباش::ر بنفس::ه،
أو يأمر بمباش::رة اإلج::راءات :الض::رورية للبحث عن مرتك::بي المخالف::ات :للق::انون
الجنائي يصدرا امر بضبطهم وتقديمهم ومتابعتهم
وليس المقصود بأن تكون هذه اإلجراءات :مترابطة فيما بينه::ا ،ب::ل إنه::ا ق::د تك::ون
مرتبط.كتقديم شخص ثم تقديمه الى وكيل الملك الذي يقرر متابع::ة ،وق::د ال تك::ون
مرتبط::ة كتق::ديم الش::خص أم::ام وكي::ل المل::ك ،و ال::ذي يق::رر حف::ظ القض::ية أو يتم
االستماع اليه و إخالء سبيله.
رابعا :استقبال المحاضر والتقارير.
المحاضر :هي الصكوك الكتابية التي ينظمها الموظف والمختص ،إلثب::ات ش::كوى
أو وشاية شفهية أدليت اليه أو ليسجل مشاهداته المباشرة بالنسبة الى جريمة واقعة
أو تحرياته أو األدلة التي حصل عليها إما باس::تجواب المش::تبه بهم ،أو الش::هود أو
الخبرة أو إما بما قام به
32رجال الشرطة القضائية كتحري الشخص و تفتيش بيته.
ع::رفت الم::ادة 41من ق::انون المس::طرة الجنائي::ة المحض::ر بكون::ه ه::و" الوثيق::ة
المكتوبة التي
يحررها ضابط الشرطة القضائية أتناء ممارسة مهامه و يضمنها م::ا عاين::ه أو م::ا
تلقه من
تصريحات،أو ما قام به من عمليات ترجع إلختصاصه".
و لم يعرف المشرع المغربي التقرير،و قد اختلف في وضع تعريف موح::د ،حيث
يرى
البعض منه ،ان التقرير هو الوثيقة التي يحررها عون الشرطة القض::ائية ،و رغم
صحة هذا
الطرح،إذ أن الوثائق ال::تي يحرره::ا ه::ؤالء االع::وان تس::مى تق::ارير إال أن بعض
الموظفين و
االعوان الذين يخول لهم القانون ممارسة مهام الشرطة القضائية يح::ررون تق::ارير
تكون لها
نفس الحجية المقرة للمحاضر :كما هو الشأن بالنسبة لتق::ارير المح::ررة من ط::رف
أعوان
33المياه و الغابات مثال.
و قد ألزم المشرع ضباط الشرطة القضائية إلخب::ار وكي::ل المل::ك أو الوكي::ل الع::ام
للملك
المختص ف::ورا بم::ا يص::ل الى علمهم من جناي::ات و جنح،كم::ا يجب عليهم توجي::ه
أصول
المحاضر :ال::تي حرره::ا مرفق::ة بنس::ختين مش::هود بمطابقتهم::ا لأللص::ل الى وكي::ل
الملك أو
34الوكيل العام للملك.
و بعد االطالع على مضمون المحضر،و دراسة محتواه يتخ::د وكي::ل المل::ك الق::رار
الذي يراه
مناسبا ،و من جهته أيضا فوكيل الملك يحيل م::ا يتلق::اه من محاض::ر و ش::كايات و
وشايات،و
ما يتخده من اجراءات :بشأنها الى هيئ::ات التحقي::ق أو هيئ::ات الحكم المختص::ة ،او
قيام بحفظها
بناء على المقرر.
خامسا :قرار الحفظ
ال يحد النص سلطة وكيل الملك في حفظ القضية من القضايا بأية ح::دود ،و ل::ذلك
فإن وكيل
الملك يمكنه حفظ القضية لعدة أسباب أهمها:
إذا كانت الوقائع موضوع الشكاية أو الوش::اية أو المحض::ر،ال :تكتس::ي ض::ابع
جرمي:
فاألص:ل :ه::و قاع::دة ال جريم::ة و ال عقوب::ة اال بنص و بالت::الي ال يمكن ،لوكي::ل
الملك
اقامة الدعوى العمومية لعدم وجود نص يجرم الفعل و يقرر بالتالي حفظها.
إذا كانت االدلة غير كافية :فقد يكون الفعل مج::رم بمقتض::ى نص الق::انون لكن
توجد
أي أدلة من أجل اقامة الدعوى العمومية ،و بالتالي يتقرر حفظها.
عدم معرفة الفاعل :إذا تم ارتكاب فعل مجرم و لم يكن التوصل الى مقترفي::ه،
و في
حالة كون القضية غير قابلة للتحقيق فال يمكن اقامة الدعوى العمومية ضد
مجهول،و في هذه الحالة يضظر وكيل الملك الى حفظ القضية.
سقوط الدعوة العمومية :قد تسقط الدعوى العمومية بأحد أسباب الس::قوط ،ففي
هذه
الحالة فال فائدة من رفع االمر للقضاء :طالم أن النتيجة معروف مسبقا و بالتالي
فوكيل الملك يكون مضطر لحفظ القضية نظرا لوجود سبب من أسباب سقوط
35الدعوى المنصوص عليها في المادة 1من قانون المسطرة الجنائية
.
توفر الشخص على حصانة قضائية :في حالى توف المشتبه فبه على حص::انة
قضائية
فهذه االخيرة تحول دون متابعته و من إمثلة الحصانة ،الحصانة الممنوحة للبعثاث
الدبلوماسية االجنبية المعتمدين بالمغرب :،الحصانة الممنوحة ألعضاء :البرلمان.
وجود مانع قانوني يحول دون المتابعة :كعدم وج::ود ش::كاية في الح::االت ال::تي
تكون
فيها الشكاية شرطا واجبا إلقامة الدعوى العمومية )مثل جنح القذف ،الخيانة
الزوجية ،إهمال االسرة(.
إن الحاالت المشار اليه::ا إعال::ه هي م::ذكورة على س::بيل المث::ال ال الحص::ر،إذ أن
وكيل الملك
قد يض:طر لحف:ظ القض:ية لع:دة أس:باب أخ:رى ،إال أن ق:رار الحف:ظ ع:ادة م:ا يتم
تعليله ،و اشعار
المش::تكين ب:ه و ق:د أل::زمت الم:ادة 11في فقرته::ا االخ::يرة النياب:ة العام::ة باش:عار
المشتكي بقرار
الحفظ و قد نصت على ما يلي:
"يتعين على وكيل الملك إذا قرر حفظ الشكاية،أن يخ::بر المش::تكي أو دفاع::ه ب::ذلك
خالل 41
يوما تبتدأ من تاريخ اتخاده لقرار الحفظ".
غ:ير ان:ه ليس المقص:ود باالش:هار بحف:ظ الش:كاية ،الش:كاية المكتوب:ة المقدم:ة الى
النيابة العامة
وحدها ،بل كل شكاية يتقدم بها المتضرر ،سواء الى وكي::ل المل::ك مباش::رة أو الى
الشرطة
القض::ائية ،فغاي::ة المش::رع هن::ا ليس ف::رض اج::راء ش::كلي و إنم::ا تحقي::ق غاي::ة
فضلى،هي
تحسيس المتضرر باالهتمام بتظلمه من طرف الجه::ة الموك::ول اليه:ا ح:ق التقري::ر
فيه.
سادسا :إشعار الوكيل القضائي للمملكة بالدعوى العمومية
كان قانون المسطرة الجنائية الملغى في فصله الثاني يعتبر الدعوى العمومية غير
مقبولة إذا
36لم يتم إشعار الوكيل القضائي :للمملكة في القضايا التي تقبل االشعار
.
من ق::انون المس::طرة الجنائي::ة" إذا أقيمت ال::دعوى 37نص::ت الفق::رة االخ::يرة من
المادة الثالثة
العمومية في حق قاضي أو موظف عم:ومي أو ع:ون او م:أمور للس:لطة او الق:وة
العمومية
فتبلغ اقامتها الى الوكيل القضائي للملكة".
و يتعين على النيابة العامة اشعار الوكيل القضائي إضافة الى اشعار اال::دراة ال::تي
ينتمي
اليها االشخاص سواء كانوا قضاة او م::وظفين أو أع::وان ت::ابعين للس::لطة أو للق::وة
العمومية،
وهذا االشعار ال يتعين اال إذا تبين احتمال قيام مسؤولية الدولة من اعمال تابعها.
سابعا :تسيير و مراقبة الشرطة القضائية.
تعت::بر مراقب::ة تس::يير الش::رطة القض::ائية من بين االختصاص::ات :التقليدي::ة لجه::از
النيابة العامة،
فق::د نص::ت الم::ادة 43من فقرته::ا الثاني::ة" يس::ير وكي::ل المل::ك أعم::ال الش::رطة
القضائية في دائرة
نفوذه".
كما نصت المادة 11على أنه :يسير وكيل الملك في دائ::رة نف::وذ محكمت::ه أعم::ال
ضباط
الشرطة القضائية :،و يقوم بتنقيطهم في نهاية كل سنة".
و مرد ه::ذه الس::لطة ال::تي يملكه::ا الوكي::ل المل::ك على الش::رطة القض::ائية هي أنهم
يستمدون
سلطاتهم منه و ينوبون عنه و يمثلونه،و هذه المراقبة تشمل جمي::ع أعم:ال و مه::ام
الشرطة
القضائية و ذلك من خالل تتبع و رص::د األعم::ال و االج::راءات :المتعلق::ة ب::البحث و
تنفيذ االوام
القضائية مع كل ما يترتب عن ذلك من أثار قانونية عن كل إخال :ل :أو تقص::ير في
قيامهم أو
38تنفيدهم لتعليمات النيابة العامة.
سلطة التسيير و المراقبة غير مقتصرة فق:ط على وكي:ل المل::ك و إنم:ا أيض::ا تمت:د
الى
نوابه،طالم أنهم أيضا يعتبرون ضباط سامين للشرطة القضائية.
و سلطة االشراف المخولة لوكي:ل المل:ك ،باعتب:اره الس:لطة الفعلي:ة إلل:دارة ،تق:وم
أيضا الى
توجيه ضباط الشرطة القضائية في تعليماتهم و تزوي::دهم أيض::ا بمعلوم::ات واجب::ة
التنفيذ.
و المشرع المغ::ربي نظ::را لحساس::ية بعض المج::االت :المرتبط::ة بحق::وق االنس::ان،
حددوا دور
وكيل الملك في بعض االمرو كالتالي:
_ 4الحراسة النظرية
نصت المادة 11من قانون المسطرة الجنائية في فقرتها الخامسة أن وكي::ل المل::ك
يسهر على
احترام اجراءات :الحراسة النظري::ة و أجله::ا و على مباش::رتها في األم::اكن المع::دة
لهذه الغاية
الموجودة في دائرة نفوذه،كما يصهر على احترام التدابير الكافلة إلحترام ظروف
االعتقال:.....
وقد عرف بغض الفقه المغربي الوضع تحت الحراسة النظرية بكونه اجراء اش::تر
عه
الق::انون المغ::ربي في الم::ادتين 66و 80من ق م ج بمقتض::اه يس::مح لض::ابط
الشرطة
رهن اشارته 39القضائية ابقاء شخص او عدة اشخاص )الذين تم تعدادهم حسب
المادة )31
لحاجيات يقتضيها البحث التمهيدي.
إال ان اج::راء وض::ع الش::خص تحت الحراس::ة النظري:ة يبقى موض::وع تق::دير من
طرف
ضابط الشرطة القض::ائية يلج::ا الي::ه بحس::ب قناعت::ه الشخص::ية ،ل::ذا فه::ذا إج::راء
خطير
خصوصا على األبرياء لذا تم وضع شروط له من بينها:
-ضابط الش::رطة القض::ائية ال يوق::ع الحراس::ة النظري::ة على االش::خاص بمناس::بة
البحث
إال اذا ك::ان ه::ذا االخ::ير متعلق::ا بجناي::ة أو جنح::ة يك::ون الق::انون ق::د ع::اقب 40
التمهيدي بنوعيه
عليها بعقوبة سالبة للحرية في النصوص المجرمة لها،و بذلك فإن ك::انت الجريم::ة
مخالفة أو
جنحة ضبطية معاقبة بالغرامة فق:ط ،ف:إن ض:ابط الش:رطة القض:ائية ال يح:ق ل:ه
قانونا اللجوء
إلى إجراء الوضع تحت الحراسة النظرية،إال أن بعض الفقه ن::ادى بالمس::اواة بين
العقوبة
الس::البة للحري::ة ،و ك::ذا المخالف::ة و الجنح::ة الض::بطية من حيث الوض::ع تحت
الحراسة
41النظرية
-أن يك::ون البحث :التمهي::دي ق::د اقتض::ته ض::رورة البحث ال::تي يق::وم به::ا ض::ابط
الشرطة
القضائية ،و ذلك وفق ما جاء في المادة 33و كذا المادة 11من ق .م .ج .
-ينبغي اح::ترام الم::دد ال::تي ح::ددها الق::انون للوض::ع تحت الحراس::ة النظري::ة –
خصوصا و أن
بعض الفقه وجمع على أنها طويلة بالمقارنة م::ع بعض الق::وانين األخ::رى -و ه::ذا
شرط
حيوي ال ينبغي التفريط أو التسامح في ضرورة مراعاته.
و في ه::ذا الص::دد فالم::ادة 66من ق م ج ح::ددت م::دة الوض::ع تحت الحراس::ة
النظرية في
الج::رائم العادي::ة في 48س::اعة تحتس::ب ابت::داء من س::اعة التوقي::ف ،تك:ون قابل::ة
للتمديد مرة
42واحدة لمدة 41ساعة بناء على إذن كتابي من النيابة العامة.
أما إذا تعل:ق األم:ر ب:المس بس:المة الدول:ة ال:داخلي أو الخ:ارجي ،فم:دة الحراس:ة
النظرية تكون
73ساعة ،قابلة للتمديد مرتين لمدة 73ساعة في كل م:رة بن:اء على إذن كت:ابي
من النيابة
و نظرا لخطورة هذا اإلجراء ،فقد ألزم المشرع في المادة 11وكيل الملك بزي::ارة
43العامة.
األماكن المخصصة للحراس::ة النظري::ة م::تى دعت ألض::رورة و في أي وقت ش::اء
على أن ال
يق::ل ع::دد زيارات::ه له::ذه األم::اكن عن م::رتين في الش::هر ،م::ع مراقبت::ه لس::جالت
الحراسة
النظرية و التأشير عليها بطابعه و توقيع::ه ،و يح::رر تقري::را بمناس::بة ك::ل زي::ارة
يقوم بها .
و في حالة وجود عدة إ خال الت تعتري هذه األماكن يشعر الوكيل العام بذلك ،ثم
يقوم بوضع تدابير و إجراءات كفيلة بوضع حد إللخااللت :ثم يرفع تقري::را ل::وزير
العدل.
كم::ا مكن المش::رع الش::خص ال::ذي ألقي علي::ه القبض ،أو وض::ع تحت الحراس::ة
النظرية
االستفادة من المساعدة القضائية ،و من إمكانية االتصال بأحد أقربائه ،و له الحق
في
تعيين محام ،وكذا الحق في طلب تعيينه في إطار المساعدة القضائية.
- 2مراقبة الحالة الصحية أللشخاص الموضوعين تحت الحراسة النظرية
إضافة إلى الزيارات :التي يق::وم به::ا وكي::ل المل::ك إلى أم::اكن الحراس::ة النظري::ة ،
قصد
التقصي عن أماكن االعتقال و كذا أحوال الموض:وع تحت الحراس:ة النظري:ة ،يتم
تقديم هذا
االخير إلى وكي::ل المل::ك من أج::ل اس::تنطاقه ،ووفق::ا للم::ادة 11من ق.م.ج .يتعين
عليه أن
يخضعه لفحص ط::بي إم::ا تلقائي::ا إذا ع::اين م::ا ي::وجب ذل::ك ،أو إذا طلب المع::ني
باألمر أو
دفاعه الخضوع لهذا الفحص.
و المشرع لم ينص على جهة مختصة بإجراء الفحص الطبي ،مما يفيد أن::ه يمكن
أن
يكلف به أي طبيب ،و لو تعلق األمر بطبيب السجن إذا سمحت اإلمكانيات بذلك.
و إذا تعلق األمر بحدث تقدم بشكاية هو او محامي::ه تهم وق::وع عن::ف علي::ه فوكي::ل
الملك يأمر
بإحالة الحدث على طبيب إلجراء الفحص ،علما بأن األح::داث ال يوض::عون تحت
الحراسة
النظرية ،و إنما يتم االحتفاظ بهم في أماكن خاصة.
- 9تنقيط ضابط الشرطة القضائية
تنص المادة 11أنه يقوم وكيل الملك بتنقي::ط ض::ابط الش::رطة القض::ائية في نهاي::ة
كل سنة
فبمقتضى هذه المادة اص::بح وكي::ل المل::ك من ض::من اختصاص::اته تنقي::ط الض::ابط
رغم أن
المشرع لم يحدد المعايير و المقاييس المعتم::دة للتنقي::ط ،لكن في الغ::الب يتم تق::ييم
الضابط بناء
على الجه::د المب::ذول من طرف::ه ،إض::افة إلى المؤه::الت ال::تي يمتلكه::ا ض::ابط
الشرطة.
و يوجه وكيل الملك :،الئحة التنقيط إلى الوكيل العام للملك قصد إبداء وجهة نظ::ره
و
إحالتها :على السلطة المشرفة على ضابط الشرطة القضائية.
كما يقوم الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف بتنقي::ط ض::ابط الفرق::ة الوطني::ة
أو
الجهوية للشرطة القضائية التي يقع بدائرته مقرها.
44ثامنا
هناك مسطرة تسمى مسطرة المجرمين حيث يحق للوكيل العام للملك لدى محكمة
االستئناف و كذا وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية و لضرورة تطبيق مس::طرة تس::ليم
المجرمين
45اصدار اوامر دولية بالبحث و القاء القبض
.
فه::ذه اال::وامر تش::كل االنطالق::ة في البحث ،و االس::اس الق::انوني لك::ل االج::راءات:
الموالية
لمسطرة تس::ليم المج::رمين ،فباس::تعراض طلب::ات التس::ليم الص::ادرة عن الس::لطات
القضائية
المغربية يالحظ بانها صادرة اما لتنفيذ احكام قطعية او معتم::دة على اوام::ر بالق::اء:
القبض
ص::ادرة عن قض::اء التحقي::ق بمناس::بة التحقي::ق االع::دادي في الجناي::ات :و الجنح
المرتبطة بها .
تاسعا :دور النيابة العامة في القضاء :على الجريمة
إن للنيابة التامة دورا محوريا في القضاء على الجريمة ،و إرج::اع األوض::اع إلى
ما كانت
عليه قبل ارتكابها ،و يتجلى الدور الجديد للنيابة العامة في إجراءين سريعين كانا
مناطين
بقضاء الحكم ،و يتعلق األم::ر بإرج::اع الحال::ة إلى م::ا ك::انت علي::ه إذا تعل::ق األم::ر
باالعتداء
على الحيازة ،و برد األشياء المحجوزة لمن له الحق فيها.
-0رد األشياء المضبوطة أثناء البحث
يعرف الرد اعادة الحالي الى ما كانت عليه قبل الجريمة،ف::إذا ك::ان الج::رم س::ارقة
وجب على
46السارق أن يعيد االشياء التي سرقها.
وعليه هو اجراء يمكن ذوي الحقوق من أن يتسلموا فورا ممتلكاتهم المنقول::ة ال::تي
سلبت
منهم من جراء فعل جرمي كالسرقة و خيانة األمان::ة ،و تجنب حرم::انهم منه::ا أو
تلفها أو
تضررها بمستودعات المحاكم ،في انتظار صدور حكم نهائي ،وذل::ك م::ا لم تكن
محل نزاع
، 47أو الزمة لسير الدعوى أو خطيرة أو قابلة للمصادرة
.
و يتم رد االشياء التي ض::بطت اثن::اء البحث لمن ل::ه الح::ق فيه::ا من ط::رف وكي::ل
الملك و ذلك
في حالة توفر الشروط التالية :
أال توجد منازعة جدية.
عدم خطورة األشياء.
أال تك::ون األش::ياء قابل::ة للمص::ادرة :أم::ا إن نص الق::انون على قابلي::ة األش::ياء
للمصادرة
إما وجوبا أو اختيارا ،فال مجال لردها لصاحب :الحق فيها ،إذ في هذه الحالة قد
يتغير استردادها لتنفيذ الحكم الذي قد يصدر بمصادرتها.
ولعل اس::ناد ه::ذا االختص::اص للنياب::ة العام::ة س::يعمل على توف::ير الثق::ة في فعالي::ة
القضاء ، :و
إرضاء الضحايا الذين يستردون منقوالتهم دون انتظار حكم قضائي.
-4إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه في حالة االعتداء على الحيازة
هي سلطة تمكن النيابة العامة من ارجاع الحيازة الى االشخاص الذين ك::انت لهم ،
ثم
انتزعتم نهم بسبب فعل جرمي.
وقد نصت الفق::رة الثاني::ة من الم::ادة 11من ق::انون المس::طرة الجنائي::ة ان::ه يج::وز
لوكيل
الملك أن يأمر باتخ::اذ اي اج::راء تحفظي ي::راه مالئم::ا لحماي::ة الحي::ازة ،و ارج::اع
الحالة
الى ما كانت عليه اذا تعلق االمر ب::انتزاع الحي::ازة بع::د تنفي::ذ حكم و يتطلب االم::ر
توفر
الشروط االتية:
-ارتكاب جريمة انتزاع حيازة :لم يوضح المشرع ما اذا كان االمر يتعلق بحيازة
عقار او منقول ،و في نظر بعض الفقه فهو يهم النوعية معا حيازة العقار و كذا
المنقول.
-انتزاع الحيازة بعد ما يكون الشخص الذي انتزع العقار او المنقول من يده ،قد
حصل على تلك الحيازة بناء على حكم قضائي سبق تنفيذه.
-أن يعرض مق::رر النياب::ة العام::ة القاض::ي ب::اإلجراء :التحفظي او بإرج::اع الحال::ة
على
المحكمة التي ستنظر في الدعوى العمومية او هيئة التحقيق التي ستتولى التحقيق
فيها داخل 1ايام على األكثر ،لتقرر بشأن تأييده او إلغائه أو تعديله م 11من
ق .م .ج. .
عاشرا :سحب الجوازات :و إغالق الحدود
اض::افة الى امكاني::ة المتاح::ة ام::ام هيئ::ة الحكم و هيئ::ة التحقي::ق بمقتض::ى الم::ادة
،182يمكن
للنيابة العامة اذا اقتضت ضرورة البحث التمهيدي ان تسحب جواز س::فر المش::تبه
فيه و تغلق
الحدود في وجهه لمدة ال تتجاوز ش::هرا واح::دا و يمكن تمدي::د ه::ذا االج::راء لغاي::ة
انتهاء البحث
التمهيدي اذا كان المع::ني ب::األمر ه::و المتس::بب في ت::أخير اتمام::ه و ينتهي مفع::ول
االجرائين
بإحالة القضية على هيئة الحكم او التحقيق او باتخاذ قرار بحف::ظ القض::ية م 40و
49من
قمج
و يحق لوكيل الملك اغالق الحدود و سحب جواز السفر وفقا للشروط االتية
أن يتعلق اآلمر بالبحث في جنح:ة يع:اقب عليه:ا الق:انون بس:نتين حبس:ا ناف:ذا أو
أكثر
أن تقتضي ضرورة البحث التمهيدي اتخاذ هذا القرار
أال تتجاوز مدة السحب أو االغالق شهرا واحدا
انتهاء اجرائي اغالق الحدود و سحب الجواز بمجرد انتهاء البحث التمهي::دي أو
احالة
القضية على قاضي التحقيق أو على المحكمة أو اذا قررت النيابة العامة حفظ
القضية
بمجرد انهاء االجرائين يتعين اعادة جواز السفر لصاحبه و مطالبة السلطات
المختصة بفتح الحدود في وجهه.
و عليه يمكن إتخاد اجرائي سحب جواز السفر و إغالق الح::دود تلقائي::ا من ط::رف
النيابة
العامة،أو بناء على طلب الضابطة القض::ائية ال::ذي توجه::ه الى وكي::ل المل::ك م::تى
كان الفعل
48المرتكب
حادي عشر :مسطرة الصلح
ذهب بعض الفق::ه الى تعري::ف الص::لح بأن::ه " ي::القي ارادة المتهم و ارادة المج::ني
عليه" و
عرفه البعض االخر بكونه االج::راء ال::ذي بمقتض::اه تتالق::ا ارادة المج::ني علي::ه م::ع
ارادة المتهم
في وضع حد للدعوة الجنائية ،و يخض::ع ه::ذا االج::راء :للتق::ييم الجه::ة القائم::ة على
األخد به،
فإن قبلته ترتب عليه انقضاء ال::دعوى الجنائي::ة دون ت::أثير على حق::وق المتض::رر
من
49الجريمة
.
من المه::ام ال::تي أناطه::ا المش::رع بوكي::ل المل::ك ه::و مس::طرة الص::لح بين ط::رفي
الخصومة ال
النزاع و تنص المادة 41من ق م ج بإمكانية اج::راء ص::لح على ي::د وكي::ل المل::ك
قبل اقامة
الدعوى العمومية كلما تعلق األمر بجنحة من الجنح المع::اقب عليه::ا بس::نتين حبس::ا
أو أقل أو
بغرامة مالية ال يتجاوز حدها األقصى 5000درهم.
و يتم الصلح اما باقتراح من األطراف أو من وكيل الملك.
-0الصلح باقتراح من األطراف
يمكن للمتضرر أو المشتكى به أن يطلب من وكيل الملك تضمين الصلح الحاص :ل:
بينهما
في محضر وفي حالة الموافقة و تراضي الطرفين على الصلح يحرر وكيل الملك
بحض::ورهما و حض::ور دفاعهم::ا م::ا لم يتن::ازال أو يتن::ازل دفاعهم::ا عن ذل::ك و
يتضمن المحضر
ما اتفق عليه الطرفين اضافة الى اشعار وكيل الملك الطرفين أو دفاعهم::ا بت::اريخ
جلسة
غرفة المشورة و يتم توقيعه من قبل وكيل الملك و الطرفان.
و يحيل وكي::ل المل::ك المحض:ر :على رئيس المحكم::ة االبتدائي::ة أو من ين::وب عن::ه
للتصديق
50عليه
- 2الصلح باقتراح من وكيل الملك
و تبين من وثائق الملف ،وج:ود تن::ازل 51اذا لم يحض::ر المتض::رر ام::ام وكي::ل
الملك:،
مكتوب صادر عنه أو في حالة عدم وجود مش::تك ،يمكن لوكي::ل المل::ك أن يق::ترح
على
المشتكى به أو المش::تبه في::ه ص::لحا يتمث::ل في أداء نص::ف الح::د األقص::ى للغرام::ة
المقررة
للجريمة و إصالح الضرر الناتج عن أفعال::ه ،و في حال::ة الموافق::ة يح::رر و كي::ل
الملك
محضرا يتضمن ما تم اإلتفاق عليه و إشعار المعني باألمر أو دفاعه بتاريخ جلسة
المشورة ،و يوقع وكيل الملك و المعني باالمر على المحض::ر ،ال::ذي يح::ال على
رئيس
المحكمة االبتدائية للتصديق عليه.
مما تقدم يتبين أن االمكانية التي تم إحداثها تجسد رغبة المشرع في الحد من تراكم
القضايا :البسيطة التي تعرفها المحاكم و كذا طول انتظار البت النهائي في القض::ايا:
،لذا
فالمشرع -خير فعل -عندما نص على هذه المسطرة ض::من اختصاص::ات :وكي::ل
الملك.
الثاني عشر :السند القابل للتنفيذ في المخالفات:
يتم اللجوء الى هذه المس::طرة ك::ل م::ا تعل::ق األم::ر بمخالف::ة يع::اقب عليه::ا الق::انون
بغرامة فقط ،و
52ال::تي تك::ون مثبت::ة بمقتض::ى محض::ر مثبت أو تقري::ر و أن ال يظه::ر فيه::ا
متضرر أو ضحية
.
هو عبارة عن اقتراح مكت::وب توجه::ه النياب::ة العام::ة الى المخ::الف و الى الموك::ل
المدني ،
ألداء غرامة جزافية توازي نصف الحد األقصى المقرر للغرامة المنصوص عليها
قانونا.
فإذا تمت الموافقة أصبح هذا السند قابال للتنفيذ ،و في حالة رفضه ترف::ع القض::ية
الى
المحكمة ليبث فيها قاضي الحكم في جلسة علنية .
ومن شروط اصدار السند:
أما تبليغه الى المعني باألمر فيكون بواسطة رسالة تس::مى رس::الة التبلي::غ ،و ذل::ك
بأداء
الغرامة في أي كتابة ضبط من مح::اكم المملك::ة ،و اال تم رف::ع القض::ية للمحكم::ة
للبث فيها في
تاريخ يجدد في الرسالة نفسها
أم::ا في حال::ة أداء المبل::غ ،يتعين على كتاب::ة الض::بط الم::ذكورة أن توج::ه اش::عارا
باألداء
للنيابة العامة التي أصدرت السند القابل للتنفيذ داخل أجل أسبوع من األداء.
أما اذا لم يعبر المعني باألمر برغبة صريحة ،فانه فانه يعتبر قد قبل بالسند القابل
للتنفيذ
بعد مرور عشرة أيام على تبليغه به أو من رفضه التوصل به .
و في هذه الحالة يعتبر السند قابال للتنفيذ نهائيا ،و يسلم كاتب الضبط ملخصا منه
للجهة
المكلفة بتنفيذ الغرامات :قصد العمل على تنفيذه ،وفقا لطرق التنفيذ العادية ،أما اذا
لم يقبل
المعني باألمر المق::ترح ال::ذي يتض::منه الس::ند القاب::ل للتنفي::ذ ،فان::ه ينبغي علي::ه أن
يضمن ذلك
كتابة على هامش رسالة التبليغ ،و ارسلها للنيابة العامة ،و هذه االخيرة تع::رض
القضية
53على الجلسة العلنية.
الثالث :عشر :األمر القاضي في الجنح :
يقص::د ب::األمر القض::ائي أن يص::در القاض::ي حكم::ا في غيب::ة األط::راف ة الس::يما
المتهم ،و
يكون هذا الحكم نافذا بعد تبليغه و عدم التعرض عليه من قبل هذا األخير .
وقد أوجد القانون مسطرة مبسطة للجنح البسيطة التي يعاقب عليها فقط بغرامة ال
تتجاوز
1111درهم ،وال يظهر فيه::ا مط::الب ب::الحق الم::دني اذا ك::انت تابث::ة بمقتض::ى
محضر أو
تقرير .
وتمكن ه::ذه المس::طرة القاض:ي :من اص::دار أم::ر ب::أداء الغرام::ة بن::اء على ملتمس
النيابة العامة
والبث في غيبة المتهم و المسئول عن الحق المدني بأمر يمكنها التعرض عليه بعد
تبليغه و
54يتيح التعرض فرصة المحاكمة الحضورية العادية م383 .
-1التقاط المكالمات الهاتفية و االتصاالت :الموجهة بوسائل االتصال :عن بعد :
هذه االمكاني::ة مخول::ة لقض::اء التحقي::ق كلم::ا اقتض::ت ض::رورة التحقي::ق ،و يمكن
للوكيل العام
للمل::ك ،اذا اقتض::ت ذل::ك ض::رورة البحث أن يلتمس من ال::رئيس األ::ول لمحكم::ة
االستئناف
اال::ذن ل::ه كتاب::ة بالتق::اط المكالم::ات و كاف::ة االتص::االت :المرس::لة بواس::طة وس::ائل
االتصال:
المختلف::ة و تس::جيلها و ذل::ك تحت س::لطته و مراقبت::ه ،و ق::د تم التط::رق لم::دة و
شكليات هذا
االجراء :بكل دقة و أحاطه المشرع بقيود صارمة تكفل حماي::ة حري::ة االش::خاص و
عدم
استغالل هذه االمكانية خالفا :للقانون ،و فرض عقوبات على مخالفتها .
و هو يعتبر اجراء :استثنائيا ،اذ أن األص:ل :ه::و أن ه::ذه االمكاني::ة مخول::ة لقاض::ي
التحقيق ،
متى كانت القضية معروضة عليه غير أنه يمكن للوكيل العام للملك ،اذا اقتض::ت
ضرورة
البحث أن يأمر كتابة بالتقاط المكالم::ات الهاتفي::ة ،وذل::ك اذا ك::انت الجريم::ة تمس
بأمن الدولة
أو جريم:::ة إرهابي:::ة أو تتعل:::ق بالعص:::ابات االجرامي:::ة أو بالقت:::ل أو التس:::ميم أو
باالختطاف و
اخذ الرهائن أو بتزييف أو تزوير النقود أو سندات القرض العام أو بالمخدرات أو
المؤثرات
العقلية أو باألسلحة و الذخيرة و المتفجرات أو بحماية الصحة ،كما تمت بمقتضى
ق.
03.03المتعلق باإلرهاب اضافة الجريمة االرهابية .
اال أنه يجوز و في حال::ة االس::تعجال القص:وى للوكي:ل الع:ام للمل:ك دون الرج::وع
للرئيس
األول أن يأمر بالتقاط المكالمات كتابة متى كانت ضرورة البحث تقتضي التعجي::ل
خوفا من
اندثار وسائل االثبات ،مع اشعار الرئيس األول باألمر الصادر عن::ه وه::ذا األخ::ير
قد يؤيد
قرار التقاط المكالمات ، :أو يعد له ،أو يتم الغاؤه ،و يصدر هذا القرار خالل أجل
24
57ساعة
.
-1حماية الضحايا: :
يقوم وكيل الملك أو الوكيل العام للملك أو قاضي التحقيق كل فيم::ا يخص::ه باتخ::اذ
تدابير
الحماية الكفيلة لتأمين سالمة الضحية و أفراد أسرته أو أقاربه أو ممتلكاته من ك::ل
ضرر
58قد يتعرض له جراء تقديم شكاية .
-3حماية الشهود و المبلغين :
يمكن الملك أو الوكي::ل الع::ام للمل::ك أو قاض::ي التحقي::ق تلقائي::ا بن::اء على طلب إذا
تعلق
األمر بجريمة الرشوة و استغالل النفوذ أو االختالس :أو التبديد أو الغدر أو غسيل
األموال ؛ أو إحدى الجرائم المنصوص عليها في المادة 411أن يتخ::ذ ت::دابير من
أجل
حماية الشاهد أداء المبلغ إما عن طريق إخفاء هويت:ه ،أو إعط:اء هوي:ة مس:تعارة
أو عدم
اإلشارة إلى العنوان الحقيقي ....
-1التسليم المراقب :
يقصد بالسماح المراقب حسب منطوق الم:ادة 117ـ 4ه:و الس:ماح بعب:ور ش:حنة
غير
مشروعة أو يش::تبه في كونه::ا ك::ذلك إلى داخ::ل المغ::رب أو ع::بره أو إلى خارج::ه
دون
ض::بطها ،أو بع::د س::حبها أو إس::تبدالها كلي::ا أو جزئي::ا تحت مراقب::ة الس::لطات
المختصة ،
بقصد التعرف على الوجهة النهائية لهذه الشحنة ،و التح::ري عن هوي::ة مرتكبيه::ا
و
األشخاص المتورطين فيها و إيقافهم.
و يمنح الوكيل العام للملك لدى محكمة اإلستئناف اإلذن بالتسليم المراقب ،وعلى
ضابط الشرطة القضائية تنفيذ بهذا اإلذن إض::افة إلى ض::رورة إخبارالوكي::ل الع::ام
للملك
بك::ل إج::راء تق::وم ب::ه ،وه::ذا األخ::ير ،ال يتخ::ذ أي إج::راء من إج::راءات البحث:
المرتبطة
بعملية التس::ليم الم::راقب أو إيق::اف مرتك::بي الجريم::ة و المت::ورطين فيه::ا إال حين
علمه
بالشحنة إلى وجهتها النهائية م 117ـ 4من ق.م.ج. .
المبحث الثاني :استقالل النيابة العامة
النيابة العامة بالمغرب أي استقالل ؟
ي::وحي العن::وان بالتش::كيك في اس::تقالل النياب::ة العام::ة ،والواق::ع أن ه::ذا التش::كيك
مشروع ،فمن
جهة تعتبر النيابة العامة خصما في الدعوى العمومية ،وجه::ازا يخض::ع للتسلس::ل
اآلداري و
لسلطة ال::رئيس في مواجه::ة الم::رؤوس ،وك::ذا لرئاس::ة الوكي::ل الع::ام للمل::ك ل::دى
محكمة النقض
،لكن و من جه:ة أخ:رى يعت:بر أعض:اء النياب:ة العام:ة قض:اة مثلهم مث:ل 59في
الوضع الحالي
قض:::اة الحكم لهم م:::ا لهم و عليهم م:::ا عليهم من الحق:::وق و الواجب:::ات ،بحيث
يخضعون في
الغ::الب :لنظ::ام أساس::ي موح::د ،وهم مط::البون بتط::بيق الق::انون وفق::ا لنص::وص
الدستور الفصل
441وف::ق الفق::رة الثاني::ة من ق::انون المس::طرة الجنائي::ة بالفص::ل ، 73كم::ا أن
المبادئ الدولية
60متفق على مبدأ استقالل النيابة العامة .
يعتبر استقالل القضاء من بين المب::ادئ األساس::ية بك::ل نظ::ام قض::ائي ح::ديث ،ب::ل
لنظام الحكم
السياس::ي ،و يف::رض إي::الء مؤسس::ته و رجال::ه مكان::ة متم::يزة بين س::لط الدول::ة
األخرى ،ذلك
،فبدون 61أن استقالل السلطة القضائية باعتب:اره مب:دأ دس:توريا تفرض:ه طبيع:ة
القضاء :ذاته
هذا االستقالل ال يمكن للمحاكم أن تنال ثقة المتقاضين ،وال أن يفرض::وها للنظ::ر
في أمور
تتعلق بأشخاصهم و شرفهم و أموالهم ،فموضوع استقالل القضاء بصفة عامة ق::د
حظي
بدراسات واقية و ندوات متعددة فإنه غالبا ما ينصب االهتمام على استقالل القضاء
الجالس:
،بينما الدراسات التي تتناول جهاز النيابة العامة على هذا المس::توى فهي قليل::ة ال
تتجاوز
مسألة اختصاصاتها :و دورها في تحريك الدعوى العمومية أو خصوص::ية ت::دخلها
في القضايا
المدني:::ة ،في حين أن الض:::مانات :ال:::تي يجب أن تحكم عم:::ل القض:::اء :هي تل:::ك
الضمانات التي
تمكن القاضي أن يعمل في إطار محكم من االس::تقالل ،س::واء تعل::ق األم::ر بقض::اء
التحقيق أو
قضاة الحكم أو ممثلين النيابة العامة .
وعليه نق:ترح من ه:ذا المنطل:ق االش:كالية ال:تي يطرحه:ا ه:ذا الموض:وع ،تتعل:ق
بمجال
استقاللية النيابة العامة في المغرب ،واإلطار القانوني و الوظيفي ال::ذي تتج::دد ب::ه
هذه
االستقاللية .
و منه نقترح أن نبحث هذا العرض في مطلبين نتناول في المطلب األول الوضعية
القانوني::ة للنياب::ة العام::ة م::ع الترك::يز على المقتض::يات ال::تي تس::اهم في تحص::ين
استقاللهم أو
على العكس من ذلك يكون لها ت::أثير س::لبي على ه::ذا االس::تقالل بش::كل أو ب::آخر ،
على أن
نتناول في المطلب الثاني مجال استقالل النيابة العامة أثن::اء قيامه::ا بمهامه::ا س::واء
في اطار
عالقتها بقضاء الحكم أو قضاء التحقيق أو عالقتها مع أطراف الدعوى العمومية ،
خصوصا أنها تعتبر بدورها طرفا رئيسيا في هذه الدعوى .
المطلب األول :الوضعية القانونية للنيابة العامة
ان الوضعية القانونية للنيابة العامة تتميز بازدواجي::ة ص::فتها فهي من جه::ة تعت::بر
ممثل
مباشر للسلطة التنفيذية و طرف رئيسي في الدعوى ومن جهة أخرى تعتبر جزءا
ال يتجزأ
من الهيئ::ة القض::ائية ،و له::ذه االزدواجي::ة أثره::ا على النظ::ام الق::انوني للنياب::ة
العامة .....،و
على الصالحيات :المنوطة بها .
الفقرة األولى :ارتباط النيابة العامة بالسلطة التنفيذية .
تعتبر النيابة العامة هيئة من نوع خاص ووسط بين السلطتين التنفيذية و القض::ائية
،وواقع
األم::ر أن الق::ول ب::أن النياب::ة العام::ة ج::زء بين الس::لطة التنفيذي::ة بن::اء على عمله::ا
يتضمن جانبا
اداريا متيسرا لما تتسم به من اس:تقالل مطل:ق في اتخ:اذ الق:رار ال:ذي يع:د س:مة و
ضمانة
62للقاضي :في مهمته الخاصة في قول كلمة القانون
.
ولهذا سوف نتطرق الى بسط اراء القائلين بتبعية النيابة العامة للس::لطة التنفيدي::ة ،
و الذي
اثار نقاشا مستفيضا و خالفات :بين الفقهاء :و الباحثين.
االتجاه األول يرى أن النيابة العام::ة هي ج::زء من الس::لطة القض::ائية ،ألن أعض::اء
النيابة
ليسو في نهاية المطاف سوى قضاة يخضعون للنظام األساسي لرجال القض::اء ،و
لهذا فهم
عادة ما يتأرجحون في مهامهم بين مهام القضاء الجالس :و مهام القضاء الواقف.
االتجاه الثاني يغلب فيه الصفة االدارية للنيابة العامة على صفتها القضائية و دليل::ه
على ذلك
أن النيابة العامة تخضع لتسلسل رئاسي تحت اشراف و رئاسة الوكيل العام للمل::ك
لدى
محكمة النقض خالفا :لقضاء الحكم .
االتجاه الثالث :يرى أن هناك حل وسط بين الرأيين ،بحيث نج::ده يق::وم على فك::رة
أن النيابة
العامة و ان ك::انت ج::زءا من الس::لطة القض::ائية فان::ه في نفس ال::وقت ال يمكن أن
نغض الطرف
عن حقيقة أنها تربطها عالقات وطيدة بالسلطة التنفيذية سيما ه::ذا االتج::اه اعتبره::ا
قضاء من
63نوع خاص أو قضاء مختلط
.
فبعد أن ذهب جانب كبير من الفقه الفرنسي القديم الى ان النياب::ة العام::ة ج::زء من
السلطة
التنفيذية و أن أعضائها هم رجال السلطة التنفيذية لدى المح::اكم ،و ذهب اخ::رون
الى القول
بأن تنفيذ الق::انون هي من وظ::ائف الس::لطة التنفيذي::ة ،و اض::طالع أعض::اء النياب::ة
العامة بهذه
الوظيفة يجعلهم جزءا من هذه السلطة .
وترتيبا على ه::ذه المواق::ف ف::إن الس::لطة التنفيذي::ة هي ال::تي تق::وم بتع::يين أعض::اء
النيابة العامة
وال يتبعون غيرها ،و يتدرج ضمن سلطتها توجيه األ::وامر إليهم لتنفي::ذها ،ومن
المنطلق
حسب هذا الرأي أن يك::ون له::ذه الس::لطة من الوس::ائل الفعال::ة م::ا يخوله::ا إس::تبعاد
عضو النيابة
64العامة و استبداله بغيره لمجرد مخالفته إلرادتها .
يتضح مما سبق أن أعضاء النيابة العامة في المغرب جزء من السلطة القضائية ،
فهم
مستقلون عن السلطتين التشريعية و التنفيذية ،غير أنه يجوز لهذه األخ::يرة –ع::بر
الوكيل
العام للملك لدى محكم::ة النقض_ أن ت::أمرهم بالتص::رف طبق::ا لم::ا تقتض::يه فك::رة
اإلشراف على
السياسة الجنائية األمر الذي يتصف نوعا ما بنوع من التبعية للحكومة.
أوال :خضوع النيابة العامة لتسلسل الرئاسي.
بمقتضى المادة 13من النظام األساسي لرجال القضاء يوضع قضاة النيابة العام::ة
تحت
رئاسة الوكيل العام لدى محكمة النقض ،هو قمة الهرم اإل::داري ال::ذي تنص::ب في::ه
النيابة
العامة مزاولة مهامها.
إن مبدأ خضوع النيابة العامة لسلطة الرئاسة يع::ني أن على عض::و النياب::ة العام::ة
اإلمتثال
ألوامر والتعليمات التي يواجهها إليه رؤسائه المباشرون ،وهكذا فإن ن::واب وكي::ل
الملك
بالمحكمة اإلبتدائية يفرض عليهم القانون اإللتزام بتوجيهات رئيسهم المباش::ر ال::ذي
هو وكيل
الملك :،كما أن للوكيل العام للمل::ك س::لطة إعط::اء تعليم::ات يتعين على نواب::ه وك::ذا
وكيل الملك
أو الوكالء العاملين بالدائرة القضائية لمحكمة اإلستئناف احترامها والعمل بها كم::ا
أن للوكيل
العام للملك بمحكمة النقض سلطة مباش:رة على المح:امين الع:امين وعلى الوك:الء
العامين
بمحاكم اإلستئناف ووكالء الملك.
إن خض::وع النياب::ة العام::ة إلى رئاس::ة الوكي::ل الع::ام للمل::ك ل::دى محكم::ة النقض،
أوجب احترام
التسلسل الترتيبي يمكن أن نستشفه من عدة مقتضيات منصوص عليه::ا في ق.م.ج
وهكذا فإن
المادة 11تنص على أنه" يجب على النيابة العامة أن تقدم ملتمس::ات كتابي::ة طبق::ا
لتعليمات
التي يتلقاه:ا ،ض:من الش:روط المنص:وص عليه:ا في الم:ادة " 14والم:ادة 17في
الفقرة 1
تنص صراحة على أن الوكيل العام للملك يتلقى الشكايات والوش::ايات والمحاض::ر
الموجهة
إليه ويتخذ بشأنها ما ي::راه مالئم::ا من اإلج::راءات :أو يرس::لها مرفق::ة بتعليم::ات إلى
وكيل الملك
المختص".
وتتجلى أيض::ا رئاس:ة الوكي::ل المل::ك ل:دى محكم:ة النقض الم::ادة 411من ق::انون
التنظيمي
المتعل::ق للمجلس االعلى للس::لطة القض::ائية رقم . 41.411بش::روط وكيفي::ة تنقي::ط
القضاة:
وترقيتهم ،الوكيل الملك لدى محكمة النقض ه::و ال::ذي يس::هر على تنقي::ط الوك::الء
العامين لدى
محاكم اإلستئناف ،وهذا يعني أنه هو الذي يتحكم إلى ح::د بعي::د في زم::ام الس::رعة
التي تتم بها
39
بالرغم من أن هذه المقتضيات :تدل داللة قوية على مدى 65ت::رقيتهم إلى درج::ات
أعلى
خضوع النيابة العام::ة لنظ::ام التسلس::ل الرئاس::ي ،فإن::ه يمكن م::ع ذل::ك أن نتص::ور
إمكانية
التحقيق من صراحة هذا المبدأ.
ثانيا :اإلستثناءات الواردة على خضوع النيابة العامة للسلطة الرئاسية.
باعتبار النيابة العامة تابعة لسلطة التنفيذية ،ال يمنع من اتصافها بمميزات خاص::ة
بها نظرا
لوظيفتها المتصلة بالسلطة القضائية ،ذلك ألن النياب:ة العام:ة بص:فتها ممثل:ة الح:ق
العام،
تتوخى تطبيق القانون في إطار المص:لحة العام::ة ،بم::ا فيه::ا الفائ:دة ال:تي برجوه:ا
الخواص من
جناة ومجني عليهم ،الشيء يتطلب توفر صفات هي من صميم شخص::ية القاض::ي
من إلمام
بالقانون وتبحث عن الموضوعية وتعرف باستقالل وحرية وف::ق م::ا يميل::ه ض::مير
اإلنسان
الحر وقناعته التي يكون من متابعته للقضايا :والملفات.
وهكذا فإن مبدأ خضوع النيابة العامة للسلطة الرئاسية يمكن أن تجده مجموعة من
اإلعتبارات :أو اإلستثناءات التي يمكن أن تجعلها فيما يلي:
_ إن اإلجراءات :التي يقوم بها عضو من النياب::ة العام::ة تك::ون ص::حيحة وس::ليمة،
بالرغم من
أنه::ا ق::د تباش::ر بالش::كل ال::ذي تتع::ارض مع::ه أوام::ر وتعليم::ات رئيس::ه ويمكن أن
نتصور هذه
الحالة عندما يتسلح عضو النيابة بالثقة االلزم::ة أثن::اء قيام::ه بمهام::ه وب::الجرأة في
الدفاع عن
مواقفه وقناعته ،ومع ذلك فإن الرئيس الذي يك::ون معارض::ا لتوجه::ه يمكن ل::ه أن
يغيره بأحد
زمالئ:ه إلتم:ام ب:اقي اإلج:رات :وف:ق توجهات:ه ،أو يعطي تعليمات:ه لعض:و آخ:ر من
أعضاء
النيابة العامة لكي يمارس بشأنها اإلج::راءات :األ::ولى ط::رق الطعن المخول::ة ل::ه أن
يمارسها أو
تمارسها بنفسه.
-كم::ا يمكن للنياب::ة العام::ة أن تم::ارس حريته::ا وأن تتح::رر من التقي::د بتعليم::ات
الرؤساء
من خالل استغالل الرخصة الخولة لها في المادة 11من ق .م .ج التي نص على
أنه::ا :وهي ح:رة في تق:ديم المالحظ:ات الش::فهية ال::تي ت:رى أنه::ا ض::رورية لفائ::دة
العدالة،
وذلك باإلقتصار :على تنفيذ التعليمات :من خالل الملتمسات الكتابية ،واإلفصاح عن
قناعتها الخصية شفويا أثناء جلسات الحكم ،وفق منطوق المثل الفرنسي القائل :بأن
القلم عبد والكلمة حرة.
الفقرة الثانية :نسبية الضمانات :القانونية ألعضاء النيابة العامة.
بالرغم من أن أعضاء النيابة العامة يخضعون كزم::الئهم قض::اة الحكم لظه::ير 44
نونبر
لهم 4711 66بمثابة القانون األساسي لرجال القضاء مع ذلك تتم::يز الض::مانات:
الممنوحة
بسمات خاص:ة ناجم:ة عن خض:وعهم لس:لطة الوكي:ل المل:ك ل:دى محكم:ة النقض
ومراقبة
وتوجيه رؤسائهم وذلك سواء فيما يتعلق بضمانات :التعيين والترقية أو فيما يتعل::ق
بتأديبهم.
بالرجوع إلى مرسوم 4741المنظم لشروط وكيفية تنقي::ط نج::د أن الوكي::ل المل::ك
لدى محكمة
النقض هو المختص بتنقيط الوكالء العامين للملك ومن هن::ا يمكنن::ا أن نخلص إلى
أن هرم
السلطة أو مصدر القرار في عمل النيابة العامة ينطلق بشكل رأسي وعم::ودي من
وزير
العدل مرورا بالوكالء العامين للملك وانتهاءا بوكالء الملك :،علم::ا أن اختص::اص
وكيل العام
للملك لدى محكمة النقض يظل إلى غاية اآلن مح::ددا بنص::وص خاص::ة ،ومن هن::ا
تظهر
وتبرز دقة وحساسية مهمة رجل النيابة العامة ،ال::ذي يجب أن تت::وفر في::ه ص::فات
اإلنضباط
لرؤسائه في العمل.
أوال :الضمانات القانونية بشأن التعيين والترقية.
بخصوص موضوع تعيين وترقية أعضاء النيابة العامة وبالرجوع لظهير 4711
،فهو ال
يقيم أي فرق بين قضاة الحكم وقضاة النيابة العامة ،وهك::ذا ف::إن الق::انون األساس::ي
لرجال
القضاء :ينص على طريقتين لتعيين ،طريق المباراة وطرق التعيين المباشر.
فالطريقة األول يخضع له الملحقين القضائيون الحاصلون على اإلجازة والناجحون
في
مباراة المعهد الع:الي للدراس:ات القض:ائية ولمجت:ازون لف:ترة الت:دريب في:ه ،حيث
تعينهم بظهير
شريف باقتراح من المجلس األعلى للقضاء :،أم::ا الطري::ق الث::اني المتعل::ق ب::التعيين
المباشر
فيخص أساتذة الحقوق ،الذين درسوا مادة أساسية لمدة 41س::نوات ،أو المح::امين
الذين
زاولوا مهمة الدفاع لمدة 41سنة ،يعين هؤالء أيضا بظهير ب::اقتراح من المجلس
األعلى
للسلطة القضائية.
ومالحظ في الطريقتين معا هو هيمنة الوكيل الملك لدى محكمة النقض التي تتحكم
في كل
مراح::ل ه::ذه المس::طرة ،بحيث يقتص::ر دور المجلس األعلى للقض::اء على تزكي::ة
التعيين ليس
.باعتب::ار أن الوكي:ل المل:ك ل:دى محكم:ة النقض ه:و ن:ائب رئيس المجلس األعلى
للسلطة 67إال
القضائية الذي هو الملك ،وهو األمر الذي يثير جمل::ة من التس::اؤالت والمالحظ::ات:
تصب في
صلب مسألة استقالل القضاء بصفة عامة ،وليس فقط استقالل النيابة العامة.
وكذا فإن ترقية القض:اة تتم بص::ورة أساس:ية من خال::ل التس:جيل في الئح:ة األهلي:ة
للترقي ،فإن
وضع هذه االلئحة يتم من طرف الوكيل الملك ل::دى محكم::ة النقض بع::د استش::ارة
المجلس
األعلى للسلطة القض::ائية اس::تنادا إلى معي::ار واس::ع وغ::ير دقي::ق وه::و م::ا تقتض::يه
المصلحة :،وقد
تعرضت هذه المسألة النتقادات :كبيرة من طرف الباحثين والفقهاء :،ألنه في نظرهم
إذا
اعمدنا على اعتبار المشرع ،التسجيل في الئحة الترقي::ة ش:رطا ض::روريا للترش:ح
للترقية من
جهة ،وإعطاء الوكيل الملك لدى محكم:ة النقض الس:لطة المطلق:ة من جه:ة ثاني:ة،
في حصر
هذه االلئحة ،فإن المشرع ب:ذلك ق:د وض:ع " ح:ق من:ع ج:واز الس:فر" للترقي:ة بي:د
السلطة
،وهذا ما يتعارض مع مبدأ استقالل 68التنفيذية ال::تي يمثله::ا الوكي::ل المل::ك ل::دى
محكمة النقض
القضاء :الذي يفرض على أن يت::ولى المجلس األعلى للس::لطة القض::ائية إع::داد ه::ذه
اللوائح وفق
معايير محددة وموضوعية منصوص عليها في القانون.
إن الوكيل الملك لدى محكمة النقض يملك حق حذف من الئحة األهلية للترقي بعد
حصرها كإجراء تأديبي ،وهو الحق يجعل منه التحكم كليا من زمام ترقية القض::اة:
سواء
كانوا قضاة حكم أو قضاة النيابة العامة.
ثانيا :نسبة حصانتي العزل والنقل بالنسبة لقضاة النيابة العامة.
إن عدم قابلية القضاء للنقل و العزل تعتبر من أهم ضمانة دس::تورية للقض::اء :على
اإلطالق
غير أن هذه الحصانة خاص::ة بقض::اة االحك::ام :و ح::دهم بنص دس::تور .وال تش::مل
قضاة النيابة
العامة طبقا للفصل 14من الدستور الذي ورد فيه أنه"ال يع::زل قض::اة االحك::ام و
ال ينقلون
إال بمقتضى القانون".
و من خالل هذا يتض::ح جلي::ا أن قض::اة النياب::ة العام::ة ال يتمتع::ون به::ذه الحص::انة
الدستورية،
بالشكل ال::ذي يجعل::ون معرض::ون للنق::ل ألي س::بب من االس::باب ب::ل وح::ثى ب::دون
مبرر،و بذلك
يمكن الت::أثير عليهم أك::ثر إلتب::اع اال::وامر و التعليم::ات الموجه::ة إليهم كم::ا يت::أتى
لرؤسائهم
.مادام أنه خاض::ع للس:لطة 69بس:هولة اختي:ار ممث:ل النياب::ة العام:ة،ووض::عه في
المكان المناسب
الرئاسية ،غير أن::ه ب::الرجوع الى الق::انون االساس::ي لرج::ال القض::اء :ت::بين أن ه::ذه
المالحظة
تنسحب أيضا على قضاة االحكام،ذلك أنه إذا كان النقل ال::ذي يك::ون نتيج::ة لترقي::ة
القاضي :أو
تكيفه بمهام معينة أو بناء على طلبه ال يث::ير أي إش::كال بش::ان م::دى اح::ترام مب::دأ
عدم قابلية
القاضي :أو النقل في اطار االنتداب يبرز تدخال واضحا للسلطة التنفيذية ممثل::ة في
الوكيل
70الملك لدى محكمة النقض
.
و بذلك نجد ان وض::عية القاض:ي :الج::الس :و القض::اء الواق::ف متماثل::ة تقريب::ا اللهم
االختالف:
الموجود على مستوى الشكل ،ذل::ك ان قاض::ي الحكم يتم نقل::ه بظه::ير ب::اقتراح من
المجلس
االعلى ) ف 11من ن.أ( في حين أن قاضي النيابة العامة يتم نقله بظهير ب::اقتراح
من وزير
العدل بعد استشارة المجلس االعلى للقضاء) :ف 13من ن.أ( و ل::و ان::ه من الناحي::ة
العملية
ليس لهذا االختالف أثر يذكر مادام ان استشارة الوكيل المل::ك ل::دى محكم::ة النقض
للمجلس
االعلى للقضاء :ليس لها أي طابع الزامي بحكم أنه هو الذي ينوب عن جاللة المل::ك
في
رئاسة الفعلية.
و نعتقد ان االمر ينطبق كذلك على مسألة عزل القضاة ،حيث يتمتع الوكيل المل::ك
لدى
محكمة النقض بالصالحيات :كبير في مجال المسائلة و الت::أديب س::واء تعل::ق االم::ر
بقضاة
.بخالف الرأي الذي ي:ذهب الي:ه االس:تاذ محم:د عي:اض من 71النياب:ة العام:ة أو
قضاة االحكام
ان قضاة النيابة العامة خالفا :لقضاة الحكم يتمتع::ون بحص::انة الع::زل دون حص::انة
النقل.
و لقد جعل المشرع تحريك مسطرة المتابعة التأديبية بيد الوكيل الملك لدى محكمة
النقض،
فهو الذي يحيل الوقائع المنسوبة الى القاضي على المجلس االعلى للقض::اء ،و ه::و
الذي يعين
القاضي :المقرر بع::د استش::ارة أعض::اء المجلس المعين::ون بق::وة الق::انون فق::ط دون
غيرهم من
االعضاء :المنتخبين.
المطلب الثاني :حدود استقاللية النيابة العامة
رغم ما تمت االشارة اليه من مظاهر ارتب::اط النياب::ة العام::ة بالس::لطة التنفيذي::ة في
شخص.
الوكيل الملك لدى محكمة النقض ،فإنه ال يجيب أن يفهم من ذلك أن االم::ر يتعل::ق
بذلك
الخضوع المطلق الذي ينتفي معه كيان النيابة العامة.إذ انه ال محالة من االعتراف
باالستقالل النظامي الذي يتمتع به النيابة العامة في عالقتها بالس::لطة التنفيذي::ة وم::ع
المحكمة
و اتجاه االطراف الخواص بل و مع نفسها.
إال أنه من جهة أخرى في بعض أعم::ال النياب::ة العام::ة تخض::ع لن::وع من الرقاب::ة
القضائية مما
يفقدها استقالليتها:.
الفقرة االولى :مجال استقالل النيابة العامة في قيامها بالمهام المنوطة بها.
تكمن مظاهر استقالل النيابة العامة في عالقتها مع القضاء :الجالس بم::ا في::ه قض::اء
الحكم
وقضاء التحقيق ،ثم مع أطراف الدعوى.
أوال :استقالل النيابة العامة و اتجاه القضاء :الجالس
يتعين إليضاح صورة هذا االستقالل تجاه القض::اء الج::الس أن نتع::رض في البداي::ة
لقضاء:
الحكم ثم بعد ذلك لقضاة التحقيق.
0ـ استقاللها :عن قضاة الحكم
يتض::ح جلي::ا اس::تقالل النياب::ة العام::ة تج::اه قض::اء الحكم في ان ه::ذا االخ::ير ليس
بمقدوره ان
يوجه لها تعليمات و لو حثى مالحظات تنطوي على تقييم لمواقفها،و غ::دا ك::ان ال
يحق لها
أن توجه لها تعليمات فإنه من غير الممكن تصور أن توج::ه اليه::ا لوم::ا او توبيخ::ا
بصدد القيام
من غير الممكن تصور أن توجه اليها لوما أو توبيخا بصدد القي::ام بمهامه::ا س::واء
كان ذلك
بصفة رسمية او غير رسمية أو سرية.
هذا ع::الوة على ان قض::اء الحكم ليس من ص::الحياته ح::ق المتابع::ة بمع::نى أن::ه ال
يجوز له أن
يضع يده تلقائيا على القض::ايا :قص::د البت فيه::ا م::ا لم توجهه::ا الي::ه النياب::ة العام::ة،
باستثناء ما تم
التنصيص عليه بنص صريح كحالة جرائم الجلسات حيث ينعق::د االختص::اص هن::ا
لقضاء:
الحكم.
2ـ استقاللها :عن قضاء التحقيق
يمكن استقالل النيابة العامة عن قاضي التحقيق في عدم امكانية هذا االخير بوض::ع
يده على
الن::وازل الجنائي::ة من تلق::اء نفس::ه ،و ذل::ك ن::اتج أساس::ا عن اس::تقالل التحقي::ق عن
المتابعة.
إال انه من جهة أخرى فإنه يحق لقاضي التحقيق وضع يده على القضية إذا س::مح
له بذلك
بموجب نص قانوني صريح كما هو الشان بالنس::بة للفص:ل 11 :من ق.م.ج .ال::ذي
يقضي بانه
بمجرد حضور قاضي التحقيق بمكان وقوع الجريمة المتلبس بها فإن الوكيل العام
للملك أو
وكيل الملك و ضابط الشرطة القضائية يتخلون له عن القضية بقوة القانون.
ثانيا :استقاللها :تجاه أطراف الدعوى العمومية
يجد استقالل النيابة العامة تجاه االطراف الدعوى العمومية أساس::ه في تل::ك الص::فة
التي تميز
النياب::ة العام::ة و هي كونه::ا ط::رف رئيس::ي في ال::دعوى تحركه::ا و تمارس::ها من
بدايتها الى
نهايتها مادامت أنها المسؤولة عن الدفاع على المصلحة العامة و أمن المجتمع,
و ال يقتص::ر ه::ذا االس::تقالل :على ط::رف دون االخ::ر و إنم::ا ينس::حب على جمي::ع
اطراف
الدعوى العمومي::ة س::واء ك::انوا من الجن::اة او المج::ني عليهم أو من الجه::ات :ال::تي
نصبت نفسها
طرفا مدنيا للمطالبة بتعويض الضرر االلحق يها من جراء الجريمة.
و من مظاهر االس:تقاللية عن االط:راف ك:ذلك نج:د ان:ه ح:تى عن:دما تب:ادر النياب:ة
العامة بإقامة
الدعوى و تحريك المتابعة فإنها تظل حرة إزاء موق::ف و اراء المج::ني علي::ه ،أي
أنها تظل
حرة في متابعة اجراءات :ال::دعوى بغض النظ::ر عن ع::دم ت::دخل الط::رف الم::دني
للمطالبة بحقه
المدني.أو أنه تدخل ثم تنازل بعد ذل::ك عن ت::اك المطالب::ة بع::د تحري::ك ال::دعوى.و
ذلك نتيجة
لصلح قد يبرمه من الجاني م::ادام ان المش::رع ق::د أوج::د ه::ذه االمكاني::ة و ذل::ك في
نطاق المادة
14من قانون المسطرة الجنائية ،إال أنه تجدر االش::ارة الى أن المش::رع لم يجع::ل
من هذا
الص::لح مج::ردا و إنم::ا جعل::ه مش::روطا بموافق::ة وكي::ل المل::ك و مص::ادقة رئيس
المحكمة
االبتدائية.
و فضال عن ما تمت االشارة اليه و اعماال لمقتض::يات الفق::رة االخ::يرة من الم::ادة
114من
قانون المسطرة الجنائية فإنه يبقى للنيابة العامة حق مواصلة الدعوى كلما ظهرت
عناصر
جديد تمس الدعوى العمومية ،هذا ما لم تكن قد سقطت بالتقادم او بسبب اخر.
كما انه و حثى نضطر النيابة العامة لمتابعة الدعوى العمومية بعد مبادرة المج::ني
عليه
بمسطرة االستدعاء المباشر أو تكوين الطرف المدني ،فغنها تبقى لها كامل الحرية
في
تكييف الوقائع ،و ال ش:يء يلزمه::ا باعتم:اد التك::ييف ال::ذي يؤس:س علي:ه الط:رف
المدني طلباته.
الفقرة الثانية:حدود استقالل النيابة العامة
مما سبق يمكن القول بان المشرع ق::د أولى عناي::ة خاص::ة لمؤسس::ة النياب::ة العام::ة
بالنظر الى
طبيعة وظيفتها و سلطتها باعتبارها عنص::را قاب::ال و جوهري::ا في لقام::ة ال::دعوى
العمومية و
لذلك فإن المشرع و ان حافظ على الدور التقليدي للنياب::ة العام::ة فإن::ه أض::اف له::ا
مهام جديد
بمقتضى مجموعة من التعديالت كان اخرها في سنة 4144بمقتضى القانون رقم
44ـ11
إال انه قد أخضع مباشرة النيابة العامة لهذه الصالحيات لرقابة قض::اء الموض::وع،
و هي
تكون إم:ا رقاب:ة قبلي:ة أو رقاب:ة بعدي:ة و ه:ذا ع:الوة على الرقاب:ة القض:ائية ال:تي
منحت صالحية
مباشرتها لقاضي تطبيق العقوبات.
أوال :الرقابة القضائية على عمل النيابة العامة
نميز في هذا االطار بين الرقابة القبلي::ة ال::تي تتم قب::ل ممارس::ة االج::راءات :و ال::تي
تمارس غالبا
عن طريق االذن و اإلشعار أو رقابة بعدية عن طريق االحالة أو بناءا على طلب.
0ـ الرقابة القبلية
يقصد بالرقابة القبلية كا سبق و أن مر بن::ا تل::ك الرقاب::ة ال::تي تك::ون قب::ل ممارس::ة
النيابة العامة
لصالحيتها :الجديدة و هي كما قلنا إما عن طريق االذن أو عن طريق االشعار.
و هك::ذا يعت::بر اال::ذن مس::طرة تمكن قض::اء الموض::وع من ممارس::ة رقابت::ه على
أعمال النيابة
العامة قبل ممارسة االجراء.
و كأمثلة على ذلك نجد ما نصت علي:ه الم:ادة 411من ق::انون المس:طرة الجنائي:ة
في فقرتها
الثالثة،حيث :خول المشرع المغربي للوكيل العام للمل::ك إذا اقتض::ت ذل::ك ض::رورة
البحث أن
يلتمس كتابة من الرئيس االول لمحكمة االستئناف اص::دار أم::ر بالتق::اط المكالم::ات
الهاتفية
المنجزة عن بعد.
فتكمن هذه الرقابة إذن في ذلك الملتمس الذي يقدم من طرف الوكي::ل الع::ام للمل::ك
الى الرئيس
االول لمحكمة االستئناف إلصدار أم::ر بالتق::اط المكالم::ات :الهاتفي::ة ،و لع::ل الس::بب
الذي جعل
المش::رع يخ::ول ه::ذه الرقاب::ة لقض::اء الموض::وع يكمن في حرص::ه على اح::ترام
الفصل 44 :من
الدستور الذي ينص على أنه"ال تنتهك حرمة المراسالت" و لهذا جع::ل ه::ذا اال::ذن
ضمانة
كبيرة لسرية االتصاالت إذ يتأكد الرئيس االول من أن ضرورة البحث :تقتضي ذلك
و ان
االمر يتعلق بإحدى الجرائم الواردة في المادة 411من قانون المس::طرة الجنائي::ة،
كالجرائم
التي تمس أمن الدولة و النظام العام كجرائم االرهاب و المخدرات.
و تدر االشارة الى أنه حثى في الحالة التي يسمح فيها المشرع للوكيل الع::ام للمل::ك
في حالة
االستعجال القص::وى بص::فة اس:تثنائية ان ي::أمر بالتق::اط المكالم::ات الهاتفي::ة و ذل:ك
للحيلولة دون
اندثار وسائل االثبات فغنه يجب على الوكيل الع::ام للمل::ك أن يش:عر ف::ورا ال::رئيس
باالمر
الصادر عنه ،هنا إذن تكمن الصورة الثانية التي تستلزم ض::رورة إش::عار ال::رئيس
االول الذي
يصدر خال::ل أرب::ع و عش:رين س::اعة مق::ررا بتأيي::د أو تع::ديل ق::رار الوكي::ل الع::ام
للملك.
و ال يكون هذا المقرر الصادر عن الرئيس االول قابال ألي طعن.
2ـ الرقابة البعدية
تتجلى ص::ورة ه::ذه الرقاب::ة في الص::الحيات المخول::ة للنياب::ة العام::ة في المج::االت:
االتية:
أـ رقابة قضاء الموضوع لعمل النيابة العامة في االشراف على الصلح
من الصالحيات الحديدة التي أنيطت بالنيابة العامة نجد االش::راف على الص::لح بين
الخصوم،
و ذلك يمقتضى المادة 14من قانون المسطرة الجنائية حيث أن وكي::ل المل::ك ه::و
الذي أنيطت
به سلطة االشراف على الصلح من خالل محضر يتضمن من اتف::ق علي:ه الطرف:ان
و
اشعارهما أو دفاعهما بتاريخ جلسة المشورة ثم بعد يتم احالة المحضر على رئيس
المحكمة
االبتدائية لييقوم بالتصديق عليه بغرفة المشورة و ذل::ك بحص::ور النياب::ة العام::ة أو
دفاعهم
بموجب أمر قضائي ال يقبل أي طعن.
و ذلك بكون المشرع قد تبنى مب::دأ الص::لح كأس::لوب م::رن لفض النزاع::ات و س::د
باب الشقاق
بصفة نهائية ،و جعل ذلك تحث إشراف النيابة العامة اال أنه ق::د أخض::عها لرقاب::ة
القضاء:
سواء على المستوى الشكل أو على مستوى الموضوع.
فعلى مس::توى الش::كل ،ي::راقب رئيس المحكم::ة أو من ين::وب عن::ه م::دى اح::ترام
الشكليات التي
حددتها الفقرة الثانية من المادة 14من قانون المسطرة الجنائية و المتمثلة في :
ـ التحقق من هوية االطراف أو دفاعها ما لم يتنازال عنه.
ـ توقيع وكيل الملك و االطراف على محضر الصلح.
ـ إشعارها بتاريخ جلسة غرفة المشورة.
و على مستوى الموضوع ،يراقب رئيس المحكمة م::ا إذا ك::ان الص::لح ق::د انص::ب
على
الجرائم المحددة في المادة 14من قانون المس:طرة الجنائي::ة أم ال ؟ ثم ي::راقب م:ا
اتفق عليه
الطرفان ألنه ال يجب أن يكون في اتفاقهم::ا مس::اس بالنظ::ام الع::ام و ي::راقب مبل::غ
الغرامة كما
يراقب أجال تنفيذ الصلح.
ب ـ رقابة قضاء الموضوع ألمر النيابة العامة بارجاع الحالة الى ما كنت عليه
أعطى المش::رع النياب::ة العام::ة من خال::ل :الم::واد 11و 17من ق::انون المس::طرة
الجنائية
صالحية ارجاع الحيازة الى االشخاص الذين كانت لديهم بم::وجب حكم قض::ائي ثم
انتزعت
منهم بفعل اعتداء جرمي بعد تنفيذ الحكم باس::ترداد الحي::ازة و ه::و إج::راء س::يكون
من شانه
تالفي استقرار أثر الجريمة قائما في انتظار صدور حكم قد تط::ول اجراءات::ه غ::ير
أن هذه
السلطة التي منحها المشرع للنيابة العامة قد أحاطه::ا بض::مانة أساس::ية جس::دها في
الرقابة
القض::ائية ،إذ ال ب::د من أن يع::رض االم::ر على المحكم::ة أو هيئ::ة التحقي::ق ال::تي
رفعت اليها
القضية أو التي سترفع اليها خالل ثالثة أيام االكثر لتأييده أو تعديله أو إلغائه.
ثانيا :الرقابة القضائية على عمل النياب::ة العام::ة من خال::ل مؤسس:ة قاض:ي تط::بيق
العقوبات
يعتبر قاضي تطبيق العقوبات من المؤسسات الجديدة التي جاء بها الق::انون الجدي::د
بحيث أنه
لم تكن هناك من قبل أي مقتضيات تهم قاضي تطبيق العقوبة.
و لع::ل العل::ة من اق::راره له::ذه المؤسس::ة تكمن في رغبت::ه في اض::فاء الص::بغة
القضائية على
تنفيذ العقوبات و جعلها تحث المراقبة و ذل::ك حفاظ::ا على حري::ة األف::راد و تج::در
االشارة
أيضا الى أنها مؤسسة مقتبسة من القانون الفرنسي الذي تتمتع فيه بأهمية خاص::ة،
إذا علمنا
ان لها دور اقتراحي فقط كتقديم مقترحات حول االف::راج المقي::د بش::روط العف::و ،و
تتبع تنفيذ
العقوبات المحكوم به::ا من ط::رف المح::اكم و تتب::ع م::دى تط::بيق الق::انون المتعل::ق
بتنظيم
المؤسسات السجنية.
هكذا إذن يتضح من بعض الصالحيات المشار اليها أعاله أن السلطات التي ك::انت
تتمتع بها
النيابة العامة و تباشرها بصفة منفردة دون مراقبة أي جهة أص::بحث االن تم::ارس
تحت
رقابة قاضي تطبيق العقوبات.
50
خاتمة
إن المشرع ولئن كان قد عزز دور النيابة العامة التقليدي ووسع صالحيتها :وكرس
امتيازها
على حساب قضاء التحقيق ،فإنه قد حد من سلطتها فيما يتعلق بعالقتها م::ع قض::اء
الحكم إذ
يالحظ أن المشرع لم يمكن النيابة العامة بآليات جديدة وصالحيات :واس::عة وجعله::ا
بيده على
سبيل اإلطالق ،بل قيدها برقابة القضاء :الذي يرجع له الق::ول األخ::ير في إق::رار م::ا
اتخذته
النيابة العامة من إجراءات :أو إلغائها ،فلقد رأين::ا أن الص::لح المنص::وص علي::ه في
المادة 14ال
يتم ولو س::عت إلى ذل::ك النياب::ة العام::ة إال بع::د مص::ادقة رئيس المحكم::ة محض::ر
الصلح كما أن
إيقاف سير الدعوى العمومي::ة يق::رره قض::اء الحكم وال تمل::ك النياب::ة العام::ة طلب
ذلك إال بناء
على معطيات محددة ورأينا كذلك أن إرجاع الحالة إلى ما كانت علي::ه في ان::تزاع
الحيازة
رهين بإقرار القضاء أيضا وإال اعتبر ما قررته كأن لم يكن.
هذا ما استطعنا الوقوف عنده فيما يتعلق بالدور الجديد للنيابة العامة في ظل قانون
المسطرة
الجنائية الجديد من خالل عالقته بقضاء التحقيق وقضاء الحكم ولقد تحاشينا لدخول
في
شرح تفاصيل هذه األ::دوار والص::الحيات الجدي::دة ألن ال::زمن وح::ده رهين بكش::ف
عيوب أو
مزايا ما مكنه المشرع للنيابة العامة من آليات جديدة للنه::وض ب::دورها وم::ع ذل::ك
ال يفوتنا
اإلدالء بمالحظة مفادها أن المشرع أراد للنيابة أن تكون ليس فقط حامية للمجتم::ع
بما
يضمن له السكينة واألمن بل جعلها وسيلة أيضا للحف::اظ على الرواب::ط االجتماعي::ة
وتماسك
النسيج االجتماعي فضال عن جعلها أداة تستجيب لم:ا يفرض:ه العص:ر من س:رعة
في التدخل
لوضع حد للجريمة وآلثاره::ا في ظ::ل سياس::ة جنائي::ة عام::ة أو ك::ل لهم::ا المش::رع
صراحة
تطبيقها والسهر على تنفيذها وإنجاحها.
51
الئحة المراجع
الكتب
عبد الوهاب حومد ،الموجز في المسطرة الجنائية المغربية ،مكتبة التومي،
الرباط.،
عبد الحق الذهبي ,األ::دوار والمه::ام الجدي:دة المس::ندة للنياب::ة العام::ة في ض:وء
قانون
المسطرة الجنائية الجديد
لطيف::ة ال::داودي",دراس::ة في ق::انون المس::طرة الجنائي::ة وف::ق أخ::ر التع::ديالت"
الطبعة
الخامسة، 2402 ،
عبد الواحد العلمي" شرح قانون الجدي::د المتعل::ق بالمس::طرة الجنائي::ة" الج::زء:
االول،
الطبعة الرابعة، 2400،مطبعة النجاح :الجديدة،
الدكتور عبد الس:الم بنح:دو" الوج:يز في ش:رح المس:طرة الجنائي:ة المغربي:ة",
الطبعة
الثالثة ،0999
احم::د قليش،ماجي::دي الس::عدية ،س::عاد حمي::دي ،محم::د زن::ون "الش::رح العملي
لقانون
المسطرة الجنائية" مكتبة المعرفة ،مراكش ،الطبعة الثالثة .2409
د.عوض محمد عوض" المبادئ العامة لقانون االجراءات :الجنائية" دار
المطبوعات الجامعية.0999،
د.الحبيب بهي"شرح قانون المسطرة الجنائية الجديد" الجزء :الثاني ،دار النشر
المغربية ،الطبعة االولى.2446 ،
52
محمد عياط ،دراسة في المسطرة الجنائية المغربية ،ج ، 0الطبعة ،0سنة
0990 .
عبد العزيز حضري ،القانون الخاص :،مطبعة الحيوز ،وجدة ،الطبع:ة الثالث:ة،
2442
محم:::د االدريس:::ي العلمي المشيش:::ي ،المس:::طرة الجنائي:::ة ،الج:::زء :اال:::ول،
المؤسسات
القضائية ،منشورات جمعية تنمية البحوث و الدراسات القضائئية ،طبعة 0990
المجالت:
مجلة القانون و االقتصاد.كلية الحقوق فاس ،عدد .0994، 6
هشام العماري ،مجرد رأي لتقديم وثيقة المطالبة باستقالل النيابة العامة.
القوانين
قانون المسطرة الجنائية
قانون المسطرة المدنية
دستور المملكة المغربية لسنة 2400
53
الفهرس
تق::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::ديم
ع::ام......................................................................................
4....
المبحث اال:::::::::::ول:ماهي:::::::::::ة و خص:::::::::::ائص النياب:::::::::::ة العام:::::::::::ة و
صالحياتها1:................................
المطلب اال:::::::::::::::::ول :ماهي:::::::::::::::::ة النياب:::::::::::::::::ة العام:::::::::::::::::ة و
خصائصها1:.............................................
الفق:::::::::::::::::::::رة اال:::::::::::::::::::::ولى :ماهي:::::::::::::::::::::ة النياب:::::::::::::::::::::ة
العامة1..............................................................
الفق::::::::::::::::::::رة الثاني::::::::::::::::::::ة :خص::::::::::::::::::::ائص النياب::::::::::::::::::::ة
العامة3..........................................................
اوال :ص:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::فة
الوحدة3................................................................................
ثاني::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::ا :ص::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::فة
االستقاللية1...........................................................................
ثالث::::::::::::::::::::::::::::::::::ا :ص::::::::::::::::::::::::::::::::::فة ع::::::::::::::::::::::::::::::::::دم
المسؤولية1......................................................................
رابع::::::::::::::::::::::ا :ص::::::::::::::::::::::فة ع::::::::::::::::::::::دم القابلي::::::::::::::::::::::ة
للتجريح1...............................................................
خامس::::::::::::::::::::::::::::ا :الت::::::::::::::::::::::::::::درج و الخض::::::::::::::::::::::::::::وع
الرئاسي7...........................................................
سادس:::::::::::::ا :ص:::::::::::::فة الظ:::::::::::::رف االص:::::::::::::لي في ال:::::::::::::دعوى
العمومية41.........................................
س::::::::::::::::ابعا :ع:::::::::::::::دم ارتب:::::::::::::::اط النياب::::::::::::::::ة العام:::::::::::::::ة
بمطالبها44....................................................
المطلب الث:::::::::::::::::::::::::اني :ص:::::::::::::::::::::::::الحيات :النياب:::::::::::::::::::::::::ة
العامة44.....................................................
الفق::::::::::::::::::::::::::::::::رة اال::::::::::::::::::::::::::::::::ولى :وكي::::::::::::::::::::::::::::::::ل
الملك44....................................................................
أوال :ممارس:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::ة ال:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::دعوى
العمومية44.............................................................
ثاني:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::ا :تلقي الش:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::كايات و
الوشايات41............................................................
ثالث:::::::::::::::::::::ا :االم:::::::::::::::::::::ر بالض:::::::::::::::::::::بط و االم:::::::::::::::::::::ر
بالتقديم41........................................................
54
55