You are on page 1of 66

‫تصميم موضوع البحث‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية وخصائص النيابة العامة‬


‫المطلب األول‪ :‬ماهية النيابة العامة وخصائصها‬
‫الفقرة األولى‪ :‬ماهية النيابة العامة‬
‫الفقرة الثاني‪ :‬خصائص النيابة العامة‬
‫أوال‪ :‬صفة الوحدة‬
‫ثانيا‪ :‬صفة االستقاللية‬
‫ثالثا‪ :‬صفة عدم المسؤولية‬
‫رابعا‪ :‬صفة عدم القابلية للتجريح‬
‫خامسا‪ :‬التدرج والخضوع الرئاسي‬
‫سادسا‪ :‬صفة الطرف األصلي في الدعوى العمومية‬
‫سابعا‪ :‬عدم ارتباط النيابة العامة بمطالبها‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صالحيات النيابة العامة في المادة الجنائية‬


‫الفقرة األولى‪ :‬وكيل الملك‬
‫أوال‪ :‬ممارسة الدعوى العمومية‬
‫ثانيا‪ :‬تلقي الشكايات والوشايات‬
‫ثالثا‪ :‬األمر بالضبط واألمر بالتقديم‬
‫رابعا‪ :‬استقبال المحاضر والتقارير‬
‫خامسا‪ :‬قرار الحفظ‬
‫سادسا‪ :‬إشعار الوكيل القضائي للمملكة بالدعوى العمومية‬
‫سابعا‪ :‬تسيير ومراقبة الشرطة القضائية‬
‫ثامنا‪ :‬دور النيابة العامة في مسطرة تسليم المجرمين‬
‫تاسعا‪ :‬دور النيابة العامة في القضاء‪ :‬على الجريمة‬
‫عاشرا‪ :‬سحب الجوازات‪ :‬وإغالق الحدود‬
‫حادي عشر‪ :‬مسطرة الصلح‬
‫الثاني عشر‪ :‬السند القابل للتنفيذ في المخالفات‪:‬‬
‫الثالث‪ :‬عشر‪ :‬األمر القضائي في الجنح‬
‫الرابع عشر‪ :‬إيقاف سير الدعوى العمومية‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الوكيل العام للملك‬
‫أوال‪ :‬الصالحيات التقليدية‬
‫ثانيا‪ :‬الصالحيات‪ :‬الجديدة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬استقاللية النيابة العامة‬


‫المطلب األول‪ :‬الوضعية القانونية للنيابة العامة‬
‫الفقرة األولى‪ :‬ارتباط النيابة بالسلطة التنفيذية‬
‫أوال‪ :‬خضوع النيابة العامة للتسلسل الرئاسي‬
‫ثانيا‪ :‬االستثناءات الواردة على خضوع النيابة العامة للتسلسل الرئاسي‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬نسبة الضمانات' القانونية ألعضاء النيابة العامة‬
‫أوال‪ :‬الضمانات' القانونية بشأن التعيين والترقية‬
‫ثانيا‪ :‬نسبة حصانتي العزل والنقل بالنسبة لقضاة النيابة العامة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حدود استقاللية النيابة العامة‬


‫الفقرة األولى‪ :‬مجال استقالل النيابة العامة في قيامها بالمهام المنوطة بها‬
‫أوال‪ :‬استقالل النيابة العامة تجاه القضاء‪ :‬الجالس‬
‫ثانيا‪ :‬استقاللها تجاه أطراف الدعوى العمومية‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حدود استقالل النيابة العامة‬
‫أوال‪ :‬الرقابة القضائية على عمل النيابة العامة‬
‫ثانيا‪ :‬الرقابة القضائية على عمل النيابة العامة من خالل مؤسسة قاضي تطبيق‬
‫العقوبات‬

‫تقديم عام‪:‬‬
‫تعتبر النيابة العامة قضاء خاص‪ ،‬قائم لدى المحاكم الجنائية‪ ،‬لتمثيل المجتمع وهي‬
‫مكلفة بإقامة الدعاوى العمومي‪::‬ة‪ ،‬ومباش‪::‬رتها وحم‪::‬ل المح‪::‬اكم على جع‪::‬ل أحكامه‪::‬ا‬
‫منطبقة على القوانين النافذة‪ ،‬ثم تنفيذ هذه األحكام بعد اكتسابها الدرجة القطعية‪.1‬‬
‫وقد اختلف المؤرخون في تحديد التاريخ الحقيقي الذي ظهرت فيه مؤسسة النيابة‬
‫العامة فذهب البعض إلى أن زمن ظهورها يعود إلى القانون الروم‪::‬اني‪ ،‬لكن ذل‪::‬ك‬
‫يبقى محل نظر خصوصا عند مجابهتها بالوثائق التي عثر عليها بعض المؤرخين‬
‫في القرن ‪ 14‬الميالدي‪ ،‬من بينها رس‪::‬الة وجهه‪::‬ا مل‪::‬ك فرنس‪::‬ا فيليب الخ‪::‬امس إلى‬
‫وكالئه‪ ،‬يمنع عليهم فيه‪::‬ا ص‪::‬راحة االنتص‪::‬اب كط‪::‬رف في ال‪::‬دعوى ال‪::‬تي ال تمس‬
‫حقوق الملك وال مصالحه المالية‪.‬‬
‫وق‪::‬د ع‪::‬رفت ه‪::‬ذه المؤسس‪::‬ة في ذل‪::‬ك العه‪::‬د "برج‪::‬ال المل‪::‬ك «‪ ،‬وك‪::‬انت مهمتهم‬
‫االساس‪::‬ية تنحصر في ال‪::‬دفاع عن حق‪::‬وق المل‪::‬ك‪ ،‬والس‪::‬هر على حماي‪::‬ة االمالك‬
‫الملكية‪ ،‬وكان رجال الملك يأخذون مواقعهم في قاعات المح‪::‬اكم وهم وق‪::‬وف على‬

‫‪1‬‬
‫بالطة خشبية منفصلين عن الخصوم‪ ،‬وعن هيئ‪::‬ة الحكم‪ ،‬ومن هن‪::‬ا س‪::‬مو بالقض‪::‬اء‬
‫الواقف‪ ،‬لكونهم كانوا يقفون عند مخاطبتهم للمحكمة‪.‬‬
‫وبع‪::‬د تط‪::‬ورات تاريخي‪::‬ة‪ ،‬أص‪::‬بح رج‪::‬ال المل‪::‬ك يش‪::‬كلون ج‪::‬زءا من تش‪::‬كيلة هيئ‪::‬ة‬
‫المحكمة ثم أصبحت‪ :‬مهامهم أخذة في إسناد اختصاصات‪ :‬جدي‪::‬دة ش‪::‬يئا فش‪::‬يئا‪ ،‬مم‪::‬ا‬
‫جعل النيابة العامة تحتل موقعا متميزا داخل المحكمة‪.‬‬
‫أما في المغرب‪ ،‬فالنيابة العامة تشكل جهازا موحدا على رأسه الوكيل العام للمل‪::‬ك‬
‫لدى محكمة النقض حسب التعديالت األخيرة التي ج‪::‬اء به‪::‬ا ق‪::‬انون ‪،100 :- 13‬‬
‫فهي تمثل المجتمع أمام المحاكم الزجرية‪ ، 2‬وهي جزء من ه‪:‬ذه األخ‪::‬يرة وتختص‬
‫أساسا بتحريك الدعوى العمومية‪ ،‬ومباشرة سيرها حتى نهايتها‪ .‬وه‪::‬و م‪::‬ا أش‪::‬ارت‬
‫إليه المادة ‪ 36‬من قانون المسطرة الجنائية "تتولى النيابة العام‪::‬ة إقام‪::‬ة وممارس‪::‬ة‬
‫الدعوى العمومية ومراقبتها‪ ،‬وتطالب بتطبيق القانون‪ ،‬ولها أثناء ممارس‪::‬ة مهامه‪::‬ا‬
‫الحق في تسخير القوة العمومية مباشرة"‪.‬‬
‫والنيابة كطرف أصلي في الدعوى العمومية تنعت –كما س‪::‬لف‪ -‬بالقض‪::‬اء الواق‪::‬ف‬
‫في الفقه الجنائي‪ ،‬وذلك الن ممثلها يق‪::‬ف لزام‪::‬ا حين يأخ‪::‬ذ الكلم‪::‬ة أم‪::‬ام المحكم‪::‬ة‪،‬‬
‫لبس‪::‬ط مطلب االدع‪::‬اء الش‪::‬فوية أو المناقش‪::‬ة أوج‪::‬ه إس‪::‬ناد التهم‪::‬ة إلى المتهم‪ ،‬على‬
‫عكس قضاة األحكام الذين ال يقفون أبدا ولذلك يسمون بالقضاء‪ :‬الجالس‪.‬‬
‫كما تنعت النيابة العامة بالطرف الشريف في الدعوى‪ ،‬ألنه ل‪::‬و ج‪::‬رت الع‪::‬ادة على‬
‫أن‬
‫تلتمس دائما إدانة المتهم وتشديد العقوبة‪ ،‬س‪::‬عيا منه‪::‬ا إلى ال‪::‬دفاع عن المجتم‪::‬ع من‬
‫كيد‬
‫المجرمين واالشرار‪ ،‬فإنها مع ذلك تنبهت إلى ألن التماسها بإدانة المتهم يتع‪::‬ارض‬
‫مع العدالة بسبب غلبة أدل‪:‬ة ال‪:‬براءة إلى ج‪:‬انب المتهم‪ ،‬فإنه‪:‬ا تع‪:‬دل عن ملتمس‪:‬اتها‬
‫السابقة –ولو كانت مكتوبة‪ -‬وتدافع عن األصل الذي هو البراءة‪.‬‬
‫ويمثل النيابة العامة أم‪:‬ام المح‪:‬اكم االبتدائي‪:‬ة وكي‪:‬ل المل‪:‬ك أو بواس‪:‬طة نوابه‪ ،3‬وهم‬
‫يخض‪::‬عون إلش‪::‬رافه ومراقبت‪::‬ه‪ ،‬وإلي‪::‬ه يرج‪::‬ع االختص‪::‬اص في تحري‪::‬ك ومتابع‪::‬ة‬
‫الدعوى العمومية بالنسبة للجنح والمخالفات التي تختص المحكمة االبتدائية بالنظر‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫أما لدى محكمة االستئناف فتتكون النياب‪::‬ة العام‪::‬ة من الوكي‪::‬ل الع‪::‬ام للمل‪::‬ك بوص‪::‬فه‬
‫رئيسا للنيابة العامة‪ ،‬وممثال لها ويس‪::‬اعده ن‪::‬واب يخلفون‪::‬ه في حال‪::‬ة ح‪::‬دوث م‪::‬انع‪،‬‬
‫وإليه يرجع االختص‪:‬اص في تحري‪:‬ك ال‪:‬دعوى العمومي‪:‬ة في الجناي‪:‬ات‪ 4:‬كم‪:‬ا يك‪:‬ون‬
‫مختصا في متابعة الجنح التي تكون مرتبطة بها‪.‬‬
‫أما النيابة لدى محاكم النقض فيمثلها الوكيل العام للملك يساعده في ذل‪::‬ك مح‪::‬امون‬
‫عامون وف‪::‬ق الفص‪:‬ل‪ 11 :‬من ظه‪::‬ير التنظيم القض‪::‬ائي وفيم‪::‬ا يخص أقس‪::‬ام قض‪::‬اء‪:‬‬
‫القرب‪ :،‬فإن النيابة العام‪::‬ة تختص بإحال‪::‬ة المحاض‪:‬ر‪ :‬المنج‪::‬زة من ط‪::‬رف الش‪::‬رطة‬
‫القضائية‪ ،‬والمتعلقة بالجرائم المنصوص عليها في المواد ‪15‬و‪16‬و‪ 17‬من قانون‬
‫‪ 10-42‬المتعلق بأقسام قضاء القرب‪.‬‬ ‫رقم‬
‫وبخصوص المحاكم االستثنائية أو المتخصص‪::‬ة‪ ،‬فالنياب‪::‬ة العام‪::‬ة فيه‪::‬ا ممثل‪::‬ة أم‪::‬ام‬
‫المحكمة الدائمة للقوات المسلحة الملكية بمن‪:‬دوب للحكومة‪ ،5‬أم‪:‬ا المح‪:‬اكم المالي‪:‬ة‬
‫فيمثل النيابة العامة‬
‫ل‪::‬ديها الوكي‪::‬ل الع‪::‬ام للمل‪::‬ك ل‪::‬دى المجلس األعلى للحس‪::‬ابات ووكي‪::‬ل المل‪::‬ك ل‪::‬دى‬
‫المجالس الجهوية للحسابات‪.:‬‬
‫انطالقا مما سلف يتضح أن النيابة العامة مؤسسة قائمة بذاتها تت‪::‬ولى مهم‪::‬ة تمثي‪::‬ل‬
‫المجتمع خاصة أمام المحاكم الزجرية‪ ،‬وهذا م‪::‬ا س‪::‬نقوم بدراس‪::‬ته من خالل ط‪::‬رح‬
‫اإلشكالية التالية المتعلقة بمدى صالحيات‪ :‬النيابة العامة في الميدان الجنائي‪:،‬‬
‫وتتفرع أسئلة من هذه اإلشكالية المحورية وهي كالتالي‪:‬‬
‫ما هي النيابة العامة؟‬ ‫‪‬‬
‫خصائص النيابة العامة؟‬ ‫‪‬‬
‫الطبيعة القانونية للنيابة العامة؟‬ ‫‪‬‬
‫وكرد على التساؤالت‪ ،‬واالجابة عن االشكاالت المطروحة يتطلب منا الموض‪::‬وع‬
‫معالجته وفق التصميم التالي‪:‬‬

‫المبحث الاول‪ :‬ماهية النيابة العامة الخصائص والصالحيات‪.‬‬


‫المطلب االول‪ :‬ماهية النيابة العامة وخصائصها‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪5‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬صالحية النيابة العامة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬استقالل النيابة العامة‪.‬‬
‫المطلب االول‪ :‬الوضعية القانونية للنيابة العامة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حدود استقاللية النيابة العامة‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية وخصائص النيابة العامة وصالحياتها‬
‫بمجرد ارتكاب الجريمة‪ ،‬ينشئ ح‪:‬ق الدول‪::‬ة في العق‪:‬اب‪ :‬عن طري‪:‬ق النياب‪:‬ة العام‪::‬ة‬
‫التي تمثل المجتمع‪ ،‬وذلك لكيال يتم النيل من حقوق وحرية األفراد ذلك عن طريق‬
‫تنظيم اس‪::‬تعمال ح‪::‬ق العق‪::‬اب لتحقي‪::‬ق العدال‪::‬ة الجنائية‪ .‬وعلي‪::‬ه‪ ،‬س‪::‬نتناول في ه‪::‬ذا‬
‫المبحث ماهي‪::‬ة النياب‪::‬ة العام‪::‬ة وخصائص‪::‬ها‪( :‬المطلب االول)‪ ،‬ثم (المطلب الث‪::‬اني)‬
‫صالحيات النيابة العامة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية النيابة العامة وخصائصها‬
‫سنعالج في الفقرة األولى ماهية النياب‪::‬ة العام‪::‬ة‪ ،‬على أن نتط‪::‬رق في الفق‪::‬رة الثاني‪::‬ة‬
‫لخصائص النيابة العامة‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬ماهية النيابة العامة‬
‫يطلق مص‪::‬طلح النياب‪::‬ة العام‪::‬ة في النظ‪::‬ام القض‪::‬ائي المغ‪::‬ربي على فئ‪::‬ة من رج‪::‬ال‬
‫القضاء‪ ،‬يوحدهم جميعا الجهاز القضائي‪ :‬ويشملهم النظام األساسي لرجال القضاء‬
‫فهم يش‪::‬كلون الهيئ‪::‬ة المهني‪::‬ة الثاني‪::‬ة في التنظيم القض‪::‬ائي المغ‪::‬ربي‪ ،‬ويق‪::‬وم بمه‪::‬ام‬
‫النيابة العامة قضاة بمختلف درجات المحاكم كما جاء في تأليفها وتنظيمها الظه‪::‬ير‬
‫الش‪:::‬ريف رقم ‪1.74.338‬الم‪:::‬ؤرخ في ‪ 15‬يولي‪:::‬وز ‪ 1974‬المتعل‪:::‬ق ب‪:::‬التنظيم‬
‫القضائي‪ :‬للمملكة الفصول ‪.6,10, 2‬‬
‫وبالنس‪::‬بة للجلس‪::‬ات‪ :‬ال‪::‬تي تعق‪::‬دها هيئ‪::‬ة الحكم في القض‪::‬ايا‪ :‬الجنائي‪::‬ة‪ ،‬يع‪::‬د حض‪::‬ور‬
‫القاضي‪ :‬في الممثل للنيابة العامة دائما –وذلك دون مشاركته في المداولة وإصدار‬
‫‪6‬‬
‫األحكام‪-‬عنصرا أساسيا في تشكيلها‪ ،‬وضروريا لصحة انعقادها‪.‬‬
‫وهكذا فإن النيابة العامة تقوم بمساعدة ضباط الشرطة القضائية بالتثبت من وق‪::‬وع‬
‫الجريمة وجم‪::‬ع األدل‪::‬ة عنه‪::‬ا والبحث عن مرتكبيه‪::‬ا ثم بع‪::‬د ذل‪::‬ك إقام‪::‬ة ال‪::‬دعوى‬
‫العمومي‪::‬ة ض‪::‬د من يكتشف عن ض‪::‬لوعه في ارتك‪::‬اب الجريم‪::‬ة كفاع‪::‬ل أص‪::‬لي أو‬
‫مش‪::‬ارك أو مس‪::‬اعد لتط‪::‬بيق علي‪::‬ه العقوبة المق‪::‬ررة في الق‪::‬انون الجن‪::‬ائي‪ :،‬ومن ثم‬
‫‪7‬‬
‫فالنيابة العامة تنوب عن المجتمع في الدفاع عن حقه في حياة آمنة‬

‫‪6‬‬
‫‪7‬‬
‫وقد عرفها المشرع المص‪::‬ري على أنه‪::‬ا ش‪::‬عبة من ش‪::‬عب الس‪::‬لطة القض‪::‬ائية وهي‬
‫النائبة عن المجتمع والممثلة له وتتولى تمثيل المصالح العام‪:‬ة وتس‪:‬عى إلى تحقي‪:‬ق‬
‫موجبات القانون‪.‬‬
‫ونص المشرع المصري على أنها تخص أساسا تحري‪::‬ك ال‪::‬دعوى الجنائي‪::‬ة وتت‪::‬ابع‬
‫إجراءاتها‪ :‬أمام المحاكم حتى يصدر فيها حكم بات‪...‬‬
‫ولما كانت النيابة العامة تتشكل من فئة القضاء‪ :‬فإن المشرع ق‪::‬د خص‪::‬ها بمجموع‪::‬ة‬
‫من الخصائص لتمييزها عن قضاة الحكم‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص النيابة العامة‬
‫تمتاز النيابة العامة بعدة خصائص هي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬صفة الوحدة‬
‫مضمون هذه الخاصية أن النيابة العامة واحدة ال تتجزأ ويقصد بذلك أنه يحق لكل‬
‫عضو من أعضائها وفي محكمة من نوع ودرجة واحدة يمكن أن يقوم بأي إجراء‬
‫من إجراءات‪ :‬الدعوة العمومية ‪8‬عوض عض‪:‬و أو أعض‪:‬اء آخ‪:‬رين في ه‪:‬ذه الهي‪:‬أة‪،‬‬
‫ويكون هذا اإلجراء صحيحا‪ :‬ومنتجا آثاره‪ ،‬كتكليف أحد ممثلي النيابة العام‪::‬ة ل‪::‬دى‬
‫المحكمة االبتدائية زميال له بنفس هيئة نيابة المحكمة بأن يقدم ملتمساته الكتابية أو‬
‫الش‪::‬فوية عوض‪::‬ا عن‪::‬ه في قض‪::‬ية من القض‪::‬ايا‪ :،‬ب‪::‬ل وفي الجلس‪::‬ة الواح‪::‬دة يمكن أن‬
‫يخلف أحد أعضاء النيابة العامة زميله والمحاكمة جارية ال تتوقف‪.9‬‬
‫ولعل ما يفسر هذا أن قضاة النيابة العام‪::‬ة ليس‪::‬ت لهم شخص‪::‬ية مس‪::‬تقلة عن الهيئ‪::‬ة‬
‫التي ينتمون إليها‪ ،‬فهم يمثلونها وأعم‪::‬الهم تتم باس‪:‬مها ولحس‪::‬ابها‪ ،‬وهم على خ‪:‬الف‬
‫قضاة الحكم في الحكمة الواحدة‪ ،‬الذين ال تحكمهم ميزة الوحدة‪ ،‬بحيث يمتن‪:‬ع تبع‪:‬ا‬
‫ل‪::‬ذلك تن‪::‬اوبهم في الجلس‪::‬ات‪ ،‬أو حل‪::‬ول البعض مح‪::‬ل البعض اآلخ‪::‬ر ن‪::‬زوال عن‪::‬د‬
‫ص‪::‬راحة الم‪::‬ادة ‪ 297‬من ق‪.‬م‪.‬ج ال‪::‬تي ص‪::‬رحت بأن‪::‬ه "يش‪::‬ترط لص‪::‬حة انعق‪::‬اد‬
‫الجلسات‪ :‬أن تشكل كل هيئة قضائية طبقا للق‪::‬انون المؤس‪::‬س لها‪ .‬يجب تحت طائل‪::‬ة‬
‫البطالن أن تصدر مقرراتها من القضاة شاركوا في جميع المناقشات‪.:‬‬
‫إذا تعذر حضور قاض أو أك‪::‬ثر أثن‪::‬اء النظ‪::‬ر في القض‪::‬ية‪ ،‬تع‪::‬اد المناقش‪::‬ات‪ :‬مـــن‬
‫جديد‪."...‬‬

‫‪8‬‬
‫‪9‬‬
‫ومع أن أعض‪:‬اء النياب‪::‬ة العام‪:‬ة غ‪::‬ير مس‪:‬تقلين شخص‪::‬يا من الهي‪:‬أة ال‪:‬تي يمثلونه‪::‬ا‪،‬‬
‫بحيث أن أعم‪::‬الهم تعت‪::‬بر ص‪::‬ادرة من جه‪::‬از قض‪::‬ائي‪ ،‬إال أن ه‪::‬ذا األم‪::‬ر مش‪::‬روط‬
‫باحترام حدود االختصاص‪ ،‬الترابي والنوعي والوالئي العائ‪::‬د للنياب‪::‬ة العام‪::‬ة أم‪::‬ام‬
‫كل محكمة من المحاكم الموجودة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صفة االستقاللية‪.‬‬
‫تتميز النيابة العامة باستقاللها عن كل الخصوم والمحكمة واإلدارة‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫فاستقاللها عن الخصوم مؤكد في سلطة المالءمة الثابتة لها بقوة القانون‬
‫في تحريكها لل‪::‬دعوى العمومي‪::‬ة أو تركه‪::‬ا بس‪::‬بب م‪::‬ا ت‪::‬راه يحق‪::‬ق المص‪::‬لحة العلي‪::‬ا‬
‫للمجتمع‪ .‬أم‪::‬ا اس‪::‬تقاللها من المحكم‪::‬ة فث‪::‬ابت حيث ال يج‪::‬وز لقاض‪::‬ي الحكم أو‬
‫التحقيق أن يضع يده على القض‪::‬ية مباش‪::‬رة – م‪::‬ا لم يج‪::‬ز الق‪::‬انون ص‪::‬راحة ذل‪::‬ك‪-‬‬
‫دون أن تقام دعوى من النيابة العامة‪ .‬كما ال يجوز للمحكمة أن تق‪:‬وم بانتق‪::‬اد س‪:‬لك‬
‫النيابة العامة في تسرعها في إقامة الدعوى والعمومية أثناء المحاكم‪::‬ة عن طري‪::‬ق‬
‫توجيه اللوم من رئيس الجلسة شفويا لممثل النيابة العامة أو في صلب الحكم كتابة‬
‫الن ذلك إن وق‪::‬ع فه‪::‬و يك‪::‬ون س‪::‬ببا للطعن في الحكم ال‪::‬وارد في‪::‬ه ه‪::‬ذه المالحظ‪::‬ات‬
‫واالنتقادات‪.‬‬
‫أما استقاللها تجاه االدارة‪ ،‬فنابع من طبيعتها التي تسمح بنعتها بأنها هيئ‪::‬ة قض‪::‬ائية‬
‫من نوع‪ ،‬خاص فأعضاؤها قضاة ينتم‪::‬ون للس‪::‬لك القض‪::‬ائي‪ ،‬وم‪::‬ع أنهم يخض‪::‬عون‬
‫إلشراف وسلطة وزير العدل ‪،‬فإن هذا ال يجعل من مؤسسة النياب‪::‬ة العام‪::‬ة جه‪::‬ازا‬
‫إداريا صرفا فخضوع النيابة لسلطة وزير العدل مقتص‪::‬ر فق‪::‬ط على م‪::‬ا تقدم‪::‬ه من‬
‫ملتمسات كتابية ‪،‬أما المداخالت الشفوية التي تجب للنيابة العامة فيحق‪::‬ق له‪::‬ا ق‪::‬درا‬
‫من االستقالل اتجاه السلطة الرئاسية التي يخضع لها أعضاؤها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬صفة عدم المسؤولية‪.‬‬
‫تع‪::‬ني ه‪::‬ذه الخاص‪::‬ية ع‪::‬دم مس‪::‬ؤولية أعض‪::‬اء النياب‪::‬ة العام‪::‬ة من أعم‪::‬الهم أثن‪::‬اء‬
‫ممارستهم لمهامهم في المتابعة والمراقب‪::‬ة في مع‪::‬دنها األص‪::‬يل اقتض‪::‬تها ض‪::‬رورة‬
‫تمكين ه‪::‬ذه الهي‪::‬أة من أداء مأموريته‪::‬ا النبيل‪::‬ة ال‪::‬تي هي ال‪::‬دفاع عن المجتم‪::‬ع من‬
‫األشرار وحفظه من الجريمة‪ .‬لذلك فإذا انتهت متابعة شخص م‪::‬ا إلى التبرئ‪::‬ة مثال‬
‫فات يسوغ والحالة هذه أن يقوم هذا المبدأ ويطالب بتعويضه شخص‪::‬يا‪ ،‬من عض‪::‬و‬
‫النيابة العامة الذي قد يكون اتخذ اإلجراء طبقا لقواعد المس‪::‬ؤولية المدني‪::‬ة‪ ،‬وأيض‪::‬ا‬
‫‪10‬‬
‫ال يسوغ متابعته جنائيا أمام قاضي التحقيق لكون عض‪::‬و النيابة العام‪::‬ة ق‪::‬د اعت‪::‬دى‬
‫على حق الشخص المبرأ في الحرية المكفولة دستورا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬صفة عدم القابلية للتجريح‬
‫المقصود بها حسب بعض الفقه‪ 11‬هو ع‪:‬دم س‪:‬ماح النياب‪:‬ة العام‪:‬ة لخص‪:‬ومها بتق‪:‬ديم‬
‫طلبات‪ ،‬ترمي إلى نزع صالحية أعضاء النيابة العامة في ممارس‪::‬ة إج‪::‬راء متعل‪::‬ق‬
‫بالخصومة الجنائية عموما مخافة تحيزا أو تحامل إلى غير ذلك من األسباب ال‪::‬تي‬
‫قد يراها المدعى عليه قائمة لصداقة هذا العضو ألحد األطراف أو لدائنيه‪...‬‬
‫وبوجوب المادة ‪ 273‬من ق‪.‬م‪.‬ج نج‪::‬د أن المش‪::‬رع ق‪::‬د نص على إمكاني‪::‬ة تج‪::‬ريح‬
‫قضاة الحكم‪ ،‬وكذا قضاة التحقيق‪ ،‬دون قضاة النياب‪::‬ة العام‪::‬ة‪ ،‬ال‪::‬ذي نص ص‪::‬راحة‬
‫‪12‬‬
‫على منع تجريحهم بموجب المادة ‪ 274‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬ويرى بعض الفق‪::‬ه الغ‪::‬ربي‬
‫أنه كان لزاما على المشرع وه‪::‬و بص‪::‬دد إع‪::‬داد المس‪::‬طرة الس‪::‬ماح بتج‪::‬ريح قض‪::‬اة‬
‫النيابة العامة مثلما سمح بتج‪::‬ريح قض‪::‬اة الحكم‪ ،‬وش‪::‬دهم في ذل‪::‬ك أن قض‪::‬اة النياب‪::‬ة‬
‫العامة في القانون المغربي لهم علميا من الس‪::‬لطات القض‪::‬ائية والتحقيقي‪::‬ة النص‪::‬يب‬
‫الكب‪::‬ير يفتق‪::‬د في‪::‬ه المش‪::‬بوه في‪::‬ه إزاءه‪::‬ا ألبس‪::‬ط الض‪::‬مانات ال‪::‬تي ينبغي أن تك‪::‬ون‬
‫لألعمال القضائية الماسة بالحرية وهو قرينة ال‪::‬براءة إلى أن يثبت العكس‪.‬إن مب‪::‬دأ‬
‫عدم قابلية النيابة العامة للتج‪::‬ريح ينس‪::‬جم م‪::‬ع مب‪::‬دأ االس‪::‬تقاللية طالم‪::‬ا أن مؤسس‪::‬ة‬
‫النيابة العامة طرف و خصم محايد وشريف في الدعوى العمومية‪ ،‬هدف‪::‬ه األس‪::‬مى‬
‫تتبع األفعال و التروك المجرمة والض‪::‬ارة ب‪::‬المجتمع و تط‪::‬بيق مقتض‪::‬يات‪ :‬الق‪::‬انون‬
‫‪13‬‬
‫الجنائي في شأنها‬
‫خامسا‪ :‬التدرج والخضوع‪ .‬الرئاسي‪.‬‬
‫مفهوم ه‪:‬ذه الخاص‪:‬ية أن ك‪:‬ل عض‪:‬و من أعض‪:‬اء النياب‪:‬ة العام‪:‬ة م‪:‬رؤوس خاض‪:‬ع‬
‫لرئيس الهيئة التي يتبعها في حدود الدائرة القضائية ال‪:‬تي تختص به‪:‬ا ه‪:‬ذه الهيئ‪:‬ة‪،‬‬
‫بحيث يتلقى منه التعليمات‪ :‬مباشرة ويكون واجب‪::‬ا علي‪::‬ه تنفي‪::‬ذها وإال ع‪::‬رض نفس‪::‬ه‬
‫للجزاءات التأديبية لكن م‪::‬ا م‪::‬دى ص‪::‬حة اإلج‪::‬راء ال‪::‬ذي يتخ‪::‬ذه أح‪::‬د أعض‪::‬اء هيئ‪::‬ة‬
‫النيابة العامة خالفا لتعليمات التي يتلقاها من رئيسه؟‬
‫ونسوق مثال كأن يأمر الوكيل العام للملك ل‪:‬دى محكم‪:‬ة النقض ألح‪:‬د وكي‪:‬ل المل‪:‬ك‬
‫بإحدى المحاكم بعدم إثارة المتابع‪::‬ة وحفظه‪::‬ا أو بع‪::‬دم التم‪::‬اس تحقي‪::‬ق أو ممارس‪::‬ة‬
‫‪11‬‬
‫‪12‬‬
‫‪13‬‬
‫الطعن لكن رغم ذلك تم تحري‪::‬ك ال‪::‬دعوى العمومي‪::‬ة أو التمس تحقي‪::‬ق أو م‪::‬ورس‬
‫الطعن من قبل الوكيل العام للملك‪ ...‬فإن جمي‪::‬ع اإلج‪::‬راءات‪ :‬ال‪::‬تي يخوله‪::‬ا الق‪::‬انون‬
‫مباشرة لهذه األخير ومن دون تدخل من أحد تمض‪::‬ي وتك‪::‬ون ص‪::‬حيحة ناف‪::‬ذة تنتج‬
‫كل آثارها القانونية للملك لدى محكمة النقض‪ ،‬طلب إلغاء اإلجراءات المتخ‪::‬ذة‪ ،‬أو‬
‫التراجع عنها وتبقى بالتالي صحيحة ومنتجة آثارها‪.‬‬
‫وإذا انتهينا الى أن المرؤوس يتقيد بأوامر الرئيس وذلك على األق‪::‬ل في إط‪::‬ار ك‪::‬ل‬
‫هيئة على حدة‪ :‬فما هو مدى هذا الخضوع؟ هن‪::‬ا توج‪::‬د قاع‪::‬دة القلم أس‪::‬ير واللس‪::‬ان‬
‫حر هي تقضي بأن عضو النيابة العامة إذا كان يتقيد بالموقف الذي اتخذت‪::‬ه الهيئ‪::‬ة‬
‫أي النيابة العامة من القضية وينقله كما ه‪:‬و الى هيئ‪:‬ة الحكم‪ ،‬فإن‪:‬ه ال ش‪:‬يء يمنع‪:‬ه‬
‫من التصرف بحرية وعند بسط المالحظات‪ :‬الشفوية‪ ،‬الن الموقف الرسمي للنياب‪::‬ة‬
‫‪14‬‬
‫العامة يكون مكتوبا ويسمى بملتمسات النيابة العامة‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬صفة الطرف األصلي في الدعوى العمومية‪.‬‬
‫ما ال شك أن النيابة العامة مؤسسة تمثل المجتم‪::‬ع أم‪::‬ام المح‪::‬اكم الزجري‪::‬ة‪ ،‬ناهي‪::‬ك‬
‫عن أدوارها األخرى‪ ،‬والتي حددتها الفص‪:‬ول من ‪ 6‬الى ‪ 10‬من ق‪:‬انون المس‪:‬طرة‬
‫المدنية‪ ،‬والمادة ‪ 3‬من مدونة االسرة‪ ،‬الى ان دورها األصيل يتمث‪::‬ل أساس‪::‬ا بإقام‪::‬ة‬
‫الدعوى العمومية‪.15‬‬
‫حيث أنه‪ ،‬بمجرد إثارة الدعوى العمومية‪ ،‬تصير النيابة العام‪::‬ة طرف‪::‬ا أص‪::‬ليا فيه‪::‬ا‬
‫فصفة الطرف األصلي‪ ،‬الث‪::‬ابت‪ :‬للنياب‪::‬ة العام‪::‬ة في ال‪::‬دعوى العمومي‪::‬ة يجع‪::‬ل منه‪::‬ا‬
‫طرفا ليس ككل االط‪::‬راف‪ ،‬فحض‪::‬ورها واجب في إج‪::‬راءات‪ :‬المحاكم‪::‬ة باعتباره‪::‬ا‬
‫جزءا من المحكمة الزجرية‪ ،‬إذا تغيب ممثلها أو عاقه عائق من حض‪::‬ور الجلس‪::‬ة‪،‬‬
‫يعني نائب آخر من قضاة النيابة العامة للقيام بمهام هذا األخير المادة ‪.46‬‬
‫وقد دأب العمل القضائي على ذكر اسم النيابة العامة باألحكام الصادرة في الدعوة‬
‫الزجرية علم‪::‬ا أن‪::‬ه ال يش‪::‬ارك في الم‪::‬داوالت و ال يوق‪::‬ع م‪:‬ع هيئ‪::‬ة الحكم في نس‪::‬خ‬
‫األحكام‪.16‬‬
‫وعدم حضور النيابة العامة يجعله عرضة للنقض‪ ،‬وهذا ما جاء في قرار للمجلس‬
‫األعلى رقم ‪ 103‬س‪::‬نة ‪ 1962‬حيث قض‪::‬ى تش‪::‬كيل محكم‪::‬ة الجناي‪::‬ات‪ :‬ال يك‪::‬ون‬
‫صحيحا‪ :‬وتاما إال بحضور ممثل النيابة العامة‪ ،‬وأن ص‪::‬حة ذل‪::‬ك التش‪::‬كيل يجب أن‬
‫‪14‬‬
‫‪15‬‬
‫‪16‬‬
‫يوجد البرهان عليها في الحكم نفسه‪ ،‬وحيث ال ذكر في الحكم المطعون فيه لممثل‬
‫النيابة العامة‪ ،‬ففي ذلك خرق صريح لقاعدة جوهرية من قواعد المسطرة‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬عدم ارتباط النيابة العامة بمطالبها‪.‬‬
‫إن النيابة العامة تمثل المجتمع‪ ،‬وتبحث عن الحق والعدالة‪ .‬ول‪::‬ذلك ك‪::‬ان من حقه‪::‬ا‬
‫أن‬
‫‪17‬‬
‫تتراجع عن طلب تقدمت به‪ ،‬إذا وجدت نفسها مخطئة‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬تعتبر النيابة العامة خصما أص‪::‬ليا في ال‪::‬دعوى العمومي‪::‬ة‪ ،‬وق‪::‬د تم وص‪::‬فها‬
‫بالخصم الشريف لكونها تسعى إلى تحقيق العدالة المؤسسة على الحقيقة المج‪::‬ردة‪،‬‬
‫والمجتمع ق‪:‬د أودع بي‪:‬دها أمان‪:‬ة عظيم‪:‬ة هي الس‪:‬هر على تط‪:‬بيق الق‪:‬انون الجن‪:‬ائي‬
‫ومعاقبة المجرمين وإحقاق العدالة الجنائية‪.‬‬
‫فالنياب‪::‬ة العام‪::‬ة ال ح‪::‬رج عليه‪::‬ا وال ج‪::‬رم له‪::‬ا إذ هي ط‪::‬البت في ملتمس‪::‬اتها من‬
‫المحكم‪::‬ة توقيع عقوب‪::‬ة م‪::‬ا على المتهم الماث‪::‬ل أمامه‪::‬ا بن‪::‬اءا على حجج اعتق‪::‬دت‬
‫صحتها وسالمتها أو العكس كما أنه من الممكن أن تطالب النياب‪::‬ة ب‪:‬البراءة الكامل‪:‬ة‬
‫لشخص وقعت متابعته وفقا لألص‪::‬ول أم‪::‬ام المحكم‪::‬ة أو مؤاخذت‪::‬ه مخفف‪::‬ة ويص‪::‬در‬
‫الحكم وف‪::‬ق طلباته‪::‬ا لكنه‪::‬ا تط‪::‬الب باإلدان‪::‬ة أو التش‪::‬ديد في العقوب‪::‬ة عن‪::‬د طلبه‪::‬ا‬
‫االستئناف لكونها اكتشفت أسبابا لإلدانة أو التشديد لم تطلع عليها قبال‪.18‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صالحيات النيابة العامة‪.‬‬


‫إذا كانت النيابة العامة تقيم الدعوى العمومية وتمارس‪::‬ها وفق‪::‬ا للش‪::‬روط والكيفي‪::‬ات‬
‫المنص‪::‬وص عليه‪::‬ا قانون‪::‬ا فإنه‪::‬ا تت‪::‬وفر على ص‪::‬الحيات‪ :‬أخ‪::‬رى بعض‪::‬ها يرتب‪::‬ط‬
‫بممارس‪::‬ة ال‪::‬دعوى العمومية وبعض‪::‬ها االخ‪::‬ر يع‪::‬د ب‪::‬ديال لتل‪::‬ك ال‪::‬دعوى كم‪::‬ا أن‬
‫المشرع خولها صالحيات‪ :‬أخ‪::‬رى بمناس‪::‬بة إج‪::‬راء البحث التمهي‪::‬دي‪ ،‬ترتب‪::‬ط بس‪::‬ير‬
‫البحث أو بمراقب‪:::‬ة عم‪:::‬ل الش‪:::‬رطة القض‪:::‬ائية ومن ال‪:::‬واجب علين‪:::‬ا أن نتط‪:::‬رق‬
‫لصالحيات أخرى للنيابة العامة من خالل اس‪::‬تعراض الص‪::‬الحيات المخولة لوكي‪::‬ل‬
‫‪17‬‬

‫‪18‬‬
‫الملك ل‪::‬دى المحكم‪::‬ة االبتدائي‪::‬ة (الفق‪::‬رة األولى) ثم الص‪::‬الحيات الممنوح‪::‬ة للوكي‪::‬ل‬
‫العام للملك لدى محكمة االستئناف (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬وكيل الملك‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ 39‬على أن وكيل الملك يمثل شخصيا أو بواسطة نوابه النيابة العامة‬
‫في دائرة نفود المحكمة المعين بها‪ ،‬وهو يمارس عدة مهام أهمها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ممارسة الدعوى العمومية‪.‬‬
‫يمارس وكيل الملك الدعوى العمومية تحت مراقبة الوكيل العام للوكيل للملك‪ :،‬من‬
‫الناحية المبدئية فإن وكيل الملك يمارس ال‪::‬دعوى العمومي‪::‬ة بكيفي‪::‬ة تلقائي‪::‬ة أي أن‪::‬ه‬
‫يتدخل كلما بلغ إلى علمه خبر ارتكاب جريمة ليبحث أو يكلف الش‪::‬رطة القض‪::‬ائية‬
‫للبحث في شأنها‪.‬‬
‫غير أن‪:‬ه من الممكن أن يتم تكلي‪:‬ف وكي‪::‬ل المل‪:‬ك من قب‪:‬ل رؤس‪:‬ائه من أج‪:‬ل إقام‪:‬ة‬
‫الدعوى العمومية في حدود معينة كما يمكن أن يتدخل بناءا على شكاية يرفها إليه‬
‫المتضرر من الفعل الجرمي وال تعتبر في هذه الحالة الش‪:‬كاية أم‪:‬را ملزم‪:‬ا لوكي‪:‬ل‬
‫الملك إقامة الدعوى وممارسة العمومية وإنما يقرر فيها وفقا للقانون وتبعا لتقديره‬
‫لمدى مالئمة المتابعة‪ 19‬ال‪:‬دعوى العمومي‪:‬ة تقتض‪:‬ي حض‪:‬ور وكي‪:‬ل المل‪:‬ك أو نائب‪:‬ه‬
‫في جميع الجلسات الزجرية ويمكنعقد جلس‪::‬ة جزري‪::‬ة وال بحض‪::‬ور ممث‪::‬ل النياب‪::‬ة‬
‫العامة ألنه يعتبر عضوا تحت طائلة ع‪::‬دم قانوني‪::‬ة الحكم الص‪::‬ادرعن المحكم‪::‬ة‬
‫‪20‬‬
‫إضافة الى كونها تعتبر باطلة‪.‬‬
‫وه‪::::‬ذا م‪::::‬ا ذهب الي‪::::‬ه ق‪::::‬رار ص‪::::‬ادر عن المجلس االعلى ع‪::::‬دد ‪ 96‬بت‪::::‬اريخ‬
‫‪ 14/11/1968‬و كل ذلك الن تشكيل المحكمة بدون حضور ممثل النيابة العام‪::‬ة‬
‫ال يكون قانونيا"‪.‬‬
‫إال أن النياب‪::‬ة العام‪::‬ة ال تحض‪::‬ر في بعض القض‪::‬ايا الزجري‪::‬ة وتكتفي فق‪::‬ط بتق‪::‬ديم‬
‫ملتمسات كتابية كما هو الشأن بالنسبة لمقتضيات‪ :‬المادة ‪ 383‬من قانون المس‪::‬طرة‬
‫الجنائية المتعلقة باألمر القضائي في الجنح‪.‬‬
‫وممارس‪::‬ة ال‪::‬دعوى العمومي‪::‬ة من ط‪::‬رف وكي‪::‬ل المل‪::‬ك تش‪::‬مل مطالبت‪::‬ه بتط‪::‬بيق‬
‫العقوبات‪ :،‬وتقديمه جميع المطالب التي يراها صالحة باسم القانون‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫‪20‬‬
‫وتعتبر النيابة العام‪::‬ة في القض‪::‬ايا‪ :‬الزجري‪::‬ة‪ ،‬طرف‪::‬ا أص‪::‬ليا في ال‪::‬دعوى‪ ،‬و لوكي‪::‬ل‬
‫الملك أن يستعمل ط‪::‬رق الطعن في المق‪::‬ررات ال‪:‬تي يص‪:‬درها قض‪:‬اء التحقي‪::‬ق‪ ،‬أو‬
‫قضاء الحكم حسب الشكليات المنصوص عليها قانونا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تلقي الشكايات والوشايات‪.‬‬
‫يمكن تعريف الشكايا الى أنها «وص‪::‬ول خ‪::‬بر اق‪::‬ترف الجريم‪::‬ة بواس‪::‬طة المعت‪::‬دى‬
‫عليهم‪ ،‬الى أجه‪::‬زة العدال‪::‬ة الجنائي‪::‬ة مس‪::‬تنجدين به‪::‬ا ط‪::‬البين االختص‪::‬اص لهم من‬
‫‪21‬‬
‫المعتدين على الحقوق المحمية قانونا لهم‪"...‬‬
‫فالش‪:‬كاية ع‪:‬ادة تك‪:‬ون في ش‪:‬كل تظلم ص‪:‬ادر من الش‪:‬خص ال‪:‬ذي لحق‪:‬ه ض‪:‬رر من‬
‫الجريمة‪ ،‬أما الوشاية فتكون في العادة على شكل اخب‪::‬ار بوق‪::‬وع جريم‪::‬ة يق‪::‬وم به‪::‬ا‬
‫شخص ليس ه‪::‬و الض‪::‬حية المباش‪::‬رة لتل‪::‬ك الجريم‪::‬ة‪ .‬كم‪::‬ا انه‪::‬ا ق‪::‬د تك‪::‬ون مجهول‪::‬ة‬
‫المص‪::‬در وق‪:‬د ع‪::‬رف بعض الفق‪::‬ه المغ‪::‬ربي الوش‪::‬اية" هي القي‪::‬ام ب‪::‬التبليغ األجه‪::‬زة‬
‫العدالة الجنائية لكل خرق للقانون الجنائي إما كتابتا وإما شفويا و هي في هذا كلها‬
‫تشبه الوشاية ألنه بهما معا يق‪::‬ع ايص‪::‬ال خ‪::‬بر وق‪::‬وع الجريم‪::‬ة الى الجه‪::‬ة المجه‪::‬ة‬
‫المكلفة بالبحث فيها و متابعتها‪ ،‬اال ان وجه الخالف بينهما يظه‪::‬ر أن‪::‬ه في الش‪::‬كاية‬
‫يكون الذي يبلغ هو الضحية المباشرة من الجريمة‪ ،‬في حين انه في الوشاية يك‪::‬ون‬
‫القائم بها في الغير"‪.22‬‬
‫وفي حالة توصل وكيل الملك بشكاية أو وشاية فإنه يتخذ بشأنها ما يراه مالئما‪،‬‬

‫وفي الغالب‪ :‬ما تتم دراسة الشكاية من طرف قاضي من قضاة النيابة العام‪::‬ة لتأك‪::‬د‬
‫من الطابع الجرمي لألفعال المذكورة‪ .‬ثم يقوم وكيل الملك شخص‪::‬يا أو أح‪::‬د نواب‪::‬ه‬
‫إجراء البحث‪ :‬بشأنها اال أنه في الواقع العملي‪ ،‬غالبا ما يأمر أح‪::‬د ض‪::‬باط الش‪::‬رطة‬
‫القضائية بالقيام بذلك‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬األمر بالضبط واألمر بالتقديم‪.‬‬
‫لم يعرق قانون المسطرة الجنائي‪::‬ة األم‪::‬ر بالض‪::‬بط‪ ،‬لكن يمكن الق‪::‬ول ان المقص‪::‬ود‬
‫منه هو البحث‪ :‬عن الشخص وتوقيفه من أجل القيام بإجراء من اجراءات‪ :‬القانوني‪::‬ة‬
‫‪21‬‬
‫‪22‬‬
‫بشأنه‪ ،‬كاالستماع اليه أو الق‪::‬اء القبض علي‪::‬ه أو إبداع‪::‬ه بالس‪::‬جن‪ .‬أو ألج‪::‬ل تقديم‪::‬ه‬
‫أمام جهة قضائية معينة‪.‬‬
‫وقد جاء في المادة ‪ 40‬في فقرة ثانية حيث نصت أن «وكيل الملك يباش‪::‬ر بنفس‪::‬ه‪،‬‬
‫أو يأمر بمباش‪::‬رة اإلج‪::‬راءات‪ :‬الض‪::‬رورية للبحث عن مرتك‪::‬بي المخالف‪::‬ات‪ :‬للق‪::‬انون‬
‫الجنائي يصدرا امر بضبطهم وتقديمهم ومتابعتهم‬
‫وليس المقصود بأن تكون هذه اإلجراءات‪ :‬مترابطة فيما بينه‪::‬ا‪ ،‬ب‪::‬ل إنه‪::‬ا ق‪::‬د تك‪::‬ون‬
‫مرتبط‪.‬كتقديم شخص ثم تقديمه الى وكيل الملك الذي يقرر متابع‪::‬ة‪ ،‬وق‪::‬د ال تك‪::‬ون‬
‫مرتبط‪::‬ة كتق‪::‬ديم الش‪::‬خص أم‪::‬ام وكي‪::‬ل المل‪::‬ك‪ ،‬و ال‪::‬ذي يق‪::‬رر حف‪::‬ظ القض‪::‬ية أو يتم‬
‫االستماع اليه و إخالء سبيله‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬استقبال المحاضر والتقارير‪.‬‬
‫المحاضر‪ :‬هي الصكوك الكتابية التي ينظمها الموظف والمختص‪ ،‬إلثب‪::‬ات ش‪::‬كوى‬
‫أو وشاية شفهية أدليت اليه أو ليسجل مشاهداته المباشرة بالنسبة الى جريمة واقعة‬
‫أو تحرياته أو األدلة التي حصل عليها إما باس‪::‬تجواب المش‪::‬تبه بهم‪ ،‬أو الش‪::‬هود أو‬
‫الخبرة أو إما بما قام به‬
‫‪ 32‬رجال الشرطة القضائية كتحري الشخص و تفتيش بيته‪.‬‬
‫ع‪::‬رفت الم‪::‬ادة ‪ 41‬من ق‪::‬انون المس‪::‬طرة الجنائي‪::‬ة المحض‪::‬ر بكون‪::‬ه ه‪::‬و" الوثيق‪::‬ة‬
‫المكتوبة التي‬
‫يحررها ضابط الشرطة القضائية أتناء ممارسة مهامه و يضمنها م‪::‬ا عاين‪::‬ه أو م‪::‬ا‬
‫تلقه من‬
‫تصريحات‪،‬أو ما قام به من عمليات ترجع إلختصاصه"‪.‬‬
‫و لم يعرف المشرع المغربي التقرير‪،‬و قد اختلف في وضع تعريف موح‪::‬د‪ ،‬حيث‬
‫يرى‬
‫البعض منه‪ ،‬ان التقرير هو الوثيقة التي يحررها عون الشرطة القض‪::‬ائية‪ ،‬و رغم‬
‫صحة هذا‬
‫الطرح‪،‬إذ أن الوثائق ال‪::‬تي يحرره‪::‬ا ه‪::‬ؤالء االع‪::‬وان تس‪::‬مى تق‪::‬ارير إال أن بعض‬
‫الموظفين و‬
‫االعوان الذين يخول لهم القانون ممارسة مهام الشرطة القضائية يح‪::‬ررون تق‪::‬ارير‬
‫تكون لها‬
‫نفس الحجية المقرة للمحاضر‪ :‬كما هو الشأن بالنسبة لتق‪::‬ارير المح‪::‬ررة من ط‪::‬رف‬
‫أعوان‬
‫‪ 33‬المياه و الغابات مثال‪.‬‬
‫و قد ألزم المشرع ضباط الشرطة القضائية إلخب‪::‬ار وكي‪::‬ل المل‪::‬ك أو الوكي‪::‬ل الع‪::‬ام‬
‫للملك‬
‫المختص ف‪::‬ورا بم‪::‬ا يص‪::‬ل الى علمهم من جناي‪::‬ات و جنح‪،‬كم‪::‬ا يجب عليهم توجي‪::‬ه‬
‫أصول‬
‫المحاضر‪ :‬ال‪::‬تي حرره‪::‬ا مرفق‪::‬ة بنس‪::‬ختين مش‪::‬هود بمطابقتهم‪::‬ا لأللص‪::‬ل الى وكي‪::‬ل‬
‫الملك أو‬
‫‪ 34‬الوكيل العام للملك‪.‬‬
‫و بعد االطالع على مضمون المحضر‪،‬و دراسة محتواه يتخ‪::‬د وكي‪::‬ل المل‪::‬ك الق‪::‬رار‬
‫الذي يراه‬
‫مناسبا‪ ،‬و من جهته أيضا فوكيل الملك يحيل م‪::‬ا يتلق‪::‬اه من محاض‪::‬ر و ش‪::‬كايات و‬
‫وشايات‪،‬و‬
‫ما يتخده من اجراءات‪ :‬بشأنها الى هيئ‪::‬ات التحقي‪::‬ق أو هيئ‪::‬ات الحكم المختص‪::‬ة‪ ،‬او‬
‫قيام بحفظها‬
‫بناء على المقرر‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬قرار الحفظ‬
‫ال يحد النص سلطة وكيل الملك في حفظ القضية من القضايا بأية ح‪::‬دود‪ ،‬و ل‪::‬ذلك‬
‫فإن وكيل‬
‫الملك يمكنه حفظ القضية لعدة أسباب أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬إذا كانت الوقائع موضوع الشكاية أو الوش‪::‬اية أو المحض‪::‬ر‪،‬ال‪ :‬تكتس‪::‬ي ض‪::‬ابع‬
‫جرمي‪:‬‬
‫فاألص‪:‬ل‪ :‬ه‪::‬و قاع‪::‬دة ال جريم‪::‬ة و ال عقوب‪::‬ة اال بنص و بالت‪::‬الي ال يمكن‪ ،‬لوكي‪::‬ل‬
‫الملك‬
‫اقامة الدعوى العمومية لعدم وجود نص يجرم الفعل و يقرر بالتالي حفظها‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كانت االدلة غير كافية‪ :‬فقد يكون الفعل مج‪::‬رم بمقتض‪::‬ى نص الق‪::‬انون لكن‬
‫توجد‬
‫أي أدلة من أجل اقامة الدعوى العمومية‪ ،‬و بالتالي يتقرر حفظها‪.‬‬
‫‪ ‬عدم معرفة الفاعل‪ :‬إذا تم ارتكاب فعل مجرم و لم يكن التوصل الى مقترفي‪::‬ه‪،‬‬
‫و في‬
‫حالة كون القضية غير قابلة للتحقيق فال يمكن اقامة الدعوى العمومية ضد‬
‫مجهول‪،‬و في هذه الحالة يضظر وكيل الملك الى حفظ القضية‪.‬‬
‫‪ ‬سقوط الدعوة العمومية‪ :‬قد تسقط الدعوى العمومية بأحد أسباب الس‪::‬قوط‪ ،‬ففي‬
‫هذه‬
‫الحالة فال فائدة من رفع االمر للقضاء‪ :‬طالم أن النتيجة معروف مسبقا و بالتالي‬
‫فوكيل الملك يكون مضطر لحفظ القضية نظرا لوجود سبب من أسباب سقوط‬
‫‪ 35‬الدعوى المنصوص عليها في المادة ‪ 1‬من قانون المسطرة الجنائية‬
‫‪.‬‬

‫‪ ‬توفر الشخص على حصانة قضائية‪ :‬في حالى توف المشتبه فبه على حص‪::‬انة‬
‫قضائية‬
‫فهذه االخيرة تحول دون متابعته و من إمثلة الحصانة‪ ،‬الحصانة الممنوحة للبعثاث‬
‫الدبلوماسية االجنبية المعتمدين بالمغرب‪ :،‬الحصانة الممنوحة ألعضاء‪ :‬البرلمان‪.‬‬
‫‪ ‬وجود مانع قانوني يحول دون المتابعة‪ :‬كعدم وج‪::‬ود ش‪::‬كاية في الح‪::‬االت ال‪::‬تي‬
‫تكون‬
‫فيها الشكاية شرطا واجبا إلقامة الدعوى العمومية )مثل جنح القذف‪ ،‬الخيانة‬
‫الزوجية‪ ،‬إهمال االسرة(‪.‬‬
‫إن الحاالت المشار اليه‪::‬ا إعال‪::‬ه هي م‪::‬ذكورة على س‪::‬بيل المث‪::‬ال ال الحص‪::‬ر‪،‬إذ أن‬
‫وكيل الملك‬
‫قد يض‪:‬طر لحف‪:‬ظ القض‪:‬ية لع‪:‬دة أس‪:‬باب أخ‪:‬رى‪ ،‬إال أن ق‪:‬رار الحف‪:‬ظ ع‪:‬ادة م‪:‬ا يتم‬
‫تعليله‪ ،‬و اشعار‬
‫المش‪::‬تكين ب‪:‬ه و ق‪:‬د أل‪::‬زمت الم‪:‬ادة ‪ 11‬في فقرته‪::‬ا االخ‪::‬يرة النياب‪:‬ة العام‪::‬ة باش‪:‬عار‬
‫المشتكي بقرار‬
‫الحفظ و قد نصت على ما يلي‪:‬‬
‫"يتعين على وكيل الملك إذا قرر حفظ الشكاية‪،‬أن يخ‪::‬بر المش‪::‬تكي أو دفاع‪::‬ه ب‪::‬ذلك‬
‫خالل ‪41‬‬
‫يوما تبتدأ من تاريخ اتخاده لقرار الحفظ"‪.‬‬
‫غ‪:‬ير ان‪:‬ه ليس المقص‪:‬ود باالش‪:‬هار بحف‪:‬ظ الش‪:‬كاية‪ ،‬الش‪:‬كاية المكتوب‪:‬ة المقدم‪:‬ة الى‬
‫النيابة العامة‬
‫وحدها‪ ،‬بل كل شكاية يتقدم بها المتضرر‪ ،‬سواء الى وكي‪::‬ل المل‪::‬ك مباش‪::‬رة أو الى‬
‫الشرطة‬
‫القض‪::‬ائية‪ ،‬فغاي‪::‬ة المش‪::‬رع هن‪::‬ا ليس ف‪::‬رض اج‪::‬راء ش‪::‬كلي و إنم‪::‬ا تحقي‪::‬ق غاي‪::‬ة‬
‫فضلى‪،‬هي‬
‫تحسيس المتضرر باالهتمام بتظلمه من طرف الجه‪::‬ة الموك‪::‬ول اليه‪:‬ا ح‪:‬ق التقري‪::‬ر‬
‫فيه‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬إشعار الوكيل القضائي للمملكة بالدعوى العمومية‬
‫كان قانون المسطرة الجنائية الملغى في فصله الثاني يعتبر الدعوى العمومية غير‬
‫مقبولة إذا‬
‫‪ 36‬لم يتم إشعار الوكيل القضائي‪ :‬للمملكة في القضايا التي تقبل االشعار‬
‫‪.‬‬
‫من ق‪::‬انون المس‪::‬طرة الجنائي‪::‬ة" إذا أقيمت ال‪::‬دعوى ‪ 37‬نص‪::‬ت الفق‪::‬رة االخ‪::‬يرة من‬
‫المادة الثالثة‬
‫العمومية في حق قاضي أو موظف عم‪:‬ومي أو ع‪:‬ون او م‪:‬أمور للس‪:‬لطة او الق‪:‬وة‬
‫العمومية‬
‫فتبلغ اقامتها الى الوكيل القضائي للملكة"‪.‬‬
‫و يتعين على النيابة العامة اشعار الوكيل القضائي إضافة الى اشعار اال‪::‬دراة ال‪::‬تي‬
‫ينتمي‬
‫اليها االشخاص سواء كانوا قضاة او م‪::‬وظفين أو أع‪::‬وان ت‪::‬ابعين للس‪::‬لطة أو للق‪::‬وة‬
‫العمومية‪،‬‬
‫وهذا االشعار ال يتعين اال إذا تبين احتمال قيام مسؤولية الدولة من اعمال تابعها‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬تسيير و مراقبة الشرطة القضائية‪.‬‬
‫تعت‪::‬بر مراقب‪::‬ة تس‪::‬يير الش‪::‬رطة القض‪::‬ائية من بين االختصاص‪::‬ات‪ :‬التقليدي‪::‬ة لجه‪::‬از‬
‫النيابة العامة‪،‬‬
‫فق‪::‬د نص‪::‬ت الم‪::‬ادة ‪ 43‬من فقرته‪::‬ا الثاني‪::‬ة" يس‪::‬ير وكي‪::‬ل المل‪::‬ك أعم‪::‬ال الش‪::‬رطة‬
‫القضائية في دائرة‬
‫نفوذه"‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 11‬على أنه‪ :‬يسير وكيل الملك في دائ‪::‬رة نف‪::‬وذ محكمت‪::‬ه أعم‪::‬ال‬
‫ضباط‬
‫الشرطة القضائية‪ :،‬و يقوم بتنقيطهم في نهاية كل سنة"‪.‬‬
‫و مرد ه‪::‬ذه الس‪::‬لطة ال‪::‬تي يملكه‪::‬ا الوكي‪::‬ل المل‪::‬ك على الش‪::‬رطة القض‪::‬ائية هي أنهم‬
‫يستمدون‬
‫سلطاتهم منه و ينوبون عنه و يمثلونه‪،‬و هذه المراقبة تشمل جمي‪::‬ع أعم‪:‬ال و مه‪::‬ام‬
‫الشرطة‬
‫القضائية و ذلك من خالل تتبع و رص‪::‬د األعم‪::‬ال و االج‪::‬راءات‪ :‬المتعلق‪::‬ة ب‪::‬البحث و‬
‫تنفيذ االوام‬
‫القضائية مع كل ما يترتب عن ذلك من أثار قانونية عن كل إخال ‪:‬ل‪ :‬أو تقص‪::‬ير في‬
‫قيامهم أو‬
‫‪ 38‬تنفيدهم لتعليمات النيابة العامة‪.‬‬
‫سلطة التسيير و المراقبة غير مقتصرة فق‪:‬ط على وكي‪:‬ل المل‪::‬ك و إنم‪:‬ا أيض‪::‬ا تمت‪:‬د‬
‫الى‬
‫نوابه‪،‬طالم أنهم أيضا يعتبرون ضباط سامين للشرطة القضائية‪.‬‬
‫و سلطة االشراف المخولة لوكي‪:‬ل المل‪:‬ك‪ ،‬باعتب‪:‬اره الس‪:‬لطة الفعلي‪:‬ة إلل‪:‬دارة‪ ،‬تق‪:‬وم‬
‫أيضا الى‬
‫توجيه ضباط الشرطة القضائية في تعليماتهم و تزوي‪::‬دهم أيض‪::‬ا بمعلوم‪::‬ات واجب‪::‬ة‬
‫التنفيذ‪.‬‬
‫و المشرع المغ‪::‬ربي نظ‪::‬را لحساس‪::‬ية بعض المج‪::‬االت‪ :‬المرتبط‪::‬ة بحق‪::‬وق االنس‪::‬ان‪،‬‬
‫حددوا دور‬
‫وكيل الملك في بعض االمرو كالتالي‪:‬‬
‫‪_ 4‬الحراسة النظرية‬
‫نصت المادة ‪ 11‬من قانون المسطرة الجنائية في فقرتها الخامسة أن وكي‪::‬ل المل‪::‬ك‬
‫يسهر على‬
‫احترام اجراءات‪ :‬الحراسة النظري‪::‬ة و أجله‪::‬ا و على مباش‪::‬رتها في األم‪::‬اكن المع‪::‬دة‬
‫لهذه الغاية‬
‫الموجودة في دائرة نفوذه‪،‬كما يصهر على احترام التدابير الكافلة إلحترام ظروف‬
‫االعتقال‪:.....‬‬
‫وقد عرف بغض الفقه المغربي الوضع تحت الحراسة النظرية بكونه اجراء اش‪::‬تر‬
‫عه‬
‫الق‪::‬انون المغ‪::‬ربي في الم‪::‬ادتين ‪ 66‬و ‪ 80‬من ق م ج بمقتض‪::‬اه يس‪::‬مح لض‪::‬ابط‬
‫الشرطة‬
‫رهن اشارته ‪ 39‬القضائية ابقاء شخص او عدة اشخاص )الذين تم تعدادهم حسب‬
‫المادة ‪)31‬‬
‫لحاجيات يقتضيها البحث التمهيدي‪.‬‬
‫إال ان اج‪::‬راء وض‪::‬ع الش‪::‬خص تحت الحراس‪::‬ة النظري‪:‬ة يبقى موض‪::‬وع تق‪::‬دير من‬
‫طرف‬
‫ضابط الشرطة القض‪::‬ائية يلج‪::‬ا الي‪::‬ه بحس‪::‬ب قناعت‪::‬ه الشخص‪::‬ية ‪ ،‬ل‪::‬ذا فه‪::‬ذا إج‪::‬راء‬
‫خطير‬
‫خصوصا على األبرياء لذا تم وضع شروط له من بينها‪:‬‬
‫‪ -‬ضابط الش‪::‬رطة القض‪::‬ائية ال يوق‪::‬ع الحراس‪::‬ة النظري‪::‬ة على االش‪::‬خاص بمناس‪::‬بة‬
‫البحث‬
‫إال اذا ك‪::‬ان ه‪::‬ذا االخ‪::‬ير متعلق‪::‬ا بجناي‪::‬ة أو جنح‪::‬ة يك‪::‬ون الق‪::‬انون ق‪::‬د ع‪::‬اقب ‪40‬‬
‫التمهيدي بنوعيه‬
‫عليها بعقوبة سالبة للحرية في النصوص المجرمة لها‪،‬و بذلك فإن ك‪::‬انت الجريم‪::‬ة‬
‫مخالفة أو‬
‫جنحة ضبطية معاقبة بالغرامة فق‪:‬ط ‪ ،‬ف‪:‬إن ض‪:‬ابط الش‪:‬رطة القض‪:‬ائية ال يح‪:‬ق ل‪:‬ه‬
‫قانونا اللجوء‬
‫إلى إجراء الوضع تحت الحراسة النظرية‪،‬إال أن بعض الفقه ن‪::‬ادى بالمس‪::‬اواة بين‬
‫العقوبة‬
‫الس‪::‬البة للحري‪::‬ة ‪ ،‬و ك‪::‬ذا المخالف‪::‬ة و الجنح‪::‬ة الض‪::‬بطية من حيث الوض‪::‬ع تحت‬
‫الحراسة‬
‫‪ 41‬النظرية‬
‫‪ -‬أن يك‪::‬ون البحث‪ :‬التمهي‪::‬دي ق‪::‬د اقتض‪::‬ته ض‪::‬رورة البحث ال‪::‬تي يق‪::‬وم به‪::‬ا ض‪::‬ابط‬
‫الشرطة‬
‫القضائية ‪ ،‬و ذلك وفق ما جاء في المادة ‪ 33‬و كذا المادة ‪ 11‬من ق‪ .‬م‪ .‬ج ‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي اح‪::‬ترام الم‪::‬دد ال‪::‬تي ح‪::‬ددها الق‪::‬انون للوض‪::‬ع تحت الحراس‪::‬ة النظري‪::‬ة –‬
‫خصوصا و أن‬
‫بعض الفقه وجمع على أنها طويلة بالمقارنة م‪::‬ع بعض الق‪::‬وانين األخ‪::‬رى ‪ -‬و ه‪::‬ذا‬
‫شرط‬
‫حيوي ال ينبغي التفريط أو التسامح في ضرورة مراعاته‪.‬‬
‫و في ه‪::‬ذا الص‪::‬دد فالم‪::‬ادة ‪ 66‬من ق م ج ح‪::‬ددت م‪::‬دة الوض‪::‬ع تحت الحراس‪::‬ة‬
‫النظرية في‬
‫الج‪::‬رائم العادي‪::‬ة في ‪ 48‬س‪::‬اعة تحتس‪::‬ب ابت‪::‬داء من س‪::‬اعة التوقي‪::‬ف ‪ ،‬تك‪:‬ون قابل‪::‬ة‬
‫للتمديد مرة‬
‫‪ 42‬واحدة لمدة ‪ 41‬ساعة بناء على إذن كتابي من النيابة العامة‪.‬‬
‫أما إذا تعل‪:‬ق األم‪:‬ر ب‪:‬المس بس‪:‬المة الدول‪:‬ة ال‪:‬داخلي أو الخ‪:‬ارجي ‪ ،‬فم‪:‬دة الحراس‪:‬ة‬
‫النظرية تكون‬
‫‪ 73‬ساعة ‪ ،‬قابلة للتمديد مرتين لمدة ‪ 73‬ساعة في كل م‪:‬رة بن‪:‬اء على إذن كت‪:‬ابي‬
‫من النيابة‬
‫و نظرا لخطورة هذا اإلجراء ‪،‬فقد ألزم المشرع في المادة ‪ 11‬وكيل الملك بزي‪::‬ارة‬
‫‪ 43‬العامة‪.‬‬
‫األماكن المخصصة للحراس‪::‬ة النظري‪::‬ة م‪::‬تى دعت ألض‪::‬رورة و في أي وقت ش‪::‬اء‬
‫على أن ال‬
‫يق‪::‬ل ع‪::‬دد زيارات‪::‬ه له‪::‬ذه األم‪::‬اكن عن م‪::‬رتين في الش‪::‬هر ‪ ،‬م‪::‬ع مراقبت‪::‬ه لس‪::‬جالت‬
‫الحراسة‬
‫النظرية و التأشير عليها بطابعه و توقيع‪::‬ه ‪ ،‬و يح‪::‬رر تقري‪::‬را بمناس‪::‬بة ك‪::‬ل زي‪::‬ارة‬
‫يقوم بها ‪.‬‬
‫و في حالة وجود عدة إ خال الت تعتري هذه األماكن يشعر الوكيل العام بذلك‪ ،‬ثم‬
‫يقوم بوضع تدابير و إجراءات كفيلة بوضع حد إللخااللت‪ :‬ثم يرفع تقري‪::‬را ل‪::‬وزير‬
‫العدل‪.‬‬
‫كم‪::‬ا مكن المش‪::‬رع الش‪::‬خص ال‪::‬ذي ألقي علي‪::‬ه القبض ‪ ،‬أو وض‪::‬ع تحت الحراس‪::‬ة‬
‫النظرية‬
‫االستفادة من المساعدة القضائية ‪ ،‬و من إمكانية االتصال بأحد أقربائه ‪ ،‬و له الحق‬
‫في‬
‫تعيين محام ‪ ،‬وكذا الحق في طلب تعيينه في إطار المساعدة القضائية‪.‬‬
‫‪- 2‬مراقبة الحالة الصحية أللشخاص الموضوعين تحت الحراسة النظرية‬
‫إضافة إلى الزيارات‪ :‬التي يق‪::‬وم به‪::‬ا وكي‪::‬ل المل‪::‬ك إلى أم‪::‬اكن الحراس‪::‬ة النظري‪::‬ة ‪،‬‬
‫قصد‬
‫التقصي عن أماكن االعتقال و كذا أحوال الموض‪:‬وع تحت الحراس‪:‬ة النظري‪:‬ة ‪ ،‬يتم‬
‫تقديم هذا‬
‫االخير إلى وكي‪::‬ل المل‪::‬ك من أج‪::‬ل اس‪::‬تنطاقه ‪،‬ووفق‪::‬ا للم‪::‬ادة ‪ 11‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬يتعين‬
‫عليه أن‬
‫يخضعه لفحص ط‪::‬بي إم‪::‬ا تلقائي‪::‬ا إذا ع‪::‬اين م‪::‬ا ي‪::‬وجب ذل‪::‬ك ‪ ،‬أو إذا طلب المع‪::‬ني‬
‫باألمر أو‬
‫دفاعه الخضوع لهذا الفحص‪.‬‬
‫و المشرع لم ينص على جهة مختصة بإجراء الفحص الطبي ‪ ،‬مما يفيد أن‪::‬ه يمكن‬
‫أن‬
‫يكلف به أي طبيب ‪ ،‬و لو تعلق األمر بطبيب السجن إذا سمحت اإلمكانيات بذلك‪.‬‬
‫و إذا تعلق األمر بحدث تقدم بشكاية هو او محامي‪::‬ه تهم وق‪::‬وع عن‪::‬ف علي‪::‬ه فوكي‪::‬ل‬
‫الملك يأمر‬
‫بإحالة الحدث على طبيب إلجراء الفحص ‪ ،‬علما بأن األح‪::‬داث ال يوض‪::‬عون تحت‬
‫الحراسة‬
‫النظرية ‪ ،‬و إنما يتم االحتفاظ بهم في أماكن خاصة‪.‬‬
‫‪- 9‬تنقيط ضابط الشرطة القضائية‬
‫تنص المادة ‪ 11‬أنه يقوم وكيل الملك بتنقي‪::‬ط ض‪::‬ابط الش‪::‬رطة القض‪::‬ائية في نهاي‪::‬ة‬
‫كل سنة‬
‫فبمقتضى هذه المادة اص‪::‬بح وكي‪::‬ل المل‪::‬ك من ض‪::‬من اختصاص‪::‬اته تنقي‪::‬ط الض‪::‬ابط‬
‫رغم أن‬
‫المشرع لم يحدد المعايير و المقاييس المعتم‪::‬دة للتنقي‪::‬ط ‪ ،‬لكن في الغ‪::‬الب يتم تق‪::‬ييم‬
‫الضابط بناء‬
‫على الجه‪::‬د المب‪::‬ذول من طرف‪::‬ه ‪ ،‬إض‪::‬افة إلى المؤه‪::‬الت ال‪::‬تي يمتلكه‪::‬ا ض‪::‬ابط‬
‫الشرطة‪.‬‬
‫و يوجه وكيل الملك‪ :،‬الئحة التنقيط إلى الوكيل العام للملك قصد إبداء وجهة نظ‪::‬ره‬
‫و‬
‫إحالتها‪ :‬على السلطة المشرفة على ضابط الشرطة القضائية‪.‬‬
‫كما يقوم الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف بتنقي‪::‬ط ض‪::‬ابط الفرق‪::‬ة الوطني‪::‬ة‬
‫أو‬
‫الجهوية للشرطة القضائية التي يقع بدائرته مقرها‪.‬‬
‫‪ 44‬ثامنا‬
‫هناك مسطرة تسمى مسطرة المجرمين حيث يحق للوكيل العام للملك لدى محكمة‬
‫االستئناف و كذا وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية و لضرورة تطبيق مس‪::‬طرة تس‪::‬ليم‬
‫المجرمين‬
‫‪ 45‬اصدار اوامر دولية بالبحث و القاء القبض‬
‫‪.‬‬

‫فه‪::‬ذه اال‪::‬وامر تش‪::‬كل االنطالق‪::‬ة في البحث ‪،‬و االس‪::‬اس الق‪::‬انوني لك‪::‬ل االج‪::‬راءات‪:‬‬
‫الموالية‬
‫لمسطرة تس‪::‬ليم المج‪::‬رمين‪ ،‬فباس‪::‬تعراض طلب‪::‬ات التس‪::‬ليم الص‪::‬ادرة عن الس‪::‬لطات‬
‫القضائية‬
‫المغربية يالحظ بانها صادرة اما لتنفيذ احكام قطعية او معتم‪::‬دة على اوام‪::‬ر بالق‪::‬اء‪:‬‬
‫القبض‬
‫ص‪::‬ادرة عن قض‪::‬اء التحقي‪::‬ق بمناس‪::‬بة التحقي‪::‬ق االع‪::‬دادي في الجناي‪::‬ات‪ :‬و الجنح‬
‫المرتبطة بها ‪.‬‬
‫تاسعا ‪ :‬دور النيابة العامة في القضاء‪ :‬على الجريمة‬
‫إن للنيابة التامة دورا محوريا في القضاء على الجريمة ‪ ،‬و إرج‪::‬اع األوض‪::‬اع إلى‬
‫ما كانت‬
‫عليه قبل ارتكابها ‪ ،‬و يتجلى الدور الجديد للنيابة العامة في إجراءين سريعين كانا‬
‫مناطين‬
‫بقضاء الحكم ‪،‬و يتعلق األم‪::‬ر بإرج‪::‬اع الحال‪::‬ة إلى م‪::‬ا ك‪::‬انت علي‪::‬ه إذا تعل‪::‬ق األم‪::‬ر‬
‫باالعتداء‬
‫على الحيازة ‪ ،‬و برد األشياء المحجوزة لمن له الحق فيها‪.‬‬
‫‪ -0‬رد األشياء المضبوطة أثناء البحث‬
‫يعرف الرد اعادة الحالي الى ما كانت عليه قبل الجريمة‪،‬ف‪::‬إذا ك‪::‬ان الج‪::‬رم س‪::‬ارقة‬
‫وجب على‬
‫‪ 46‬السارق أن يعيد االشياء التي سرقها‪.‬‬
‫وعليه هو اجراء يمكن ذوي الحقوق من أن يتسلموا فورا ممتلكاتهم المنقول‪::‬ة ال‪::‬تي‬
‫سلبت‬
‫منهم من جراء فعل جرمي كالسرقة و خيانة األمان‪::‬ة ‪ ،‬و تجنب حرم‪::‬انهم منه‪::‬ا أو‬
‫تلفها أو‬
‫تضررها بمستودعات المحاكم ‪ ،‬في انتظار صدور حكم نهائي ‪ ،‬وذل‪::‬ك م‪::‬ا لم تكن‬
‫محل نزاع‬
‫‪ ، 47‬أو الزمة لسير الدعوى أو خطيرة أو قابلة للمصادرة‬
‫‪.‬‬

‫و يتم رد االشياء التي ض‪::‬بطت اثن‪::‬اء البحث لمن ل‪::‬ه الح‪::‬ق فيه‪::‬ا من ط‪::‬رف وكي‪::‬ل‬
‫الملك و ذلك‬
‫في حالة توفر الشروط التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬أال توجد منازعة جدية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم خطورة األشياء‪.‬‬
‫‪ ‬أال تك‪::‬ون األش‪::‬ياء قابل‪::‬ة للمص‪::‬ادرة ‪ :‬أم‪::‬ا إن نص الق‪::‬انون على قابلي‪::‬ة األش‪::‬ياء‬
‫للمصادرة‬
‫إما وجوبا أو اختيارا ‪ ،‬فال مجال لردها لصاحب‪ :‬الحق فيها ‪،‬إذ في هذه الحالة قد‬
‫يتغير استردادها لتنفيذ الحكم الذي قد يصدر بمصادرتها‪.‬‬
‫ولعل اس‪::‬ناد ه‪::‬ذا االختص‪::‬اص للنياب‪::‬ة العام‪::‬ة س‪::‬يعمل على توف‪::‬ير الثق‪::‬ة في فعالي‪::‬ة‬
‫القضاء‪ ، :‬و‬
‫إرضاء الضحايا الذين يستردون منقوالتهم دون انتظار حكم قضائي‪.‬‬
‫‪-4‬إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه في حالة االعتداء على الحيازة‬
‫هي سلطة تمكن النيابة العامة من ارجاع الحيازة الى االشخاص الذين ك‪::‬انت لهم ‪،‬‬
‫ثم‬
‫انتزعتم نهم بسبب فعل جرمي‪.‬‬
‫وقد نصت الفق‪::‬رة الثاني‪::‬ة من الم‪::‬ادة ‪ 11‬من ق‪::‬انون المس‪::‬طرة الجنائي‪::‬ة ان‪::‬ه يج‪::‬وز‬
‫لوكيل‬
‫الملك أن يأمر باتخ‪::‬اذ اي اج‪::‬راء تحفظي ي‪::‬راه مالئم‪::‬ا لحماي‪::‬ة الحي‪::‬ازة ‪،‬و ارج‪::‬اع‬
‫الحالة‬
‫الى ما كانت عليه اذا تعلق االمر ب‪::‬انتزاع الحي‪::‬ازة بع‪::‬د تنفي‪::‬ذ حكم و يتطلب االم‪::‬ر‬
‫توفر‬
‫الشروط االتية‪:‬‬
‫‪ -‬ارتكاب جريمة انتزاع حيازة ‪ :‬لم يوضح المشرع ما اذا كان االمر يتعلق بحيازة‬
‫عقار او منقول ‪ ،‬و في نظر بعض الفقه فهو يهم النوعية معا حيازة العقار و كذا‬
‫المنقول‪.‬‬
‫‪ -‬انتزاع الحيازة بعد ما يكون الشخص الذي انتزع العقار او المنقول من يده ‪ ،‬قد‬
‫حصل على تلك الحيازة بناء على حكم قضائي سبق تنفيذه‪.‬‬
‫‪ -‬أن يعرض مق‪::‬رر النياب‪::‬ة العام‪::‬ة القاض‪::‬ي ب‪::‬اإلجراء‪ :‬التحفظي او بإرج‪::‬اع الحال‪::‬ة‬
‫على‬
‫المحكمة التي ستنظر في الدعوى العمومية او هيئة التحقيق التي ستتولى التحقيق‬
‫فيها داخل ‪ 1‬ايام على األكثر ‪ ،‬لتقرر بشأن تأييده او إلغائه أو تعديله م ‪ 11‬من‬
‫ق‪ .‬م‪ .‬ج‪. .‬‬
‫عاشرا ‪ :‬سحب الجوازات‪ :‬و إغالق الحدود‬
‫اض‪::‬افة الى امكاني‪::‬ة المتاح‪::‬ة ام‪::‬ام هيئ‪::‬ة الحكم و هيئ‪::‬ة التحقي‪::‬ق بمقتض‪::‬ى الم‪::‬ادة‬
‫‪،182‬يمكن‬
‫للنيابة العامة اذا اقتضت ضرورة البحث التمهيدي ان تسحب جواز س‪::‬فر المش‪::‬تبه‬
‫فيه و تغلق‬
‫الحدود في وجهه لمدة ال تتجاوز ش‪::‬هرا واح‪::‬دا و يمكن تمدي‪::‬د ه‪::‬ذا االج‪::‬راء لغاي‪::‬ة‬
‫انتهاء البحث‬
‫التمهيدي اذا كان المع‪::‬ني ب‪::‬األمر ه‪::‬و المتس‪::‬بب في ت‪::‬أخير اتمام‪::‬ه و ينتهي مفع‪::‬ول‬
‫االجرائين‬
‫بإحالة القضية على هيئة الحكم او التحقيق او باتخاذ قرار بحف‪::‬ظ القض‪::‬ية م ‪ 40‬و‬
‫‪ 49‬من‬
‫قمج‬
‫و يحق لوكيل الملك اغالق الحدود و سحب جواز السفر وفقا للشروط االتية‬
‫‪ ‬أن يتعلق اآلمر بالبحث في جنح‪:‬ة يع‪:‬اقب عليه‪:‬ا الق‪:‬انون بس‪:‬نتين حبس‪:‬ا ناف‪:‬ذا أو‬
‫أكثر‬
‫‪ ‬أن تقتضي ضرورة البحث التمهيدي اتخاذ هذا القرار‬
‫‪ ‬أال تتجاوز مدة السحب أو االغالق شهرا واحدا‬
‫‪ ‬انتهاء اجرائي اغالق الحدود و سحب الجواز بمجرد انتهاء البحث التمهي‪::‬دي أو‬
‫احالة‬
‫القضية على قاضي التحقيق أو على المحكمة أو اذا قررت النيابة العامة حفظ‬
‫القضية‬
‫‪ ‬بمجرد انهاء االجرائين يتعين اعادة جواز السفر لصاحبه و مطالبة السلطات‬
‫المختصة بفتح الحدود في وجهه‪.‬‬
‫و عليه يمكن إتخاد اجرائي سحب جواز السفر و إغالق الح‪::‬دود تلقائي‪::‬ا من ط‪::‬رف‬
‫النيابة‬
‫العامة‪،‬أو بناء على طلب الضابطة القض‪::‬ائية ال‪::‬ذي توجه‪::‬ه الى وكي‪::‬ل المل‪::‬ك م‪::‬تى‬
‫كان الفعل‬
‫‪ 48‬المرتكب‬
‫حادي عشر‪ :‬مسطرة الصلح‬
‫ذهب بعض الفق‪::‬ه الى تعري‪::‬ف الص‪::‬لح بأن‪::‬ه " ي‪::‬القي ارادة المتهم و ارادة المج‪::‬ني‬
‫عليه" و‬
‫عرفه البعض االخر بكونه االج‪::‬راء ال‪::‬ذي بمقتض‪::‬اه تتالق‪::‬ا ارادة المج‪::‬ني علي‪::‬ه م‪::‬ع‬
‫ارادة المتهم‬
‫في وضع حد للدعوة الجنائية‪ ،‬و يخض‪::‬ع ه‪::‬ذا االج‪::‬راء‪ :‬للتق‪::‬ييم الجه‪::‬ة القائم‪::‬ة على‬
‫األخد به‪،‬‬
‫فإن قبلته ترتب عليه انقضاء ال‪::‬دعوى الجنائي‪::‬ة دون ت‪::‬أثير على حق‪::‬وق المتض‪::‬رر‬
‫من‬
‫‪ 49‬الجريمة‬
‫‪.‬‬
‫من المه‪::‬ام ال‪::‬تي أناطه‪::‬ا المش‪::‬رع بوكي‪::‬ل المل‪::‬ك ه‪::‬و مس‪::‬طرة الص‪::‬لح بين ط‪::‬رفي‬
‫الخصومة ال‬
‫النزاع و تنص المادة ‪ 41‬من ق م ج بإمكانية اج‪::‬راء ص‪::‬لح على ي‪::‬د وكي‪::‬ل المل‪::‬ك‬
‫قبل اقامة‬
‫الدعوى العمومية كلما تعلق األمر بجنحة من الجنح المع‪::‬اقب عليه‪::‬ا بس‪::‬نتين حبس‪::‬ا‬
‫أو أقل أو‬
‫بغرامة مالية ال يتجاوز حدها األقصى ‪ 5000‬درهم‪.‬‬
‫و يتم الصلح اما باقتراح من األطراف أو من وكيل الملك‪.‬‬
‫‪ -0‬الصلح باقتراح من األطراف‬
‫يمكن للمتضرر أو المشتكى به أن يطلب من وكيل الملك تضمين الصلح الحاص ‪:‬ل‪:‬‬
‫بينهما‬
‫في محضر وفي حالة الموافقة و تراضي الطرفين على الصلح يحرر وكيل الملك‬
‫بحض‪::‬ورهما و حض‪::‬ور دفاعهم‪::‬ا م‪::‬ا لم يتن‪::‬ازال أو يتن‪::‬ازل دفاعهم‪::‬ا عن ذل‪::‬ك و‬
‫يتضمن المحضر‬
‫ما اتفق عليه الطرفين اضافة الى اشعار وكيل الملك الطرفين أو دفاعهم‪::‬ا بت‪::‬اريخ‬
‫جلسة‬
‫غرفة المشورة و يتم توقيعه من قبل وكيل الملك و الطرفان‪.‬‬
‫و يحيل وكي‪::‬ل المل‪::‬ك المحض‪:‬ر‪ :‬على رئيس المحكم‪::‬ة االبتدائي‪::‬ة أو من ين‪::‬وب عن‪::‬ه‬
‫للتصديق‬
‫‪ 50‬عليه‬
‫‪ - 2‬الصلح باقتراح من وكيل الملك‬
‫و تبين من وثائق الملف ‪ ،‬وج‪:‬ود تن‪::‬ازل ‪ 51‬اذا لم يحض‪::‬ر المتض‪::‬رر ام‪::‬ام وكي‪::‬ل‬
‫الملك‪:،‬‬
‫مكتوب صادر عنه أو في حالة عدم وجود مش‪::‬تك‪ ،‬يمكن لوكي‪::‬ل المل‪::‬ك أن يق‪::‬ترح‬
‫على‬
‫المشتكى به أو المش‪::‬تبه في‪::‬ه ص‪::‬لحا يتمث‪::‬ل في أداء نص‪::‬ف الح‪::‬د األقص‪::‬ى للغرام‪::‬ة‬
‫المقررة‬
‫للجريمة و إصالح الضرر الناتج عن أفعال‪::‬ه ‪ ،‬و في حال‪::‬ة الموافق‪::‬ة يح‪::‬رر و كي‪::‬ل‬
‫الملك‬
‫محضرا يتضمن ما تم اإلتفاق عليه و إشعار المعني باألمر أو دفاعه بتاريخ جلسة‬
‫المشورة ‪ ،‬و يوقع وكيل الملك و المعني باالمر على المحض‪::‬ر ‪ ،‬ال‪::‬ذي يح‪::‬ال على‬
‫رئيس‬
‫المحكمة االبتدائية للتصديق عليه‪.‬‬
‫مما تقدم يتبين أن االمكانية التي تم إحداثها تجسد رغبة المشرع في الحد من تراكم‬
‫القضايا‪ :‬البسيطة التي تعرفها المحاكم و كذا طول انتظار البت النهائي في القض‪::‬ايا‪:‬‬
‫‪ ،‬لذا‬
‫فالمشرع ‪ -‬خير فعل ‪ -‬عندما نص على هذه المسطرة ض‪::‬من اختصاص‪::‬ات‪ :‬وكي‪::‬ل‬
‫الملك‪.‬‬
‫الثاني عشر‪ :‬السند القابل للتنفيذ في المخالفات‪:‬‬
‫يتم اللجوء الى هذه المس‪::‬طرة ك‪::‬ل م‪::‬ا تعل‪::‬ق األم‪::‬ر بمخالف‪::‬ة يع‪::‬اقب عليه‪::‬ا الق‪::‬انون‬
‫بغرامة فقط‪ ،‬و‬
‫‪ 52‬ال‪::‬تي تك‪::‬ون مثبت‪::‬ة بمقتض‪::‬ى محض‪::‬ر مثبت أو تقري‪::‬ر و أن ال يظه‪::‬ر فيه‪::‬ا‬
‫متضرر أو ضحية‬
‫‪.‬‬
‫هو عبارة عن اقتراح مكت‪::‬وب توجه‪::‬ه النياب‪::‬ة العام‪::‬ة الى المخ‪::‬الف و الى الموك‪::‬ل‬
‫المدني ‪،‬‬
‫ألداء غرامة جزافية توازي نصف الحد األقصى المقرر للغرامة المنصوص عليها‬
‫قانونا‪.‬‬
‫فإذا تمت الموافقة أصبح هذا السند قابال للتنفيذ ‪ ،‬و في حالة رفضه ترف‪::‬ع القض‪::‬ية‬
‫الى‬
‫المحكمة ليبث فيها قاضي الحكم في جلسة علنية ‪.‬‬
‫ومن شروط اصدار السند‪:‬‬

‫‪ ‬أن يتعلق األمر بمخالفة معاقبة بالغرامة فقط ‪.‬‬


‫‪ ‬أن تكون المخالفة مثبتة بمقتضى محضر أو تقرير ‪.‬‬

‫أما تبليغه الى المعني باألمر فيكون بواسطة رسالة تس‪::‬مى رس‪::‬الة التبلي‪::‬غ ‪ ،‬و ذل‪::‬ك‬
‫بأداء‬
‫الغرامة في أي كتابة ضبط من مح‪::‬اكم المملك‪::‬ة ‪ ،‬و اال تم رف‪::‬ع القض‪::‬ية للمحكم‪::‬ة‬
‫للبث فيها في‬
‫تاريخ يجدد في الرسالة نفسها‬
‫أم‪::‬ا في حال‪::‬ة أداء المبل‪::‬غ ‪ ،‬يتعين على كتاب‪::‬ة الض‪::‬بط الم‪::‬ذكورة أن توج‪::‬ه اش‪::‬عارا‬
‫باألداء‬
‫للنيابة العامة التي أصدرت السند القابل للتنفيذ داخل أجل أسبوع من األداء‪.‬‬
‫أما اذا لم يعبر المعني باألمر برغبة صريحة ‪ ،‬فانه فانه يعتبر قد قبل بالسند القابل‬
‫للتنفيذ‬
‫بعد مرور عشرة أيام على تبليغه به أو من رفضه التوصل به ‪.‬‬
‫و في هذه الحالة يعتبر السند قابال للتنفيذ نهائيا ‪ ،‬و يسلم كاتب الضبط ملخصا منه‬
‫للجهة‬
‫المكلفة بتنفيذ الغرامات‪ :‬قصد العمل على تنفيذه ‪ ،‬وفقا لطرق التنفيذ العادية ‪،‬أما اذا‬
‫لم يقبل‬
‫المعني باألمر المق‪::‬ترح ال‪::‬ذي يتض‪::‬منه الس‪::‬ند القاب‪::‬ل للتنفي‪::‬ذ ‪ ،‬فان‪::‬ه ينبغي علي‪::‬ه أن‬
‫يضمن ذلك‬
‫كتابة على هامش رسالة التبليغ ‪ ،‬و ارسلها للنيابة العامة ‪ ،‬و هذه االخيرة تع‪::‬رض‬
‫القضية‬
‫‪ 53‬على الجلسة العلنية‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬عشر ‪ :‬األمر القاضي في الجنح ‪:‬‬
‫يقص‪::‬د ب‪::‬األمر القض‪::‬ائي أن يص‪::‬در القاض‪::‬ي حكم‪::‬ا في غيب‪::‬ة األط‪::‬راف ة الس‪::‬يما‬
‫المتهم ‪ ،‬و‬
‫يكون هذا الحكم نافذا بعد تبليغه و عدم التعرض عليه من قبل هذا األخير ‪.‬‬
‫وقد أوجد القانون مسطرة مبسطة للجنح البسيطة التي يعاقب عليها فقط بغرامة ال‬
‫تتجاوز‬
‫‪ 1111‬درهم ‪ ،‬وال يظهر فيه‪::‬ا مط‪::‬الب ب‪::‬الحق الم‪::‬دني اذا ك‪::‬انت تابث‪::‬ة بمقتض‪::‬ى‬
‫محضر أو‬
‫تقرير ‪.‬‬
‫وتمكن ه‪::‬ذه المس‪::‬طرة القاض‪:‬ي‪ :‬من اص‪::‬دار أم‪::‬ر ب‪::‬أداء الغرام‪::‬ة بن‪::‬اء على ملتمس‬
‫النيابة العامة‬
‫والبث في غيبة المتهم و المسئول عن الحق المدني بأمر يمكنها التعرض عليه بعد‬
‫تبليغه و‬
‫‪ 54‬يتيح التعرض فرصة المحاكمة الحضورية العادية م‪383 .‬‬

‫من ق‪ .‬م‪ .‬ج‪.‬‬

‫الرابع عشر ‪ :‬ايقاف سير الدعوى العمومية‬


‫للنيابة العامة وحدها سلطة التماس إيقاف سير الدعوى العمومية ‪ ،‬و بناء على هذا‬
‫الملتمس‬
‫تقرر هيئة الحكم إيقاف النظر في الخصومة الجنائية و سحب الملف من الجلسة و‬
‫حفظه ‪،‬‬
‫لكن هذا األمر مشروط بتنازل الطرف المتض‪::‬رر من الفع‪::‬ل الج‪::‬رمي عن ش‪::‬كايته‬
‫وفق ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 114‬من قانون م‪ .‬ج‪. .‬‬
‫و يشترط إليقاف سير الدعوى العمومية ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬أن تكون الدعوى العمومية مقامة من أجل جريمة من الجرائم التي تجوز فيها‬
‫مسطرة الصلح المنصوص عليها في م ‪ 41‬من ق‪ .‬م‪ .‬ج‪. .‬‬
‫‪ ‬أن يتنازل الطرف المتضرر من الجريمة عن شكايته ‪.‬‬
‫‪ ‬أن ال تكون الدعوى العمومية قد تم البث فيها بحكم نهائي ‪.‬‬
‫‪ ‬في حالة ظهور عناصر جديدة تمس الدعوى العمومي‪::‬ة نفس‪::‬ها ‪ ،‬أمكن مواص‪::‬لة‬
‫النظر‬
‫في الدعوى العمومية ‪.‬‬
‫‪ ‬عدم سقوط الدعوى العمومية بالتقادم و بسبب اخر من أسباب السقوط ‪.‬‬
‫‪ ‬في حال‪::‬ة وق‪::‬ف ال‪::‬دعوى المحكم‪::‬ة مطالب‪::‬ة ب‪::‬اإلفراج‪ :‬عن المتهم أو بوض‪::‬ع ح‪::‬د‬
‫للمراقبة‬
‫القضائية ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الوكيل العام للملك‬
‫يأتي الوكيل العام للملك بمنطق التسلسل االداري ‪ ،‬بع‪::‬د وكي‪::‬ل المل‪::‬ك ل‪::‬دى محكم‪::‬ة‬
‫النقض ‪،‬‬
‫الذي حافظ في إطار القانون المسطرة الجنائية الجديدة على المهام التقليدية ‪ ،‬تحت‬
‫اضافة‬
‫مهام جديدة تميزه عن وكيل الملك و يمارسها بصفة أساسية في الجنايات‪. :‬‬
‫و تعتبر ممارسة الدعوى العمومية من أهم صالحيات الوكيل العام للملك ‪ ،‬اض‪::‬افة‬
‫الى أن‬
‫المشرع أعطاه اختصاصات جديدة ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الصالحيات التقليدية ‪:‬‬
‫تمت المحافظة في اطار القانون الجديد على جل الصالحيات‪ :‬التقليدية للوكيل الع‪:‬ام‬
‫للملك‬
‫‪ ، 55 :‬المتجلية أساسا في‬
‫‪ ‬اقلمة الدعوى العمومية ‪.‬‬
‫‪ ‬السهر على تطبيق القانون الجنائي في مجموع دائرة نفود محكمة االستئناف ‪.‬‬
‫‪ ‬االشراف على قضاة النيابة العام‪::‬ة وض‪::‬باط الش‪::‬رطة القض‪::‬ائية الت‪::‬ابعين ل‪::‬دائرة‬
‫نفوذه ‪.‬‬
‫‪ ‬البحث على مرتكبي الجنايات و ضبطهم وتقديمهم و متابعتهم ‪.‬‬
‫‪ ‬اصدار أوامر دولية بالبحث و القاء القبض لضرورة تطبيق مسطرة تسليم‬
‫المجرمين‪.‬‬
‫‪ ‬ممارسة الدعوى العمومية و كذا الطعن ‪.‬‬
‫‪ ‬تلقي الوشايات و الشكايات ‪.‬‬
‫‪ ‬تمثيل النيابة العامة لدى محكمة االستئناف و التقدم بملتمسات ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الصالحيات الجديدة ‪:‬‬
‫تم التنص‪::‬يص في ق‪::‬انون المس‪::‬طرة الجنائي‪::‬ة الجدي‪::‬د على مه‪::‬ام ج‪::‬د مهم‪:‬ة بالنس‪::‬بة‬
‫للوكيل العام‬
‫للملك و هي ‪:‬‬
‫‪ -4‬رد األشياء ‪:‬‬
‫يمكن للوكيل العام للملك برد األشياء التي ضبطت أثناء البحث لمن له الحق فيها ‪،‬‬
‫وذلك وفقا لنفس المقتضيات‪ :‬المتعلقة بوكيل الملك‬
‫وذل‪:‬ك وف‪:‬ق م‪:‬ا أتت ب‪:‬ه الم‪::‬ادة ‪ 49‬من ق‪ .‬م‪ .‬ج‪ .‬يج‪::‬وز ل‪:‬ه في حال‪::‬ة ع‪:‬دم وج‪:‬ود‬
‫منازعة جدية‬
‫أن يأمر برد األشياء التي ضبطت أثناء البحث لمن له الحق فيها م‪::‬ا لم تكن الزم‪::‬ة‬
‫لسير‬
‫الدعوى أو خطيرة أو قابلة للمصادرة ‪.‬‬
‫‪ -4‬ارجاع الحالة الى ما كانت عليه ‪:‬‬
‫يمكن للوكيل العام للملك أن يأمر بإرجاع الحال‪:‬ة الى م‪:‬ا ك‪:‬انت علي‪:‬ه و ذل‪:‬ك وف‪:‬ق‬
‫المادة ‪49‬‬
‫من ق‪ .‬م‪ .‬ج‪ ، .‬أو اتخاذ أي اجراء تحفظي الزم لحماية الحيازة ‪ ،‬و ارجاع الحال‪::‬ة‬
‫الى‬
‫ما كانت عليه ‪ ،‬على أن يعرض ه‪::‬ذا األم‪::‬ر على المحكم‪::‬ة أو هيئ‪::‬ة التحقي‪::‬ق ال‪::‬تي‬
‫رفعت‬
‫اليها القضية أو التي سترفع اليها خالل ثالثة أي‪::‬ام على األك‪::‬ثر لتعديل‪::‬ه أو تأيي‪::‬ده أو‬
‫الغائه‬
‫‪ -1‬سحب الجواز و اغالق الحدود ‪:‬‬
‫يمكن للوكيل العام للمل‪:‬ك أيض‪:‬ا أن س‪:‬حب ج‪:‬واز س‪:‬فر الش‪:‬خص المش‪::‬تبه في‪:‬ه ‪ ،‬و‬
‫اغالق‬
‫الحدود في حقه لمدة ال تتجاوز ش‪::‬هرا واح‪::‬دا ‪،‬ويمكن تمدي‪::‬د ه‪::‬ذه الم‪::‬دة الى غاي‪::‬ة‬
‫انتهاء‬
‫البحث التمهيدي ‪ ،‬و كلما تعلق األمر بجناية أو جنحة يعاقب عليها القانون بس‪::‬نتين‬
‫حبسا‬
‫‪ 56‬أو أكثر‬
‫‪.‬‬

‫‪ -1‬التقاط المكالمات الهاتفية و االتصاالت‪ :‬الموجهة بوسائل االتصال‪ :‬عن بعد ‪:‬‬
‫هذه االمكاني‪::‬ة مخول‪::‬ة لقض‪::‬اء التحقي‪::‬ق كلم‪::‬ا اقتض‪::‬ت ض‪::‬رورة التحقي‪::‬ق ‪ ،‬و يمكن‬
‫للوكيل العام‬
‫للمل‪::‬ك ‪ ،‬اذا اقتض‪::‬ت ذل‪::‬ك ض‪::‬رورة البحث أن يلتمس من ال‪::‬رئيس األ‪::‬ول لمحكم‪::‬ة‬
‫االستئناف‬
‫اال‪::‬ذن ل‪::‬ه كتاب‪::‬ة بالتق‪::‬اط المكالم‪::‬ات و كاف‪::‬ة االتص‪::‬االت‪ :‬المرس‪::‬لة بواس‪::‬طة وس‪::‬ائل‬
‫االتصال‪:‬‬
‫المختلف‪::‬ة و تس‪::‬جيلها و ذل‪::‬ك تحت س‪::‬لطته و مراقبت‪::‬ه ‪ ،‬و ق‪::‬د تم التط‪::‬رق لم‪::‬دة و‬
‫شكليات هذا‬
‫االجراء‪ :‬بكل دقة و أحاطه المشرع بقيود صارمة تكفل حماي‪::‬ة حري‪::‬ة االش‪::‬خاص و‬
‫عدم‬
‫استغالل هذه االمكانية خالفا‪ :‬للقانون ‪ ،‬و فرض عقوبات على مخالفتها ‪.‬‬
‫و هو يعتبر اجراء‪ :‬استثنائيا ‪ ،‬اذ أن األص‪:‬ل‪ :‬ه‪::‬و أن ه‪::‬ذه االمكاني‪::‬ة مخول‪::‬ة لقاض‪::‬ي‬
‫التحقيق ‪،‬‬
‫متى كانت القضية معروضة عليه غير أنه يمكن للوكيل العام للملك ‪ ،‬اذا اقتض‪::‬ت‬
‫ضرورة‬
‫البحث أن يأمر كتابة بالتقاط المكالم‪::‬ات الهاتفي‪::‬ة ‪ ،‬وذل‪::‬ك اذا ك‪::‬انت الجريم‪::‬ة تمس‬
‫بأمن الدولة‬
‫أو جريم‪:::‬ة إرهابي‪:::‬ة أو تتعل‪:::‬ق بالعص‪:::‬ابات االجرامي‪:::‬ة أو بالقت‪:::‬ل أو التس‪:::‬ميم أو‬
‫باالختطاف و‬
‫اخذ الرهائن أو بتزييف أو تزوير النقود أو سندات القرض العام أو بالمخدرات أو‬
‫المؤثرات‬
‫العقلية أو باألسلحة و الذخيرة و المتفجرات أو بحماية الصحة ‪ ،‬كما تمت بمقتضى‬
‫ق‪.‬‬
‫‪ 03.03‬المتعلق باإلرهاب اضافة الجريمة االرهابية ‪.‬‬
‫اال أنه يجوز و في حال‪::‬ة االس‪::‬تعجال القص‪:‬وى للوكي‪:‬ل الع‪:‬ام للمل‪:‬ك دون الرج‪::‬وع‬
‫للرئيس‬
‫األول أن يأمر بالتقاط المكالمات كتابة متى كانت ضرورة البحث تقتضي التعجي‪::‬ل‬
‫خوفا من‬
‫اندثار وسائل االثبات ‪ ،‬مع اشعار الرئيس األول باألمر الصادر عن‪::‬ه وه‪::‬ذا األخ‪::‬ير‬
‫قد يؤيد‬
‫قرار التقاط المكالمات‪ ، :‬أو يعد له ‪ ،‬أو يتم الغاؤه ‪ ،‬و يصدر هذا القرار خالل أجل‬
‫‪24‬‬
‫‪ 57‬ساعة‬
‫‪.‬‬
‫‪ -1‬حماية الضحايا‪: :‬‬
‫يقوم وكيل الملك أو الوكيل العام للملك أو قاضي التحقيق كل فيم‪::‬ا يخص‪::‬ه باتخ‪::‬اذ‬
‫تدابير‬
‫الحماية الكفيلة لتأمين سالمة الضحية و أفراد أسرته أو أقاربه أو ممتلكاته من ك‪::‬ل‬
‫ضرر‬
‫‪ 58‬قد يتعرض له جراء تقديم شكاية ‪.‬‬
‫‪ -3‬حماية الشهود و المبلغين ‪:‬‬
‫يمكن الملك أو الوكي‪::‬ل الع‪::‬ام للمل‪::‬ك أو قاض‪::‬ي التحقي‪::‬ق تلقائي‪::‬ا بن‪::‬اء على طلب إذا‬
‫تعلق‬
‫األمر بجريمة الرشوة و استغالل النفوذ أو االختالس‪ :‬أو التبديد أو الغدر أو غسيل‬
‫األموال ؛ أو إحدى الجرائم المنصوص عليها في المادة ‪ 411‬أن يتخ‪::‬ذ ت‪::‬دابير من‬
‫أجل‬
‫حماية الشاهد أداء المبلغ إما عن طريق إخفاء هويت‪:‬ه ‪ ،‬أو إعط‪:‬اء هوي‪:‬ة مس‪:‬تعارة‬
‫أو عدم‬
‫اإلشارة إلى العنوان الحقيقي ‪....‬‬
‫‪ -1‬التسليم المراقب ‪:‬‬
‫يقصد بالسماح المراقب حسب منطوق الم‪:‬ادة ‪117‬ـ‪ 4‬ه‪:‬و الس‪:‬ماح بعب‪:‬ور ش‪:‬حنة‬
‫غير‬
‫مشروعة أو يش‪::‬تبه في كونه‪::‬ا ك‪::‬ذلك إلى داخ‪::‬ل المغ‪::‬رب أو ع‪::‬بره أو إلى خارج‪::‬ه‬
‫دون‬
‫ض‪::‬بطها ‪ ،‬أو بع‪::‬د س‪::‬حبها أو إس‪::‬تبدالها كلي‪::‬ا أو جزئي‪::‬ا تحت مراقب‪::‬ة الس‪::‬لطات‬
‫المختصة ‪،‬‬
‫بقصد التعرف على الوجهة النهائية لهذه الشحنة ‪ ،‬و التح‪::‬ري عن هوي‪::‬ة مرتكبيه‪::‬ا‬
‫و‬
‫األشخاص المتورطين فيها و إيقافهم‪.‬‬
‫و يمنح الوكيل العام للملك لدى محكمة اإلستئناف اإلذن بالتسليم المراقب ‪ ،‬وعلى‬
‫ضابط الشرطة القضائية تنفيذ بهذا اإلذن إض‪::‬افة إلى ض‪::‬رورة إخبارالوكي‪::‬ل الع‪::‬ام‬
‫للملك‬
‫بك‪::‬ل إج‪::‬راء تق‪::‬وم ب‪::‬ه ‪ ،‬وه‪::‬ذا األخ‪::‬ير ‪ ،‬ال يتخ‪::‬ذ أي إج‪::‬راء من إج‪::‬راءات البحث‪:‬‬
‫المرتبطة‬
‫بعملية التس‪::‬ليم الم‪::‬راقب أو إيق‪::‬اف مرتك‪::‬بي الجريم‪::‬ة و المت‪::‬ورطين فيه‪::‬ا إال حين‬
‫علمه‬
‫بالشحنة إلى وجهتها النهائية م ‪117‬ـ‪ 4‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪. .‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬استقالل النيابة العامة‬
‫النيابة العامة بالمغرب أي استقالل ؟‬
‫ي‪::‬وحي العن‪::‬وان بالتش‪::‬كيك في اس‪::‬تقالل النياب‪::‬ة العام‪::‬ة ‪ ،‬والواق‪::‬ع أن ه‪::‬ذا التش‪::‬كيك‬
‫مشروع ‪ ،‬فمن‬
‫جهة تعتبر النيابة العامة خصما في الدعوى العمومية ‪ ،‬وجه‪::‬ازا يخض‪::‬ع للتسلس‪::‬ل‬
‫اآلداري و‬
‫لسلطة ال‪::‬رئيس في مواجه‪::‬ة الم‪::‬رؤوس ‪ ،‬وك‪::‬ذا لرئاس‪::‬ة الوكي‪::‬ل الع‪::‬ام للمل‪::‬ك ل‪::‬دى‬
‫محكمة النقض‬
‫‪ ،‬لكن و من جه‪:‬ة أخ‪:‬رى يعت‪:‬بر أعض‪:‬اء النياب‪:‬ة العام‪:‬ة قض‪:‬اة مثلهم مث‪:‬ل ‪ 59‬في‬
‫الوضع الحالي‬
‫قض‪:::‬اة الحكم لهم م‪:::‬ا لهم و عليهم م‪:::‬ا عليهم من الحق‪:::‬وق و الواجب‪:::‬ات ‪ ،‬بحيث‬
‫يخضعون في‬
‫الغ‪::‬الب‪ :‬لنظ‪::‬ام أساس‪::‬ي موح‪::‬د ‪ ،‬وهم مط‪::‬البون بتط‪::‬بيق الق‪::‬انون وفق‪::‬ا لنص‪::‬وص‬
‫الدستور الفصل‬
‫‪ 441‬وف‪::‬ق الفق‪::‬رة الثاني‪::‬ة من ق‪::‬انون المس‪::‬طرة الجنائي‪::‬ة بالفص‪::‬ل ‪ ، 73‬كم‪::‬ا أن‬
‫المبادئ الدولية‬
‫‪ 60‬متفق على مبدأ استقالل النيابة العامة ‪.‬‬
‫يعتبر استقالل القضاء من بين المب‪::‬ادئ األساس‪::‬ية بك‪::‬ل نظ‪::‬ام قض‪::‬ائي ح‪::‬ديث ‪ ،‬ب‪::‬ل‬
‫لنظام الحكم‬
‫السياس‪::‬ي ‪ ،‬و يف‪::‬رض إي‪::‬الء مؤسس‪::‬ته و رجال‪::‬ه مكان‪::‬ة متم‪::‬يزة بين س‪::‬لط الدول‪::‬ة‬
‫األخرى ‪ ،‬ذلك‬
‫‪ ،‬فبدون ‪ 61‬أن استقالل السلطة القضائية باعتب‪:‬اره مب‪:‬دأ دس‪:‬توريا تفرض‪:‬ه طبيع‪:‬ة‬
‫القضاء‪ :‬ذاته‬
‫هذا االستقالل ال يمكن للمحاكم أن تنال ثقة المتقاضين ‪ ،‬وال أن يفرض‪::‬وها للنظ‪::‬ر‬
‫في أمور‬
‫تتعلق بأشخاصهم و شرفهم و أموالهم ‪ ،‬فموضوع استقالل القضاء بصفة عامة ق‪::‬د‬
‫حظي‬
‫بدراسات واقية و ندوات متعددة فإنه غالبا ما ينصب االهتمام على استقالل القضاء‬
‫الجالس‪:‬‬
‫‪ ،‬بينما الدراسات التي تتناول جهاز النيابة العامة على هذا المس‪::‬توى فهي قليل‪::‬ة ال‬
‫تتجاوز‬
‫مسألة اختصاصاتها‪ :‬و دورها في تحريك الدعوى العمومية أو خصوص‪::‬ية ت‪::‬دخلها‬
‫في القضايا‬
‫المدني‪:::‬ة ‪ ،‬في حين أن الض‪:::‬مانات‪ :‬ال‪:::‬تي يجب أن تحكم عم‪:::‬ل القض‪:::‬اء‪ :‬هي تل‪:::‬ك‬
‫الضمانات التي‬
‫تمكن القاضي أن يعمل في إطار محكم من االس‪::‬تقالل ‪ ،‬س‪::‬واء تعل‪::‬ق األم‪::‬ر بقض‪::‬اء‬
‫التحقيق أو‬
‫قضاة الحكم أو ممثلين النيابة العامة ‪.‬‬
‫وعليه نق‪:‬ترح من ه‪:‬ذا المنطل‪:‬ق االش‪:‬كالية ال‪:‬تي يطرحه‪:‬ا ه‪:‬ذا الموض‪:‬وع ‪ ،‬تتعل‪:‬ق‬
‫بمجال‬
‫استقاللية النيابة العامة في المغرب ‪ ،‬واإلطار القانوني و الوظيفي ال‪::‬ذي تتج‪::‬دد ب‪::‬ه‬
‫هذه‬
‫االستقاللية ‪.‬‬
‫و منه نقترح أن نبحث هذا العرض في مطلبين نتناول في المطلب األول الوضعية‬
‫القانوني‪::‬ة للنياب‪::‬ة العام‪::‬ة م‪::‬ع الترك‪::‬يز على المقتض‪::‬يات ال‪::‬تي تس‪::‬اهم في تحص‪::‬ين‬
‫استقاللهم أو‬
‫على العكس من ذلك يكون لها ت‪::‬أثير س‪::‬لبي على ه‪::‬ذا االس‪::‬تقالل بش‪::‬كل أو ب‪::‬آخر ‪،‬‬
‫على أن‬
‫نتناول في المطلب الثاني مجال استقالل النيابة العامة أثن‪::‬اء قيامه‪::‬ا بمهامه‪::‬ا س‪::‬واء‬
‫في اطار‬
‫عالقتها بقضاء الحكم أو قضاء التحقيق أو عالقتها مع أطراف الدعوى العمومية ‪،‬‬
‫خصوصا أنها تعتبر بدورها طرفا رئيسيا في هذه الدعوى ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الوضعية القانونية للنيابة العامة‬
‫ان الوضعية القانونية للنيابة العامة تتميز بازدواجي‪::‬ة ص‪::‬فتها فهي من جه‪::‬ة تعت‪::‬بر‬
‫ممثل‬
‫مباشر للسلطة التنفيذية و طرف رئيسي في الدعوى ومن جهة أخرى تعتبر جزءا‬
‫ال يتجزأ‬
‫من الهيئ‪::‬ة القض‪::‬ائية ‪ ،‬و له‪::‬ذه االزدواجي‪::‬ة أثره‪::‬ا على النظ‪::‬ام الق‪::‬انوني للنياب‪::‬ة‬
‫العامة ‪.....،‬و‬
‫على الصالحيات‪ :‬المنوطة بها ‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬ارتباط النيابة العامة بالسلطة التنفيذية ‪.‬‬
‫تعتبر النيابة العامة هيئة من نوع خاص ووسط بين السلطتين التنفيذية و القض‪::‬ائية‬
‫‪،‬وواقع‬
‫األم‪::‬ر أن الق‪::‬ول ب‪::‬أن النياب‪::‬ة العام‪::‬ة ج‪::‬زء بين الس‪::‬لطة التنفيذي‪::‬ة بن‪::‬اء على عمله‪::‬ا‬
‫يتضمن جانبا‬
‫اداريا متيسرا لما تتسم به من اس‪:‬تقالل مطل‪:‬ق في اتخ‪:‬اذ الق‪:‬رار ال‪:‬ذي يع‪:‬د س‪:‬مة و‬
‫ضمانة‬
‫‪ 62‬للقاضي‪ :‬في مهمته الخاصة في قول كلمة القانون‬
‫‪.‬‬

‫ولهذا سوف نتطرق الى بسط اراء القائلين بتبعية النيابة العامة للس‪::‬لطة التنفيدي‪::‬ة ‪،‬‬
‫و الذي‬
‫اثار نقاشا مستفيضا و خالفات‪ :‬بين الفقهاء‪ :‬و الباحثين‪.‬‬
‫االتجاه األول يرى أن النيابة العام‪::‬ة هي ج‪::‬زء من الس‪::‬لطة القض‪::‬ائية ‪،‬ألن أعض‪::‬اء‬
‫النيابة‬
‫ليسو في نهاية المطاف سوى قضاة يخضعون للنظام األساسي لرجال القض‪::‬اء ‪ ،‬و‬
‫لهذا فهم‬
‫عادة ما يتأرجحون في مهامهم بين مهام القضاء الجالس‪ :‬و مهام القضاء الواقف‪.‬‬
‫االتجاه الثاني يغلب فيه الصفة االدارية للنيابة العامة على صفتها القضائية و دليل‪::‬ه‬
‫على ذلك‬
‫أن النيابة العامة تخضع لتسلسل رئاسي تحت اشراف و رئاسة الوكيل العام للمل‪::‬ك‬
‫لدى‬
‫محكمة النقض خالفا‪ :‬لقضاء الحكم ‪.‬‬
‫االتجاه الثالث‪ :‬يرى أن هناك حل وسط بين الرأيين ‪ ،‬بحيث نج‪::‬ده يق‪::‬وم على فك‪::‬رة‬
‫أن النيابة‬
‫العامة و ان ك‪::‬انت ج‪::‬زءا من الس‪::‬لطة القض‪::‬ائية فان‪::‬ه في نفس ال‪::‬وقت ال يمكن أن‬
‫نغض الطرف‬
‫عن حقيقة أنها تربطها عالقات وطيدة بالسلطة التنفيذية سيما ه‪::‬ذا االتج‪::‬اه اعتبره‪::‬ا‬
‫قضاء من‬
‫‪ 63‬نوع خاص أو قضاء مختلط‬
‫‪.‬‬

‫فبعد أن ذهب جانب كبير من الفقه الفرنسي القديم الى ان النياب‪::‬ة العام‪::‬ة ج‪::‬زء من‬
‫السلطة‬
‫التنفيذية و أن أعضائها هم رجال السلطة التنفيذية لدى المح‪::‬اكم ‪ ،‬و ذهب اخ‪::‬رون‬
‫الى القول‬
‫بأن تنفيذ الق‪::‬انون هي من وظ‪::‬ائف الس‪::‬لطة التنفيذي‪::‬ة ‪ ،‬و اض‪::‬طالع أعض‪::‬اء النياب‪::‬ة‬
‫العامة بهذه‬
‫الوظيفة يجعلهم جزءا من هذه السلطة ‪.‬‬
‫وترتيبا على ه‪::‬ذه المواق‪::‬ف ف‪::‬إن الس‪::‬لطة التنفيذي‪::‬ة هي ال‪::‬تي تق‪::‬وم بتع‪::‬يين أعض‪::‬اء‬
‫النيابة العامة‬
‫وال يتبعون غيرها ‪ ،‬و يتدرج ضمن سلطتها توجيه األ‪::‬وامر إليهم لتنفي‪::‬ذها ‪ ،‬ومن‬
‫المنطلق‬
‫حسب هذا الرأي أن يك‪::‬ون له‪::‬ذه الس‪::‬لطة من الوس‪::‬ائل الفعال‪::‬ة م‪::‬ا يخوله‪::‬ا إس‪::‬تبعاد‬
‫عضو النيابة‬
‫‪ 64‬العامة و استبداله بغيره لمجرد مخالفته إلرادتها ‪.‬‬
‫يتضح مما سبق أن أعضاء النيابة العامة في المغرب جزء من السلطة القضائية ‪،‬‬
‫فهم‬
‫مستقلون عن السلطتين التشريعية و التنفيذية ‪ ،‬غير أنه يجوز لهذه األخ‪::‬يرة –ع‪::‬بر‬
‫الوكيل‬
‫العام للملك لدى محكم‪::‬ة النقض_ أن ت‪::‬أمرهم بالتص‪::‬رف طبق‪::‬ا لم‪::‬ا تقتض‪::‬يه فك‪::‬رة‬
‫اإلشراف على‬
‫السياسة الجنائية األمر الذي يتصف نوعا ما بنوع من التبعية للحكومة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬خضوع النيابة العامة لتسلسل الرئاسي‪.‬‬
‫بمقتضى المادة ‪ 13‬من النظام األساسي لرجال القضاء يوضع قضاة النيابة العام‪::‬ة‬
‫تحت‬
‫رئاسة الوكيل العام لدى محكمة النقض‪ ،‬هو قمة الهرم اإل‪::‬داري ال‪::‬ذي تنص‪::‬ب في‪::‬ه‬
‫النيابة‬
‫العامة مزاولة مهامها‪.‬‬
‫إن مبدأ خضوع النيابة العامة لسلطة الرئاسة يع‪::‬ني أن على عض‪::‬و النياب‪::‬ة العام‪::‬ة‬
‫اإلمتثال‬
‫ألوامر والتعليمات التي يواجهها إليه رؤسائه المباشرون‪ ،‬وهكذا فإن ن‪::‬واب وكي‪::‬ل‬
‫الملك‬
‫بالمحكمة اإلبتدائية يفرض عليهم القانون اإللتزام بتوجيهات رئيسهم المباش‪::‬ر ال‪::‬ذي‬
‫هو وكيل‬
‫الملك‪ :،‬كما أن للوكيل العام للمل‪::‬ك س‪::‬لطة إعط‪::‬اء تعليم‪::‬ات يتعين على نواب‪::‬ه وك‪::‬ذا‬
‫وكيل الملك‬
‫أو الوكالء العاملين بالدائرة القضائية لمحكمة اإلستئناف احترامها والعمل بها كم‪::‬ا‬
‫أن للوكيل‬
‫العام للملك بمحكمة النقض سلطة مباش‪:‬رة على المح‪:‬امين الع‪:‬امين وعلى الوك‪:‬الء‬
‫العامين‬
‫بمحاكم اإلستئناف ووكالء الملك‪.‬‬
‫إن خض‪::‬وع النياب‪::‬ة العام‪::‬ة إلى رئاس‪::‬ة الوكي‪::‬ل الع‪::‬ام للمل‪::‬ك ل‪::‬دى محكم‪::‬ة النقض‪،‬‬
‫أوجب احترام‬
‫التسلسل الترتيبي يمكن أن نستشفه من عدة مقتضيات منصوص عليه‪::‬ا في ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫وهكذا فإن‬
‫المادة ‪ 11‬تنص على أنه" يجب على النيابة العامة أن تقدم ملتمس‪::‬ات كتابي‪::‬ة طبق‪::‬ا‬
‫لتعليمات‬
‫التي يتلقاه‪:‬ا‪ ،‬ض‪:‬من الش‪:‬روط المنص‪:‬وص عليه‪:‬ا في الم‪:‬ادة ‪" 14‬والم‪:‬ادة ‪ 17‬في‬
‫الفقرة ‪1‬‬
‫تنص صراحة على أن الوكيل العام للملك يتلقى الشكايات والوش‪::‬ايات والمحاض‪::‬ر‬
‫الموجهة‬
‫إليه ويتخذ بشأنها ما ي‪::‬راه مالئم‪::‬ا من اإلج‪::‬راءات‪ :‬أو يرس‪::‬لها مرفق‪::‬ة بتعليم‪::‬ات إلى‬
‫وكيل الملك‬
‫المختص"‪.‬‬
‫وتتجلى أيض‪::‬ا رئاس‪:‬ة الوكي‪::‬ل المل‪::‬ك ل‪:‬دى محكم‪:‬ة النقض الم‪::‬ادة ‪ 411‬من ق‪::‬انون‬
‫التنظيمي‬
‫المتعل‪::‬ق للمجلس االعلى للس‪::‬لطة القض‪::‬ائية رقم ‪. 41.411‬بش‪::‬روط وكيفي‪::‬ة تنقي‪::‬ط‬
‫القضاة‪:‬‬
‫وترقيتهم‪ ،‬الوكيل الملك لدى محكمة النقض ه‪::‬و ال‪::‬ذي يس‪::‬هر على تنقي‪::‬ط الوك‪::‬الء‬
‫العامين لدى‬
‫محاكم اإلستئناف‪ ،‬وهذا يعني أنه هو الذي يتحكم إلى ح‪::‬د بعي‪::‬د في زم‪::‬ام الس‪::‬رعة‬
‫التي تتم بها‬

‫‪39‬‬

‫بالرغم من أن هذه المقتضيات‪ :‬تدل داللة قوية على مدى ‪ 65‬ت‪::‬رقيتهم إلى درج‪::‬ات‬
‫أعلى‬
‫خضوع النيابة العام‪::‬ة لنظ‪::‬ام التسلس‪::‬ل الرئاس‪::‬ي‪ ،‬فإن‪::‬ه يمكن م‪::‬ع ذل‪::‬ك أن نتص‪::‬ور‬
‫إمكانية‬
‫التحقيق من صراحة هذا المبدأ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلستثناءات الواردة على خضوع النيابة العامة للسلطة الرئاسية‪.‬‬
‫باعتبار النيابة العامة تابعة لسلطة التنفيذية‪ ،‬ال يمنع من اتصافها بمميزات خاص‪::‬ة‬
‫بها نظرا‬
‫لوظيفتها المتصلة بالسلطة القضائية‪ ،‬ذلك ألن النياب‪:‬ة العام‪:‬ة بص‪:‬فتها ممثل‪:‬ة الح‪:‬ق‬
‫العام‪،‬‬
‫تتوخى تطبيق القانون في إطار المص‪:‬لحة العام‪::‬ة‪ ،‬بم‪::‬ا فيه‪::‬ا الفائ‪:‬دة ال‪:‬تي برجوه‪:‬ا‬
‫الخواص من‬
‫جناة ومجني عليهم‪ ،‬الشيء يتطلب توفر صفات هي من صميم شخص‪::‬ية القاض‪::‬ي‬
‫من إلمام‬
‫بالقانون وتبحث عن الموضوعية وتعرف باستقالل وحرية وف‪::‬ق م‪::‬ا يميل‪::‬ه ض‪::‬مير‬
‫اإلنسان‬
‫الحر وقناعته التي يكون من متابعته للقضايا‪ :‬والملفات‪.‬‬
‫وهكذا فإن مبدأ خضوع النيابة العامة للسلطة الرئاسية يمكن أن تجده مجموعة من‬
‫اإلعتبارات‪ :‬أو اإلستثناءات التي يمكن أن تجعلها فيما يلي‪:‬‬
‫_ إن اإلجراءات‪ :‬التي يقوم بها عضو من النياب‪::‬ة العام‪::‬ة تك‪::‬ون ص‪::‬حيحة وس‪::‬ليمة‪،‬‬
‫بالرغم من‬
‫أنه‪::‬ا ق‪::‬د تباش‪::‬ر بالش‪::‬كل ال‪::‬ذي تتع‪::‬ارض مع‪::‬ه أوام‪::‬ر وتعليم‪::‬ات رئيس‪::‬ه ويمكن أن‬
‫نتصور هذه‬
‫الحالة عندما يتسلح عضو النيابة بالثقة االلزم‪::‬ة أثن‪::‬اء قيام‪::‬ه بمهام‪::‬ه وب‪::‬الجرأة في‬
‫الدفاع عن‬
‫مواقفه وقناعته‪ ،‬ومع ذلك فإن الرئيس الذي يك‪::‬ون معارض‪::‬ا لتوجه‪::‬ه يمكن ل‪::‬ه أن‬
‫يغيره بأحد‬
‫زمالئ‪:‬ه إلتم‪:‬ام ب‪:‬اقي اإلج‪:‬رات‪ :‬وف‪:‬ق توجهات‪:‬ه‪ ،‬أو يعطي تعليمات‪:‬ه لعض‪:‬و آخ‪:‬ر من‬
‫أعضاء‬
‫النيابة العامة لكي يمارس بشأنها اإلج‪::‬راءات‪ :‬األ‪::‬ولى ط‪::‬رق الطعن المخول‪::‬ة ل‪::‬ه أن‬
‫يمارسها أو‬
‫تمارسها بنفسه‪.‬‬
‫‪ -‬كم‪::‬ا يمكن للنياب‪::‬ة العام‪::‬ة أن تم‪::‬ارس حريته‪::‬ا وأن تتح‪::‬رر من التقي‪::‬د بتعليم‪::‬ات‬
‫الرؤساء‬
‫من خالل استغالل الرخصة الخولة لها في المادة ‪ 11‬من ق‪ .‬م ‪.‬ج التي نص على‬
‫أنه‪::‬ا‪ :‬وهي ح‪:‬رة في تق‪:‬ديم المالحظ‪:‬ات الش‪::‬فهية ال‪::‬تي ت‪:‬رى أنه‪::‬ا ض‪::‬رورية لفائ‪::‬دة‬
‫العدالة‪،‬‬
‫وذلك باإلقتصار‪ :‬على تنفيذ التعليمات‪ :‬من خالل الملتمسات الكتابية‪ ،‬واإلفصاح عن‬
‫قناعتها الخصية شفويا أثناء جلسات الحكم‪ ،‬وفق منطوق المثل الفرنسي القائل‪ :‬بأن‬
‫القلم عبد والكلمة حرة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬نسبية الضمانات‪ :‬القانونية ألعضاء النيابة العامة‪.‬‬
‫بالرغم من أن أعضاء النيابة العامة يخضعون كزم‪::‬الئهم قض‪::‬اة الحكم لظه‪::‬ير ‪44‬‬
‫نونبر‬
‫لهم ‪ 4711 66‬بمثابة القانون األساسي لرجال القضاء مع ذلك تتم‪::‬يز الض‪::‬مانات‪:‬‬
‫الممنوحة‬
‫بسمات خاص‪:‬ة ناجم‪:‬ة عن خض‪:‬وعهم لس‪:‬لطة الوكي‪:‬ل المل‪:‬ك ل‪:‬دى محكم‪:‬ة النقض‬
‫ومراقبة‬
‫وتوجيه رؤسائهم وذلك سواء فيما يتعلق بضمانات‪ :‬التعيين والترقية أو فيما يتعل‪::‬ق‬
‫بتأديبهم‪.‬‬
‫بالرجوع إلى مرسوم ‪ 4741‬المنظم لشروط وكيفية تنقي‪::‬ط نج‪::‬د أن الوكي‪::‬ل المل‪::‬ك‬
‫لدى محكمة‬
‫النقض هو المختص بتنقيط الوكالء العامين للملك ومن هن‪::‬ا يمكنن‪::‬ا أن نخلص إلى‬
‫أن هرم‬
‫السلطة أو مصدر القرار في عمل النيابة العامة ينطلق بشكل رأسي وعم‪::‬ودي من‬
‫وزير‬
‫العدل مرورا بالوكالء العامين للملك وانتهاءا بوكالء الملك‪ :،‬علم‪::‬ا أن اختص‪::‬اص‬
‫وكيل العام‬
‫للملك لدى محكمة النقض يظل إلى غاية اآلن مح‪::‬ددا بنص‪::‬وص خاص‪::‬ة‪ ،‬ومن هن‪::‬ا‬
‫تظهر‬
‫وتبرز دقة وحساسية مهمة رجل النيابة العامة‪ ،‬ال‪::‬ذي يجب أن تت‪::‬وفر في‪::‬ه ص‪::‬فات‬
‫اإلنضباط‬
‫لرؤسائه في العمل‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الضمانات القانونية بشأن التعيين والترقية‪.‬‬
‫بخصوص موضوع تعيين وترقية أعضاء النيابة العامة وبالرجوع لظهير ‪4711‬‬
‫‪،‬فهو ال‬
‫يقيم أي فرق بين قضاة الحكم وقضاة النيابة العامة‪ ،‬وهك‪::‬ذا ف‪::‬إن الق‪::‬انون األساس‪::‬ي‬
‫لرجال‬
‫القضاء‪ :‬ينص على طريقتين لتعيين‪ ،‬طريق المباراة وطرق التعيين المباشر‪.‬‬
‫فالطريقة األول يخضع له الملحقين القضائيون الحاصلون على اإلجازة والناجحون‬
‫في‬
‫مباراة المعهد الع‪:‬الي للدراس‪:‬ات القض‪:‬ائية ولمجت‪:‬ازون لف‪:‬ترة الت‪:‬دريب في‪:‬ه‪ ،‬حيث‬
‫تعينهم بظهير‬
‫شريف باقتراح من المجلس األعلى للقضاء‪ :،‬أم‪::‬ا الطري‪::‬ق الث‪::‬اني المتعل‪::‬ق ب‪::‬التعيين‬
‫المباشر‬
‫فيخص أساتذة الحقوق‪ ،‬الذين درسوا مادة أساسية لمدة ‪ 41‬س‪::‬نوات‪ ،‬أو المح‪::‬امين‬
‫الذين‬
‫زاولوا مهمة الدفاع لمدة ‪ 41‬سنة‪ ،‬يعين هؤالء أيضا بظهير ب‪::‬اقتراح من المجلس‬
‫األعلى‬
‫للسلطة القضائية‪.‬‬
‫ومالحظ في الطريقتين معا هو هيمنة الوكيل الملك لدى محكمة النقض التي تتحكم‬
‫في كل‬
‫مراح‪::‬ل ه‪::‬ذه المس‪::‬طرة‪ ،‬بحيث يقتص‪::‬ر دور المجلس األعلى للقض‪::‬اء على تزكي‪::‬ة‬
‫التعيين ليس‬
‫‪ .‬باعتب‪::‬ار أن الوكي‪:‬ل المل‪:‬ك ل‪:‬دى محكم‪:‬ة النقض ه‪:‬و ن‪:‬ائب رئيس المجلس األعلى‬
‫للسلطة ‪ 67‬إال‬
‫القضائية الذي هو الملك‪ ،‬وهو األمر الذي يثير جمل‪::‬ة من التس‪::‬اؤالت والمالحظ‪::‬ات‪:‬‬
‫تصب في‬
‫صلب مسألة استقالل القضاء بصفة عامة‪ ،‬وليس فقط استقالل النيابة العامة‪.‬‬
‫وكذا فإن ترقية القض‪:‬اة تتم بص‪::‬ورة أساس‪:‬ية من خال‪::‬ل التس‪:‬جيل في الئح‪:‬ة األهلي‪:‬ة‬
‫للترقي‪ ،‬فإن‬
‫وضع هذه االلئحة يتم من طرف الوكيل الملك ل‪::‬دى محكم‪::‬ة النقض بع‪::‬د استش‪::‬ارة‬
‫المجلس‬
‫األعلى للسلطة القض‪::‬ائية اس‪::‬تنادا إلى معي‪::‬ار واس‪::‬ع وغ‪::‬ير دقي‪::‬ق وه‪::‬و م‪::‬ا تقتض‪::‬يه‬
‫المصلحة‪ :،‬وقد‬
‫تعرضت هذه المسألة النتقادات‪ :‬كبيرة من طرف الباحثين والفقهاء‪ :،‬ألنه في نظرهم‬
‫إذا‬
‫اعمدنا على اعتبار المشرع‪ ،‬التسجيل في الئحة الترقي‪::‬ة ش‪:‬رطا ض‪::‬روريا للترش‪:‬ح‬
‫للترقية من‬
‫جهة‪ ،‬وإعطاء الوكيل الملك لدى محكم‪:‬ة النقض الس‪:‬لطة المطلق‪:‬ة من جه‪:‬ة ثاني‪:‬ة‪،‬‬
‫في حصر‬
‫هذه االلئحة‪ ،‬فإن المشرع ب‪:‬ذلك ق‪:‬د وض‪:‬ع " ح‪:‬ق من‪:‬ع ج‪:‬واز الس‪:‬فر" للترقي‪:‬ة بي‪:‬د‬
‫السلطة‬
‫‪ ،‬وهذا ما يتعارض مع مبدأ استقالل ‪ 68‬التنفيذية ال‪::‬تي يمثله‪::‬ا الوكي‪::‬ل المل‪::‬ك ل‪::‬دى‬
‫محكمة النقض‬
‫القضاء‪ :‬الذي يفرض على أن يت‪::‬ولى المجلس األعلى للس‪::‬لطة القض‪::‬ائية إع‪::‬داد ه‪::‬ذه‬
‫اللوائح وفق‬
‫معايير محددة وموضوعية منصوص عليها في القانون‪.‬‬
‫إن الوكيل الملك لدى محكمة النقض يملك حق حذف من الئحة األهلية للترقي بعد‬
‫حصرها كإجراء تأديبي‪ ،‬وهو الحق يجعل منه التحكم كليا من زمام ترقية القض‪::‬اة‪:‬‬
‫سواء‬
‫كانوا قضاة حكم أو قضاة النيابة العامة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نسبة حصانتي العزل والنقل بالنسبة لقضاة النيابة العامة‪.‬‬
‫إن عدم قابلية القضاء للنقل و العزل تعتبر من أهم ضمانة دس‪::‬تورية للقض‪::‬اء‪ :‬على‬
‫اإلطالق‬
‫غير أن هذه الحصانة خاص‪::‬ة بقض‪::‬اة االحك‪::‬ام‪ :‬و ح‪::‬دهم بنص دس‪::‬تور‪ .‬وال تش‪::‬مل‬
‫قضاة النيابة‬
‫العامة طبقا للفصل ‪ 14‬من الدستور الذي ورد فيه أنه"ال يع‪::‬زل قض‪::‬اة االحك‪::‬ام و‬
‫ال ينقلون‬
‫إال بمقتضى القانون"‪.‬‬
‫و من خالل هذا يتض‪::‬ح جلي‪::‬ا أن قض‪::‬اة النياب‪::‬ة العام‪::‬ة ال يتمتع‪::‬ون به‪::‬ذه الحص‪::‬انة‬
‫الدستورية‪،‬‬
‫بالشكل ال‪::‬ذي يجعل‪::‬ون معرض‪::‬ون للنق‪::‬ل ألي س‪::‬بب من االس‪::‬باب ب‪::‬ل وح‪::‬ثى ب‪::‬دون‬
‫مبرر‪،‬و بذلك‬
‫يمكن الت‪::‬أثير عليهم أك‪::‬ثر إلتب‪::‬اع اال‪::‬وامر و التعليم‪::‬ات الموجه‪::‬ة إليهم كم‪::‬ا يت‪::‬أتى‬
‫لرؤسائهم‬
‫‪.‬مادام أنه خاض‪::‬ع للس‪:‬لطة ‪ 69‬بس‪:‬هولة اختي‪:‬ار ممث‪:‬ل النياب‪::‬ة العام‪:‬ة‪،‬ووض‪::‬عه في‬
‫المكان المناسب‬
‫الرئاسية‪ ،‬غير أن‪::‬ه ب‪::‬الرجوع الى الق‪::‬انون االساس‪::‬ي لرج‪::‬ال القض‪::‬اء‪ :‬ت‪::‬بين أن ه‪::‬ذه‬
‫المالحظة‬
‫تنسحب أيضا على قضاة االحكام‪،‬ذلك أنه إذا كان النقل ال‪::‬ذي يك‪::‬ون نتيج‪::‬ة لترقي‪::‬ة‬
‫القاضي‪ :‬أو‬
‫تكيفه بمهام معينة أو بناء على طلبه ال يث‪::‬ير أي إش‪::‬كال بش‪::‬ان م‪::‬دى اح‪::‬ترام مب‪::‬دأ‬
‫عدم قابلية‬
‫القاضي‪ :‬أو النقل في اطار االنتداب يبرز تدخال واضحا للسلطة التنفيذية ممثل‪::‬ة في‬
‫الوكيل‬
‫‪ 70‬الملك لدى محكمة النقض‬
‫‪.‬‬

‫و بذلك نجد ان وض‪::‬عية القاض‪:‬ي‪ :‬الج‪::‬الس‪ :‬و القض‪::‬اء الواق‪::‬ف متماثل‪::‬ة تقريب‪::‬ا اللهم‬
‫االختالف‪:‬‬
‫الموجود على مستوى الشكل‪ ،‬ذل‪::‬ك ان قاض‪::‬ي الحكم يتم نقل‪::‬ه بظه‪::‬ير ب‪::‬اقتراح من‬
‫المجلس‬
‫االعلى ) ف ‪ 11‬من ن‪.‬أ( في حين أن قاضي النيابة العامة يتم نقله بظهير ب‪::‬اقتراح‬
‫من وزير‬
‫العدل بعد استشارة المجلس االعلى للقضاء‪) :‬ف‪ 13‬من ن‪.‬أ( و ل‪::‬و ان‪::‬ه من الناحي‪::‬ة‬
‫العملية‬
‫ليس لهذا االختالف أثر يذكر مادام ان استشارة الوكيل المل‪::‬ك ل‪::‬دى محكم‪::‬ة النقض‬
‫للمجلس‬
‫االعلى للقضاء‪ :‬ليس لها أي طابع الزامي بحكم أنه هو الذي ينوب عن جاللة المل‪::‬ك‬
‫في‬
‫رئاسة الفعلية‪.‬‬
‫و نعتقد ان االمر ينطبق كذلك على مسألة عزل القضاة‪ ،‬حيث يتمتع الوكيل المل‪::‬ك‬
‫لدى‬
‫محكمة النقض بالصالحيات‪ :‬كبير في مجال المسائلة و الت‪::‬أديب س‪::‬واء تعل‪::‬ق االم‪::‬ر‬
‫بقضاة‬
‫‪ .‬بخالف الرأي الذي ي‪:‬ذهب الي‪:‬ه االس‪:‬تاذ محم‪:‬د عي‪:‬اض من ‪ 71‬النياب‪:‬ة العام‪:‬ة أو‬
‫قضاة االحكام‬
‫ان قضاة النيابة العامة خالفا‪ :‬لقضاة الحكم يتمتع‪::‬ون بحص‪::‬انة الع‪::‬زل دون حص‪::‬انة‬
‫النقل‪.‬‬
‫و لقد جعل المشرع تحريك مسطرة المتابعة التأديبية بيد الوكيل الملك لدى محكمة‬
‫النقض‪،‬‬
‫فهو الذي يحيل الوقائع المنسوبة الى القاضي على المجلس االعلى للقض‪::‬اء‪ ،‬و ه‪::‬و‬
‫الذي يعين‬
‫القاضي‪ :‬المقرر بع‪::‬د استش‪::‬ارة أعض‪::‬اء المجلس المعين‪::‬ون بق‪::‬وة الق‪::‬انون فق‪::‬ط دون‬
‫غيرهم من‬
‫االعضاء‪ :‬المنتخبين‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حدود استقاللية النيابة العامة‬
‫رغم ما تمت االشارة اليه من مظاهر ارتب‪::‬اط النياب‪::‬ة العام‪::‬ة بالس‪::‬لطة التنفيذي‪::‬ة في‬
‫شخص‪.‬‬
‫الوكيل الملك لدى محكمة النقض‪ ،‬فإنه ال يجيب أن يفهم من ذلك أن االم‪::‬ر يتعل‪::‬ق‬
‫بذلك‬
‫الخضوع المطلق الذي ينتفي معه كيان النيابة العامة‪.‬إذ انه ال محالة من االعتراف‬
‫باالستقالل النظامي الذي يتمتع به النيابة العامة في عالقتها بالس‪::‬لطة التنفيذي‪::‬ة وم‪::‬ع‬
‫المحكمة‬
‫و اتجاه االطراف الخواص بل و مع نفسها‪.‬‬
‫إال أنه من جهة أخرى في بعض أعم‪::‬ال النياب‪::‬ة العام‪::‬ة تخض‪::‬ع لن‪::‬وع من الرقاب‪::‬ة‬
‫القضائية مما‬
‫يفقدها استقالليتها‪:.‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬مجال استقالل النيابة العامة في قيامها بالمهام المنوطة بها‪.‬‬
‫تكمن مظاهر استقالل النيابة العامة في عالقتها مع القضاء‪ :‬الجالس بم‪::‬ا في‪::‬ه قض‪::‬اء‬
‫الحكم‬
‫وقضاء التحقيق‪ ،‬ثم مع أطراف الدعوى‪.‬‬
‫أوال‪ :‬استقالل النيابة العامة و اتجاه القضاء‪ :‬الجالس‬
‫يتعين إليضاح صورة هذا االستقالل تجاه القض‪::‬اء الج‪::‬الس أن نتع‪::‬رض في البداي‪::‬ة‬
‫لقضاء‪:‬‬
‫الحكم ثم بعد ذلك لقضاة التحقيق‪.‬‬
‫‪0‬ـ استقاللها‪ :‬عن قضاة الحكم‬
‫يتض‪::‬ح جلي‪::‬ا اس‪::‬تقالل النياب‪::‬ة العام‪::‬ة تج‪::‬اه قض‪::‬اء الحكم في ان ه‪::‬ذا االخ‪::‬ير ليس‬
‫بمقدوره ان‬
‫يوجه لها تعليمات و لو حثى مالحظات تنطوي على تقييم لمواقفها‪،‬و غ‪::‬دا ك‪::‬ان ال‬
‫يحق لها‬
‫أن توجه لها تعليمات فإنه من غير الممكن تصور أن توج‪::‬ه اليه‪::‬ا لوم‪::‬ا او توبيخ‪::‬ا‬
‫بصدد القيام‬
‫من غير الممكن تصور أن توجه اليها لوما أو توبيخا بصدد القي‪::‬ام بمهامه‪::‬ا س‪::‬واء‬
‫كان ذلك‬
‫بصفة رسمية او غير رسمية أو سرية‪.‬‬
‫هذا ع‪::‬الوة على ان قض‪::‬اء الحكم ليس من ص‪::‬الحياته ح‪::‬ق المتابع‪::‬ة بمع‪::‬نى أن‪::‬ه ال‬
‫يجوز له أن‬
‫يضع يده تلقائيا على القض‪::‬ايا‪ :‬قص‪::‬د البت فيه‪::‬ا م‪::‬ا لم توجهه‪::‬ا الي‪::‬ه النياب‪::‬ة العام‪::‬ة‪،‬‬
‫باستثناء ما تم‬
‫التنصيص عليه بنص صريح كحالة جرائم الجلسات حيث ينعق‪::‬د االختص‪::‬اص هن‪::‬ا‬
‫لقضاء‪:‬‬
‫الحكم‪.‬‬
‫‪2‬ـ استقاللها‪ :‬عن قضاء التحقيق‬
‫يمكن استقالل النيابة العامة عن قاضي التحقيق في عدم امكانية هذا االخير بوض‪::‬ع‬
‫يده على‬
‫الن‪::‬وازل الجنائي‪::‬ة من تلق‪::‬اء نفس‪::‬ه‪ ،‬و ذل‪::‬ك ن‪::‬اتج أساس‪::‬ا عن اس‪::‬تقالل التحقي‪::‬ق عن‬
‫المتابعة‪.‬‬
‫إال انه من جهة أخرى فإنه يحق لقاضي التحقيق وضع يده على القضية إذا س‪::‬مح‬
‫له بذلك‬
‫بموجب نص قانوني صريح كما هو الشان بالنس‪::‬بة للفص‪:‬ل‪ 11 :‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬ال‪::‬ذي‬
‫يقضي بانه‬
‫بمجرد حضور قاضي التحقيق بمكان وقوع الجريمة المتلبس بها فإن الوكيل العام‬
‫للملك أو‬
‫وكيل الملك و ضابط الشرطة القضائية يتخلون له عن القضية بقوة القانون‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬استقاللها‪ :‬تجاه أطراف الدعوى العمومية‬
‫يجد استقالل النيابة العامة تجاه االطراف الدعوى العمومية أساس‪::‬ه في تل‪::‬ك الص‪::‬فة‬
‫التي تميز‬
‫النياب‪::‬ة العام‪::‬ة و هي كونه‪::‬ا ط‪::‬رف رئيس‪::‬ي في ال‪::‬دعوى تحركه‪::‬ا و تمارس‪::‬ها من‬
‫بدايتها الى‬
‫نهايتها مادامت أنها المسؤولة عن الدفاع على المصلحة العامة و أمن المجتمع‪,‬‬
‫و ال يقتص‪::‬ر ه‪::‬ذا االس‪::‬تقالل‪ :‬على ط‪::‬رف دون االخ‪::‬ر و إنم‪::‬ا ينس‪::‬حب على جمي‪::‬ع‬
‫اطراف‬
‫الدعوى العمومي‪::‬ة س‪::‬واء ك‪::‬انوا من الجن‪::‬اة او المج‪::‬ني عليهم أو من الجه‪::‬ات‪ :‬ال‪::‬تي‬
‫نصبت نفسها‬
‫طرفا مدنيا للمطالبة بتعويض الضرر االلحق يها من جراء الجريمة‪.‬‬
‫و من مظاهر االس‪:‬تقاللية عن االط‪:‬راف ك‪:‬ذلك نج‪:‬د ان‪:‬ه ح‪:‬تى عن‪:‬دما تب‪:‬ادر النياب‪:‬ة‬
‫العامة بإقامة‬
‫الدعوى و تحريك المتابعة فإنها تظل حرة إزاء موق‪::‬ف و اراء المج‪::‬ني علي‪::‬ه‪ ،‬أي‬
‫أنها تظل‬
‫حرة في متابعة اجراءات‪ :‬ال‪::‬دعوى بغض النظ‪::‬ر عن ع‪::‬دم ت‪::‬دخل الط‪::‬رف الم‪::‬دني‬
‫للمطالبة بحقه‬
‫المدني‪.‬أو أنه تدخل ثم تنازل بعد ذل‪::‬ك عن ت‪::‬اك المطالب‪::‬ة بع‪::‬د تحري‪::‬ك ال‪::‬دعوى‪.‬و‬
‫ذلك نتيجة‬
‫لصلح قد يبرمه من الجاني م‪::‬ادام ان المش‪::‬رع ق‪::‬د أوج‪::‬د ه‪::‬ذه االمكاني‪::‬ة و ذل‪::‬ك في‬
‫نطاق المادة‬
‫‪ 14‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬إال أنه تجدر االش‪::‬ارة الى أن المش‪::‬رع لم يجع‪::‬ل‬
‫من هذا‬
‫الص‪::‬لح مج‪::‬ردا و إنم‪::‬ا جعل‪::‬ه مش‪::‬روطا بموافق‪::‬ة وكي‪::‬ل المل‪::‬ك و مص‪::‬ادقة رئيس‬
‫المحكمة‬
‫االبتدائية‪.‬‬
‫و فضال عن ما تمت االشارة اليه و اعماال لمقتض‪::‬يات الفق‪::‬رة االخ‪::‬يرة من الم‪::‬ادة‬
‫‪ 114‬من‬
‫قانون المسطرة الجنائية فإنه يبقى للنيابة العامة حق مواصلة الدعوى كلما ظهرت‬
‫عناصر‬
‫جديد تمس الدعوى العمومية‪ ،‬هذا ما لم تكن قد سقطت بالتقادم او بسبب اخر‪.‬‬
‫كما انه و حثى نضطر النيابة العامة لمتابعة الدعوى العمومية بعد مبادرة المج‪::‬ني‬
‫عليه‬
‫بمسطرة االستدعاء المباشر أو تكوين الطرف المدني‪ ،‬فغنها تبقى لها كامل الحرية‬
‫في‬
‫تكييف الوقائع‪ ،‬و ال ش‪:‬يء يلزمه‪::‬ا باعتم‪:‬اد التك‪::‬ييف ال‪::‬ذي يؤس‪:‬س علي‪:‬ه الط‪:‬رف‬
‫المدني طلباته‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬حدود استقالل النيابة العامة‬
‫مما سبق يمكن القول بان المشرع ق‪::‬د أولى عناي‪::‬ة خاص‪::‬ة لمؤسس‪::‬ة النياب‪::‬ة العام‪::‬ة‬
‫بالنظر الى‬
‫طبيعة وظيفتها و سلطتها باعتبارها عنص‪::‬را قاب‪::‬ال و جوهري‪::‬ا في لقام‪::‬ة ال‪::‬دعوى‬
‫العمومية و‬
‫لذلك فإن المشرع و ان حافظ على الدور التقليدي للنياب‪::‬ة العام‪::‬ة فإن‪::‬ه أض‪::‬اف له‪::‬ا‬
‫مهام جديد‬
‫بمقتضى مجموعة من التعديالت كان اخرها في سنة ‪ 4144‬بمقتضى القانون رقم‬
‫‪44‬ـ‪11‬‬
‫إال انه قد أخضع مباشرة النيابة العامة لهذه الصالحيات لرقابة قض‪::‬اء الموض‪::‬وع‪،‬‬
‫و هي‬
‫تكون إم‪:‬ا رقاب‪:‬ة قبلي‪:‬ة أو رقاب‪:‬ة بعدي‪:‬ة و ه‪:‬ذا ع‪:‬الوة على الرقاب‪:‬ة القض‪:‬ائية ال‪:‬تي‬
‫منحت صالحية‬
‫مباشرتها لقاضي تطبيق العقوبات‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الرقابة القضائية على عمل النيابة العامة‬
‫نميز في هذا االطار بين الرقابة القبلي‪::‬ة ال‪::‬تي تتم قب‪::‬ل ممارس‪::‬ة االج‪::‬راءات‪ :‬و ال‪::‬تي‬
‫تمارس غالبا‬
‫عن طريق االذن و اإلشعار أو رقابة بعدية عن طريق االحالة أو بناءا على طلب‪.‬‬
‫‪0‬ـ الرقابة القبلية‬
‫يقصد بالرقابة القبلية كا سبق و أن مر بن‪::‬ا تل‪::‬ك الرقاب‪::‬ة ال‪::‬تي تك‪::‬ون قب‪::‬ل ممارس‪::‬ة‬
‫النيابة العامة‬
‫لصالحيتها‪ :‬الجديدة و هي كما قلنا إما عن طريق االذن أو عن طريق االشعار‪.‬‬
‫و هك‪::‬ذا يعت‪::‬بر اال‪::‬ذن مس‪::‬طرة تمكن قض‪::‬اء الموض‪::‬وع من ممارس‪::‬ة رقابت‪::‬ه على‬
‫أعمال النيابة‬
‫العامة قبل ممارسة االجراء‪.‬‬
‫و كأمثلة على ذلك نجد ما نصت علي‪:‬ه الم‪:‬ادة ‪ 411‬من ق‪::‬انون المس‪:‬طرة الجنائي‪:‬ة‬
‫في فقرتها‬
‫الثالثة‪،‬حيث‪ :‬خول المشرع المغربي للوكيل العام للمل‪::‬ك إذا اقتض‪::‬ت ذل‪::‬ك ض‪::‬رورة‬
‫البحث أن‬
‫يلتمس كتابة من الرئيس االول لمحكمة االستئناف اص‪::‬دار أم‪::‬ر بالتق‪::‬اط المكالم‪::‬ات‬
‫الهاتفية‬
‫المنجزة عن بعد‪.‬‬
‫فتكمن هذه الرقابة إذن في ذلك الملتمس الذي يقدم من طرف الوكي‪::‬ل الع‪::‬ام للمل‪::‬ك‬
‫الى الرئيس‬
‫االول لمحكمة االستئناف إلصدار أم‪::‬ر بالتق‪::‬اط المكالم‪::‬ات‪ :‬الهاتفي‪::‬ة‪ ،‬و لع‪::‬ل الس‪::‬بب‬
‫الذي جعل‬
‫المش‪::‬رع يخ‪::‬ول ه‪::‬ذه الرقاب‪::‬ة لقض‪::‬اء الموض‪::‬وع يكمن في حرص‪::‬ه على اح‪::‬ترام‬
‫الفصل‪ 44 :‬من‬
‫الدستور الذي ينص على أنه"ال تنتهك حرمة المراسالت" و لهذا جع‪::‬ل ه‪::‬ذا اال‪::‬ذن‬
‫ضمانة‬
‫كبيرة لسرية االتصاالت إذ يتأكد الرئيس االول من أن ضرورة البحث‪ :‬تقتضي ذلك‬
‫و ان‬
‫االمر يتعلق بإحدى الجرائم الواردة في المادة ‪ 411‬من قانون المس‪::‬طرة الجنائي‪::‬ة‪،‬‬
‫كالجرائم‬
‫التي تمس أمن الدولة و النظام العام كجرائم االرهاب و المخدرات‪.‬‬
‫و تدر االشارة الى أنه حثى في الحالة التي يسمح فيها المشرع للوكيل الع‪::‬ام للمل‪::‬ك‬
‫في حالة‬
‫االستعجال القص‪::‬وى بص‪::‬فة اس‪:‬تثنائية ان ي‪::‬أمر بالتق‪::‬اط المكالم‪::‬ات الهاتفي‪::‬ة و ذل‪:‬ك‬
‫للحيلولة دون‬
‫اندثار وسائل االثبات فغنه يجب على الوكيل الع‪::‬ام للمل‪::‬ك أن يش‪:‬عر ف‪::‬ورا ال‪::‬رئيس‬
‫باالمر‬
‫الصادر عنه‪ ،‬هنا إذن تكمن الصورة الثانية التي تستلزم ض‪::‬رورة إش‪::‬عار ال‪::‬رئيس‬
‫االول الذي‬
‫يصدر خال‪::‬ل أرب‪::‬ع و عش‪:‬رين س‪::‬اعة مق‪::‬ررا بتأيي‪::‬د أو تع‪::‬ديل ق‪::‬رار الوكي‪::‬ل الع‪::‬ام‬
‫للملك‪.‬‬
‫و ال يكون هذا المقرر الصادر عن الرئيس االول قابال ألي طعن‪.‬‬
‫‪2‬ـ الرقابة البعدية‬
‫تتجلى ص‪::‬ورة ه‪::‬ذه الرقاب‪::‬ة في الص‪::‬الحيات المخول‪::‬ة للنياب‪::‬ة العام‪::‬ة في المج‪::‬االت‪:‬‬
‫االتية‪:‬‬
‫أـ رقابة قضاء الموضوع لعمل النيابة العامة في االشراف على الصلح‬
‫من الصالحيات الحديدة التي أنيطت بالنيابة العامة نجد االش‪::‬راف على الص‪::‬لح بين‬
‫الخصوم‪،‬‬
‫و ذلك يمقتضى المادة ‪ 14‬من قانون المسطرة الجنائية حيث أن وكي‪::‬ل المل‪::‬ك ه‪::‬و‬
‫الذي أنيطت‬
‫به سلطة االشراف على الصلح من خالل محضر يتضمن من اتف‪::‬ق علي‪:‬ه الطرف‪:‬ان‬
‫و‬
‫اشعارهما أو دفاعهما بتاريخ جلسة المشورة ثم بعد يتم احالة المحضر على رئيس‬
‫المحكمة‬
‫االبتدائية لييقوم بالتصديق عليه بغرفة المشورة و ذل‪::‬ك بحص‪::‬ور النياب‪::‬ة العام‪::‬ة أو‬
‫دفاعهم‬
‫بموجب أمر قضائي ال يقبل أي طعن‪.‬‬
‫و ذلك بكون المشرع قد تبنى مب‪::‬دأ الص‪::‬لح كأس‪::‬لوب م‪::‬رن لفض النزاع‪::‬ات و س‪::‬د‬
‫باب الشقاق‬
‫بصفة نهائية‪ ،‬و جعل ذلك تحث إشراف النيابة العامة اال أنه ق‪::‬د أخض‪::‬عها لرقاب‪::‬ة‬
‫القضاء‪:‬‬
‫سواء على المستوى الشكل أو على مستوى الموضوع‪.‬‬
‫فعلى مس‪::‬توى الش‪::‬كل‪ ،‬ي‪::‬راقب رئيس المحكم‪::‬ة أو من ين‪::‬وب عن‪::‬ه م‪::‬دى اح‪::‬ترام‬
‫الشكليات التي‬
‫حددتها الفقرة الثانية من المادة ‪ 14‬من قانون المسطرة الجنائية و المتمثلة في ‪:‬‬
‫ـ التحقق من هوية االطراف أو دفاعها ما لم يتنازال عنه‪.‬‬
‫ـ توقيع وكيل الملك و االطراف على محضر الصلح‪.‬‬
‫ـ إشعارها بتاريخ جلسة غرفة المشورة‪.‬‬
‫و على مستوى الموضوع‪ ،‬يراقب رئيس المحكمة م‪::‬ا إذا ك‪::‬ان الص‪::‬لح ق‪::‬د انص‪::‬ب‬
‫على‬
‫الجرائم المحددة في المادة ‪ 14‬من قانون المس‪:‬طرة الجنائي‪::‬ة أم ال ؟ ثم ي‪::‬راقب م‪:‬ا‬
‫اتفق عليه‬
‫الطرفان ألنه ال يجب أن يكون في اتفاقهم‪::‬ا مس‪::‬اس بالنظ‪::‬ام الع‪::‬ام و ي‪::‬راقب مبل‪::‬غ‬
‫الغرامة كما‬
‫يراقب أجال تنفيذ الصلح‪.‬‬
‫ب ـ رقابة قضاء الموضوع ألمر النيابة العامة بارجاع الحالة الى ما كنت عليه‬
‫أعطى المش‪::‬رع النياب‪::‬ة العام‪::‬ة من خال‪::‬ل‪ :‬الم‪::‬واد ‪11‬و ‪ 17‬من ق‪::‬انون المس‪::‬طرة‬
‫الجنائية‬
‫صالحية ارجاع الحيازة الى االشخاص الذين كانت لديهم بم‪::‬وجب حكم قض‪::‬ائي ثم‬
‫انتزعت‬
‫منهم بفعل اعتداء جرمي بعد تنفيذ الحكم باس‪::‬ترداد الحي‪::‬ازة و ه‪::‬و إج‪::‬راء س‪::‬يكون‬
‫من شانه‬
‫تالفي استقرار أثر الجريمة قائما في انتظار صدور حكم قد تط‪::‬ول اجراءات‪::‬ه غ‪::‬ير‬
‫أن هذه‬
‫السلطة التي منحها المشرع للنيابة العامة قد أحاطه‪::‬ا بض‪::‬مانة أساس‪::‬ية جس‪::‬دها في‬
‫الرقابة‬
‫القض‪::‬ائية‪ ،‬إذ ال ب‪::‬د من أن يع‪::‬رض االم‪::‬ر على المحكم‪::‬ة أو هيئ‪::‬ة التحقي‪::‬ق ال‪::‬تي‬
‫رفعت اليها‬
‫القضية أو التي سترفع اليها خالل ثالثة أيام االكثر لتأييده أو تعديله أو إلغائه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرقابة القضائية على عمل النياب‪::‬ة العام‪::‬ة من خال‪::‬ل مؤسس‪:‬ة قاض‪:‬ي تط‪::‬بيق‬
‫العقوبات‬
‫يعتبر قاضي تطبيق العقوبات من المؤسسات الجديدة التي جاء بها الق‪::‬انون الجدي‪::‬د‬
‫بحيث أنه‬
‫لم تكن هناك من قبل أي مقتضيات تهم قاضي تطبيق العقوبة‪.‬‬
‫و لع‪::‬ل العل‪::‬ة من اق‪::‬راره له‪::‬ذه المؤسس‪::‬ة تكمن في رغبت‪::‬ه في اض‪::‬فاء الص‪::‬بغة‬
‫القضائية على‬
‫تنفيذ العقوبات و جعلها تحث المراقبة و ذل‪::‬ك حفاظ‪::‬ا على حري‪::‬ة األف‪::‬راد و تج‪::‬در‬
‫االشارة‬
‫أيضا الى أنها مؤسسة مقتبسة من القانون الفرنسي الذي تتمتع فيه بأهمية خاص‪::‬ة‪،‬‬
‫إذا علمنا‬
‫ان لها دور اقتراحي فقط كتقديم مقترحات حول االف‪::‬راج المقي‪::‬د بش‪::‬روط العف‪::‬و‪ ،‬و‬
‫تتبع تنفيذ‬
‫العقوبات المحكوم به‪::‬ا من ط‪::‬رف المح‪::‬اكم و تتب‪::‬ع م‪::‬دى تط‪::‬بيق الق‪::‬انون المتعل‪::‬ق‬
‫بتنظيم‬
‫المؤسسات السجنية‪.‬‬
‫هكذا إذن يتضح من بعض الصالحيات المشار اليها أعاله أن السلطات التي ك‪::‬انت‬
‫تتمتع بها‬
‫النيابة العامة و تباشرها بصفة منفردة دون مراقبة أي جهة أص‪::‬بحث االن تم‪::‬ارس‬
‫تحت‬
‫رقابة قاضي تطبيق العقوبات‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫خاتمة‬
‫إن المشرع ولئن كان قد عزز دور النيابة العامة التقليدي ووسع صالحيتها‪ :‬وكرس‬
‫امتيازها‬
‫على حساب قضاء التحقيق‪ ،‬فإنه قد حد من سلطتها فيما يتعلق بعالقتها م‪::‬ع قض‪::‬اء‬
‫الحكم إذ‬
‫يالحظ أن المشرع لم يمكن النيابة العامة بآليات جديدة وصالحيات‪ :‬واس‪::‬عة وجعله‪::‬ا‬
‫بيده على‬
‫سبيل اإلطالق‪ ،‬بل قيدها برقابة القضاء‪ :‬الذي يرجع له الق‪::‬ول األخ‪::‬ير في إق‪::‬رار م‪::‬ا‬
‫اتخذته‬
‫النيابة العامة من إجراءات‪ :‬أو إلغائها‪ ،‬فلقد رأين‪::‬ا أن الص‪::‬لح المنص‪::‬وص علي‪::‬ه في‬
‫المادة ‪ 14‬ال‬
‫يتم ولو س‪::‬عت إلى ذل‪::‬ك النياب‪::‬ة العام‪::‬ة إال بع‪::‬د مص‪::‬ادقة رئيس المحكم‪::‬ة محض‪::‬ر‬
‫الصلح كما أن‬
‫إيقاف سير الدعوى العمومي‪::‬ة يق‪::‬رره قض‪::‬اء الحكم وال تمل‪::‬ك النياب‪::‬ة العام‪::‬ة طلب‬
‫ذلك إال بناء‬
‫على معطيات محددة ورأينا كذلك أن إرجاع الحالة إلى ما كانت علي‪::‬ه في ان‪::‬تزاع‬
‫الحيازة‬
‫رهين بإقرار القضاء أيضا وإال اعتبر ما قررته كأن لم يكن‪.‬‬
‫هذا ما استطعنا الوقوف عنده فيما يتعلق بالدور الجديد للنيابة العامة في ظل قانون‬
‫المسطرة‬
‫الجنائية الجديد من خالل عالقته بقضاء التحقيق وقضاء الحكم ولقد تحاشينا لدخول‬
‫في‬
‫شرح تفاصيل هذه األ‪::‬دوار والص‪::‬الحيات الجدي‪::‬دة ألن ال‪::‬زمن وح‪::‬ده رهين بكش‪::‬ف‬
‫عيوب أو‬
‫مزايا ما مكنه المشرع للنيابة العامة من آليات جديدة للنه‪::‬وض ب‪::‬دورها وم‪::‬ع ذل‪::‬ك‬
‫ال يفوتنا‬
‫اإلدالء بمالحظة مفادها أن المشرع أراد للنيابة أن تكون ليس فقط حامية للمجتم‪::‬ع‬
‫بما‬
‫يضمن له السكينة واألمن بل جعلها وسيلة أيضا للحف‪::‬اظ على الرواب‪::‬ط االجتماعي‪::‬ة‬
‫وتماسك‬
‫النسيج االجتماعي فضال عن جعلها أداة تستجيب لم‪:‬ا يفرض‪:‬ه العص‪:‬ر من س‪:‬رعة‬
‫في التدخل‬
‫لوضع حد للجريمة وآلثاره‪::‬ا في ظ‪::‬ل سياس‪::‬ة جنائي‪::‬ة عام‪::‬ة أو ك‪::‬ل لهم‪::‬ا المش‪::‬رع‬
‫صراحة‬
‫تطبيقها والسهر على تنفيذها وإنجاحها‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫‪‬الكتب‬
‫‪ ‬عبد الوهاب حومد‪ ،‬الموجز في المسطرة الجنائية المغربية‪ ،‬مكتبة التومي‪،‬‬
‫الرباط‪.،‬‬
‫‪ ‬عبد الحق الذهبي‪ ,‬األ‪::‬دوار والمه‪::‬ام الجدي‪:‬دة المس‪::‬ندة للنياب‪::‬ة العام‪::‬ة في ض‪:‬وء‬
‫قانون‬
‫المسطرة الجنائية الجديد‬
‫‪ ‬لطيف‪::‬ة ال‪::‬داودي‪",‬دراس‪::‬ة في ق‪::‬انون المس‪::‬طرة الجنائي‪::‬ة وف‪::‬ق أخ‪::‬ر التع‪::‬ديالت"‬
‫الطبعة‬
‫الخامسة‪، 2402 ،‬‬
‫‪ ‬عبد الواحد العلمي" شرح قانون الجدي‪::‬د المتعل‪::‬ق بالمس‪::‬طرة الجنائي‪::‬ة" الج‪::‬زء‪:‬‬
‫االول‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة‪، 2400،‬مطبعة النجاح‪ :‬الجديدة‪،‬‬
‫‪ ‬الدكتور عبد الس‪:‬الم بنح‪:‬دو" الوج‪:‬يز في ش‪:‬رح المس‪:‬طرة الجنائي‪:‬ة المغربي‪:‬ة‪",‬‬
‫الطبعة‬
‫الثالثة ‪،0999‬‬
‫‪ ‬احم‪::‬د قليش‪،‬ماجي‪::‬دي الس‪::‬عدية‪ ،‬س‪::‬عاد حمي‪::‬دي‪ ،‬محم‪::‬د زن‪::‬ون "الش‪::‬رح العملي‬
‫لقانون‬
‫المسطرة الجنائية" مكتبة المعرفة‪ ،‬مراكش‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪.2409‬‬
‫‪ ‬د‪.‬عوض محمد عوض" المبادئ العامة لقانون االجراءات‪ :‬الجنائية" دار‬
‫المطبوعات الجامعية‪.0999،‬‬
‫‪ ‬د‪.‬الحبيب بهي"شرح قانون المسطرة الجنائية الجديد" الجزء‪ :‬الثاني‪ ،‬دار النشر‬
‫المغربية‪ ،‬الطبعة االولى‪.2446 ،‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ ‬محمد عياط ‪ ،‬دراسة في المسطرة الجنائية المغربية ‪،‬ج ‪ ، 0‬الطبعة ‪ ،0‬سنة‬
‫‪0990 .‬‬
‫‪ ‬عبد العزيز حضري‪ ،‬القانون الخاص‪ :،‬مطبعة الحيوز‪ ،‬وجدة‪ ،‬الطبع‪:‬ة الثالث‪:‬ة‪،‬‬
‫‪2442‬‬
‫‪ ‬محم‪:::‬د االدريس‪:::‬ي العلمي المشيش‪:::‬ي‪ ،‬المس‪:::‬طرة الجنائي‪:::‬ة‪ ،‬الج‪:::‬زء‪ :‬اال‪:::‬ول‪،‬‬
‫المؤسسات‬
‫القضائية‪ ،‬منشورات جمعية تنمية البحوث و الدراسات القضائئية‪ ،‬طبعة ‪0990‬‬
‫‪‬المجالت‪:‬‬
‫‪ ‬مجلة القانون و االقتصاد‪.‬كلية الحقوق فاس‪ ،‬عدد ‪.0994، 6‬‬
‫‪ ‬هشام العماري ‪ ،‬مجرد رأي لتقديم وثيقة المطالبة باستقالل النيابة العامة‪.‬‬
‫‪‬القوانين‬
‫‪ ‬قانون المسطرة الجنائية‬
‫‪ ‬قانون المسطرة المدنية‬
‫‪ ‬دستور المملكة المغربية لسنة ‪2400‬‬

‫‪53‬‬

‫الفهرس‬
‫تق‪::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::‬ديم‬
‫ع‪::‬ام‪......................................................................................‬‬
‫‪4....‬‬
‫المبحث اال‪:::::::::::‬ول‪:‬ماهي‪:::::::::::‬ة و خص‪:::::::::::‬ائص النياب‪:::::::::::‬ة العام‪:::::::::::‬ة و‬
‫صالحياتها‪1:................................‬‬
‫المطلب اال‪:::::::::::::::::‬ول‪ :‬ماهي‪:::::::::::::::::‬ة النياب‪:::::::::::::::::‬ة العام‪:::::::::::::::::‬ة و‬
‫خصائصها‪1:.............................................‬‬
‫الفق‪:::::::::::::::::::::‬رة اال‪:::::::::::::::::::::‬ولى‪ :‬ماهي‪:::::::::::::::::::::‬ة النياب‪:::::::::::::::::::::‬ة‬
‫العامة‪1..............................................................‬‬
‫الفق‪::::::::::::::::::::‬رة الثاني‪::::::::::::::::::::‬ة‪ :‬خص‪::::::::::::::::::::‬ائص النياب‪::::::::::::::::::::‬ة‬
‫العامة‪3..........................................................‬‬
‫اوال‪ :‬ص‪:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::‬فة‬
‫الوحدة‪3................................................................................‬‬
‫ثاني‪::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::‬ا‪ :‬ص‪::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::‬فة‬
‫االستقاللية‪1...........................................................................‬‬
‫ثالث‪::::::::::::::::::::::::::::::::::‬ا‪ :‬ص‪::::::::::::::::::::::::::::::::::‬فة ع‪::::::::::::::::::::::::::::::::::‬دم‬
‫المسؤولية‪1......................................................................‬‬
‫رابع‪::::::::::::::::::::::‬ا‪ :‬ص‪::::::::::::::::::::::‬فة ع‪::::::::::::::::::::::‬دم القابلي‪::::::::::::::::::::::‬ة‬
‫للتجريح‪1...............................................................‬‬
‫خامس‪::::::::::::::::::::::::::::‬ا‪ :‬الت‪::::::::::::::::::::::::::::‬درج و الخض‪::::::::::::::::::::::::::::‬وع‬
‫الرئاسي‪7...........................................................‬‬
‫سادس‪:::::::::::::‬ا‪ :‬ص‪:::::::::::::‬فة الظ‪:::::::::::::‬رف االص‪:::::::::::::‬لي في ال‪:::::::::::::‬دعوى‬
‫العمومية‪41.........................................‬‬
‫س‪::::::::::::::::‬ابعا‪ :‬ع‪:::::::::::::::‬دم ارتب‪:::::::::::::::‬اط النياب‪::::::::::::::::‬ة العام‪:::::::::::::::‬ة‬
‫بمطالبها‪44....................................................‬‬
‫المطلب الث‪:::::::::::::::::::::::::‬اني‪ :‬ص‪:::::::::::::::::::::::::‬الحيات‪ :‬النياب‪:::::::::::::::::::::::::‬ة‬
‫العامة‪44.....................................................‬‬
‫الفق‪::::::::::::::::::::::::::::::::‬رة اال‪::::::::::::::::::::::::::::::::‬ولى‪ :‬وكي‪::::::::::::::::::::::::::::::::‬ل‬
‫الملك‪44....................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬ممارس‪:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::‬ة ال‪:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::‬دعوى‬
‫العمومية‪44.............................................................‬‬
‫ثاني‪:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::‬ا‪ :‬تلقي الش‪:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::‬كايات و‬
‫الوشايات‪41............................................................‬‬
‫ثالث‪:::::::::::::::::::::‬ا‪ :‬االم‪:::::::::::::::::::::‬ر بالض‪:::::::::::::::::::::‬بط و االم‪:::::::::::::::::::::‬ر‬
‫بالتقديم‪41........................................................‬‬

‫‪54‬‬

‫رابع‪::::::::::::::::::::::::::::‬ا‪ :‬اس‪::::::::::::::::::::::::::::‬تقبال المحاض‪::::::::::::::::::::::::::::‬ر و‬


‫التقارير‪41......................................................‬‬
‫خامس‪::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::‬ا‪ :‬ق‪::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::‬رار‬
‫الحفظ‪43.......................................................................‬‬
‫سادس‪:::::::::‬ا‪ :‬اش‪:::::::::‬عار الوكي‪:::::::::‬ل القض‪:::::::::‬ائي للمملك‪:::::::::‬ة بال‪:::::::::‬دعوى‬
‫العمومية‪41.............................‬‬
‫س‪::::::::::::::::::::‬ابعا‪ :‬تس‪::::::::::::::::::::‬يير و مراقب‪::::::::::::::::::::‬ة الش‪:::::::::::::::::::‬رطة‬
‫القضائية‪41................................................‬‬
‫ثامن‪:::::::::::::‬ا‪ :‬دور النياب‪:::::::::::::‬ة العام‪:::::::::::::‬ة في مس‪:::::::::::::‬طرة تس‪:::::::::::::‬ليم‬
‫المجرمين‪44..................................‬‬
‫تاس‪::::::::::::::::::::::::‬عا‪ :‬دور النياب‪::::::::::::::::::::::::‬ة في القض‪::::::::::::::::::::::::‬اء على‬
‫الجريمة‪44............................................‬‬
‫عاش‪:::::::::::::::::::‬را‪ :‬س‪:::::::::::::::::::‬حب الج‪:::::::::::::::::::‬وازات و اغ‪:::::::::::::::::::‬الق‬
‫الحدود‪41..............................................‬‬
‫ح‪:::::::::::::::::::::::::::::::‬ادي عش‪:::::::::::::::::::::::::::::::‬ر‪ :‬مس‪:::::::::::::::::::::::::::::::‬طرة‬
‫الصلح‪41.............................................................‬‬
‫الث‪:::::::::::::::‬اني عش‪:::::::::::::::‬ر‪ :‬الس‪:::::::::::::::‬ند القاب‪:::::::::::::::‬ل للتنفي‪:::::::::::::::‬ذ في‬
‫المخالفات‪43:..........................................‬‬
‫الث‪:::::::::::::::::::‬الث‪ :‬عش‪:::::::::::::::::::‬ر‪ :‬األم‪:::::::::::::::::::‬ر القض‪:::::::::::::::::::‬ائي في‬
‫الجنح‪41.................................................‬‬
‫الراب‪:::::::::::::::‬ع عش‪:::::::::::::::‬ر‪ :‬إيق‪:::::::::::::::‬اف س‪:::::::::::::::‬ير ال‪:::::::::::::::‬دعوى‬
‫العمومية‪41.............................................‬‬
‫الفق‪:::::::::::::::::::::‬رة الثاني‪:::::::::::::::::::::‬ة‪ :‬الوكي‪:::::::::::::::::::::‬ل الع‪:::::::::::::::::::::‬ام‬
‫للملك‪47........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الص‪:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::‬الحيات‪:‬‬
‫التقليدية‪47...............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الصالحيات‪ :‬الجديدة‪...............................................................‬‬
‫‪47‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬استقالل النيابة العامة‪..................................................‬‬
‫‪11‬‬
‫المطلب االول‪ :‬الوضعية القانونية للنيابة العامة‪.......................................‬‬
‫‪11‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬ارتباط النيابة بالسلطة التنفيذي‪::‬ة‪........................................‬‬
‫‪11‬‬
‫أوال‪ :‬خضوع النيابة العامة لتسلس‪::‬ل الرئاس‪::‬ي‪........................................‬‬
‫‪13‬‬

‫‪55‬‬

‫ثانيا‪ :‬االستثناءات الواردة على خضوع النيابة العامة للسلطة الرئاسية‪..............‬‬


‫‪11‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬نسبة الضمانات‪ :‬القانونية ألعضاء النيابة العام‪::‬ة‪.......................‬‬
‫‪11‬‬
‫أوال‪ :‬الضمانات‪ :‬القانونية بشأن التعيين و الترقية‪.....................................‬‬
‫‪17‬‬
‫ثانيا‪ :‬نسبة حصانتي العزل و النقل بالنسبة للقضاة النياب‪::‬ة العام‪::‬ة‪...................‬‬
‫‪11‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حدود اس‪::‬تقاللية النياب‪::‬ة العام‪::‬ة‪........................................‬‬
‫‪14‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬مجال استقالل النيابة العامة في قيامها بالمهام المنوط‪::‬ة به‪::‬ا‪..........‬‬
‫‪14‬‬
‫أوال‪ :‬استقالل النيابة العامة اتجاه القضاء‪ :‬الج‪::‬الس‪:....................................‬‬
‫‪14‬‬
‫ثانيا‪ :‬استقاللها‪ :‬اتجاه أطراف الدعوى العمومي‪::‬ة‪.......................................‬‬
‫‪11‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حدود استقالل النيابة العامة‪.............................................‬‬
‫‪11‬‬
‫أوال‪ :‬الرقاب‪::::::::::::::::‬ة القض‪::::::::::::::::‬ائية على عم‪::::::::::::::::‬ل النياب‪::::::::::::::::‬ة‬
‫العامة‪11........................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرقابة القضائية على عمل النيابة العامة من خالل مؤسسة قاضي تطبيق‬
‫العقوبات‪.................................................................................‬‬
‫‪11‬‬
‫خاتمة‪.‬‬
‫الئحة المراجع‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫الفهرس‬

You might also like