You are on page 1of 88

‫مسلك القانون‬ ‫جامعة محمد االول‬

‫السداسي الخامس‬ ‫الكلية المتعددة التخصصات‬


‫بالناظور‬
‫محاضرات في‬
‫قانون التأمين‬

‫ذ‪ /‬مراد أسراج‬

‫الموسم الجامعي ‪2021-2020‬‬


‫‪1‬‬
‫مقـدمــــة عامة‬
‫اإلنسان سعى منذ القدم إلى الحصول على األمان والطمأنينة‬ ‫‪-‬‬
‫وك ل م ا يضم ن س المته م ن األخطار المحدق ة ب ه‪ ،‬وك ل م ا‬
‫يقلص من تحققها‬
‫م ن القدم بحي ث تص ل جذوره ال ى عهود م ا قب ل المس يح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فيذه ب البع ض إل ى ان فكرة التأمي ن تعود إل ى ‪ 4500‬س نة‬
‫قبل الميالد‪ ،‬وسندهم في ذلك ما عثر عليه الباحثون من وثائق‬
‫تفي د إ ن ناقش ي األحجار المص ريين كونوا فيم ا بينه م ص ندوقا‬
‫تضامنيا يتدخل كلما تعرض بعضهم لألخطار‬
‫عق د التأمي ن البحري م ن حي ث شروط ه وقواعده وإجراءات ه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهي التي عرفت بأوامر برشلونة سنة ‪1435‬‬
‫أهمية التأمين في عصرنا الحاضر‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫فكرة التأمين تقوم على ماذا؟‬ ‫‪‬‬

‫وسيلة تعين على مواجهة المخاطر التي يتعرض لها الفرد فال يضطر‬ ‫‪‬‬
‫إل ى تحم ل اثاره ا وحده حي ث يتحم ل جزء ا فق ط م ن هذه اآلثار يتمث ل‬
‫فيما يدفعه من اشتراك او قسط‪.‬‬
‫الوسيلة الحديثة لمواجهة المخاطر وما ترتبه من أثار وذلك ما يفسر‬ ‫‪‬‬
‫ازدهاره وتنوع مجاالت ه وتطوره وامتداده إل ى المجاالت المختلف ة‬
‫ليؤمن األفراد من كل خطر يتعرضون له سواء في أموالهم او حياتهم‪.‬‬
‫وعقد التأمين يتميز بعدة مميزات وخصائص تجعله مختلفا من العقود‬ ‫‪‬‬

‫األخرى وحت ى عناص ره فه ي متنوع ة ومختل ف وتخل ق الفارق ع ن‬ ‫‪‬‬


‫س ائر عناص ر العقود المس ماة األخرى م ن خط ر وقس ط وتعوي ض ث م‬
‫مصلحة تأمينية‪.‬‬
‫المحور الرئيسي للمحاضرات هو القواعد العامة لعقد التأمين‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫المحور األول‪ :‬القواعد العامة لعقد التأمين‪.‬‬
‫يلج أ االنس ان إل ى وس ائل متعددة للحماي ة وتفادي األخطار كاالدخار‬
‫والتأمي ن ‪ .‬التأمي ن وس يلة فعال ة لتفادي األخطار المحدق ة فم ا ه و عق د‬
‫التأمين ؟ وما هي وظائفه؟ وما هي أنواعه؟‬
‫‪-1‬وظائف التأمين‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬تختلف وظائف التأمين بحسب ما إذا كنا أمام المؤمن له آو المؤمن‪.‬‬


‫‪ ‬بالنسبة للمؤمن له‪:‬‬
‫‪ ‬يكون التأمين وسيلة لكفالة األمان للمؤمن له‪.‬‬
‫فبعث األمان و الطمأنينة في نفس المؤمن له يعتبر وظيفة أساسية للتأمين‪،‬‬
‫ففي التأمين من األضرار‪ :‬يمكن من الحصول على بديل لما هلك من‬
‫ماله‪ .‬وفي التأمين على األشخاص يقي المؤمن له نفسه ومن يعول أثار‬
‫عجزه او موته‪ ،‬فيبعث ذلك روح األمان والطمأنينة في النفوس‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬التأمين بالنسبة للمؤمن له هو وسيلة لالئتمان فإذا أراد الشخص الحصول‬
‫على ائتمان ولم يكن لديه مال يقدمه للدائن كضمان فبإمكانه إبرام عقد‬
‫التأمين على الحياة لصالح الدائن بحيث اذا توفي قبل سداد الدين أمكن للدائن‬
‫استيفاء حقه من مبلغ التأمين‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للمؤمن‪:‬‬
‫‪ ‬فالتأمين وسيلة لتكوين رؤوس األموال مجموع اإلقساط التي يؤديها المؤمن‬
‫لهم يتم توظيفها واستثمارها في كافة مناحي االقتصاد‪.‬‬
‫‪ ‬ذلك ما يجعل الدولة تتدخل في ميدان التأمين‪ ،‬وذلك بفرض رقابتها عليه‬
‫ووضع نظام قانوني موحد تخضع له مقاوالت التأمين‪.‬‬
‫‪-2 ‬مفهوم عقد التامين‪:‬‬
‫المشرع المغربي " اتفاق بين المؤمن والمكتتب من اجل تغطية خطر ما‪،‬‬
‫ويحدد هذا االتفاق التزاماتهما المتبادلة"‬

‫‪5‬‬
‫المشرع المصري فقد عرفه بكونه " عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه ان يؤدي‬
‫إلى المؤمن له آو إلى المستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه مبلغا من المال‬
‫او إيرادا مرتب ا او أ ي عوض مال ي اخ ر ف ي حال ة وقوع الحادث او تحق ق‬
‫الخطر المبين بالعقد‪ ،‬وذلك في نظير قسط أو أية دفعة مالية أخرى يؤديها‬
‫المؤمن له للمؤمن "‬
‫‪‬تعريفات فقهية لعقد التأمين‬
‫‪‬عملي ة تس تند إل ى عق د احتمال ي م ن عقود الغرر ملزم للجان بين يضم ن‬
‫لشخ ص مهدد بوقوع خط ر معي ن المقاب ل الكام ل للضرر الفعل ي الذي يس ببه‬
‫ل ه هذا الخط ر‪ ،‬وتعت بر هذه العملي ة م ن الوجه ة االقتص ادية واالجتماعي ة‬
‫تعديال ف ي األخطار المختلف ة بحي ث توزع اثاره ا عل ى عات ق المجموع بدال‬
‫من الفرد”‬
‫‪‬أ ي تعري ف لعق د التأمي ن يج ب ان يشم ل جان بي عملي ة التأمي ن وهم ا‬
‫الجانب القانوني المتمثل في التصرف القانوني الذي يربط بين طرفين وهما‬
‫المؤمن والمؤمن له ويرتب على عاتقهما التزامات متبادلة‬ ‫‪6‬‬
‫‪‬والجانب الفني المتعلق بالتأمين كخدمة مالية ترتبط بمجموعة من القواعد‬
‫الحس ابية والتقني ة وتخض ع لقواني ن اإلحص اء‪ ،‬يلج أ اليه ا المؤم ن لتحقي ق‬
‫التوازن المال ي بي ن مداخي ل األقس اط والتوظيفات والمص اريف ومبال غ‬
‫الضمان والنفقات األخرى‪.‬‬
‫‪-3‬انواع التأمين‪:‬‬
‫‪‬ص ور التامي ن ال تق ع تح ت حص ر وهناك تقس يمان أس اسيان للتأمي ن م ن‬
‫حيث الشكل وتقسيمه من حيث الموضوع‪.‬‬
‫‪‬تقسيم التأمين من حيث الشكل‪:‬‬
‫‪‬تقسيمه بحسب الجهة او الهيئة التي تتولى عملية التأمين المؤمن‬
‫‪‬تأمين تعاوني او تبادلي او تعاضدي وتأمين ذو قسط ثابت تتواله شركة او‬
‫مقاولة للتأمين تأمين تكافلي‬

‫‪7‬‬
‫‪ ‬التأمين التعاوني او التعاضدي‪:‬‬
‫‪ ‬يقوم مجموعة من األشخاص‪ ،‬يرتبطون برابطة المصلحة ويتعرضون‬
‫لخطر معين بدور المؤمن والمؤمن لهم‪ ،‬وذلك في إطار جمعية تعاونية‬
‫ينخرطون بها فتقوم بتعويض األضرار التي قد تلحق بأحدهم‪ ،‬نتيجة تحقق‬
‫الخطر المؤمن منه‪ .‬ويتم دفع مبلغ التعويض من مجموع االشتراكات التي‬
‫يلتزم كل عضو بالجمعية بدفعها‪.‬‬
‫انه تأمين تجتمع صفة المؤمن والمؤمن له في كل عضو منخرط في الجمعية‪،‬‬
‫فنفس الشخص يقوم بدور المؤمن والمؤمن له فيدفع القسط ومن مجموع‬
‫األقساط يدفع التعويض لمن تقع له الكارثة‪.‬‬
‫انه تأمين يتميز بالتضامن بين أعضائه فيتدخلون كلما وقع احد األخطار من‬
‫اجل تغطيتها ومنح التعويض للمتضرر منها‬
‫في المغرب تخضع التعاضديات للظهير الشريف ‪ 12‬نونبر‪ 1963‬بسن نظام‬
‫أساسي للتعاون المتبادل‬
‫‪8‬‬
‫تعريف التعاضدية‪" :‬ان جمعيات التعاون المتبادل هي هيئات ال تهدف الى اكتساب‬ ‫‪‬‬

‫أرباح وانما تعتزم بواسطة واجبات انخراط أعضائها القيام لفائدة هؤالء األعضاء أو‬
‫عائالتهم بعمل من أعمال االسعاف و التضامن و التعاون مداره الضمان من األخطار‬
‫الالحقة باإلنسان‪”.‬م ‪ :173‬الشركات التعاضدية للتأمين هي شركات ال تستهدف الربح“‬
‫و‪1‬تضمن دفع التعويضات للمشتركين ‪ 2‬توزع فائض المداخيل ‪ 3‬التمنح أي مكافأة‬
‫سوى بدل الحضور‪.‬‬
‫مبادئ التعاضد‬ ‫‪‬‬

‫• االنخراط االختياري؛‬
‫• التطوعية والمجانية ؛‬
‫• المساواة والتضامن؛‬
‫• التسيير الذاتي بطريقة ديمقراطية من طرف منخرطيها أو مناديبهم‪.‬‬
‫‪ 32‬تعاضدية ‪ 08‬تعاضديات في القطاع العام‪ 06‬تعاضديات بالقطاع الشبه‬ ‫‪‬‬

‫العمومي‪ 13‬تعاضدية بالقطاع الخاص‬

‫‪‬‬
‫‪9‬‬
‫اجهزة التعاضدية‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬الجمعية التأسيسة م ‪ 193-181‬جميع المشتركين وضع النظام االساسي انعقادها بطلب‬ ‫‪‬‬

‫من ‪ 1/10‬القرارات بأغلبية االصوات‬


‫‪ 2‬مجلس االدارة ومجلس رقابة م‪ 197-194‬االحالة الى قانون شركات المساهمة‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬مراقب الحسابات م ‪ 199-198‬االحالة الى ق ‪95-17‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 4‬اتحادات التعاضديات م ‪215 -205‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 5‬بطالن شركة تعاضدية التأمين او عقودها م‪222-216‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 6‬التقادم ‪5‬سنوات‬ ‫‪‬‬

‫مقاولة التأمين شركات مساهمة‬ ‫‪‬‬

‫م ‪171‬وما يليها‬ ‫‪‬‬

‫االحالة على ق شركات المساهمة ق ‪17-95‬‬ ‫‪‬‬

‫‪10‬‬
‫يسمى ايضا التأمين ذو األقساط الثابتة آو التأمين التجاري‬ ‫‪‬‬

‫مقاولة التأمين تقوم بدفع مبلغ التأمين التعويض عند تحقق الخطر المؤمن‬ ‫‪‬‬
‫منه مقابل األقساط الثابتة التي يدفعها المؤمن له‪.‬‬
‫انفص ال المؤم ن ع ن المؤم ن ل ه أل ن المؤم ن وه و مقاول ة التأمي ن يجم ع‬ ‫‪‬‬
‫األقساط من المؤمن لهم لكي يستخدمها في تعويض األضرار التي قد تلحق‬
‫بهم بعد استثمارها من اجل الربح‪.‬‬
‫القسط الذي يدفعه المؤمن له يعد ثابتا بمعنى يتحدد بمبلغ معين منذ إبرام‬ ‫‪‬‬
‫العقد‬
‫ال وجود للتضامن بي ن المؤمن والمؤمن له‪ ،‬ذلك أن المؤمن له ملزم بدفع‬ ‫‪‬‬
‫القسط المحدد ويلتزم المؤمن بدفع التعويض عند تحقق الخطر‬
‫تهدف الهيئات الممارس ة للتأمي ن التجاري أس اسا ً إل ى تحقي ق الرب ح فالمال‬ ‫‪‬‬
‫الذي يجمع من األقساط يصبح ملكا ً للمؤمن‬
‫التعوي ض للمؤم ن ل ه عن د حدوث الخس ارة مم ا يضم ن ل ه االس تمرارية ف ى‬ ‫‪‬‬
‫العمل دون توقف‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫التأمين التكافلي‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬عرف المشرع المغربي التأمين التكافلي في المادة األولى من مدونة التأمينات بأنه “عملية‬
‫تأمين تتم وفق اآلراء بالمطابقة الصادرة عن المجلس العلمي األعلى‪ ،‬بهدف تغطية األخطار‬
‫المنصوص عليها في عقد التأمين التكافلي بواسطة حساب التأمين التكافلي يسير‪ ،‬مقابل‬
‫أجرة التسيير‪ ،‬من طرف مقاولة للتأمين وإعادة التأمين معتمدة لمزاولة عمليات التأمين‬
‫التكافلي‪ .‬وال يمكن في أي حال من األحوال أن يترتب قبض أو أداء أي فائدة على عمليات‬
‫التأمين التكافلي من لدن مقاولة للتأمين وإعادة التأمين‪.‬‬
‫‪ ‬مصطلحات المشرع المغربي‬
‫التسبيق التكافلي في المادة األولى بأنه ”مبلغ يؤدى من طرف مقاولة التأمين التي تمارس‬
‫عمليات التأمين التكافلي لسد العجز الناجم عن عدم كفاية األصول الممثلة لالحتياطيات‬
‫التقنية مقارنة مع هذه االحتياطات والذي يمكن استرجاعه من الفوائض التقنية والمالية‬
‫المستقبلية لحساب التأمين أو إعادة التأمين التكافلي‪ .‬وال يمكن أن تترتب عن التسبيق‬
‫التكافلي أي فائدة“‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ ‬نس تنتج م ن خالل مقتضيات المادة الس ابقة أ ن المبل غ تقوم بتأديت ه مقاول ة التأمي ن‬
‫التكافلي أو إعادة التأمين التكافلي من حسابها‪.‬‬
‫‪ ‬لس د العج ز الناج م ع ن عدم كفاي ة األص ول الممثل ة لالحتياطيات التقني ة ‪،‬ال تترت ب‬
‫عليه أي فائدة‪.‬‬
‫حساب التأمين التكافلي نفس المادة‪  ‬حساب يتكون من اشتراكات المشتركين في‬
‫عملية للتأمين التكافلي ومن جميع عائدات هذا الحساب‪ ،‬بما في ذلك العائدات‬
‫الناتجة عن استثمار رصيده‪.‬‬
‫‪ ‬تجدر اإلشارة أن اشتراكات المشتركين في التأمين التكافلي تقابلها أقساط التأمين في‬
‫التأمين التجاري و اشتراكات التأمين في التأمينات التعاضدية‪ ،‬و يبقى اإلختالف‬
‫حسب كل نوع من أنواع التأمين‪،‬إما تأمين تكافلي أو تأمين تجاري أو تعاضدي‪.‬‬
‫‪ ‬توضع االشتراكات في حساب خاص وال تعتبر جزءا من حساب مقاولة التأمين‬
‫التكافلي‬
‫‪‬‬

‫‪13‬‬
‫يج ب عل ى المقاول ة المعتمدة لمزاول ة عمليات التأمي ن التكافل ي أ و إعادة‬ ‫‪‬‬
‫التأمي ن التكافل ي مس ك وتدبي ر حس ابات التأمي ن التكافل ي أ و إعادة التأمي ن‬
‫التكافلي بصفة منفصلة عن حساباتها الخاصة‪.‬‬
‫توزيع الفوائض التقنية و المالية ما يصطلح عليها بالفائض التأميني نص‬ ‫‪‬‬

‫المشرع المغربي في المادة ‪ 10-3‬على أنه‪“ ،‬توزع كل الفوائض التقنية‬


‫والمالية المحققة في التأمين التكافلي على المشتركين بعد خصم التسبيقات‬
‫التكافلية عند االقتضاء‪ .‬وتوزع كل الفوائض المذكورة المحققة في إعادة‬
‫التأمين التكافلي على حسابات التأمين التكافلي بعد خصم التسبيقات‬
‫التكافلية عند االقتضاء”‪.‬‬
‫ال يمكن توزيع الفوائض التقنية والمالية إال بعد تكوين االحتياطيات‬ ‫‪‬‬

‫والمخصصات‪.‬‬
‫مميزاته‬ ‫‪‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ –1 ‬عقد التأمين التكافلي عقد تبرع‬
‫يعتبر عقد التأمين التكافلي من عقود التبرع‪  ،‬ألن ما يدفعه المشترك من اشتراكات يتبرع بها‬
‫لمن يصيبه الضرر من المشتركين اآلخرين‪ ،‬والمشترك ال يقصد التأمين ربحا أو تجارة‪،‬‬
‫فالتبرع بقيمة االشتراك هو أساس مشروعية التأمين التكافلي‪.‬‬
‫اعتبار عقد التأمين التكافلي عقدا من عقود التبرع آثارا في غاية األهمية وهو وجود شبه إجماع‬
‫بين العلماء المعاصرين على جوازه ومشروعيته‪،‬ألنه تظهر لنا روح التعاون و التضامن بين‬
‫المشتركين في تحمل الخسائر‪ ،‬و األضرار الناتجة عن تحقق الخطر المؤمن عليه وهذا يعد‬
‫من قبل التكافل و البر‪.‬‬
‫‪-2 ‬قابلية االشتراك للتغيير‬
‫‪ ‬يقصد بقابلية االشتراك للتغيير أن قيمة االشتراك ال تكون قيمة محددة وثابتة ومعلومة‬
‫للمشترك‪ ،‬فقيمة االشتراك تكون عرضة للتعديل بالزيادة و يتحقق هذا في حالة حدوث عجز‬
‫في الوفاء بقيمة االلتزامات‪ ،‬بحيث تكون قيمة االلتزامات أكبر من مجموع قيمة االشتراكات‬
‫التي تم سدادها فعال ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪15‬‬
‫وقد يكون التعديل بتخفيض قيمة االشتراك‪ ،‬ويتحقق ذلك في حالة كون حصيلة‬ ‫‪‬‬

‫االشتراكات أكبر من قيمة االلتزامات‪ ،‬األمر الذي يحقق فائضا ماليا لشركة‬
‫التأمين وفي هذه الحالة يتم توزيع الفائض على المشتركين أو تخفيض قيمة‬
‫االشتراكات عن الفترات الالحقة‪.‬‬
‫‪-3‬توزيع الفائض التأميني على المشتركين‬ ‫‪‬‬

‫يتمثل الفرق بين االشتراكات المحصل عليها وبين قيمة التعويضات المدفوعة‪ ،‬‬ ‫‪‬‬

‫فالفائض في التأمين التكافلي يكون حقا خالصا للمشتركين‪ ،‬مقابل التزاماتهم‬


‫بدفع االشتراك اإلضافي عند حدوث عجز في‪  ‬سداد التعويضات المستحقة‪ ،‬وال‬
‫تلتزم الشركات بتوزيع الفائض على المشتركين‪ ،‬إذ يجوز لها حسب لوائحها‬
‫ونظامها‪ ،‬األساسي‪ ،‬أن تقرر وضع الفائض كله أو نسبة منه كاحتياطي لمقابلة‬
‫أي عجز يطرأ عن زيادة غير متوقعة الحدوث‪ ،‬لألخطار المؤمن عليها‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪16‬‬
‫‪-4‬البعد التضامني واالجتماعي‬
‫‪ ‬تغلب على مشروعات التأمين التكافلي القيم اإلنسانية لذا فعقد التأمين التكافلي‬
‫يمتد أثره إلى من تشتد حاجاتهم إلى التأمين من أصحاب الدخول القليلة‬
‫‪- ‬يهتم هذا النوع من العقود بالبعد االجتماعي في استثمار األموال الفائضة منه‬
‫فيوازن بين الصالح العام و الصالح الخاص‪ ،‬و ال يقوم بإنشاء االحتكارات في‬
‫األمور المهمة‬
‫‪- ‬توفير الخدمة التأمينية للمشتركين بأقل تكلفة ممكنة‪ ،‬حيث ينخفض فيه القسط‬
‫مقارنة بالتأمين التجاري‬
‫‪- ‬يقوم عقد التأمين التكافلي على أساس التضامن بين جميع أعضاءه لتغطية‬
‫المخاطر التي قد تصيب أحدهم حيث يمكن مطالبة األعضاء باشتراكات‬
‫إضافية لتعويض الخسائر‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪17‬‬
‫مقارنة بين التأمين التكافلي و التأمين التجاري‬
‫‪-1 ‬المرجعية في جميع األنشطة التي تجري في شركات التأمين التكافلي من‬
‫استثمار‪ ،‬و تعويض‪ ،‬و قواعد حساب الفائض التأميني‪ ،‬وتوزيعه بأنها‬
‫تنحصر في أحكام الشريعة اإلسالمية و الفقه االسالمي‪ ،‬كما هو المثال‬
‫بالنسبة للقانون المغربي المتمثل في أخذ الرأي بالمطابقة من المجلس‬
‫العلمي األعلى ‪ .‬يضم مجموعة من العلماء والمتخصصين في فقه‬
‫المعامالت المالية اإلسالمية ليقوموا بدور توجيه عمليات و نشاط شركات‬
‫التأمين التكافلي‪.‬‬
‫‪ ‬في حين نجد المرجعية النهائية لشركات التأمين التجاري‪ ،‬تخضع إلى‬
‫التشريعات و األعراف ذات أصل تقليدي تجاري محض‪ ،‬ينسجم مع فلسفة‬
‫المدرسة الرأسمالية بصفة عامة وما يترتب على ذلك من إجراء عقود‬
‫عمليات التأمين وفق أسس المعاوضات المبنية على الغرر و الربا و تحقيق‬
‫الربح‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ -2 ‬العالقات بين اطراف العقد‬
‫‪ ‬يعت بر المشترك شريك ا ف ي تحم ل األخطار حال وقوعه ا‪ ،‬فالعالق ة هن ا تعاوني ة‬
‫تكافلية‪،‬أما في عقد التأمين التجاري فيقوم على الربح‪ ،‬إذ يدفع المؤمن له قسطا‬
‫حماي ة ل ه م ن وقوع الخط ر والمؤم ن يؤدي اق ل م ا يمك ن م ن التعويضات‬
‫فالعالقة هنا غير تضامنية قائمة على منطق الربح ‪.‬‬
‫‪-3 ‬الفائض التأميني و الربح‬
‫‪ ‬الفائض التأميني في التأمين التكافلي هو الفرق المتبقي من األقساط وعوائدها‬
‫بعد خصم التعويضات و المصاريف و المخصصات‪ ،‬حيث يصرف كله أو‬
‫جزء منه على المشتركين‪ ،‬أما الربح في التامين التجاري فيعتبر ملكا خاصا‬
‫للشركة ويدخل ضمنه االقساط واالستثمارات‪.‬‬
‫‪ -4‬حساب القسط االشتراك‪ :‬يدخل ربح الشركة و الفائدة لحسابه ‪/‬الربح ليس هدفا‬
‫‪-5 ‬الفائدة الربوية‬

‫‪19‬‬
‫‪-6‬الخطر المؤمن منه واالحتمال‬ ‫‪‬‬

‫‪-7‬طبيعة العقد عقد معاوضة عقد تبرع‬ ‫‪‬‬

‫‪-8‬مبلغ التأمين‬ ‫‪‬‬

‫‪-9‬استثمار االموال‬ ‫‪‬‬

‫‪ -10‬الحسابات‬ ‫‪‬‬

‫‪-11‬شروط العقد‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬انواع التأمين التكافلي‬


‫مشروع الشروط النموذجية العامة الوفاة‬ ‫‪‬‬

‫مشروع الشروط النموذجية العامة االستثمار التكافلي‬ ‫‪‬‬

‫مشروع الشروط النموذجية العامة متعدد االخطار للبناية تكافل‬ ‫‪‬‬

‫‪20‬‬
‫تقسيم التأمين من حيث الموضوع‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يقسم التأمين من حيث الموضوع الذي يرد عليه إلى عدة أنواع كما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫التأمين البحري والجوي والبري‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يقوم هذا التقسيم على أساس طبيعة المخاطر المؤمن منها‪ .‬فالتأمين البحري‬ ‫‪‬‬

‫يهدف التي تغطيه مخاطر النقل البحري سواء تلك المخاطر التي قد تلحق‬
‫بالسفينة مثل الغرق أو الحريق او األخطار التي تهدد البضائع مثل تلفها او‬
‫غرقها‪.‬‬
‫والتأمين الجوي هو التأمين الذي يغطي مخاطر النقل الجوي التي تتعرض‬ ‫‪‬‬

‫لها الطائرة او حمولتها من البضائع فقط‪ .‬أما األشخاص الموجودين بالطائرة‬


‫فإنهم يخضعون للتأمين البري فيما عدا ما تنظمه المعاهدات الدولية بشأنه‪.‬‬
‫أما التأمين البري فيغطي جميع األخطار التي ال تندرج تحت األنواع السابقة‬ ‫‪‬‬

‫كالتأمين عن خطر المرض وأخطار الحريق والفيضانات والبرد وغيرها‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ ‬التأمين الخاص والتأمين االجتماعي‪:‬‬
‫يقصد بالتأمين الخاص التأمين الذي يبرمه شخص توقيا لخطر معين أو حادث‬
‫يحتمل وقوعه في المستقبل‪،‬فالشخص الذي يقوم بهذا التأمين إنما يسعى‬
‫لتحقيق مصلحة خاصة به أي مصلحة فردية وفي مقابل هذه المصلحة يتحمل‬
‫الفرد وحده أقساط التأمين ويكون هدف مقاولة التأمين المؤمن الربح من‬
‫خالل إبرام هذه العقود‪.‬‬
‫أما التأمين االجتماعي فهو نظام يقوم على تحقيق مصلحة عامة تتمثل في تغطية‬
‫المخاطر االجتماعية التي يتعرض لها افراد الطبقة العاملة والتي قد تحول‬
‫بينهم وبين مباشرة عملهم كالمرض والعجز والشيخوخة والبطالة فهذا التأمين‬
‫يستجيب العتبارات اجتماعية تستند إلى فكرة التضامن والتكافل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬التأمين من األضرار والتأمين على األشخاص‪:‬‬
‫يقوم هذا التأمين على أساس توافر أو تخلف الصفة التعويضية في التأمين ‪،‬‬
‫فإذا كان الهدف من التأمين تعويض األضرار المالية التي تلحق الذمة المالية‬
‫‪22‬للمؤمن له كان التأمين تأمينا من األضرار ‪.‬‬
‫أما اذا كان الغرض من التأمين الحصول على مبلغ التأمين بمجرد تحقق الخطر‬
‫المؤمن منه‪ ،‬وبغض النظر عن حدوث ضرر أو مقدار هذا الضرر كان‬
‫التأمين تأمينا على األشخاص متعلقا باإلنسان في حياته وصحته وعمره‪،‬‬
‫فيكون التأمين في هذه الحالة وعدا بدفع مبلغ من النقود عند حدوث واقعة‬
‫معينة‪.‬‬
‫وينقسم تأمين االضرار الى قسمين التأمين من المسؤولية والتأمين على األشياء‪:‬‬
‫‪ ‬التأمين على األشياء‪:‬‬
‫في هذا النوع من التأمين يتم تعويض المؤمن له عن األخطار التي تلحق بأمواله‬
‫ولذلك ال يكون فيه سوى طرفين المؤمن والمؤمن له وهو في ذات الوقت‬
‫المستفيد‪.‬وتأمين االشياء يشمل انواع كثيرة من التأمين‪:‬‬
‫‪ -‬كتأمين المنازل من خطر الحريق‪.‬‬
‫‪-‬تأمين الماشية من خطر الموت‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫‪-‬تأمين األموال من السرقة‬
‫‪-‬تأمين تلف المزروعات من الصعيق او عوامل الطبيعة‬
‫‪-‬عقد تأمين االستثمار ضد األخطار غير التجارية‪......‬‬
‫‪ ‬التأمين من المسؤولية‪:‬‬
‫يهدف هذا النوع من التأمين الى ضمان المؤمن له ضد رجوع الغير عليه بسبب‬
‫األضرار التي تلحق هذا األخير من خطأ يرتكبه المؤمن له‪ ،‬ويسبب له ضررا‬
‫يوجب مسؤوليته ويسأل عنه‪.‬‬
‫فالتأمين هنا يهدف الى تعويض الضرر الذي يلحق بالذمة المالية للمؤمن له‬
‫بسبب انعقاد مسؤوليته تجاه الغير‪ ،‬فليست الغاية منه تعويض الضرر الذي‬
‫لحق بالغير ولكن جبر الضرر الذي لحق بالمؤمن له نتيجة التزامه بتعويض‬
‫المضرور عن الضرر الذي حدث بفعل خطأ المؤمن له‪ .‬ومن صوره التأمين‬
‫من المسؤولية عن حوادث السيارات‪ ،‬التأمين من المسؤولية المهنية‪ ،‬التأمين‬
‫من المسؤولية عن حوادث النقل البري او الجوي او البحري‪......‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ ‬التأمين على األشخاص‪:‬‬
‫التأمين على األشخاص هو التأمين الذي يكون فيه الخطر المؤمن منه يتعلق‬
‫بشخص المؤمن له ال بماله‪ .‬فهو تأمين يهدف الى ضمان المؤمن له نفسه‬
‫من األخطار التي تهدد حياته او سالمة جسده او صحته او قدرته على‬
‫العمل‪.‬‬
‫وفي التأمين على األشخاص يحصل المؤمن له او المستفيد على مبلغ التأمين‬
‫المتفق عليه في وثيقة التأمين بمجرد تحقق الخطر المؤمن منه بغض‬
‫النظر عن حصول الضرر اوعدم حصوله ويطلق عليه تأمين المبالغ‬
‫وينقسم الى نوعين‪ :‬تأمين على الحياة وتأمين على اإلصابات‪.‬‬
‫التأمين على الحياة‪:‬‬
‫التأمين على الحياة عقد بمقتضاه يتعهد المؤمن مقابل أقساط محددة بان يدفع‬
‫للمؤمن له او لشخص ثالث مبلغا من المال عند موت المؤمن له او عند‬
‫بقائه حيا بعد مدة معينة من الزمن‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫ويتفق األطراف على تعيين مبلغ التأمين في العقد فهو إما ان يكون رأسماال يؤدى‬
‫للدائن دفعة واحدة وإما ان يكون إيرادا مرتبا مدى حياة الدائن وذلك تبعا‬
‫لالتفاق الوارد في عقد التأمين‪.‬‬
‫وللتأمين على الحياة صور كثيرة تزداد يو ًما بعد يوم مع تفنن شركات التأمين في‬
‫إيجاد أنواع كثيرة وحاالت مختلفة نذكر منها هنا أربع حاالت وهي‪:‬‬
‫‪ ‬الحالة األولى‪ :‬التأمين لحالة الوفاة‪:‬‬
‫‪ ‬وهو عقد بموجبه يلتزم المؤمن في مقابل أقساط بأن يدفع مبلغ التأمين عند وفاة‬
‫المؤمن على حياته‪ .‬وفيه ثالث صور‪:‬‬
‫‪ ‬الصورة األولى‪ :‬التأمين العمري أو لمـدى الحياة‪ :‬حيث يـدفع المؤمن مبلغ‬
‫التأمين للمستفيد عند وفاة المؤمن على حياته‪ ،‬أي‪ :‬إنه تأمين مرتبط بالعمر إذا‬
‫انتهى‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الصورة الثانية‪ :‬التأمين المؤقت‪ :‬حيث يدفع فيه المؤمن مبلغ التأمين للمستفيد‬ ‫‪‬‬

‫إذا مات المؤمن على حياته في خالل مدة معينة‪ ،‬فإن لم يمت فيها برئت ذمة‬
‫المؤمن واستبقى أقساط التأمين التي قبضها‪.‬‬
‫الصورة الثالثة‪ :‬تأمين البقيا ــ أي بقاء المستفيد‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وهو عقد يلتزم فيه المؤمن مقابل أقساط أن يدفع مبلغ التأمين للمستفيد المعين‬ ‫‪‬‬

‫في العقد إذا بقي ح ًّيا بعد موت المؤمن على حياته‪ ،‬فإذا مات المستفيد قبل‬
‫موت المؤمن على حياته انتهى التأمين‬
‫الحالة الثانية‪ :‬التأمين لحالة البقاء‬ ‫‪‬‬

‫وهو عقد يلتزم فيه المؤمن في مقابل أقساط‪ ،‬أن يدفع مبلغ التأمين في وقت‬ ‫‪‬‬

‫معين إذا كان المؤمن على حياته قد ظل ح ًّيا إلى ذلك الوقت‪ ،‬وحينئذ يستحق‬
‫مبلغ التأمين إذا بقي على قيد الحياة‬

‫‪27‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬التأمين المختلط‬ ‫‪‬‬

‫هو عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه بدفع مبلغ التأمين ــ رأس مال ــ أو إيراد‬ ‫‪‬‬

‫مرت ًبا ــ إلى المستفيد في مقابل إذا مات المؤمن على حياته في خالل مدة‬
‫معينة أو إذا بقي ح ًّيا عند انقضاء المدة المتفق عليها‪.‬‬
‫الحالة الرابعة‪ :‬التـأمين الجمـاعي أو التـأمين عـلى الموظفيـن والعمال‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وهو عقد يعقده شخص لمصلحة مجموعة من الناس تربطه بهم رابطة‬ ‫‪‬‬

‫عمل تجعل له مصلحة في هذا التأمين‪ .‬ومن أبرز تطبيقاته قيام صاحب‬
‫الشركة أو المصنع أو البنك بالتأمين على عماله وموظفيه ومنتسبيه‪.‬‬
‫ومن خصائص هذا النوع أن هؤالء المستفيدين ال يستحقون مبلغ التأمين‬ ‫‪‬‬

‫عند وقوع الحادث من حيث ذواتهم‪ ،‬وإنما باعتبار صفاتهم؛ ولذلك‬


‫يستحقون ما داموا باقين في ذلك المصنع أو البنك أو الشركة أو المتجر‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ومن خصائصه أي ً‬
‫أيضا أنه كما يتعدد فيه المستفيدون تتعدد فيه الحوادث‬
‫ض‬ ‫‪‬‬

‫المؤمن منها‪ ،‬حيث يشمل عادة التأمين من اِإلصابات‪ ،‬والتأمين من‬


‫المرض‪ ،‬والتأمين على الحياة‪ ،‬ولذلك تسري على هذا النوع القواعد‬
‫المقدرة في التأمين على األشخاص‪.‬‬
‫التأمين من اإلصابات‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يقصد به التأمين من الحوادث التي تصيب اإلنسان في جسمه بسبب حادث‬ ‫‪‬‬

‫مفاجئ من شأنه إن يؤدي إلى وفاته أو إصابته بعجز دائم أو مؤقت كلي‬
‫او جزئي‪.‬‬
‫ويهدف هذا التأمين إلى تأمين المؤمن له من خطر الحوادث أي تأمينه من‬ ‫‪‬‬

‫أي اعتداء جسماني ينشأ من فعل طارئ أو بسبب خارجي وهو يغطي‬
‫ضرر الموت او العجز الدائم او المؤقت‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫التأمين عن المرض‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫هو عقد يتعهد بمقتضاه المؤمن نظير أقساط دورية في حالة إصابة المؤمن‬ ‫‪‬‬

‫له بمرض أثناء مدة التأمين بان يدفع له مبلغا معينا وان يرد له مصروفات‬
‫العالج واألدوية‪ .‬ويكون تأمينا على شخص المؤمن له وأيضا عائلته‪ ،‬وهو‬
‫يشمل صورا عديدة كضمان مصروفات العالج والدواء أو ضمان جميع‬
‫األمراض أو ضمان األمراض الخطيرة فقط وقد يقتصر على ضمان‬
‫العمليات الجراحية فقط‪.‬‬
‫تأمين الزواج والوالدة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫هو عقد يلتزم بمقتضاه المؤمن نظير أقساط دورية او قسط واحد‪ ،‬بدفع‬ ‫‪‬‬

‫مبلغ معين إلى المؤمن له‪ ،‬اذا تزوج قبل بلوغه سنا معينة‪ .‬فهو تأمين للحياة‬
‫لحال البقاء اذ ان المؤمن تبرأ ذمته في دفع مبلغ التأمين إذا توفي المؤمن‬
‫له قبل ان يتزوج‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫وتأمين الوالدة يقصد به العقد الذي يلتزم المؤمن بمقتضاه بأداء مبلغ الى‬ ‫‪‬‬

‫المؤمن له عند والدة أي من أوالده‪ ،‬وهو بذلك يعد تأمينا عن حدث سعيد‬
‫وليس تأمين عن األضرار واألحداث الغير السارة فقط‪.‬‬
‫التفرقة بين التأمين على األشخاص والتأمين من األضرار‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يقوم التأمين على األشخاص على مبدأ أساسي وهو انعدام الصفة التعويضية‬ ‫‪‬‬

‫ذلك ان عقد التأمين على األشخاص ليس بعقد تعويض وهو في ذلك يختلف‬
‫عن عقد التأمين من األضرار‪.‬‬
‫مبلغ الضمان في التأمين من األضرار يتحدد بعد تحقق الخطر أما في التأمين‬ ‫‪‬‬

‫على األشخاص فيحدد مسبقا ومقدما في مبلغ معين متفق عليه‪.‬‬


‫التأمين من األضرار يخضع لقاعدة تناسب الضرر مع التعويض عكس التأمين‬ ‫‪‬‬

‫على األشخاص فان مبلغ التأمين غير مرتبط بالضرر‪.‬‬


‫شخصية المؤمن له في التأمين من األضرار ليست لها نفس األهمية التي لها‬ ‫‪‬‬

‫في تامين األشخاص‪.‬‬


‫‪31‬‬
‫ــ جواز ابرام عقود التأمين من خطر واحد والجمع بين مبالغ التأمين الواجبة‬ ‫‪‬‬

‫بهذه العقود في تامين األشخاص‪.‬‬


‫ال يجوز الجمع بين مبلغ التأمين ودعوى التعويض ضد الغير المسؤول عن‬ ‫‪‬‬

‫الضرر في التأمين من األضرار‪ .‬أما في التأمين على األشخاص فيجوز‬


‫الجمع بينهما‪.‬‬
‫‪ ‬الباب األول‪ :‬تكوين عقد التأمين‬
‫لتكوين عقد التأمين البد من توافر مجموعة من األركان والعناصر‬ ‫‪‬‬

‫والخصائص التي تعبر أساسية في عقد التأمين‪.‬‬


‫الفصل األول‪ :‬خصائص عقد التامين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬عناصر عقد التامين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬أركان عقد التامين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬أطراف عقد التامين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪32‬على ان نخصص الباب الثاني للحديث عن أثار عقد التامين‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬الفصل األول خصائص التأمين‬
‫‪ ‬يتميز عقد التأمين بعدة خصائص تميزه عن سائر العقود األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث االول عقد التأمين عقد رضائي‬
‫يتم إبرام عقد التأمين عن طريق رضاء طرفي العقد واتفاقهما على انعقاده انعقادا‬
‫صحيحا عن طريق تالقي اإليجاب والقبول وعندها يصبح ملزما لطرفيه‪.‬‬
‫وما دام عقد التأمين رضائيا فان الكتابة ال تعتبر شرطا النعقاده‪ ،‬لكنها تعتبر‬
‫شرطا إلثباته‪ .‬تنص المادة ‪ 11‬من م ت م يجب ان يحرر عقد التأمين كتابة‬
‫بحروف بارزة‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثاني عقد التأمين عقد ملزم لجانبين‪:‬‬
‫‪ ‬يقصد بذلك ان عقد التأمين يتميز بوجود التزامات متقابلة بين طرفي العقد‬
‫فالمؤمن له يلتزم بدفع األقساط في مقابل تعهد المؤمن بدفع مبلغ الضمان او‬
‫التعويض عند وقوع الخطر المؤمن منه او عند حلول اجل التأمين‪.‬‬
‫‪ ‬كل طرف يأخذ المقابل المادي لما أعطاه وما التزم به‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ ‬المبحث الثالث عقد التأمين من عقود المعاوضة‪:‬‬
‫كل طرف يأخذ مقابال لما أعطى فالمؤمن يتحمل الخطر مقابل األقساط التي‬
‫يدفعها المؤمن له‪ .‬وبالمثل فان المؤمن له يتحصل على التعويض في حالة‬
‫حدوث الخطر مقابل األقساط التي يدفعها للمؤمن‪.‬‬
‫عدم تحقق الخطر المؤمن له دفع األقساط للمؤمن ولم يحدث الخطر المؤمن منه‬
‫فال يحصل على مقابل لألقساط التي دفعها للمؤمن‪ .‬لكن نجد ان المؤمن قد‬
‫أعطى في مثل هذه الحالة المؤمن له األمان واالطمئنان مقابل األقساط التي‬
‫دفعها للمؤمن‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الرابع عقد التأمين من العقود الزمنية‪:‬‬
‫‪ ‬عقد التأمين من العقود المستمرة أي انه عقد يبرم لوقت معين‪ .‬فالزمن يعتبر‬
‫عنصرا جوهريا بالنسبة اللتزامات كال الطرفين‪.‬‬
‫‪ ‬فالمشرع في المادة ‪ 6‬من م ت م جعل الزمن شرطا أساسيا واشترط تبيان‬
‫مدة العقد في وثيقة التأمين بل ونص على انه اذا كانت مدة العقد تفوق سنة‬
‫‪34‬‬
‫وجب كتابتها بحروف جد بارزة مع توقيع المكتتب‪ .‬متى يبتدأ العقد ومتى ينتهي‪.‬‬
‫فالمؤمن يتحمل تبعة الخطر خالل مدة معينة بشكل مستمر‪.‬‬
‫والمؤمن له يلتزم بدفع أقساط التأمين المتفق عليها بصفة دورية ومستمرة خالل مدة العقد‪.‬‬
‫المبحث الخامس عقد التأمين من العقود االحتمالية‪:‬‬
‫يصنف عقد التأمين على انه من عقود الغرر او العقود االحتمالية وذلك ألنه عقد ال‬
‫يستطيع فيه المتعاقدين تحديد ما يحصالن عليه من المنفعة وقت تمام العقد‪.‬‬
‫التزام المؤمن التزام احتمالي بحدوث الخطر او عدم حدوثه وليس التزاما معلقا على شرط‬
‫مؤقت وهو تحقق الخطر‪.‬‬
‫عنصر احتمال حدوث كسب او خسارة ألحد الطرفين‪.‬‬
‫المبحث السادس عقد التأمين من عقود منتهى حسن النية‬
‫مبدأ حسن النية هو مبدأ عام يوجد في جميع العقود لكن قانون التأمين يتطلب مستوى‬
‫مرتفعا من الصدق واألمانة أكثر من المعتاد‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪35‬‬
‫عند تكوين عقد التأمين يعتمد المؤمن في تقرير قبوله التعاقد على صحة البيانات‬
‫التي يدلي بها المؤمن له حول الخطر المؤمن منه ومدى جسامته لهذا وجب‬
‫على المؤمن له التزام حسن النية عند اإلدالء بتلك البيانات‪.‬‬
‫عند تنفيذ العقد يلتزم المؤمن له باالمتناع عن كل ما من شأنه أن يزيد من احتمال‬
‫وقوع الخطر وعليه إعالم المؤمن بكل ظرف يؤدي إلى وقوع الخطر ويمتنع‬
‫عن كل فعل يؤدي إلى حدوث الكارثة‪.‬‬
‫المبحث السابع عقد التأمين عقد إذعان‪:‬‬
‫عرفت هذه العقود انتشارا كبيرا ويوميا يوقع الكثير منها بالرغم من معرفة‬
‫المتعاقدين بان هذه العقود هي من عقود اإلذعان‪.‬‬
‫ويعرف عقد اإلذعان بانه "العقد الذي يسلم فيه القابل بشروط مقررة يضعها‬
‫الموجب وال يقبل مناقشة فيها‪ ،‬يتعلق بسلعة او مرفق ضروري يكون محل‬
‫احتكار قانوني او فعلي او تكون المنافسة محدودة النطاق في شأنها‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ ‬عقد إذعان يلزم أن تتوافر العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ ‬عقد اإلذعان عقد مفروض من طرف واحد‪:‬‬
‫‪ ‬يتميز عقد اإلذعان بكونه عقد مفروض معد سلفا من احد األطراف او معد‬
‫من طرف ثالث ولكنه ينصب في مصلحة احد األطراف‪ .‬وانه كلف بإعداده‬
‫وفقا لتعليماته فال يكفي ان يتم إعداد العقد من احد األطراف بل يجب ان يكون‬
‫مفروضا على الطرف األخر أي وجود طرف قوي يقوم بإعداد العقد وتوجيهه‬
‫الطرف األخر من اجل ان يوقع عليه دون ان تكون هناك إمكانية للتفاوض‬
‫حول بنوده وشروطه‪.‬‬
‫‪ ‬شروط أساسية مفروضة‪:‬‬
‫يرتكز عقد اإلذعان على وجود شروط أساسية مفروضة‪ ،‬المؤمن يقوم بإعداد‬
‫العقد مسبقا ولكل نوع من التأمينات عقد معين يضمنه ما يشاء من الشروط‬
‫شروطا رئيسة أساسية لقيام العقد ويترك للمؤمن له إضافة شروط ثانوية ال‬
‫تأثير لها على العقد والتزاماته وما على المؤمن له إال قبول او رفض التعاقد‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫الطابع االضطراري للقبول الن القبول لم يكن محل مناقشة مفاوضة بل هو إذعان‬
‫لما يمليه عليه الموجب‪.‬‬
‫‪ ‬انعدام التوازن العقدي‪:‬‬
‫يعتبر انعدام التوازن العقدي والتفاوض أهم عناصر عقد اإلذعان ذلك ان هذا‬
‫العقد يتميز بانعدام إرادة احد طرفيه في مناقشة شروط العقد وانحسار دوره‬
‫على قبول او رفض العقد برمته فقط‪.‬‬
‫وينشأ ذلك حتما من انعدام التوازن االقتصادي بين مركزي المتعاقدين‪) ،‬مراكز‬
‫المتعاقدين( فالطرف الذي وضع العقد هو من القوى االقتصادية الكبرى التي‬
‫تقوم باحتكار بيع السلع والخدمات وهي بذلك تضع يدها على العقود وتنفرد‬
‫بتحريرها بمفردها فتضع الشروط المناسبة لمصالحها‪ .‬فقبول الطرف األخر‬
‫بهذا العقد ما هو إال نتاج الضطراره واحتياجه للخدمة او السلعة في عقد‬
‫اإلذعان‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ ‬الفصل الثاني‪ :‬عناصر عقد التأمين‬
‫‪ ‬بعد اطالعنا على خصائص عقد التامين سوف نقوم بدراسة عناصر عقد‬
‫التأمين‪ .‬وهذه العناصر تتمثل في الخطر وأقساط التأمين ومبلغ الضمان ثم‬
‫المصلحة التأمينية‪ .‬وبدون هذه العناصر ال يمكن القول بوجود عقد تأمين‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬الخطر‬
‫الخطر هو العنصر األساسي في عقد التأمين‪.‬‬
‫ويعرف الخطر بأنه حادث محتمل الوقوع ال يتوقف تحققه على محض إرادة أحد‬
‫المتعاقدين وعلى الخصوص إرادة المؤمن له‪.‬‬
‫واقعة احتمالية ال يتوقف تحققها على إرادة أحد الطرفين خاصة إرادة المؤمن له‪.‬‬
‫نستنتج شروط الخطر‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬شروط الخطر‬
‫فيجب ان يكون الخطر حادثا احتماليا وان يكون الخطر مشروعا ثم أال يكون‬
‫حادثا إراديا ‪:‬‬
‫‪39‬‬
‫‪ ‬الفقرة األولى‪ :‬ان يكون الخطر واقعة احتمالية‬
‫يقوم التامين على فكرة االحتمال‪ .‬لذلك فإن الحادث المؤمن ضد وقوعه يجب أن‬
‫يكون‪:‬‬
‫‪- ‬حادثا غير محقق الوقوع‪.‬‬
‫‪ - ‬وأن ال يكون حادثا مستحيال‬
‫‪ - ‬وأن يكون حادثا مستقبال‬
‫‪ -1‬ان يكون الخطر أمرغير محقق الوقوع ويتجلى ذلك من خالل فرضيتين‪:‬‬
‫‪ ‬األولى‪ :‬ان يكون وقوعه غير محتم أي ان الخطر قد يقع وقد ال يقع‪ .‬كما في‬
‫التأمين من الحريق أومن السرقة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن يكون الحادث محتم الوقوع ومؤكدا لكن تاريخ وقوعه غير معروف‪.‬‬
‫فعنصر االحتمال ينصب على زمن وقوع الخطر‪ .‬كخطر الوفاة التي هي‬
‫حادث محقق الوقوع إال أن أجله غير معروف‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ ‬مثال‪ :‬التأمين من القدم‪ :‬امر محتم الوقوع بمرور السنوات التأمين عليه ممكن‬
‫كتأمين اضافي‪.‬‬
‫‪ -2‬يجب أن ال يكون الخطر مستحيال فاالحتمال يتنافى مع االستحالة ولو كان‬
‫الخطر مستحيال لكان محل التأمين مستحيال‪ .‬ومن ثم يبطل عقد التامين‬
‫الستحالة المحل‪.‬‬
‫وهنا نميز بين االستحالة المطلقة فيكون الخطر غير ممكن ومستحيل التحقق‬
‫مطلقا كالتامين ضد سقوط القمر أو الشمس فيصبح التأمين باطال بطالنا تاما‬
‫النعدام المحل‪.‬‬
‫االستحالة نسبية فيكون الخطر ممكن الوقوع وفقا لقوانين الطبيعة ولكن هذا‬
‫الوقوع يصبح مستحيال نتيجة ظروف معينة ويتحقق ذلك في الحاالت التالية‪:‬‬
‫×هالك الشيء المؤمن عليه بسبب خطرا آخر غير الخطر المؤمن منه كهالك‬
‫سيارة مؤمن عليها ضد السرقة فتهلك بسبب الحريق‪ :‬مصير القسط التعويض‬

‫‪41‬‬
‫‪ +‬زوال هذا الخطر في المستقبل بحيث يصبح من المؤكد أن الشخص أو‬ ‫‪‬‬

‫الشيء المؤمن عليه لن يتعرض مستقبال لهذا الخطر‪ .‬كأن تكون البضاعة‬
‫المؤمن عليها والتي كانت منقولة في سيارات قد وصلت سالمة قبل انعقاد العقد‬
‫فيكون التأمين هنا باطال‪..‬‬
‫المادة ‪ 46‬من مدونة التأمينات مشيرة إلى انه في حالة ضياع كلي الشيء‬ ‫‪‬‬

‫المؤمن عليه نتيجة واقعة غير منصوص عليها في العقد ينتهي التامين بقوة‬
‫القانون ويجب على المؤمن أن يرجع للمؤمن له جزء قسط التامين المؤدى‬
‫المتعلق بالمدة التي لم يعد ضمان الخطر ساريا‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون الخطر حادثا مستقبال‬ ‫‪‬‬

‫فإذا كان الخطر المؤمن منه قد زال وحدث في الماضي وقبل انعقاد العقد فإن‬ ‫‪‬‬

‫صفة االحتمال تنتفي وينتفي معها العقد‪ .‬فالخطر الذي حصل في الماضي هو‬
‫تأمين باطل النعدام موضوع التأمين‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ ‬المادة ‪ 50‬من مدونة التأمينات التي تنص "يعتبر التأمين باطال إذا كان الشيء‬
‫المؤمن عليه قد تلف وقت اكتتاب العقد ولم يعد معرضا للخطر‪"...‬‬
‫‪ ‬فالخطر الظني في ميدان التأمين غير جائز‪ .‬وحكم بطالن عقد التأمين يسري‬
‫ولو كان المتعاقدان يجهالن وقت التعاقد بزوال الخطر أو تحققه‪ .‬وقد اوجب‬
‫المشرع في هذه الحالة على المؤمن ان يعيد للمؤمن له أقساط التأمين التي‬
‫يكون قد تسلمها منه مع اسقاط النفقات‪.‬‬
‫‪ ‬الفقرة الثانية‪ :‬ان ال يكون الخطر حادثا إراديا‬
‫‪ ‬يشترط في الخطر أال يتوقف وقوعه على محض إرادة أحد طرفي عقد التأمين‬
‫خاصة المؤمن له‪.‬‬
‫إذا تعلق وقوع الخطر بإرادة احد طرفي العقد انتفى عنصر االحتمال‪ .‬ألن تحقق‬
‫الخطر أصبح رهينا بإرادة ومشيئة هذا الطرف‪ .‬فيستطيع في أي وقت شاء‬
‫تحقيق الخطر والحصول على مبلغ التامين مما ينتفي معه االحتمال فيصبح‬
‫التأمين غير جائز‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ ‬بل يتدخل عامل أجنبي ال دخل إلرادة طرفي العقد فيه فيتحقق بواسطته وقوع‬
‫الخطر‪ .‬كحصول السرقة بواسطة السارق او تلف المزروعات بواسطة‬
‫العوامل الطبيعية أو اندالع حريق نتيجة تماس كهربائي عادي‪.‬‬
‫‪ ‬ماذا عن االخطاء التي برتكبها المؤمن له والغير هل يجوز التأمين عليها؟‬
‫‪ ‬اذن خطأ المؤمن له غير العمدي هو وحده الذي يجوز التأمين عليه دون الخطأ‬
‫العمدي‪ .‬كذلك يجوز التامين عن خطأ الغير كيفما كان عمديا او غير عمدي‪.‬‬
‫‪-1 ‬التامين عن الخطأ غير العمدي للمؤمن له‬
‫‪ ‬إن التامين عن الخطأ غير العمدي للمؤمن له جائز مهما كانت درجته عكس‬
‫الخطأ العمدي الذي ال يجوز التأمين عليه بحسب المادة ‪ 17‬من مدونة‬
‫التأمينات "غير أن المؤمن ال يتحمل رغم اتفاق مخالف الخسائر واالضرار‬
‫الناتجة عن خطأ متعمد او تدليسي للمؤمن له"‬
‫ويجوز التأمين ضد أخطاء المؤمن له غير العمدية لأن الكثير من الحوادث يكون‬
‫سببها االهمال وعدم التبصر( حوادث السير والسرقة والحرائق‬
‫‪44‬‬
‫‪ ‬والمسؤولية المدنية للمهنيين‪)....‬‬
‫‪ ‬جواز التأمين ضد الخطأ غير العمدي للمؤمن له سواء كان خطأ يسيرا او‬
‫جسيما ألن عنصر االحتمال هنا يضل قائما‪.‬‬
‫‪-2 ‬التأمين عن الخطأ العمدي للمؤمن له‬
‫‪ ‬ال يجوز التامين عن الخطأ العمدي للمؤمن له كقاعدة عامة ألن فيه تدبير‬
‫لوقوع الخطر وبالتالي نزع لصفة االحتمال‪ .‬فلو أن شخصا أمن على حياته ثم‬
‫انتحر فإنه ال يستحق مبلغ التأمين ألنه تعمد تحقيق الخطر ولم يعد هناك أي‬
‫احتمال لوقوع الخطر‪.‬‬
‫المادة ‪" 17‬غير ان المؤمن ال يتحمل رغم أي اتفاق مخالف الخسائر واألضرار‬
‫الناتجة عن خطأ متعمد أو تدليسي للمؤمن له"‪ .‬ومثال ذلك في التأمين على‬
‫الحريق الذي يتعمد فيه المؤمن له إحداث الحريق في المنزل فإن عقد التأمين‬
‫ينتهي لكون الخطر المؤمن منه قد تحقق بإرادة المؤمن له واختياره‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ ‬استثناء يتجلى في حالة وجود مبررات معقولة للخطأ العمدي كأن يكون هذا‬
‫الخطأ لحماية المؤمن له نفسه لتالفي وقوع خطأ أكبر‪.‬‬
‫في التأمين على الحريق الذي يجوز للمؤمن له إتالف بعض المنقوالت لمنع‬
‫امتداد الحريق إلى أماكن و منقوالت أخرى ومنع اتساعه‪.‬‬
‫المادة ‪ 53‬من م‪.‬ت‪.‬م "تعتبر بمثابة أضرار مادية ومباشرة األضرار المادية‬
‫الالحقة باألشياء المشمولة في التأمين الناجمة عن اإلغاثة وإجراءات اإلنقاذ"‪.‬‬
‫كهدم حائط لنقل المياه إلخماد الحريق‪.‬‬
‫‪-3 ‬التأمين عن الخطأ العمدي للغير‬
‫‪ ‬يجوز للمؤمن له التأمين عن األخطاء العمدية للغير‪ .‬إذ أن هذا الخطأ العمدي‬
‫الصادر من الغير هو خطأ أجنبي عنه ولم يتسبب به المؤمن له إنما هو من‬
‫قبيل الحادث الفجائي أو القوة القاهرة بالنسبة إليه‪ .‬المادة ‪"18‬يضمن المؤمن‬
‫الخسائر واألضرار التي يتسبب فيها أشخاص يكون المؤمن له مسؤوال عنهم‬
‫مدنيا‪ ...‬كيفما كانت طبيعة جسامة أخطاء هؤالء األشخاص"‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫‪ ‬والغير قد يكون أجنبيا‪ :‬كالسارق الذي ال تربطه أية رابطة بالمؤمن له‪.‬‬
‫‪ ‬وقد يكون قريبا من المؤمن له وقد يكون مسؤوال عنه‪ ،‬كمسؤولية المتبوع عن‬
‫عمل تابعه كأن يؤمن المشغل عن األخطاء العمدية لعماله أثناء قيامهم بعملهم‪،‬‬
‫ومسؤولية األب عن أبنائه القاصرين فيجوز التأمين عن األخطاء العمدية‬
‫لألبناء‪ ،‬وأحكام المادة ‪ 18‬إلزامية وال يجوز االتفاق على ما يخالفها‪.‬‬
‫‪ ‬الشرط الثالث‪ :‬أن يكون الخطر المؤمن منه مشروعا‬
‫يجب أن يكون الخطر المؤمن منه مشروعا أي غير مخالف للنظام العام واآلداب‪.‬‬
‫‪ ‬ففي التأمين على األشخاص يعتبر مخالفا للنظام العام واآلداب تعمد المؤمن له‬
‫االعتداء على حياة غيره من أجل الحصول على مبلغ التعويض‪ .‬فهناك سوء‬
‫نية واضح يخل باآلداب العامة والنظام العام الذي يمنع االعتداء على حياة‬
‫األشخاص‪.‬‬
‫كما ال يجوز التأمين على الغرامات والعقوبات النقدية لمخالفتها مبدأ شخصية‬
‫العقوبة‪ .‬وال يجوز التأمين ضد األخطار الناشئة عن نقل المخدرات‪،‬‬
‫‪47‬‬
‫‪ ‬فيكون باطال هذا التأمين لمخالفته النظام العام‪ ،‬كذلك التأمين ضد األخطار‬
‫الناشئة عن أعمال التهريب‪ ،‬فهي تخالف النظام العام ألن التهريب يضر‬
‫باالقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪:‬تحديد الخطر‬
‫يعتبر الخطر من أهم عناصر عقد التأمين‪ ،‬لذا يجب تحديده تحديدا دقيقا‪.‬‬
‫فالمؤمن له قد يؤمن من خطر معين وحيد كخطر السرقة‪ ،‬أو خطر الحريق‪ ،‬وقد‬
‫يؤمن على أخطار متعددة أو على جميع األخطار التي قد تنشأ عن حادث‬
‫معين‪ ،‬كالتأمين عن المسؤولية المدنية عن حوادث السيارة وتأمين مختلف‬
‫أخطار السيارة وتأمين مختلف أخطار المنزل‪.‬‬
‫يكون الخطر محددا في سببه‪ .‬وهنا يكون سبب الخطر مطلقا أو محددا‪ .‬وسبب‬
‫الخطر المطلق كأن يؤمن من الحريق الذي يكون سببه المطبخ فقط‪ ،‬دون‬
‫أخطار الحريق األخرى كالحريق بسبب تماس كهربائي‪.‬‬
‫يتحدد الخطر بحسب طبيعته إما أن يكون عاما وشامال لعدة أخطار‬
‫‪48‬‬
‫كالتأمين من المسؤولية المدنية عن حوادث السيارات أو أن يكون خاصا على‬
‫خطر واحد كالسرقة‪.‬‬
‫اختالف تحديد الخطر عن استثناء اخطار من الضمان‬
‫المبحث الثاني‪ :‬قسط التأمين‬
‫القسط هو المقابل المالي الذي يحصل عليه المؤمن من المؤمن له مقابل تحمله‬
‫تبعة الخطر منه وتغطيته‪.‬‬
‫المادة األولى من م ت م "مبلغ مستحق على مكتتب عقد التأمين مقابل ضمانات‬
‫يمنحها المؤمن” وهو التزام أساسي على عاتق المؤمن له ويجب أداؤه في‬
‫الوقت المحدد وقد يكون في دفعة واحدة أو على شكل أقساط دورية شهرية‬
‫نصف سنوية أو سنوية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عناصر القسط‬
‫يتكون القسط من عنصرين أساسين هما القسط الصافي وعالوات القسط‬

‫‪49‬‬
‫‪ ‬فالقسط الصافي يتكون من المبلغ المالي المجرد الذي يقابل الخطر‪ .‬وقد يكون‬
‫هذا القسط الصافي محددا من طرف شركة التأمين وقد يكون محددا من الدولة‬
‫خاصة في التأمينات اإلجبارية‪.‬‬
‫أما عالوات القسط فهي مجموع التكاليف التي يجب أن تضاف إلى القسط الصافي‬
‫وينتج عن هذه اإلضافة القسط النهائي أو القسط التجاري الذي على المؤمن له‬
‫أداؤه ويلتزم بدفعه للمؤمن له‪.‬‬
‫ويمكن أن تضاف التكاليف التالية إلى القسط الصافي‪:‬‬
‫‪-‬نفقات ابرام عقود التأمين كعمولة الوسطاء‬
‫‪-‬نفقات تحمل االحتياط‪ ،‬كمصاريف التنبر‬
‫‪-‬نفقات اإلدارة العامة المستخدمين والضرائب‬
‫‪ ‬ثانيا‪ :‬تناسب القسط مع الخطر‬
‫‪ ‬تقوم هذه القاعدة على أساس كون قسط التأمين متناسب مع الخطر المؤمن‬
‫منه‪ ،‬فكل تغيير في الخطر يتبعه تغيير في القسط وينتج عن ذلك عدة آثار‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫سقوط التزام المؤمن له بأداء القسط إذا كان الخطر منعدما غير موجود أو‬ ‫‪‬‬

‫مستحيال أصال أو أصبح باطال فيكون العقد برمته باطال‪.‬‬


‫تعديل القسط زيادة أو نقصانا تبعا الزدياد أو نقصان الخطر‪ ،‬فقد يبرم عقد‬ ‫‪‬‬

‫التأمين على أساس خطر معين لكن قد تكون هناك ظروف مستجدة تغير من‬
‫تقدير الخطر إما زيادة او نقصانا‪ .‬لذلك يجب ان يتناسب القسط مع احتمال‬
‫الزيادة أو النقصان في الخطر‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة‪ 25‬من م ت م‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مبلغ التأمين او التعويض‬ ‫‪‬‬

‫ستقوم بداية بتعريف مبلغ التأمين (أوال) ثم أنواعه (ثانيا) ثم تحديده (ثالثا)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف مبلغ التأمين‬ ‫‪‬‬

‫إذا كان القسط محل التزام المؤمن له فى مواجهة المؤمن‪ .‬فإن مبلغ التأمين هو‬ ‫‪‬‬

‫محل التزام المؤمن الذى يجب عليه أداءه للمستفيد عند تحقق الخطر الذى‬
‫تحمل تبعته بموجب عقد التأمين‪ .‬وتقابل االلتزامات فى هذا العقد تبرز‬
‫خاصيته بأنه عقد ملزم للجانبين‪ .‬فمثالً في تأمين الحياة في تامين الحريق‬
‫‪51‬‬
‫‪ ‬مبلغ التأمين أو التعويض هو المبلغ الذي يلتزم المؤمن بدفعه للمؤمن له أو‬
‫المستفيد عند تحقق الخطر المؤمن منه أو عند حلول االجل المتفق عليه‪.‬‬
‫‪ ‬المادة ‪ 1‬من م ت م بانه "مبلغ يدفعه المؤمن طبقا لمقتضيات العقد كتعويض‬
‫عن الضرر الالحق بالمؤمن له او بالضحية“‬
‫‪ ‬ثانيا‪ :‬أنواع مبلغ التأمين او التعويض‬
‫فقد يتخذ شكل تعويض نقدي يدفع للمؤمن له‪ ،‬وقد يكون عبارة عن تعويض عيني‬
‫وقد يكون أخيرا عبارة عن خدمات يؤديها المؤمن للمؤمن له‪.‬‬
‫‪ -1‬التعويض المالي‪ :‬يعتبر التعويض المالي الصورة الغالبة لتنفيذ المؤمن‬
‫اللتزامه بدفع مبلغ التأمين ويتمثل في دفع مبلغ من النقود إما مبلغا كامال او‬
‫بصفة دورية مقسم على اقساط‪ .‬وقد يكون محددا مسبقا كما في تأمين الحياة‬
‫لحالة البقاء وقد يكون مبلغا غير معروف يقدر بعد تحقق الخطر ويكون‬
‫متناسبا مع األضرار‪.‬‬

‫‪52‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -2‬التعويض العيني‪ :‬قد يكون تعويض المؤمن له عينيا بدال من التعويض‬
‫المالي‪ ،‬كإصالح السيارة عند وقوع الحادث بدال من تعويض المؤمن له ماليا‬
‫أو إصالح الجزء الذي احترق من المعمل عوض أداء التعويض نقدا‪.‬‬
‫والغاية من التعويض العيني هي القضاء على كل محاولة من المؤمن له تهدف‬
‫المغاالت في تقدير األضرار الناتجة عن تحقق الخطر المؤمن منه كما أن‬
‫‪ ‬اإلصالح سيقلل من النفقات الزائدة ألنه تم بإشراف المؤمن ورقابته‪.‬‬
‫‪ -3 ‬الخدمات الشخصية‪ :‬وقد يلتزم المؤمن احيانا بالقيام ببعض الخدمات‬
‫واألعمال الشخصية نيابة عن المؤمن له ولصالحه إضافة للتعويض النقدي‬
‫كالتدخل في الدعوى والدفاع عنه كما هو الشأن في مجال التأمين من‬
‫المسؤولية‪.‬‬
‫‪ ‬ثالثا‪ :‬تحديد مبلغ التأمين‬
‫‪ ‬يختلف تحديد مبلغ التأمين بحسب ما إذا كنا امام تأمين األشخاص أو تأمين‬
‫األضرار‬
‫‪53‬‬
‫‪ -1‬مبلغ التأمين في تأمين األشخاص‪ :‬ال يتحدد مبلغ التامين إال باتفاق الطرفين‬
‫فال سقف لهذا المبلغ‪ .‬والمبلغ المحدد المتفق عليه هو الذي يلتزم المؤمن بأدائه‬
‫سواء أكان مساويا للضرر الذي اصاب المؤمن له أو أقل منه أو أكثر‪ .‬وانتفاء‬
‫الصفة التعويضية للتأمين على األشخاص هو الذي يجعل مبلغ التأمين غير‬
‫متعلق بالضرر وغير متناسب معه‪.‬‬
‫‪ -2‬التعويض في تأمين األضرار‪ :‬إن التعويض في هذا النوع من التأمين مقيد‬
‫ومحدد بالضرر الذي يلحق المؤمن له عند تحقق الخطر المؤمن منه ‪.‬إذن‬
‫فالتعويض يتحدد بالضرر أوال ثم قيمة الشيء المؤمن عليه ثانيا ثم المبلغ‬
‫المؤمن به ثالثا‪.‬‬
‫تحديد التعويض بالضرر‪ :‬يلتزم المؤمن بدفع التعويض للمؤمن له عند تحقق‬
‫الخطر وحدوث الضرر‪ .‬وإذا تحقق الخطر ولم ينشأ عنه ضرر فال يستحق‬
‫المؤمن له أي تعويض ألن تأمين األضرر هو تأمين ذو صفة تعويضية ال‬
‫يجوز فيه أي يثري المؤمن له على حساب المؤمن‪ .‬قاعدة تناسب التعويض مع‬
‫الضرر الحاصل‬
‫‪54‬‬
‫ب) تحديد التعويض بمبلغ معين‪ :‬إن المبلغ الذي يلتزم المؤمن بأدائه في عقد‬
‫التأمين للمؤمن له يجب أال يزيد المبلغ المتفق عليه في عقد التأمين‪ .‬فإذا كان‬
‫الضرر الفعلي أقل من المبلغ المؤمن به فإن المؤمن له ال يعوض إال بمقدار ما‬
‫أصابه من الضرر‪.‬وإذا كانت قيمة الضرر الفعلي أكبر من المبلغ المتفق فإن‬
‫المؤمن له ال يستحق إال هذا المبلغ‪.‬‬
‫ج) تحديد التعويض بقيمة الشيء‪ :‬يتحدد أداء المؤمن في تأمين األضرار بقيمة‬
‫الشيء في حالة التأمين على االشياء‪ .‬فإذا حددت وثيقة التأمين مبلغ التعويض‪،‬‬
‫وكان األمر يتعلق بشيء فإن قيمة هذا الشيء تمثل الحد األقصى ألداء‬
‫المؤمن‪ ،‬ألن الضرر ال يمكن أن يتجاوز هذه القيمة‪.‬‬
‫ويتحدد المبلغ الذي يلتزم المؤمن بدفعه بقيمة الشيء الحقيقية ولو كان المبلغ‬
‫المتفق عليه يفوق هذه القيمة وهو ما يطلق عليه تأمين المغاالة‪.‬‬
‫لكن قد يكون المبلغ المتفق عليه أقل من قيمة الشيء أو ما يسمى بتأمين البخس‪.‬‬
‫فما هو التعويض هنا؟ لذلك نميز بين هالك كلي للشيء أو جزئي‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫‪ ‬ففي حالة الهالك الكلي للشيء المؤمن عليه فإن المؤمن له ال يستطيع مطالبة‬
‫المؤمن إال بقدر مبلغ التأمين المتفق عليه‪ ،‬وعليه يتحمل المؤمن له تبعة هالك‬
‫الشيء فيما جاوز مبلغ التأمين‪.‬‬
‫قيمة الشيء ‪ 10000‬المبلغ المتفق عليه ‪ 8000‬التعويض=‬
‫حالة الهالك الجزئي فإن التعويض الذي يلتزم المؤمن بأدائه يتحدد وفقا لقاعدة‬
‫النسبية‪ ،‬ويقصد بهذه القاعدة أن المؤمن ال يلتزم بتعويض الضرر الحاصل‬
‫تعويضا كليا بل يلتزم فقط بدفع مبلغ يعادل النسبة بين مبلغ التأمين والقيمة‬
‫الكلية للشيء‪.‬‬
‫فمثال لو كانت قيمة المنزل (‪ 40000‬د) وكان مبلغ التأمين المتفق عليه‬
‫(‪ 30000‬د) وقدرت االضرار عند تحقق خطر الحريق بمبلغ (‪20000‬د)‪.‬‬
‫فهل يتقاضى المؤمن له ما يغطى الضرر (‪ 20000‬د) ؟‪ ،‬أم يتقاضى نسبة‬
‫تتعادل مع قيمة الشئ ومبلغ التأمين ؟‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ ‬التعويض الذى يدفعه المؤمن للمؤمن له =‬
‫‪ ‬مقدار الضرر × مبلغ التأمين ÷ قيمة المنزل‬
‫‪15000 = 40000 ÷ 30000 × 20000 ‬د‪.‬‬
‫‪ ‬اشارة مقاوالت التأمين للقاعدة دون أي شرح‪ .‬امكانية االتفاق على مخالفتها‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الرابع‪ :‬المصلحة التأمينية‬
‫يقصد بالمصلحة في التأمين‪ ،‬الفائدة التي تعود على المؤمن له من عدم تحقق‬
‫الخطر المؤمن منه‪ .‬او المصلحة من ابرام عقد التأمين‪.‬‬
‫‪ ‬واشتراط المصلحة في التامين أمر تمليه اعتبارات النظام العام‪ ،‬ألنه لو لم يكن‬
‫للمؤمن له مصلحة في عدم تحقق الخطر المؤمن منه النقلب التأمين إلى عملية‬
‫من عمليات المقامرة‪ .‬وجوب توافرها في عقد التأمين من األضرار وكذلك في‬
‫عقد التأمين على األشخاص‪.‬‬
‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬المصلحة في التأمين من األضرار‬

‫‪57‬‬
‫فالمصلحة في تامين األضرار مصلحة اقتصادية‪ ،‬ذات قيمة مالية قيمة الشيء‪.‬‬
‫ويجب توافر المصلحة وقت انعقاد عقد التأمين وتخلفها في هذا الوقت يجعل‬
‫التأمين باطال‪.‬‬
‫كما يشترط بقاء هذه المصلحة طوال مدة سريان عقد التأمين حتى تحقق الخطر‬
‫المؤمن منه‪ .‬كما إذا أمن المكتري على محل الكراء ثم فسخ عقد الكراء ألي‬
‫سبب من األسباب انقضى التأمين لزوال المصلحة المؤمن عليها‪ .‬إذن فشرط‬
‫المصلحة هو شرط ابتداء يجب توافره عند ابرام العقد كما أنه شرط استمرار‬
‫يلزم توافره طوال مدة العقد‪.‬‬
‫يثور التساؤل حول المصلحة من تأمين الكسب الفائت أي الكسب الذي كان‬
‫المؤمن له يأمل في الحصول عليه ولم يتحصل عليه بسبب تحقق الخطر‬
‫المؤمن منه‪ ،‬وهناك إجماع على جواز هذا التأمين لتوافر المصلحة االقتصادية‬
‫والمشروعية والجدية‪ ،‬وذلك على أن تتوافر الشروط التالية‪:‬‬
‫‪-1‬أن يتفق على تأمين الكسب صراحة ألنه عادة ال يعوض إال الضرر بقدره‪،‬‬
‫‪58‬‬
‫وإذا لم يكن هناك اتفاق اقتصر التعويض على الضرر الذي وقع بالفعل‪.‬‬
‫‪-2‬أن يكون الكسب الفائت محققا ونهائيا‪ ،‬ومثال ذلك التأمين على المزروعات من‬
‫خطر الصقيع‪ ،‬فإذا وقع الصقيع فإنه يقتضي أن يكون التعويض مقدرا على‬
‫أساس المزروعات الناضجة‪ .‬لذلك فيشترط أيضا بيان العقد لكيفية تفدير هذا‬
‫الكسب بطريقة دقيقة‪.‬‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬المصلحة في التأمين على األشخاص‬
‫يذهب بعض الفقه أن المصلحة ال تشترط في التأمين على األشخاص‪ ،‬ذلك أن‬
‫المصلحة عادة تكون اقتصادية ومالية وهو الشيء الذي ال نجده في التأمين‬
‫على األشخاص الذي يكون موضوعه التأمين على الوفاة‪ ،‬المرض‪ ،‬العجز‪،‬‬
‫فال وجود للمصلحة االقتصادية هنا‪.‬‬
‫إال أن الرأي الغالب في الفقه هو استلزام المصلحة وعدم اشتراطها قد يؤدي‬
‫بالمؤمن له أو المستفيد إلى العمل على وقوع الخطر المؤمن منه‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫وتكون العالقة بين الشخص و الشيء والمؤمن له عالقة مالية‪ .‬فالعالقة‬ ‫‪‬‬

‫األدبية ال تنشئ مصلحة تأمينية‪ .‬فعالقة الصديق بصديقه هي عالقة أدبية‪ ،‬فال‬
‫تكون له مصلحة تأمينية في حياة صديقه‪ ،‬لذلك فهو ال يستطيع أن يؤمن على‬
‫حياة صديقه لمصلحته حتى و لو وافق المؤمن عليه على ذلك‪.‬و لكن يجوز‬
‫للشخص أن يؤمن على حياته و يعين صديقه مستفيدا من التأمين إذ أن‬
‫المستفيد ليس طرفا في العقد‪ ,‬و ال يشترط أن تكون له مصلحة تأمينية فيه‪.‬‬
‫من جهة أخرى فإن الدائن يملك مصلحة تأمينية في حياة المدين الن عالقته‬ ‫‪‬‬

‫بالمدين هي عالقة مالية مشروعة‪.‬‬


‫الفصل الثالث‪ :‬أركان عقد التأمين‬ ‫‪‬‬

‫عقد التأمين كسائر العقود الرضائية األخرى له أركان قانونية تعتبر الزمة‬ ‫‪‬‬

‫النعقاده وهي الرضى األهلية المحل السبب‪.‬‬


‫المبحث األول‪ :‬الرضى‬ ‫‪‬‬

‫ينعقد عقد التأمين صحيحا بحصول التراضي بين طرفيه المؤمن والمؤمن له‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ ‬توافق اإليجاب والقبول لدى هذين الطرفين يصبح العقد قائما صحيحا‪.‬‬
‫‪ ‬المادة ‪ 11‬من م ت م‪ .‬أوجب المشرع تحرير العقد كتابة وبحروف بارزة كما‬
‫يشترط وجوب إثبات كل إضافة أو تغيير في عقد التأمين األصلي بواسطة‬
‫ملحق مكتوب موقع من األطراف‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬األهلية‬
‫أهلية المؤمن يكون إما شركة تأمين أو تعاضدية تأمين لذلك ال أهمية للحديث هنا‬
‫عن األهلية ألن مقاولة التأمين تخضع لقانون شركات المساهمة باإلضافة إلى‬
‫مدونة التأمينات‪.‬‬
‫اهلية المؤمن له فيجوز للبالغ الراشد إبرام عقد التأمين مطلقا‪،‬‬
‫كما يجوز للقاصر المحجور عليه المأذون له أن يبرم عقد التأمين‪ .‬أما إذا كان‬
‫غير مأذون له فال يجوز له إبرام عقد التأمين وإال كان العقد قابال لإلبطال‬
‫لمصلحة القاصر بناء على طلبه أو طلب وليه ما لم يقم الولي بإجازته أو‬
‫يجيزه القاصر نفسه بعد حصوله على اإلذن أو بعد بلوغه سن الرشد‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫وتسري النظرية العامة لاللتزامات في عيوب اإلدارة على تكوين عقد التأمين‬
‫وعليه فإن إرادة المتعاقدين يجب أن تكون خالية من عيوب الرضى‪ ،‬ويكون‬
‫عقد التأمين قابال لإلبطال لمصلحة من شاب إرادته عيب‪ ،‬وبالرغم من عدم‬
‫كفاية نظريات عيوب الرضى لتحقيق إرادة حرة وسليمة للمؤمن له باعتبار‬
‫عقد التأمين من عقود اإلذعان كما رأينا سابقا فإنه بالرغم من ذلك تظل هذه‬
‫النظرية وغيرها من النظريات التقليدية وسيلة هامة لتحقيق سالمة إرادة‬
‫المؤمن له من جميع العيوب حتى يتعاقد عن بينة واختيار‪.‬‬
‫جزاء اخر بطالن عقد التأمين إذا عمد المؤمن له عن سوء نية إخفاء الحقيقة التي‬
‫يجب أن يطلع عليها المؤمن‪ ،‬أو يعطي بيانا كاذبا ولو كان الخطر الذي كتمه‬
‫المؤمن له ال تأثير له على الحادث مادام أن الغلط الذي وقع فيه المؤمن كان‬
‫بسبب الغش الذي كان هو الدافع للتعاقد‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬أطراف عقد التأمين‬
‫طرفين رئيسيين وهما المؤمن والمؤمن له‪ .‬و سنبينهما في المبحثين التاليين‪ ،‬على‬
‫أن نبين في مبحث ثالث وسطاء التأمين‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬المؤمن له‬
‫نصت المادة األولى من م ت م أن المؤمن له يمكن أن يكون شخصا طبيعيا كما‬
‫يمكن أن يكون شخصا معنويا‪.‬‬
‫ويغلب على عقد التأمين أن يبرمه الشخص الطبيعي باعتباره المتعاقد الذي يؤمن‬
‫من األخطار المحدقة باألشياء التي يملكها او يؤمن على حياته أو األخطار‬
‫التي تلحق بسالمة جسمه‪.‬‬
‫والمؤمن له في تأمين األضرار يجمع بين صفات ثالث فهو الطرف المتعاقد مع‬
‫المؤمن ‪ :‬طالب للتأمين‪ .‬وثانيا المؤمن له ولمصلحته ‪ .‬وهو ثالثا المستفيد‪.‬‬
‫في تأمين االشخاص تفترق هذه الصفات شخص يؤمن على حياته لمصلحة‬
‫دائنه‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المؤمن‬
‫شركة مساهمة تعاضدية للتأمين أو مقاولة التأمين التكافلي‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫*المؤمن شركة مساهمة‪ :‬تخضع لقانون شركات المساهمة ق ‪ 95-17‬وم ت‬
‫المادة ‪ 171‬وما يليها‪.‬‬
‫اعتماد لمقاولة التأمين‪ :‬عبارة عن رخصة تمنحها سلطة الوصاية على قطاع‬
‫التأمين تمكن مقاولة التأمين من مباشرة النشاط بناء على طلب وبعد استيفاء‬
‫الشكليات القانونية‪ .‬يتضمن الطلب نشاط التأمين في إحدى مجاالت التأمين‬
‫كالتأمين من األضرار أو التأمين على األشخاص كلها او جزء منها فقط‪.‬‬
‫الرأسمال المتطلب هو ‪ 50‬مليون درهم‪ .‬ويمكن للهيئة الزام مقاولة التأمين بالرفع‬
‫من الرأسمال اعتبارا للعمليات التأمينية التي تريد مزاولتها‪ .‬ويجب أن تلتزم‬
‫المقاولة بتحرير الرأسمال بكامله نقدا وتكون األسهم اسمية‪(.‬م ‪)171‬‬
‫ويجب أن يذكر في جميع وثائق التأمين التي تتعامل بها شركة التأمين‪ ،‬اسم‬
‫الشركة ومقرها االجتماعي وعنوانها ورأسمالها وعبارة ”مقاولة خاضعة‬
‫لقانون ‪( “99.17‬م‪.)163‬‬
‫ال يمنح االعتماد إال لمقاوالت التأمين التي قدمت طلبا في الموضوع والخاضعة‬
‫للقانون المغربي والموجود مقرها االجتماعي بالمغرب‪.‬‬ ‫‪64‬‬
‫المادة ‪ 165‬للهيئة رفض منح االعتماد ألسباب متعددة متعلقة باألشخاص‬
‫كالنزاهة والكفاءة أو أسباب تقنية متعلقة بالشركة كالرأسمال و المساهمين‪.‬‬
‫يمكن ان تحدد الهيئة مبلغا للكفالة يوقف االعتماد على ايداعه‪.‬‬
‫المؤمن تعاضدية التأمين‪ :‬تخضع لمدونة ت ولظهير التعاون المتبادل فالتعاضدية‬
‫ال تسعى لتحقيق الربح بقدر ما تسعى إلى تحقيق التعاون بين أعضائها‬
‫المنخرطين وهو ما أكدته م ‪ .173‬عبارة عن شركات تعاضدية للتامين‪.‬‬
‫وتوزع بين أعضائها فائض المداخيل بعد تكوين االحتياطات والمخصصات‬
‫وتسديد االقتراضات وال يمكن أن تكون االشتراكات بها متغيرة‪.‬‬
‫يجب ان يكون عدد المنخرطين يفوق ‪10000‬شخص مع نفس الرأسمال‬
‫التأسيسي‪ .‬تتولى جمعية تأسيسية تعيين اول مجلس ادارة او رقابة‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬وسطاء التأمين‪.‬‬
‫مفهوم الوساطة في مجال التأمين‪ :‬تعريف وسيط التأمين (الفقرة األولى)‪ .‬ثم أقسام‬
‫وسطاء التأمين وكيل التأمين وسمسار التأمين(الفقرة الثانية)‪ .‬ثم معايير‬
‫التمييز بين وسطاء التأمين (الفقرة الثالثة)‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫‪ ‬الفقرة األولى‪ :‬تعريف وسيط التأمين‬
‫كل من يتوسط بأية صورة في عقود أو في عمليات تأمين أو إعادة تأمين لحساب‬
‫شركة تأمين أو إعادة تأمين وذلك مقابل مرتب أو مكافأة أو عمولة‪.‬‬
‫هو شخص أو هيئة متخصصة يستعين بها المؤمن من أجل االتصال باألفراد أو‬
‫الشركات في محاولة إلقناعهم بإبرام عقود تأمين لحماية مصالحهم‪.‬‬
‫‪-‬الوسيط يقوم بالتوسط إلبرام عقد تأمين أو إعادة تأمين‪.‬‬
‫‪-‬الوساطة قد تكون لحساب شركة التأمين وقد تكون لطالب التأمين‬
‫‪ -‬شخص أو هيئة متخصصة شركة سمسرة‬
‫‪ ‬الفقرة الثانية‪ :‬أقسام وسطاء التأمين‬
‫قسم المشرع المغربي وسطاء التأمين إلى وكالء للتأمين وإلى شركة سمسرة‬
‫التأمين‪ .‬م ‪ 291‬من م ت م‪.‬‬
‫عدم االكتفاء باالستناد على العرض المباشر نظرا لصعوبة عرض التأمين‬
‫إلشراك أشخاص ذاتية ومعنوية في تطوير المقاولة الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫وكيل التأمين هو الشخص المخول له من طرف مقاولة التأمين وإعادة التأمين‬
‫ليكون وكيال عنها ليعرض على العموم العمليات التأمينية‪.‬‬
‫فوكيل التأمين شخص ذاتي او معنوي يمارس عمله كوكيل عن شركة للتأمين أو‬
‫أكثر مقابل أجر‪ .‬شركة مساهمة او مسؤولية محدودة‪.‬‬
‫فجوهر عمل الوكيل هو تمثيل المؤمن لمباشرة تصرف قانوني وهو إبرام وثيقة‬
‫التأمين‪ .‬وال يكون الهدف من عمل الوكيل تحقيق عمل مادي‪ ،‬إنما إحداث‬
‫تصرف قانوني يتمثل في العقد‪.‬‬
‫تتنافى مهمة الوكيل مع مهمة مسؤول في مقاولة التأمين‪ .‬يتم اعتماده من الهيئة‪.‬‬
‫ويحدد اتفاق تعيين الوكيل نطاق وطبيعة العمليات التي يقوم بها ‪.‬‬
‫سمسار التأمين تاجر يمارس أعمال الوساطة والسمسرة وفقا ألحكام القانون‬
‫التجاري م‪ 405‬م التجارة ‪.‬‬
‫القيام بعمل مادي هدفه التقريب بين طرفي عقد التأمين من أجل تحرير مشروع‬
‫لوثيقة التأمين‪ ،‬ثم بعد الموافقة عليها يتم تقديم العقد النهائي للتوقيع عليها‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫‪ ‬وأعمال السمسرة تعتبر أعماال تجارية وفي مجال التأمين ال يكون اال الشخص‬
‫المعنوي سمسارا للتأمين‪.‬‬
‫‪ ‬الفقرة الثالثة‪ :‬التمييز بين وكيل التأمين وسمسار التأمين‬
‫اختالف مهامهم‪ ،‬فوكيل التأمين يعد وكيال عن مقاولة التأمين يقوم بالتصرفات‬
‫القانونية باسم هذا الموكل وانطالقا من العقد المبرم بينه وبين مقاولة التأمين‪.‬‬
‫أما سمسار التأمين فمهمته األساسية هي عمل مادي يتمثل في التقريب بين طرفي‬
‫عقد التأمين‪.‬وللتمييز بين وكيل التأمين وسمسار التأمين ظهرت معايير متعددة‪:‬‬
‫أوال معيار الوكالة‪ :‬ويستند هذا المعيار إلى وجود عقد الوكالة‪ .‬وجد عقد وكالة‬
‫في العالقة مع مقاولة التأمين نكون أمام وكيل التأمين‪ .‬أما إذا لم نجد عقد‬
‫وكالة فنكون أمام سمسار التأمين‪.‬‬
‫سمسار التأمين قد يتوفر على عقد وكالة من طرف مقاولة التأمين استثناءا إذا‬
‫رخصت له بالقيام بعمليات عرض وتقديم عقود التأمين وتحصيل أقساطها‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ثانيا معيار االستمرارية‪ :‬تتصف مهمة وكيل التأمين باالستمرارية‪ .‬فالوكيل‬
‫مهمته مستمرة من التعاقد الى التنفيذ ثم انتهاء العقد‪ ،‬بينما وساطة السمسار‬
‫فتكون عارضة‪ ،‬وتنقضي مهمة السمسار عند التعاقد‪.‬‬
‫يساهم وكيل التأمين في إعداد العقد وعرضه على المؤمن له‪ .‬ويقوم بتنفيذ عقد‬
‫التأمين باسمه ولحساب المؤمن من خالل جمع األقساط ومراقبة التصريح‬
‫بالحادث وحتى منح مبلغ الضمان‪ .‬فالمهمة مستمرة عكس السمسار‪ ،‬لكن‬
‫السمسار ايضا قد تكون مهمته مستمرة لجميع مراحل العقد‪.‬‬
‫التمييز المقترح‪:‬‬
‫مهمة الوكيل في وساطته تشمل مراحل إعداد العقد وإبرامه وتنفيذه‪ ،‬ترتبط‬
‫المهمة بعالقته بالمؤمن وتنجز باسمه‪ ،‬ويحتاج الوكيل أحيانا إلى موافقة‬
‫المؤمن على تصرفاته لتصبح نافذة‪ .‬والعقد المبرم بينه وبين المؤمن اجباري‬
‫ويمكن ان يكون الوكيل شخصا ذاتيا او معنويا‪.‬‬
‫اما سمسار التأمين‪ ،‬فعالقته بالمؤمن تكون متنوعة‪ .‬أحيانا يرتبط بعقد مع‬
‫‪69‬المؤمن‪ ،‬ورغم ذلك فهو ال يتولى إعداد العقد وال يتدخل فيه وال يراقبه‬
‫وقد ال يرتبط بعقد مع المؤمن ومع ذلك يقوم بدور فعال في إبرام العقد وتنفيذه‪.‬‬
‫وقد ينوب عن المؤمن له في اختيار ما يناسبه من العقود لما فيه مصلحته‪ ،‬فيصبح‬
‫نائبا عنه وممثال له عند التعاقد‪ .‬فمهمة السمسار تكون مزدوجة ومختلفة‬
‫األهداف بحسب العمل الذي يقوم به‪.‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬آثار عقد التأمين‬
‫آثار عقد التأمين تتمثل في التزامات الطرفين‪ ،‬باإلضافة إلى دراسة إنهاء عقد‬
‫التأمين‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التزامات المؤمن له‬
‫المادة ‪ 20‬من م ت م تشير إلى االلتزامات المؤمن له‪ :‬يلزم المؤمن له‬
‫‪-‬أن يؤدي قسط التأمين او االشتراك في المواعد المتفق عليها‬
‫‪-‬أن يصرح بالضبط عند إبرام العقد بكل الظروف المعروفة لديه والتي من شأنها‬
‫أن تمكن المؤمن من تقدير األخطار التي يتحملها‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫‪-‬أن يوجه إلى المؤمن في اآلجال المحددة في العقد التصريحات التي قد تكون‬
‫ضرورية للمؤمن من أجل تحديد مبلغ قسط التأمين إذا كان القسط متغيرا‪.‬‬
‫‪-‬أن يصرح للمؤمن بالظروف المنصوص عليها في بوليصة التأمين التي ينتج‬
‫عنها تفاقم الخطر‪.‬‬
‫‪-‬أن يشعر المؤمن بكل حادث من شأنه أن يؤدي إلى إثارة ضمان المؤمن وذلك‬
‫بمجرد علمه به وعلى أبعد تقدير داخل الخمسة أيام الموالية لوقوعه‪”...‬‬
‫‪ ‬الفرع األول‪ :‬االلتزام بأداء القسط‬
‫‪ ‬الفرع الثاني‪ :‬االلتزام باإلعالم‬
‫‪ ‬الفرع األول‪ :‬االلتزام بدفع قسط التأمين‬
‫في هذا الفرع يقسم‪ :‬مفهومه ثم أطرافه و اخيرا محله ‪.‬‬
‫‪-1 ‬معنى االلتزام بدفع القسط‬
‫‪ ‬قسط التأمين هو المقابل المالي الذي يلتزم المؤمن له بدفعه للمؤمن من أجل‬
‫تغطية الخطر المؤمن منه‪ .‬وقد عرفته المادة األولى من مدونة التأمينات بأنه‪:‬‬
‫‪71‬‬
‫‪ ‬مبلغ مستحق على مكتتب عقد التأمين مقابل ضمانات يمنحها المؤمن”‬
‫أما اشتراك التأمين فقد عرفته نفس المادة من نفس المدونة بأنه‪" :‬مبلغ يوازي‬
‫القسط‪ ،‬مستحق على المؤمن له مقابل عقد تأمين مكتتب لدى شركات تعاضدية‬
‫للتأمين"‪ .‬يخضع لقاعدة تناسب القسط مع الخطر‪.‬‬
‫وااللتزام بدفع قسط التأمين يشمل جميع أنواع التأمين حتى التامين على الحياة‬
‫وإن كان المؤمن له في هذا التأمين ال يجبر على دفعه وفقا لنص المادة ‪.86‬‬
‫‪-2‬الطرف المدين في االلتزام‬
‫األصل في عقد التأمين أن المؤمن له هو الملزم بدفع قسط التأمين‪.‬‬
‫في التأمين من األضرار‪ :‬المدين بقسط التأمين هو طالب التأمين باعتباره هو‬
‫الطرف المتعاقد مع المؤمن‪ .‬في تامين االشخاص‪:‬‬
‫وإذا تحقق الخطر المؤمن منه وتأخر المؤمن له عن دفع قسط التأمين‪ :‬خصم‬
‫قيمته من مبلغ التأمين قبل دفعه للمستفيد‪ ،‬أو يجوز له وقف سريان التأمين‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫انتقال الشيء المؤمن عليه إلى شخص آخر فيصبح هذا الغير هو المدين بدفع‬
‫قسط التأمين‪ :‬الغير خلف عام‪ ،‬كما لو توفي المؤمن له فيصبح ورثته هم‬
‫المدينون بأقساط التامين ويحلون أو يصبح الوارث الذي آلت إليه ملكية‬
‫الشيء المؤمن عليه وحده الملزم بأدائها‪.‬‬
‫وقد يكون خلفا خاصا‪ ،‬كما لو باع المؤمن له الشيء المؤمن عليه فيصبح‬
‫المشتري هو الملزم بدفع أقساط التأمين للمؤمن مكان البائع‪ ،‬وهذا ما نصت‬
‫عليه المادة ‪...” 28‬في حالة تفويت الشيء المؤمن عليه يبقى المفوت ملتزما‬
‫تجاه المؤمن بأداء أقساط التأمين التي حل أجلها‪ ،‬غير أنه يتحرر من التزامه‬
‫ولو بصفته ضامنا لألقساط التي يحل أجلها مستقبال ابتداء من إعالم المؤمن‬
‫بوقوع التفويت بواسطة رسالة مضمونة"‪.‬‬
‫تتابع المادة ‪" :28‬إذا تعدد الورثة أو الممتلكون وبقي التأمين قائما‪ ،‬يلزم هؤالء‬
‫على وجه التضامن بأداء أقساط التأمين"‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ ‬الطرف الدائن في االلتزام‬
‫إن الطرف الدائن في االلتزام هو المؤمن‪ ،‬فهو الذي يقبض القسط من المؤمن له‪.‬‬
‫وقد ينيب المؤمن عنه أحد وسطائه المأذون لهم في قبض أقساط التأمين‪ .‬وفي هذه‬
‫الحالة فإن ذمة المؤمن له تبرأ بما دفعه من أقساط لهذا الوسيط‪.‬‬
‫تستخلص نيابة الوسيط عن المؤمن في الحالة التي يسلم للمؤمن له توصيال‬
‫بالقسط‪ ،‬فتبرأ ذمة هذا األخير بمجرد دفع تسلمه التوصيل المذكور‪.‬‬
‫‪ ‬محل االلتزام‬
‫إن قيمة قسط التأمين المتفق عليها بين المؤمن والمؤمن له هي التي تشكل محل‬
‫االلتزام‪ .‬وقسط التأمين غالبا ما يكون ثابتا ال يتغير‪ ،‬إال أن هذا ال يمنع من‬
‫الزيادة فيه أو تخفيضه كلما طرأ طارئ يستوجب هذه الزيادة أو التخفيض‪.‬‬
‫قد يرتفع إذا ما أدلى المؤمن له ببيانات جديدة أو طرأت ظروف جديدة من شأنها‬
‫الزيادة في الخطر المؤمن له‪.‬‬
‫قد يرتفع إذا ما طرأت ظروف جديدة من شأنها الزيادة في الخطر المؤمن له‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫‪ ‬إذا كانت هناك ظروف متعددة من شأنها الزيادة في الخطر ثم زالت أحد هذه‬
‫الظروف زواال تاما فإن ذلك كاف للمطالبة بتخفيض قسط التأمين‪.‬‬
‫فيتشرط لتطبيق تخفيض قسط التأمين توافر الشرطين اآلتيين‪:‬‬
‫‪-1‬أن يكون تحديد مقدار قسط التأمين قد جرى تعيينه على أساس اعتبارات‬
‫مذكورة في وثيقة التأمين تتعلق باألخطار المؤمن عليها تؤدي للزيادة فيها‪.‬‬
‫‪-2‬يجب أن تزول هذه االعتبارات التي من شأنها الزيادة في الخطر أثناء سريان‬
‫العقد‪.‬ومتى توافر الشرطان المذكوران حق للمؤمن له المطالبة بتخفيض قسط‬
‫التأمين حتى يتناسب مع الخطر المؤمن منه‪ .‬وإذا لم يقبل المؤمن جاز له فسخ‬
‫عقد التأمين‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االلتزام باإلعالم ببيانات الخطر‬
‫بااللتزام باإلعالم هو العنصر المشترك بين االلتزام باإلدالء بالبيانات التعاقدية‬
‫وااللتزام بالتصريح بتفاقم الخطر وهو بذلك يشمل كال االلتزامين المنصوص‬
‫عليهما في المادة ‪ 20‬من م ت‬
‫‪75‬‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬التزام المؤمن له باإلعالم أثناء تكوين العقد‬
‫بالنظر للعالقة التي تربط المحل بالمؤمن له‪ ،‬فالمشرع ألزم هذا االخير باإلدالء‬
‫بالبيانات الخاصة بتقدير الخطر‪ ،‬فيثور التساؤل في البداية عن كيفية اإلدالء‬
‫بالبيانات أو شكل اإلعالم (المطلب األول)‪ ،‬ثم إن اإلعالم يجب أن تتوفر فيه‬
‫الشروط ويجب أن يحترمها المؤمن له والمؤمن على حد سواء (المطلب‬
‫الثاني)‪ ،‬ونتناول في المطلب الثالث تنفيذ االلتزام باإلعالم وآثاره‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬شكل اإلعالم‬
‫وتذهب غالبية التشريعات إلى أن المؤمن ال يلتزم إال إذا توافرت لديه المعرفة‬
‫التامة بمحل العقد عنصر الخطر‪.‬‬
‫وإذا كان المؤمن يستطيع بقدراته االقتصادية أن يستعلم حول طالب للتأمين‪،‬‬
‫وقدرته على تنفيذ التزاماته‪ .‬فإنه وبالنسبة لعنصر الخطر‪ ،‬ال تتوافر للمؤمن‬
‫كافة المعلومات حوله بل إن المؤمن له يعتبر متفوقا في المعلومات حوله مهما‬
‫كانت غير ذي أهمية بالنسبة له‪ ،‬فإنها يمكن أن تكون مهمة للمؤمن‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫ومن ثم فقد أخذت بعض التشريعات بمبدأ اإلعالم التلقائي‬
‫‪ ،L’INFORMATION SPONTANÉE‬كالمشرع الفرنسي بمقتضى المادة‬
‫‪ 15‬م ت ف قبل تعديلها‪ ،‬فطالب المؤمن له باإلدالء بجميع البيانات التي‬
‫تخص الخطر المؤمن عليه‪.‬‬
‫المشرع المغربي ألزم المؤمن له بأن يصرح بالضبط عند إبرام العقد بكل‬
‫الظروف المعروفة لديه التي تمكن المؤمن من تقدير األخطار ‪.‬م‪20‬‬
‫كل ذلك قد يؤدي إلى إرهاق المؤمن له وتحميله التزاما مشددا باإلعالم‪ ،‬فالمؤمن‬
‫له ال تكون له غالبا إال فكرة عامة حول ما يلزم التصريح به‪ .‬فالمزارع الذي‬
‫يود التأمين على مزرعته كيف يمكن أن يخطر بباله أن يصرح بوجود سكة‬
‫حديدية تمر بالقرب منها؟ وكيف يمكن لصاحب منزل يود التأمين على بيته‬
‫أن يتكهن بأهمية تصريحه بالحفر الذي قامت به البلدية قبل سنة؟‬
‫والمشرع الفرنسي تدخل بتعديل المادة السابقة وأخذ بنظام اإلعالم المثار‬
‫‪ ،L’INFORMATION PROVOQUÉ‬حيث يعد المؤمن مطبوعا يحتوي‬
‫مجموعة من األسئلة التي يطرحها على المتعاقد‪ ،‬فينتظر استجوابه من طرف‬
‫المؤمن فيكتفي هنا اإلجابة على األسئلة المطروحة‪.‬‬‫‪77‬‬
‫وتقديم البيانات عن طريق اإلجابة يوفر حماية أكيدة للمؤمن له من وجهتين‪:‬‬
‫فاألولى تكمن في أن مهمة المؤمن له تتحدد لهذه الطريقة‪ ،‬فما عليه إال أن يجيب‬
‫على األسئلة الموجهة إليه باألمانة والدقة‪ ،‬حيث يحس أنه قام بالتزامه كامال‬
‫بعد اإلجابة عليها‪.‬‬
‫أما الثانية فتتمثل في أنه يسهل بطريق اإلجابة على األسئلة المحددة إثبات غش‬
‫المؤمن له إذا تعمد الكتمان أو تعمد تقديم بيانات كاذبة‪ ،‬كما إذا أجاب إجابات‬
‫ناقصة أو غامضة مبهمة‪ ،‬ألن ذلك يعد قرينة على الغش‪.‬‬
‫ومقاوالت التأمين المغربية تأخذ بهذا المطبوع عمليا‪ ،‬إذ يحتوي على األسئلة التي‬
‫تراها مناسبة لتقدير الخطر‪ ،‬مع إلزام المؤمن له بتقديم بيانات أخرى تزيد من‬
‫توضيح صورته لدى المؤمن‪ .‬أي أن هناك مزاوجة بين نظام اإلعالم التلقائي‬
‫واإلعالم المثار‪ .‬لكن يظل حبيس البند األخير من المطبوع الذي يطالبه ببيانات‬
‫إضافية لم تكن محل تساؤل‪ .‬فيكون هذا البند وسيلة يتشبث بها المؤمن من أجل‬
‫التملص من التزاماته‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬شروط اإلعالم‬
‫يلتزم المؤمن له بإعالم المؤمن بجميع الظروف التي يعرفها لذلك فاإلعالم يجب‬
‫أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط‪ ،‬فالبيانات المقدمة من طرف المؤمن له‬
‫يجب أن تكون مؤثرة في الخطر (الفقرة األولى) ثم يجب أن تكون معلومة من‬
‫المؤمن له (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬يجب أن تكون البيانات مؤثرة في الخطر‬
‫إن البيانات التي يلزم المؤمن له اإلدالء بها في تلك التي تتعلق بالخطر‪ ،‬والتي‬
‫شأنها التأثير في جسامته وتحديد أوصافه‪ .‬وتنقسم البيانات التي تمكن المؤمن‬
‫من تقدير الخطر إلى نوعين‪:‬‬
‫أوال‪ :‬البيانات الموضوعية‪:‬‬
‫وهي التي تتعلق بموضوع الخطر المؤمن منه‪ ،‬و تتناول الصفات الجوهرية‬
‫للخطر وما يحيط به من ظروف ومالبسات‪ .‬ويتوقف على هذه البيانات‬
‫الموضوعية تقدير‪ .‬والصفات الجوهرية للخطر تختلف بحسب نوع التأمين‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫‪ ‬ففي التأمين على األشياء يجب على المؤمن له أن يصرح بنوع ومكونات‬
‫الشيء وخصائصه وموقعه وقيمته والغرض المخصص الستعماله‪.‬‬
‫‪ ‬وفي التأمين على خطر الحريق ألزم المشرع المغرب المؤمن له بالتصريح‬
‫بجميع الظروف المعروفة لديه منها‪ :‬صفة المؤمن له( مالك لألشياء أو منتفع‪).‬‬
‫وأماكن الممتلكات ما إذا كانت بجوار خطر أعظم‪ ،‬كمخازن تحتوي على مواد‬
‫ملتهبة أو مخابز والمسافة التي تفصلها عنها نوع البناء من الخشب أو من‬
‫اإلسمنت وكيفية اإلنارة‪...‬‬
‫‪ ‬التأمين على الحياة فيدخل في هذه البيانات سن المؤمن على حياته وحالته‬
‫الصحية في الماضي و الحاضر‪ ،‬وما أصيب به من أمراض مزمنة أو عادية‪..‬‬
‫‪ ‬ثانيا‪ :‬البيانات الشخصية‪:‬‬
‫وهي تلك البيانات التي تتناول شخص المؤمن له‪،‬وتطمئن المؤمن على الشخص‬
‫المتعاقد معه ومدى جديته في تنفيذ التزاماته‪ .‬وهذه البيانات تؤثر على موقف‬
‫المؤمن من العملية التأمينية بصفة عامة‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬يجب أن تكون البيانات معلومة من المؤمن له‬
‫‪ ‬يتميز هذا الشرط بكونه شرطا مزدوجا‪ ،‬ألنه يتطلب من المؤمن له أن يصرح‬
‫بالبيانات التي يعرفها ويعلمها وأن تكون هذه البيانات مجهولة من المؤمن‪.‬‬
‫فمن جهة أولى يجب أن تكون البيانات التي يتعين على المؤمن له التصريح بها‬
‫معرفة لديه‪ ،‬أما تلك التي يجهلها فال يسأل على عدم ذكرها‪ .‬وهو ما يستنتج من‬
‫المادة ‪ 20‬من م‪.‬ت‪.‬م التي تلزم المؤمن له أن يبين بدقة حين االتفاق جميع‬
‫الظروف التي يعرفها ومن شانها أن تجعل المؤمن مطلعا إطالعا جيدا على‬
‫نوع األخطار المتعهد بها‪.‬‬
‫ويذهب بعض الفقه المغربي أن المؤمن له يلتزم بتقديم البيانات التي يعلمها‬
‫وحتى تلك التي كان في استطاعته العلم لها لو بذل العناية الالزمة‪ ،‬عناية‬
‫الرجل العادي‪ .‬لكن يجب أن يستند في ذلك إلى معيار شخصي يقوم على العلم‬
‫الفعلي بظروف الخطر وليس بالعلم المفترض‪ ،‬ألنه لو اكتفى بالعلم المفترض‬
‫لما ظهر الفرق بين الجزاءات في القواعد العامة وبين الجزاءات الخاصة بعقد‬
‫التأمين والتي يشترط فيها شروط ال تطلبها هذه القواعد‪ (.‬سوء النية‪)...‬‬ ‫‪81‬‬
‫ومن جهة اخرى يجب أن تكون البيانات مجهولة من المؤمن‪ ،‬ويجب عدم إلزام‬
‫الشخص بإعالم غيره بما يعلم بالفعل‪.‬‬
‫فإذا كان الغرض من إلزام المؤمن له بإعالم المؤمن هو إعالمه بها ليستطيع على‬
‫قبول أو رفض مبدأ التأمين‪ ،‬فإنه ال مجال إللزام المؤمن له بهذا اإلعالم إذا‬
‫كان المؤمن يعلم هذه الظروف اصال‪.‬‬
‫ويثور التساؤل حول اعلام وسيط التأمين‪ ،‬وما إذا كان يقوم مقام اعلام المؤمن؟‬
‫إثبات المؤمن له بقيامه بإعالم الوسيط يقوم دليال على علم المؤمن بالظروف‬
‫والبيانات المتعلقة بالخطر‪ .‬لكن األمر يختلف بحسب سلطة الوسيط‪ ،‬فإذا كان‬
‫الوسيط وكيال مفوضا مؤهال للتوقيع باسم المؤمن فاالعالم يعتبر صحيحا‪.‬‬
‫أما إذا كان الوسيط سمسارا فإن علمه بتلك الظروف ال يمنع من تحقق إخالل‬
‫المؤمن له ألن السمسار مهمته ضيقة وال تتعدى التوسط في إبرام العقد‪،‬‬
‫وبالتالي ال يقوم علمه بالبيانات بمثابة اعالم للمؤمن‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬التزام المؤمن له باإلعالم أثناء سريان العقد‬
‫ولدراسة هذا االلتزام يلزم في البداية تحديد مفهومه (المطلب األول)‪ .‬ثم الشروط‬
‫التي يتطلبها المشرع لهذا االلتزام (المطلب الثاني) ‪ ‬‬
‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬مفهوم االلتزام باإلعالم بتفاقم الخطر‬
‫لم يشر المشرع المغربي لمفهوم تفاقم الخطر‪ ،‬بل عبر عنه بالظروف المنصوص‬
‫عليها بعقد التأمين التي ينتج عنها تفاقم الخطر‪.‬‬
‫تفاقم أو اشتداد الخطر هو جميع الظروف كيفما كانت شخصية أو موضوعية‬
‫والتي تنشأ بعد إبرام العقد ومن شأنها أن تؤدي إلى الزيادة في احتمال وقوع‬
‫الخطر أو الزيادة في جسامته و شدته‪.‬‬
‫ومن ثم فإن تفاقم الخطر يتميز عن مجموعة من األوضاع المشابهة‪.‬‬
‫تمييز تفاقم الخطر عن زيادة الخطر ‪ :‬زيادة الخطر تعني الزيادة في قيمة الشيء‬
‫المؤمن عليه نفسه‪ ،‬مع بقاء نسبة احتمال الخطر على حالها من دون زيادة‪،‬‬
‫والذي يتحمل هذه الزيادة هو المؤمن له‪ ،‬إذا كان المبلغ المؤمن بها أقل من‬
‫‪83‬‬
‫‪ ‬قيمة الشيء وقت وقوع الخطر‪ .‬ويعتبر بمثابة زيادة في الخطر وقيمته استبدال‬
‫مفروشات قديمة بأخرى جديدة في منزل مؤمن ضد الحريق‪.‬‬
‫تمييز تفاقم الخطر عن استبعاد الخطر ‪:‬استبعاد الخطر هو اتفاق المؤمن‬
‫والمؤمن له على استبعاد بعض األخطار من نطاق الضمان‪ .‬وقد تكون هذه‬
‫األخطار المستبعدة سببا في تفاقم الخطر المؤمن عليه مما يجعلها تختلط به‪،‬‬
‫لكن األخطار المستبعدة أقصيت من الضمان مسبقا‪ ،‬وال يشملها عقد التأمين‬
‫بداية كأخطار الحرب أو أخطار الثورات أو الكوارث الطبيعية‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثالث التزام المؤمن له باإلعالم بعد وقوع الخطر‬
‫يلتزم المؤمن له بإعالم المؤمن بتحقق الخطر المؤمن منه‪ ،‬وبهذا االلتزام يستفيد‬
‫كال طرفي عقد التأمين‪ ،‬فالمؤمن له سيتحصل على مبلغ الضمان‪ .‬اما المؤمن‬
‫فيقوم باالجراءات القانونية والمالية لتحديد موقفه ليتأكد من حجم التزاماته في‬
‫مواجهة المؤمن له والمستفيدين‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ ‬أجل االعالم م ت تلزم المؤمن له بأن يشعر المؤمن بكل حادث من شأنه أن‬
‫يؤدي إلى إثارة ضمان المؤمن وذلك بمجرد علمه وعلى ابعد تقدير خالل ‪5‬‬
‫ايام الموالية لوقوعه‪.‬‬
‫ويرى بعض الفقه أن االجل يبدأ من يوم علم المؤمن له باحتمال تحقق الخطر‬
‫المؤمن منه على اثر حدوث مقدمات الخطر وهو ما يطلق عليه الحادث‬
‫الكامن كالتأمين على مصنع من االضرار التي تنجم عن اضراب العمال فاذا‬
‫علم المؤمن له بقرار العمال باإلضراب فذلك يكفي لتحقق الحادث الكامن‪،‬‬
‫ويسري ميعاد االعالم من وقت عمله بالقرار‪.‬‬
‫لكن ال يجب إلزام المؤمن له باالعالم إال بعد تحقق الخطر فعال‪ ،‬لما لهذا االلتزام‬
‫باإلعالم بالحادث الكامن من إرهاق للمؤمن له في تحميله اإلعالم باحتمال‬
‫وقوع الخطر المؤمن منه وهو امر غير مستساغ‪.‬‬
‫أجل عام ويتثمل في خمسة أيام على أبعد تقدير‪.‬واألجل الخاص فهي آجال قصيرة‬
‫نظرا لطبيعة األخطار المؤمن منها‪ ،‬ومثالها الذي حدد فيه المشرع أجل ‪48‬‬
‫ساعة موت الماشية م ‪57‬‬
‫‪85‬‬
‫شكل االعالم ‪:‬لم يشترط المشرع المغربي شكال معينا إلعالم المؤمن بتحقق‬
‫الخطر‪ .‬أطراف العقد أحرار في اختيار الشكل الذي يتم به االعالم بوقوع‬
‫الحادث فيمكن أن يكون بخطاب عادي مرسل إلى المؤمن‪ ،‬كما يمكن أن يتم‬
‫في مكالمة هاتفية‪ ،‬أو برقية السلكية‪...‬‬
‫وإن كان من األفضل على المؤمن له إعالم المؤمن بوقوع الكارثة برسالة‬
‫مضمونة مع االشعار بالتوصل حتى يسهل عليه بعد ذلك إثبات تنفيذ التزامه‬
‫باالعالم‪ ،‬ألن هذا االثبات يقع على عاتقه‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التزامات المؤمن‬
‫من أبرز التزامات المؤمن االلتزام باالعالم (الفرع االول) ثم االلتزام بدفع‬
‫التعويض (الفرع الثاني)‬
‫الفرع األول‪ :‬االلتزام قبل التعاقد باإلعالم في عقد التأمين‪.‬‬
‫يعتبر االلتزام قبل التعاقد باإلعالم في عقد التأمين من االلتزامات الحديثة التي‬
‫اهتم المشرع المغربي بها في م ت‬
‫‪86‬‬
‫‪ ‬وهو التزام قانوني عام سابق على التعاقد يلتزم فيه المدين (المؤمن الوسيط)‬
‫بإعالم الدائن (المؤمن له) في ظروف معينة‪ ،‬إعالما صحيحا وصادقا بكافة‬
‫المعلومات الجوهرية المتصلة بالعقد المراد إبرامه‪ ،‬والتي يعجز الدائن عن‬
‫اإلحاطة بها بوسائله الخاصة ليبني عليها رضاءه بالعقد‪.‬‬
‫‪ ‬الوثائق الممهدة للتعاقد‬
‫بيانا للمعلومات‪ notice d’information‬يبين فيه على الخصوص الضمانات‬
‫واالستثناءات المتعلقة بها وسعر هذه الضمانات والتزامات المؤمن له‪.‬‬
‫ونسخة من مشروع عقد التأمين ‪éxomplaire de projet de contrat d‬‬
‫‪. assurance‬‬
‫المشرع الفرنسي اضاف بطاقة المعلومات ‪fiche d’information‬‬
‫استعمل عبارة " يسلم " فقط ولم يرتب أي أثر على عدم تنفيذ المؤمن هذه المادة‬

‫‪87‬‬
‫الفرع الثاني التزام المؤمن بالتعويض‪ ‬‬ ‫‪‬‬

‫يتضح من نص المادة ‪ 10‬من م‪.‬ت‪.‬م ان االلتزام الرئيسي للمؤمن هو اداء‬ ‫‪‬‬

‫مقابل للتأمين أو المبلغ المتفق عليه عند تحقق الخطر المؤمن منه أو عند حلول‬
‫االجل المحدد في العقد‪.‬‬
‫فإذا كان التزام المؤمن له بأداء مبلغ القسط يبتدأ عادة عند تكوين العقد وبداية‬ ‫‪‬‬

‫تنفيذه فإن التزام المؤمن بأداء التعويض أو مبلغ التأمين مرتبط بتحقق الخطر‬
‫أو حلول األجل المتفق عليه المبلغ لذلك يمكن اعتبار التزام المؤمن التزاما‬
‫معلقا على تحقق الخطر أو حلول األجل‪.‬‬

‫‪88‬‬

You might also like