Professional Documents
Culture Documents
وسيلة تعين على مواجهة المخاطر التي يتعرض لها الفرد فال يضطر
إل ى تحم ل اثاره ا وحده حي ث يتحم ل جزء ا فق ط م ن هذه اآلثار يتمث ل
فيما يدفعه من اشتراك او قسط.
الوسيلة الحديثة لمواجهة المخاطر وما ترتبه من أثار وذلك ما يفسر
ازدهاره وتنوع مجاالت ه وتطوره وامتداده إل ى المجاالت المختلف ة
ليؤمن األفراد من كل خطر يتعرضون له سواء في أموالهم او حياتهم.
وعقد التأمين يتميز بعدة مميزات وخصائص تجعله مختلفا من العقود
3
المحور األول :القواعد العامة لعقد التأمين.
يلج أ االنس ان إل ى وس ائل متعددة للحماي ة وتفادي األخطار كاالدخار
والتأمي ن .التأمي ن وس يلة فعال ة لتفادي األخطار المحدق ة فم ا ه و عق د
التأمين ؟ وما هي وظائفه؟ وما هي أنواعه؟
-1وظائف التأمين:
5
المشرع المصري فقد عرفه بكونه " عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه ان يؤدي
إلى المؤمن له آو إلى المستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه مبلغا من المال
او إيرادا مرتب ا او أ ي عوض مال ي اخ ر ف ي حال ة وقوع الحادث او تحق ق
الخطر المبين بالعقد ،وذلك في نظير قسط أو أية دفعة مالية أخرى يؤديها
المؤمن له للمؤمن "
تعريفات فقهية لعقد التأمين
عملي ة تس تند إل ى عق د احتمال ي م ن عقود الغرر ملزم للجان بين يضم ن
لشخ ص مهدد بوقوع خط ر معي ن المقاب ل الكام ل للضرر الفعل ي الذي يس ببه
ل ه هذا الخط ر ،وتعت بر هذه العملي ة م ن الوجه ة االقتص ادية واالجتماعي ة
تعديال ف ي األخطار المختلف ة بحي ث توزع اثاره ا عل ى عات ق المجموع بدال
من الفرد”
أ ي تعري ف لعق د التأمي ن يج ب ان يشم ل جان بي عملي ة التأمي ن وهم ا
الجانب القانوني المتمثل في التصرف القانوني الذي يربط بين طرفين وهما
المؤمن والمؤمن له ويرتب على عاتقهما التزامات متبادلة 6
والجانب الفني المتعلق بالتأمين كخدمة مالية ترتبط بمجموعة من القواعد
الحس ابية والتقني ة وتخض ع لقواني ن اإلحص اء ،يلج أ اليه ا المؤم ن لتحقي ق
التوازن المال ي بي ن مداخي ل األقس اط والتوظيفات والمص اريف ومبال غ
الضمان والنفقات األخرى.
-3انواع التأمين:
ص ور التامي ن ال تق ع تح ت حص ر وهناك تقس يمان أس اسيان للتأمي ن م ن
حيث الشكل وتقسيمه من حيث الموضوع.
تقسيم التأمين من حيث الشكل:
تقسيمه بحسب الجهة او الهيئة التي تتولى عملية التأمين المؤمن
تأمين تعاوني او تبادلي او تعاضدي وتأمين ذو قسط ثابت تتواله شركة او
مقاولة للتأمين تأمين تكافلي
7
التأمين التعاوني او التعاضدي:
يقوم مجموعة من األشخاص ،يرتبطون برابطة المصلحة ويتعرضون
لخطر معين بدور المؤمن والمؤمن لهم ،وذلك في إطار جمعية تعاونية
ينخرطون بها فتقوم بتعويض األضرار التي قد تلحق بأحدهم ،نتيجة تحقق
الخطر المؤمن منه .ويتم دفع مبلغ التعويض من مجموع االشتراكات التي
يلتزم كل عضو بالجمعية بدفعها.
انه تأمين تجتمع صفة المؤمن والمؤمن له في كل عضو منخرط في الجمعية،
فنفس الشخص يقوم بدور المؤمن والمؤمن له فيدفع القسط ومن مجموع
األقساط يدفع التعويض لمن تقع له الكارثة.
انه تأمين يتميز بالتضامن بين أعضائه فيتدخلون كلما وقع احد األخطار من
اجل تغطيتها ومنح التعويض للمتضرر منها
في المغرب تخضع التعاضديات للظهير الشريف 12نونبر 1963بسن نظام
أساسي للتعاون المتبادل
8
تعريف التعاضدية" :ان جمعيات التعاون المتبادل هي هيئات ال تهدف الى اكتساب
أرباح وانما تعتزم بواسطة واجبات انخراط أعضائها القيام لفائدة هؤالء األعضاء أو
عائالتهم بعمل من أعمال االسعاف و التضامن و التعاون مداره الضمان من األخطار
الالحقة باإلنسان”.م :173الشركات التعاضدية للتأمين هي شركات ال تستهدف الربح“
و1تضمن دفع التعويضات للمشتركين 2توزع فائض المداخيل 3التمنح أي مكافأة
سوى بدل الحضور.
مبادئ التعاضد
• االنخراط االختياري؛
• التطوعية والمجانية ؛
• المساواة والتضامن؛
• التسيير الذاتي بطريقة ديمقراطية من طرف منخرطيها أو مناديبهم.
32تعاضدية 08تعاضديات في القطاع العام 06تعاضديات بالقطاع الشبه
9
اجهزة التعاضدية
1الجمعية التأسيسة م 193-181جميع المشتركين وضع النظام االساسي انعقادها بطلب
10
يسمى ايضا التأمين ذو األقساط الثابتة آو التأمين التجاري
مقاولة التأمين تقوم بدفع مبلغ التأمين التعويض عند تحقق الخطر المؤمن
منه مقابل األقساط الثابتة التي يدفعها المؤمن له.
انفص ال المؤم ن ع ن المؤم ن ل ه أل ن المؤم ن وه و مقاول ة التأمي ن يجم ع
األقساط من المؤمن لهم لكي يستخدمها في تعويض األضرار التي قد تلحق
بهم بعد استثمارها من اجل الربح.
القسط الذي يدفعه المؤمن له يعد ثابتا بمعنى يتحدد بمبلغ معين منذ إبرام
العقد
ال وجود للتضامن بي ن المؤمن والمؤمن له ،ذلك أن المؤمن له ملزم بدفع
القسط المحدد ويلتزم المؤمن بدفع التعويض عند تحقق الخطر
تهدف الهيئات الممارس ة للتأمي ن التجاري أس اسا ً إل ى تحقي ق الرب ح فالمال
الذي يجمع من األقساط يصبح ملكا ً للمؤمن
التعوي ض للمؤم ن ل ه عن د حدوث الخس ارة مم ا يضم ن ل ه االس تمرارية ف ى
العمل دون توقف.
11
التأمين التكافلي
عرف المشرع المغربي التأمين التكافلي في المادة األولى من مدونة التأمينات بأنه “عملية
تأمين تتم وفق اآلراء بالمطابقة الصادرة عن المجلس العلمي األعلى ،بهدف تغطية األخطار
المنصوص عليها في عقد التأمين التكافلي بواسطة حساب التأمين التكافلي يسير ،مقابل
أجرة التسيير ،من طرف مقاولة للتأمين وإعادة التأمين معتمدة لمزاولة عمليات التأمين
التكافلي .وال يمكن في أي حال من األحوال أن يترتب قبض أو أداء أي فائدة على عمليات
التأمين التكافلي من لدن مقاولة للتأمين وإعادة التأمين.
مصطلحات المشرع المغربي
التسبيق التكافلي في المادة األولى بأنه ”مبلغ يؤدى من طرف مقاولة التأمين التي تمارس
عمليات التأمين التكافلي لسد العجز الناجم عن عدم كفاية األصول الممثلة لالحتياطيات
التقنية مقارنة مع هذه االحتياطات والذي يمكن استرجاعه من الفوائض التقنية والمالية
المستقبلية لحساب التأمين أو إعادة التأمين التكافلي .وال يمكن أن تترتب عن التسبيق
التكافلي أي فائدة“.
12
نس تنتج م ن خالل مقتضيات المادة الس ابقة أ ن المبل غ تقوم بتأديت ه مقاول ة التأمي ن
التكافلي أو إعادة التأمين التكافلي من حسابها.
لس د العج ز الناج م ع ن عدم كفاي ة األص ول الممثل ة لالحتياطيات التقني ة ،ال تترت ب
عليه أي فائدة.
حساب التأمين التكافلي نفس المادة حساب يتكون من اشتراكات المشتركين في
عملية للتأمين التكافلي ومن جميع عائدات هذا الحساب ،بما في ذلك العائدات
الناتجة عن استثمار رصيده.
تجدر اإلشارة أن اشتراكات المشتركين في التأمين التكافلي تقابلها أقساط التأمين في
التأمين التجاري و اشتراكات التأمين في التأمينات التعاضدية ،و يبقى اإلختالف
حسب كل نوع من أنواع التأمين،إما تأمين تكافلي أو تأمين تجاري أو تعاضدي.
توضع االشتراكات في حساب خاص وال تعتبر جزءا من حساب مقاولة التأمين
التكافلي
13
يج ب عل ى المقاول ة المعتمدة لمزاول ة عمليات التأمي ن التكافل ي أ و إعادة
التأمي ن التكافل ي مس ك وتدبي ر حس ابات التأمي ن التكافل ي أ و إعادة التأمي ن
التكافلي بصفة منفصلة عن حساباتها الخاصة.
توزيع الفوائض التقنية و المالية ما يصطلح عليها بالفائض التأميني نص
والمخصصات.
مميزاته
14
–1 عقد التأمين التكافلي عقد تبرع
يعتبر عقد التأمين التكافلي من عقود التبرع ،ألن ما يدفعه المشترك من اشتراكات يتبرع بها
لمن يصيبه الضرر من المشتركين اآلخرين ،والمشترك ال يقصد التأمين ربحا أو تجارة،
فالتبرع بقيمة االشتراك هو أساس مشروعية التأمين التكافلي.
اعتبار عقد التأمين التكافلي عقدا من عقود التبرع آثارا في غاية األهمية وهو وجود شبه إجماع
بين العلماء المعاصرين على جوازه ومشروعيته،ألنه تظهر لنا روح التعاون و التضامن بين
المشتركين في تحمل الخسائر ،و األضرار الناتجة عن تحقق الخطر المؤمن عليه وهذا يعد
من قبل التكافل و البر.
-2 قابلية االشتراك للتغيير
يقصد بقابلية االشتراك للتغيير أن قيمة االشتراك ال تكون قيمة محددة وثابتة ومعلومة
للمشترك ،فقيمة االشتراك تكون عرضة للتعديل بالزيادة و يتحقق هذا في حالة حدوث عجز
في الوفاء بقيمة االلتزامات ،بحيث تكون قيمة االلتزامات أكبر من مجموع قيمة االشتراكات
التي تم سدادها فعال .
15
وقد يكون التعديل بتخفيض قيمة االشتراك ،ويتحقق ذلك في حالة كون حصيلة
االشتراكات أكبر من قيمة االلتزامات ،األمر الذي يحقق فائضا ماليا لشركة
التأمين وفي هذه الحالة يتم توزيع الفائض على المشتركين أو تخفيض قيمة
االشتراكات عن الفترات الالحقة.
-3توزيع الفائض التأميني على المشتركين
يتمثل الفرق بين االشتراكات المحصل عليها وبين قيمة التعويضات المدفوعة ،
16
-4البعد التضامني واالجتماعي
تغلب على مشروعات التأمين التكافلي القيم اإلنسانية لذا فعقد التأمين التكافلي
يمتد أثره إلى من تشتد حاجاتهم إلى التأمين من أصحاب الدخول القليلة
- يهتم هذا النوع من العقود بالبعد االجتماعي في استثمار األموال الفائضة منه
فيوازن بين الصالح العام و الصالح الخاص ،و ال يقوم بإنشاء االحتكارات في
األمور المهمة
- توفير الخدمة التأمينية للمشتركين بأقل تكلفة ممكنة ،حيث ينخفض فيه القسط
مقارنة بالتأمين التجاري
- يقوم عقد التأمين التكافلي على أساس التضامن بين جميع أعضاءه لتغطية
المخاطر التي قد تصيب أحدهم حيث يمكن مطالبة األعضاء باشتراكات
إضافية لتعويض الخسائر.
17
مقارنة بين التأمين التكافلي و التأمين التجاري
-1 المرجعية في جميع األنشطة التي تجري في شركات التأمين التكافلي من
استثمار ،و تعويض ،و قواعد حساب الفائض التأميني ،وتوزيعه بأنها
تنحصر في أحكام الشريعة اإلسالمية و الفقه االسالمي ،كما هو المثال
بالنسبة للقانون المغربي المتمثل في أخذ الرأي بالمطابقة من المجلس
العلمي األعلى .يضم مجموعة من العلماء والمتخصصين في فقه
المعامالت المالية اإلسالمية ليقوموا بدور توجيه عمليات و نشاط شركات
التأمين التكافلي.
في حين نجد المرجعية النهائية لشركات التأمين التجاري ،تخضع إلى
التشريعات و األعراف ذات أصل تقليدي تجاري محض ،ينسجم مع فلسفة
المدرسة الرأسمالية بصفة عامة وما يترتب على ذلك من إجراء عقود
عمليات التأمين وفق أسس المعاوضات المبنية على الغرر و الربا و تحقيق
الربح.
18
-2 العالقات بين اطراف العقد
يعت بر المشترك شريك ا ف ي تحم ل األخطار حال وقوعه ا ،فالعالق ة هن ا تعاوني ة
تكافلية،أما في عقد التأمين التجاري فيقوم على الربح ،إذ يدفع المؤمن له قسطا
حماي ة ل ه م ن وقوع الخط ر والمؤم ن يؤدي اق ل م ا يمك ن م ن التعويضات
فالعالقة هنا غير تضامنية قائمة على منطق الربح .
-3 الفائض التأميني و الربح
الفائض التأميني في التأمين التكافلي هو الفرق المتبقي من األقساط وعوائدها
بعد خصم التعويضات و المصاريف و المخصصات ،حيث يصرف كله أو
جزء منه على المشتركين ،أما الربح في التامين التجاري فيعتبر ملكا خاصا
للشركة ويدخل ضمنه االقساط واالستثمارات.
-4حساب القسط االشتراك :يدخل ربح الشركة و الفائدة لحسابه /الربح ليس هدفا
-5 الفائدة الربوية
19
-6الخطر المؤمن منه واالحتمال
-10الحسابات
20
تقسيم التأمين من حيث الموضوع:
يقسم التأمين من حيث الموضوع الذي يرد عليه إلى عدة أنواع كما يلي:
يقوم هذا التقسيم على أساس طبيعة المخاطر المؤمن منها .فالتأمين البحري
يهدف التي تغطيه مخاطر النقل البحري سواء تلك المخاطر التي قد تلحق
بالسفينة مثل الغرق أو الحريق او األخطار التي تهدد البضائع مثل تلفها او
غرقها.
والتأمين الجوي هو التأمين الذي يغطي مخاطر النقل الجوي التي تتعرض
21
التأمين الخاص والتأمين االجتماعي:
يقصد بالتأمين الخاص التأمين الذي يبرمه شخص توقيا لخطر معين أو حادث
يحتمل وقوعه في المستقبل،فالشخص الذي يقوم بهذا التأمين إنما يسعى
لتحقيق مصلحة خاصة به أي مصلحة فردية وفي مقابل هذه المصلحة يتحمل
الفرد وحده أقساط التأمين ويكون هدف مقاولة التأمين المؤمن الربح من
خالل إبرام هذه العقود.
أما التأمين االجتماعي فهو نظام يقوم على تحقيق مصلحة عامة تتمثل في تغطية
المخاطر االجتماعية التي يتعرض لها افراد الطبقة العاملة والتي قد تحول
بينهم وبين مباشرة عملهم كالمرض والعجز والشيخوخة والبطالة فهذا التأمين
يستجيب العتبارات اجتماعية تستند إلى فكرة التضامن والتكافل االجتماعي.
التأمين من األضرار والتأمين على األشخاص:
يقوم هذا التأمين على أساس توافر أو تخلف الصفة التعويضية في التأمين ،
فإذا كان الهدف من التأمين تعويض األضرار المالية التي تلحق الذمة المالية
22للمؤمن له كان التأمين تأمينا من األضرار .
أما اذا كان الغرض من التأمين الحصول على مبلغ التأمين بمجرد تحقق الخطر
المؤمن منه ،وبغض النظر عن حدوث ضرر أو مقدار هذا الضرر كان
التأمين تأمينا على األشخاص متعلقا باإلنسان في حياته وصحته وعمره،
فيكون التأمين في هذه الحالة وعدا بدفع مبلغ من النقود عند حدوث واقعة
معينة.
وينقسم تأمين االضرار الى قسمين التأمين من المسؤولية والتأمين على األشياء:
التأمين على األشياء:
في هذا النوع من التأمين يتم تعويض المؤمن له عن األخطار التي تلحق بأمواله
ولذلك ال يكون فيه سوى طرفين المؤمن والمؤمن له وهو في ذات الوقت
المستفيد.وتأمين االشياء يشمل انواع كثيرة من التأمين:
-كتأمين المنازل من خطر الحريق.
-تأمين الماشية من خطر الموت.
23
-تأمين األموال من السرقة
-تأمين تلف المزروعات من الصعيق او عوامل الطبيعة
-عقد تأمين االستثمار ضد األخطار غير التجارية......
التأمين من المسؤولية:
يهدف هذا النوع من التأمين الى ضمان المؤمن له ضد رجوع الغير عليه بسبب
األضرار التي تلحق هذا األخير من خطأ يرتكبه المؤمن له ،ويسبب له ضررا
يوجب مسؤوليته ويسأل عنه.
فالتأمين هنا يهدف الى تعويض الضرر الذي يلحق بالذمة المالية للمؤمن له
بسبب انعقاد مسؤوليته تجاه الغير ،فليست الغاية منه تعويض الضرر الذي
لحق بالغير ولكن جبر الضرر الذي لحق بالمؤمن له نتيجة التزامه بتعويض
المضرور عن الضرر الذي حدث بفعل خطأ المؤمن له .ومن صوره التأمين
من المسؤولية عن حوادث السيارات ،التأمين من المسؤولية المهنية ،التأمين
من المسؤولية عن حوادث النقل البري او الجوي او البحري......
24
التأمين على األشخاص:
التأمين على األشخاص هو التأمين الذي يكون فيه الخطر المؤمن منه يتعلق
بشخص المؤمن له ال بماله .فهو تأمين يهدف الى ضمان المؤمن له نفسه
من األخطار التي تهدد حياته او سالمة جسده او صحته او قدرته على
العمل.
وفي التأمين على األشخاص يحصل المؤمن له او المستفيد على مبلغ التأمين
المتفق عليه في وثيقة التأمين بمجرد تحقق الخطر المؤمن منه بغض
النظر عن حصول الضرر اوعدم حصوله ويطلق عليه تأمين المبالغ
وينقسم الى نوعين :تأمين على الحياة وتأمين على اإلصابات.
التأمين على الحياة:
التأمين على الحياة عقد بمقتضاه يتعهد المؤمن مقابل أقساط محددة بان يدفع
للمؤمن له او لشخص ثالث مبلغا من المال عند موت المؤمن له او عند
بقائه حيا بعد مدة معينة من الزمن.
25
ويتفق األطراف على تعيين مبلغ التأمين في العقد فهو إما ان يكون رأسماال يؤدى
للدائن دفعة واحدة وإما ان يكون إيرادا مرتبا مدى حياة الدائن وذلك تبعا
لالتفاق الوارد في عقد التأمين.
وللتأمين على الحياة صور كثيرة تزداد يو ًما بعد يوم مع تفنن شركات التأمين في
إيجاد أنواع كثيرة وحاالت مختلفة نذكر منها هنا أربع حاالت وهي:
الحالة األولى :التأمين لحالة الوفاة:
وهو عقد بموجبه يلتزم المؤمن في مقابل أقساط بأن يدفع مبلغ التأمين عند وفاة
المؤمن على حياته .وفيه ثالث صور:
الصورة األولى :التأمين العمري أو لمـدى الحياة :حيث يـدفع المؤمن مبلغ
التأمين للمستفيد عند وفاة المؤمن على حياته ،أي :إنه تأمين مرتبط بالعمر إذا
انتهى.
26
الصورة الثانية :التأمين المؤقت :حيث يدفع فيه المؤمن مبلغ التأمين للمستفيد
إذا مات المؤمن على حياته في خالل مدة معينة ،فإن لم يمت فيها برئت ذمة
المؤمن واستبقى أقساط التأمين التي قبضها.
الصورة الثالثة :تأمين البقيا ــ أي بقاء المستفيد:
وهو عقد يلتزم فيه المؤمن مقابل أقساط أن يدفع مبلغ التأمين للمستفيد المعين
في العقد إذا بقي ح ًّيا بعد موت المؤمن على حياته ،فإذا مات المستفيد قبل
موت المؤمن على حياته انتهى التأمين
الحالة الثانية :التأمين لحالة البقاء
وهو عقد يلتزم فيه المؤمن في مقابل أقساط ،أن يدفع مبلغ التأمين في وقت
معين إذا كان المؤمن على حياته قد ظل ح ًّيا إلى ذلك الوقت ،وحينئذ يستحق
مبلغ التأمين إذا بقي على قيد الحياة
27
الحالة الثالثة :التأمين المختلط
هو عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه بدفع مبلغ التأمين ــ رأس مال ــ أو إيراد
مرت ًبا ــ إلى المستفيد في مقابل إذا مات المؤمن على حياته في خالل مدة
معينة أو إذا بقي ح ًّيا عند انقضاء المدة المتفق عليها.
الحالة الرابعة :التـأمين الجمـاعي أو التـأمين عـلى الموظفيـن والعمال:
وهو عقد يعقده شخص لمصلحة مجموعة من الناس تربطه بهم رابطة
عمل تجعل له مصلحة في هذا التأمين .ومن أبرز تطبيقاته قيام صاحب
الشركة أو المصنع أو البنك بالتأمين على عماله وموظفيه ومنتسبيه.
ومن خصائص هذا النوع أن هؤالء المستفيدين ال يستحقون مبلغ التأمين
28
ومن خصائصه أي ً
أيضا أنه كما يتعدد فيه المستفيدون تتعدد فيه الحوادث
ض
يقصد به التأمين من الحوادث التي تصيب اإلنسان في جسمه بسبب حادث
مفاجئ من شأنه إن يؤدي إلى وفاته أو إصابته بعجز دائم أو مؤقت كلي
او جزئي.
ويهدف هذا التأمين إلى تأمين المؤمن له من خطر الحوادث أي تأمينه من
أي اعتداء جسماني ينشأ من فعل طارئ أو بسبب خارجي وهو يغطي
ضرر الموت او العجز الدائم او المؤقت.
29
التأمين عن المرض:
هو عقد يتعهد بمقتضاه المؤمن نظير أقساط دورية في حالة إصابة المؤمن
له بمرض أثناء مدة التأمين بان يدفع له مبلغا معينا وان يرد له مصروفات
العالج واألدوية .ويكون تأمينا على شخص المؤمن له وأيضا عائلته ،وهو
يشمل صورا عديدة كضمان مصروفات العالج والدواء أو ضمان جميع
األمراض أو ضمان األمراض الخطيرة فقط وقد يقتصر على ضمان
العمليات الجراحية فقط.
تأمين الزواج والوالدة:
هو عقد يلتزم بمقتضاه المؤمن نظير أقساط دورية او قسط واحد ،بدفع
مبلغ معين إلى المؤمن له ،اذا تزوج قبل بلوغه سنا معينة .فهو تأمين للحياة
لحال البقاء اذ ان المؤمن تبرأ ذمته في دفع مبلغ التأمين إذا توفي المؤمن
له قبل ان يتزوج.
30
وتأمين الوالدة يقصد به العقد الذي يلتزم المؤمن بمقتضاه بأداء مبلغ الى
المؤمن له عند والدة أي من أوالده ،وهو بذلك يعد تأمينا عن حدث سعيد
وليس تأمين عن األضرار واألحداث الغير السارة فقط.
التفرقة بين التأمين على األشخاص والتأمين من األضرار.
يقوم التأمين على األشخاص على مبدأ أساسي وهو انعدام الصفة التعويضية
ذلك ان عقد التأمين على األشخاص ليس بعقد تعويض وهو في ذلك يختلف
عن عقد التأمين من األضرار.
مبلغ الضمان في التأمين من األضرار يتحدد بعد تحقق الخطر أما في التأمين
.
35
عند تكوين عقد التأمين يعتمد المؤمن في تقرير قبوله التعاقد على صحة البيانات
التي يدلي بها المؤمن له حول الخطر المؤمن منه ومدى جسامته لهذا وجب
على المؤمن له التزام حسن النية عند اإلدالء بتلك البيانات.
عند تنفيذ العقد يلتزم المؤمن له باالمتناع عن كل ما من شأنه أن يزيد من احتمال
وقوع الخطر وعليه إعالم المؤمن بكل ظرف يؤدي إلى وقوع الخطر ويمتنع
عن كل فعل يؤدي إلى حدوث الكارثة.
المبحث السابع عقد التأمين عقد إذعان:
عرفت هذه العقود انتشارا كبيرا ويوميا يوقع الكثير منها بالرغم من معرفة
المتعاقدين بان هذه العقود هي من عقود اإلذعان.
ويعرف عقد اإلذعان بانه "العقد الذي يسلم فيه القابل بشروط مقررة يضعها
الموجب وال يقبل مناقشة فيها ،يتعلق بسلعة او مرفق ضروري يكون محل
احتكار قانوني او فعلي او تكون المنافسة محدودة النطاق في شأنها.
36
عقد إذعان يلزم أن تتوافر العناصر التالية:
عقد اإلذعان عقد مفروض من طرف واحد:
يتميز عقد اإلذعان بكونه عقد مفروض معد سلفا من احد األطراف او معد
من طرف ثالث ولكنه ينصب في مصلحة احد األطراف .وانه كلف بإعداده
وفقا لتعليماته فال يكفي ان يتم إعداد العقد من احد األطراف بل يجب ان يكون
مفروضا على الطرف األخر أي وجود طرف قوي يقوم بإعداد العقد وتوجيهه
الطرف األخر من اجل ان يوقع عليه دون ان تكون هناك إمكانية للتفاوض
حول بنوده وشروطه.
شروط أساسية مفروضة:
يرتكز عقد اإلذعان على وجود شروط أساسية مفروضة ،المؤمن يقوم بإعداد
العقد مسبقا ولكل نوع من التأمينات عقد معين يضمنه ما يشاء من الشروط
شروطا رئيسة أساسية لقيام العقد ويترك للمؤمن له إضافة شروط ثانوية ال
تأثير لها على العقد والتزاماته وما على المؤمن له إال قبول او رفض التعاقد.
37
الطابع االضطراري للقبول الن القبول لم يكن محل مناقشة مفاوضة بل هو إذعان
لما يمليه عليه الموجب.
انعدام التوازن العقدي:
يعتبر انعدام التوازن العقدي والتفاوض أهم عناصر عقد اإلذعان ذلك ان هذا
العقد يتميز بانعدام إرادة احد طرفيه في مناقشة شروط العقد وانحسار دوره
على قبول او رفض العقد برمته فقط.
وينشأ ذلك حتما من انعدام التوازن االقتصادي بين مركزي المتعاقدين) ،مراكز
المتعاقدين( فالطرف الذي وضع العقد هو من القوى االقتصادية الكبرى التي
تقوم باحتكار بيع السلع والخدمات وهي بذلك تضع يدها على العقود وتنفرد
بتحريرها بمفردها فتضع الشروط المناسبة لمصالحها .فقبول الطرف األخر
بهذا العقد ما هو إال نتاج الضطراره واحتياجه للخدمة او السلعة في عقد
اإلذعان.
38
الفصل الثاني :عناصر عقد التأمين
بعد اطالعنا على خصائص عقد التامين سوف نقوم بدراسة عناصر عقد
التأمين .وهذه العناصر تتمثل في الخطر وأقساط التأمين ومبلغ الضمان ثم
المصلحة التأمينية .وبدون هذه العناصر ال يمكن القول بوجود عقد تأمين.
المبحث األول :الخطر
الخطر هو العنصر األساسي في عقد التأمين.
ويعرف الخطر بأنه حادث محتمل الوقوع ال يتوقف تحققه على محض إرادة أحد
المتعاقدين وعلى الخصوص إرادة المؤمن له.
واقعة احتمالية ال يتوقف تحققها على إرادة أحد الطرفين خاصة إرادة المؤمن له.
نستنتج شروط الخطر:
المطلب األول :شروط الخطر
فيجب ان يكون الخطر حادثا احتماليا وان يكون الخطر مشروعا ثم أال يكون
حادثا إراديا :
39
الفقرة األولى :ان يكون الخطر واقعة احتمالية
يقوم التامين على فكرة االحتمال .لذلك فإن الحادث المؤمن ضد وقوعه يجب أن
يكون:
- حادثا غير محقق الوقوع.
- وأن ال يكون حادثا مستحيال
- وأن يكون حادثا مستقبال
-1ان يكون الخطر أمرغير محقق الوقوع ويتجلى ذلك من خالل فرضيتين:
األولى :ان يكون وقوعه غير محتم أي ان الخطر قد يقع وقد ال يقع .كما في
التأمين من الحريق أومن السرقة.
الثانية :أن يكون الحادث محتم الوقوع ومؤكدا لكن تاريخ وقوعه غير معروف.
فعنصر االحتمال ينصب على زمن وقوع الخطر .كخطر الوفاة التي هي
حادث محقق الوقوع إال أن أجله غير معروف.
40
مثال :التأمين من القدم :امر محتم الوقوع بمرور السنوات التأمين عليه ممكن
كتأمين اضافي.
-2يجب أن ال يكون الخطر مستحيال فاالحتمال يتنافى مع االستحالة ولو كان
الخطر مستحيال لكان محل التأمين مستحيال .ومن ثم يبطل عقد التامين
الستحالة المحل.
وهنا نميز بين االستحالة المطلقة فيكون الخطر غير ممكن ومستحيل التحقق
مطلقا كالتامين ضد سقوط القمر أو الشمس فيصبح التأمين باطال بطالنا تاما
النعدام المحل.
االستحالة نسبية فيكون الخطر ممكن الوقوع وفقا لقوانين الطبيعة ولكن هذا
الوقوع يصبح مستحيال نتيجة ظروف معينة ويتحقق ذلك في الحاالت التالية:
×هالك الشيء المؤمن عليه بسبب خطرا آخر غير الخطر المؤمن منه كهالك
سيارة مؤمن عليها ضد السرقة فتهلك بسبب الحريق :مصير القسط التعويض
41
+زوال هذا الخطر في المستقبل بحيث يصبح من المؤكد أن الشخص أو
الشيء المؤمن عليه لن يتعرض مستقبال لهذا الخطر .كأن تكون البضاعة
المؤمن عليها والتي كانت منقولة في سيارات قد وصلت سالمة قبل انعقاد العقد
فيكون التأمين هنا باطال..
المادة 46من مدونة التأمينات مشيرة إلى انه في حالة ضياع كلي الشيء
المؤمن عليه نتيجة واقعة غير منصوص عليها في العقد ينتهي التامين بقوة
القانون ويجب على المؤمن أن يرجع للمؤمن له جزء قسط التامين المؤدى
المتعلق بالمدة التي لم يعد ضمان الخطر ساريا.
-3أن يكون الخطر حادثا مستقبال
فإذا كان الخطر المؤمن منه قد زال وحدث في الماضي وقبل انعقاد العقد فإن
صفة االحتمال تنتفي وينتفي معها العقد .فالخطر الذي حصل في الماضي هو
تأمين باطل النعدام موضوع التأمين.
42
المادة 50من مدونة التأمينات التي تنص "يعتبر التأمين باطال إذا كان الشيء
المؤمن عليه قد تلف وقت اكتتاب العقد ولم يعد معرضا للخطر"...
فالخطر الظني في ميدان التأمين غير جائز .وحكم بطالن عقد التأمين يسري
ولو كان المتعاقدان يجهالن وقت التعاقد بزوال الخطر أو تحققه .وقد اوجب
المشرع في هذه الحالة على المؤمن ان يعيد للمؤمن له أقساط التأمين التي
يكون قد تسلمها منه مع اسقاط النفقات.
الفقرة الثانية :ان ال يكون الخطر حادثا إراديا
يشترط في الخطر أال يتوقف وقوعه على محض إرادة أحد طرفي عقد التأمين
خاصة المؤمن له.
إذا تعلق وقوع الخطر بإرادة احد طرفي العقد انتفى عنصر االحتمال .ألن تحقق
الخطر أصبح رهينا بإرادة ومشيئة هذا الطرف .فيستطيع في أي وقت شاء
تحقيق الخطر والحصول على مبلغ التامين مما ينتفي معه االحتمال فيصبح
التأمين غير جائز.
43
بل يتدخل عامل أجنبي ال دخل إلرادة طرفي العقد فيه فيتحقق بواسطته وقوع
الخطر .كحصول السرقة بواسطة السارق او تلف المزروعات بواسطة
العوامل الطبيعية أو اندالع حريق نتيجة تماس كهربائي عادي.
ماذا عن االخطاء التي برتكبها المؤمن له والغير هل يجوز التأمين عليها؟
اذن خطأ المؤمن له غير العمدي هو وحده الذي يجوز التأمين عليه دون الخطأ
العمدي .كذلك يجوز التامين عن خطأ الغير كيفما كان عمديا او غير عمدي.
-1 التامين عن الخطأ غير العمدي للمؤمن له
إن التامين عن الخطأ غير العمدي للمؤمن له جائز مهما كانت درجته عكس
الخطأ العمدي الذي ال يجوز التأمين عليه بحسب المادة 17من مدونة
التأمينات "غير أن المؤمن ال يتحمل رغم اتفاق مخالف الخسائر واالضرار
الناتجة عن خطأ متعمد او تدليسي للمؤمن له"
ويجوز التأمين ضد أخطاء المؤمن له غير العمدية لأن الكثير من الحوادث يكون
سببها االهمال وعدم التبصر( حوادث السير والسرقة والحرائق
44
والمسؤولية المدنية للمهنيين)....
جواز التأمين ضد الخطأ غير العمدي للمؤمن له سواء كان خطأ يسيرا او
جسيما ألن عنصر االحتمال هنا يضل قائما.
-2 التأمين عن الخطأ العمدي للمؤمن له
ال يجوز التامين عن الخطأ العمدي للمؤمن له كقاعدة عامة ألن فيه تدبير
لوقوع الخطر وبالتالي نزع لصفة االحتمال .فلو أن شخصا أمن على حياته ثم
انتحر فإنه ال يستحق مبلغ التأمين ألنه تعمد تحقيق الخطر ولم يعد هناك أي
احتمال لوقوع الخطر.
المادة " 17غير ان المؤمن ال يتحمل رغم أي اتفاق مخالف الخسائر واألضرار
الناتجة عن خطأ متعمد أو تدليسي للمؤمن له" .ومثال ذلك في التأمين على
الحريق الذي يتعمد فيه المؤمن له إحداث الحريق في المنزل فإن عقد التأمين
ينتهي لكون الخطر المؤمن منه قد تحقق بإرادة المؤمن له واختياره.
45
استثناء يتجلى في حالة وجود مبررات معقولة للخطأ العمدي كأن يكون هذا
الخطأ لحماية المؤمن له نفسه لتالفي وقوع خطأ أكبر.
في التأمين على الحريق الذي يجوز للمؤمن له إتالف بعض المنقوالت لمنع
امتداد الحريق إلى أماكن و منقوالت أخرى ومنع اتساعه.
المادة 53من م.ت.م "تعتبر بمثابة أضرار مادية ومباشرة األضرار المادية
الالحقة باألشياء المشمولة في التأمين الناجمة عن اإلغاثة وإجراءات اإلنقاذ".
كهدم حائط لنقل المياه إلخماد الحريق.
-3 التأمين عن الخطأ العمدي للغير
يجوز للمؤمن له التأمين عن األخطاء العمدية للغير .إذ أن هذا الخطأ العمدي
الصادر من الغير هو خطأ أجنبي عنه ولم يتسبب به المؤمن له إنما هو من
قبيل الحادث الفجائي أو القوة القاهرة بالنسبة إليه .المادة "18يضمن المؤمن
الخسائر واألضرار التي يتسبب فيها أشخاص يكون المؤمن له مسؤوال عنهم
مدنيا ...كيفما كانت طبيعة جسامة أخطاء هؤالء األشخاص".
46
والغير قد يكون أجنبيا :كالسارق الذي ال تربطه أية رابطة بالمؤمن له.
وقد يكون قريبا من المؤمن له وقد يكون مسؤوال عنه ،كمسؤولية المتبوع عن
عمل تابعه كأن يؤمن المشغل عن األخطاء العمدية لعماله أثناء قيامهم بعملهم،
ومسؤولية األب عن أبنائه القاصرين فيجوز التأمين عن األخطاء العمدية
لألبناء ،وأحكام المادة 18إلزامية وال يجوز االتفاق على ما يخالفها.
الشرط الثالث :أن يكون الخطر المؤمن منه مشروعا
يجب أن يكون الخطر المؤمن منه مشروعا أي غير مخالف للنظام العام واآلداب.
ففي التأمين على األشخاص يعتبر مخالفا للنظام العام واآلداب تعمد المؤمن له
االعتداء على حياة غيره من أجل الحصول على مبلغ التعويض .فهناك سوء
نية واضح يخل باآلداب العامة والنظام العام الذي يمنع االعتداء على حياة
األشخاص.
كما ال يجوز التأمين على الغرامات والعقوبات النقدية لمخالفتها مبدأ شخصية
العقوبة .وال يجوز التأمين ضد األخطار الناشئة عن نقل المخدرات،
47
فيكون باطال هذا التأمين لمخالفته النظام العام ،كذلك التأمين ضد األخطار
الناشئة عن أعمال التهريب ،فهي تخالف النظام العام ألن التهريب يضر
باالقتصاد الوطني.
المطلب الثاني:تحديد الخطر
يعتبر الخطر من أهم عناصر عقد التأمين ،لذا يجب تحديده تحديدا دقيقا.
فالمؤمن له قد يؤمن من خطر معين وحيد كخطر السرقة ،أو خطر الحريق ،وقد
يؤمن على أخطار متعددة أو على جميع األخطار التي قد تنشأ عن حادث
معين ،كالتأمين عن المسؤولية المدنية عن حوادث السيارة وتأمين مختلف
أخطار السيارة وتأمين مختلف أخطار المنزل.
يكون الخطر محددا في سببه .وهنا يكون سبب الخطر مطلقا أو محددا .وسبب
الخطر المطلق كأن يؤمن من الحريق الذي يكون سببه المطبخ فقط ،دون
أخطار الحريق األخرى كالحريق بسبب تماس كهربائي.
يتحدد الخطر بحسب طبيعته إما أن يكون عاما وشامال لعدة أخطار
48
كالتأمين من المسؤولية المدنية عن حوادث السيارات أو أن يكون خاصا على
خطر واحد كالسرقة.
اختالف تحديد الخطر عن استثناء اخطار من الضمان
المبحث الثاني :قسط التأمين
القسط هو المقابل المالي الذي يحصل عليه المؤمن من المؤمن له مقابل تحمله
تبعة الخطر منه وتغطيته.
المادة األولى من م ت م "مبلغ مستحق على مكتتب عقد التأمين مقابل ضمانات
يمنحها المؤمن” وهو التزام أساسي على عاتق المؤمن له ويجب أداؤه في
الوقت المحدد وقد يكون في دفعة واحدة أو على شكل أقساط دورية شهرية
نصف سنوية أو سنوية.
أوال :عناصر القسط
يتكون القسط من عنصرين أساسين هما القسط الصافي وعالوات القسط
49
فالقسط الصافي يتكون من المبلغ المالي المجرد الذي يقابل الخطر .وقد يكون
هذا القسط الصافي محددا من طرف شركة التأمين وقد يكون محددا من الدولة
خاصة في التأمينات اإلجبارية.
أما عالوات القسط فهي مجموع التكاليف التي يجب أن تضاف إلى القسط الصافي
وينتج عن هذه اإلضافة القسط النهائي أو القسط التجاري الذي على المؤمن له
أداؤه ويلتزم بدفعه للمؤمن له.
ويمكن أن تضاف التكاليف التالية إلى القسط الصافي:
-نفقات ابرام عقود التأمين كعمولة الوسطاء
-نفقات تحمل االحتياط ،كمصاريف التنبر
-نفقات اإلدارة العامة المستخدمين والضرائب
ثانيا :تناسب القسط مع الخطر
تقوم هذه القاعدة على أساس كون قسط التأمين متناسب مع الخطر المؤمن
منه ،فكل تغيير في الخطر يتبعه تغيير في القسط وينتج عن ذلك عدة آثار.
50
سقوط التزام المؤمن له بأداء القسط إذا كان الخطر منعدما غير موجود أو
التأمين على أساس خطر معين لكن قد تكون هناك ظروف مستجدة تغير من
تقدير الخطر إما زيادة او نقصانا .لذلك يجب ان يتناسب القسط مع احتمال
الزيادة أو النقصان في الخطر ،وهو ما نصت عليه المادة 25من م ت م
المبحث الثالث :مبلغ التأمين او التعويض
ستقوم بداية بتعريف مبلغ التأمين (أوال) ثم أنواعه (ثانيا) ثم تحديده (ثالثا).
إذا كان القسط محل التزام المؤمن له فى مواجهة المؤمن .فإن مبلغ التأمين هو
محل التزام المؤمن الذى يجب عليه أداءه للمستفيد عند تحقق الخطر الذى
تحمل تبعته بموجب عقد التأمين .وتقابل االلتزامات فى هذا العقد تبرز
خاصيته بأنه عقد ملزم للجانبين .فمثالً في تأمين الحياة في تامين الحريق
51
مبلغ التأمين أو التعويض هو المبلغ الذي يلتزم المؤمن بدفعه للمؤمن له أو
المستفيد عند تحقق الخطر المؤمن منه أو عند حلول االجل المتفق عليه.
المادة 1من م ت م بانه "مبلغ يدفعه المؤمن طبقا لمقتضيات العقد كتعويض
عن الضرر الالحق بالمؤمن له او بالضحية“
ثانيا :أنواع مبلغ التأمين او التعويض
فقد يتخذ شكل تعويض نقدي يدفع للمؤمن له ،وقد يكون عبارة عن تعويض عيني
وقد يكون أخيرا عبارة عن خدمات يؤديها المؤمن للمؤمن له.
-1التعويض المالي :يعتبر التعويض المالي الصورة الغالبة لتنفيذ المؤمن
اللتزامه بدفع مبلغ التأمين ويتمثل في دفع مبلغ من النقود إما مبلغا كامال او
بصفة دورية مقسم على اقساط .وقد يكون محددا مسبقا كما في تأمين الحياة
لحالة البقاء وقد يكون مبلغا غير معروف يقدر بعد تحقق الخطر ويكون
متناسبا مع األضرار.
52
-2التعويض العيني :قد يكون تعويض المؤمن له عينيا بدال من التعويض
المالي ،كإصالح السيارة عند وقوع الحادث بدال من تعويض المؤمن له ماليا
أو إصالح الجزء الذي احترق من المعمل عوض أداء التعويض نقدا.
والغاية من التعويض العيني هي القضاء على كل محاولة من المؤمن له تهدف
المغاالت في تقدير األضرار الناتجة عن تحقق الخطر المؤمن منه كما أن
اإلصالح سيقلل من النفقات الزائدة ألنه تم بإشراف المؤمن ورقابته.
-3 الخدمات الشخصية :وقد يلتزم المؤمن احيانا بالقيام ببعض الخدمات
واألعمال الشخصية نيابة عن المؤمن له ولصالحه إضافة للتعويض النقدي
كالتدخل في الدعوى والدفاع عنه كما هو الشأن في مجال التأمين من
المسؤولية.
ثالثا :تحديد مبلغ التأمين
يختلف تحديد مبلغ التأمين بحسب ما إذا كنا امام تأمين األشخاص أو تأمين
األضرار
53
-1مبلغ التأمين في تأمين األشخاص :ال يتحدد مبلغ التامين إال باتفاق الطرفين
فال سقف لهذا المبلغ .والمبلغ المحدد المتفق عليه هو الذي يلتزم المؤمن بأدائه
سواء أكان مساويا للضرر الذي اصاب المؤمن له أو أقل منه أو أكثر .وانتفاء
الصفة التعويضية للتأمين على األشخاص هو الذي يجعل مبلغ التأمين غير
متعلق بالضرر وغير متناسب معه.
-2التعويض في تأمين األضرار :إن التعويض في هذا النوع من التأمين مقيد
ومحدد بالضرر الذي يلحق المؤمن له عند تحقق الخطر المؤمن منه .إذن
فالتعويض يتحدد بالضرر أوال ثم قيمة الشيء المؤمن عليه ثانيا ثم المبلغ
المؤمن به ثالثا.
تحديد التعويض بالضرر :يلتزم المؤمن بدفع التعويض للمؤمن له عند تحقق
الخطر وحدوث الضرر .وإذا تحقق الخطر ولم ينشأ عنه ضرر فال يستحق
المؤمن له أي تعويض ألن تأمين األضرر هو تأمين ذو صفة تعويضية ال
يجوز فيه أي يثري المؤمن له على حساب المؤمن .قاعدة تناسب التعويض مع
الضرر الحاصل
54
ب) تحديد التعويض بمبلغ معين :إن المبلغ الذي يلتزم المؤمن بأدائه في عقد
التأمين للمؤمن له يجب أال يزيد المبلغ المتفق عليه في عقد التأمين .فإذا كان
الضرر الفعلي أقل من المبلغ المؤمن به فإن المؤمن له ال يعوض إال بمقدار ما
أصابه من الضرر.وإذا كانت قيمة الضرر الفعلي أكبر من المبلغ المتفق فإن
المؤمن له ال يستحق إال هذا المبلغ.
ج) تحديد التعويض بقيمة الشيء :يتحدد أداء المؤمن في تأمين األضرار بقيمة
الشيء في حالة التأمين على االشياء .فإذا حددت وثيقة التأمين مبلغ التعويض،
وكان األمر يتعلق بشيء فإن قيمة هذا الشيء تمثل الحد األقصى ألداء
المؤمن ،ألن الضرر ال يمكن أن يتجاوز هذه القيمة.
ويتحدد المبلغ الذي يلتزم المؤمن بدفعه بقيمة الشيء الحقيقية ولو كان المبلغ
المتفق عليه يفوق هذه القيمة وهو ما يطلق عليه تأمين المغاالة.
لكن قد يكون المبلغ المتفق عليه أقل من قيمة الشيء أو ما يسمى بتأمين البخس.
فما هو التعويض هنا؟ لذلك نميز بين هالك كلي للشيء أو جزئي.
55
ففي حالة الهالك الكلي للشيء المؤمن عليه فإن المؤمن له ال يستطيع مطالبة
المؤمن إال بقدر مبلغ التأمين المتفق عليه ،وعليه يتحمل المؤمن له تبعة هالك
الشيء فيما جاوز مبلغ التأمين.
قيمة الشيء 10000المبلغ المتفق عليه 8000التعويض=
حالة الهالك الجزئي فإن التعويض الذي يلتزم المؤمن بأدائه يتحدد وفقا لقاعدة
النسبية ،ويقصد بهذه القاعدة أن المؤمن ال يلتزم بتعويض الضرر الحاصل
تعويضا كليا بل يلتزم فقط بدفع مبلغ يعادل النسبة بين مبلغ التأمين والقيمة
الكلية للشيء.
فمثال لو كانت قيمة المنزل ( 40000د) وكان مبلغ التأمين المتفق عليه
( 30000د) وقدرت االضرار عند تحقق خطر الحريق بمبلغ (20000د).
فهل يتقاضى المؤمن له ما يغطى الضرر ( 20000د) ؟ ،أم يتقاضى نسبة
تتعادل مع قيمة الشئ ومبلغ التأمين ؟.
56
التعويض الذى يدفعه المؤمن للمؤمن له =
مقدار الضرر × مبلغ التأمين ÷ قيمة المنزل
15000 = 40000 ÷ 30000 × 20000 د.
اشارة مقاوالت التأمين للقاعدة دون أي شرح .امكانية االتفاق على مخالفتها.
المبحث الرابع :المصلحة التأمينية
يقصد بالمصلحة في التأمين ،الفائدة التي تعود على المؤمن له من عدم تحقق
الخطر المؤمن منه .او المصلحة من ابرام عقد التأمين.
واشتراط المصلحة في التامين أمر تمليه اعتبارات النظام العام ،ألنه لو لم يكن
للمؤمن له مصلحة في عدم تحقق الخطر المؤمن منه النقلب التأمين إلى عملية
من عمليات المقامرة .وجوب توافرها في عقد التأمين من األضرار وكذلك في
عقد التأمين على األشخاص.
المطلب األول :المصلحة في التأمين من األضرار
57
فالمصلحة في تامين األضرار مصلحة اقتصادية ،ذات قيمة مالية قيمة الشيء.
ويجب توافر المصلحة وقت انعقاد عقد التأمين وتخلفها في هذا الوقت يجعل
التأمين باطال.
كما يشترط بقاء هذه المصلحة طوال مدة سريان عقد التأمين حتى تحقق الخطر
المؤمن منه .كما إذا أمن المكتري على محل الكراء ثم فسخ عقد الكراء ألي
سبب من األسباب انقضى التأمين لزوال المصلحة المؤمن عليها .إذن فشرط
المصلحة هو شرط ابتداء يجب توافره عند ابرام العقد كما أنه شرط استمرار
يلزم توافره طوال مدة العقد.
يثور التساؤل حول المصلحة من تأمين الكسب الفائت أي الكسب الذي كان
المؤمن له يأمل في الحصول عليه ولم يتحصل عليه بسبب تحقق الخطر
المؤمن منه ،وهناك إجماع على جواز هذا التأمين لتوافر المصلحة االقتصادية
والمشروعية والجدية ،وذلك على أن تتوافر الشروط التالية:
-1أن يتفق على تأمين الكسب صراحة ألنه عادة ال يعوض إال الضرر بقدره،
58
وإذا لم يكن هناك اتفاق اقتصر التعويض على الضرر الذي وقع بالفعل.
-2أن يكون الكسب الفائت محققا ونهائيا ،ومثال ذلك التأمين على المزروعات من
خطر الصقيع ،فإذا وقع الصقيع فإنه يقتضي أن يكون التعويض مقدرا على
أساس المزروعات الناضجة .لذلك فيشترط أيضا بيان العقد لكيفية تفدير هذا
الكسب بطريقة دقيقة.
المطلب الثاني :المصلحة في التأمين على األشخاص
يذهب بعض الفقه أن المصلحة ال تشترط في التأمين على األشخاص ،ذلك أن
المصلحة عادة تكون اقتصادية ومالية وهو الشيء الذي ال نجده في التأمين
على األشخاص الذي يكون موضوعه التأمين على الوفاة ،المرض ،العجز،
فال وجود للمصلحة االقتصادية هنا.
إال أن الرأي الغالب في الفقه هو استلزام المصلحة وعدم اشتراطها قد يؤدي
بالمؤمن له أو المستفيد إلى العمل على وقوع الخطر المؤمن منه.
59
وتكون العالقة بين الشخص و الشيء والمؤمن له عالقة مالية .فالعالقة
األدبية ال تنشئ مصلحة تأمينية .فعالقة الصديق بصديقه هي عالقة أدبية ،فال
تكون له مصلحة تأمينية في حياة صديقه ،لذلك فهو ال يستطيع أن يؤمن على
حياة صديقه لمصلحته حتى و لو وافق المؤمن عليه على ذلك.و لكن يجوز
للشخص أن يؤمن على حياته و يعين صديقه مستفيدا من التأمين إذ أن
المستفيد ليس طرفا في العقد ,و ال يشترط أن تكون له مصلحة تأمينية فيه.
من جهة أخرى فإن الدائن يملك مصلحة تأمينية في حياة المدين الن عالقته
عقد التأمين كسائر العقود الرضائية األخرى له أركان قانونية تعتبر الزمة
ينعقد عقد التأمين صحيحا بحصول التراضي بين طرفيه المؤمن والمؤمن له،
60
توافق اإليجاب والقبول لدى هذين الطرفين يصبح العقد قائما صحيحا.
المادة 11من م ت م .أوجب المشرع تحرير العقد كتابة وبحروف بارزة كما
يشترط وجوب إثبات كل إضافة أو تغيير في عقد التأمين األصلي بواسطة
ملحق مكتوب موقع من األطراف.
المبحث الثاني :األهلية
أهلية المؤمن يكون إما شركة تأمين أو تعاضدية تأمين لذلك ال أهمية للحديث هنا
عن األهلية ألن مقاولة التأمين تخضع لقانون شركات المساهمة باإلضافة إلى
مدونة التأمينات.
اهلية المؤمن له فيجوز للبالغ الراشد إبرام عقد التأمين مطلقا،
كما يجوز للقاصر المحجور عليه المأذون له أن يبرم عقد التأمين .أما إذا كان
غير مأذون له فال يجوز له إبرام عقد التأمين وإال كان العقد قابال لإلبطال
لمصلحة القاصر بناء على طلبه أو طلب وليه ما لم يقم الولي بإجازته أو
يجيزه القاصر نفسه بعد حصوله على اإلذن أو بعد بلوغه سن الرشد.
61
وتسري النظرية العامة لاللتزامات في عيوب اإلدارة على تكوين عقد التأمين
وعليه فإن إرادة المتعاقدين يجب أن تكون خالية من عيوب الرضى ،ويكون
عقد التأمين قابال لإلبطال لمصلحة من شاب إرادته عيب ،وبالرغم من عدم
كفاية نظريات عيوب الرضى لتحقيق إرادة حرة وسليمة للمؤمن له باعتبار
عقد التأمين من عقود اإلذعان كما رأينا سابقا فإنه بالرغم من ذلك تظل هذه
النظرية وغيرها من النظريات التقليدية وسيلة هامة لتحقيق سالمة إرادة
المؤمن له من جميع العيوب حتى يتعاقد عن بينة واختيار.
جزاء اخر بطالن عقد التأمين إذا عمد المؤمن له عن سوء نية إخفاء الحقيقة التي
يجب أن يطلع عليها المؤمن ،أو يعطي بيانا كاذبا ولو كان الخطر الذي كتمه
المؤمن له ال تأثير له على الحادث مادام أن الغلط الذي وقع فيه المؤمن كان
بسبب الغش الذي كان هو الدافع للتعاقد.
الفصل الرابع :أطراف عقد التأمين
طرفين رئيسيين وهما المؤمن والمؤمن له .و سنبينهما في المبحثين التاليين ،على
أن نبين في مبحث ثالث وسطاء التأمين.
62
المبحث األول :المؤمن له
نصت المادة األولى من م ت م أن المؤمن له يمكن أن يكون شخصا طبيعيا كما
يمكن أن يكون شخصا معنويا.
ويغلب على عقد التأمين أن يبرمه الشخص الطبيعي باعتباره المتعاقد الذي يؤمن
من األخطار المحدقة باألشياء التي يملكها او يؤمن على حياته أو األخطار
التي تلحق بسالمة جسمه.
والمؤمن له في تأمين األضرار يجمع بين صفات ثالث فهو الطرف المتعاقد مع
المؤمن :طالب للتأمين .وثانيا المؤمن له ولمصلحته .وهو ثالثا المستفيد.
في تأمين االشخاص تفترق هذه الصفات شخص يؤمن على حياته لمصلحة
دائنه.
المبحث الثاني :المؤمن
شركة مساهمة تعاضدية للتأمين أو مقاولة التأمين التكافلي.
63
*المؤمن شركة مساهمة :تخضع لقانون شركات المساهمة ق 95-17وم ت
المادة 171وما يليها.
اعتماد لمقاولة التأمين :عبارة عن رخصة تمنحها سلطة الوصاية على قطاع
التأمين تمكن مقاولة التأمين من مباشرة النشاط بناء على طلب وبعد استيفاء
الشكليات القانونية .يتضمن الطلب نشاط التأمين في إحدى مجاالت التأمين
كالتأمين من األضرار أو التأمين على األشخاص كلها او جزء منها فقط.
الرأسمال المتطلب هو 50مليون درهم .ويمكن للهيئة الزام مقاولة التأمين بالرفع
من الرأسمال اعتبارا للعمليات التأمينية التي تريد مزاولتها .ويجب أن تلتزم
المقاولة بتحرير الرأسمال بكامله نقدا وتكون األسهم اسمية(.م )171
ويجب أن يذكر في جميع وثائق التأمين التي تتعامل بها شركة التأمين ،اسم
الشركة ومقرها االجتماعي وعنوانها ورأسمالها وعبارة ”مقاولة خاضعة
لقانون ( “99.17م.)163
ال يمنح االعتماد إال لمقاوالت التأمين التي قدمت طلبا في الموضوع والخاضعة
للقانون المغربي والموجود مقرها االجتماعي بالمغرب. 64
المادة 165للهيئة رفض منح االعتماد ألسباب متعددة متعلقة باألشخاص
كالنزاهة والكفاءة أو أسباب تقنية متعلقة بالشركة كالرأسمال و المساهمين.
يمكن ان تحدد الهيئة مبلغا للكفالة يوقف االعتماد على ايداعه.
المؤمن تعاضدية التأمين :تخضع لمدونة ت ولظهير التعاون المتبادل فالتعاضدية
ال تسعى لتحقيق الربح بقدر ما تسعى إلى تحقيق التعاون بين أعضائها
المنخرطين وهو ما أكدته م .173عبارة عن شركات تعاضدية للتامين.
وتوزع بين أعضائها فائض المداخيل بعد تكوين االحتياطات والمخصصات
وتسديد االقتراضات وال يمكن أن تكون االشتراكات بها متغيرة.
يجب ان يكون عدد المنخرطين يفوق 10000شخص مع نفس الرأسمال
التأسيسي .تتولى جمعية تأسيسية تعيين اول مجلس ادارة او رقابة.
المبحث الثالث :وسطاء التأمين.
مفهوم الوساطة في مجال التأمين :تعريف وسيط التأمين (الفقرة األولى) .ثم أقسام
وسطاء التأمين وكيل التأمين وسمسار التأمين(الفقرة الثانية) .ثم معايير
التمييز بين وسطاء التأمين (الفقرة الثالثة).
65
الفقرة األولى :تعريف وسيط التأمين
كل من يتوسط بأية صورة في عقود أو في عمليات تأمين أو إعادة تأمين لحساب
شركة تأمين أو إعادة تأمين وذلك مقابل مرتب أو مكافأة أو عمولة.
هو شخص أو هيئة متخصصة يستعين بها المؤمن من أجل االتصال باألفراد أو
الشركات في محاولة إلقناعهم بإبرام عقود تأمين لحماية مصالحهم.
-الوسيط يقوم بالتوسط إلبرام عقد تأمين أو إعادة تأمين.
-الوساطة قد تكون لحساب شركة التأمين وقد تكون لطالب التأمين
-شخص أو هيئة متخصصة شركة سمسرة
الفقرة الثانية :أقسام وسطاء التأمين
قسم المشرع المغربي وسطاء التأمين إلى وكالء للتأمين وإلى شركة سمسرة
التأمين .م 291من م ت م.
عدم االكتفاء باالستناد على العرض المباشر نظرا لصعوبة عرض التأمين
إلشراك أشخاص ذاتية ومعنوية في تطوير المقاولة الصغيرة والمتوسطة.
66
وكيل التأمين هو الشخص المخول له من طرف مقاولة التأمين وإعادة التأمين
ليكون وكيال عنها ليعرض على العموم العمليات التأمينية.
فوكيل التأمين شخص ذاتي او معنوي يمارس عمله كوكيل عن شركة للتأمين أو
أكثر مقابل أجر .شركة مساهمة او مسؤولية محدودة.
فجوهر عمل الوكيل هو تمثيل المؤمن لمباشرة تصرف قانوني وهو إبرام وثيقة
التأمين .وال يكون الهدف من عمل الوكيل تحقيق عمل مادي ،إنما إحداث
تصرف قانوني يتمثل في العقد.
تتنافى مهمة الوكيل مع مهمة مسؤول في مقاولة التأمين .يتم اعتماده من الهيئة.
ويحدد اتفاق تعيين الوكيل نطاق وطبيعة العمليات التي يقوم بها .
سمسار التأمين تاجر يمارس أعمال الوساطة والسمسرة وفقا ألحكام القانون
التجاري م 405م التجارة .
القيام بعمل مادي هدفه التقريب بين طرفي عقد التأمين من أجل تحرير مشروع
لوثيقة التأمين ،ثم بعد الموافقة عليها يتم تقديم العقد النهائي للتوقيع عليها.
67
وأعمال السمسرة تعتبر أعماال تجارية وفي مجال التأمين ال يكون اال الشخص
المعنوي سمسارا للتأمين.
الفقرة الثالثة :التمييز بين وكيل التأمين وسمسار التأمين
اختالف مهامهم ،فوكيل التأمين يعد وكيال عن مقاولة التأمين يقوم بالتصرفات
القانونية باسم هذا الموكل وانطالقا من العقد المبرم بينه وبين مقاولة التأمين.
أما سمسار التأمين فمهمته األساسية هي عمل مادي يتمثل في التقريب بين طرفي
عقد التأمين.وللتمييز بين وكيل التأمين وسمسار التأمين ظهرت معايير متعددة:
أوال معيار الوكالة :ويستند هذا المعيار إلى وجود عقد الوكالة .وجد عقد وكالة
في العالقة مع مقاولة التأمين نكون أمام وكيل التأمين .أما إذا لم نجد عقد
وكالة فنكون أمام سمسار التأمين.
سمسار التأمين قد يتوفر على عقد وكالة من طرف مقاولة التأمين استثناءا إذا
رخصت له بالقيام بعمليات عرض وتقديم عقود التأمين وتحصيل أقساطها.
68
ثانيا معيار االستمرارية :تتصف مهمة وكيل التأمين باالستمرارية .فالوكيل
مهمته مستمرة من التعاقد الى التنفيذ ثم انتهاء العقد ،بينما وساطة السمسار
فتكون عارضة ،وتنقضي مهمة السمسار عند التعاقد.
يساهم وكيل التأمين في إعداد العقد وعرضه على المؤمن له .ويقوم بتنفيذ عقد
التأمين باسمه ولحساب المؤمن من خالل جمع األقساط ومراقبة التصريح
بالحادث وحتى منح مبلغ الضمان .فالمهمة مستمرة عكس السمسار ،لكن
السمسار ايضا قد تكون مهمته مستمرة لجميع مراحل العقد.
التمييز المقترح:
مهمة الوكيل في وساطته تشمل مراحل إعداد العقد وإبرامه وتنفيذه ،ترتبط
المهمة بعالقته بالمؤمن وتنجز باسمه ،ويحتاج الوكيل أحيانا إلى موافقة
المؤمن على تصرفاته لتصبح نافذة .والعقد المبرم بينه وبين المؤمن اجباري
ويمكن ان يكون الوكيل شخصا ذاتيا او معنويا.
اما سمسار التأمين ،فعالقته بالمؤمن تكون متنوعة .أحيانا يرتبط بعقد مع
69المؤمن ،ورغم ذلك فهو ال يتولى إعداد العقد وال يتدخل فيه وال يراقبه
وقد ال يرتبط بعقد مع المؤمن ومع ذلك يقوم بدور فعال في إبرام العقد وتنفيذه.
وقد ينوب عن المؤمن له في اختيار ما يناسبه من العقود لما فيه مصلحته ،فيصبح
نائبا عنه وممثال له عند التعاقد .فمهمة السمسار تكون مزدوجة ومختلفة
األهداف بحسب العمل الذي يقوم به.
الباب الثاني :آثار عقد التأمين
آثار عقد التأمين تتمثل في التزامات الطرفين ،باإلضافة إلى دراسة إنهاء عقد
التأمين.
الفصل األول :التزامات المؤمن له
المادة 20من م ت م تشير إلى االلتزامات المؤمن له :يلزم المؤمن له
-أن يؤدي قسط التأمين او االشتراك في المواعد المتفق عليها
-أن يصرح بالضبط عند إبرام العقد بكل الظروف المعروفة لديه والتي من شأنها
أن تمكن المؤمن من تقدير األخطار التي يتحملها.
70
-أن يوجه إلى المؤمن في اآلجال المحددة في العقد التصريحات التي قد تكون
ضرورية للمؤمن من أجل تحديد مبلغ قسط التأمين إذا كان القسط متغيرا.
-أن يصرح للمؤمن بالظروف المنصوص عليها في بوليصة التأمين التي ينتج
عنها تفاقم الخطر.
-أن يشعر المؤمن بكل حادث من شأنه أن يؤدي إلى إثارة ضمان المؤمن وذلك
بمجرد علمه به وعلى أبعد تقدير داخل الخمسة أيام الموالية لوقوعه”...
الفرع األول :االلتزام بأداء القسط
الفرع الثاني :االلتزام باإلعالم
الفرع األول :االلتزام بدفع قسط التأمين
في هذا الفرع يقسم :مفهومه ثم أطرافه و اخيرا محله .
-1 معنى االلتزام بدفع القسط
قسط التأمين هو المقابل المالي الذي يلتزم المؤمن له بدفعه للمؤمن من أجل
تغطية الخطر المؤمن منه .وقد عرفته المادة األولى من مدونة التأمينات بأنه:
71
مبلغ مستحق على مكتتب عقد التأمين مقابل ضمانات يمنحها المؤمن”
أما اشتراك التأمين فقد عرفته نفس المادة من نفس المدونة بأنه" :مبلغ يوازي
القسط ،مستحق على المؤمن له مقابل عقد تأمين مكتتب لدى شركات تعاضدية
للتأمين" .يخضع لقاعدة تناسب القسط مع الخطر.
وااللتزام بدفع قسط التأمين يشمل جميع أنواع التأمين حتى التامين على الحياة
وإن كان المؤمن له في هذا التأمين ال يجبر على دفعه وفقا لنص المادة .86
-2الطرف المدين في االلتزام
األصل في عقد التأمين أن المؤمن له هو الملزم بدفع قسط التأمين.
في التأمين من األضرار :المدين بقسط التأمين هو طالب التأمين باعتباره هو
الطرف المتعاقد مع المؤمن .في تامين االشخاص:
وإذا تحقق الخطر المؤمن منه وتأخر المؤمن له عن دفع قسط التأمين :خصم
قيمته من مبلغ التأمين قبل دفعه للمستفيد ،أو يجوز له وقف سريان التأمين.
72
انتقال الشيء المؤمن عليه إلى شخص آخر فيصبح هذا الغير هو المدين بدفع
قسط التأمين :الغير خلف عام ،كما لو توفي المؤمن له فيصبح ورثته هم
المدينون بأقساط التامين ويحلون أو يصبح الوارث الذي آلت إليه ملكية
الشيء المؤمن عليه وحده الملزم بأدائها.
وقد يكون خلفا خاصا ،كما لو باع المؤمن له الشيء المؤمن عليه فيصبح
المشتري هو الملزم بدفع أقساط التأمين للمؤمن مكان البائع ،وهذا ما نصت
عليه المادة ...” 28في حالة تفويت الشيء المؤمن عليه يبقى المفوت ملتزما
تجاه المؤمن بأداء أقساط التأمين التي حل أجلها ،غير أنه يتحرر من التزامه
ولو بصفته ضامنا لألقساط التي يحل أجلها مستقبال ابتداء من إعالم المؤمن
بوقوع التفويت بواسطة رسالة مضمونة".
تتابع المادة " :28إذا تعدد الورثة أو الممتلكون وبقي التأمين قائما ،يلزم هؤالء
على وجه التضامن بأداء أقساط التأمين".
73
الطرف الدائن في االلتزام
إن الطرف الدائن في االلتزام هو المؤمن ،فهو الذي يقبض القسط من المؤمن له.
وقد ينيب المؤمن عنه أحد وسطائه المأذون لهم في قبض أقساط التأمين .وفي هذه
الحالة فإن ذمة المؤمن له تبرأ بما دفعه من أقساط لهذا الوسيط.
تستخلص نيابة الوسيط عن المؤمن في الحالة التي يسلم للمؤمن له توصيال
بالقسط ،فتبرأ ذمة هذا األخير بمجرد دفع تسلمه التوصيل المذكور.
محل االلتزام
إن قيمة قسط التأمين المتفق عليها بين المؤمن والمؤمن له هي التي تشكل محل
االلتزام .وقسط التأمين غالبا ما يكون ثابتا ال يتغير ،إال أن هذا ال يمنع من
الزيادة فيه أو تخفيضه كلما طرأ طارئ يستوجب هذه الزيادة أو التخفيض.
قد يرتفع إذا ما أدلى المؤمن له ببيانات جديدة أو طرأت ظروف جديدة من شأنها
الزيادة في الخطر المؤمن له.
قد يرتفع إذا ما طرأت ظروف جديدة من شأنها الزيادة في الخطر المؤمن له.
74
إذا كانت هناك ظروف متعددة من شأنها الزيادة في الخطر ثم زالت أحد هذه
الظروف زواال تاما فإن ذلك كاف للمطالبة بتخفيض قسط التأمين.
فيتشرط لتطبيق تخفيض قسط التأمين توافر الشرطين اآلتيين:
-1أن يكون تحديد مقدار قسط التأمين قد جرى تعيينه على أساس اعتبارات
مذكورة في وثيقة التأمين تتعلق باألخطار المؤمن عليها تؤدي للزيادة فيها.
-2يجب أن تزول هذه االعتبارات التي من شأنها الزيادة في الخطر أثناء سريان
العقد.ومتى توافر الشرطان المذكوران حق للمؤمن له المطالبة بتخفيض قسط
التأمين حتى يتناسب مع الخطر المؤمن منه .وإذا لم يقبل المؤمن جاز له فسخ
عقد التأمين.
الفرع الثاني :االلتزام باإلعالم ببيانات الخطر
بااللتزام باإلعالم هو العنصر المشترك بين االلتزام باإلدالء بالبيانات التعاقدية
وااللتزام بالتصريح بتفاقم الخطر وهو بذلك يشمل كال االلتزامين المنصوص
عليهما في المادة 20من م ت
75
المبحث األول :التزام المؤمن له باإلعالم أثناء تكوين العقد
بالنظر للعالقة التي تربط المحل بالمؤمن له ،فالمشرع ألزم هذا االخير باإلدالء
بالبيانات الخاصة بتقدير الخطر ،فيثور التساؤل في البداية عن كيفية اإلدالء
بالبيانات أو شكل اإلعالم (المطلب األول) ،ثم إن اإلعالم يجب أن تتوفر فيه
الشروط ويجب أن يحترمها المؤمن له والمؤمن على حد سواء (المطلب
الثاني) ،ونتناول في المطلب الثالث تنفيذ االلتزام باإلعالم وآثاره.
المطلب األول :شكل اإلعالم
وتذهب غالبية التشريعات إلى أن المؤمن ال يلتزم إال إذا توافرت لديه المعرفة
التامة بمحل العقد عنصر الخطر.
وإذا كان المؤمن يستطيع بقدراته االقتصادية أن يستعلم حول طالب للتأمين،
وقدرته على تنفيذ التزاماته .فإنه وبالنسبة لعنصر الخطر ،ال تتوافر للمؤمن
كافة المعلومات حوله بل إن المؤمن له يعتبر متفوقا في المعلومات حوله مهما
كانت غير ذي أهمية بالنسبة له ،فإنها يمكن أن تكون مهمة للمؤمن.
76
ومن ثم فقد أخذت بعض التشريعات بمبدأ اإلعالم التلقائي
،L’INFORMATION SPONTANÉEكالمشرع الفرنسي بمقتضى المادة
15م ت ف قبل تعديلها ،فطالب المؤمن له باإلدالء بجميع البيانات التي
تخص الخطر المؤمن عليه.
المشرع المغربي ألزم المؤمن له بأن يصرح بالضبط عند إبرام العقد بكل
الظروف المعروفة لديه التي تمكن المؤمن من تقدير األخطار .م20
كل ذلك قد يؤدي إلى إرهاق المؤمن له وتحميله التزاما مشددا باإلعالم ،فالمؤمن
له ال تكون له غالبا إال فكرة عامة حول ما يلزم التصريح به .فالمزارع الذي
يود التأمين على مزرعته كيف يمكن أن يخطر بباله أن يصرح بوجود سكة
حديدية تمر بالقرب منها؟ وكيف يمكن لصاحب منزل يود التأمين على بيته
أن يتكهن بأهمية تصريحه بالحفر الذي قامت به البلدية قبل سنة؟
والمشرع الفرنسي تدخل بتعديل المادة السابقة وأخذ بنظام اإلعالم المثار
،L’INFORMATION PROVOQUÉحيث يعد المؤمن مطبوعا يحتوي
مجموعة من األسئلة التي يطرحها على المتعاقد ،فينتظر استجوابه من طرف
المؤمن فيكتفي هنا اإلجابة على األسئلة المطروحة.77
وتقديم البيانات عن طريق اإلجابة يوفر حماية أكيدة للمؤمن له من وجهتين:
فاألولى تكمن في أن مهمة المؤمن له تتحدد لهذه الطريقة ،فما عليه إال أن يجيب
على األسئلة الموجهة إليه باألمانة والدقة ،حيث يحس أنه قام بالتزامه كامال
بعد اإلجابة عليها.
أما الثانية فتتمثل في أنه يسهل بطريق اإلجابة على األسئلة المحددة إثبات غش
المؤمن له إذا تعمد الكتمان أو تعمد تقديم بيانات كاذبة ،كما إذا أجاب إجابات
ناقصة أو غامضة مبهمة ،ألن ذلك يعد قرينة على الغش.
ومقاوالت التأمين المغربية تأخذ بهذا المطبوع عمليا ،إذ يحتوي على األسئلة التي
تراها مناسبة لتقدير الخطر ،مع إلزام المؤمن له بتقديم بيانات أخرى تزيد من
توضيح صورته لدى المؤمن .أي أن هناك مزاوجة بين نظام اإلعالم التلقائي
واإلعالم المثار .لكن يظل حبيس البند األخير من المطبوع الذي يطالبه ببيانات
إضافية لم تكن محل تساؤل .فيكون هذا البند وسيلة يتشبث بها المؤمن من أجل
التملص من التزاماته.
78
المطلب الثاني :شروط اإلعالم
يلتزم المؤمن له بإعالم المؤمن بجميع الظروف التي يعرفها لذلك فاإلعالم يجب
أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط ،فالبيانات المقدمة من طرف المؤمن له
يجب أن تكون مؤثرة في الخطر (الفقرة األولى) ثم يجب أن تكون معلومة من
المؤمن له (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :يجب أن تكون البيانات مؤثرة في الخطر
إن البيانات التي يلزم المؤمن له اإلدالء بها في تلك التي تتعلق بالخطر ،والتي
شأنها التأثير في جسامته وتحديد أوصافه .وتنقسم البيانات التي تمكن المؤمن
من تقدير الخطر إلى نوعين:
أوال :البيانات الموضوعية:
وهي التي تتعلق بموضوع الخطر المؤمن منه ،و تتناول الصفات الجوهرية
للخطر وما يحيط به من ظروف ومالبسات .ويتوقف على هذه البيانات
الموضوعية تقدير .والصفات الجوهرية للخطر تختلف بحسب نوع التأمين.
79
ففي التأمين على األشياء يجب على المؤمن له أن يصرح بنوع ومكونات
الشيء وخصائصه وموقعه وقيمته والغرض المخصص الستعماله.
وفي التأمين على خطر الحريق ألزم المشرع المغرب المؤمن له بالتصريح
بجميع الظروف المعروفة لديه منها :صفة المؤمن له( مالك لألشياء أو منتفع).
وأماكن الممتلكات ما إذا كانت بجوار خطر أعظم ،كمخازن تحتوي على مواد
ملتهبة أو مخابز والمسافة التي تفصلها عنها نوع البناء من الخشب أو من
اإلسمنت وكيفية اإلنارة...
التأمين على الحياة فيدخل في هذه البيانات سن المؤمن على حياته وحالته
الصحية في الماضي و الحاضر ،وما أصيب به من أمراض مزمنة أو عادية..
ثانيا :البيانات الشخصية:
وهي تلك البيانات التي تتناول شخص المؤمن له،وتطمئن المؤمن على الشخص
المتعاقد معه ومدى جديته في تنفيذ التزاماته .وهذه البيانات تؤثر على موقف
المؤمن من العملية التأمينية بصفة عامة.
80
الفقرة الثانية :يجب أن تكون البيانات معلومة من المؤمن له
يتميز هذا الشرط بكونه شرطا مزدوجا ،ألنه يتطلب من المؤمن له أن يصرح
بالبيانات التي يعرفها ويعلمها وأن تكون هذه البيانات مجهولة من المؤمن.
فمن جهة أولى يجب أن تكون البيانات التي يتعين على المؤمن له التصريح بها
معرفة لديه ،أما تلك التي يجهلها فال يسأل على عدم ذكرها .وهو ما يستنتج من
المادة 20من م.ت.م التي تلزم المؤمن له أن يبين بدقة حين االتفاق جميع
الظروف التي يعرفها ومن شانها أن تجعل المؤمن مطلعا إطالعا جيدا على
نوع األخطار المتعهد بها.
ويذهب بعض الفقه المغربي أن المؤمن له يلتزم بتقديم البيانات التي يعلمها
وحتى تلك التي كان في استطاعته العلم لها لو بذل العناية الالزمة ،عناية
الرجل العادي .لكن يجب أن يستند في ذلك إلى معيار شخصي يقوم على العلم
الفعلي بظروف الخطر وليس بالعلم المفترض ،ألنه لو اكتفى بالعلم المفترض
لما ظهر الفرق بين الجزاءات في القواعد العامة وبين الجزاءات الخاصة بعقد
التأمين والتي يشترط فيها شروط ال تطلبها هذه القواعد (.سوء النية)... 81
ومن جهة اخرى يجب أن تكون البيانات مجهولة من المؤمن ،ويجب عدم إلزام
الشخص بإعالم غيره بما يعلم بالفعل.
فإذا كان الغرض من إلزام المؤمن له بإعالم المؤمن هو إعالمه بها ليستطيع على
قبول أو رفض مبدأ التأمين ،فإنه ال مجال إللزام المؤمن له بهذا اإلعالم إذا
كان المؤمن يعلم هذه الظروف اصال.
ويثور التساؤل حول اعلام وسيط التأمين ،وما إذا كان يقوم مقام اعلام المؤمن؟
إثبات المؤمن له بقيامه بإعالم الوسيط يقوم دليال على علم المؤمن بالظروف
والبيانات المتعلقة بالخطر .لكن األمر يختلف بحسب سلطة الوسيط ،فإذا كان
الوسيط وكيال مفوضا مؤهال للتوقيع باسم المؤمن فاالعالم يعتبر صحيحا.
أما إذا كان الوسيط سمسارا فإن علمه بتلك الظروف ال يمنع من تحقق إخالل
المؤمن له ألن السمسار مهمته ضيقة وال تتعدى التوسط في إبرام العقد،
وبالتالي ال يقوم علمه بالبيانات بمثابة اعالم للمؤمن.
82
المبحث الثاني :التزام المؤمن له باإلعالم أثناء سريان العقد
ولدراسة هذا االلتزام يلزم في البداية تحديد مفهومه (المطلب األول) .ثم الشروط
التي يتطلبها المشرع لهذا االلتزام (المطلب الثاني)
المطلب األول :مفهوم االلتزام باإلعالم بتفاقم الخطر
لم يشر المشرع المغربي لمفهوم تفاقم الخطر ،بل عبر عنه بالظروف المنصوص
عليها بعقد التأمين التي ينتج عنها تفاقم الخطر.
تفاقم أو اشتداد الخطر هو جميع الظروف كيفما كانت شخصية أو موضوعية
والتي تنشأ بعد إبرام العقد ومن شأنها أن تؤدي إلى الزيادة في احتمال وقوع
الخطر أو الزيادة في جسامته و شدته.
ومن ثم فإن تفاقم الخطر يتميز عن مجموعة من األوضاع المشابهة.
تمييز تفاقم الخطر عن زيادة الخطر :زيادة الخطر تعني الزيادة في قيمة الشيء
المؤمن عليه نفسه ،مع بقاء نسبة احتمال الخطر على حالها من دون زيادة،
والذي يتحمل هذه الزيادة هو المؤمن له ،إذا كان المبلغ المؤمن بها أقل من
83
قيمة الشيء وقت وقوع الخطر .ويعتبر بمثابة زيادة في الخطر وقيمته استبدال
مفروشات قديمة بأخرى جديدة في منزل مؤمن ضد الحريق.
تمييز تفاقم الخطر عن استبعاد الخطر :استبعاد الخطر هو اتفاق المؤمن
والمؤمن له على استبعاد بعض األخطار من نطاق الضمان .وقد تكون هذه
األخطار المستبعدة سببا في تفاقم الخطر المؤمن عليه مما يجعلها تختلط به،
لكن األخطار المستبعدة أقصيت من الضمان مسبقا ،وال يشملها عقد التأمين
بداية كأخطار الحرب أو أخطار الثورات أو الكوارث الطبيعية.
المبحث الثالث التزام المؤمن له باإلعالم بعد وقوع الخطر
يلتزم المؤمن له بإعالم المؤمن بتحقق الخطر المؤمن منه ،وبهذا االلتزام يستفيد
كال طرفي عقد التأمين ،فالمؤمن له سيتحصل على مبلغ الضمان .اما المؤمن
فيقوم باالجراءات القانونية والمالية لتحديد موقفه ليتأكد من حجم التزاماته في
مواجهة المؤمن له والمستفيدين.
84
أجل االعالم م ت تلزم المؤمن له بأن يشعر المؤمن بكل حادث من شأنه أن
يؤدي إلى إثارة ضمان المؤمن وذلك بمجرد علمه وعلى ابعد تقدير خالل 5
ايام الموالية لوقوعه.
ويرى بعض الفقه أن االجل يبدأ من يوم علم المؤمن له باحتمال تحقق الخطر
المؤمن منه على اثر حدوث مقدمات الخطر وهو ما يطلق عليه الحادث
الكامن كالتأمين على مصنع من االضرار التي تنجم عن اضراب العمال فاذا
علم المؤمن له بقرار العمال باإلضراب فذلك يكفي لتحقق الحادث الكامن،
ويسري ميعاد االعالم من وقت عمله بالقرار.
لكن ال يجب إلزام المؤمن له باالعالم إال بعد تحقق الخطر فعال ،لما لهذا االلتزام
باإلعالم بالحادث الكامن من إرهاق للمؤمن له في تحميله اإلعالم باحتمال
وقوع الخطر المؤمن منه وهو امر غير مستساغ.
أجل عام ويتثمل في خمسة أيام على أبعد تقدير.واألجل الخاص فهي آجال قصيرة
نظرا لطبيعة األخطار المؤمن منها ،ومثالها الذي حدد فيه المشرع أجل 48
ساعة موت الماشية م 57
85
شكل االعالم :لم يشترط المشرع المغربي شكال معينا إلعالم المؤمن بتحقق
الخطر .أطراف العقد أحرار في اختيار الشكل الذي يتم به االعالم بوقوع
الحادث فيمكن أن يكون بخطاب عادي مرسل إلى المؤمن ،كما يمكن أن يتم
في مكالمة هاتفية ،أو برقية السلكية...
وإن كان من األفضل على المؤمن له إعالم المؤمن بوقوع الكارثة برسالة
مضمونة مع االشعار بالتوصل حتى يسهل عليه بعد ذلك إثبات تنفيذ التزامه
باالعالم ،ألن هذا االثبات يقع على عاتقه.
الفصل الثاني :التزامات المؤمن
من أبرز التزامات المؤمن االلتزام باالعالم (الفرع االول) ثم االلتزام بدفع
التعويض (الفرع الثاني)
الفرع األول :االلتزام قبل التعاقد باإلعالم في عقد التأمين.
يعتبر االلتزام قبل التعاقد باإلعالم في عقد التأمين من االلتزامات الحديثة التي
اهتم المشرع المغربي بها في م ت
86
وهو التزام قانوني عام سابق على التعاقد يلتزم فيه المدين (المؤمن الوسيط)
بإعالم الدائن (المؤمن له) في ظروف معينة ،إعالما صحيحا وصادقا بكافة
المعلومات الجوهرية المتصلة بالعقد المراد إبرامه ،والتي يعجز الدائن عن
اإلحاطة بها بوسائله الخاصة ليبني عليها رضاءه بالعقد.
الوثائق الممهدة للتعاقد
بيانا للمعلومات notice d’informationيبين فيه على الخصوص الضمانات
واالستثناءات المتعلقة بها وسعر هذه الضمانات والتزامات المؤمن له.
ونسخة من مشروع عقد التأمين éxomplaire de projet de contrat d
. assurance
المشرع الفرنسي اضاف بطاقة المعلومات fiche d’information
استعمل عبارة " يسلم " فقط ولم يرتب أي أثر على عدم تنفيذ المؤمن هذه المادة
87
الفرع الثاني التزام المؤمن بالتعويض
مقابل للتأمين أو المبلغ المتفق عليه عند تحقق الخطر المؤمن منه أو عند حلول
االجل المحدد في العقد.
فإذا كان التزام المؤمن له بأداء مبلغ القسط يبتدأ عادة عند تكوين العقد وبداية
تنفيذه فإن التزام المؤمن بأداء التعويض أو مبلغ التأمين مرتبط بتحقق الخطر
أو حلول األجل المتفق عليه المبلغ لذلك يمكن اعتبار التزام المؤمن التزاما
معلقا على تحقق الخطر أو حلول األجل.
88