Professional Documents
Culture Documents
مقدمة:
يعتبر عقد الشغل الضمانة الوحيدة الستمرارية الحياة البشرية على األرض،
لكونه يمثل رد الفعل الطبيعي لتلبية حاجيات اإلنسان ،األمر الذي جعل منه حجر
األساس للنشاط البشري على مر التاريخ.
ونظرا لكونه يشمل طبقة مهمة داخل المجتمع فقد حظي باهتمام كبير من قبل
التشريعات التي عملت على تنظيم العالقة بين طرفيه والتي تتكون من األجير والمؤاجر.
ومن المبادئ األساسية في القانون االجتماعي ،أحقية كل من طرفي العقد في
إنهائه باإلرادة المنفردة ،وهذا المبدأ يبدو بوضوح في مجال عالقة الشغل التي تتسم
بالطابع الشخصي وترتبط بحق أساسي وهي الحقوق الشخصية ،والمتمثل في العمل،
ومن تم يحق لكل من المشغل واألجير وضع حد لعالقته مع اآلخر.
ويعتبر اإلنهاء من ضمن المقتضيات القانونية الواردة في مدونة الشغل ،كدليل
على تراضي في إيجاد نظام لإلنهاء متسم بالتعقيد نظرا لكونه يشمل العديد من
المستجدا ت ،الشيء الذي طرح على عاتق القضاء مسؤولية ليست بالهينة والتي تتجلى
في التزامه الحذر أثناء إصداره للقرارات المبدئية.
ولهذا فعندما نقول بأن إنهاء عقد الشغل باإلرادة المنفردة مازال في بداياته في
سياق مدونة الشغل ،وما أتت به من مستجدات في مجال اإلنهاء بصفة عامة ،من مسطرة
االستماع ،وتعويضات ،وتكييف لمختلف أنواع العقود في مجال الشغل ،وما يترتب عنها
من آثار .والقضاء لما له من سلطة في تكييف القوانين ملزم بتفسير القاعدة القانونية
الجديدة ،التي جاء بها المشرع في ظل مدونة الشغل ،وفي حالة عدم وجود قاعدة
متضمنة للنزاع المعروض عليه في ظل المقتضيات القانونية ،فإنه سيضطر إلى االجتهاد
فيما يتعلق به ،وهذا ناتج عن كون القانون المعتمد كما سبقت اإلشارة قانون جديد.
3
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
أوال :أهمية الموضوع.
يحتل موضوع إنهاء عقد الشغل أهمية كبرى ،كما يشكل أحد المواضيع
المحورية التي تدور حولها مناقشات أغلب الملفات التي تعرض على المحاكم في مجال
نزاعات الشغل.
فإنهاء عقد الشغل ،غالبا ما يؤدي بطرفيه إلى النظر في اإلنهاء نظرة متناقضة،
فكل منهما يرى من زاويته الخاصة األساس الواجب اعتماده قصد جعل المسؤولية على
عاتق الطرف اآلخر ،فاألجير مع مبدأ استقرار وضمان العمل ،والمشغل صاحب
المقاولة والساهر على مصلحتها والحكم الوحيد لتوجيهها ،مع إبقاء الحرية لفصل كل
أجير أضر بمصالح المقاولة من منطلق تأويله ،ويأتي هذا التناقض في الفهم أو التفسير
ليؤدي إلى إنهاء عقد الشغل ،وليصل باألطراف إلى المحكمة قصد النظر في مشروعية
اإلنهاء أو عدم مشروعيته.
فإطالق الحرية في إنهاء عقد العمل للمؤاجر من شأنه أن يهدد العامل في مورد
رزقه لذلك تدخل المشرع في إطار مدونة الشغل لحماية وضعية العامل والحفاظ على
استقرار الشغل وكذلك حماية وضعية المؤاجر .فهدف كل طرف من وراء الوصول إلى
حكم المحكمة بكون الطرد تعسفيا أو مشروعا ،هو حصول األجير من جهة على
مجموعة من الحقوق لتغطية الضرر الالحق به من جراء التعسف الذي مورس عليه،
وفي المقابل وكما قد يحرص على ذلك المشغل هو حرمان األجير من هذه الحقوق لسبب
يرجع لهذا األخير نفسه ،قد يكون في شكل جزاء عن ارتكابه لخطأ جسيم ،أو ألن األجير
اختار فسخ عقد الشغل بإرادته المنفردة من خالل مغادرته التلقائية.
والمغرب على غرار باقي الدول يشهد تأثيرا كبيرا بالتحوالت التي يشهدها
العالم اليوم وواقعا مرا ،من حيث العاطلين الناتج عن قلة مناصب الشغل وكثرة
التسريحات الفردية والجماعية الشيء الذي يطرح السؤال إلزاما هو أي حماية قانونية قد
حققها التشريع االجتماعي لألجير؟ للحفاظ على منصبه ومصدر عيشه وحمايته من
التشرد والبطالة مما يترتب عن ذلك آثارا اجتماعية غير مرغوب فيها على الفرد وعلى
4
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
المجتمع على حد سواء ،وإجماال فإن لموضوع إنهاء عقد الشغل أهمية اقتصادية
واجتماعية وقانونية.
ولم يقتصر هذا االتجاه على رغبة المشرع في ذلك فقط ،بل التصقت هذه
الرغبة باالتفاقيات الجماعية كذلك ،باإلضافة إلى االجتهادات القضائية التي سارت
بدورها مع قاعدة تفسير القانون لصالح الطرف الضعيف ،فأصبحت قاعدة حماية األجير
من الفصل قاعدة أصيلة في قانون الشغل .علما أن هذه القواعد لم تكف بالحماية العامة
ل ألجراء بل تعدتها إلى إيجاد ضمانات استثنائية لبعض أصناف األجراء وذلك للحيلولة
دون وقوع الفصل فأقرت بعض المقتضيات اإللزامية عند فصل األجراء بصفة جماعية
وفي هذا ما يدل على محاولة التضييق من بادرة الفصل باعتباره أخطر قرار يتخذ في
حق األجير ،يعرضه إلى البطالة وبالتالي من الحرمان من األجر.
ثانيا :إشكالية الموضوع.
يثير موضوع إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي والذي
يشكل موضوع بحثنا عدة مشاكل وذلك فيما يتعلق بالطرق واألشكال التي يتخذها هذا
اإلنهاء إذ تتغير وقائعه وأسبابه من نزاع إلى آخر ،لدرجة أنه يصعب إيجاد ضابط
يحكمها ،إلى جانب ذلك هناك مشكل إثبات مشروعية أو عدم مشروعية اإلنهاء المتخذ
من قبل األجير أو من قبل المؤاجر ،ومن يقع عليه عبء اإلثبات هل على المؤاجر أم
على األ جير؟ من هنا تبرز مكانة القانون كقانون ينظم عالقات الشغل وأيضا الحلول التي
يقدمها رجال القضاء حول القضاء التي تتخبط فيها محاكم الموضوع ،ويوميا وعلى
مختلف درجاتها.
وموضوع بحثنا المشار إليه أعاله يعد من أبرز المخاطر التي تهدد طرفي العقد
وتمس باستقرار العمل وما ينتج عن ذلك من آثار سلبية تمس األجير والمشغل وخاصة
في ظل أزمة التشغيل ،فقد يمنى المشغل بخسارة إثر استقالة أحد األطر الكبرى كأن
يكون مثال هذا اإلطار هو المدير العام للشركة ،أما بالنسبة لألجير فإنه يفقده لمنصب
شغله فإنه يفقد معه وسيلة عيشه ،الشيء الذي يعرضه للبطالة لفترة قد تطول وقد تقصر.
5
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
لذلك فإن موضوع إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي يعد التعديل التشريعي
يكتسي أهمية من الناحية القانونية خاصة وذلك على المستوى االجتماعي واالقتصادي،
وهذا ما يحتم علينا طرح مجموعة من التساؤالت:
هل مدونة الشغل جعلت حماية حقيقية إلنهاء عقد الشغل؟
هل جعلت حماية الستقرار الشغل؟
هل هناك تراجع عن حماية األجير وتراجع للطابع الحمائي لألجير؟
ثم ما هو دور القضاء في هذه الحماية؟
وهل مدونة الشغل بتقنينها للتعويضات الناتجة عن الفصل تدخل في
الحماية المرتقبة من الطبقة الشغيلة؟ أم أعطت صالحية للمؤاجر في فصل األجير أم
هناك تقييد في حرية الفصل وما ينتج عنه من تعويض وهل لمفتشي الشغل دور فعال في
هذه الحماية؟
هل هناك اجتهادات قضائية فيما يتعلق بإنهاء عقد الشغل خاصة بعد
صدور قانون رقم 59/99؟
ثالثا :خطة البحث.
إذا كان األصل العام أن عقد الشغل سواء أكان محدد المدة أو غير محدد المدة،
ينتهي بطرق جد مختلفة ،فيبقى أن إنهاء عقد الشغل باإلرادة المنفردة للمشغل والذي
يطرح من حيث الواقع العملي مشاكل كثيرة ومتنوعة أمام القضاء بالخصوص ،تحتاج
إلى الدراسة والتحليل.
فاألغلبية الساحقة من الدعاوى االجتماعية ترفع من األجير ضد المشغل .ونسبة
جد هامة من هذه الدعاوى تتصل باإلنهاء ،أي الفصل ،وخاصة التعويض عن التعسف
فيه.
على أننا سوف لن نهمل إرادة األجير كدور فاعل في اإلنهاء ،وبالخصوص
عندما يطرح هذا اإلنهاء بدوره مشاكل قانونية تشغل بال المحاكم ،ومن ذلك ما يتعلق،
بت قديم االستقالة من طرف األجير أو بادعاء المشغل مغادرة هذا األخير للمقاولة ،أو
6
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
بإبرام عقد صلح بينه وبين مشغله بشأن بعض النزاعات المترتبة عن إنهاء عالقة
الشغل ،وخاصة ما يتصل باإلثبات.
وسنقسم هذه الدراسة إلى فصلين ،نخصص األول إلنهاء عقد الشغل والعمل
القضائي ،ونخصص الثاني آلثار إنهاء عقد الشغل على ضوء االجتهاد القضائي.
7
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الفصل األول :إنهاء عقد الشغل والعمل القضائي:
قد تحدث أسباب تؤدي إلى انتهاء عقد الشغل ونظريا يمكن أن تأتي مبادرة
االنتهاء من طرف المؤاجر أو من طرف األجير إال أنها في الغالب تأتي من طرف
المؤاجر لذلك كان من جملة المطالب التي كافح من أجلها األجراء وضع قيد على إمكانية
إنهاء المؤاجر للعقد ولذات السبب نرى أن التشريع بشأن هذه المسألة يتجه في الغالب
نحو هذه الغاية للحيلولة دون بقاء األجير عاطال إذ أنه أسهل على رب العمل أن يجد
أجيرا جديدا منه على األجير أن يجد عمال جديدا ،وإذا كان عقد الشغل من العقود الزمنية
أو المتتابعة ف إنه يحرم إبرام عقد شغل لمدى الحياة أو ما يماثلها والقواعد العامة في
القانون المدني تمنع االلتزامات الدائمة أو االرتباط األبدي بالمقاولة وبناء على ذلك يمكن
لألجير التابع إنهاء العالقة الشغلية في أية لحظة ونفس الشيء بالنسبة للمشغل يمكنه مع
بعض القيود التخلص من األجير(.)1
وإذا كان عقد الشغل المحدد المدة ينتهي سريانه بإنتهاء مدته فإن عقد الشغل غير
المحدد المدة يمكن إنهاؤه بمبادرة من أحد الطرفين المتعاقدين .فاألجير يتخذ وسيلة لهذا
اإلنهاء تتمثل في االستقالة لضرورات شخصية ،في حين يلجأ المشغل لفصل األجير
لضرورات التسيير ويضاف إلى هاذين اإلجراءين طرق أخرى تؤدي إلى إنهاء عقد
الشغل تتخذ شكال بسيطا كتغيير ساعات العمل أو شكال معقدا كالمرض الطويل الناتج
عنه اإلعاقة لتولي المنصب أو بلوغ األجير السن القصوى لالشتغال وإحالته على التقاعد
إال أنه من ناحية أخرى قد يلجأ المؤاجر لفصل األجير إما بناء على سلوكه أو ارتكابه
لخطأ جسيم أو ألسباب اقتصادية فيكون الفصل مشروعا كما قد يكون الفصل تعسفيا.
وإذا كان تأمين االستقرار التام في الشغل مستحيال فإن المشرع مع ذلك قد اتخذ
مجموعة من التدابير لحماية الطبقة العاملة إذ نظم شروط إنهاء عقد الشغل من طرف
المؤاجر وهو اإلعفاء وآثار هذا اإلعفاء ال سيما متى كان تعسفيا وذلك بمنحه لألجير
-1موسى عبود" :دروس في القانون اإلجتماعي " ،الطبعة الثانية ،المركز الثقافي العربي ،بيروت 1994ص 187
8
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
بعض التعويضات( )1وعليه سيتم التطرق في هذا الفصل للفصل التعسفي وطبيعته
القانونية والواقعية مع إبراز موقف القضاء في المبحث األول على أن يخصص المبحث
الثاني ألسباب الفصل من خالل العمل القضائي(.)2
المبحث األول :الفصل التعسفي وطبيعته القانونية والواقعية:
يعتبر الفصل من أخطر العقوبات التي يتعرض لها األجير ألن هذه العقوبة تهدد
استقرار الشغل بالنسب ة لألجير وتتجلى خطورتها في كونها تحرم األجير من أداء عمله
وبالتالي استيفاء أجره.
ولتحديد مفهوم الطرد يتم بالنظر إليه من زاويتين مختلفتين لكونه يحمل في
طياته مدلولين مختلفين فالمدلول األول مدلوال واقعيا حيث يعتبر الطرد واقعة مادية
تحيط بها ظروف ومالبسات لها بعدين زماني ومكاني والمدلول الثاني يتجلى في اعتباره
مدلوال قانونيا لكونه يعتبر تصرفا قانونيا.
وانطالقا من هذا التصور وذلك من خالل وصف الطرد كواقعة مادية أو ما
عبرنا عنه بالطبيعة الواقعية للطرد ووضع هذه الواقعة في إطارها القانوني أو ما تم
التعبير عنه بالطبيعة القانونية وعليه سيتم دراسة الطبيعة القانونية للفصل التعسفي في
المطلب األول على أن يتم االنتقال لدراسة الطبيعة لواقعية في المطلب الثاني.
-1شنضيض المصطفى" :عقد الشغل الفردي في ضوء مدونة الشغل الجديدة القانون رقم 65-99والنصوص التنظيمية الصادرة بشأنه"،
الطبعة األولى ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء 2004ص .120
- -2فريدة المحمودي " :اشكاليات ممارسة الحق في الشغل على ضوء قانون الشغل المغربي" أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص،
السنة الجامعية 2001-2000ص.198
-3محمد سعد جرندي" :الطرد التعسفي لألجير في ظل مدونة الشغل والقضاء المغربي" الطبعة الثانية ،مطبعة األمنية ،الرباط ، 2007ص
96و .109
9
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
أيضا نظرا لكونه ذا طابع انفرادي فهو يصبح نافذ المفعول مباشرة وبأثر فوري
وال يتطلب موافقة األجير عليه ،حيث يشكل تاريخ توقيعه نقطة النهاية في العالقة التي
تربط بينه وبين مشغله ولكي يكون هذا التصرف الصادر عن المشغل صحيحا يجب أن
يكون خاليا من عيوب الرضى خاصة الضغط واإلكراه وهذا التصرف الصادر عن
المشغل ين هي العالقة بينه وبين األجير وبالتالي فهو يضع حد لكل االلتزامات المتقابلة
وإذا استمر األجير بعد إنهاء العالقة الشغلية بالقيام بأي عمل فإنه ال يرتب أية مسؤولية
على عاتق المشغل ألن هذا األخير قد قام بإنهاء هذه العالقة وبالتالي إعالن عن عدم
رغبته في استمرار العمل الذي يمارسه األجير(.)1
إذن فما هو مفهوم الفصل التعسفي ونظرية التعسف في استعمال الحق وموقف
القضاء؟ (.الفقرة األولى ) .وما هي أهم وسائل الفصل التعسفي وحاالته وموقف
القضاء؟ ( .الفقرة الثانية ).
الفقرة األولى :مف هوم الفصل التعسفي ونظرية التعسف في استعمال
الحق وموقف القضاء:
يجب أن يستعمل حق الفصل استعماال مشروعا وإال تحمل المتسبب فيه
مسؤولية النتائج المترتبة عن الفعل الضار ،والمشرع عند تتميمه للفصل 754من قانون
االلتزامات والعقود بظهير 26شتنبر 1938بإدخاله مبدأ التعسف في الفسخ فإنه لم
يعطي لمدلول التعسف معنى جديد بل حافظ على نفس المعنى المطبق في النظرية العامة
للتعسف في استعمال الحق ولكن بعد صدور نصوص الحقة بعضها يحدد أمثلة عن
الخطأ الجسيم واألخطاء التي تعتبر من قبيل األخطاء الخفيفة جعل الفصل تعسفيا حتى
ولو لم تكن هناك نية لإلضرار بالطرف اآلخر وقد تجاوز الفقه والقضاء المفهوم المدني
المعطى للتعسف في استعمال الحق المشار إليه في المادة 34من قانون االلتزامات
والعقود وذلك بإلزام المتخذ لبادرة الفصل بالتعويض عن الفصل(.)2
10
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الشيء الذي أدى إلى القول بأن الحق نفسه قابال للتعسف ونظرا لكون األجير
هو الطرف الضعيف في العالقة الشغلية وأن الضرر الذي يلحقه في حالة فصله أكثر
بكثير من الضرر الذي يلحق المقاولة عند استقالته وألن أغلبية العقود تنهى من طرف
المشغل فقد تم استبعاد المفهوم المدني المعطى للتعسف في حين أنه وسع من مفهومه
الشغلي ليصح الفصل تعسفيا حتى ولو لم يكن لدى المشغل قصد اإلضرار باألجير
وبالتالي فإن التوسع في مفهوم التعسف يبقى محصورا في نطاق اإلنهاء من طرف
المشغل والمعبر عنه بالفصل في حين أن األجير له الحرية في إنهاء العقد دون قيد فقط
إلزامه باحترام أجل اإلخطار وبالمقابل تقييد حرية المشغل في وضع حد للعالقة الشغلية
دون مبرر مشروع.
إذن ف ما هو مفهوم الفصل التعسفي ونظرية التعسف في استعمال الحق وموقف
القضاء في كال المفهومين؟.
11
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
القرارات الصادرة في مجال الشغل وعلى الكتب الفقهية التي عالجت هذا الموضوع
نجدها تستعمل عبارة فسخ عقد الشغل في أغلب األحيان وتستعمل الفصل أو اإلعفاء أو
الطرد في أحيان أخرى وكلمة طرد هي التعبير األكثر شيوعا في أوساط األجراء وتعبير
عن انقضاء العالقة الشغلية بين الطرفين ويظهر ذلك بوضوح على المستوى العملي
والمتمثل في مقاالت األجراء والمذكرات الجوابية والتعقيبية وكذا األحكام الصادرة في
مجال الفصل إال أن مدونة الشغل الجديدة والصادرة في 11شتنبر 2003والتي دخلت
حيز التنفيذ في 2004 /06 /08قد حسمت في كل هذه التسميات واستعملت الفصل بدال
من اإلعفاء والمتمثل في فصل األجير من عمله من طرف المشغل سواء كان فصال
فرديا أو جماعيا وسواء كان قانونيا أو تعسفيا(.)1
12
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
االجتماعي وقد نص الفصل 94من قانون االلتزامات والعقود أنه ال محل للمسؤولية
المدنية إذا فعل الشخص بغير قصد اإلضرار ما كان له الحق في فعله(.)1
غير أنه إذا كان من شأن مباشرة هذا الحق أن تؤدي إلى إلحاق ضرر فادح
بالغير وكان من الممكن تجنب هذا الضرر أو إزالته من غير أذى جسيم لصاحب الحق
ف إن المسؤولية المدنية تقوم إذا لم يجب الشخص ما كان يلزم منعه أو إليقافه.ويتجسد
موقف القضاء من نظرية التعسف في استعمال الحق بأنه إذا كانت فكرة التعسف في
استعمال الحق تستلزم من الناحية المدنية الصرفة توفر شرطين طبقا للفصل 94من
قانون االلتزامات والعقود وهما:
أن يتسبب صاحب الحق في الحياة ضرر فادح بالغير ثم الشرط الثاني هو
إمكانية إزالة الضرر دون المساس بمصلحة صاحب الحق ،فإنها في اإلطار االجتماعي
تتحقق ف ي حالتين أن يستند رب العمل على مبرر حقيقي وجدي ،وهو ما سارت عليه
قرارات المجلس األعلى وبصفة متواترة ومنها قرار عدد )2(2005/135موضوعه أن
األجيرة ارتكبت خطأ جسيما تمثل في عدم أخذ االحتياطات لحفظ المعلومات التي مسحت
من ذاكرة الحاسوب األمر الذي سب ضررا بالغا للطالبة فاعتبرت ذلك المشغلة خطأ
جسيما يستوجب الطرد وبالتالي فهي ال تستحق أي تعويض.
ثم صدر الحكم االبتدائي الذي قضى لها بتعويضات ،وأيد استئنافيا وطعن
بالنقض من طرف المشغلة فعاب الطاعن على القرار المطعون فيه ،خرق القانون
والنقص في التعليل المنزل منزلة االنعدام وعدم ارتكازه على أساس وتحريف الوثائق
وتحريف تصريحات األطراف باعتبار أن المحكمة ورغم أن الطالب أدلى بتقرير خبرة
يثبت الخطأ الجسيم المتمثل في عدم حفظ معلومات الحاسوب كما أنه دفع بأن هذا الخطأ
ال يمكن صدوره من متخصصة في استعمال الحاسوب ،إال أنها لم ترتب الجزاء على
ذلك على أساس انعدام الخطأ البشري كما أن الحكم االبتدائي حرف تصريح الطاعن
بخصوص حفظ معلومات الحاسوب في سجل خاص واستنتج عن خطأ انعدام الضرر.
13
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
لكن حيث إن الخبرة المنجزة من طرف المشغلة وإن أكدت أن الحاسوب تعرض
لبعض األعمال التي أدت إلى ضياع المعلومات منه فإنها لم تثبت أنه كان بفعل األجيرة،
مما يجعل الخطأ المنسوب إليها غير ثابت وتستحق معه التعويض عن فسخ عقد الشغل
بصفة تعسفية وهو ما انتهى إليه القرار ويبقى التعليل المنتقد المتعلق بكون المشغل
يحتفظ بالمعلومات في سجل خاص والضرر منتفيا على فرض إفساد الحاسوب بفعل
بشري يعتبر تعليال زائدا يستقيم القرار بدونه مما كان معه معلال والوسيلة على غير
أساس.
ومن هذا القرار يمكن القول أن المؤاجرة قد أقدمت على طرد األجيرة لسبب قد
قدرته المحكمة واعتبرت أنه خطأ غير جدي لكون الخطأ لم يثبت أن المتسبب فيه هو
األجيرة وأنه في حالة ارتكابهما للخطأ فإنه لم يتسبب في ضرر للمؤاجرة لكونها
محتفظة بتلك المعلومات في سجل خاص لديها وبالتالي فليس هناك سبب جدي للفصل.
الفقرة الثانية :أهم وسائل الفصل التعسفي وحاالته وموقف القضاء.
اإلعفاء متى كان غير مشروع وصف بكونه تعسفيا ومن هنا جاءت عبارة
"اإلعفاء التعسفي" أو الطرد التعسفي أو الفسخ التعسفي" وقد سبقت اإلشارة إلى مصدر
ه ذا الوصف وهو إدخال مبدأ التعسف في استعمال الحق في عالقات الشغل انطالقا من
كون الفصل 754من قانون االلتزامات والعقود يعترف للمؤاجر بالحق في فسخ عقد
الشغل غير محدد المدة(.)1
وإقرار المشرع للمشغل بالحق في فصل األجير فعليه استعمال هذا الحق في
حدود المشروعية وإال اعتبر هذا الفصل فصال تعسفيا ،وبذلك عمل المشرع إلى فرض
قيود على هذا الفصل للحد من اآلثار المترتبة على استعماله والتي هي عدم التعسف في
استعمال هذا الحق وإنهاء العقد باإلرادة المنفردة هو سلطة قررها المشرع ألي من
طرفي العقد غير محدد المدة إلنهاء هذا العقد دون توقف على موافقة أو قبول الطرف
األخر لذلك فلو سمح بأن يعطي اإلنهاء باإلرادة المنفردة مفعوله القانوني ألدى إلى
14
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
اإلضرار بالطرف اآلخر وهو ما دفع المشرع أن يجعل قيودا وشكليات لحماية المتضرر
من هذا الفسخ وهنا يتعين طرح السؤال.
ما هي أهم وسائل الفصل التعسفي وموقف القضاء؟.
وما هي حاالت الفصل التعسفي وموقف القضاء؟.
15
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ب صفة شفاهية أو بواسطة أحد عماله كأن يكلف الحارس بأخبار األجير أنه مفصوال عن
العمل فهذا النوع غير جائز بمدونة الشغل وفي القانون السابق كذلك في الفصل السادس
من قرار )1(1948 /10 /23وهذا ما سار عليه المجلس األعلى في عدة قرارات نذكر
منها قرار عدد )2(2006 /938قائال " لكن حيث إن الثابت من وثائق الملف أن طرد
األجير من العمل كان بتاريخ 2004 /12/05وبالتالي فإنه طبقا للمادة 62من مدونة
الشغل التي دخلت إلى حيز التنفيذ وابتدأ العمل بها منذ 2004 /06/08فإنه يجب قبل
فصل األجير أن تتاح له فرصة الدفاع عن نفسه باالستماع إليه من طرف المشغل أو من
ينوب عنه بحضور مندوب األجراء أو الممثل القانوني الذي يختاره وذلك داخل أجل ال
يتعدى ثمانية أيام ابتداءا من التاريخ الذي ثبت فيه ارتكاب الفعل المنسوب إليه ويحرر
محضر في الموضوع من قبل إدارة المقاولة يوقعه الطرفان وتسلم نسخة منه إلى
األجير"..وأنه طبقا للمادة 63من نفس المدونة فإنه يسلم مقرر الفصل إلى األجير المعني
باألمر بيدا يد مقابل وصل أو بواسطة رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل داخل أجل
ثمانين وأربعين ساعة من تاريخ اتخاذ المقرر المذكور"...
إال أنه بالرجوع إلى الوثائق المضمنة بالملف فإنه ال دليل على سلوك تلك
اإلجراءات الشكلية المنصوص عليها طبقا للمادتين أعاله وال دليل على ما يفيد توصل
األجير بمقرر للفصل طبقا لمقتضيات المادة 63من المدونة مما يجعل الطرد الذي
تعرض له األجير طردا غير مبرر.
إذن فالمجلس األعلى اعتبر عدم احترام الجانب الشكلي كافي العتبار الطرد
تعسفيا طبعا إذا تمسك األجير بعدم توصله برسالة الفصل وأيضا عدم احترام مسطرة
الفصل فالمحكمة لم تكن بحاجة لمناقشة مبرر الطرد.
16
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
منها ذلك أن المحاكم تعج بكم هائل من الملفات التي يحتل موضوع الطرد التعسفي حيزا
هاما منها ،وفضال عن تعدد هذه الملفات ،فإنها تتنوع تبعا لتنوع أسباب فسخ عقد الشغل
أو الطرد ونظرا لتعدد وتنوع هذه الحاالت فإنه من الضروري تقسيمها حسب طبيعتها
وحسب السبب الذي اعتمد كمبرر للطرد مع تحديد اإلطار الذي صنف فيه هذا الطرد،
ومن خالل السبب الناتج عنه الطرد ،يمكن التمييز ين الطرد الناتج عن سبب شكلي
والطرد الناتج عن سبب موضوعي(.)1
إذن فما هو الطرد الناتج عن سبب شكلي والطرد الناتج عن سبب موضوعي؟.
-1الطرد الناتج عن سبب شكلي يتجلى في قيام المشغل بطرد األجير لسبب
معين أو بدون مبرر إال أنه قد ال يحترم مجموعة من اإلجراءات الشكلية التي يلزمه
القانون بإتباعها فيرتب عليها القضاء أحيانا جزاءا يتمثل في اعتبار الطرد تعسفيا
ولمعالجة هذا النوع من الطرد سنقسمه إلى شكليات اإلعفاء ألسباب اقتصادية ثم شكليات
الطرد في النظام النموذجي ففي ما يتعلق بشكليات اإلعفاء ألسباب اقتصادية فإن مرسوم
14غشت 1967المتعلق باإلبقاء على نشاط المؤسسات الصناعية والتجارية وبإعفاء
مستخدميها كان يحدد مجموعة من اإلجراءات التي يتعين إتباعها قبل اإلغالق الكلي أو
الجزئي ألسباب اقتصادية من أهمها حصول المشغل على موافقة من عامل العمالة أو
اإلقليم على هذا اإلجراء وهو نفس المنحى الذي سلكته مدونة الشغل رغم توسعها في
مفهوم اإلعفاء حيث عبرت عنه " الفصل ألسباب تكنولوجية واقتصادية وهيكلية وإغالق
المقاوالت وقد اشترطت حصول المشغل على إذن كتابي من قبل عامل العمالة أو اإلقليم
وبالتالي فإن القرارات الصادرة عن المجلس األعلى رتبت على اإلغالق أو اإلعفاء
للعمال دون سلوك المسطرة اعتبار الطرد تعسفيا وقد جاء في القرار عدد /785
)2("2006لكن حيث إن الطاعنة إن كانت قد وقعت في أزمة اقتصادية فكان عليها
سلوك مقتضيات المرسوم الملكي المؤرخ في 1967 /08 /14قبل إقدامها على الفصل
والمشرع لم يعمل على نسخ المرسوم المذكور حين تقنينه الصعوبات التي تجتازها
-2قرار عدد ،2006/785ملف اجتماعي عدد ،2006/1/5/460المنشور في أهم القرارات الصادرة عن المجلس األعلى في المادة
االجتماعية ،مرجع سابق ،ص 184وما بعدها.
17
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
المقاولة ووضعه مدونة خاصة بصعوبة المقاولة وعلى هذا األساس فإن المحكمة من
خالل إطالعها على مذكرة المستنتجات بعد البحث المؤرخة في 2005 /10 /11التي
سب ق للطاعنة أن أدلت بها أنها فصلت األجير بناء على االتفاق المذكور بمحضري
االجتماع المؤرخين بالنسبة لألول 2003 11 /11والثاني بتاريخ 2003 /11 /14من
أجل فض النزاع دون احترامها للمسطرة الخاصة بالتخفيض الجزئي للعمال طبقا
للمرسوم الملكي المؤرخ 1967 /8 /14الذي حدد شكليات اإلعفاء فالقرار لما خلص
إلى هذا جاء معلال تعليال كافيا وأجاب عن جميع الدفوع مما تبقى معه الوسائل مجتمعة
غير جديرة باالعتبار.
أما بالنسبة لشكليات الطرد في النظام النموذجي والمنصوص عليها في الفصل 6
من قرار 23أكتوبر 1948وإذا كانت مدونة الشغل قد استحدثت مسطرة جديدة عبرت
عنها بـ "الفصل التأديبي" وتم التنصيص عليها في المواد 61إلى 65فإنه ما دام تنفيذ
هذه المسطرة يفترض عدم امتناع أحد الطرفين من المساهمة فيها كما تشير إلى ذلك
الفقرة األخيرة من المادة 62مما يعني أنها على ما يظهر غير إلزامية فإن النقاش سيبقى
دائرا حول مدى التقيد بالمسطرة أم ال وما يترتب على ذلك من جزاء إن كان هناك جزاء
بالفعل(.)1
وبالتالي ألغي العمل بمقتضيات الفصل السادس من النظام النموذجي.
-2الطرد الناتج عن سبب موضوعي :يتجلى في الخطأ المرتكب من طرف
األجير الذي ال يرقى إلى درجة الخطأ الجسيم المبرر للطرد أو إذا كان الطرد ناتجا عن
امتناع األجير من تعديل بنود العقد أو إذا كان مرتبطا بتغيير المركز القانوني للمشغل أو
بتقديم األجير الستقالته.
وبخصوص مدونة الشغل الجديدة فقد تطرقت لحاالت التعسف في المادة 36
ونصت أنه :ال يعد من بين المبررات المقبولة التخاذ العقوبة التأديبية أو الفصل
المبررات التالية(:)2
-1االنتماء النقابي أو ممارسة مهمة الممثل النقابي.
18
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
-2المساهمة في أنشطة نقابية خارج أوقات العمل أو أثناء األوقات برضى
المشغل أو عمال بمقتضيات اتفاقية الشغل الجماعية أو النظام الداخلي.
-3طلب الترشيح لممارسة مهمة مندوب األجراء أو ممارسة هذه المهمة أو
ممارستها سابق.
-4تقديم شكوى ضد المشغل أو المشاركة في دعاوي ضده في نطاق تطبيق
مقتضيات هذا القانون.
-5العرق أو اللون أو الجنس أو الحالة الزوجية أو المسؤوليات العائلية أو
العقيدة أو الرأي السياسي أو األصل الوطني أو األصل االجتماعي.
-6اإلعاقة إذا لم يكن من شأنها أن تحول دون أداء األجير المعاق لشغل يناسبه
داخل المقاولة.
فبا ستقراء هذه المادة الجديدة للمدونة نجد أن التعدد الوارد بها يمكن اعتباره على
سبيل الحصر ،وإذا اعتبر كذلك فقد يغلق باب االجتهاد القضائي في تأويل هذه الحاالت
واكتشاف حاالت أخرى مشابهة والتي تتصف بطابع التعسف كما هو وارد بالمادة 39
وبالتالي يمكن اعتبارها على سبيل المثال.
والهدف من وضع هذا القانون هو حماية األجير وحماية االستقرار الشغل وذلك
بوضع العديد من اإلجراءات الشكلية والموضوعية والتزام المشغل باحترامها قبل فصل
األجير.
19
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
كما أن القواعد المنظمة للفصل تتنوع بتنوع ظروف العمل ،وطبيعة العامل،
فنجد ظروف العامل في العقد الغير المحدد المدة ،ليست هي نفسها في العقد المحدد المدة
والعمل في المناجم أو المقالع ،إذ يختلف عن العمل في الميدان الصناعي الذي يتطلب
وجود قواعد خاصة تتالءم وطبيعة كل نوع ثم أيضا أن ظروف العمل بالنسبة للرجل
العامل ليست هي ظروف العمل بالنسبة للمرأة العاملة ،وظروف الرجل البالغ ليست هي
ظروف الحدث ،لذلك نجد المشرع وضع لكل نوع من هذه األعمال قواعد خاصة بها،
والفصل ال بد من تجسيده على أرض الواقع العملي ،الذي يثير مجموعة من اإلشكاالت
التي تحتم علينا ضرورة مناقشة إلى جانب أهم وأشكال هذا الفصل ،أنوعه:
الفقرة األولى :أنواع الفصل وطرقه مع موقف القضاء.
أوال :طرق الفصل.
قد يعمل المشغل إلى فصل أجير واحد أو مجموعة من األجراء ،وذلك بطرق
وأشكال م حددة ،ومتنوعة كما أن هذا الفصل قد يكون إما مشروعا ومبررا من جانب
المشغل بسبب خطأ جسيم ارتكبه األجير أو أنه قد يكون غير مشروع.
-وتتعدد طرق الفصل فهناك إلى جانب الفصل الصريح أو المباشر ،الفصل
الضمني أو المقنع أو الغير المباشر.
أ -الفصل الصريح أو المباشر.
إن المشغل أو من كلفه بذلك يمكن له أن يشعر ألجير بشكل إيجابي فيكون ذلك
إما شفويا أو يتوسطه ي ذلك الغير أو أن يتخذ هذا اإلشعار شكال كتابيا في شكل رسالة
تحمل في مضمونها الفصل أو عن طريق البريد المضمون أو في إطار األوامر الوالئية
بناء على الطلب الذي يبث فيه رئيس المحكمة االبتدائية بكونه قد طرد األجير من العمل
( )1كما يمكن أن يتخذ هذا الفصل شكل فعل سلبي يمنح فيه المشغل أو من يكلفه بذلك،
األجير من ولوج عمله أو أن وقد يعبر بذلك صراحة وذلك باستعمال عبارة من العبارات
المعروفة التي تدل على الفصل ( ،)2أو ان يقوم المشغل بتصرف يفيد رغبته في فصل
األجير ما لم يكن هذا الفصل معلقا على شرط ،أو أن يرتكب األجير خطأ جسيم ويكون
20
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
هذا الفصل بذلك مبررا ومشروعا .وقد يتعسف المشغل في استعمال سلطته ويجعل
الفصل تعسفيا ،كأن يعتدي األجير على رب العمل أو أحد موظفي اإلدارة أثناء العمل أو
بسبه وقد يختلف الوصف الذي يعطى للطرد الصريح على أنه طرد لحدوث فعل من
طرف األجير ،يمكن تداركه وإصالحه من طرف األجير وبالتالي ال يعتبر الطرد
تعسفي كأن يطرد المشغل األجيرة بصفة صريحة ،لكونها قدمت إلى العمل وهي ترتدي
لباسا غير الئق خالل العمل وغير عادي ومخل باآلداب وفي هذه الحالة ال يمكن لألجيرة
اإلستفادة من التعويض في حالة إرجاعها من قبل المشغل إلى منزلها من أجل تغيير
مالبسها ،وبالتالي ال يعتبر الطرد تعسفيا وهذا ما ذهبت به محكمة االستئناف وأيده
المجلس األعلى في قرار .)1(2004 /115
ب الفصل الضمني أو غير المباشر أو المقنع.
إن كون الفصل المباشر ،يلجأ فيه المشغل صراحة إلى فصل األجير فإن الفصل
الغير المباشر ال يتم بناءا على إرادة صريحة وتكون في أغلب األحيان في شكل تصرف
يفهم منه ضمنيا أن المشغل اتخذ قرار بفصل األجير كأن يعمد المشغل على تخفيض
ساعات عمل األجير من تسع ساعات في اليوم إلى أربع أو خمس ساعات موازاة مع
ذلك تخفيض األجرة ،مع اإلشارة إلى أن أجرة الساعة الواحدة ال يمكن أن تتجاوز الحد
األدنى كما هو منصوص عليه في القانون وأن تخفيضها سيؤدي إلى جعلها أقل من الحد
األدنى لألجور وهذا ما قد يجعل األجير يتخلى عن عمله ونثمن ذلك بقرار صادر عن
المجلس األعلى في قرار عدد ،)2(640أن تخفيض ساعات العمل بكيفية يصعب على
األجير معها أن يعيش من أجر ساعة في اليوم الذي يقل عن درهم ليفهم من ذلك أنه
طرد تعسفي نظرا لإلخالل بأهم عنصر في عقد الشغل وهو األجر نظرا لكون المحكمة
قررت في ذلك وفضه طلب إجراء بحث لمعرفة أسباب وظروف الفسخ والمتمثل في
التخفيض الفاحش من ساعات العمل ،وأيضا إقدام الطاعنة على طرد العمال بكيفية
-1قرار 115عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 2005 /2 /1ملف 2004 /5 /1041غير منشور.
- 2قرار عدد 640صادر عن الغرفة االجتماعية بالمجلس العلى بتاريخ -6يونيو 1995ملف إجماعي عدد 93 /8761منشور بمجلة
قرارات المجلس األعلى في المادة االجتماعية 1996 /1962منشورات المجلس األعلى في ذكراه األربعين 1997ص.127 :
21
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
جماعية دون سلوك المسطرة المنصوص عليها في مرسوم 14غشت 1967بما تتوفر
عليه من وثائق يكون تحليلها غير خارق للقانون.
وقد يكون الطرد مقنعا أيضا في حالة إذا كانت مغادرة األجير لعمله لم تكن
تلقائية وإنما كانت لسبب خارج عن إرادته كأن يمارس المشغل الضغط واإلكراه عليه،
أو جراء بعض التصرفات االستفزازية ،كالتحرش الجنسي ،أو تكليف األجير بعمل يمكن
أن يؤدي إلى إضعاف طاقاته ،وبالتالي عدم قدرته على مسايرة العمل ،أو أن يكلف
المشغل األجير بعمل قد يهدد إلى جانب صحته حياته.
كما أن الفصل الضمني كذلك يمكن أن يتجلى في إقدام المشغل على إغالق محل
العمل فيفاجأ األجير بعد ذلك بوجود الباب مغلق مما يدل على أن المشغل قد استغنى عن
خدماته( )1وفي نفس السياق تدخل المماطلة والتسويف الذي قد يلجأ إليه المشغل أو من
ينوب عنه الرجوع مرة أخرى أو عدة مرات.
22
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
جاءت مدونة الشغل الجديدة بأحكام بديلة عن المرسوم السابق ،لم تسلم بدورها من
مالحظات الفقه(.)1
وقد يكون الطرد أيضا أو إغالق محل العمل ال يد للمشغل فيه وإنما يرجع لسبب
خارج عن إرادته ،ومن األمثلة على ذلك القوة القاهرة ،أو أن اإلغالق يتم بناءا على
قرار إداري صادر عن سلطة إدارية تابعة للدولة.
ويعتقد جانب من الفقه أنه ينبغي االقتصار في الحكم ،في هذه الحالة على
التعويض عن اإلعفاء من الخدمة دون باقي التعويضات األخرى المرتبطة بفسخ عقد
الشغل ،ما دام الطرد خارج عن إرادة المشغل وإنما يرجع لسبب ال يد له فيه(.)2
وتجدر اإلشارة إلى أنه تبقى مع ذلك السلطة التقديرية للمحكمة في ما إذا كانت
القوة القاهرة ثابتة فعال أم أن اإلغالق كان متوقعا فعال من جانب المشغل وبالتالي تنتفي
معه القوة القاهرة ،وهو األمر الذي أكده المجلس األعلى في قراره عدد .)3( 327
حينما صدر قرار إداري يقضي بشكل نهائي بسحب رخصة استغالل مقر العمل
العتبارات تتعلق بالدين اإلسالمي وتمس بالنظام العام وهو عكس ما دفعت به األجيرة
التي كانت تشتغل بهذا المقر والمتمثل في كازينو منذ ،1984 /1 /1حيث أكدت أن سبب
سحب الرخصة يرجع إلى المشغلة نفسها إذ لم تتقيد بالشروط القانونية فاعتبرت بذلك
المحكمة أن اإلغالق متوقع ما دامت الطاعنة تمارس نشاطا محظورا وقضت لألجيرة
بالتعويض عن اإلخطار وعن الفصل والطرد التعسفي(.)4
ويضيف قرار آخر عدد )5(111أيضا أن من بين األسباب التي يكون فيها
الفصل اضطراريا تغير المركز القانوني لرب العمل في مهنة منظمة بمقتضى القانون،
كوفاة الصيدلي مثال ،فاألصل في عقود الشغل هو أنه إذا طرأ تغيير في المركز القانوني
-1محمد الشرقاني" :عالقات الشغل بين تشريع الشغل ومشروع مدونة الشغل" الطبعة األولى ،دار القلم ،الرباط 2003ص.158 :
- 2محمد سعد جرندي :م س ص.102 :
- 3قرار عدد 327صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 1999 /4 /14في الملف ( ،1997 /1 /4 /1108غير منشور).
- 4حيث أجاب المجلس األعلى " لكن حيث أن الصناعة ال تنفي أمام المحكمة أن فسخ عالقة الشغل مع المطلوبة في النقض كان بسبب القرار
اإلداري الذي سحب منها رخصة اإلستغالل لكازينو( )....وإنها جميع األنشطة المرتبطة به ،المبني على اعتبارات دينية وعلى النظام العام بل
أنها أدلت للمحكمة بالقرار المذكو واعتمدت كأساس للدفع بالقوة القاهرة الناتجة عن فعل السلطة ،والقرار المطعون فيه حيث نفى توفر شروط
القوة القاهرة ،في مثل هذه الحالة ي كون من جهة أولى قد استند إلى ما تضمنه القرار اإلداري المذكور الذي ال يمكن للمحكمة منافشته ،ألن ذلك
ال يدخل في حدود و اليتها واختصاصها النوعي ومن جهة أخرى يكون القرار المطعون فيه معالل تعليال صحيحا يطابق الفصل 269ق ل ع
وكذلك الفصل 369من قانون المسطرة المد نية ،ألن المحكمة تقيدت بموقف المجلس األعلى الذي سبق له أن بث في هذه النقطة واعتبر أن منع
نشاط يتنافى مع النظام العام ليس من األمور التي ال يمكن توقعها.
-5قرار عدد 111صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 1999/4/14في الملف .1997/1/4/1108
23
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
لرب العمل فإن عقود العمل الجارية يوم حصول هذا التغيير تستمر وأن األمر هنا يتعلق
بمهنة الصيدلة وهي مهنة منظمة بمقتضى القانون ويشترط فيمن يزاولها توفره على
مؤهالت علمية محددة وحصوله على إذن من الجهة المختصة ،وهو ما سار عليه القرار
أعاله ،حيث أن زوج الطاعنة الذي كان يزاول مهنة صيدلي ،قد توفي ومن ثم فإن
الرخصة الممنوحة له من طرف الجهة المختصة ،انتهت صالحيتها بقوة القانون
ويستحيل على خلف ه مواصلة العمل ،إال بشروط تتوفر في الطاعنة ومن ثم إن األمر ال
يتعلق بتغيير المركز القانوني لرب العمل وأن القرار عندما اعتبر أن األجيرة قد طردت
من العمل طردا تعسفيا ،تكون قد خرقت القانون وعرضت قرارها للنقض.
ب :الفصل االنتقامي:
يعتبر الفصل االنتقامي بمثابة رد فعل للمشغل في حالة ارتكاب األجير لخطأ
يعتبره المؤاجر جسيما وفي هذه الحالة يختلط األمر بين الفصل كجزاء تأديبي وبين
الطرد الذي يكون في شكل انتقام ضد األجير بسبب الضرر الذي أحدثه وتسبب ذلك في
ضرر للمشغل.
مما قد يطرح تساؤال حول الحالة التي يكون فيها الضرر الملحق بالمشغل جراء
عمل األجير ،والذي يعتبره األول كبيرا دون أي خطأ عمدي أو أن هناك ثبوت سوء نية
لدى الثاني.
-ويعتقد جانب من الفقه أنه في حالة إلحاق األجير بالمشغل خطأ دو طبيعة
جنحية ،أو جنائية أنه ليس هناك ما يمنع في حالة توجيه شكاية ضده ومتابعته من قبل
النيابة العامة أن يتقدم بطلب التعويض عن الضرر في إطار الدعوى المدنية التابعة أو
في إطار المسؤولية التقصيرية كما نص على ذلك قانون االلتزامات والعقود في المادة
)1(77منه وأنه ال يمكن اعتبار الطرد الذي وقع في حق األجير ،تعويضا وانه يغني عن
التعويض عن الضرر( )2وهذا ما تم تأكيده في غير مناسبة في مجموعة من القرارات
واألحكام الصادرة عن المحاكم ففي قرار صادر عن محكمة االستئناف في ملف عدد
-1ينص الفصل 77من ق ل ع على ما يلي :كل فعل ارتكبه اإلنسان عن بينة واختيار ومن عير أن يسمح له به القانون ،فأحدث ضررا ماديا
أو معنويا للغير ،ألزم مرتكبه بتعويض هذا الضرار ،إذا اثبت أن ذلك الفعل هو السبب المباشر في حصول الضرر .وكل شرط مخالف لذلك
يعتبر عديم األثر.
-2محمد سعد جرندي :م .س ص .102
24
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
)1(2751ذلك أن تعليل المحكمة في رفض طلبات المستأنف يستند إلى شهادة الشاهدين،
بأن األجير غادر تلقائيا الضيعة التي كان يشتغل بها مما عرضها لإلهمال وهذا ما أدال
به إلى المحكمة في تصريحاتها وأن المستأنف لم يشر في استئنافه إلى ما يثبت عكس
ذلك ،بل فقط أنه تعرض للطرد التعسفي ،وبالتالي فإن ما يطعن به في الحكم المستأنف
يبقى غير مرتكز على أساس قانوني وتعين بذلك تأييد الحكم المستأنف وهذا ما قامت به
المحكمة ومن حاالت الفصل أيضا بصفة ،انتقامية أو نية إحداث الضرر هو ما كيفية
محكمة االستئناف بفاس بمقتضى القرار عدد )2(942حيث أن المشغل أقدم عمدا على
فصل ا ألجيرة بدعوى تأسيس شركة منافسة بنية إحداث الضرر وهو ما نفته األجيرة
مؤكدة أن زوجها وابن عمها هما اللذان أسسا الشركة وال يد لها فيه ،وبالرغم من أن
المشغل بعث برسالة الرجوع إلى العمل بالنسبة لألجيرة ليثبت بعد ذلك التحاقها بالشركة
والباب مقفل في وجهها وبالتالي منعها من الدخول إلى الشركة وقد قضت محكمة
االستئناف بالتعويض عن الطرد التعسفي وباقي التعويضات األخرى المستحقة على
أساس أن طرد األجيرة كان تعسفيا ولم يثبت أي منافسة غير مشروعة في حقها بل فقط
زوجها وابن عمها أقاما شركة لصاحلها.
الفقرة الثانية :حاالت الفصل ا لتعسفي نظرا لطبيعة العقد وموقف
القضاء.
في بداية هذا الموضوع نشير إلى أن المشرع ميزوا ألول مرة بين وضع حد
لعقد الشغل المحدد المدة وعقد الشغل الغير المحدد المدة عكس ما كان عليه األمر في
السابق فأقر أن هناك مجموعة من عقود الشغل تنتهي في حالتين محددتين تتعلق أولهما
بحلول ميعاد انتهاء العقد كما هو منصوص عليه في العقد متى كان كتابيا ،أو كما هو
متفق عليه إذا كان عقد محدد المدة شفويا بينما تتعلق المجموعة الثانية من العقود
المرتبطة بالعمل الذي كان محال لهذا العقد وفي حالة االنتهاء التعسفي لهذا العقد قبل
حلول أجل انتهائه فإن الطرف المتضرر يستحق التعويضات المقررة له طبقا للقانون
-1قرار عدد 2751صادر عن الغرفة اإلجتماعية بمكحمة اإلستئناف بمكناس بتاريخ ( 2005/10/11غير منشور)
-2قرار عدد 942صادر عن الغرفة اإلجتماعية بمكحمة اإلستئناف بفاس بتاريخ ( 204-11-4غير منشور)
25
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ولما نصت عليه المادة )1(33من مدونة الشغل الجديدة وهو ما سنراه في الفصل الثاني
فيما يتعلق بآثار إنهاء عقد الشغل .وهو األمر الذي ينطبق على العقد الغير المحدد المدة،
وسنتطرق في هذه الفقرة لحاالت الفصل التعسفي بالنظر لطبيعة كل عقد.
26
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
بإنجاز عمل معين ،ففي الحالة األولى يتم تحديد التاريخ بصورة صريحة ،أو بنهاية مدة
معينة كشهر مثال ،أو ستة أشهرا أو أن يتفق األطراف على ربط العقد بموسم معين أو
كانت مدة الموسم محددة كموسم الشتاء مثال أو الربيع أو الخريف ،إما الحالة الثانية ففيها
يتم االتفاق على إنجاز عمل معين ويكون العقد في هذه الحالة محددا بما قد يستغرق هذا
اإلنجاز من زمن( )1كما أن العقد المحدد المدة قد يختلط بعدة عقود كعقود العمل
المتقطعة التي يتعرض لها المشرع وهي تتميز بطابعها الموسمي ،حيث يعتبر األجراء
ينتمون إلى طائفة العقود المحددة المدة والعمل الموسمي يمكن تحديده حسب أعراف
معينة ومعروفة ،فعقد العمل من أجل موسم معين يعتبر عقدا محددا .وهذا يقتضي منا
دراسة كل حالة على حدة.
أ -بالنسبة للعامل الموسمي .travail accidentel
يعتبر العمل موسمي بالنظر إلى نوع العقد الذي يتفق األطراف ،على تحديد
موسم معين فيه ،أو كانت مدة الموسم محددة فيه كما سقبت اإلشارة إلى ذلك أعاله حيث
يصعب تحديد فترة الموسم بصفة دقيقة وال يساعد القاضي في تحديد الموسم سوى
العرف أو بواسطة وثائق يسلمها المؤاجر للعامل وبالتالي ينتهي العقد بانتهاء الموسم
المتفق عليه.
وقد جاء في قرار عدد )2(2004 /277أن األجير كان يشتغل كغطاس لدى
المدعي عليها في البحر من أجل جمع الطحالب ولفترة معينة مرخص بها من طرف
مندوب الصيد البحري وأن المحكمة وبعد اطالعها على بطاقة شغل األجير تبين لها أنها
تحمل اسم عامل موسمي saisonnierوأن مهنة الغطاس لجني الطحالب يكون عمله
خالل المدة المرخص بها من طرف السلطات المختصة ،وأن العقد الرابط بينهما قد
انتهى بانتهاء الفترة الموسمية والحق لألجير من االستفادة من التعويض وأيضا إلى
جانب كون الشهادة التي أدلى بها مندوب الصيد البحري ،في كون مراكبها لم تتحرك في
27
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الموسم الماضي مما يجعل صفة الموسمية ثابتة في حق األجير وفيه قضت المحكمة أي
محكمة االستئناف برفض طلب الطرد التعسفي وتوابعه.
وقد تطرح مجموعة من اإلشكاالت بخصوص العمل الموسمي ،من الناحية
العملية فقد يحصل أن يعمل األجير في موسم جني الزيتون مثال ثم يتحول ذلك إلى
حارس لهذا الضيعة ،فكيف يمكن أن نميز في إطار هذه الحالة بين ما هو عمل موسمي،
وما هو عمل ثابت وقار؟.
وهل هناك معايير لتحديد طبيعة كل عمل؟.
وماذا يمكن القول لو أن أجير اشتغل في أعمال متماثلة كالحصاد ،ثم جني
الثمار ،ثم التفاح...إلخ.
ويالحظ على المستوى الواقعي لعمل القضاء ومن خالل مجموعة من قرارات
المجلس األعلى ،مدى تكيف هذا اإلطار القانون بنوع من الدقة والمرونة وفي هذا اإلطار
صدرت عن هذا األخير مجموعة من قرارات ومنها قرار عدد )1( 2004 /135الذي
اعتبر أن األجير الذي يشتغل في الحرث وجني الزيتون واألشجار ،والحصاد ،و سياقة
الجرار إلى جانب كونه المسير للضيعة ،ال يعتبر عمله موسميا نظرا لطبيعة العمل الذي
يشتغل فيه والمحكمة لما لها من سلطة تقديرية وفي تقييم شهادة الشهود الذين أثبتوا أن
األجير كان يشتغل طوال السنة بحيث استخلصت المحكمة من هذه الوقائع أن عمل
األجير هو عمل مستمر وليس موسمي وأن فصله هذا يعتبر بمثابة فصل تعسفي وهو
نفس ما أكده المجلس األعلى أعاله حيث قضى برفض طلب النقض.
-وفي قرار آخر عدد )2(1997 /260والذي أدعى فيه المؤاجر الموسمية في
مقابل إدعاء األجير عكس ذلك وأنه يشتغل بكيفية مستمرة وعلى هذا األخير إثبات عكس
ذلك وأنه يشتغل بكيفية مستمرة وعلى هذا األخير إثبات عكس ما أدعاه المؤاجر وإثبات
استمراريته في العمل وهو ما ذهب إليه القرار أعاله ،حيث أن العمل الذي يقوم به
العامل يتمثل قي صناعة عصير الليمون أي أن العمل ال بتوفر لدى المشغل باستمرار
-1قرار عدد135صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 2005 /2 /9ملف :2004 /1051غير منشور تمت اإلشارة إليه في
كتاب بشري اللغوي.
-2قرار عدد 260صادر عن الغرة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 97 /11 /19في الملف عدد 4 /1 /97 /752غير منشور تمت
اإلشارة إليه في مرجع ساق ص .72
28
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
وأن طبيعته موسمية يكون في الوقت الذي يتوفر فيه هذا المنتوج ،كما أن األجير يشتغل
إلى جانب عدة من العمال يعملون مدة محددة تنتهي بانتهاء الموسم ،موازاة مع ذلك
تنتهي العالقة بين المؤاجرة وعمالها إلى غاية السنة الموالية وكون األجير ضمن هؤالء
العمال ،فإنه ال يمكن للمشعلة أن تشغله كما هو الشأن بالنسبة لباقي العمال إال بناءا على
طلبهم ،وقد تم توقيف المدعي نظرا لعدم احتياج المؤاجرة له وذلك سنة .1992
كما أن النشاط الدوري وتتابع مدة العمل ،بشكل موسمي ال تكسب األجير صفة
األجير القار ،وهو ما سارت عليه المحكمة االبتدائية بمكناس في حكم رقم )1(936إذ
تمسك نائب المدعى عليها في جميع مراحل الدعوى بأن نشاط المدعي نشاطا موسميا،
وبأنه اشتغل لدى العارضة أواخر سنة 2004وبداية 2005مدة ستة أشهر حسب االتفاق
المبرم بين الطرفين والموقع عليه من طرف المدعي وهو عكس ما أدلى به نائب هذا
األخير ،مؤكدا أن عمله كان بكيفية مستمرة منذ 2002إلى نهاية ماي 2005وأن االتفاق
المدلى به من قبل المدعي عليه مجرد صورة شمسية وغير مصادق عليها من قبل
السلطة اإلدارية المختصة ال يتضمن أي توقيع المنوب عنه وهو بذلك من ابتكار وصنع
المشغلة وبالتالي يجب استبعاد الوثيقة.
وكرد من جانب نائب المدعى عليها عن طريق مذكرة تعقبية ،مؤكدا أن المدعي
الذي ينكر التوقيع يمكن له أن يطعن يه بالزور ،ألن العارضة تؤكد أن التوقيع توقيعه.
وبما أن دعوى المدعي تهدف إلى الحكم له بالتعويض عن الفصل التعسفي
باعتبار عمله قار ومستمر دون أن يثبت ذلك بالرغم من أن عبئ اإلثبات لالستمرارية
يقع على األجير إذ أن من حق المدعى عليها االستغناء عن األجير بدون تعويض وهو ما
يجعل طلبات المدعي في الموضوع غير مبررة ويتعين رفضها.
ب -بالنسبة للعمل العرضي Travail saisonnier
إن العمل الذي قد يأتيه األجير ،قد يتخذ في بعض األحيان صبغة مؤقتة ،فيشتغل
بذلك لدى عدة أشخاص في يوم واحد خالل مدة زمنية قصيرة ونفس األمر نجده متجسد
في مجموعة من األحكام والقرارات الصادرة عن القضاء ،ومن أهمها قرار صادر عن
- 1حكم رقم 936صادر عن المحكمة االبتدائية بمكناس بتاريخ 16 -09 -08ملف رقم ( 6 /07 /416غير منشور).
29
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
المجلس األعلى تحت رقم ،)1( 2004 /264بعد استنفاده لجميع طرق الطعن بما في
ذلك حكم المحكمة االبتدائية يقضي برفض طلب التعويض كما أيدته في ذلك محكمة
االستئناف فطعنت بالنقض أمام المجلس األعلى مدعية أنها كانت تشتغل لدى الصيدلية
منذ 1992إلى غاية ،2001وموازاة مع ذلك كانت تقوم بنفس العمل لدى العدل وطبيب
بيطري مبرزة في ذلك قرار محكمة االستئناف ،التي قضت برفض طلبها دون أن تبين
أساس العمل العرضي.
وقد جاء في تعريف المشرع المصري للعمل العرضي ،على أنه العمل الذي ال
يدخل بطبيعته فيما يزاوله صاحب العمل من نشاط وال يستغرق أكثر من ستة أشهر
وبذلك يشترط في هذا العمل العرضي ثالث شروط فهناك إلى جانب أال يكون للعمل
بالنسبة للمؤاجر صفة الدوام وأن يكون العمل داخل أساسا في طبيعة النشاط الذي
يمارسه المشغل ،أن تكون المدة القصوى للعمل ستة أشهر في القطاع الفالحي وسنة في
القطاعات األخرى.
-1قرار 264صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 2005 /3 /9ملف ( 2004 /697غير منشور) المشار إليه في كتاب
بشري العلوي م س ،ص .70
30
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
العقد إذا لم يوافقه المشغل على إنهائه ومن شأن ذلك إبقاء األجير تابعا للمشغل طيلة
حياته وحرمان من تغيير نوع العمل الذي اختاره(.)1
المبحث الثاني :أسباب الفصل من خالل العمل القضائي
إن المشرع المغربي في إطار عالقات الشغل أتاح للمشغل حق توقيع العقوبات
والجزاءات على أجر ائه بمناسبة ارتكابهم ألخطاء أثناء مزاولتهم للعمل داخل المقاولة،
لما له من سلطة توجيهية وتنظيمية في اإلشراف على حسن سير العمل ،وهذه األخطاء
قد تكون خفيفة يمكن للمشغل تجاوزها ،اختياريا أو توقيع جزاءات تأديبية بسيطة في
حالة أخرىـ كما قد تكون جسيمة تنتج عنها جزاءات تصل إلى الفصل وهذا قد يشكل
تهديدا مباشرا على استقرار الشغل ،مما يفرض عليه عدم التعسف في استعمال الحق في
فسخ العقد ،كما سبقت اإلشارة إلى ذلك ،لذا فالمشرع قيد هذه السلطة الممنوحة للمشغل،
إذ تمارس عليها رقابة من طرف المحاكم المختصة في هذا المجال ،وال يمكن فصل
األجير إال ألسباب موضوعية معينة ،التي يبقى من أهمها ارتكاب األجير لخطأ جسيم،
سواء كان صادرا عن العامل أو المشغل ،وسنحاول أن نبين الفصل المرتبطة بالخطأ
الجسيم مطلب أول ثم يعده األسباب الخاصة ،والمشتركة للفصل في مطلب ثاني.
31
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الفقرة األولى :م ف هوم الخطأ الجسيم وسلطة القضاء في تكييفه
إن المشرع المغربي لم يعرف الخطأ الجسيم ،وهذا ال يعني عدم اإلشارة إلى
بعض الحاالت التي اعتبرها بقوة القانون في حالة ثبوتها من األخطاء الجسيمة ،وهذا ما
أكده القضاء من خالل العديد من قراراته حيث أبان فيها أن العديد من األفعال تتسم
بالجسامة مما يدل على أن تحديد فكرة الخطأ الجسيم تحديدا دقيقا مسألة صعبة ،أثارت
نقاشا وال زال مستمرا بالرغم من إقرار البعض ترك أمر تحديده وتقديره لقضاء
الموضوع( )1والبعض اآلخر يرى أن تعريف الخطأ الجسيم من طرف القضاء أمر
سابق ألوانه( .)2ولذا سنحاول تحديد مفهوم الخطأ الجسيم(أوال) ،ثم سلطة القضاء في
تكيفيه (ثانيا).
-1محمد عابي" :رقابة القضاء على فصل األجير" مؤسسة للطباعة والنشر « بنميد » ،الدار البيضاء ،ص .102
-2سعد بناني" :قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل عالقة الشغل الفردية" الجزء الثاني -المجلد الثاني ،م س ،ص 1116و
.1117
-3محمد سعد جرنيدي :م س ،ص .250
-4الخطأ الجسيم في ضوء االجتهاد القضائي لعبد الحميد مبروكي.
32
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ورغم عدم تعريف القانون الخطأ الجسيم ،إال انه أورد بعض الحاالت التي تعتبر
أخطاء فادحة ب قوة القانون ،ذلك على سبيل المثال ال الحصر ،وال شك أن مدونة الشغل
بعد دخولها حيز التنفيذ أصبحت هي المرجع الرئيسي في تحديد مفهوم الخطأ الجسيم،
المبرر للطرد من خالل عرضها لحاالت هذا الخطأ في المادتين 39و 40من نفس
القانون وهو ما ذهب إليه النظام النموذجي الصادر في 23أكتوبر 1948كأبرز مثال
لمفهوم الخطأ الجسيم ،حيث كان الفصل السادس من هذا النص القانوني قد حدد مجموعة
من األخطاء التي قد تصدر من األجير وتعتبر من األخطاء المبررة للفصل وسنحاول أن
نتطرق إلى حاالت اعترها المشرع أخطاء جسيمة قبل أن ننتقل إثبات الخطأ الجسيم.
أ -حاالت اعتبرها القانون أخطاء جسيمة :
إن األخطاء التي ذكرتها المادة 39من مدونة الشغل ،والتي تبرر فصل األجير
قد تضمنت معظم األف عال الواردة في الفصل السادس من النظام النموذجي ،وال تعتبر إال
أمثلة بدليل عبارة "تعتبر بمثابة أخطاء جسيمة ،يمكن أن تؤدي إلى الفصل وهو نفس
األمر الذي كان سائدا في ظل القانون القديم ،وكما أكد القضاء على ذلك في مجموعة من
اجتهاداته إال أنه مع ذلك يصعب تحديد تلك األخطاء سواء بنصوص خاصة أو بقوة
االجتهادات وفي بعض القطاعات والمهن يمكن تحديدها بواسطة قرارات كل بحسب
نوعها ،وإذا لم يحدد المشرع تلك الخطاء الجسيمة فيمكن إلزام المؤسسات بوضع الئحة
تأديبية مضبوطة ،حتى يعرف األجراء األخطاء الجسيمة المؤدية على الطرد.
ووجود مثل هذه اللوائح في األنظمة الداخلية ستمكن المشرع من التدخل بنص
يحرم فيه اللجوء على الطرد ما لم يكن نتيجة اقتراف األجير أحد األخطاء الواردة أصال
في الالئحة.
إال أن تلك األمثلة الواردة على سبيل المثال تثير بعض المشاكل من حيث تطيقها
على المستوى العملي ،لذا يجب مناقشة أهمها وأكثرها تداوال في األحكام القضائية.
-1ارتكاب جنحة ماسة بالشرف أو األمانة أو اآلداب العامة صدر بشأنها حكم
نهائي وسالب للحرية
33
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
هذا السبب يبقى معقوال إذا كانت األفعال التي أدت إلى الطرد من قبيل الجنح
الماسة باألمانة أو الشرف أو اآلداب العامة ،ارتكبها األجير وصدر في حقها حكم نهائي
وأن تكون العقوبة الصادرة بشأن ذلك سالبة للحرية.
إال أنه مع ذلك لم تكن دقيقة إلى حدها ،فيما يتعلق بالجرائم حيث استعملت
تعبيرات عامة ،وحددت في ثالثة أنواع وكان من األولى تحديد هذه الجرائم على سبيل
الحصر أو على األقل اإلشارة إلى بعض فصول القانون الجنائي ،ذلك أن هذا األخير ميز
بين الجرائم الماسة بسيادة الدولة وأمنها ،وبين الماسة بسالمة األسرة واألخالق العامة،
أو المتعلقة باألموال.
كما أن اشتراط صدور حكم نهائي يطرح سؤاال حول إمكانية إجراء بحث من
قبل المحكمة للتأكد من هذه األفعال في حالة عدم صدور هذا الحكم كأن يغفل المشغل
سلوك مسطرة متابعة األجير أو أن يخفف في حالة إدانته ،في حالة حفظ الشكلية
الموجهة ،ضده من قب ل النيابة العامة ،أو صدور حكم ببراءته منها ،أو أن يكون الحكم
الصادر ضد األجير غير سالب للحرية كما في الحالة التي تكون العقوبة الحبسية فيها
موقوفة التنفيذ(.)1
-2إفشاء سر مهني
وهو أن يعمد األجير على إفشاء أسرار مؤاجره والتي تربطه بمهنته مما قد
يلحق ضررا بالمقاولة ،وهذا يعني أن اإلفشاء الذي ال يؤدي إلى إلحاق ضرر بالمقاولة
ال يعتر من قبيل الخطأ الجسيم وفي حالة إنكار هذا الضرر من قبل األجير فعلى المشغل
إثباته والمالحظ أن الضرر الذي يتحدث عنه المشرع يجب أن يلحق بالمقاولة وبمفهوم
المخالفة هل يعني هذا أن المشغل إذا كان شخصا طبيعيا وانصب الضرر عليه ال يعتبر
خطأ جسيما؟ أو أن ذلك يترك أمر السلطة التقديرية للمحكمة ،التي تعمل على دراسة كل
حالة وتقرر على ضوء ذلك ما تراه مناسبا.
-3األفعال التي تشكل جرائم
34
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
إن بعض هذه األفعال ،تعد جرائم يعاقب عليها القانون الجنائي متى تم ارتكابها
داخل المؤسسة أو خارجها إال أن المشرع أو جب العتبار هذه األفعال المرتبكة من قبل
األجير أخطاء جسيمة داخل المقاولة وتحدث بتلك ضرر للمشغل.
*السرقة:
إن السرقة كخطأ جسيم والمعاقب عليها من قبل القانون الجنائي جاءت عامة
ومجردة إذ أنها تسري على جميع أنواع السرقات سواء كانت سرقة موصوفة والتي
تشكل جناية ،أو كانت سرقة عادية وفي حالة كون هذه األخيرة زهيدة ،فإنه يجب أن
يترك األمر للسلطة التقديرية للمحكمة ،من اجل تحديد ما إذا كان هناك ضرر ألحق
بالمشغل أم ال ،وبالتالي وجود خطأ جسيم أو انعدامه.
* خيانة األمانة :
إن هذه الجريمة تندرج ضمن الجنح المرتبطة بجرائم األموال حيث يشترط في
مثل هذه الجرائم صدور حكم نهائي كما هو الشأن بالنسبة للفصل السابق ،الخاص
بالجنحة الماسة باألمانة ،وهي بدورها تطرح إشكاال حول الحالة التي لم تصدر فيها
المحكمة حكما ضد األجير بمعنى أن المجال يبقى مفتوحا للسلطة التقديرية لهذه المحكمة
للقيام بهذا اإلجراء.
والشك أن العالقة بين المشغل واألجير تنبني على الثقة المتبادلة بينهما ،وأن
ارتكاب السرقة أو خيانة األمانة يفقد الثقة بينهما.
* السكر العلني:
هذه النقطة بدورها تعد من الجنح ويعتبر شرط ارتكابها داخل العمل أو بمناسبته
الزما ،وهي بدورها تثير مجموعة من التساؤالت هل المقصود بالسكر تناول الخمر
داخل المؤسسة ؟ وفي هذه الحالة لماذا لم يعتبر ضمن أخطاء المؤاجر الوارد في المادة
40من مدونة الشغل ،وما الحكم إذا تناوله األجير بسبب شغله ،أو إرضاء لرغبة زبنائه
أو إذا تناوله األجير مع المؤاجر أو مع أحد رؤساء األجير ؟ وهل المقصود به أن يأتي
إلى المؤسسة في حالة سكر ؟ كيف نحدد هذه الحالة ؟ هل نعتمد المرسوم الصادر في
14نونبر 1967حول السكر العلني والمقصود به السكر البين ومع ذلك يبقى المقصود
35
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
بالسكر البين غير واضح في التشريع المغربي عكس ما عليه في التشريع المصري
الذي نص صراحة على ذلك فألحق بالسكر حتى تعاطي المخدرات والسكر العلني في
جميع حاالته قد تنتج عنه مجموعة من األخطاء قد تبسب صررا بالمقاولة وتعد بمثابة
أخطاء جسيمة إذ أن األجير لذي يكون في حالة سكر يحدث ارتباكا داخل المقاولة
بإحداث الضوضاء أو القيام بتصرفات غير الئقة أو القيام بعمله بالشكل الغير المطلوب.
*تعاطي مادة مخدرة.
إن ما يمكن القول عن هذه الجنحة ينطبق على السكر العلني بل وإن خطورة
هذه المخدرات هي اكبر إذ باتخاذنا للمفهوم الواسع لهذه المواد يمكن أن ندرج التدخين
الذي صدر بشأنه قانون يمنعه بموجب نظرا لما يشكل من خطورة أكثر في المؤسسات
أو المقاوالت التي تستعمل أو تنتج مواد قابلة لالشتعال كمعامل إلنتاج المالبس أو
محطات لتوزيع الوقود أو مصنع لتعبئة قنينات الغاز...إلخ.
*االعتداء بالضرب.
هذه الجريمة تدخل ضمن الجرائم الماسة سالمة جسم اإلنسان وهي بذلك
تتضمن جميع االعتداءات مهما كانت خطورتها ونسبة العجز الذي يترتب عنها للضحية
وقد تكون أخطر من ذلك بكثير حينما تصل إلى جناية الضرب أو الجرح المفضي إلى
عاهة أو إلى القتل دون نية إحداثه.
كما أن المقصود بذلك االعتداء الموجه إلى شخص داخل محل العمل مهما كان
مركزه بل يمكن أن يتعدى ذلك إلى االعتداء على أجنبي عن محل العمل كأن يتعلق
األمر بزبون أو أي شخص يتواجد به.
*السب الفادح.
كثيرا ما يثار هذا السب من طرف أرباب العمل وهذا ما يثير عدة مشاكل من
أهمها أوال تحديد مفهوم السب الفادح وهنا ال نجد أي قرار للمجلس األعلى يوضح
المقصود به ولكننا نثمن ذلك بحكم صادر عن ابتدائية طنجة في 2يوليوز 1990
اعتبرت السب كمصطلح قانوني عرفه الفصل 443من ق ج بأنه كل تعبير شائن أو
عبارة تحقير أو قدح ال تتضمن نسبة أي واقعية معينة وانطالقا من هذا المفهوم اعتبرت
36
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
المحكمة بأن Arrètey de nous emmerdey vous m’emmerdeyالتي فاه بها
الصحفي في إذاعة ميدي آن أحمد أفزران تجاه مديرها ال تفيد السب الوارد في الفصل
السادس من النظام النموذجي ما دامت تعني لغويا أنك تزعجني أو تضجرني فتوقف عن
إزعاجنا(.)1
*التحريض على الفساد.
يعتبر هذا الفعل من التصرفات التي تخل بالوقار والحشمة الالزمة داخل محل
العمل ويدخل ضمن ذلك التحرش الجنسي مما يفرض االستعانة بقواعد القانون الجنائي
للتأكد من مدى حدوث هذا الفعل سواء كان صادر عن األجير الذكر أو األجيرة األنثى.
- 1حكم رقم 90 /131في قضية طرد فيها أقررات الصحفي بإداعة ميدي آن ( غير منشور).
37
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
-4رفض إنجاز شغل من اختصاص األجير عمدا أو بدون مبرر.
هذا الخطأ ال يكون واضحا إال بالنسبة للعمال المتخصصين ،واألطر وإذا كان
عقد الشغل كتابيا ونص فيه تحديدا على اختصاص األجير أما في أغلب الحاالت فإن
المشكل يبقى مطروحا حول مفهوم االختصاص وال يكون أمام المحكمة سوى اللجوء إلى
العرف المهني وعلى كل فإن رفض األجير تعتبره العمل الذي اشتغل فيه مدة معينة ال
يعتبر خطأ جسيما وال يمكن للمؤسسة أن تعبره مستقيال وهنا قرار للمجلس األعلى قضى
به بتأييد حكم قضى بأداء الرواتب المستحقة ألجيرا أوقفته المؤسسة عن العمل لمدة غير
محدودة دون أن تحيله على التقاعد أو تعينه في منصب محدد بعد أن خيرته بين التقاعد
أو شغل عمل غير ما كان يقوم به لكنه لم يفعل وبقي متوقفا عن العمل والمحكمة
اعتبرت بأن العالقة لم تنته بل هي متوقفة ليس إال لذلك على المؤسسة أداء كل
المستحقات لألجير وإرجاعه إلى منصبه السابق(.)1
-5التغيب بدون مبرر.
لقد كان يعبر عن هذا الفعل في النظام النموذجي ترك العمل عمدا وبدون مبرر
وهو بذلك يختلف عن االستقالة التي يحترم فيها األجير الشروط القانونية على أن ذكر
النص لعبارة بدون مبرر تعني أن هناك حاالت يمكن لألجير التغيب فيها والمدونة
الجديدة للشغل بينت أسباب التغيب بدون مبرر لتسلك بذلك مسلك النظام النموذجي في
الباب الخامس من القسم الثالث المتعلق بمدة الشغل ،اإلجازات الخاصة ببعض المناسبات
ورفض التغيب ألسباب شخصية ويحتوي هذا الباب على المواد من 263إلى 278حيث
خصصت الفرع األول اإلجازة بمناسبة الوالدة والفرع الثاني إجازة المرض حيث حمل
الفرع الثالث بعض التغيبات.
فالتغيب عن العمل إذا تجاوز الحد المسموح به قانونيا وكما نصت على ذلك
مدونة الشغل يعتبر غير مبرر ويتحول إلى ما يمكن اعتباره استقالة حكمية لتكون
38
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
المدونة بذلك دقيقة أكثر حينما أشارت إلى شروط التغيب في المادة )1(272منها خالفا
لما كان عليه الحال في النظام النموذجي.
-6إلحاق ضرر جسيم بالتجهيزات أو اآلالت أو المواد األولية عمدا أو نتيجة
إهمال فادح.
بالنسبة لإلضرار بالمؤسسة فهذا الخطأ يدخل في باب اإلتالف والذي يلحق فيه
األجير ضررا جسيما بممتلكات المشغل وباألخص التجهيزات واآلالت أو المواد األولية
شريطة أن يكون الفعل المتسبب للضرر متعمد أو أن يكون نتيجة إهمال فادح.
-7ارتكاب خطأ نشأت عنه خسارة مادية للمشغل.
إن الحديث عن ارتكاب الخطأ من طرف األجير والذي تنشأ عنه خسارة جسيمة
للمشغل يقتضي منا استحضار الخطأ األول ألن النتيجة فيهما واحدة إذ أن األجير يلحق
ضررا جسيما بممتلكات المشغل إذ أن الضرر الجسيم سواء كان بسبب مباشر أو أنه كان
ناتجا عن خطأ ارتكبه األجير والحق ضررا بالمشغل.
-8استعمال أي نوع من أنواع العنف واالعتداء البدني الموجه ضد أجير أو
المشغل أو من ينوب عنه لعرقلة سير المقاولة.
هنا األمر واضح إذ يتعلق بمساس بنظام المؤسسة وهذا أشبه بالمشاجرة داخل
المؤسسة كما جاءت في الفصل 6من النظام النموذجية وبمناقشة أهم األسباب المؤدية
إلى فسخ وإنهاء العالقة الشغيلة التي تربط األجير بالمؤاجر يبقى مشكل إيجاد معايير
محددة للخطأ الجسيم وهذا ما فتح مجال اآلراء الفقهية لمحاولة إيجاد معايير تضمن
الحماية لألجير ليستمر في عمله ،معتمدين في ذلك على عناصر موضوعية.
ب -إثبات الخطأ الجسيم.
إن مسألة تحديد الطرف الذي يكون عليه إثبات الخطأ أثارت نقاشا قانونيا حادا
حول الخروج عن القاعدة المدنية في اإلثبات بأن البينة على من ادعى بحيث يتم نقل
عبء اإلثبات من األجير الذي يدعي انتقاء الخطأ المنسوب إليه من طرف المشغل الذي
-1تنص المادة 272م ش يمكن للمشغل أن يعتبر األجير في حكم المستقيل ،إذ زاد غيابه لمرض غير المرض المهني أو لحادثة غير حادثة
الشغل على مائة وثمانين يوما متوالية خالل فترة ثالث مائة وخمسة وستين يوما أو فقد األجير قدرته على االستمرار في مزاولة شغله.
39
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
اتخذ اإلجراء التأديبي ذلك أن القاعدة المدنية في اإلثبات لو طبقت تمامها فقد يكون
سكوت الشغل عن أسباب الطرد كافيا في معظم الحاالت لكي يخسر دعواه(.)1
ليقع بذلك على عاتق المشغل إثبات الخطأ الجسيم الذي ثبت بكل وسائل اإلثبات
المتاحة له والتي قد تكون كتابية أو شفوية ذلك أنه ما دام األجير يتعلق بواقعة مادية فإن
اإلثبات يكون حرا بل إن االجتهاد القضائي لم يرى أي مانع من اعتماد شهادة الشهود
الذين يرتبط ون مع المشغل عقد عمل وما يترتب على ذلك من وجود عالقة تبعية ما دام
األجير يمكن له في المقابل أن يستعين بهؤالء الشهود حيث يتحقق نوع من التوازن
بينهما في هذا اإلطار ومن الضر وري قبل إجراء بحث من قبل المحكمة باالستماع إلى
الشهود للتأكد من الخطأ الجسيم و بأن بتحدد من قبل المشغل بدقة الخطأ أو األخطاء
المنسوبة لألجير وذلك تحديد طبيعة الخطأ وظروف ارتكابه من حيث الزمان
والمكان(.)2
40
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ويرى البعض أن دوره هذا يبقى قائما كذلك بالنسبة لألخطاء التي قد ترد في
النظام الداخلي إذ أن المحكمة هي المختصة الوحيدة للنظر في األهمية التي ينبغي أن
توكل إلى القاضي كحكم بين الطرفين(.)1
الفقرة الثانية :الرقابة القضائية على فصل األجير.
تعتبر الرقابة القضائية من أهم الوسائل المعتمدة من طرف القضاء من أجل
مراقبة مدى تطبيق القوانين والتشريعات التي تسنها الدولة والتي تطمح من خاللها إلى
التقدم واالزدهار وتحقيق المساواة بين أطراف العالقة القانونية خاصة إذا كانت هذه
الرقابة على ميدان حساس ويعتبر المحور الرئيسي في تقدم الدول أال وهو الميدان
االقتصادي.
ولهذا فالرقابة القضائية على فصل األجير من المهام التي تتولها المحاكم
بمختلف درجاتها وذلك لضمان سير العدالة وتحقيق المساواة بين األجير الطرف
الضعيف في هذه العالقة والمشغل الذي يبقى ذلك الطرف القوي الذي ال يهمه سوى
تحقيق الربح االقتصادي ووفرة اإلنتاج دون مراعاة االهتمام للعمال في مقاولته.
إال أن لمحكمة ال تمارس هذه المهنة إال بتقديم الطلب ممن له الصفة في ذلك
وتتجلى أهمية هذه الرقابة في بعض القواعد العامة التي وضعها المشرع من أجل الحد
قانونيا من سلطة المشغل في مقابل تمتيع األجير بالمساعدة القضائية مراعاة لظروف
المادية لألجراء باإلضافة إلى عبء اإلثبات الذي يقع على عاتق المشغل ( عبء إثبات
الخطأ المنسوب لألجير) وهذا ما أكدته محكمة التمييز في األردن في قرارها جاء
فيه"...يقع على عاتق المشغل إثبات ارتكاب العامل مخالفة من المخالفات المنصوص
عليها في المادة 17من قانون المشغل ( )2وعليه في جميع الحاالت وطبقا للقواعد العامة
فإن األجير يستطيع في أي وقت أن يلجأ إلى الحماية القضائية عند صدور عقوبة تأديبية
في حقه من طرف مشغله ويرى أنها تعسفية وهنا يبدأ دور المحكمة في التحقق من
مشروعية أو عدم مشروعية العقوبة ومدى تناسبها مع جسامة الخطأ من جهة ومدى
التزام المشغل عند ممارسة السلطة التأديبية بالقواعد التي وضعها المشرع من جهة
41
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
أخرى وفي الحالة التي يتأكد القاضي من عدم وجود المخالفة حكم ببطالن الجزاء
التأديبي الموقع على األجير وحكم بتعويض عن الضرر الذي لحقه( )1وعليه فنطاق
الرقابة القضائية ليس واحدا وإنما نجد هذه الرقابة تتميز بمميزات عدة قد تكون رقابة
قضائية على الشروط الشكلية وقد تكون رقابة قضائية على الشروط الموضوعية (.)2
42
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
وهذ ا ما أكده قرار صادر عن الغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى( )1والذي جاء فيه "
حيث تبين ما عابه الطالب على القرار المطعون فيه وذلك أن المادة 12من القانون
المحدث للمحاكم اإلدارية تنص على ما يلي " :تعتبر القواعد المتعلقة باالختصاص من
قبيل النظام العام ولألطراف أن يدفعوا بعدم االختصاص النوعي في جميع مراحل
إجراءات الدعوى وعلى الجهة القضائية المعروفة عليها القضية أن تثيره تلقائيا كما
تنص المادة 13من نفس القانون على ما يلي " إذ أثير الدفع بعدم االختصاص أمام جهة
قضائية عادية أو إدارية وجب عليها أن تثبت بحكم مستقل وال يجوز لها أن تضمه إلى
الموضوع ولألطراف أن يستأنفوا الحكم المشوب بعدم االختصاص أيا كانت الجهة
القضائية الصادر عنها أمام المجلس األعلى الذي يجب عليه أن يبث في األمر داخل أجل
30يوم يبتدئ من يوم تسلم كتابة الضبط لملف االستئناف ولما كانت محكمة االستئناف
قد أيدت الحكم االبتدائي الذي أجاب عن الدفع بعدم االختصاص النوعي وهو بصدد
الفصل في الموضوع ولم يبث فيه بحكم مستقل يكون قرارها المطعون فيه الصادر على
النحو المذكور غير مرتكز على أساس قانوني سليم لخرقة المادة 13من القانون المحدث
للمحاكم اإلدارية المستبدل به ما يعرض للنقض"
* رسالة الرجوع إلى العمل في حالة إدعاء المشغل للمغادرة التلقائية لألجير.
يبقى على عاتق المشغل عبء إثبات أنه سلك مسطرة الرجوع إلى العمل
وتوصل بها األجير ولم يرجع إلى عمله لكي تحكم المحكمة بثبوت المغادرة التلقائية في
حقه وبالتالي عدم االستحقاق ألي تعويض وهذا ما جاء في قرار صادر عن المجلس
األعلى ( )2جاء فيه " حيث راسلت المشغلة األجيرة برسالة الرجوع إلى العمل وتوصلت
بها ولم تعود إلى عملها مدعية أنها منعت من الدخول إلى مقر العمل دون إثبات ذلك ()3
وكان جواب المجلس األعلى" لكن حيث أن المحكمة لما ثبت لديها أن المشغلة راسلت
األجيرة وأمهلتها مدة 48ساعة قصد االلتحاق إلى العمل وأن إدعاء األجيرة أنها منعت
-1قرار عدد 415المؤرخ في 2006/05/10الملف االجتماعي عدد "،2006/1/5/44قرارات المجلس األعلى أهم القرارات الصادرة في
المادة اإلجتماعية" ،الجزء األول ،الطبعة .2007
2قرار عدد 455صادر عن الفرقة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 2005 /04 /17ملف 2005 /120غير منشور .بشرى العلوي مرجع
سابق ص .168
-3هذا ما أكده قرار صادر عن المجلس األعلى عدد 211المؤرخ في 2003 /03 /11الملف االجتماعي عدد 2002 /458الذي جاء "فيه
لما كان عقد العمل الرابط بين الطرفين قد توقف بسبب اإلضراب الذي شارك فيه األجير فإن هذا األخير هو الذي يقع عليه عبء إثبات رجوعه
للعمل بعد انتهاء اإلضراب ومنع المشغلة له".
43
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
من الدخول إلى مكان العمل بقي بدون إثبات فكان ما نصت عليه المحكمة من اعتبار
األجير في حالة مغادرة تلقائية ورتب األثر القانوني لذلك كان قرارها مرتكز على أساس
والوسيلة ال سند لها فقضي المجلس برفض طلب النقض"
44
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الطبقات العمالية وهي في إطار المواجهة مع أصحاب المقاوالت وأرباب العمل وذلك
من أجل تمكينهم من الحصول على حقوقهم بأسرع وأيسر الطرق دون نفقات كتمتيعهم
بالمساعدة القضائية وتيسير إجراءات رفع الدعوى وجعل التعويضات المحكوم بها
مشمولة بالنفاذ المعجل ( )1وجاء أيضا في المادة 41من مدونة الشغل "يحق للطرف
المتضرر في حالة إنهاء عقد الشغل من الطرف اآلخر تعسفيا مطالبته بالتعويض عن
الضرر كما ال يمكن للطرفين أن يتنازال مقدما عن حقهما المحتمل في المطالبة
بالتعويضات الناتجة عن إنهاء العقد سواء كان تعسفيا أو ال كما أعطت هذه المادة لألجير
المفصول عن عمله تعسفيا إمكانية اللجوء إلى مسطرة الصلح التمهيدي المنصوص عليه
في المادة 532من مدونة الشغل وذلك لطلب الرجوع إلى العمل أو الحصول على
تعويض وفي حالة انتهاء المسطرة إلى منح التعويض يوقع األجير توصيل استسالم مبلغ
التعويض إضافة إلى توقيع المشغل ويجب أن يصادق على هذا التوصيل من طرف
الجهات المختصة ويوقعه بالعطف العون المكلف بتفتيش الشغل ويعتبر هذا االتفاق
نهائي وغير قابل للطعن إال أنه في حالة عدم التوصل إلى االتفاق خالل مسطرة الصلح
يحق لألجير رفع دعوى أمام المحكمة المختصة يطلب فيها إما الرجوع للعمل أو الحكم
له بالتعويض إذا ثبت للقاضي أن هذا األجير فصل عن عمله تعسفيا يقوم القاضي بتحديد
مبلغ تعويض على أساس أجر شهر ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة دون أن
يتعدى سقف 36شهر.
- 1سعيد بناني" :قانون الشغل المغربي في ضوء مدونة الشغل عالقات الشغل الفردية" الجزء األول ،م س ،ص.309 :
45
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ثالثا :موقف القضاء من رسالة الطرد الموجهة لألجير.
من خالل الرجوع إلى مجموعة من القرارات الصادرة عن المجلس األعلى
يالحظ أن هناك بعض القرارات التي تلزم المشغل بتبليغ األجير بالفصل عن طريق
البريد المضمون تحت طائلة اعتبار الطرد تعسفيا بينما هناك قرارات أخرى لم تعتبر
الكتابة شرط الزم في اإلشعار بالفصل.
وعليه يمكن التمييز في إطار موقف المجلس األعلى من ضرورة توجيه اإلشعار
بالفصل بين نوعين ومن الحاالت وهي كاآلتي:
-1حاالت يعتبر فيها اإلشعار بالفصل ضروريا.
لقد شدد المجلس األعلى في مجموعة من القرارات على مجموعة من
اإلجراءات المرتبطة بهذا التبليغ وعليه يمكن التمييز بهذا الخصوص بين تبليغ رسالة
الطرد إلى األجير وبين تبليغ نسخة منها إلى مفتش الشغل وبين تسليمها لألجير يدا بيد
وإن كانت المدونة تعطي الخيار للمشغل بين تبليغ مقرر الفصل بالبريد وبين تسليمه
لألجير.
*تبليغ رسالة الطرد إلى األجير بالبريد المضمون:
جاء في قرار صادر للمجلس األعلى "بمقتضى الفصل 6من قرار -10 -23
1948فإن المؤاجر ملزم بإشعار األجير بفصله عن العمل داخل 48ساعة من معاينة
الخطأ الفادح بموجب رسالة مضمونة الوصول( )1ويالحظ أن المدونة احتفظت بنفس
المقتضى من خالل المادة 63وجاء في قرار آخر التأكيد على ضرورة التقيد بهذه
المسطرة ورتب على عدم احترامها اعتبار الطرد تعسفيا جاء في مضمون القرار" يتعين
إلنهاء عقد العمل أن يوجه المشغل إنذار لألجير وإشعارا" بالفصل طبق ما يقرره القانون
وإال اعتبر الفصل تعسفيا حين فرض أن األجير هو الذي غادر العمل من تلقاء نفسه فإن
القانون ال يعفيه من ذلك اإلشعار )2(...بل إن إحدى القرارات اعتبرت تجاوز المحكمة
للبحث عن الخطأ الجسيم دون التأكد من احترام المسطرة يعرض حكمها للنقض حيث
- 1قرار المجلس األعلى عدد 410الصادر تاريخ 1983 04 -26في الملف االجتماعي عدد 95567المنشور بمجلة المغربية /هيئة المحامين
بالدار البيضاء العدد 32يوليوز – غشت 1984الصفحة .45 /145
- 2قرار المجلس األعلى عدد 707الصادر بتاريخ 1984 /11 /12في الملف االجتماعي عدد 5112المنشور بمجلة قضاء المجلس العلى
عدد -11- 39نونبر 1986الصفحة .139 /137
46
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
جاء فيه ما يلي " طالما أن األجير لم يتوصل بأي إشعار يكون المؤاجر قد فسخ العقد
بصفة تعسفية وإعراض القرار عن تطبيق مسطرة تبليغ اإلنذار والتصدي للبحث في
ثبوت الخطأ الفادح المؤدي إلى الطرد ويكون قد خرق الفصل أعاله وبذلك يتعرض
للنقض(.)1
كما أن هناك بعض القرارات اعتبرت هذا اإلجراء الزما في حالة المغادرة
التلقائية فقد جاء في قرار يؤكد هذا القول ":إن اإلشعار بالطرد ال يكون معيبا شكال إن لم
يتضمن اإلشارة إلى الفصل السادس من النظام النموذجي الصادر بتاريخ -10 -23
،1948طالما أن المشغل ضمنه سبب الطرد إن الفصل عن العمل يكون مبررا قانونا
متى أنذر بااللتحاق بالعمل بموجب رسالة مع اإلشعار باالستالم ولم يدل ما يثبت أنه
التحق بهذا العمل أو عرض نفسه على المشغلة للعمل أو أن له عذرا شرعيا يسمح
بالتغيب(.)2
وتبقى الغاية من توجيه الرسالة ليس هي فقط اإلشعار بواقعة الطرد وإنما
تضمين األسباب التي بني عليها الطرد وهذا ما تم تأكيده من خالل قرار للمجلس األعلى
صادر في الموضوع ":إن الفصل 6من القرار النموذجي يلزم المشغل توجيه رسالة
تتضمن بصفة واضحة أسباب الطرد وما دفعت به الطاعنة من أنها بينت هذه األسباب
أمام المحكمة ال يحل محل رسالة الطرد(.)3
*تبليغ نسخة من رسالة الطرد إلى مفتش الشغل.
إن من أهم القرارات الصادرة عن المجلس األعلى في هذا الصدد القرار عدد
122الصادر بتاريخ " 1988 -3 -14جاء فيه إن طرد أي عامل ولو لسبب خطير
يستوجب إخطاره بذلك في ظرف 48ساعة من وقت إثبات الخطأ وذلك بواسطة رسالة
مضمونة الوصول تسلم نسخة منها إلى مفتش الشغل يعفى المشغل في حالة ارتكاب خطأ
- 1قرار المجلس األعلى عدد 417الصادر بتاريخ 1983 -4 -26في الملف االجتماعي عدد 82 /95762المنشور بمجلة المحاكم المغربية
هيئة المحامين بالدار اليضاء العدد 26يوليوز عشت 1983الصفحة .71 /67
-2قرار المجلس األعلى عدد 760الصادر بتاريخ 1988-12-23في الملف عدد 6304لمنشور بمجلة المعيار ،هيئة المحامين بفاس ،العدد-15
1989ص 113
3قرار المجلس األعلى الصادر بتاريخ 1995 -9 -5في الملف االجتماعي المنشور بمجلة اإلشعاع عدد 92 /86 /66هيئة المحامين بالقنيطرة
العدد 14يونيه 1996الصفحة من 87إلى .89
47
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
جسيما من أجل سابق اإلعالم ال من اإلعالم المشار إليه في الفقرة السابقة( )1يالحظ من
خالل القرار أن هناك تمييز بين اإلعفاء من أجل سابق اإلعالم حيث اعتبر عدم احترام
هذا األجل هو الذي يخول للمشغل ،وأما تبليغ اإلشعار فيعتبر واجبا في هذه الحالة وعلى
خالف ذلك ال يعتبر اإلنذار ضروريا في حالة ارتكاب خطأ جسيم من قبل أجير في
القطاع الفالحي.
* تسلم األجير نسخة من رسالة الطرد يدا بيد.
يتم اللجوء إلى هذا النوع من التبليغ في الحالة التي لم يسفر التبليغ البريدي عن
أي نتيجة.
وقد أعطت المدونة الخيار للمشغل في اختيار إحدى الوسائل لتبليغ األجير
بالفصل وهناك العديد من القرارات الصادر عن المجلس األعلى تؤكد على تبليغ األجير
لنسخة من رسالة الطرد عن طريق المناومة اليدوية ومن أهم هذه القرارات ما جاء في
القرار التالي.
" يجب على المشغل أن يخطر العامل بالخطأ الجسيم الذي يستوجب طرده عن
طريق البريد المضمون ويسلم له نسخة من اإلنذار يد بيد.
لما اعتبرت المحكمة أن الطرد تعسفي لعدم إخطار العامل باألخطاء التي
استوجبته لم تكن في حاجة إلى البحث عن األسباب التي تبرره(.)2
-2حاالت ال يعتبر فيها اإلجراء ضروريا:
أبرز مثال لهذه الحالة هو القرار الصادر عن المجلس األعلى بتاريخ 21دجنبر
1972الذي اعتبر قرينة منع األجير من الدخول إلى المعمل وإقراره بهذه الواقعة بمثابة
إشعار بالفصل من العمل معلال ذلك بأن القانون لم يشترط أية طريقة لهذا اإلشعار.
وقد جاء في القرار ما يلي ":حيث إن طالب النقض يعترف في جميع مذكراته
بأن الشركة منعته من الدخول إلى معاملها وكان هذا المنع المعترف به يعد فصال وتبليغا
-1قرار عدد 122الصادر بتاريخ 1988 -3 -14في الملف االجتماعي عدد 87 /8383المنشور بمجلة المحاكم المغربية هيئة المحامين
بالدار البيضاء العدد 55مايو -يوليوز 1988المجلد 9الصفحة من 104إلى .106
-2قرار عدد 86المؤرخ 1986 /3 /17في الملف عدد /85 /6206منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى العدد 46الصفحة .152 /149
48
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
لهذا الفصل ما دام أن القانون المغربي ال يشترط أي طريقة خاصة إلشعار اآلخر بوقوع
الفصل" (.)1
وفي نفس اإلطار لم تعتبر إحدى قرارات المجلس األعلى اإلشعار بالفصل الزما
في حالة تقديم األ جير الستقالته وهو أمر منطقي ما دامت االستقالة تشكل فسخا لألجير
بإرادته لمنفردة فهي تكون الزمة وال تتطلب فسخا مقابل من المشغل من خالل اإلشعار
بالطرد ذلك أن الفسخ من الجانبين غالبا ما يكون بمقتضى االتفاق وفي إطار الصلح الذي
قد يتم بينهما.
وقد جاء في هذا القرار ما يلي ":حيث إن الطاعن أكد في كل أطور القضية أنه
لم يسبق له أن طرد المطلوب في النقض وأن هذا األخير هو الذي غادر عمله ليعمل في
مقهى أخرى وأدلى بشهادة مفتش الشغل أثبت فيها هذا األخير أن األجير غادر عمله من
تلقاء نفسه ليعمل بمقهى جديد كما أكد أنه ال زال على استعداد إلرجاع المدعي لعمله
ومع ذلك فإن محكمة االستئناف ردت على ذلك بكون شهادة مفتش الشغل ال تحل محل
اإلنذار الذي ألزمه القانون مع أن القانون لم يرفض توجيه اإلنذار إال في حالة فصل
األجير عن عمله كما يقضي بذلك الفصل 6من القرار 1948 -10 -23وخصوصا أن
المشغل أبدى رغبته في رجوع األجير إلى عمله وبذلك جاء القرار الذي قضي للمطلوب
بتعويضات عن سابق اإلعالم والطرد غير مرتكز على أساس(.)2
49
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
المطلب الثاني :فصل األجير ألسباب خاصة
ومشتركة.
إن أسباب فصل األجير كثيرة ومتنوعة منها ما هو خاص بطبيعة العقد أو
بأطراف العقد ومنها ما هو عام ومشترك بين جميع العقود بصفة عامة.
الفقرة األولى :األسباب الخاصة إلنهاء عقد الشغل.
أوال :األسباب الخاصة نظرا لطبيعة العقد
-1العقد المحدد المدة )1( :ينتهي عقد الشغل المحدد المدة إما:
* بحلول أجله :ينتهي عقد العمل بصفة تلقائية بانتهاء األجل المقرر له أو بأداء
العمل الذي كان محال له ويتميز عقد الشغل المحدد المدة بغياب أجل اإلخطار ويبقى
عنصر المفاجأة مستبعد عند هذا النوع من العقود سواءا بحلول أجله أو بانتهاء العمل إذ
لكل طرف التحلل منه بمجرد حلول األجل.
*قبل حلول أجله :قد يتم إنهاء عقد الشغل قبل التاريخ المحدد له أو قبل انتهاء
العمل محل العقد وفي ذلك إعمال أحد الطرفين لإلنهاء بصفة منفردة وبالتالي اإلخالل
بااللتزام العقدي الذي ال يجيز من حيث المبدأ التحلل دون موافقة الطرف األخر ففي
غياب األسباب المشتركة إلنهاء العقود يكون كل من المتعاقدين ملزم بتنفيذ العقد وإال
عرض نفسه للمسؤولية التعاقدية بما فيها التعويض عن الضرر إال أنه يجب استبعاد
التعويضات الناتجة عن اإلنهاء في حالة وجود مبرر مع أخذ هذا المبرر بنوع من
الحيطة والحذر وإن كان عقد الشغل المحدد المدة يتضمن أجال محددا بصفة مسبقة
معروف منذ إبرام العقد فإن هناك عقود يرتبط إنهائها بحدث معين ويبقى الطرف اآلخر
ينتظر وقوع الحدث فإن األمر هنا يختلف ليبقى لقاضي الموضوع سلطة تقدير الظرف.
والواقع أن العقد المحدد المدة قد ينتهي قبل أجله بإتفاق األطراف مع العلم أن
إمكانية اللجوء إلى الفسخ القضائي تظهر مقلصة جدا ويبقى للمشغل إمكانية مقاضاة
األجير في حالة الخطأ الجسيم أو القوة القاهرة أو في الحالة التي يتغيب فيها األجير لمدة
50
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
طويلة أو بسبب المرض الذي يرى معه عدم الشفاء داخل الفترة المحددة من طرف
المشرع من خالل المادة 272من مدونة الشغل التي تجعل األجير في حكم المستقيل.
-2العقد غير المحدد المدة :إذا كان العقد المحدد المدة في األصل يضمن
االطمئنان على استقرار الشغل ولو لمدة معينة فإن األمر مخالف بالنسبة للعقد غير
المحدد المدة لكونه عقد مطبوع بعدم االستقرار والتخوف من إنهاء العقد من جانب واحد
واألمل في استمرارية هذا العقد ورغم صدور بعض النصوص الهادفة إلى التقليص من
إعمال حق اإلنهاء باإلدارة المنفردة فإنها لم تستطيع بعد إيجاد إطار أكيد إلستقرار الشغل
إذ بقيت القاعدة المدنية هي اإلطار العام الذي يعطي للمتعاقدين الحق في التخلص من
الطرف اآلخر( )1وتمنع من التعاقد مدى الحياة أو لمدة تبلغ من الطول التزام األجير
حتى وفاته(.)2
وعليه فعقد الشغل غير المحدد المدة يبقى خاضع للمبدأ المدني الذي يفترض
احترام أجل اإلخطار وعدم اإلنهاء بطريقة تعسفية وهما عنصران ملزمان لكل الطرفين
األجير والمشغل.
51
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ويأخذ األجير نسخة من المحضر وفي الحالة التي يرفض فيها أحد أطراف العقد وغالبا
ما يكون المشغل إجراء مسطرة االستماع بحق الطرف الراغب في إجراء المسطرة
اللجوء إلى مفتش الشغل رغم توصله بمقرر الفصل وهذا ما أكده قرار( )1صادر عن
الغرفة االجتماعية عن محكمة االستئناف بالبيضاء في الملف عدد 2005 /6329بتاريخ
2006 /11 /2جاء فيه "ما دام من حق األجير أن يلجأ إلى مفتش الشغل قصد طلب
إجراء المسطرة رغم توصله بمقرر الفصل الذي يعتبر في هذه الحالة باطال إال أنه لم
يفعل فإنه بذلك يكون قد تنازل عن حقه في اللجوء إلى مسطرة االستماع وتوجه إلى
المحكمة مباشرة التي يكون عليها عند وجود مقرر الفصل االقتصار بالنظر على ماورد
فيه وبالرجوع إلى المادة 64من مدونة الشغل وبالضبط الفقرة الثالثة نجد المشرع ينص
على انه يجب أن يتضمن مقرر الفصل األسباب المبررة التخاذه وتاريخ االستماع إلى
األجير مرفقا بالمحضر المشار إليه في المادة 62من المدونة " والواضح من المادة هو
أن مسطرة االستماع إلى األجير هي مسطرة سابقة على مقرر الفصل ويبقى على األجير
اللجوء إلى مفتش الشغل إلجراء المسطرة وفي حالة تنازله عن إجراء المسطرة فإن
المحكمة تعتمد كما ورد في القرار أعاله سوى على األخطاء المنصوص عليها في
المقرر.
ويجب على المشغل أن يبلغ مقرر الفصل لألجير يدا بيد مقابل وصل أو بواسطة
رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل وذلك في أجل 48ساعة من تاريخ اتخاذ المقرر
ويجب أن يشار في مقر الفصل إلى اجل 90يوما للطعن في هذا المقرر( )2وهذا ما جاء
في قرار( )3صادر عن الغرفة االجتماعية لدى المجلس األعلى جاء فيه.
"حيث تعيب الطاعنة على القرار المطعون فيه انعدام التعليل ذلك أن الثابت بأن
الدعوى قدمت خارج األجل القانوني المنصوص عليه في المادة 65من المدونة وأن
استبعاد تلك الوثائق بالقول بأن المطلوب في النقض لم يتوصل بأي مقرر للفصل بالرغم
من توجيه رسالة بالبريد المضمون وتوصله بها كما هو ثابت من خالل اإلشعار إال أن
52
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
القرار خلص إلى أن الدعوى قدمت داخل األجل القانوني وقضى لفائدته بمجموعة من
التعويضات والتعويضات يجب أن تكون مؤسسة الشيء الذي لم يتم في النازلة كما أن
الطاعنة لم تطرد المطلوب في النقض طردا تعسفيا بل أنه ارتكب خطأ جسيما يتمثل في
السرقة واختالس الطاعنة واستهالكها وهو ما ضمنته برسالة الطرد فالقرار لما بث على
النحو المضمن يتعين نقضه(.)1
لكن حيث أن الثابت من وثائق الملف أن طرد األجير من العمل كان بتاريخ /5
2004 /12وبالتالي إنه طبقا للمادة 62من مدونة الشغل التي دخلت حيز التنفيذ وابتدأ
العمل بها منذ 2004 /6 /8فإنه يجب قبل فصل األجير أن تتاح له فرصة الدفاع عن
نفسه باالستماع إليه من قبل المشغل أو من ينوب عليه بحضور مندوب األجراء أو
الممثل النقابي الذي يختاره األجير وذلك داخل أجل ال يتعدى ثمانية أيام ابتداءا من
التاريخ الذي ثب ت فيه ارتكاب الفعل المنسوب إليه ويحرر محضر في الموضوع من قبل
إدارة المقاولة يوقعه الطرفان وتسلم نسخة منه إلى األجير "...وأنه طبقا للمادة 63من
مدونة الشغل إنه يسلم مقرر الفصل إلى األجير المعني باألمر يدا بيدا مقابل وصل أو
بواسطة رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل داخل أجل 48ساعة من تاريخ اتخاذ
المقرر المذكور.
إال أنه بالرجوع إلى الوثائق المتضمنة بالملف ال دليل على سلوك تلك
اإلجراءات الشكلية المنصوص عليها طبقا للمادتين أعاله وال دليل على ما يفيد توصل
األجير بمقرر الفصل طبقا للمادة 63من المدونة مما يجعل الطرد الذي تعرض له طردا
غير مبرر وبالتالي أحقيته في التعويض عن الضرر الذي تعرض له من جراء هذا
الفصل وكذا توابعه من التعويض عن الفصل وأجل اإلشعار.
ويبقى ما أثارته الطاعنة من كون الدعوى قدمت خارج األجل القانوني غير ذي
آثر أمام عدم سلوك اإلجراءات الشكلية الواجبة اتباعها للفصل طبقا للمادة 62و 63من
المدونة وال مجال للعمل بمقتضيات المادة 65من المدونة التي تخص سقوط الحق إذا
قدمت دعوى الفصل أمام المحكمة المختصة خارج أجل تسعين يوما من تاريخ توصل
53
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
األجير بمقرر الفصل مع التنصيص على هذا األجل بالمقرر الوارد في المادة 63فأمام
غياب هذه اإلجراءات يبقى ما خلص إليه القرار من أن المادة الواجبة التطبيق في المادة
395من المدونة ومدة التقادم بهذه المادة هي سنتان فتكون الدعوى مقبول لعدم مرور
سنتين من تاريخ الفصل تعيلال كافيا وتبقى الوسيلة غير جديرة باالعتبار".
*االمتناع عن العمل وعدم االمتثال ألوامر المشغل.
إن القاعدة في جميع العقود هو التزام أطراف العقد بما هو متفق عليه في العقد
إال أن هناك بعض الحاالت التي يضطر فيها المشغل على تعديل محتوى العقد 1كتخفيض
ساعات العمل أو تخفيض األجر بنسبة ال تزيد عن 50%أو المنع من العمل أو تغيير
في المركز القانوني للمشغل أو نقل األجير إلى مدينة أخرى.
+تخفيض ساعات العمل:
جاءت المادة 185من مدونة الشغل تنص على أنه بإمكان المشغل للوقاية من
األزمات الدورية العابرة وبعد استشارة مندوب األجراء والممثلين النقابيين بالمقاولة عند
وجودهم توزيع المدة السنوية اإلجمالية للشغل على السنة حسب حاجيات المقاولة شريطة
أال تتجاوز مدة العمل العادية عشر ساعات في اليوم ثم أضافت المادة على انه ال يترتب
عن هذا اإلجراء التخفيض من األجر الشهري ويمكن للمشغل بعد استشارة مندوبي
األجراء والممثلين النقابيين بالمقاولة عند وجودهم أن يقلص من مدة الشغل العادية ولفترة
متصلة أو منفصلة ال تتجاوز ستين يوما وذلك عند حدوث أزمة اقتصادية عابرة لمقاولة
أو لظروف خارجة عن إرادته كما يجب أن يؤدي األجر على أن ال يقل عن 50بالمائة
من األجر العادي ما لم تكن هناك مقتضيات أكثر فائدة لألجراء ،وإذا كان التقليص من
مدة الشغل يزيد عن المدة المحددة قانونا وهي 60يوما في السنة وجب االتفاق بين
المشغل ومندوبي األجراء والممثلين النقابيين بالمقاولة حول الفترة التي سيستغرقها هذا
التقليص وفي حالة عدم التوصل على أي اتفاق ال يسمح بالتقليص من مدة الشغل العادي
إال بإذن يسلمه عامل العمالة أو اإلقليم داخل أجل شهران من تاريخ تقديم الطلب ،من
خالل مقتضيات المادة يتبين أن إمكانية اللجوء إلى التقليص من مدة الشغل العادية ال تتم
54
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
إال في حالة حدوث أزمة اقتصادية عابرة ويبقى على كل أجير تقليص مدة عمله حتى
يتالءم مع اإليقاع المخفض إلنتاج المقاولة واالنسجام مع التضحيات المادية لألجراء
المتمثلة في نقصان األجر ألن الهدف الذي يسعى الجميع إلى تحقيقه هو الحفاظ على
الشغل والدفاع عن مصلحة المقاولة(.)1
+تخفيض األجر دون التخفيض من عدد الساعات:
إذا كانت األزمة االقتصادية العابرة قد وردت بمقتضيات قانونية محددة ،فإن
التخف يض من ساعات الشغل أمر ممكن إذا تم االتفاق مع األجراء ذلك أن المشغل قد
يحاول البحث عن اتفاق مع نقابة في إطار المفاوضة الجماعية وهذا ما كرسته المدونة
في مادتها 95ويقتضي تضامن األجراء مع مشغليهم التخفيض من األجر وهذه نقط
يمكن إدراجها في جدول األعمال الذي يطرج على مستوى المقاولة مرة كل سنة على
األقل 2إال أن االتفاق في هذه الحالة ال ينتقل بصفة أتوماتيكية إلى كل األجراء ليصبح
المبدأ نسبيا بل يقتصر على قوة إلزامية محددة في األطراف الموقعة ،وعلى األجراء
الذين اعتبروا النقابة وكيلة عليهم.
- 1محمد سعيد بناني " :قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل" مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء الجزء الثالث ،طبعة يناير
،2009صفحة .83
- 2جاء في المادة 96ما يلي ..." :تجري مرة كل سنة أو كلما دعت الضرورة إلى ذلك مفاوضات ين الحكومة والمنظمات المهنية للشمغلين
والمنظمات النقاية لألجراء األكثر تمثيال على المستوى الوطني للتداول في مختلف الملفات االقتصادية واالجتماعية التي تهم عالم المشغل.
55
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
+تغيير نوع العمل:
إن المركز القانوني للمشغل في المقاولة يتح له الحق في اتخاذ عدة قرارات من
أجل تنظيم وتسيير المقاولة إال انه ال يجب أن يتعسف في استعمال هذا الحق كتغيير
العمل الذي من أجله أبرم العقد إما إلى عمل أقل منه أو أن يسند لألجير عمل ال يدخل
في اختصاصه مما يجعله غير مؤهل للقيام بالعمل الجديد المسند إليه وهذا ما أكده قرار
صادر عن المجلس األعلى عدد )1(974الذي جاء فيه "أن األجير كان يشتغل لدى
الشركة المدعى عليها كلحام "سودور" لمدة 10سنوات وعملت على نقله إلى مصلحة
أخرى للعمل كصباغ وأن شهادة العمل تحمل صفة لحام والمحكمة اعتبرت نقله تعسفيا
وأن العمل الجديد المنوط به ال يدخل في اختصاصه ولم يثبت المشغل أنه سبق وأن عمل
بالصفة الجديدة فقضت بالتعويضات لألجير على أساس انه طرد طردا تعسفيا".
+تغيير في المركز القانوني للمشغل:
إذا كان القانون المدني هو أصل جميع القوانين فإن قانون الشغل بحكم طبيعة
العالقة المكونة له ،يتميز بخصوصيات ومن بين هذه الخصوصيات استمرار عقد الشغل
في حالة التغيير في المركز القانوني لرب العمل بحيث تستمر العالقة مع المالك الجديد
للمقاولة(.)2
وحسب ما استقر عليه الفقه فإن األجير مرتبط في عالقته الشغلية مع المقاولة،
وذلك من اجل ضمان استقرار واستمرار الشغل استمرارية األجير في العمل تبقى قائمة
سواء أكان التغيير في المركز ،بسبب نقل للملكية كالبيع االختياري أو الجبري بالمزاد
العلني أو الهبة أو اإلدماج أو الوصية أو السبب غير الناقل لها كاإليجار وكان للمجلس
األعلى عدة قرارات في هذا الصدد مما جعل المدونة تؤكده ضمن المادة 19وسوف
نقتصر على واحد منها ألن اإلشكالية المطروحة هي هل األجير الذي يتم نقله في إطار
الحركة الداخلية داخل المقاولة أو مجموعة من المقاوالت يظل محتفظا بنفس الحقوق
التي كان يكتسبها من قبل لدى هذه المقاولة ؟
- 1قرار عدد 974صادر عن الغرة االقتصادية بالمجلس األعلى بتاريخ 29/09/2004مل 2004/453منشور بالمجلة المغرية لقانون
األعمال والمقاوالت العدد 7يناير 2005ص .149 213
-2عادل العثماني " :سلطة المشغل في تسيير مقاولته بين حاجيات المقاولة وحماية حقوق األجراء دراسة مقارنة" ،مجلة المعيار عدد 36
دجنبر ،2006صفحة .184
56
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
لقد سارت مدونة الشغل على ما سار إليه المجلس األعلى بخصوص احتفاظ
األجير بحقوقه المكتسبة أثناء تغيير في المركز القانوني لرب العمل والذي يؤكد المبدأ
المضمن من المادة 19منها ونشير إلى القرار( )1الذي جاء فيه "لكن حيث بالرجوع إلى
الملف والوثائق المضمنة به يتبين بأن الطاعنة تخلت عن إحدى أعمالها المتجلية في
القيام بأعمال التنظيف ،وأسندت تلك المهام لشركة أخرى هي التي لها تخصص في هذا
الميدان فتكون بذلك قد حلت محل الطاعنة ،فجميع االمتيازات التي كانت تتوفر عليها
األجيرة تظل محتفظة بها منذ اشتغالها لدى الطاعنة األولى سيما أن الشركة قبلت
الشروط المتعلقة باالحتفاظ بالمزايا المكتسبة لألجيرة.
وهذا وبالرجوع إلى الفقرة األخيرة من المادة 19نجدها تنص "يحتفظ األجير
بنفس الحقوق والمكاسب الناشئة عن عقد شغله وذلك بغض النظر عن المصلحة أو الفرع
أو المؤسسة التي يتم تعيينه بها وعن المهام المسندة إليه ما لم يتفق الطرفان على مزايا
أكثر فائدة لألجير" ونفس الشيء أكده القرار عدد )2(165صادر عن الغرفة االجتماعية
بالمجلس األعلى جاء فيه "أن المحكمة لما ثبت لديها من خالل جلسة البحث وأوراق
الملف أن هناك تغيير في المركز القانوني للمشغل وبالتالي فإن شراء الطاعن لمقهى
بتاريخ 2001/10/9لن يؤثر على وضعية األجراء الذين يشتغلون مع المشغل السابق
وتبقى عقود الشغل سارية المفعول مع المشغل الجديد للمشروع وإقدام الطاعن على
استبدال المطلوب الذي كان يشتغل مع المشغل بالمقهى يكون قد خرق القانون وما
خلصت إليه المحكمة من استمرارية عقود الشغل مرتكز على أساس والوسيلة ال سند
لها".
1القرار عدد 685صادر 2005/06/22ملف عدد 2005/465مليكة بنزاهير" :تكريس مدونة الشغل لالجتهاد القضائي" ،ورد في الندوة
الجهوية التاسع للمجلس األعلى بعنوان عقود العمل والمنازعات اإلجتماعية من خالل اجتهادات المجلس األعلى ،2007 ،ص .104
2قرار عدد 165صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 2005/02/16مل عدد 2005/03/101بشرى العلوي مرجع سابق
صفحة 190الهامش .215
57
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
* نقل األجير من مدينة ألخرى
قد يقوم المشغل بنقل األجير من مدينة ألخرى دون موافقته ودون أن ينص العقد
على اتفاق األطراف على إمكانية النقل لمدينة أخرى وبذلك يكون المشغل قد طرد
األجير طردا تعسفيا وهذا ما أكده قرار للمجلس األعلى( )1الذي جاء فيه أن نقل األجير
من مدينة الدار البيضاء إلى مدينة مراكش دون موافقتها ودون أن ينص العقد على هذا
الشرط يعتب ر تغييرا في بنود العقد يجعل األجير في حالة طرد تعسفي وينص القرار في
جوابه عن الوسيلة والتي بمقتضاها رفعت المشغلة طلب النقض لكن حيث أن المحكمة
لما ثبت لديها من خالل وثائق الملف وتصريحات األطراف أن المشغلة أغلقت معملها
بالدار البيضاء وأن الطرفين سبق لهما أن اتفقا على مكان تنفيذ العقد وأن المشغلة لما
نقلتها إلى مدينة مراكش دون موافقتها ودون أن يوجد بالعقد شرط خاص يسمح للمشغلة
بنقلها ،بعد ذلك خرقا جوهريا في بنود عقد الشغل والمحكمة كان قرارها مستند على
أساس والوسيلة ال سند لها."...
-2األسباب الخاصة باألجير:
إذا كانت القاعدة من إنهاء عقد الشغل غير المحدد المدة بإرادة المنفردة كما قلنا
ذلك سابقا ال يتم إال بإنذار الطرف الثاني في العقد ،واالستثناء هو إنهاء العقد دون احترام
أجل اإلخطار فاألجير أيضا بإمكانه أن يتحلل من العقد دون التقييد بمهلة اإلخطار في
الحالة التي تصدر فيها من المشغل تصرفات تمس بكرامة األجير كالسب والشتم والعنف
والتحرش الجنسي إلى غيرها من األخطاء التي جاءت بها المدونة في المادة ،10أو أن
المشغل لم يقم بتنفيذ االلتزامات الملقاة عليه بمناسبة العقد كعدم أداء األجر أو حرمان
األجير من العطلة السنوية ويكون لألجير في هذه الحالة الحق في الحصول على
التعويض رغم فسخه للعقد بإرادته.
على أن هناك حاالت يعمد فيها األجير إلى مغادرة العمل ،دون إخبار رب العمل
أو قد يقدم االستقالة دون أي إشعار أو قد يشارك هذا األجير في إضراب تضامني أو قد
- 1قرار عدد 426المؤرخ تاريخ 2005/04/19ملف 2005/90بشرى العلوي مرجع سابق صفحة 191الهامش .217
58
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
يتغيب عن عمله بسبب اعتقاله واآلن سنحاول الحديث عن المغادرة التلقائية لألجير ثم
االستقالة التي يقدم عليها هذا األجير.
* المغادرة التلقائية
تعتبر المغادرة التلقائية من أهم الدفوعات التي تثار من طرف المشغل وهي
تدخل في إطار التغيبات ويبقى من حق األجير االستفادة من رخصة التغييب مستندا على
أسباب قانونية كالتغيب ألسباب صحية وفي هذه الحالة على األجير إخبار المشغل داخل
مدة 48ساعة مع توجيه شهادة طبية تثبت المرض إذا تغيب أكثر 4أيام أو 8أنصاف
خالل السنة( )1او قد يكون تغيبه مرتبط بأحداث عائلية كزواج األجير ،أو الوفاة أو
إجراء عملية جراحية أو الختان أو أن يتغيب من أجل اجتياز مباراة أو تدريب رياضي،
وبالرجوع للمادة 456من المدونة نجد انه يجب "على المشغل أن يتيح لمندوبي األجراء
الوقت الالزم لتمكينهم من أداء مهامهم داخل المؤسسة وخارجها ،وذلك في حدود 15
ساعة في الشهر بالنسبة لكل مندوب ما لم تحل ظروف استثنائية دون ذلك ،وعليه أن
يؤدي إليهم أجر ذلك الوقت باعتباره وقتا من أوقات الشغل الفعلي."..
والمالحظ من المادة أن صاحب المقاولة مجبر على تأدية أجر 15ساعة كل
شهر دون قيام األجير العمل محل العقد وهو ما يساوي يومي شغل تقريبا إذا اشتغل
األجير 8ساعات من العمل الفعلي في اليوم حسب القواعد العامة.
فكل هذه التغيبات تعتبر تغيبات قانونية عند إثباتها وال يمكن للمؤاجر أن يدفع
بها كخطأ من األجير.
إال أن السؤال المطروح هو على من يقع عبء اإلثبات المغادرة التلقائية ؟
بالرجوع إلى المادة 63من مدونة الشغل نجدها تنص على "يقع على عاتق
المشغل عبء إثبات وجود مبرر مقبول للفصل كما يقع عليه اإلثبات عندما يدعي مغادرة
األجير لشغله" وهذا ما سار عليه المجلس األعلى من خالل قرار له صادر عن الغرفة
االجتماعية جاء فيه "حيث أن المحكمة لما حملت عبء إثبات المغادرة التلقائية على
المشغل الذي عليه اثبات انقضاء االلتزام طبقا للفصل 400من قانون االلتزامات والعقود
59
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
يكون قرارها مرتكز على أساس ومن جهة ثانية إن المشغل لم يستطع إثبات ما يدعيه
من مغادرة تلقائية لألجير وأمام إبداء رغبته في جميع مراحل الدعوى على إرجاع
األجير إلى عمله كان ما قضت به المحكمة من إرجاع األجير إلى عمله مرتكز على
أساس والوسيلة ال سند لها.)1("...
وينقلب عبء اإلثبات على األجير في الحالة التي يثبت فيها المشغل أن األجير
غادر العمل من تلقاء نفسه ودفع األجير أنه رجع إلى العمل ومنع من الدخول من طرف
المشغل وهذا ما أكده قرار( )2للمجلس األعلى جاء فيه "لكن حيث أن المحكمة لم تثبت
لديها من خالل جلسة البحث واالستماع إلى الشاهد ()...
المكلف بالعمال داخل المؤسسة وفي إطار المهام المنوطة به أن األجيرة
استفادت من عطلتها السنوية ولم ترجع للعمل وهي المكفلة بإثبات رجوعها والتحاقها
بالعمل بعد انتهاء الرخصة والمحكمة لما أعطت تكييفا للنازلة على أساس مغادرة تلقائية
يكون قرارها مرتكز على أساس."...
والمغادرة التلقائية هي واقعة مادية يمكن إثباتها بجميع وسائل اإلثبات بما في
ذلك شهادة الشهود ورسالة الرجوع إلى العمل وهي األكثر فعالة في اإلثبات من طرف
المشغل فإذا توصل األجير برسالة الرجوع بصفة قانونية ولم يرجع إلى العمل ثبتت
المغادرة التلقائية في حقه وال يستحق أي تعويض وهذا ما أكده قرار صادر عن محكمة
االستئناف في غرفتها االجتماعية بتاريخ 2007-09-20جاء فيه "وحيث إن الثابت من
معطيات ملف النازلة ومحتوياته وخاصة محضر مفتشية الشغل عدد 10وتاريخ -2-16
2005وكذا تصريحات الشهود المستمع إليهم في المرحلة االبتدائية أن المستأنف لم يكن
محل أي طرد تعسفي وإنما هو الذي رفض الرجوع إلى عمله رغم مطالبة مشغله بذلك
أمام مفتش الشغل واإلنذار الموجه إلى عنوانه األصلي وقت مغادرته والذي رجع
بمالحظة غير مطلوب.
- 1قرار عدد 282صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 2005/03/16ملف 2004/1183غير منشور بشرى العلوي مرجع
سابق الهامش 225ص .198
-2قرار عدد 305صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 2005/03/23ملف عدد 04/1190غير منشور ،بشرى العلوي
مرجع سابق ص .198
60
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
وحيث إن األجير الذي يغادر عمله من تلقاء نفسه يعتبر في حكم المستقيل منه ال
يستحق أي تعويض.
وحيث أن شهادة الشهود أكدت مغادرة المستأنف لعمله بدون مبرر مشروع وأن
هذه الشهادة جاءت منسجمة مع وقائع النازلة ومع ما هو مضمن بمحضر مفتش الشغل
األمر الذي يتعين معه تأييد الحكم المستأنف بجميع أجزائه لمصادقته للصواب"(.)1
وبالرجوع إلى المادة 22من مدونة الشغل نجدها تنص على أنه "ينبغي لألجير
عند تغيير محل إقامته أن يطلع المشغل على عنوانه الجديد إما يدا بيد أو بواسطة رسالة
مضمونة مع اشعار بالتوصل" وبالتالي يبقى على األجير أن يطلع مشغله بالعنوان الجديد
وإال اعتبرت مغادرته للعمل وعدم توصله برسالة الرجوع مغادرة تلقائية.
وهناك قرار صادر عن المجلس األعلى ساير فيه المادة 22جاء فيه "لكن حيث
أن المحكمة لما ثبت لديها من خالل وثائق الملف أن األجيرة تغيبت عن العمل وراسلها
المشغل عن طريق البريد ورجعت بمالحظة غير مطلوب ثم راسلها عن طريق المحكمة
بواسطة العون القضائي الذي أفاد أن مالك العقار صرح أنه ال يعرف الطاعنة ال يعرف
بالعنوان ،ومن جهة ثانية فإن محكمة االستئناف لما أيدت الحكم االبتدائي تكون تبنت
علله وأسبابه وقد عللت المحكمة االبتدائية حكمها أن عدم إدالء األجيرة بعنوانها الجديد
والحقيقي للمؤاجر يعطل سلوك اإلجراءات المنصوص عليها في القانون ويشكل تقصير
من طرف األجيرة وقرينة على صحة إداعاءات للمؤاجر ودفوعاته ،فكان ما قضت به
المحكمة من رفض طلب التعويض للمغادرة التلقائية مرتكز على أساس والوسيلتان ال
سند لهما.)2("....
وأخيرا من خالل القرارات السابقة يتبين أن إثبات المغادرة التلقائية يبقى على
عاتق المشغل في حين يبقى إثبات المنع من الدخول إلى العمل على عاتق األجير هذا
األخير الذي يبقى ملزم بتبليغ المشغل بالعنوان الجديد لمراسلته.
االستقالة:
-1قرار عدد 07-803المؤرخ 2007-09-20رقم الملف 6-06-1040صادر عن الغرفة االجتماعية بمحكمة االستئناف بفاس.
-2قرار عدد 2005/889صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 2005-09-14ملف 2005/5/1/419
61
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
تعتبر االستقالة هي ذلك التصرف القانوني الصادر عن العامل بمقتضاه يعبر
عن إرادته بوضع حد للرابطة العقدية التي تربطه بصاحب المؤسسة فهي تمثل وسيلة
إلنهاء العقد من طرف العامل بمحض إرادته ودون أن تكون هذه اإلرادة معيبة بعيب من
عيوب الرضى وقد عرف العمل القضائي االستقالة بأنها "كل تعبير واضح وحر عن
إ رادة منفردة باعتزال العمل بالمؤسسة كيفما كان شكل هذا التعبير شريطة أن يكون جديا
غير مشكوك فيه( )1وعليه فاالستقالة إذا تبين أنما كانت محل ضغط وأنها قدمت بعد
طرد األجير فال يجوز اعتبارها لكونها لم يعد لها محل وهذا ما أكده القرار الصادر عن
محكمة االستئناف بالدار البيضاء جاء فيه( )2وحيث انه بالرجوع إلى وثائق الملف
والبحث المجرى استئنافيا يتبين أن االستقالة قدمت بتاريخ 1997/7/31في حين أن
رسالة الفصل وقعت بتاريخ 1997/07/17مع سريان مفعولها ابتداء من تاريخ
1997/07/18بمعنى أنه وقت إنجاز االستقالة كانت العالقة الشغلية قد انفصمت عنها
بقرار من المشغلة وبالتالي لم يعد لالستقالة أي محل وبما أن المحل هو ركن أساسي
لصحة االلتزامات كما نص على ذلك الفصل الثاني من قانون اإللتزامات والعقود،
وبالتالي فاإلستقالة ال أثر لها لكون قرار الطرد بني على عدم إنجاز األجير للبرنامج
المكلف به وكان على المشغلة أن تناقش أسباب الفصل من خالل جلسة البحث وهو
الشيء الذي لم تفعله لعدم حضورها رغم إمهال نائبها وتعهده إلحضار ممثل الشركة
والشهود وحيث أنه تبعا لذلك يبقى الحكم االبتدائي مخالفا للصواب حين قضى برفض
الطلب معتبرا بأن اإلنهاء لعقد الشغل كان من جانب األجير مما ينبغي معه إلغاؤه.
وقد نصت المادة 34من مدونة الشغل في شأن االستقالة أنه "يمكن إنهاء عقد
الشغل غير المحدد المدة بإرادة األجير عن طريق االستقالة المصادق على صحة
إمضائها من طرف الجهة المختصة وال يلزمه في ذلك إال احترام األحكام الواردة في
الفرع الثالث أدناه بشأن اجل اإلخطار المنصوص عليه في الفصل 43من مدونة الشغل.
62
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
وقد تدفع المشغلة بوثيقة االستقالة ويدفع األجير باألمية عن طريق لفيف عدلي
وبما أن االستقالة لم تحرر من طرف ممن له الصالحية طبقا للفصل 427من قانون
االلتزامات والعقود يكون قرارها خارقا للقانون وهو ما أكده المجلس األعلى في قراره
عدد " )1(253حيث تعيب الطاعنة على القرار خرق القانون وعدم االرتكاز على أساس
قانوني وخرق الفصل 427من قانون االلتزامات والعقود ذلك أن القرار اعتمد على
وثيقة االستقالة والذي دفعت بمقتضاها الطاعنة أنها تجهل محتواها ولم يسبق لها أن
قدمت استقالتها ولما بصمت على الوثيقة ظنت أنها تتعلق العطلة واألجرة بسبب أنها أمية
ال تعرف ال القراءة وال الكتابة كما هو ثابت في اللفيف العدلي المدلى به والمحكمة لما
اعتبرت أن االستقالة المدلية بها والتي تحمل بصمة المدعية رغم أنها لم تكن تعلم
بمحتواها بسبب أميتها تكون قد خرقت القانون وعرضت قرارها للنقض".
وكان جواب المجلس األعلى "أن الطاعنة أدلت بلفيف عدلي عدد 166صفحة
25كناش المختلفة مؤرخ 1997/29/6يفيد أن األجيرة أمية ولم يسبق لها أن دخلت
المدرسة تجهل القراءة والكتابة والمحكمة لما أخذت بالوثيقة المتعلقة باالستقالة،
والمحررة باللغة الفرنسية والمؤرخة في ،1996/11/20والتي تجهل األجيرة محتواها
فال قيمة لها مادامت لم تحرر ممن له الصالحية طبقا للفصل 427من قانون االلتزامات
والعقود فكان ما قضت به خارقا للقانون يتعين نقضه".
إال أن هناك حاالت قد يدعي فيها األجير انه وقع االستقالة تحت الضغط
واإل كراه من طرف المشغل كما هو الشأن بالنسبة للقرار الصادر عن المجلس األعلى
عدد )2(534جاء فيه "لكن حيث أن المحكمة لما ثبت لديها من خالل وثائق الملف أن
األجيرة قدمت استقالتها عن الشغل ولم تثبت ما ادعته من ضغط وإكراه والمحكمة بعدم
جوابها ما دفعت به من إكراه بعدما رفضت ضمنيا له تبقى الوسيلة على غير أساس".
-1قرار 253صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 2005/03/09مل 2004/1157غير منشور بشرى العلوي ،م س ،ص
.209
-2قرار عدد 534صادر عن الغرة االجتماعية بتاريخ 2005/05/18ملف 2005/110بشرى العلوي مرجع سابق ص .209
63
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الفقرة الثانية :األسباب المشتركة لفصل األجير
هناك حاالت عديدة يشترك فيها األجير والمشغل في إنهاء عقد الشغل وتكون
خارجة عن إرادة الطرفين قد تكون حاالت يستحيل فيها التنفيذ كالوفاة أو القوة القاهرة أو
قد يرجع الفصل إلى البطالن واإلبطال الذي يتعرض له العقد أو يعود على اتفاق
األطراف أو الخطأ الجسيم أو الفسخ القضائي دون أن ننسى التقاعد.
سنحاول أن نتعرض لكل حالة من هذه الحاالت بنوع من اإليجاز مع إعطاء
موقف المجلس األعلى من كل حالة إن وجد.
-1الوفاة :
جاء في الفصل 745من قانون االلتزامات والعقود في فقرته الثالثة على أن
استحالة التنفيذ الناشئة عن الحادث الفجائي أو القوة القاهرة ووفاة األجير تؤدي إلى
انقضاء عقد الشغل.
إن انقضاء عقد الشغل بسبب الوفاة يؤكد على فكرة اعتماد شخصية األجير في
العقد وليس من حق المشغل مطالبة أحد الورثة باستئناف العمل الذي تركه الهالك كما أنه
ليس من حق الورثة أن يحل أحدهم محل الهالك في العمل بصفة تلقائية( ) 1ولإلشارة
فهذه القاعدة تطبق على وفاة األجير فقط أما وفاة المشغل ال تؤثر على سريان العقد كما
جاء ذلك في المادة 745أعاله.
-2القوة القاهرة :
القوة القاهرة هي كل أمر ال يستطيع_ اإلنسان أن يتوقعه كالظواهر الطبيعية
(الفيضانات – الجفاف -العواصف -الحرائق) وغارات العدو وفعل السلطة ويكون من
شأنه أن يجعله تنفيذ االلتزام مستحيال( )2ولتحقق القوة القاهرة وإثباتها البد من معرفة
شروطها وموقف القضاء من هذا الحادث تتجلى شروط القوة القاهرة في عدم القدرة على
توقعها وعدم استطاعة رفعها أو التغلب عليها ويجب أن يكون المدعى حين وقوعها لم
يرتكب أي خطأ إضافة إلى توفر شرط االستحالة المطلقة.
-1سعيد بناني :المجلد الثاني ،الجزء األول ،مرجع سابق ،ص .812
- 2المادة 269من قانون االلتزامات والعقود.
64
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
جاء في قرار للمجلس األعلى( )1ذلك حيث أن المحكمة ثبت لديها من خالل
جلسة البحث أن المشغلة صدر في حقها حكم باإلفراغ وأن هذا الظرف يمكن توقعه من
طرف المشغلة وال يمكن إعفاؤها من مسؤوليتها كمشغلة فضال عن ذلك فإنها لم تثبت أنه
هو الذي غادر العمل من تلقاء نفسه فكان ما قضت به المحكمة من تعويضات مرتكز
على أساس والوسيلة ال سند لها."...
ويتبين من هذا القرار أن المجلس األعلى يأخذ بشرط القوة القاهرة في مفهومها
المطلق بحيث عدم إمكانية توفر لتوقع الحادث.
-3البطالن واإلبطال :
إن عقد الشغل كبقية العقود قد يصاب بخلل في تكوينه ولهذا فإن أسباب البطالن
واإلبطال التي تنطبق على العقود بصفة عامة ،تنطبق على عقود الشغل كذلك ،هذا وقد
يكون األمر متعلقا ببطالن عقد الشغل برمته وقد يتعلق بعض بنوده والتي ترد في سياق
مبدأ الحرية التعاقدية حيث يتضح أنها مشروعة وهي في ذلك تخضع للعقوبة المدنية(.)2
-4اتفاق األطراف :
ليس هناك ما يمنع اتفاق األطراف حول إنهاء عقد الشغل سواء كان عقد محدد
المدة أو غير محدد المدة وهذا تم تأكيده من خالل الفصل 393من قانون االلتزامات
والعقود وذلك في الحاالت التي يجوز فيها الفسخ بمقتضى القانون .وبالرجوع إلى مدونة
الشغل نجدها تتضمن العديد من المساطر المؤدية إلى إنهاء العقد وال سيما عن طريق
الصلح مثال أو الصلح التمهيدي الذي يعتبر من مستجدات المدونة أو التوصيل عن
تصفية كل حساب أو اإلنهاء الودي.
-5الخطأ الجسيم :
هو الخطأ المرتكب من طرف المشغل أو من طرف األجير أو هما معا ويجعل
العالقة العقدية غير ممكن أن تستمر في الوجود حتى أثناء اجل اإلخطار ويكون بطبيعته
- 1قرار عدد 65صادر عن المجلس األعلى صادر بتاريخ 2005/04/19مل عدد 2005/05/65غير منشور بشرى العلوي مرجع سابق
ص .221
- 2سعيد بناني :المجلد الثاني الجزء الثاني ،مرجع سابق ،ص .819
65
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
خطأ شرعيا للفصل وهو أحد األسباب المؤدية إلى إنهاء كل من العقد المحدد أو غير
المحدد المدة.
-6التقاعد :
لقد جاء مدونة الشغل لتضع حدا للنزاع الفقهي والقضائي فيما يتعلق بسن التقاعد
في سن الستين باستثناء بعض الحاالت التي يرجع البحث بها إلى وزارة التشغيل بطلب
من المشغل وموافقة من األجير أما بالنسبة لألجراء العاملين في المناجم والذين اشتغلوا
لمدة 5سنوات على األقل يحالون أساسا على التقاعد عند بلوغهم سن 55سنة أو الذين
بلغوا 60سنة ،ولكنهم لم يكونوا قد قضوا فترة التأمين المحدد في الفصل 53من ظهير
27يوليوز 1972المتعلق بالنظام الضمان االجتماعي إذ يؤخر سن التقاعد فيما يخص
ه ذه الفئة إلى التاريخ الذي يستوفون فيه مدة التأمين المذكورة إذا كان القانون قد أدرج
بعض المقتضيات الخاصة بضرورة االشتغال لمدة 3240يوم عمل ،إنه ال يجوز السماح
بإجبار األجير بالتقاعد قبل بلوغه سن التقاعد وإال اعتبر فصله تعسفا( ،)1إذا يقتضي
األمر تأخير سن التقاعد بالنسبة لألجير البالغ سن 60سنة إلى التاريخ الذي يستوي فيه
مدة التامين كما أنه ليس من مهام مندوب األجراء إنهاء العقود الخاصة بالشغل والمتعلقة
بالتقاعد قبل أوانه علما أن عقد الشغل ينتهي بحلول تاريخ اإلحالة على التقاعد وال يوجبه
ذلك أي أجل اإلخطار ووجود هذا األخير ليس من شأنه تغيير طبيعة العقد وتحويله إلى
عقد محدد المدة.
-1قرار عدد 190صادر عن الغرفة اإلجتماعية بالمجلس األعلى 2005/2123بتاريخ 2005/10/14بشرى العلوي مرجع سابق صفحة
225
66
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
موقف المجلس األعلى من التقاعد قبل أوانه :
جاء ي قرار( )1له "إذ عابت الطاعنة على القرار خرق المادة 54من مرسوم
1963/11/24وخرق القانون وعدم االرتكاز على أساس قانوني ونقصان التعليل وعدم
الجواب ذلك أن المادة 84من المرسوم أعاله تنص "أن اإلعفاء ال يقع إال بعد أخذ رأي
لجنة المستخدمين ألحد األسباب اآلتية :للتخفيف من مناصب العمل ألجل تدابير عامة
ومن أجل التنظيم الداخلي للمقاولة...
وأن ما أقدمت عليه الطاعنة من نهج قرار اإلحالة على المعاش المبكر كان
بموافقة ممثل العمال ومندوب المستخدمين وأن محاضر االجتماعات المدلى بها من
طرف الطاعنة قد أبرزت أن مندوبوا العمال حضروا وهم الذين حددوا المعايير
والمقاييس التي ثم حصرها لتحديد التعويض على المعاش المبكر واإلحالة االختيارية كما
وافقت عليه الوزارة الوصية بمقتضى رسالتها المؤرخة في 1996/05/22من طرف
السيد وزير المالية.
إن ما أقدمت عليه الطاعنة كان نتيجة ضائقة مالية وما تعرضت له من منافسة
خارجية علما أن القانون الداخلي التنظيمي للمكتب يعطي الصالحية للمديرية العامة من
طرف التعويضات ألعوانها في حالة اإلعفاء واإلحالة على المعاش على أساس حد
أقصى وهو 6أشهر وشهرين كحد أدنى والمحكمة لما اعتبرت في حيثياتها أن المطلوب
كان في حالة طرد تعسفي لعدم حضوره وعدم استشارته في موضوع هذا القرار والحال
أنه كان ممثال من طرف مندوب األجراء ،وتوصل بمستحقاته تصفية لكل حساباته
وتعويض تحفيزي مقابل قبول اإلحالة على المعاش المبكر وال دليل بالملف على أن
الطاعنة قد طردته طردا تعسفيا وتكون المحكمة قد قلبت عبء اإلثبات ولم تجعل
لقضائها أساس قانوني يتعين نقضه".
-1قرار عدد 505صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 2005/05/11ملف 2005//152غير منشور بشرى العلوي مرجع
سابق ،ص .223
67
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الفصل الثاني :آثار إنهاء عقد الشغل على ضوء
االجتهاد القضائي
إن مدونة الشغل على المستوى الفردي،لم تغفل الجانب المتعلق باآلثار الناتجة
عن إنهاء عقد الشغل ،السيما بالنسبة لألجير الذي قد يفقد شغله بين عشية وضحاها،ليجد
نفسه عادة أمام وضعية صعبة ،بل ومعقدة عندما تكون الظرفية االقتصادية ال تسمح
بإيجاد شغل جديد خاصة في ظل األزمة االقتصادية العالمية ،والتي أدت بالعديد من
المقاوالت إلى اإلفالس وبالتالي إغالق أبوابها وتسريح عدد هائل من العمال خاصة في
الدول األوربية التي تعتبر أكبر مورد لألجراء.
وإذا انتهى عقد الشغل لسبب من األسباب التي عرضنا لبعضها فإن العالقة
القانونية التي كانت قائمة بمقتضى العقد بين األجير ومشغله ،تنتهي ويترتب عن هذا
اإلنهاء آثار تختلف بحسب ما إذا كان مبررا أو غير مبرر،فضال عن حق األجير في
1
تسلم شهادة العمل عند طلبها وذلك أيا كان سبب انقضاء العقد.
لذلك نقسم هذا الفصل إلى مبحثين،نتطرق في أولهما إلى آثار الفصل التعسفي
ودور القضاء في حماية األجير ،ونبحث في ثانيهما آثار إنهاء عقد الشغل المحدد المدة.
المبحث األول :آثار الفصل التعسفي ودور القضاء في حماية األجير
إن المشرع المغربي وعلى غرار باقي التشريعات المقارنة ،من خالل مستجدات
مدونة الشغل الجديدة قد منح حماية لألجير خاصة في المواد ،63-62-61أثناء طرده
من العمل بشكل غير مشروع باإلضافة إلى ذلك تطرقت المدونة الجديدة إلى اآلثار
المترتبة عن فصل األجير من العمل ،ومنها الرجوع إلى العمل أو التعويض لألجير بعد
فصله كيفما كان سبب الطرد ،وفي مقابل ذلك اعترف المشرع للمشغل بسلطة تأديبية
لألجراء في ح الة ارتكابهم ألخطاء تخل بقواعد االنضباط والتسيير داخل المؤسسة إال أن
هذه السلطة تظل مقيدة إذ تمارس عليها رقابة قضائية.
68
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ذلك حينما أعطت لألجير حق اللجوء إلى القضاء من أجل طلب إلغاء العقوبة
التأديبية التي وقعت عليه مما يحتم على القضاء في هذه الحالة البحث عن مشروعية
العقوبة التأديبية من عدم مشروعيتها(..)1
والطرد الذي يصدر عن المشغل وما يخلفه من حرمان األجير من العمل ،وما
يلحقه من فقدان مورد العيش وما يترتب عنه أيضا من ضياع للعمل الذي يعتبر مصدرا
لقوت األجير ووسيلة إلبراز مؤهالته وتفجير طاقاته ،وتجسيد كرامته ،باإلضافة إلى ذلك
قد يخلف الطرد الذي يتعرض له األجير آثارا سلبية خطيرة تؤثر على نفسية األجير،قد
تحول هذا األخير إلى مدعى عليه في مجموعة من القضايا الجنائية ،أو الجنحية التي يتم
عرضها على المحاكم.
ذلك أن كون األجير مسؤول عن األسرة ،ومعيال لها ،قد يؤدي به توقف األجر
بسبب فقدانه للعمل ،خاصة إذا لم يتمكن من الحصول على عمل جديد ،إلى عدم قدرته
على تحمل مجموعة من االلتزامات األساسية ،وكذلك مسؤولياته العائلية ،فهو قد ال
يؤدي نفقة زوجته ،ونفقة أبنائه ،فيلجأ هؤالء إلى القضاء من أجل المطالبة بالنفقة وقد
يتطور األمر إلى تقديم شكوى بإهمال األسرة ،وقد يتعدى ذلك إلى مطالبة الزوجة
بالتطليق بسبب عدم اإلنفاق فيصبح هو وزوجته عالة على المجتمع(.)2
ولذلك أعطى المشرع لألجير الحق في اللجوء إلى القضاء وللمحكمة في إطار
الرقابة الالحقة التي لها على قرار المشغل تقرير ما إذا كان قرار الفصل مبررا أو
تعسفيا وحسب ما يكون قرار المحكمة ،سواء قضى بمشروعية الفصل أو عدم
مشروعيته فإن هذا األخير يرتب آثارا تتباين ما بين هذه الحالة أو تلك ،لذلك يكون من
الضروري التمييز في اآلثار المترتبة عن اإلنهاء المشروع والغير المشروع لعقد الشغل.
وفي إطار هذا التمييز ،فإن اإلنهاء المشروع لعقد الشغل ال يثير أية إشكالية،
عكس اإلنهاء الغير المشروع لعقد الشغل ،الذي يثير العديد من المشاكل القانونية تنشأ
منذ الوقت الذي يعمد فيه أحد الطرفين إلى مقاضاة خصمه أمام القضاء( .)3كما أن
-1عبد اللطيف خالفي" :الوسيط في عالقة الشغل الفردية" الطبعة األولى ،المطبعة والوراقة الوطنية ،الحي المحمدي ،مراكش 2001 ،ص
.527
-2محمد سعد جرندي م.س ص .103
-3بشرى العلوي :م.س ص .30
69
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
المشرع أعطى لألجير إمكانية المطالبة إما بالرجوع إلى العمل أو الحصول على
التعويض ،إما عن طريق الصلح التمهيدي ،أو أمام المحكمة المختصة ،وذلك كلما عمل
المشغل إلى إنهاء عقد الشغل باإلرادة المنفردة(.)1
لذلك سنقسم هذا المبحث إلى ثالث مطالب نتطرق في أولهما إلى إشكالية إرجاع
األجير المفصول إلى عمله في العمل القضائي ،ونبحث في ثانيها التعويض عن األجرة
مع أمثلة تطبيقية ،ونختم بموقف المجلس األعلى من التعويضات الناتجة عن عقد الشغل.
70
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
طلب الرج وع وشروطه كفقرة أولى ثم موقف المجلس األعلى من مبادرة المشغل في
طلب اإلرجاع فقرة ثانية ،وأخيرا مدى استحالة تنفيذ الحكم القاضي بالرجوع إلى العمل.
الفقرة األولى :موقف القضاء من طلب الرجوع وشروطه
إذا كان المشرع قد حاول سابقا األخذ بحل وسط ،إذ نصت المادة السادسة من
النظام النموذجي لسنة 1948المنسوخ بأنه" إذا فصل األجير بدون حق فيجوز للمحكمة
أن تحكم بإعادة األجير إلى منصبه ابتداءا من تاريخ الفصل ،أو الحكم له بالتعويض فغنى
هذا العمل ،لم يصل إلى درجة القبول عند الكل ،فقد سلك المجلس األعلى بشأنه حال
مرنا يتمثل في استحقاق األجرة من تاريخ الفصل ،إلى تاريخ الرجوع إلى العمل ،إذا قبل
المشغل الحكم بالرجوع ،وعند الرفض يبقى لألجير الحق في المطالبة بالتعويض عن
الفصل التعسفي ،وهو نفسه التوجه الذي اعتمدته المادة 41من مدونة الشغل ،لكن دون
احتساب لألجر من يوم الفصل إلى يوم الرجوع ،وهو العنصر الجديد الذي لطف من
إمكانية الرجوع( ،(1هكذا يتضح أن المشرع في الفقرة األخيرة من مدونة الشغل ،لم
يحتفظ بنفس الصياغة التي كانت متضمنة للفقرة األخيرة من الفصل السادس من النظام
النموذجي المشار إليه أعاله حيث اكتفى بالنص على الحكم باإلرجاع أو الحكم
بالتعويض .إال أن المدونة بالرغم من اإلشارة إلى إمكان القضاء الحكم بإرجاع األجير
إلى عمله إال أنها لم تحدد الشروط الواجب توافرها إلرجاع األجير بل تركت ذلك للعمل
القضائي.
71
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
أوال :السلطة التقديرية للمحكمة في توافر الشروط
إن الحفاظ على مبدأ اإلرجاع وتعزيزه ،يكتسي أهمية بالغة على مستوي ضمان
استقرار الشغل ،خاصة في ظل ظروف األزمة االقتصادية وأيضا ظروف البطالة
هشاشة عالقات الشغل السائدة بالمقاوالت.
فمن خالل مجموعة من قرارات المجلس األعلى ،والتي صدرت عنه فإنه يجب
إلرجاع األجير للشغل ضرورة تحقق شرطين ويتمثالن في ;
أول هذه الشروط :أن يطلب األجير ،إرجاعه للعمل فالمحكمة تتقيد بعناصر
الطلب المعروض عليها ،فيجب عليها أال تغفل البث في عنصر أو نقطة من عناصر
الطلب كما يجب عليها أال تتعدى حدود هذا الطلب ،فتفصل في أمور لم تطلب منها ،كما
ال تستطيع المحكمة أن تقضي بأكثر مما طلب منها أو تغير في موضوع الطلب(.)1
وكأبرز مثال على ذلك قرار للمجلس األعلى رقم ،)2(347أورد فيه أنه "ال
يعطى الشخص أكثر مما طلب ،وعليه يتعرض للنقض الحكم الذي يقضي للمدعي
بحطه ،وحظ أخيه مع أنه لم يطلب إال حظه .وأيضا فيما يخص طلب األجير إرجاعه إلى
العمل تكريس لمقتضيات الفصل الثالث من قانون المسطرة المدنية .وهو ما أكده أيضا
المجلس األعلى في قرار عدد .)3(309حيث تعيب الطاعنة على القرار خرق الفصل
50من قانون المسطرة المدنية والفصول 399و 400من قانون المسطرة المدنية ذلك
أن القرار لم يرد عن دفوعات الطاعنة ،والمتعلقة بالمغادرة التلقائية خاصة ،وأن
المطلوبة في النقض ثم إنذارها ولم تعد للعمل رغم توصلها.
كما أن هناك دفوعات لم يتم الجواب عنها ،كالدفع المتعلق بكون األجيرة لم تقم
بتنفيذ الحكم االبتدائي القاضي لفائدتها بالرجوع إلى العمل مما يؤكد رغبتها في المغادرة
التلقائية وعدم االلتحاق بالعمل مما يجعل القرار خرقا للقانون.
ثم إن القرار خرق مقتضيات ظهير 1948الذي يخول للمحكمة الخيار في الحكم
باإلرجاع إلى العمل أو التعويض عن الضرر ،والمحكمة مصدرة القرار لما اعتبرت ان
72
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
المحكمة االبتدائية التي قضت بالرجوع إلى العمل تكون قد خرقت الفصل 3أعاله من
قانون المسطرة المدنية ،رغم أن القانون أعطى للمحكمة حق الخيار ،يكون قرارها غير
مرتكز على أساس وخارق للقانون ومعرضا للنقض.
73
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الحق في طلب التعويض عن الفصل التعسفي( )1وهو نفس ما ذهب به قرار الغرفة
االجتماعية بالمجلس األعلى رقم .)2(1581
ولعل في إعطاء الخيار للمحكمة ،باإلضافة إلى المقتضيات المسطرية ما يفيد
بلورة األصلح ،فالقاضي من محاولة التصالح طبقا لمقتضيات الفصل 277من المسطرة
المدنية يستطيع التوصل إلى رأي المشغل واإلحاطة بظروف الفصل ،وكذا نوعية
المقاولة وحجمها من حيث إمكانية إرجاع األجير كما أن الدور اإليجابي الذي يتمتع به
القاضي االجتماعي يؤهله لطلب االطالع على كل المستندات والوثائق والمذكرات
والحجج التي من شانها أن تنير القضية ،وتبعا لهذه المعطيات فإن االقتصار على
المطالبة بالرجوع على العمل ،يسهل على القاضي المطالبة بإصالح المقال وذلك من
أجل اإلشارة إلى التعويض يجانب طلب الرجوع إلى العمل حتى يتمكن من الحكم بعد
ذلك عند ثبوت الفصل غير المبرر ،بالحكم بأحد الطلبين أي بالرجوع إلى العمل او الحكم
بالتعويض عن الضرر دون األجر ألن هذا األخير يؤدي مقابل العمل فقط ،كما ذهب
بذلك قرار المجلس األعلى عدد .)3(259
74
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الفقرة الثانية :موقف المجلس األعلى من مبادرة المشغل في طلب
اإلرجاع
أوال :كيف تتم مبادرة المشغل لطلب الرجوع أثناء سريان
المسطرة بإرجاع األجير إلى عمله
إن القضاء ال يمكنه أن يحكم بالرجوع إلى العمل إال إذا كان هناك موافقة
المشغل على استعداده لذلك( .)1فاألجير المبلغ بالفصل ال يلزم بقبول عرض الرجوع
على العمل مادامت واقعة الفصل ثابتة(.)2
كما أن هناك حاالت متعددة فيما يتعلق بمبادرة المشغل في طلب الرجوع إلى
عمله ،حيث يطالب فيها األجير الرجوع إلى العمل أثناء سريان الدعوى ،وبعد رفعه
للمقال مثال أكثر من سنة كما هو الحال بالنسبة للقرار عدد )3(2005/478والذي جاء
في جواب للمجلس األعلى بشأنه "لكن حيث أن المحكمة لما ثبتت لديها من خالل شهادة
الشهود الدين ثم االستماع إليهم ،أن الطاعن قد غادر العمل من تلقاء نفسه في يونيو
2001وأن الدفع المتعلق بأن طلب الرجوع للعمل كان بعد رفع الدعوى يبقى علة زائدة
يستقيم القرار بدونها لكون المغادرة التلقائية واقعة مادية يمكن إثباتها بجميع وسائل
اإلثبات ،وهو ما خلص إليه القرار مما جعله مطابقا للصواب "...مما يدل أن المشغل
أثبت بواسطة الشهود أنه غادر العمل من تلقاء نفسه واألجير الزال يتثبت بكونه قد
تعرض للطرد التعسفي ،وأن مطالبته بالرجوع كان بعد فوات سنة من رفضه للمقال.
-1قرار لغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى رقم 1233بتاريخ 13مايو 1991في الملف االجتماعي عدد 89/9897مجلة المحاكم المغربية
العددان 56-54لسنة 1992ص 89وعبد اللطيف خالفي "االجتهاد القضائي في المادة االجتماعية" ص .255
- 2محمد بناني :الجزء الثاني المجلد الثاني ،م.س ص .1231
- 3قرار عدد 478صادر عن الغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى بتاريخ 2005/05/04ملف اجتماعي 121أشارت إليه بشرى العلوي م.س
ص 244
75
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ثانيا :عدم تزويد المشغل بالعنوان الجديد لألجير واألثر
القانوني
إن األجير الذي لم يزود مشغله بالعنوان الجديد ال يمكن مواجهته بعدم توصله
برسالة الرجوع إلى العمل ،وبالتالي يترتب على دالك آثار قانونية سلبية في مواجهة
األجير ،خاصة فيما يتعلق بالمغادرة التلقائية وهو المبدأ الذي كرسه المجلس األعلى في
قراره عدد )1(966حينما رد المجلس األعلى "حيث يتبين صحة ما عابته الطالبة في
القرا ر المطعون فيه ذلك أنها دفعت بأن األجير المطلوب في القرار المطعون فيه ذلك
أنها دفعت بأن األجير المطلوب في النقض ،هو الذي غادر عمله ولم يكن موضوع طرد
من طرفها وأكدت بأنها أنذرته من أجل استئناف عمله فتعذر التوصل باإلنذار بالرجوع
إلى العمل ،ال يرجع على المشغلة وإنما إلى األجير الذي يزود مشغلته بعنوان مسكنه
الجديد حتى تتمكن من مراسلته وهذا ما أكده العون القضائي المكلف بالتبليغ.
هكذا يتضح أن نص المادة 41من مدونة الشغل يضعنا أمام أمرين إما الحكم
بالرجوع إلى العمل أو الحكم بالتعويض وفي هذا االتجاه إعطاء الخيار للقضاء قصد
تلبية قرار الرجوع أو التعويض.
الفقرة الثالثة :مدى استحالة تنفيذ الحكم القاضي بالرجوع إلى العمل
تنص الفقرة الرابعة من المادة 41من مدونة الشغل..." ،على أنه في حالة تعذر
أي اتفاق بواسطة الصلح التمهيدي ،يحق لألجير رفع دعوى أمام المحكمة المختصة التي
ل ها أن تحكم في حالة ثبوت فصل األجير تعسفيا إما بإرجاع األجير إلى شغله أو حصوله
على تعويض عن الضرر".
1قرار عدد 986صادر عن الغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى بتاريخ 2004/10/06ملف ( 03/1261غير منشور) أشارت إليه بشرى
العلوي م.س ص .244
76
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
والمشرع المغربي لم يتحدث ال في النصوص الملغاة ال في مدونة الشغل الحالية
عن مؤيدات الحكم القضائي والقاضي بإرجاع األجير المفصول تعسفيا إلى عمله ،ربما
لصعوبة وجود حل مرض للطرفين معا.
وكما أشار إلى ذلك األستاذ موسى عبود في مؤلفه حول دروس في القانون
االجتماعي المغربي" إرجاع األجير إلى العمل بحكم قضائي حين يطرح هذا الحكم بأن
اإلعفاء كان تعسفيا هو من المشاكل العويصة التي تضاربت فيها اآلراء واختلفت
التشريعات بشأنها.
فأنصار هذا التدبير يرون بأنه يمثل وسيلة فعالة وناجعة لحماية األجير من
تعسف المؤاجر الذي يعلم أنه إذا فصل األجير بدون سبب مشروع ،فهو معرض للحكم
عليه بإرجاع ذلك األجير إلى منصبه مع أداء األجور التي حرم منها خالل المدة التي
بقي فيها متقطعا عن العمل ولو استمرت عدة سنوات .مما يشكل ضمانة مهمة لهذا
األجير(.)1
وقد اعتبر المشرع الجزائري لسنة 1982كل إنهاء تعسفي باطل يستوجب إعادة
العامل إلى عمله مع التعويض عن األضرار األخرى التي تلحق العامل.
وهكذا تنص المادة 79على أنه في حالة الفصل التعسفي أو في خالة خرق
األحكام التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل ،فإن القاضي يأمر بإعادة دمج العامل
في منصب عمله األصلي مع منحه التعويضات المستحقة له وإذا عارضت المؤسسة
المستخدمة إعادة دمج العامل الفعلية ،يستمر العامل في التمتع بجميع حقوقه الناجم عن
عالقة عمله(.)2
أما معارضوه :فيرون بأن العالقة التي تربط المؤاجر باألجير يجب أن تكون
قائمة على حسن التعامل وعلى هيبة صاحب المؤسسة و سلطته على األجراء ،ويبررون
ذلك بكون رب العمل هو أكثر الناس حرصا على مقاولته ،وأنه ال يعمد إلى فصل أحد
أجرائه إال إذا صدر منه خطأ جسيم ،من شانه اإلخالل بتوازن المؤسسة أو سيرها أو
عندما يصبح هذا األجير خطرا عليها.
77
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
وبطرد المؤاجر لألجير ،تسوء عالقتهما ،وإجباره قضائيا على إرجاعه إلى
عمله ،من شانه أن يعرض سلطته لالحتقار أمام باقي األجراء وأن يؤدي إلى فقدان
االنضباط كما يساعد على تفشي روح التمرد والفوضى داخل المقاولة ناهيك عن
الصعوبات الجمة التي تعترض تنفيذ هذا الحكم خاصة إذا طالت إجراءات الدعوى وما
يترتب عنها من نشوء بذور الحقد والضغينة بين األطراف (األجير والمشغل) وانعدام
الثقة المتبادلة التي تعتبر ضرورية الستمرار عالقة الشغل.
كما أن إصدار المحكمة للحكم القاضي باإلرجاع دون التأكد من تحقق تنفيذه
سيمنح فرصة للمؤاجرين لتحقير المقررات القضائية وإفقادها لقدسيتها وهيبتها(.)1
ويستند هذا االتجاه على عدة مبررات منها أساسا :
أ -إن الحكم باإلرجاع غالبا ما يكون غير ذي فائدة ومجردا من أية فعالية طالما
يصعب تنفيذه رغما عن إرادة المشغل علما بأن الفصل صريح في قانون االلتزامات
والعقود يقضي بأن االلتزام بعمل يتحول عند عدم الوفاء به ،إلى االلتزام بالتعويض
( )261وبالتالي فال موجب أصال للحكم بالغرامة التهديدية ضد المشغل الممتنع عن تنفيذ
الحكم باإلرجاع كما قضت بذلك العديد من قرارات المجلس األعلى(.)2
ب -إن الحكم باإلرجاع يمس بهيبة المشغل خاصة في المقاوالت الصغرى التي
تسود بها العالقات الشخصية ما بين المشغل وأجرائه وهي التي تسود بها تلك العالقات
الشخصية ما بين المشغل وأجرائه وهي التي تتيح له الفرصة لالنتقام من األجير الذي
أعيد إلى عمله رغما عن إرادته.
ج -إن فرض إرجاع األجير ضدا على إرادة مشغله_ ولو بحكم قضائي _قد
يؤدي إلى نتيجة عكسية على مستوى التشغيل طالما لن يتسرع المشغل في التشغيل إال
بعد معرفة خاصة وشخصية بالمرشحين للشغل.
د -إن تقرير مبدأ اإلرجاع يعتبر بمثابة تجاوز لحرية األطراف ،وتسلط عليها
وال ينسجم مع روح االقتصاد الليبرالي حيث يعتبر المشغل هو الحكم الوحيد في مقاولته
- 1عقود العمل والمنازعات االجتماعية من خالل قرارات المجلس األعلى" الذكرى الخمسينية لتأسيس المجلس األعلى .الندوة الجهوية
التاسعة مقر محكمة االستئناف بحي الرياض السالم أكادير 06-05يوليوز 2007ص 262وما بعدها.
2من ضمنها القرارات الصادرة في 1986-7-28و 1988-3-28و ( 1991-06-10منشورة بمجلة المحاكم المغربية عدد .66
78
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
وتحديدا في اختيار أجرائه(.)1وبالرغم من أن القضاء المغربي ويتزعمه المجلس
األعلى ،قد سبق له أن اعتمد في قراراته على الغرامة التهديدية المنصوص عليها في
الفصل 448من قانون المسطرة المدنية كوسيلة قانونية للضغط على المشغل من أجل
الدفع به إلى تنفيذ الحكم القضائي الخاص بإرجاع األجير إلى عمله ،ربما تأثرا منه
بالرأي الفقهي السالف الذكر ،حيث لم يرتب أي أثر قانوني على عدم تنفيذ الحكم
باإلرجاع بل وقد ذهب إلى حد تقرير عدم صحة تطبيق الغرامة التهديدية في هذا
المجال( .)2والمشرع بدوره كان حريصا على مراعاة عنصري حجم المؤسسة وأقدمية
األجير .وهكذا نالحظ أنه ميز بين حالتين:
فبالنسبة للمقاوالت التي تشغل على األقل 12أجير ،وبخصوص األجراء في
المقاوالت في حالة الطرد مع غياب السبب الحقيقي والجدي وهي:
-إرجاع األجير مع الحفاظ بنفس المكتسبات ،على أن القاضي ال يكون ملزما
باقتراحها ،وحتى إن اقترحه فيمكن ألحد األطراف أن يرفضها ،و ال يمكن أن تفرض
رغم إرادته.
-إعطاء تعويض لألجير على أن ال يقل عن األجر اإلجمالي للستة أشهر.
الحكم على المقاولة بدفع تعويضات البطالة في حدود 6أشهر ،أما بالنسبة -
للمقاوالت التي تشغل أقل من 12األجير أو بالنسبة لألجراء الذين تقل أقدمتهم عن سنتين
فإن العقوبة الوحيدة المقررة تكمن في الحكم بأداء تعويض عن األضرار التي لحقت
باألجير.
يالحظ بخصوص إمكانية الحكم باإلرجاع في القانون الفرنسي أنها أحيطت بمجموعة من
القيود ،ال شك أنها أفرغت هذه اإلمكانية من كل قوة ملزمة ،وذلك كترك الحرية
للقاضي في قرار حق اإلرجاع دون أن يكون ملزما تشريعيا بذلك ،وعدم وجود مايلزم
المشغل باإلمتثال لحل اإلرجاع في حالة اقتراحه من طرف القاضي ،وقد يكون من
79
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
دوافع اقرارا المشرع الفرنسي لهذه المقتضيات ،أهمية التعويضات التي سيتفيد منها
األجير ويتحملها المشغل(.)1
80
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
أجور لم يتقاضاها بعد ،لكنه من الضروري التمييز بين المطالب المبنية على اإلعفاء
والمطالب األخرى المبينة على عقد الشغل والتي يمكن المطالبة بها حتى ولو لم يكن
هنالك إعفاء(.)1
ولهذا فيجب أن نميز بين التعويضات الناتجة عن الفصل والتي أساسها
المسؤولية التقصيرية للمشغل ال يستحقها إال إذا ثبت أن الفصل الذي تعرض له األجير
فصال تعسفيا والمستحقات الناتجة عن عقد الشغل وهي التعويضات عن مستحقات األجير
سواءا ثبت طرده بصفة تعسفية أو كان طرده طردا مبررا ولذلك سوف نعمل على
دراسة التعويضات الناتجة عن الفصل التعسفي مع إعطاء أمثلة تطبيقية (الفقرة األولى)
وأهم المستحقات الناتجة عن عقد الشغل مع إعطاء أمثلة تطبيقية (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :التعويضات الناتجة عن الفصل التعسفي مع إعطاء
أمثلة تطب يقية.
إذا أعملت المحكمة خيارها في اتجاه الحكم بالتعويض عوض اإلرجاع عندما
يثبت لها أن الفصل كان تعسفيا فإنها ال تقضي بتعويض بمبلغ جزافي بل قننت مدونة
الشغل التعويضات( )2حيث تنص المادة 41من المدونة على أنه يحق للمتضرر في حالة
إنهاء الطرف اآلخر للعقد تعسفيا مطالبته بالتعويض عن الضرر وتحدد الفقرة األخيرة
من نفس المادة مبلغه على أساس أجر شهر ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة
على أن ال يتعدى سقف 36شهرا( )3في حين أن في القانون السابق كان تقدير التعويض
مسألة موضوعية خاضعة لتقدير قاضي الموضوع يجب أن يبين فيها معتمده ،ومصدر
اقتناعه ،مع التطرق إلى كل الدفوعات حتى ال يكون هناك أي ضعف في التعليل ،ومع
احترام األسس القانونية فإن قاضي الموضوع تبعا لسلطته التقديرية كان ينظر إلى
األضرار المادية والمعنوية ،التي أصيب بها الطرف المتضرر طبقا للفصل 754من
قانون االلتزامات والعقود ،باإلضافة إلى التعويض عن أجل اإلخطار ،والمنصوص عليه
أصال في نفس الفصل كتعويض منفصل عن التعويض عن الضرر ،إال أنه بعد صدور
81
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
المدونة لم يعد التعويض عن الضرر خاضعا لمقتضيات الفصل 754من قانون
االلتزامات والعقود( )1أيضا كان الفصل السادس من النظام النموذجي لسنة 1948ينص
أ ن التعويض الذي تحكم به المحكمة في حالة ثبوت تعسف المشغل ،يقدر حسب الطروف
المحيطة بكل قضية على حدة وحسب الضرر الالحق بالعامل(.)2
وإذا كان المشرع في مدونة الشغل قد رسخ مبدأ التعويض عن الفصل التعسفي
في أجل اإلخطار ،والفصل والضرر ،وإن كان قد حدد هذا األخير بطريقة حسابية ولم
يعد خاضعا للسلطة التقديرية للقضاء ،فإن المشرع لم يبرز أساس هذه التعويضات التي
اعتبرها القضاء الفرنسي بأنها ليست أجرا مقابل العمل المؤدى ،ولكنها تعويض عن
ضرر ناتج عن إنهاء عقد الشغل ،يسعى إلى إصالح الضرر الناتج عن ضياع الشغل،
والذي يحدد تبعا للمدة التي قضاها األجير المفصول في العمل ،علما بأنه ليس هناك ما
يمنع طرفي العقد من تحديد مقدار في عقد الشغل أعلى من المقادير المحددة قانونا،
والمالحظ أن المشرع ،نظم التعويض عن إنهاء عقد الشغل المحدد المدة قبل حلول أجله
بفقرة واحدة هي الفقرة األخيرة من المادة 33من مدونة الشغل ،في حين أنه نظم
التعويض عن إنهاء عقد الشغل غير المحدد المدة بصفة تعسفية بعدة مواد ،تميز بين
التعويض عن الفصل المنصوص عليه في المادة 52عن التعويضين عن الضرر ،وعن
أجل اإلخطار المنصوص عليهما على التوالي في المادتين 41و 51من مدونة الشغل،
كما تشير المادة 61من مدونة الشغل إلى أنه " :يمكن فصل األجير من الشغل ،دون
مراعاة أجل اإلخطار ،ودون تعويض عن الفصل ،وال تعويض عن الضرر عند ارتكابه
خطأ جسيما".
وبمفهوم المخالفة فإن األجير يكون محقا في هذه التعويضات الثالثة عند فصله
فصال تعسفيا .وهو المبدأ الذي تم التأكيد عليه في المادة 293من مدونة الشغل ،التي
أبانت بأن عدم امتثال األجير للتعليمات الخصوصية المتعلقة بقواعد السالمة وحفظ
-1محمد سعيد بناني ":قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل" الجزء الثاني :المجلد الثاني مرجع سابق ص .1238
-2فريدة المجمودي :مرجع سابق ص .289
82
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الصحة يعد خطأ جسيما يمكن أن يترتب عنه فصله من الشغل دون إخطار و ال تعويض
عن الفصل ،و ال عن الضرر(.)1
إذن فالمشرع قد رسخ في مدونة الشغل مبدأ التعويض عن الفصل التعسفي في
أجل اإلخطار ،والفصل ،والضرر ،باإلضافة إلى تعويض آخر وهو التعويض عن فقدان
الشغل والذي يعتبر من التعويضات المضافة نظرا لتعلقه بحالة معينة من الفصل.
إذن فما هي هذه التعويصات وكيف يتم احتسابها؟.
-1محمد سعيد بناني ":قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل" الجزء الثاني :المجلد الثاني مرجع سابق ص .1240-1239
-2مباركة دونيا :حقوق العامل بعد انهاء عقد الشغل بين التشريع الحالي والقانون رقم 65-99المتعلق بمدونة الشغل" دار النشر الجسور،
وجدة 2004 ،ص .31
83
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
عندما يعفى المشغل األجير من دون أن يقوم هذا األخير بشغله فإن من الفقه من نزع
على األداء المقابل سمة األجر.
ولهذا فإن التعويض الذي سيكون المقابل عادة ألداء الشغل الفعلي يتغير تبعا
لحالة ما إذا كان أجل اإلخطار أم ال(.)1
وقد نصت المادة 43من مدونة الشغل على أنه ينظم أجل اإلخطار ومدته
بمقتضى النصوص التشريعية ،أو التنظيمية ،أو عقد الشغل ،أو اتفاقية الشغل الجماعية،
أو النظام الداخلي ،أو العرف .واإلخطار سواءا صدر من األجير أو من المشغل يعتبر
تصرفا قانونيا من جانب واحد و ال يتطلب إلنتاج أثره موافقة الطرف اآلخر عليه ،إال
أنه يجب أن تتحقق له الشروط الالزمة لوجود وصحة التصرفات القانونية إذ ال بد أن
يصدر عن المشغل نفسه أو من ينوب عنه كما يلزم أن يكون صحيحا خاليا من عيوب
الرضى ،فقانون العمل المصري لم يتطلب بيانات محددة فإنه في المقابل ال بد أن يكون
كتابة أو شفاهة ،إن كان ال يتطلب بيانات محددة فإنه في المقابل ال بد أن يكون قاطعا
وداللته على نية إنهاء العقد مما يجعل الصيغ المبهمة ال تفيد النية في إنهاء العقد.
أما بالنسبة للقانون األردني فإنه بمقتضى المادة / 23من قانون العمل فإنه يجب
على الطرف الذي يرغب في اإلنهاء أن يشعر الطرف اآلخر برغبته هذه قبل شهر واحد
على األقل من التاريخ الذي يحدده لإلنهاء ،ويعتبر هذا النص قاعدة آمرة وبالتالي فالمدة
التي يقررها اإلشعار هي من النظام العام لذلك ال يجوز تخفيضها عن مدة شهر ،كما ال
يجوز لهما اإلتفاق على ذلك ،وال يبدأ سريان هذا األجل إال من تاريخ صدور اإلرادة
المنفردة عمال بالقواعد العامة لسريان المدد القانونية.
أما بالنسبة للقانون المغربي ،فهو لم يحدد شكال إلخطار ،ما إذا كان كتابيا او
شفاهيا ،وبقي ذلك خاضعا للقواعد العامة في اإلثبات(.)2
ويعفى كل من األجير والمؤاجر من وجوب التقيد بأجل اإلخطار في حالة القوة
القاهرة ،وقد حدد المرسوم رقم 2 -04 -469الصادر بتاريخ 16ذي القعدة 29( 1425
ديسمبر )2004أجل اإلخطار كالتالي:
-1محمد سعيد بناني ":قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل" الجزء الثاني المجلد الثاني :مرجع سابق ص525
-2بشرى العلوي :مرجع سابق ص .324
84
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
بالنسبة لألطر ومن شابههم ،حسب أقدميتهم.
-أقل من سنة شهرا واحدا.
-من سنة إلى خمس سنوات شهران.
-أكثر من خمس سنوات ثالثة أشهر.
بالنسبة للمستخدمين والعمال ،حسب أقدميتهم:
-أقل من سنة ثمانية أيام.
-من سنة إلى خمس سنوات شهرا واحدا.
-أكثر من خمس سنوات شهران(.)1
إال أنه هناك حاالت يعفى فيها المشغل من االلتزام بمهلة اإلخطار إذن فما هي
هذه الحاالت؟ وكيف يتم احتساب التعويض عن أجل اإلخطار؟
أ -اإلعفاء القانوني من االلتزام بمهلة اإلخطار:
نصت الفقرة األولى من المادة 43من مدونة الشغل ،على أنه "يكون إنهاء عقد
الشغل غير المحدد المدة ،بإرادة منفردة مبنيا على احترام أجل اإلخطار مالم يصدر خطأ
جسيم عن الطرف اآلخر"(.)2
فالقاع دة العامة أن ارتكاب خطأ جسيم من طرف أحد المتعاقدين يعفى الطرف
اآلخر من االلتزام بمهلة اإلخطار -فمثال فقد نصت المادة 61من مدونة الشغل على أنه:
"يمكن فصل األجير من الشغل دون مراعاة أجل اإلخطار...عند ارتكابه خطأ جسيما"()3
وبالنسبة للمشغل فالقاعدة تستفاد من مطلع المادة 43أعاله والتي تخاطب الطرفين معا،
وقد جاء فيها أنه" :يكون إنهاء عقد الشغل غير محدد المدة ،بإرادة منفردة ،منيا على
احترام أجل األخطار ،ما لم يصدر خطأ جسيم عن الطرف اآلخر"...
فالخطأ الجسيم يبعد مسؤولية المتعاقد اآلخر ،وهو أمر تم التأكيد عليه في المادة
51من مدونة الشغل إذن فالخطأ الجسيم يجعل االحتفاظ بالعالقة العقدية غير ممكنة حتى
أثناء أجل اإلخطار ،فسواءا وقع ارتكابه أثناء سريان عقد الشغل بصورة طبيعية ،أم أثناء
-1مجلة المحامي :العدد 47المطبعة والوراقة الوطنية ،الحي المحمدي ،مراكش ،ص .158
-2المادة 43من مدونة الشغل
-3المادة 61من مدونة الشغل
85
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
أجل اإلخطار نفسه ،فإن الطرف المتسبب في اإلنهاء نتيجة ارتكابه خطأ جسيما يصح في
األصل محروما من أي تعويض.
أيضا فقد جاء في الفقرة األخيرة من المادة 43من مدونة الشغل ما يلي" :يعفى
المشغل واألجير من وجوب التقيد ،بأجل اإلخطار في حالة القوة القاهرة" ،فهذه في
مفهومها الكالسيكي تجعل العقد منتهيا دون احترام ألجل اإلخطار ،المنصوص عليه في
النصوص التشريعية ،أو التنظيمية ،أو عقد الشغل ،أو اتفاقية الشغل الجماعية ،أو النظام
الداخلي ،أو العرف(.)1
وأيضا تؤخذ بمفهومها الشغلي وهي تؤدي بدورها إلى التحلل من العقد دون
مراعاة أجل اإلخطار ،فالقوة القاهرة باعتبارها حدثا خارجا عن إرادة الطرفين إذ ولهذا
فال يعقل أن يلزم أحدهما باألثر المتمثل في التعويض.
ثم هناك اإلعفاء القانوني من مهلة اإلخطار في إطار المادة 13من مدونة الشغل
حيث أن فترة اإلختبار هي الفترة التي تسمح للطرفين بمعرفة إمكانية قيام العقد لمدة غير
محدودة أم ال( ،)2وهي بذلك تبرر ،من حيث المبدأ ،إنهاء العقد سواءا أثناءها أو عند
انتهائها ،ولهذا فإن غياب مدة معينة ألجل اإلخطار خالل هذه الفترة تؤدي بدورها إلى
إمكانية كل من الطرفين بوضع حد للعقد دون إعطاء أجل لإلخطار.
غير أنه إذا قضى األجير أسبوعا في الشغل على األقل ،ال يمكن إنهاء فترة
االختبار دون إعطاء أجل لإلخطار وفي حالة عدم إعطائه ألجل اإلخطار فإنه يكون
محقا في طلب التعويض(.)3
وتجدر اإلشارة إلى أن المادة 13من مدونة الشغل جعلت أجل اإلخطار أثناء
فترة اإلختبار على عاتق المشغل فقط دون األجير.
ب -كيفية احتساب التعويض عن أجل اإلخطار:
إن احتساب التعويض عن مهلة اإلخطار يرجع إلى صفة األجير وأقدميته في
العمل وتبعا ألجرته التي يتقاضاها ،وقد صار العمل القضائي على احتساب هذا النوع
86
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
من التعويض استنادا على ما هو مسطر بالمرسوم الصادر في 2004 /12 /29فمثال إذا
كان يتقاضى األجير مبلغ 50درهم يوميا أي أنه يتقاضى مبلغ شهري وهو 50درهم
مضروبة قي 26يوما يساوي 1300درهم( )1وبما أنه من صنف المستخدمين العمال
ومدة عمله هي 4سنوات فإنه يستحق تعويضا عن اإلخطار محدد في شهر واحد وهو
مبلغ 1300درهم وبالتالي فهذه الطريقة يتم إعمالها إلحتساب التعويض عن أجل
اإلخطارفي األحكام الصادرة عن المحاكم حيث صدر عن المحكمة االبتدائية بمكناس
حكم عدد )2(2008 /1023ينص على إعماله لمقتضيات المادة األولى من مرسوم /29
2004 /12حيث ان المدعي طلب في مقاله التعويض عن األخطار مبلغ 4419.8درهم
وهو يتقاضى أجرة شهرية 1500درهم ،ويعتبر من صنف المستخدمين فقد قامت
المحكمة بالعملية الحسابية طبقا اامادة 1من مرسوم 2004 /12 /29ينص الحكم حيث
أنه يستحق تعويضا عن مهلة اإلخطار قدره 4018.56درهم طبقا للمادة األولى من
مرسوم .2004 /12 /29
إذن فالتعويض عن أجل اإلخطار الناتج عن العملية الحسابية أقل من التعويض
عن أجل اإلخطار المتضمن في مقال المدعي ضمن طلبات التعويضات إذن فالمحكمة
في هذه الحالة تحكم بالتعويض الناتج عن العملية الحسابية لكونه أقل من التعويض
المطلوب من طرف المدعي فلو كان التعويض الناتج عن العملية الحسابية أكثر من
التعويض المضمن في طلبات التعويضات فإنه ال يحكم به وإنما يحكم بالتعويض
المتضمن في طلبات التعويضات.
طبقا لمقتضيات المادة 3من قانون المسطرة المدنية لكون المحكمة ال تحكم
بأكثر مما طلب".
87
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
النظرعن دورية أدائه،وهذا طبعا باإلضافة إلى التعويض عن أجل اإلخطار وذلك وفق
الشروط اآلتية(:)1
-يجب أن يكون عقد الشغل غير محدد المدة.
-يجب أن يكون الفصل من جانب المشغل فقط اما األجير المستقيل فال حق له
في التعويض عن الفصل.
-يجب أال يكون األجير قد اقترف خطأ جسيما فاقتراف هذا األخير يسمح بفصل
األجير بدون أي تعويض ،كيفما كان نوعه.
-يجب أن يكون األجير قد قضى على األقل ستة أشهر من الشغل داخل نفس
المقاولة ،و ذلك عوضا عن سنة كما كان في ظل النصوص القانونية السابقة عن مدونة
الشغل.
-ويجب أخيرا أن يكون إنهاء عقد شغل األجير ،نهائيا.
أما إذا كان اإلنهاء غير نهائي ،فال يستحق األجير هذا التعويض.
والتعويض عن الفصل تولت مدونة الشغل تحديده بكيفية دقيقة ومفصلة ،وذلك
من خالل بيان مبلغه ،وكيفية منحه ،وذلك انطالقا من عنصرين هما :أقدمية األجير
وأجره ،حيث يالحظ في هذا الصدد أن المشرع المغربي ،قام بموجب مدونة الشغل
بمضاعفة التعويض عن الفصل ،بالمقارنة مع التعويض الذي كان يمنح بمقتضى
النصوص القانونية السابقة عنها(.)2
فالمادة 53من مدونة الشغل تنص على أنه" :يعادل مبلغ التعويض عن الفصل،
عن كل سنة أو جزء من السنة من الشغل الفعلي ما يلي:
96 -ساعة من األجرة فيما يخص الخمس سنوات األولى من األقدمية.
144 -ساعة من األجرة فيما يخص فترة األقدمية المتراوحة بين السنة السادسة
والعاشرة.
-1خالفي عبداللطيف" :الوسيط في مدونة الشغل ،الجزء األول ،عالقات الشغل الفردية" الطبعة األولى ،المطبعة والوراقة الوطنية ،الحي
المحمدي مراكش ،2004ص .506
-2محمد الكشبور :مرجع سابق ،ص 307-306و .308
88
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
192 -ساعة من األجرة فيما يخص مدة األقدمية المتراوحة بين السنة الحادية
عشرة والخامسة عشرة.
240 -ساعة من األجرة فيما يخص مدة األقدمية التي تفوق السنة الخامسة
عشرة.
يمكن النص في عقد الشغل ،او اتفاقية الشغل الجماعية ،أو النظام الداخلي على
مقتضيات أكثر فائدة لألجير(.)1
ويحق لألجير أن يستفيد أيضا وفق القوانين واألنظمة الجاري بها العمل من
التعويض عن فقدان الشغل ألسباب اقتصادية أو تكنولوجية أو هيكلية (المادة 53من
المدونة).
وإلى جانب التعويض عن الفصل هناك التعويض عن الضرر هذا األخير الذي
يتجسد في إنهاء عقد الشغل المحدد المدة بدون مراعاة أجل اإلخطار ودون وجود مبرر
مقبول وبدون احترام للمساطر القانونية الواجبة اإلتباع في حاالت معينة (حالة فصل
مندوبي األجراء او نوابهم أو اإلعفاء ألسباب اقتصادية أو تقنية أو هيكيلية أو إغالق
المقاوالت )..يجعل هذا اإلنهاء تعسفيا موجبا للتعويض عن الضرر(.)2
وتطبيقا للمادة 41من مدونة الشغل الجديدة يحق للطرف المتضرر من هذا
اإلنهاء ( أجيرا كان أو مشغال) المطالبة بتعويض عن الضرر يحدد مبلغه على أساس
شهر ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة على أن ال يتعدى سقف 36شهرا.
وهو تعويض مستقل ومنفصل عن مختلف التعويضات األخرى المستحقة
لألجير بسبب عدم احترام أجل اإلخطار أو عن الفصل عند تحقق شروطه(.)3
والمالحظ أن المشرع المغربي بإقراره لنص المادة 41من مدونة الشغل يكون
قد حسم خالفا فقهيا وقضائيا بشأن تحديد األسس التي يخضع لها تقييم التعويض عن
الطرد التعسفي وبالتالي حرمان القضاة من إعمال السلطة التقديرية وقصر دورهم في
حساب مبلغ التعويض عن الضرر المستحق لألجير عن اإلنهاء التعسفي(.)4
89
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
إذن كيف يتم احتساب التعويض عن الفصل؟ وكيف يتم احتساب التعويض عن
الضرر؟
أ -كيفية احتساب التعويض عن الفصل:
يتم اإلعتماد في احتساب التعويض عن الفصل من منطلق المادة 53من مدونة
الشغل حيث وضع جدول يتم اإلعتماد عليه في العمليات الحسابية بهدف اإلسراع وضبط
العمليات بكل دقة فهذا الجدول يضبط عدد الساعات المستحقة عن الفصل:
90
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
التعويض عن الفصل عدد السنوات من العمل التعويض عن الفصل المستحق عدد السنوات من العمل
المستحق
3600 21 96ساعـــــــــــة سنة من الشغل الفعلي أو
ساعــــــــــة سنـــــــــــة جزء منها
3840ساعة 22سنة 192ساعة سنتان
4080ساعة 23سنة 288ساعة 3سنوات
4320ساعة 24سنة 384ساعة 4سنوات
4560ساعة 25سنة 480ساعة 5سنوات
4800ساعة 26سنة 624ساعة 6سنوات
5040ساعة 27سنة 768ساعة 7سنوات
5280ساعة 28سنة 912ساعة 8سنوات
5520ساعة 29سنة 1056ساعة 9سنوات
5760ساعة 30سنة 1200ساعة 10سنوات
6000ساعة 31سنة 1392ساعة 11سنة
6240ساعة 32سنة 1584ساعة 12سنة
6480ساعة 33سنة 1776ساعة 13سنة
6720ساعة 34سنة 1968ساعة 14سنة
6960ساعة 35سنة 2160ساعة 15سنة
7200ساعة 36سنة 2400ساعة 16سنة
7440ساعة 37سنة 2640ساعة 17سنة
7680ساعة 38سنة 2880ساعة 18سنة
7920ساعة 39سنة 3120ساعة 19سنة
8160ساعة 40سنة 3360ساعة 20سنة
ومن خالل هذا الجدول فكيفية احتساب التعويض عن الفصل كما يلي:
مثال:أجير طرد من العمل في ظل مدونة الشغل الجديدة أجرته 2000درهم
اشتغل مدة 14سنة طلب التعويض عن الفصل في مبلغ 20.000درهم فإذا رجعنا إلى
الجدول أعاله نالحظ أن مدة عمل األجير وهي 14سنة هي يقابلها عدد الساعة وهي
91
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
1968ساعة والقاعدة في اإلحتساب هي أجرة الساعة مضروبة في عدد الساعات وهي
كما يلي(:)1
بمقتضى المادة 238من مدونة الشغل فإن الشهر يساوي 191وهذه األخيرة إذا
تم اقتسامها على 26يوما تكون 7.33في اليوم.
نبحث اوال عن أجرة الساعة وهي:
10.53 = 7.33 /26 /2000درهم للساعة.
نأخذ أجرة الساعة مضروبة في عدد الساعات بالجدول المقابلة لمدة العمل
المشار إليه في الصفحة السابقة.
10.53درهم 20723 ، 04 = 1968 xدرهم وفي هذه الحالة فاألجير طلب
أقل مما استحق وبذلك يتعين الحكم له بما طلب لكي اليقع خرق مقتضيات الفصل 3من
قانون المسطرة المدنية ومن خالل هذا المثال فإن الطريقة المعتمدة فيه هي التي تعتمدها
المحكمة في احتساب التعويض عن الفصل حيث أنها ال تبين العملية الحسابية وإنما
بإعطاء التعويض عن الفصل باالعتماد على مقتضيات المادة 53من مدونة الشغل فقد
حكمت المحكمة بالتعويض عن الفصل إلى جانب التعويضات األخرى المطلوبة في مقال
المدعي حكم رقم )2(2008 / 1024والذي ضمن في مقاله المدعي الحكم له بالتعويض
عن الفصل من الخدمة مبلغ 6630.62درهم وهو يتقاضى أجرة شهرية 1500درهم
فالمحكمة بعد إعمالها للعملية الحسابية تبين لها أنه يستحق تعويضا عن الفصل قدره
3709.44درهم حيث جاء في حيثييات الحكم "حيث أنه يستحق تعويضا عن الفصل
قدره 3709.44درهم طبقا للمادة 52و 53من مدونة الشغل.
إذن فهذا الحكم حكم بالتعويض عن الفصل الناتج عن العملية الحسابية حيث أنه
أقل مما طلب األجير ألنه لو كان الناتج عن العملية الحسابية أكثر مما طلبه األجير في
مقاله االفتتاحي فإنه في حالة استحقاقه يحكم له بالتعويض المطلوب.
ب -كيفية احتساب التعويض عن الضرر.
92
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
لقد حددت المادة 41من مدونة الشغل مبلغ التعويض على أساس أجر شهر
ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة على أن ال يتعدى سقف 36شهرا فاحتساب
التعويض عن الضرر يتجلى كما يلي:
مثال:
أجير طرد من العمل في ظل مدونة الشغل أجرته 3000درهم شهريا اشتغل
مدة 15سنة طلب خالل مقاله من بين التعويضات مبلغ 80.000درهم عن الضرر
ليكون االحتساب على الشكل التالي:
أجرة األجير هي 3000 :درهم شهريا وستكون أجرة شهر ونصف هي 4500
درهم على أساس أن األجرة الشهرية هي 3000درهم يضاف إليها نصفها وهو 1500
درهم لتصبح 4500درهم.
-نضرب أجرة شهر ونصف في مدة العمل وهي 15سنة 15 x 4500سنة =
67500درهم.
-ولنبحث اآلن عن أجرة ثالث سنوات وهو السقف الذي حددته المادة 41
لنقارن هل وقع تجاوز السقف أم ال.
( 36 x 3000السقف) 108.000درهم.
نالحظ أن ما استحقه األجير وهو 67500درهم تعويض عن الضرر طبقا
للمادة 41من مدونة الشغل(.)1
وقد تم االعتماد على هذه الطريقة في احتساب التعويض عن الضرر وذلك
باالستناد على المادة 41في معظم األحكام الصادرة عن المحاكم منها الحكم رقم 1023
)2( 2008 /والحكم رقم )3(2008 / 1024حيث جاء في حيثيات التعويض عن
الضرر في كل منهما أنه يتم احتسابه باالعتماد على مقتضيات المادة 41من مدونة
الشغل ومن ذلك ال بد أن نطرح السؤال هل هناك تعويض آخر قد أتت به المدونة وهل
93
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
يدخل ضمن التعويضات الناتجة عن فصل األجير فصال تعسفيا وهل يعتبر نوع رابع
باإلضافة إلى اإلخطار والفصل والضرر؟
للجواب عليه هو ما تضمنه ثالثا من الفقرة األولى.
94
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
االجتماعية بالمغرب وقد كان هذا التعويض مطلبا طالما نادت به العديد من المنظمات
النقابية في جوالت الحوار االجتماعي منذ تصريح فاتح غشت ،1996وهذا التعويض
يستمر تحديده بواسطة نص تنظيمي ،يتم وضعه من طرف السلطة المختصة باتفاق مع
المنظمات المهنية ألرباب العمل والنقابات العمالية ومن المنتظر أن يتم تدبير هذا
التعويض الجديد من طرف الصندوق الوطني للضمان االجتماعي(.)1
وبالتالي فالمدونة لم تحدد كيفية احتساب هذا التعويض.
الفقرة الثا نية :أهم المستحقات المترتبة عن عقد الشغل مع إعطاء
أمثلة تطبيقية.
بعدما يتم فصل األجراء من الشغل فإنه ينتج عن هذا الفصل مستحقات لألجير
وهذه المستحقات هي التعويضات التي يستحقها األجير سواء ثبت طرده بصفة تعسفية أو
كان طرده طردا مبررا وبما أن مستحقات عقد الشغل متعددة ومتنوعة حيث أن هناك
التعويض عن العطلة السنوية والتعويض عن األجرة ،والتعويض عن عدم تسليم شهادة
العمل ،والتعويض عن عدم التسجيل بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي ،والتعويض
عن األعياد الدينية والوطنية ،والتعويض عن الساعات اإلضافية فإنه سوف نقتصر في
هذه الفقرة على دراسة أهم المستحقات فقط إذن فما هي؟.
95
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
إن المالحظ بالنسبة للحالتين معا أن المشرع لم يستعمل مصطلح األجر بالنسبة
للعطلة السنوية المؤدى عنها ،وهو بذلك ينسجم مع مبدأ أن األجر ال يؤدى إال مقابل
الشغل الفعلي ،ر غم أن التعويض يحتسب تبعا لألجر ،الذي كان سيتقاضاه خالل قيامه
بالشغل لصالح المقاولة أو المشغل ،كما أنه اعتبر الجزء من شهر الذي بدأه األجير
بمثابة شهر كامل من الشغل ،يجب مراعاته عند احتساب مبلغ التعويض عن العطلة
السنوية المؤدى عنها ،وهو بذلك يبعد الصعوبات التي تترتب عادة عن احتساب هذه
العطلة عند عدم التمتع بها .يتم التساؤل بشأن كيفية احتساب هذه العطلة ،هل تبعا
للشهور ،أم األسابيع ،أم األيام ،فنحن اآلن أمام مجرد اشتغال األجير ليوم واحد إضافي
عن الشهر هو بمثابة شهر كامل ،وهذه القاعدة بقدر ماهي أكثر فائدة بالنسبة لألجير بقدر
ماهي مبعدة ألي لبس أو غموض في كيفية اإلحتساب.
إذن كيف يتم احتساب التعويض عن العطلة السنوية المؤدى عنها في حالة التمتع
بها؟.
وفي حالة عدم التمتع بها؟
أ -كيفية احتساب التعويض في حالة التمتع بالعطلة السنوية المؤدى عنها.
يتضح من عبارة " المؤدى عنها" أن الوصف المعطى لها من طرف المشرع،
يهدف إلى منح عطلة سنوية تؤدى عنها كل المبالغ التي تسلم عادة لألجير أثناء فترات
الشغل ،وذلك حتى ال يقع أي اختالل في دخله ،يحرمه متعة العطلة ،على أن هذا
التعويض قد ال يكون كافيا من الناحية النفسية لألجير ،لخشيته ضياع منصبه ،أو الشغل
الذي كان يقوم به ،فاألجير سيتقاضى تعويضا عن العطلة السنوية المؤدى عنها مقاسا
على األجرة المستحقة ،والتي كان سيتقاضاها لو بقي في شغله أثناء هذه الفترة.
فقد نصت المادة )1(249من مدونة الشغل على أن األجير يستحق أثناء عطلته
السنوية المؤدى عنها تع ويضا يساوي ما كان سيتقاضاه لو بقي في شغله ،ويضيف
المشرع في المادة 250من مدونة الشغل بأن التعويض عن العطلة السنوية المؤدى عنها
يتكون من األجر وتوابعه ،سواء كانت مادية أو عينية .وإذا كان المشرع بإدخال كل
96
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
التعويضات قدر رغب من وراء ذلك عدم ايقاع الضرر بدخل األجير ،فإننا مع ذلك نرى
بأن القاعدة العامة عدم احتساب المبالغ التي تؤدى لألجير كاسترداد المصاريف أو نفقات
سبق له أن تحملها بسبب شغله.
وزيادة في حماية األجراء بشأن العطلة السنوية المؤدى عنها وحتى ال يرم
هؤالء ،من الدخل الذي يتقاضونه عادة عند اإلشتغال بالمقاولة.
فقد أكد المشرع في المادة )1( 259من مدونة الشغل ،على أن التعويض عن
العطلة السنوية المؤدى عنها ينغي أداؤه في أجل أقصاه اليوم الذي يسبق بداية عطلة
األجير المعني باألمر ،وفي ذلك ما يفيد بأنه ال يمكن اتباع دورية أداء األجر المعمول بها
في الحاالت العادية ،ف إذا كان األجير يتقاضى أجره في نهاية كل شهر وتبين أن تاريخ
المغادرة قصد اإلستفادة من العطلة السنوية المؤدى عنها هو اليوم العاشر من الشهر،
فإنه ال ينبغي إرغام األجير بالمجيء في نهاية الشهر قصد تسليمه التعويض المستحق ،و
ال انتظار إلى نهاية شهر آخر بعلة أن المقاولة ال تؤدي األجور او التعويضات إال في
نهاية الشهر(.)2
97
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ب -كيفية احتساب التعويض عن العطلة السنوية في حالة عدم التمتع بها
المؤدى عنها:
قد يتوقف عقد الشغل بصفة نهائية لسبب من األسباب دون أن يكون األجير قد
تمتع بالعطلة السنوية المؤدى عنها ففي هذا السياق نصت الفقرة األولى من المادة 251
من مدونة الشغل بأنه ":إذا أمضى األجير ما ال يقل عن ستة أشهر متتابعة في خدمة
مقاولة واحدة ،أو مشغل واحد ،ثم أنهى عقد شغله دون االستقادة من عطلته السنوية
بكاملها ،أو عند االقتضاء العطل المستحقة له عن السنتين المنصرمتين ،وجب له
تع ويض عن عدم التمتع بالعطلة السنوية المؤدى عنها ،أو عن أقساط العطل التي لم
يستفد منها".
فهذه الفقرة ال تميز بيين اإلنهاء الصادر عن المشغل أو عن األجير وسواء كان
بإتفاق الطرفين أو بعدم رغبة أحدهما فالتعويض مستحق في جميع الحاالت فبمجرد
صدور اإلنهاء من طرف المشغل فإن األجير يكون له مستحق التعويض عن العطلة
السنوية ويتجسد ذلك في األحكام والقرارات ففي حكم رقم )1( 2005 /1258ينص في
إحدى حيثياته "حيث أنه يستحق تعويضا عن العطلة السنوية األخيرة لسنة 2002لعدم
إدالئه يما يفيد استفادته من نظام ضم العطل ولم يدل المدعى عليه بما يفيد براءة ذمته
منها ويستحق معه مبلغ:
1264, 14درهم.
إذن فمن خالل هذا الحكم فإنه بمجرد إنهاء العقد فاألجير يستحق هذا التعويض
وأنه يقع على المشغل عبء إثبات إعطاء هذا المستحق لألجير وكيفية احتساب التعويض
عن العطلة السنوية يتم على الشكل التالي:
في حالة إنهاء العقد نالحظ من خالل النصوص القانونية وخاصة المادة )2(231
كيفية استحقاق مدة العطلة أو التعويض عنها إن لم يستفد منها:
بعد قضاء 6أشهر تكون العطلة 9أيام على أساس يوم ونصف يوم.
-1حكم رقم 1258الصادر بتاريخ 2005/12/ 29ملف اجتماعي رقم 05/6/102صادر عن المحكمة اإلبتدائية بمكناس غير منشور.
-2المادة 231من مدونة الشغل
98
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
-بعد قضاء 12شهرا تكون العطلة 18يوما ويضاف يوم ونصف يوم من أيام
الشغل الفعلي كل فترة شغل مدتها 5سنوات شريطة أن ال تكون هذه إضافة تتجاوز 30
يوما ،مع مراعاة عند احتساب التعويض عن العطلة السنوية المؤدى عنها كل جزء من
شهر الشغل الذي بداه األجير ويعتبر شهرا كامال من الشغل المادة .251
فمثال:
أجير عمل مدة 4سنوات أجرته الشهرية 3000درهم هنا نرجع للقاعدة التي
تقول أن األجير الذي اشتغل 6أشهر يستحق 9أيام واألجير الذي اشتغل أكثر من 12
شهر يستحق يوم ونصف عن كل شهر بمعنى 18يوما ثم إذا قضى أكثر من 5سنوات
يستحق يوم ونصف عن كل خمس سنوات.
نالحظ في هذا المثال أن األجير لم يكتمل بعد الخمس السنوات وبالتالي تنطبق
عليه مدة 18يوما كعطلة ويكون االحتساب كتالي.
نأخذ األجرة الشهرية ونقسمها على 26يوما للحصول على أجرة اليوم لتصبح
أجرة اليوم 3000درهم ÷ 115.38 = 26يوما = 2076.84وهو المستحق لألجير
تعويضا عن العطلة.
99
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
أنجز أو يجري إنجازه أو نظير خدمات قدمت أو يجري تقديمها ونصت المادة )1(345
من مدونة الشغل أن األجر يحدد بحرية باتفاق الطرفين مباشرة أو بمقتضى اتفاقية شغل
جماعية مع مراعاة األحكام القانونية المتعلقة بالحد األدنى لألجر.
وقد نصت المادة )2(371من مدونة الشغل وبصيغة الوجوب أنه يجب على كل
مشغل أو من ينوب عنه أن يمسك في كل مؤسسة أو جزء منها أو في شكل ورشة دفترا
يسمى "دفتر األداءات ويمكن تعويضه بأساليب المحاسبة اإللكترونية الحديثة أو أي
وسيلة أخرى للمراقبة يراها مفتش الشغل أنها مفيدة تعوض دفتر األداء وتبقى رهن
إشارته ورهن إشارة مفتشي الصندوق الوطني للضمان االجتماعي.
األصل أن المشغل هو الذي يمسك دفتر األداء ،وهو الملتزم بإثبات أنه أدى ما
بذمته لألجير من أجر ويبقى على عاتقه كدين إلى حين االستفادة ،ومتى أنكر األجير أنه
لم يتسلم األجر يبقى عبء اإلثبات على المشغل ،وبذلك فإن المؤاجر ال يكون ملزما بأداء
األجر سواء كان نقدا أو عينا إال إذا أدى األجير عمله الذي التزم به وفق الشروط
المحددة في العقد ،إذن كيف يتم احتساب التعويض عن األجرة؟.
أ -التعويض عن تكملة األجرة:
قد يطلب األجير ضمن مقاله الحكم له بتكملة األجر أي ما بين األجرة الفعلية
التي كان يتقاضاها والحد األدنى لألجر.
وقد نصت مدونة الشغل على هذا المقتضى في المادة 356و 358مستلهما
المشرع ذلك من االتفاقية الدولية رقم 26الصادرة عن منظمة العمل الدولية التي وقع
عليها المغرب قي .1958 /03 /14
ويمكن لنا أن نعتمد هاتين المادتين في التعليل لقبول الفرق بين الحد األدنى
لألجر واألجرة الفعلية علما أن الحد األدنى لألجر هو القيمة الدنيا المستحقة لألجير الذي
يضمن لألجراء دون الدخل الضعيف قدرة شرائية لمسايرة تطور مستوى األسعار
والمساهمة في التنمية االقتصادية واالجتماعية وتطوير المقاولة وكما أكدته المادة 358
100
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
من مدونة الشغل ،وأكدت المادة 356من مدونة الشغل أنه ال يمكن أن يقل أجر األجير
عن الحد القانوني لألجر الذي كان يتقاضاه األجير إذ يعتبر من المظام العام االجتماعي
وال يمكن النزول عنه(.)1
ب -كيفية احتساب التعويض عن تكملة األجر:
مثال :أجيرا اشتغل من 2000 /08 /01إلى 2003 /01 /01بأجر 1500
درهم بعد االطالع على الئحة األجر تبين أن الحد األدنى لألجر لسنة 2000هو 1800
درهم شهريا قيكون اإلحتساب على الشكل التالي:
1800درهم 1500 -درهم = 300درهم إذن الفارق الشهري هو 300درهم
شهريا وما دام األجير يطلب الفرق في األجرة عن مدة 3سنوات يكون:
300درهم 12 xشهرا 3 xسنوات = 10800درهم ،وهو المبلغ المستحق
لألجير تعويضا عن فارق األجرة وما يؤكد هذا المنحى هو ما سار عليه المجلس األعلى
في قراره األخير عدد .)2(2005 /45
101
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
والتزام المشغل بتسليم شهادة الشغل ،وارد في المادة 72من مدونة الشغل بشكل
عام ،لذلك فإن األجير يستحق هذه الشهادة ،أيا كانت طبيعة العقد ،أي سواء كان محدد
المدة أو غير محدد المدة ،وأيا كان سبب اإلنهاء ،أي حتى ولو كان العقد قد أنهي بسبب
خطأ األجير نفسه .وقد حدد المشرع المغربي البيانات الواجب أن تتضمنها شهاد الشغل
والتي تهم أساسا ذكر تاريخ التحاق األجير بالمؤسسة أو بالمقاولة و تاريخ مغادرته لها،
ومناصب الشغل التي يكون شغلها مع مالحظة أنه يمكن وباالتفاق بين الطرفين ،تضمين
شهادة الشغل بيانات أخرى ،تتعلق بالمؤهالت المهنية لألجير ،وبما سبق له وأسداه من
خدمات للمؤسسة المشغلة ،وغيرها من اليبانات األخرى طالما ال تهدف اإلسائة إلى
األجير .وهي نفس البيانات التي نص عليها الفصل L122-16من قانون الشغل الفرنسي
لسنة 1973حيث التزم المشغل عند انتهاء عقود الشغل منح األجراء شهادة تتضمن
حصريا تاريخ الدخول في العمل وتاريخ اإلنهاء وطبيعة العمل.
أما بخصوص التشريعات العربية اإلجتماعية وعلى غرار المشرع المغربي
ألزمت كل أربارب العمل بإعطاء أو تسليم شهادة نهاية الخدمة مجانا لألجير في نهاية
العقد وأيا كانت أسباب اإلنهاء(.)2
والمالحظ أنه من أجل تحقيق الهدف من إعطاء العامل شهادة العمل لم يترك
مشرع هذه الدول تحديد مضمون االشهادة لمطلق إرادة صاخب العمل بل سيوجب عليه
بيانات محددة كما هو الشأن بالنسبة للقانون التونسي في الفصل ،21والقانون الجزائري
في المادة 44وقانون العمل األردني الجديد حيث نص على أنه ":على صاحب العمل أن
يعطي العامل عند انتهاء خدمته شهادة يذكر فيها اسم العامل ،ونوع عمله ،وتاريخ
التحاقه بالخدمة ،وتاريخ انتهاء الخدمة".
وفي هذا الصدد فالمشرع المصري وعلى خالف ما ذهب اليه المشرع المغربي
واألردني بخصوص تقدير كفائة العامل فقد نص في المادة 130الفقرة الثانية ":للعامل
102
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
أن يحصل من صاحب العمل دون مقابل على شهادة لتحديد خبرته وكفائته المهنية وذلك
أثناء سريان العقد في نهايته".
أما بخصوص البيانات األخرى أو الوثائق التي أودعها األجير رهن إشارة
مشغله من شهادات وأوراق وأدوات فقد ألزمت صاخب العمل بردها للعامل على سبيل
المثال ،كل من التشريع القطري( )1والتشريع اإلماراتي( )2حينما استعمال صيغة
الوجوب.
وأخيرا تعطى هذه الشهادة مجانا في نهاية عقد الشغل وتعفى من رسوم التسجيل
ولو اشتملت على بيانات أخرى غير تلك الواردة في الفقرة الثانية المادة72من مدونة
الشغل( ،)3وهو نفس ما كرسه المشرع الجزائري في المادة 44من قانون العمل ويشمل
اإلعفاء الشهادة التي تنص على عبارة "من كل التزام" أو صياغة أخرى تثبت إنهاء عقد
الشغل بصفة طبيعية.
بقي أن نشير إلى أنه ،وإذا كانت مدونة الشغل ،تنص على إلزام المشغل الذي
يمتنع عن تسليم شهادة الشغل ،داخل األجل القانوني بالتعويض ،فإنها لم تقف عند هذا
الحد ،وإنما نصت على معاقبة أي مشغل يمتنع عن تسليم شهادة الشغل ،او عدم تسليمها
داخل األجل القانوني معاقبته بغرامة من 300إلى 500درهم.
ويتكرر تطبيق الغرامة بحسب عدد األجراء الذين لم تراع في حقهم أحكام
القانون ،على أال يتجاوز مجموع الغرامات مبلغ 20.000درهم.
والمالحظ أنه يتم النص في معظم األحكام على غرامة تهديدية في حالة امتناع
المشغل من تسليم األجير شهادة العمل أو التأخر في تسليمها حيث جاء في إحدى حيثيات
حكم رقم ")4(2005 /1258وبتمكين المدعي من شهادة العمل تحت طائلة غرامة
تهديدية قدرها 50درهم عن كل يوم إمتناع عن التنفيذ مع شمول شهادة العمل بالنفاذ
المعجل.
103
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
رابعا :التعويض عن عدم التسجيل بالصندوق الوطني
للضمان االجتماعي.
إن هذا التعويض يجد اساسه في ظهير .1972 /07 /27يكون معه المشغل
ملزم بتسجيل أجيره لدى الصندوق الوطني للضمان االجتماعي وبالتالي أداء أقساط هذا
الصندوق إال أنه في حالة عدم تسجيله بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي من طرف
المشغل هل يتحمل المشغل مسؤولية عدم التسجيل؟()1
إن الجواب عن هذه اإلشكالية هو ما أكده قرار المجلس األعلى عدد
2000/977حيث رخص لألجير تسجيل نفسه لدى الصندوق الوطني للضمان وال حق
لألجير في طلب التعويض عن عدم التسجل(.)2
فقد يطلب األجير تعويضات عن األقساط التي اقتطعها المشغل من أجرته ولم
يؤديها إلى الصندوق أو أن المشغل أدى قسط منها وترك بعضها أو بصفة عامة لم يكن
يؤدي تلك األقساط باستمرار بعد أن اكتشف ذلك األجير.
غالبا ما تجرى خبرة قضائية لدى مكتب الصندوق الوطني للضمان االجتماعي
قصد تحديد األقساط التي سبق أن أداها المشغل واألقساط المتبقية واقتطعت من أجرة
األجير ولم يصرفها المشغل للصندوق.
وإذا ثبت بعد الخبرة أن المشغل بسوء نية كان يقتطع لألجير ولم يصرفها
للصندوق ولم يسلمها له ،قضت المحكمة بالتعويض لفائدة األجير استنادا عن ما أسفرت
عنه الخبرة القضائية(.)3
وقد يرفع األجير المقال ضد الصندوق الوطني للضمان االجتماعي على أساس
أن األجير لم يتوصل بالتعويضات العائلية والحال أن الصندوق الوطني للضمان
االجتماعي غير ملزم بدفع التعويضات إذا كان هو لم يتوصل بأقساط االشتراك من
الجهة المشغلة والمجلس األعلى في قراره عدد )4( 2005/550قد نقض وأبطل قرار
104
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
محكمة االستئناف التي اعتبرت أن الصندوق الوطني للضمان االجتماعي يحل محل
المشغل في اداء التعويضات وهو كما يلي.
يعيب الطالب على القرار المطغون فيه خرق مقتضيات ظهير 1972/7/27
وانعدام التعليل.
ذلك أنه لالستفادة من التعويضات العائلية فإن ظهير 1972/7/27يوجب أن
يتور الشروط التالية
ضرورة التصريح باألجير.
أداء واجبات االشتراك.
تقديم طلب الحصول على هذه التعويضات مرفق بالوثائق اإلدارية كعقود
االزدياد والشواهد المدرسية بالنسبة لألطفال الذين هم قي سن التمدرس وبالتالي كيف
يعقل أن يحكم على العارض بأداء التعويضات العائلية ،علما أن المشغل لم يسبق له أن
أداها حتى يمكن تحويلها.
فالمشغلة تعترف بأن المطلوب في النقض كان في حالة مرضية وهو السبب
بالذي جعلها تتوقف على تحويل هذه المبالغ التي تحول في النهاية لصاحب الحق فيها
كتعويضات عائلية.
فالعارض ال يمكنه ان يؤدي ألي كان أي مبلغ مالي إذا لم يكن هو قد توصل من
الجهة المشغلة وهو ما أكد عليه المشرع في الفصول 21-20-1من ظهير الضمان
االجتماعي والقرارات التابعة له.
فقد جاء في تعليل محكمة االستئناف بأن الصندوق الوطني للضمان االجتماعي
يحل محل المشغل في أداء التعويضات مع أن المعارض له قوانين تنظمه كما تنظم
المنخرطين التابعين له وال يحل محل أي مشغل في أي تعويض كان ألنه ال تربطه
بالمشغلين عالقة التبعية ،وإنما هناك ضوابط حددها المشرع لكل مستفيد من تعويضات
الصندوق على اختالفها وتأتي هذه التعويضات بعدما يكون قد توصل بها من المشغل
الذي يكون قد صرح به ،ويؤدي األقساط الشهرية التي تنوبه آنذاك يكون الصندوق معني
بتحويل هذه التعويضات ألصحابها أما دون القيام بهذه العملية فإن الصندوق (العارض)
105
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ال يحل محل أحد مما يكون معه القرار المطعون فيه معلل تعليال ناقصا وغير سليم
عندما نص بأن العارض له بالوسائل القانونية للمتابعة ويتعين نقضه جواب المجلس
األعلى.
حيث تبين صحة ما عاب به الطالب على القرار المطعون فيه ،ذلك أنه وإن كان
الصندوق الوطني للضمان االجتماعي ملزم بأداء التعويضات العائلية لألجير ،فإن ذلك
متوقف على إثبات هذا األخير أن مشغله كان يؤدي واجبات االشتراك للصندوق
المذكور ،عمال بمقتضيات ظهير 1972/7/27المتعلق بنظام الضمان االجتماعي.
فمحكمة االستئناف عندما أيدت الحكم االبتدائي القاضي على طالب النقض أدائه
لألجير (المطلوب في النقض) التعويضات العائلية ،بعلة أداء أن الصندوق هو الملزم
بأداء تلك التعويضات وأنه يمكن لهذا األخير الرجوع على المشغل في إطار المساطر
المخولة له قانونيا دون أن نتأكد فيما إذا كانت المشغلة (المطلوب في النقض قد أدت فعال
واجبات االشتراك للصندوق عمال بمقتضيات الفصول 23-22-21-20-19من الظهير
المشار إليه يكون قرارها المطعون فيه الصادر على النحو المذكور قد علل ما قضى به
تعليال ناقصا مما يعرضه للنقض" .وكما هو الشأن بالنسبة للتغطية الصحية والتي
4في المائة منها صدرت بشأنها مدونة التغطية الصحية بتاريخ 2005/7/ 18 ،بنسبة
50في المائة على المشغل و 50في المائة الباقية على المأجور.
106
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الفقرة األولى :مدى استحقاق األجير المؤقت للتعويضات الناتجة عن
العقد
جاء في قرار للمجلس األعلى(" )1حيث أن ما نصت به المحكمة في أجرة
وعطلة وأقدمية هي تعويضات ناتجة عن عقد الشغل ،فيستحقها األجير ولو كان مؤقتا
فكان ما نصت به المحكمة مرتكز على أساس "...فمن خالل هذا القرار يتضح أن
المحكمة المطعون في قرارها كانت على صواب حين قضت لألجير بالتعويض عن
العطلة واألجرة واألقدمية رغم أنه أجير مؤقت وعليه فإن التعويضات الناتجة عن عقد
الشغل يستحقها األجير سواء كان في إطار عقد محدد المدة إال أن السؤال المطروح هو
مدى إمكانية حصول األجير المغادر لعمله على التعويضات الناتجة عن العقد؟
لقد جاء الجواب عن هذا السؤال في قرار للمجلس األعلى 2جاء فيه "حيث ثبت
صدق ما نعته الوسيلة على القرار ذلك أن األجيرة بالرغم من ثبوت مغادرتها للعمل من
تلقاء نفسها فهي تبقى محقة في التعويضات الناتجة عن العقد والتي سبقت أن طالبتها من
المشغلة وهي التعويض عن العطلة واألقدمية واألجر والمحكمة لما رفضت الطلب
المتعلق بالتعويضات الناتجة عن العقد رغم أحقيتها كان قرارها خارقا للقانون "...
وقضى المجلس األعلى بنقض قرار محكمة االستئناف الرامي إلى رفض طلب
التعويضات والتي تستحقها األجيرة وأصبحت دينا على عاتق المشغل.
وبالتالي فالتعويضات الناتجة عن العقد تبقى ديون في ذمة المشغل هذا األخير
الذي يبقى يلزم بدفعها لألجير عند مطالبته بها.
ا لفقرة الثانية :المحكمة غير ملزمة ببيان العملية الحسابية في الحكم
أو القرار.
على المحكمة عند تحديدها ألي تعويض أتن يتبين سند االحتساب وهي مدة
العمل واألجرة وإال عرضت قرارها للنقض( )3إال أن المحكمة غير ملزمة ببيان العملية
الحسابية بالحكم أو القرار بل حتى بإمكانها في بعض القضايا االعتماد على الخبرة
-1قرار صادر عن المجلس األعلى عدد 2005/451المؤرخ 2005/04/27ملف عدد 2005/105بشرى العلوي م.س ص .408
-2قرار المجلس األعلى عدد 2005/399المؤرخ 2005/04/13ملف عدد 05/55بشرى العلوي م.س ص .411-410
3قرار عدد 2000/111صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى المؤرخ 2000/12/5ملف عدد 2000/704بشرى العلوي م.س ص
.408
107
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
القضائية في الموضوع وهذا ما ذهب إليه قرار صادر عن المجلس األعلى( )1عدد
2001/395جاء فيه ما يلي " :حيث يعيب الطاعن على القرار المطعون فيه عدم بيان
العملية الحسابية التي قضت بمبلغ 34467.64درهم كجواب عن العمولة ذلك أن
المحكمة المصدرة للقرار قضت للمطلوب في النقض بالمبلغ المذكور أعاله معللة ذلك أن
ما بقي األجير محقا ف يه بعد خصم التسبيقات التي تسلمها مما هو مستحق له حسب
األجرة األصلية والتكميلية إال أنها لم تبين العملية الحسابية التي توصلت بها على المبلغ
المذكور ومن جهة ثانية إذا سايرنا المحكمة حسب تعليلها والذي يفيد إسقاطها للمبالغ
المسبقة لألجير وتلك التي طالها التقادم وكذا المبلغ وكذا المبلغ المحدد من طرف الخبير
عن العطل فإن الخارج هو :
24055,91=(2140x64170) 109632,52
فتعليل المحكمة ال ينسجم والنتيجة التي وصلت إليها مما يعرض القرار للنقض.
وكان جواب المجلس األعلى كما يلي :
"لكن حيث أن المحكمة لما خلصت في قرارها إلى أن المبلغ المستحق للمطلوب
في النقض من العمولة هو 34467.64فإنها اعتمدت في ذلك على تقرير في الخبرة
األصلية والتكميلية وهي بذلك ليست ملزمة ببيان العملية الحسابية بقرارها مما تبقى معه
الوسيلة غير جديرة باالعتبار"
الفقرة الثالثة :التقادم
لقد كان هناك جدل قائم حول مدة تقادم دعوى التعويض عن الفصل غير المبرر
قبل دخول مدونة الشغل حيز التطبيق ،فقد كانت تتقادم بمرور 5سنوات فقط أو بمرور
2
طبقا للمادة عشرين حسب األحوال إذا كان اإلنهاء غير مشروع بمثابة خطأ تقصيري
106من قانون االلتزامات والعقود ،أما إذا كان اإلنهاء بمثابة خطأ عقدي فإن دعوى
التعويض تتقادم بمرور خمسة عشر سنة طبقا لمقتضيات المادة 387من القانون
أعاله(.)3
- 1قرار عدد 2001/395صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 2001/05/09ملف ،2001/149غير منشور مرجع سابق،
ص .409
2محمد سعد جرندي مرجع سابق ص .207-206
3محمد الكشبور م.س ص .388
108
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
إال أنه بعد دخول مدونة الشغل لحيز التطبيق حسم المشرع في الجدل القائم
عندما نص في الباب السادس المعنون ب "تقادم الدعاوى الناشئة عالقات الشغل" في
مادته " 395تتقادم بمرور سنتين كل الحقوق الناتجة عن عقود الشغل الفردية وعن عقود
التدريب من أجل اإلدماج المهني وعن عقود التدرج المهني وعن الخالفات الفردية التي
لها عالقة بهذه العقود أيا كانت طبيعة هذه الحقوق سواء كانت نابعة عن تنفيذ هذه العقود
أو عن إنهائها".
109
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
المبحث الثاني :آثار إنهاء عقد الشغل المحدد المدة
إن أهمية التمييز بين عقود الشغل وغيرها من العقود األخرى كعقد الوكالة وعقد
الشركة وعقد اإليجار ،...تكمن في مصلحة األجير من تكييف العقد بأنه عقد شغل كي
يستفيد من التعويضات التي يضمنها له قانون الشغل( )1عند إنهاء العقد قبل حلول أجله
أو بانتهاء مدته أو بإنجاز العمل الذي كان محل العقد.
واآلن سنحاول التطرق لحاالت التعويض عن اإلنهاء المعجل في مطلب أول
على أن نتطرق في مطلب ثاني التعويض عن نهاية العقد ومدى استحقاق األجير المقدم
الستقالته للتعويض في مطلب ثالث.
110
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
وقد سار المجلس األعلى على نفس النهج في قرار( )1له جاء فيه " ...بأنه
بالنسبة لعقد العمل المحدد المدة فإن الحكم باألجرة المتبقية يعد بمثابة تعويض عن الفسخ
الفجائي لعقد العمل".
ويتم تحديد هذا التعويض على أساس الخسارة التي لحقت األجير من ضياع
العمل وأهميته واختصاصه باإلضافة إلى الضرر المعنوي الذي تسبب فيه هذا اإلنهاء()2
ومهما كان مبلغ التعويض المحكوم به لفائدة األجير في الحكم فإنه على القاضي أن يبين
األسباب والعناصر المعتمدة ف ي حسابه .وعليه فالقضاء المغربي يمارس رقابة شاملة
على مراقبة مدى مالءمة المبلغ المحكوم به لحجم الضرر وهذا ما تم تأكيده في حكم
صادر عن ابتدائية الدار البيضاء(.)3
وبالرجوع إلى مقتضيات الفصل 754من ق.ل.ع نجده ينص على العناصر
الواجب اعتمادها في احتساب التعويض في حالة إنهاء العقد غير محدد المدة إال أن
النص لم يستبعد تطبيقه متى كان عدم تحديد مدة الشغل راجع إلى طبيعة العمل الالزم
أداؤه وهناك عدة حاالت يصعب فيها تحديد مدة العقد إما لسبب راجع لطبيعة األشغال
المنجزة أو لعدم إمكانية معرفة مدة االنتهاء من العمل موضوع العقد وهي بهذا تبقى
عقود محددة المدة وعليه فمتى ثم وضع نهاية لعالقة الشغل قبل انتهاء تلك األشغال محل
العقد فإنه بإمكان القاضي الرجوع إلى مقتضيات هذا الفصل -754الحتساب
التعويض(.)4
وأخيرا فإن أغلب التشريعات المقارنة منها القانون المصري وقانون العمل
الكويتي وا لبحريني إلى جانب التشريع المغربي عملت على النص في قوانينها العمالية
على مبدأ أداء األجور المتبقية النتهاء مدة العقد.
- 1قرار عدد 42صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 27يناير 1982ملف عدد 31سعيد عز البوشتاوي م.س ص.328
- 2محمد سعيد بناني :المجلد الثاني ،الجزء الثاني ،م.س ص .1302
3حكم عدد 2027مؤرخ 11يونيو 1984ملف اجتماعي 8330سعيد عز م.س ص .330
4سعيد عز البوشتاوي :م.س ص .331
111
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
إال أن السؤال المطروح يتعلق حول طريقة احتساب التعويض عن اإلنهاء
المعجل في حالة وجود عقد محدد المدة متضمن لبند التجديد في مقتضياته وهنا البد من
التمييز بين حالتين(: )1
الحالة األولى :وهي الحالة التي يتضمن فيها العقد بندا يفيد على أن الطرفين
اتفقا على تحديد العقد عند انتهاءه إال أن المشغل يتنكر لهذا البند وقاضي الموضوع يحكم
بتعويضات يراعي فيه مقتضيات العقد األولي بالنسبة لألجير.
الحالة الثانية :االتفاق الكتابي على مدة التجديد وطريقته في هذه الحالة يبقى
القاضي مقيد بمحتويات االتفاق ويحكم بالتعويضات بناءا على ذلك االتفاق وغالبا ما
تكون ال تقل عن األجور المتبقية لتنفيذ االتفاق.
الفقرة األولى :التعويض عن نهاية العقد محدد المدة
2
ينتهي عقد الشغل المحدد المدة بحلول أجله أو بانتهاء الشغل الذي كان محال له
والمشغل غير ملزم باإلشارة إلى المبررات التي دفعت به إلى إنهاء العقد ،ويكون لألجير
حق في الحصول على التعويضات الخاصة بالطرد ألنها تبقى مرتبطة بعقد الشغل غير
محدد المدة يعني أنه للحصول على هذه التعويضات البد من االشتغال لمدة تفوق اثني
عشر شهر دون تجديد العقد وهذا ما يم تأكيده في قرار للمجلس األعلى( )3الذي اعتبر
اشتغال األجير لمدة شهرين ونصف غير كاف للحصول على التعويضات المتعلقة
بالطرد واإلشعار ألن المدة المذكورة تعطي الحق للمشغلة في االستغناء عن خدماته
بدون أي تعويض".
إضافة إلى أن التعويض عن اإلعفاء يستفيد منه األجراء الدائمين في المقاولة في
إطار عقود غير محددة المدة وليس المؤقتين الذين يمكن إعفاؤهم بصورة جماعية دون
ضرورة استصدار إذن من السلطات المختصة(.)4
وعليه يتضح لنا بأن المشرع المغربي لم يحاول سن حماية حقيقية لحماية
األجراء العاملين في إطار عقود المحددة المدة في مقابل الضمانات الممنوحة لألجراء في
112
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
إطار عقود غير محددة المدة ،فاألجير في إطار عقد محدد المدة ال يتمتع بمهلة اإلخطار
وما يعنيه ذلك من حرمانه من التعويض عن الفسخ الفجائي وهو نفس الحكم الذي انصب
أي ضا على األجير الموسمي الذي قرر القضاء أال حق له في إنذاره واالستغناء عنه بعد
انتهاء الموسم ال يترتب عنه أي تعويض( .)1عكس المشرع الفرنسي الذي أقر من خالل
قوانينه اإلصالحية تعويضا يسمى التعويض عن التوقيتية هذا التعويض يمنح لألجير عند
نهاية العقد كتعويض عن عدم االستقرار في العمل يتسلمه مع األجور المستحقة ألنه
يعتبر في نظر المشرع الفرنسي من مكمالت األجرة ويجب أال تفوق مدة العمل سنتين
ألن تجاوز سنتين يصبح لهذا األجير الحق في الحصول على التعويضات الناتجة عن
الطرد.
غير أن التعويض عن نهاية عقد الشغل يصبح الغيا إذا ما حصل اإلنهاء
المعجل بدون ضرر من طرف األجير أو ارتكب خطأ جسيم أو قامت قوة قاهرة ما عدا
إذا كان سبب اإلنهاء المعجل المشغل نفسه ،عندها يمكن لألجير أن يجمع على صعيد
واحد التعويض عن نهاية العقد والتعويض الجزافي الخاص باإلنهاء المعجل(.)2
بل إن المشرع الفرنسي لم يتوقف فقط عند هذا التعويض عن التوقيتية وإنما
تجاوز ذلك إلى ابتكار أسلوب جديد في التعويض وهو تعويض الفئات العاطلة عن الشغل
بواسطة نظام التأمين عن البطالة يستفيد منه األجراء العاطلون بعد إدالئهم بوثائق تثبت
أنهم قاموا بالفعل بالبحث عن العمل وذلك تكريسا لمبدأ التضامن االجتماعي(.)3
وبالتالي نالحظ أن هناك انسجام بين نظام العقد المحدد المدة ونظام الضمان
االجتماعي الخاص بالتعويض عن البطالة مما يتبين معه أن وضعية األجير في إطار هذا
العقد يعرف نوع من الحماية مع المشرع الفرنسي في حين نلمس غيابها عند المشرع
المغربي(.)4
113
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الفقرة الثانية :مدى استحقاق األجير المقدم لالستقالة على التعويض
إن األجير المقدم الستقالته بكيفية قانونية ال يستحق أي تعويض إال إذا أثبت أن
المشغل هو الذي أجبره على االستقالة( )1إال أنه إذا كانت القاعدة العامة كما قلنا تنص
على عدم أحقية األجير المستقيل ألي تعويض إال إذا اتفق الطرفان على خالف ذلك فإن
هناك استثناءات ترد على هذه القاعدة(.)2
إن حاالت تعويض األجير رغم استقالته جاءت على سبيل الحكم وال ينبغي
التوسع فيها ،فبالرجوع إلى النظام األساسي للصحفيين المهنيين نجده ينص على أنه يمكن
أن يمنح التعويض عند ارتكاب خطأ جسيم وفي حاالت خاصة بالنسبة لالستقالة وعليه
يتضح لنا أن الصحافي الذي ارتكب خطأ جسيما أو قدم استقالته بشرط أن تدخل في
الحاالت المنصوص عليها في النظام األساسي للصحفيين المهنيين يمكن له أن يحصل
على تعويض رغم أي شيء.
فما هي إذن حاالت االستقالة المنصوص عليها في النظام األساسي للصحفيين
التي تمنح لألجير الصحافي الحق في الحصول على تعويض؟
الحالة األولى :المادة 14من النظام األساسي للصحفيين المهنيين تنص على "
إذا ارتكب الصحافي المهني أو من في حكمه أخطاء جسيمة أو اخطاء متكررة جاز للجنة
المذكورة إما تخفيض التعويض وإما إلغائه".
فمن خالل مقتضيات المادة 14يتضح لنا أن تقدير التعويض يجوز تخفيضه وال
يمكن إلغاءه بقوة القانون كما هو الشأن في القواعد العامة بل يبقى ضمن السلطة
التقديرية للجنة التحكيمية.
الحالة الثانية :المادة 15من النظام األساسي للصحفيين المهنيين التي جاء في
مقتضياتها "تطبق أحكام المادة السابقة في حالة فسخ العقد بفعل صحفي مهني أو من في
حكمه عندما يكون الفسخ مبررا بإحدى الحاالت :
بيع المنشأة الصحافية
انتهاء صدور اليومية أو الدورية التي يعمل في إطارها الصحفي
114
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
إغالق الوكالة
حدوث تغيير على طابع المنشأة
إذا ترتب عن هذا التغيير الطارئ على وضعية الوكالة مس بمصالح الصحفي
سواء المعنوية أو الدينية جاز له تقديم استقالته وحصوله على تعويض بقوة القانون.
115
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ما يمكن اعتباره تنازعا ايجابيا أو سلبيا لالختصاص النوعي بين غرفة اإلجتماعية
بالمحكمة االبتدائية العادية ،وبين المحكمة اإلدارية ،وقد وجد هذا التنازع في
االختصاص تطبيقه في حكمين مختلفين أولهما صدر عن المحكمة اإلدارية بوجدة ،حين
اعتبر قضاة الموضوع أنفسهم مختصين بالنظر في النزاع الذي وقع بين المكتب الجهوي
لإلستثمار الفالحي وأحد العاملين فيه ،وجاء ضمن حيثيات هذا القرار مايلي(... ":)1
حيث إن الطاعن يشتغل لدى المكتب الجهوي لإلست ثمار الفالحي المنشأ بمقتضى
المرسوم الملكي المؤرخ في 22أكتوبر 1966م الذي نص في فصله األول :إن المكتب
مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ،وإن المادة الثامنة من
قانون المحاكم اإلدارية تتحدث عن النزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية للعاملين في
المؤسسات العامة".
فلقد استند صادروا الحكم على ربطهم الوضعية الفردية لمختلف العاملين
بالمؤسسات العامة كيفما كانت طبيعة نشاطها بدعوى اإللغاء ،لكون دعوى اإللغاء تدخل
ضمن اختصاصات المحاكم اإلدارية ،إضافة إلى إمكانية النظر في النزاعات والدعوى
المتعلقة بالتعويض متى ارتبط العامل معها بعالقة يحكمها القانون الخاص .في حين
صدر الحكم الثاني المخالف لألول عن المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء التي قضت بعدم
اختصاصها للبث في النزاع الذي حصل بين المكتب الوطني للسكك الحديدية وأحد
أعوانه المفصولين عن العمل ،إذ اعتبرت أن العالقة القانونية التي تربط العون بالمكتب
ينظمها قانون خاص مما ال يسمح لها بالنظر في طلب التعويض عن الطرد معتبرة أن
التعويض الذي تختص بمنحه حسب الفصل الثامن من قانون المحاكم اإلدارية هو (
التعويض عن الضرر الذي يتسبب فيه شخص من اشخاص قانون العام دون أن تكون
بين هذا األخير بين المتضرر عالقة قانونية معينة ينظمها قانون خاص) وللحسم في هذا
النزاع صدر قرار للمجلس األعلى في الموضوع حين اعتبر قواعد القانون الخاص هي
116
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
األولى في التطبيق في الدعوى المقامة من قبل هؤالء األعوان و أن المحكمة االبتدائية
العادية من خالل غرفتها االجتماعية هي المختصة بالبث فيها(.)1
باإلضافة إلى أن مدونة الشغل بدخولها حيز التطبيق سنة 2004جاءت لتحصر
مجال تطبيقها على المقاوالت التابعة للدولة والجماعات المحلية التي يكون طابعها
صناعيا أو تجاريا أو فالحيا ،األمر الذي يفهم منه أن المدونة هي بدورها حسمت
الموقف في مشكل االختصاص( ،)2كما يخضع ألحكام مدونة الشغل أجراء القطاع العام
الذين يسري عليهم أي قانون مادام هؤالء العمال ال يخضعون لقانون الوظيفة العمومية،
وتتوفر في عملهم كل مقومات العمل القار وخاصة تجاوز مدة السنة من العمل
واستمراريته فإنها ال بد من إخضاعهم للمدونة ،وأن التعبير عنهم بالمؤقتين ال ينسجم مع
الضوابط المتعقلة بالعمل المؤقت ألن المحكمة المخول لها إعطاء تكييف الصحيح
للعقد(.)3
ونفس االتجاه صار عليه المجلس الدولة الفرنسي الذي خلص فيه إلى تبني تأويل
واحد يقضي بان المحاكم العادية تكون مختصة في النزاعات الفردية والتجارية المتعلقة
باألعوان العاملين بالمؤسسات العمومية الصناعية والتجارية باستثناء األعوان الذين
يمارسون مهام التسيير لمجموع المصالح كرئيس مصلحة السكك الحديدية ومحاسبها
العام.
-1قرار عدد 96/250الصادر بتاريخ .1996/3/28في الملف اإلداري 95/847المنشور بالقرارات المجلس األعلى -المادة اإلدارية ،محمد
سعد جرندي ،م س ص47
-2محمد سعد جرندي :م س ص .48
-3محمد سعد جرندي :م س ص .48
117
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
خاتمة:
الواقع أن الخالصة التي خرجنا بها في هذا البحث والتي يؤكدها الواقع العملي
بشكل ملموس ،أن اإلنهاء المتخذ من طرف المشغل والمعبر عنه بالفصل عندما يمارس
من طرفه وهذه قاعدة تصح بالنسبة الستقالة األجير كذلك ،فقد يوصف بالمبرر ،وقد
يوصف بغير المبرر ،وهو الذي يعبر عنه عادة بالطرد التعسفي فالفصل يكون مبررا
عندما يستند إلى سبب وجيه ،كانعدام كفاءة األجير ،أو وجود صعوبات اقتصادية
تعترض السير العادي للمقاولة تفرض الفصل لتجاوز صعوباتها .وأيضا ارتكاب األجير
لخطأ جسيم كما أن الفصل يكون غير مبرر في حالة خرق المشغل اإلجراءات المرتبطة
بإنهاء عقد الشغل غير محدد المدة ،أو افتقاد الفصل إلى مبرر موضوعي ،أو ادعاه
المشغل ولم يثبته أو أثبته ولكن القضاء لم يعتبره كذلك.
وإذا كان القضاء يرجع إلى حد ما األمور إلى نصابها حينما يقرر اعتبار الطرد
مبررا ،أو غير مبررا وذلك بإقراره لمجموعة من الحقوق لألجير المتضرر من الفصل
إال أن ه ذا التعويض ال يعالج في الغالب مختلف اآلثار السلبية التي يخلفها الفصل في
نفسية األجير في حالة كونه فصال تعسفيا فضال عن أنه ال يعطي كل األضرار الناجمة
عنه.
إذن فهل تحقق هاجس المشرع من خالل سنه لمدونة الشغل بالحفاظ على
المعادلة الثالثية وهي :حماية األجير وحقوق المشغل ،وحماية االقتصاد؟
لإلجابة على هذا السؤال سوف نتطرق له من خالل بعض االستنتاجات ثم
سنتطرق بعد ذلك لالقتراحات.
أوال :استنتاجات:
فالمشرع المغربي بإصداره لقانون 65-99المتعلق بمدونة الشغل عمل على
تجميع جل القوانين المنظمة للتشريع االجتماعي لكي يسهل المهمة على القاضي باعتماده
كمرجع لحل اإلشكاليات التي تطرح عليه والنزاعات المعروضة في إطار القضايا
االجتماعية وبالرغم من تعديل بعض المقتضيات القانونية التي كان معموال بها في ظل
118
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
القانون السابق فإنه مازال محتفظا ببعض النصوص القانونية والتي الزالت لم تحقق
الحماية المتوخاة للطرفين وباألخص حماية الطرف الضعيف وهو األجير.
فهذه التعديالت لم تأت بالشيء الذي كان متوقعا منها خاصة فيما يتعلق بضمان
حقوق األجير ،وبالتالي تكون هذه المدونة ورغم ما تضمنته من مقتضيات جديدة لم تكفل
لألجير جميع حقوقه ،وإنما جاءت لتكرس حقوق أكثر ألصحاب المؤسسات وذلك قصد
توفير المناخ المالئم لجلب المستثمرين وخاصة األجانب منهم .خاصة وأن فصل األجير
سيظل جدال ونقاشا بين مختلف الفرقاء ،رغم أن المدونة حاولت تدارك بعض الهفوات
التي كانت عالقة بالفصل 6من النظام النموذجي بتدقيقها للخطأ الجسيم وتعزيزها للحماية
الممنوحة لألجير في إطار مسطرة الطرد ،ويكون تقييم ما تضمنته يبقى رهينا باحتكاكها
بالواقع االجتماعي وما قد تثيره من إشكاالت عملية يبقى للعمل القضائي الدور الفعال في
إيجاد الحلول المناسبة للعدالة االجتماعية.
إضافة لذلك فالمشرع المغربي قد فرض مجموعة من الغرامات المالية في حالة
مخالفة القواعد اآلمرة التي أتت بها المدونة إال أنه يعاب عليها أنها ضئيلة لن تضمن
الحقوق التي خرقت في حقه المقتضى القانوني.
ويبقى عموما صدور مدونة الشغل بتنظيم العالقات الشغلية فيه طابع حمائي
لألجراء بعدما كانت القوانين مبعثرة ومتفرقة ،وتكون أحيانا متناقضة وغير متكافئة
الشيء الذي أصبح متجاوزا من جهة ومكسبا للمقاولة المغربية وتحفيزا لالستثمار وشكال
من أشكال الديمقراطية االجتماعية التي يحرص الكل على تحقيقها.
فالمشرع مهما بلغ من الذكاء فال يمكن أن يحيط بجميع الحاالت وبذلك فهو
يستغيث بالقضاء.
إال أن المنظور الشمولي الذي يبرز التحام القضاء في الميدان القضائي ال يتوقف
على القاضي وحده بصفته قاضيا اجتماعيا يطبق نصوص قانونية ،بل هناك تفاعل بني
القانون وبقية المؤسسات المساعدة للقاضي في عملية إبراز الحق.
إال أنه رغم ذلك فال زال هناك قصور في الحماية االجتماعية لألجير ،الشيء
الذي سيدفعنا إلى طرح اقتراحات في هذا المجال.
119
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ثانيا :االقتراحات.
يمكن التمييز في هذا المجال بين اقتراحات ترتبط بالمجال التشريعي من خالل
إعادة النظر في بعض النصوص وإدخال تعديالت عليها ،وبين اقتراحات تهم جانب
العالقة التي يجب أن تسود بين قطبي عالقة الشغل وكذا الدور الذي يجب أن تضطلع به
الدولة في إنقاذ المؤسسات التي تعاني من أزمة ،وذلك كما يلي:
– 1تعديل بعض النصوص القانونية:
تعتبر نصوص المدونة غير نهائية لذلك فإن هذه االقتراحات تبقى واردة وقابلة
للتطبيق وتتجلى هذه االقتراحات في ما يلي:
إسناد مهمة إقرار الطرد إلى مجلس تأديبي.
إحداث صندوق لدعم ومساندة األجير المطرود.
إنشاء المحاكم االجتماعية.
حصر مجال التقيد ببعض الشكليات المتعلقة بالطرد في المؤسسات التي
تتجاوز عددا من العمال.
فرض مستشار قانوني في المؤسسات التي تتجاوز عددا معينا من العمال.
– 2تحسين العالقة بين األجير والمؤاجر:
إن العالقة التي يجب أن تسود بين األجير والمؤاجر يتعين أن تقوم على
االحترام المتبادل بينهما .ذلك أن كل واحد منهما يقوم بوظيفة اجتماعية تعود بالنفع
عليهما كما تعود بالمنفعة على المجتع ككل ،فاألمر يتعلق فقط بتوزيع األدوار ،ذلك أن
كل واحد منهما مكمال لآلخر ويجمع بينهما ترابط عضوي ،وال يمكن أن يعمل أحد منهما
بمعزل عن اآلخر ،فإذا كان األجير يقوم بالعمل الذي يذر على المشغل منفعة خاصة فإن
المشغل يوفر لألجير فرصة الشغل وفي المقابل يمكنه من مجموعة من التعويضات.
120
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
– 3تفعيل دور الدولة في إنقاد المؤسسات التي تعاني من أزمة:
يجب على الدولة أن تقوم بدور هام في حل مشاكل المؤسسات التي آلت إلى
وضعية اقتصادية مزرية بسبب ركود منتوجاتها أو تراكم ديونها لكونها تقوم بتسريح
العديد من العمال الشيء الذي يطرح أزمة في مجال الشغل.
121
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الئحة المراجع
-1المؤلفات
بشرى العلوي" :الفصل التعسفي لألجير على ضوء العمل القضائي"،
الطبعة الثانية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء .ماي .2007
الحاج الكوري" :مدونة الشغل الجديدة القانون رقم 65-99أحكام عقد
الشغل" ،الطبعة األولى ،مطبعة األمنية الرباط.2004،
حضري عبد العزيز ":القانون القضائي الخاص ،وجدة طبعة 2006
دنيا مباركة" :حقوق العامل بعد إنهاء عقد الشغل بين التشريع الحالي
والقانون رقم "65-99دار النشر الجسور ،وجدة . 2004
سعيد عز البوشتاوي ":عقد الشغل المحدد المدة في ضوء القانون المغربي
والمقارن" ،الطبعة األولى ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء.2005 ،
عبد العزيز العتيقي :محمد الشرقاني -محمد القوري اليوسفي ":مدونة
الشغل مع تحليل ألهم المستجدات" ،الطبعة األولى ،مطبعة الجسور ،وجدة.2004 ،
عبد اللطيف خالفي " :الوسيط في مدونة الشغل الجزء األول عالقات الشغل
الفردية" ،الطبعة األولى ،المطبعة والوراقة الوطنية ،الحي المحمدي ،مراكش.2004 ،
فريدة المحمودي":محاضرات في القانون االجتماعي" :مطبعة سجلماسة،
مكناس ،السنة الجامعية .2006 -2005
محمد الشرقاني " :عالقات الشغل بين تشريع الشغل ومشروع مدونة
الشغل" الطبعة األولى .2003
محمد الكشبور" :نهاء عقد الشغل مع تحليل مفصل ألحكام الفصل التعسفي
لألجير -دراسة تشريعية وقضائية مقارنة "-الطبعة الثانية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار
البيضاء.2008 ،
محمد سعد جرندي ":الطرد التعسفي لألجير في ظل مدونة الشغل والقضاء
المغربي" الطبعة الثانية ،مطبعة األمنية الرباط.2007،
122
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
محمد سعيد بناني" :قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل –
عالقات الشغل الفردية – " الجزء الثالث ،طبعة يناير ،مطبعة النجاح الجديدة
الدارالبيضاء.2009 ،
محمد سعيد بناني" :قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل – عالقات
الشغل الفردية" المجلد الثاني ،مطبعة النجاح الجديدة الدارالبيضاء. 2007 ،
محمد سعيد بناني ":قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل –
عالقات الشغل الفردية – " المجلد األول ،مطبعة النجاح الجديدة الدارالبيضاء.2007 ،
مصطفى شنضيض ":عقد الشغل الفردي في ضوء مدونة الشغل الجديدة القانون
رقم 65-99والنصوص التنظيمية الصادرة بشأنه" الطبعة األولى ،مطبعة النجاح الجديدة
الدارالبيضاء2004. ،
موسى عبود ":دروس في القانون االجتماعي" ،المركز الثقافي العربي ،بيروت،
.1994
« محمد عابي " :رقابة القضاء على فصل األجير" ،مؤسسة للطباعة والنشر
بنميد» ،الدار البيضاء
قرارات المجلس األعلى " :اهم القرارات الصادرة في المادة اإلجتماعية" الجزء
األول ،مطبعة األمنية الرباط.2007،
123
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
-2األطروحات والبحوث:
فريدة المحمودي ":إشكالية ممارسة الحق في الشغل على ضوء قانون
الشغل المغربي" أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخاص 2001جامعة محمد
الخامس كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية أكدال الرباط.
بحث لنيل اإلجازة في القانون الخاص تحت عنوان "الفصل ألسباب
تكنولوجية أو هيكلية أو اقتصادية بين مدونة الشغل والقانون المقارن" تحت إشراف
األستاذ محمد الشرقاني ،السنة الجامعية .2008-2007
-3الندوات :
عقود العمل والمنازعات االجتماعية من خالل اجتهادات المجلس األعلى :
الندوة الجهوية التاسعة مقر محكمة االستئناف حي رياض السالم أكاد ير 06-05
يوليوز ،مطبعة األمنية ،الرباط.2007،
الندوة الثالثة للقضاء االجتماعي ،سلسلة الندوات واللقاءات و األيام الدراسية،
مكتبة دار السالم الرباط ،العدد 3مارس .2004
الندوة الثانية للقضاء االجتماعي التي انعقدت بالمعهد الوطني للدراسات
القضائية أيام 26 -25فبراير 1991-
-4المجالت :
مجلة اإلشعاع عدد 30فبراير .2005
مجلة المحاكم المغربية العدد .109
مجلة المحامي العدد .47
مجلة المناهج العدد المزدوج .2006-10-9
مجلة قضاء المجلس األعلى العدد .63
مجلة قضاء المجلس األعلى العدد المزدوج 65-64
المجلة المغربية لإلقنصاد والقانون ،العدد .2003 ،8
-5النصوص القانونية:
124
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ظهير 12غشت : 1913قانون االلتزامات و العقود
ظهير 23أكتوبر : 1948النظام النموذجي (المنسوخ)
ظهير 28شتنبر : 1974قانون المسطرة المدنية.
ظهير 14يوليوز : 1974التنظيم القضائي المغربي.
مرسوم 29دجنبر : 2004مرسوم أجل اإلخطار إلنهاء عقد الشغل غير
المحدد المدة بإرادة منفردة.
مرسوم 29دجنبر : 2004مرسوم تحديد أعضاء اللجنة اإلقليمية المكلفة
بالدراسة و البحت في ملفات فصل األجراء وفي اإلغالق الكلي أو الجزئي للمقاوالت أو
االستغالالت.
مرسوم 14غشت :1967مرسوم إغالق المؤسسات التجارية
و الصناعية ألسباب اقتصادية.
قانون رقم 65-99المتعلق بمدونة الشغل.
125
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الفهرس
مقدمة3 ................................................................................................... :
الفصل األول :إنهاء عقد الشغل والعمل القضائي8 ............................................... :
المبحث األول :الفصل التعسفي وطبيعته القانونية والواقعية9 ................... :
المطلب األول :الطبيعة القانونية للفصل التعسفي9 .................. :
الفقرة األولى :مفهوم الفصل التعسفي ونظرية التعسف في استعمال الحق وموقف
القضاء10 ...................................................................................... :
أوال :مفهوم الفصل التعسفي وموقف القضاء11 ...................................... :
ثانيا :مفهوم نظرية التعسف في استعمال الحق وموقف القضاء12 ............... .
الفقرة الثانية :أهم وسائل الفصل التعسفي وحاالته وموقف القضاء14 ................
أوال :أهم وسائل الفصل التعسفي وموقف القضاء15 ................................ :
ثانيا :حاالت الفصل التعسفي وموقف القضاء16 ..................................... .
المطلب الثاني :الطيعة الواقعية للفصل التعسفي19 ................. .
الفقرة األولى :أنواع الفصل وطرقه مع موقف القضاء20 ............................. .
أوال :طرق الفصل20 ..................................................................... .
أ -الفصل الصريح أو المباشر20 .................................................................. .
ب الفصل الضمني أو غير المباشر أو المقنع21 ............................................... .
ثانيا :أنواع الفصل22 ..................................................................... .
أ -الفصل االضطراري 22 ...........................................................................
ب :الفصل االنتقامي24 ............................................................................. :
الفقرة الثانية :حاالت الفصل التعسفي نظرا لطبيعة العقد وموقف القضاء25 ....... .
أوال :الفصل في العقد المحدد المدة26 .................................................. .
أ -بالنسبة للعامل الموسمي 27 .......................................................................
ب -بالنسبة للعمل العرضي 29 .....................................................................
ثانيا :الفصل في العقد الغير المحدد المدة30 ........................................... .
المبحث الثاني :أسباب الفصل من خالل العمل القضائي 31 .....................
المطلب األول :الفصل المرتبط بالخطأ الجسيم 31 ....................
الفقرة األولى :مفهوم الخطأ الجسيم وسلطة القضاء في تكييفه 32 ....................
أوال :مفهوم الخطأ الجسيم32 .............................................................
أ -حاالت اعتبرها القانون أخطاء جسيمة 33 ................................................... :
ب -إثبات الخطأ الجسيم39 ......................................................................... .
ثانيا :سلطة القضاء في تكييف الخطأ الجسيم40 ...................................... .
الفقرة الثانية :الرقابة القضائية على فصل األجير41 ................................... .
أوال :الرقابة القضائية على الشروط الشكلية42 ........................................
ثانيا :الرقابة القضائية على الشروط الموضوعية44 ................................ .
ثالثا :موقف القضاء من رسالة الطرد الموجهة لألجير46 .......................... .
126
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
المطلب الثاني :فصل األجير ألسباب خاصة ومشتركة50 .......... .
الفقرة األولى :األسباب الخاصة إلنهاء عقد الشغل50 .................................. .
أوال :األسباب الخاصة نظرا لطبيعة العقد50 ...........................................
ثانيا :األسباب الخاصة بأطراف العقد51 ............................................... .
الفقرة الثانية :األسباب المشتركة لفصل األجير 64 ......................................
الفصل الثاني :آثار إنهاء عقد الشغل على ضوء االجتهاد القضائي68 ........................
المبحث األول :آثار الفصل التعسفي ودور القضاء في حماية األجير 68 ......
المطلب األول :إشكالية إرجاع األجير المفصول إلى عمله ودور
القضاء70 ................................................................... .
الفقرة األولى :موقف القضاء من طلب الرجوع وشروطه 71 .........................
أوال :السلطة التقديرية للمحكمة في توافر الشروط 72 ...............................
ثانيا :اختيار القاضي األصلح لألجير 73 ...............................................
الفقرة الثانية :موقف المجلس األعلى من مبادرة المشغل في طلب اإلرجاع 75 .....
أوال :كيف تتم مبادرة المشغل لطلب الرجوع أثناء سريان المسطرة بإرجاع
األجير إلى عمله 75 .........................................................................
ثانيا :عدم تزويد المشغل بالعنوان الجديد لألجير واألثر القانوني 76 ..............
الفقرة الثالثة :مدى استحالة تنفيذ الحكم القاضي بالرجوع إلى العمل 76 .............
أوال :اآلثار القانونية لرفض الحكم القاضي باإلرجاع76 ............................
ثانيا :توصيات ندوات القضاء االجتماعي حول الحكم بإرجاع األجير 80 .......
المطلب الثاني :التعويضات الناتجة عن الفصل التعسفي وأهم
مستحقات عقد الشغل مع إعطاء أمثلة تطبيقية80 ................... .
الفقرة األولى :التعويضات الناتجة عن الفصل التعسفي مع إعطاء أمثلة تطبيقية.
81 ................................................................................................
أوال :التعويض عن المباغثة أو المفاجئة83 ........................................... :
أ -اإلعفاء القانوني من االلتزام بمهلة اإلخطار85 .............................................. :
ب -كيفية احتساب التعويض عن أجل اإلخطار86 ............................................. :
ثانيا :التعويض عن الفصل والضرر87 ............................................... :
أ-كيفية احتساب التعويض عن الفصل90 .
ب -كيفية احتساب التعويض عن الضرر92 .................................................... .
ثالثا :التعويض عن فقدان الشغل94 ..................................................... :
الفقرة الثانية :أهم المستحقات المترتبة عن عقد الشغل مع إعطاء أمثلة تطبيقية95 .
أوال :التعويض عن العطلة السنوية95 .................................................. .
أ -كيفية احتساب التعويض في حالة التمتع بالعطلة السنوية المؤدى عنها96 .............. .
ب -كيفية احتساب التعويض عن العطلة السنوية في حالة عدم التمتع بها المؤدى عنها
98 ........................................................................................................
ثانيا :التعويض عن األجرة99 ........................................................... :
أ -التعويض عن تكملة األجرة100 ................................................................ :
127
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ب -كيفية احتساب التعويض عن تكملة األجر101 ............................................. :
ثالثا :التعويض عن عدم تسلم شهادة العمل101 ...................................... :
رابعا :التعويض عن عدم التسجيل بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي104 .
المطلب الثالث :موقف المجلس األعلى من التعويضات الناتجة
عن عقد الشغل 106 ........................................................
الفقرة األولى :مدى استحقاق األجير المؤقت للتعويضات الناتجة عن العقد 107 ...
الفقرة الثانية :المحكمة غير ملزمة ببيان العملية الحسابية في الحكم أو القرار107 .
الفقرة الثالثة :التقادم 108 .....................................................................
المبحث الثاني :آثار إنهاء عقد الشغل المحدد المدة 110 ..........................
المطلب األول :حاالت التعويض عن اإلنهاء المعجل 110 ...........
الفقرة األولى :التعويض عن نهاية العقد محدد المدة112 ................................
الفقرة الثانية :مدى استحقاق األجير المقدم لالستقالة على التعويض 114 ...........
المطلب الثاني :إشكالية إنهاء عقود أعوان المؤسسات العمومية.
115 ...........................................................................
خاتمة118 ............................................................................................... :
الئحة المراجع 122 .....................................................................................
الفهرس 126 ..............................................................................................
128