You are on page 1of 126

‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يعتبر عقد الشغل الضمانة الوحيدة الستمرارية الحياة البشرية على األرض‪،‬‬
‫لكونه يمثل رد الفعل الطبيعي لتلبية حاجيات اإلنسان‪ ،‬األمر الذي جعل منه حجر‬
‫األساس للنشاط البشري على مر التاريخ‪.‬‬
‫ونظرا لكونه يشمل طبقة مهمة داخل المجتمع فقد حظي باهتمام كبير من قبل‬
‫التشريعات التي عملت على تنظيم العالقة بين طرفيه والتي تتكون من األجير والمؤاجر‪.‬‬
‫ومن المبادئ األساسية في القانون االجتماعي‪ ،‬أحقية كل من طرفي العقد في‬
‫إنهائه باإلرادة المنفردة‪ ،‬وهذا المبدأ يبدو بوضوح في مجال عالقة الشغل التي تتسم‬
‫بالطابع الشخصي وترتبط بحق أساسي وهي الحقوق الشخصية‪ ،‬والمتمثل في العمل‪،‬‬
‫ومن تم يحق لكل من المشغل واألجير وضع حد لعالقته مع اآلخر‪.‬‬
‫ويعتبر اإلنهاء من ضمن المقتضيات القانونية الواردة في مدونة الشغل‪ ،‬كدليل‬
‫على تراضي في إيجاد نظام لإلنهاء متسم بالتعقيد نظرا لكونه يشمل العديد من‬
‫المستجدا ت‪ ،‬الشيء الذي طرح على عاتق القضاء مسؤولية ليست بالهينة والتي تتجلى‬
‫في التزامه الحذر أثناء إصداره للقرارات المبدئية‪.‬‬
‫ولهذا فعندما نقول بأن إنهاء عقد الشغل باإلرادة المنفردة مازال في بداياته في‬
‫سياق مدونة الشغل‪ ،‬وما أتت به من مستجدات في مجال اإلنهاء بصفة عامة‪ ،‬من مسطرة‬
‫االستماع‪ ،‬وتعويضات‪ ،‬وتكييف لمختلف أنواع العقود في مجال الشغل‪ ،‬وما يترتب عنها‬
‫من آثار‪ .‬والقضاء لما له من سلطة في تكييف القوانين ملزم بتفسير القاعدة القانونية‬
‫الجديدة‪ ،‬التي جاء بها المشرع في ظل مدونة الشغل‪ ،‬وفي حالة عدم وجود قاعدة‬
‫متضمنة للنزاع المعروض عليه في ظل المقتضيات القانونية‪ ،‬فإنه سيضطر إلى االجتهاد‬
‫فيما يتعلق به‪ ،‬وهذا ناتج عن كون القانون المعتمد كما سبقت اإلشارة قانون جديد‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫أوال‪ :‬أهمية الموضوع‪.‬‬
‫يحتل موضوع إنهاء عقد الشغل أهمية كبرى‪ ،‬كما يشكل أحد المواضيع‬
‫المحورية التي تدور حولها مناقشات أغلب الملفات التي تعرض على المحاكم في مجال‬
‫نزاعات الشغل‪.‬‬
‫فإنهاء عقد الشغل‪ ،‬غالبا ما يؤدي بطرفيه إلى النظر في اإلنهاء نظرة متناقضة‪،‬‬
‫فكل منهما يرى من زاويته الخاصة األساس الواجب اعتماده قصد جعل المسؤولية على‬
‫عاتق الطرف اآلخر‪ ،‬فاألجير مع مبدأ استقرار وضمان العمل‪ ،‬والمشغل صاحب‬
‫المقاولة والساهر على مصلحتها والحكم الوحيد لتوجيهها‪ ،‬مع إبقاء الحرية لفصل كل‬
‫أجير أضر بمصالح المقاولة من منطلق تأويله‪ ،‬ويأتي هذا التناقض في الفهم أو التفسير‬
‫ليؤدي إلى إنهاء عقد الشغل‪ ،‬وليصل باألطراف إلى المحكمة قصد النظر في مشروعية‬
‫اإلنهاء أو عدم مشروعيته‪.‬‬
‫فإطالق الحرية في إنهاء عقد العمل للمؤاجر من شأنه أن يهدد العامل في مورد‬
‫رزقه لذلك تدخل المشرع في إطار مدونة الشغل لحماية وضعية العامل والحفاظ على‬
‫استقرار الشغل وكذلك حماية وضعية المؤاجر‪ .‬فهدف كل طرف من وراء الوصول إلى‬
‫حكم المحكمة بكون الطرد تعسفيا أو مشروعا‪ ،‬هو حصول األجير من جهة على‬
‫مجموعة من الحقوق لتغطية الضرر الالحق به من جراء التعسف الذي مورس عليه‪،‬‬
‫وفي المقابل وكما قد يحرص على ذلك المشغل هو حرمان األجير من هذه الحقوق لسبب‬
‫يرجع لهذا األخير نفسه‪ ،‬قد يكون في شكل جزاء عن ارتكابه لخطأ جسيم‪ ،‬أو ألن األجير‬
‫اختار فسخ عقد الشغل بإرادته المنفردة من خالل مغادرته التلقائية‪.‬‬
‫والمغرب على غرار باقي الدول يشهد تأثيرا كبيرا بالتحوالت التي يشهدها‬
‫العالم اليوم وواقعا مرا‪ ،‬من حيث العاطلين الناتج عن قلة مناصب الشغل وكثرة‬
‫التسريحات الفردية والجماعية الشيء الذي يطرح السؤال إلزاما هو أي حماية قانونية قد‬
‫حققها التشريع االجتماعي لألجير؟ للحفاظ على منصبه ومصدر عيشه وحمايته من‬
‫التشرد والبطالة مما يترتب عن ذلك آثارا اجتماعية غير مرغوب فيها على الفرد وعلى‬

‫‪4‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫المجتمع على حد سواء‪ ،‬وإجماال فإن لموضوع إنهاء عقد الشغل أهمية اقتصادية‬
‫واجتماعية وقانونية‪.‬‬
‫ولم يقتصر هذا االتجاه على رغبة المشرع في ذلك فقط‪ ،‬بل التصقت هذه‬
‫الرغبة باالتفاقيات الجماعية كذلك‪ ،‬باإلضافة إلى االجتهادات القضائية التي سارت‬
‫بدورها مع قاعدة تفسير القانون لصالح الطرف الضعيف‪ ،‬فأصبحت قاعدة حماية األجير‬
‫من الفصل قاعدة أصيلة في قانون الشغل‪ .‬علما أن هذه القواعد لم تكف بالحماية العامة‬
‫ل ألجراء بل تعدتها إلى إيجاد ضمانات استثنائية لبعض أصناف األجراء وذلك للحيلولة‬
‫دون وقوع الفصل فأقرت بعض المقتضيات اإللزامية عند فصل األجراء بصفة جماعية‬
‫وفي هذا ما يدل على محاولة التضييق من بادرة الفصل باعتباره أخطر قرار يتخذ في‬
‫حق األجير‪ ،‬يعرضه إلى البطالة وبالتالي من الحرمان من األجر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إشكالية الموضوع‪.‬‬
‫يثير موضوع إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي والذي‬
‫يشكل موضوع بحثنا عدة مشاكل وذلك فيما يتعلق بالطرق واألشكال التي يتخذها هذا‬
‫اإلنهاء إذ تتغير وقائعه وأسبابه من نزاع إلى آخر‪ ،‬لدرجة أنه يصعب إيجاد ضابط‬
‫يحكمها‪ ،‬إلى جانب ذلك هناك مشكل إثبات مشروعية أو عدم مشروعية اإلنهاء المتخذ‬
‫من قبل األجير أو من قبل المؤاجر‪ ،‬ومن يقع عليه عبء اإلثبات هل على المؤاجر أم‬
‫على األ جير؟ من هنا تبرز مكانة القانون كقانون ينظم عالقات الشغل وأيضا الحلول التي‬
‫يقدمها رجال القضاء حول القضاء التي تتخبط فيها محاكم الموضوع‪ ،‬ويوميا وعلى‬
‫مختلف درجاتها‪.‬‬
‫وموضوع بحثنا المشار إليه أعاله يعد من أبرز المخاطر التي تهدد طرفي العقد‬
‫وتمس باستقرار العمل وما ينتج عن ذلك من آثار سلبية تمس األجير والمشغل وخاصة‬
‫في ظل أزمة التشغيل‪ ،‬فقد يمنى المشغل بخسارة إثر استقالة أحد األطر الكبرى كأن‬
‫يكون مثال هذا اإلطار هو المدير العام للشركة‪ ،‬أما بالنسبة لألجير فإنه يفقده لمنصب‬
‫شغله فإنه يفقد معه وسيلة عيشه‪ ،‬الشيء الذي يعرضه للبطالة لفترة قد تطول وقد تقصر‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫لذلك فإن موضوع إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي يعد التعديل التشريعي‬
‫يكتسي أهمية من الناحية القانونية خاصة وذلك على المستوى االجتماعي واالقتصادي‪،‬‬
‫وهذا ما يحتم علينا طرح مجموعة من التساؤالت‪:‬‬
‫هل مدونة الشغل جعلت حماية حقيقية إلنهاء عقد الشغل؟‬ ‫‪‬‬
‫هل جعلت حماية الستقرار الشغل؟‬ ‫‪‬‬
‫هل هناك تراجع عن حماية األجير وتراجع للطابع الحمائي لألجير؟‬ ‫‪‬‬
‫ثم ما هو دور القضاء في هذه الحماية؟‬ ‫‪‬‬
‫وهل مدونة الشغل بتقنينها للتعويضات الناتجة عن الفصل تدخل في‬ ‫‪‬‬
‫الحماية المرتقبة من الطبقة الشغيلة؟ أم أعطت صالحية للمؤاجر في فصل األجير أم‬
‫هناك تقييد في حرية الفصل وما ينتج عنه من تعويض وهل لمفتشي الشغل دور فعال في‬
‫هذه الحماية؟‬
‫هل هناك اجتهادات قضائية فيما يتعلق بإنهاء عقد الشغل خاصة بعد‬ ‫‪‬‬
‫صدور قانون رقم ‪59/99‬؟‬
‫ثالثا‪ :‬خطة البحث‪.‬‬
‫إذا كان األصل العام أن عقد الشغل سواء أكان محدد المدة أو غير محدد المدة‪،‬‬
‫ينتهي بطرق جد مختلفة‪ ،‬فيبقى أن إنهاء عقد الشغل باإلرادة المنفردة للمشغل والذي‬
‫يطرح من حيث الواقع العملي مشاكل كثيرة ومتنوعة أمام القضاء بالخصوص‪ ،‬تحتاج‬
‫إلى الدراسة والتحليل‪.‬‬
‫فاألغلبية الساحقة من الدعاوى االجتماعية ترفع من األجير ضد المشغل‪ .‬ونسبة‬
‫جد هامة من هذه الدعاوى تتصل باإلنهاء‪ ،‬أي الفصل‪ ،‬وخاصة التعويض عن التعسف‬
‫فيه‪.‬‬
‫على أننا سوف لن نهمل إرادة األجير كدور فاعل في اإلنهاء‪ ،‬وبالخصوص‬
‫عندما يطرح هذا اإلنهاء بدوره مشاكل قانونية تشغل بال المحاكم‪ ،‬ومن ذلك ما يتعلق‪،‬‬
‫بت قديم االستقالة من طرف األجير أو بادعاء المشغل مغادرة هذا األخير للمقاولة‪ ،‬أو‬

‫‪6‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫بإبرام عقد صلح بينه وبين مشغله بشأن بعض النزاعات المترتبة عن إنهاء عالقة‬
‫الشغل‪ ،‬وخاصة ما يتصل باإلثبات‪.‬‬
‫وسنقسم هذه الدراسة إلى فصلين‪ ،‬نخصص األول إلنهاء عقد الشغل والعمل‬
‫القضائي‪ ،‬ونخصص الثاني آلثار إنهاء عقد الشغل على ضوء االجتهاد القضائي‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الفصل األول‪ :‬إنهاء عقد الشغل والعمل القضائي‪:‬‬
‫قد تحدث أسباب تؤدي إلى انتهاء عقد الشغل ونظريا يمكن أن تأتي مبادرة‬
‫االنتهاء من طرف المؤاجر أو من طرف األجير إال أنها في الغالب تأتي من طرف‬
‫المؤاجر لذلك كان من جملة المطالب التي كافح من أجلها األجراء وضع قيد على إمكانية‬
‫إنهاء المؤاجر للعقد ولذات السبب نرى أن التشريع بشأن هذه المسألة يتجه في الغالب‬
‫نحو هذه الغاية للحيلولة دون بقاء األجير عاطال إذ أنه أسهل على رب العمل أن يجد‬
‫أجيرا جديدا منه على األجير أن يجد عمال جديدا‪ ،‬وإذا كان عقد الشغل من العقود الزمنية‬
‫أو المتتابعة ف إنه يحرم إبرام عقد شغل لمدى الحياة أو ما يماثلها والقواعد العامة في‬
‫القانون المدني تمنع االلتزامات الدائمة أو االرتباط األبدي بالمقاولة وبناء على ذلك يمكن‬
‫لألجير التابع إنهاء العالقة الشغلية في أية لحظة ونفس الشيء بالنسبة للمشغل يمكنه مع‬
‫بعض القيود التخلص من األجير(‪.)1‬‬
‫وإذا كان عقد الشغل المحدد المدة ينتهي سريانه بإنتهاء مدته فإن عقد الشغل غير‬
‫المحدد المدة يمكن إنهاؤه بمبادرة من أحد الطرفين المتعاقدين‪ .‬فاألجير يتخذ وسيلة لهذا‬
‫اإلنهاء تتمثل في االستقالة لضرورات شخصية‪ ،‬في حين يلجأ المشغل لفصل األجير‬
‫لضرورات التسيير ويضاف إلى هاذين اإلجراءين طرق أخرى تؤدي إلى إنهاء عقد‬
‫الشغل تتخذ شكال بسيطا كتغيير ساعات العمل أو شكال معقدا كالمرض الطويل الناتج‬
‫عنه اإلعاقة لتولي المنصب أو بلوغ األجير السن القصوى لالشتغال وإحالته على التقاعد‬
‫إال أنه من ناحية أخرى قد يلجأ المؤاجر لفصل األجير إما بناء على سلوكه أو ارتكابه‬
‫لخطأ جسيم أو ألسباب اقتصادية فيكون الفصل مشروعا كما قد يكون الفصل تعسفيا‪.‬‬
‫وإذا كان تأمين االستقرار التام في الشغل مستحيال فإن المشرع مع ذلك قد اتخذ‬
‫مجموعة من التدابير لحماية الطبقة العاملة إذ نظم شروط إنهاء عقد الشغل من طرف‬
‫المؤاجر وهو اإلعفاء وآثار هذا اإلعفاء ال سيما متى كان تعسفيا وذلك بمنحه لألجير‬

‫‪ -1‬موسى عبود‪" :‬دروس في القانون اإلجتماعي "‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت ‪ 1994‬ص ‪187‬‬

‫‪8‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫بعض التعويضات(‪ )1‬وعليه سيتم التطرق في هذا الفصل للفصل التعسفي وطبيعته‬
‫القانونية والواقعية مع إبراز موقف القضاء في المبحث األول على أن يخصص المبحث‬
‫الثاني ألسباب الفصل من خالل العمل القضائي(‪.)2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الفصل التعسفي وطبيعته القانونية والواقعية‪:‬‬
‫يعتبر الفصل من أخطر العقوبات التي يتعرض لها األجير ألن هذه العقوبة تهدد‬
‫استقرار الشغل بالنسب ة لألجير وتتجلى خطورتها في كونها تحرم األجير من أداء عمله‬
‫وبالتالي استيفاء أجره‪.‬‬
‫ولتحديد مفهوم الطرد يتم بالنظر إليه من زاويتين مختلفتين لكونه يحمل في‬
‫طياته مدلولين مختلفين فالمدلول األول مدلوال واقعيا حيث يعتبر الطرد واقعة مادية‬
‫تحيط بها ظروف ومالبسات لها بعدين زماني ومكاني والمدلول الثاني يتجلى في اعتباره‬
‫مدلوال قانونيا لكونه يعتبر تصرفا قانونيا‪.‬‬
‫وانطالقا من هذا التصور وذلك من خالل وصف الطرد كواقعة مادية أو ما‬
‫عبرنا عنه بالطبيعة الواقعية للطرد ووضع هذه الواقعة في إطارها القانوني أو ما تم‬
‫التعبير عنه بالطبيعة القانونية وعليه سيتم دراسة الطبيعة القانونية للفصل التعسفي في‬
‫المطلب األول على أن يتم االنتقال لدراسة الطبيعة لواقعية في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الطبيعة القانونية للفصل التعسفي‪:‬‬


‫بمجرد صدور الطرد من طرف المشغل فإنه يعتبر من الناحية القانونية الصرفة‬
‫فسخا للعقد الذي يربط بين كل من المشغل واألجير وبما أنه يصدر عن شخص واحد‬
‫فإنه يشكل تصرفا قانونيا من جانب واحد هذا التصرف يعبر عنه بتصرف اإلرادة‬
‫المنفردة لكونه يصدر عن المشغل بدون تدخل من أي طرف ما لم يفوض تنفيذ الفعل‬
‫المادي للطرد للغير(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬شنضيض المصطفى‪" :‬عقد الشغل الفردي في ضوء مدونة الشغل الجديدة القانون رقم ‪ 65-99‬والنصوص التنظيمية الصادرة بشأنه"‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء ‪ 2004‬ص ‪.120‬‬
‫‪ - -2‬فريدة المحمودي‪ " :‬اشكاليات ممارسة الحق في الشغل على ضوء قانون الشغل المغربي" أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪ 2001-2000‬ص‪.198‬‬

‫‪ -3‬محمد سعد جرندي‪" :‬الطرد التعسفي لألجير في ظل مدونة الشغل والقضاء المغربي" الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط ‪ ، 2007‬ص‬
‫‪ 96‬و ‪.109‬‬

‫‪9‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫أيضا نظرا لكونه ذا طابع انفرادي فهو يصبح نافذ المفعول مباشرة وبأثر فوري‬
‫وال يتطلب موافقة األجير عليه‪ ،‬حيث يشكل تاريخ توقيعه نقطة النهاية في العالقة التي‬
‫تربط بينه وبين مشغله ولكي يكون هذا التصرف الصادر عن المشغل صحيحا يجب أن‬
‫يكون خاليا من عيوب الرضى خاصة الضغط واإلكراه وهذا التصرف الصادر عن‬
‫المشغل ين هي العالقة بينه وبين األجير وبالتالي فهو يضع حد لكل االلتزامات المتقابلة‬
‫وإذا استمر األجير بعد إنهاء العالقة الشغلية بالقيام بأي عمل فإنه ال يرتب أية مسؤولية‬
‫على عاتق المشغل ألن هذا األخير قد قام بإنهاء هذه العالقة وبالتالي إعالن عن عدم‬
‫رغبته في استمرار العمل الذي يمارسه األجير(‪.)1‬‬
‫إذن فما هو مفهوم الفصل التعسفي ونظرية التعسف في استعمال الحق وموقف‬
‫القضاء؟‪ (.‬الفقرة األولى )‪ .‬وما هي أهم وسائل الفصل التعسفي وحاالته وموقف‬
‫القضاء؟‪ ( .‬الفقرة الثانية )‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مف هوم الفصل التعسفي ونظرية التعسف في استعمال‬
‫الحق وموقف القضاء‪:‬‬
‫يجب أن يستعمل حق الفصل استعماال مشروعا وإال تحمل المتسبب فيه‬
‫مسؤولية النتائج المترتبة عن الفعل الضار‪ ،‬والمشرع عند تتميمه للفصل ‪ 754‬من قانون‬
‫االلتزامات والعقود بظهير ‪ 26‬شتنبر ‪ 1938‬بإدخاله مبدأ التعسف في الفسخ فإنه لم‬
‫يعطي لمدلول التعسف معنى جديد بل حافظ على نفس المعنى المطبق في النظرية العامة‬
‫للتعسف في استعمال الحق ولكن بعد صدور نصوص الحقة بعضها يحدد أمثلة عن‬
‫الخطأ الجسيم واألخطاء التي تعتبر من قبيل األخطاء الخفيفة جعل الفصل تعسفيا حتى‬
‫ولو لم تكن هناك نية لإلضرار بالطرف اآلخر وقد تجاوز الفقه والقضاء المفهوم المدني‬
‫المعطى للتعسف في استعمال الحق المشار إليه في المادة ‪ 34‬من قانون االلتزامات‬
‫والعقود وذلك بإلزام المتخذ لبادرة الفصل بالتعويض عن الفصل(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬محمد سعد جرندي‪ :‬مرجع سابق ص ‪.187‬‬


‫‪ -2‬محمد سعيد بناني‪" :‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل عالقات الشغل الفردية "‪،‬الجزء الثاني‪ ،‬المجلد الثاني ‪ ،‬مطبعة النجاح‬
‫الجديدة ‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬طبعة يناير ‪2007‬ص ‪.1126‬‬

‫‪10‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الشيء الذي أدى إلى القول بأن الحق نفسه قابال للتعسف ونظرا لكون األجير‬
‫هو الطرف الضعيف في العالقة الشغلية وأن الضرر الذي يلحقه في حالة فصله أكثر‬
‫بكثير من الضرر الذي يلحق المقاولة عند استقالته وألن أغلبية العقود تنهى من طرف‬
‫المشغل فقد تم استبعاد المفهوم المدني المعطى للتعسف في حين أنه وسع من مفهومه‬
‫الشغلي ليصح الفصل تعسفيا حتى ولو لم يكن لدى المشغل قصد اإلضرار باألجير‬
‫وبالتالي فإن التوسع في مفهوم التعسف يبقى محصورا في نطاق اإلنهاء من طرف‬
‫المشغل والمعبر عنه بالفصل في حين أن األجير له الحرية في إنهاء العقد دون قيد فقط‬
‫إلزامه باحترام أجل اإلخطار وبالمقابل تقييد حرية المشغل في وضع حد للعالقة الشغلية‬
‫دون مبرر مشروع‪.‬‬
‫إذن ف ما هو مفهوم الفصل التعسفي ونظرية التعسف في استعمال الحق وموقف‬
‫القضاء في كال المفهومين؟‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم الفصل التعسفي وموقف القضاء‪:‬‬


‫يعتبر وجود سلطة اإلدارة لرئيس المقاولة غير متعارضة مع الحقوق األساسية‬
‫للعامل إال أنه يتعين استعمال هذه السلطة بموضوعية ويتعين على القاضي أن يتأكد بأن‬
‫أي مس للحقوق األساسية هو مبرر بشكل(‪ )1‬قوي لكن قد يتعرض األجير لعقوبة الفصل‬
‫من العمل والذي هو إنهاء للعالقة الشغلية التي تربطه بالمشغل بدون إخطار وال تعويض‬
‫عن الفصل أو الضرر من طرف المشغل وهذه العقوبة هي أشد عقوبة توقع على األجير‬
‫ألنه بمجرد انقطاع هذه العالقة ينقطع معها رزق األجير وبالتالي اضطراره إلى البحث‬
‫من جديد عن عمل مالئم ويمكن أن تختلط هذه العقوبة بإجراء تعاقدي والمتمثل في إنهاء‬
‫عقد الشغل من جانب المشغل وقد يلجأ لمعاقبة األجير بعقوبة الفصل لكي يتحلل من كون‬
‫الفصل تعسفيا ألجل التخلص من التزاماته العقدية والقانونية كالتقيد بمدة العقد في العقود‬
‫المحددة المدة(‪.)2‬‬
‫ويمكن تعريف الفصل بأنه أحد أسباب إنهاء عقد الشغل ويعد من بين الوسائل‬
‫القاتلة لتهديد استقرار عالقة الشغل ويتجسد موقف القضاء وذلك بعد اإلطالع على أهم‬
‫‪ -1‬فريدة المحمودي‪ " :‬إشكاليات ممارسة الحق في الشغل على ضوء قانون الشغل المغربي" مرجع سابق ص ‪.199‬‬
‫‪ -2‬بشرى العلوي‪" :‬الفصل التعسفي لألجير على ضوء العمل القضائي دراسة ميدانية ودليل للعمل القضائي معزز بأحدث اإلجتهادات‬
‫القضائية" ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء ‪ 2007‬ص ‪.26‬‬

‫‪11‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫القرارات الصادرة في مجال الشغل وعلى الكتب الفقهية التي عالجت هذا الموضوع‬
‫نجدها تستعمل عبارة فسخ عقد الشغل في أغلب األحيان وتستعمل الفصل أو اإلعفاء أو‬
‫الطرد في أحيان أخرى وكلمة طرد هي التعبير األكثر شيوعا في أوساط األجراء وتعبير‬
‫عن انقضاء العالقة الشغلية بين الطرفين ويظهر ذلك بوضوح على المستوى العملي‬
‫والمتمثل في مقاالت األجراء والمذكرات الجوابية والتعقيبية وكذا األحكام الصادرة في‬
‫مجال الفصل إال أن مدونة الشغل الجديدة والصادرة في ‪ 11‬شتنبر ‪ 2003‬والتي دخلت‬
‫حيز التنفيذ في ‪ 2004 /06 /08‬قد حسمت في كل هذه التسميات واستعملت الفصل بدال‬
‫من اإلعفاء والمتمثل في فصل األجير من عمله من طرف المشغل سواء كان فصال‬
‫فرديا أو جماعيا وسواء كان قانونيا أو تعسفيا(‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬مفهوم نظرية التعسف في استعمال الحق وموقف‬


‫القضاء‪.‬‬
‫يعتبر التعسف هو الوصف الذي قد يطلق على الطرد الذي يتعرض له األجير‬
‫من قبل المشغل والذي يترتب عنه لألجير مجموعة من الحقوق والذي يمكن اعتباره الحد‬
‫الفاصل بين حدين‪:‬‬
‫حد الطرد المبرر قانونا وحد الطرد الغير مبرر قانونا ولذلك فهو بمثابة المنطقة‬
‫الحمراء التي يترتب على تجاوزها أن يعطى للطرد وصف التعسف(‪.)2‬‬
‫كما أن التعسف هو تجاوز لحدود حق فسخ عقد الشغل الذي يملكه المشغل فهو‬
‫إذن غلو أو شطط أو انحراف أو خروج عن اإلطار المحدد له في استعمال هذا‬
‫الحق‪.‬ونظرية التعسف في استعمال الحق هي نظرية قانونية قديمة عرفها القانون‬
‫الروماني وكذا الفقه اإلسالمي الذي أحاطها بهالة كبيرة من القدسية إال أنها عرفت نوعا‬
‫من الفتور سواء على المستوى الفقهي أو التشريعي(‪ )3‬أو في المجال القضائي نتيجة‬
‫لطغيان مبدأ الحرية الفردية بعد الثورة الفرنسية والذي تمخض عنه تقديس لمبدأ سلطان‬
‫اإلرادة في المجال القانوني بالخصوص وهو ما تمخضت عنه آثار سلبية على المعطى‬

‫‪ -1‬بشرى العلوي‪ :‬نفس المرجع ص ‪.28‬‬


‫‪ - -2‬محمد سعد جرندي‪ :‬مرجع سابق ص ‪.187‬‬
‫‪ - -3‬محمد الكشبور‪" :‬إنهاء عقد الشغل مع تحليل مفصل ألحكام الفصل التعسفي لألجير دراسة تشريعية وقضائية" الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة‬
‫النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة ‪ 2008‬ص ‪72‬‬

‫‪12‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫االجتماعي وقد نص الفصل ‪ 94‬من قانون االلتزامات والعقود أنه ال محل للمسؤولية‬
‫المدنية إذا فعل الشخص بغير قصد اإلضرار ما كان له الحق في فعله(‪.)1‬‬
‫غير أنه إذا كان من شأن مباشرة هذا الحق أن تؤدي إلى إلحاق ضرر فادح‬
‫بالغير وكان من الممكن تجنب هذا الضرر أو إزالته من غير أذى جسيم لصاحب الحق‬
‫ف إن المسؤولية المدنية تقوم إذا لم يجب الشخص ما كان يلزم منعه أو إليقافه‪.‬ويتجسد‬
‫موقف القضاء من نظرية التعسف في استعمال الحق بأنه إذا كانت فكرة التعسف في‬
‫استعمال الحق تستلزم من الناحية المدنية الصرفة توفر شرطين طبقا للفصل ‪ 94‬من‬
‫قانون االلتزامات والعقود وهما‪:‬‬
‫أن يتسبب صاحب الحق في الحياة ضرر فادح بالغير ثم الشرط الثاني هو‬
‫إمكانية إزالة الضرر دون المساس بمصلحة صاحب الحق‪ ،‬فإنها في اإلطار االجتماعي‬
‫تتحقق ف ي حالتين أن يستند رب العمل على مبرر حقيقي وجدي‪ ،‬وهو ما سارت عليه‬
‫قرارات المجلس األعلى وبصفة متواترة ومنها قرار عدد ‪ )2(2005/135‬موضوعه أن‬
‫األجيرة ارتكبت خطأ جسيما تمثل في عدم أخذ االحتياطات لحفظ المعلومات التي مسحت‬
‫من ذاكرة الحاسوب األمر الذي سب ضررا بالغا للطالبة فاعتبرت ذلك المشغلة خطأ‬
‫جسيما يستوجب الطرد وبالتالي فهي ال تستحق أي تعويض‪.‬‬
‫ثم صدر الحكم االبتدائي الذي قضى لها بتعويضات‪ ،‬وأيد استئنافيا وطعن‬
‫بالنقض من طرف المشغلة فعاب الطاعن على القرار المطعون فيه‪ ،‬خرق القانون‬
‫والنقص في التعليل المنزل منزلة االنعدام وعدم ارتكازه على أساس وتحريف الوثائق‬
‫وتحريف تصريحات األطراف باعتبار أن المحكمة ورغم أن الطالب أدلى بتقرير خبرة‬
‫يثبت الخطأ الجسيم المتمثل في عدم حفظ معلومات الحاسوب كما أنه دفع بأن هذا الخطأ‬
‫ال يمكن صدوره من متخصصة في استعمال الحاسوب‪ ،‬إال أنها لم ترتب الجزاء على‬
‫ذلك على أساس انعدام الخطأ البشري كما أن الحكم االبتدائي حرف تصريح الطاعن‬
‫بخصوص حفظ معلومات الحاسوب في سجل خاص واستنتج عن خطأ انعدام الضرر‪.‬‬

‫‪ -1‬الفصل ‪ 94‬من قانون االلتزامات والعقود‬


‫‪ -2‬قرار عدد ‪ 135‬المؤرخ في ‪ 2006/02 /15‬في الملف االجتماعي ‪ 2005/1/5/1165‬المنشور في " أهم القرارات الصادر عن المجلس‬
‫األعلى في المادة االجتماعية" الجزء األول‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط ‪.2007‬ص ‪ 143‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫لكن حيث إن الخبرة المنجزة من طرف المشغلة وإن أكدت أن الحاسوب تعرض‬
‫لبعض األعمال التي أدت إلى ضياع المعلومات منه فإنها لم تثبت أنه كان بفعل األجيرة‪،‬‬
‫مما يجعل الخطأ المنسوب إليها غير ثابت وتستحق معه التعويض عن فسخ عقد الشغل‬
‫بصفة تعسفية وهو ما انتهى إليه القرار ويبقى التعليل المنتقد المتعلق بكون المشغل‬
‫يحتفظ بالمعلومات في سجل خاص والضرر منتفيا على فرض إفساد الحاسوب بفعل‬
‫بشري يعتبر تعليال زائدا يستقيم القرار بدونه مما كان معه معلال والوسيلة على غير‬
‫أساس‪.‬‬
‫ومن هذا القرار يمكن القول أن المؤاجرة قد أقدمت على طرد األجيرة لسبب قد‬
‫قدرته المحكمة واعتبرت أنه خطأ غير جدي لكون الخطأ لم يثبت أن المتسبب فيه هو‬
‫األجيرة وأنه في حالة ارتكابهما للخطأ فإنه لم يتسبب في ضرر للمؤاجرة لكونها‬
‫محتفظة بتلك المعلومات في سجل خاص لديها وبالتالي فليس هناك سبب جدي للفصل‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أهم وسائل الفصل التعسفي وحاالته وموقف القضاء‪.‬‬
‫اإلعفاء متى كان غير مشروع وصف بكونه تعسفيا ومن هنا جاءت عبارة‬
‫"اإلعفاء التعسفي" أو الطرد التعسفي أو الفسخ التعسفي" وقد سبقت اإلشارة إلى مصدر‬
‫ه ذا الوصف وهو إدخال مبدأ التعسف في استعمال الحق في عالقات الشغل انطالقا من‬
‫كون الفصل ‪ 754‬من قانون االلتزامات والعقود يعترف للمؤاجر بالحق في فسخ عقد‬
‫الشغل غير محدد المدة(‪.)1‬‬
‫وإقرار المشرع للمشغل بالحق في فصل األجير فعليه استعمال هذا الحق في‬
‫حدود المشروعية وإال اعتبر هذا الفصل فصال تعسفيا‪ ،‬وبذلك عمل المشرع إلى فرض‬
‫قيود على هذا الفصل للحد من اآلثار المترتبة على استعماله والتي هي عدم التعسف في‬
‫استعمال هذا الحق وإنهاء العقد باإلرادة المنفردة هو سلطة قررها المشرع ألي من‬
‫طرفي العقد غير محدد المدة إلنهاء هذا العقد دون توقف على موافقة أو قبول الطرف‬
‫األخر لذلك فلو سمح بأن يعطي اإلنهاء باإلرادة المنفردة مفعوله القانوني ألدى إلى‬

‫‪ - 1‬موسى عبود‪ :‬مرجع سابق ص ‪201‬‬

‫‪14‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫اإلضرار بالطرف اآلخر وهو ما دفع المشرع أن يجعل قيودا وشكليات لحماية المتضرر‬
‫من هذا الفسخ وهنا يتعين طرح السؤال‪.‬‬
‫ما هي أهم وسائل الفصل التعسفي وموقف القضاء؟‪.‬‬
‫وما هي حاالت الفصل التعسفي وموقف القضاء؟‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أهم وسائل الفصل التعسفي وموقف القضاء‪:‬‬


‫المقصود بوسائل الطرد الشخص الذي قام فعال بتوقيع عقوبة الطرد على األجير‬
‫أو تولى تنفيذ الفعل المادي المؤدي إلى هذه النتيجة أو أداة التبليغ التي استعملت في‬
‫إخبا ر األجير بقرار الطرد‪ ،‬ذلك أنه ال يشترط بالضرورة أن يمارس الطرد بصورة‬
‫أصيلة من قبل المشغل‪ ،‬فباإلضافة إلى الطرد الذي قد يوقعه شخصيا إذا كان شخصا‬
‫طبيعيا يمكن لهذا األخير أن يفوض لمن ينوب عنه بالقيام بذلك‪ ،‬المهم أن يكون القرار‬
‫نابعا من إرادة المشغل بصورة مباشرة أو غير مباشرة وأن تتم ترجمة هذه اإلرادة إذا‬
‫كانت غير مباشرة إلى أرض الواقع من قبل شخص آخر يعهد إليه بذلك وقد تكون وسيلة‬
‫الطرد كتابية حيث يعمد المشغل إلى تبليغ رسالة الطرد إلى األجير عن طريق البريد‬
‫المضمون مع اإلشعار بالتوصل أو يقوم بتوجيهها في إطار مسطرة "األوامر بناء على‬
‫طلب" التي يبث بها رئيس المحكمة االبتدائية طبقا للفصل ‪ 148‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية فيطلق إذن على رسالة الطرد التي يتم تبليغها بإحدى هاتين الطريقتين أيضا‬
‫وسيلة الطرد(‪.)1‬‬
‫وأما مدونة الشغل فقد استعملت في أغلب الحاالت تعبير "الفصل" أو" الفصل‬
‫دون مبرر" فباستقراء المادتين ‪ 62‬و‪ )2( 63‬من مدونة الشغل اللتين تنظمان مسطرة‬
‫ف صل األجير للخطأ الجسيم فإن مقرر الفصل يتم اإلعالن عنه بواسطة رسالة مضمونة‬
‫مع اإلشعار بالتوصل وفي حالة عدم احترام المشغل لمسطرة الفصل للخطأ الجسيم فإن‬
‫الفصل يعتر تعسفيا وبالتالي استحقاق األجير للتعويض استنادا إلى عدم احترام مقتضيات‬
‫المادة ‪ 62‬من مدونة الشغل والمنصوص فيها على المسطرة الواجب إتباعها قبل الفصل‬
‫وعندما يتخذ المشغل القرار بفصل األجير عن العمل فال يمكن أن يبلغ له مقرر الفصل‬

‫‪ -1‬محمد سعد جرندي‪ :‬مرجع سابق ص ‪ 106‬و ‪.107‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 62‬و ‪ 63‬من مدونة الشغل‬

‫‪15‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ب صفة شفاهية أو بواسطة أحد عماله كأن يكلف الحارس بأخبار األجير أنه مفصوال عن‬
‫العمل فهذا النوع غير جائز بمدونة الشغل وفي القانون السابق كذلك في الفصل السادس‬
‫من قرار ‪ )1(1948 /10 /23‬وهذا ما سار عليه المجلس األعلى في عدة قرارات نذكر‬
‫منها قرار عدد ‪ )2(2006 /938‬قائال " لكن حيث إن الثابت من وثائق الملف أن طرد‬
‫األجير من العمل كان بتاريخ ‪ 2004 /12/05‬وبالتالي فإنه طبقا للمادة ‪ 62‬من مدونة‬
‫الشغل التي دخلت إلى حيز التنفيذ وابتدأ العمل بها منذ ‪ 2004 /06/08‬فإنه يجب قبل‬
‫فصل األجير أن تتاح له فرصة الدفاع عن نفسه باالستماع إليه من طرف المشغل أو من‬
‫ينوب عنه بحضور مندوب األجراء أو الممثل القانوني الذي يختاره وذلك داخل أجل ال‬
‫يتعدى ثمانية أيام ابتداءا من التاريخ الذي ثبت فيه ارتكاب الفعل المنسوب إليه ويحرر‬
‫محضر في الموضوع من قبل إدارة المقاولة يوقعه الطرفان وتسلم نسخة منه إلى‬
‫األجير‪"..‬وأنه طبقا للمادة ‪ 63‬من نفس المدونة فإنه يسلم مقرر الفصل إلى األجير المعني‬
‫باألمر بيدا يد مقابل وصل أو بواسطة رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل داخل أجل‬
‫ثمانين وأربعين ساعة من تاريخ اتخاذ المقرر المذكور‪"...‬‬
‫إال أنه بالرجوع إلى الوثائق المضمنة بالملف فإنه ال دليل على سلوك تلك‬
‫اإلجراءات الشكلية المنصوص عليها طبقا للمادتين أعاله وال دليل على ما يفيد توصل‬
‫األجير بمقرر للفصل طبقا لمقتضيات المادة ‪ 63‬من المدونة مما يجعل الطرد الذي‬
‫تعرض له األجير طردا غير مبرر‪.‬‬
‫إذن فالمجلس األعلى اعتبر عدم احترام الجانب الشكلي كافي العتبار الطرد‬
‫تعسفيا طبعا إذا تمسك األجير بعدم توصله برسالة الفصل وأيضا عدم احترام مسطرة‬
‫الفصل فالمحكمة لم تكن بحاجة لمناقشة مبرر الطرد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حاالت الفصل التعسفي وموقف القضاء‪.‬‬


‫هناك حاالت متعددة قد تطرق إليها المشرع وكذا االجتهاد القضائي فحاالت‬
‫الطرد التعسفي في االجتهاد القضائي المغربي رصدها من خالل الملفات التي تعرض‬
‫على المحاكم والتي ترتبط بفسخ عقد الشغل من قبل المشغل وكذا تحديد موقف القضاء‬
‫‪ -1‬بشرى العلوي‪ :‬مرجع سابق ص ‪.45-44‬‬
‫‪ -2‬قرار عدد ‪ ،938‬المؤرخ في ‪ 2006/11/ 15‬الملف االجتماعي عدد ‪ ،2006/1/5/968‬المنشور في أهم القرارات الصادرة عن المجلس‬
‫األعلى في المادة االجتماعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 192‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫منها ذلك أن المحاكم تعج بكم هائل من الملفات التي يحتل موضوع الطرد التعسفي حيزا‬
‫هاما منها‪ ،‬وفضال عن تعدد هذه الملفات‪ ،‬فإنها تتنوع تبعا لتنوع أسباب فسخ عقد الشغل‬
‫أو الطرد ونظرا لتعدد وتنوع هذه الحاالت فإنه من الضروري تقسيمها حسب طبيعتها‬
‫وحسب السبب الذي اعتمد كمبرر للطرد مع تحديد اإلطار الذي صنف فيه هذا الطرد‪،‬‬
‫ومن خالل السبب الناتج عنه الطرد‪ ،‬يمكن التمييز ين الطرد الناتج عن سبب شكلي‬
‫والطرد الناتج عن سبب موضوعي(‪.)1‬‬
‫إذن فما هو الطرد الناتج عن سبب شكلي والطرد الناتج عن سبب موضوعي؟‪.‬‬
‫‪ -1‬الطرد الناتج عن سبب شكلي يتجلى في قيام المشغل بطرد األجير لسبب‬
‫معين أو بدون مبرر إال أنه قد ال يحترم مجموعة من اإلجراءات الشكلية التي يلزمه‬
‫القانون بإتباعها فيرتب عليها القضاء أحيانا جزاءا يتمثل في اعتبار الطرد تعسفيا‬
‫ولمعالجة هذا النوع من الطرد سنقسمه إلى شكليات اإلعفاء ألسباب اقتصادية ثم شكليات‬
‫الطرد في النظام النموذجي ففي ما يتعلق بشكليات اإلعفاء ألسباب اقتصادية فإن مرسوم‬
‫‪ 14‬غشت ‪ 1967‬المتعلق باإلبقاء على نشاط المؤسسات الصناعية والتجارية وبإعفاء‬
‫مستخدميها كان يحدد مجموعة من اإلجراءات التي يتعين إتباعها قبل اإلغالق الكلي أو‬
‫الجزئي ألسباب اقتصادية من أهمها حصول المشغل على موافقة من عامل العمالة أو‬
‫اإلقليم على هذا اإلجراء وهو نفس المنحى الذي سلكته مدونة الشغل رغم توسعها في‬
‫مفهوم اإلعفاء حيث عبرت عنه " الفصل ألسباب تكنولوجية واقتصادية وهيكلية وإغالق‬
‫المقاوالت وقد اشترطت حصول المشغل على إذن كتابي من قبل عامل العمالة أو اإلقليم‬
‫وبالتالي فإن القرارات الصادرة عن المجلس األعلى رتبت على اإلغالق أو اإلعفاء‬
‫للعمال دون سلوك المسطرة اعتبار الطرد تعسفيا وقد جاء في القرار عدد ‪/785‬‬
‫‪ )2("2006‬لكن حيث إن الطاعنة إن كانت قد وقعت في أزمة اقتصادية فكان عليها‬
‫سلوك مقتضيات المرسوم الملكي المؤرخ في ‪ 1967 /08 /14‬قبل إقدامها على الفصل‬
‫والمشرع لم يعمل على نسخ المرسوم المذكور حين تقنينه الصعوبات التي تجتازها‬

‫‪ -1‬محمد سعد جرندي‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪ 284‬و ‪ 285‬و ‪.288‬‬

‫‪ -2‬قرار عدد ‪ ،2006/785‬ملف اجتماعي عدد ‪ ،2006/1/5/460‬المنشور في أهم القرارات الصادرة عن المجلس األعلى في المادة‬
‫االجتماعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 184‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫المقاولة ووضعه مدونة خاصة بصعوبة المقاولة وعلى هذا األساس فإن المحكمة من‬
‫خالل إطالعها على مذكرة المستنتجات بعد البحث المؤرخة في ‪ 2005 /10 /11‬التي‬
‫سب ق للطاعنة أن أدلت بها أنها فصلت األجير بناء على االتفاق المذكور بمحضري‬
‫االجتماع المؤرخين بالنسبة لألول ‪ 2003 11 /11‬والثاني بتاريخ ‪ 2003 /11 /14‬من‬
‫أجل فض النزاع دون احترامها للمسطرة الخاصة بالتخفيض الجزئي للعمال طبقا‬
‫للمرسوم الملكي المؤرخ ‪ 1967 /8 /14‬الذي حدد شكليات اإلعفاء فالقرار لما خلص‬
‫إلى هذا جاء معلال تعليال كافيا وأجاب عن جميع الدفوع مما تبقى معه الوسائل مجتمعة‬
‫غير جديرة باالعتبار‪.‬‬
‫أما بالنسبة لشكليات الطرد في النظام النموذجي والمنصوص عليها في الفصل ‪6‬‬
‫من قرار ‪ 23‬أكتوبر ‪ 1948‬وإذا كانت مدونة الشغل قد استحدثت مسطرة جديدة عبرت‬
‫عنها بـ "الفصل التأديبي" وتم التنصيص عليها في المواد ‪ 61‬إلى ‪ 65‬فإنه ما دام تنفيذ‬
‫هذه المسطرة يفترض عدم امتناع أحد الطرفين من المساهمة فيها كما تشير إلى ذلك‬
‫الفقرة األخيرة من المادة ‪ 62‬مما يعني أنها على ما يظهر غير إلزامية فإن النقاش سيبقى‬
‫دائرا حول مدى التقيد بالمسطرة أم ال وما يترتب على ذلك من جزاء إن كان هناك جزاء‬
‫بالفعل(‪.)1‬‬
‫وبالتالي ألغي العمل بمقتضيات الفصل السادس من النظام النموذجي‪.‬‬
‫‪ -2‬الطرد الناتج عن سبب موضوعي‪ :‬يتجلى في الخطأ المرتكب من طرف‬
‫األجير الذي ال يرقى إلى درجة الخطأ الجسيم المبرر للطرد أو إذا كان الطرد ناتجا عن‬
‫امتناع األجير من تعديل بنود العقد أو إذا كان مرتبطا بتغيير المركز القانوني للمشغل أو‬
‫بتقديم األجير الستقالته‪.‬‬
‫وبخصوص مدونة الشغل الجديدة فقد تطرقت لحاالت التعسف في المادة ‪36‬‬
‫ونصت أنه‪ :‬ال يعد من بين المبررات المقبولة التخاذ العقوبة التأديبية أو الفصل‬
‫المبررات التالية(‪:)2‬‬
‫‪ -1‬االنتماء النقابي أو ممارسة مهمة الممثل النقابي‪.‬‬

‫‪ -1‬محمدسعد جرندي‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪ 293‬و ‪.304‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 36‬من مدونة الشغل‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪ -2‬المساهمة في أنشطة نقابية خارج أوقات العمل أو أثناء األوقات برضى‬
‫المشغل أو عمال بمقتضيات اتفاقية الشغل الجماعية أو النظام الداخلي‪.‬‬
‫‪ -3‬طلب الترشيح لممارسة مهمة مندوب األجراء أو ممارسة هذه المهمة أو‬
‫ممارستها سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬تقديم شكوى ضد المشغل أو المشاركة في دعاوي ضده في نطاق تطبيق‬
‫مقتضيات هذا القانون‪.‬‬
‫‪ -5‬العرق أو اللون أو الجنس أو الحالة الزوجية أو المسؤوليات العائلية أو‬
‫العقيدة أو الرأي السياسي أو األصل الوطني أو األصل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -6‬اإلعاقة إذا لم يكن من شأنها أن تحول دون أداء األجير المعاق لشغل يناسبه‬
‫داخل المقاولة‪.‬‬
‫فبا ستقراء هذه المادة الجديدة للمدونة نجد أن التعدد الوارد بها يمكن اعتباره على‬
‫سبيل الحصر‪ ،‬وإذا اعتبر كذلك فقد يغلق باب االجتهاد القضائي في تأويل هذه الحاالت‬
‫واكتشاف حاالت أخرى مشابهة والتي تتصف بطابع التعسف كما هو وارد بالمادة ‪39‬‬
‫وبالتالي يمكن اعتبارها على سبيل المثال‪.‬‬
‫والهدف من وضع هذا القانون هو حماية األجير وحماية االستقرار الشغل وذلك‬
‫بوضع العديد من اإلجراءات الشكلية والموضوعية والتزام المشغل باحترامها قبل فصل‬
‫األجير‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الطيعة الواقعية للفصل التعسفي‪.‬‬


‫تعتبر هذه الخاصية من أهم الخصائص المميزة لقانون الشغل والتي تجعله ينفرد‬
‫عن غيره من القوانين التي تعرف بدورها تعديالت في فترات تاريخية معينة بحيث يجب‬
‫التأكيد على أن القانون االجتماعي‪ ،‬يظل أكثر عرضة للتغيير‪ ،‬فالطبيعة الواقعية للفصل‬
‫تقتضي تغيير وتطوير قواعده لتواكب بذلك تطور المجتمع وكذا المستجدات السريعة في‬
‫محيطه االقتصادي واالجتماعي وحتى السياسي وهذا يتجلى من خالل السلسة الطويلة‪،‬‬
‫للمشاريع الحكومية‪ ،‬التي سبقت المدونة الجديدة للشغل‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫كما أن القواعد المنظمة للفصل تتنوع بتنوع ظروف العمل‪ ،‬وطبيعة العامل‪،‬‬
‫فنجد ظروف العامل في العقد الغير المحدد المدة‪ ،‬ليست هي نفسها في العقد المحدد المدة‬
‫والعمل في المناجم أو المقالع‪ ،‬إذ يختلف عن العمل في الميدان الصناعي الذي يتطلب‬
‫وجود قواعد خاصة تتالءم وطبيعة كل نوع ثم أيضا أن ظروف العمل بالنسبة للرجل‬
‫العامل ليست هي ظروف العمل بالنسبة للمرأة العاملة‪ ،‬وظروف الرجل البالغ ليست هي‬
‫ظروف الحدث‪ ،‬لذلك نجد المشرع وضع لكل نوع من هذه األعمال قواعد خاصة بها‪،‬‬
‫والفصل ال بد من تجسيده على أرض الواقع العملي‪ ،‬الذي يثير مجموعة من اإلشكاالت‬
‫التي تحتم علينا ضرورة مناقشة إلى جانب أهم وأشكال هذا الفصل‪ ،‬أنوعه‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أنواع الفصل وطرقه مع موقف القضاء‪.‬‬
‫أوال‪ :‬طرق الفصل‪.‬‬
‫قد يعمل المشغل إلى فصل أجير واحد أو مجموعة من األجراء‪ ،‬وذلك بطرق‬
‫وأشكال م حددة‪ ،‬ومتنوعة كما أن هذا الفصل قد يكون إما مشروعا ومبررا من جانب‬
‫المشغل بسبب خطأ جسيم ارتكبه األجير أو أنه قد يكون غير مشروع‪.‬‬
‫‪ -‬وتتعدد طرق الفصل فهناك إلى جانب الفصل الصريح أو المباشر‪ ،‬الفصل‬
‫الضمني أو المقنع أو الغير المباشر‪.‬‬
‫أ‪ -‬الفصل الصريح أو المباشر‪.‬‬
‫إن المشغل أو من كلفه بذلك يمكن له أن يشعر ألجير بشكل إيجابي فيكون ذلك‬
‫إما شفويا أو يتوسطه ي ذلك الغير أو أن يتخذ هذا اإلشعار شكال كتابيا في شكل رسالة‬
‫تحمل في مضمونها الفصل أو عن طريق البريد المضمون أو في إطار األوامر الوالئية‬
‫بناء على الطلب الذي يبث فيه رئيس المحكمة االبتدائية بكونه قد طرد األجير من العمل‬
‫(‪ )1‬كما يمكن أن يتخذ هذا الفصل شكل فعل سلبي يمنح فيه المشغل أو من يكلفه بذلك‪،‬‬
‫األجير من ولوج عمله أو أن وقد يعبر بذلك صراحة وذلك باستعمال عبارة من العبارات‬
‫المعروفة التي تدل على الفصل (‪ ،)2‬أو ان يقوم المشغل بتصرف يفيد رغبته في فصل‬
‫األجير ما لم يكن هذا الفصل معلقا على شرط‪ ،‬أو أن يرتكب األجير خطأ جسيم ويكون‬

‫‪ -1‬محمد سعد جراندي‪ :‬م س ‪ ،‬ص‪.99 :‬‬


‫‪ - 2‬إن العبارات التي تدل على الفصل عديدة فهناك إلى جان الطرد اإلعفاء والتسريح واإلعداد واإلغالق والفسخ والصرف‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫هذا الفصل بذلك مبررا ومشروعا‪ .‬وقد يتعسف المشغل في استعمال سلطته ويجعل‬
‫الفصل تعسفيا‪ ،‬كأن يعتدي األجير على رب العمل أو أحد موظفي اإلدارة أثناء العمل أو‬
‫بسبه وقد يختلف الوصف الذي يعطى للطرد الصريح على أنه طرد لحدوث فعل من‬
‫طرف األجير‪ ،‬يمكن تداركه وإصالحه من طرف األجير وبالتالي ال يعتبر الطرد‬
‫تعسفي كأن يطرد المشغل األجيرة بصفة صريحة‪ ،‬لكونها قدمت إلى العمل وهي ترتدي‬
‫لباسا غير الئق خالل العمل وغير عادي ومخل باآلداب وفي هذه الحالة ال يمكن لألجيرة‬
‫اإلستفادة من التعويض في حالة إرجاعها من قبل المشغل إلى منزلها من أجل تغيير‬
‫مالبسها‪ ،‬وبالتالي ال يعتبر الطرد تعسفيا وهذا ما ذهبت به محكمة االستئناف وأيده‬
‫المجلس األعلى في قرار ‪.)1(2004 /115‬‬
‫ب الفصل الضمني أو غير المباشر أو المقنع‪.‬‬
‫إن كون الفصل المباشر‪ ،‬يلجأ فيه المشغل صراحة إلى فصل األجير فإن الفصل‬
‫الغير المباشر ال يتم بناءا على إرادة صريحة وتكون في أغلب األحيان في شكل تصرف‬
‫يفهم منه ضمنيا أن المشغل اتخذ قرار بفصل األجير كأن يعمد المشغل على تخفيض‬
‫ساعات عمل األجير من تسع ساعات في اليوم إلى أربع أو خمس ساعات موازاة مع‬
‫ذلك تخفيض األجرة‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن أجرة الساعة الواحدة ال يمكن أن تتجاوز الحد‬
‫األدنى كما هو منصوص عليه في القانون وأن تخفيضها سيؤدي إلى جعلها أقل من الحد‬
‫األدنى لألجور وهذا ما قد يجعل األجير يتخلى عن عمله ونثمن ذلك بقرار صادر عن‬
‫المجلس األعلى في قرار عدد ‪ ،)2(640‬أن تخفيض ساعات العمل بكيفية يصعب على‬
‫األجير معها أن يعيش من أجر ساعة في اليوم الذي يقل عن درهم ليفهم من ذلك أنه‬
‫طرد تعسفي نظرا لإلخالل بأهم عنصر في عقد الشغل وهو األجر نظرا لكون المحكمة‬
‫قررت في ذلك وفضه طلب إجراء بحث لمعرفة أسباب وظروف الفسخ والمتمثل في‬
‫التخفيض الفاحش من ساعات العمل‪ ،‬وأيضا إقدام الطاعنة على طرد العمال بكيفية‬

‫‪ -1‬قرار ‪ 115‬عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 2005 /2 /1‬ملف ‪ 2004 /5 /1041‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ - 2‬قرار عدد ‪ 640‬صادر عن الغرفة االجتماعية بالمجلس العلى بتاريخ ‪ -6‬يونيو ‪ 1995‬ملف إجماعي عدد ‪ 93 /8761‬منشور بمجلة‬
‫قرارات المجلس األعلى في المادة االجتماعية ‪ 1996 /1962‬منشورات المجلس األعلى في ذكراه األربعين ‪ 1997‬ص‪.127 :‬‬

‫‪21‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫جماعية دون سلوك المسطرة المنصوص عليها في مرسوم ‪ 14‬غشت ‪ 1967‬بما تتوفر‬
‫عليه من وثائق يكون تحليلها غير خارق للقانون‪.‬‬
‫وقد يكون الطرد مقنعا أيضا في حالة إذا كانت مغادرة األجير لعمله لم تكن‬
‫تلقائية وإنما كانت لسبب خارج عن إرادته كأن يمارس المشغل الضغط واإلكراه عليه‪،‬‬
‫أو جراء بعض التصرفات االستفزازية‪ ،‬كالتحرش الجنسي‪ ،‬أو تكليف األجير بعمل يمكن‬
‫أن يؤدي إلى إضعاف طاقاته‪ ،‬وبالتالي عدم قدرته على مسايرة العمل‪ ،‬أو أن يكلف‬
‫المشغل األجير بعمل قد يهدد إلى جانب صحته حياته‪.‬‬
‫كما أن الفصل الضمني كذلك يمكن أن يتجلى في إقدام المشغل على إغالق محل‬
‫العمل فيفاجأ األجير بعد ذلك بوجود الباب مغلق مما يدل على أن المشغل قد استغنى عن‬
‫خدماته(‪ )1‬وفي نفس السياق تدخل المماطلة والتسويف الذي قد يلجأ إليه المشغل أو من‬
‫ينوب عنه الرجوع مرة أخرى أو عدة مرات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع الفصل‪.‬‬


‫إن كلمة فصل أو طرد األجير مع ما تحمله الكلمة من معنى تسير في مجملها‬
‫نحو إنهاء الرابطة العقدية ين األجير والمشغل ويتخذ بذلك هذا الفصل مجموعة من‬
‫األشكال واألنواع في كيفية إعماله‪ ،‬فقد يكون إما اضطراريا وإما أن يكون انتهازيا أو‬
‫انتقاميا‪.‬‬
‫أ‪ -‬الفصل االضطراري‬
‫قد يكون الطرد اضطراريا‪ ،‬بسبب أزمة اقتصادية أو تقنية تعاني منها المؤسسة‬
‫التي يشتغل فيها األجير مما قد يستدعي معه فصل هذا األخير من عمله أو االستغناء‬
‫عنه‪.‬‬
‫فبعد ما أوضح المشرع المغربي في ظل مرسوم ‪ 14‬غشت ‪ 1967‬ألسباب‬
‫اقتصادية كحالة تختلف عن غيرها ( تكنولوجية‪ -‬هيكلية)‪ ،‬إلى جانب عوامل أخرى تبرر‬
‫فصل األجراء‪ ،‬إما كليا أو جزئيا وكذلك إغالق المقاولة‪ ،‬ونظرا للمؤاخذات التي تم‬
‫تسجيلها بصدد هذا المرسوم من قبل بعض الفقهاء االجتماعيين أو المنظمات النقابية‬

‫‪ -1‬محمد سعد جرندي‪ :‬م س ص‪.100 :‬‬

‫‪22‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫جاءت مدونة الشغل الجديدة بأحكام بديلة عن المرسوم السابق‪ ،‬لم تسلم بدورها من‬
‫مالحظات الفقه(‪.)1‬‬
‫وقد يكون الطرد أيضا أو إغالق محل العمل ال يد للمشغل فيه وإنما يرجع لسبب‬
‫خارج عن إرادته‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك القوة القاهرة‪ ،‬أو أن اإلغالق يتم بناءا على‬
‫قرار إداري صادر عن سلطة إدارية تابعة للدولة‪.‬‬
‫ويعتقد جانب من الفقه أنه ينبغي االقتصار في الحكم‪ ،‬في هذه الحالة على‬
‫التعويض عن اإلعفاء من الخدمة دون باقي التعويضات األخرى المرتبطة بفسخ عقد‬
‫الشغل‪ ،‬ما دام الطرد خارج عن إرادة المشغل وإنما يرجع لسبب ال يد له فيه(‪.)2‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه تبقى مع ذلك السلطة التقديرية للمحكمة في ما إذا كانت‬
‫القوة القاهرة ثابتة فعال أم أن اإلغالق كان متوقعا فعال من جانب المشغل وبالتالي تنتفي‬
‫معه القوة القاهرة‪ ،‬وهو األمر الذي أكده المجلس األعلى في قراره عدد ‪.)3( 327‬‬
‫حينما صدر قرار إداري يقضي بشكل نهائي بسحب رخصة استغالل مقر العمل‬
‫العتبارات تتعلق بالدين اإلسالمي وتمس بالنظام العام وهو عكس ما دفعت به األجيرة‬
‫التي كانت تشتغل بهذا المقر والمتمثل في كازينو منذ ‪ ،1984 /1 /1‬حيث أكدت أن سبب‬
‫سحب الرخصة يرجع إلى المشغلة نفسها إذ لم تتقيد بالشروط القانونية فاعتبرت بذلك‬
‫المحكمة أن اإلغالق متوقع ما دامت الطاعنة تمارس نشاطا محظورا وقضت لألجيرة‬
‫بالتعويض عن اإلخطار وعن الفصل والطرد التعسفي(‪.)4‬‬
‫ويضيف قرار آخر عدد ‪ )5(111‬أيضا أن من بين األسباب التي يكون فيها‬
‫الفصل اضطراريا تغير المركز القانوني لرب العمل في مهنة منظمة بمقتضى القانون‪،‬‬
‫كوفاة الصيدلي مثال‪ ،‬فاألصل في عقود الشغل هو أنه إذا طرأ تغيير في المركز القانوني‬

‫‪ -1‬محمد الشرقاني‪" :‬عالقات الشغل بين تشريع الشغل ومشروع مدونة الشغل" الطبعة األولى‪ ،‬دار القلم ‪ ،‬الرباط ‪ 2003‬ص‪.158 :‬‬
‫‪ - 2‬محمد سعد جرندي‪ :‬م س ص‪.102 :‬‬
‫‪ - 3‬قرار عدد ‪ 327‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 1999 /4 /14‬في الملف ‪( ،1997 /1 /4 /1108‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ - 4‬حيث أجاب المجلس األعلى " لكن حيث أن الصناعة ال تنفي أمام المحكمة أن فسخ عالقة الشغل مع المطلوبة في النقض كان بسبب القرار‬
‫اإلداري الذي سحب منها رخصة اإلستغالل لكازينو(‪ )....‬وإنها جميع األنشطة المرتبطة به‪ ،‬المبني على اعتبارات دينية وعلى النظام العام بل‬
‫أنها أدلت للمحكمة بالقرار المذكو واعتمدت كأساس للدفع بالقوة القاهرة الناتجة عن فعل السلطة‪ ،‬والقرار المطعون فيه حيث نفى توفر شروط‬
‫القوة القاهرة‪ ،‬في مثل هذه الحالة ي كون من جهة أولى قد استند إلى ما تضمنه القرار اإلداري المذكور الذي ال يمكن للمحكمة منافشته‪ ،‬ألن ذلك‬
‫ال يدخل في حدود و اليتها واختصاصها النوعي ومن جهة أخرى يكون القرار المطعون فيه معالل تعليال صحيحا يطابق الفصل ‪ 269‬ق ل ع‬
‫وكذلك الفصل ‪ 369‬من قانون المسطرة المد نية‪ ،‬ألن المحكمة تقيدت بموقف المجلس األعلى الذي سبق له أن بث في هذه النقطة واعتبر أن منع‬
‫نشاط يتنافى مع النظام العام ليس من األمور التي ال يمكن توقعها‪.‬‬
‫‪ -5‬قرار عدد‪ 111‬صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 1999/4/14‬في الملف ‪.1997/1/4/1108‬‬

‫‪23‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫لرب العمل فإن عقود العمل الجارية يوم حصول هذا التغيير تستمر وأن األمر هنا يتعلق‬
‫بمهنة الصيدلة وهي مهنة منظمة بمقتضى القانون ويشترط فيمن يزاولها توفره على‬
‫مؤهالت علمية محددة وحصوله على إذن من الجهة المختصة‪ ،‬وهو ما سار عليه القرار‬
‫أعاله‪ ،‬حيث أن زوج الطاعنة الذي كان يزاول مهنة صيدلي‪ ،‬قد توفي ومن ثم فإن‬
‫الرخصة الممنوحة له من طرف الجهة المختصة‪ ،‬انتهت صالحيتها بقوة القانون‬
‫ويستحيل على خلف ه مواصلة العمل‪ ،‬إال بشروط تتوفر في الطاعنة ومن ثم إن األمر ال‬
‫يتعلق بتغيير المركز القانوني لرب العمل وأن القرار عندما اعتبر أن األجيرة قد طردت‬
‫من العمل طردا تعسفيا‪ ،‬تكون قد خرقت القانون وعرضت قرارها للنقض‪.‬‬
‫ب‪ :‬الفصل االنتقامي‪:‬‬
‫يعتبر الفصل االنتقامي بمثابة رد فعل للمشغل في حالة ارتكاب األجير لخطأ‬
‫يعتبره المؤاجر جسيما وفي هذه الحالة يختلط األمر بين الفصل كجزاء تأديبي وبين‬
‫الطرد الذي يكون في شكل انتقام ضد األجير بسبب الضرر الذي أحدثه وتسبب ذلك في‬
‫ضرر للمشغل‪.‬‬
‫مما قد يطرح تساؤال حول الحالة التي يكون فيها الضرر الملحق بالمشغل جراء‬
‫عمل األجير‪ ،‬والذي يعتبره األول كبيرا دون أي خطأ عمدي أو أن هناك ثبوت سوء نية‬
‫لدى الثاني‪.‬‬
‫‪ -‬ويعتقد جانب من الفقه أنه في حالة إلحاق األجير بالمشغل خطأ دو طبيعة‬
‫جنحية‪ ،‬أو جنائية أنه ليس هناك ما يمنع في حالة توجيه شكاية ضده ومتابعته من قبل‬
‫النيابة العامة أن يتقدم بطلب التعويض عن الضرر في إطار الدعوى المدنية التابعة أو‬
‫في إطار المسؤولية التقصيرية كما نص على ذلك قانون االلتزامات والعقود في المادة‬
‫‪ )1(77‬منه وأنه ال يمكن اعتبار الطرد الذي وقع في حق األجير‪ ،‬تعويضا وانه يغني عن‬
‫التعويض عن الضرر(‪ )2‬وهذا ما تم تأكيده في غير مناسبة في مجموعة من القرارات‬
‫واألحكام الصادرة عن المحاكم ففي قرار صادر عن محكمة االستئناف في ملف عدد‬

‫‪ -1‬ينص الفصل ‪ 77‬من ق ل ع على ما يلي‪ :‬كل فعل ارتكبه اإلنسان عن بينة واختيار ومن عير أن يسمح له به القانون‪ ،‬فأحدث ضررا ماديا‬
‫أو معنويا للغير‪ ،‬ألزم مرتكبه بتعويض هذا الضرار‪ ،‬إذا اثبت أن ذلك الفعل هو السبب المباشر في حصول الضرر‪ .‬وكل شرط مخالف لذلك‬
‫يعتبر عديم األثر‪.‬‬
‫‪ -2‬محمد سعد جرندي‪ :‬م ‪.‬س ص ‪.102‬‬

‫‪24‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪ )1(2751‬ذلك أن تعليل المحكمة في رفض طلبات المستأنف يستند إلى شهادة الشاهدين‪،‬‬
‫بأن األجير غادر تلقائيا الضيعة التي كان يشتغل بها مما عرضها لإلهمال وهذا ما أدال‬
‫به إلى المحكمة في تصريحاتها وأن المستأنف لم يشر في استئنافه إلى ما يثبت عكس‬
‫ذلك‪ ،‬بل فقط أنه تعرض للطرد التعسفي‪ ،‬وبالتالي فإن ما يطعن به في الحكم المستأنف‬
‫يبقى غير مرتكز على أساس قانوني وتعين بذلك تأييد الحكم المستأنف وهذا ما قامت به‬
‫المحكمة ومن حاالت الفصل أيضا بصفة‪ ،‬انتقامية أو نية إحداث الضرر هو ما كيفية‬
‫محكمة االستئناف بفاس بمقتضى القرار عدد ‪ )2(942‬حيث أن المشغل أقدم عمدا على‬
‫فصل ا ألجيرة بدعوى تأسيس شركة منافسة بنية إحداث الضرر وهو ما نفته األجيرة‬
‫مؤكدة أن زوجها وابن عمها هما اللذان أسسا الشركة وال يد لها فيه‪ ،‬وبالرغم من أن‬
‫المشغل بعث برسالة الرجوع إلى العمل بالنسبة لألجيرة ليثبت بعد ذلك التحاقها بالشركة‬
‫والباب مقفل في وجهها وبالتالي منعها من الدخول إلى الشركة وقد قضت محكمة‬
‫االستئناف بالتعويض عن الطرد التعسفي وباقي التعويضات األخرى المستحقة على‬
‫أساس أن طرد األجيرة كان تعسفيا ولم يثبت أي منافسة غير مشروعة في حقها بل فقط‬
‫زوجها وابن عمها أقاما شركة لصاحلها‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حاالت الفصل ا لتعسفي نظرا لطبيعة العقد وموقف‬
‫القضاء‪.‬‬
‫في بداية هذا الموضوع نشير إلى أن المشرع ميزوا ألول مرة بين وضع حد‬
‫لعقد الشغل المحدد المدة وعقد الشغل الغير المحدد المدة عكس ما كان عليه األمر في‬
‫السابق فأقر أن هناك مجموعة من عقود الشغل تنتهي في حالتين محددتين تتعلق أولهما‬
‫بحلول ميعاد انتهاء العقد كما هو منصوص عليه في العقد متى كان كتابيا‪ ،‬أو كما هو‬
‫متفق عليه إذا كان عقد محدد المدة شفويا بينما تتعلق المجموعة الثانية من العقود‬
‫المرتبطة بالعمل الذي كان محال لهذا العقد وفي حالة االنتهاء التعسفي لهذا العقد قبل‬
‫حلول أجل انتهائه فإن الطرف المتضرر يستحق التعويضات المقررة له طبقا للقانون‬

‫‪ -1‬قرار عدد ‪ 2751‬صادر عن الغرفة اإلجتماعية بمكحمة اإلستئناف بمكناس بتاريخ ‪ ( 2005/10/11‬غير منشور)‬
‫‪ -2‬قرار عدد ‪ 942‬صادر عن الغرفة اإلجتماعية بمكحمة اإلستئناف بفاس بتاريخ ‪ ( 204-11-4‬غير منشور)‬

‫‪25‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ولما نصت عليه المادة ‪ )1(33‬من مدونة الشغل الجديدة وهو ما سنراه في الفصل الثاني‬
‫فيما يتعلق بآثار إنهاء عقد الشغل‪ .‬وهو األمر الذي ينطبق على العقد الغير المحدد المدة‪،‬‬
‫وسنتطرق في هذه الفقرة لحاالت الفصل التعسفي بالنظر لطبيعة كل عقد‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الفصل في العقد المحدد المدة‪.‬‬


‫إن عقد الشغل المحدد المدة هو ذلك العقد المبرم لمدة معلومة ومحددة ويكون‬
‫منعقدا إما على أساس مدة زمنية معينة أو على أساس مدة إنجاز مشروع ما‪.‬‬
‫ويمكن مالحظة هذا المفهوم أيضا من خالل المقتضيات الواردة في قانون‬
‫االلتزامات والعقود المغربي‪ ،‬من خالل تعرضه للقواعد المتعلقة بعقد الشغل أو عقد تقديم‬
‫خدمات من خالل العبارات التي وظفها قانون االلتزامات والعقود حين تعرضه لتعريف‬
‫عقد الشغل هكذا نجد الفصل ‪ 723‬استعمل عبارة أجل محدد أو من أجل أداء عمل معين‬
‫وكذلك الفصل ‪ 727‬منع تأجير الخدمات إلى أجل غير محدد كما أضاف الفصل ‪728‬‬
‫بأنه يبطل كل اتفاق يلتزم بمقتضاه شخص تقديم خدماته طوال حياته أو لمدة تبلغ من‬
‫الطول حدا بحيث يضل حتى بعد موته‪.‬‬
‫‪ -‬ولقد جاءت مدونة الشغل الجديدة بمقتضيات تتعلق بالعقد المحدد المدة‪ ،‬حيث‬
‫نجد المادة ‪ )2( 16‬ونفس هذه المقتضيات نص عليها الفصل األول من النظام النموذجي‬
‫الذي حدد أنواع األجراء في مؤقتين وقاريين‪ ،‬ولم يكن من المنطقي حصر الحاالت التي‬
‫يكون فيها العقد محدد المدة فبهذا االعتبار يمكن القول أن العقود المحددة المدة وضعت‬
‫لتكملة العقود غير المحددة المدة فالعقد المحدد المدة يغطي العمل المؤقت‪ ،‬فاللجوء إلى‬
‫إبرام عقد محدد المدة يكون مالزما للعمل المؤقت‪.‬‬
‫‪ -‬فمن خالل تفحصنا لهذه الفصول السابقة الذكر يمكن لنا القول إنها تؤكد على‬
‫كون العقد يجب أن يبرم لمدة محددة سواء كانت هذه الفترة مرتبطة بالزمن‪ ،‬أو مرتبطة‬
‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 33‬على ما يلي ينتهي عقد الشغل المحدد المدة بحلول األجل المحدد في العقد أو بانتهاء الشغل الذي كان محال له‪.‬‬
‫يستوجب قيام أحد الطرفين بإنهاء عقد الشغل المحدد المدة قبل حلول أجله تعويض للطرف اآلخر ما لم يكن االنتهاء مبرر بصدور خطأ جسيم‬
‫عن الطرف اآلخر أو ناشئا عن قوة قاهرة يع ادل التعويض المشار إليه في الفقرة الثانية أعاله مبلغ األجور المستحقة من الفقرة المتراوحة ما بين‬
‫تاريخ إنهاء العقد واألجل المحدد له‪.‬‬
‫‪ -2‬تنص على أنه"‪ ....‬يمكن إبرام عقد محدد المدة في الحاالت التي ال يمكن أن تكون فيها عالقة الشغل غير محددة المدة‪"....‬‬
‫وما يال ح على هذه المادة أنها في الفقرة الثالثة حصرت الحاال ت التي يتم فيها إبرام عقد الشغل المحدد المدة وهي أربع حاالت‪.‬‬
‫‪ -‬إحالل أجير محل أجير آخر في حالة توقف عقد شغل هذا األخير مالم يكن التوقف ناتجا عن اإلضراب‪.‬‬
‫‪ -‬إزدياد نشاط المقاولة بكيفية مؤقتة ‪،‬‬
‫‪ -‬فهل هذه ا لحاالت وحدها التي تبرز إبرام عقد محدد المدة والحاالت غير الواردة تكون عقود غير محددة المدة وبالرغم من النص في الفقرة‬
‫األخيرة على أن هناك حاالت وقطاعات استثنائية تحدد بموجب نص تنظيمي إبرام عقد محدد المدة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫بإنجاز عمل معين‪ ،‬ففي الحالة األولى يتم تحديد التاريخ بصورة صريحة‪ ،‬أو بنهاية مدة‬
‫معينة كشهر مثال‪ ،‬أو ستة أشهرا أو أن يتفق األطراف على ربط العقد بموسم معين أو‬
‫كانت مدة الموسم محددة كموسم الشتاء مثال أو الربيع أو الخريف‪ ،‬إما الحالة الثانية ففيها‬
‫يتم االتفاق على إنجاز عمل معين ويكون العقد في هذه الحالة محددا بما قد يستغرق هذا‬
‫اإلنجاز من زمن(‪ )1‬كما أن العقد المحدد المدة قد يختلط بعدة عقود كعقود العمل‬
‫المتقطعة التي يتعرض لها المشرع وهي تتميز بطابعها الموسمي‪ ،‬حيث يعتبر األجراء‬
‫ينتمون إلى طائفة العقود المحددة المدة والعمل الموسمي يمكن تحديده حسب أعراف‬
‫معينة ومعروفة‪ ،‬فعقد العمل من أجل موسم معين يعتبر عقدا محددا‪ .‬وهذا يقتضي منا‬
‫دراسة كل حالة على حدة‪.‬‬
‫أ‪ -‬بالنسبة للعامل الموسمي ‪.travail accidentel‬‬
‫يعتبر العمل موسمي بالنظر إلى نوع العقد الذي يتفق األطراف‪ ،‬على تحديد‬
‫موسم معين فيه‪ ،‬أو كانت مدة الموسم محددة فيه كما سقبت اإلشارة إلى ذلك أعاله حيث‬
‫يصعب تحديد فترة الموسم بصفة دقيقة وال يساعد القاضي في تحديد الموسم سوى‬
‫العرف أو بواسطة وثائق يسلمها المؤاجر للعامل وبالتالي ينتهي العقد بانتهاء الموسم‬
‫المتفق عليه‪.‬‬
‫وقد جاء في قرار عدد ‪ )2(2004 /277‬أن األجير كان يشتغل كغطاس لدى‬
‫المدعي عليها في البحر من أجل جمع الطحالب ولفترة معينة مرخص بها من طرف‬
‫مندوب الصيد البحري وأن المحكمة وبعد اطالعها على بطاقة شغل األجير تبين لها أنها‬
‫تحمل اسم عامل موسمي ‪ saisonnier‬وأن مهنة الغطاس لجني الطحالب يكون عمله‬
‫خالل المدة المرخص بها من طرف السلطات المختصة‪ ،‬وأن العقد الرابط بينهما قد‬
‫انتهى بانتهاء الفترة الموسمية والحق لألجير من االستفادة من التعويض وأيضا إلى‬
‫جانب كون الشهادة التي أدلى بها مندوب الصيد البحري‪ ،‬في كون مراكبها لم تتحرك في‬

‫‪ -1‬بشرى العلوي‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.70 :‬‬


‫‪ - 2‬قرار عدد ‪ 277‬صادر عن الفقرة االجتماعية بمحكمة االستئناف بالجديدة بتاريخ ‪ ( 2004 11 -8‬قرار غير منشور) المرجع إعاله‬
‫ص‪.71‬‬

‫‪27‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الموسم الماضي مما يجعل صفة الموسمية ثابتة في حق األجير وفيه قضت المحكمة أي‬
‫محكمة االستئناف برفض طلب الطرد التعسفي وتوابعه‪.‬‬
‫وقد تطرح مجموعة من اإلشكاالت بخصوص العمل الموسمي‪ ،‬من الناحية‬
‫العملية فقد يحصل أن يعمل األجير في موسم جني الزيتون مثال ثم يتحول ذلك إلى‬
‫حارس لهذا الضيعة‪ ،‬فكيف يمكن أن نميز في إطار هذه الحالة بين ما هو عمل موسمي‪،‬‬
‫وما هو عمل ثابت وقار؟‪.‬‬
‫وهل هناك معايير لتحديد طبيعة كل عمل؟‪.‬‬
‫وماذا يمكن القول لو أن أجير اشتغل في أعمال متماثلة كالحصاد‪ ،‬ثم جني‬
‫الثمار‪ ،‬ثم التفاح‪...‬إلخ‪.‬‬
‫ويالحظ على المستوى الواقعي لعمل القضاء ومن خالل مجموعة من قرارات‬
‫المجلس األعلى‪ ،‬مدى تكيف هذا اإلطار القانون بنوع من الدقة والمرونة وفي هذا اإلطار‬
‫صدرت عن هذا األخير مجموعة من قرارات ومنها قرار عدد ‪ )1( 2004 /135‬الذي‬
‫اعتبر أن األجير الذي يشتغل في الحرث وجني الزيتون واألشجار‪ ،‬والحصاد‪ ،‬و سياقة‬
‫الجرار إلى جانب كونه المسير للضيعة‪ ،‬ال يعتبر عمله موسميا نظرا لطبيعة العمل الذي‬
‫يشتغل فيه والمحكمة لما لها من سلطة تقديرية وفي تقييم شهادة الشهود الذين أثبتوا أن‬
‫األجير كان يشتغل طوال السنة بحيث استخلصت المحكمة من هذه الوقائع أن عمل‬
‫األجير هو عمل مستمر وليس موسمي وأن فصله هذا يعتبر بمثابة فصل تعسفي وهو‬
‫نفس ما أكده المجلس األعلى أعاله حيث قضى برفض طلب النقض‪.‬‬
‫‪ -‬وفي قرار آخر عدد ‪ )2(1997 /260‬والذي أدعى فيه المؤاجر الموسمية في‬
‫مقابل إدعاء األجير عكس ذلك وأنه يشتغل بكيفية مستمرة وعلى هذا األخير إثبات عكس‬
‫ذلك وأنه يشتغل بكيفية مستمرة وعلى هذا األخير إثبات عكس ما أدعاه المؤاجر وإثبات‬
‫استمراريته في العمل وهو ما ذهب إليه القرار أعاله‪ ،‬حيث أن العمل الذي يقوم به‬
‫العامل يتمثل قي صناعة عصير الليمون أي أن العمل ال بتوفر لدى المشغل باستمرار‬

‫‪ -1‬قرار عدد‪135‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 2005 /2 /9‬ملف ‪ :2004 /1051‬غير منشور تمت اإلشارة إليه في‬
‫كتاب بشري اللغوي‪.‬‬
‫‪ -2‬قرار عدد ‪ 260‬صادر عن الغرة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 97 /11 /19‬في الملف عدد ‪ 4 /1 /97 /752‬غير منشور تمت‬
‫اإلشارة إليه في مرجع ساق ص ‪.72‬‬

‫‪28‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫وأن طبيعته موسمية يكون في الوقت الذي يتوفر فيه هذا المنتوج‪ ،‬كما أن األجير يشتغل‬
‫إلى جانب عدة من العمال يعملون مدة محددة تنتهي بانتهاء الموسم‪ ،‬موازاة مع ذلك‬
‫تنتهي العالقة بين المؤاجرة وعمالها إلى غاية السنة الموالية وكون األجير ضمن هؤالء‬
‫العمال‪ ،‬فإنه ال يمكن للمشعلة أن تشغله كما هو الشأن بالنسبة لباقي العمال إال بناءا على‬
‫طلبهم‪ ،‬وقد تم توقيف المدعي نظرا لعدم احتياج المؤاجرة له وذلك سنة ‪.1992‬‬
‫كما أن النشاط الدوري وتتابع مدة العمل‪ ،‬بشكل موسمي ال تكسب األجير صفة‬
‫األجير القار‪ ،‬وهو ما سارت عليه المحكمة االبتدائية بمكناس في حكم رقم ‪ )1(936‬إذ‬
‫تمسك نائب المدعى عليها في جميع مراحل الدعوى بأن نشاط المدعي نشاطا موسميا‪،‬‬
‫وبأنه اشتغل لدى العارضة أواخر سنة ‪ 2004‬وبداية ‪ 2005‬مدة ستة أشهر حسب االتفاق‬
‫المبرم بين الطرفين والموقع عليه من طرف المدعي وهو عكس ما أدلى به نائب هذا‬
‫األخير‪ ،‬مؤكدا أن عمله كان بكيفية مستمرة منذ ‪ 2002‬إلى نهاية ماي ‪ 2005‬وأن االتفاق‬
‫المدلى به من قبل المدعي عليه مجرد صورة شمسية وغير مصادق عليها من قبل‬
‫السلطة اإلدارية المختصة ال يتضمن أي توقيع المنوب عنه وهو بذلك من ابتكار وصنع‬
‫المشغلة وبالتالي يجب استبعاد الوثيقة‪.‬‬
‫وكرد من جانب نائب المدعى عليها عن طريق مذكرة تعقبية‪ ،‬مؤكدا أن المدعي‬
‫الذي ينكر التوقيع يمكن له أن يطعن يه بالزور‪ ،‬ألن العارضة تؤكد أن التوقيع توقيعه‪.‬‬
‫وبما أن دعوى المدعي تهدف إلى الحكم له بالتعويض عن الفصل التعسفي‬
‫باعتبار عمله قار ومستمر دون أن يثبت ذلك بالرغم من أن عبئ اإلثبات لالستمرارية‬
‫يقع على األجير إذ أن من حق المدعى عليها االستغناء عن األجير بدون تعويض وهو ما‬
‫يجعل طلبات المدعي في الموضوع غير مبررة ويتعين رفضها‪.‬‬
‫ب‪ -‬بالنسبة للعمل العرضي ‪Travail saisonnier‬‬
‫إن العمل الذي قد يأتيه األجير‪ ،‬قد يتخذ في بعض األحيان صبغة مؤقتة‪ ،‬فيشتغل‬
‫بذلك لدى عدة أشخاص في يوم واحد خالل مدة زمنية قصيرة ونفس األمر نجده متجسد‬
‫في مجموعة من األحكام والقرارات الصادرة عن القضاء‪ ،‬ومن أهمها قرار صادر عن‬

‫‪ - 1‬حكم رقم ‪ 936‬صادر عن المحكمة االبتدائية بمكناس بتاريخ ‪ 16 -09 -08‬ملف رقم ‪ ( 6 /07 /416‬غير منشور)‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫المجلس األعلى تحت رقم ‪ ،)1( 2004 /264‬بعد استنفاده لجميع طرق الطعن بما في‬
‫ذلك حكم المحكمة االبتدائية يقضي برفض طلب التعويض كما أيدته في ذلك محكمة‬
‫االستئناف فطعنت بالنقض أمام المجلس األعلى مدعية أنها كانت تشتغل لدى الصيدلية‬
‫منذ ‪ 1992‬إلى غاية ‪ ،2001‬وموازاة مع ذلك كانت تقوم بنفس العمل لدى العدل وطبيب‬
‫بيطري مبرزة في ذلك قرار محكمة االستئناف‪ ،‬التي قضت برفض طلبها دون أن تبين‬
‫أساس العمل العرضي‪.‬‬
‫وقد جاء في تعريف المشرع المصري للعمل العرضي‪ ،‬على أنه العمل الذي ال‬
‫يدخل بطبيعته فيما يزاوله صاحب العمل من نشاط وال يستغرق أكثر من ستة أشهر‬
‫وبذلك يشترط في هذا العمل العرضي ثالث شروط فهناك إلى جانب أال يكون للعمل‬
‫بالنسبة للمؤاجر صفة الدوام وأن يكون العمل داخل أساسا في طبيعة النشاط الذي‬
‫يمارسه المشغل‪ ،‬أن تكون المدة القصوى للعمل ستة أشهر في القطاع الفالحي وسنة في‬
‫القطاعات األخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفصل في العقد الغير المحدد المدة‪.‬‬


‫إن العقد بطبيعته إما أن يكون محدد المدة‪ ،‬أو غير محدد المدة يمكن إنهاؤه من‬
‫قبل أحد الطرفين باإلرادة المنفردة ويعد ذلك من المبادئ األساسية في القانون‬
‫االجتماعي‪ ،‬وفي مجال عالقات الشغل التي تتسم بالطابع الشخصي‪ ،‬وترتبط بحق‬
‫أساسي في الحقوق الشخصية‪ ،‬وهو الحق في الشغل وبالتالي يحق لكل من المشغل‬
‫واألجير وضع حد لعالقته مع األخر‪.‬‬
‫وينتهي عقد الشغل غير المحدد المدة بإرادة كل من طرفيه في أي وقت ويعتبر‬
‫حق األجير في إنهائه بإرادته المنفردة من النظام العام فال يجوز االتفاق على حرمانه منه‬
‫كما ال يجوز لألجير النزول عنه‪ ،‬وأي اتفاق او نزول في هذا الشأن يقع باطال بطالنا‬
‫مطلقا‪ ،‬والعلة في ذلك المحافظة على حرية األجير إذ لو صح االتفاق على حرمانه‬
‫األجير من حقه في إنهاء العقد غير محدد المدة‪ ،‬وبإرادته المنفردة ألدى ذلك إلى تأييد‬

‫‪ -1‬قرار ‪ 264‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 2005 /3 /9‬ملف ‪ ( 2004 /697‬غير منشور) المشار إليه في كتاب‬
‫بشري العلوي م س‪ ،‬ص ‪.70‬‬

‫‪30‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫العقد إذا لم يوافقه المشغل على إنهائه ومن شأن ذلك إبقاء األجير تابعا للمشغل طيلة‬
‫حياته وحرمان من تغيير نوع العمل الذي اختاره(‪.)1‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أسباب الفصل من خالل العمل القضائي‬
‫إن المشرع المغربي في إطار عالقات الشغل أتاح للمشغل حق توقيع العقوبات‬
‫والجزاءات على أجر ائه بمناسبة ارتكابهم ألخطاء أثناء مزاولتهم للعمل داخل المقاولة‪،‬‬
‫لما له من سلطة توجيهية وتنظيمية في اإلشراف على حسن سير العمل‪ ،‬وهذه األخطاء‬
‫قد تكون خفيفة يمكن للمشغل تجاوزها‪ ،‬اختياريا أو توقيع جزاءات تأديبية بسيطة في‬
‫حالة أخرىـ كما قد تكون جسيمة تنتج عنها جزاءات تصل إلى الفصل وهذا قد يشكل‬
‫تهديدا مباشرا على استقرار الشغل‪ ،‬مما يفرض عليه عدم التعسف في استعمال الحق في‬
‫فسخ العقد‪ ،‬كما سبقت اإلشارة إلى ذلك‪ ،‬لذا فالمشرع قيد هذه السلطة الممنوحة للمشغل‪،‬‬
‫إذ تمارس عليها رقابة من طرف المحاكم المختصة في هذا المجال‪ ،‬وال يمكن فصل‬
‫األجير إال ألسباب موضوعية معينة‪ ،‬التي يبقى من أهمها ارتكاب األجير لخطأ جسيم‪،‬‬
‫سواء كان صادرا عن العامل أو المشغل‪ ،‬وسنحاول أن نبين الفصل المرتبطة بالخطأ‬
‫الجسيم مطلب أول ثم يعده األسباب الخاصة‪ ،‬والمشتركة للفصل في مطلب ثاني‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الفصل المرتبط بالخطأ الجسيم‬


‫إن تقدير وجود الخطأ الجسيم من عدمه يعود إلى المحكمة المختصة فالفقرة ‪5‬‬
‫من الفصل ‪ 754‬من قانون االلتزامات والعقود نصت على أنه يسوغ للمحكمة‪ ،‬في سبيل‬
‫تقدير ما إذا كان هناك فسخ‪ ،‬أن تجري تحقيقا في ظروف إنهاء العقد‪ .‬ويلزم في جميع‬
‫األحوال أن يتضمن الحكم صراحة ذكر المبرر الذي يدعيه الطرف الذي أنهى العقد فمن‬
‫هذا المبرر اتضح تاريخيا أن المحكمة تتطرق إلى صلب النزاع لمعرفة ما إذا كان‬
‫المبرر مشروعا أم ال‪ ،‬ألنه يعتمد في األصل على الخطأ الجسيم الذي يثيره المشغل‪.‬‬
‫وسنحاول أن نتعرض لمفهوم الخطأ الجسيم كفقرة أولى ثم آثار الفصل التعسفي‬
‫ودور القضاء في حماية األجير في فقرة ثانية‪.‬‬

‫‪ -1‬بشرى العلوي‪ :‬م س‪ ،‬صفحة‪ 77‬و ‪.78‬‬

‫‪31‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬م ف هوم الخطأ الجسيم وسلطة القضاء في تكييفه‬
‫إن المشرع المغربي لم يعرف الخطأ الجسيم‪ ،‬وهذا ال يعني عدم اإلشارة إلى‬
‫بعض الحاالت التي اعتبرها بقوة القانون في حالة ثبوتها من األخطاء الجسيمة‪ ،‬وهذا ما‬
‫أكده القضاء من خالل العديد من قراراته حيث أبان فيها أن العديد من األفعال تتسم‬
‫بالجسامة مما يدل على أن تحديد فكرة الخطأ الجسيم تحديدا دقيقا مسألة صعبة‪ ،‬أثارت‬
‫نقاشا وال زال مستمرا بالرغم من إقرار البعض ترك أمر تحديده وتقديره لقضاء‬
‫الموضوع(‪ )1‬والبعض اآلخر يرى أن تعريف الخطأ الجسيم من طرف القضاء أمر‬
‫سابق ألوانه(‪ .)2‬ولذا سنحاول تحديد مفهوم الخطأ الجسيم(أوال)‪ ،‬ثم سلطة القضاء في‬
‫تكيفيه (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم الخطأ الجسيم‬


‫إن غياب تعريف موحد ومحدد للخطأ الجسيم من طرف المشرع يرجع إلى‬
‫ارتباط هذا األخير بالواقع وظروفه المتغيرة باستمرار كما أنه يمكن أن يختلف من عمل‬
‫إلى آخر نظرا الرتباطه بذات الشخص المرتكب للخطأ وهو بذلك يتخذ –الخطأ‪ -‬في‬
‫مجال المسؤولية التقصيرية أشكاال متعددة قد يكون عمديا‪ ،‬وقد يكون غير عمدي‪،‬‬
‫والقاسم المشترك بينهما يكمن في اإلخالل بواجبات قانونية وأن ما يفرق بينهما هو قصد‬
‫اإلضرار بالغير الذي يتوفر في األول‪ ،‬غير أن الفقهاء قد اختلفوا حول ما إذا كان توقع‬
‫حصول الضرر من قبل الفاعل يعتبر أمرا الزما لوجود هذا القصد‪ ،‬كما أن الخطأ غير‬
‫العمدي أو ما قد ينعته الفقه بخطأ اإلهمال‪ ،‬يختلف بحسب درجة جسامته فهناك الخطأ‬
‫الذي ال يعذر عنه‪ ،‬والخطأ الجسيم في القانون الفرنسي(‪ ،)3‬وهذا األخير هو ذلك الخطأ‬
‫الذي يؤدي إلى ضرر كبير يتجاوز المألوف‪ ،‬وما يمكن أن يرتكبه شخص عادي أو‬
‫تعبير أدق هو الذي يحل االحتفاظ بالعالقة العقدية غير ممكنة‪ ،‬حتى أثناء مهلة اإلخطار‬
‫ويكون بطبيعته سببا مشروعا إلنهاء العقد(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬محمد عابي‪" :‬رقابة القضاء على فصل األجير" مؤسسة للطباعة والنشر « بنميد » ‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪ -2‬سعد بناني‪" :‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل عالقة الشغل الفردية" الجزء الثاني‪ -‬المجلد الثاني ‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪ 1116‬و‬
‫‪.1117‬‬
‫‪ -3‬محمد سعد جرنيدي‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.250‬‬
‫‪ -4‬الخطأ الجسيم في ضوء االجتهاد القضائي لعبد الحميد مبروكي‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ورغم عدم تعريف القانون الخطأ الجسيم‪ ،‬إال انه أورد بعض الحاالت التي تعتبر‬
‫أخطاء فادحة ب قوة القانون‪ ،‬ذلك على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬وال شك أن مدونة الشغل‬
‫بعد دخولها حيز التنفيذ أصبحت هي المرجع الرئيسي في تحديد مفهوم الخطأ الجسيم‪،‬‬
‫المبرر للطرد من خالل عرضها لحاالت هذا الخطأ في المادتين ‪ 39‬و ‪ 40‬من نفس‬
‫القانون وهو ما ذهب إليه النظام النموذجي الصادر في ‪ 23‬أكتوبر ‪ 1948‬كأبرز مثال‬
‫لمفهوم الخطأ الجسيم ‪ ،‬حيث كان الفصل السادس من هذا النص القانوني قد حدد مجموعة‬
‫من األخطاء التي قد تصدر من األجير وتعتبر من األخطاء المبررة للفصل وسنحاول أن‬
‫نتطرق إلى حاالت اعترها المشرع أخطاء جسيمة قبل أن ننتقل إثبات الخطأ الجسيم‪.‬‬
‫أ‪ -‬حاالت اعتبرها القانون أخطاء جسيمة ‪:‬‬
‫إن األخطاء التي ذكرتها المادة ‪ 39‬من مدونة الشغل‪ ،‬والتي تبرر فصل األجير‬
‫قد تضمنت معظم األف عال الواردة في الفصل السادس من النظام النموذجي‪ ،‬وال تعتبر إال‬
‫أمثلة بدليل عبارة "تعتبر بمثابة أخطاء جسيمة‪ ،‬يمكن أن تؤدي إلى الفصل وهو نفس‬
‫األمر الذي كان سائدا في ظل القانون القديم‪ ،‬وكما أكد القضاء على ذلك في مجموعة من‬
‫اجتهاداته إال أنه مع ذلك يصعب تحديد تلك األخطاء سواء بنصوص خاصة أو بقوة‬
‫االجتهادات وفي بعض القطاعات والمهن يمكن تحديدها بواسطة قرارات كل بحسب‬
‫نوعها‪ ،‬وإذا لم يحدد المشرع تلك الخطاء الجسيمة فيمكن إلزام المؤسسات بوضع الئحة‬
‫تأديبية مضبوطة‪ ،‬حتى يعرف األجراء األخطاء الجسيمة المؤدية على الطرد‪.‬‬
‫ووجود مثل هذه اللوائح في األنظمة الداخلية ستمكن المشرع من التدخل بنص‬
‫يحرم فيه اللجوء على الطرد ما لم يكن نتيجة اقتراف األجير أحد األخطاء الواردة أصال‬
‫في الالئحة‪.‬‬
‫إال أن تلك األمثلة الواردة على سبيل المثال تثير بعض المشاكل من حيث تطيقها‬
‫على المستوى العملي‪ ،‬لذا يجب مناقشة أهمها وأكثرها تداوال في األحكام القضائية‪.‬‬
‫‪ -1‬ارتكاب جنحة ماسة بالشرف أو األمانة أو اآلداب العامة صدر بشأنها حكم‬
‫نهائي وسالب للحرية‬

‫‪33‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫هذا السبب يبقى معقوال إذا كانت األفعال التي أدت إلى الطرد من قبيل الجنح‬
‫الماسة باألمانة أو الشرف أو اآلداب العامة‪ ،‬ارتكبها األجير وصدر في حقها حكم نهائي‬
‫وأن تكون العقوبة الصادرة بشأن ذلك سالبة للحرية‪.‬‬
‫إال أنه مع ذلك لم تكن دقيقة إلى حدها‪ ،‬فيما يتعلق بالجرائم حيث استعملت‬
‫تعبيرات عامة‪ ،‬وحددت في ثالثة أنواع وكان من األولى تحديد هذه الجرائم على سبيل‬
‫الحصر أو على األقل اإلشارة إلى بعض فصول القانون الجنائي‪ ،‬ذلك أن هذا األخير ميز‬
‫بين الجرائم الماسة بسيادة الدولة وأمنها‪ ،‬وبين الماسة بسالمة األسرة واألخالق العامة‪،‬‬
‫أو المتعلقة باألموال‪.‬‬
‫كما أن اشتراط صدور حكم نهائي يطرح سؤاال حول إمكانية إجراء بحث من‬
‫قبل المحكمة للتأكد من هذه األفعال في حالة عدم صدور هذا الحكم كأن يغفل المشغل‬
‫سلوك مسطرة متابعة األجير أو أن يخفف في حالة إدانته‪ ،‬في حالة حفظ الشكلية‬
‫الموجهة‪ ،‬ضده من قب ل النيابة العامة‪ ،‬أو صدور حكم ببراءته منها‪ ،‬أو أن يكون الحكم‬
‫الصادر ضد األجير غير سالب للحرية كما في الحالة التي تكون العقوبة الحبسية فيها‬
‫موقوفة التنفيذ(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬إفشاء سر مهني‬
‫وهو أن يعمد األجير على إفشاء أسرار مؤاجره والتي تربطه بمهنته مما قد‬
‫يلحق ضررا بالمقاولة‪ ،‬وهذا يعني أن اإلفشاء الذي ال يؤدي إلى إلحاق ضرر بالمقاولة‬
‫ال يعتر من قبيل الخطأ الجسيم وفي حالة إنكار هذا الضرر من قبل األجير فعلى المشغل‬
‫إثباته والمالحظ أن الضرر الذي يتحدث عنه المشرع يجب أن يلحق بالمقاولة وبمفهوم‬
‫المخالفة هل يعني هذا أن المشغل إذا كان شخصا طبيعيا وانصب الضرر عليه ال يعتبر‬
‫خطأ جسيما؟ أو أن ذلك يترك أمر السلطة التقديرية للمحكمة‪ ،‬التي تعمل على دراسة كل‬
‫حالة وتقرر على ضوء ذلك ما تراه مناسبا‪.‬‬
‫‪ -3‬األفعال التي تشكل جرائم‬

‫‪ -1‬محمد سعد جرندي‪ :‬مرجع سابق ص ‪.260‬‬

‫‪34‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫إن بعض هذه األفعال‪ ،‬تعد جرائم يعاقب عليها القانون الجنائي متى تم ارتكابها‬
‫داخل المؤسسة أو خارجها إال أن المشرع أو جب العتبار هذه األفعال المرتبكة من قبل‬
‫األجير أخطاء جسيمة داخل المقاولة وتحدث بتلك ضرر للمشغل‪.‬‬
‫*السرقة‪:‬‬
‫إن السرقة كخطأ جسيم والمعاقب عليها من قبل القانون الجنائي جاءت عامة‬
‫ومجردة إذ أنها تسري على جميع أنواع السرقات سواء كانت سرقة موصوفة والتي‬
‫تشكل جناية‪ ،‬أو كانت سرقة عادية وفي حالة كون هذه األخيرة زهيدة‪ ،‬فإنه يجب أن‬
‫يترك األمر للسلطة التقديرية للمحكمة‪ ،‬من اجل تحديد ما إذا كان هناك ضرر ألحق‬
‫بالمشغل أم ال‪ ،‬وبالتالي وجود خطأ جسيم أو انعدامه‪.‬‬
‫* خيانة األمانة ‪:‬‬
‫إن هذه الجريمة تندرج ضمن الجنح المرتبطة بجرائم األموال حيث يشترط في‬
‫مثل هذه الجرائم صدور حكم نهائي كما هو الشأن بالنسبة للفصل السابق‪ ،‬الخاص‬
‫بالجنحة الماسة باألمانة‪ ،‬وهي بدورها تطرح إشكاال حول الحالة التي لم تصدر فيها‬
‫المحكمة حكما ضد األجير بمعنى أن المجال يبقى مفتوحا للسلطة التقديرية لهذه المحكمة‬
‫للقيام بهذا اإلجراء‪.‬‬
‫والشك أن العالقة بين المشغل واألجير تنبني على الثقة المتبادلة بينهما‪ ،‬وأن‬
‫ارتكاب السرقة أو خيانة األمانة يفقد الثقة بينهما‪.‬‬
‫* السكر العلني‪:‬‬
‫هذه النقطة بدورها تعد من الجنح ويعتبر شرط ارتكابها داخل العمل أو بمناسبته‬
‫الزما‪ ،‬وهي بدورها تثير مجموعة من التساؤالت هل المقصود بالسكر تناول الخمر‬
‫داخل المؤسسة ؟ وفي هذه الحالة لماذا لم يعتبر ضمن أخطاء المؤاجر الوارد في المادة‬
‫‪ 40‬من مدونة الشغل‪ ،‬وما الحكم إذا تناوله األجير بسبب شغله‪ ،‬أو إرضاء لرغبة زبنائه‬
‫أو إذا تناوله األجير مع المؤاجر أو مع أحد رؤساء األجير ؟ وهل المقصود به أن يأتي‬
‫إلى المؤسسة في حالة سكر ؟ كيف نحدد هذه الحالة ؟ هل نعتمد المرسوم الصادر في‬
‫‪ 14‬نونبر ‪ 1967‬حول السكر العلني والمقصود به السكر البين ومع ذلك يبقى المقصود‬

‫‪35‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫بالسكر البين غير واضح في التشريع المغربي عكس ما عليه في التشريع المصري‬
‫الذي نص صراحة على ذلك فألحق بالسكر حتى تعاطي المخدرات والسكر العلني في‬
‫جميع حاالته قد تنتج عنه مجموعة من األخطاء قد تبسب صررا بالمقاولة وتعد بمثابة‬
‫أخطاء جسيمة إذ أن األجير لذي يكون في حالة سكر يحدث ارتباكا داخل المقاولة‬
‫بإحداث الضوضاء أو القيام بتصرفات غير الئقة أو القيام بعمله بالشكل الغير المطلوب‪.‬‬
‫*تعاطي مادة مخدرة‪.‬‬
‫إن ما يمكن القول عن هذه الجنحة ينطبق على السكر العلني بل وإن خطورة‬
‫هذه المخدرات هي اكبر إذ باتخاذنا للمفهوم الواسع لهذه المواد يمكن أن ندرج التدخين‬
‫الذي صدر بشأنه قانون يمنعه بموجب نظرا لما يشكل من خطورة أكثر في المؤسسات‬
‫أو المقاوالت التي تستعمل أو تنتج مواد قابلة لالشتعال كمعامل إلنتاج المالبس أو‬
‫محطات لتوزيع الوقود أو مصنع لتعبئة قنينات الغاز‪...‬إلخ‪.‬‬
‫*االعتداء بالضرب‪.‬‬
‫هذه الجريمة تدخل ضمن الجرائم الماسة سالمة جسم اإلنسان وهي بذلك‬
‫تتضمن جميع االعتداءات مهما كانت خطورتها ونسبة العجز الذي يترتب عنها للضحية‬
‫وقد تكون أخطر من ذلك بكثير حينما تصل إلى جناية الضرب أو الجرح المفضي إلى‬
‫عاهة أو إلى القتل دون نية إحداثه‪.‬‬
‫كما أن المقصود بذلك االعتداء الموجه إلى شخص داخل محل العمل مهما كان‬
‫مركزه بل يمكن أن يتعدى ذلك إلى االعتداء على أجنبي عن محل العمل كأن يتعلق‬
‫األمر بزبون أو أي شخص يتواجد به‪.‬‬
‫*السب الفادح‪.‬‬
‫كثيرا ما يثار هذا السب من طرف أرباب العمل وهذا ما يثير عدة مشاكل من‬
‫أهمها أوال تحديد مفهوم السب الفادح وهنا ال نجد أي قرار للمجلس األعلى يوضح‬
‫المقصود به ولكننا نثمن ذلك بحكم صادر عن ابتدائية طنجة في ‪ 2‬يوليوز ‪1990‬‬
‫اعتبرت السب كمصطلح قانوني عرفه الفصل ‪ 443‬من ق ج بأنه كل تعبير شائن أو‬
‫عبارة تحقير أو قدح ال تتضمن نسبة أي واقعية معينة وانطالقا من هذا المفهوم اعتبرت‬

‫‪36‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫المحكمة بأن ‪ Arrètey de nous emmerdey vous m’emmerdey‬التي فاه بها‬
‫الصحفي في إذاعة ميدي آن أحمد أفزران تجاه مديرها ال تفيد السب الوارد في الفصل‬
‫السادس من النظام النموذجي ما دامت تعني لغويا أنك تزعجني أو تضجرني فتوقف عن‬
‫إزعاجنا(‪.)1‬‬
‫*التحريض على الفساد‪.‬‬
‫يعتبر هذا الفعل من التصرفات التي تخل بالوقار والحشمة الالزمة داخل محل‬
‫العمل ويدخل ضمن ذلك التحرش الجنسي مما يفرض االستعانة بقواعد القانون الجنائي‬
‫للتأكد من مدى حدوث هذا الفعل سواء كان صادر عن األجير الذكر أو األجيرة األنثى‪.‬‬

‫‪ - 1‬حكم رقم ‪ 90 /131‬في قضية طرد فيها أقررات الصحفي بإداعة ميدي آن ( غير منشور)‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪ -4‬رفض إنجاز شغل من اختصاص األجير عمدا أو بدون مبرر‪.‬‬
‫هذا الخطأ ال يكون واضحا إال بالنسبة للعمال المتخصصين‪ ،‬واألطر وإذا كان‬
‫عقد الشغل كتابيا ونص فيه تحديدا على اختصاص األجير أما في أغلب الحاالت فإن‬
‫المشكل يبقى مطروحا حول مفهوم االختصاص وال يكون أمام المحكمة سوى اللجوء إلى‬
‫العرف المهني وعلى كل فإن رفض األجير تعتبره العمل الذي اشتغل فيه مدة معينة ال‬
‫يعتبر خطأ جسيما وال يمكن للمؤسسة أن تعبره مستقيال وهنا قرار للمجلس األعلى قضى‬
‫به بتأييد حكم قضى بأداء الرواتب المستحقة ألجيرا أوقفته المؤسسة عن العمل لمدة غير‬
‫محدودة دون أن تحيله على التقاعد أو تعينه في منصب محدد بعد أن خيرته بين التقاعد‬
‫أو شغل عمل غير ما كان يقوم به لكنه لم يفعل وبقي متوقفا عن العمل والمحكمة‬
‫اعتبرت بأن العالقة لم تنته بل هي متوقفة ليس إال لذلك على المؤسسة أداء كل‬
‫المستحقات لألجير وإرجاعه إلى منصبه السابق(‪.)1‬‬
‫‪ -5‬التغيب بدون مبرر‪.‬‬
‫لقد كان يعبر عن هذا الفعل في النظام النموذجي ترك العمل عمدا وبدون مبرر‬
‫وهو بذلك يختلف عن االستقالة التي يحترم فيها األجير الشروط القانونية على أن ذكر‬
‫النص لعبارة بدون مبرر تعني أن هناك حاالت يمكن لألجير التغيب فيها والمدونة‬
‫الجديدة للشغل بينت أسباب التغيب بدون مبرر لتسلك بذلك مسلك النظام النموذجي في‬
‫الباب الخامس من القسم الثالث المتعلق بمدة الشغل‪ ،‬اإلجازات الخاصة ببعض المناسبات‬
‫ورفض التغيب ألسباب شخصية ويحتوي هذا الباب على المواد من ‪ 263‬إلى ‪ 278‬حيث‬
‫خصصت الفرع األول اإلجازة بمناسبة الوالدة والفرع الثاني إجازة المرض حيث حمل‬
‫الفرع الثالث بعض التغيبات‪.‬‬
‫فالتغيب عن العمل إذا تجاوز الحد المسموح به قانونيا وكما نصت على ذلك‬
‫مدونة الشغل يعتبر غير مبرر ويتحول إلى ما يمكن اعتباره استقالة حكمية لتكون‬

‫‪ -1‬أشار إليه األستاذ العتيقي في محاضراته لسنة ‪ 1995 – 1994‬ص ‪.209‬‬

‫‪38‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫المدونة بذلك دقيقة أكثر حينما أشارت إلى شروط التغيب في المادة ‪ )1(272‬منها خالفا‬
‫لما كان عليه الحال في النظام النموذجي‪.‬‬
‫‪ -6‬إلحاق ضرر جسيم بالتجهيزات أو اآلالت أو المواد األولية عمدا أو نتيجة‬
‫إهمال فادح‪.‬‬
‫بالنسبة لإلضرار بالمؤسسة فهذا الخطأ يدخل في باب اإلتالف والذي يلحق فيه‬
‫األجير ضررا جسيما بممتلكات المشغل وباألخص التجهيزات واآلالت أو المواد األولية‬
‫شريطة أن يكون الفعل المتسبب للضرر متعمد أو أن يكون نتيجة إهمال فادح‪.‬‬
‫‪ -7‬ارتكاب خطأ نشأت عنه خسارة مادية للمشغل‪.‬‬
‫إن الحديث عن ارتكاب الخطأ من طرف األجير والذي تنشأ عنه خسارة جسيمة‬
‫للمشغل يقتضي منا استحضار الخطأ األول ألن النتيجة فيهما واحدة إذ أن األجير يلحق‬
‫ضررا جسيما بممتلكات المشغل إذ أن الضرر الجسيم سواء كان بسبب مباشر أو أنه كان‬
‫ناتجا عن خطأ ارتكبه األجير والحق ضررا بالمشغل‪.‬‬
‫‪ -8‬استعمال أي نوع من أنواع العنف واالعتداء البدني الموجه ضد أجير أو‬
‫المشغل أو من ينوب عنه لعرقلة سير المقاولة‪.‬‬
‫هنا األمر واضح إذ يتعلق بمساس بنظام المؤسسة وهذا أشبه بالمشاجرة داخل‬
‫المؤسسة كما جاءت في الفصل ‪ 6‬من النظام النموذجية وبمناقشة أهم األسباب المؤدية‬
‫إلى فسخ وإنهاء العالقة الشغيلة التي تربط األجير بالمؤاجر يبقى مشكل إيجاد معايير‬
‫محددة للخطأ الجسيم وهذا ما فتح مجال اآلراء الفقهية لمحاولة إيجاد معايير تضمن‬
‫الحماية لألجير ليستمر في عمله‪ ،‬معتمدين في ذلك على عناصر موضوعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬إثبات الخطأ الجسيم‪.‬‬
‫إن مسألة تحديد الطرف الذي يكون عليه إثبات الخطأ أثارت نقاشا قانونيا حادا‬
‫حول الخروج عن القاعدة المدنية في اإلثبات بأن البينة على من ادعى بحيث يتم نقل‬
‫عبء اإلثبات من األجير الذي يدعي انتقاء الخطأ المنسوب إليه من طرف المشغل الذي‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 272‬م ش يمكن للمشغل أن يعتبر األجير في حكم المستقيل‪ ،‬إذ زاد غيابه لمرض غير المرض المهني أو لحادثة غير حادثة‬
‫الشغل على مائة وثمانين يوما متوالية خالل فترة ثالث مائة وخمسة وستين يوما أو فقد األجير قدرته على االستمرار في مزاولة شغله‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫اتخذ اإلجراء التأديبي ذلك أن القاعدة المدنية في اإلثبات لو طبقت تمامها فقد يكون‬
‫سكوت الشغل عن أسباب الطرد كافيا في معظم الحاالت لكي يخسر دعواه(‪.)1‬‬
‫ليقع بذلك على عاتق المشغل إثبات الخطأ الجسيم الذي ثبت بكل وسائل اإلثبات‬
‫المتاحة له والتي قد تكون كتابية أو شفوية ذلك أنه ما دام األجير يتعلق بواقعة مادية فإن‬
‫اإلثبات يكون حرا بل إن االجتهاد القضائي لم يرى أي مانع من اعتماد شهادة الشهود‬
‫الذين يرتبط ون مع المشغل عقد عمل وما يترتب على ذلك من وجود عالقة تبعية ما دام‬
‫األجير يمكن له في المقابل أن يستعين بهؤالء الشهود حيث يتحقق نوع من التوازن‬
‫بينهما في هذا اإلطار ومن الضر وري قبل إجراء بحث من قبل المحكمة باالستماع إلى‬
‫الشهود للتأكد من الخطأ الجسيم و بأن بتحدد من قبل المشغل بدقة الخطأ أو األخطاء‬
‫المنسوبة لألجير وذلك تحديد طبيعة الخطأ وظروف ارتكابه من حيث الزمان‬
‫والمكان(‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلطة القضاء في تكييف الخطأ الجسيم‪.‬‬


‫إن األجير المفصول غالبا ما يتقدم بطلب التعويض عن الفصل التعسفي عوض‬
‫طلب الرجوع إلى العمل وهذه التعويضات المنصوص عليها قانونا وهي عادة التعويض‬
‫عن اإلخطار والفصل والضرر والقاضي باعتباره المسؤول عن مراقبة األسباب‬
‫والوقائع التي تمت بسببها فصل األجير وذلك من أجل معرفة ما إذا كانت تتسم بالجسامة‬
‫أو ال‪ ،‬والرجوع إلى المادة ‪ 39‬من المدونة أمر ضروري ألنها حددت مجموعة من‬
‫األخطاء التي تعتبر بمثابة أخطاء جسيمة والتي ال بد للمحكمة أن تأخذها بعين االعتبار‬
‫وذلك بعد اإلطالع على حقائق الوقائع المبينة في مقال الدعوى والقاضي في هذه الحالة‬
‫مجير بالتقيد بهذه األخطاء الواردة على سبيل المثال‪ ،‬وله أيضا أمر تحديد ما إذا كان‬
‫الخطأ المرتكب من قبل األجير يتسم بالجسامة أم ال وذلك في غير الحاالت المنصوص‬
‫عنها في المادة ‪ 39‬أعاله والذي يؤدي بدوره إلى إنهاء العقد دون أي تعويض‪.‬‬

‫‪ - 1‬محمد بوعزيز‪ :‬السلطة التأديبية لرئيس المؤسسة وقطاع الشغل الخاص‪.‬‬


‫‪ -2‬محمد سعد جرندي‪ :‬مرجع ساق ص‪.193 :‬‬

‫‪40‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ويرى البعض أن دوره هذا يبقى قائما كذلك بالنسبة لألخطاء التي قد ترد في‬
‫النظام الداخلي إذ أن المحكمة هي المختصة الوحيدة للنظر في األهمية التي ينبغي أن‬
‫توكل إلى القاضي كحكم بين الطرفين(‪.)1‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الرقابة القضائية على فصل األجير‪.‬‬
‫تعتبر الرقابة القضائية من أهم الوسائل المعتمدة من طرف القضاء من أجل‬
‫مراقبة مدى تطبيق القوانين والتشريعات التي تسنها الدولة والتي تطمح من خاللها إلى‬
‫التقدم واالزدهار وتحقيق المساواة بين أطراف العالقة القانونية خاصة إذا كانت هذه‬
‫الرقابة على ميدان حساس ويعتبر المحور الرئيسي في تقدم الدول أال وهو الميدان‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫ولهذا فالرقابة القضائية على فصل األجير من المهام التي تتولها المحاكم‬
‫بمختلف درجاتها وذلك لضمان سير العدالة وتحقيق المساواة بين األجير الطرف‬
‫الضعيف في هذه العالقة والمشغل الذي يبقى ذلك الطرف القوي الذي ال يهمه سوى‬
‫تحقيق الربح االقتصادي ووفرة اإلنتاج دون مراعاة االهتمام للعمال في مقاولته‪.‬‬
‫إال أن لمحكمة ال تمارس هذه المهنة إال بتقديم الطلب ممن له الصفة في ذلك‬
‫وتتجلى أهمية هذه الرقابة في بعض القواعد العامة التي وضعها المشرع من أجل الحد‬
‫قانونيا من سلطة المشغل في مقابل تمتيع األجير بالمساعدة القضائية مراعاة لظروف‬
‫المادية لألجراء باإلضافة إلى عبء اإلثبات الذي يقع على عاتق المشغل ( عبء إثبات‬
‫الخطأ المنسوب لألجير) وهذا ما أكدته محكمة التمييز في األردن في قرارها جاء‬
‫فيه"‪...‬يقع على عاتق المشغل إثبات ارتكاب العامل مخالفة من المخالفات المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 17‬من قانون المشغل (‪ )2‬وعليه في جميع الحاالت وطبقا للقواعد العامة‬
‫فإن األجير يستطيع في أي وقت أن يلجأ إلى الحماية القضائية عند صدور عقوبة تأديبية‬
‫في حقه من طرف مشغله ويرى أنها تعسفية وهنا يبدأ دور المحكمة في التحقق من‬
‫مشروعية أو عدم مشروعية العقوبة ومدى تناسبها مع جسامة الخطأ من جهة ومدى‬
‫التزام المشغل عند ممارسة السلطة التأديبية بالقواعد التي وضعها المشرع من جهة‬

‫‪ 1‬محمد سعد بناني‪ :‬المجلد الثاني‪ ،‬م س ص‪.1998 :‬‬


‫‪ 2‬بشرى العلوي‪ :‬مرجع سابق صفحة‪.164 ،‬‬

‫‪41‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫أخرى وفي الحالة التي يتأكد القاضي من عدم وجود المخالفة حكم ببطالن الجزاء‬
‫التأديبي الموقع على األجير وحكم بتعويض عن الضرر الذي لحقه(‪ )1‬وعليه فنطاق‬
‫الرقابة القضائية ليس واحدا وإنما نجد هذه الرقابة تتميز بمميزات عدة قد تكون رقابة‬
‫قضائية على الشروط الشكلية وقد تكون رقابة قضائية على الشروط الموضوعية (‪.)2‬‬

‫أوال‪ :‬الرقابة القضائية على الشروط الشكلية‪.‬‬


‫إن الشروط الشكلية لم توضع إال لتقييد مبدأ حرية إنهاء عقد الشغل غير المحدد‬
‫المدة ومن هذه الشروط‪:‬‬
‫* االلتزام بمهلة اإلخطار‪:‬‬
‫من خالل تفحص المادتين ‪ 754‬و ‪ 755‬من قانون االلتزامات والعقود يتضح‬
‫بأن المؤاجر يكون حرفي اتخاذ قرار الفصل دون أن يكون ملزما بأن يدلي بالمبرر‬
‫والدافع الذي جعله يضع حدا للعالقة التي تربطه باألجير إال أنه يبقى ملزم بمراعاة مهلة‬
‫اإلخطار للطرف اآلخر في المواعيد التي أقرها المشرع باإلضافة إلى أن المؤاجر يمكن‬
‫أن يفصل األجير ألسباب خاصة قد تكون اقتصادية أو تنظيمية وبهذا يبقى متمتع بحرية‬
‫واسعة في فصل األجراء إال أن المدونة قيدت هذه الحرية في الفصل وجعلت رقابة‬
‫القضاء واسعة في هذا النوع من الفصل حتى ال يتخذ المشغل هذه األسباب التكنولوجية‬
‫ذريعة لتبرير فصل العمال (‪.)3‬‬
‫*االختصاص النوعي‪.‬‬
‫بالرجوع إلى المادة ‪ 20‬من قانون المسطرة لمدنية نجدها تنص على أنه "تختص‬
‫المحكمة االبتدائية في القضايا االجتماعية بالنظر في المنازعات الفردية المتعلقة بعقود‬
‫الشغل والتدريب المهني والخالفات الفردية التي لها عالقة بالشغل أو التدريب المهني‬
‫باإلضافة إلى‪ ".....‬وعليه إذا نازع أحد األطراف في االختصاص النوعي كما هو الحال‬
‫بالنسبة للمادة ‪ 13‬من قانون المحاكم اإلدارية ودفع بعدم اختصاص المحاكم العادية وأن‬
‫االختصاص يعود للمحاكم اإلدارية فعلى المحكمة أن تبث بحكم مستقل في الموضوع‬

‫‪ 1‬محمد الكشبور‪ :‬مرجع سابق صفحة‪.136 ،‬‬


‫‪ 2‬بشرى العلوي‪ :‬مرجع ساق صفحة‪.172 -166 ،‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 66‬من مدونة الشغل‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫وهذ ا ما أكده قرار صادر عن الغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى(‪ )1‬والذي جاء فيه "‬
‫حيث تبين ما عابه الطالب على القرار المطعون فيه وذلك أن المادة ‪ 12‬من القانون‬
‫المحدث للمحاكم اإلدارية تنص على ما يلي‪ " :‬تعتبر القواعد المتعلقة باالختصاص من‬
‫قبيل النظام العام ولألطراف أن يدفعوا بعدم االختصاص النوعي في جميع مراحل‬
‫إجراءات الدعوى وعلى الجهة القضائية المعروفة عليها القضية أن تثيره تلقائيا كما‬
‫تنص المادة ‪ 13‬من نفس القانون على ما يلي " إذ أثير الدفع بعدم االختصاص أمام جهة‬
‫قضائية عادية أو إدارية وجب عليها أن تثبت بحكم مستقل وال يجوز لها أن تضمه إلى‬
‫الموضوع ولألطراف أن يستأنفوا الحكم المشوب بعدم االختصاص أيا كانت الجهة‬
‫القضائية الصادر عنها أمام المجلس األعلى الذي يجب عليه أن يبث في األمر داخل أجل‬
‫‪ 30‬يوم يبتدئ من يوم تسلم كتابة الضبط لملف االستئناف ولما كانت محكمة االستئناف‬
‫قد أيدت الحكم االبتدائي الذي أجاب عن الدفع بعدم االختصاص النوعي وهو بصدد‬
‫الفصل في الموضوع ولم يبث فيه بحكم مستقل يكون قرارها المطعون فيه الصادر على‬
‫النحو المذكور غير مرتكز على أساس قانوني سليم لخرقة المادة ‪ 13‬من القانون المحدث‬
‫للمحاكم اإلدارية المستبدل به ما يعرض للنقض"‬
‫* رسالة الرجوع إلى العمل في حالة إدعاء المشغل للمغادرة التلقائية لألجير‪.‬‬
‫يبقى على عاتق المشغل عبء إثبات أنه سلك مسطرة الرجوع إلى العمل‬
‫وتوصل بها األجير ولم يرجع إلى عمله لكي تحكم المحكمة بثبوت المغادرة التلقائية في‬
‫حقه وبالتالي عدم االستحقاق ألي تعويض وهذا ما جاء في قرار صادر عن المجلس‬
‫األعلى (‪ )2‬جاء فيه " حيث راسلت المشغلة األجيرة برسالة الرجوع إلى العمل وتوصلت‬
‫بها ولم تعود إلى عملها مدعية أنها منعت من الدخول إلى مقر العمل دون إثبات ذلك (‪)3‬‬
‫وكان جواب المجلس األعلى" لكن حيث أن المحكمة لما ثبت لديها أن المشغلة راسلت‬
‫األجيرة وأمهلتها مدة ‪ 48‬ساعة قصد االلتحاق إلى العمل وأن إدعاء األجيرة أنها منعت‬

‫‪ -1‬قرار عدد ‪ 415‬المؤرخ في ‪ 2006/05/10‬الملف االجتماعي عدد ‪ "،2006/1/5/44‬قرارات المجلس األعلى أهم القرارات الصادرة في‬
‫المادة اإلجتماعية"‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة ‪.2007‬‬
‫‪ 2‬قرار عدد ‪ 455‬صادر عن الفرقة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 2005 /04 /17‬ملف ‪ 2005 /120‬غير منشور‪ .‬بشرى العلوي مرجع‬
‫سابق ص ‪.168‬‬
‫‪ -3‬هذا ما أكده قرار صادر عن المجلس األعلى عدد ‪ 211‬المؤرخ في ‪ 2003 /03 /11‬الملف االجتماعي عدد ‪ 2002 /458‬الذي جاء "فيه‬
‫لما كان عقد العمل الرابط بين الطرفين قد توقف بسبب اإلضراب الذي شارك فيه األجير فإن هذا األخير هو الذي يقع عليه عبء إثبات رجوعه‬
‫للعمل بعد انتهاء اإلضراب ومنع المشغلة له"‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫من الدخول إلى مكان العمل بقي بدون إثبات فكان ما نصت عليه المحكمة من اعتبار‬
‫األجير في حالة مغادرة تلقائية ورتب األثر القانوني لذلك كان قرارها مرتكز على أساس‬
‫والوسيلة ال سند لها فقضي المجلس برفض طلب النقض"‬

‫ثانيا‪ :‬الرقابة القضائية على الشروط الموضوعية‪.‬‬


‫جاءت المادة ‪ 36‬من المدونة بعدة تصرفات يمكن أن يقوم بها األجير دون‬
‫إضفاء صفة خطأ جسيم على تلك التصرفات من قبل المؤاجر ومن بين هذه األمور‪:‬‬
‫االنتماء النقابي أو ممارسة مهمة الممثل النقابي أو المساهمة في أنشطة نقابية‬
‫خارج أوقات العمل إلى غيرها من الحاالت من خالل مضمون المادة نستخلص الرقابة‬
‫القضائية الموضوعية التي تكمن في منع تسلح المشغل بهذه المبررات إلعتبار الفعل‬
‫المرتكب من طرف األجير خطأ جسيم حيث يمكن للمشغل اللجوء إلى عقوبات تأديبية‬
‫دون الفصل عند ارتكاب خطأ غير جسيم وهذه العقوبات أوردها المشرع في المادة ‪37‬‬
‫من مدونة الشغل والمتمثلة في اإلنذار التوبيخ‪ -‬التوبيخ الثاني – أو التوقف عن العمل‬
‫لمدة ‪ 8‬أيام ثم التوبيخ الثالث أو النقل إلى مصلحة أخرى مع مراعاة سكن األجير من‬
‫سلطة ا لمشغل إال أن المشرع أعطى لهذا األخير حرية فصل األجير الذي استنفدت في‬
‫حقه داخل أجل سنة العقوبات التأديبية األربعة السابقة إال أن هذه اإلمكانية الممنوحة‬
‫للمشغل في الفصل تكتسي بعض الخطورة كما قالت األستاذة بشرى العلوي فالمشغل‬
‫بإمكانه أن يخلق عقوبات تأديبية ليصل إلى األعداد األربعة داخل السنة يصدر على‬
‫األقل تأديب كل ثالثة أشهر ويحصل بعد ذلك على إمكانية فصل األجير دون تعويض‬
‫ويكون قد صنع الحجة بيده مع العلم أن األجير هو الطرف الضعيف في العالقة الشغلية‬
‫عكس المشغل الذي يمكن له إثبات الخطأ لكل تأديب يصدره وهذا يدخل في إطار باب‬
‫التعسف في استعمال الحق وستكون النتيجة هي إثقال كاهل المحاكم بالتسريحات التي‬
‫يكون سببها هذا النوع من الفصل رغم المراقبة القضائية على هذه التأديبيات(‪.)1‬‬
‫فقانون الشغل يتسم عموما بطبيعته التقليدية التي تميزه عن باقي فروع القانون‬
‫األخرى وهذه الميزة تتجلى في طابعه الحمائي أي وقوف قانون الشغل إلى جانب‬

‫‪ - 1‬بشرى العلوي مرجع سابق ص‪.169 /‬‬

‫‪44‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الطبقات العمالية وهي في إطار المواجهة مع أصحاب المقاوالت وأرباب العمل وذلك‬
‫من أجل تمكينهم من الحصول على حقوقهم بأسرع وأيسر الطرق دون نفقات كتمتيعهم‬
‫بالمساعدة القضائية وتيسير إجراءات رفع الدعوى وجعل التعويضات المحكوم بها‬
‫مشمولة بالنفاذ المعجل (‪ )1‬وجاء أيضا في المادة ‪ 41‬من مدونة الشغل "يحق للطرف‬
‫المتضرر في حالة إنهاء عقد الشغل من الطرف اآلخر تعسفيا مطالبته بالتعويض عن‬
‫الضرر كما ال يمكن للطرفين أن يتنازال مقدما عن حقهما المحتمل في المطالبة‬
‫بالتعويضات الناتجة عن إنهاء العقد سواء كان تعسفيا أو ال كما أعطت هذه المادة لألجير‬
‫المفصول عن عمله تعسفيا إمكانية اللجوء إلى مسطرة الصلح التمهيدي المنصوص عليه‬
‫في المادة ‪ 532‬من مدونة الشغل وذلك لطلب الرجوع إلى العمل أو الحصول على‬
‫تعويض وفي حالة انتهاء المسطرة إلى منح التعويض يوقع األجير توصيل استسالم مبلغ‬
‫التعويض إضافة إلى توقيع المشغل ويجب أن يصادق على هذا التوصيل من طرف‬
‫الجهات المختصة ويوقعه بالعطف العون المكلف بتفتيش الشغل ويعتبر هذا االتفاق‬
‫نهائي وغير قابل للطعن إال أنه في حالة عدم التوصل إلى االتفاق خالل مسطرة الصلح‬
‫يحق لألجير رفع دعوى أمام المحكمة المختصة يطلب فيها إما الرجوع للعمل أو الحكم‬
‫له بالتعويض إذا ثبت للقاضي أن هذا األجير فصل عن عمله تعسفيا يقوم القاضي بتحديد‬
‫مبلغ تعويض على أساس أجر شهر ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة دون أن‬
‫يتعدى سقف ‪ 36‬شهر‪.‬‬

‫‪ - 1‬سعيد بناني‪" :‬قانون الشغل المغربي في ضوء مدونة الشغل عالقات الشغل الفردية" الجزء األول‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.309 :‬‬

‫‪45‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ثالثا‪ :‬موقف القضاء من رسالة الطرد الموجهة لألجير‪.‬‬
‫من خالل الرجوع إلى مجموعة من القرارات الصادرة عن المجلس األعلى‬
‫يالحظ أن هناك بعض القرارات التي تلزم المشغل بتبليغ األجير بالفصل عن طريق‬
‫البريد المضمون تحت طائلة اعتبار الطرد تعسفيا بينما هناك قرارات أخرى لم تعتبر‬
‫الكتابة شرط الزم في اإلشعار بالفصل‪.‬‬
‫وعليه يمكن التمييز في إطار موقف المجلس األعلى من ضرورة توجيه اإلشعار‬
‫بالفصل بين نوعين ومن الحاالت وهي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬حاالت يعتبر فيها اإلشعار بالفصل ضروريا‪.‬‬
‫لقد شدد المجلس األعلى في مجموعة من القرارات على مجموعة من‬
‫اإلجراءات المرتبطة بهذا التبليغ وعليه يمكن التمييز بهذا الخصوص بين تبليغ رسالة‬
‫الطرد إلى األجير وبين تبليغ نسخة منها إلى مفتش الشغل وبين تسليمها لألجير يدا بيد‬
‫وإن كانت المدونة تعطي الخيار للمشغل بين تبليغ مقرر الفصل بالبريد وبين تسليمه‬
‫لألجير‪.‬‬
‫*تبليغ رسالة الطرد إلى األجير بالبريد المضمون‪:‬‬
‫جاء في قرار صادر للمجلس األعلى "بمقتضى الفصل‪ 6‬من قرار ‪-10 -23‬‬
‫‪ 1948‬فإن المؤاجر ملزم بإشعار األجير بفصله عن العمل داخل ‪ 48‬ساعة من معاينة‬
‫الخطأ الفادح بموجب رسالة مضمونة الوصول(‪ )1‬ويالحظ أن المدونة احتفظت بنفس‬
‫المقتضى من خالل المادة ‪ 63‬وجاء في قرار آخر التأكيد على ضرورة التقيد بهذه‬
‫المسطرة ورتب على عدم احترامها اعتبار الطرد تعسفيا جاء في مضمون القرار" يتعين‬
‫إلنهاء عقد العمل أن يوجه المشغل إنذار لألجير وإشعارا" بالفصل طبق ما يقرره القانون‬
‫وإال اعتبر الفصل تعسفيا حين فرض أن األجير هو الذي غادر العمل من تلقاء نفسه فإن‬
‫القانون ال يعفيه من ذلك اإلشعار‪ )2(...‬بل إن إحدى القرارات اعتبرت تجاوز المحكمة‬
‫للبحث عن الخطأ الجسيم دون التأكد من احترام المسطرة يعرض حكمها للنقض حيث‬

‫‪ - 1‬قرار المجلس األعلى عدد‪ 410‬الصادر تاريخ ‪ 1983 04 -26‬في الملف االجتماعي عدد ‪ 95567‬المنشور بمجلة المغربية ‪ /‬هيئة المحامين‬
‫بالدار البيضاء العدد ‪ 32‬يوليوز – غشت ‪ 1984‬الصفحة ‪.45 /145‬‬
‫‪ - 2‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ 707‬الصادر بتاريخ ‪ 1984 /11 /12‬في الملف االجتماعي عدد ‪ 5112‬المنشور بمجلة قضاء المجلس العلى‬
‫عدد ‪ -11- 39‬نونبر ‪ 1986‬الصفحة ‪.139 /137‬‬

‫‪46‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫جاء فيه ما يلي " طالما أن األجير لم يتوصل بأي إشعار يكون المؤاجر قد فسخ العقد‬
‫بصفة تعسفية وإعراض القرار عن تطبيق مسطرة تبليغ اإلنذار والتصدي للبحث في‬
‫ثبوت الخطأ الفادح المؤدي إلى الطرد ويكون قد خرق الفصل أعاله وبذلك يتعرض‬
‫للنقض(‪.)1‬‬
‫كما أن هناك بعض القرارات اعتبرت هذا اإلجراء الزما في حالة المغادرة‬
‫التلقائية فقد جاء في قرار يؤكد هذا القول‪ ":‬إن اإلشعار بالطرد ال يكون معيبا شكال إن لم‬
‫يتضمن اإلشارة إلى الفصل السادس من النظام النموذجي الصادر بتاريخ ‪-10 -23‬‬
‫‪ ،1948‬طالما أن المشغل ضمنه سبب الطرد إن الفصل عن العمل يكون مبررا قانونا‬
‫متى أنذر بااللتحاق بالعمل بموجب رسالة مع اإلشعار باالستالم ولم يدل ما يثبت أنه‬
‫التحق بهذا العمل أو عرض نفسه على المشغلة للعمل أو أن له عذرا شرعيا يسمح‬
‫بالتغيب(‪.)2‬‬
‫وتبقى الغاية من توجيه الرسالة ليس هي فقط اإلشعار بواقعة الطرد وإنما‬
‫تضمين األسباب التي بني عليها الطرد وهذا ما تم تأكيده من خالل قرار للمجلس األعلى‬
‫صادر في الموضوع‪ ":‬إن الفصل ‪ 6‬من القرار النموذجي يلزم المشغل توجيه رسالة‬
‫تتضمن بصفة واضحة أسباب الطرد وما دفعت به الطاعنة من أنها بينت هذه األسباب‬
‫أمام المحكمة ال يحل محل رسالة الطرد(‪.)3‬‬
‫*تبليغ نسخة من رسالة الطرد إلى مفتش الشغل‪.‬‬
‫إن من أهم القرارات الصادرة عن المجلس األعلى في هذا الصدد القرار عدد‬
‫‪ 122‬الصادر بتاريخ ‪" 1988 -3 -14‬جاء فيه إن طرد أي عامل ولو لسبب خطير‬
‫يستوجب إخطاره بذلك في ظرف ‪ 48‬ساعة من وقت إثبات الخطأ وذلك بواسطة رسالة‬
‫مضمونة الوصول تسلم نسخة منها إلى مفتش الشغل يعفى المشغل في حالة ارتكاب خطأ‬

‫‪ - 1‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ 417‬الصادر بتاريخ ‪ 1983 -4 -26‬في الملف االجتماعي عدد ‪ 82 /95762‬المنشور بمجلة المحاكم المغربية‬
‫هيئة المحامين بالدار اليضاء العدد ‪ 26‬يوليوز عشت ‪ 1983‬الصفحة ‪.71 /67‬‬
‫‪ -2‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ 760‬الصادر بتاريخ‪ 1988-12-23‬في الملف عدد‪ 6304‬لمنشور بمجلة المعيار‪ ،‬هيئة المحامين بفاس‪ ،‬العدد‪-15‬‬
‫‪1989‬ص ‪113‬‬
‫‪ 3‬قرار المجلس األعلى الصادر بتاريخ ‪ 1995 -9 -5‬في الملف االجتماعي المنشور بمجلة اإلشعاع عدد ‪ 92 /86 /66‬هيئة المحامين بالقنيطرة‬
‫العدد ‪ 14‬يونيه ‪ 1996‬الصفحة من ‪ 87‬إلى ‪.89‬‬

‫‪47‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫جسيما من أجل سابق اإلعالم ال من اإلعالم المشار إليه في الفقرة السابقة(‪ )1‬يالحظ من‬
‫خالل القرار أن هناك تمييز بين اإلعفاء من أجل سابق اإلعالم حيث اعتبر عدم احترام‬
‫هذا األجل هو الذي يخول للمشغل‪ ،‬وأما تبليغ اإلشعار فيعتبر واجبا في هذه الحالة وعلى‬
‫خالف ذلك ال يعتبر اإلنذار ضروريا في حالة ارتكاب خطأ جسيم من قبل أجير في‬
‫القطاع الفالحي‪.‬‬
‫* تسلم األجير نسخة من رسالة الطرد يدا بيد‪.‬‬
‫يتم اللجوء إلى هذا النوع من التبليغ في الحالة التي لم يسفر التبليغ البريدي عن‬
‫أي نتيجة‪.‬‬
‫وقد أعطت المدونة الخيار للمشغل في اختيار إحدى الوسائل لتبليغ األجير‬
‫بالفصل وهناك العديد من القرارات الصادر عن المجلس األعلى تؤكد على تبليغ األجير‬
‫لنسخة من رسالة الطرد عن طريق المناومة اليدوية ومن أهم هذه القرارات ما جاء في‬
‫القرار التالي‪.‬‬
‫" يجب على المشغل أن يخطر العامل بالخطأ الجسيم الذي يستوجب طرده عن‬
‫طريق البريد المضمون ويسلم له نسخة من اإلنذار يد بيد‪.‬‬
‫لما اعتبرت المحكمة أن الطرد تعسفي لعدم إخطار العامل باألخطاء التي‬
‫استوجبته لم تكن في حاجة إلى البحث عن األسباب التي تبرره(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬حاالت ال يعتبر فيها اإلجراء ضروريا‪:‬‬
‫أبرز مثال لهذه الحالة هو القرار الصادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 21‬دجنبر‬
‫‪ 1972‬الذي اعتبر قرينة منع األجير من الدخول إلى المعمل وإقراره بهذه الواقعة بمثابة‬
‫إشعار بالفصل من العمل معلال ذلك بأن القانون لم يشترط أية طريقة لهذا اإلشعار‪.‬‬
‫وقد جاء في القرار ما يلي‪ ":‬حيث إن طالب النقض يعترف في جميع مذكراته‬
‫بأن الشركة منعته من الدخول إلى معاملها وكان هذا المنع المعترف به يعد فصال وتبليغا‬

‫‪ -1‬قرار عدد ‪ 122‬الصادر بتاريخ ‪ 1988 -3 -14‬في الملف االجتماعي عدد ‪ 87 /8383‬المنشور بمجلة المحاكم المغربية هيئة المحامين‬
‫بالدار البيضاء العدد ‪ 55‬مايو‪ -‬يوليوز ‪ 1988‬المجلد ‪ 9‬الصفحة من ‪ 104‬إلى ‪.106‬‬
‫‪ -2‬قرار عدد ‪ 86‬المؤرخ ‪ 1986 /3 /17‬في الملف عدد ‪ /85 /6206‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى العدد ‪ 46‬الصفحة ‪.152 /149‬‬

‫‪48‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫لهذا الفصل ما دام أن القانون المغربي ال يشترط أي طريقة خاصة إلشعار اآلخر بوقوع‬
‫الفصل" (‪.)1‬‬
‫وفي نفس اإلطار لم تعتبر إحدى قرارات المجلس األعلى اإلشعار بالفصل الزما‬
‫في حالة تقديم األ جير الستقالته وهو أمر منطقي ما دامت االستقالة تشكل فسخا لألجير‬
‫بإرادته لمنفردة فهي تكون الزمة وال تتطلب فسخا مقابل من المشغل من خالل اإلشعار‬
‫بالطرد ذلك أن الفسخ من الجانبين غالبا ما يكون بمقتضى االتفاق وفي إطار الصلح الذي‬
‫قد يتم بينهما‪.‬‬
‫وقد جاء في هذا القرار ما يلي‪ ":‬حيث إن الطاعن أكد في كل أطور القضية أنه‬
‫لم يسبق له أن طرد المطلوب في النقض وأن هذا األخير هو الذي غادر عمله ليعمل في‬
‫مقهى أخرى وأدلى بشهادة مفتش الشغل أثبت فيها هذا األخير أن األجير غادر عمله من‬
‫تلقاء نفسه ليعمل بمقهى جديد كما أكد أنه ال زال على استعداد إلرجاع المدعي لعمله‬
‫ومع ذلك فإن محكمة االستئناف ردت على ذلك بكون شهادة مفتش الشغل ال تحل محل‬
‫اإلنذار الذي ألزمه القانون مع أن القانون لم يرفض توجيه اإلنذار إال في حالة فصل‬
‫األجير عن عمله كما يقضي بذلك الفصل ‪ 6‬من القرار ‪ 1948 -10 -23‬وخصوصا أن‬
‫المشغل أبدى رغبته في رجوع األجير إلى عمله وبذلك جاء القرار الذي قضي للمطلوب‬
‫بتعويضات عن سابق اإلعالم والطرد غير مرتكز على أساس(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬سعيد بناني‪ :‬الجزء األول ‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.602‬‬


‫‪ 2‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ 2545‬الصادر بتاريخ ‪ 1990 -10 -29‬في الملف االجتماعي عدد ‪ 88 /10276‬الوارد ضمن مجموعة قرارات‬
‫المجلس األعلى الموجهة إلى المحاكم غير منشور‪ :‬سعد جرندي الطرد التعسفي لألجير الطبعة الثانية ‪ 2007‬صفحة ‪.303‬‬

‫‪49‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬فصل األجير ألسباب خاصة‬
‫ومشتركة‪.‬‬
‫إن أسباب فصل األجير كثيرة ومتنوعة منها ما هو خاص بطبيعة العقد أو‬
‫بأطراف العقد ومنها ما هو عام ومشترك بين جميع العقود بصفة عامة‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬األسباب الخاصة إلنهاء عقد الشغل‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األسباب الخاصة نظرا لطبيعة العقد‬
‫‪ -1‬العقد المحدد المدة‪ )1( :‬ينتهي عقد الشغل المحدد المدة إما‪:‬‬
‫* بحلول أجله‪ :‬ينتهي عقد العمل بصفة تلقائية بانتهاء األجل المقرر له أو بأداء‬
‫العمل الذي كان محال له ويتميز عقد الشغل المحدد المدة بغياب أجل اإلخطار ويبقى‬
‫عنصر المفاجأة مستبعد عند هذا النوع من العقود سواءا بحلول أجله أو بانتهاء العمل إذ‬
‫لكل طرف التحلل منه بمجرد حلول األجل‪.‬‬
‫*قبل حلول أجله‪ :‬قد يتم إنهاء عقد الشغل قبل التاريخ المحدد له أو قبل انتهاء‬
‫العمل محل العقد وفي ذلك إعمال أحد الطرفين لإلنهاء بصفة منفردة وبالتالي اإلخالل‬
‫بااللتزام العقدي الذي ال يجيز من حيث المبدأ التحلل دون موافقة الطرف األخر ففي‬
‫غياب األسباب المشتركة إلنهاء العقود يكون كل من المتعاقدين ملزم بتنفيذ العقد وإال‬
‫عرض نفسه للمسؤولية التعاقدية بما فيها التعويض عن الضرر إال أنه يجب استبعاد‬
‫التعويضات الناتجة عن اإلنهاء في حالة وجود مبرر مع أخذ هذا المبرر بنوع من‬
‫الحيطة والحذر وإن كان عقد الشغل المحدد المدة يتضمن أجال محددا بصفة مسبقة‬
‫معروف منذ إبرام العقد فإن هناك عقود يرتبط إنهائها بحدث معين ويبقى الطرف اآلخر‬
‫ينتظر وقوع الحدث فإن األمر هنا يختلف ليبقى لقاضي الموضوع سلطة تقدير الظرف‪.‬‬
‫والواقع أن العقد المحدد المدة قد ينتهي قبل أجله بإتفاق األطراف مع العلم أن‬
‫إمكانية اللجوء إلى الفسخ القضائي تظهر مقلصة جدا ويبقى للمشغل إمكانية مقاضاة‬
‫األجير في حالة الخطأ الجسيم أو القوة القاهرة أو في الحالة التي يتغيب فيها األجير لمدة‬

‫‪ -1‬سعيد بناني‪ :‬المجلد الثاني‪ ،‬م س ‪.941 -940‬‬


‫‪ -‬المادة ‪ 753‬قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫‪ -‬محمد شرقاني‪ :‬مرجع سابق‪.‬ص ‪152‬‬

‫‪50‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫طويلة أو بسبب المرض الذي يرى معه عدم الشفاء داخل الفترة المحددة من طرف‬
‫المشرع من خالل المادة ‪ 272‬من مدونة الشغل التي تجعل األجير في حكم المستقيل‪.‬‬
‫‪-2‬العقد غير المحدد المدة‪ :‬إذا كان العقد المحدد المدة في األصل يضمن‬
‫االطمئنان على استقرار الشغل ولو لمدة معينة فإن األمر مخالف بالنسبة للعقد غير‬
‫المحدد المدة لكونه عقد مطبوع بعدم االستقرار والتخوف من إنهاء العقد من جانب واحد‬
‫واألمل في استمرارية هذا العقد ورغم صدور بعض النصوص الهادفة إلى التقليص من‬
‫إعمال حق اإلنهاء باإلدارة المنفردة فإنها لم تستطيع بعد إيجاد إطار أكيد إلستقرار الشغل‬
‫إذ بقيت القاعدة المدنية هي اإلطار العام الذي يعطي للمتعاقدين الحق في التخلص من‬
‫الطرف اآلخر(‪ )1‬وتمنع من التعاقد مدى الحياة أو لمدة تبلغ من الطول التزام األجير‬
‫حتى وفاته(‪.)2‬‬
‫وعليه فعقد الشغل غير المحدد المدة يبقى خاضع للمبدأ المدني الذي يفترض‬
‫احترام أجل اإلخطار وعدم اإلنهاء بطريقة تعسفية وهما عنصران ملزمان لكل الطرفين‬
‫األجير والمشغل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األسباب الخاصة بأطراف العقد‪.‬‬


‫‪ -1‬األسباب الخاصة بالمشغل‪.‬‬
‫*الخطأ الجسيم لألجير‪.‬‬
‫إذا كان األصل في إنهاء العقد الشغل غير المحدد المدة باإلرادة المنفردة ال يتم‬
‫إال بإنذار الطرف اآلخر في العقد بالرغبة في إنهاء العقد فإن االستثناء هو أنه يمكن‬
‫للمشغل فصل األجير دون مراعاة أجل اإلخطار عند ارتكاب هذا األخير لخطأ جسيم‬
‫وبالتالي يكون تصرف المشغل مشروع لكونه لم يتعسف في استعمال حقه في الفصل إال‬
‫أنه يبقى على المشغل قبل فصل األجير(‪ )3‬المرتكب للخطأ الجسيم ضرورة االستماع‬
‫إليه من أجل الدفاع عن نفسه داخل أجل ‪ 8‬أيام مع ضرورة حضور عناصر أساسية في‬
‫المسطرة(‪ )4‬ويحرر محضر في الموضوع من طرف إدارة المقاولة يوقعانه األطراف‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 754‬قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬


‫‪ -2‬فاطمة العبد الوي ‪ ":‬مستجدات مدونة لشغل خصوص إنهاء عقد الشغل وآثار" ‪ ،‬مجلة المحامين‪ ،‬مراكش‪ ،‬العدد ‪ 47‬صفحة ‪.150‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 61‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 62‬من مدونة الشغل‪ :‬ضرورة حضور مندوب األجراء أو الممثل النقابي‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ويأخذ األجير نسخة من المحضر وفي الحالة التي يرفض فيها أحد أطراف العقد وغالبا‬
‫ما يكون المشغل إجراء مسطرة االستماع بحق الطرف الراغب في إجراء المسطرة‬
‫اللجوء إلى مفتش الشغل رغم توصله بمقرر الفصل وهذا ما أكده قرار(‪ )1‬صادر عن‬
‫الغرفة االجتماعية عن محكمة االستئناف بالبيضاء في الملف عدد ‪ 2005 /6329‬بتاريخ‬
‫‪ 2006 /11 /2‬جاء فيه "ما دام من حق األجير أن يلجأ إلى مفتش الشغل قصد طلب‬
‫إجراء المسطرة رغم توصله بمقرر الفصل الذي يعتبر في هذه الحالة باطال إال أنه لم‬
‫يفعل فإنه بذلك يكون قد تنازل عن حقه في اللجوء إلى مسطرة االستماع وتوجه إلى‬
‫المحكمة مباشرة التي يكون عليها عند وجود مقرر الفصل االقتصار بالنظر على ماورد‬
‫فيه وبالرجوع إلى المادة ‪ 64‬من مدونة الشغل وبالضبط الفقرة الثالثة نجد المشرع ينص‬
‫على انه يجب أن يتضمن مقرر الفصل األسباب المبررة التخاذه وتاريخ االستماع إلى‬
‫األجير مرفقا بالمحضر المشار إليه في المادة ‪ 62‬من المدونة " والواضح من المادة هو‬
‫أن مسطرة االستماع إلى األجير هي مسطرة سابقة على مقرر الفصل ويبقى على األجير‬
‫اللجوء إلى مفتش الشغل إلجراء المسطرة وفي حالة تنازله عن إجراء المسطرة فإن‬
‫المحكمة تعتمد كما ورد في القرار أعاله سوى على األخطاء المنصوص عليها في‬
‫المقرر‪.‬‬
‫ويجب على المشغل أن يبلغ مقرر الفصل لألجير يدا بيد مقابل وصل أو بواسطة‬
‫رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل وذلك في أجل ‪ 48‬ساعة من تاريخ اتخاذ المقرر‬
‫ويجب أن يشار في مقر الفصل إلى اجل ‪ 90‬يوما للطعن في هذا المقرر(‪ )2‬وهذا ما جاء‬
‫في قرار(‪ )3‬صادر عن الغرفة االجتماعية لدى المجلس األعلى جاء فيه‪.‬‬
‫"حيث تعيب الطاعنة على القرار المطعون فيه انعدام التعليل ذلك أن الثابت بأن‬
‫الدعوى قدمت خارج األجل القانوني المنصوص عليه في المادة ‪ 65‬من المدونة وأن‬
‫استبعاد تلك الوثائق بالقول بأن المطلوب في النقض لم يتوصل بأي مقرر للفصل بالرغم‬
‫من توجيه رسالة بالبريد المضمون وتوصله بها كما هو ثابت من خالل اإلشعار إال أن‬

‫‪ -1‬قرار صادر عن محكمة اإلستئناف في الدار البيضاء‪،‬ملف عدد ‪.2005/6325‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 63‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 64‬من المدونة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫القرار خلص إلى أن الدعوى قدمت داخل األجل القانوني وقضى لفائدته بمجموعة من‬
‫التعويضات والتعويضات يجب أن تكون مؤسسة الشيء الذي لم يتم في النازلة كما أن‬
‫الطاعنة لم تطرد المطلوب في النقض طردا تعسفيا بل أنه ارتكب خطأ جسيما يتمثل في‬
‫السرقة واختالس الطاعنة واستهالكها وهو ما ضمنته برسالة الطرد فالقرار لما بث على‬
‫النحو المضمن يتعين نقضه(‪.)1‬‬
‫لكن حيث أن الثابت من وثائق الملف أن طرد األجير من العمل كان بتاريخ ‪/5‬‬
‫‪ 2004 /12‬وبالتالي إنه طبقا للمادة ‪ 62‬من مدونة الشغل التي دخلت حيز التنفيذ وابتدأ‬
‫العمل بها منذ ‪ 2004 /6 /8‬فإنه يجب قبل فصل األجير أن تتاح له فرصة الدفاع عن‬
‫نفسه باالستماع إليه من قبل المشغل أو من ينوب عليه بحضور مندوب األجراء أو‬
‫الممثل النقابي الذي يختاره األجير وذلك داخل أجل ال يتعدى ثمانية أيام ابتداءا من‬
‫التاريخ الذي ثب ت فيه ارتكاب الفعل المنسوب إليه ويحرر محضر في الموضوع من قبل‬
‫إدارة المقاولة يوقعه الطرفان وتسلم نسخة منه إلى األجير‪ "...‬وأنه طبقا للمادة ‪ 63‬من‬
‫مدونة الشغل إنه يسلم مقرر الفصل إلى األجير المعني باألمر يدا بيدا مقابل وصل أو‬
‫بواسطة رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل داخل أجل ‪ 48‬ساعة من تاريخ اتخاذ‬
‫المقرر المذكور‪.‬‬
‫إال أنه بالرجوع إلى الوثائق المتضمنة بالملف ال دليل على سلوك تلك‬
‫اإلجراءات الشكلية المنصوص عليها طبقا للمادتين أعاله وال دليل على ما يفيد توصل‬
‫األجير بمقرر الفصل طبقا للمادة ‪ 63‬من المدونة مما يجعل الطرد الذي تعرض له طردا‬
‫غير مبرر وبالتالي أحقيته في التعويض عن الضرر الذي تعرض له من جراء هذا‬
‫الفصل وكذا توابعه من التعويض عن الفصل وأجل اإلشعار‪.‬‬
‫ويبقى ما أثارته الطاعنة من كون الدعوى قدمت خارج األجل القانوني غير ذي‬
‫آثر أمام عدم سلوك اإلجراءات الشكلية الواجبة اتباعها للفصل طبقا للمادة ‪ 62‬و‪ 63‬من‬
‫المدونة وال مجال للعمل بمقتضيات المادة ‪ 65‬من المدونة التي تخص سقوط الحق إذا‬
‫قدمت دعوى الفصل أمام المحكمة المختصة خارج أجل تسعين يوما من تاريخ توصل‬

‫‪ -1‬قرار عدد ‪ 938‬المؤرخ ‪ 2006/11/15‬الملف االجتماعي عدد ‪.6/1/5/968‬‬

‫‪53‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫األجير بمقرر الفصل مع التنصيص على هذا األجل بالمقرر الوارد في المادة ‪ 63‬فأمام‬
‫غياب هذه اإلجراءات يبقى ما خلص إليه القرار من أن المادة الواجبة التطبيق في المادة‬
‫‪ 395‬من المدونة ومدة التقادم بهذه المادة هي سنتان فتكون الدعوى مقبول لعدم مرور‬
‫سنتين من تاريخ الفصل تعيلال كافيا وتبقى الوسيلة غير جديرة باالعتبار"‪.‬‬
‫*االمتناع عن العمل وعدم االمتثال ألوامر المشغل‪.‬‬
‫إن القاعدة في جميع العقود هو التزام أطراف العقد بما هو متفق عليه في العقد‬
‫إال أن هناك بعض الحاالت التي يضطر فيها المشغل على تعديل محتوى العقد‪ 1‬كتخفيض‬
‫ساعات العمل أو تخفيض األجر بنسبة ال تزيد عن ‪ 50%‬أو المنع من العمل أو تغيير‬
‫في المركز القانوني للمشغل أو نقل األجير إلى مدينة أخرى‪.‬‬
‫‪ +‬تخفيض ساعات العمل‪:‬‬
‫جاءت المادة ‪ 185‬من مدونة الشغل تنص على أنه بإمكان المشغل للوقاية من‬
‫األزمات الدورية العابرة وبعد استشارة مندوب األجراء والممثلين النقابيين بالمقاولة عند‬
‫وجودهم توزيع المدة السنوية اإلجمالية للشغل على السنة حسب حاجيات المقاولة شريطة‬
‫أال تتجاوز مدة العمل العادية عشر ساعات في اليوم ثم أضافت المادة على انه ال يترتب‬
‫عن هذا اإلجراء التخفيض من األجر الشهري ويمكن للمشغل بعد استشارة مندوبي‬
‫األجراء والممثلين النقابيين بالمقاولة عند وجودهم أن يقلص من مدة الشغل العادية ولفترة‬
‫متصلة أو منفصلة ال تتجاوز ستين يوما وذلك عند حدوث أزمة اقتصادية عابرة لمقاولة‬
‫أو لظروف خارجة عن إرادته كما يجب أن يؤدي األجر على أن ال يقل عن ‪ 50‬بالمائة‬
‫من األجر العادي ما لم تكن هناك مقتضيات أكثر فائدة لألجراء‪ ،‬وإذا كان التقليص من‬
‫مدة الشغل يزيد عن المدة المحددة قانونا وهي ‪ 60‬يوما في السنة وجب االتفاق بين‬
‫المشغل ومندوبي األجراء والممثلين النقابيين بالمقاولة حول الفترة التي سيستغرقها هذا‬
‫التقليص وفي حالة عدم التوصل على أي اتفاق ال يسمح بالتقليص من مدة الشغل العادي‬
‫إال بإذن يسلمه عامل العمالة أو اإلقليم داخل أجل شهران من تاريخ تقديم الطلب‪ ،‬من‬
‫خالل مقتضيات المادة يتبين أن إمكانية اللجوء إلى التقليص من مدة الشغل العادية ال تتم‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 65‬من مدونة الشغل‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫إال في حالة حدوث أزمة اقتصادية عابرة ويبقى على كل أجير تقليص مدة عمله حتى‬
‫يتالءم مع اإليقاع المخفض إلنتاج المقاولة واالنسجام مع التضحيات المادية لألجراء‬
‫المتمثلة في نقصان األجر ألن الهدف الذي يسعى الجميع إلى تحقيقه هو الحفاظ على‬
‫الشغل والدفاع عن مصلحة المقاولة(‪.)1‬‬
‫‪ +‬تخفيض األجر دون التخفيض من عدد الساعات‪:‬‬
‫إذا كانت األزمة االقتصادية العابرة قد وردت بمقتضيات قانونية محددة‪ ،‬فإن‬
‫التخف يض من ساعات الشغل أمر ممكن إذا تم االتفاق مع األجراء ذلك أن المشغل قد‬
‫يحاول البحث عن اتفاق مع نقابة في إطار المفاوضة الجماعية وهذا ما كرسته المدونة‬
‫في مادتها ‪ 95‬ويقتضي تضامن األجراء مع مشغليهم التخفيض من األجر وهذه نقط‬
‫يمكن إدراجها في جدول األعمال الذي يطرج على مستوى المقاولة مرة كل سنة على‬
‫األقل‪ 2‬إال أن االتفاق في هذه الحالة ال ينتقل بصفة أتوماتيكية إلى كل األجراء ليصبح‬
‫المبدأ نسبيا بل يقتصر على قوة إلزامية محددة في األطراف الموقعة‪ ،‬وعلى األجراء‬
‫الذين اعتبروا النقابة وكيلة عليهم‪.‬‬

‫‪ - 1‬محمد سعيد بناني‪ " :‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل" مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء الجزء الثالث‪ ،‬طبعة يناير‬
‫‪ ،2009‬صفحة ‪.83‬‬
‫‪ - 2‬جاء في المادة ‪ 96‬ما يلي ‪ ..." :‬تجري مرة كل سنة أو كلما دعت الضرورة إلى ذلك مفاوضات ين الحكومة والمنظمات المهنية للشمغلين‬
‫والمنظمات النقاية لألجراء األكثر تمثيال على المستوى الوطني للتداول في مختلف الملفات االقتصادية واالجتماعية التي تهم عالم المشغل‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪+‬تغيير نوع العمل‪:‬‬
‫إن المركز القانوني للمشغل في المقاولة يتح له الحق في اتخاذ عدة قرارات من‬
‫أجل تنظيم وتسيير المقاولة إال انه ال يجب أن يتعسف في استعمال هذا الحق كتغيير‬
‫العمل الذي من أجله أبرم العقد إما إلى عمل أقل منه أو أن يسند لألجير عمل ال يدخل‬
‫في اختصاصه مما يجعله غير مؤهل للقيام بالعمل الجديد المسند إليه وهذا ما أكده قرار‬
‫صادر عن المجلس األعلى عدد ‪ )1(974‬الذي جاء فيه "أن األجير كان يشتغل لدى‬
‫الشركة المدعى عليها كلحام "سودور" لمدة ‪ 10‬سنوات وعملت على نقله إلى مصلحة‬
‫أخرى للعمل كصباغ وأن شهادة العمل تحمل صفة لحام والمحكمة اعتبرت نقله تعسفيا‬
‫وأن العمل الجديد المنوط به ال يدخل في اختصاصه ولم يثبت المشغل أنه سبق وأن عمل‬
‫بالصفة الجديدة فقضت بالتعويضات لألجير على أساس انه طرد طردا تعسفيا"‪.‬‬
‫‪ +‬تغيير في المركز القانوني للمشغل‪:‬‬
‫إذا كان القانون المدني هو أصل جميع القوانين فإن قانون الشغل بحكم طبيعة‬
‫العالقة المكونة له‪ ،‬يتميز بخصوصيات ومن بين هذه الخصوصيات استمرار عقد الشغل‬
‫في حالة التغيير في المركز القانوني لرب العمل بحيث تستمر العالقة مع المالك الجديد‬
‫للمقاولة(‪.)2‬‬
‫وحسب ما استقر عليه الفقه فإن األجير مرتبط في عالقته الشغلية مع المقاولة‪،‬‬
‫وذلك من اجل ضمان استقرار واستمرار الشغل استمرارية األجير في العمل تبقى قائمة‬
‫سواء أكان التغيير في المركز‪ ،‬بسبب نقل للملكية كالبيع االختياري أو الجبري بالمزاد‬
‫العلني أو الهبة أو اإلدماج أو الوصية أو السبب غير الناقل لها كاإليجار وكان للمجلس‬
‫األعلى عدة قرارات في هذا الصدد مما جعل المدونة تؤكده ضمن المادة ‪ 19‬وسوف‬
‫نقتصر على واحد منها ألن اإلشكالية المطروحة هي هل األجير الذي يتم نقله في إطار‬
‫الحركة الداخلية داخل المقاولة أو مجموعة من المقاوالت يظل محتفظا بنفس الحقوق‬
‫التي كان يكتسبها من قبل لدى هذه المقاولة ؟‬
‫‪- 1‬قرار عدد ‪ 974‬صادر عن الغرة االقتصادية بالمجلس األعلى بتاريخ ‪ 29/09/2004‬مل ‪ 2004/453‬منشور بالمجلة المغرية لقانون‬
‫األعمال والمقاوالت العدد ‪ 7‬يناير ‪ 2005‬ص ‪.149 213‬‬
‫‪ -2‬عادل العثماني ‪" :‬سلطة المشغل في تسيير مقاولته بين حاجيات المقاولة وحماية حقوق األجراء دراسة مقارنة" ‪،‬مجلة المعيار عدد ‪36‬‬
‫دجنبر ‪ ،2006‬صفحة ‪.184‬‬

‫‪56‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫لقد سارت مدونة الشغل على ما سار إليه المجلس األعلى بخصوص احتفاظ‬
‫األجير بحقوقه المكتسبة أثناء تغيير في المركز القانوني لرب العمل والذي يؤكد المبدأ‬
‫المضمن من المادة ‪ 19‬منها ونشير إلى القرار(‪ )1‬الذي جاء فيه "لكن حيث بالرجوع إلى‬
‫الملف والوثائق المضمنة به يتبين بأن الطاعنة تخلت عن إحدى أعمالها المتجلية في‬
‫القيام بأعمال التنظيف‪ ،‬وأسندت تلك المهام لشركة أخرى هي التي لها تخصص في هذا‬
‫الميدان فتكون بذلك قد حلت محل الطاعنة‪ ،‬فجميع االمتيازات التي كانت تتوفر عليها‬
‫األجيرة تظل محتفظة بها منذ اشتغالها لدى الطاعنة األولى سيما أن الشركة قبلت‬
‫الشروط المتعلقة باالحتفاظ بالمزايا المكتسبة لألجيرة‪.‬‬
‫وهذا وبالرجوع إلى الفقرة األخيرة من المادة ‪ 19‬نجدها تنص "يحتفظ األجير‬
‫بنفس الحقوق والمكاسب الناشئة عن عقد شغله وذلك بغض النظر عن المصلحة أو الفرع‬
‫أو المؤسسة التي يتم تعيينه بها وعن المهام المسندة إليه ما لم يتفق الطرفان على مزايا‬
‫أكثر فائدة لألجير" ونفس الشيء أكده القرار عدد ‪ )2(165‬صادر عن الغرفة االجتماعية‬
‫بالمجلس األعلى جاء فيه "أن المحكمة لما ثبت لديها من خالل جلسة البحث وأوراق‬
‫الملف أن هناك تغيير في المركز القانوني للمشغل وبالتالي فإن شراء الطاعن لمقهى‬
‫بتاريخ ‪ 2001/10/9‬لن يؤثر على وضعية األجراء الذين يشتغلون مع المشغل السابق‬
‫وتبقى عقود الشغل سارية المفعول مع المشغل الجديد للمشروع وإقدام الطاعن على‬
‫استبدال المطلوب الذي كان يشتغل مع المشغل بالمقهى يكون قد خرق القانون وما‬
‫خلصت إليه المحكمة من استمرارية عقود الشغل مرتكز على أساس والوسيلة ال سند‬
‫لها"‪.‬‬

‫‪ 1‬القرار عدد ‪ 685‬صادر ‪ 2005/06/22‬ملف عدد ‪ 2005/465‬مليكة بنزاهير‪" :‬تكريس مدونة الشغل لالجتهاد القضائي"‪ ،‬ورد في الندوة‬
‫الجهوية التاسع للمجلس األعلى بعنوان عقود العمل والمنازعات اإلجتماعية من خالل اجتهادات المجلس األعلى‪ ،2007 ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ 2‬قرار عدد ‪ 165‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 2005/02/16‬مل عدد ‪ 2005/03/101‬بشرى العلوي مرجع سابق‬
‫صفحة ‪ 190‬الهامش ‪.215‬‬

‫‪57‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫* نقل األجير من مدينة ألخرى‬
‫قد يقوم المشغل بنقل األجير من مدينة ألخرى دون موافقته ودون أن ينص العقد‬
‫على اتفاق األطراف على إمكانية النقل لمدينة أخرى وبذلك يكون المشغل قد طرد‬
‫األجير طردا تعسفيا وهذا ما أكده قرار للمجلس األعلى(‪ )1‬الذي جاء فيه أن نقل األجير‬
‫من مدينة الدار البيضاء إلى مدينة مراكش دون موافقتها ودون أن ينص العقد على هذا‬
‫الشرط يعتب ر تغييرا في بنود العقد يجعل األجير في حالة طرد تعسفي وينص القرار في‬
‫جوابه عن الوسيلة والتي بمقتضاها رفعت المشغلة طلب النقض لكن حيث أن المحكمة‬
‫لما ثبت لديها من خالل وثائق الملف وتصريحات األطراف أن المشغلة أغلقت معملها‬
‫بالدار البيضاء وأن الطرفين سبق لهما أن اتفقا على مكان تنفيذ العقد وأن المشغلة لما‬
‫نقلتها إلى مدينة مراكش دون موافقتها ودون أن يوجد بالعقد شرط خاص يسمح للمشغلة‬
‫بنقلها‪ ،‬بعد ذلك خرقا جوهريا في بنود عقد الشغل والمحكمة كان قرارها مستند على‬
‫أساس والوسيلة ال سند لها‪."...‬‬
‫‪ -2‬األسباب الخاصة باألجير‪:‬‬
‫إذا كانت القاعدة من إنهاء عقد الشغل غير المحدد المدة بإرادة المنفردة كما قلنا‬
‫ذلك سابقا ال يتم إال بإنذار الطرف الثاني في العقد‪ ،‬واالستثناء هو إنهاء العقد دون احترام‬
‫أجل اإلخطار فاألجير أيضا بإمكانه أن يتحلل من العقد دون التقييد بمهلة اإلخطار في‬
‫الحالة التي تصدر فيها من المشغل تصرفات تمس بكرامة األجير كالسب والشتم والعنف‬
‫والتحرش الجنسي إلى غيرها من األخطاء التي جاءت بها المدونة في المادة ‪ ،10‬أو أن‬
‫المشغل لم يقم بتنفيذ االلتزامات الملقاة عليه بمناسبة العقد كعدم أداء األجر أو حرمان‬
‫األجير من العطلة السنوية ويكون لألجير في هذه الحالة الحق في الحصول على‬
‫التعويض رغم فسخه للعقد بإرادته‪.‬‬
‫على أن هناك حاالت يعمد فيها األجير إلى مغادرة العمل‪ ،‬دون إخبار رب العمل‬
‫أو قد يقدم االستقالة دون أي إشعار أو قد يشارك هذا األجير في إضراب تضامني أو قد‬

‫‪ - 1‬قرار عدد ‪ 426‬المؤرخ تاريخ ‪ 2005/04/19‬ملف ‪ 2005/90‬بشرى العلوي مرجع سابق صفحة ‪ 191‬الهامش ‪.217‬‬

‫‪58‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫يتغيب عن عمله بسبب اعتقاله واآلن سنحاول الحديث عن المغادرة التلقائية لألجير ثم‬
‫االستقالة التي يقدم عليها هذا األجير‪.‬‬
‫* المغادرة التلقائية‬
‫تعتبر المغادرة التلقائية من أهم الدفوعات التي تثار من طرف المشغل وهي‬
‫تدخل في إطار التغيبات ويبقى من حق األجير االستفادة من رخصة التغييب مستندا على‬
‫أسباب قانونية كالتغيب ألسباب صحية وفي هذه الحالة على األجير إخبار المشغل داخل‬
‫مدة ‪ 48‬ساعة مع توجيه شهادة طبية تثبت المرض إذا تغيب أكثر ‪ 4‬أيام أو ‪ 8‬أنصاف‬
‫خالل السنة(‪ )1‬او قد يكون تغيبه مرتبط بأحداث عائلية كزواج األجير‪ ،‬أو الوفاة أو‬
‫إجراء عملية جراحية أو الختان أو أن يتغيب من أجل اجتياز مباراة أو تدريب رياضي‪،‬‬
‫وبالرجوع للمادة ‪ 456‬من المدونة نجد انه يجب "على المشغل أن يتيح لمندوبي األجراء‬
‫الوقت الالزم لتمكينهم من أداء مهامهم داخل المؤسسة وخارجها‪ ،‬وذلك في حدود ‪15‬‬
‫ساعة في الشهر بالنسبة لكل مندوب ما لم تحل ظروف استثنائية دون ذلك‪ ،‬وعليه أن‬
‫يؤدي إليهم أجر ذلك الوقت باعتباره وقتا من أوقات الشغل الفعلي‪."..‬‬
‫والمالحظ من المادة أن صاحب المقاولة مجبر على تأدية أجر ‪ 15‬ساعة كل‬
‫شهر دون قيام األجير العمل محل العقد وهو ما يساوي يومي شغل تقريبا إذا اشتغل‬
‫األجير ‪ 8‬ساعات من العمل الفعلي في اليوم حسب القواعد العامة‪.‬‬
‫فكل هذه التغيبات تعتبر تغيبات قانونية عند إثباتها وال يمكن للمؤاجر أن يدفع‬
‫بها كخطأ من األجير‪.‬‬
‫إال أن السؤال المطروح هو على من يقع عبء اإلثبات المغادرة التلقائية ؟‬
‫بالرجوع إلى المادة ‪ 63‬من مدونة الشغل نجدها تنص على "يقع على عاتق‬
‫المشغل عبء إثبات وجود مبرر مقبول للفصل كما يقع عليه اإلثبات عندما يدعي مغادرة‬
‫األجير لشغله" وهذا ما سار عليه المجلس األعلى من خالل قرار له صادر عن الغرفة‬
‫االجتماعية جاء فيه "حيث أن المحكمة لما حملت عبء إثبات المغادرة التلقائية على‬
‫المشغل الذي عليه اثبات انقضاء االلتزام طبقا للفصل ‪ 400‬من قانون االلتزامات والعقود‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 39‬من مدونة الشغل‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫يكون قرارها مرتكز على أساس ومن جهة ثانية إن المشغل لم يستطع إثبات ما يدعيه‬
‫من مغادرة تلقائية لألجير وأمام إبداء رغبته في جميع مراحل الدعوى على إرجاع‬
‫األجير إلى عمله كان ما قضت به المحكمة من إرجاع األجير إلى عمله مرتكز على‬
‫أساس والوسيلة ال سند لها‪.)1("...‬‬
‫وينقلب عبء اإلثبات على األجير في الحالة التي يثبت فيها المشغل أن األجير‬
‫غادر العمل من تلقاء نفسه ودفع األجير أنه رجع إلى العمل ومنع من الدخول من طرف‬
‫المشغل وهذا ما أكده قرار(‪ )2‬للمجلس األعلى جاء فيه "لكن حيث أن المحكمة لم تثبت‬
‫لديها من خالل جلسة البحث واالستماع إلى الشاهد (‪)...‬‬
‫المكلف بالعمال داخل المؤسسة وفي إطار المهام المنوطة به أن األجيرة‬
‫استفادت من عطلتها السنوية ولم ترجع للعمل وهي المكفلة بإثبات رجوعها والتحاقها‬
‫بالعمل بعد انتهاء الرخصة والمحكمة لما أعطت تكييفا للنازلة على أساس مغادرة تلقائية‬
‫يكون قرارها مرتكز على أساس‪."...‬‬
‫والمغادرة التلقائية هي واقعة مادية يمكن إثباتها بجميع وسائل اإلثبات بما في‬
‫ذلك شهادة الشهود ورسالة الرجوع إلى العمل وهي األكثر فعالة في اإلثبات من طرف‬
‫المشغل فإذا توصل األجير برسالة الرجوع بصفة قانونية ولم يرجع إلى العمل ثبتت‬
‫المغادرة التلقائية في حقه وال يستحق أي تعويض وهذا ما أكده قرار صادر عن محكمة‬
‫االستئناف في غرفتها االجتماعية بتاريخ ‪ 2007-09-20‬جاء فيه "وحيث إن الثابت من‬
‫معطيات ملف النازلة ومحتوياته وخاصة محضر مفتشية الشغل عدد ‪ 10‬وتاريخ ‪-2-16‬‬
‫‪ 2005‬وكذا تصريحات الشهود المستمع إليهم في المرحلة االبتدائية أن المستأنف لم يكن‬
‫محل أي طرد تعسفي وإنما هو الذي رفض الرجوع إلى عمله رغم مطالبة مشغله بذلك‬
‫أمام مفتش الشغل واإلنذار الموجه إلى عنوانه األصلي وقت مغادرته والذي رجع‬
‫بمالحظة غير مطلوب‪.‬‬

‫‪ - 1‬قرار عدد ‪ 282‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 2005/03/16‬ملف ‪ 2004/1183‬غير منشور بشرى العلوي مرجع‬
‫سابق الهامش ‪ 225‬ص ‪.198‬‬
‫‪ -2‬قرار عدد ‪ 305‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 2005/03/23‬ملف عدد‪ 04/1190‬غير منشور‪ ،‬بشرى العلوي‬
‫مرجع سابق ص ‪.198‬‬

‫‪60‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫وحيث إن األجير الذي يغادر عمله من تلقاء نفسه يعتبر في حكم المستقيل منه ال‬
‫يستحق أي تعويض‪.‬‬
‫وحيث أن شهادة الشهود أكدت مغادرة المستأنف لعمله بدون مبرر مشروع وأن‬
‫هذه الشهادة جاءت منسجمة مع وقائع النازلة ومع ما هو مضمن بمحضر مفتش الشغل‬
‫األمر الذي يتعين معه تأييد الحكم المستأنف بجميع أجزائه لمصادقته للصواب"(‪.)1‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 22‬من مدونة الشغل نجدها تنص على أنه "ينبغي لألجير‬
‫عند تغيير محل إقامته أن يطلع المشغل على عنوانه الجديد إما يدا بيد أو بواسطة رسالة‬
‫مضمونة مع اشعار بالتوصل" وبالتالي يبقى على األجير أن يطلع مشغله بالعنوان الجديد‬
‫وإال اعتبرت مغادرته للعمل وعدم توصله برسالة الرجوع مغادرة تلقائية‪.‬‬
‫وهناك قرار صادر عن المجلس األعلى ساير فيه المادة ‪ 22‬جاء فيه "لكن حيث‬
‫أن المحكمة لما ثبت لديها من خالل وثائق الملف أن األجيرة تغيبت عن العمل وراسلها‬
‫المشغل عن طريق البريد ورجعت بمالحظة غير مطلوب ثم راسلها عن طريق المحكمة‬
‫بواسطة العون القضائي الذي أفاد أن مالك العقار صرح أنه ال يعرف الطاعنة ال يعرف‬
‫بالعنوان‪ ،‬ومن جهة ثانية فإن محكمة االستئناف لما أيدت الحكم االبتدائي تكون تبنت‬
‫علله وأسبابه وقد عللت المحكمة االبتدائية حكمها أن عدم إدالء األجيرة بعنوانها الجديد‬
‫والحقيقي للمؤاجر يعطل سلوك اإلجراءات المنصوص عليها في القانون ويشكل تقصير‬
‫من طرف األجيرة وقرينة على صحة إداعاءات للمؤاجر ودفوعاته‪ ،‬فكان ما قضت به‬
‫المحكمة من رفض طلب التعويض للمغادرة التلقائية مرتكز على أساس والوسيلتان ال‬
‫سند لهما‪.)2("....‬‬
‫وأخيرا من خالل القرارات السابقة يتبين أن إثبات المغادرة التلقائية يبقى على‬
‫عاتق المشغل في حين يبقى إثبات المنع من الدخول إلى العمل على عاتق األجير هذا‬
‫األخير الذي يبقى ملزم بتبليغ المشغل بالعنوان الجديد لمراسلته‪.‬‬
‫االستقالة‪:‬‬

‫‪ -1‬قرار عدد ‪ 07-803‬المؤرخ ‪ 2007-09-20‬رقم الملف ‪ 6-06-1040‬صادر عن الغرفة االجتماعية بمحكمة االستئناف بفاس‪.‬‬
‫‪ -2‬قرار عدد ‪ 2005/889‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 2005-09-14‬ملف ‪2005/5/1/419‬‬

‫‪61‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫تعتبر االستقالة هي ذلك التصرف القانوني الصادر عن العامل بمقتضاه يعبر‬
‫عن إرادته بوضع حد للرابطة العقدية التي تربطه بصاحب المؤسسة فهي تمثل وسيلة‬
‫إلنهاء العقد من طرف العامل بمحض إرادته ودون أن تكون هذه اإلرادة معيبة بعيب من‬
‫عيوب الرضى وقد عرف العمل القضائي االستقالة بأنها "كل تعبير واضح وحر عن‬
‫إ رادة منفردة باعتزال العمل بالمؤسسة كيفما كان شكل هذا التعبير شريطة أن يكون جديا‬
‫غير مشكوك فيه(‪ )1‬وعليه فاالستقالة إذا تبين أنما كانت محل ضغط وأنها قدمت بعد‬
‫طرد األجير فال يجوز اعتبارها لكونها لم يعد لها محل وهذا ما أكده القرار الصادر عن‬
‫محكمة االستئناف بالدار البيضاء جاء فيه(‪ )2‬وحيث انه بالرجوع إلى وثائق الملف‬
‫والبحث المجرى استئنافيا يتبين أن االستقالة قدمت بتاريخ ‪ 1997/7/31‬في حين أن‬
‫رسالة الفصل وقعت بتاريخ ‪ 1997/07/17‬مع سريان مفعولها ابتداء من تاريخ‬
‫‪ 1997/07/18‬بمعنى أنه وقت إنجاز االستقالة كانت العالقة الشغلية قد انفصمت عنها‬
‫بقرار من المشغلة وبالتالي لم يعد لالستقالة أي محل وبما أن المحل هو ركن أساسي‬
‫لصحة االلتزامات كما نص على ذلك الفصل الثاني من قانون اإللتزامات والعقود‪،‬‬
‫وبالتالي فاإلستقالة ال أثر لها لكون قرار الطرد بني على عدم إنجاز األجير للبرنامج‬
‫المكلف به وكان على المشغلة أن تناقش أسباب الفصل من خالل جلسة البحث وهو‬
‫الشيء الذي لم تفعله لعدم حضورها رغم إمهال نائبها وتعهده إلحضار ممثل الشركة‬
‫والشهود وحيث أنه تبعا لذلك يبقى الحكم االبتدائي مخالفا للصواب حين قضى برفض‬
‫الطلب معتبرا بأن اإلنهاء لعقد الشغل كان من جانب األجير مما ينبغي معه إلغاؤه‪.‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 34‬من مدونة الشغل في شأن االستقالة أنه "يمكن إنهاء عقد‬
‫الشغل غير المحدد المدة بإرادة األجير عن طريق االستقالة المصادق على صحة‬
‫إمضائها من طرف الجهة المختصة وال يلزمه في ذلك إال احترام األحكام الواردة في‬
‫الفرع الثالث أدناه بشأن اجل اإلخطار المنصوص عليه في الفصل ‪ 43‬من مدونة الشغل‪.‬‬

‫‪ -1‬بشرى العلوي مرجع سابق صفحة ‪.207‬‬


‫‪ -2‬قرار عدد ‪ 2275‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمحكمة االستئناف بالبيضاء بتاريخ ‪ 2004/3/95‬ملف ‪ 2000/6950‬بشرى العلوي‬
‫مرجع سابق صفحة ‪.207‬‬

‫‪62‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫وقد تدفع المشغلة بوثيقة االستقالة ويدفع األجير باألمية عن طريق لفيف عدلي‬
‫وبما أن االستقالة لم تحرر من طرف ممن له الصالحية طبقا للفصل ‪ 427‬من قانون‬
‫االلتزامات والعقود يكون قرارها خارقا للقانون وهو ما أكده المجلس األعلى في قراره‬
‫عدد ‪" )1(253‬حيث تعيب الطاعنة على القرار خرق القانون وعدم االرتكاز على أساس‬
‫قانوني وخرق الفصل ‪ 427‬من قانون االلتزامات والعقود ذلك أن القرار اعتمد على‬
‫وثيقة االستقالة والذي دفعت بمقتضاها الطاعنة أنها تجهل محتواها ولم يسبق لها أن‬
‫قدمت استقالتها ولما بصمت على الوثيقة ظنت أنها تتعلق العطلة واألجرة بسبب أنها أمية‬
‫ال تعرف ال القراءة وال الكتابة كما هو ثابت في اللفيف العدلي المدلى به والمحكمة لما‬
‫اعتبرت أن االستقالة المدلية بها والتي تحمل بصمة المدعية رغم أنها لم تكن تعلم‬
‫بمحتواها بسبب أميتها تكون قد خرقت القانون وعرضت قرارها للنقض"‪.‬‬
‫وكان جواب المجلس األعلى "أن الطاعنة أدلت بلفيف عدلي عدد ‪ 166‬صفحة‬
‫‪ 25‬كناش المختلفة مؤرخ ‪ 1997/29/6‬يفيد أن األجيرة أمية ولم يسبق لها أن دخلت‬
‫المدرسة تجهل القراءة والكتابة والمحكمة لما أخذت بالوثيقة المتعلقة باالستقالة‪،‬‬
‫والمحررة باللغة الفرنسية والمؤرخة في ‪ ،1996/11/20‬والتي تجهل األجيرة محتواها‬
‫فال قيمة لها مادامت لم تحرر ممن له الصالحية طبقا للفصل ‪ 427‬من قانون االلتزامات‬
‫والعقود فكان ما قضت به خارقا للقانون يتعين نقضه"‪.‬‬
‫إال أن هناك حاالت قد يدعي فيها األجير انه وقع االستقالة تحت الضغط‬
‫واإل كراه من طرف المشغل كما هو الشأن بالنسبة للقرار الصادر عن المجلس األعلى‬
‫عدد ‪ )2(534‬جاء فيه "لكن حيث أن المحكمة لما ثبت لديها من خالل وثائق الملف أن‬
‫األجيرة قدمت استقالتها عن الشغل ولم تثبت ما ادعته من ضغط وإكراه والمحكمة بعدم‬
‫جوابها ما دفعت به من إكراه بعدما رفضت ضمنيا له تبقى الوسيلة على غير أساس"‪.‬‬

‫‪ -1‬قرار ‪ 253‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 2005/03/09‬مل ‪ 2004/1157‬غير منشور بشرى العلوي‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‬
‫‪.209‬‬
‫‪ -2‬قرار عدد ‪ 534‬صادر عن الغرة االجتماعية بتاريخ ‪ 2005/05/18‬ملف ‪ 2005/110‬بشرى العلوي مرجع سابق ص ‪.209‬‬

‫‪63‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬األسباب المشتركة لفصل األجير‬
‫هناك حاالت عديدة يشترك فيها األجير والمشغل في إنهاء عقد الشغل وتكون‬
‫خارجة عن إرادة الطرفين قد تكون حاالت يستحيل فيها التنفيذ كالوفاة أو القوة القاهرة أو‬
‫قد يرجع الفصل إلى البطالن واإلبطال الذي يتعرض له العقد أو يعود على اتفاق‬
‫األطراف أو الخطأ الجسيم أو الفسخ القضائي دون أن ننسى التقاعد‪.‬‬
‫سنحاول أن نتعرض لكل حالة من هذه الحاالت بنوع من اإليجاز مع إعطاء‬
‫موقف المجلس األعلى من كل حالة إن وجد‪.‬‬
‫‪ -1‬الوفاة ‪:‬‬
‫جاء في الفصل ‪ 745‬من قانون االلتزامات والعقود في فقرته الثالثة على أن‬
‫استحالة التنفيذ الناشئة عن الحادث الفجائي أو القوة القاهرة ووفاة األجير تؤدي إلى‬
‫انقضاء عقد الشغل‪.‬‬
‫إن انقضاء عقد الشغل بسبب الوفاة يؤكد على فكرة اعتماد شخصية األجير في‬
‫العقد وليس من حق المشغل مطالبة أحد الورثة باستئناف العمل الذي تركه الهالك كما أنه‬
‫ليس من حق الورثة أن يحل أحدهم محل الهالك في العمل بصفة تلقائية(‪ ) 1‬ولإلشارة‬
‫فهذه القاعدة تطبق على وفاة األجير فقط أما وفاة المشغل ال تؤثر على سريان العقد كما‬
‫جاء ذلك في المادة ‪ 745‬أعاله‪.‬‬
‫‪ -2‬القوة القاهرة ‪:‬‬
‫القوة القاهرة هي كل أمر ال يستطيع_ اإلنسان أن يتوقعه كالظواهر الطبيعية‬
‫(الفيضانات – الجفاف‪ -‬العواصف‪ -‬الحرائق) وغارات العدو وفعل السلطة ويكون من‬
‫شأنه أن يجعله تنفيذ االلتزام مستحيال(‪ )2‬ولتحقق القوة القاهرة وإثباتها البد من معرفة‬
‫شروطها وموقف القضاء من هذا الحادث تتجلى شروط القوة القاهرة في عدم القدرة على‬
‫توقعها وعدم استطاعة رفعها أو التغلب عليها ويجب أن يكون المدعى حين وقوعها لم‬
‫يرتكب أي خطأ إضافة إلى توفر شرط االستحالة المطلقة‪.‬‬

‫‪ -1‬سعيد بناني‪ :‬المجلد الثاني‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.812‬‬
‫‪ - 2‬المادة ‪ 269‬من قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫جاء في قرار للمجلس األعلى(‪ )1‬ذلك حيث أن المحكمة ثبت لديها من خالل‬
‫جلسة البحث أن المشغلة صدر في حقها حكم باإلفراغ وأن هذا الظرف يمكن توقعه من‬
‫طرف المشغلة وال يمكن إعفاؤها من مسؤوليتها كمشغلة فضال عن ذلك فإنها لم تثبت أنه‬
‫هو الذي غادر العمل من تلقاء نفسه فكان ما قضت به المحكمة من تعويضات مرتكز‬
‫على أساس والوسيلة ال سند لها‪."...‬‬
‫ويتبين من هذا القرار أن المجلس األعلى يأخذ بشرط القوة القاهرة في مفهومها‬
‫المطلق بحيث عدم إمكانية توفر لتوقع الحادث‪.‬‬
‫‪ -3‬البطالن واإلبطال ‪:‬‬
‫إن عقد الشغل كبقية العقود قد يصاب بخلل في تكوينه ولهذا فإن أسباب البطالن‬
‫واإلبطال التي تنطبق على العقود بصفة عامة‪ ،‬تنطبق على عقود الشغل كذلك‪ ،‬هذا وقد‬
‫يكون األمر متعلقا ببطالن عقد الشغل برمته وقد يتعلق بعض بنوده والتي ترد في سياق‬
‫مبدأ الحرية التعاقدية حيث يتضح أنها مشروعة وهي في ذلك تخضع للعقوبة المدنية(‪.)2‬‬
‫‪ -4‬اتفاق األطراف ‪:‬‬
‫ليس هناك ما يمنع اتفاق األطراف حول إنهاء عقد الشغل سواء كان عقد محدد‬
‫المدة أو غير محدد المدة وهذا تم تأكيده من خالل الفصل ‪ 393‬من قانون االلتزامات‬
‫والعقود وذلك في الحاالت التي يجوز فيها الفسخ بمقتضى القانون‪ .‬وبالرجوع إلى مدونة‬
‫الشغل نجدها تتضمن العديد من المساطر المؤدية إلى إنهاء العقد وال سيما عن طريق‬
‫الصلح مثال أو الصلح التمهيدي الذي يعتبر من مستجدات المدونة أو التوصيل عن‬
‫تصفية كل حساب أو اإلنهاء الودي‪.‬‬
‫‪ -5‬الخطأ الجسيم ‪:‬‬
‫هو الخطأ المرتكب من طرف المشغل أو من طرف األجير أو هما معا ويجعل‬
‫العالقة العقدية غير ممكن أن تستمر في الوجود حتى أثناء اجل اإلخطار ويكون بطبيعته‬

‫‪ - 1‬قرار عدد ‪ 65‬صادر عن المجلس األعلى صادر بتاريخ ‪ 2005/04/19‬مل عدد ‪ 2005/05/65‬غير منشور بشرى العلوي مرجع سابق‬
‫ص ‪.221‬‬
‫‪ - 2‬سعيد بناني‪ :‬المجلد الثاني الجزء الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.819‬‬

‫‪65‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫خطأ شرعيا للفصل وهو أحد األسباب المؤدية إلى إنهاء كل من العقد المحدد أو غير‬
‫المحدد المدة‪.‬‬
‫‪ -6‬التقاعد ‪:‬‬
‫لقد جاء مدونة الشغل لتضع حدا للنزاع الفقهي والقضائي فيما يتعلق بسن التقاعد‬
‫في سن الستين باستثناء بعض الحاالت التي يرجع البحث بها إلى وزارة التشغيل بطلب‬
‫من المشغل وموافقة من األجير أما بالنسبة لألجراء العاملين في المناجم والذين اشتغلوا‬
‫لمدة ‪ 5‬سنوات على األقل يحالون أساسا على التقاعد عند بلوغهم سن ‪ 55‬سنة أو الذين‬
‫بلغوا ‪ 60‬سنة‪ ،‬ولكنهم لم يكونوا قد قضوا فترة التأمين المحدد في الفصل ‪ 53‬من ظهير‬
‫‪ 27‬يوليوز ‪ 1972‬المتعلق بالنظام الضمان االجتماعي إذ يؤخر سن التقاعد فيما يخص‬
‫ه ذه الفئة إلى التاريخ الذي يستوفون فيه مدة التأمين المذكورة إذا كان القانون قد أدرج‬
‫بعض المقتضيات الخاصة بضرورة االشتغال لمدة ‪ 3240‬يوم عمل‪ ،‬إنه ال يجوز السماح‬
‫بإجبار األجير بالتقاعد قبل بلوغه سن التقاعد وإال اعتبر فصله تعسفا(‪ ،)1‬إذا يقتضي‬
‫األمر تأخير سن التقاعد بالنسبة لألجير البالغ سن ‪ 60‬سنة إلى التاريخ الذي يستوي فيه‬
‫مدة التامين كما أنه ليس من مهام مندوب األجراء إنهاء العقود الخاصة بالشغل والمتعلقة‬
‫بالتقاعد قبل أوانه علما أن عقد الشغل ينتهي بحلول تاريخ اإلحالة على التقاعد وال يوجبه‬
‫ذلك أي أجل اإلخطار ووجود هذا األخير ليس من شأنه تغيير طبيعة العقد وتحويله إلى‬
‫عقد محدد المدة‪.‬‬

‫‪ -1‬قرار عدد ‪ 190‬صادر عن الغرفة اإلجتماعية بالمجلس األعلى ‪ 2005/2123‬بتاريخ ‪ 2005/10/14‬بشرى العلوي مرجع سابق صفحة‬
‫‪225‬‬

‫‪66‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫موقف المجلس األعلى من التقاعد قبل أوانه ‪:‬‬
‫جاء ي قرار(‪ )1‬له "إذ عابت الطاعنة على القرار خرق المادة ‪ 54‬من مرسوم‬
‫‪ 1963/11/24‬وخرق القانون وعدم االرتكاز على أساس قانوني ونقصان التعليل وعدم‬
‫الجواب ذلك أن المادة ‪ 84‬من المرسوم أعاله تنص "أن اإلعفاء ال يقع إال بعد أخذ رأي‬
‫لجنة المستخدمين ألحد األسباب اآلتية ‪ :‬للتخفيف من مناصب العمل ألجل تدابير عامة‬
‫ومن أجل التنظيم الداخلي للمقاولة‪...‬‬
‫وأن ما أقدمت عليه الطاعنة من نهج قرار اإلحالة على المعاش المبكر كان‬
‫بموافقة ممثل العمال ومندوب المستخدمين وأن محاضر االجتماعات المدلى بها من‬
‫طرف الطاعنة قد أبرزت أن مندوبوا العمال حضروا وهم الذين حددوا المعايير‬
‫والمقاييس التي ثم حصرها لتحديد التعويض على المعاش المبكر واإلحالة االختيارية كما‬
‫وافقت عليه الوزارة الوصية بمقتضى رسالتها المؤرخة في ‪ 1996/05/22‬من طرف‬
‫السيد وزير المالية‪.‬‬
‫إن ما أقدمت عليه الطاعنة كان نتيجة ضائقة مالية وما تعرضت له من منافسة‬
‫خارجية علما أن القانون الداخلي التنظيمي للمكتب يعطي الصالحية للمديرية العامة من‬
‫طرف التعويضات ألعوانها في حالة اإلعفاء واإلحالة على المعاش على أساس حد‬
‫أقصى وهو ‪ 6‬أشهر وشهرين كحد أدنى والمحكمة لما اعتبرت في حيثياتها أن المطلوب‬
‫كان في حالة طرد تعسفي لعدم حضوره وعدم استشارته في موضوع هذا القرار والحال‬
‫أنه كان ممثال من طرف مندوب األجراء‪ ،‬وتوصل بمستحقاته تصفية لكل حساباته‬
‫وتعويض تحفيزي مقابل قبول اإلحالة على المعاش المبكر وال دليل بالملف على أن‬
‫الطاعنة قد طردته طردا تعسفيا وتكون المحكمة قد قلبت عبء اإلثبات ولم تجعل‬
‫لقضائها أساس قانوني يتعين نقضه"‪.‬‬

‫‪ -1‬قرار عدد ‪ 505‬صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 2005/05/11‬ملف ‪ 2005//152‬غير منشور بشرى العلوي مرجع‬
‫سابق ‪،‬ص ‪.223‬‬

‫‪67‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آثار إنهاء عقد الشغل على ضوء‬
‫االجتهاد القضائي‬
‫إن مدونة الشغل على المستوى الفردي‪،‬لم تغفل الجانب المتعلق باآلثار الناتجة‬
‫عن إنهاء عقد الشغل‪ ،‬السيما بالنسبة لألجير الذي قد يفقد شغله بين عشية وضحاها‪،‬ليجد‬
‫نفسه عادة أمام وضعية صعبة‪ ،‬بل ومعقدة عندما تكون الظرفية االقتصادية ال تسمح‬
‫بإيجاد شغل جديد خاصة في ظل األزمة االقتصادية العالمية‪ ،‬والتي أدت بالعديد من‬
‫المقاوالت إلى اإلفالس وبالتالي إغالق أبوابها وتسريح عدد هائل من العمال خاصة في‬
‫الدول األوربية التي تعتبر أكبر مورد لألجراء‪.‬‬
‫وإذا انتهى عقد الشغل لسبب من األسباب التي عرضنا لبعضها فإن العالقة‬
‫القانونية التي كانت قائمة بمقتضى العقد بين األجير ومشغله‪ ،‬تنتهي ويترتب عن هذا‬
‫اإلنهاء آثار تختلف بحسب ما إذا كان مبررا أو غير مبرر‪،‬فضال عن حق األجير في‬
‫‪1‬‬
‫تسلم شهادة العمل عند طلبها وذلك أيا كان سبب انقضاء العقد‪.‬‬
‫لذلك نقسم هذا الفصل إلى مبحثين‪،‬نتطرق في أولهما إلى آثار الفصل التعسفي‬
‫ودور القضاء في حماية األجير‪ ،‬ونبحث في ثانيهما آثار إنهاء عقد الشغل المحدد المدة‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬آثار الفصل التعسفي ودور القضاء في حماية األجير‬
‫إن المشرع المغربي وعلى غرار باقي التشريعات المقارنة‪ ،‬من خالل مستجدات‬
‫مدونة الشغل الجديدة قد منح حماية لألجير خاصة في المواد ‪ ،63-62-61‬أثناء طرده‬
‫من العمل بشكل غير مشروع باإلضافة إلى ذلك تطرقت المدونة الجديدة إلى اآلثار‬
‫المترتبة عن فصل األجير من العمل‪ ،‬ومنها الرجوع إلى العمل أو التعويض لألجير بعد‬
‫فصله كيفما كان سبب الطرد‪ ،‬وفي مقابل ذلك اعترف المشرع للمشغل بسلطة تأديبية‬
‫لألجراء في ح الة ارتكابهم ألخطاء تخل بقواعد االنضباط والتسيير داخل المؤسسة إال أن‬
‫هذه السلطة تظل مقيدة إذ تمارس عليها رقابة قضائية‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ذلك حينما أعطت لألجير حق اللجوء إلى القضاء من أجل طلب إلغاء العقوبة‬
‫التأديبية التي وقعت عليه مما يحتم على القضاء في هذه الحالة البحث عن مشروعية‬
‫العقوبة التأديبية من عدم مشروعيتها(‪..)1‬‬
‫والطرد الذي يصدر عن المشغل وما يخلفه من حرمان األجير من العمل‪ ،‬وما‬
‫يلحقه من فقدان مورد العيش وما يترتب عنه أيضا من ضياع للعمل الذي يعتبر مصدرا‬
‫لقوت األجير ووسيلة إلبراز مؤهالته وتفجير طاقاته‪ ،‬وتجسيد كرامته ‪،‬باإلضافة إلى ذلك‬
‫قد يخلف الطرد الذي يتعرض له األجير آثارا سلبية خطيرة تؤثر على نفسية األجير‪،‬قد‬
‫تحول هذا األخير إلى مدعى عليه في مجموعة من القضايا الجنائية‪ ،‬أو الجنحية التي يتم‬
‫عرضها على المحاكم‪.‬‬
‫ذلك أن كون األجير مسؤول عن األسرة‪ ،‬ومعيال لها‪ ،‬قد يؤدي به توقف األجر‬
‫بسبب فقدانه للعمل‪ ،‬خاصة إذا لم يتمكن من الحصول على عمل جديد‪ ،‬إلى عدم قدرته‬
‫على تحمل مجموعة من االلتزامات األساسية‪ ،‬وكذلك مسؤولياته العائلية‪ ،‬فهو قد ال‬
‫يؤدي نفقة زوجته‪ ،‬ونفقة أبنائه‪ ،‬فيلجأ هؤالء إلى القضاء من أجل المطالبة بالنفقة وقد‬
‫يتطور األمر إلى تقديم شكوى بإهمال األسرة‪ ،‬وقد يتعدى ذلك إلى مطالبة الزوجة‬
‫بالتطليق بسبب عدم اإلنفاق فيصبح هو وزوجته عالة على المجتمع(‪.)2‬‬
‫ولذلك أعطى المشرع لألجير الحق في اللجوء إلى القضاء وللمحكمة في إطار‬
‫الرقابة الالحقة التي لها على قرار المشغل تقرير ما إذا كان قرار الفصل مبررا أو‬
‫تعسفيا وحسب ما يكون قرار المحكمة‪ ،‬سواء قضى بمشروعية الفصل أو عدم‬
‫مشروعيته فإن هذا األخير يرتب آثارا تتباين ما بين هذه الحالة أو تلك‪ ،‬لذلك يكون من‬
‫الضروري التمييز في اآلثار المترتبة عن اإلنهاء المشروع والغير المشروع لعقد الشغل‪.‬‬
‫وفي إطار هذا التمييز‪ ،‬فإن اإلنهاء المشروع لعقد الشغل ال يثير أية إشكالية‪،‬‬
‫عكس اإلنهاء الغير المشروع لعقد الشغل‪ ،‬الذي يثير العديد من المشاكل القانونية تنشأ‬
‫منذ الوقت الذي يعمد فيه أحد الطرفين إلى مقاضاة خصمه أمام القضاء(‪ .)3‬كما أن‬

‫‪ -1‬عبد اللطيف خالفي‪" :‬الوسيط في عالقة الشغل الفردية" الطبعة األولى‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية ‪ ،‬الحي المحمدي‪ ،‬مراكش‪ 2001 ،‬ص‬
‫‪.527‬‬
‫‪ -2‬محمد سعد جرندي م‪.‬س ص ‪.103‬‬
‫‪ -3‬بشرى العلوي‪ :‬م‪.‬س ص ‪.30‬‬

‫‪69‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫المشرع أعطى لألجير إمكانية المطالبة إما بالرجوع إلى العمل أو الحصول على‬
‫التعويض‪ ،‬إما عن طريق الصلح التمهيدي‪ ،‬أو أمام المحكمة المختصة‪ ،‬وذلك كلما عمل‬
‫المشغل إلى إنهاء عقد الشغل باإلرادة المنفردة(‪.)1‬‬
‫لذلك سنقسم هذا المبحث إلى ثالث مطالب نتطرق في أولهما إلى إشكالية إرجاع‬
‫األجير المفصول إلى عمله في العمل القضائي‪ ،‬ونبحث في ثانيها التعويض عن األجرة‬
‫مع أمثلة تطبيقية‪ ،‬ونختم بموقف المجلس األعلى من التعويضات الناتجة عن عقد الشغل‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬إشكالية إرجاع األجير المفصول إلى‬


‫عمله ودور القضاء‪.‬‬
‫لقد قرر المشرع المغربي من خالل المقتضيات الفقرة األخيرة من الفصل‬
‫السادس من النظام النموذجي‪ ،‬المنسوخ‪ ،‬أن الحكم بإرجاع األجير إلى عمله‪ ،‬يأخذ أثره‬
‫منذ تاريخ إعالن المشغل عن إنهاء العقد فعال‪ .‬وبكيفية تعسفية‪ ،‬فمثال األجير الذي يطرد‬
‫من المؤسسة دون أي سبب مشروع تم تصدر المحكمة اإلبتدائة حكما يقضي بارجاعه‬
‫إلى عمله بعد مرور ستة األشهر على عملية الطرد‪ ،‬يستحق تعويضا مقطوعا‪ -‬باإلضافة‬
‫إلى تقرير الرجوع‪ -‬يوازي مبلغ األجر الذي كان سيحصل عليه لو استمر في عمله إلى‬
‫يوم صدور الحكم(‪.)2‬‬
‫فعندما يقوم المشغل بإنهاء العقد فورا نتيجة االعتماد على خطأ جسيم مرتكب‬
‫من طرف األجير‪ ،‬إما أن يقبل قرار المشغل وبالتالي فإنه ال وجود للقضاء وال للمراقبة‬
‫القضائية ومساطرها‪ ،‬وهو بذلك قابل لقرار المشغل اقتناعا منه بجدية القرار‪ ،‬أو جهال‬
‫منه بالمساطر التي يجب عليه اتباعها أو بسبب تعقيدات هذه المساطر‪ ،‬أو أن األجير‪،‬‬
‫ينازع في السبب المتخذ من طرف المشغل بشأن فصله عن العمل فيتجه إلى القضاء‬
‫قصد المطالبة بإرجاعه إلى العمل أو المطالبة بالتعويض عن الفصل التعسفي إال أن‬
‫موضوع الحكم بإرجاع األجير المفصول إلى عمله‪ ،‬أثار جدال كبيرا فهل يتعلق األمر‬
‫ببطالن الفصل أم الحكم بمجرد التعويض‪ .‬لذا سنعمل على دراسة موقف القضاء من‬

‫‪ - 1‬محمد الشر قاني‪ :‬م‪.‬س ص ‪.174‬‬


‫‪ -2‬محمد الكشبور‪ :‬م س‪ ،‬ص‪321‬‬

‫‪70‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫طلب الرج وع وشروطه كفقرة أولى ثم موقف المجلس األعلى من مبادرة المشغل في‬
‫طلب اإلرجاع فقرة ثانية‪ ،‬وأخيرا مدى استحالة تنفيذ الحكم القاضي بالرجوع إلى العمل‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬موقف القضاء من طلب الرجوع وشروطه‬
‫إذا كان المشرع قد حاول سابقا األخذ بحل وسط‪ ،‬إذ نصت المادة السادسة من‬
‫النظام النموذجي لسنة ‪ 1948‬المنسوخ بأنه" إذا فصل األجير بدون حق فيجوز للمحكمة‬
‫أن تحكم بإعادة األجير إلى منصبه ابتداءا من تاريخ الفصل‪ ،‬أو الحكم له بالتعويض فغنى‬
‫هذا العمل‪ ،‬لم يصل إلى درجة القبول عند الكل‪ ،‬فقد سلك المجلس األعلى بشأنه حال‬
‫مرنا يتمثل في استحقاق األجرة من تاريخ الفصل‪ ،‬إلى تاريخ الرجوع إلى العمل‪ ،‬إذا قبل‬
‫المشغل الحكم بالرجوع‪ ،‬وعند الرفض يبقى لألجير الحق في المطالبة بالتعويض عن‬
‫الفصل التعسفي ‪،‬وهو نفسه التوجه الذي اعتمدته المادة ‪ 41‬من مدونة الشغل‪ ،‬لكن دون‬
‫احتساب لألجر من يوم الفصل إلى يوم الرجوع‪ ،‬وهو العنصر الجديد الذي لطف من‬
‫إمكانية الرجوع(‪ ،(1‬هكذا يتضح أن المشرع في الفقرة األخيرة من مدونة الشغل‪ ،‬لم‬
‫يحتفظ بنفس الصياغة التي كانت متضمنة للفقرة األخيرة من الفصل السادس من النظام‬
‫النموذجي المشار إليه أعاله حيث اكتفى بالنص على الحكم باإلرجاع أو الحكم‬
‫بالتعويض‪ .‬إال أن المدونة بالرغم من اإلشارة إلى إمكان القضاء الحكم بإرجاع األجير‬
‫إلى عمله إال أنها لم تحدد الشروط الواجب توافرها إلرجاع األجير بل تركت ذلك للعمل‬
‫القضائي‪.‬‬

‫‪ - 1‬سعد بناني‪ :‬م‪.‬س ص ‪.1224‬‬

‫‪71‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫أوال ‪ :‬السلطة التقديرية للمحكمة في توافر الشروط‬
‫إن الحفاظ على مبدأ اإلرجاع وتعزيزه‪ ،‬يكتسي أهمية بالغة على مستوي ضمان‬
‫استقرار الشغل‪ ،‬خاصة في ظل ظروف األزمة االقتصادية وأيضا ظروف البطالة‬
‫هشاشة عالقات الشغل السائدة بالمقاوالت‪.‬‬
‫فمن خالل مجموعة من قرارات المجلس األعلى‪ ،‬والتي صدرت عنه فإنه يجب‬
‫إلرجاع األجير للشغل ضرورة تحقق شرطين ويتمثالن في ;‬
‫أول هذه الشروط ‪ :‬أن يطلب األجير‪ ،‬إرجاعه للعمل فالمحكمة تتقيد بعناصر‬
‫الطلب المعروض عليها‪ ،‬فيجب عليها أال تغفل البث في عنصر أو نقطة من عناصر‬
‫الطلب كما يجب عليها أال تتعدى حدود هذا الطلب‪ ،‬فتفصل في أمور لم تطلب منها‪ ،‬كما‬
‫ال تستطيع المحكمة أن تقضي بأكثر مما طلب منها أو تغير في موضوع الطلب(‪.)1‬‬
‫وكأبرز مثال على ذلك قرار للمجلس األعلى رقم ‪ ،)2(347‬أورد فيه أنه "ال‬
‫يعطى الشخص أكثر مما طلب‪ ،‬وعليه يتعرض للنقض الحكم الذي يقضي للمدعي‬
‫بحطه‪ ،‬وحظ أخيه مع أنه لم يطلب إال حظه‪ .‬وأيضا فيما يخص طلب األجير إرجاعه إلى‬
‫العمل تكريس لمقتضيات الفصل الثالث من قانون المسطرة المدنية‪ .‬وهو ما أكده أيضا‬
‫المجلس األعلى في قرار عدد ‪ .)3(309‬حيث تعيب الطاعنة على القرار خرق الفصل‬
‫‪ 50‬من قانون المسطرة المدنية والفصول ‪ 399‬و ‪ 400‬من قانون المسطرة المدنية ذلك‬
‫أن القرار لم يرد عن دفوعات الطاعنة‪ ،‬والمتعلقة بالمغادرة التلقائية خاصة‪ ،‬وأن‬
‫المطلوبة في النقض ثم إنذارها ولم تعد للعمل رغم توصلها‪.‬‬
‫كما أن هناك دفوعات لم يتم الجواب عنها‪ ،‬كالدفع المتعلق بكون األجيرة لم تقم‬
‫بتنفيذ الحكم االبتدائي القاضي لفائدتها بالرجوع إلى العمل مما يؤكد رغبتها في المغادرة‬
‫التلقائية وعدم االلتحاق بالعمل مما يجعل القرار خرقا للقانون‪.‬‬
‫ثم إن القرار خرق مقتضيات ظهير ‪ 1948‬الذي يخول للمحكمة الخيار في الحكم‬
‫باإلرجاع إلى العمل أو التعويض عن الضرر‪ ،‬والمحكمة مصدرة القرار لما اعتبرت ان‬

‫‪ -1‬ذ‪ .‬حضري عبد العزيز القانون القضائي الخاص ‪ 2006‬ص ‪.185‬‬


‫‪ - 2‬قرار عدد ‪ 347‬بتاريخ ‪ 20‬يونيو ‪-1960‬مجلة القضاء والقانون‪ -‬العدد ‪ 31‬ص ‪.430‬‬
‫‪ - 3‬قرار عدد ‪ 309‬صادر عن الغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى بتاريخ ‪ 2005/3/23‬ملف ‪ (04/1201‬غير منشور) والذي أشارت إليه‬
‫أيضا األستاذة بشرى العلوي م‪.‬س ص ‪.248‬‬

‫‪72‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫المحكمة االبتدائية التي قضت بالرجوع إلى العمل تكون قد خرقت الفصل ‪ 3‬أعاله من‬
‫قانون المسطرة المدنية‪ ،‬رغم أن القانون أعطى للمحكمة حق الخيار‪ ،‬يكون قرارها غير‬
‫مرتكز على أساس وخارق للقانون ومعرضا للنقض‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اختيار القاضي األصلح لألجير‬


‫وهو المتضمن للشرط الثاني ‪ :‬في حالة عدم اللجوء إلى مسطرة الصلح‬
‫التمه يدي أو في حالة عدم نجاح الصلح‪ ،‬يحق لألجير رفع دعواه أمام المحكمة المختصة‬
‫التي تحكم في حالة فصله من عمله تعسفيا إما بإرجاعه إلى عمله‪ ،‬أو حصوله على‬
‫تعويض ولتحقيق اإلرجاع هو اختيار قاضي الموضوع للحكم األصلح لألجير في‬
‫إرجاعه إلى العمل أو الحكم له بالتعويض كل ما بدا له رغبة المشغل‪ ،‬في اإلرجاع نظرا‬
‫الستحالة استمرارية عقد الشغل وإذا امتنع المشغل من إرجاعه فلم يبقى لألجير سوى‬
‫المطالبة بالتعويض(‪.)1‬‬
‫والمشرع المغربي أجاز في الفقرة األخيرة من المادة ‪ 41‬من مدونة الشغل‬
‫للقاضي في حالة ثبوت الفصل التعسفي إما الحكم بإرجاع األجير إلى عمله أو الحكم له‬
‫بالتعويض‪ ،‬ويعد الحكم بأحد الشقين تكريسا للدور اإليجابي للقاضي االجتماعي(‪ .)2‬فهذا‬
‫األخير كما سبقت اإلشارة إلى ذلك يحاول الحفاظ على مبدأ استقرار الشغل‪ ،‬الحكم‬
‫بإرجاع األجير المفصول تعسفيا إلى عمله خاصة حينما يبدي المشغل استعداده إلرجاعه‬
‫إال أن القضاء يعمد إلى تجاوز الحكم بالرجوع ويقتصر على الحكم بالتعويض‪ .‬حيث‬
‫يظهر له خالل مرحلة التصالح أن ال أمل في عودة الحال على ما كانت عليه بين‬
‫الطرفين وخاصة حيث يتعلق األمر بالمؤسسات الصغرى والمتوسطة نظرا للصلة‬
‫المباشرة التي تكون بين المؤاجر وأجرائه‪ ،‬فخيار الرجوع يتم التعامل معه وفق كل حالة‬
‫وحسب ظروف كل قضية‪ ،‬مع الحرص على اختيار األصلح واألنسب لألجير‪ ،‬في حالة‬
‫رفض المؤاجر تنفيذ الحكم القاضي بإرجاع األجير إلى عمله فإن هذا األخير يبقى له‬

‫‪ -1‬بشرى العلوي‪ :‬م‪.‬س ص ‪.243‬‬


‫‪ - 2‬هذا الخيار الممنوح للقاضي ليس جديد في مدونة الشغل وإنما كان منصوصا عليه في الفقرة األخيرة من النظام النموذجي المؤرخ في ‪23‬‬
‫أكتوبر ‪( 1948‬ثم نسخه)‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الحق في طلب التعويض عن الفصل التعسفي(‪ )1‬وهو نفس ما ذهب به قرار الغرفة‬
‫االجتماعية بالمجلس األعلى رقم ‪.)2(1581‬‬
‫ولعل في إعطاء الخيار للمحكمة‪ ،‬باإلضافة إلى المقتضيات المسطرية ما يفيد‬
‫بلورة األصلح‪ ،‬فالقاضي من محاولة التصالح طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 277‬من المسطرة‬
‫المدنية يستطيع التوصل إلى رأي المشغل واإلحاطة بظروف الفصل‪ ،‬وكذا نوعية‬
‫المقاولة وحجمها من حيث إمكانية إرجاع األجير كما أن الدور اإليجابي الذي يتمتع به‬
‫القاضي االجتماعي يؤهله لطلب االطالع على كل المستندات والوثائق والمذكرات‬
‫والحجج التي من شانها أن تنير القضية‪ ،‬وتبعا لهذه المعطيات فإن االقتصار على‬
‫المطالبة بالرجوع على العمل‪ ،‬يسهل على القاضي المطالبة بإصالح المقال وذلك من‬
‫أجل اإلشارة إلى التعويض يجانب طلب الرجوع إلى العمل حتى يتمكن من الحكم بعد‬
‫ذلك عند ثبوت الفصل غير المبرر‪ ،‬بالحكم بأحد الطلبين أي بالرجوع إلى العمل او الحكم‬
‫بالتعويض عن الضرر دون األجر ألن هذا األخير يؤدي مقابل العمل فقط‪ ،‬كما ذهب‬
‫بذلك قرار المجلس األعلى عدد ‪.)3(259‬‬

‫‪ - 1‬مجلة المحامي العدد ‪ 47‬ص ‪.155‬‬


‫‪ - 2‬قرار رقم ‪ 1581‬بتاريخ ‪ 10‬يونيو ‪ 1991‬في الملف االجتماعي عدد ‪ 90/8519‬مشار إليه في "مؤلف االجتهاد القضائي في المادة‬
‫االجتماعية" لألستاذ عبد اللطيف خالفي ص ‪.256-255‬‬
‫‪ -3‬قرار عدد ‪ 259‬الصادر بالغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪ 1985‬منشور بالمجلة المغربية للقانون العدد ‪ 5‬سنة ‪1986‬‬
‫ص ‪.273‬‬

‫‪74‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬موقف المجلس األعلى من مبادرة المشغل في طلب‬
‫اإلرجاع‬
‫أوال ‪ :‬كيف تتم مبادرة المشغل لطلب الرجوع أثناء سريان‬
‫المسطرة بإرجاع األجير إلى عمله‬
‫إن القضاء ال يمكنه أن يحكم بالرجوع إلى العمل إال إذا كان هناك موافقة‬
‫المشغل على استعداده لذلك(‪ .)1‬فاألجير المبلغ بالفصل ال يلزم بقبول عرض الرجوع‬
‫على العمل مادامت واقعة الفصل ثابتة(‪.)2‬‬
‫كما أن هناك حاالت متعددة فيما يتعلق بمبادرة المشغل في طلب الرجوع إلى‬
‫عمله‪ ،‬حيث يطالب فيها األجير الرجوع إلى العمل أثناء سريان الدعوى‪ ،‬وبعد رفعه‬
‫للمقال مثال أكثر من سنة كما هو الحال بالنسبة للقرار عدد ‪ )3(2005/478‬والذي جاء‬
‫في جواب للمجلس األعلى بشأنه "لكن حيث أن المحكمة لما ثبتت لديها من خالل شهادة‬
‫الشهود الدين ثم االستماع إليهم‪ ،‬أن الطاعن قد غادر العمل من تلقاء نفسه في يونيو‬
‫‪ 2001‬وأن الدفع المتعلق بأن طلب الرجوع للعمل كان بعد رفع الدعوى يبقى علة زائدة‬
‫يستقيم القرار بدونها لكون المغادرة التلقائية واقعة مادية يمكن إثباتها بجميع وسائل‬
‫اإلثبات‪ ،‬وهو ما خلص إليه القرار مما جعله مطابقا للصواب ‪ "...‬مما يدل أن المشغل‬
‫أثبت بواسطة الشهود أنه غادر العمل من تلقاء نفسه واألجير الزال يتثبت بكونه قد‬
‫تعرض للطرد التعسفي‪ ،‬وأن مطالبته بالرجوع كان بعد فوات سنة من رفضه للمقال‪.‬‬

‫‪ -1‬قرار لغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى رقم ‪ 1233‬بتاريخ ‪ 13‬مايو ‪ 1991‬في الملف االجتماعي عدد ‪ 89/9897‬مجلة المحاكم المغربية‬
‫العددان ‪ 56-54‬لسنة ‪ 1992‬ص ‪ 89‬وعبد اللطيف خالفي "االجتهاد القضائي في المادة االجتماعية" ص ‪.255‬‬
‫‪ - 2‬محمد بناني‪ :‬الجزء الثاني المجلد الثاني‪ ،‬م‪.‬س ص ‪.1231‬‬
‫‪ - 3‬قرار عدد ‪ 478‬صادر عن الغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى بتاريخ ‪ 2005/05/04‬ملف اجتماعي ‪ 121‬أشارت إليه بشرى العلوي م‪.‬س‬
‫ص ‪244‬‬

‫‪75‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ثانيا ‪ :‬عدم تزويد المشغل بالعنوان الجديد لألجير واألثر‬
‫القانوني‬
‫إن األجير الذي لم يزود مشغله بالعنوان الجديد ال يمكن مواجهته بعدم توصله‬
‫برسالة الرجوع إلى العمل‪ ،‬وبالتالي يترتب على دالك آثار قانونية سلبية في مواجهة‬
‫األجير‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالمغادرة التلقائية وهو المبدأ الذي كرسه المجلس األعلى في‬
‫قراره عدد ‪ )1(966‬حينما رد المجلس األعلى "حيث يتبين صحة ما عابته الطالبة في‬
‫القرا ر المطعون فيه ذلك أنها دفعت بأن األجير المطلوب في القرار المطعون فيه ذلك‬
‫أنها دفعت بأن األجير المطلوب في النقض‪ ،‬هو الذي غادر عمله ولم يكن موضوع طرد‬
‫من طرفها وأكدت بأنها أنذرته من أجل استئناف عمله فتعذر التوصل باإلنذار بالرجوع‬
‫إلى العمل‪ ،‬ال يرجع على المشغلة وإنما إلى األجير الذي يزود مشغلته بعنوان مسكنه‬
‫الجديد حتى تتمكن من مراسلته وهذا ما أكده العون القضائي المكلف بالتبليغ‪.‬‬
‫هكذا يتضح أن نص المادة ‪ 41‬من مدونة الشغل يضعنا أمام أمرين إما الحكم‬
‫بالرجوع إلى العمل أو الحكم بالتعويض وفي هذا االتجاه إعطاء الخيار للقضاء قصد‬
‫تلبية قرار الرجوع أو التعويض‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬مدى استحالة تنفيذ الحكم القاضي بالرجوع إلى العمل‬
‫تنص الفقرة الرابعة من المادة ‪ 41‬من مدونة الشغل‪..." ،‬على أنه في حالة تعذر‬
‫أي اتفاق بواسطة الصلح التمهيدي‪ ،‬يحق لألجير رفع دعوى أمام المحكمة المختصة التي‬
‫ل ها أن تحكم في حالة ثبوت فصل األجير تعسفيا إما بإرجاع األجير إلى شغله أو حصوله‬
‫على تعويض عن الضرر‪".‬‬

‫أوال ‪ :‬اآلثار القانونية لرفض الحكم القاضي باإلرجاع‬


‫يعتبر الحكم باإلرجاع إلى الشغل‪ ،‬عند ثبوت الفصل التعسفي من المسائل التي‬
‫كثر حولها السجال وتضاربت بشأنها آراء الفقه واجتهادات القضاء‪ .‬وفي الحقيقة فإن‬
‫الحكم بإرجاع األجير إلى عمله كثيرا ما ال يجد أذانا صاغية من أصحاب المعامل‬
‫العتبارات واقعية بالخصوص‪.‬‬

‫‪ 1‬قرار عدد ‪ 986‬صادر عن الغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى بتاريخ ‪ 2004/10/06‬ملف ‪( 03/1261‬غير منشور) أشارت إليه بشرى‬
‫العلوي م‪.‬س ص ‪.244‬‬

‫‪76‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫والمشرع المغربي لم يتحدث ال في النصوص الملغاة ال في مدونة الشغل الحالية‬
‫عن مؤيدات الحكم القضائي والقاضي بإرجاع األجير المفصول تعسفيا إلى عمله‪ ،‬ربما‬
‫لصعوبة وجود حل مرض للطرفين معا‪.‬‬
‫وكما أشار إلى ذلك األستاذ موسى عبود في مؤلفه حول دروس في القانون‬
‫االجتماعي المغربي" إرجاع األجير إلى العمل بحكم قضائي حين يطرح هذا الحكم بأن‬
‫اإلعفاء كان تعسفيا هو من المشاكل العويصة التي تضاربت فيها اآلراء واختلفت‬
‫التشريعات بشأنها‪.‬‬
‫فأنصار هذا التدبير يرون بأنه يمثل وسيلة فعالة وناجعة لحماية األجير من‬
‫تعسف المؤاجر الذي يعلم أنه إذا فصل األجير بدون سبب مشروع‪ ،‬فهو معرض للحكم‬
‫عليه بإرجاع ذلك األجير إلى منصبه مع أداء األجور التي حرم منها خالل المدة التي‬
‫بقي فيها متقطعا عن العمل ولو استمرت عدة سنوات‪ .‬مما يشكل ضمانة مهمة لهذا‬
‫األجير(‪.)1‬‬
‫وقد اعتبر المشرع الجزائري لسنة ‪ 1982‬كل إنهاء تعسفي باطل يستوجب إعادة‬
‫العامل إلى عمله مع التعويض عن األضرار األخرى التي تلحق العامل‪.‬‬
‫وهكذا تنص المادة ‪ 79‬على أنه في حالة الفصل التعسفي أو في خالة خرق‬
‫األحكام التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪ ،‬فإن القاضي يأمر بإعادة دمج العامل‬
‫في منصب عمله األصلي مع منحه التعويضات المستحقة له وإذا عارضت المؤسسة‬
‫المستخدمة إعادة دمج العامل الفعلية‪ ،‬يستمر العامل في التمتع بجميع حقوقه الناجم عن‬
‫عالقة عمله(‪.)2‬‬
‫أما معارضوه ‪ :‬فيرون بأن العالقة التي تربط المؤاجر باألجير يجب أن تكون‬
‫قائمة على حسن التعامل وعلى هيبة صاحب المؤسسة و سلطته على األجراء‪ ،‬ويبررون‬
‫ذلك بكون رب العمل هو أكثر الناس حرصا على مقاولته‪ ،‬وأنه ال يعمد إلى فصل أحد‬
‫أجرائه إال إذا صدر منه خطأ جسيم‪ ،‬من شانه اإلخالل بتوازن المؤسسة أو سيرها أو‬
‫عندما يصبح هذا األجير خطرا عليها‪.‬‬

‫‪ -1‬موسى عبود‪ " :‬م س ‪ ،‬ص ‪ 218‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪ -2‬فريدة المحمودي‪ " :‬محاضرات في القانون اإلجتماعي" م س ‪ ،‬ص ‪.294‬‬

‫‪77‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫وبطرد المؤاجر لألجير‪ ،‬تسوء عالقتهما‪ ،‬وإجباره قضائيا على إرجاعه إلى‬
‫عمله‪ ،‬من شانه أن يعرض سلطته لالحتقار أمام باقي األجراء وأن يؤدي إلى فقدان‬
‫االنضباط كما يساعد على تفشي روح التمرد والفوضى داخل المقاولة ناهيك عن‬
‫الصعوبات الجمة التي تعترض تنفيذ هذا الحكم خاصة إذا طالت إجراءات الدعوى وما‬
‫يترتب عنها من نشوء بذور الحقد والضغينة بين األطراف (األجير والمشغل) وانعدام‬
‫الثقة المتبادلة التي تعتبر ضرورية الستمرار عالقة الشغل‪.‬‬
‫كما أن إصدار المحكمة للحكم القاضي باإلرجاع دون التأكد من تحقق تنفيذه‬
‫سيمنح فرصة للمؤاجرين لتحقير المقررات القضائية وإفقادها لقدسيتها وهيبتها(‪.)1‬‬
‫ويستند هذا االتجاه على عدة مبررات منها أساسا ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن الحكم باإلرجاع غالبا ما يكون غير ذي فائدة ومجردا من أية فعالية طالما‬
‫يصعب تنفيذه رغما عن إرادة المشغل علما بأن الفصل صريح في قانون االلتزامات‬
‫والعقود يقضي بأن االلتزام بعمل يتحول عند عدم الوفاء به‪ ،‬إلى االلتزام بالتعويض‬
‫(‪ )261‬وبالتالي فال موجب أصال للحكم بالغرامة التهديدية ضد المشغل الممتنع عن تنفيذ‬
‫الحكم باإلرجاع كما قضت بذلك العديد من قرارات المجلس األعلى(‪.)2‬‬
‫ب‪ -‬إن الحكم باإلرجاع يمس بهيبة المشغل خاصة في المقاوالت الصغرى التي‬
‫تسود بها العالقات الشخصية ما بين المشغل وأجرائه وهي التي تسود بها تلك العالقات‬
‫الشخصية ما بين المشغل وأجرائه وهي التي تتيح له الفرصة لالنتقام من األجير الذي‬
‫أعيد إلى عمله رغما عن إرادته‪.‬‬
‫ج‪ -‬إن فرض إرجاع األجير ضدا على إرادة مشغله_ ولو بحكم قضائي _قد‬
‫يؤدي إلى نتيجة عكسية على مستوى التشغيل طالما لن يتسرع المشغل في التشغيل إال‬
‫بعد معرفة خاصة وشخصية بالمرشحين للشغل‪.‬‬
‫د‪ -‬إن تقرير مبدأ اإلرجاع يعتبر بمثابة تجاوز لحرية األطراف‪ ،‬وتسلط عليها‬
‫وال ينسجم مع روح االقتصاد الليبرالي حيث يعتبر المشغل هو الحكم الوحيد في مقاولته‬

‫‪ - 1‬عقود العمل والمنازعات االجتماعية من خالل قرارات المجلس األعلى" الذكرى الخمسينية لتأسيس المجلس األعلى‪ .‬الندوة الجهوية‬
‫التاسعة مقر محكمة االستئناف بحي الرياض السالم أكادير ‪ 06-05‬يوليوز ‪ 2007‬ص ‪ 262‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬من ضمنها القرارات الصادرة في ‪ 1986-7-28‬و ‪ 1988-3-28‬و ‪( 1991-06-10‬منشورة بمجلة المحاكم المغربية عدد ‪.66‬‬

‫‪78‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫وتحديدا في اختيار أجرائه(‪.)1‬وبالرغم من أن القضاء المغربي ويتزعمه المجلس‬
‫األعلى‪ ،‬قد سبق له أن اعتمد في قراراته على الغرامة التهديدية المنصوص عليها في‬
‫الفصل ‪ 448‬من قانون المسطرة المدنية كوسيلة قانونية للضغط على المشغل من أجل‬
‫الدفع به إلى تنفيذ الحكم القضائي الخاص بإرجاع األجير إلى عمله‪ ،‬ربما تأثرا منه‬
‫بالرأي الفقهي السالف الذكر‪ ،‬حيث لم يرتب أي أثر قانوني على عدم تنفيذ الحكم‬
‫باإلرجاع بل وقد ذهب إلى حد تقرير عدم صحة تطبيق الغرامة التهديدية في هذا‬
‫المجال(‪ .)2‬والمشرع بدوره كان حريصا على مراعاة عنصري حجم المؤسسة وأقدمية‬
‫األجير‪ .‬وهكذا نالحظ أنه ميز بين حالتين‪:‬‬
‫فبالنسبة للمقاوالت التي تشغل على األقل ‪ 12‬أجير‪ ،‬وبخصوص األجراء في‬
‫المقاوالت في حالة الطرد مع غياب السبب الحقيقي والجدي وهي‪:‬‬
‫‪ -‬إرجاع األجير مع الحفاظ بنفس المكتسبات‪ ،‬على أن القاضي ال يكون ملزما‬
‫باقتراحها‪ ،‬وحتى إن اقترحه فيمكن ألحد األطراف أن يرفضها‪ ،‬و ال يمكن أن تفرض‬
‫رغم إرادته‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء تعويض لألجير على أن ال يقل عن األجر اإلجمالي للستة أشهر‪.‬‬
‫الحكم على المقاولة بدفع تعويضات البطالة في حدود ‪ 6‬أشهر‪ ،‬أما بالنسبة‬ ‫‪-‬‬
‫للمقاوالت التي تشغل أقل من ‪ 12‬األجير أو بالنسبة لألجراء الذين تقل أقدمتهم عن سنتين‬
‫فإن العقوبة الوحيدة المقررة تكمن في الحكم بأداء تعويض عن األضرار التي لحقت‬
‫باألجير‪.‬‬
‫يالحظ بخصوص إمكانية الحكم باإلرجاع في القانون الفرنسي أنها أحيطت بمجموعة من‬
‫القيود‪ ،‬ال شك أنها أفرغت هذه اإلمكانية من كل قوة ملزمة‪ ،‬وذلك كترك الحرية‬
‫للقاضي في قرار حق اإلرجاع دون أن يكون ملزما تشريعيا بذلك‪ ،‬وعدم وجود مايلزم‬
‫المشغل باإلمتثال لحل اإلرجاع في حالة اقتراحه من طرف القاضي‪ ،‬وقد يكون من‬

‫‪ - 1‬محمد الشرقاني م‪.‬س ص ‪.175‬‬


‫‪ -2‬محمد الكشور‪ ":‬انهاء عقد الشغل" م س ‪ ،‬ص ‪.225‬‬

‫‪79‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫دوافع اقرارا المشرع الفرنسي لهذه المقتضيات‪ ،‬أهمية التعويضات التي سيتفيد منها‬
‫األجير ويتحملها المشغل(‪.)1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬توصيات ندوات القضاء االجتماعي حول الحكم‬


‫بإرجاع األجير‬
‫وقد تبين أن التوصيات الصادرة عن الندوة الثانية للقضاء االجتماعي المنعقدة‬
‫بالمعهد الوطني للدراسات القضائية أيام ‪ 26/25‬فبراير ‪ ،1991‬لم تعرف طريقها‬
‫للتطبيق بجل المحاكم هذه التوصيات أكدن على ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التعامل مع دعوى الخيار بين الحكم بالتعويض أو الرجوع إلى العمل بكامل‬
‫الحرص وفق المدلول الذي اتجهت إليه الندوة وذلك باجتناب االستجابة لطلب الرجوع‬
‫إلى العمل إال عند النص على ذلك في العقد الفردي أو االتفاقية الجماعية‪.‬‬
‫‪ -2‬إثارة المحكمة في إطار دورها اإليجابي انتباه المدعى إلى تصحيح طلبه‬
‫وذلك في الحالة التي يتقدم بها بطلب الرجوع إلى العمل كمطلب وحيد‪ ،‬قصد تحديد مبلغ‬
‫التعويض عن الطرد التعسفي تسهيال لممارسة الخيار‪.‬‬
‫‪ -3‬إن رفض المشغل إرجاع األجير إلى عمله ال يخوله إال الحق في طلب‬
‫التعويض دون األجر من تاريخ الطلب إلى تاريخ الحكم(‪.)2‬‬
‫أما التوصيات الصادرة عن الندوة الثالثة للقضاء االجتماعي في مارس ‪2004‬‬
‫فقد تمثلت في المطالبة بعدم االستجابة لدعوى اإلرجاع إلى العمل إال إذا وافق عليها‬
‫األجير والمؤاجر وإال فسيحكم بالتعويض(‪.)3‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التعويضات الناتجة عن الفصل‬


‫التعسفي وأهم مستحقات عقد الشغل مع‬
‫إعطاء أمثلة تطبيقية‪.‬‬
‫المشاهد في قضايا نزاعات الشغل الرائجة لدى المحاكم أن األجير يضمن مقاله‬
‫اال فتتاحي للدعوى مجموعة كبيرة من المطالب منها التعويضات عن الفسخ التعسفي‬
‫وكذلك عن اإلعفاء وتعويضات عن ساعات إضافية أو عن عطلة سنوية لم يتمتع بها أو‬
‫‪ -1‬فريدة المحمودي‪ ":‬محاضرات في القانون اإلجتماعي" م س‪ ،‬ص ‪ 297‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -2‬الندوة الثانية للقضاء االجتماعي المنعقدة بالمعهد الوطني للدراسات القضائية أيام ‪ 26/25‬فبراير ‪.1991‬‬
‫‪ - 3‬الندوة الثالثة للقضاء االجتماعي سلسلة الندوات واللقاءات الدراسية ‪ ،‬مكتبة دار السالم الرباط‪ ،‬مارس ‪ 2004‬ص ‪.76-75‬‬

‫‪80‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫أجور لم يتقاضاها بعد‪ ،‬لكنه من الضروري التمييز بين المطالب المبنية على اإلعفاء‬
‫والمطالب األخرى المبينة على عقد الشغل والتي يمكن المطالبة بها حتى ولو لم يكن‬
‫هنالك إعفاء(‪.)1‬‬
‫ولهذا فيجب أن نميز بين التعويضات الناتجة عن الفصل والتي أساسها‬
‫المسؤولية التقصيرية للمشغل ال يستحقها إال إذا ثبت أن الفصل الذي تعرض له األجير‬
‫فصال تعسفيا والمستحقات الناتجة عن عقد الشغل وهي التعويضات عن مستحقات األجير‬
‫سواءا ثبت طرده بصفة تعسفية أو كان طرده طردا مبررا ولذلك سوف نعمل على‬
‫دراسة التعويضات الناتجة عن الفصل التعسفي مع إعطاء أمثلة تطبيقية (الفقرة األولى)‬
‫وأهم المستحقات الناتجة عن عقد الشغل مع إعطاء أمثلة تطبيقية (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التعويضات الناتجة عن الفصل التعسفي مع إعطاء‬
‫أمثلة تطب يقية‪.‬‬
‫إذا أعملت المحكمة خيارها في اتجاه الحكم بالتعويض عوض اإلرجاع عندما‬
‫يثبت لها أن الفصل كان تعسفيا فإنها ال تقضي بتعويض بمبلغ جزافي بل قننت مدونة‬
‫الشغل التعويضات(‪ )2‬حيث تنص المادة ‪ 41‬من المدونة على أنه يحق للمتضرر في حالة‬
‫إنهاء الطرف اآلخر للعقد تعسفيا مطالبته بالتعويض عن الضرر وتحدد الفقرة األخيرة‬
‫من نفس المادة مبلغه على أساس أجر شهر ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة‬
‫على أن ال يتعدى سقف ‪ 36‬شهرا(‪ )3‬في حين أن في القانون السابق كان تقدير التعويض‬
‫مسألة موضوعية خاضعة لتقدير قاضي الموضوع يجب أن يبين فيها معتمده‪ ،‬ومصدر‬
‫اقتناعه‪ ،‬مع التطرق إلى كل الدفوعات حتى ال يكون هناك أي ضعف في التعليل‪ ،‬ومع‬
‫احترام األسس القانونية فإن قاضي الموضوع تبعا لسلطته التقديرية كان ينظر إلى‬
‫األضرار المادية والمعنوية‪ ،‬التي أصيب بها الطرف المتضرر طبقا للفصل ‪ 754‬من‬
‫قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬باإلضافة إلى التعويض عن أجل اإلخطار‪ ،‬والمنصوص عليه‬
‫أصال في نفس الفصل كتعويض منفصل عن التعويض عن الضرر‪ ،‬إال أنه بعد صدور‬

‫‪ -1‬موسى عبود‪ :‬مرجع سابق ص ‪.208‬‬


‫‪ -2‬محمد الشرقاني‪ :‬مرجع سابق ص ‪..182‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 41‬من مدونة الشغل‬

‫‪81‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫المدونة لم يعد التعويض عن الضرر خاضعا لمقتضيات الفصل ‪ 754‬من قانون‬
‫االلتزامات والعقود(‪ )1‬أيضا كان الفصل السادس من النظام النموذجي لسنة ‪ 1948‬ينص‬
‫أ ن التعويض الذي تحكم به المحكمة في حالة ثبوت تعسف المشغل‪ ،‬يقدر حسب الطروف‬
‫المحيطة بكل قضية على حدة وحسب الضرر الالحق بالعامل(‪.)2‬‬
‫وإذا كان المشرع في مدونة الشغل قد رسخ مبدأ التعويض عن الفصل التعسفي‬
‫في أجل اإلخطار‪ ،‬والفصل والضرر‪ ،‬وإن كان قد حدد هذا األخير بطريقة حسابية ولم‬
‫يعد خاضعا للسلطة التقديرية للقضاء‪ ،‬فإن المشرع لم يبرز أساس هذه التعويضات التي‬
‫اعتبرها القضاء الفرنسي بأنها ليست أجرا مقابل العمل المؤدى‪ ،‬ولكنها تعويض عن‬
‫ضرر ناتج عن إنهاء عقد الشغل‪ ،‬يسعى إلى إصالح الضرر الناتج عن ضياع الشغل‪،‬‬
‫والذي يحدد تبعا للمدة التي قضاها األجير المفصول في العمل‪ ،‬علما بأنه ليس هناك ما‬
‫يمنع طرفي العقد من تحديد مقدار في عقد الشغل أعلى من المقادير المحددة قانونا‪،‬‬
‫والمالحظ أن المشرع‪ ،‬نظم التعويض عن إنهاء عقد الشغل المحدد المدة قبل حلول أجله‬
‫بفقرة واحدة هي الفقرة األخيرة من المادة ‪ 33‬من مدونة الشغل‪ ،‬في حين أنه نظم‬
‫التعويض عن إنهاء عقد الشغل غير المحدد المدة بصفة تعسفية بعدة مواد‪ ،‬تميز بين‬
‫التعويض عن الفصل المنصوص عليه في المادة ‪ 52‬عن التعويضين عن الضرر‪ ،‬وعن‬
‫أجل اإلخطار المنصوص عليهما على التوالي في المادتين ‪ 41‬و ‪ 51‬من مدونة الشغل‪،‬‬
‫كما تشير المادة ‪ 61‬من مدونة الشغل إلى أنه‪ " :‬يمكن فصل األجير من الشغل‪ ،‬دون‬
‫مراعاة أجل اإلخطار‪ ،‬ودون تعويض عن الفصل‪ ،‬وال تعويض عن الضرر عند ارتكابه‬
‫خطأ جسيما"‪.‬‬
‫وبمفهوم المخالفة فإن األجير يكون محقا في هذه التعويضات الثالثة عند فصله‬
‫فصال تعسفيا‪ .‬وهو المبدأ الذي تم التأكيد عليه في المادة ‪ 293‬من مدونة الشغل‪ ،‬التي‬
‫أبانت بأن عدم امتثال األجير للتعليمات الخصوصية المتعلقة بقواعد السالمة وحفظ‬

‫‪ -1‬محمد سعيد بناني‪ ":‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل" الجزء الثاني‪ :‬المجلد الثاني مرجع سابق ص ‪.1238‬‬
‫‪ -2‬فريدة المجمودي‪ :‬مرجع سابق ص ‪.289‬‬

‫‪82‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الصحة يعد خطأ جسيما يمكن أن يترتب عنه فصله من الشغل دون إخطار و ال تعويض‬
‫عن الفصل‪ ،‬و ال عن الضرر(‪.)1‬‬
‫إذن فالمشرع قد رسخ في مدونة الشغل مبدأ التعويض عن الفصل التعسفي في‬
‫أجل اإلخطار‪ ،‬والفصل‪ ،‬والضرر‪ ،‬باإلضافة إلى تعويض آخر وهو التعويض عن فقدان‬
‫الشغل والذي يعتبر من التعويضات المضافة نظرا لتعلقه بحالة معينة من الفصل‪.‬‬
‫إذن فما هي هذه التعويصات وكيف يتم احتسابها؟‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعويض عن المباغثة أو المفاجئة‪:‬‬


‫يعتبر اإلنهاء فجائيا إذا ما التجأ أحد أطراف العقد غير محدد المدة إلى إنهائه‬
‫بدون احترام مهلة اإلخطار‪ ،‬ويوصف بأنه إنهاء فجائي كذلك إذا أخطر المشغل العامل‬
‫باإلنهاء ثم قام بعد ذلك بوضع حد للعقد قبل انقضاء مهلة اإلخطار ولو بيوم واحد(‪.)2‬‬
‫وأجل اإلخطار يختلف من حيث نطاقه‪ ،‬مدته‪ ،‬من أجير إلى آخر بحسب أقدميته‬
‫أو صنفه أو درجته المهنية كما سيحدد ذلك في نص تنظيمي‪ ،‬وبالتالي فإن ملغ التعويض‬
‫سيعادل األجر المناسب لفترة األجل المخصص لكل أجير‪ ،‬وفي ضوء االعتبارات‬
‫السابقة فإذا كان األجير وبالنظر ألقدميته أو درجته المهنية يستفيد مثالمن أجل إخطار‬
‫مدته ستة أشهر ولم يخوله إياه المشغل فإن هذا األجير يصبح ملتزما بأداء تعويض‬
‫يوازي أجر الستة األشهر وهو ما يعني أنه تعويض جزافي محدد من طرف المشرع ال‬
‫يستند على عنصر الضرر وال تقدير للمحكمة بشأنه في حين أنه في مدونة الشغل يحسب‬
‫التعويض عن عدم إعطاء أجل اإلخطار أو قبل انصرام مدته على أساس األجر الذي‬
‫يتقاضاه األجير‪ ،‬يؤدي إلى التساؤل‪ ،‬هل يعتبر األداء في هذه الحالة أجرا أم تعويضا‪،‬‬
‫طبعا عند النص على هذا التعويض من طرف المشرع فإن هذا األخير يهدف إلى‬
‫إصالح الضرر الناتج عن عدم احترام أجل اإلخطار ألن األجير عندما يتقاضى تعويضا‬
‫موازيا ألجرة أسبوع مثال فإن ذلك ال يعني أجرة أسبوع بالمعنى القانوني لهذه العبارة‬
‫وإنما تعويضا إلصالح الضرر مستندا في تقديره إلى طريقة احتساب األجور فقط‪ ،‬لكن‬

‫‪ -1‬محمد سعيد بناني‪ ":‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل" الجزء الثاني‪ :‬المجلد الثاني مرجع سابق ص ‪.1240-1239‬‬
‫‪ -2‬مباركة دونيا‪ :‬حقوق العامل بعد انهاء عقد الشغل بين التشريع الحالي والقانون رقم ‪ 65-99‬المتعلق بمدونة الشغل" دار النشر الجسور‪،‬‬
‫وجدة‪ 2004 ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪83‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫عندما يعفى المشغل األجير من دون أن يقوم هذا األخير بشغله فإن من الفقه من نزع‬
‫على األداء المقابل سمة األجر‪.‬‬
‫ولهذا فإن التعويض الذي سيكون المقابل عادة ألداء الشغل الفعلي يتغير تبعا‬
‫لحالة ما إذا كان أجل اإلخطار أم ال(‪.)1‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 43‬من مدونة الشغل على أنه ينظم أجل اإلخطار ومدته‬
‫بمقتضى النصوص التشريعية‪ ،‬أو التنظيمية‪ ،‬أو عقد الشغل‪ ،‬أو اتفاقية الشغل الجماعية‪،‬‬
‫أو النظام الداخلي‪ ،‬أو العرف‪ .‬واإلخطار سواءا صدر من األجير أو من المشغل يعتبر‬
‫تصرفا قانونيا من جانب واحد و ال يتطلب إلنتاج أثره موافقة الطرف اآلخر عليه‪ ،‬إال‬
‫أنه يجب أن تتحقق له الشروط الالزمة لوجود وصحة التصرفات القانونية إذ ال بد أن‬
‫يصدر عن المشغل نفسه أو من ينوب عنه كما يلزم أن يكون صحيحا خاليا من عيوب‬
‫الرضى‪ ،‬فقانون العمل المصري لم يتطلب بيانات محددة فإنه في المقابل ال بد أن يكون‬
‫كتابة أو شفاهة‪ ،‬إن كان ال يتطلب بيانات محددة فإنه في المقابل ال بد أن يكون قاطعا‬
‫وداللته على نية إنهاء العقد مما يجعل الصيغ المبهمة ال تفيد النية في إنهاء العقد‪.‬‬
‫أما بالنسبة للقانون األردني فإنه بمقتضى المادة ‪ / 23‬من قانون العمل فإنه يجب‬
‫على الطرف الذي يرغب في اإلنهاء أن يشعر الطرف اآلخر برغبته هذه قبل شهر واحد‬
‫على األقل من التاريخ الذي يحدده لإلنهاء‪ ،‬ويعتبر هذا النص قاعدة آمرة وبالتالي فالمدة‬
‫التي يقررها اإلشعار هي من النظام العام لذلك ال يجوز تخفيضها عن مدة شهر‪ ،‬كما ال‬
‫يجوز لهما اإلتفاق على ذلك‪ ،‬وال يبدأ سريان هذا األجل إال من تاريخ صدور اإلرادة‬
‫المنفردة عمال بالقواعد العامة لسريان المدد القانونية‪.‬‬
‫أما بالنسبة للقانون المغربي‪ ،‬فهو لم يحدد شكال إلخطار‪ ،‬ما إذا كان كتابيا او‬
‫شفاهيا‪ ،‬وبقي ذلك خاضعا للقواعد العامة في اإلثبات(‪.)2‬‬
‫ويعفى كل من األجير والمؤاجر من وجوب التقيد بأجل اإلخطار في حالة القوة‬
‫القاهرة‪ ،‬وقد حدد المرسوم رقم ‪ 2 -04 -469‬الصادر بتاريخ ‪ 16‬ذي القعدة ‪29( 1425‬‬
‫ديسمبر ‪ )2004‬أجل اإلخطار كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد سعيد بناني‪ ":‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل" الجزء الثاني المجلد الثاني‪ :‬مرجع سابق ص‪525‬‬
‫‪ -2‬بشرى العلوي‪ :‬مرجع سابق ص ‪.324‬‬

‫‪84‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫بالنسبة لألطر ومن شابههم‪ ،‬حسب أقدميتهم‪.‬‬
‫‪ -‬أقل من سنة شهرا واحدا‪.‬‬
‫‪ -‬من سنة إلى خمس سنوات شهران‪.‬‬
‫‪ -‬أكثر من خمس سنوات ثالثة أشهر‪.‬‬
‫بالنسبة للمستخدمين والعمال‪ ،‬حسب أقدميتهم‪:‬‬
‫‪ -‬أقل من سنة ثمانية أيام‪.‬‬
‫‪ -‬من سنة إلى خمس سنوات شهرا واحدا‪.‬‬
‫‪ -‬أكثر من خمس سنوات شهران(‪.)1‬‬
‫إال أنه هناك حاالت يعفى فيها المشغل من االلتزام بمهلة اإلخطار إذن فما هي‬
‫هذه الحاالت؟ وكيف يتم احتساب التعويض عن أجل اإلخطار؟‬
‫أ‪ -‬اإلعفاء القانوني من االلتزام بمهلة اإلخطار‪:‬‬
‫نصت الفقرة األولى من المادة ‪ 43‬من مدونة الشغل‪ ،‬على أنه "يكون إنهاء عقد‬
‫الشغل غير المحدد المدة‪ ،‬بإرادة منفردة مبنيا على احترام أجل اإلخطار مالم يصدر خطأ‬
‫جسيم عن الطرف اآلخر"(‪.)2‬‬
‫فالقاع دة العامة أن ارتكاب خطأ جسيم من طرف أحد المتعاقدين يعفى الطرف‬
‫اآلخر من االلتزام بمهلة اإلخطار‪ -‬فمثال فقد نصت المادة ‪ 61‬من مدونة الشغل على أنه‪:‬‬
‫"يمكن فصل األجير من الشغل دون مراعاة أجل اإلخطار‪...‬عند ارتكابه خطأ جسيما"(‪)3‬‬
‫وبالنسبة للمشغل فالقاعدة تستفاد من مطلع المادة ‪ 43‬أعاله والتي تخاطب الطرفين معا‪،‬‬
‫وقد جاء فيها أنه‪" :‬يكون إنهاء عقد الشغل غير محدد المدة‪ ،‬بإرادة منفردة‪ ،‬منيا على‬
‫احترام أجل األخطار‪ ،‬ما لم يصدر خطأ جسيم عن الطرف اآلخر‪"...‬‬
‫فالخطأ الجسيم يبعد مسؤولية المتعاقد اآلخر‪ ،‬وهو أمر تم التأكيد عليه في المادة‬
‫‪ 51‬من مدونة الشغل إذن فالخطأ الجسيم يجعل االحتفاظ بالعالقة العقدية غير ممكنة حتى‬
‫أثناء أجل اإلخطار‪ ،‬فسواءا وقع ارتكابه أثناء سريان عقد الشغل بصورة طبيعية‪ ،‬أم أثناء‬

‫‪ -1‬مجلة المحامي‪ :‬العدد ‪ 47‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬الحي المحمدي‪ ،‬مراكش‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 43‬من مدونة الشغل‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 61‬من مدونة الشغل‬

‫‪85‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫أجل اإلخطار نفسه‪ ،‬فإن الطرف المتسبب في اإلنهاء نتيجة ارتكابه خطأ جسيما يصح في‬
‫األصل محروما من أي تعويض‪.‬‬
‫أيضا فقد جاء في الفقرة األخيرة من المادة ‪ 43‬من مدونة الشغل ما يلي‪" :‬يعفى‬
‫المشغل واألجير من وجوب التقيد‪ ،‬بأجل اإلخطار في حالة القوة القاهرة"‪ ،‬فهذه في‬
‫مفهومها الكالسيكي تجعل العقد منتهيا دون احترام ألجل اإلخطار‪ ،‬المنصوص عليه في‬
‫النصوص التشريعية‪ ،‬أو التنظيمية‪ ،‬أو عقد الشغل‪ ،‬أو اتفاقية الشغل الجماعية‪ ،‬أو النظام‬
‫الداخلي‪ ،‬أو العرف(‪.)1‬‬
‫وأيضا تؤخذ بمفهومها الشغلي وهي تؤدي بدورها إلى التحلل من العقد دون‬
‫مراعاة أجل اإلخطار‪ ،‬فالقوة القاهرة باعتبارها حدثا خارجا عن إرادة الطرفين إذ ولهذا‬
‫فال يعقل أن يلزم أحدهما باألثر المتمثل في التعويض‪.‬‬
‫ثم هناك اإلعفاء القانوني من مهلة اإلخطار في إطار المادة ‪ 13‬من مدونة الشغل‬
‫حيث أن فترة اإلختبار هي الفترة التي تسمح للطرفين بمعرفة إمكانية قيام العقد لمدة غير‬
‫محدودة أم ال(‪ ،)2‬وهي بذلك تبرر‪ ،‬من حيث المبدأ‪ ،‬إنهاء العقد سواءا أثناءها أو عند‬
‫انتهائها‪ ،‬ولهذا فإن غياب مدة معينة ألجل اإلخطار خالل هذه الفترة تؤدي بدورها إلى‬
‫إمكانية كل من الطرفين بوضع حد للعقد دون إعطاء أجل لإلخطار‪.‬‬
‫غير أنه إذا قضى األجير أسبوعا في الشغل على األقل‪ ،‬ال يمكن إنهاء فترة‬
‫االختبار دون إعطاء أجل لإلخطار وفي حالة عدم إعطائه ألجل اإلخطار فإنه يكون‬
‫محقا في طلب التعويض(‪.)3‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن المادة ‪ 13‬من مدونة الشغل جعلت أجل اإلخطار أثناء‬
‫فترة اإلختبار على عاتق المشغل فقط دون األجير‪.‬‬
‫ب‪ -‬كيفية احتساب التعويض عن أجل اإلخطار‪:‬‬
‫إن احتساب التعويض عن مهلة اإلخطار يرجع إلى صفة األجير وأقدميته في‬
‫العمل وتبعا ألجرته التي يتقاضاها‪ ،‬وقد صار العمل القضائي على احتساب هذا النوع‬

‫‪ - -1‬محمد الكشبور‪ :‬مرجع سابق ص ‪ 296‬و ‪ 297‬و ‪299‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 13‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد سعيد بناني‪ ":‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل" الجزء الثاني المجلد الثاني‪ :‬مرجع سابق ص‪1269‬و ‪.1270‬‬

‫‪86‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫من التعويض استنادا على ما هو مسطر بالمرسوم الصادر في ‪ 2004 /12 /29‬فمثال إذا‬
‫كان يتقاضى األجير مبلغ ‪ 50‬درهم يوميا أي أنه يتقاضى مبلغ شهري وهو ‪ 50‬درهم‬
‫مضروبة قي ‪ 26‬يوما يساوي ‪ 1300‬درهم(‪ )1‬وبما أنه من صنف المستخدمين العمال‬
‫ومدة عمله هي ‪ 4‬سنوات فإنه يستحق تعويضا عن اإلخطار محدد في شهر واحد وهو‬
‫مبلغ ‪ 1300‬درهم وبالتالي فهذه الطريقة يتم إعمالها إلحتساب التعويض عن أجل‬
‫اإلخطارفي األحكام الصادرة عن المحاكم حيث صدر عن المحكمة االبتدائية بمكناس‬
‫حكم عدد ‪ )2(2008 /1023‬ينص على إعماله لمقتضيات المادة األولى من مرسوم ‪/29‬‬
‫‪ 2004 /12‬حيث ان المدعي طلب في مقاله التعويض عن األخطار مبلغ ‪4419.8‬درهم‬
‫وهو يتقاضى أجرة شهرية ‪ 1500‬درهم‪ ،‬ويعتبر من صنف المستخدمين فقد قامت‬
‫المحكمة بالعملية الحسابية طبقا اامادة ‪ 1‬من مرسوم ‪ 2004 /12 /29‬ينص الحكم حيث‬
‫أنه يستحق تعويضا عن مهلة اإلخطار قدره ‪ 4018.56‬درهم طبقا للمادة األولى من‬
‫مرسوم ‪.2004 /12 /29‬‬
‫إذن فالتعويض عن أجل اإلخطار الناتج عن العملية الحسابية أقل من التعويض‬
‫عن أجل اإلخطار المتضمن في مقال المدعي ضمن طلبات التعويضات إذن فالمحكمة‬
‫في هذه الحالة تحكم بالتعويض الناتج عن العملية الحسابية لكونه أقل من التعويض‬
‫المطلوب من طرف المدعي فلو كان التعويض الناتج عن العملية الحسابية أكثر من‬
‫التعويض المضمن في طلبات التعويضات فإنه ال يحكم به وإنما يحكم بالتعويض‬
‫المتضمن في طلبات التعويضات‪.‬‬
‫طبقا لمقتضيات المادة ‪ 3‬من قانون المسطرة المدنية لكون المحكمة ال تحكم‬
‫بأكثر مما طلب"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعويض عن الفصل والضرر‪:‬‬


‫انطالقا من مقتصيات المادة ‪ 52‬من مدونة الشغل‪ ،‬فإن األجير المرتبط بعقد‬
‫شغل غير محدد المدة‪ ،‬يستحق تعويضا عند فصله‪ ،‬بعد قضائه ستة أشهر من الشغل‬
‫داخل نفس المؤسسةوذلك بصرف النظرعن الطريقة التي يتقاضى بها أجره‪،‬وبصرف‬

‫‪ -1‬بشرى العلوي‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص ‪ 325‬و ‪.326‬‬


‫‪ -2‬حكم رقم ‪ 1023‬صادر عن المحكمة االبتدائية بمكناس بتاريخ ‪ 2008-10- 14‬ملف رقم ‪ 6/7/717‬غير منشور‬

‫‪87‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫النظرعن دورية أدائه‪،‬وهذا طبعا باإلضافة إلى التعويض عن أجل اإلخطار وذلك وفق‬
‫الشروط اآلتية(‪:)1‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون عقد الشغل غير محدد المدة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون الفصل من جانب المشغل فقط اما األجير المستقيل فال حق له‬
‫في التعويض عن الفصل‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أال يكون األجير قد اقترف خطأ جسيما فاقتراف هذا األخير يسمح بفصل‬
‫األجير بدون أي تعويض‪ ،‬كيفما كان نوعه‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون األجير قد قضى على األقل ستة أشهر من الشغل داخل نفس‬
‫المقاولة‪ ،‬و ذلك عوضا عن سنة كما كان في ظل النصوص القانونية السابقة عن مدونة‬
‫الشغل‪.‬‬
‫‪ -‬ويجب أخيرا أن يكون إنهاء عقد شغل األجير‪ ،‬نهائيا‪.‬‬
‫أما إذا كان اإلنهاء غير نهائي‪ ،‬فال يستحق األجير هذا التعويض‪.‬‬
‫والتعويض عن الفصل تولت مدونة الشغل تحديده بكيفية دقيقة ومفصلة‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل بيان مبلغه‪ ،‬وكيفية منحه‪ ،‬وذلك انطالقا من عنصرين هما‪ :‬أقدمية األجير‬
‫وأجره‪ ،‬حيث يالحظ في هذا الصدد أن المشرع المغربي‪ ،‬قام بموجب مدونة الشغل‬
‫بمضاعفة التعويض عن الفصل‪ ،‬بالمقارنة مع التعويض الذي كان يمنح بمقتضى‬
‫النصوص القانونية السابقة عنها(‪.)2‬‬
‫فالمادة ‪ 53‬من مدونة الشغل تنص على أنه‪" :‬يعادل مبلغ التعويض عن الفصل‪،‬‬
‫عن كل سنة أو جزء من السنة من الشغل الفعلي ما يلي‪:‬‬
‫‪ 96 -‬ساعة من األجرة فيما يخص الخمس سنوات األولى من األقدمية‪.‬‬
‫‪ 144 -‬ساعة من األجرة فيما يخص فترة األقدمية المتراوحة بين السنة السادسة‬
‫والعاشرة‪.‬‬

‫‪ -1‬خالفي عبداللطيف‪" :‬الوسيط في مدونة الشغل‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬عالقات الشغل الفردية" الطبعة األولى‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬الحي‬
‫المحمدي مراكش ‪ ،2004‬ص ‪.506‬‬
‫‪ -2‬محمد الكشبور‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 307-306‬و ‪.308‬‬

‫‪88‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪ 192 -‬ساعة من األجرة فيما يخص مدة األقدمية المتراوحة بين السنة الحادية‬
‫عشرة والخامسة عشرة‪.‬‬
‫‪ 240 -‬ساعة من األجرة فيما يخص مدة األقدمية التي تفوق السنة الخامسة‬
‫عشرة‪.‬‬
‫يمكن النص في عقد الشغل‪ ،‬او اتفاقية الشغل الجماعية‪ ،‬أو النظام الداخلي على‬
‫مقتضيات أكثر فائدة لألجير(‪.)1‬‬
‫ويحق لألجير أن يستفيد أيضا وفق القوانين واألنظمة الجاري بها العمل من‬
‫التعويض عن فقدان الشغل ألسباب اقتصادية أو تكنولوجية أو هيكلية (المادة ‪ 53‬من‬
‫المدونة)‪.‬‬
‫وإلى جانب التعويض عن الفصل هناك التعويض عن الضرر هذا األخير الذي‬
‫يتجسد في إنهاء عقد الشغل المحدد المدة بدون مراعاة أجل اإلخطار ودون وجود مبرر‬
‫مقبول وبدون احترام للمساطر القانونية الواجبة اإلتباع في حاالت معينة (حالة فصل‬
‫مندوبي األجراء او نوابهم أو اإلعفاء ألسباب اقتصادية أو تقنية أو هيكيلية أو إغالق‬
‫المقاوالت‪ )..‬يجعل هذا اإلنهاء تعسفيا موجبا للتعويض عن الضرر(‪.)2‬‬
‫وتطبيقا للمادة ‪ 41‬من مدونة الشغل الجديدة يحق للطرف المتضرر من هذا‬
‫اإلنهاء ( أجيرا كان أو مشغال) المطالبة بتعويض عن الضرر يحدد مبلغه على أساس‬
‫شهر ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة على أن ال يتعدى سقف ‪ 36‬شهرا‪.‬‬
‫وهو تعويض مستقل ومنفصل عن مختلف التعويضات األخرى المستحقة‬
‫لألجير بسبب عدم احترام أجل اإلخطار أو عن الفصل عند تحقق شروطه(‪.)3‬‬
‫والمالحظ أن المشرع المغربي بإقراره لنص المادة ‪ 41‬من مدونة الشغل يكون‬
‫قد حسم خالفا فقهيا وقضائيا بشأن تحديد األسس التي يخضع لها تقييم التعويض عن‬
‫الطرد التعسفي وبالتالي حرمان القضاة من إعمال السلطة التقديرية وقصر دورهم في‬
‫حساب مبلغ التعويض عن الضرر المستحق لألجير عن اإلنهاء التعسفي(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬شنضيض المصطفي‪ :‬مرجع سابق ص‪.130‬‬


‫‪ -2‬خالفي عبداللطيف‪ :‬مرجع سابق ص ‪..507‬‬
‫‪ -3‬مجلة المحاكم المغربية العدد ‪ ،109‬مطبعة دار القراويين‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص ‪ 31‬و ‪.32‬‬
‫‪ - -4‬مجلة المحامي العدد ‪ 47‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.156‬‬

‫‪89‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫إذن كيف يتم احتساب التعويض عن الفصل؟ وكيف يتم احتساب التعويض عن‬
‫الضرر؟‬
‫أ‪ -‬كيفية احتساب التعويض عن الفصل‪:‬‬
‫يتم اإلعتماد في احتساب التعويض عن الفصل من منطلق المادة ‪ 53‬من مدونة‬
‫الشغل حيث وضع جدول يتم اإلعتماد عليه في العمليات الحسابية بهدف اإلسراع وضبط‬
‫العمليات بكل دقة فهذا الجدول يضبط عدد الساعات المستحقة عن الفصل‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬

‫التعويض عن الفصل‬ ‫عدد السنوات من العمل‬ ‫التعويض عن الفصل المستحق‬ ‫عدد السنوات من العمل‬
‫المستحق‬
‫‪3600‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪ 96‬ساعـــــــــــة‬ ‫سنة من الشغل الفعلي أو‬
‫ساعــــــــــة‬ ‫سنـــــــــــة‬ ‫جزء منها‬
‫‪ 3840‬ساعة‬ ‫‪ 22‬سنة‬ ‫‪ 192‬ساعة‬ ‫سنتان‬
‫‪ 4080‬ساعة‬ ‫‪ 23‬سنة‬ ‫‪ 288‬ساعة‬ ‫‪3‬سنوات‬
‫‪ 4320‬ساعة‬ ‫‪ 24‬سنة‬ ‫‪ 384‬ساعة‬ ‫‪ 4‬سنوات‬
‫‪ 4560‬ساعة‬ ‫‪ 25‬سنة‬ ‫‪ 480‬ساعة‬ ‫‪ 5‬سنوات‬
‫‪ 4800‬ساعة‬ ‫‪ 26‬سنة‬ ‫‪ 624‬ساعة‬ ‫‪ 6‬سنوات‬
‫‪ 5040‬ساعة‬ ‫‪ 27‬سنة‬ ‫‪ 768‬ساعة‬ ‫‪ 7‬سنوات‬
‫‪ 5280‬ساعة‬ ‫‪ 28‬سنة‬ ‫‪ 912‬ساعة‬ ‫‪ 8‬سنوات‬
‫‪ 5520‬ساعة‬ ‫‪ 29‬سنة‬ ‫‪ 1056‬ساعة‬ ‫‪ 9‬سنوات‬
‫‪ 5760‬ساعة‬ ‫‪ 30‬سنة‬ ‫‪ 1200‬ساعة‬ ‫‪10‬سنوات‬
‫‪ 6000‬ساعة‬ ‫‪ 31‬سنة‬ ‫‪ 1392‬ساعة‬ ‫‪ 11‬سنة‬
‫‪ 6240‬ساعة‬ ‫‪ 32‬سنة‬ ‫‪ 1584‬ساعة‬ ‫‪ 12‬سنة‬
‫‪ 6480‬ساعة‬ ‫‪ 33‬سنة‬ ‫‪ 1776‬ساعة‬ ‫‪ 13‬سنة‬
‫‪ 6720‬ساعة‬ ‫‪ 34‬سنة‬ ‫‪ 1968‬ساعة‬ ‫‪ 14‬سنة‬
‫‪ 6960‬ساعة‬ ‫‪ 35‬سنة‬ ‫‪ 2160‬ساعة‬ ‫‪ 15‬سنة‬
‫‪ 7200‬ساعة‬ ‫‪ 36‬سنة‬ ‫‪ 2400‬ساعة‬ ‫‪ 16‬سنة‬
‫‪ 7440‬ساعة‬ ‫‪ 37‬سنة‬ ‫‪ 2640‬ساعة‬ ‫‪ 17‬سنة‬
‫‪ 7680‬ساعة‬ ‫‪ 38‬سنة‬ ‫‪ 2880‬ساعة‬ ‫‪ 18‬سنة‬
‫‪ 7920‬ساعة‬ ‫‪ 39‬سنة‬ ‫‪ 3120‬ساعة‬ ‫‪ 19‬سنة‬
‫‪ 8160‬ساعة‬ ‫‪ 40‬سنة‬ ‫‪ 3360‬ساعة‬ ‫‪ 20‬سنة‬

‫ومن خالل هذا الجدول فكيفية احتساب التعويض عن الفصل كما يلي‪:‬‬
‫مثال‪:‬أجير طرد من العمل في ظل مدونة الشغل الجديدة أجرته ‪ 2000‬درهم‬
‫اشتغل مدة ‪ 14‬سنة طلب التعويض عن الفصل في مبلغ ‪ 20.000‬درهم فإذا رجعنا إلى‬
‫الجدول أعاله نالحظ أن مدة عمل األجير وهي ‪ 14‬سنة هي يقابلها عدد الساعة وهي‬

‫‪91‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪ 1968‬ساعة والقاعدة في اإلحتساب هي أجرة الساعة مضروبة في عدد الساعات وهي‬
‫كما يلي(‪:)1‬‬
‫بمقتضى المادة ‪ 238‬من مدونة الشغل فإن الشهر يساوي ‪ 191‬وهذه األخيرة إذا‬
‫تم اقتسامها على ‪ 26‬يوما تكون ‪ 7.33‬في اليوم‪.‬‬
‫نبحث اوال عن أجرة الساعة وهي‪:‬‬
‫‪ 10.53 = 7.33 /26 /2000‬درهم للساعة‪.‬‬
‫نأخذ أجرة الساعة مضروبة في عدد الساعات بالجدول المقابلة لمدة العمل‬
‫المشار إليه في الصفحة السابقة‪.‬‬
‫‪ 10.53‬درهم ‪ 20723 ، 04 = 1968 x‬درهم وفي هذه الحالة فاألجير طلب‬
‫أقل مما استحق وبذلك يتعين الحكم له بما طلب لكي اليقع خرق مقتضيات الفصل ‪ 3‬من‬
‫قانون المسطرة المدنية ومن خالل هذا المثال فإن الطريقة المعتمدة فيه هي التي تعتمدها‬
‫المحكمة في احتساب التعويض عن الفصل حيث أنها ال تبين العملية الحسابية وإنما‬
‫بإعطاء التعويض عن الفصل باالعتماد على مقتضيات المادة ‪ 53‬من مدونة الشغل فقد‬
‫حكمت المحكمة بالتعويض عن الفصل إلى جانب التعويضات األخرى المطلوبة في مقال‬
‫المدعي حكم رقم ‪ )2(2008 / 1024‬والذي ضمن في مقاله المدعي الحكم له بالتعويض‬
‫عن الفصل من الخدمة مبلغ ‪ 6630.62‬درهم وهو يتقاضى أجرة شهرية ‪ 1500‬درهم‬
‫فالمحكمة بعد إعمالها للعملية الحسابية تبين لها أنه يستحق تعويضا عن الفصل قدره‬
‫‪ 3709.44‬درهم حيث جاء في حيثييات الحكم "حيث أنه يستحق تعويضا عن الفصل‬
‫قدره ‪ 3709.44‬درهم طبقا للمادة ‪ 52‬و ‪ 53‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫إذن فهذا الحكم حكم بالتعويض عن الفصل الناتج عن العملية الحسابية حيث أنه‬
‫أقل مما طلب األجير ألنه لو كان الناتج عن العملية الحسابية أكثر مما طلبه األجير في‬
‫مقاله االفتتاحي فإنه في حالة استحقاقه يحكم له بالتعويض المطلوب‪.‬‬
‫ب‪ -‬كيفية احتساب التعويض عن الضرر‪.‬‬

‫‪ -1‬بشرى العلوي‪ :‬مرجع سابق ص ‪.332‬‬


‫‪ -2‬حكم رقم ‪ 1024‬الصادر في ‪ 2008/10/14‬ملف اجتماعي رقم ‪ 6/07/718‬صادر عن المحكمة اإلبتدائية بمكناس‪ .‬غير منشور‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫لقد حددت المادة ‪ 41‬من مدونة الشغل مبلغ التعويض على أساس أجر شهر‬
‫ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة على أن ال يتعدى سقف ‪ 36‬شهرا فاحتساب‬
‫التعويض عن الضرر يتجلى كما يلي‪:‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫أجير طرد من العمل في ظل مدونة الشغل أجرته ‪ 3000‬درهم شهريا اشتغل‬
‫مدة ‪ 15‬سنة طلب خالل مقاله من بين التعويضات مبلغ ‪ 80.000‬درهم عن الضرر‬
‫ليكون االحتساب على الشكل التالي‪:‬‬
‫أجرة األجير هي‪ 3000 :‬درهم شهريا وستكون أجرة شهر ونصف هي ‪4500‬‬
‫درهم على أساس أن األجرة الشهرية هي ‪ 3000‬درهم يضاف إليها نصفها وهو ‪1500‬‬
‫درهم لتصبح ‪ 4500‬درهم‪.‬‬
‫‪ -‬نضرب أجرة شهر ونصف في مدة العمل وهي ‪ 15‬سنة ‪ 15 x 4500‬سنة =‬
‫‪ 67500‬درهم‪.‬‬
‫‪ -‬ولنبحث اآلن عن أجرة ثالث سنوات وهو السقف الذي حددته المادة ‪41‬‬
‫لنقارن هل وقع تجاوز السقف أم ال‪.‬‬
‫‪ ( 36 x 3000‬السقف) ‪ 108.000‬درهم‪.‬‬
‫نالحظ أن ما استحقه األجير وهو ‪ 67500‬درهم تعويض عن الضرر طبقا‬
‫للمادة ‪ 41‬من مدونة الشغل(‪.)1‬‬
‫وقد تم االعتماد على هذه الطريقة في احتساب التعويض عن الضرر وذلك‬
‫باالستناد على المادة ‪ 41‬في معظم األحكام الصادرة عن المحاكم منها الحكم رقم ‪1023‬‬
‫‪ )2( 2008 /‬والحكم رقم ‪ )3(2008 / 1024‬حيث جاء في حيثيات التعويض عن‬
‫الضرر في كل منهما أنه يتم احتسابه باالعتماد على مقتضيات المادة ‪ 41‬من مدونة‬
‫الشغل ومن ذلك ال بد أن نطرح السؤال هل هناك تعويض آخر قد أتت به المدونة وهل‬

‫‪ - -1‬بشرى العلوي‪ :‬مرجع سابق ص ‪.344‬‬


‫‪ -2‬حكم ‪ ،2008/1023‬مرجع سابق‬
‫‪ -3‬حكم رقم ‪ ،2008/1024‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫يدخل ضمن التعويضات الناتجة عن فصل األجير فصال تعسفيا وهل يعتبر نوع رابع‬
‫باإلضافة إلى اإلخطار والفصل والضرر؟‬
‫للجواب عليه هو ما تضمنه ثالثا من الفقرة األولى‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التعويض عن فقدان الشغل‪:‬‬


‫ورد النص على هذا التعويض في مادتين‪:‬‬
‫فالمادة ‪ 59‬من مدونة الشغل أعطت الحق لألجير الذي فصل فصال تعسفيا‬
‫تعويضا عن األخطار‪ ،‬والفصل‪ ،‬والضرر‪ ،‬حسب التسمية بمدونة الشغل والذي كان‬
‫سابقا وهو اإلشعار‪ ،‬واإلعفاء والطرد التعسفي‪ ،‬إال أن هذه المادة أضافت تعويض جديد‬
‫سمته التعويض عن فقدان الشغل وهنا يجب التوقف كذلك‪.‬‬
‫فريق يرى أن هذا التعويض هو مضاف التعويضات الثالثية وهو اإلخطار‪،‬‬
‫والفصل‪ ،‬والضرر ويصبح لدينا أربع تعويضات‪ ،‬وفريق آخر يرى أن هذا التعويض إنما‬
‫يقصد به التعويض عن الفصل ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو اقتصادية أو إغالق‬
‫المقاوالت (‪.)1‬‬
‫لكن بالرجوع للفقرة األخيرة من المادة ‪ )2( 53‬من مدونة الشغل والخاصة‬
‫بالتعويض عن الفصل تنص على ما يلي‪:‬‬
‫" ويحق لألجير أن يستفيد أيضا‪ ،‬وفق القوانين واألنظمة الجاري بها العمل من‬
‫التعويض عن فقدان الشغل ألسباب اقتصادية أو تكنولوجية أو هيكلية"‪.‬‬
‫وهكذا فهذه المادة جاءت محددة المجال ألنها تربط التعويض عن نهاية الخدمة‬
‫بالفصل ألسباب اقتصادية أو تكنولوجية‪ ،‬أو هيكلية‪ ،‬مع اشتراط صدور نص تنظيمي‬
‫يحدد كيفية التطبيق‪.‬‬
‫إذن فالمدونة في المادتين ‪ 53‬و ‪ )3( 59‬قد أقرت لألجيرالذي يتم فصله تعسفيا‬
‫او ألسباب اقتصادية أو تكنولوجية أو هيكلية الحق في تعويض عن فقدان العمل‪ ،‬وهو‬
‫نوع من التعويض عن البطالة أو نوع جديد من التعويضات التي تعزز نظام الحماية‬

‫‪ -1‬محمد الكشبور‪ :‬مرجع سابق ص ‪.277‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 53‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ - -3‬المادة ‪ 59‬من مدونة الشغل " يستفيد األجير عند فصله تعسفيا من التعويض عن الضرر والتعويض عن أجل اإلخطار المنصوص عليهما‬
‫على التوالي في المادتين ‪ 41‬و‪."51‬‬

‫‪94‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫االجتماعية بالمغرب وقد كان هذا التعويض مطلبا طالما نادت به العديد من المنظمات‬
‫النقابية في جوالت الحوار االجتماعي منذ تصريح فاتح غشت ‪ ،1996‬وهذا التعويض‬
‫يستمر تحديده بواسطة نص تنظيمي‪ ،‬يتم وضعه من طرف السلطة المختصة باتفاق مع‬
‫المنظمات المهنية ألرباب العمل والنقابات العمالية ومن المنتظر أن يتم تدبير هذا‬
‫التعويض الجديد من طرف الصندوق الوطني للضمان االجتماعي(‪.)1‬‬
‫وبالتالي فالمدونة لم تحدد كيفية احتساب هذا التعويض‪.‬‬
‫الفقرة الثا نية‪ :‬أهم المستحقات المترتبة عن عقد الشغل مع إعطاء‬
‫أمثلة تطبيقية‪.‬‬
‫بعدما يتم فصل األجراء من الشغل فإنه ينتج عن هذا الفصل مستحقات لألجير‬
‫وهذه المستحقات هي التعويضات التي يستحقها األجير سواء ثبت طرده بصفة تعسفية أو‬
‫كان طرده طردا مبررا وبما أن مستحقات عقد الشغل متعددة ومتنوعة حيث أن هناك‬
‫التعويض عن العطلة السنوية والتعويض عن األجرة‪ ،‬والتعويض عن عدم تسليم شهادة‬
‫العمل‪ ،‬والتعويض عن عدم التسجيل بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪ ،‬والتعويض‬
‫عن األعياد الدينية والوطنية‪ ،‬والتعويض عن الساعات اإلضافية فإنه سوف نقتصر في‬
‫هذه الفقرة على دراسة أهم المستحقات فقط إذن فما هي؟‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعويض عن العطلة السنوية‪.‬‬


‫يتم أداء التعويض عن العطلة السنوية المؤدى عنها في حالتين اثنتين‪ :‬األولى‪،‬‬
‫عند التمتع بالعطلة السنوية المؤدى عنها‪ ،‬أي عندما يكون عقد الشغل موقوفا فقط بسببها‪،‬‬
‫واألخرى‪ ،‬عند عدم التمتع بهذه العطلة‪ ،‬أي عند إنهاء العقد ألي سبب كان سواء‬
‫باالستقالة أو بالفصل‪ ،‬أو بصفة توافقية‪ ،‬وذلك قبل االستفادة من العطلة السنوية المؤدى‬
‫عنها برمتها‪ ،‬أو بجزء منها‪ ،‬وهده الحالة األخيرة يكون األجير دائنا بجزء من عطلته‬
‫السنوية المؤدى عنها‪ ،‬ونادرا ما يتم اإلنهاء مباشرة بعدم التمتع بالعطلة‪ ،‬فنكون أمام‬
‫المطالبة بالتعويض عن عدم التمتع بهذه العطلة(‪.)2‬‬

‫‪ - -1‬فريدة المحمودي ‪ :‬مرجع سابق ص ‪.290‬‬

‫‪ -2‬محمد سعيد بناني‪ :‬الجزء الثالث مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.196‬‬

‫‪95‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫إن المالحظ بالنسبة للحالتين معا أن المشرع لم يستعمل مصطلح األجر بالنسبة‬
‫للعطلة السنوية المؤدى عنها‪ ،‬وهو بذلك ينسجم مع مبدأ أن األجر ال يؤدى إال مقابل‬
‫الشغل الفعلي‪ ،‬ر غم أن التعويض يحتسب تبعا لألجر‪ ،‬الذي كان سيتقاضاه خالل قيامه‬
‫بالشغل لصالح المقاولة أو المشغل‪ ،‬كما أنه اعتبر الجزء من شهر الذي بدأه األجير‬
‫بمثابة شهر كامل من الشغل‪ ،‬يجب مراعاته عند احتساب مبلغ التعويض عن العطلة‬
‫السنوية المؤدى عنها‪ ،‬وهو بذلك يبعد الصعوبات التي تترتب عادة عن احتساب هذه‬
‫العطلة عند عدم التمتع بها‪ .‬يتم التساؤل بشأن كيفية احتساب هذه العطلة‪ ،‬هل تبعا‬
‫للشهور‪ ،‬أم األسابيع‪ ،‬أم األيام‪ ،‬فنحن اآلن أمام مجرد اشتغال األجير ليوم واحد إضافي‬
‫عن الشهر هو بمثابة شهر كامل‪ ،‬وهذه القاعدة بقدر ماهي أكثر فائدة بالنسبة لألجير بقدر‬
‫ماهي مبعدة ألي لبس أو غموض في كيفية اإلحتساب‪.‬‬
‫إذن كيف يتم احتساب التعويض عن العطلة السنوية المؤدى عنها في حالة التمتع‬
‫بها؟‪.‬‬
‫وفي حالة عدم التمتع بها؟‬
‫أ‪ -‬كيفية احتساب التعويض في حالة التمتع بالعطلة السنوية المؤدى عنها‪.‬‬
‫يتضح من عبارة " المؤدى عنها" أن الوصف المعطى لها من طرف المشرع‪،‬‬
‫يهدف إلى منح عطلة سنوية تؤدى عنها كل المبالغ التي تسلم عادة لألجير أثناء فترات‬
‫الشغل‪ ،‬وذلك حتى ال يقع أي اختالل في دخله‪ ،‬يحرمه متعة العطلة‪ ،‬على أن هذا‬
‫التعويض قد ال يكون كافيا من الناحية النفسية لألجير‪ ،‬لخشيته ضياع منصبه‪ ،‬أو الشغل‬
‫الذي كان يقوم به‪ ،‬فاألجير سيتقاضى تعويضا عن العطلة السنوية المؤدى عنها مقاسا‬
‫على األجرة المستحقة‪ ،‬والتي كان سيتقاضاها لو بقي في شغله أثناء هذه الفترة‪.‬‬
‫فقد نصت المادة ‪ )1(249‬من مدونة الشغل على أن األجير يستحق أثناء عطلته‬
‫السنوية المؤدى عنها تع ويضا يساوي ما كان سيتقاضاه لو بقي في شغله‪ ،‬ويضيف‬
‫المشرع في المادة ‪ 250‬من مدونة الشغل بأن التعويض عن العطلة السنوية المؤدى عنها‬
‫يتكون من األجر وتوابعه‪ ،‬سواء كانت مادية أو عينية‪ .‬وإذا كان المشرع بإدخال كل‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 249‬من مدونة الشغل‬

‫‪96‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫التعويضات قدر رغب من وراء ذلك عدم ايقاع الضرر بدخل األجير‪ ،‬فإننا مع ذلك نرى‬
‫بأن القاعدة العامة عدم احتساب المبالغ التي تؤدى لألجير كاسترداد المصاريف أو نفقات‬
‫سبق له أن تحملها بسبب شغله‪.‬‬
‫وزيادة في حماية األجراء بشأن العطلة السنوية المؤدى عنها وحتى ال يرم‬
‫هؤالء‪ ،‬من الدخل الذي يتقاضونه عادة عند اإلشتغال بالمقاولة‪.‬‬
‫فقد أكد المشرع في المادة ‪ )1( 259‬من مدونة الشغل‪ ،‬على أن التعويض عن‬
‫العطلة السنوية المؤدى عنها ينغي أداؤه في أجل أقصاه اليوم الذي يسبق بداية عطلة‬
‫األجير المعني باألمر‪ ،‬وفي ذلك ما يفيد بأنه ال يمكن اتباع دورية أداء األجر المعمول بها‬
‫في الحاالت العادية‪ ،‬ف إذا كان األجير يتقاضى أجره في نهاية كل شهر وتبين أن تاريخ‬
‫المغادرة قصد اإلستفادة من العطلة السنوية المؤدى عنها هو اليوم العاشر من الشهر‪،‬‬
‫فإنه ال ينبغي إرغام األجير بالمجيء في نهاية الشهر قصد تسليمه التعويض المستحق‪ ،‬و‬
‫ال انتظار إلى نهاية شهر آخر بعلة أن المقاولة ال تؤدي األجور او التعويضات إال في‬
‫نهاية الشهر(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 259‬من مدونة الشغل‪.‬‬


‫‪ -2‬محمد سعيد بناني‪ ":‬الجزء الثالث" مرجع سابق ص ‪ 197‬و ‪.198‬‬

‫‪97‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ب‪ -‬كيفية احتساب التعويض عن العطلة السنوية في حالة عدم التمتع بها‬
‫المؤدى عنها‪:‬‬
‫قد يتوقف عقد الشغل بصفة نهائية لسبب من األسباب دون أن يكون األجير قد‬
‫تمتع بالعطلة السنوية المؤدى عنها ففي هذا السياق نصت الفقرة األولى من المادة ‪251‬‬
‫من مدونة الشغل بأنه‪ ":‬إذا أمضى األجير ما ال يقل عن ستة أشهر متتابعة في خدمة‬
‫مقاولة واحدة‪ ،‬أو مشغل واحد‪ ،‬ثم أنهى عقد شغله دون االستقادة من عطلته السنوية‬
‫بكاملها‪ ،‬أو عند االقتضاء العطل المستحقة له عن السنتين المنصرمتين‪ ،‬وجب له‬
‫تع ويض عن عدم التمتع بالعطلة السنوية المؤدى عنها‪ ،‬أو عن أقساط العطل التي لم‬
‫يستفد منها"‪.‬‬
‫فهذه الفقرة ال تميز بيين اإلنهاء الصادر عن المشغل أو عن األجير وسواء كان‬
‫بإتفاق الطرفين أو بعدم رغبة أحدهما فالتعويض مستحق في جميع الحاالت فبمجرد‬
‫صدور اإلنهاء من طرف المشغل فإن األجير يكون له مستحق التعويض عن العطلة‬
‫السنوية ويتجسد ذلك في األحكام والقرارات ففي حكم رقم ‪ )1( 2005 /1258‬ينص في‬
‫إحدى حيثياته "حيث أنه يستحق تعويضا عن العطلة السنوية األخيرة لسنة ‪ 2002‬لعدم‬
‫إدالئه يما يفيد استفادته من نظام ضم العطل ولم يدل المدعى عليه بما يفيد براءة ذمته‬
‫منها ويستحق معه مبلغ‪:‬‬
‫‪ 1264, 14‬درهم‪.‬‬
‫إذن فمن خالل هذا الحكم فإنه بمجرد إنهاء العقد فاألجير يستحق هذا التعويض‬
‫وأنه يقع على المشغل عبء إثبات إعطاء هذا المستحق لألجير وكيفية احتساب التعويض‬
‫عن العطلة السنوية يتم على الشكل التالي‪:‬‬
‫في حالة إنهاء العقد نالحظ من خالل النصوص القانونية وخاصة المادة ‪)2(231‬‬
‫كيفية استحقاق مدة العطلة أو التعويض عنها إن لم يستفد منها‪:‬‬
‫بعد قضاء ‪ 6‬أشهر تكون العطلة ‪ 9‬أيام على أساس يوم ونصف يوم‪.‬‬

‫‪ -1‬حكم رقم ‪ 1258‬الصادر بتاريخ ‪ 2005/12/ 29‬ملف اجتماعي رقم ‪ 05/6/102‬صادر عن المحكمة اإلبتدائية بمكناس غير منشور‪.‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 231‬من مدونة الشغل‬

‫‪98‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪ -‬بعد قضاء ‪ 12‬شهرا تكون العطلة ‪ 18‬يوما ويضاف يوم ونصف يوم من أيام‬
‫الشغل الفعلي كل فترة شغل مدتها ‪ 5‬سنوات شريطة أن ال تكون هذه إضافة تتجاوز ‪30‬‬
‫يوما‪ ،‬مع مراعاة عند احتساب التعويض عن العطلة السنوية المؤدى عنها كل جزء من‬
‫شهر الشغل الذي بداه األجير ويعتبر شهرا كامال من الشغل المادة ‪.251‬‬
‫فمثال‪:‬‬
‫أجير عمل مدة ‪ 4‬سنوات أجرته الشهرية ‪ 3000‬درهم هنا نرجع للقاعدة التي‬
‫تقول أن األجير الذي اشتغل ‪ 6‬أشهر يستحق ‪ 9‬أيام واألجير الذي اشتغل أكثر من ‪12‬‬
‫شهر يستحق يوم ونصف عن كل شهر بمعنى ‪ 18‬يوما ثم إذا قضى أكثر من ‪ 5‬سنوات‬
‫يستحق يوم ونصف عن كل خمس سنوات‪.‬‬
‫نالحظ في هذا المثال أن األجير لم يكتمل بعد الخمس السنوات وبالتالي تنطبق‬
‫عليه مدة ‪ 18‬يوما كعطلة ويكون االحتساب كتالي‪.‬‬
‫نأخذ األجرة الشهرية ونقسمها على ‪ 26‬يوما للحصول على أجرة اليوم لتصبح‬
‫أجرة اليوم ‪ 3000‬درهم ÷ ‪ 115.38 = 26‬يوما = ‪ 2076.84‬وهو المستحق لألجير‬
‫تعويضا عن العطلة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعويض عن األجرة‪:‬‬


‫يعتبر األجر من أهم عناصر عقد الشغل وشرط من شروطه الجوهرية نظرا‬
‫لكون عقد الشغل يعتبر من عقود المعاوضة‪ ،‬وإذا تخلف عنصر األجر ال يعتبر عقد‬
‫شغل‪ ،‬بل عقد من عقود التبرع أو عقود الخدمات المجانية‪ ،‬وبالتالي ال يخضع لقانون‬
‫الشغل‪ ،‬فاألجر حسب تعريف المشرع المغربي لعقد الشغل هو ذلك المقابل الذي يتقاضاه‬
‫األجير نظير التزامه بأداء عمل معين لفائدة مشغله‪ ،‬وفي نفس االتجاه فقد عرفته المادة‬
‫األولى من اتفاقية رقم ‪ 95‬لسنة ‪ 1949‬الصادرة عن منظمة العمل الدولية بقولها(‪:)1‬‬
‫"يقصد بكلمة أجور في هذه االتفاقية بصرف النظر عن طريقة حسابها ما يقدر نقدا مرتبا‬
‫أو كسب وتحدد قيمته بالتراضي أو عن طريق القوانين أو اللوائح القومية أو يستحق‬
‫الدفع بموجب عقد خدمة مكتوب أو غير مكتوب أبرم بين المشغل والعامل نظير عمل‬

‫‪ -1‬بشرى العلوي‪ :‬مرجع سابق ص ‪ 373‬و ‪.374‬‬

‫‪99‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫أنجز أو يجري إنجازه أو نظير خدمات قدمت أو يجري تقديمها ونصت المادة ‪)1(345‬‬
‫من مدونة الشغل أن األجر يحدد بحرية باتفاق الطرفين مباشرة أو بمقتضى اتفاقية شغل‬
‫جماعية مع مراعاة األحكام القانونية المتعلقة بالحد األدنى لألجر‪.‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ )2(371‬من مدونة الشغل وبصيغة الوجوب أنه يجب على كل‬
‫مشغل أو من ينوب عنه أن يمسك في كل مؤسسة أو جزء منها أو في شكل ورشة دفترا‬
‫يسمى "دفتر األداءات ويمكن تعويضه بأساليب المحاسبة اإللكترونية الحديثة أو أي‬
‫وسيلة أخرى للمراقبة يراها مفتش الشغل أنها مفيدة تعوض دفتر األداء وتبقى رهن‬
‫إشارته ورهن إشارة مفتشي الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫األصل أن المشغل هو الذي يمسك دفتر األداء‪ ،‬وهو الملتزم بإثبات أنه أدى ما‬
‫بذمته لألجير من أجر ويبقى على عاتقه كدين إلى حين االستفادة‪ ،‬ومتى أنكر األجير أنه‬
‫لم يتسلم األجر يبقى عبء اإلثبات على المشغل‪ ،‬وبذلك فإن المؤاجر ال يكون ملزما بأداء‬
‫األجر سواء كان نقدا أو عينا إال إذا أدى األجير عمله الذي التزم به وفق الشروط‬
‫المحددة في العقد‪ ،‬إذن كيف يتم احتساب التعويض عن األجرة؟‪.‬‬
‫أ‪ -‬التعويض عن تكملة األجرة‪:‬‬
‫قد يطلب األجير ضمن مقاله الحكم له بتكملة األجر أي ما بين األجرة الفعلية‬
‫التي كان يتقاضاها والحد األدنى لألجر‪.‬‬
‫وقد نصت مدونة الشغل على هذا المقتضى في المادة ‪ 356‬و ‪ 358‬مستلهما‬
‫المشرع ذلك من االتفاقية الدولية رقم ‪ 26‬الصادرة عن منظمة العمل الدولية التي وقع‬
‫عليها المغرب قي ‪.1958 /03 /14‬‬
‫ويمكن لنا أن نعتمد هاتين المادتين في التعليل لقبول الفرق بين الحد األدنى‬
‫لألجر واألجرة الفعلية علما أن الحد األدنى لألجر هو القيمة الدنيا المستحقة لألجير الذي‬
‫يضمن لألجراء دون الدخل الضعيف قدرة شرائية لمسايرة تطور مستوى األسعار‬
‫والمساهمة في التنمية االقتصادية واالجتماعية وتطوير المقاولة وكما أكدته المادة ‪358‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 345‬من مدونة الشغل‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 371‬من مدونة الشغل‬

‫‪100‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫من مدونة الشغل‪ ،‬وأكدت المادة ‪ 356‬من مدونة الشغل أنه ال يمكن أن يقل أجر األجير‬
‫عن الحد القانوني لألجر الذي كان يتقاضاه األجير إذ يعتبر من المظام العام االجتماعي‬
‫وال يمكن النزول عنه(‪.)1‬‬
‫ب‪ -‬كيفية احتساب التعويض عن تكملة األجر‪:‬‬
‫مثال‪ :‬أجيرا اشتغل من ‪ 2000 /08 /01‬إلى ‪ 2003 /01 /01‬بأجر ‪1500‬‬
‫درهم بعد االطالع على الئحة األجر تبين أن الحد األدنى لألجر لسنة ‪ 2000‬هو ‪1800‬‬
‫درهم شهريا قيكون اإلحتساب على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ 1800‬درهم‪ 1500 -‬درهم = ‪ 300‬درهم إذن الفارق الشهري هو ‪ 300‬درهم‬
‫شهريا وما دام األجير يطلب الفرق في األجرة عن مدة ‪ 3‬سنوات يكون‪:‬‬
‫‪ 300‬درهم‪ 12 x‬شهرا ‪ 3 x‬سنوات = ‪ 10800‬درهم‪ ،‬وهو المبلغ المستحق‬
‫لألجير تعويضا عن فارق األجرة وما يؤكد هذا المنحى هو ما سار عليه المجلس األعلى‬
‫في قراره األخير عدد ‪.)2(2005 /45‬‬

‫ثالثا‪ :‬التعويض عن عدم تسلم شهادة العمل‪:‬‬


‫تنص مقتضيات المادة ‪ 72‬من مدونة الشغل‪ ،‬أنه يجب على المشغل عند انتهاء‬
‫عقد الشغل تحت طائلة أداء تعويض أن يسلم األجير شهادة شغل‪ ،‬وذلك داخل أجل أقصاه‬
‫ثمانية أيام(‪.)3‬‬
‫ويجب أن يقتصر في شهادة الشغل على ذكر تاريخ التحاق األجير بالمقاولة‪،‬‬
‫وتاريخ مغادرته لها‪ ،‬وكذلك مناصب الشغل التي يكون شغلها األجير‪ ،‬وإن كان هذا ال‬
‫يمنع الطرفين‪ ،‬وباالتفاق فيما بينهما‪ ،‬تضمين شهادة الشغل‪ ،‬بيانات أخرى تتعلق‬
‫بالمؤهالت المهنية لألجير‪ ،‬وبما يكون أسداه من خدمات للمؤسسة أو للمقاولة المشغلة‪.‬‬
‫وهكذا تلزم المقتضيات القانونية‪ ،‬كل مشغل أن يسلم أجيره مجانا عند إنتهاء عقد‬
‫الشغل‪ ،‬وبناءا على طلبه‪ ،‬شهادة شغل‪ ،‬داخل أجل ال يمكن أن يتعدى ثمانية أيام‪ ،‬وذلك‬
‫تحت طائلة أداء تعويض مقابل أي رفض أو تماطل في هذا التسليم(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬بشرة العلوي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪361‬و ‪.362‬‬


‫‪ -2‬قرار عدد ‪ 2005/45‬صادر عن الغرفة اجتماعية للمجاس األعلى بتاريخ ‪ 2005/01/12‬ملف إج ‪ 2005/945‬غير منشور‪.‬بشرى العلوي‬
‫ص ‪.362‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 72‬من مدونة الشغل‬

‫‪101‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫والتزام المشغل بتسليم شهادة الشغل‪ ،‬وارد في المادة ‪ 72‬من مدونة الشغل بشكل‬
‫عام‪ ،‬لذلك فإن األجير يستحق هذه الشهادة‪ ،‬أيا كانت طبيعة العقد‪ ،‬أي سواء كان محدد‬
‫المدة أو غير محدد المدة‪ ،‬وأيا كان سبب اإلنهاء‪ ،‬أي حتى ولو كان العقد قد أنهي بسبب‬
‫خطأ األجير نفسه‪ .‬وقد حدد المشرع المغربي البيانات الواجب أن تتضمنها شهاد الشغل‬
‫والتي تهم أساسا ذكر تاريخ التحاق األجير بالمؤسسة أو بالمقاولة و تاريخ مغادرته لها‪،‬‬
‫ومناصب الشغل التي يكون شغلها مع مالحظة أنه يمكن وباالتفاق بين الطرفين‪ ،‬تضمين‬
‫شهادة الشغل بيانات أخرى‪ ،‬تتعلق بالمؤهالت المهنية لألجير‪ ،‬وبما سبق له وأسداه من‬
‫خدمات للمؤسسة المشغلة‪ ،‬وغيرها من اليبانات األخرى طالما ال تهدف اإلسائة إلى‬
‫األجير‪ .‬وهي نفس البيانات التي نص عليها الفصل ‪ L122-16‬من قانون الشغل الفرنسي‬
‫لسنة ‪ 1973‬حيث التزم المشغل عند انتهاء عقود الشغل منح األجراء شهادة تتضمن‬
‫حصريا تاريخ الدخول في العمل وتاريخ اإلنهاء وطبيعة العمل‪.‬‬
‫أما بخصوص التشريعات العربية اإلجتماعية وعلى غرار المشرع المغربي‬
‫ألزمت كل أربارب العمل بإعطاء أو تسليم شهادة نهاية الخدمة مجانا لألجير في نهاية‬
‫العقد وأيا كانت أسباب اإلنهاء(‪.)2‬‬
‫والمالحظ أنه من أجل تحقيق الهدف من إعطاء العامل شهادة العمل لم يترك‬
‫مشرع هذه الدول تحديد مضمون االشهادة لمطلق إرادة صاخب العمل بل سيوجب عليه‬
‫بيانات محددة كما هو الشأن بالنسبة للقانون التونسي في الفصل ‪ ،21‬والقانون الجزائري‬
‫في المادة ‪ 44‬وقانون العمل األردني الجديد حيث نص على أنه‪ ":‬على صاحب العمل أن‬
‫يعطي العامل عند انتهاء خدمته شهادة يذكر فيها اسم العامل‪ ،‬ونوع عمله‪ ،‬وتاريخ‬
‫التحاقه بالخدمة‪ ،‬وتاريخ انتهاء الخدمة"‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد فالمشرع المصري وعلى خالف ما ذهب اليه المشرع المغربي‬
‫واألردني بخصوص تقدير كفائة العامل فقد نص في المادة ‪ 130‬الفقرة الثانية‪ ":‬للعامل‬

‫‪ -1‬عبد اللطيف خالفي‪ :‬مرجع سابق ص ‪514‬و ‪.515‬‬


‫‪ -2‬بحث لنيل اإلجازة في الحقوق خول موضوع الفصل ألسباب تكنولوجيا أو هيكلية أو اقتصادية بين مدونة الشغل والقانون المقارن تحت‬
‫إشراف األستاذ محمد الشرقاني‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2008-2007‬ص ‪.88‬‬

‫‪102‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫أن يحصل من صاحب العمل دون مقابل على شهادة لتحديد خبرته وكفائته المهنية وذلك‬
‫أثناء سريان العقد في نهايته"‪.‬‬
‫أما بخصوص البيانات األخرى أو الوثائق التي أودعها األجير رهن إشارة‬
‫مشغله من شهادات وأوراق وأدوات فقد ألزمت صاخب العمل بردها للعامل على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬كل من التشريع القطري(‪ )1‬والتشريع اإلماراتي(‪ )2‬حينما استعمال صيغة‬
‫الوجوب‪.‬‬
‫وأخيرا تعطى هذه الشهادة مجانا في نهاية عقد الشغل وتعفى من رسوم التسجيل‬
‫ولو اشتملت على بيانات أخرى غير تلك الواردة في الفقرة الثانية المادة‪72‬من مدونة‬
‫الشغل(‪ ،)3‬وهو نفس ما كرسه المشرع الجزائري في المادة ‪ 44‬من قانون العمل ويشمل‬
‫اإلعفاء الشهادة التي تنص على عبارة "من كل التزام" أو صياغة أخرى تثبت إنهاء عقد‬
‫الشغل بصفة طبيعية‪.‬‬
‫بقي أن نشير إلى أنه‪ ،‬وإذا كانت مدونة الشغل‪ ،‬تنص على إلزام المشغل الذي‬
‫يمتنع عن تسليم شهادة الشغل‪ ،‬داخل األجل القانوني بالتعويض‪ ،‬فإنها لم تقف عند هذا‬
‫الحد‪ ،‬وإنما نصت على معاقبة أي مشغل يمتنع عن تسليم شهادة الشغل‪ ،‬او عدم تسليمها‬
‫داخل األجل القانوني معاقبته بغرامة من ‪ 300‬إلى ‪ 500‬درهم‪.‬‬
‫ويتكرر تطبيق الغرامة بحسب عدد األجراء الذين لم تراع في حقهم أحكام‬
‫القانون‪ ،‬على أال يتجاوز مجموع الغرامات مبلغ ‪ 20.000‬درهم‪.‬‬
‫والمالحظ أنه يتم النص في معظم األحكام على غرامة تهديدية في حالة امتناع‬
‫المشغل من تسليم األجير شهادة العمل أو التأخر في تسليمها حيث جاء في إحدى حيثيات‬
‫حكم رقم ‪ ")4(2005 /1258‬وبتمكين المدعي من شهادة العمل تحت طائلة غرامة‬
‫تهديدية قدرها ‪ 50‬درهم عن كل يوم إمتناع عن التنفيذ مع شمول شهادة العمل بالنفاذ‬
‫المعجل‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 22‬من قانون العمل القطري‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 125‬من فانون العمل اإلماراتي‪.‬‬
‫‪ -3‬الفقرة الثالثة من المادة ‪ 72‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ -4‬حكم رقن ‪ 1258‬صادر عن المحكمة االبتدائية بمكناس بتاريخ ‪ 2005 /12 /29‬في الملف االجتماعي رقم ‪.05 /6 /102‬غير منشور‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫رابعا‪ :‬التعويض عن عدم التسجيل بالصندوق الوطني‬
‫للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫إن هذا التعويض يجد اساسه في ظهير ‪ .1972 /07 /27‬يكون معه المشغل‬
‫ملزم بتسجيل أجيره لدى الصندوق الوطني للضمان االجتماعي وبالتالي أداء أقساط هذا‬
‫الصندوق إال أنه في حالة عدم تسجيله بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي من طرف‬
‫المشغل هل يتحمل المشغل مسؤولية عدم التسجيل؟(‪)1‬‬
‫إن الجواب عن هذه اإلشكالية هو ما أكده قرار المجلس األعلى عدد‬
‫‪ 2000/977‬حيث رخص لألجير تسجيل نفسه لدى الصندوق الوطني للضمان وال حق‬
‫لألجير في طلب التعويض عن عدم التسجل(‪.)2‬‬
‫فقد يطلب األجير تعويضات عن األقساط التي اقتطعها المشغل من أجرته ولم‬
‫يؤديها إلى الصندوق أو أن المشغل أدى قسط منها وترك بعضها أو بصفة عامة لم يكن‬
‫يؤدي تلك األقساط باستمرار بعد أن اكتشف ذلك األجير‪.‬‬
‫غالبا ما تجرى خبرة قضائية لدى مكتب الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‬
‫قصد تحديد األقساط التي سبق أن أداها المشغل واألقساط المتبقية واقتطعت من أجرة‬
‫األجير ولم يصرفها المشغل للصندوق‪.‬‬
‫وإذا ثبت بعد الخبرة أن المشغل بسوء نية كان يقتطع لألجير ولم يصرفها‬
‫للصندوق ولم يسلمها له‪ ،‬قضت المحكمة بالتعويض لفائدة األجير استنادا عن ما أسفرت‬
‫عنه الخبرة القضائية(‪.)3‬‬
‫وقد يرفع األجير المقال ضد الصندوق الوطني للضمان االجتماعي على أساس‬
‫أن األجير لم يتوصل بالتعويضات العائلية والحال أن الصندوق الوطني للضمان‬
‫االجتماعي غير ملزم بدفع التعويضات إذا كان هو لم يتوصل بأقساط االشتراك من‬
‫الجهة المشغلة والمجلس األعلى في قراره عدد ‪ )4( 2005/550‬قد نقض وأبطل قرار‬

‫‪ -1‬بشرى العلوي‪ :‬مرجع سابق ص ‪.395‬‬


‫‪ -2‬قرار عدد ‪ 2000/977‬صادر عن الفرقة اإلجتماعية بتاريخ ‪ ،2000/11/18‬ملف ‪ ،2000/533‬غير منسور بشرى العلوي‪ ،‬م س ‪،‬‬
‫ص‪.396‬‬
‫‪ -3‬بشرى العلوي‪ :‬مرجع سابق ص‪.397‬‬
‫‪ -4‬قرار ‪ 2005/550‬صادر عن الغرفة اإلحتماعية للمجلس األعلى في ‪ 2005/5/25‬ملف ‪ 2005/123‬غير منشور‪ ،‬بشرى العلوي م س‪،‬‬
‫ص ‪.397‬‬

‫‪104‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫محكمة االستئناف التي اعتبرت أن الصندوق الوطني للضمان االجتماعي يحل محل‬
‫المشغل في اداء التعويضات وهو كما يلي‪.‬‬
‫يعيب الطالب على القرار المطغون فيه خرق مقتضيات ظهير ‪1972/7/27‬‬
‫وانعدام التعليل‪.‬‬
‫ذلك أنه لالستفادة من التعويضات العائلية فإن ظهير ‪ 1972/7/27‬يوجب أن‬
‫يتور الشروط التالية‬
‫ضرورة التصريح باألجير‪.‬‬
‫أداء واجبات االشتراك‪.‬‬
‫تقديم طلب الحصول على هذه التعويضات مرفق بالوثائق اإلدارية كعقود‬
‫االزدياد والشواهد المدرسية بالنسبة لألطفال الذين هم قي سن التمدرس وبالتالي كيف‬
‫يعقل أن يحكم على العارض بأداء التعويضات العائلية‪ ،‬علما أن المشغل لم يسبق له أن‬
‫أداها حتى يمكن تحويلها‪.‬‬
‫فالمشغلة تعترف بأن المطلوب في النقض كان في حالة مرضية وهو السبب‬
‫بالذي جعلها تتوقف على تحويل هذه المبالغ التي تحول في النهاية لصاحب الحق فيها‬
‫كتعويضات عائلية‪.‬‬
‫فالعارض ال يمكنه ان يؤدي ألي كان أي مبلغ مالي إذا لم يكن هو قد توصل من‬
‫الجهة المشغلة وهو ما أكد عليه المشرع في الفصول ‪ 21-20-1‬من ظهير الضمان‬
‫االجتماعي والقرارات التابعة له‪.‬‬
‫فقد جاء في تعليل محكمة االستئناف بأن الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‬
‫يحل محل المشغل في أداء التعويضات مع أن المعارض له قوانين تنظمه كما تنظم‬
‫المنخرطين التابعين له وال يحل محل أي مشغل في أي تعويض كان ألنه ال تربطه‬
‫بالمشغلين عالقة التبعية‪ ،‬وإنما هناك ضوابط حددها المشرع لكل مستفيد من تعويضات‬
‫الصندوق على اختالفها وتأتي هذه التعويضات بعدما يكون قد توصل بها من المشغل‬
‫الذي يكون قد صرح به‪ ،‬ويؤدي األقساط الشهرية التي تنوبه آنذاك يكون الصندوق معني‬
‫بتحويل هذه التعويضات ألصحابها أما دون القيام بهذه العملية فإن الصندوق (العارض)‬

‫‪105‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ال يحل محل أحد مما يكون معه القرار المطعون فيه معلل تعليال ناقصا وغير سليم‬
‫عندما نص بأن العارض له بالوسائل القانونية للمتابعة ويتعين نقضه جواب المجلس‬
‫األعلى‪.‬‬
‫حيث تبين صحة ما عاب به الطالب على القرار المطعون فيه‪ ،‬ذلك أنه وإن كان‬
‫الصندوق الوطني للضمان االجتماعي ملزم بأداء التعويضات العائلية لألجير‪ ،‬فإن ذلك‬
‫متوقف على إثبات هذا األخير أن مشغله كان يؤدي واجبات االشتراك للصندوق‬
‫المذكور‪ ،‬عمال بمقتضيات ظهير ‪ 1972/7/27‬المتعلق بنظام الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫فمحكمة االستئناف عندما أيدت الحكم االبتدائي القاضي على طالب النقض أدائه‬
‫لألجير (المطلوب في النقض) التعويضات العائلية‪ ،‬بعلة أداء أن الصندوق هو الملزم‬
‫بأداء تلك التعويضات وأنه يمكن لهذا األخير الرجوع على المشغل في إطار المساطر‬
‫المخولة له قانونيا دون أن نتأكد فيما إذا كانت المشغلة (المطلوب في النقض قد أدت فعال‬
‫واجبات االشتراك للصندوق عمال بمقتضيات الفصول ‪ 23-22-21-20-19‬من الظهير‬
‫المشار إليه يكون قرارها المطعون فيه الصادر على النحو المذكور قد علل ما قضى به‬
‫تعليال ناقصا مما يعرضه للنقض"‪ .‬وكما هو الشأن بالنسبة للتغطية الصحية والتي‬
‫‪ 4‬في المائة منها‬ ‫صدرت بشأنها مدونة التغطية الصحية بتاريخ‪ 2005/7/ 18 ،‬بنسبة‬
‫‪ 50‬في المائة على المشغل و‪ 50‬في المائة الباقية على المأجور‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬موقف المجلس األعلى من‬


‫التعويضات الناتجة عن عقد الشغل‬
‫سنعالج هذا المطلب من خالل التطرق في (الفقرة األولى) لمدى استحقاق األجير‬
‫المؤقت للتعويضات الناتجة عن العقد‪ ،‬في حين سنتناول في (الفقرة الثانية) عدم إلزام‬
‫المحكمة ببيان العملية الحسابية في الحكم‪ ،‬دون إغفال أجل التقادم في (الفقرة الثالثة)‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مدى استحقاق األجير المؤقت للتعويضات الناتجة عن‬
‫العقد‬
‫جاء في قرار للمجلس األعلى(‪" )1‬حيث أن ما نصت به المحكمة في أجرة‬
‫وعطلة وأقدمية هي تعويضات ناتجة عن عقد الشغل‪ ،‬فيستحقها األجير ولو كان مؤقتا‬
‫فكان ما نصت به المحكمة مرتكز على أساس‪ "...‬فمن خالل هذا القرار يتضح أن‬
‫المحكمة المطعون في قرارها كانت على صواب حين قضت لألجير بالتعويض عن‬
‫العطلة واألجرة واألقدمية رغم أنه أجير مؤقت وعليه فإن التعويضات الناتجة عن عقد‬
‫الشغل يستحقها األجير سواء كان في إطار عقد محدد المدة إال أن السؤال المطروح هو‬
‫مدى إمكانية حصول األجير المغادر لعمله على التعويضات الناتجة عن العقد؟‬
‫لقد جاء الجواب عن هذا السؤال في قرار للمجلس األعلى‪ 2‬جاء فيه "حيث ثبت‬
‫صدق ما نعته الوسيلة على القرار ذلك أن األجيرة بالرغم من ثبوت مغادرتها للعمل من‬
‫تلقاء نفسها فهي تبقى محقة في التعويضات الناتجة عن العقد والتي سبقت أن طالبتها من‬
‫المشغلة وهي التعويض عن العطلة واألقدمية واألجر والمحكمة لما رفضت الطلب‬
‫المتعلق بالتعويضات الناتجة عن العقد رغم أحقيتها كان قرارها خارقا للقانون ‪"...‬‬
‫وقضى المجلس األعلى بنقض قرار محكمة االستئناف الرامي إلى رفض طلب‬
‫التعويضات والتي تستحقها األجيرة وأصبحت دينا على عاتق المشغل‪.‬‬
‫وبالتالي فالتعويضات الناتجة عن العقد تبقى ديون في ذمة المشغل هذا األخير‬
‫الذي يبقى يلزم بدفعها لألجير عند مطالبته بها‪.‬‬
‫ا لفقرة الثانية ‪ :‬المحكمة غير ملزمة ببيان العملية الحسابية في الحكم‬
‫أو القرار‪.‬‬
‫على المحكمة عند تحديدها ألي تعويض أتن يتبين سند االحتساب وهي مدة‬
‫العمل واألجرة وإال عرضت قرارها للنقض(‪ )3‬إال أن المحكمة غير ملزمة ببيان العملية‬
‫الحسابية بالحكم أو القرار بل حتى بإمكانها في بعض القضايا االعتماد على الخبرة‬
‫‪ -1‬قرار صادر عن المجلس األعلى عدد ‪ 2005/451‬المؤرخ ‪ 2005/04/27‬ملف عدد ‪ 2005/105‬بشرى العلوي م‪.‬س ص ‪.408‬‬
‫‪ -2‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ 2005/399‬المؤرخ ‪ 2005/04/13‬ملف عدد ‪ 05/55‬بشرى العلوي م‪.‬س ص ‪.411-410‬‬
‫‪ 3‬قرار عدد ‪ 2000/111‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى المؤرخ ‪ 2000/12/5‬ملف عدد ‪ 2000/704‬بشرى العلوي م‪.‬س ص‬
‫‪.408‬‬

‫‪107‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫القضائية في الموضوع وهذا ما ذهب إليه قرار صادر عن المجلس األعلى(‪ )1‬عدد‬
‫‪ 2001/395‬جاء فيه ما يلي ‪" :‬حيث يعيب الطاعن على القرار المطعون فيه عدم بيان‬
‫العملية الحسابية التي قضت بمبلغ ‪ 34467.64‬درهم كجواب عن العمولة ذلك أن‬
‫المحكمة المصدرة للقرار قضت للمطلوب في النقض بالمبلغ المذكور أعاله معللة ذلك أن‬
‫ما بقي األجير محقا ف يه بعد خصم التسبيقات التي تسلمها مما هو مستحق له حسب‬
‫األجرة األصلية والتكميلية إال أنها لم تبين العملية الحسابية التي توصلت بها على المبلغ‬
‫المذكور ومن جهة ثانية إذا سايرنا المحكمة حسب تعليلها والذي يفيد إسقاطها للمبالغ‬
‫المسبقة لألجير وتلك التي طالها التقادم وكذا المبلغ وكذا المبلغ المحدد من طرف الخبير‬
‫عن العطل فإن الخارج هو ‪:‬‬
‫‪24055,91=(2140x64170) 109632,52‬‬
‫فتعليل المحكمة ال ينسجم والنتيجة التي وصلت إليها مما يعرض القرار للنقض‪.‬‬
‫وكان جواب المجلس األعلى كما يلي ‪:‬‬
‫"لكن حيث أن المحكمة لما خلصت في قرارها إلى أن المبلغ المستحق للمطلوب‬
‫في النقض من العمولة هو ‪ 34467.64‬فإنها اعتمدت في ذلك على تقرير في الخبرة‬
‫األصلية والتكميلية وهي بذلك ليست ملزمة ببيان العملية الحسابية بقرارها مما تبقى معه‬
‫الوسيلة غير جديرة باالعتبار"‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬التقادم‬
‫لقد كان هناك جدل قائم حول مدة تقادم دعوى التعويض عن الفصل غير المبرر‬
‫قبل دخول مدونة الشغل حيز التطبيق‪ ،‬فقد كانت تتقادم بمرور ‪ 5‬سنوات فقط أو بمرور‬
‫‪2‬‬
‫طبقا للمادة‬ ‫عشرين حسب األحوال إذا كان اإلنهاء غير مشروع بمثابة خطأ تقصيري‬
‫‪ 106‬من قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬أما إذا كان اإلنهاء بمثابة خطأ عقدي فإن دعوى‬
‫التعويض تتقادم بمرور خمسة عشر سنة طبقا لمقتضيات المادة ‪ 387‬من القانون‬
‫أعاله(‪.)3‬‬

‫‪ - 1‬قرار عدد ‪ 2001/395‬صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 2001/05/09‬ملف ‪ ،2001/149‬غير منشور مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.409‬‬
‫‪ 2‬محمد سعد جرندي مرجع سابق ص ‪.207-206‬‬
‫‪ 3‬محمد الكشبور م‪.‬س ص ‪.388‬‬

‫‪108‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫إال أنه بعد دخول مدونة الشغل لحيز التطبيق حسم المشرع في الجدل القائم‬
‫عندما نص في الباب السادس المعنون ب "تقادم الدعاوى الناشئة عالقات الشغل" في‬
‫مادته ‪" 395‬تتقادم بمرور سنتين كل الحقوق الناتجة عن عقود الشغل الفردية وعن عقود‬
‫التدريب من أجل اإلدماج المهني وعن عقود التدرج المهني وعن الخالفات الفردية التي‬
‫لها عالقة بهذه العقود أيا كانت طبيعة هذه الحقوق سواء كانت نابعة عن تنفيذ هذه العقود‬
‫أو عن إنهائها"‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬آثار إنهاء عقد الشغل المحدد المدة‬
‫إن أهمية التمييز بين عقود الشغل وغيرها من العقود األخرى كعقد الوكالة وعقد‬
‫الشركة وعقد اإليجار ‪ ،...‬تكمن في مصلحة األجير من تكييف العقد بأنه عقد شغل كي‬
‫يستفيد من التعويضات التي يضمنها له قانون الشغل(‪ )1‬عند إنهاء العقد قبل حلول أجله‬
‫أو بانتهاء مدته أو بإنجاز العمل الذي كان محل العقد‪.‬‬
‫واآلن سنحاول التطرق لحاالت التعويض عن اإلنهاء المعجل في مطلب أول‬
‫على أن نتطرق في مطلب ثاني التعويض عن نهاية العقد ومدى استحقاق األجير المقدم‬
‫الستقالته للتعويض في مطلب ثالث‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬حاالت التعويض عن اإلنهاء المعجل‬


‫إنه في غالب األحيان ما يقوم المشغل بخرق التزاماته العقدية(‪ )2‬بادعاء أن‬
‫األجير ارتكب أخطاء جسيمة أو أن قوى قاهرة حالت دون استمرارية عالقة الشغل‬
‫بينهما أو قد يدفع بان استغنائه عن خدمات األجير مجرد ممارسة عادية لحق اإلنهاء‬
‫يخوله له القانون(‪ .)3‬إال أن هذه االدعاءات تخضع لمراقبة القضاء للتأكد مما إذا كان‬
‫المشغل قد استعمل إرادة اإلنهاء بصفة مشروعة ويتم تحميله كامل المسؤولية عند عجزه‬
‫عن إثبات صحة هذه االدعاءات أمام القضاء وفي حالة عدم القدرة على اإلثبات يقوم‬
‫قاضي الموضوع على منح ا ألجير الذي كان ضحية اإلنهاء المعجل تعويض ال يقل عن‬
‫األجور المتبقية التي كان من الممكن أن يحصل عليها لو استمر العقد‪ ،‬وهذا ما تم تأكيده‬
‫من خالل قرار لمحكمة االستئناف بالرباط المؤرخ في ‪ 7‬مارس ‪ )4(1951‬الذي رأى في‬
‫طرد األجير خارج حالة القوة القاهرة وبدون سبب مشروع مؤشرا على أحقيته في‬
‫التعويض عن الفسخ الفجائي في حدود المبالغ التي كان سيتقاضاها‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد شرقاني‪ :‬م‪.‬س ص ‪.68‬‬


‫‪ - 2‬سعيد عز البوشتاوي‪" :‬عقد الشغل المحدد المدة في ضوء القانون المغربي والمقارن"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪ ، 2005 ،‬ص ‪.328‬‬
‫‪ - 3‬بشرى العلوي‪ :‬م‪.‬س ص ‪.68‬‬
‫‪ - 4‬قرار بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪ 1951‬سعيد عز البوشتاوي م‪.‬س ص ‪.328‬‬

‫‪110‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫وقد سار المجلس األعلى على نفس النهج في قرار(‪ )1‬له جاء فيه "‪ ...‬بأنه‬
‫بالنسبة لعقد العمل المحدد المدة فإن الحكم باألجرة المتبقية يعد بمثابة تعويض عن الفسخ‬
‫الفجائي لعقد العمل"‪.‬‬
‫ويتم تحديد هذا التعويض على أساس الخسارة التي لحقت األجير من ضياع‬
‫العمل وأهميته واختصاصه باإلضافة إلى الضرر المعنوي الذي تسبب فيه هذا اإلنهاء(‪)2‬‬
‫ومهما كان مبلغ التعويض المحكوم به لفائدة األجير في الحكم فإنه على القاضي أن يبين‬
‫األسباب والعناصر المعتمدة ف ي حسابه‪ .‬وعليه فالقضاء المغربي يمارس رقابة شاملة‬
‫على مراقبة مدى مالءمة المبلغ المحكوم به لحجم الضرر وهذا ما تم تأكيده في حكم‬
‫صادر عن ابتدائية الدار البيضاء(‪.)3‬‬
‫وبالرجوع إلى مقتضيات الفصل ‪ 754‬من ق‪.‬ل‪.‬ع نجده ينص على العناصر‬
‫الواجب اعتمادها في احتساب التعويض في حالة إنهاء العقد غير محدد المدة إال أن‬
‫النص لم يستبعد تطبيقه متى كان عدم تحديد مدة الشغل راجع إلى طبيعة العمل الالزم‬
‫أداؤه وهناك عدة حاالت يصعب فيها تحديد مدة العقد إما لسبب راجع لطبيعة األشغال‬
‫المنجزة أو لعدم إمكانية معرفة مدة االنتهاء من العمل موضوع العقد وهي بهذا تبقى‬
‫عقود محددة المدة وعليه فمتى ثم وضع نهاية لعالقة الشغل قبل انتهاء تلك األشغال محل‬
‫العقد فإنه بإمكان القاضي الرجوع إلى مقتضيات هذا الفصل ‪ -754‬الحتساب‬
‫التعويض(‪.)4‬‬
‫وأخيرا فإن أغلب التشريعات المقارنة منها القانون المصري وقانون العمل‬
‫الكويتي وا لبحريني إلى جانب التشريع المغربي عملت على النص في قوانينها العمالية‬
‫على مبدأ أداء األجور المتبقية النتهاء مدة العقد‪.‬‬

‫‪ - 1‬قرار عدد ‪ 42‬صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 27‬يناير ‪ 1982‬ملف عدد ‪ 31‬سعيد عز البوشتاوي م‪.‬س ص‪.328‬‬
‫‪ - 2‬محمد سعيد بناني‪ :‬المجلد الثاني‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬م‪.‬س ص ‪.1302‬‬
‫‪ 3‬حكم عدد ‪ 2027‬مؤرخ ‪ 11‬يونيو ‪ 1984‬ملف اجتماعي ‪ 8330‬سعيد عز م‪.‬س ص ‪.330‬‬
‫‪ 4‬سعيد عز البوشتاوي‪ :‬م‪.‬س ص ‪.331‬‬

‫‪111‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫إال أن السؤال المطروح يتعلق حول طريقة احتساب التعويض عن اإلنهاء‬
‫المعجل في حالة وجود عقد محدد المدة متضمن لبند التجديد في مقتضياته وهنا البد من‬
‫التمييز بين حالتين(‪: )1‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬وهي الحالة التي يتضمن فيها العقد بندا يفيد على أن الطرفين‬
‫اتفقا على تحديد العقد عند انتهاءه إال أن المشغل يتنكر لهذا البند وقاضي الموضوع يحكم‬
‫بتعويضات يراعي فيه مقتضيات العقد األولي بالنسبة لألجير‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬االتفاق الكتابي على مدة التجديد وطريقته في هذه الحالة يبقى‬
‫القاضي مقيد بمحتويات االتفاق ويحكم بالتعويضات بناءا على ذلك االتفاق وغالبا ما‬
‫تكون ال تقل عن األجور المتبقية لتنفيذ االتفاق‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬التعويض عن نهاية العقد محدد المدة‬
‫‪2‬‬
‫ينتهي عقد الشغل المحدد المدة بحلول أجله أو بانتهاء الشغل الذي كان محال له‬
‫والمشغل غير ملزم باإلشارة إلى المبررات التي دفعت به إلى إنهاء العقد‪ ،‬ويكون لألجير‬
‫حق في الحصول على التعويضات الخاصة بالطرد ألنها تبقى مرتبطة بعقد الشغل غير‬
‫محدد المدة يعني أنه للحصول على هذه التعويضات البد من االشتغال لمدة تفوق اثني‬
‫عشر شهر دون تجديد العقد وهذا ما يم تأكيده في قرار للمجلس األعلى(‪ )3‬الذي اعتبر‬
‫اشتغال األجير لمدة شهرين ونصف غير كاف للحصول على التعويضات المتعلقة‬
‫بالطرد واإلشعار ألن المدة المذكورة تعطي الحق للمشغلة في االستغناء عن خدماته‬
‫بدون أي تعويض"‪.‬‬
‫إضافة إلى أن التعويض عن اإلعفاء يستفيد منه األجراء الدائمين في المقاولة في‬
‫إطار عقود غير محددة المدة وليس المؤقتين الذين يمكن إعفاؤهم بصورة جماعية دون‬
‫ضرورة استصدار إذن من السلطات المختصة(‪.)4‬‬
‫وعليه يتضح لنا بأن المشرع المغربي لم يحاول سن حماية حقيقية لحماية‬
‫األجراء العاملين في إطار عقود المحددة المدة في مقابل الضمانات الممنوحة لألجراء في‬

‫‪ - 1‬سعيد عز البوشتاوي‪ :‬م‪.‬س ص ‪.335‬‬


‫‪ - 2‬محمد شرقاني‪ :‬م‪.‬س ص ‪.134‬‬
‫‪ 3‬قرار للمجلس األعلى عدد ‪ 436‬مؤرخ في ‪ 25‬سبتمبر ‪ 1987‬ملف عدد ‪ 87/8009‬عز البوشتاوي م‪.‬س ص ‪.339‬‬
‫‪ - 4‬سعيد عز البوشتاوي‪ :‬م‪.‬س ص ‪.339‬‬

‫‪112‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫إطار عقود غير محددة المدة‪ ،‬فاألجير في إطار عقد محدد المدة ال يتمتع بمهلة اإلخطار‬
‫وما يعنيه ذلك من حرمانه من التعويض عن الفسخ الفجائي وهو نفس الحكم الذي انصب‬
‫أي ضا على األجير الموسمي الذي قرر القضاء أال حق له في إنذاره واالستغناء عنه بعد‬
‫انتهاء الموسم ال يترتب عنه أي تعويض(‪ .)1‬عكس المشرع الفرنسي الذي أقر من خالل‬
‫قوانينه اإلصالحية تعويضا يسمى التعويض عن التوقيتية هذا التعويض يمنح لألجير عند‬
‫نهاية العقد كتعويض عن عدم االستقرار في العمل يتسلمه مع األجور المستحقة ألنه‬
‫يعتبر في نظر المشرع الفرنسي من مكمالت األجرة ويجب أال تفوق مدة العمل سنتين‬
‫ألن تجاوز سنتين يصبح لهذا األجير الحق في الحصول على التعويضات الناتجة عن‬
‫الطرد‪.‬‬
‫غير أن التعويض عن نهاية عقد الشغل يصبح الغيا إذا ما حصل اإلنهاء‬
‫المعجل بدون ضرر من طرف األجير أو ارتكب خطأ جسيم أو قامت قوة قاهرة ما عدا‬
‫إذا كان سبب اإلنهاء المعجل المشغل نفسه‪ ،‬عندها يمكن لألجير أن يجمع على صعيد‬
‫واحد التعويض عن نهاية العقد والتعويض الجزافي الخاص باإلنهاء المعجل(‪.)2‬‬
‫بل إن المشرع الفرنسي لم يتوقف فقط عند هذا التعويض عن التوقيتية وإنما‬
‫تجاوز ذلك إلى ابتكار أسلوب جديد في التعويض وهو تعويض الفئات العاطلة عن الشغل‬
‫بواسطة نظام التأمين عن البطالة يستفيد منه األجراء العاطلون بعد إدالئهم بوثائق تثبت‬
‫أنهم قاموا بالفعل بالبحث عن العمل وذلك تكريسا لمبدأ التضامن االجتماعي(‪.)3‬‬
‫وبالتالي نالحظ أن هناك انسجام بين نظام العقد المحدد المدة ونظام الضمان‬
‫االجتماعي الخاص بالتعويض عن البطالة مما يتبين معه أن وضعية األجير في إطار هذا‬
‫العقد يعرف نوع من الحماية مع المشرع الفرنسي في حين نلمس غيابها عند المشرع‬
‫المغربي(‪.)4‬‬

‫‪ - 1‬محمد شرقاني‪ :‬م‪.‬س ص ‪.135‬‬


‫‪ - 2‬سعيد عز البوشتاوي‪ :‬م‪.‬س ص ‪.340‬‬
‫‪ - 3‬سعيد عز البوشتاوي‪ :‬م‪.‬س ص ‪.344‬‬
‫‪ 4‬سعيد عز البوشتاوي‪ :‬م‪.‬س ص ‪.344‬‬

‫‪113‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مدى استحقاق األجير المقدم لالستقالة على التعويض‬
‫إن األجير المقدم الستقالته بكيفية قانونية ال يستحق أي تعويض إال إذا أثبت أن‬
‫المشغل هو الذي أجبره على االستقالة(‪ )1‬إال أنه إذا كانت القاعدة العامة كما قلنا تنص‬
‫على عدم أحقية األجير المستقيل ألي تعويض إال إذا اتفق الطرفان على خالف ذلك فإن‬
‫هناك استثناءات ترد على هذه القاعدة(‪.)2‬‬
‫إن حاالت تعويض األجير رغم استقالته جاءت على سبيل الحكم وال ينبغي‬
‫التوسع فيها‪ ،‬فبالرجوع إلى النظام األساسي للصحفيين المهنيين نجده ينص على أنه يمكن‬
‫أن يمنح التعويض عند ارتكاب خطأ جسيم وفي حاالت خاصة بالنسبة لالستقالة وعليه‬
‫يتضح لنا أن الصحافي الذي ارتكب خطأ جسيما أو قدم استقالته بشرط أن تدخل في‬
‫الحاالت المنصوص عليها في النظام األساسي للصحفيين المهنيين يمكن له أن يحصل‬
‫على تعويض رغم أي شيء‪.‬‬
‫فما هي إذن حاالت االستقالة المنصوص عليها في النظام األساسي للصحفيين‬
‫التي تمنح لألجير الصحافي الحق في الحصول على تعويض؟‬
‫الحالة األولى ‪ :‬المادة ‪ 14‬من النظام األساسي للصحفيين المهنيين تنص على "‬
‫إذا ارتكب الصحافي المهني أو من في حكمه أخطاء جسيمة أو اخطاء متكررة جاز للجنة‬
‫المذكورة إما تخفيض التعويض وإما إلغائه"‪.‬‬
‫فمن خالل مقتضيات المادة ‪ 14‬يتضح لنا أن تقدير التعويض يجوز تخفيضه وال‬
‫يمكن إلغاءه بقوة القانون كما هو الشأن في القواعد العامة بل يبقى ضمن السلطة‬
‫التقديرية للجنة التحكيمية‪.‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬المادة ‪ 15‬من النظام األساسي للصحفيين المهنيين التي جاء في‬
‫مقتضياتها "تطبق أحكام المادة السابقة في حالة فسخ العقد بفعل صحفي مهني أو من في‬
‫حكمه عندما يكون الفسخ مبررا بإحدى الحاالت ‪:‬‬
‫‪ ‬بيع المنشأة الصحافية‬
‫‪ ‬انتهاء صدور اليومية أو الدورية التي يعمل في إطارها الصحفي‬

‫‪ 1‬محمد الكشبور‪ :‬م‪.‬س ص ‪.70‬‬


‫‪ - 2‬محمد سعيد بناني‪ :‬المجلد الثاني الجزء الثاني‪.‬م‪.‬س ص ‪1300-1299‬‬

‫‪114‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪ ‬إغالق الوكالة‬
‫‪ ‬حدوث تغيير على طابع المنشأة‬
‫إذا ترتب عن هذا التغيير الطارئ على وضعية الوكالة مس بمصالح الصحفي‬
‫سواء المعنوية أو الدينية جاز له تقديم استقالته وحصوله على تعويض بقوة القانون‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إشكالية إنهاء عقود أعوان‬


‫المؤسسات العمومية‪.‬‬
‫يثير تعاقد اإلدارة مع بعض األجراء بواسطة عقود محددة المدة عدة تساؤالت‪،‬‬
‫منها ما يرتبط بمدى إمكانية استفادة هذه العقود من النصوص المنظمة لها في القانون‬
‫المدني‪ ،‬خاصة وأن المشغل شخص من أشخاص القانون العام‪ ،‬ومنها ما يخص آثار ذلك‬
‫اإلنهاء سواء من حيث طبيعة التعويضات المحكوم بها‪ ،‬أو من حيث إعادة وصف تلك‬
‫العقود كعقود غير محددة المدة إلى جانب مسألة تحديد الجهة المختصة لحل النزاع وعلى‬
‫ضوء أية قوانين(‪.)1‬‬
‫ولذلك فأول إشكالية تواجه األجير المطرود هو الجهة التي عليه أن يتوجه إليها‬
‫للمطالبة بحقوقه‪ :‬هل هي جهة القضاء العادي أم القضاء اإلداري؟‬
‫لقد جاء ضمن مقتضيات القانون المنشئ للمحاكم اإلدارية على أنها تختص‬
‫بالنظر في النزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية للموظفين والعاملين في مرافق الدولة‪،‬‬
‫والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية" (‪.)2‬‬
‫إن العالقة التي تربط األجير بمشغله هي عالقة تعاقدية‪ ،‬والعقد الذي ينظم هذه‬
‫العالقة هو عقود القانون الخاص ويخضع لقانون الشغل‪ ،‬بينما العالقة بين الموظف‬
‫واإلدارة هي عالقة نظامية والعقد الذي ينظمها هو القانون العام والقانون الذي يخضع له‬
‫هو القانون اإلداري‪ ،‬والمحكمة المختصة في العقدين تتوزع بين المحكمة العادية‬
‫والمحكمة اإلدارية‪ .‬ويالحظ أن هذا اإلختالف يطرح حول القانون الواجب التطبيق وما‬
‫ينتج عنه حول المحكمة المختصة حينما يعرض نزاع يتعلق بفسخ عقد الشغل يترتب عنه‬

‫‪ -1‬سعيد عز البوشتاوي‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.345‬‬


‫‪ -2‬المادة الثامنة من القانون المحاكم اإلدراية‬

‫‪115‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ما يمكن اعتباره تنازعا ايجابيا أو سلبيا لالختصاص النوعي بين غرفة اإلجتماعية‬
‫بالمحكمة االبتدائية العادية‪ ،‬وبين المحكمة اإلدارية‪ ،‬وقد وجد هذا التنازع في‬
‫االختصاص تطبيقه في حكمين مختلفين أولهما صدر عن المحكمة اإلدارية بوجدة‪ ،‬حين‬
‫اعتبر قضاة الموضوع أنفسهم مختصين بالنظر في النزاع الذي وقع بين المكتب الجهوي‬
‫لإلستثمار الفالحي وأحد العاملين فيه‪ ،‬وجاء ضمن حيثيات هذا القرار مايلي(‪... ":)1‬‬
‫حيث إن الطاعن يشتغل لدى المكتب الجهوي لإلست ثمار الفالحي المنشأ بمقتضى‬
‫المرسوم الملكي المؤرخ في ‪ 22‬أكتوبر ‪1966‬م الذي نص في فصله األول‪ :‬إن المكتب‬
‫مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬وإن المادة الثامنة من‬
‫قانون المحاكم اإلدارية تتحدث عن النزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية للعاملين في‬
‫المؤسسات العامة"‪.‬‬
‫فلقد استند صادروا الحكم على ربطهم الوضعية الفردية لمختلف العاملين‬
‫بالمؤسسات العامة كيفما كانت طبيعة نشاطها بدعوى اإللغاء‪ ،‬لكون دعوى اإللغاء تدخل‬
‫ضمن اختصاصات المحاكم اإلدارية‪ ،‬إضافة إلى إمكانية النظر في النزاعات والدعوى‬
‫المتعلقة بالتعويض متى ارتبط العامل معها بعالقة يحكمها القانون الخاص‪ .‬في حين‬
‫صدر الحكم الثاني المخالف لألول عن المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء التي قضت بعدم‬
‫اختصاصها للبث في النزاع الذي حصل بين المكتب الوطني للسكك الحديدية وأحد‬
‫أعوانه المفصولين عن العمل‪ ،‬إذ اعتبرت أن العالقة القانونية التي تربط العون بالمكتب‬
‫ينظمها قانون خاص مما ال يسمح لها بالنظر في طلب التعويض عن الطرد معتبرة أن‬
‫التعويض الذي تختص بمنحه حسب الفصل الثامن من قانون المحاكم اإلدارية هو (‬
‫التعويض عن الضرر الذي يتسبب فيه شخص من اشخاص قانون العام دون أن تكون‬
‫بين هذا األخير بين المتضرر عالقة قانونية معينة ينظمها قانون خاص) وللحسم في هذا‬
‫النزاع صدر قرار للمجلس األعلى في الموضوع حين اعتبر قواعد القانون الخاص هي‬

‫‪ -1‬سعيد البوشتاوي‪ :‬م س ص ‪.364‬‬

‫‪116‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫األولى في التطبيق في الدعوى المقامة من قبل هؤالء األعوان و أن المحكمة االبتدائية‬
‫العادية من خالل غرفتها االجتماعية هي المختصة بالبث فيها(‪.)1‬‬
‫باإلضافة إلى أن مدونة الشغل بدخولها حيز التطبيق سنة ‪ 2004‬جاءت لتحصر‬
‫مجال تطبيقها على المقاوالت التابعة للدولة والجماعات المحلية التي يكون طابعها‬
‫صناعيا أو تجاريا أو فالحيا‪ ،‬األمر الذي يفهم منه أن المدونة هي بدورها حسمت‬
‫الموقف في مشكل االختصاص(‪ ،)2‬كما يخضع ألحكام مدونة الشغل أجراء القطاع العام‬
‫الذين يسري عليهم أي قانون مادام هؤالء العمال ال يخضعون لقانون الوظيفة العمومية‪،‬‬
‫وتتوفر في عملهم كل مقومات العمل القار وخاصة تجاوز مدة السنة من العمل‬
‫واستمراريته فإنها ال بد من إخضاعهم للمدونة‪ ،‬وأن التعبير عنهم بالمؤقتين ال ينسجم مع‬
‫الضوابط المتعقلة بالعمل المؤقت ألن المحكمة المخول لها إعطاء تكييف الصحيح‬
‫للعقد(‪.)3‬‬
‫ونفس االتجاه صار عليه المجلس الدولة الفرنسي الذي خلص فيه إلى تبني تأويل‬
‫واحد يقضي بان المحاكم العادية تكون مختصة في النزاعات الفردية والتجارية المتعلقة‬
‫باألعوان العاملين بالمؤسسات العمومية الصناعية والتجارية باستثناء األعوان الذين‬
‫يمارسون مهام التسيير لمجموع المصالح كرئيس مصلحة السكك الحديدية ومحاسبها‬
‫العام‪.‬‬

‫‪ -1‬قرار عدد ‪ 96/250‬الصادر بتاريخ ‪ .1996/3/28‬في الملف اإلداري ‪ 95/847‬المنشور بالقرارات المجلس األعلى‪ -‬المادة اإلدارية‪ ،‬محمد‬
‫سعد جرندي‪ ،‬م س ص‪47‬‬
‫‪ -2‬محمد سعد جرندي‪ :‬م س ص ‪.48‬‬
‫‪ -3‬محمد سعد جرندي‪ :‬م س ص ‪.48‬‬

‫‪117‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫الواقع أن الخالصة التي خرجنا بها في هذا البحث والتي يؤكدها الواقع العملي‬
‫بشكل ملموس‪ ،‬أن اإلنهاء المتخذ من طرف المشغل والمعبر عنه بالفصل عندما يمارس‬
‫من طرفه وهذه قاعدة تصح بالنسبة الستقالة األجير كذلك‪ ،‬فقد يوصف بالمبرر‪ ،‬وقد‬
‫يوصف بغير المبرر‪ ،‬وهو الذي يعبر عنه عادة بالطرد التعسفي فالفصل يكون مبررا‬
‫عندما يستند إلى سبب وجيه‪ ،‬كانعدام كفاءة األجير‪ ،‬أو وجود صعوبات اقتصادية‬
‫تعترض السير العادي للمقاولة تفرض الفصل لتجاوز صعوباتها‪ .‬وأيضا ارتكاب األجير‬
‫لخطأ جسيم كما أن الفصل يكون غير مبرر في حالة خرق المشغل اإلجراءات المرتبطة‬
‫بإنهاء عقد الشغل غير محدد المدة‪ ،‬أو افتقاد الفصل إلى مبرر موضوعي‪ ،‬أو ادعاه‬
‫المشغل ولم يثبته أو أثبته ولكن القضاء لم يعتبره كذلك‪.‬‬
‫وإذا كان القضاء يرجع إلى حد ما األمور إلى نصابها حينما يقرر اعتبار الطرد‬
‫مبررا‪ ،‬أو غير مبررا وذلك بإقراره لمجموعة من الحقوق لألجير المتضرر من الفصل‬
‫إال أن ه ذا التعويض ال يعالج في الغالب مختلف اآلثار السلبية التي يخلفها الفصل في‬
‫نفسية األجير في حالة كونه فصال تعسفيا فضال عن أنه ال يعطي كل األضرار الناجمة‬
‫عنه‪.‬‬
‫إذن فهل تحقق هاجس المشرع من خالل سنه لمدونة الشغل بالحفاظ على‬
‫المعادلة الثالثية وهي‪ :‬حماية األجير وحقوق المشغل‪ ،‬وحماية االقتصاد؟‬
‫لإلجابة على هذا السؤال سوف نتطرق له من خالل بعض االستنتاجات ثم‬
‫سنتطرق بعد ذلك لالقتراحات‪.‬‬
‫أوال‪ :‬استنتاجات‪:‬‬
‫فالمشرع المغربي بإصداره لقانون ‪ 65-99‬المتعلق بمدونة الشغل عمل على‬
‫تجميع جل القوانين المنظمة للتشريع االجتماعي لكي يسهل المهمة على القاضي باعتماده‬
‫كمرجع لحل اإلشكاليات التي تطرح عليه والنزاعات المعروضة في إطار القضايا‬
‫االجتماعية وبالرغم من تعديل بعض المقتضيات القانونية التي كان معموال بها في ظل‬

‫‪118‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫القانون السابق فإنه مازال محتفظا ببعض النصوص القانونية والتي الزالت لم تحقق‬
‫الحماية المتوخاة للطرفين وباألخص حماية الطرف الضعيف وهو األجير‪.‬‬
‫فهذه التعديالت لم تأت بالشيء الذي كان متوقعا منها خاصة فيما يتعلق بضمان‬
‫حقوق األجير‪ ،‬وبالتالي تكون هذه المدونة ورغم ما تضمنته من مقتضيات جديدة لم تكفل‬
‫لألجير جميع حقوقه‪ ،‬وإنما جاءت لتكرس حقوق أكثر ألصحاب المؤسسات وذلك قصد‬
‫توفير المناخ المالئم لجلب المستثمرين وخاصة األجانب منهم‪ .‬خاصة وأن فصل األجير‬
‫سيظل جدال ونقاشا بين مختلف الفرقاء‪ ،‬رغم أن المدونة حاولت تدارك بعض الهفوات‬
‫التي كانت عالقة بالفصل ‪ 6‬من النظام النموذجي بتدقيقها للخطأ الجسيم وتعزيزها للحماية‬
‫الممنوحة لألجير في إطار مسطرة الطرد‪ ،‬ويكون تقييم ما تضمنته يبقى رهينا باحتكاكها‬
‫بالواقع االجتماعي وما قد تثيره من إشكاالت عملية يبقى للعمل القضائي الدور الفعال في‬
‫إيجاد الحلول المناسبة للعدالة االجتماعية‪.‬‬
‫إضافة لذلك فالمشرع المغربي قد فرض مجموعة من الغرامات المالية في حالة‬
‫مخالفة القواعد اآلمرة التي أتت بها المدونة إال أنه يعاب عليها أنها ضئيلة لن تضمن‬
‫الحقوق التي خرقت في حقه المقتضى القانوني‪.‬‬
‫ويبقى عموما صدور مدونة الشغل بتنظيم العالقات الشغلية فيه طابع حمائي‬
‫لألجراء بعدما كانت القوانين مبعثرة ومتفرقة‪ ،‬وتكون أحيانا متناقضة وغير متكافئة‬
‫الشيء الذي أصبح متجاوزا من جهة ومكسبا للمقاولة المغربية وتحفيزا لالستثمار وشكال‬
‫من أشكال الديمقراطية االجتماعية التي يحرص الكل على تحقيقها‪.‬‬
‫فالمشرع مهما بلغ من الذكاء فال يمكن أن يحيط بجميع الحاالت وبذلك فهو‬
‫يستغيث بالقضاء‪.‬‬
‫إال أن المنظور الشمولي الذي يبرز التحام القضاء في الميدان القضائي ال يتوقف‬
‫على القاضي وحده بصفته قاضيا اجتماعيا يطبق نصوص قانونية‪ ،‬بل هناك تفاعل بني‬
‫القانون وبقية المؤسسات المساعدة للقاضي في عملية إبراز الحق‪.‬‬
‫إال أنه رغم ذلك فال زال هناك قصور في الحماية االجتماعية لألجير‪ ،‬الشيء‬
‫الذي سيدفعنا إلى طرح اقتراحات في هذا المجال‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ثانيا‪ :‬االقتراحات‪.‬‬
‫يمكن التمييز في هذا المجال بين اقتراحات ترتبط بالمجال التشريعي من خالل‬
‫إعادة النظر في بعض النصوص وإدخال تعديالت عليها‪ ،‬وبين اقتراحات تهم جانب‬
‫العالقة التي يجب أن تسود بين قطبي عالقة الشغل وكذا الدور الذي يجب أن تضطلع به‬
‫الدولة في إنقاذ المؤسسات التي تعاني من أزمة‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪ – 1‬تعديل بعض النصوص القانونية‪:‬‬
‫تعتبر نصوص المدونة غير نهائية لذلك فإن هذه االقتراحات تبقى واردة وقابلة‬
‫للتطبيق وتتجلى هذه االقتراحات في ما يلي‪:‬‬
‫إسناد مهمة إقرار الطرد إلى مجلس تأديبي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إحداث صندوق لدعم ومساندة األجير المطرود‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إنشاء المحاكم االجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حصر مجال التقيد ببعض الشكليات المتعلقة بالطرد في المؤسسات التي‬ ‫‪‬‬
‫تتجاوز عددا من العمال‪.‬‬
‫فرض مستشار قانوني في المؤسسات التي تتجاوز عددا معينا من العمال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ – 2‬تحسين العالقة بين األجير والمؤاجر‪:‬‬
‫إن العالقة التي يجب أن تسود بين األجير والمؤاجر يتعين أن تقوم على‬
‫االحترام المتبادل بينهما‪ .‬ذلك أن كل واحد منهما يقوم بوظيفة اجتماعية تعود بالنفع‬
‫عليهما كما تعود بالمنفعة على المجتع ككل‪ ،‬فاألمر يتعلق فقط بتوزيع األدوار‪ ،‬ذلك أن‬
‫كل واحد منهما مكمال لآلخر ويجمع بينهما ترابط عضوي‪ ،‬وال يمكن أن يعمل أحد منهما‬
‫بمعزل عن اآلخر‪ ،‬فإذا كان األجير يقوم بالعمل الذي يذر على المشغل منفعة خاصة فإن‬
‫المشغل يوفر لألجير فرصة الشغل وفي المقابل يمكنه من مجموعة من التعويضات‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪ – 3‬تفعيل دور الدولة في إنقاد المؤسسات التي تعاني من أزمة‪:‬‬
‫يجب على الدولة أن تقوم بدور هام في حل مشاكل المؤسسات التي آلت إلى‬
‫وضعية اقتصادية مزرية بسبب ركود منتوجاتها أو تراكم ديونها لكونها تقوم بتسريح‬
‫العديد من العمال الشيء الذي يطرح أزمة في مجال الشغل‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الئحة المراجع‬
‫‪ -1‬المؤلفات‬
‫‪ ‬بشرى العلوي‪" :‬الفصل التعسفي لألجير على ضوء العمل القضائي"‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ .‬ماي ‪.2007‬‬
‫‪ ‬الحاج الكوري‪" :‬مدونة الشغل الجديدة القانون رقم ‪ 65-99‬أحكام عقد‬
‫الشغل"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط‪.2004،‬‬
‫‪ ‬حضري عبد العزيز‪ ":‬القانون القضائي الخاص‪ ،‬وجدة طبعة ‪2006‬‬
‫‪ ‬دنيا مباركة‪" :‬حقوق العامل بعد إنهاء عقد الشغل بين التشريع الحالي‬
‫والقانون رقم ‪ "65-99‬دار النشر الجسور‪ ،‬وجدة ‪. 2004‬‬
‫‪ ‬سعيد عز البوشتاوي‪ ":‬عقد الشغل المحدد المدة في ضوء القانون المغربي‬
‫والمقارن"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪.2005 ،‬‬
‫‪ ‬عبد العزيز العتيقي‪ :‬محمد الشرقاني‪ -‬محمد القوري اليوسفي ‪ ":‬مدونة‬
‫الشغل مع تحليل ألهم المستجدات"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة الجسور‪ ،‬وجدة‪.2004 ،‬‬
‫‪ ‬عبد اللطيف خالفي ‪" :‬الوسيط في مدونة الشغل الجزء األول عالقات الشغل‬
‫الفردية"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬الحي المحمدي‪ ،‬مراكش‪.2004 ،‬‬
‫‪ ‬فريدة المحمودي‪":‬محاضرات في القانون االجتماعي"‪ :‬مطبعة سجلماسة‪،‬‬
‫مكناس‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2006 -2005‬‬
‫‪ ‬محمد الشرقاني ‪" :‬عالقات الشغل بين تشريع الشغل ومشروع مدونة‬
‫الشغل" الطبعة األولى ‪.2003‬‬
‫‪ ‬محمد الكشبور‪" :‬نهاء عقد الشغل مع تحليل مفصل ألحكام الفصل التعسفي‬
‫لألجير‪ -‬دراسة تشريعية وقضائية مقارنة‪ "-‬الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪.2008 ،‬‬
‫‪ ‬محمد سعد جرندي‪ ":‬الطرد التعسفي لألجير في ظل مدونة الشغل والقضاء‬
‫المغربي" الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط‪.2007،‬‬

‫‪122‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪ ‬محمد سعيد بناني‪" :‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل –‬
‫عالقات الشغل الفردية – " الجزء الثالث‪ ،‬طبعة يناير‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‬
‫الدارالبيضاء‪.2009 ،‬‬
‫محمد سعيد بناني‪" :‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل – عالقات‬
‫الشغل الفردية" المجلد الثاني‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدارالبيضاء‪. 2007 ،‬‬
‫‪ ‬محمد سعيد بناني ‪":‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل –‬
‫عالقات الشغل الفردية – " المجلد األول‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدارالبيضاء‪.2007 ،‬‬
‫مصطفى شنضيض ‪":‬عقد الشغل الفردي في ضوء مدونة الشغل الجديدة القانون‬
‫رقم ‪ 65-99‬والنصوص التنظيمية الصادرة بشأنه" الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‬
‫الدارالبيضاء‪2004. ،‬‬
‫‪ ‬موسى عبود‪ ":‬دروس في القانون االجتماعي"‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪.1994‬‬
‫«‬ ‫‪ ‬محمد عابي ‪" :‬رقابة القضاء على فصل األجير"‪ ،‬مؤسسة للطباعة والنشر‬
‫بنميد»‪ ،‬الدار البيضاء‬
‫‪ ‬قرارات المجلس األعلى‪ " :‬اهم القرارات الصادرة في المادة اإلجتماعية" الجزء‬
‫األول‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط‪.2007،‬‬

‫‪123‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪ -2‬األطروحات والبحوث‪:‬‬
‫فريدة المحمودي‪ ":‬إشكالية ممارسة الحق في الشغل على ضوء قانون‬ ‫‪‬‬
‫الشغل المغربي" أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخاص ‪ 2001‬جامعة محمد‬
‫الخامس كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية أكدال الرباط‪.‬‬
‫بحث لنيل اإلجازة في القانون الخاص تحت عنوان "الفصل ألسباب‬ ‫‪‬‬
‫تكنولوجية أو هيكلية أو اقتصادية بين مدونة الشغل والقانون المقارن" تحت إشراف‬
‫األستاذ محمد الشرقاني‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2008-2007‬‬
‫‪ -3‬الندوات ‪:‬‬
‫عقود العمل والمنازعات االجتماعية من خالل اجتهادات المجلس األعلى ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الندوة الجهوية التاسعة مقر محكمة االستئناف حي رياض السالم أكاد ير ‪06-05‬‬
‫يوليوز‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪.2007،‬‬
‫‪ ‬الندوة الثالثة للقضاء االجتماعي‪ ،‬سلسلة الندوات واللقاءات و األيام الدراسية‪،‬‬
‫مكتبة دار السالم الرباط‪ ،‬العدد ‪ 3‬مارس ‪.2004‬‬
‫‪ ‬الندوة الثانية للقضاء االجتماعي التي انعقدت بالمعهد الوطني للدراسات‬
‫القضائية أيام ‪26 -25‬فبراير ‪1991-‬‬
‫‪ -4‬المجالت ‪:‬‬
‫مجلة اإلشعاع عدد ‪30‬فبراير ‪.2005‬‬ ‫‪‬‬
‫مجلة المحاكم المغربية العدد ‪.109‬‬ ‫‪‬‬
‫مجلة المحامي العدد ‪.47‬‬ ‫‪‬‬
‫مجلة المناهج العدد المزدوج ‪.2006-10-9‬‬ ‫‪‬‬
‫مجلة قضاء المجلس األعلى العدد ‪.63‬‬ ‫‪‬‬
‫مجلة قضاء المجلس األعلى العدد المزدوج ‪65-64‬‬ ‫‪‬‬
‫المجلة المغربية لإلقنصاد والقانون‪ ،‬العدد ‪.2003 ،8‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -5‬النصوص القانونية‪:‬‬

‫‪124‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ظهير ‪ 12‬غشت ‪ : 1913‬قانون االلتزامات و العقود‬ ‫‪‬‬
‫ظهير ‪ 23‬أكتوبر ‪ : 1948‬النظام النموذجي (المنسوخ)‬ ‫‪‬‬
‫ظهير ‪ 28‬شتنبر ‪ : 1974‬قانون المسطرة المدنية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ظهير ‪ 14‬يوليوز ‪ : 1974‬التنظيم القضائي المغربي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مرسوم ‪ 29‬دجنبر ‪ : 2004‬مرسوم أجل اإلخطار إلنهاء عقد الشغل غير‬ ‫‪‬‬
‫المحدد المدة بإرادة منفردة‪.‬‬
‫مرسوم ‪ 29‬دجنبر ‪ : 2004‬مرسوم تحديد أعضاء اللجنة اإلقليمية المكلفة‬ ‫‪‬‬
‫بالدراسة و البحت في ملفات فصل األجراء وفي اإلغالق الكلي أو الجزئي للمقاوالت أو‬
‫االستغالالت‪.‬‬
‫مرسوم ‪ 14‬غشت ‪ :1967‬مرسوم إغالق المؤسسات التجارية‬ ‫‪‬‬
‫و الصناعية ألسباب اقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قانون رقم ‪ 65-99‬المتعلق بمدونة الشغل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪125‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة‪3 ................................................................................................... :‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إنهاء عقد الشغل والعمل القضائي‪8 ............................................... :‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الفصل التعسفي وطبيعته القانونية والواقعية‪9 ................... :‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الطبيعة القانونية للفصل التعسفي‪9 .................. :‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم الفصل التعسفي ونظرية التعسف في استعمال الحق وموقف‬
‫القضاء‪10 ...................................................................................... :‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم الفصل التعسفي وموقف القضاء‪11 ...................................... :‬‬
‫ثانيا‪ :‬مفهوم نظرية التعسف في استعمال الحق وموقف القضاء‪12 ............... .‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أهم وسائل الفصل التعسفي وحاالته وموقف القضاء‪14 ................‬‬
‫أوال‪ :‬أهم وسائل الفصل التعسفي وموقف القضاء‪15 ................................ :‬‬
‫ثانيا‪ :‬حاالت الفصل التعسفي وموقف القضاء‪16 ..................................... .‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الطيعة الواقعية للفصل التعسفي‪19 ................. .‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أنواع الفصل وطرقه مع موقف القضاء‪20 ............................. .‬‬
‫أوال‪ :‬طرق الفصل‪20 ..................................................................... .‬‬
‫أ‪ -‬الفصل الصريح أو المباشر‪20 .................................................................. .‬‬
‫ب الفصل الضمني أو غير المباشر أو المقنع‪21 ............................................... .‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع الفصل‪22 ..................................................................... .‬‬
‫أ‪ -‬الفصل االضطراري ‪22 ...........................................................................‬‬
‫ب‪ :‬الفصل االنتقامي‪24 ............................................................................. :‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حاالت الفصل التعسفي نظرا لطبيعة العقد وموقف القضاء‪25 ....... .‬‬
‫أوال‪ :‬الفصل في العقد المحدد المدة‪26 .................................................. .‬‬
‫أ‪ -‬بالنسبة للعامل الموسمي ‪27 .......................................................................‬‬
‫ب‪ -‬بالنسبة للعمل العرضي ‪29 .....................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الفصل في العقد الغير المحدد المدة‪30 ........................................... .‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أسباب الفصل من خالل العمل القضائي ‪31 .....................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الفصل المرتبط بالخطأ الجسيم ‪31 ....................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوم الخطأ الجسيم وسلطة القضاء في تكييفه ‪32 ....................‬‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم الخطأ الجسيم‪32 .............................................................‬‬
‫أ‪ -‬حاالت اعتبرها القانون أخطاء جسيمة ‪33 ................................................... :‬‬
‫ب‪ -‬إثبات الخطأ الجسيم‪39 ......................................................................... .‬‬
‫ثانيا‪ :‬سلطة القضاء في تكييف الخطأ الجسيم‪40 ...................................... .‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الرقابة القضائية على فصل األجير‪41 ................................... .‬‬
‫أوال‪ :‬الرقابة القضائية على الشروط الشكلية‪42 ........................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرقابة القضائية على الشروط الموضوعية‪44 ................................ .‬‬
‫ثالثا‪ :‬موقف القضاء من رسالة الطرد الموجهة لألجير‪46 .......................... .‬‬

‫‪126‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬فصل األجير ألسباب خاصة ومشتركة‪50 .......... .‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬األسباب الخاصة إلنهاء عقد الشغل‪50 .................................. .‬‬
‫أوال‪ :‬األسباب الخاصة نظرا لطبيعة العقد‪50 ...........................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬األسباب الخاصة بأطراف العقد‪51 ............................................... .‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬األسباب المشتركة لفصل األجير ‪64 ......................................‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آثار إنهاء عقد الشغل على ضوء االجتهاد القضائي‪68 ........................‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬آثار الفصل التعسفي ودور القضاء في حماية األجير ‪68 ......‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬إشكالية إرجاع األجير المفصول إلى عمله ودور‬
‫القضاء‪70 ................................................................... .‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬موقف القضاء من طلب الرجوع وشروطه ‪71 .........................‬‬
‫أوال ‪ :‬السلطة التقديرية للمحكمة في توافر الشروط ‪72 ...............................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اختيار القاضي األصلح لألجير ‪73 ...............................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬موقف المجلس األعلى من مبادرة المشغل في طلب اإلرجاع ‪75 .....‬‬
‫أوال ‪ :‬كيف تتم مبادرة المشغل لطلب الرجوع أثناء سريان المسطرة بإرجاع‬
‫األجير إلى عمله ‪75 .........................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬عدم تزويد المشغل بالعنوان الجديد لألجير واألثر القانوني ‪76 ..............‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬مدى استحالة تنفيذ الحكم القاضي بالرجوع إلى العمل ‪76 .............‬‬
‫أوال ‪ :‬اآلثار القانونية لرفض الحكم القاضي باإلرجاع‪76 ............................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬توصيات ندوات القضاء االجتماعي حول الحكم بإرجاع األجير ‪80 .......‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التعويضات الناتجة عن الفصل التعسفي وأهم‬
‫مستحقات عقد الشغل مع إعطاء أمثلة تطبيقية‪80 ................... .‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التعويضات الناتجة عن الفصل التعسفي مع إعطاء أمثلة تطبيقية‪.‬‬
‫‪81 ................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التعويض عن المباغثة أو المفاجئة‪83 ........................................... :‬‬
‫أ‪ -‬اإلعفاء القانوني من االلتزام بمهلة اإلخطار‪85 .............................................. :‬‬
‫ب‪ -‬كيفية احتساب التعويض عن أجل اإلخطار‪86 ............................................. :‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعويض عن الفصل والضرر‪87 ............................................... :‬‬
‫أ‪-‬كيفية احتساب التعويض عن الفصل‪90 .‬‬
‫ب‪ -‬كيفية احتساب التعويض عن الضرر‪92 .................................................... .‬‬
‫ثالثا‪ :‬التعويض عن فقدان الشغل‪94 ..................................................... :‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أهم المستحقات المترتبة عن عقد الشغل مع إعطاء أمثلة تطبيقية‪95 .‬‬
‫أوال‪ :‬التعويض عن العطلة السنوية‪95 .................................................. .‬‬
‫أ‪ -‬كيفية احتساب التعويض في حالة التمتع بالعطلة السنوية المؤدى عنها‪96 .............. .‬‬
‫ب‪ -‬كيفية احتساب التعويض عن العطلة السنوية في حالة عدم التمتع بها المؤدى عنها‬
‫‪98 ........................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعويض عن األجرة‪99 ........................................................... :‬‬
‫أ‪ -‬التعويض عن تكملة األجرة‪100 ................................................................ :‬‬

‫‪127‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ب‪ -‬كيفية احتساب التعويض عن تكملة األجر‪101 ............................................. :‬‬
‫ثالثا‪ :‬التعويض عن عدم تسلم شهادة العمل‪101 ...................................... :‬‬
‫رابعا‪ :‬التعويض عن عدم التسجيل بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪104 .‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬موقف المجلس األعلى من التعويضات الناتجة‬
‫عن عقد الشغل ‪106 ........................................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مدى استحقاق األجير المؤقت للتعويضات الناتجة عن العقد ‪107 ...‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المحكمة غير ملزمة ببيان العملية الحسابية في الحكم أو القرار‪107 .‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬التقادم ‪108 .....................................................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬آثار إنهاء عقد الشغل المحدد المدة ‪110 ..........................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬حاالت التعويض عن اإلنهاء المعجل ‪110 ...........‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التعويض عن نهاية العقد محدد المدة‪112 ................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مدى استحقاق األجير المقدم لالستقالة على التعويض ‪114 ...........‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إشكالية إنهاء عقود أعوان المؤسسات العمومية‪.‬‬
‫‪115 ...........................................................................‬‬
‫خاتمة‪118 ............................................................................................... :‬‬
‫الئحة المراجع ‪122 .....................................................................................‬‬
‫الفهرس ‪126 ..............................................................................................‬‬

‫‪128‬‬

You might also like