You are on page 1of 43

‫مسلك املاسترفي القانون الخاص‬

‫تخصص منازعات األعمال ‪ -‬الفوج الثالث‬

‫الفصل األول ‪ -‬وحدة منازعات الشغل‬

‫عرض في موضوع‬

‫خصوصيات اإلثبات يف منازعات الشغل‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إنجازالطلبة‪:‬‬


‫الدكتورربيع كموح‬ ‫أحالم النيح ‪ -‬يسين راشق ‪ -‬محمد أزغيدي‬

‫حسن الدرباكي ‪ -‬حمزة الوزاني‬

‫نيسرين ابليليطة ‪ -‬سلوى اقرطيط‬

‫املوسم الجامعي‪2024 – 2023 :‬‬


‫مقدمة‬
‫يحتل قانون الشغل أهمية بالغة بالنظر إلى األهداف التي يسعى لتحقيقها والتي يأتي في مقدمتها توفير‬
‫الحماية االجتماعية لألجراء‪ ،‬وتنظيم العالقات بينهم وبين أرباب العمل‪ ،‬وتوفير أرضية للعمل خالية من‬
‫النزاعات ومشجعة على االستثمار والتشغيل‪ ،‬واملغرب شأنه شأن سائر الدول األخرى‪ ،‬سعى مند سنوات‬
‫إلى تحقيق هذه األهداف وذلك من خالل إصدار عدد من النصوص القانونية املنظمة لعالقة الشغل على‬
‫رأسها القانون رقم ‪165.99‬بمثابة مدونة الشغل والتي تعنى بتنظيم العالقات الفردية والجماعية الناشئة‬
‫بين املستخدمين واألجراء الذين يعملون تحت إشرافهم‪.2‬‬

‫وعليه فإن أحكام هذا القانون تسري على األشخاص املرتبطين بعقد الشغل‪ ،‬أيا كانت طرق تنفيذه‪،‬‬
‫وطبيعة األجر املقرر فيه‪ ،‬وكيفية أدائه‪ ،‬وأيا كان نوع املقاولة التي ينفذ العقد داخلها‪.3‬‬

‫لذلك فعالقة الشغل كغيرها من الروابط القانونية التي تترتب أو تنشأ عنها نزاعات شغلية‪ ،‬سواء‬
‫كانت فردية أو جماعية‪ ،‬نتيجة لخالف قد يقع بين األجير واملشغل‪ ،‬وإما أثناء تنفيذ وسريان العقد‪ ،‬أو‬
‫انتهائه‪ ،‬وإما حول بند من بنود عقد الشغل املبرم بينهما‪ ،‬حيث نكون في هذه الحالة أمام ادعاءين قانونيين‬
‫متعارضين‪ ،‬إذ أن كل طرف من طرفيه يدعي أنه على حق‪.4‬‬

‫لذلك فإن الشخص عند املنازعة‪ ،‬يلجأ إلى القضاء طالبا إياه حماية الحق الذي يدعيه‪ ،‬مرفوق‬
‫بإثبات يفيد بوجود الواقعة التي يرتب عليها القانون وجود الحق‪ ،‬الذي ال يمكن للقضاء أن يقض ي له به‬
‫إال بوجود ما يثبت ذلك‪ ،‬ومنه فاإلثبات يحتل مكانة متميزة في النزاعات القضائية‪ ،‬بحيث ال يكفي‬
‫للشخص أن يدعي حقا حتى يستفيد منه‪ ،‬بل يجب أن يكون قادرا على إثبات وجوده‪ ،‬سواء كان ناتجا عن‬
‫عقد أو واقعة قانونية‪.‬‬

‫ويعد اإلثبات في معناه العام تأكيد وجود أو صحة أمر معين بأي دليل أو برهان‪ ،‬أما اإلثبات بمعناه‬
‫القانوني‪ ،‬وهو ما يطلق عليه اإلثبات القضائي‪ ،‬فيقصد به إقامة الدليل أمام القضاء‪ ،‬بطريقة من الطرق‬
‫التي يحددها القانون على وجود أو صحة واقعة متنازع فيها‪ ،‬ومنه فإن قواعد اإلثبات متفرقة بين قانون‬

‫‪ .1‬القانون رقم ‪ ،65.99‬الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم ‪ ،1.03.194‬صادر في ‪ 14‬من رجب ‪ 11( ،1424‬سبتمبر ‪ ،)2003‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ ،5167‬بتاريخ ‪ 13‬شوال ‪ 8( ،1424‬ديسمبر ‪ ،)2003‬الصفحة ‪.3969‬‬
‫‪ .2‬ياسين شادي‪ ،‬القانون االجتماعي وسؤال التوازن بين األجير واملشغل "مدونة الشغل املغربية نموذجا"‪ ،‬مقال منشور في مجلة مغرب‬
‫القانون‪ ،‬على املوقع اإللكتروني‪ ، www.maroclaw.com ،‬أطلع عليه بتاريخ ‪ 28‬فبراير ‪ ،2024‬على الساعة ‪ 20‬مساء و‪ 30‬دقيقة‪.‬‬
‫‪ .3‬املادة األولى من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ .4‬بوبكر توفيق‪ ،‬اإلثبات في عقود الشغل الفردية على ضوء قانون الشغل املغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة‬
‫محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬السويس ي الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2012-2011‬الصفحة ‪.2‬‬

‫‪2‬‬
‫املوضوع وبين قانون الشكل في التشريع املغربي‪ ،‬باإلضافة إلى كون اإلثبات من املسائل التي تحدد مجال‬
‫كل من األجير واملشغل‪.5‬‬

‫وقد مر قانون الشغل باملغرب في صيرورته التاريخية عبر محطات متعددة‪ ،‬تتمثل أساسا في مرحلة‬
‫ما قبل االستعمار ثم مرحلة االحتالل وبعدها مرحلة االستقالل وصوال إلى إقرار مدونة الشغل‪.6‬‬

‫‪ -‬مرحلة ما قبل االحتالل‪ :‬املغرب خالل هذه املرحلة لم يعرف أي تنظيم قانوني للشغل باملفهوم‬
‫السائد حاليا‪ ،‬إنما كانت عالقات الشغل آنذاك منظمة بموجب قواعد الفقه اإلسالمي‪ ،‬كعقد اإلجارة في‬
‫اإلسالم إلى جانب بعض العادات واألعراف املحلية‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة االحتالل‪ :‬مع دخول االحتالل للمغرب بدأت قواعد الفقه اإلسالمي ومعها نظام الطوائف‬
‫الذي كان ينظم عالقات الشغل آنذاك بالتراجع‪ ،‬خاصة بعد صدور ظهير االلتزامات والعقود الذي نظم‬
‫عقد إجارة الخدمة في الفصل ‪ 7204‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬لكن مع تطور وازدياد أفراد الطبقة‬
‫العاملة سواء من املغاربة أو الوافدين مع االحتالل الفرنس ي في املغرب‪ ،‬وازدهار املشاريع الصناعية واتساع‬
‫دائرة العمال‪ ،‬كان لزاما على مشرع آنذاك التدخل عن طريق إصدار مجموعة من القوانين التي تحكم‬
‫وتنظم العالقات الشغلية‪ .‬منها ظهير ‪ 27‬شتنبر ‪ 19218‬املنظم ملكاتب الشغل‪ ،‬ظهير ‪ 25‬يونيو ‪19279‬‬
‫املتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة االستقالل‪ :‬كان االهتمام آنذاك منصب على سد الثغرات التي تعرفها القواعد القانونية‬
‫املنظمة لعالقات الشغل آنذاك‪ ،‬والتي أصدرتها سلطات االحتالل حماية لحقوق رعاياها لذلك عمل‬
‫املشرع املغربي على إصدار مجموعة من النصوص التشريعية‪ ،‬وذلك من خالل إحداث اإلطار التفاوض ي‬
‫لتطوير االتفاقيات أي عن طريق القانون االتفاقي‪ ،‬وفي هذا السياق جاء ظهير ‪ 17‬أبريل ‪ 195710‬حول‬
‫االتفاقيات الجماعية قبل قانون النقابات ل ‪ 16‬يوليوز ‪ ،195711‬ثم املجلس األعلى لالتفاقيات الجماعية‬
‫املنظم واملؤسس للظهير الصادر في ‪ 29‬نونبر ‪ 196012‬الذي أشير إليه في ظهير ‪ .1957‬وعليه فإن مدونة‬

‫‪ .5‬عبد اإلله شني‪ ،‬نظام اإلثبات في نزاعات الشغل الفردية في ضوء القانون املغربي‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬سلسلة "املعارف القانونية والقضائية"‪،‬‬
‫العدد ‪ ،88‬سنة ‪ ،2023‬الصفحة ‪.9‬‬
‫‪ .6‬مصطفى مالكي‪ ،‬قراءة تحليلية ملدونة الشغل‪ ،‬منشور في املوقع اإللكتروني‪ ، www.lakome2.com ،‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 1‬مارس ‪ ،2024‬على‬
‫الساعة ‪ 10‬صباحا‪.‬‬
‫‪ .7‬ينص الفصل ‪ 204‬من ظهير االلتزامات والعقود على ما يلي‪ " :‬عقد يلتزم بمقتضاه أحد طرفيه بأن يقدم لآلخر خدماته الشخصية ألجل‬
‫محدد أو من أجل أداء عمل معين‪ ،‬في نظير أجر يلتزم هذا األخير بدفعه له"‪.‬‬
‫‪ .8‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 24‬من محرم ‪ 27( ،1340‬سبتمبر ‪ ،)1921‬املتعلق بمكاتب تشغيل العمال‪.‬‬
‫‪ .9‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 25‬ذي الحجة ‪ 26( 1345‬يونيو‪ )1927‬املتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‪.‬‬
‫‪ .10‬الظهير الشريف رقم ‪ ،1-57-067‬الصادر في ‪ 16‬رمضان ‪ 17( ،1376‬أبريل ‪ ،)1957‬املتعلق باتفاقية الشغل الجماعية‪.‬‬
‫‪ .11‬ظهير شريف رقم ‪ ،1.57.119‬الصادر في ‪ 18‬ذي الحجة ‪ 16( ،1376‬يوليوز ‪ ،)1956‬املتعلق بالنقابات املهنية‪.‬‬
‫‪ .12‬ظهير رقم ‪ ،1.58.145‬الصادر في ‪ 10‬جمادى اآلخرة ‪ 29( ،1380‬نوفمبر ‪ ،)1960‬املتعلق بإحداث املجلس أعلى لالتفاقيات الجماعية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الشغل في شكلها الحالي قد مرت بمرحلة عسيرة قبل خروجها حيث أنه تم االنتظار من سنة ‪ 1965‬إلى‬
‫‪ 2004‬أي ‪ 49‬سنة لصدورها‪.‬‬

‫إضافة إلى أن موضوع اإلثبات يحض ى بأهمية كبيرة لذلك تولى املشرع املغربي تنظيمه سواء على‬
‫املستوى املوضوعي أو اإلجرائي وعلى الرغم من أهمية نصوص قانون الشغل بالنسبة للطبقة العاملة‪،‬‬
‫فإنها لم تكن تتوفر على أحكام خاصة تبين كيفية إثبات عقد الشغل‪ ،‬وما يترتب عنه من حقوق والتزامات‬
‫أمام القضاء‪ ،‬لذلك خول املشرع اللجوء إلى األحكام العامة في اإلثبات كما هي منظمة في ظهير االلتزامات‬
‫والعقود‪ ،‬إ ال أن إخضاع املادة االجتماعية في اإلثبات للقواعد العامة يعتبر من العوائق التي تحول دون‬
‫بلورة قانون مستقل بقواعده ومبادئه الخاصة‪ ،‬لذلك أقر املشرع املغربي مدونة كرست مبدأ االستقرار‪،‬‬
‫من خالل تنظيم بعض الوسائل الخاصة لإلثبات التي تتمتع بحجية قوية في إثبات عالقة الشغل‪.‬‬

‫وعليه فموضوعنا هذا يكتس ي أهمية بالغة من مختلف النواحي منها‪:‬‬

‫‪-‬الجانب املوضوعي‪ ،‬وتجلى في تحديد الهدف األساس ي من تنظيم املشرع ملسألة اإلثبات في إطار‬
‫نزاعات الشغل‪ ،‬واملتمثل في حماية الطرف الضعيف الذي هو األجير كمبدأ عام أثناء قيام نزاع بينه وبين‬
‫مشغله وذلك من أجل استقرار الوضعية االجتماعية لهذا الطرف األخير‪.‬‬

‫‪-‬الجانب العملي‪ ،‬يحظى موضوع اإلثبات بأهمية بالغة في كونه يعتبر أهم الوسائل التي تمكن املدعي‬
‫من الوقوف أمام القضاء واملطالبة بحقوقه‪ ،‬ذلك أن وقوع نزاع بين األجير واملشغل ال يمكن أن يترتب عنه‬
‫حقوق إال باالعتماد على الوسائل املحددة قانونا في اإلثبات مما يخول للقاض ي دورا إيجابيا في تحقيق‬
‫التوازن بين طرفي العالقة‪.‬‬

‫‪-‬الجانب االقتصادي‪ ،‬لكون طبيعة العالقة التي تجمع بين األجير واملشغل لها مزايا اقتصادية تعود‬
‫بالنفع على األفراد واملجتمع وذلك من خالل العمل املقدم من األجير وأداء األجر من قبل املشغل‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق يمكننا طرح إشكالية أساسية مفادها‪ :‬إلى أي حد استطاع املشرع املغربي من خالل‬
‫تنظيمه ملسألة اإلثبات في نزاعات الشغل تكريس طابع حمائي يضمن استقرار العالقات الشغلية؟‬

‫لإلجابة عن اإلشكالية املطروحة وعن باقي األسئلة التي قد ترد في غمار البحث‪ ،‬وملقاربة املوضوع من‬
‫الناحية الشمولية‪ ،‬ارتئينا اعتماد املنهج التحليلي‪ ،‬وذلك بتحليل مجموعة من النصوص القانونية املؤطرة‬
‫لإلثبات في كل من مدونة الشغل وظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫عموما فاملوضوع املاثل أمامنا‪ ،‬يقتض ي اعتماد تقسيم ثنائي يضم محورين رئيسين كما يلي‪:‬‬

‫املطلب األول‪ :‬القواعد املنظمة لإلثبات في العالقات الشغلية‬

‫املطلب الثاني‪ :‬إثبات نزاعات الشغل‬

‫‪5‬‬
‫المطلب األول‪:‬‬
‫القواعد المنظمة لإلثبات يف العالقات الشغلية‬
‫يرتكز اإلثبات على إقامة الدليل أمام القضاء بالطرق املحددة في القانون‪ ،‬وعلى بيان وجود حق‬
‫متنازع عليه‪ ،‬مما يترتب عليه نتائج قانونية‪ .‬وبالتالي فإن اإلثبات في جوهره يسعى إلى إقناع املحكمة بادعاء‬
‫أو دحض ادعاء الخصم‪ ،‬ألن القاعدة العامة في مجال اإلثبات حسب الفصل ‪ ،13399‬من ظهير االلتزامات‬
‫والعقود والتي تقتض ي بأن البينة على املدعي‪.14‬‬

‫واإلثبات بمعناه العام هو‪ :‬إقامة الدليل على الحق أو واقعة من الوقائع‪ .‬وبمعناه الخاص هو إقامة‬
‫الدليل أمام القضاء بالطرق التي حددها القانون على حق أو على واقعة معينة تترتب عليها آثار‪ ،‬وعليه‬
‫فاملشرع املغربي قد حدد وسائل اإلثبات في أغلب القوانين‪ ،‬حيث ال يجوز اإلثبات بغيرها‪ ،‬إال أنه في بعض‬
‫القوانين كالقانونين التجاري واالجتماعي جعل األصل هو حرية اإلثبات‪ ،‬وهذا ما يستشف من خالل املادة‬
‫‪18‬من مدونة الشغل‪ ،‬والتي نصت على أنه "يمكن إثبات عقد الشغل بجميع وسائل اإلثبات"‪.15‬‬

‫واملشرع بعدم حصره وسائل اإلثبات في هذه املادة‪ ،‬يكون قد سخر جميع وسائل اإلثبات املتاحة‬
‫عندما يتعلق األمر بقانون الشغل‪ ،‬وبذلك يمكن اعتماد جميع وسائل اإلثبات املنصوص عليها في القانون‬
‫املدني باعتباره األصل الذي تفرع منه قانون الشغل (الفقرة األولى)‪ ،‬وهذا ال ينفي أن هناك وسائل إثبات‬
‫خاصة ينفرد بها هذا القانون (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬وسائل اإلثبات وفق القواعد العامة‬


‫وجب اإلشارة بداية أن عقد الشغل هو من العقود الرضائية الذي ال يتطلب شكلية معينة‪ ،‬وفي حالة‬
‫كتابة هذا العقد فإن املشرع قرر إعفائه من رسوم التسجيل طبقا للمادة ‪ 1618‬من مدونة الشغل‪ .‬غير أن‬
‫مبدأ الرضائية في عقود الشغل قد تسري عليها بعض االستثناءات‪ ،‬حيث ألزم املشرع املغربي إبرام بعض‬
‫العقود في شكل كتابي وذلك بنص خاص‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لعقود الشغل التي يبرمها األجانب‬
‫باملغرب‪ ،17‬وكذا عقود الشغل التي تربط مقاوالت التشغيل املؤقت باألجراء املوضوعين رهن إشارة‬

‫‪ .13‬ينص الفصل ‪ 399‬من ظهير االلتزامات والعقود على ما يلي‪ " :‬إثبات االلتزام على مدعيه"‪.‬‬
‫‪ .14‬عائشة برشان‪ ،‬اإلثبات في املادة االجتماعية‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية‪ ،‬العدد ‪ ،40‬مارس ‪ ،2022‬الصفحة‬
‫‪.12‬‬
‫‪ .15‬أمينة رضوان‪ ،‬مقال بعنوان‪" :‬حرية اإلثبات في املادة الشغيلة"‪ ،‬منشور في املوقع االلكتروني املعلومة القانونية‪:‬‬
‫‪ ،www.alkanounia.info.ma‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 16‬فبراير ‪ ،2024‬على الساعة ‪ 11‬صباحا و‪ 40‬دقيقة‪.‬‬
‫‪ .16‬تنص املادة ‪ 18‬من مدونة الشغل على ما يلي‪" :‬يمكن إثبات عقد الشغل بجميع وسائل اإلثبات‪.‬‬
‫إذا كان عقد الشغل ثابتا بالكتابة أعفي من رسوم التسجيل‪".‬‬
‫‪ .17‬تراجع املادة ‪ 516‬من مدونة الشغل‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫املستعمل‪ ....18‬كما يمكن أن يبرم عقد الشغل بصورة شفهية‪ ،‬وبه إذا كان العقد شفويا أو مكتوبا ماهي‬
‫وسائل إثباته؟ فحسب املادة ‪ 18‬املشار إليها فإن عقد الشغل يمكن إثباته بكافة وسائل اإلثبات‪ ،19‬وهو‬
‫ما سنحاول معالجته في موضوعنا هذا‪ ،‬وسائل اإلثبات املوضوعية (أوال)‪ ،‬عل أن نتطرق إلى وسائل اإلثبات‬
‫اإلجرائية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬وسائل االثبات الموضوعية‬


‫ما دام أن املشرع أقر إثبات عقد الشغل بكافة وسائل اإلثبات فإنه يمكن إثبات هذا األخير بكافة‬
‫الوسائل الواردة في ظهير االلتزامات والعقود واملتمثلة في إقرار الخصم‪ ،‬الكتابة‪ ،‬شهادة الشهود‪ ،‬القرائن‬
‫واليمين طبقا للمادة ‪ ،20404‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫‪ -1‬إقرار الخصم‬
‫يعتبر اإلقرار أو االعتراف من أهم الوسائل أو أدلة اإلثبات الحاسمة ألي نزاع في الدعوى أمام محكمة‬
‫املوضوع وبشكل خاص إذا ما كان الدليل الوحيد في الدعوى سواء في املسائل املدنية أو الجزائية أو تأييد‬
‫مضمونه بأدلة أخرى كالشهادة أو القرائن القضائية أو القانونية أو بالدليل الكتابي وغيرها من أدلة‬
‫اإلثبات األخرى‪ ،‬فاالعتراف أو اإلقرار كان وال يزال هو سيد األدلة وخير وسيلة إقناع للمحكمة وإن كان‬
‫األخذ به أو عدم ذلك خاضع لسلطة محكمة املوضوع التقديرية‪.21‬‬

‫فاإلقرار أو االعتراف من الناحية القانونية هو إقرار للخصم في الدعوى بحق للغير على نفسه فتكون‬
‫ذمته مشغولة بهذا الحق ملصلحة الغير‪ .22‬وعليه فإن اإلقرار ليس له شكل محدد فقد يكون صريحا أو‬
‫ضمنيا‪ ،‬كعدم منازعة املشغل في عالقة الشغل التي تربطه بأجيره والجواب مباشرة بأنه غادر العمل من‬
‫تلقاء نفسه‪ ،‬واإلقرار الصريح قد يكون مكتوبا أو شفويا‪ ،‬كما أن اإلقرار قد يكون في جميع األحوال إقرارا‬
‫قضائيا أو غير قضائي‪.23‬‬

‫‪ .18‬تراجع املادة ‪ 501‬من مدونة الشغل‪.‬‬


‫‪ .19‬الحاج الكوري‪ ،‬مدونة الشغل الجديدة القانون رقم ‪ 65-99‬أحكام عقد الشغل‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط‪ ،‬سنة ‪ ،2004‬الصفحة ‪.83‬‬
‫‪ .20‬تنص املادة ‪ 404‬من ظهير االلتزامات والعقود على ما يلي‪" :‬وسائل اإلثبات التي يقرها القانون هي‪:‬‬
‫‪-‬إقرار الخصم‪،‬‬
‫‪-‬الحجية والكتابة‪،‬‬
‫‪-‬شهادة الشهود‪،‬‬
‫‪-‬القرينة‪،‬‬
‫اليمين والنكول عنها‪"،‬‬
‫‪ .21‬حيدر نجيب أحمد‪ ،‬اإلقرار أو االعتراف كدليل إثبات في املسؤولية املدنية والجزائية‪ ،‬مجلة ديالى‪ ،‬العدد ‪ ،30‬سنة ‪ ،2008‬الصفحة ‪.3‬‬
‫‪ .22‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون املدني‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1965 ،‬الصفحة ‪.451‬‬
‫‪ .23‬أمينة رضوان‪ ،‬املنتقى في املنازعات الشغلية على ضوء الفقه والعمل القضائي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط‪ ،‬سنة ‪ ،2019‬الصفحة‬
‫‪.67‬‬

‫‪7‬‬
‫فاإلقرار القضائي هو االعتراف الذي يقوم به الخصم أو نائبه املأذون له في ذلك إذنا خاصا أمام‬
‫املحكمة‪ ،‬كما أن اإلقرار الحاصل أمام قاض غير مختص أو الصادر في دعوى أخرى‪ ،‬يكون له نفس أثر‬
‫اإلقرار القضائي‪ ،‬باإلضافة الى الفصل ‪ 40624‬من ظهير االلتزامات والعقود والذي ينص في مضمونه على‬
‫أن اإلقرار يمكن أن ينتج عن سكوت الخصم عندما يوجه إليه القاض ي أمر لإلجابة عن الدعوى املوجهة‬
‫إليه فيلوذ بالصمت وال يطلب أجال لإلجابة عنها‪،‬‬

‫وقد يكون شفويا كما أنه قد يكون كتابيا‪ ،‬من خالل مذكرة موقعة من الخصم وموجهة إلى املحكمة‪،‬‬
‫وهو ما جاء في قرار ملحكمة النقض ما يلي‪:‬‬

‫"حيث أن الثابت من واقع امللف أن محكمة الدرجة أخدت بمقال الدعوى حين قضت على املطلوبة‬
‫التي تخلفت رغم التوصل بمبلغ الدين املدعى به من قبل الطالبة‪ ،‬واملحكمة مصدرة القرار املطعون فيه‬
‫التي نازعت املطلوبة أمامها ضمن أسباب استئنافها في مقدار املديونية‪ ،‬فأمرت في إطار تحقيق الدعوى‬
‫بإجراء خبرة حسابية وأخدت بنتيجتها لم يكن لها إعمال مقتضيات الفصلين ‪ 405‬و‪ 406‬من ظهير‬
‫االلتزامات والعقود‪ ،‬أو الجواب على تمسك الطالبة بهما لعدم تأثير ذلك على وجه قضائها‪ ،‬وبخصوص‬
‫الدفع بإقرار املطلوبة باملديونية‪ ،‬فإنه بالرجوع إلى مقال االستئناف املقدم من طرفها – كما كام معروضا‬
‫على قضاة املوضوع ‪ ،-‬يلفى أنها لم تقر باملديونية املدعى بها وإنما نازعت فيها‪ ،‬حين ذكرت بأنها عجزت عن‬
‫أداء الدين لكن ليس بالقدر الوارد في املقال االفتتاحي‪ ،‬وهو ما يعتبر إقرارا مركبا ال يجوز تجزئته ضد‬
‫صاحبه عمال بالفصل ‪ 414‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬عالوة على ذلك‪ ،‬فالطالبة لم تبين الدفوع‬
‫العديدة التي أتارتها ولم تتناولها املحكمة باملناقشة والتسبيب والفرع من الوسيلة على غير أساس فيما‬
‫عدا هو غير مبين فهو غير مقبول" ‪.25‬‬

‫أما اإلقرار غير القضائي فهو الذي نص عليه الفصل ‪ 40726‬من ظهير االلتزامات والعقود واملقصود‬
‫به هو الذي يحصل خارج مجلس القضاء‪ ،‬وهو واقعة يعود تقديرها للقاض ي وفقا لظروف الدعوى‬
‫ومالبستها‪ ،‬حيث يمكن له أن يجعل منه حجة قاطعة أو يجرده من هذه الحجية‪ ،‬وال تخضع هذه السلطة‬
‫التقديرية في ذلك إلى رقابة محكمة النقض‪.‬‬
‫‪ -2‬شهادة الشهود‬
‫إن شهادة الشهود من أهم وسائل اإلثبات املنصوص عليها في ظهير االلتزامات والعقود وذلك في‬
‫الفصل ‪404‬منه وتعد األكثر استعماال في امليدان االجتماعي واألكثر انتشارا في الساحة القانونية فيما‬

‫‪ .24‬يراجع في هذا الشأن الفصل ‪ 406‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬


‫‪ .25‬قرار ملحكمة النقض‪ ،‬عدد ‪ ،81‬الصادر بتاريخ ‪ 08‬فبراير ‪ ،2023‬في امللف التجاري رقم ‪.2021/1/3/1345‬منشور باملوقع اإللكتروني‬
‫ملحكمة النقض‪.‬‬
‫‪ .26‬تراجع املادة ‪ 407‬من ظهير االلتزامات والعقود‬

‫‪8‬‬
‫يتعلق في نزاعات الشغل ال سيما في إثبات العالقة بين األجير واملشغل وذلك بالنظر للطابع الحمائي الذي‬
‫يقره املشرع للطرف األجير‪ ،‬وتعرف شهادة الشهود حسب أحد الباحثين أنها‪ " :‬إخبار اإلنسان في مجلس‬
‫القضاء بواقعة صدرت من غيره يترتب عليها حق لغيره‪ ،‬ويجب أن يكون الشاهد قد أدرك شخصيا بحواسه‬
‫الواقعة التي يشهد بها"‪.27‬‬

‫إال أنه بالرجوع إلى الفصل ‪ 28443‬من ظهير االلتزامات والعقود قد منع قبول شهادة الشهود كوسيلة‬
‫إلثبات االتفاقيات التي يتجاوز مبلغها أو قيمتها ‪10.000‬درهم‪ .‬لكن املشرع أورد استثناء في الفصل ‪448‬‬
‫من نفس القانون والذي ينص على ما يلي‪:‬‬

‫"استثناء من األحكام السابقة يقبل اإلثبات بشهادة الشهود في‪:‬‬

‫أ) كل يفقد فيها الخصم املحرر الذي يتضمن الدليل الكتابي اللتزام له أو لتحلل من التزم عليه‪ ،‬نتيجة‬
‫حادث فجائي أو قوة قاهرة أو سرقة‪ .‬وتخضع األوراق النقدية والسندات لحاملها ألحكام خاصة‪،‬‬

‫أ) إذا تعذر على الدائن الحصول على دليل كتابي إلثبات االلتزام كالحالة التي تكون فيها االلتزامات‬
‫ناشئة عن أشباه العقود وعن الجرائم وأشباه الجرائم والحالة التي يراد فيها إثبات وقوع غلط مادي في‬
‫كتابة الحجة أو حالة الوقائع املكونة لإلكراه أو الصورية أو االحتيال أو التدليس التي تعيب الفعل القانوني‬
‫وكذلك األمر بين التجار فيما يخص الصفقات التي لم تجر العادة بتطلب الدليل الكتابي إلثباتها‪.‬‬

‫تقدير الحاالت التي يتعذر فيها على الدائن الحصول على الدليل الكتابي موكول ملحكمة القاض ي"‪.‬‬

‫فالقضاء االجتماعي غالبا ما يركز على الشهادة كوسيلة إلثبات عقد الشغل أو نفيه وله في ذلك كامل‬
‫السلطة التقديرية‪ ،29‬كما أنها تعتبر الوسيلة األكثر استعماال في مجال نزاعات الشغل الفردية‪ ،‬والسبب‬
‫في ذلك أن معظم املقاوالت واملؤسسات التي تشغل األجراء هي ذات طابع غير مهيكل‪ ،‬أي أنها ال تتوفر على‬
‫سجالت خاصة باألجراء‪ ،‬مما يصعب معه حصولهم على وثائق كتابية تحدد وضعيتهم املهنية وتضبط‬
‫عالقتهم بمشغلهم‪ ،‬مما يجعل أغلب عقود الشغل شفوية‪ ،‬وهو ما يخلق نوع من الصعوبة في إثبات‬
‫العالقة الشغلية‪.30‬‬

‫‪ .27‬إدريس العلوي‪ ،‬وسائل اإلثبات في التشريع املغربي‪ ،‬مطبعة النجاح‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الصفحة ‪.96‬‬
‫‪ .28‬يراجع الفصل ‪ 443‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫‪ .29‬دنيا امباركة‪ ،‬حسن النية في تنفيذ عقد العمل‪ ،‬مجلة طنجيس للقانون واالقتصاد‪ ،‬العدد األول‪ ،‬سنة ‪ ،2001‬الصفحة ‪.103‬‬
‫‪ .30‬أمينة رضوان‪ ،‬املنتقى في املنازعات الشغلية على ضوء الفقه والعمل القضائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.72‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -3‬الكتابة‬
‫فالكتابة تحظى بمكانة متميزة في اإلثبات وخاصة التصرفات القانونية دون الوقائع املادية التي يجوز‬
‫إثباتها بكافة الوسائل‪ ،‬فمن حيث املبدأ نجد أن املشرع املغربي لم يشترط الكتابة إلبرام عقد الشغل‪ ،‬إال‬
‫أننا نجد في الفقرة الثانية من املادة ‪ 15‬من مدونة الشغل والتي تنص على " في حالة إبرام عقد الشغل‬
‫كتابة‪ ،‬وجب تحريره في نظيرين موقع عليهما من طرف األجير واملشغل‪ ،‬ومصادق على صحة إمضائها من‬
‫قبل الجهة املختصة‪ ،‬ويحتفظ األجير بأحد النظيرين"‪ .‬وهنا يطرح تساؤل هل الكتابة املنصوص عليها في‬
‫هذه املادة هل هي شرط انعقاد أم شرط إثبات؟‬

‫في هذا الصدد‪ ،‬انقسم الفقه بين رأيين‪ ،‬رأي يعتبر الكتابة ركنا شكليا في إبرام بعض عقود الشغل‪،‬‬
‫وبين رأي آخر يعتبرها مجرد وسيلة من وسائل اإلثبات‪ ،‬وذلك بمنطلق أن العقد الكتابي ليس إال أداة‬
‫تسمح لألجير بمعرفة األحكام التي تؤطر عمله وأجره‪ ،31‬وبالرجوع إلى مدونة الشغل نجد أن هدف املشرع‬
‫هو حماية النظام العام االجتماعي‪ ،‬من خالل حماية الحقوق وااللتزامات املترتبة عن عقود الشغل‪ ،‬وذلك‬
‫ملا لها من آثار مهمة على فئة من األجراء التي قد تتالش ى حقوقها في حالة نشوب نزاع حول إثبات عقود‬
‫شغلها‪ ،‬الش يء الذي يستنتج معه أن الكتابة هي وسيلة من وسائل اإلثبات وليس ركنا شكليا من األركان‬
‫الجوهرية لعقود الشغل‪ .32‬لكن ما يثار في هذا الصدد ما مصير عقد الشغل الكتابي في حالة عدم‬
‫املصادقة على توقيعي األجير واملشغل لدى السلطة املحلية‪ ،‬هل يعتبر عقد باطل وال يرتب أي آثار النعدام‬
‫شكلية املصادقة؟‬

‫ولإلجابة عن هذا التساؤل فإن األمر ال يخلو من فرضيتين‪:33‬‬

‫الفرضية األولى‪ :‬إن العقد في هذه الحالة يعتبر باطال بالرغم من كون األصل في عقد الشغل شفوي‬
‫واالستثناء كتابة استنادا إلى مضمون الفصل ‪ 40‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬والذي ينص على أنه‪" :‬إذا‬
‫لم يكن العقد خاضعا لشكل خاص واتفق عاقداه صراحة على أنهما ال يعتبرانه تاما إال إذا وقع في شكل‬
‫معين‪ ،‬فإن االلتزام ال يكون موجودا إال إذا حصل في الشكل الذي اتفق عليه العاقدان"‪.‬‬

‫الفرضية الثانية‪ :‬إن املبدأ الذي يسود اإلثبات في املادة الشغلية هو حرية اإلثبات أي أن عقد الشغل‬
‫شأنه شأن أي مقتض ى في قانون الشغل يمكن إثباته بجميع وسائل اإلثبات املتاحة سواء تلك املقررة في‬
‫املادة املدنية أو املضمنة في مدونة الشغل ذاتها‪ .‬وعليه فإذا أغفل املتعاقدان على املصادقة فإنه يمكن‬
‫اثبات عقد الشغل بكافة وسائل اإلثبات املنصوص عليها في ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫‪ .31‬أشرف جنوي‪ ،‬املدخل لدراسة قانون الشغل املغربي‪ ،‬مكتبة املعرفة‪-‬مراكش‪ ،-‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪ ،2018‬الصفحة ‪.179‬‬
‫‪ .32‬أشرف جنوي‪ ،‬املرجع أعاله‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ .33‬أمينة رضوان‪ ،‬املنتقى في املنازعات الشغلية على ضوء الفقه والعمل القضائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.71‬‬

‫‪10‬‬
‫وفي هذا الشأن تنص املادة ‪ 30‬من قانون العمل املصري رقم ‪ 137‬الذي يعود لسنة ‪ 1981‬على ما يلي‪:‬‬

‫"يجب أن يكون عقد العمل ثابتا بالكتابة ومحررا باللغة العربية من ثالث نسخ لكل من الطرفين‬
‫نسخة والثالثة ملكتب التأمينات االجتماعية املختص‪ .‬ويجب أن يتضمن على األخص البيانات اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬اسم صاحب املحل وعموان محل العمل‪.‬‬

‫‪ -2‬اسم العامل ومؤهله ومهنته ومحل إقامته وما يلزم إلثبات شخصيته‪.‬‬

‫‪ -3‬األجر املتفق عليه وطريقة موعد أدائه وكذلك سائر املزايا النقدية والعينية املتفق عليها‪.‬‬

‫فإذا لم يوجد عقد مكتوب على العامل وحده إثبات حقوقه بجميع طرق اإلثبات ويعطي العامل‬
‫إيصاال بما يكون قد أودعه لدى صاحب العمل من أوراق وشهادات"‪ .34‬وهو ما يؤكد بأن املشرع املصري‬
‫أيضا اعتبر في هذا الصدد أن الكتابة هي وسيلة إثبات وليس انعقاد‪.‬‬

‫‪ -4‬القرائن‬
‫عرفها املشرع املغربي في إطار الفصل ‪ 35499‬من ظهير االلتزامات والعقود بأنها دالئل يستخلص منها‬
‫القانون أو القاض ي وجود وقائع مجهولة‪.‬‬

‫كما نجد املشرع الفرنس ي عرفها في إطار الفصل ‪ 1449‬من القانون املدني الفرنس ي بأنها استنتاج‬
‫واقعة مجهولة من واقعة معلومة‪.‬‬

‫لذلك فالقرائن هي إما قانونية وفقا للفصل ‪ ،449‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬وإما قرائن قضائية‬
‫وهي موكولة لحكمة القاض ي ويشترط فيها أن تكون خالية من اللبس أو أن تكون متعددة ومتوافقة فيما‬
‫بينها نص عليها املشرع في الفصل ‪،36454‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫ومن أمثلة القرائن التي تعد بمثابة إثبات عقد الشغل‪ ،‬حيازة األجير لدراجة نارية ينتقل بها والتي‬
‫توجد في ملكية املشغل‪ ،‬قرينة أولية على وجود عالقة شغل بين الطرفين‪ ،‬وكذلك حيازة بعض أدوات‬
‫العمل األخرى مثل حيازة العامل لبدلة العمل التي كتب عليها اسم الشركة التي يشتغل بها العامل واسم‬

‫‪ .34‬الحاج الكوري‪ ،‬مدونة الشغل الجديدة القانون رقم ‪ 65.99‬أحكام عقد الشغل مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.84‬‬
‫‪ .35‬تنص املادة ‪ 449‬من ظهير االلتزامات والعقود على ما يلي‪ " :‬القرائن دالئل يستخلص منها القانون او القاض ي وجود وقائع مجهولة"‪.‬‬
‫‪ .36‬ينص الفصل ‪ 454‬من ظهير االلتزامات والعقود على ما يلي‪" :‬القرائن التي لم يقررها القانون موكولة لحكمة القاض ي‪ ،‬وليس للقاض ي أن‬
‫يقبل إال القرائن القوية الخالية من اللبس أو القرائن املتعددة التي حصل التوافق بينها‪ ،‬وإثبات العكس سائغ‪ ،‬ويمكن حصوله بكافة الطرق‪".‬‬

‫‪11‬‬
‫البضاعة التي تنتجها وكذلك إذا كان األجير يسكن في محل تابع للشركة (السكن الوظيفي)‪ ،‬فهذه قرائن‬
‫من حق العامل أن يثبت بها وجود عقد شغل‪.37‬‬

‫وفي نفس السياق ذهبت محكمة االستئناف بتازة في عدة قرارات صادرة عنها بحيث اعتبرت تسجيل‬
‫األجير من قبل مشغله لدى الصندوق الوطني للضمان االجتماعي يعد قرينة قوية على ارتباطهما بعالقة‬
‫الشغل‪.38‬‬

‫ثانيا‪ :‬وسائل اإلثبات اإلجرائية‬


‫بالرجوع إلى الباب الثالث من القسم الثالث من قانون املسطرة املدنية‪ ،‬نجد أن املشرع املغربي قد‬
‫تطرق لوسائل اإلثبات اإلجرائية وذلك من الفصل ‪ 55‬الى الفصل ‪ 102‬من نفس القانون‪ ،‬وهي الخبرة‪،‬‬
‫معاينة األماكن‪ ،‬األبحاث‪ ،‬اليمين وتحقيق الخطوط والزور الفرعي‪ .‬وسنقتصر في دراستنا هذه على كل من‬
‫اليمين‪ ،‬املعاينة والخبرة‪.‬‬

‫‪ -1‬اليمي‬
‫أقر املشرع املغربي اليمين كوسيلة من وسائل اإلثبات في الفصل ‪ 46039‬من ظهير االلتزامات والعقود‬
‫والذي أحال نصوص قانون املسطرة املدنية‪ ،40‬وذلك في الفصل ‪ 85‬إلى الفصل ‪ 88‬منه‪ ،‬ويقصد باليمين‬
‫إشهاد هللا تعالى على صدق ما يخبر به الحالف‪ .41‬وتؤدى بالصيغة الواردة في الفقرة األخيرة من الفصل ‪85‬‬
‫من قانون املسطرة املدنية " أقسم باهلل العلي العظيم"‪.‬‬

‫وتنقسم اليمين إلى يمين مكملة وأخرى حاسمة‪.‬‬

‫‪ 37‬الحاج الكوري‪ ،‬املرجع أعاله‪ ،‬الصفحة ‪.85‬‬


‫‪ .38‬من بين هذه القرارات نجد‪:‬‬
‫‪ -‬قرار عدد ‪ ،117‬صادر عن محكمة االستئناف بتازة‪ ،‬في تاريخ ‪ 22‬نونبر ‪ ،2007‬في ملف اجتماعي عدد ‪ 07/20‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ -‬قرار عدد ‪ ،100‬صادر عن محكمة االستئناف‪ ،‬بتازة‪ ،‬في تاريخ ‪ 05‬يونيو ‪ ،2008‬في ملف اجتماعي عدد ‪ 06/58‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ -‬قرار عدد ‪ ،119‬صادر عن محكمة االستئناف‪ ،‬بتازة‪ ،‬في تاريخ ‪ 22‬نونبر ‪ ،2007‬في ملف اجتماعي عدد ‪ 07/53‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ -‬قرار عدد ‪ ،157‬صادر عن محكمة االستئناف بتازة‪ ،‬في تاريخ ‪ 04‬ديسمبر ‪ ،2008‬في ملف اجتماعي عدد ‪ 08/21‬غير منشور‪ ،‬أوردته فاطمة‬
‫الزهراء الجعفري‪ ،‬خصوصيات اإلثبات في نزاعات الشغل الفردية‪ ،‬بحث لنهاية التدريب في املعهد العالي للقضاء‪ ،‬سنة ‪،2010/2011‬‬
‫الصفحة ‪.19‬‬
‫‪ .39‬ينص الفصل ‪ 460‬من ظهير االلتزامات والعقود على ما يلي‪ " :‬األحكام املتعلقة باليمين مقررة بظهيرنا في شأن املسطرة املدنية"‪.‬‬
‫‪ .40‬قانون املسطرة املدنية‪ ،‬الصادر بتنفيذه ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ ،1.47.447‬بتاريخ ‪ 11‬رمضان ‪ 28( ،1349‬شتنبر ‪ ،)1974‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 3230‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 13‬رمضان ‪ 30( 1394‬شتنبر ‪ ،)1974‬الصفحة ‪.2741‬‬
‫‪ .41‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬الشرح العلمي لقانون املسطرة املدنية‪ ،‬الطبعة الثامنة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪ ،-‬مكتبة املعرفة‪،‬‬
‫سنة ‪ ،2017‬الصفحة ‪.175‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬اليمين املتممة‪ :‬متى الحظت املحكمة أن وسيلة اإلثبات املعروضة عليها غير كافية في اقتناعها واطمئنانها‪،‬‬
‫فإن لها أن تزكيها بيمين يحلفها صاحب الحجة‪ ،‬وهذا ما أقره الفصل ‪ 87‬من قانون املسطرة املدنية الذي‬
‫نص على " إذا اعتبرت املحكمة أن أحد األطراف لم يعزز ادعاءاته بالحجة الكافية أمكن لها تلقائيا أن‬
‫توجه اليمين إلى هذا الطرف بحكم يبين الوقائع التي ستتلقى اليمين بشأنها‪ ،‬وبمقتض ى هذا الفصل يتضح‬
‫أن خصائص اليمين هي ثالث‪ :‬أوال هي وسيلة إثبات‪ ،‬ثانيا أن املحكمة تأمر بها بإرادتها وتلقائيا‪ ،‬ثالثا تصدر‬
‫بمقتض ى حكم قضائي‪ .‬وعموما فإن هذه اليمين ال تخول الحق للطرف الذي أمرته املحكمة بإدائها أن‬
‫يقلبها على خصمه ليؤديها بدال منه‪.42‬‬

‫‪ -‬اليمين الحاسمة‪ :‬هي وسيلة يوجهها أحد الخصمين لآلخر إلثبات حق أو إنكاره وتؤدى في الجلسة‬
‫بحضور الطرف الذي طلبها أو بعد استدعائه بصفة قانونية‪ ،‬وهو ما أشار إليه املشرع املغربي في الفقرة‬
‫األولى من الفصل ‪ 85‬من قانون املسطرة املدنية حيث نص على أنه " إذا وجه أحد الـأطراف اليمين إلى‬
‫خصمه إلثبات ادعاء أورده هذا األخير لحسم النزاع نهائيا فإن الخصم يؤدي اليمين في الجلسة بحضور‬
‫الطرف اآلخر أو بعد استدعائه بصفة قانونية"‪ .‬وفي حالة ما إذا أمرت املحكمة بها من تلقاء نفسها تكون‬
‫قد خرقت مقتضيات الفصل ‪ 85‬من القانون املذكور‪ ،‬مما يعرض قرارها للنقض‪ ،‬كذلك تعتبر هذه اليمين‬
‫متى أديت فإن أداءها يحسم في النزاع القضائي‪ .‬إال أنه ال يمكن اعتبارها يمين حاسمة إال في الحاالت التي‬
‫يجوز استعمالها دون الحاالت التي ال يجوز توجيهها‪.43‬‬

‫‪ -2‬المعاينة‬
‫عالج املشرع املغربي املعاينة كإجراء من إجراءات التحقيق في الدعوى بمقتض ى الفصل ‪ 67‬الى الفصل‬
‫‪ 70‬من قانون املسطرة املدنية‪ ،‬بحيث يمكن للقاض ي من خاللها أن يأمر تلقائيا أو بناء على طلب األطراف‬
‫بالوقوف على املكان ملشاهدة موضوع النزاع وذلك بعد تحديده لليوم والساعة التي ستتم فيها املعاينة‬
‫وذلك بحضور األطراف الذين يتم استدعائهم بصفة قانونية وذلك طبقا للفصل ‪ 4467‬من القانون‬
‫املذكور‪ ،‬كما يمكنه اشعار النيابة العامة إذا كان وجودها ضروريا في الجلسة طبقا للفصل ‪ 645‬من القانون‬
‫نفسه‪ .‬وبعد ذلك يتم تحرير محضر املعاينة ويوقع عليه رئيس الهيئة التي قامت به وكاتب الضبط‪ ،‬أو من‬
‫طرف القاض ي املقرر أو القاض ي املكلف بالقضية وكاتب الضبط ويودع رهن إشارة األطراف بكتابة الضبط‬

‫‪ .42‬الطاهر الكركري‪ ،‬الشرح الوجيز لقانون املسطرة املدنية باملغرب وفق التعديل والتحيين‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة وراقة بالل‪ ،‬سنة ‪،2014‬‬
‫الصفحة ‪.60‬‬
‫‪ .43‬الطاهر الكركري‪ ،‬املرجع أعاله‪ ،‬الصفحة ‪.59‬‬
‫‪ .44‬ينص الفصل‪ 67‬من قانون املسطرة املدنية عل ما يلي‪ " :‬إذا أمر القاض ي تلقائيا أو بناء على طلب األطراف بالوقوف على عين املكان فإنه‬
‫يحدد في حكمه اليوم والساعة التي تتم فيها بحضور األطراف الذين يقع استدعاؤهم بصفة قانونية فإذا كان األطراف حاضرين وقت النطق‬
‫بالحكم أمكن للقاض ي أن يقرر حاال االنتقال إلى عين املكان"‪.‬‬
‫‪ .45‬ينص الفصل ‪ 6‬من قانون املسطرة املدنية على ما يلي‪ " :‬يمكن للنيابة العامة أن تكون طرفا رئيسيا أو أن تتدخل كطرف منضم وتمثل‬
‫األغيار في الحالة التي ينص عليها القانون‪".‬‬

‫‪13‬‬
‫طبقا للفصل ‪ 7046‬من قانون املسطرة املدنية‪ .‬وترتبط املعاينة في النزاعات االجتماعية‪ ،‬مثال بمعاينة‬
‫األضرار التي لحقت آالت وإنتاج املقاولة بسبب أعمال شغب املضربين عن العمل‪ ،‬أو معاينة األضرار التي‬
‫لحقت األجير جراء حادثة شغل مثال‪ ،‬والغاية من املعاينة هو تمكين القاض ي من على معرفة شخصية‬
‫بوقائع النزاع‪ 47‬لذلك يمكن لألجير االعتماد على هذا املحضر إلثبات عقد الشغل‪ ،‬طاملا أن اإلثبات غير‬
‫مقيد بأي شرط ويتم بأي وسيلة تفي بالغرض‪.‬‬

‫الخبة‬
‫‪ -3‬ر‬
‫تعد الخبرة من بين أهم إجراءات التحقيق التي يلتجأ إليها قضاة املوضوع وأكثرها تطبيقا في العمل‬
‫القضائي وقد نظمها املشرع املغربي بمقتض ى الفصل ‪ 59‬إلى الفصل ‪ 66‬من قانون املسطرة املدنية‪ ،‬وأمام‬
‫غياب تعريف محدد للخبرة إال أنه قد عرفها أحد الفقهاء بأنها " إجراء يعهد به القاض ي إلى شخص مختص‬
‫ينعت بالخبير للقيام بمهمة محددة تتعلق بواقعة أو وقائع مادية يستلزم البحث فيها أو على العموم إبداء‬
‫رأي يتعلق بها علما أو فنا ال يتوفر في الشخص العادي ليقدم له بيانا أو رأي ال يستطيع القاض ي الوصول‬
‫إليه وحده"‪ .48‬وما يمكن التأكيد عليه في هذا الصدد أن الخبرة هي من األمور الغير امللزمة ملحاكم املوضوع‬
‫فهي تدخل ضمن السلطة التقديرية ملحاكم املوضوع مالم يفرضها املشرع في حاالت محددة‪.49‬‬

‫وعليه فإن الخبرة ال تلجأ إليها املحكمة إال إذا تعلق األمر بالتحقيق في واقعة تقنية أو فنية ال عالقة‬
‫لها بالقانون‪ ،‬مثل ذلك االستعانة على دفاتر املشغل حول األجور املدفوعة لألجير‪ ،‬تحديد املسافة‬
‫الفاصلة بين مقر العمل األصلي لألجير ومقر العمل الذي تم تنقيله إليه من طرف املشغل‪ ،‬ومعرفة تأثير‬
‫هذا التغير على عالقة الشغل‪.50‬‬

‫وهو ما أكده القضاء في العديد من قرارته نذكر منها ما جاء في ابتدائية الفقيه بن صالح إذ انتدبت‬
‫خبيرا في امللف االجتماعي الصادر حكمه في تاريخ ‪ 2005/3/19‬حيث قض ى بالتعويض لفائدة األجير وكانت‬
‫املهمة املنوطة بالسيد الخبير االطالع على سجالت األجور املمسوكة من قبل املدعي عليه وتحديد وضعيته‬

‫‪ .46‬ينص الفصل ‪ 70‬من قانون املسطرة املدنية على ما يلي‪ " :‬يحرر محضر االنتقال على عين املكان ويوقع حسب األحوال من طرف رئيس‬
‫الهيئة التي قامت به‪ ،‬وكاتب الضبط أو من طرف القاض ي املقرر‪ ،‬أو القاض ي املكلف بالقضية‪ ،‬وكاتب الضبط‪ ،‬ويودع هذا املحضر رهن إشارة‬
‫األطراف بكتابة الضبط"‪.‬‬
‫‪ .47‬كريم أبو طالب‪ ،‬اإلثبات بين مدونتي التجارة والشغل‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر‪ ،‬جامعة موالي إسماعيل‪ ،‬كلية القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬مكناس‪ ،‬السنة الجامعة ‪ ،2013-2012‬الصفحة ‪.177‬‬
‫‪ .48‬محمد جمال الدين زكي‪ ،‬الخبرة في املواد املدنية والتجارية‪ ،‬أشارت إليه دنيا امباركة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.106‬‬
‫‪ .49‬الخبرة القضائية في ضوء القانون املغربي‪ ،‬منشور في املجلة اإللكترونية مجلة الفقه والقانون‪ ،www.majalah.new.ma ،‬اطلع عليه‬
‫بتاريخ ‪20‬فبراير‪ ،2024‬على الساعة ‪ 14‬بعد الزوال و‪ 20‬دقيقة‪.‬‬
‫‪ .50‬كريم أبو طالب‪ ،‬اإلثبات بين مدونتي التجارة والشغل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.179‬‬

‫‪14‬‬
‫من حيث مبلغ األجرة التي يتقاضاه والعناصر املكونة لها وآخر فترة تقاض ى عنها أجرته وتحديد الفرق بين‬
‫ما كان يتقضاه والحد األدنى لألجور ابتداء من ‪ 1990/11/21‬إلى ‪ 02/3/30‬وآخر عطلة استفاد منها‪.51‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬خصوصيات اإلثبات يف نزاعات الشغل‬


‫باإلضافة إلى الوسائل السالف ذكرها نجد أن هناك وسائل إثبات خاصة في العالقات الشغيلة (أوال)‪،‬‬
‫عالوة على وجود استثناءات واردة على مبدأ حرية اإلثبات وكذا دور وسائل اإلثبات الحديثة في نزاعات‬
‫الشغل (ثانيا) كما سيأتي بيانه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الوسائل الخاصة يف إثبات نزاعات الشغل‬


‫إن إثبات نزاعات الشغل التي تنشأ بين املشغل واألجير تخضع للقواعد العامة‪ ،‬غير أن خصوصيات‬
‫العالقة الشغيلة جعلتها تنفرد بوجود وسائل خاصة‪ ،‬وهي أما وسائل صادرة عن أطراف العالقة الشغيلة‬
‫(‪ ،)1‬وإما أن تكون ناتجة عن جهات خارجية عن عقد الشغل (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬وسائل اإلثبات الخاصة الصادرة عن أطراف العالقة الشغلية‬


‫تتلخص الوسائل الخاصة إلثبات عالقات الشغل الناتجة عن أطرافه فيما يلي‪:‬‬
‫أ) بطاقة الشغل‬
‫بالعودة إلى مقتضيات مدونة الشغل وبالضبط املادة ‪ 23‬منها نجد أنها تنص على ما يلي‪" :‬يحب على‬
‫املشغل أن يسلم األجير بطاقة شغل‪ ".‬ويجب أن تتضمن هذه البطاقة البيانات املحددة وفق املرسوم رقم‬
‫‪ ،52 2.04.422‬وتتمثل هي البيانات في اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬االسم االجتماعي للمقاولة واالسم الكامل للمشغل‪،‬‬

‫‪ -‬رقم االنخراط في الصندوق الوطني للضمان االجتماعي؛‬

‫‪ -‬املقر االجتماعي للمقاولة أو عنوان املشغل؛‬

‫‪ -‬االسم الشخص ي والعائلي لألجير وتاريخ ازدياده وتاريخ دخوله الى العمل ووظيفته ومبلغ أجرته‪ ،‬ورقم‬
‫تسجليه ب‪53‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪ .51‬حكم ابتدائية الفقيه بن صالح‪ ،‬ملف عدد‪ ،04/132‬الصادر بتاريخ ‪ ،05/3/19‬أشار إليه كريم أبو طالب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.180‬‬
‫‪ .52‬املرسوم رقم ‪ ،2.04.422‬الصادر في ذو القعدة ‪29(1425‬ديسمبر‪ ،)2004‬بتحديد البيانات التي يجب أن تتضمنها بطاقة الشغل‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد‪ 21 5279،‬ذو القعدة ‪3(1425‬ياناير‪ ،)2005‬الصفحة ‪.4‬‬
‫‪ .53‬أمنية رضوان املنتقى في املنازعات الشغلية على ضوء الفقه والعمل القضائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.65/63‬‬

‫‪15‬‬
‫وتحض ى هذه البيانات السابق ذكرها بأهمية بالغة نظرا للدور الذي تقوم به في حل الكثير من‬
‫اإلشكاالت التي تقع فيها املحاكم‪ ،‬فهذه البيانات تساعد القاض ي على أخذ جميع العناصر من عالقة شغل‬
‫ومدة عمل وطبيعة األجرة‪ ،‬وكل هذا يجعل من بطاقة الشغل أهم وسيلة إثبات في نزاعات الشغل‪.54‬‬

‫حيث جاء في حكم صادر عن ابتدائية مكناس" ‪...‬حيث إن عالقة الشغل بين الطرفين ثابتة استنادا‬
‫إلى بطاقة الشغل‪.55"...‬‬
‫ب) شهادة العمل‬
‫شهادة العمل تم إيرادها في نص املادة ‪ 72‬من مدونة الشغل والتي جاء فيها" يجب على املشغل عند‬
‫انتهاء عقد الشغل‪ ،‬تحت طائلة أداء تعويض‪ ،‬أن يسلم األجير شهادة شغل داخل أجل أقصاه ثمانية أيام"‪.‬‬

‫والواضح من املادة أعاله‪ ،‬أن شهادة العمل تعتبر من أبرز االلتزامات امللقاة على عاتق املشغل‪ ،‬والذي‬
‫يكون ملزما بتسليمها لألجير عند انتهاء العمل أو عندما يحتاجها‪ ،‬وهي تعتبر وسيلة إثبات وجود عالقة‬
‫شغل بين األجير واملشغل‪.56‬‬

‫واألبعد من ذلك أن املشرع وضع جزاءات في حق املشغل الذي يرفض تسليم شهادة العمل‪ ،‬وذلك‬
‫ما جاءت به املادة ‪ 7857‬من مدونة الشغل حيث تم فرض عقوبة على املشغل تتراوح ما بين ‪ 300‬و‪500‬‬
‫درهم ونفس العقوبة في حالة عدم تجديده لشهادة العمل‪.‬‬

‫ونظرا لألهمية التي تحض ى بها شهادة العمل ضمن وسائل اإلثبات في املادة االجتماعية‪ ،‬فإن املشرع‬
‫جعلها غير خاضعة لرسوم التسجيل حتى ولو اشتملت على بيانات أخرى غير البيانات الواردة في الفقرة‬
‫الثانية من املادة ‪ 72‬من مدونة الشغل‪.58‬‬

‫أما بخصوص البيانات التي يجب ان تتضمنها شهادة العمل فإنها تقتصر على اإلشارة إلى تاريخ التحاق‬
‫األجير باملقاولة‪ ،‬ثم تاريخ املغادرة وكذا مناصب الشغل التي تقلدها‪ ،‬وقد يتفقان على تضمينها ببيانات‬
‫تتعلق بمؤهالت األجير املهنية‪.‬‬

‫‪ .54‬املهدي املرابط‪ ،‬االثبات في نزاعات الشغل الفردية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر في العلوم القانونية‪ ،‬جامعة محمد الخامس كلية الحقوق‬
‫أكدال‪ ،‬سنة ‪ ،2010‬الصفحة ‪.42‬‬
‫‪ .55‬حكم صادر عن املحكمة االبتدائية بمكناس بتاريخ ‪ 2013/08/27‬في امللف االجتماعي رقم ‪.2011/1501/44‬‬
‫‪ .56‬مصطفى املاركاني‪ ،‬اإلثبات في عقود الشغل الفردية بين مصالح املقاولة وحماية حقوق األفراد‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر في املقاولة‬
‫والقانون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة ابن زهر بأكادير السنة الجامعية ‪ ،2015/2014‬الص‪.34‬‬
‫‪ .57‬تراجع املادة ‪ 78‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ .58‬أمنية رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.94‬‬

‫‪16‬‬
‫ج) ورقة الأداء‬
‫جاء في املادة ‪ 370‬من مدونة الشغل " يجب على كل مشغل أن يسلم أجراءه عند أداء أجورهم‪ ،‬وثيقة‬
‫تسمى ورقة األداء"‪ .‬وأن يضمنها وجوبا البيانات التي تحددها السلطة الحكومية املكلفة بالشغل‪ ،‬وقد صدر‬
‫في قرار عن وزير الشغل يحدد البيانات الواجب تضمينها في ورقة األداء‪.59‬‬

‫وبذلك فورقة أداء األجر‪ ،‬تثبت تأدية األجر املسجل فيها وتبرؤ ذمة املشغل‪ ،‬وقبول األجير لهذه الورقة‬
‫ومصادقته عليها ال يعني ذلك أنه تنازل عن حقه في األجر وتوابعه‪ ،‬فهو دائما يبقى له الحق في االحتجاج‬
‫عل كل أجره وتوابعه‪ ،‬وهذا األمر واضح من مضمون الفقرة الثانية من نص املادة ‪ 60370‬من مدونة‬
‫الشغل‪.‬‬

‫وفي حالة عدم توفر األجير على ورقة أداء األجر فإن ذلك يفيد عدم توصله باألجرة‪ ،‬واألبعد من ذلك‬
‫أن القانون عاقب املشغل بغرامة تتراوح بين ‪ 300‬و‪ 5000‬درهم في حالة عدم تسليمه ألجرائه هذه الورقة‪.61‬‬

‫وقد اعتبر القضاء أن ورقة أداء األجر حجة كافية إلثبات عالقة الشغل ‪ ،‬إذا ما أدلى بها األجير‪ ،‬و أن‬
‫كل استبعاد لها من قبل املحكمة يجعل قرارها مجانبا للصواب‪ ،‬و هذا ما كرسته محكمة النقض في قرار‬
‫صادر عنها بتاريخ ‪ 02‬دجنبر ‪ 2009‬جاء فيه " ‪...‬حيث تبين صحة ما نعته الوسيلة على القرار ذلك أن‬
‫إثبات عقد الشغل متيسر بكافة وسائل اإلثبات طبقا ألحكام املادة ‪ 18‬من مدونة الشغل‪ ،‬و الثابت من‬
‫وثائق امللف إدالء الطاعنة بأوراق أداء األجر عن شهر أكتوبر و نونبر ودجنبر‪...‬و هي وثائق لم تكن محل أي‬
‫طعن و تعود آلخر فترة عمل قبل انتهاء العالقة‪ ،‬و القرار باستبعاده أوراق األداء بعلة أنها مطبوع ال يحمل‬
‫توقيع املشغلة‪...‬يكون قدر خرق مقتضيات املادة ‪ 370‬من مدونة الشغل التي لم تحدد ألوراق أداء األجر‬
‫شكال معينا و لم تجعل التوقيع شركة لصحتها"‪.62‬‬
‫د) دفتر الأداء‬
‫يعتبر دفتر األداء أهم وسيلة إثبات لدى املشغل‪ ،‬حيث جاء في نص املادة ‪371‬من مدونة الشغل‬
‫"يجب على كل مشغل أو من ينوب عنه أن يمسك في كل مؤسسة أو جزء منها أو في كل ورشة دفترا يسمى‬
‫دفتر األداء تحدد نموذجه السلطة الحكومية املكلفة بالشغل‪."...‬‬

‫‪ .59‬قرار صادر عن وزير الشغل والتكوين املنهي رقم ‪ ،364.05‬الصادر في ‪ 29‬ذي القعدة ‪ 9( ،1425‬فبراير ‪ ،)2005‬بتحديد البيانات التي يجب‬
‫أن تتضمنها ورقة األداء‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،17/5300‬مارس ‪ ،2005‬الصفحة ‪.990‬‬
‫‪ .60‬تراجع املادة ‪ 370‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ .61‬تراجع املادة ‪ 375‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ .62‬القرار عدد ‪ 1336‬ملف عدد ‪ ،2008/1/5/1501‬أوردته أمنية رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.87‬‬

‫‪17‬‬
‫وإذ ا كانت ورقة األداء تظل في حوزة األجير‪ ،‬فإن دفتر األداء يبقى لدى املشغل‪ ،‬و إن كان دفتر األداء‬
‫و ورقة أداء األجر يعتبران في األصل وسيلتي إثبات الوفاء باألجر‪ ،‬فإنه ليس هناك ما يمنع من اعتمادهما‬
‫كوسيلة إلثبات العالقات الشغيلة بين األجير و املشغل‪ ،‬ما دام أن املشرع أقر مبدأ حرية اإلثبات في هذا‬
‫اإلطار‪. 63‬‬
‫هـ) توصيل تصفية كل حساب‬
‫يقصد بتوصيل تصفية كل حساب‪ ،‬ذلك التوصيل الذي يسلمه األجير للمشغل عند انتهاء العقد ألي‬
‫سبب كان‪ ،‬وذلك قصد تصفية كل األداءات تجاهه‪ .64‬وتعتبر وسيلة وحجة إلثبات وجود العالقة الشغيلة‬
‫التي تربط بين األجير واملشغل‪ ،‬فإذا أنكر املشغل هذه العالقة أمكن لألجير اإلدالء بالتوصيل املتعلق‬
‫بتصفية كل حساب بينه وبين املشغل‪.65‬‬

‫‪ -2‬وسائل الاثبات الصادة عن جهات خارجية‬


‫بعدما تطرقنا لبعض وسائل إثبات العالقة الشغلية والتي تصدر عن أطراف العقد‪ ،‬سنحاول معالجة‬
‫بعض الوسائل التي تصدرها جهة خارجية عن أطراف العالقة الشغيلة‪ ،‬والتي تتمثل في كل من مؤسسة‬
‫الصندوق الوطني للضمان االجتماعي وكذا مفتش الشغل‪.‬‬
‫االجتماع‬
‫ي‬ ‫الوطن للضمان‬
‫ي‬ ‫أ) بطاقة الصندوق‬
‫حينما يعمل املشغل على تسجيل أجراءه لدى الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪ ،‬فإن هذا األخير‬
‫يسلم للمشغل بطاقة تحمل االسم الكامل لألجير املسجل وعنوانه وتاريخ انخراطه‪ ،‬باإلضافة لبيانات‬
‫أخرى‪ ،‬أي يجعل من البطاقة املذكورة وسيلة إثبات وحجة على وجود عالقة شغل بين األجير املسجل‬
‫واملشغل الذي قام بتسجيله لدى مؤسسة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪.66‬‬

‫ولعل ما يؤكد حجية بطاقة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي كوسيلة إثبات هو ما ذهبت إليه‬
‫محكمة النقض في قرار لها حيث جاء فيه "‪...‬و لكن خالفا ملا جاء بالوسيلة فإن الثابت من عقد التسيير‬
‫الحر الرابط بين الطاعنة و شركة شال املغرب مالكة األصل التجاري الذي يسير به محطة لبيع الوقود‪،‬‬
‫خلوه مما يفيد تبعية املطلوب (األجير) للشركة املطلوبة‪ ،‬اذ ما ورد بالعقد يؤكد تحمل املسير أجور‬
‫مستخدميه و توابعها و ضمانه كافة االمتيازات املخولة لهم بمقتض ى التشريع‪ ،‬و هو ما تؤكده أوراق أداء‬
‫األجور الصادرة عنه و كذا التصاريح املفض ي بها للصندوق الوطني للضمان االجتماعي التي تشير إليه‬

‫‪ .63‬أمنية رضوان مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.89‬‬


‫‪ .64‬تراجع املادة ‪73‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ .65‬الحاج الكوري‪ ،‬مدونة الشغل الجديدة للقانون رقم ‪ ،65.99‬احكام عقد الشغل‪ ،‬مرجع سابق الصفحة ‪.88‬‬
‫‪ .66‬أمنية رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.99‬‬

‫‪18‬‬
‫كمشغل خالفا ملا يدعيه‪ ،‬مما يستفاد أنه املشغل الفعلي وأن وضعه حدا لعقد التسيير الحر بأي طريقة‬
‫كانت ال يعفيه من املسؤولية تجاه أجراءه"‪.67‬‬

‫وفي حكم آخر صادر عن ابتدائية مكناس جاء فيه"‪...‬حيث أدلى املدعي إلثبات استمراريته في العمل‬
‫بصورة لشهادة التصريح باألجور لدى الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪68"...‬‬

‫وهو التوجه نفسه الذي عبرت عنه املحكمة االبتدائية بإنزكان في حكم صادر عنها بصدد إثبات‬
‫نزاعات الشغل‪69‬‬

‫والواضح من توجه القضاء املغربي في قراراته أنه أضفى الحجة الثبوتية للشهادة الصادرة عن‬
‫مؤسسة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫ب) شهادة مفتش الشغل‬
‫إسوة بالتشريعات املقارنة عمل املشرع املغربي على إحداث هيئة مفتشية الشغل والتي خصها في‬
‫الكتاب الخامس من مدونة الشغل وأطرها باملواد من ‪ 530‬الى ‪ 548‬من نفس املدونة‪ ،‬وقد حدد لها جملة‬
‫من االختصاصات بموجب املادة ‪ 532‬من مدونة الشغل والتي جاء فيها " تناط باألعوان املكلفين بالشغل‬
‫املهام التالية‪:‬‬

‫إجراء محاوالت التصالح في نزاعات الشغل الفردية‪".‬‬

‫وهذا اإلجراء يخول املفتشية االطالع على سجالت املشغلين قد تكون املندوبية التي يشتغلون فيها هي‬
‫التي عملت على تشغيل أحد األجراء لدى مشغل معين‪ ،‬وبالتالي يساعدهم على تسليم شواهد موقعة من‬
‫قبلهم يشهدون فيها على قيام عالقة شغل‪ 70‬وفي سبيل قيام هذه الهيئة بمهامها على أحسن وجه خول لها‬
‫املشرع عدة سلطات بمقتض ى املادة ‪ 533‬من مدونة الشغل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االستثناءات الواردة عىل مبدأ حرية اإلثبات وبعض الوسائل الحديثة يف إثبات‬
‫نزاعات الشغل‬
‫بعدما تطرقنا لبعض الوسائل املعتمدة في إثبات نزاعات الشغل‪ ،‬باختالف مصادرها وتبيان لبعض‬
‫قرارات القضاء في األخذ بها من عدمه تكريسا ملبدأ حرية اإلثبات التي تطبع العالقات الشغلية‪ ،‬غير أن‬

‫‪ .67‬القرار عدد ‪ 72‬صادر عن الغرفة االجتماعية‪ ،‬بمحكمة النقض‪ ،‬املؤرخ في ‪ ،2012/01/19‬ملف اجتماعي عدد ‪ ،2010/1/5/902‬أورده‬
‫مصطفى املاركاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.20‬‬
‫‪ .68‬حكم صادر عن املحكمة االبتدائية بمكناس‪ ،‬ب تاريخ‪ ،2014/07/31‬في ملف عدد ‪.1501/1170‬‬
‫‪ .69‬حكم ابتدائية انزكان بتاريخ ‪ ،2012/04/26‬ملف رقم ‪ ،2009/96‬أورده رشيد بامو في بحث نهاية التكوين باملعهد العالي للقضاء‪،‬‬
‫‪ ،2017/2015‬الصفحة ‪.16‬‬
‫‪ .70‬أمنية رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.101‬‬

‫‪19‬‬
‫هذه الحرية ترد عليها بعض االستثناءات الواردة في مدونة الشغل (أ) ثم في ظل التطورات التكنولوجية التي‬
‫يعرفها العالم أقر املشرع املغربي وسائل حديثة لها نفس حجية اإلثبات املقررة للوسائل التقليدية (ب)‪.‬‬
‫‪ -1‬الاستثناءات الواردة على مبدأ حرية الإثبات في عقود الش غل‬
‫اشترط املشرع املغربي الكتابة إلثبات بعض العقود منها‪:‬‬

‫‪ -‬عقود الشغل للعمل بالخارج املبرمة من قبل وكاالت التشغيل الخصوصية‪ ،‬والتي يجب أن تعرض‬
‫وجوبا على التأشير املسبق من لدن السلطات الحكومية املكلفة بالشغل‪.71‬‬

‫‪ -‬عقود األجراء املغاربة بالخارج‪ ،‬والتي يجب أن تكون مؤشرا عليها من قبل السلطة الحكومية املكلفة‬
‫بالشغل‪.72‬‬

‫‪ -‬عقود تشغيل األجراء األجانب في املغرب‪ ،‬حيث يجب على كل مشغل الحصول على رخصة من قبل‬
‫السلطة الحكومية املكلفة بالشغل‪.73‬‬

‫إن تقييد املشرع لهذا النوع من العقود بالشكلية‪ ،‬يجد مبرره األساس ي في حماية األجير الذي‬
‫يكون جاهال بتشريع الدولة املضيفة‪ ،‬مما يصعب معه إثبات حقوقه في حالة نشوب نزاع‪ ،‬لذلك تم‬
‫فرض الكتابة لتسهيل إثبات هذا النوع من العقود التي تكون فيها حقوق األجراء مهددة‪.74‬‬

‫وإذا كان املشرع في الحاالت السابقة اشترط الشكلية لالنعقاد فإنه في حاالت أخرى اشترط‬
‫الشكلية لإلثبات‪ ،‬ومن هذه الحاالت نجد‪:‬‬

‫_ اتفاقيات الشغل الجماعية‪ ،‬حيث جاء في الفقرة األخيرة من املادة ‪ 104‬من مدونة الشغل ما‬
‫يلي "يجب تحت طائلة البطالن أن تكون اتفاقية الشغل الجماعية مكتوبة‪ ".‬مما يعني أن شرط‬
‫الكتابة هو شرط صحة وإثبات في نفس الوقت‪ .75‬وتبقى الغاية األساسية من كتابة اتفاقية الشغل‬
‫الجماعية هي حماية حقوق األجراء لكونها تخاطب عدد كبير من األجراء واملشغلين‪.‬‬

‫‪ .71‬تراجع املادة ‪ 489‬من مدونة الشغل‪.‬‬


‫‪ .72‬تراجع املادتين ‪512‬و ‪ 514‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ .73‬تراجع املواد من ‪ 516‬إلى ‪ 519‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ .74‬كريم أبو طالب‪ ،‬االثبات بين مدونتي الشغل والتجارة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون واملقاولة‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة موالي إسماعيل مكناس‪ ،‬سنة ‪ 2013/2012‬الصفحة ‪.48‬‬
‫‪ .75‬كريم أبو طالب‪ ،‬املرجع أعاله‪ ،‬الصفحة ‪.56‬‬

‫‪20‬‬
‫_ االتفاقات الجماعية للشغل‪ :‬هي بدورها حرص املشرع على ضرورة تضمينها في محضر بغض‬
‫النظر عن نتائج املفاوضات سواء كانت إيجابية أو سلبية‪ ،‬وهذا ما اتضح من الفقرة األخيرة من نص‬
‫املادة ‪ 66‬من مدونة الشغل‪ 76‬والتي أكدت على ضرورة إفراغ نتائج املفاوضات في محضر خاص‪.‬‬
‫ب) الوسائل الحديثة في إثبات نزاعات الشغل‬
‫في ظل التحوالت االقتصادية والتطورات التكنولوجية التي يعرفها العالم‪ ،‬أصبحت بعض‬
‫املفاهيم القانونية التقليدية عاجزة عن مسايرة هذه البيئة املتسارعة للحياة‪ ،‬األمر الذي حتم على‬
‫املشرع التدخل من أجل العمل على مواكبة هذه الطفرة خاصة التكنولوجية ومحاولة وضع قواعد‬
‫قانونية تساير هذه التحوالت العاملية‪ ،‬وكانت املحاولة األولى مع وضع الكتابة اإللكترونية‪ ،‬ثم العمل‬
‫على إقرار وسائل إثبات تناسب التحوالت االقتصادية وتساير مجتمع املعلوميات‪ .‬وقد كان عقد‬
‫الشغل في قلب هذه التطورات وأصبحت وسائل التكنولوجيا من أهم الوسائل التي يلجأ إليها املشغل‬
‫لعرض حاجاته من األجراء‪ ،‬واألبعد من ذلك أنه أصبح ممكنا إبرام عقود الشغل بواسطة آليات‬
‫إلكترونية فقط في ظل هذه العوملة‪.77‬‬
‫وقد أقر املشرع املغربي حجية الكتابة اإللكترونية وقننها بموجب كل من القانون رقم ‪7853.05‬‬

‫املتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ .‬والقانون رقم ‪ 7943.20‬املتعلق بخدمات الثقة‬
‫بشأن املعامالت اإللكترونية‪.‬‬

‫وإعماال لهذه الوسائل في إثبات نزاعات الشغل نجد لها صور في العمل القضائي في بعض‬
‫القرارات الصادرة عن املحاكم املغربية حيث جاء في قرار صادر عن محكمة النقض " التعبير عن‬
‫اإليجاب من خالل شبكة عاملية لالتصاالت عن بعد وقبول عنه بوسيلة إلكترونية له أثر يلزم طرفي‬
‫العقد‪ ،‬فمطالبة األجير بالعمولة املحددة بالعقد اإللكتروني دليل على قبوله ما دام العقد اإللكتروني‬
‫ال يعدو أن يكون عقد عاديا ال يختلف عنه إال في الطريقة التي انعقد بها‪. 80"...‬‬

‫‪ .76‬تراجع املادة ‪ 66‬من مدونة الشغل‪.‬‬


‫‪ .77‬عبد السالم أبو الربيع‪ ،‬إثبات عقد الشغل بالوسائل الحديثة‪ ،‬مقال منشور بمجلة ابن خلدون للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية العدد ‪ 6‬نونبر ‪ ،2023‬الصفحة ‪.55‬‬
‫‪ .78‬القانون رقم ‪ ،53.05‬الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم ‪ ،1.07.129‬الصادر في ‪ 19‬ذي القعدة ‪30(1428‬نوفمبر‪ ،)2007‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 5584‬بتاريخ ‪ 25‬من ذي القعدة ‪ 6( 1428‬ديسمبر ‪ )2007‬صفحة ‪.3879‬‬
‫‪ .79‬القانون رقم ‪ ،43.20‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.20.100‬بتاريخ ‪ 16‬من جمادى األولى ‪ 31( 1422‬ديسمبر ‪)2020‬؛ الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 6951‬بتاريخ ‪ 27‬جمادى األولى ‪ 11( 1442‬يناير ‪ )2021‬صفحة ‪.271‬‬
‫‪ .80‬قرار عدد ‪1687‬الصادر بتاريخ ‪26‬دجنبر ‪ ،2023‬في امللف االجتماعي عدد ‪ ،876/5/1/2017‬منشور في مجلة نشرة قرارات محكمة النقض‪،‬‬
‫الغرفة االجتماعية‪ ،‬السلسة الثالثة‪ ،‬الجزء ‪ ،13‬سنة ‪ ،2014‬الصفحة ‪.19‬‬

‫‪21‬‬
‫والواضح من القرار أعاله أن اإليجاب الذي يتم التعبير عنه عن طريق وسائل إلكترونية يوازي‬
‫اإليجاب التقليدي وال يختلفان إال في طريقة صدورهما فقط‪.81‬‬

‫كما يمكن اعتماد الوسائل اإللكترونية من أجل إثبات األخطاء الجسيمة املرتكبة أثناء العمل‪،‬‬
‫حيث جاء في قرار ملحكمة النقض‪" ،‬رفض األجير إرجاع مفاتيح املعلوميات القن السري بمثابة خطأ‬
‫جسيم‪ ،‬ألنه من املقرر أن األجير ملزم برد أدوات العمل بعد انتهاء الشغل الذي كلف به وملا كان األجير‬
‫يتوفر على مفاتيح املعلوميات "القن السري" الذي هو من أدوات العمل‪ ،‬فإن رفضه إرجاعها للمشغل‬
‫بعد انتهاء األشغال املكلف بها وتسببه في توقيف العمل بها‪ ،‬يعتبر خطأ جسيما موجبا للفصل"‪.82‬‬

‫باإلضافة إلى الوسائل اإللكترونية التي أشرنا إليها أعاله املمكن اعتمادها في إثبات نزاعات الشغل‬
‫ما دام أن املشرع أقر مبدأ حرية اإلثبات في العالقات الشغلية‪ ،‬فإنه يمكن كذلك اعتماد أجهزة أخرى‬
‫متطورة من أجل إثبات أي نزاع بين املشغل واألجير والتي من بينها كاميرات املراقبة وكذا املخاطبات‬
‫الهاتفية بين األطراف‪.‬‬

‫‪ .81‬عبد السالم أبو الربيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.59‬‬


‫‪ .82‬قرار صادر عن محكمة النقض‪ ،‬عدد ‪ ،2292‬الصادر بتاريخ ‪ 18‬أكتوبر ‪ ،2016‬في امللف االجتماعي عدد ‪ ،2016/1/5/5‬أورده عبد السالم‬
‫أبو الربيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.60‬‬

‫‪22‬‬
‫الثان‪:‬‬
‫ي‬ ‫المطلب‬
‫إثبات نزاعات الشغل‬
‫استنادا ملقتضيات الفصل ‪83399‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬فإن إثبات االلتزام يكون على‬
‫عاتق مدعيه‪ ،‬بمعنى أن رفع األجير لدعوى الفصل التعسفي مثال يفرض عليه أن يثبت ذلك وكذا‬
‫حقه في التعويضات التي يخولها له القانون‪ ،‬ومن حقه اعتماد أي وسيلة من وسائل اإلثبات يكفي أن‬
‫تكون مشروعة‪ .‬وفي املقابل يقع على املشغل عبء إثبات مشروعية الفصل املتخذ في حق األجير‪ ،‬أي‬
‫بإثبات عكس ما يدعيه األجير وبالتالي االنقياد بمضمون الفصل ‪84400‬من ظهير االلتزامات والعقود‬
‫من أجل تبرئة ذمته تجاه األجير‬

‫وبناء على ذلك سنعالج اإلثبات الواقع على عاتق األجير (الفقرة األولى)‪ ،‬على أن نتناول اإلثبات‬
‫الواقع على عاتق املشغل في (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫األجي‬
‫ر‬ ‫الفقرة األوىل‪ :‬اإلثبات الواقع عىل عاتق‬
‫إن تعرض األجير للفصل التعسفي يخول له املطالبة بمجموعة من التعويضات‪ ،‬ولكي يكون‬
‫ً‬
‫طلبه مشروعا ومقبوال وجب عليه أن يثبت أنه طرد بشكل تعسفي من العمل (أوال) ثم يقع عليه أن‬
‫يثبت أنه مستحق للتعويضات املخولة له قانونا(ثانيا)‪.‬‬

‫التعسف‬
‫ي‬ ‫أوال‪ :‬إثبات الفصل‬
‫إن الفصل التعسفي قد يأخذ عدة أشكال وعدة طرق فقد يكون الطرد في شكل فعل إيجابي‬
‫كإشعار األجير شفويا أو كتابيا كتوجيه رسالة الطرد إما بالبريد املضمون أو في إطار األوامر املبنية‬
‫على طلب الذي يبث فيها رئيس املحكمة االبتدائية أو عن طريق إنذار مباشر عن طريق مفوض‬
‫قضائي‪ .‬وقد يكون في شكل سلبي كأن يمنع املشغل األجير من االلتحاق بعمله‪ .‬ولذلك يفترض في الطرد‬
‫تدخل إرادة املشغل أو من يقوم مقامه في أحد الشكلين السابقين‪.‬‬

‫فالطرد يكون مباشر أو صريح والتعبير عنه يكون من قبل املشغل أو من يكلفه بذلك إما بشكل‬
‫إيجابي أو سلبي‪ ،‬حيث يستعمل املشغل عبارات تدل على الفصل‪.85‬‬

‫‪ .83‬يراجع الفصل ‪ 399‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬


‫‪ .84‬يراجع الفصل ‪ 400‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫‪ 85‬محمد سعد جرندي‪ ،‬اإلثبات في قضايا نزاعات الشغل بين التشريع والقضاء باملغرب‪ ،‬التقرير السنوي للمجلس األعلى‪ ،‬محكمة النقض‪،‬‬
‫مركز النشر والتوثيق القضائي باملجلس األعلى‪ ،‬السنة ‪ ،2010‬الصفحة ‪.100‬‬

‫‪23‬‬
‫وقد يكون ضمني أو مقنع ويكون عبارة عن تصرف يفهم منه أن املشغل قد اتخذ قرارا في حق‬
‫األجير بفصله كما هو الشأن في حالة إقدام املشغل على إغالق محل العمل أو تخفيض ساعات‬
‫العمل وما يترتب عنه من تخفيض لألجرة مما يدفع األجير للتخلي عن عمله‪ .‬كما يدخل في سياق‬
‫الفصل الضمني لألجير بعض التصرفات االستفزازية التي يمارسها املشغل على األجير وكذلك تغيير‬
‫بعض بــنود العقد وإرغامه على قبوله بالشروط الجديد‪.‬‬

‫كما هو معلوم أنه في إطار قيام األجير باألعمال امللقاة على عاتقه في إطار العالقة الشغيلة التي‬
‫تربطه بمشغله‪ ،‬قد يحدث أن يرتكب خطأ يجعله معرضا للفصل أو على األقل لعقوبات تأديبية‬
‫وذلك حسب جسامة الخطأ املرتكب‪ .‬ولكن قد يصل به األمر أحيانا إلى الطرد من العمل بشكل‬
‫تعسفي‪ ،‬مما يستوجب عليه أن يثبت مدى تعسف املشغل في طرده‪ .‬وبما أن مدونة الشغل أقرت‬
‫حرية اإلثبات كقاعدة عامة في نزاعات الشغل‪ ،‬فإن األجير يحق له أن يعتمد أي وسيلة ممكنة من‬
‫أجل أن يثبت أنه طرد بشكل تعسفي‪ .‬وبالرجوع إلى املادة ‪ 8640‬من مدونة الشغل نجدها حددت‬
‫األخطاء الجسيمة التي قد يرتكبها املشغل في حق األجير والتي يعتبر مغادرة األجير للعمل بسببها طرد‬
‫تعسفي في حقه‪ .‬وهذا ما اتضح من الفقرة األخيرة منها حيث جاء فيها" وتعتبر مغادرة األجير لشغله‬
‫بسبب أحد األخطاء الواردة في هذه املادة في حالة ثبوت ارتكاب املشغل إلحداها‪ ،‬بمثابة فصل‬
‫تعسفي‪".‬‬

‫ونظرا لكون الفصل التعسفي يكتس ي خطورة كبيرة فإن املشرع املغربي منع املشغل من التعسف‬
‫في فصل األجير بدون مبرر قانوني يسمح بذلك‪ ،‬مع العلم أن املشرع حدد األخطاء التي يحق فيها‬
‫للمشغل فصل األجير والتي أوردها في املادة ‪ 8739‬من مدونة الشغل‪88‬‬

‫فاألجير من أجل أن يثبت أنه تم فصله بشكل تعسفي يمكنه أن يلجأ ألي وسيلة من وسائل‬
‫ا إلثبات املمكنة فقد يستعين بإجراء الخبرة من أجل تحديد جسامة األضرار الالحقة باألدوات‬
‫ومعدات املقاولة‪ ،89‬غير أن هذه الخبرة قد تكون بطلب من األجير كما قد تكون بناء على السلطة‬
‫التقديرية للمحكمة كما جاء في أحد قرارات محكمة النقض" ‪...‬لكن حيث أن الخبرة التي أمرت بها‬
‫املحكمة‪ ،‬كان موضوعها البحث عن األجرة والتعويضات املؤدى عنها التي يكون املدعي محقا فيها‪90"...‬‬

‫‪ .86‬راجع املادة ‪ 40‬من مدونة الشغل‪.‬‬


‫‪ .87‬راجع املادة ‪ 39‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ .88‬محمد سعيد جرندي‪ ،‬الطرد التعسفي لألجير في ظل مدونة الشغل واالجتهاد القضائي‪ ،‬الصفحة ‪.96‬‬
‫‪ .89‬كريم ابو طالب‪ ،‬اإلثبات بين مدونتي الشغل والتجارة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون واملقاولة‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة موالي اسماعيل‪ ،‬مكناس‪ ،‬سنة ‪ ،2012/2013‬الصفحة ‪.179‬‬
‫‪ .90‬قرار للمجلس األعلى سابقا‪ ،‬رقم ‪ 57375‬الصادر بتاريخ ‪ 29‬غشت ‪ ،1977‬أورده كريم ابو طالب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.80‬‬

‫‪24‬‬
‫والواضح من هذا القرار أن املحكمة لجأت إلى إجراء خبرة من أجل التأكد من صحة مطالب‬
‫األجير املطرود بشكل تعسفي‪.‬‬

‫باإلضافة إلجراءات الخبرة فإنه يمكن لألجير أن يستعين بالشهود من أجل أن يثبت ما يدعيه‪،‬‬
‫باعتبار أن الشهادة تعتبر من أهم وسائل اإلثبات املمكن االستعانة بها‪ .‬حيث جاء في أحد قرارات‬
‫محكمة النقض ‪91‬ما يلي "‪ ...‬الثابت أن شهود الطالب اثبتوا تخصصه فقط في السياقة دون باقي‬
‫األعمال‪ ،‬وأن شهود املشغل املستمع إليهم استئنافيا ولئن أكدوا أنه يقوم أحيانا وبشكل عرض ي‬
‫بشحن السلع وإفراغها من الشاحنة‪ ،‬فإن ذلك ال يعني أنه يقوم بذلك بشكل مستمر ومن تم يبقى‬
‫تكليفه بأعمال الشحن والتفريغ وهي أعمال شاقة تختلف مع عمله األصلي‪ ،‬فيكون رفضه ذلك‬
‫ومغادرته على إثر ذلك هي مغادرة اضطرارية وليست تلك املنصوص عليها في املادة ‪ 63‬من مدونة‬
‫الشغل‪"...‬‬

‫وعالوة على إجراء الخبرة وشهادة الشهود فإنه يمكن لألجير أن يثبت ما يدعيه بواسطة الشواهد‬
‫الطبية املعتبرة قانونا‪ ،‬وهي عبارة عن تقرير بسيط يعطى من طرف الطبيب املختص إلى املريض يبين‬
‫فيه نوع املرض أو العاهة التي أصابت األجير وكذا تحديد مدة العالج املمكنة‪ .‬ويترتب عن وضع األجير‬
‫شهادة طبية لدى إدارة املقاولة املشغلة له غل يد هذه األخيرة عن اتخاذ أي إجراء في حقه كالفصل‬
‫عن العمل مثال‪ .92‬وهذا ما يتضح من القرار الصادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ ،2009/01/14‬عندما‬
‫اعتبرت أن األجير تقيد بما يوجبه الفصل ‪ 114‬من املرسوم ‪ 1998/02/24‬حينما سلم ملشغله شهادة‬
‫طبية ملدة ستة أشهر التي أكد صحتها املجلس الصحي وجعل عزله من الشغل قبل انتهاء الرخصة‬
‫املرضية متصفا بالطابع التعسفي‪. 93‬‬

‫بعدما عرضنا بعض وسائل اإلثبات التقليدية التي قد يعتمدها األجير في إثبات فصله التعسفي‪،‬‬
‫وأمام التحوالت التي يعرفها العالم خاصة التطورات التكنولوجية فإنه أصبح أمام إمكانية اعتماد‬
‫الوسائل التقنية واملعلوماتية في مجال اإلثبات‪ ،‬مثل اعتماد تسجيالت كاميرات املراقبة التي قد‬
‫يضعها املشغل داخل مقاولته‪. 94‬‬

‫وقد أخذ القضاء بالتسجيالت املحصل عليها عن طريق كاميرات املراقبة‪ ،‬حيث ذهبت محكمة‬
‫النقض في قرار لها "‪...‬من املقرر أن للوسائل اإللكترونية تعتبر وسيلة إثبات أمام القضاء ما لم يثبت‬

‫‪ .91‬قرار صادر عن محكمة النقض‪ ،‬رقم ‪ 429‬في امللف االجتماعي رقم ‪ ،2021/1/5/1727‬بتاريخ ‪ 22‬مارس ‪ ،2022‬منشور في البوابة‬
‫اإللكترونية ملحكمة النقض‪.‬‬
‫‪ .92‬أمنية رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.100‬‬
‫‪ .93‬أوردته أمنية رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.100‬‬
‫‪ .94‬أشرف محمد اسماعيل‪ ،‬أثر املراقبة اإللكترونية على حق العامل في الخصوصية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2018‬مركز الدراسات‬
‫العربية النشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،‬الصفحة ‪.95‬‬

‫‪25‬‬
‫عكسها‪ ،‬واملحكمة ملا ردت تسجيالت الصوت والصورة املدلى بها من طرف املشغلة واعتبرت أن‬
‫الفصل الذي تعرضت له األجيرة متسما بالتعسف تستحق عنه التعويض"‪.95‬‬

‫ثانيا‪ :‬إثبات الحق يف التعويضات‬


‫مما ال شك فيه أنه بعد التأكد من كون فصل األجير يتسم بالتعسف من خالل عملية التكييف‬
‫القانوني له فإنه يكون الحق لألجير للمطالبة بمجموعة من التعويضات والتي تتمثل في التعويض عن‬
‫اإلخطار والضرر والفصل والتعويض عن فقدان الشغل‪.‬‬

‫حيث سنعمل على تسليط الضوء على التعويضات الثالثية بش يء في حين سنتطرق للتعويض‬
‫عن فقدان الشغل بشكل نظري مادام لم يصدر نص تنظيمي يحدد كيفية احتسابه‪.‬‬
‫‪ -1‬التعويض عن الإخطار‬
‫مهلة اإلخطار هي إلتزام يقع على الطرف الذي عمد على إنهاء عقد الشغل غير محدد املدة سواء‬
‫كان مشغال أو أجيرا‪ .‬ويوصف الفصل الذي لم يحترم مهلة اإلخطار بالفجائي حيث رتب عليه املشرع‬
‫املغربي التعويض في حالة عدم احترامه‪ ،96‬ومهلة اإلخطار أو اإلشعار أو التنبيه عبارة عن أجل يتعين‬
‫احترامه وتختلف مدته باختالف الفئة التي ينتمي إليها األجير‪.97‬‬

‫وتعتبر مهلة اإلخطار من اإلجراءات الشكلية في حالة الفصل ألسباب غير الخطأ الجسيم التي‬
‫يتعين احترامها تحت طائلة اعتبار الفصل تعسفيا في حق األجير‬

‫إال أن املشرع املغربي لم يعرف مهلة اإلخطار تاركا للفقه املجال حيث عرفها أحد‬
‫الباحثين "اإلخطار تصرف قانوني انفرادي بمقتضاه يعبر أحد املتعاقدين – املشغل أو األجير – عن‬
‫إرادته في إنهاء عقد الشغل الرابط بينهما ‪."98‬‬

‫وبالرجوع ملدونة الشغل نجد أن املشرع املغربي قد خص مهلة اإلخطار باملواد من ‪ 43‬الى ‪.51‬‬

‫فحسب املادة ‪ 43‬من مدونة الشغل‪:‬‬

‫‪ .95‬القرار عدد ‪ ،521‬بتاريخ ‪ ،2017/05/09‬في امللف االجتماعي عدد ‪ ،2016/1/5/2390‬منشور بمجلة قضاء محكمة النقض‪ ،‬العدد ‪84،‬‬
‫سنة ‪ ،2019‬الصفحة ‪.200‬‬
‫‪ . 96‬محمد الكشبور‪ ،‬إنهاء عقد الشغل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.288‬‬

‫‪ .97‬موس ى عبود‪ ،‬دروس في القانون االجتماعي‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬سنة ‪ ،1987‬الصفحة ‪.209‬‬

‫‪ .98‬حمد احمد الفكاك‪ ،‬الفسخ االرادي املنفرد في عقد العمل الفردي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مكتبة الوحدة العربية‪ ،‬طبعة ‪ ،1966‬الصفحة ‪.145‬‬

‫‪26‬‬
‫" يكون انهاء عقد الشغل غير محدد املدة بإرادة منفردة مبنيا على احترام أجل اإلخطار‪ ،‬ما لم‬
‫يصدر خطأ جسيم من الطرف األجير‪.‬‬

‫ينظم أجل اإلخطار ومدته بمقتض ى النصوص التشريعية أو التنظيمية أو عقد الشغل أو‬
‫اتفاقية الشغل الجماعية أو النظام الداخلي أو العرف‪.‬‬

‫يكون باطال بقوة القانون كل شرط في عقد الشغل أو اتفاقية الشغل الجماعية أو النظام‬
‫الداخلي أو العرف يحدد أجل اإلخطار في مدة تقل عما حددته النصوص التشريعية أو التنظيمية‪.‬‬
‫يكون باطال في جميع األحوال كل شرط يحدد داخل اإلخطار في أقل من ثمانية أيام‪ .‬يعفى املشغل‬
‫واألجير من وجوب التقيد بمهلة اإلخطار في حالة القوة القاهرة‪".‬‬

‫يتبين إذن من خالل الفقرة األولى من املادة ‪ 43‬من مدونة الشغل القانون رقم ‪ 99-65‬أن مهلة‬
‫اإلخطار ‪ le délai de préavis‬من صميم النظام العام‪ .‬وأن املدونة قد حددت مدة دنيا لإلخطار ال‬
‫يمكن النزول عنها حسب الفقرة الثالثة من نفس املادة‪ .‬ومن املؤكد أن الفقرة الرابعة من نفس املادة‬
‫قد رسخت ما جاءت به الفقرة الثامنة من املادة ‪ 754‬من ظهير االلتزامات والعقود والذي ينص على‬
‫أن‪ " :‬توقف املشروع لسبب آخر غير القوة القاهرة ال يعفي صاحبه من االلتزام باحترام ميعاد‬
‫التنبيه‪".‬‬

‫كما أكدت املدونة أيضا من خالل املادة ‪ 51‬على هذا الحق وذلك بمنح تعويض لألجير كمقابل‬
‫عن املدة التي تسمح له بالبحث عن عمل جديد بعد تعرضه للفصل‪ ،‬حيث يفقد جراء هذا القرار‬
‫الخطير عمله‪99.‬‬

‫وكما ال يخفى فإن أجل اإلخطار ينظمه مرسوم ‪ 29‬دجنبر ‪ 2004‬واملتعلق " بأجل اإلخطار إلنهاء‬
‫عقد الشغل غير محدد املدة بإرادة منفردة "‪ .‬وقد ميز املرسوم بين فئة األطر وما شابههم وفئة‬
‫املستخدمين والعمال كما تم التمييز بين الفئتين اعتمادا على معيار األقدمية بالنسبة لكل فئة‪.‬‬
‫‪ -2‬التعويض عن الفصل‬
‫نظرا للمزايا االجتماعية واالقتصادية التي يحققها التعويض عن الفصل فقد خصص‬
‫املشرع املغربي املواد من ‪ 52‬إلى ‪ 60‬من مدونة الشغل لهذا النوع من التعويض‪.‬‬

‫فبالرجوع إلى املادة ‪ 52‬من املدونة نجدها اشترطت الستحقاق هذا التعويض قضاء األجير‬
‫ملدة ستة أشهر من الشغل داخل نفس املقاولة في إطار عقد شغل غير محدد املدة‪.‬‬

‫‪ 99‬سنعالج التعويض عن فقدان الشغل الحقا االشارة الى االشكاالت التي يطرحها‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ويمكن إجمال الشروط فيما يلي‪:‬‬

‫‪ )1‬أن يكون األجير مرتبطا باملؤسسة بعقد شغل غير محدد املدة‪.‬‬

‫‪ )2‬أن يقض ي ستة أشهر داخل املقاولة‪.‬‬

‫‪ )3‬أال يكون الفصل ناتجا عن ارتكابه لخطأ جسيم‪.‬‬

‫‪ )4‬أال يكون قد فصل بمناسبة وصوله لسند التقاعد‬

‫‪ )5‬أن يتم فصله من طرف املشغل‪.‬‬

‫‪ )6‬أن يكون الفصل من املقاولة نهائيا‪.‬‬

‫مبلغ التعويض املستحق تشريعيا هو ما نصت عليه املادة ‪ 53‬من مدونة الشغل على أن‬
‫التعويض عن الفصل يعادل سنة أو جزء من السنة من الشغل الفعلي‪.‬‬

‫ونصت املادة ‪ 54‬من املدونة على أنه " تدخل ضمن مدة الشغل الفعلي ما يلي‪:‬‬
‫ٌ‬
‫السنوية املؤدى عنها؛‬ ‫‪ - 1-‬فترات العطلة‬
‫ٌ ً‬
‫‪ -2 -‬فترات استراحة النوافس املنصوص عليها في املادتين ‪ 153‬و‪154‬أدناه‪ ،‬وفترات توقف عقد‬
‫ٌ ً‬
‫الشغل املنصوص عليها في املادة ‪ 156‬أدناه‪.‬‬

‫‪ - 3‬مدة عجز األجير عن الشغل عجزا مؤقتا ‪ ،‬بسبب حادثة شغل‪ ،‬أو مرض منهي‪.‬‬

‫‪ - 4‬مدة توقف عقد الشغل‪ ،‬وال سيما أثناء التغيب املؤذون به‪ ،‬أو بسبب املرض غير الناتج عن حادثة‬
‫الشغل أو املرض املنهي‪ ،‬أو بسبب إغالق املقاولة مؤقتا بموجب قرار إداري‪ ،‬أو بفعل قوة قاهرة‪.‬‬
‫‪ -3‬التعويض عن الضرر‬
‫لقد كرست مدونة الشغل توجه االجتهاد القضائي املغربي الذي اعتبر أن أساس منح هذا التعويض‬
‫يرجع إلى كون املشغل قد تعسف في فصل األجير من عمله بدون مبرر الش يء الذي ترتب عنه حصول مبرر‬
‫استحق على إثره الحصول على تعويض من أجل جبر الضرر الذي لحقه جراء هذا السلوك‪ ،‬ذلك أنه‬
‫بالرجوع للمادة ‪ 41‬من مدونة الشغل والتي جاء فيها أنه " يحق للطرف املتضرر في حالة إنهاء الطرف اآلخر‬

‫‪28‬‬
‫للعقد تعسفيا مطالبته بالتعويض عن الضرر" وهو ما أكدته املادة ‪ 59‬من نفس القانون "يستفيد األجير‬
‫عند فصله تعسفيا من التعويض عن الضرر"‪100.‬‬

‫وجاء في مضمون الفقرة األخيرة من املادة ‪ 41‬من نفس القانون املذكور على أنه يحدد التعويض عن‬
‫الضرر على أساس أجرة شهر ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة على أال يتعدى سقف ‪36‬‬
‫شهرا‪.101‬‬

‫ومن املعلوم أن أجرة الشهر تعني أجرة العمل الفعلي لألجير أي ‪ 26‬يوما من أيام العمل وأجرة شهر‬
‫ونصف الشهر تعني ‪ 39‬يوما من أيام العمل الفعلي عند احتساب التعويض‪.‬‬

‫غير أن ما يالحظ في هذا الباب أن املشرع لم ينصص صراحة على املقصود بالشهر هل يراد منه أيام‬
‫الشغل الفعلي لألجير أي ‪ 26‬يوما أم أنه يراد به عدد أيام الشهر أي ‪ 30‬يوما‪.‬‬

‫و هل املقصود باألجر الذي يتقاضاه األجير من األجر اإلجمالي أي بما يشمله من تعويضات أم‬
‫املقصود منه األجر الصافي بعد خصم جميع االقتطاعات التي يخضع لها األجر اإلجمالي؟‬

‫و في هدا الصدد‪ ،‬أصدرت املحكمة االبتدائية بمكناس‪102‬حكما يخص موضوع الدراسة وتتلخص‬
‫وقائع النازلة أنه بناء على املقال االفتتاحي للدعوى‪ ،‬املقدم من طرف املدعي بواسطة نائبه‪ ،‬و املؤشر‬
‫عليه بكتابة هذه املحكمة بتاريخ ‪ 2010/03/16‬يعرض من خالله أنه كان يشغل لدى املرحوم إدريس‬
‫بوزكري منذ ‪ 29‬سنة و أن هذا األخير توفي بتاريخ ‪ ،2009/12/23‬و استمر في عمله مع الورثة إلى أن تم‬
‫إغالق املحل و تعرض للطرد بتاريخ ‪ 2010/01/25‬لدى املدعى عليه‪ ،‬مقابل أجرة شهرية قيمتها ‪2000‬درهم‬
‫‪ ،‬إلى أن فوجئ بطرده من العمل بتاريخ ‪ 2010/01/25‬بدون سبب مشروع و حيث أنه بثبوت العالقة‬
‫الشغلية‪ ،‬وإقدام املدعى عليهم على فسخ عقد الشغل دون إثبات وجود مبرر قانوني يسمح لهم بذلك ‪،‬‬
‫يجعل تصرفهم هذا مشوبا بالتعسف و يعطي الحق للمدعي للمطالبة بالتعويضات القانونية و حيث‬
‫األجرة املعتمدة هي الحد األدنى لألجر وحيث أنه يستحق تعويض عن الضرر قدره ‪368541‬درهما طبقا‬
‫للمادة ‪41‬من مدونة الشغل‪.‬‬

‫‪ 100‬التعويضات عن الفصل التعسفي مجلة قانونك االلكترونية ‪ ،/https://www.9anonak.com‬تم االطالع بتاريخ ‪ 1‬مارس‪ 2024‬على‬
‫الساعة ‪ 19‬مساءا و‪ 5‬دقائق‪.‬‬

‫‪ .101‬يراجع الفصل ‪ 41‬من مدونة الشغل‪.‬‬


‫‪ 102‬حكم بامللف رقم ‪ 6/2010/284‬وارد على مجلة الطالب االلكترونية ‪ ،/https://mrlatalib.com‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 22‬فبراير ‪ ،2024‬على‬
‫الساعة ‪ 9‬صباحا‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -4‬التعويض عن فقدان الشغل‬
‫يعتبر التعويض عن فقدان الشغل من املستجدات التي أتت بها مدونة الشغل ويمكن القول إن‬
‫فقدان الشغل يشكل أحد أوجه البطالة التي تشمل الباحثين عن شغل من جهة واألجراء الذين فقدوا‬
‫العمل من جهة ثانية‪.‬‬

‫ويالحظ أن املدونة وإن كانت قد أقرت هذا النوع من التعويض بمقتض ى املادتين ‪ 58‬و‪ 59‬من مدونة‬
‫الشغل إال أنه وأمام عدم وجود نص تنظيمي يحدد شروط تطبيقه والجهة التي ستتولى أداء هذا النوع من‬
‫التعويض في حال املطالبة به‪.‬‬

‫وما يؤكد ذلك هو ما جاء في حيثيات أحد القرارات الصادرة عن املجلس األعلى‪:103‬‬

‫"لكن لئن كانت املادتان ‪ 58‬و‪ 59‬من مدونة الشغل تنصان على حق األجير في حالة فصله عن عمله‬
‫في الحصول على تعويض عن فقدان الشغل‪ ،‬إال أنه ونظرا لكون مدونة الشغل لم ترد فيها أي تفاصيل‬
‫حول طريقة تقدير هذا التعويض على غرار باقي التعويضات الواردة واملدونة والجهة التي سيعهد إليها‬
‫بأدائه‪ ،‬فإن الحكم بهذا التعويض يبقى سابقا ألوانه إلى حين صدور قانون تنظيمي بشأنه‪".‬‬

‫فاملادة ‪ 59‬من مدونة الشغل أعطت الحق لألجير الذي فصل فصال تعسفيا تعويضات عن مهلة‬
‫اإلخطار والفصل والضرر حسب التسمية بمدونة الشغل وهذا النوع األخير يطرح إشكاال يتجلى في هل‬
‫التعويض عن فقدان الشغل هو مضاف إلى التعويضات الثالثة وهي اإلخطار والفصل والضرر وبالتالي‬
‫يصبح لدينا أربع تعويضات‪ ،‬أم أنه يقصد به التعويض عن الفصل ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو‬
‫اقتصادية أو إغالق املقاوالت‪.‬‬

‫لكن اذا ما رجعنا إلى الفقرة األخيرة من املادة ‪ 53‬من مدونة الشغل‪ ،‬نجدها تنص على ما يلي‪" :‬يحق‬
‫لألجير أن يستفيد أيضا وفق القوانين واألنظمة الجاري بها العمل من التعويض عن فقدان الشغل‬
‫لألسباب اقتصادية أو تكنولوجية أو هيكلية"‪ ،‬ومن هنا يتبين أن املادة ‪ 53‬هي سابقة للمادة ‪ ،59‬فاألولى‬
‫توضح أن هذا التعويض يقصد به املشرع حاالت الفصل لألسباب اقتصادية أو تكنولوجية أو هيكلية‬
‫واغالق املقاوالت‪ ،‬فهذا النوع من التعويض هو جديد باملدونة إال أن هذه األخيرة لم تحدد كيفية احتسابه‬
‫و ال طريقة التعامل معه و ربما سيكون تحديده عن طريق مرسوم يبين الجهة التي سوف تؤدي هذا‬
‫التعويض ومسطرته وطريقه أداءه‪. 104‬‬

‫‪ 103‬قرار املجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪ ،351‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬مارس ‪ ،2009‬في امللف عدد ‪ .2008/1/5/648‬املنشور بمجلة قضاء املجلس األعلى‪،‬‬
‫عدد ‪ ،72‬الصفحة ‪ 273‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪ 104‬التعويض‪-‬عن‪-‬الفصل‪-‬التعسفي‪-‬في‪-‬ضوء‪-‬العمل‪-‬القضائي‪-‬و‪-‬القانون‪-‬املغربي مجلة الطالب االلكترونية ‪ /https://mrlatalib.com‬تم‬


‫االطالع بتاريخ ‪ 1‬مارس ‪ ،2024‬على الساعة ‪ 19‬مساءا و‪ 10‬دقائق‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫بالتالي فإن التعويض عن فقدان الشغل يتعلق أساسا بحالة فصل األجير لألسباب اقتصادية أو‬
‫هيكلية أو تكنولوجية‪ ،‬وال يمكن ضم هذا التعويض للتعويضات الثالثية الناتجة عن فصل االجير فصال‬
‫تعسفيا وهو ما أكده حكم‪ 105‬املحكمة االبتدائية بسيدي سليمان حيث طلب األجير بعد فصله فصال‬
‫تعسفيا الحكم له بتعويض عن اإلخطار واإلعفاء والفصل وفقدان الشغل‪ ،‬فأجابت املحكمة عن رفضها‬
‫لهذا الطلب األخير في إحدى حيثياتها على الشكل التالي‪:‬‬

‫"حيث إنه و لئن نصت املادة ‪ 59‬من مدونة الشغل على استفادة األجير عن فصله التعسفي من‬
‫التعويض عن فقدان الشغل فإنه بالرجوع الى املادة ‪ 61‬من مدونة الشغل نجدها تنص على أنه إذا فصل‬
‫األجير الرتكابه خطأ جسيما‪ ،‬فإنه ال تراعى آجال اإلخطار و ال يستحق ال تعويض عن الفصل وال عن‬
‫الضرر‪ ،‬وبالتالي واعتبارا لكون الفصول تكمل بعضها البعض ‪ ،‬و بمفهوم املخالفة لهذه املادة فإن األجير‬
‫يكون محقا في حالة فصله تعسفيا فقط في التعويضات الثالثة دون التعويض عن فقدان الشغل هذا‬
‫فضال عن املادة ‪53‬من مدونة الشغل قد حصرت حاالت استحقاق األجير لهذا التعويض في األسباب‬
‫االقتصادية أو التكنولوجية أو الهيكلية دون غيره و حيث إنه للعلل أعاله و اعتبارا لكون الضرر ال يعوض‬
‫مرتين فإن طلب التعويض عن فقدان الشغل يبقى غير مؤسس قانونا و يتعين رفضه"‪.‬‬

‫وفي نفس االتجاه سارت عليه محكمة االستئناف بالدار البيضاء‪ ،‬في قرارها‪" ،106‬حيث أبانت عن‬
‫الدفع املتعلق بعدم استجابة املحكمة االبتدائية لطلب التعويض عن فقدان الشغل فإن هذا النوع من‬
‫التعويض يخص الفصل ألسباب اقتصادية أو هيكلية أو إغالق املقاولة طبقا للمادة ‪ 66‬من مدونة الشغل‬
‫وال ينطبق على النازلة الحال‪"...‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلثبات الواقع عىل المشغل‬


‫يعتبر املشغل داخل املقاولة بمثابة موجه وبالتالي هو الساهر على حسن سيرها بل هو املسؤول عن‬
‫كافة اإلخالالت التي قد تعترض لها املقاولة‪ ،‬مما جعل املشرع يمنحه قوة وإجراءات حتى يتسنى املحافظة‬
‫على النظام العادي داخل املقاولة وذلك ملنحه آلية الفصل التأديبي كإجراء وقائي اتجاه األجير‪ ،‬حيث وجب‬
‫عليه احترام كافة الضوابط املحددة قانونا وإثباتها يقع على عاتقه (أوال) ‪ ،‬زيادة على هذا فاملشغل هو من‬
‫يمنح األجر لقاء العمل الذي يقدمه األجير وفي غالب األحيان ما قد يحدث نزاع حول أدائه مما يستدعى‬
‫إثبات الوفاء الذي قام به (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ .105‬املحكمة االبتدائية بسيدي سليمان رقم ‪ 2005 2005/28‬وارد على مجلة قانونك االلكترونية ‪ /https://www.9anonak.com‬اطلع عليه‬
‫بتاريخ ‪ 1‬مارس ‪ ،2024‬على الساعة ‪ 19‬مساءا و‪ 15‬دقيقة‪.‬‬

‫‪ .106‬قرار محكمة االستئناف بتاريخ ‪ 2006/5/25‬في امللف االجتماعي نزاعات الشغل ‪ 2005/5051‬وارد على مجلة قانونك االلكترونية‬
‫‪ ،/https://www.9anonak.com‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 1‬مارس ‪ ،2024‬على الساعة ‪ 19‬مساءا و‪ 20‬دقيقة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫التأديب‬ ‫أوال‪ :‬ر‬
‫احيام الفصل‬
‫ي‬
‫يخول املشرع للمشغل سلطة قانونية موضوعها فرض قاعدة سلوكية على األجراء الذين يشتغلون‬
‫في مشروعه‪ ،‬وذلك من أجل ضبط النظام العام‪ ،‬وحفظ حسن سير العمل‪،107‬وتتمثل في توقيع عقوبات‬
‫تأديبية نظمتها املادة ‪ 37‬من مدونة الشغل في حالة ارتكاب األجير خطأ جسيم أو في شكل طرد من العمل‬
‫عبرت عنه مدونة الشغل بالفصل التأديبي والذي يرتبط وجودا وعدما بارتكاب األجير لخطأ جسيم‪.108‬‬

‫وبالرجوع إلى أحكام املدونة وبالخصوص املواد من ‪ 61‬إلى ‪ 65‬نجد على أن املشغل ملزم بالتقييد‬
‫بمجموعة من اإلجراءات عند اتخاذه قرار فصل األجير واملتمثلة في االستماع لهذا األخير قبل فصله (‪)1‬‬
‫وتبليغ مقرر الفصل (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬الاستماع للمعني بالأمر‬
‫انطالقا من كون صحة توقيع الجزاء التأديبي‪ ،‬رهين باحترام إجراءات وقواعد االتهام والتحقيق من‬
‫طرف املشغل‪ ،‬فإن أول إجراء على املشغل احترامه هو إبالغ األجير املتهم لإلخالل بالتزاماته كتابة ملا هو‬
‫منسوب إليه وذلك حتى يتمكن من إعداد دفاعه‪ ،‬قبل االستماع إليه‪.‬‬

‫فحسب مقتضيات املادة ‪ 62‬من مدونة الشغل فإن مسطرة االستماع هي مسطرة تقنية يتم إجرائها‬
‫من قبل املشغل أو من ينوب عنه مع األجير الذي يرتكب خطأ جسيم أو استنفذ في حقه داخل أجل سنة‬
‫العقوبات التأديبية‪ ،‬وفق التدرج املنصوص عليه في الفصل ‪ 37‬من مدونة الشغل‪.‬‬

‫ويتضمن في جوهرها مجموعة من اإلجراءات تتمثل االستماع إلى األجير املرتكب للخطأ الجسيم‬
‫باستثناء اإلنذار والتوبيخ األول‪ ،‬لتمكينه من الدفاع عن نفسه بخصوص األفعال املنسوبة إليه من خالل‬
‫اإلدالء بحجة في مواجهة هذه األفعال وتقديم اإلثباتات الضرورية التي يستعين بها لتوضيح األسباب أو‬
‫الظروف التي أدت به إلى ارتكاب الخطأ التأديبي‪ .109‬وفي هذا اإلطار جاء قرار محكمة النقض ‪ 110‬أنه‪ ":‬يجب‬
‫ق بل فصل األجير أن تتاح له فرصة الدفاع عن نفسه باالستماع له من طرف املشغل أو من ينوب عنه"‪،‬‬
‫كما يجب أن يتم االستماع إلى األجير بحضور املشغل أو من ينوب عنه ومندوب األجراء أو املمثل النقابي‬
‫إذ يلعب دور الشاهد على ما راج ومؤازرا لألجير الذي يعتبر في مركز ضعيف‪.‬‬

‫‪ .107‬عبد الطيف خالفي‪ ،‬الوسيط في مدونة الشغل‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة الوراق الوطنية مراكش‪ ،2004 ،‬الصفحة ‪.446‬‬
‫‪ .108‬املادة ‪ 39‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ .109‬دنيا أمباركة‪ ،‬مسطرة االستماع إلى األجير وفق مدونة الشغل‪ ،‬مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬عدد خاص‪ ،2019 ،‬الصفحة‬
‫‪.16‬‬
‫‪ 110‬قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ ،15/11/2006‬عدد ‪ 983‬في امللف االجتماعي عدد ‪ 968/06‬منشور في مجل قضاء املجلس األعلى‬
‫عدد ‪ ،67‬الصفحة ‪.347‬‬

‫‪32‬‬
‫وبعد االنتهاء من جلسة االستماع إلى األجير وإتاحة الفرصة له للدفاع عن نفسه‪ ،‬يجب أن يحرر‬
‫محضر بما راج في لقاء االستماع ويتم توقيعه من املشغل واألجير‪ ،‬مع تسليم نسخة لألجير مما يفيد أن‬
‫النسخة األصلية تبقى بين يدي املشغل كحجة على احترام اإلجراءات الواجب القيام بها ‪ ،111‬وتجدر‬
‫اإلشارة إلى أنه يتعين على املشغل أن يحرر داخل هذا املحضر إلى توصل األجير وطريقة تبليغه ‪ ،‬والسؤال‬
‫يثار هل املحضر الذي يحرر من قبل املشغل يمكن أن يرتقي إلى محضر وأن تكون له القوة الثبوتية ‪،‬‬
‫نظرا للقواعد األمر التي تطبعها حيث أنه جاء في قرار ملحكمة النقض‪ 112‬أن املطلوبة طعنت بعدم تحرير‬
‫محضر االستماع واكتفت فقط بحضور املفوض القضائي وقضت على أن هذا اإلجراء صحيح ويقوم مقام‬
‫محضر االستماع والفصل التأديبي كان سليما‪ ،‬مما يعني كل وسيلة إثبات لها الحق في املعاينة ومقبولة في‬
‫نظر القانون تكون صالحة للقيام بتحرير هذا املحضر‪.‬‬
‫‪ -2‬إثبات تبليغ مقرر الفصل‬
‫مقرر الفصل هو الرسالة املوجهة إلى األجير من طرف مشغله ليبلغه بمقتضاه فصل األجير وعليه‬
‫إثبات تبليغه ليضمن مقرر سالمة إجراءات الفصل‪ ،113‬فحسب مقتضيات املادة ‪ 63‬من مدونة الشغل‬
‫يلتزم املشغل بتبليغ مقرر الفصل لألجير حتى يكون على بينة من أمره إما يدا بيد مقابل وصل أو بواسطة‬
‫رسالة مضمونة مع إشعار بالتواصل داخل أجل ثمانية وأربعون ساعة من اتخاذ املقرر املذكور‪ ،114‬وهذا‬
‫ما أكدته حتى محكمة النقض في نفس السياق حيث أكدت في إحدى قراراتها‪ ..." 115‬املستأجر الذي يريد‬
‫طرد أحد مستخدميه بسبب خطأ يعتبر خطر يجب عليه أن يخبر بذلك في ظرف ثمانية وأربعين ساعة‬
‫متى تم إثباته برسالة مضمونة الوصول" ‪ ،‬وحسب ما قرره املشرع تعتبر الرسالة مضمونة التوصل أكثر‬
‫قوة من التسليم مقابل وصل‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك يقع على عاتق املشغل توجيه نسخة من مقرر الفصل إلى العون املكلف بتفتيش‬
‫الشغل وإثبات توصله به تحت اعتبار الفصل فصال تعسفيا ال تأديبيا‪ ،‬وتطبيقا لهذا جاء في قرار ملحكمة‬

‫‪ .111‬ياسر الزيتوني‪ ،‬املنهجية في قانون الشغل‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،2019 ،‬الصفحة ‪.248‬‬
‫‪ .112‬قرار محكمة النقض رقم ‪ 499‬الصادر بتاريخ ‪ 12‬أبريل ‪ ،2022‬في امللف االجتماعي رقم ‪ 159/5/05/2020‬منشور باملنصة الرقمية ملحكمة‬
‫النقض‪.‬‬
‫‪ .113‬أمينة رضوان‪ ،‬املنتقى في املنازعات الشغلية على ضوء الفقه والعمل القضائي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪ ،‬مطبع األمنية‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫الصفحة ‪.95‬‬
‫‪ .114‬فريدة املحمودي‪ ،‬ضمانات الحق في الشغل على ضوء القانون االجتماعي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪ ،‬مطبعة سجلماسة‪ ،‬مكناس‪،‬‬
‫الصفحة ‪.571‬‬
‫‪ .115‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 291‬في امللف االجتماعي عدد ‪ 431/1/99‬بتاريخ ‪ ،2001/09/10‬منشور بأعمال املائدة املستديرة الرابعة حول‬
‫مدونة الشغل وتطبيقاتها العملية‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬سنة ‪ ،2011‬الصفحة ‪.118‬‬

‫‪33‬‬
‫النقض‪ ... " 116‬الوثائق املدلى بها ابتدائيا وجواب الطالبة املرفقة بنسخة من سجل التداول الكامل‬
‫لطابع مفتشية الشغل يفيد تبليغها بمقررالفصل وتوصلت به مفتشية الشغل"‬

‫وفي نهاية املطاف ألزم املشرع املشغل أيضا بإثبات الخطأ الجسيم حتى يكون له كامل الصالحية في‬
‫توقيع الفصل التأديبي طبقا لقاعدة من إدعى ش يء فعليه إثباته‪.117‬‬

‫ثانيا‪ :‬إثبات المشغل أداء األجر‬


‫إن العالقة الشغلية في األساس تقوم على تقديم عمل مقابل أجر يقدمه املشغل إلى األجير لقاء‬
‫الخدمة التي قدمها‪ ،‬وما يقوم بتمييز عقد الشغل عن باقي العقود األخر أن املشرع خص عنصر األجر من‬
‫مكونات العالقة الشغلية وأساس قيامها‪ ،‬والواقع أن هذا األجر يعتبر بمثاب معاش لألجير مما يجب معه‬
‫احترام أدائه سوآءا أثناء العالقة الشغلية (‪ )1‬أو بعد انتهاء هذه العالقة من أجل إبراء ذمته وهذا إثبات‬
‫يقع على املشغل (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬إثبات أداء الأجر أثناء فترة الشغل‬
‫ورقة األداء‪ :‬هي عبارة عن ورقة مكتوبة يسلمها املشغل ألجير تفيد الوفاء باألجر عليه‪ ،‬املادة ‪ 370‬من‬
‫مدونة الشغل "يجب على كل مشغل أن يسلم أجراءه عند أداء أجورهم‪ ،‬وثيقة إثبات تسمى "ورقة األداء‬
‫" وأن يضمنها وجوبا البيانات التي تحددها السلطة الحكومية املكلفة بالشغل " وورقة األداء هي عبارة‬
‫عن محرر كتابي يسلم لألجير وتضمن فيه أجرته‪ ،‬إذ يمكن أن يتم بورقة عادي أو في غالف ‪.118‬‬

‫واملشرع جعل هذه الوثيقة حجة قائمة إلثبات الوفاء باألجر‪ ،‬ورغم هذا فإن هذه الورقة تبقى قرينة‬
‫بسيطة إلى أن يثبت العكس ولو ذكر األجير أنه قد تم األداء فإنه ال يسري إذا ثبت عكسها‪.119‬‬

‫التلكؤ في منحها كوسيلة إثبات‬


‫والواضح أن ورقة األداء التي تسلم لألجير قد يعكف على إخفائها أو ِ‬
‫فإنه في الواقع يحتفظ بجزء من الوصل مدون فبها تاريخ األداء وبعض املعلومات التي يرى على أنها ضرورية‬
‫وتقوم على سبيل املخالصة‪ ،‬وتبقى كدليل مادي على اعتبار أن املادة ‪ 375‬من مدونة الشغل فرضت‬
‫عقوبات على كل مشغل لم يقم بتسليم ورقة األداء بغرامة من ‪ 300‬إلى ‪ 500‬درهم‪.‬‬

‫‪ .116‬قرار محكمة النقض رقم ‪ 177‬الصادر بتاريخ ‪ 8‬فبراير ‪ ،2023‬في امللف االجتماعي رقم ‪ 873/5/05/2020‬منشور باملنصة الرقمية ملحكمة‬
‫النقض‪.‬‬
‫‪ .117‬عبد اللطيف خالفي‪ ،‬مرجع‪ .‬سابق‪ ،‬الصفحة ‪.456‬‬
‫‪ .118‬محمد سعيد بناتي‪ :‬قانون الشغل باملغرب على ضوء مدونة الشغل‪ ،‬عالقات الشغل الفردية الجزء الثالث‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪ ،‬دون ذكر‬
‫املطبع‪ ،‬الصفحة ‪.234‬‬
‫‪ .119‬عبد اللطيف خالفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.331‬‬

‫‪34‬‬
‫دفتراألداء‪ :‬يعتبر دفتر األداء أيضا من وسائل اإلثبات التي يعتمد عليها املشغل في تنظيم وضبط أداء‬
‫األجر‪ ،120‬حيث املادة ‪ 371‬من مدونة الشغل على أنه‪" :‬كل مشغل أو من ينوب عنه‪ ،‬أن يمسك في كل‬
‫مؤسسة أو جزء منها أو كل ورشة دفترا يسمى دفتراألداء"‪ ،‬وبذلك فاملشرع ألزم على أن دفتر األداء يجب‬
‫أن يكون في مؤسسة مهيكلة أو في إطار ورشة منظمة‪ ،‬وتأكيدا على أنه دليل يكون من طرف املشغل فإن‬
‫يجب أن يحتفظ بدفتر األداء من كل ضياع قد يصيبه داخل أجل سنتين من تاريخ قفله حسب مقتضيات‬
‫املادة ‪ 373‬من مدونة الشغل‪.‬‬

‫وإذا كان دفتر األداء يعتبر وسيلة من وسائل اإلثبات املعتمدة من قبل املشغل فإنه على املستوى‬
‫الواقع العملي لم يعد املشرع يأخذ بها‪ ،121‬وهذا ما وضحه املشرع من خالل مقتضيات املادة ‪ 372‬أنه يمكن‬
‫التخلي عن دفتر األداء وتعويضه مقابل هذا وإعتاد أساليب املحاسبة امليكانوغرافية أو املعلوماتية أو أي‬
‫وسيلة أخرى يراها مفتش الشغل مناسبة لذلك‪ ،‬وعلى غرار دفتر األداء فإن املشرع ألزم أيضا حسب‬
‫مقتضيات املاد ‪ 373‬من املدونة أن يحتفظ بهذه األساليب التعويضية نفس مدة دفتر األداء تحت طائلة‬
‫العقوبات املنصوص عليها في املادة ‪.375‬‬

‫هذا اإلثبات يتعلق أثناء سريان عقد الشغل أما بعد إنهائه املشرع قد انتبه ونظم إثبات أداء األجر‬
‫حتى بعد انتهاء العالقة الشغلية‪.‬‬
‫‪ -2‬إثبات عقد الشغل بعد إنهاء عقد الشغل‬
‫إن عالقة الشغل عالقة غير أبدية فهي دائما قابلة للفسخ واالنتهاء‪ ،122‬وبذلك فاملشرع قد نص على‬
‫إبراء يكون من طرف األجير يسلمه للمشغل ليبقى حجة وإثبات حسب املادة ‪ 73‬من مدونة الشغل‬
‫التوصيل عن تصفية كل حساب هو التوصيل الذي يسلمه األجير للمشغل عند انهاء العقد بأي سبب‬
‫كان‪ ،‬وذلك قصد تصفية كل األداءات تجاهه‪ .‬ويعتبر باطال كل إبراء أو صلح‪ ،‬طبقا للفصل ‪ 1098‬من‬
‫قانون االلتزامات والعقود‪.123‬‬

‫ومن خالل التعريف السابق الذي جاء به املشرع قد وضع التوصيل عن تصفية كل الحساب بمثابة‬
‫إبراء للذمة دون اإلشارة إلى السبب سواء كان اإلنهاء فرديا أو جماعيا أو نتيجة فصل مبرر أو تعسفي‪،124‬‬
‫ولحماية األجير ومنح قوة ثبوتية لهذا التوصيل فقد منح املشرع أجل ‪ 60‬يوم إلمكانية التراجع عنها من‬

‫‪ .120‬وفاء جوهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.104‬‬


‫‪ .121‬املرجع أعاله‪ ،‬الصفحة ‪.105‬‬
‫‪ .122‬عبد اللطيف خالفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.331‬‬
‫‪ .123‬الفصل ‪ 1098‬من ظهير االلتزامات والعقود الذي ينص على ما يلي‪" :‬الصلح عقد بمقتضاه يحسم الطرفان نزاعا قائما أو يتوقيان قيامه‪،‬‬
‫وذلك بتنازل كل منهما اآلخر عن جزء مما يدعيه لنفسه‪ ،‬أو بإعطائه مال معينا أو حقا‪.‬‬
‫‪ .124‬مصطفى أكنطو‪ ،‬حماية األجير في مدونة الشغل عند انتهاء عقد الشغل‪ ،‬بحث نهاية التدريب امللحقين القضائيين‪.2011/2009 ،‬‬
‫الصفحة ‪.66‬‬

‫‪35‬‬
‫قبله‪ ،‬وذلك لتفادي أي ضغط أو استغالل ضعف األجير بقبوله التنازل عن حقوقه أو تعويضاته‪،125‬‬
‫وبذلك فهذه الوثيقة تحمل في طياتها ميكانيزمات حمائية سواء لصالح األجير أو املشغل فاألول له الحق‬
‫في الحصول على ما يستحقه من مبالغ بقيت في ذمة املشغل وجعلها بمثابة قاعدة أمرة كون أنه ال يمكن‬
‫التنازل عن هذه املبالغ أو الصلح بينهم‪ ،‬وكذلك بمثابة شهادة تثبت على أن املخالصة وقعت بين األجير‬
‫واملشغل وأن القوة الثبوتية ال تكتسبها إال لعد مرور األجل املحدد في ستين يوما‪.‬‬

‫ونظرا ألهمية توصيل تصفية كل الحساب فإن املشرع قد حدد بيانات محددة سلفا البد من احترام‬
‫شكليتها حسب مقتضيات املادة ‪ 74‬من مدونة الشغل‪:‬‬

‫‪-‬املبلغ املدفوع بكامله قصد التصفية النهائية للحساب‪ ،‬مع بيان مفصل األداءات‪.‬‬

‫‪-‬أجل سقوط الحق املحدد في ستين يوما‪ ،‬مكتوبا بخط واضح تسهل قراءته‪.‬‬

‫‪-‬اإلشارة إلى كون التوصيل محررا في نظيرين يسلم أحدهما األجير‪.‬‬

‫كما يجب أن يكون توقيع األجير على التوصيل مسبوقا بعبارة " قرأت ووافقت «‪ ،‬وإذا كان األجير أميا‬
‫وقع التوصيل بالعطف العون املكلف بتفتيش الشغل في إطار الصلح املنصوص عليه في املادة ‪ 354‬من‬
‫مدونة الشغل‪.‬‬

‫فضال عن هذا فإنه يمكن االحتجاج بوسائل جديدة سيما أمام التطورات التي عرفها العالم بصفة‬
‫عامة واملغرب في إطار ما يعرف ببنكرة المجتمع‪ ،‬حيث يمكن االعتماد كحجة جديدة وذلك بإبراز‬
‫الكشوفات املحاسبية والذي يكون من خالل التحويالت التي تكون من قبل رب العمل إلى األجير حيث‬
‫أقرت محكمة االستئناف التجارية بفاس‪ " 126‬بمنح القوة الثبوتية للكشوفات املحاسبية على ما تتضمنه‬
‫من مديونية إلى حين أن يثبت عكسها"‬

‫‪ .125‬عبد اللطيف خالفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.332‬‬


‫‪ .126‬قرار محكمة االستئناف التجارية فاس ـ الصادر بتاريخ ‪ ،2015/13/17‬عدد ‪ ،118/1‬منشور في الدليل القانوني والقضائي للعمل البنكي‬
‫باملغرب‪ ،‬عبد الرحيم املودن‪ ،‬الطبع الثانية‪ ،‬مطبعة دار األفاق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،2022 ،‬الصفحة ‪.275‬‬

‫‪36‬‬
‫خاتمة‬
‫إملاما بكل ما سبق يمكن القول إن إقرار مبدأ حرية اإلثبات في املادة االجتماعية وإن كان يوفر الحماية‬
‫الالزمة لألجير واملشغل في نفس الوقت‪ ،‬وبصفة أكثر لألجير فإنه يؤكد من جهة أخرى على تشتت قواعد‬
‫اإلثبات بين مختلف فروع القانون املدني والقانون االجتماعي‪.‬‬

‫وقد مكننا بحث مختلف هذه الجوانب الخروج بمجموعة من األفكار يمكن صياغتها في شكل‬
‫استنتاجات‪ ،‬كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬جعل املشرع املغربي إثبات عقد الشغل حرا أخذا بعين االعتبار الواقع العملي الذي يستند في‬
‫غالبيته إلى إبرام عقود شغل شفوية‪.‬‬

‫‪ -‬بالرغم من استقاللية عقد الشغل بمبادئه وقواعده املنصوص عليها في مدونة الشغل‪ ،‬إال أنه الزال‬
‫لم يحقق استقالليته الكاملة عن القانون املدني‪ ،‬باعتباره الشريعة العامة لقوانين املوضوع‪ ،‬ومن تم‬
‫يجب في كل وقت وحين الرجوع إليه في عدة نقط على رأسها وسائل اإلثبات وبعض القواعد القانونية‬
‫املتعلقة بعقد إجارة الخدمة‪.‬‬

‫‪ -‬يتبين من خالل االجتهاد القضائي املغربي السيما اجتهاد محكمة النقض أن إثبات صفة األجير يقع‬
‫على عاتقه‪ ،‬وإثبات نفيها يقع على املشغل‪ ،‬كما أنه ال يمكن إثبات عكس صفة األجير املوقت الواردة في‬
‫عقد الشغل بالتصريحات املقدمة للصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪ ،‬وانه ال عبرة بمدة العمل التي‬
‫قضاها األخير في العمل مادام عقد الشغل املبرم بينه وبين املشغل محدد املدة‪.‬‬

‫‪ -‬القضاء املغربي أكد على إمكانية اعتماد األجراء الذين ال زالوا في عالقة تبعية مع املشغل في اإلثبات‪،‬‬
‫سواء لفائدة األجير أو ضده‪ .‬بل أكثر من ذلك فإن االجتهاد القضائي استقر على إمكانية األخذ بشهادة‬
‫أجير واحد‪.‬‬

‫‪ -‬إن التسليم بإمكانية اعتماد شهادة األجراء في اإلثبات على النحو املذكور أعاله‪ ،‬قد يؤدي إلى نتائج‬
‫معكوسة‪ ،‬وبالتالي قلب الحقائق وإضاعة الحقوق‪ ،‬ذلك أن شهادة األجير في هذه الحالة قد تكون مشوبة‬
‫بعيب اإلكراه أو التهديد بفقدان الشغل‪ ،‬كما أن إرادة الشاهد الذي يستمع إليه لفائدة األجير‪ ،‬من جانب‬
‫اخر تكون مشحونة لجانب اخر بالعاطفة نظرا النتمائهم إلى نفس الفئة‪.‬‬

‫‪ -‬إن من اإلشكاالت العويصة التي يطرحها عقد الشغل‪ ،‬أحيانا‪ ،‬هي تحديد التكييف القانوني السليم‬
‫الذي ينطبق عليه‪ ،‬لذلك فسلطة القضاء هي الفيصل في هذا التكيف‪ ،‬من خالل التأكد من مدى توفر‬

‫‪37‬‬
‫عناصر عقد الشغل من عدمها من جهة‪ ،‬ومن خالل تحديد طبيعة هذا العقد في حالة توافر تلك العناصر‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬األصل أن عقد الشغل يبرم ملدة غير محددة‪ ،‬واالستثناء يبرم ملدة محددة اعماال ملقتضيات املاديين‬
‫‪ 16‬و‪ 17‬من مدونة الشغل‪.‬‬

‫اقتراحاتنا حول املوضوع تكمن في انه‪:‬‬

‫‪-‬يتعين على محكمة النقض أن تضطلع بدورها األساس ي املتمثل في توحيد الجتهاد القضائي على أكمل‬
‫وجه‪ ،‬إذ املالحظ أن مجموعة من اإلشكاليات التي تثيرها املادة االجتماعية لسنوات عدة الزالت محل‬
‫تضارب‪ ،‬األمر الذي يضر بمبدأ األمن القضائي في العمق‪ ،‬وبالتبعية يفقد األفراد ثقتهم بمؤسسة القضاء‪.‬‬

‫‪-‬يتعين إعادة النظر في املادة ‪ 16‬من مدونة الشغل‪ ،‬خاصة في العقد املحدد املدة أو إنجاز شغل‬
‫معين‪ ،‬مع تفعيل النص التنظيمي بخصوص القطاعات التي يمكنها استثناء إبرام عقد الشغل محدد املدة‬
‫في غير الحاالت املذكورة في نفس املادة‬

‫‪ -‬نناشد املشرع املغربي بالتدخل للتنصيص على أن منح األجير شهادة الشغل محمولة وليست‬
‫مطلوبة‪.‬‬

‫‪ -‬يتعين أيضا تقييد حدود وسيلة االثبات بشهادة الشهود دون استبعادها‪ ،‬نظرا ملا ينتج عنها من‬
‫قلب الحقوق وهضم الواجبات ودلك في حالة الشهادات الخاطئة‪.‬‬

‫‪ -‬نأمل من املشرع املغربي مسايرة التشريعات املقارنة بالنص على إلزامية كتابة عقد الشغل تكريسا‬
‫للطابع الحمائي للطرف الضعيف في العقود الشكلية وتجاوزا للصعوبات التي تطرحها العالقات الشغلية‬
‫ذات الطابع الشفوي وما يمكن أن تسبب فيه من صعوبات اتجاه االجير خاصة في الدعاوى التي يكون‬
‫طرفا فيها‪ .‬لهذا نقترح أن يتم تفعيل الدور الرقابي ملفتشية الشغل في مجال إخضاع العقود الشغلية‬
‫لشكلية الكتابة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الئحة المراجع‬
‫‪ .1‬الكتب العامة‬

‫¬ عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون املدني‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،1965 ،‬الصفحة ‪.451‬‬

‫¬ عبد الكريم الطالب‪ ،‬الشرح العلمي لقانون املسطرة املدنية‪ ،‬الطبعة الثامنة‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪ ،-‬مكتبة املعرفة‪ ،‬سنة ‪ ،2017‬الصفحة‬
‫‪.175‬‬

‫¬ الطاهر الكركري‪ ،‬الشرح الوجيز لقانون املسطرة املدنية باملغرب وفق التعديل‬
‫والتحيين‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة وراقة بالل‪ ،‬سنة ‪ ،2014‬الصفحة ‪.60‬‬

‫¬ موس ى عبود‪ ،‬دروس في القانون االجتماعي‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬سنة ‪ ،1987‬الصفحة ‪.209‬‬

‫‪ .2‬الكتب املتخصصة‬

‫¬ الحاج الكوري‪ ،‬مدونة الشغل الجديدة القانون رقم ‪ 65-99‬أحكام عقد الشغل‪،‬‬
‫مطبعة األمنية الرباط‪ ،‬سنة ‪ ،2004‬الصفحة ‪.83‬‬

‫¬ أمينة رضوان‪ ،‬املنتقى في املنازعات الشغلية على ضوء الفقه والعمل القضائي‪،‬‬
‫الجزء األول‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط‪ ،‬سنة ‪ ،2019‬الصفحة ‪.67‬‬

‫¬ إدريس العلوي‪ ،‬وسائل اإلثبات في التشريع املغربي‪ ،‬مطبعة النجاح‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫الصفحة ‪.96‬‬

‫¬ أشرف جنوي‪ ،‬املدخل لدراسة قانون الشغل املغربي‪ ،‬مكتبة املعرفة‪-‬مراكش‪،-‬‬


‫الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪ ،2018‬الصفحة ‪.179‬‬

‫¬ حمد احمد الفكاك‪ ،‬الفسخ االرادي املنفرد في عقد العمل الفردي‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬‬
‫مكتبة الوحدة العربية‪ ،‬طبعة ‪ ،1966‬الصفحة ‪.145‬‬

‫¬ عبد الطيف خالفي‪ ،‬الوسيط في مدونة الشغل‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة‬
‫الوراق الوطنية مراكش‪ ،2004 ،‬الصفحة ‪.446‬‬

‫‪39‬‬
‫¬ ياسر الزيتوني‪ ،‬املنهجية في قانون الشغل‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‬
‫الدار البيضاء‪ ،2019 ،‬الصفحة ‪.248‬‬

‫¬ أمينة رضوان‪ ،‬املنتقى في املنازعات الشغلية على ضوء الفقه والعمل القضائي‪،‬‬
‫الجزء األول‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪ ،‬مطبع األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬الصفحة ‪.95‬‬

‫¬ فريدة املحمودي‪ ،‬ضمانات الحق في الشغل على ضوء القانون االجتماعي‪ ،‬الجزء‬
‫األول‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪ ،‬مطبعة سجلماسة‪ ،‬مكناس‪ ،‬الصفحة ‪.571‬‬

‫¬ محمد سعيد بناتي‪ ،‬قانون الشغل باملغرب على ضوء مدونة الشغل‪ ،‬عالقات الشغل‬
‫الفردية الجزء الثالث‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪ ،‬دون ذكر املطبع‪ ،‬الصفحة ‪.234‬‬

‫‪ .3‬بحوث جامعية ومذكرات نهاية التخرج‬

‫أ‪ .‬رسائل جامعية‬

‫¬ كريم أبوطالب‪ ،‬اإلثبات بين مدونتي التجارة والشغل‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر‪،‬‬
‫جامعة موالي إسماعيل‪ ،‬كلية القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مكناس‪،‬‬
‫السنة الجامعة ‪ ،2013-2012‬الصفحة ‪.177‬‬

‫¬ املهدي املرابط‪ ،‬االثبات في نزاعات الشغل الفردية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر‬
‫في العلوم القانونية‪ ،‬جامعة محمد الخامس كلية الحقوق أكدال‪ ،‬سنة ‪،2010‬‬
‫الصفحة ‪.42‬‬

‫¬ مصطفى املاركاني‪ ،‬اإلثبات في عقود الشغل الفردية بين مصالح املقاولة وحماية‬
‫حقوق األفراد‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر في املقاولة والقانون‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة ابن زهر بأكادير السنة الجامعية ‪ ،2015/2014‬الصفحة ‪.34‬‬

‫ج‪ .‬بحوث نهاية التخرج‬

‫¬ بوبكر توفيق‪ ،‬اإلثبات في عقود الشغل الفردية على ضوء قانون الشغل املغربي‪،‬‬
‫رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬السويس ي الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2011‬‬
‫‪ ،2012‬الصفحة ‪.2‬‬

‫‪40‬‬
‫¬ فاطمة الزهراء الجعفري‪ ،‬خصوصيات اإلثبات في نزاعات الشغل الفردية‪ ،‬بحث‬
‫لنهاية التدريب في املعهد العالي للقضاء‪ ،‬سنة ‪ ،2010/2011‬الصفحة ‪.19‬‬

‫¬ مصطفى أكنطو‪ ،‬حماية األجير في مدونة الشغل عند انتهاء عقد الشغل‪ ،‬بحث نهاية‬
‫التدريب امللحقين القضائيين‪ .2011/2009 ،‬الصفحة ‪.66‬‬

‫‪ .4‬مقاالت ومجالت علمية‬

‫¬ ياسين شادي‪ ،‬القانون االجتماعي وسؤال التوازن بين األجير واملشغل "مدونة الشغل‬
‫املغربية نموذجا"‪ ،‬مقال منشور في مجلة مغرب القانون‪.‬‬

‫¬ عبد اإلله شني‪ ،‬نظام اإلثبات في نزاعات الشغل الفردية في ضوء القانون املغربي‪،‬‬
‫مجلة الحقوق‪ ،‬سلسلة "املعارف القانونية والقضائية"‪ ،‬العدد ‪ ،88‬سنة ‪،2023‬‬
‫الصفحة ‪.9‬‬

‫¬ عائشة برشان‪ ،‬اإلثبات في املادة االجتماعية‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات واألبحاث‬


‫القانونية والقضائية‪ ،‬العدد ‪ ،40‬مارس ‪ ،2022‬الصفحة ‪.12‬‬

‫¬ حيدرنجيب أحمد‪ ،‬اإلقرار أو االعتراف كدليل إثبات في املسؤولية املدنية والجزائية‪،‬‬


‫مجلة ديالى‪ ،‬العدد ‪ ،30‬سنة ‪ ،2008‬الصفحة ‪.3‬‬

‫¬ دنيا امباركة‪ ،‬حسن النية في تنفيذ عقد العمل‪ ،‬مجلة طنجيس للقانون واالقتصاد‪،‬‬
‫العدد األول‪ ،‬سنة ‪ ،2001‬الصفحة ‪.103‬‬

‫¬ عبد السالم أبو الربيع‪ ،‬إثبات عقد الشغل بالوسائل الحديثة‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬
‫ابن خلدون للدراسات القانونية واالقتصادية واالجتماعية العدد ‪ 6‬نونبر ‪،2023‬‬
‫الصفحة ‪.55‬‬

‫¬ دنيا أمباركة‪ ،‬مسطرة االستماع إلى األجير وفق مدونة الشغل‪ ،‬مجلة املنارة‬
‫للدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬عدد خاص‪ ،2019 ،‬الصفحة ‪.16‬‬

‫‪41‬‬
‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪2 ..........................................................................................................................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬القواعد املنظمة لإلثبات في العالقات الشغلية ‪6 ...................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬وسائل اإلثبات وفق القواعد العامة ‪6 .................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬وسائل االثبات املوضوعية‪7 ...........................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬إقرار الخصم ‪7 ..................................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬شهادة الشهود‪8 .................................................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬وسائل اإلثبات اإلجرائية ‪12...........................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬خصوصيات اإلثبات في نزاعات الشغل ‪15........................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الوسائل الخاصة في إثبات نزاعات الشغل ‪15................................................................................‬‬
‫أ) بطاقة الشغل ‪15.................................................................................................................................‬‬
‫ب) شهادة العمل ‪16...............................................................................................................................‬‬
‫ج) ورقة األداء ‪17....................................................................................................................................‬‬
‫د) دفتر األداء ‪17.....................................................................................................................................‬‬
‫هـ) توصيل تصفية كل حساب ‪18...........................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬وسائل االثبات الصادة عن جهات خارجية ‪18..................................................................................‬‬
‫أ) بطاقة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي ‪18................................................................................‬‬
‫ب) شهادة مفتش الشغل ‪19..................................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬االستثناءات الواردة على مبدأ حرية اإلثبات وبعض الوسائل الحديثة في إثبات نزاعات الشغل‬
‫‪19...........................................................................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬االستثناءات الواردة على مبدأ حرية اإلثبات في عقود الشغل ‪20.....................................................‬‬
‫ب) الوسائل الحديثة في إثبات نزاعات الشغل ‪21.................................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬إثبات نزاعات الشغل ‪23.........................................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اإلثبات الواقع على عاتق األجير ‪23......................................................................................‬‬

‫‪42‬‬
‫أوال‪ :‬إثبات الفصل التعسفي ‪23.............................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إثبات الحق في التعويضات ‪26.......................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬التعويض عن اإلخطار ‪26..................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬التعويض عن الفصل ‪27...................................................................................................................‬‬
‫‪ -3‬التعويض عن الضرر ‪28....................................................................................................................‬‬
‫‪ -4‬التعويض عن فقدان الشغل ‪30.......................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلثبات الواقع على املشغل ‪31...........................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬احترام الفصل التأديبي ‪32..............................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬االستماع للمعني باألمر ‪32.................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬إثبات تبليغ مقرر الفصل ‪33..............................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إثبات املشغل أداء األجر ‪34...........................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬إثبات أداء األجر أثناء فترة الشغل ‪34................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬إثبات عقد الشغل بعد إنهاء عقد الشغل ‪35....................................................................................‬‬
‫خاتمة ‪37.........................................................................................................................................................‬‬
‫الئحة املراجع ‪39..............................................................................................................................................‬‬
‫الفهرس ‪42......................................................................................................................................................‬‬

‫‪43‬‬

You might also like