You are on page 1of 128

‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يعتبر عقد الشغل الضمانة الوحيدة الستمرارية الحي اة البش رية على األرض‪،‬‬
‫لكونه يمثل رد الفعل الطبيعي لتلبية حاجيات اإلنسان‪ ،‬األمر الذي جعل منه حجر األساس‬
‫للنشاط البشري على مر التاريخ‪.‬‬
‫ونظرا لكونه يشمل طبقة مهمة داخل المجتمع فقد حظي باهتم ام كب ير من قبل‬
‫التشريعات التي عملت على تنظيم العالقة بين طرفيه والتي تتكون من األجير والمؤاجر‪.‬‬
‫ومن المبادئ األساسية في القانون االجتم اعي‪ ،‬أحقية كل من ط رفي العقد في‬
‫إنهائه باإلرادة المنفردة‪ ،‬وهذا المبدأ يبدو بوضوح في مج ال عالقة الش غل ال تي تتسم‬
‫بالطابع الشخصي وترتبط بحق أساسي وهي الحقوق الشخصية‪ ،‬والمتمثل في العمل‪ ،‬ومن‬
‫تم يحق لكل من المشغل واألجير وضع حد لعالقته مع اآلخر‪.‬‬
‫دليل‬ ‫ويعتبر اإلنهاء من ضمن المقتضيات القانونية الواردة في مدونة الشغل‪ ،‬ك‬
‫على تراضي في إيج اد نظ ام لإلنه اء متسم بالتعقيد نظ را لكونه يش مل العديد من‬
‫المستجدات‪ ،‬الشيء الذي طرح على عاتق القضاء مسؤولية ليست بالهينة والتي تتجلى في‬
‫التزامه الحذر أثناء إصداره للقرارات المبدئية‪.‬‬
‫ازال في بداياته في‬ ‫ولهذا فعندما نقول بأن إنهاء عقد الشغل باإلرادة المنفردة م‬
‫سياق مدونة الشغل‪ ،‬وما أتت به من مستجدات في مجال اإلنهاء بصفة عامة‪ ،‬من مسطرة‬
‫االستماع‪ ،‬وتعويضات‪ ،‬وتكييف لمختلف أنواع العقود في مجال الشغل‪ ،‬وما يترتب عنها‬
‫من آثار‪ .‬والقضاء لما له من سلطة في تكييف القوانين مل زم بتفس ير القاع دة القانونية‬
‫الجديدة‪ ،‬التي جاء بها المشرع في ظل مدونة الشغل‪ ،‬وفي حالة عدم وجود قاعدة متضمنة‬
‫للنزاع المعروض عليه في ظل المقتضيات القانونية‪ ،‬فإنه سيض طر إلى االجته اد فيما‬
‫يتعلق به‪ ،‬وهذا ناتج عن كون القانون المعتمد كما سبقت اإلشارة قانون جديد‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫أوال‪ :‬أهمية الموضوع‪.‬‬
‫يحتل موضوع إنهاء عقد الشغل أهمية كبرى‪ ،‬كما يشكل أحد المواضيع المحورية‬
‫التي تدور حولها مناقشات أغلب الملفات التي تعرض على المحاكم في مج ال نزاع ات‬
‫الشغل‪.‬‬
‫فإنهاء عقد الشغل‪ ،‬غالبا ما يؤدي بطرفيه إلى النظر في اإلنهاء نظرة متناقض ة‪،‬‬
‫فكل منهما يرى من زاويته الخاصة األساس الواجب اعتماده قصد جعل المس ؤولية على‬
‫عاتق الطرف اآلخر‪ ،‬فاألجير مع مبدأ استقرار وضمان العمل‪ ،‬والمشغل صاحب المقاولة‬
‫والساهر على مصلحتها والحكم الوحيد لتوجيهها‪ ،‬مع إبقاء الحرية لفصل كل أج ير أضر‬
‫بمصالح المقاولة من منطلق تأويله‪ ،‬ويأتي هذا التناقض في الفهم أو التفس ير لي ؤدي إلى‬
‫اء أو‬ ‫إنهاء عقد الشغل‪ ،‬وليصل باألطراف إلى المحكمة قصد النظر في مشروعية اإلنه‬
‫عدم مشروعيته‪.‬‬
‫فإطالق الحرية في إنهاء عقد العمل للمؤاجر من شأنه أن يهدد العامل في م ورد‬
‫رزقه لذلك تدخل المشرع في إطار مدونة الشغل لحماية وض عية العامل والحف اظ على‬
‫استقرار الشغل وكذلك حماية وضعية المؤاجر‪ .‬فهدف كل طرف من وراء الوص ول إلى‬
‫حكم المحكمة بكون الطرد تعسفيا أو مشروعا‪ ،‬هو حصول األجير من جهة على مجموعة‬
‫من الحقوق لتغطية الضرر الالحق به من جراء التعسف الذي مورس عليه‪ ،‬وفي المقابل‬
‫ذا‬ ‫وكما قد يحرص على ذلك المشغل هو حرمان األجير من هذه الحقوق لسبب يرجع له‬
‫األخير نفسه‪ ،‬قد يكون في شكل جزاء عن ارتكابه لخطأ جسيم‪ ،‬أو ألن األجير اختار فسخ‬
‫عقد الشغل بإرادته المنفردة من خالل مغادرته التلقائية‪.‬‬
‫والمغرب على غرار باقي الدول يشهد تأثيرا كبيرا بالتحوالت التي يشهدها العالم‬
‫اليوم وواقعا مرا‪ ،‬من حيث العاطلين الناتج عن قلة مناصب الشغل وك ثرة التس ريحات‬
‫الفردية والجماعية الشيء ال ذي يط رح الس ؤال إلزاما هو أي حماية قانونية قد حققها‬
‫التشريع االجتماعي لألجير؟ للحفاظ على منصبه ومص در عيشه وحمايته من التش رد‬
‫والبطالة مما يترتب عن ذلك آثارا اجتماعية غير مرغوب فيها على الفرد وعلى المجتمع‬

‫‪4‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫على حد سواء‪ ،‬وإجماال فإن لموضوع إنه اء عقد الش غل أهمية اقتص ادية واجتماعية‬
‫وقانونية‪.‬‬
‫ولم يقتصر هذا االتجاه على رغبة المشرع في ذلك فقط‪ ،‬بل التصقت هذه الرغبة‬
‫دورها مع‬ ‫باالتفاقيات الجماعية كذلك‪ ،‬باإلضافة إلى االجتهادات القضائية التي سارت ب‬
‫قاعدة تفسير القانون لصالح الطرف الضعيف‪ ،‬فأصبحت قاعدة حماية األج ير من الفصل‬
‫قاعدة أصيلة في قانون الشغل‪ .‬علما أن هذه القواعد لم تكف بالحماية العامة لألج راء بل‬
‫تعدتها إلى إيجاد ضمانات استثنائية لبعض أصناف األج راء وذلك للحيلولة دون وق وع‬
‫الفصل فأقرت بعض المقتضيات اإللزامية عند فصل األجراء بصفة جماعية وفي ه ذا ما‬
‫ير‪،‬‬ ‫يدل على محاولة التضييق من بادرة الفصل باعتباره أخطر قرار يتخذ في حق األج‬
‫يعرضه إلى البطالة وبالتالي من الحرمان من األجر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إشكالية الموضوع‪.‬‬
‫يثير موضوع إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي وال ذي‬
‫يشكل موضوع بحثنا عدة مشاكل وذلك فيما يتعلق بالطرق واألشكال التي يتخ ذها ه ذا‬
‫اإلنهاء إذ تتغير وقائعه وأسبابه من نزاع إلى آخر‪ ،‬لدرجة أنه يص عب إيج اد ض ابط‬
‫يحكمها‪ ،‬إلى جانب ذلك هناك مشكل إثبات مشروعية أو عدم مشروعية اإلنهاء المتخذ من‬
‫ؤاجر أم على‬ ‫قبل األجير أو من قبل المؤاجر‪ ،‬ومن يقع عليه عبء اإلثبات هل على الم‬
‫األجير؟ من هنا تبرز مكانة القانون كقانون ينظم عالقات الش غل وأيضا الحل ول ال تي‬
‫يقدمها رجال القضاء حول القضاء ال تي تتخبط فيها مح اكم الموض وع‪ ،‬ويوميا وعلى‬
‫مختلف درجاتها‪.‬‬
‫وموضوع بحثنا المشار إليه أعاله يعد من أبرز المخاطر التي تهدد ط رفي العقد‬
‫وتمس باستقرار العمل وما ينتج عن ذلك من آثار سلبية تمس األجير والمشغل وخاصة في‬
‫ظل أزمة التشغيل‪ ،‬فقد يمنى المشغل بخسارة إثر استقالة أحد األطر الكبرى ك أن يك ون‬
‫مثال هذا اإلطار هو المدير العام للشركة‪ ،‬أما بالنسبة لألجير فإنه يفقده لمنصب شغله فإنه‬
‫يفقد معه وسيلة عيشه‪ ،‬الشيء الذي يعرضه للبطالة لفترة قد تطول وقد تقصر‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫لذلك فإن موضوع إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي يعد التع ديل التش ريعي‬
‫ادي‪،‬‬ ‫يكتسي أهمية من الناحية القانونية خاصة وذلك على المستوى االجتماعي واالقتص‬
‫وهذا ما يحتم علينا طرح مجموعة من التساؤالت‪:‬‬
‫هل مدونة الشغل جعلت حماية حقيقية إلنهاء عقد الشغل؟‬ ‫‪‬‬
‫هل جعلت حماية الستقرار الشغل؟‬ ‫‪‬‬

‫هل هناك تراجع عن حماية األجير وتراجع للطابع الحمائي لألجير؟‬ ‫‪‬‬
‫ثم ما هو دور القضاء في هذه الحماية؟‬ ‫‪‬‬

‫وهل مدونة الش غل بتقنينها للتعويض ات الناتجة عن الفصل ت دخل في‬ ‫‪‬‬
‫الحماية المرتقبة من الطبقة الشغيلة؟ أم أعطت صالحية للمؤاجر في فصل األجير أم هناك‬
‫ذه‬ ‫تقييد في حرية الفصل وما ينتج عنه من تعويض وهل لمفتشي الشغل دور فعال في ه‬
‫الحماية؟‬
‫هل هناك اجتهادات قض ائية فيما يتعلق بإنه اء عقد الش غل خاصة بعد‬ ‫‪‬‬
‫صدور قانون رقم ‪99/59‬؟‬
‫ثالثا‪ :‬خطة البحث‪.‬‬
‫دة‪،‬‬ ‫إذا كان األصل العام أن عقد الشغل سواء أكان محدد المدة أو غير محدد الم‬
‫ينتهي بطرق جد مختلفة‪ ،‬فيبقى أن إنهاء عقد الشغل باإلرادة المنف ردة للمش غل وال ذي‬
‫اج‬ ‫يطرح من حيث الواقع العملي مشاكل كثيرة ومتنوعة أمام القضاء بالخصوص‪ ،‬تحت‬
‫إلى الدراسة والتحليل‪.‬‬
‫فاألغلبية الساحقة من الدعاوى االجتماعية ترفع من األجير ضد المشغل‪ .‬ونسبة‬
‫ويض عن التعسف‬ ‫جد هامة من هذه الدعاوى تتصل باإلنهاء‪ ،‬أي الفصل‪ ،‬وخاصة التع‬
‫فيه‪.‬‬
‫على أننا سوف لن نهمل إرادة األجير كدور فاعل في اإلنه اء‪ ،‬وبالخص وص‬
‫عندما يطرح هذا اإلنهاء بدوره مشاكل قانونية تشغل بال المح اكم‪ ،‬ومن ذلك ما يتعل ق‪،‬‬

‫‪6‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫بتقديم االستقالة من طرف األجير أو بادعاء المشغل مغادرة هذا األخير للمقاولة‪ ،‬أو بإبرام‬
‫عقد صلح بينه وبين مشغله بشأن بعض النزاع ات المترتبة عن إنه اء عالقة الش غل‪،‬‬
‫وخاصة ما يتصل باإلثبات‪.‬‬
‫وسنقسم هذه الدراسة إلى فصلين‪ ،‬نخصص األول إلنه اء عقد الش غل والعمل‬
‫القضائي‪ ،‬ونخصص الثاني آلثار إنهاء عقد الشغل على ضوء االجتهاد القضائي‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الفصل األول‪ :‬إنهاء عقد الشغل والعمل القضائي‪:‬‬
‫قد تحدث أسباب تؤدي إلى انتهاء عقد الش غل ونظريا يمكن أن ت أتي مب ادرة‬
‫االنتهاء من طرف المؤاجر أو من طرف األجير إال أنها في الغ الب ت أتي من ط رف‬
‫المؤاجر لذلك كان من جملة المطالب التي كافح من أجلها األجراء وضع قيد على إمكانية‬
‫إنهاء المؤاجر للعقد ولذات السبب نرى أن التشريع بشأن هذه المسألة يتجه في الغالب نحو‬
‫هذه الغاية للحيلولة دون بقاء األجير عاطال إذ أنه أس هل على رب العمل أن يجد أج يرا‬
‫جديدا منه على األجير أن يجد عمال جديدا‪ ،‬وإذا كان عقد الش غل من العق ود الزمنية أو‬
‫المتتابعة فإنه يحرم إبرام عقد شغل لمدى الحياة أو ما يماثلها والقواعد العامة في القانون‬
‫المدني تمنع االلتزامات الدائمة أو االرتباط األبدي بالمقاولة وبناء على ذلك يمكن لألجير‬
‫التابع إنهاء العالقة الشغلية في أية لحظة ونفس الشيء بالنس بة للمش غل يمكنه مع بعض‬
‫القيود التخلص من األجير(‪.)1‬‬
‫وإذا كان عقد الشغل المحدد المدة ينتهي سريانه بإنتهاء مدته فإن عقد الشغل غير‬
‫المحدد المدة يمكن إنهاؤه بمبادرة من أحد الطرفين المتعاقدين‪ .‬فاألجير يتخذ وسيلة له ذا‬
‫اإلنهاء تتمثل في االستقالة لضرورات شخص ية‪ ،‬في حين يلجأ المش غل لفصل األج ير‬
‫لضرورات التسيير ويضاف إلى هاذين اإلجراءين طرق أخرى ت ؤدي إلى إنه اء عقد‬
‫الشغل تتخذ شكال بسيطا كتغيير ساعات العمل أو شكال معقدا كالمرض الطويل الناتج عنه‬
‫اإلعاقة لتولي المنصب أو بلوغ األجير السن القصوى لالش تغال وإحالته على التقاعد إال‬
‫أنه من ناحية أخرى قد يلجأ المؤاجر لفصل األجير إما بناء على س لوكه أو ارتكابه لخطأ‬
‫جسيم أو ألسباب اقتصادية فيكون الفصل مشروعا كما قد يكون الفصل تعسفيا‪.‬‬
‫وإذا كان تأمين االستقرار التام في الشغل مستحيال فإن المش رع مع ذلك قد اتخذ‬
‫مجموعة من التدابير لحماية الطبقة العاملة إذ نظم شروط إنهاء عقد الش غل من ط رف‬
‫المؤاجر وهو اإلعفاء وآثار هذا اإلعفاء ال سيما متى كان تعس فيا وذلك بمنحه لألج ير‬

‫‪ - 1‬موسى عبود‪" :‬دروس في القانون اإلجتماعي "‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت ‪ 1994‬ص ‪187‬‬

‫‪8‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫بعض التعويضات(‪ )1‬وعليه سيتم التط رق في ه ذا الفصل للفصل التعس في وطبيعته‬
‫القانونية والواقعية مع إبراز موقف القض اء في المبحث األول على أن يخصص المبحث‬
‫الثاني ألسباب الفصل من خالل العمل القضائي(‪.)2‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الفصل التعسفي وطبيعته القانونية والواقعية‪:‬‬


‫يعتبر الفصل من أخطر العقوبات التي يتعرض لها األجير ألن هذه العقوبة تهدد‬
‫ير من أداء عمله‬ ‫استقرار الشغل بالنسبة لألجير وتتجلى خطورتها في كونها تحرم األج‬
‫وبالتالي استيفاء أجره‪.‬‬
‫ولتحديد مفهوم الطرد يتم بالنظر إليه من زاويتين مختلفتين لكونه يحمل في طياته‬
‫رد واقعة مادية تحيط بها‬ ‫مدلولين مختلفين فالمدلول األول مدلوال واقعيا حيث يعتبر الط‬
‫دلوال‬ ‫ظروف ومالبسات لها بعدين زماني ومكاني والمدلول الثاني يتجلى في اعتباره م‬
‫قانونيا لكونه يعتبر تصرفا قانونيا‪.‬‬
‫وانطالقا من ه ذا التص ور وذلك من خالل وصف الط رد كواقعة مادية أو ما‬
‫عبرنا عنه بالطبيعة الواقعية للط رد ووضع ه ذه الواقعة في إطارها الق انوني أو ما تم‬
‫التعبير عنه بالطبيعة القانونية وعليه س يتم دراسة الطبيعة القانونية للفصل التعس في في‬
‫المطلب األول على أن يتم االنتقال لدراسة الطبيعة لواقعية في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الطبيعة القانونية للفصل التعسفي‪:‬‬


‫بمجرد صدور الطرد من طرف المشغل فإنه يعتبر من الناحية القانونية الصرفة‬
‫فسخا للعقد الذي يربط بين كل من المشغل واألجير وبما أنه يصدر عن شخص واحد فإنه‬
‫ردة‬ ‫يشكل تصرفا قانونيا من جانب واحد هذا التصرف يعبر عنه بتصرف اإلرادة المنف‬
‫لكونه يصدر عن المشغل بدون تدخل من أي طرف ما لم يفوض تنفيذ الفعل المادي للطرد‬
‫للغير(‪.)3‬‬
‫‪ - 1‬شنضيض المصطفى‪" :‬عقد الشغل الفردي في ضوء مدونة الشغل الجديدة القانون رقم ‪ 65-99‬والنصوص التنظيمية الصادرة بشأنه"‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء ‪ 2004‬ص ‪.120‬‬
‫‪ - - 2‬فريدة المحمودي‪ " :‬اشكاليات ممارسة الحق في الشغل على ضوء قانون الشغل المغربي" أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪ 2001-2000‬ص‪.198‬‬

‫‪ - 3‬محمد سعد جرندي‪" :‬الطرد التعسفي لألجير في ظل مدونة الشغل والقضاء المغربي" الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط ‪ ، 2007‬ص‬
‫‪ 96‬و ‪.109‬‬

‫‪9‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫أيضا نظرا لكونه ذا طابع انفرادي فهو يصبح نافذ المفعول مباشرة وبأثر فوري‬
‫تي‬ ‫وال يتطلب موافقة األجير عليه‪ ،‬حيث يشكل تاريخ توقيعه نقطة النهاية في العالقة ال‬
‫تربط بينه وبين مشغله ولكي يكون هذا التصرف الصادر عن المشغل ص حيحا يجب أن‬
‫يكون خاليا من عيوب الرضى خاصة الضغط واإلكراه وه ذا التص رف الص ادر عن‬
‫المشغل ينهي العالقة بينه وبين األجير وبالتالي فهو يضع حد لكل االلتزامات المتقابلة وإذا‬
‫استمر األجير بعد إنهاء العالقة الشغلية بالقيام بأي عمل فإنه ال يرتب أية مس ؤولية على‬
‫عاتق المشغل ألن هذا األخير قد قام بإنهاء هذه العالقة وبالتالي إعالن عن عدم رغبته في‬
‫استمرار العمل الذي يمارسه األجير(‪.)1‬‬
‫إذن فما هو مفهوم الفصل التعسفي ونظرية التعسف في اس تعمال الحق وموقف‬
‫القض اء؟‪ (.‬الفق رة األولى )‪ .‬وما هي أهم وس ائل الفصل التعس في وحاالته وموقف‬
‫القضاء؟‪ ( .‬الفقرة الثانية )‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفه‪0‬وم الفص‪0‬ل التعس‪0‬في ونظري‪0‬ة التعس‪0‬ف في اس‪0‬تعمال‬


‫الحق وموقف القضاء‪:‬‬
‫يجب أن يستعمل حق الفصل استعماال مشروعا وإال تحمل المتسبب فيه مسؤولية‬
‫النت ائج المترتبة عن الفعل الض ار‪ ،‬والمش رع عند تتميمه للفصل ‪ 754‬من ق انون‬
‫االلتزامات والعقود بظه ير ‪ 26‬ش تنبر ‪ 1938‬بإدخاله مب دأ التعسف في الفسخ فإنه لم‬
‫يعطي لمدلول التعسف معنى جديد بل حافظ على نفس المعنى المطبق في النظرية العامة‬
‫للتعسف في استعمال الحق ولكن بعد صدور نصوص الحقة بعضها يحدد أمثلة عن الخطأ‬
‫تى ولو لم‬ ‫الجسيم واألخطاء التي تعتبر من قبيل األخطاء الخفيفة جعل الفصل تعسفيا ح‬
‫تكن هناك نية لإلضرار بالطرف اآلخر وقد تجاوز الفقه والقضاء المفهوم المدني المعطى‬
‫للتعسف في استعمال الحق المشار إليه في المادة ‪ 34‬من قانون االلتزامات والعقود وذلك‬
‫بإلزام المتخذ لبادرة الفصل بالتعويض عن الفصل(‪.)2‬‬

‫‪ - 1‬محمد سعد جرندي‪ :‬مرجع سابق ص ‪.187‬‬


‫‪ - 2‬محمد سعيد بناني‪" :‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل عالقات الشغل الفردية "‪،‬الجزء الثاني‪ ،‬المجلد الثاني ‪ ،‬مطبعة النجاح‬
‫الجديدة ‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬طبعة يناير ‪2007‬ص ‪.1126‬‬

‫‪10‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الشيء الذي أدى إلى القول بأن الحق نفسه قابال للتعسف ونظرا لكون األجير هو‬
‫الطرف الضعيف في العالقة الشغلية وأن الضرر الذي يلحقه في حالة فصله أكثر بكث ير‬
‫من الضرر الذي يلحق المقاولة عند استقالته وألن أغلبية العقود تنهى من طرف المش غل‬
‫فقد تم استبعاد المفهوم الم دني المعطى للتعسف في حين أنه وسع من مفهومه الش غلي‬
‫ليصح الفصل تعسفيا حتى ولو لم يكن لدى المشغل قصد اإلضرار باألجير وبالتالي ف إن‬
‫بر‬ ‫التوسع في مفهوم التعسف يبقى محصورا في نطاق اإلنهاء من طرف المشغل والمع‬
‫عنه بالفصل في حين أن األجير له الحرية في إنهاء العقد دون قيد فقط إلزامه باحترام أجل‬
‫اإلخطار وبالمقابل تقييد حرية المشغل في وضع حد للعالقة الشغلية دون مبرر مشروع‪.‬‬
‫إذن فما هو مفهوم الفصل التعسفي ونظرية التعسف في اس تعمال الحق وموقف‬
‫القضاء في كال المفهومين؟‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم الفصل التعسفي وموقف القضاء‪:‬‬


‫يعتبر وجود سلطة اإلدارة لرئيس المقاولة غير متعارضة مع الحقوق األساس ية‬
‫للعامل إال أنه يتعين استعمال هذه السلطة بموضوعية ويتعين على القاضي أن يتأكد ب أن‬
‫أي مس للحقوق األساسية هو مبرر بشكل(‪ )1‬قوي لكن قد يتعرض األجير لعقوبة الفصل‬
‫من العمل والذي هو إنهاء للعالقة الشغلية التي تربطه بالمشغل بدون إخطار وال تعويض‬
‫عن الفصل أو الضرر من طرف المشغل وهذه العقوبة هي أشد عقوبة توقع على األج ير‬
‫ألنه بمجرد انقطاع هذه العالقة ينقطع معها رزق األجير وبالتالي اض طراره إلى البحث‬
‫من جديد عن عمل مالئم ويمكن أن تختلط هذه العقوبة بإجراء تعاقدي والمتمثل في إنهاء‬
‫عقد الشغل من جانب المشغل وقد يلجأ لمعاقبة األجير بعقوبة الفصل لكي يتحلل من كون‬
‫الفصل تعسفيا ألجل التخلص من التزاماته العقدية والقانونية كالتقيد بمدة العقد في العق ود‬
‫المحددة المدة(‪.)2‬‬

‫‪ - 1‬فريدة المحمودي‪ " :‬إشكاليات ممارسة الحق في الشغل على ضوء قانون الشغل المغربي" مرجع سابق ص ‪.199‬‬
‫‪ - 2‬بشرى العلوي‪" :‬الفصل التعسفي لألجير على ضوء العمل القضائي دراسة ميدانية ودليل للعمل القضائي معزز بأحدث اإلجتهادات‬
‫القضائية" ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء ‪ 2007‬ص ‪.26‬‬

‫‪11‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ويمكن تعريف الفصل بأنه أحد أسباب إنهاء عقد الش غل ويعد من بين الوس ائل‬
‫اء وذلك بعد اإلطالع على أهم‬ ‫القاتلة لتهديد استقرار عالقة الشغل ويتجسد موقف القض‬
‫القرارات الصادرة في مجال الشغل وعلى الكتب الفقهية التي ع الجت ه ذا الموض وع‬
‫اء أو‬ ‫نجدها تستعمل عبارة فسخ عقد الشغل في أغلب األحيان وتستعمل الفصل أو اإلعف‬
‫الطرد في أحيان أخرى وكلمة طرد هي التعبير األكثر شيوعا في أوساط األجراء وتعبير‬
‫عن انقضاء العالقة الشغلية بين الط رفين ويظهر ذلك بوض وح على المس توى العملي‬
‫ادرة في‬ ‫والمتمثل في مقاالت األجراء والمذكرات الجوابية والتعقيبية وكذا األحكام الص‬
‫مجال الفصل إال أن مدونة الشغل الجديدة والصادرة في ‪ 11‬شتنبر ‪ 2003‬وال تي دخلت‬
‫حيز التنفيذ في ‪ 2004 /06 /08‬قد حسمت في كل هذه التسميات واستعملت الفصل بدال‬
‫من اإلعفاء والمتمثل في فصل األجير من عمله من طرف المشغل سواء كان فصال فرديا‬
‫أو جماعيا وسواء كان قانونيا أو تعسفيا(‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬مفهوم‪ 0‬نظري‪0‬ة التعس‪0‬ف في اس‪0‬تعمال الح‪0‬ق وموق‪0‬ف‬


‫القضاء‪.‬‬
‫يعتبر التعسف هو الوصف الذي قد يطلق على الطرد الذي يتعرض له األجير من‬
‫قبل المشغل والذي يترتب عنه لألجير مجموعة من الحقوق وال ذي يمكن اعتب اره الحد‬
‫الفاصل بين حدين‪:‬‬
‫حد الطرد المبرر قانونا وحد الطرد الغير مبرر قانونا ولذلك فهو بمثابة المنطقة‬
‫الحمراء التي يترتب على تجاوزها أن يعطى للطرد وصف التعسف(‪.)2‬‬
‫غل فهو‬ ‫كما أن التعسف هو تجاوز لحدود حق فسخ عقد الشغل الذي يملكه المش‬
‫إذن غلو أو شطط أو انحراف أو خ روج عن اإلط ار المح دد له في اس تعمال ه ذا‬
‫الح ق‪.‬ونظرية التعسف في اس تعمال الحق هي نظرية قانونية قديمة عرفها الق انون‬
‫الروماني وكذا الفقه اإلسالمي الذي أحاطها بهالة كبيرة من القدسية إال أنها ع رفت نوعا‬

‫‪ - 1‬بشرى العلوي‪ :‬نفس المرجع ص ‪.28‬‬


‫‪ - - 2‬محمد سعد جرندي‪ :‬مرجع سابق ص ‪.187‬‬

‫‪12‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫من الفتور سواء على المستوى الفقهي أو التشريعي(‪ )1‬أو في المج ال القض ائي نتيجة‬
‫لطغيان مبدأ الحرية الفردية بعد الثورة الفرنسية والذي تمخض عنه تقديس لمبدأ س لطان‬
‫لبية على المعطى‬ ‫اإلرادة في المجال القانوني بالخصوص وهو ما تمخضت عنه آثار س‬
‫االجتماعي وقد نص الفصل ‪ 94‬من قانون االلتزامات والعق ود أنه ال محل للمس ؤولية‬
‫المدنية إذا فعل الشخص بغير قصد اإلضرار ما كان له الحق في فعله(‪.)2‬‬
‫غير أنه إذا كان من شأن مباشرة هذا الحق أن تؤدي إلى إلح اق ض رر ف ادح‬
‫احب الحق‬ ‫بالغير وكان من الممكن تجنب هذا الضرر أو إزالته من غير أذى جسيم لص‬
‫فإن المسؤولية المدنية تقوم إذا لم يجب الشخص ما كان يل زم منعه أو إليقاف ه‪.‬ويتجسد‬
‫موقف القضاء من نظرية التعسف في اس تعمال الحق بأنه إذا ك انت فك رة التعسف في‬
‫استعمال الحق تستلزم من الناحية المدنية الصرفة ت وفر ش رطين طبقا للفصل ‪ 94‬من‬
‫قانون االلتزامات والعقود وهما‪:‬‬
‫أن يتسبب صاحب الحق في الحياة ضرر فادح بالغير ثم الشرط الثاني هو إمكانية‬
‫إزالة الضرر دون المساس بمصلحة صاحب الحق‪ ،‬فإنها في اإلطار االجتماعي تتحقق في‬
‫حالتين أن يستند رب العمل على مبرر حقيقي وج دي‪ ،‬وهو ما س ارت عليه ق رارات‬
‫المجلس األعلى وبصفة متواترة ومنها قرار عدد ‪ )3(135/2005‬موضوعه أن األج يرة‬
‫ارتكبت خطأ جسيما تمثل في عدم أخذ االحتياطات لحفظ المعلومات ال تي مس حت من‬
‫ذاكرة الحاسوب األمر الذي سب ضررا بالغا للطالبة فاعتبرت ذلك المشغلة خطأ جس يما‬
‫يستوجب الطرد وبالتالي فهي ال تستحق أي تعويض‪.‬‬
‫ثم صدر الحكم االبتدائي الذي قضى لها بتعويضات‪ ،‬وأيد استئنافيا وطعن بالنقض‬
‫من طرف المشغلة فعاب الطاعن على القرار المطعون فيه‪ ،‬خ رق الق انون والنقص في‬
‫التعليل المنزل منزلة االنعدام وعدم ارتك ازه على أس اس وتحريف الوث ائق وتحريف‬

‫‪ - - 1‬محمد الكشبور‪" :‬إنهاء عقد الشغل مع تحليل مفصل ألحكام الفصل التعسفي لألجير دراسة تشريعية وقضائية" الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة‬
‫النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة ‪ 2008‬ص ‪72‬‬
‫‪ - 2‬الفصل ‪ 94‬من قانون االلتزامات والعقود‬
‫‪ - 3‬قرار عدد ‪ 135‬المؤرخ في ‪ 02/2006 /15‬في الملف االجتماعي ‪ 1165/5/1/2005‬المنشور في " أهم القرارات الصادر عن المجلس‬
‫األعلى في المادة االجتماعية" الجزء األول‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط ‪.2007‬ص ‪ 143‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫تصريحات األطراف باعتبار أن المحكمة ورغم أن الطالب أدلى بتقرير خبرة يثبت الخطأ‬
‫الجسيم المتمثل في عدم حفظ معلومات الحاسوب كما أنه دفع ب أن ه ذا الخطأ ال يمكن‬
‫زاء على ذلك على‬ ‫صدوره من متخصصة في استعمال الحاسوب‪ ،‬إال أنها لم ترتب الج‬
‫أساس انعدام الخطأ البشري كما أن الحكم االبتدائي حرف تصريح الط اعن بخص وص‬
‫حفظ معلومات الحاسوب في سجل خاص واستنتج عن خطأ انعدام الضرر‪.‬‬
‫لكن حيث إن الخبرة المنجزة من طرف المشغلة وإن أكدت أن الحاسوب تعرض‬
‫لبعض األعمال التي أدت إلى ضياع المعلومات منه فإنها لم تثبت أنه كان بفعل األج يرة‪،‬‬
‫غل‬ ‫مما يجعل الخطأ المنسوب إليها غير ثابت وتستحق معه التعويض عن فسخ عقد الش‬
‫بصفة تعسفية وهو ما انتهى إليه القرار ويبقى التعليل المنتقد المتعلق بكون المشغل يحتفظ‬
‫بالمعلومات في سجل خاص والضرر منتفيا على فرض إفساد الحاس وب بفعل بش ري‬
‫يعتبر تعليال زائدا يستقيم القرار بدونه مما كان معه معلال والوسيلة على غير أساس‪.‬‬
‫ومن هذا القرار يمكن القول أن المؤاجرة قد أقدمت على طرد األجيرة لس بب قد‬
‫قدرته المحكمة واعتبرت أنه خطأ غير جدي لك ون الخطأ لم يثبت أن المتس بب فيه هو‬
‫األجيرة وأنه في حالة ارتكابهما للخطأ فإنه لم يتسبب في ضرر للمؤاجرة لكونها محتفظة‬
‫بتلك المعلومات في سجل خاص لديها وبالتالي فليس هناك سبب جدي للفصل‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أهم وسائل الفصل التعسفي وحاالته وموقف القضاء‪.‬‬
‫اإلعفاء متى كان غير مشروع وصف بكونه تعس فيا ومن هنا ج اءت عب ارة‬
‫در‬ ‫"اإلعفاء التعسفي" أو الطرد التعسفي أو الفسخ التعسفي" وقد سبقت اإلشارة إلى مص‬
‫غل انطالقا من‬ ‫هذا الوصف وهو إدخال مبدأ التعسف في استعمال الحق في عالقات الش‬
‫كون الفصل ‪ 754‬من قانون االلتزامات والعقود يعترف للم ؤاجر ب الحق في فسخ عقد‬
‫الشغل غير محدد المدة(‪.)1‬‬
‫وإقرار المشرع للمشغل بالحق في فصل األجير فعليه اس تعمال ه ذا الحق في‬
‫رض‬ ‫حدود المشروعية وإال اعتبر هذا الفصل فصال تعسفيا‪ ،‬وبذلك عمل المشرع إلى ف‬

‫‪ -‬موسى عبود‪ :‬مرجع سابق ص ‪201‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪14‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫قيود على هذا الفصل للحد من اآلثار المترتبة على استعماله والتي هي ع دم التعسف في‬
‫استعمال هذا الحق وإنهاء العقد باإلرادة المنفردة هو سلطة قررها المشرع ألي من طرفي‬
‫العقد غير محدد المدة إلنهاء هذا العقد دون توقف على موافقة أو قبول الطرف األخر لذلك‬
‫فلو سمح بأن يعطي اإلنهاء باإلرادة المنفردة مفعوله القانوني ألدى إلى اإلضرار بالطرف‬
‫اآلخر وهو ما دفع المشرع أن يجعل قيودا وشكليات لحماية المتضرر من هذا الفسخ وهنا‬
‫يتعين طرح السؤال‪.‬‬
‫ما هي أهم وسائل الفصل التعسفي وموقف القضاء؟‪.‬‬
‫وما هي حاالت الفصل التعسفي وموقف القضاء؟‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أهم وسائل الفصل التعسفي وموقف القضاء‪:‬‬


‫المقصود بوسائل الطرد الشخص الذي قام فعال بتوقيع عقوبة الطرد على األجير‬
‫أو تولى تنفيذ الفعل المادي المؤدي إلى هذه النتيجة أو أداة التبليغ التي استعملت في إخبار‬
‫األجير بقرار الطرد‪ ،‬ذلك أنه ال يشترط بالضرورة أن يمارس الطرد بصورة أص يلة من‬
‫ان شخصا طبيعيا يمكن‬ ‫قبل المشغل‪ ،‬فباإلضافة إلى الطرد الذي قد يوقعه شخصيا إذا ك‬
‫لهذا األخير أن يفوض لمن ينوب عنه بالقيام بذلك‪ ،‬المهم أن يكون الق رار نابعا من إرادة‬
‫المشغل بصورة مباشرة أو غير مباشرة وأن تتم ترجمة هذه اإلرادة إذا كانت غير مباشرة‬
‫إلى أرض الواقع من قبل شخص آخر يعهد إليه بذلك وقد تكون وسيلة الطرد كتابية حيث‬
‫يعمد المشغل إلى تبليغ رسالة الطرد إلى األجير عن طريق البريد المضمون مع اإلشعار‬
‫بالتوصل أو يقوم بتوجيهها في إطار مسطرة "األوامر بناء على طلب" التي يبث بها رئيس‬
‫المحكمة االبتدائية طبقا للفصل ‪ 148‬من قانون المسطرة المدنية فيطلق إذن على رس الة‬
‫الطرد التي يتم تبليغها بإحدى هاتين الطريقتين أيضا وسيلة الطرد(‪.)1‬‬
‫وأما مدونة الشغل فقد استعملت في أغلب الحاالت تعب ير "الفص ل" أو" الفصل‬
‫(‪ )2‬من مدونة الشغل اللتين تنظمان مس طرة‬ ‫دون مبرر" فباستقراء المادتين ‪ 62‬و‪63‬‬
‫مونة‬ ‫فصل األجير للخطأ الجسيم فإن مقرر الفصل يتم اإلعالن عنه بواسطة رسالة مض‬
‫‪ - 1‬محمد سعد جرندي‪ :‬مرجع سابق ص ‪ 106‬و ‪.107‬‬
‫‪ - 2‬المادة ‪ 62‬و ‪ 63‬من مدونة الشغل‬

‫‪15‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫إن‬ ‫مع اإلشعار بالتوصل وفي حالة عدم احترام المشغل لمسطرة الفصل للخطأ الجسيم ف‬
‫الفصل يعتر تعسفيا وبالتالي استحقاق األجير للتعويض استنادا إلى عدم احترام مقتضيات‬
‫المادة ‪ 62‬من مدونة الشغل والمنصوص فيها على المسطرة ال واجب إتباعها قبل الفصل‬
‫رر الفصل‬ ‫وعندما يتخذ المشغل القرار بفصل األجير عن العمل فال يمكن أن يبلغ له مق‬
‫ولا عن‬ ‫بصفة شفاهية أو بواسطة أحد عماله كأن يكلف الحارس بأخبار األجير أنه مفص‬
‫العمل فهذا النوع غير جائز بمدونة الشغل وفي القانون السابق كذلك في الفصل الس ادس‬
‫من قرار ‪ )1(1948 /10 /23‬وهذا ما سار عليه المجلس األعلى في عدة قرارات نذكر‬
‫منها قرار عدد ‪ )2(2006 /938‬قائال " لكن حيث إن الثابت من وثائق الملف أن ط رد‬
‫األجير من العمل كان بتاريخ ‪ 2004 /05/12‬وبالتالي فإنه طبقا للمادة ‪ 62‬من مدونة‬
‫الشغل التي دخلت إلى حيز التنفيذ وابتدأ العمل بها منذ ‪ 2004 /08/06‬فإنه يجب قبل‬
‫فصل األجير أن تتاح له فرصة الدفاع عن نفسه باالستماع إليه من طرف المش غل أو من‬
‫اره وذلك داخل أجل ال‬ ‫ينوب عنه بحضور مندوب األجراء أو الممثل القانوني الذي يخت‬
‫يتعدى ثمانية أيام ابتداءا من التاريخ الذي ثبت فيه ارتكاب الفعل المنس وب إليه ويح رر‬
‫محضر في الموض وع من قبل إدارة المقاولة يوقعه الطرف ان وتس لم نس خة منه إلى‬
‫األجير‪"..‬وأنه طبقا للمادة ‪ 63‬من نفس المدونة فإنه يسلم مقرر الفصل إلى األجير المعني‬
‫باألمر بيدا يد مقابل وصل أو بواسطة رسالة مضمونة مع اإلش عار بالتوصل داخل أجل‬
‫ثمانين وأربعين ساعة من تاريخ اتخاذ المقرر المذكور‪"...‬‬
‫إال أنه بالرجوع إلى الوث ائق المض منة ب الملف فإنه ال دليل على س لوك تلك‬
‫اإلجراءات الشكلية المنص وص عليها طبقا للم ادتين أعاله وال دليل على ما يفيد توصل‬
‫األجير بمقرر للفصل طبقا لمقتضيات الم ادة ‪ 63‬من المدونة مما يجعل الط رد ال ذي‬
‫تعرض له األجير طردا غير مبرر‪.‬‬

‫‪ - 1‬بشرى العلوي‪ :‬مرجع سابق ص ‪.45-44‬‬


‫‪ - 2‬قرار عدد ‪ ،938‬المؤرخ في ‪ 11/2006/ 15‬الملف االجتماعي عدد ‪ ،968/5/1/2006‬المنشور في أهم القرارات الصادرة عن المجلس‬
‫األعلى في المادة االجتماعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 192‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫إذن فالمجلس األعلى اعتبر عدم احترام الجانب الشكلي كافي العتب ار الط رد‬
‫تعسفيا طبعا إذا تمسك األجير بعدم توصله برسالة الفصل وأيضا عدم اح ترام مس طرة‬
‫الفصل فالمحكمة لم تكن بحاجة لمناقشة مبرر الطرد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حاالت الفصل التعسفي وموقف القضاء‪.‬‬


‫هناك حاالت متعددة قد تطرق إليها المشرع وكذا االجتهاد القض ائي فح االت‬
‫الطرد التعسفي في االجتهاد القضائي المغربي رصدها من خالل الملفات ال تي تع رض‬
‫على المحاكم والتي ترتبط بفسخ عقد الشغل من قبل المشغل وك ذا تحديد موقف القض اء‬
‫منها ذلك أن المحاكم تعج بكم هائل من الملفات التي يحتل موضوع الطرد التعسفي ح يزا‬
‫هاما منها‪ ،‬وفضال عن تعدد هذه الملفات‪ ،‬فإنها تتنوع تبعا لتنوع أسباب فسخ عقد الش غل‬
‫أو الطرد ونظرا لتعدد وتنوع هذه الحاالت فإنه من الض روري تقس يمها حسب طبيعتها‬
‫وحسب السبب الذي اعتمد كمبرر للطرد مع تحديد اإلطار الذي صنف فيه ه ذا الط رد‪،‬‬
‫ومن خالل السبب الناتج عنه الطرد‪ ،‬يمكن التمييز ين الطرد الن اتج عن س بب ش كلي‬
‫والطرد الناتج عن سبب موضوعي(‪.)1‬‬
‫إذن فما هو الطرد الناتج عن سبب شكلي والطرد الناتج عن سبب موضوعي؟‪.‬‬
‫‪ -1‬الطرد الناتج عن سبب شكلي يتجلى في قيام المشغل بطرد األج ير لس بب‬
‫معين أو بدون مبرر إال أنه قد ال يحترم مجموعة من اإلج راءات الش كلية ال تي يلزمه‬
‫القانون بإتباعها فيرتب عليها القضاء أحيانا ج زاءا يتمثل في اعتب ار الط رد تعس فيا‬
‫ولمعالجة هذا النوع من الطرد سنقسمه إلى شكليات اإلعفاء ألسباب اقتصادية ثم شكليات‬
‫الطرد في النظام النموذجي ففي ما يتعلق بشكليات اإلعفاء ألسباب اقتصادية فإن مرس وم‬
‫اء‬ ‫‪ 14‬غشت ‪ 1967‬المتعلق باإلبقاء على نشاط المؤسسات الصناعية والتجارية وبإعف‬
‫مستخدميها كان يحدد مجموعة من اإلجراءات ال تي يتعين إتباعها قبل اإلغالق الكلي أو‬
‫الجزئي ألسباب اقتصادية من أهمها حص ول المش غل على موافقة من عامل العمالة أو‬
‫اإلقليم على هذا اإلجراء وهو نفس المنحى الذي سلكته مدونة الش غل رغم توس عها في‬
‫‪ - 1‬محمد سعد جرندي‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪ 284‬و ‪ 285‬و ‪.288‬‬

‫‪17‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫مفهوم اإلعفاء حيث عبرت عنه " الفصل ألسباب تكنولوجية واقتصادية وهيكلية وإغالق‬
‫المقاوالت وقد اشترطت حصول المشغل على إذن كت ابي من قبل عامل العمالة أو اإلقليم‬
‫وبالتالي فإن الق رارات الص ادرة عن المجلس األعلى رتبت على اإلغالق أو اإلعف اء‬
‫للعمال دون سلوك المسطرة اعتبار الطرد تعس فيا وقد ج اء في الق رار ع دد ‪/785‬‬
‫‪ )1("2006‬لكن حيث إن الطاعنة إن كانت قد وقعت في أزمة اقتصادية فكان عليها سلوك‬
‫مقتضيات المرسوم الملكي الم ؤرخ في ‪ 1967 /08 /14‬قبل إق دامها على الفصل‬
‫والمشرع لم يعمل على نسخ المرسوم الم ذكور حين تقنينه الص عوبات ال تي تجتازها‬
‫المقاولة ووضعه مدونة خاصة بصعوبة المقاولة وعلى هذا األس اس ف إن المحكمة من‬
‫خالل إطالعها على مذكرة المستنتجات بعد البحث المؤرخة في ‪ 2005 /10 /11‬التي‬
‫سبق للطاعنة أن أدلت بها أنها فصلت األجير بناء على االتف اق الم ذكور بمحض ري‬
‫االجتماع المؤرخين بالنسبة لألول ‪ 2003 11 /11‬والثاني بتاريخ ‪2003 /11 /14‬‬
‫من أجل فض النزاع دون احترامها للمسطرة الخاصة بالتخفيض الج زئي للعم ال طبقا‬
‫للمرسوم الملكي المؤرخ ‪ 1967 /8 /14‬الذي حدد شكليات اإلعفاء فالقرار لما خلص‬
‫ائل مجتمعة‬ ‫إلى هذا جاء معلال تعليال كافيا وأجاب عن جميع الدفوع مما تبقى معه الوس‬
‫غير جديرة باالعتبار‪.‬‬
‫أما بالنسبة لشكليات الطرد في النظام النموذجي والمنصوص عليها في الفصل ‪6‬‬
‫من قرار ‪ 23‬أكتوبر ‪ 1948‬وإذا كانت مدونة الشغل قد استحدثت مسطرة جديدة ع برت‬
‫واد ‪ 61‬إلى ‪ 65‬فإنه ما دام تنفيذ‬ ‫عنها بـ "الفصل التأديبي" وتم التنصيص عليها في الم‬
‫هذه المسطرة يفترض عدم امتناع أحد الط رفين من المس اهمة فيها كما تش ير إلى ذلك‬
‫الفقرة األخيرة من المادة ‪ 62‬مما يعني أنها على ما يظهر غير إلزامية فإن النقاش سيبقى‬
‫دائرا حول مدى التقيد بالمسطرة أم ال وما يترتب على ذلك من جزاء إن كان هناك جزاء‬
‫بالفعل(‪.)2‬‬

‫‪ - 1‬قرار عدد ‪ ،785/2006‬ملف اجتماعي عدد ‪ ،460/5/1/2006‬المنشور في أهم القرارات الصادرة عن المجلس األعلى في المادة‬
‫االجتماعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 184‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 2‬محمدسعد جرندي‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪ 293‬و ‪.304‬‬

‫‪18‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫وبالتالي ألغي العمل بمقتضيات الفصل السادس من النظام النموذجي‪.‬‬
‫‪ -2‬الطرد الناتج عن سبب موضوعي‪ :‬يتجلى في الخطأ المرتكب من طرف‬
‫األجير الذي ال يرقى إلى درجة الخطأ الجسيم المبرر للطرد أو إذا كان الط رد ناتجا عن‬
‫امتناع األجير من تعديل بنود العقد أو إذا كان مرتبطا بتغيير المركز القانوني للمش غل أو‬
‫بتقديم األجير الستقالته‪.‬‬
‫وبخصوص مدونة الشغل الجديدة فقد تطرقت لح االت التعسف في الم ادة ‪36‬‬
‫ونصت أنه‪ :‬ال يعد من بين المبررات المقبولة التخاذ العقوبة التأديبية أو الفصل المبررات‬
‫التالية(‪:)1‬‬
‫‪ -1‬االنتماء النقابي أو ممارسة مهمة الممثل النقابي‪.‬‬
‫‪ -2‬المساهمة في أنشطة نقابية خارج أوقات العمل أو أثن اء األوق ات برضى‬
‫المشغل أو عمال بمقتضيات اتفاقية الشغل الجماعية أو النظام الداخلي‪.‬‬
‫‪ -3‬طلب الترشيح لممارسة مهمة مندوب األج راء أو ممارسة ه ذه المهمة أو‬
‫ممارستها سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬تقديم شكوى ضد المشغل أو المشاركة في دعاوي ضده في نط اق تط بيق‬
‫مقتضيات هذا القانون‪.‬‬
‫‪ -5‬الع رق أو الل ون أو الجنس أو الحالة الزوجية أو المس ؤوليات العائلية أو‬
‫العقيدة أو الرأي السياسي أو األصل الوطني أو األصل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -6‬اإلعاقة إذا لم يكن من شأنها أن تحول دون أداء األجير المعاق لشغل يناسبه‬
‫داخل المقاولة‪.‬‬
‫فباستقراء هذه المادة الجديدة للمدونة نجد أن التعدد الوارد بها يمكن اعتباره على‬
‫االت‬ ‫سبيل الحصر‪ ،‬وإذا اعتبر كذلك فقد يغلق باب االجتهاد القضائي في تأويل هذه الح‬
‫واكتشاف حاالت أخرى مشابهة والتي تتصف بط ابع التعسف كما هو وارد بالم ادة ‪39‬‬
‫وبالتالي يمكن اعتبارها على سبيل المثال‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 36‬من مدونة الشغل‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫والهدف من وضع هذا القانون هو حماية األجير وحماية االستقرار الش غل وذلك‬
‫بوضع العديد من اإلجراءات الشكلية والموضوعية والتزام المش غل باحترامها قبل فصل‬
‫األجير‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الطيعة الواقعية للفصل التعسفي‪.‬‬


‫تعتبر هذه الخاصية من أهم الخصائص المميزة لقانون الشغل والتي تجعله ينفرد‬
‫عن غيره من القوانين التي تعرف بدورها تعديالت في فترات تاريخية معينة بحيث يجب‬
‫التأكيد على أن القانون االجتماعي‪ ،‬يظل أكثر عرضة للتغي ير‪ ،‬فالطبيعة الواقعية للفصل‬
‫تقتضي تغيير وتطوير قواعده لتواكب بذلك تطور المجتمع وكذا المستجدات السريعة في‬
‫ة‪،‬‬ ‫محيطه االقتصادي واالجتماعي وحتى السياسي وهذا يتجلى من خالل السلسة الطويل‬
‫للمشاريع الحكومية‪ ،‬التي سبقت المدونة الجديدة للشغل‪.‬‬
‫كما أن القواعد المنظمة للفصل تتنوع بتنوع ظروف العمل‪ ،‬وطبيعة العامل‪ ،‬فنجد‬
‫ظروف العامل في العقد الغير المحدد المدة‪ ،‬ليست هي نفس ها في العقد المح دد الم دة‬
‫والعمل في المناجم أو المقالع‪ ،‬إذ يختلف عن العمل في الميدان الص ناعي ال ذي يتطلب‬
‫وجود قواعد خاصة تتالءم وطبيعة كل نوع ثم أيضا أن ظ روف العمل بالنس بة للرجل‬
‫العامل ليست هي ظروف العمل بالنسبة للمرأة العاملة‪ ،‬وظروف الرجل الب الغ ليست هي‬
‫ظروف الحدث‪ ،‬لذلك نجد المشرع وضع لكل نوع من هذه األعم ال قواعد خاصة به ا‪،‬‬
‫والفصل ال بد من تجسيده على أرض الواقع العملي‪ ،‬الذي يثير مجموعة من اإلش كاالت‬
‫التي تحتم علينا ضرورة مناقشة إلى جانب أهم وأشكال هذا الفصل‪ ،‬أنوعه‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أنواع الفصل وطرقه مع موقف القضاء‪.‬‬


‫أوال‪ :‬طرق الفصل‪.‬‬
‫قد يعمل المشغل إلى فصل أجير واحد أو مجموعة من األج راء‪ ،‬وذلك بط رق‬
‫وأشكال محددة‪ ،‬ومتنوعة كما أن هذا الفصل قد يكون إما مشروعا وم بررا من ج انب‬
‫المشغل بسبب خطأ جسيم ارتكبه األجير أو أنه قد يكون غير مشروع‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪ -‬وتتعدد طرق الفصل فهناك إلى جانب الفصل الص ريح أو المباش ر‪ ،‬الفصل‬
‫الضمني أو المقنع أو الغير المباشر‪.‬‬
‫أ‪ -‬الفصل الصريح أو المباشر‪.‬‬
‫ون ذلك‬ ‫إن المشغل أو من كلفه بذلك يمكن له أن يشعر ألجير بشكل إيجابي فيك‬
‫الة‬ ‫إما شفويا أو يتوسطه ي ذلك الغير أو أن يتخذ هذا اإلشعار شكال كتابيا في شكل رس‬
‫تحمل في مضمونها الفصل أو عن طريق البريد المضمون أو في إط ار األوامر الوالئية‬
‫بناء على الطلب الذي يبث فيه رئيس المحكمة االبتدائية بكونه قد طرد األج ير من العمل‬
‫(‪ )1‬كما يمكن أن يتخذ هذا الفصل شكل فعل سلبي يمنح فيه المش غل أو من يكلفه ب ذلك‪،‬‬
‫األجير من ولوج عمله أو أن وقد يعبر بذلك صراحة وذلك باستعمال عبارة من العبارات‬
‫المعروفة التي تدل على الفصل (‪ ،)2‬أو ان يقوم المش غل بتص رف يفيد رغبته في فصل‬
‫ون‬ ‫األجير ما لم يكن هذا الفصل معلقا على شرط‪ ،‬أو أن يرتكب األجير خطأ جسيم ويك‬
‫هذا الفصل بذلك مبررا ومشروعا‪ .‬وقد يتعسف المش غل في اس تعمال س لطته ويجعل‬
‫الفصل تعسفيا‪ ،‬كأن يعتدي األجير على رب العمل أو أحد موظفي اإلدارة أثن اء العمل أو‬
‫بسبه وقد يختلف الوصف الذي يعطى للطرد الصريح على أنه ط رد لح دوث فعل من‬
‫طرف األجير‪ ،‬يمكن تداركه وإصالحه من طرف األجير وبالتالي ال يعتبر الطرد تعسفي‬
‫كأن يطرد المشغل األجيرة بصفة صريحة‪ ،‬لكونها قدمت إلى العمل وهي ترت دي لباس ا‬
‫غير الئق خالل العمل وغير عادي ومخل ب اآلداب وفي ه ذه الحالة ال يمكن لألج يرة‬
‫اإلستفادة من التع ويض في حالة إرجاعها من قبل المش غل إلى منزلها من أجل تغي ير‬
‫مالبسها‪ ،‬وبالتالي ال يعتبر الطرد تعسفيا وه ذا ما ذهبت به محكمة االس تئناف وأي ده‬
‫المجلس األعلى في قرار ‪.)3(2004 /115‬‬
‫ب الفصل الضمني أو غير المباشر أو المقنع‪.‬‬

‫‪ - 1‬محمد سعد جراندي‪ :‬م س ‪ ،‬ص‪.99 :‬‬


‫‪ - 2‬إن العبارات التي تدل على الفصل عديدة فهناك إلى جان الطرد اإلعفاء والتسريح واإلعداد واإلغالق والفسخ والصرف‪.‬‬
‫‪ - 3‬قرار ‪ 115‬عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 2005 /2 /1‬ملف ‪ 2004 /5 /1041‬غير منشور‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫إن كون الفصل المباشر‪ ،‬يلجأ فيه المشغل صراحة إلى فصل األجير فإن الفصل‬
‫الغير المباشر ال يتم بناءا على إرادة صريحة وتكون في أغلب األحيان في شكل تصرف‬
‫يفهم منه ضمنيا أن المشغل اتخذ قرار بفصل األج ير ك أن يعمد المش غل على تخفيض‬
‫ساعات عمل األجير من تسع ساعات في اليوم إلى أربع أو خمس ساعات موازاة مع ذلك‬
‫تخفيض األجرة‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن أجرة الساعة الواحدة ال يمكن أن تتجاوز الحد األدنى‬
‫كما هو منصوص عليه في القانون وأن تخفيضها س يؤدي إلى جعلها أقل من الحد األدنى‬
‫لألجور وهذا ما قد يجعل األجير يتخلى عن عمله ونثمن ذلك بقرار ص ادر عن المجلس‬
‫األعلى في قرار عدد ‪ ،)1(640‬أن تخفيض ساعات العمل بكيفية يصعب على األجير معها‬
‫أن يعيش من أجر ساعة في اليوم الذي يقل عن درهم ليفهم من ذلك أنه طرد تعسفي نظرا‬
‫لإلخالل بأهم عنصر في عقد الشغل وهو األجر نظ را لك ون المحكمة ق ررت في ذلك‬
‫وفضه طلب إجراء بحث لمعرفة أسباب وظروف الفسخ والمتمثل في التخفيض الف احش‬
‫من ساعات العمل‪ ،‬وأيضا إقدام الطاعنة على طرد العم ال بكيفية جماعية دون س لوك‬
‫المسطرة المنصوص عليها في مرسوم ‪ 14‬غشت ‪ 1967‬بما تتوفر عليه من وثائق يكون‬
‫تحليلها غير خارق للقانون‪.‬‬
‫وقد يكون الطرد مقنعا أيضا في حالة إذا كانت مغادرة األجير لعمله لم تكن تلقائية‬
‫وإنما كانت لسبب خارج عن إرادته كأن يمارس المشغل الضغط واإلكراه عليه‪ ،‬أو جراء‬
‫بعض التصرفات االستفزازية‪ ،‬كالتحرش الجنسي‪ ،‬أو تكليف األجير بعمل يمكن أن يؤدي‬
‫إلى إضعاف طاقاته‪ ،‬وبالتالي عدم قدرته على مسايرة العمل‪ ،‬أو أن يكلف المشغل األجير‬
‫بعمل قد يهدد إلى جانب صحته حياته‪.‬‬
‫كما أن الفصل الضمني كذلك يمكن أن يتجلى في إقدام المشغل على إغالق محل‬
‫العمل فيفاجأ األجير بعد ذلك بوجود الباب مغلق مما يدل على أن المشغل قد اس تغنى عن‬

‫‪ - 1‬قرار عدد ‪ 640‬صادر عن الغرفة االجتماعية بالمجلس العلى بتاريخ ‪ -6‬يونيو ‪ 1995‬ملف إجماعي عدد ‪ 93 /8761‬منشور بمجلة‬
‫قرارات المجلس األعلى في المادة االجتماعية ‪ 1996 /1962‬منشورات المجلس األعلى في ذكراه األربعين ‪ 1997‬ص‪.127 :‬‬

‫‪22‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫غل أو من‬ ‫خدماته(‪ )2‬وفي نفس السياق تدخل المماطلة والتسويف الذي قد يلجأ إليه المش‬
‫ينوب عنه الرجوع مرة أخرى أو عدة مرات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع الفصل‪.‬‬


‫إن كلمة فصل أو طرد األجير مع ما تحمله الكلمة من مع نى تس ير في مجملها‬
‫نحو إنهاء الرابطة العقدية ين األجير والمش غل ويتخذ ب ذلك ه ذا الفصل مجموعة من‬
‫األشكال واألنواع في كيفية إعماله‪ ،‬فقد يكون إما اض طراريا وإما أن يك ون انتهازيا أو‬
‫انتقاميا‪.‬‬
‫أ‪ -‬الفصل االضطراري‬
‫قد يكون الطرد اضطراريا‪ ،‬بسبب أزمة اقتصادية أو تقنية تع اني منها المؤسسة‬
‫التي يشتغل فيها األجير مما قد يستدعي معه فصل هذا األخير من عمله أو االستغناء عنه‪.‬‬
‫فبعد ما أوضح المشرع المغربي في ظل مرس وم ‪ 14‬غشت ‪ 1967‬ألس باب‬
‫اقتصادية كحالة تختلف عن غيرها ( تكنولوجية‪ -‬هيكلية)‪ ،‬إلى جانب عوامل أخرى تبرر‬
‫فصل األجراء‪ ،‬إما كليا أو جزئيا وكذلك إغالق المقاولة‪ ،‬ونظ را للمؤاخ ذات ال تي تم‬
‫تسجيلها بصدد هذا المرسوم من قبل بعض الفقه اء االجتم اعيين أو المنظم ات النقابية‬
‫جاءت مدونة الشغل الجديدة بأحكام بديلة عن المرسوم الس ابق‪ ،‬لم تس لم ب دورها من‬
‫مالحظات الفقه(‪.)1‬‬
‫وقد يكون الطرد أيضا أو إغالق محل العمل ال يد للمشغل فيه وإنما يرجع لسبب‬
‫خارج عن إرادته‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك القوة القاهرة‪ ،‬أو أن اإلغالق يتم بناءا على قرار‬
‫إداري صادر عن سلطة إدارية تابعة للدولة‪.‬‬
‫ويعتقد ج انب من الفقه أنه ينبغي االقتص ار في الحكم‪ ،‬في ه ذه الحالة على‬
‫التعويض عن اإلعفاء من الخدمة دون باقي التعويض ات األخ رى المرتبطة بفسخ عقد‬
‫الشغل‪ ،‬ما دام الطرد خارج عن إرادة المشغل وإنما يرجع لسبب ال يد له فيه(‪.)2‬‬

‫‪ - 2‬محمد سعد جرندي‪ :‬م س ص‪.100 :‬‬


‫‪ - 1‬محمد الشرقاني‪" :‬عالقات الشغل بين تشريع الشغل ومشروع مدونة الشغل" الطبعة األولى‪ ،‬دار القلم ‪ ،‬الرباط ‪ 2003‬ص‪.158 :‬‬
‫‪ - 2‬محمد سعد جرندي‪ :‬م س ص‪.102 :‬‬

‫‪23‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫انت‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أنه تبقى مع ذلك السلطة التقديرية للمحكمة في ما إذا ك‬
‫القوة القاهرة ثابتة فعال أم أن اإلغالق كان متوقعا فعال من جانب المشغل وبالت الي تنتفي‬
‫معه القوة القاهرة‪ ،‬وهو األمر الذي أكده المجلس األعلى في قراره عدد ‪.)1( 327‬‬
‫حينما صدر قرار إداري يقضي بشكل نهائي بسحب رخصة استغالل مقر العمل‬
‫العتبارات تتعلق بالدين اإلسالمي وتمس بالنظام الع ام وهو عكس ما دفعت به األج يرة‬
‫التي كانت تشتغل بهذا المقر والمتمثل في كازينو منذ ‪ ،1984 /1 /1‬حيث أكدت أن سبب‬
‫سحب الرخصة يرجع إلى المشغلة نفسها إذ لم تتقيد بالشروط القانونية ف اعتبرت ب ذلك‬
‫المحكمة أن اإلغالق متوقع ما دامت الطاعنة تمارس نشاطا محظ ورا وقضت لألج يرة‬
‫بالتعويض عن اإلخطار وعن الفصل والطرد التعسفي(‪.)2‬‬
‫ويضيف قرار آخر عدد ‪ )3(111‬أيضا أن من بين األس باب ال تي يك ون فيها‬
‫انون‪،‬‬ ‫الفصل اضطراريا تغير المركز القانوني لرب العمل في مهنة منظمة بمقتضى الق‬
‫كوفاة الصيدلي مثال‪ ،‬فاألصل في عقود الشغل هو أنه إذا طرأ تغيير في المركز الق انوني‬
‫لرب العمل فإن عقود العمل الجارية يوم حصول هذا التغيير تستمر وأن األمر هنا يتعلق‬
‫بمهنة الصيدلة وهي مهنة منظمة بمقتضى القانون ويش ترط فيمن يزاولها ت وفره على‬
‫مؤهالت علمية محددة وحصوله على إذن من الجهة المختصة‪ ،‬وهو ما سار عليه القرار‬
‫أعاله‪ ،‬حيث أن زوج الطاعنة الذي كان يزاول مهنة ص يدلي‪ ،‬قد ت وفي ومن ثم ف إن‬
‫الرخصة الممنوحة له من طرف الجهة المختصة‪ ،‬انتهت صالحيتها بقوة القانون ويستحيل‬
‫على خلفه مواصلة العمل‪ ،‬إال بشروط تتوفر في الطاعنة ومن ثم إن األمر ال يتعلق بتغيير‬
‫المركز القانوني لرب العمل وأن القرار عندما اعتبر أن األج يرة قد ط ردت من العمل‬
‫طردا تعسفيا‪ ،‬تكون قد خرقت القانون وعرضت قرارها للنقض‪.‬‬
‫‪ - 1‬قرار عدد ‪ 327‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 1999 /4 /14‬في الملف ‪( ،1997 /1 /4 /1108‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ - 2‬حيث أجاب المجلس األعلى " لكن حيث أن الصناعة ال تنفي أمام المحكمة أن فسخ عالقة الشغل مع المطلوبة في النقض كان بسبب القرار‬
‫اإلداري الذي سحب منها رخصة اإلستغالل لكازينو(‪ )....‬وإنها جميع األنشطة المرتبطة به‪ ،‬المبني على اعتبارات دينية وعلى النظام العام بل‬
‫أنها أدلت للمحكمة بالقرار المذكو واعتمدت كأساس للدفع بالقوة القاهرة الناتجة عن فعل السلطة‪ ،‬والقرار المطعون فيه حيث نفى توفر شروط‬
‫القوة القاهرة‪ ،‬في مثل هذه الحالة يكون من جهة أولى قد استند إلى ما تضمنه القرار اإلداري المذكور الذي ال يمكن للمحكمة منافشته‪ ،‬ألن ذلك‬
‫ال يدخل في حدود و اليتها واختصاصها النوعي ومن جهة أخرى يكون القرار المطعون فيه معالل تعليال صحيحا يطابق الفصل ‪ 269‬ق ل ع‬
‫وكذلك الفصل ‪ 369‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬ألن المحكمة تقيدت بموقف المجلس األعلى الذي سبق له أن بث في هذه النقطة واعتبر أن منع‬
‫نشاط يتنافى مع النظام العام ليس من األمور التي ال يمكن توقعها‪.‬‬
‫‪ - 3‬قرار عدد‪ 111‬صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 14/4/1999‬في الملف ‪.1108/4/1/1997‬‬

‫‪24‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ب‪ :‬الفصل االنتقامي‪:‬‬
‫يعتبر الفصل االنتقامي بمثابة رد فعل للمشغل في حالة ارتك اب األج ير لخطأ‬
‫يعتبره المؤاجر جسيما وفي هذه الحالة يختلط األمر بين الفصل كجزاء تأديبي وبين الطرد‬
‫الذي يكون في شكل انتقام ضد األجير بسبب الضرر الذي أحدثه وتسبب ذلك في ض رر‬
‫للمشغل‪.‬‬
‫مما قد يطرح تساؤال حول الحالة التي يكون فيها الضرر الملحق بالمشغل جراء‬
‫عمل األجير‪ ،‬والذي يعتبره األول كبيرا دون أي خطأ عمدي أو أن هناك ثبوت س وء نية‬
‫لدى الثاني‪.‬‬
‫‪ -‬ويعتقد جانب من الفقه أنه في حالة إلحاق األج ير بالمش غل خطأ دو طبيعة‬
‫جنحية‪ ،‬أو جنائية أنه ليس هناك ما يمنع في حالة توجيه ش كاية ض ده ومتابعته من قبل‬
‫النيابة العامة أن يتقدم بطلب التعويض عن الضرر في إطار الدعوى المدنية التابعة أو في‬
‫إطار المسؤولية التقصيرية كما نص على ذلك قانون االلتزامات والعقود في المادة ‪)1(77‬‬
‫منه وأنه ال يمكن اعتبار الط رد ال ذي وقع في حق األج ير‪ ،‬تعويضا وانه يغ ني عن‬
‫التعويض عن الضرر(‪ )2‬وهذا ما تم تأكيده في غير مناس بة في مجموعة من الق رارات‬
‫واألحكام الصادرة عن المحاكم ففي قرار صادر عن محكمة االس تئناف في ملف ع دد‬
‫‪ )3(2751‬ذلك أن تعليل المحكمة في رفض طلبات المستأنف يستند إلى شهادة الشاهدين‪،‬‬
‫بأن األجير غادر تلقائيا الضيعة التي كان يشتغل بها مما عرضها لإلهمال وهذا ما أدال به‬
‫إلى المحكمة في تصريحاتها وأن المستأنف لم يشر في استئنافه إلى ما يثبت عكس ذل ك‪،‬‬
‫تأنف يبقى‬ ‫بل فقط أنه تعرض للطرد التعسفي‪ ،‬وبالتالي فإن ما يطعن به في الحكم المس‬
‫غير مرتكز على أساس قانوني وتعين بذلك تأييد الحكم المس تأنف وه ذا ما ق امت به‬
‫المحكمة ومن حاالت الفصل أيضا بصفة‪ ،‬انتقامية أو نية إح داث الض رر هو ما كيفية‬

‫‪ - 1‬ينص الفصل ‪ 77‬من ق ل ع على ما يلي‪ :‬كل فعل ارتكبه اإلنسان عن بينة واختيار ومن عير أن يسمح له به القانون‪ ،‬فأحدث ضررا ماديا‬
‫أو معنويا للغير‪ ،‬ألزم مرتكبه بتعويض هذا الضرار‪ ،‬إذا اثبت أن ذلك الفعل هو السبب المباشر في حصول الضرر‪ .‬وكل شرط مخالف لذلك‬
‫يعتبر عديم األثر‪.‬‬
‫‪ - 2‬محمد سعد جرندي‪ :‬م ‪.‬س ص ‪.102‬‬
‫‪ - 3‬قرار عدد ‪ 2751‬صادر عن الغرفة اإلجتماعية بمكحمة اإلستئناف بمكناس بتاريخ ‪ ( 11/10/2005‬غير منشور)‬

‫‪25‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫دا على‬ ‫محكمة االستئناف بفاس بمقتضى القرار عدد ‪ )1(942‬حيث أن المشغل أقدم عم‬
‫فصل األجيرة بدعوى تأسيس شركة منافسة بنية إحداث الض رر وهو ما نفته األج يرة‬
‫مؤكدة أن زوجها وابن عمها هما اللذان أسسا الش ركة وال يد لها في ه‪ ،‬وب الرغم من أن‬
‫المشغل بعث برسالة الرجوع إلى العمل بالنسبة لألجيرة ليثبت بعد ذلك التحاقها بالش ركة‬
‫والب اب مقفل في وجهها وبالت الي منعها من ال دخول إلى الش ركة وقد قضت محكمة‬
‫االستئناف بالتعويض عن الطرد التعسفي وباقي التعويض ات األخ رى المس تحقة على‬
‫أساس أن طرد األجيرة كان تعسفيا ولم يثبت أي منافسة غير مش روعة في حقها بل فقط‬
‫زوجها وابن عمها أقاما شركة لصاحلها‪.‬‬

‫الفق‪00‬رة الثاني‪00‬ة‪ :‬ح‪00‬االت الفص‪00‬ل التعس‪00‬في نظ‪00‬را لطبيع‪00‬ة العق‪00‬د وموق‪00‬ف‬


‫القضاء‪.‬‬
‫في بداية هذا الموضوع نشير إلى أن المشرع ميزوا ألول مرة بين وضع حد لعقد‬
‫الشغل المحدد المدة وعقد الشغل الغير المحدد المدة عكس ما كان عليه األمر في الس ابق‬
‫ول‬ ‫فأقر أن هناك مجموعة من عقود الشغل تنتهي في حالتين محددتين تتعلق أولهما بحل‬
‫ميعاد انتهاء العقد كما هو منصوص عليه في العقد متى كان كتابيا‪ ،‬أو كما هو متفق عليه‬
‫ود المرتبطة بالعمل‬ ‫إذا كان عقد محدد المدة شفويا بينما تتعلق المجموعة الثانية من العق‬
‫الذي كان محال لهذا العقد وفي حالة االنتهاء التعسفي لهذا العقد قبل حلول أجل انتهائه فإن‬
‫الطرف المتضرر يستحق التعويضات المقررة له طبقا للق انون ولما نصت عليه الم ادة‬
‫اء‬ ‫‪ )2(33‬من مدونة الشغل الجديدة وهو ما سنراه في الفصل الثاني فيما يتعلق بآثار إنه‬
‫عقد الشغل‪ .‬وهو األمر الذي ينطبق على العقد الغير المحدد المدة‪ ،‬وس نتطرق في ه ذه‬
‫الفقرة لحاالت الفصل التعسفي بالنظر لطبيعة كل عقد‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الفصل في العقد المحدد المدة‪.‬‬


‫‪ -1‬قرار عدد ‪ 942‬صادر عن الغرفة اإلجتماعية بمكحمة اإلستئناف بفاس بتاريخ ‪ ( 204-11-4‬غير منشور)‬
‫‪ - 2‬تنص المادة ‪ 33‬على ما يلي ينتهي عقد الشغل المحدد المدة بحلول األجل المحدد في العقد أو بانتهاء الشغل الذي كان محال له‪.‬‬
‫يستوجب قيام أحد الطرفين بإنهاء عقد الشغل المحدد المدة قبل حلول أجله تعويض للطرف اآلخر ما لم يكن االنتهاء مبرر بصدور خطأ جسيم‬
‫عن الطرف اآلخر أو ناشئا عن قوة قاهرة يعادل التعويض المشار إليه في الفقرة الثانية أعاله مبلغ األجور المستحقة من الفقرة المتراوحة ما بين‬
‫تاريخ إنهاء العقد واألجل المحدد له‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫إن عقد الشغل المحدد المدة هو ذلك العقد المبرم لمدة معلومة ومح ددة ويك ون‬
‫منعقدا إما على أساس مدة زمنية معينة أو على أساس مدة إنجاز مشروع ما‪.‬‬
‫ويمكن مالحظة هذا المفهوم أيضا من خالل المقتض يات ال واردة في ق انون‬
‫االلتزامات والعقود المغربي‪ ،‬من خالل تعرضه للقواعد المتعلقة بعقد الشغل أو عقد تقديم‬
‫خدمات من خالل العبارات التي وظفها قانون االلتزامات والعق ود حين تعرضه لتعريف‬
‫عقد الشغل هكذا نجد الفصل ‪ 723‬استعمل عبارة أجل محدد أو من أجل أداء عمل معين‬
‫وكذلك الفصل ‪ 727‬منع تأجير الخدمات إلى أجل غير مح دد كما أض اف الفصل ‪728‬‬
‫بأنه يبطل كل اتفاق يلتزم بمقتضاه شخص تق ديم خدماته ط وال حياته أو لمدة تبلغ من‬
‫الطول حدا بحيث يضل حتى بعد موته‪.‬‬
‫‪ -‬ولقد جاءت مدونة الشغل الجديدة بمقتضيات تتعلق بالعقد المحدد الم دة‪ ،‬حيث‬
‫نجد المادة ‪ )1( 16‬ونفس هذه المقتضيات نص عليها الفصل األول من النظام النموذجي‬
‫الذي حدد أنواع األجراء في مؤقتين وقاريين‪ ،‬ولم يكن من المنطقي حصر الحاالت ال تي‬
‫عت‬ ‫يكون فيها العقد محدد المدة فبهذا االعتبار يمكن القول أن العقود المحددة المدة وض‬
‫لتكملة العقود غير المحددة المدة فالعقد المحدد المدة يغطي العمل الم ؤقت‪ ،‬ف اللجوء إلى‬
‫إبرام عقد محدد المدة يكون مالزما للعمل المؤقت‪.‬‬
‫‪ -‬فمن خالل تفحصنا لهذه الفصول السابقة الذكر يمكن لنا الق ول إنها تؤكد على‬
‫كون العقد يجب أن يبرم لمدة محددة سواء كانت هذه الفترة مرتبطة ب الزمن‪ ،‬أو مرتبطة‬
‫بإنجاز عمل معين‪ ،‬ففي الحالة األولى يتم تحديد التاريخ بصورة صريحة‪ ،‬أو بنهاية م دة‬
‫معينة كشهر مثال‪ ،‬أو ستة أش هرا أو أن يتفق األط راف على ربط العقد بموسم معين أو‬
‫كانت مدة الموسم محددة كموسم الشتاء مثال أو الربيع أو الخريف‪ ،‬إما الحالة الثانية ففيها‬
‫يتم االتفاق على إنجاز عمل معين ويكون العقد في هذه الحالة محددا بما قد يستغرق ه ذا‬

‫‪ - 1‬تنص على أنه"‪ ....‬يمكن إبرام عقد محدد المدة في الحاالت التي ال يمكن أن تكون فيها عالقة الشغل غير محددة المدة‪"....‬‬
‫وما يالحظ على هذه المادة أنها في الفقرة الثالثة حصرت الحاال ت التي يتم فيها إبرام عقد الشغل المحدد المدة وهي أربع حاالت‪.‬‬
‫‪ -‬إحالل أجير محل أجير آخر في حالة توقف عقد شغل هذا األخير مالم يكن التوقف ناتجا عن اإلضراب‪.‬‬
‫‪ -‬إزدياد نشاط المقاولة بكيفية مؤقتة ‪،‬‬
‫‪ -‬فهل هذه الحاالت وحدها التي تبرز إبرام عقد محدد المدة والحاالت غير الواردة تكون عقود غير محددة المدة وبالرغم من النص في الفقرة‬
‫األخيرة على أن هناك حاالت وقطاعات استثنائية تحدد بموجب نص تنظيمي إبرام عقد محدد المدة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫اإلنجاز من زمن(‪ )1‬كما أن العقد المحدد المدة قد يختلط بعدة عقود كعقود العمل المتقطعة‬
‫التي يتعرض لها المشرع وهي تتميز بطابعها الموسمي‪ ،‬حيث يعتبر األجراء ينتمون إلى‬
‫طائفة العقود المحددة المدة والعمل الموسمي يمكن تحديده حسب أعراف معينة ومعروفة‪،‬‬
‫فعقد العمل من أجل موسم معين يعتبر عقدا محددا‪ .‬وهذا يقتضي منا دراسة كل حالة على‬
‫حدة‪.‬‬
‫أ‪ -‬بالنسبة‪ 0‬للعامل الموسمي ‪.travail accidentel‬‬
‫يعتبر العمل موسمي بالنظر إلى نوع العقد ال ذي يتفق األط راف‪ ،‬على تحديد‬
‫موسم معين فيه‪ ،‬أو كانت مدة الموسم محددة فيه كما سقبت اإلش ارة إلى ذلك أعاله حيث‬
‫يصعب تحديد فترة الموسم بصفة دقيقة وال يساعد القاضي في تحديد الموسم سوى العرف‬
‫أو بواسطة وثائق يسلمها المؤاجر للعامل وبالتالي ينتهي العقد بانتهاء الموسم المتفق عليه‪.‬‬
‫‪ )2(2004‬أن األجير كان يشتغل كغطاس ل دى‬ ‫وقد جاء في قرار عدد ‪/277‬‬
‫المدعي عليها في البحر من أجل جمع الطحالب ولفترة معينة م رخص بها من ط رف‬
‫مندوب الصيد البحري وأن المحكمة وبعد اطالعها على بطاقة شغل األجير ت بين لها أنها‬
‫تحمل اسم عامل موسمي ‪ saisonnier‬وأن مهنة الغطاس لجني الطح الب يك ون عمله‬
‫خالل المدة المرخص بها من طرف السلطات المختصة‪ ،‬وأن العقد الرابط بينهما قد انتهى‬
‫بانتهاء الفترة الموسمية والحق لألجير من االستفادة من التعويض وأيضا إلى جانب كون‬
‫الشهادة التي أدلى بها مندوب الصيد البحري‪ ،‬في ك ون مراكبها لم تتح رك في الموسم‬
‫الماضي مما يجعل صفة الموسمية ثابتة في حق األج ير وفيه قضت المحكمة أي محكمة‬
‫االستئناف برفض طلب الطرد التعسفي وتوابعه‪.‬‬
‫وقد تطرح مجموعة من اإلش كاالت بخص وص العمل الموس مي‪ ،‬من الناحية‬
‫العملية فقد يحصل أن يعمل األجير في موسم جني الزيتون مثال ثم يتحول ذلك إلى حارس‬

‫‪ - 1‬بشرى العلوي‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.70 :‬‬


‫‪ - 2‬قرار عدد ‪ 277‬صادر عن الفقرة االجتماعية بمحكمة االستئناف بالجديدة بتاريخ ‪ ( 2004 11 -8‬قرار غير منشور) المرجع إعاله ص‬
‫‪.71‬‬

‫‪28‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫لهذا الضيعة‪ ،‬فكيف يمكن أن نميز في إطار هذه الحالة بين ما هو عمل موسمي‪ ،‬وما هو‬
‫عمل ثابت وقار؟‪.‬‬
‫وهل هناك معايير لتحديد طبيعة كل عمل؟‪.‬‬
‫وماذا يمكن القول لو أن أجير اشتغل في أعمال متماثلة كالحصاد‪ ،‬ثم جني الثمار‪،‬‬
‫ثم التفاح‪...‬إلخ‪.‬‬
‫رارات‬ ‫ويالحظ على المستوى الواقعي لعمل القضاء ومن خالل مجموعة من ق‬
‫المجلس األعلى‪ ،‬مدى تكيف هذا اإلطار القانون بنوع من الدقة والمرونة وفي هذا اإلطار‬
‫صدرت عن هذا األخير مجموعة من قرارات ومنها قرار عدد ‪ )1( 2004 /135‬الذي‬
‫ياقة‬ ‫اعتبر أن األجير الذي يشتغل في الحرث وجني الزيتون واألشجار‪ ،‬والحصاد‪ ،‬و س‬
‫الجرار إلى جانب كونه المسير للضيعة‪ ،‬ال يعتبر عمله موسميا نظرا لطبيعة العمل ال ذي‬
‫يشتغل فيه والمحكمة لما لها من سلطة تقديرية وفي تقييم شهادة الشهود ال ذين أثبت وا أن‬
‫األجير كان يشتغل طوال السنة بحيث استخلصت المحكمة من هذه الوقائع أن عمل األجير‬
‫هو عمل مستمر وليس موسمي وأن فصله هذا يعت بر بمثابة فصل تعس في وهو نفس ما‬
‫أكده المجلس األعلى أعاله حيث قضى برفض طلب النقض‪.‬‬
‫‪ -‬وفي قرار آخر عدد ‪ )2(1997 /260‬والذي أدعى فيه المؤاجر الموسمية في‬
‫مقابل إدعاء األجير عكس ذلك وأنه يشتغل بكيفية مستمرة وعلى هذا األخير إثبات عكس‬
‫ذلك وأنه يشتغل بكيفية مستمرة وعلى هذا األخير إثبات عكس ما أدعاه المؤاجر وإثب ات‬
‫استمراريته في العمل وهو ما ذهب إليه القرار أعاله‪ ،‬حيث أن العمل الذي يقوم به العامل‬
‫يتمثل قي صناعة عصير الليمون أي أن العمل ال بتوفر ل دى المش غل باس تمرار وأن‬
‫طبيعته موسمية يكون في الوقت الذي يتوفر فيه هذا المنتوج‪ ،‬كما أن األجير يش تغل إلى‬
‫جانب عدة من العمال يعملون مدة محددة تنتهي بانتهاء الموس م‪ ،‬م وازاة مع ذلك تنتهي‬
‫العالقة بين المؤاجرة وعمالها إلى غاية السنة الموالية وكون األجير ضمن هؤالء العمال‪،‬‬
‫‪ - 1‬قرار عدد‪135‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 2005 /2 /9‬ملف ‪ :2004 /1051‬غير منشور تمت اإلشارة إليه في‬
‫كتاب بشري اللغوي‪.‬‬
‫‪ - 2‬قرار عدد ‪ 260‬صادر عن الغرة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 97 /11 /19‬في الملف عدد ‪ 4 /1 /97 /752‬غير منشور تمت‬
‫اإلشارة إليه في مرجع ساق ص ‪.72‬‬

‫‪29‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫اءا على طلبهم‪،‬‬ ‫فإنه ال يمكن للمشعلة أن تشغله كما هو الشأن بالنسبة لباقي العمال إال بن‬
‫وقد تم توقيف المدعي نظرا لعدم احتياج المؤاجرة له وذلك سنة ‪.1992‬‬
‫كما أن النشاط الدوري وتتابع مدة العمل‪ ،‬بشكل موسمي ال تكسب األجير ص فة‬
‫األجير القار‪ ،‬وهو ما سارت عليه المحكمة االبتدائي ة بمكن اس في حكم رقم ‪ )1(936‬إذ‬
‫ميا‪،‬‬ ‫تمسك نائب المدعى عليها في جميع مراحل الدعوى بأن نشاط المدعي نشاطا موس‬
‫وبأنه اشتغل لدى العارضة أواخر سنة ‪ 2004‬وبداية ‪ 2005‬مدة ستة أشهر حسب االتفاق‬
‫المبرم بين الطرفين والموقع عليه من طرف المدعي وهو عكس ما أدلى به ن ائب ه ذا‬
‫األخير‪ ،‬مؤكدا أن عمله كان بكيفية مستمرة منذ ‪ 2002‬إلى نهاية ماي ‪ 2005‬وأن االتفاق‬
‫المدلى به من قبل المدعي عليه مجرد صورة شمسية وغير مصادق عليها من قبل السلطة‬
‫اإلدارية المختصة ال يتضمن أي توقيع المنوب عنه وهو بذلك من ابتكار وصنع المش غلة‬
‫وبالتالي يجب استبعاد الوثيقة‪.‬‬
‫وكرد من جانب نائب المدعى عليها عن طريق مذكرة تعقبية‪ ،‬مؤكدا أن المدعي‬
‫الذي ينكر التوقيع يمكن له أن يطعن يه بالزور‪ ،‬ألن العارضة تؤكد أن التوقيع توقيعه‪.‬‬
‫وبما أن دعوى المدعي ته دف إلى الحكم له ب التعويض عن الفصل التعس في‬
‫باعتبار عمله قار ومستمر دون أن يثبت ذلك بالرغم من أن عبئ اإلثبات لالستمرارية يقع‬
‫على األجير إذ أن من حق المدعى عليها االستغناء عن األجير ب دون تع ويض وهو ما‬
‫يجعل طلبات المدعي في الموضوع غير مبررة ويتعين رفضها‪.‬‬
‫ب‪ -‬بالنسبة‪ 0‬للعمل العرضي ‪Travail saisonnier‬‬
‫إن العمل الذي قد يأتيه األجير‪ ،‬قد يتخذ في بعض األحيان صبغة مؤقتة‪ ،‬فيشتغل‬
‫بذلك لدى عدة أشخاص في يوم واحد خالل مدة زمنية قصيرة ونفس األمر نج ده متجسد‬
‫في مجموعة من األحكام والقرارات الصادرة عن القضاء‪ ،‬ومن أهمها قرار ص ادر عن‬
‫المجلس األعلى تحت رقم ‪ ،)2( 2004 /264‬بعد استنفاده لجميع طرق الطعن بما في‬

‫‪ - 1‬حكم رقم ‪ 936‬صادر عن المحكمة االبتدائية بمكناس بتاريخ ‪ 16 -09 -08‬ملف رقم ‪ ( 6 /07 /416‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ - 2‬قرار ‪ 264‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 2005 /3 /9‬ملف ‪ ( 2004 /697‬غير منشور) المشار إليه في كتاب‬
‫بشري العلوي م س‪ ،‬ص ‪.70‬‬

‫‪30‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ويض كما أيدته في ذلك محكمة‬ ‫رفض طلب التع‬ ‫ذلك حكم المحكمة االبتدائية يقضي ب‬
‫االستئناف فطعنت بالنقض أمام المجلس األعلى مدعية أنها كانت تشتغل لدى الصيدلية منذ‬
‫وموازاة مع ذلك كانت تقوم بنفس العمل لدى العدل وط بيب‬ ‫‪ 1992‬إلى غاية ‪،2001‬‬
‫بين‬ ‫بيطري مبرزة في ذلك قرار محكمة االستئناف‪ ،‬التي قضت برفض طلبها دون أن ت‬
‫أساس العمل العرضي‪.‬‬
‫وقد جاء في تعريف المشرع المصري للعمل العرضي‪ ،‬على أنه العمل ال ذي ال‬
‫يدخل بطبيعته فيما يزاوله صاحب العمل من نشاط وال يستغرق أكثر من ستة أشهر وبذلك‬
‫يشترط في هذا العمل العرضي ثالث شروط فهناك إلى جانب أال يك ون للعمل بالنس بة‬
‫للمؤاجر صفة ال دوام وأن يك ون العمل داخل أساسا في طبيعة النش اط ال ذي يمارسه‬
‫المشغل‪ ،‬أن تكون المدة القصوى للعمل ستة أشهر في القطاع الفالحي وسنة في القطاعات‬
‫األخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفصل في العقد الغير المحدد المدة‪.‬‬


‫اؤه من‬ ‫إن العقد بطبيعته إما أن يكون محدد المدة‪ ،‬أو غير محدد المدة يمكن إنه‬
‫قبل أحد الطرفين باإلرادة المنفردة ويعد ذلك من المبادئ األساسية في القانون االجتماعي‪،‬‬
‫وفي مجال عالقات الشغل التي تتسم بالطابع الشخصي‪ ،‬وترتبط بحق أساسي في الحقوق‬
‫الشخصية‪ ،‬وهو الحق في الشغل وبالتالي يحق لكل من المشغل واألجير وضع حد لعالقته‬
‫مع األخر‪.‬‬
‫بر‬ ‫وينتهي عقد الشغل غير المحدد المدة بإرادة كل من طرفيه في أي وقت ويعت‬
‫حق األجير في إنهائه بإرادته المنفردة من النظام العام فال يجوز االتفاق على حرمانه منه‬
‫كما ال يجوز لألجير النزول عنه‪ ،‬وأي اتفاق او نزول في هذا الش أن يقع ب اطال بطالنا‬
‫مطلقا‪ ،‬والعلة في ذلك المحافظة على حرية األجير إذ لو صح االتفاق على حرمانه األجير‬
‫من حقه في إنهاء العقد غير محدد المدة‪ ،‬وبإرادته المنفردة ألدى ذلك إلى تأييد العقد إذا لم‬

‫‪31‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫يوافقه المشغل على إنهائه ومن شأن ذلك إبقاء األجير تابعا للمشغل طيلة حياته وحرم ان‬
‫من تغيير نوع العمل الذي اختاره(‪.)1‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أسباب الفصل من خالل العمل القضائي‬


‫إن المشرع المغربي في إطار عالقات الشغل أتاح للمشغل حق توقيع العقوب ات‬
‫والجزاءات على أجرائه بمناسبة ارتكابهم ألخطاء أثناء مزاولتهم للعمل داخل المقاولة‪ ،‬لما‬
‫له من سلطة توجيهية وتنظيمية في اإلشراف على حسن سير العمل‪ ،‬وه ذه األخط اء قد‬
‫يطة في حالة‬ ‫تكون خفيفة يمكن للمشغل تجاوزها‪ ،‬اختياريا أو توقيع جزاءات تأديبية بس‬
‫أخرىـ كما قد تكون جسيمة تنتج عنها جزاءات تصل إلى الفصل وهذا قد يشكل تهدي دا‬
‫تعمال الحق في فسخ‬ ‫مباشرا على استقرار الشغل‪ ،‬مما يفرض عليه عدم التعسف في اس‬
‫العقد‪ ،‬كما سبقت اإلشارة إلى ذلك‪ ،‬لذا فالمشرع قيد هذه الس لطة الممنوحة للمش غل‪ ،‬إذ‬
‫تمارس عليها رقابة من طرف المحاكم المختصة في هذا المجال‪ ،‬وال يمكن فصل األجير‬
‫إال ألسباب موضوعية معينة‪ ،‬التي يبقى من أهمها ارتكاب األجير لخطأ جسيم‪ ،‬سواء كان‬
‫صادرا عن العامل أو المشغل‪ ،‬وسنحاول أن نبين الفصل المرتبطة بالخطأ الجسيم مطلب‬
‫أول ثم يعده األسباب الخاصة‪ ،‬والمشتركة للفصل في مطلب ثاني‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الفصل المرتبط بالخطأ الجسيم‬


‫الفقرة ‪5‬‬ ‫إن تقدير وجود الخطأ الجسيم من عدمه يعود إلى المحكمة المختصة ف‬
‫من الفصل ‪ 754‬من قانون االلتزامات والعقود نصت على أنه يسوغ للمحكمة‪ ،‬في سبيل‬
‫تقدير ما إذا كان هناك فسخ‪ ،‬أن تجري تحقيقا في ظروف إنهاء العق د‪ .‬ويل زم في جميع‬
‫األحوال أن يتضمن الحكم صراحة ذكر المبرر الذي يدعيه الطرف الذي أنهى العقد فمن‬
‫هذا المبرر اتضح تاريخيا أن المحكمة تتطرق إلى صلب النزاع لمعرفة ما إذا كان المبرر‬
‫مشروعا أم ال‪ ،‬ألنه يعتمد في األصل على الخطأ الجسيم الذي يثيره المشغل‪.‬‬
‫وسنحاول أن نتعرض لمفهوم الخطأ الجسيم كفقرة أولى ثم آثار الفصل التعس في‬
‫ودور القضاء في حماية األجير في فقرة ثانية‪.‬‬

‫‪ - 1‬بشرى العلوي‪ :‬م س‪ ،‬صفحة‪ 77‬و ‪.78‬‬

‫‪32‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوم الخطأ الجسيم وسلطة القضاء في تكييفه‬
‫إن المشرع المغربي لم يعرف الخطأ الجسيم‪ ،‬وهذا ال يعني ع دم اإلش ارة إلى‬
‫بعض الحاالت التي اعتبرها بقوة القانون في حالة ثبوتها من األخطاء الجسيمة‪ ،‬وه ذا ما‬
‫أكده القض اء من خالل العديد من قراراته حيث أب ان فيها أن العديد من األفع ال تتسم‬
‫بالجسامة مما يدل على أن تحديد فكرة الخطأ الجسيم تحديدا دقيقا مسألة ص عبة‪ ،‬أث ارت‬
‫نقاشا وال زال مستمرا بالرغم من إقرار البعض ت رك أمر تحدي ده وتق ديره لقض اء‬
‫الموضوع(‪ )1‬والبعض اآلخر يرى أن تعريف الخطأ الجسيم من طرف القضاء أمر سابق‬
‫ألوانه(‪ .)2‬ولذا سنحاول تحديد مفهوم الخطأ الجسيم(أوال)‪ ،‬ثم س لطة القض اء في تكيفيه‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم الخطأ الجسيم‬


‫إن غياب تعريف موحد ومحدد للخطأ الجس يم من ط رف المش رع يرجع إلى‬
‫ارتباط هذا األخير بالواقع وظروفه المتغيرة باس تمرار كما أنه يمكن أن يختلف من عمل‬
‫إلى آخر نظرا الرتباطه بذات الشخص المرتكب للخطأ وهو ب ذلك يتخذ –الخط أ‪ -‬في‬
‫مجال المسؤولية التقصيرية أشكاال متعددة قد يكون عمديا‪ ،‬وقد يكون غير عمدي‪ ،‬والقاسم‬
‫المشترك بينهما يكمن في اإلخالل بواجبات قانونية وأن ما يفرق بينهما هو قصد اإلضرار‬
‫بالغير الذي يتوفر في األول‪ ،‬غير أن الفقهاء قد اختلفوا حول ما إذا ك ان توقع حص ول‬
‫الضرر من قبل الفاعل يعتبر أمرا الزما لوجود هذا القصد‪ ،‬كما أن الخطأ غير العمدي أو‬
‫ما قد ينعته الفقه بخطأ اإلهمال‪ ،‬يختلف بحسب درجة جسامته فهناك الخطأ الذي ال يع ذر‬
‫عنه‪ ،‬والخطأ الجسيم في القانون الفرنسي(‪ ،)3‬وهذا األخير هو ذلك الخطأ الذي يؤدي إلى‬
‫ضرر كبير يتجاوز المألوف‪ ،‬وما يمكن أن يرتكبه شخص عادي أو تعبير أدق هو ال ذي‬
‫يحل االحتفاظ بالعالقة العقدية غير ممكنة‪ ،‬حتى أثناء مهلة اإلخطار ويكون بطبيعته سببا‬
‫مشروعا إلنهاء العقد(‪.)4‬‬
‫‪ - 1‬محمد عابي‪" :‬رقابة القضاء على فصل األجير" مؤسسة للطباعة والنشر « بنميد » ‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪ - 2‬سعد بناني‪" :‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل عالقة الشغل الفردية" الجزء الثاني‪ -‬المجلد الثاني ‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪ 1116‬و‬
‫‪.1117‬‬
‫‪ - 3‬محمد سعد جرنيدي‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.250‬‬
‫‪ - 4‬الخطأ الجسيم في ضوء االجتهاد القضائي لعبد الحميد مبروكي‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ورغم عدم تعريف القانون الخطأ الجسيم‪ ،‬إال انه أورد بعض الحاالت التي تعتبر‬
‫غل‬ ‫أخطاء فادحة بقوة القانون‪ ،‬ذلك على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬وال شك أن مدونة الش‬
‫بعد دخولها حيز التنفيذ أصبحت هي المرجع الرئيسي في تحديد مفه وم الخطأ الجس يم‪،‬‬
‫المبرر للطرد من خالل عرضها لح االت ه ذا الخطأ في الم ادتين ‪ 39‬و ‪ 40‬من نفس‬
‫ال‬ ‫القانون وهو ما ذهب إليه النظام النموذجي الصادر في ‪ 23‬أكتوبر ‪ 1948‬كأبرز مث‬
‫لمفهوم الخطأ الجسيم‪ ،‬حيث كان الفصل السادس من هذا النص القانوني قد حدد مجموعة‬
‫من األخطاء التي قد تصدر من األجير وتعتبر من األخطاء المبررة للفصل وسنحاول أن‬
‫نتطرق إلى حاالت اعترها المشرع أخطاء جسيمة قبل أن ننتقل إثبات الخطأ الجسيم‪.‬‬
‫أ‪ -‬حاالت اعتبرها القانون أخطاء جسيمة ‪:‬‬
‫إن األخطاء التي ذكرتها المادة ‪ 39‬من مدونة الشغل‪ ،‬والتي تبرر فصل األج ير‬
‫قد تضمنت معظم األفعال الواردة في الفصل السادس من النظام النموذجي‪ ،‬وال تعتبر إال‬
‫أمثلة بدليل عبارة "تعتبر بمثابة أخطاء جسيمة‪ ،‬يمكن أن تؤدي إلى الفصل وهو نفس األمر‬
‫الذي كان سائدا في ظل الق انون الق ديم‪ ،‬وكما أكد القض اء على ذلك في مجموعة من‬
‫اجتهاداته إال أنه مع ذلك يصعب تحديد تلك األخطاء س واء بنص وص خاصة أو بق وة‬
‫االجتهادات وفي بعض القطاعات والمهن يمكن تحديدها بواس طة ق رارات كل بحسب‬
‫نوعها‪ ،‬وإذا لم يحدد المشرع تلك الخطاء الجسيمة فيمكن إلزام المؤسس ات بوضع الئحة‬
‫تأديبية مضبوطة‪ ،‬حتى يعرف األجراء األخطاء الجسيمة المؤدية على الطرد‪.‬‬
‫دخل بنص‬ ‫ووجود مثل هذه اللوائح في األنظمة الداخلية ستمكن المشرع من الت‬
‫يحرم فيه اللجوء على الطرد ما لم يكن نتيجة اقتراف األجير أحد األخطاء ال واردة أصال‬
‫في الالئحة‪.‬‬
‫إال أن تلك األمثلة الواردة على سبيل المثال تثير بعض المشاكل من حيث تطيقها‬
‫على المستوى العملي‪ ،‬لذا يجب مناقشة أهمها وأكثرها تداوال في األحكام القضائية‪.‬‬
‫‪ -1‬ارتكاب جنحة ماسة بالشرف أو األمانة أو اآلداب العامة صدر بشأنها حكم‬
‫نهائي وسالب للحرية‬

‫‪34‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫هذا السبب يبقى معقوال إذا كانت األفعال ال تي أدت إلى الط رد من قبيل الجنح‬
‫الماسة باألمانة أو الشرف أو اآلداب العامة‪ ،‬ارتكبها األجير وصدر في حقها حكم نه ائي‬
‫وأن تكون العقوبة الصادرة بشأن ذلك سالبة للحرية‪.‬‬
‫إال أنه مع ذلك لم تكن دقيقة إلى ح دها‪ ،‬فيما يتعلق ب الجرائم حيث اس تعملت‬
‫بيل‬ ‫تعبيرات عامة‪ ،‬وحددت في ثالثة أنواع وكان من األولى تحديد هذه الجرائم على س‬
‫الحصر أو على األقل اإلشارة إلى بعض فصول القانون الجنائي‪ ،‬ذلك أن هذا األخير ميز‬
‫بين الجرائم الماسة بسيادة الدولة وأمنها‪ ،‬وبين الماسة بسالمة األسرة واألخالق العامة‪ ،‬أو‬
‫المتعلقة باألموال‪.‬‬
‫كما أن اشتراط صدور حكم نهائي يطرح سؤاال حول إمكانية إجراء بحث من قبل‬
‫المحكمة للتأكد من هذه األفعال في حالة عدم صدور هذا الحكم كأن يغفل المشغل س لوك‬
‫مسطرة متابعة األجير أو أن يخفف في حالة إدانته‪ ،‬في حالة حفظ الشكلية الموجهة‪ ،‬ضده‬
‫من قبل النيابة العامة‪ ،‬أو صدور حكم ببراءته منه ا‪ ،‬أو أن يك ون الحكم الص ادر ضد‬
‫األجير غ ير س الب للحرية كما في الحالة ال تي تك ون العقوبة الحبس ية فيها موقوفة‬
‫التنفيذ(‪.)1‬‬
‫‪/‬‬
‫‪ -2‬إفشاء سر مهني‬
‫وهو أن يعمد األجير على إفشاء أسرار مؤاجره والتي تربطه بمهنته مما قد يلحق‬
‫ضررا بالمقاولة‪ ،‬وهذا يعني أن اإلفشاء الذي ال يؤدي إلى إلحاق ضرر بالمقاولة ال يعتر‬
‫من قبيل الخطأ الجسيم وفي حالة إنكار هذا الضرر من قبل األج ير فعلى المش غل إثباته‬
‫والمالحظ أن الضرر الذي يتحدث عنه المشرع يجب أن يلحق بالمقاولة وبمفهوم المخالفة‬
‫هل يعني هذا أن المشغل إذا ك ان شخصا طبيعيا وانصب الض رر عليه ال يعت بر خطأ‬
‫جسيما؟ أو أن ذلك يترك أمر السلطة التقديرية للمحكمة‪ ،‬ال تي تعمل على دراسة كل حالة‬
‫وتقرر على ضوء ذلك ما تراه مناسبا‪.‬‬
‫‪ -3‬األفعال التي تشكل جرائم‬

‫‪ - 1‬محمد سعد جرندي‪ :‬مرجع سابق ص ‪.260‬‬

‫‪35‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫إن بعض هذه األفعال‪ ،‬تعد جرائم يعاقب عليها القانون الجنائي م تى تم ارتكابها‬
‫داخل المؤسسة أو خارجها إال أن المشرع أو جب العتبار هذه األفع ال المرتبكة من قبل‬
‫األجير أخطاء جسيمة داخل المقاولة وتحدث بتلك ضرر للمشغل‪.‬‬
‫*السرقة‪:‬‬
‫إن السرقة كخطأ جسيم والمعاقب عليها من قبل القانون الجن ائي ج اءت عامة‬
‫ومجردة إذ أنها تسري على جميع أنواع السرقات سواء كانت سرقة موصوفة والتي تشكل‬
‫جناية‪ ،‬أو كانت سرقة عادية وفي حالة كون هذه األخيرة زهيدة‪ ،‬فإنه يجب أن يترك األمر‬
‫غل أم ال‪،‬‬ ‫للسلطة التقديرية للمحكمة‪ ،‬من اجل تحديد ما إذا كان هناك ضرر ألحق بالمش‬
‫وبالتالي وجود خطأ جسيم أو انعدامه‪.‬‬
‫* خيانة األمانة ‪:‬‬
‫إن هذه الجريمة تندرج ضمن الجنح المرتبطة بجرائم األموال حيث يش ترط في‬
‫مثل هذه الجرائم صدور حكم نهائي كما هو الشأن بالنسبة للفصل السابق‪ ،‬الخاص بالجنحة‬
‫الماسة باألمانة‪ ،‬وهي بدورها تطرح إشكاال حول الحالة التي لم تصدر فيها المحكمة حكما‬
‫ضد األجير بمعنى أن المجال يبقى مفتوحا للسلطة التقديرية له ذه المحكمة للقي ام به ذا‬
‫اإلجراء‪.‬‬
‫والشك أن العالقة بين المشغل واألجير تنب ني على الثقة المتبادلة بينهم ا‪ ،‬وأن‬
‫ارتكاب السرقة أو خيانة األمانة يفقد الثقة بينهما‪.‬‬
‫* السكر العلني‪:‬‬
‫هذه النقطة بدورها تعد من الجنح ويعتبر شرط ارتكابها داخل العمل أو بمناسبته‬
‫الزما‪ ،‬وهي بدورها تثير مجموعة من التساؤالت هل المقصود بالسكر تناول الخمر داخل‬
‫المؤسسة ؟ وفي هذه الحالة لماذا لم يعتبر ضمن أخطاء المؤاجر الوارد في المادة ‪ 40‬من‬
‫مدونة الشغل‪ ،‬وما الحكم إذا تناوله األجير بسبب ش غله‪ ،‬أو إرض اء لرغبة زبنائه أو إذا‬
‫تناوله األجير مع المؤاجر أو مع أحد رؤساء األجير ؟ وهل المقص ود به أن ي أتي إلى‬
‫المؤسسة في حالة سكر ؟ كيف نحدد هذه الحالة ؟ هل نعتمد المرس وم الص ادر في ‪14‬‬

‫‪36‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫نونبر ‪ 1967‬حول السكر العلني والمقصود به الس كر ال بين ومع ذلك يبقى المقص ود‬
‫بالسكر البين غير واضح في التشريع المغربي عكس ما عليه في التشريع المصري الذي‬
‫ني في جميع‬ ‫نص صراحة على ذلك فألحق بالسكر حتى تعاطي المخدرات والسكر العل‬
‫اء‬ ‫حاالته قد تنتج عنه مجموعة من األخطاء قد تبسب صررا بالمقاولة وتعد بمثابة أخط‬
‫جسيمة إذ أن األجير لذي يكون في حالة س كر يح دث ارتباكا داخل المقاولة بإح داث‬
‫الضوضاء أو القيام بتصرفات غير الئقة أو القيام بعمله بالشكل الغير المطلوب‪.‬‬
‫*تعاطي مادة مخدرة‪.‬‬
‫إن ما يمكن القول عن هذه الجنحة ينطبق على السكر العلني بل وإن خطورة هذه‬
‫ذي‬ ‫المخدرات هي اكبر إذ باتخاذنا للمفهوم الواسع لهذه المواد يمكن أن ندرج التدخين ال‬
‫صدر بشأنه قانون يمنعه بموجب نظرا لما يشكل من خطورة أك ثر في المؤسس ات أو‬
‫المقاوالت التي تستعمل أو تنتج مواد قابلة لالشتعال كمعامل إلنتاج المالبس أو محط ات‬
‫لتوزيع الوقود أو مصنع لتعبئة قنينات الغاز‪...‬إلخ‪.‬‬
‫*االعتداء بالضرب‪.‬‬
‫هذه الجريمة تدخل ضمن الجرائم الماسة سالمة جسم اإلنسان وهي بذلك تتضمن‬
‫جميع االعتداءات مهما كانت خطورتها ونسبة العجز الذي يترتب عنها للضحية وقد تكون‬
‫أخطر من ذلك بكثير حينما تصل إلى جناية الضرب أو الجرح المفضي إلى عاهة أو إلى‬
‫القتل دون نية إحداثه‪.‬‬
‫كما أن المقصود بذلك االعتداء الموجه إلى شخص داخل محل العمل مهما ك ان‬
‫مركزه بل يمكن أن يتعدى ذلك إلى االعتداء على أجنبي عن محل العمل كأن يتعلق األمر‬
‫بزبون أو أي شخص يتواجد به‪.‬‬
‫*السب الفادح‪.‬‬
‫كثيرا ما يثار هذا السب من طرف أرباب العمل وهذا ما يثير ع دة مش اكل من‬
‫أهمها أوال تحديد مفه وم السب الف ادح وهنا ال نجد أي ق رار للمجلس األعلى يوضح‬
‫المقص ود به ولكننا نثمن ذلك بحكم ص ادر عن ابتدائية طنجة في ‪ 2‬يولي وز ‪1990‬‬

‫‪37‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫اعتبرت السب كمصطلح قانوني عرفه الفصل ‪ 443‬من ق ج بأنه كل تعب ير ش ائن أو‬
‫عبارة تحقير أو قدح ال تتضمن نسبة أي واقعية معينة وانطالقا من هذا المفهوم اعت برت‬
‫المحكمة بأن ‪ Arrètey de nous emmerdey vous m’emmerdey‬التي فاه بها‬
‫الصحفي في إذاعة ميدي آن أحمد أفزران تجاه م ديرها ال تفيد السب ال وارد في الفصل‬
‫السادس من النظام النموذجي ما دامت تعني لغويا أنك تزعجني أو تض جرني فتوقف عن‬
‫إزعاجنا(‪.)1‬‬
‫*التحريض على الفساد‪.‬‬
‫مة الالزمة داخل محل‬ ‫يعتبر هذا الفعل من التصرفات التي تخل بالوقار والحش‬
‫العمل ويدخل ضمن ذلك التحرش الجنسي مما يفرض االستعانة بقواعد القانون الجن ائي‬
‫للتأكد من مدى حدوث هذا الفعل سواء كان صادر عن األجير الذكر أو األجيرة األنثى‪.‬‬

‫‪ -‬حكم رقم ‪ 90 /131‬في قضية طرد فيها أقررات الصحفي بإداعة ميدي آن ( غير منشور)‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪38‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪/‬‬
‫‪ -4‬رفض إنجاز شغل من اختصاص األجير عمدا أو بدون مبرر‪.‬‬
‫ان‬ ‫هذا الخطأ ال يكون واضحا إال بالنسبة للعمال المتخصصين‪ ،‬واألطر وإذا ك‬
‫عقد الشغل كتابيا ونص فيه تحديدا على اختصاص األجير أما في أغلب الح االت ف إن‬
‫المشكل يبقى مطروحا حول مفهوم االختصاص وال يكون أمام المحكمة سوى اللجوء إلى‬
‫العرف المهني وعلى كل فإن رفض األجير تعتبره العمل الذي اش تغل فيه م دة معينة ال‬
‫يعتبر خطأ جسيما وال يمكن للمؤسسة أن تعبره مستقيال وهنا قرار للمجلس األعلى قضى‬
‫به بتأييد حكم قضى بأداء الرواتب المستحقة ألجيرا أوقفته المؤسسة عن العمل لمدة غ ير‬
‫محدودة دون أن تحيله على التقاعد أو تعينه في منصب محدد بعد أن خيرته بين التقاعد أو‬
‫شغل عمل غير ما كان يقوم به لكنه لم يفعل وبقي متوقفا عن العمل والمحكمة اعتبرت بأن‬
‫العالقة لم تنته بل هي متوقفة ليس إال لذلك على المؤسسة أداء كل المس تحقات لألج ير‬
‫وإرجاعه إلى منصبه السابق(‪.)1‬‬
‫‪ -5‬التغيب بدون مبرر‪.‬‬
‫لقد كان يعبر عن هذا الفعل في النظام النموذجي ترك العمل عمدا وبدون م برر‬
‫وهو بذلك يختلف عن االستقالة التي يحترم فيها األج ير الش روط القانونية على أن ذكر‬
‫النص لعبارة بدون مبرر تعني أن هناك حاالت يمكن لألجير التغيب فيها والمدونة الجديدة‬
‫للشغل بينت أسباب التغيب بدون مبرر لتسلك بذلك مسلك النظ ام النم وذجي في الب اب‬
‫الخامس من القسم الثالث المتعلق بمدة الش غل‪ ،‬اإلج ازات الخاصة ببعض المناس بات‬
‫ورفض التغيب ألسباب شخصية ويحتوي هذا الباب على المواد من ‪ 263‬إلى ‪ 278‬حيث‬
‫خصصت الفرع األول اإلجازة بمناسبة الوالدة والفرع الثاني إجازة الم رض حيث حمل‬
‫الفرع الثالث بعض التغيبات‪.‬‬
‫فالتغيب عن العمل إذا تج اوز الحد المس موح به قانونيا وكما نصت على ذلك‬
‫مدونة الشغل يعتبر غير مبرر ويتحول إلى ما يمكن اعتباره استقالة حكمية لتكون المدونة‬

‫‪ - 1‬أشار إليه األستاذ العتيقي في محاضراته لسنة ‪ 1995 – 1994‬ص ‪.209‬‬

‫‪39‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫بذلك دقيقة أكثر حينما أشارت إلى شروط التغيب في المادة ‪ )2(272‬منها خالفا لما ك ان‬
‫عليه الحال في النظام النموذجي‪.‬‬
‫دا أو نتيجة‬ ‫‪ -6‬إلحاق ضرر جسيم بالتجهيزات أو اآلالت أو المواد األولية عم‬
‫إهمال فادح‪.‬‬
‫بالنسبة لإلضرار بالمؤسسة فهذا الخطأ يدخل في باب اإلتالف وال ذي يلحق فيه‬
‫األجير ضررا جسيما بممتلكات المشغل وباألخص التجهيزات واآلالت أو الم واد األولية‬
‫شريطة أن يكون الفعل المتسبب للضرر متعمد أو أن يكون نتيجة إهمال فادح‪.‬‬
‫‪ -7‬ارتكاب خطأ نشأت عنه خسارة مادية للمشغل‪.‬‬
‫إن الحديث عن ارتكاب الخطأ من طرف األجير والذي تنشأ عنه خسارة جسيمة‬
‫ير يلحق‬ ‫للمشغل يقتضي منا استحضار الخطأ األول ألن النتيجة فيهما واحدة إذ أن األج‬
‫ضررا جسيما بممتلكات المشغل إذ أن الضرر الجسيم سواء كان بسبب مباشر أو أنه كان‬
‫ناتجا عن خطأ ارتكبه األجير والحق ضررا بالمشغل‪.‬‬
‫‪ -8‬استعمال أي نوع من أنواع العنف واالعتداء الب دني الموجه ضد أج ير أو‬
‫المشغل أو من ينوب عنه لعرقلة سير المقاولة‪.‬‬
‫اجرة داخل‬ ‫هنا األمر واضح إذ يتعلق بمساس بنظام المؤسسة وهذا أشبه بالمش‬
‫المؤسسة كما جاءت في الفصل ‪ 6‬من النظام النموذجية وبمناقشة أهم األسباب المؤدية إلى‬
‫فسخ وإنهاء العالقة الشغيلة التي تربط األجير بالمؤاجر يبقى مشكل إيجاد معايير مح ددة‬
‫للخطأ الجسيم وهذا ما فتح مجال اآلراء الفقهية لمحاولة إيج اد مع ايير تض من الحماية‬
‫لألجير ليستمر في عمله‪ ،‬معتمدين في ذلك على عناصر موضوعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬إثبات الخطأ الجسيم‪.‬‬
‫ادا‬ ‫إن مسألة تحديد الطرف الذي يكون عليه إثبات الخطأ أثارت نقاشا قانونيا ح‬
‫حول الخروج عن القاعدة المدنية في اإلثبات بأن البينة على من ادعى بحيث يتم نقل عبء‬
‫ذي اتخذ‬ ‫اإلثبات من األجير الذي يدعي انتقاء الخطأ المنسوب إليه من طرف المشغل ال‬
‫‪ - 2‬تنص المادة ‪ 272‬م ش يمكن للمشغل أن يعتبر األجير في حكم المستقيل‪ ،‬إذ زاد غيابه لمرض غير المرض المهني أو لحادثة غير حادثة‬
‫الشغل على مائة وثمانين يوما متوالية خالل فترة ثالث مائة وخمسة وستين يوما أو فقد األجير قدرته على االستمرار في مزاولة شغله‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫اإلجراء التأديبي ذلك أن القاعدة المدنية في اإلثبات لو طبقت تمامها فقد يك ون س كوت‬
‫الشغل عن أسباب الطرد كافيا في معظم الحاالت لكي يخسر دعواه(‪.)1‬‬
‫ليقع بذلك على عاتق المشغل إثبات الخطأ الجسيم الذي ثبت بكل وسائل اإلثب ات‬
‫المتاحة له والتي قد تكون كتابية أو شفوية ذلك أنه ما دام األجير يتعلق بواقعة مادية ف إن‬
‫اإلثبات يكون حرا بل إن االجتهاد القضائي لم يرى أي مانع من اعتماد ش هادة الش هود‬
‫الذين يرتبطون مع المشغل عقد عمل وما يترتب على ذلك من وج ود عالقة تبعية ما دام‬
‫األجير يمكن له في المقابل أن يستعين بهؤالء الشهود حيث يتحقق نوع من التوازن بينهما‬
‫في هذا اإلطار ومن الضر وري قبل إجراء بحث من قبل المحكمة باالستماع إلى الشهود‬
‫للتأكد من الخطأ الجسيم و بأن بتحدد من قبل المشغل بدقة الخطأ أو األخط اء المنس وبة‬
‫لألجير وذلك تحديد طبيعة الخطأ وظروف ارتكابه من حيث الزمان والمكان(‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلطة القضاء في تكييف الخطأ الجسيم‪.‬‬


‫إن األجير المفصول غالبا ما يتقدم بطلب التعويض عن الفصل التعسفي ع وض‬
‫طلب الرجوع إلى العمل وهذه التعويضات المنصوص عليها قانونا وهي عادة التع ويض‬
‫عن اإلخطار والفصل والضرر والقاضي باعتباره المسؤول عن مراقبة األسباب والوقائع‬
‫التي تمت بسببها فصل األجير وذلك من أجل معرفة ما إذا ك انت تتسم بالجس امة أو ال‪،‬‬
‫والرجوع إلى المادة ‪ 39‬من المدونة أمر ضروري ألنها ح ددت مجموعة من األخط اء‬
‫التي تعتبر بمثابة أخطاء جسيمة والتي ال بد للمحكمة أن تأخذها بعين االعتب ار وذلك بعد‬
‫اإلطالع على حقائق الوقائع المبينة في مقال الدعوى والقاضي في هذه الحالة مجير بالتقيد‬
‫بهذه األخطاء الواردة على سبيل المثال‪ ،‬وله أيضا أمر تحديد ما إذا كان الخطأ الم رتكب‬
‫من قبل األجير يتسم بالجسامة أم ال وذلك في غير الحاالت المنصوص عنها في المادة ‪39‬‬
‫أعاله والذي يؤدي بدوره إلى إنهاء العقد دون أي تعويض‪.‬‬

‫‪ - 1‬محمد بوعزيز‪ :‬السلطة التأديبية لرئيس المؤسسة وقطاع الشغل الخاص‪.‬‬


‫‪ - 2‬محمد سعد جرندي‪ :‬مرجع ساق ص‪.193 :‬‬

‫‪41‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ويرى البعض أن دوره هذا يبقى قائما كذلك بالنسبة لألخطاء التي ق د ت رد في‬
‫النظام الداخلي إذ أن المحكمة هي المختصة الوحي دة للنظر في األهمية ال تي ينبغي أن‬
‫توكل إلى القاضي كحكم بين الطرفين(‪.)1‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الرقابة القضائية على فصل األجير‪.‬‬


‫تعتبر الرقابة القضائية من أهم الوسائل المعتم دة من ط رف القض اء من أجل‬
‫تي تطمح من خاللها إلى‬ ‫مراقبة مدى تطبيق القوانين والتشريعات التي تسنها الدولة وال‬
‫التقدم واالزدهار وتحقيق المساواة بين أط راف العالقة القانونية خاصة إذا ك انت ه ذه‬
‫الرقابة على ميدان حساس ويعتبر المح ور الرئيسي في تق دم ال دول أال وهو المي دان‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫ولهذا فالرقابة القضائية على فصل األجير من المهام التي تتولها المحاكم بمختلف‬
‫درجاتها وذلك لضمان سير العدالة وتحقيق المساواة بين األجير الطرف الضعيف في هذه‬
‫العالقة والمشغل الذي يبقى ذلك الطرف الق وي ال ذي ال يهمه س وى تحقيق ال ربح‬
‫االقتصادي ووفرة اإلنتاج دون مراعاة االهتمام للعمال في مقاولته‪.‬‬
‫إال أن لمحكمة ال تمارس هذه المهنة إال بتق ديم الطلب ممن له الص فة في ذلك‬
‫رع من أجل الحد‬ ‫وتتجلى أهمية هذه الرقابة في بعض القواعد العامة التي وضعها المش‬
‫قانونيا من سلطة المشغل في مقابل تمتيع األجير بالمساعدة القضائية مراع اة لظ روف‬
‫ات‬ ‫المادية لألجراء باإلضافة إلى عبء اإلثبات الذي يقع على عاتق المشغل ( عبء إثب‬
‫الخطأ المنسوب لألج ير) وه ذا ما أكدته محكمة التمي يز في األردن في قرارها ج اء‬
‫فيه"‪...‬يقع على عاتق المشغل إثبات ارتكاب العامل مخالفة من المخالف ات المنص وص‬
‫عليها في المادة ‪ 17‬من قانون المشغل (‪ )2‬وعليه في جميع الحاالت وطبقا للقواعد العامة‬
‫فإن األجير يستطيع في أي وقت أن يلجأ إلى الحماية القضائية عند صدور عقوبة تأديبي ة‬
‫في حقه من طرف مشغله وي رى أنها تعس فية وهنا يب دأ دور المحكمة في التحقق من‬
‫مشروعية أو عدم مشروعية العقوبة ومدى تناسبها مع جس امة الخطأ من جهة وم دى‬
‫محمد سعد بناني‪ :‬المجلد الثاني‪ ،‬م س ص‪.1998 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫بشرى العلوي‪ :‬مرجع سابق صفحة‪.164 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪42‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫التزام المشغل عند ممارسة السلطة التأديبية بالقواعد التي وضعها المشرع من جهة أخرى‬
‫وفي الحالة التي يتأكد القاضي من عدم وجود المخالفة حكم ببطالن الجزاء التأديبي الموقع‬
‫على األجير وحكم بتعويض عن الضرر الذي لحقه(‪ )1‬وعليه فنطاق الرقابة القضائية ليس‬
‫واحدا وإنما نجد هذه الرقابة تتميز بمميزات عدة قد تكون رقابة قض ائية على الش روط‬
‫الشكلية وقد تكون رقابة قضائية على الشروط الموضوعية (‪.)2‬‬

‫أوال‪ :‬الرقابة القضائية على الشروط الشكلية‪.‬‬


‫إن الشروط الشكلية لم توضع إال لتقييد مبدأ حرية إنهاء عقد الشغل غير المح دد‬
‫المدة ومن هذه الشروط‪:‬‬
‫* االلتزام بمهلة اإلخطار‪:‬‬
‫ود يتضح‬ ‫من خالل تفحص المادتين ‪ 754‬و ‪ 755‬من قانون االلتزامات والعق‬
‫بأن المؤاجر يكون حرفي اتخاذ قرار الفصل دون أن يكون ملزما ب أن ي دلي ب المبرر‬
‫والدافع الذي جعله يضع حدا للعالقة التي تربطه باألجير إال أنه يبقى ملزم بمراع اة مهلة‬
‫اإلخطار للطرف اآلخر في المواعيد التي أقرها المشرع باإلضافة إلى أن الم ؤاجر يمكن‬
‫أن يفصل األجير ألسباب خاصة قد تكون اقتصادية أو تنظيمية وبه ذا يبقى متمتع بحرية‬
‫واسعة في فصل األج راء إال أن المدونة قي دت ه ذه الحرية في الفصل وجعلت رقابة‬
‫باب التكنولوجية‬ ‫القضاء واسعة في هذا النوع من الفصل حتى ال يتخذ المشغل هذه األس‬
‫ذريعة لتبرير فصل العمال (‪.)3‬‬
‫*االختصاص النوعي‪.‬‬
‫بالرجوع إلى المادة ‪ 20‬من قانون المسطرة لمدنية نجدها تنص على أنه "تختص‬
‫‪ /‬في القضايا االجتماعية بالنظر في المنازعات الفردية المتعلقة بعقود‬
‫المحكمة االبتدائية‬
‫الشغل والتدريب المهني والخالفات الفردية التي لها عالقة بالشغل أو التدريب المه‪//‬ني‬
‫باإلضافة إلى‪ ".....‬وعليه إذا نازع أحد األطراف في االختصاص النوعي كما هو الحال‬

‫محمد الكشبور‪ :‬مرجع سابق صفحة‪.136 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫بشرى العلوي‪ :‬مرجع ساق صفحة‪.172 -166 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 66‬من مدونة الشغل‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪43‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫بالنسبة للمادة ‪ 13‬من قانون المحاكم اإلدارية ودفع بعدم اختصاص المح اكم العادية وأن‬
‫االختصاص يعود للمحاكم اإلدارية فعلى المحكمة أن تبث بحكم مس تقل في الموض وع‬
‫وهذا ما أكده قرار صادر عن الغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى(‪ )1‬وال ذي ج اء فيه "‬
‫حيث تبين ما عابه الطالب على القرار المطع ون فيه وذلك أن الم ادة ‪ 12‬من الق انون‬
‫اص من‬ ‫المحدث للمحاكم اإلدارية تنص على ما يلي‪ " :‬تعتبر القواعد المتعلقة باالختص‬
‫قبيل النظام العام ولألطراف أن يدفعوا بع دم االختص اص الن وعي في جميع مراحل‬
‫إجراءات الدعوى وعلى الجهة القضائية المعروفة عليها القضية أن تثيره تلقائيا كما تنص‬
‫المادة ‪ 13‬من نفس القانون على ما يلي " إذ أثير الدفع بعدم االختصاص أمام جهة قضائية‬
‫عادية أو إدارية وجب عليها أن تثبت بحكم مستقل وال يجوز لها أن تضمه إلى الموضوع‬
‫ولألطراف أن يستأنفوا الحكم المشوب بعدم االختصاص أيا كانت الجهة القضائية الصادر‬
‫عنها أمام المجلس األعلى الذي يجب عليه أن يبث في األمر داخل أجل ‪ 30‬يوم يبتدئ من‬
‫يوم تسلم كتابة الضبط لملف االستئناف ولما ك انت محكمة االس تئناف قد أي دت الحكم‬
‫االبتدائي الذي أجاب عن ال دفع بع دم االختص اص الن وعي وهو بص دد الفصل في‬
‫الموضوع ولم يبث فيه بحكم مستقل يك ون قرارها المطع ون فيه الص ادر على النحو‬
‫المذكور غير مرتكز على أساس قانوني سليم لخرقة الم ادة ‪ 13‬من الق انون المح دث‬
‫للمحاكم اإلدارية المستبدل به ما يعرض للنقض"‬
‫* رسالة الرجوع إلى العمل في حالة إدعاء المشغل للمغادرة التلقائية لألجير‪.‬‬
‫يبقى على عاتق المشغل عبء إثب ات أنه س لك مس طرة الرج وع إلى العمل‬
‫وتوصل بها األجير ولم يرجع إلى عمله لكي تحكم المحكمة بثبوت المغ ادرة التلقائية في‬
‫حقه وبالتالي عدم االستحقاق ألي تعويض وهذا ما جاء في ق رار ص ادر عن المجلس‬
‫األعلى (‪ )2‬جاء فيه " حيث راسلت المشغلة األجيرة برسالة الرجوع إلى العمل وتوصلت‬

‫‪ - 1‬قرار عدد ‪ 415‬المؤرخ في ‪ 10/05/2006‬الملف االجتماعي عدد ‪ "،44/5/1/2006‬قرارات المجلس األعلى أهم القرارات الصادرة في‬
‫المادة اإلجتماعية"‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة ‪.2007‬‬
‫‪ 2‬قرار عدد ‪ 455‬صادر عن الفرقة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 2005 /04 /17‬ملف ‪ 2005 /120‬غير منشور‪ .‬بشرى العلوي مرجع‬
‫سابق ص ‪.168‬‬

‫‪44‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫بها ولم تعود إلى عملها مدعية أنها منعت من الدخول إلى مقر العمل دون إثب ات ذلك (‪)3‬‬
‫وكان جواب المجلس األعلى" لكن حيث أن المحكمة لما ثبت لديها أن المش غلة راس لت‬
‫األجيرة وأمهلتها مدة ‪ 48‬ساعة قصد االلتحاق إلى العمل وأن إدعاء األج يرة أنها منعت‬
‫من الدخول إلى مكان العمل بقي بدون إثبات فك ان ما نصت عليه المحكمة من اعتب ار‬
‫األجير في حالة مغادرة تلقائية ورتب األثر القانوني لذلك كان قرارها مرتكز على أساس‬
‫والوسيلة ال سند لها فقضي المجلس برفض طلب النقض"‬

‫ثانيا‪ :‬الرقابة القضائية على الشروط الموضوعية‪.‬‬


‫جاءت المادة ‪ 36‬من المدونة بعدة تصرفات يمكن أن يقوم بها األجير دون إضفاء‬
‫صفة خطأ جسيم على تلك التصرفات من قبل المؤاجر ومن بين هذه األمور‪:‬‬
‫االنتماء النقابي أو ممارسة مهمة الممثل النقابي أو المساهمة في أنش طة نقابي ة‬
‫تخلص الرقابة‬ ‫خارج أوقات العمل إلى غيرها من الحاالت من خالل مضمون المادة نس‬
‫القضائية الموضوعية التي تكمن في منع تسلح المشغل بهذه الم بررات إلعتب ار الفعل‬
‫المرتكب من طرف األجير خطأ جسيم حيث يمكن للمشغل اللج وء إلى عقوب ات تأديبية‬
‫دون الفصل عند ارتكاب خطأ غير جسيم وهذه العقوبات أوردها المشرع في الم ادة ‪37‬‬
‫من مدونة الشغل والمتمثلة في اإلنذار التوبيخ‪ -‬التوبيخ الثاني – أو التوقف عن العمل لمدة‬
‫لطة‬ ‫‪ 8‬أيام ثم التوبيخ الثالث أو النقل إلى مصلحة أخرى مع مراعاة سكن األجير من س‬
‫المشغل إال أن المشرع أعطى لهذا األخير حرية فصل األجير ال ذي اس تنفدت في حقه‬
‫داخل أجل سنة العقوبات التأديبية األربعة السابقة إال أن هذه اإلمكانية الممنوحة للمش غل‬
‫في الفصل تكتسي بعض الخطورة كما قالت األستاذة بشرى العلوي فالمش غل بإمكانه أن‬
‫يخلق عقوبات تأديبية ليصل إلى األعداد األربعة داخل السنة يصدر على األقل تأديب كل‬
‫ثالثة أشهر ويحصل بعد ذلك على إمكانية فصل األجير دون تعويض ويك ون قد ص نع‬
‫الحجة بيده مع العلم أن األجير هو الطرف الضعيف في العالقة الش غلية عكس المش غل‬

‫‪ - 3‬هذا ما أكده قرار صادر عن المجلس األعلى عدد ‪ 211‬المؤرخ في ‪ 2003 /03 /11‬الملف االجتماعي عدد ‪ 2002 /458‬الذي جاء "فيه‬
‫لما كان عقد العمل الرابط بين الطرفين قد توقف بسبب اإلضراب الذي شارك فيه األجير فإن هذا األخير هو الذي يقع عليه عبء إثبات رجوعه‬
‫للعمل بعد انتهاء اإلضراب ومنع المشغلة له"‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الذي يمكن له إثبات الخطأ لكل تأديب يصدره وهذا ي دخل في إط ار ب اب التعسف في‬
‫استعمال الحق وستكون النتيجة هي إثقال كاهل المحاكم بالتسريحات التي يكون سببها هذا‬
‫النوع من الفصل رغم المراقبة القضائية على هذه التأديبيات(‪.)1‬‬
‫انون‬ ‫فقانون الشغل يتسم عموما بطبيعته التقليدية التي تميزه عن باقي فروع الق‬
‫األخرى وهذه الميزة تتجلى في طابعه الحمائي أي وقوف قانون الشغل إلى جانب الطبقات‬
‫العمالية وهي في إطار المواجهة مع أصحاب المق اوالت وأرب اب العمل وذلك من أجل‬
‫تمكينهم من الحصول على حقوقهم بأسرع وأيسر الطرق دون نفقات كتمتيعهم بالمساعدة‬
‫القضائية وتيسير إجراءات رفع الدعوى وجعل التعويضات المحكوم بها مشمولة بالنف اذ‬
‫المعجل (‪ )2‬وجاء أيضا في المادة ‪ 41‬من مدونة الشغل "يحق للطرف المتضرر في حالة‬
‫رر كما ال يمكن‬ ‫إنهاء عقد الشغل من الطرف اآلخر تعسفيا مطالبته بالتعويض عن الض‬
‫للطرفين أن يتنازال مقدما عن حقهما المحتمل في المطالبة بالتعويضات الناتجة عن إنهاء‬
‫العقد سواء كان تعسفيا أو ال كما أعطت هذه المادة لألجير المفص ول عن عمله تعس فيا‬
‫إمكانية اللجوء إلى مسطرة الصلح التمهيدي المنصوص عليه في الم ادة ‪ 532‬من مدونة‬
‫الشغل وذلك لطلب الرج وع إلى العمل أو الحص ول على تع ويض وفي حالة انته اء‬
‫المسطرة إلى منح التعويض يوقع األجير توصيل استسالم مبلغ التع ويض إض افة إلى‬
‫توقيع المشغل ويجب أن يصادق على هذا التوصيل من طرف الجه ات المختصة ويوقعه‬
‫بالعطف العون المكلف بتفتيش الشغل ويعتبر هذا االتفاق نهائي وغ ير قابل للطعن إال أنه‬
‫في حالة عدم التوصل إلى االتفاق خالل مسطرة الصلح يحق لألجير رفع دع وى أم ام‬
‫المحكمة المختصة يطلب فيها إما الرجوع للعمل أو الحكم له ب التعويض إذا ثبت للقاضي‬
‫أن هذا األجير فصل عن عمله تعسفيا يقوم القاضي بتحديد مبلغ تعويض على أساس أجر‬
‫شهر ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة دون أن يتعدى سقف ‪ 36‬شهر‪.‬‬

‫‪ -‬بشرى العلوي مرجع سابق ص‪.169 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬سعيد بناني‪" :‬قانون الشغل المغربي في ضوء مدونة الشغل عالقات الشغل الفردية" الجزء األول‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.309 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪46‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ثالثا‪ :‬موقف القضاء من رسالة الطرد الموجهة لألجير‪.‬‬
‫من خالل الرجوع إلى مجموعة من الق رارات الص ادرة عن المجلس األعلى‬
‫يالحظ أن هناك بعض القرارات التي تلزم المشغل بتبليغ األجير بالفصل عن طريق البريد‬
‫المضمون تحت طائلة اعتبار الطرد تعسفيا بينما هناك قرارات أخ رى لم تعت بر الكتابة‬
‫شرط الزم في اإلشعار بالفصل‪.‬‬
‫وعليه يمكن التمييز في إطار موقف المجلس األعلى من ضرورة توجيه اإلشعار‬
‫بالفصل بين نوعين ومن الحاالت وهي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬حاالت يعتبر فيها اإلشعار بالفصل ضروريا‪.‬‬
‫لقد شدد المجلس األعلى في مجموعة من القرارات على مجموعة من اإلجراءات‬
‫المرتبطة بهذا التبليغ وعليه يمكن التمييز بهذا الخصوص بين تبليغ رس الة الط رد إلى‬
‫األجير وبين تبليغ نسخة منها إلى مفتش الشغل وبين تسليمها لألجير ي دا بيد وإن ك انت‬
‫المدونة تعطي الخيار للمشغل بين تبليغ مقرر الفصل بالبريد وبين تسليمه لألجير‪.‬‬
‫*تبليغ رسالة الطرد إلى األجير بالبريد المضمون‪:‬‬
‫جاء في قرار صادر للمجلس األعلى "بمقتضى الفصل‪ 6‬من قرار ‪-10 -23‬‬
‫اعة من معاينة‬ ‫‪ 1948‬فإن المؤاجر ملزم بإشعار األجير بفصله عن العمل داخل ‪ 48‬س‬
‫الخطأ الفادح بموجب رسالة مض مونة الوص ول(‪ )1‬ويالحظ أن المدونة احتفظت بنفس‬
‫المقتضى من خالل المادة ‪ 63‬وجاء في ق رار آخر التأكيد على ض رورة التقيد به ذه‬
‫المسطرة ورتب على عدم احترامها اعتبار الطرد تعسفيا جاء في مضمون القرار" يتعين‬
‫إلنهاء عقد العمل أن يوجه المشغل إنذار لألجير وإشعارا" بالفصل طبق ما يقرره القانون‬
‫وإال اعتبر الفصل تعسفيا حين فرض أن األجير هو الذي غادر العمل من تلقاء نفسه ف إن‬
‫اوز المحكمة‬ ‫القانون ال يعفيه من ذلك اإلشعار‪ )2(...‬بل إن إحدى القرارات اعتبرت تج‬
‫للبحث عن الخطأ الجسيم دون التأكد من احترام المسطرة يعرض حكمها للنقض حيث جاء‬

‫‪ - 1‬قرار المجلس األعلى عدد‪ 410‬الصادر تاريخ ‪ 1983 04 -26‬في الملف االجتماعي عدد ‪ 95567‬المنشور بمجلة المغربية ‪ /‬هيئة المحامين‬
‫بالدار البيضاء العدد ‪ 32‬يوليوز – غشت ‪ 1984‬الصفحة ‪.45 /145‬‬
‫‪ - 2‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ 707‬الصادر بتاريخ ‪ 1984 /11 /12‬في الملف االجتماعي عدد ‪ 5112‬المنشور بمجلة قضاء المجلس العلى‬
‫عدد ‪ -11- 39‬نونبر ‪ 1986‬الصفحة ‪.139 /137‬‬

‫‪47‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫فيه ما يلي " طالما أن األجير لم يتوصل بأي إشعار يكون الم ؤاجر قد فسخ العقد بص فة‬
‫تعسفية وإعراض القرار عن تطبيق مسطرة تبليغ اإلنذار والتص دي للبحث في ثب وت‬
‫الخطأ الفادح المؤدي إلى الطرد ويكون قد خرق الفصل أعاله وبذلك يتعرض للنقض(‪.)1‬‬
‫كما أن هناك بعض القرارات اعتبرت ه ذا اإلج راء الزما في حالة المغ ادرة‬
‫التلقائية فقد جاء في قرار يؤكد هذا القول‪ ":‬إن اإلشعار بالطرد ال يكون معيبا شكال إن لم‬
‫‪-10‬‬ ‫يتضمن اإلشارة إلى الفصل السادس من النظام النموذجي الصادر بت اريخ ‪-23‬‬
‫‪ ،1948‬طالما أن المشغل ضمنه سبب الطرد إن الفصل عن العمل يكون م بررا قانونا‬
‫متى أنذر بااللتحاق بالعمل بموجب رسالة مع اإلشعار باالس تالم ولم ي دل ما يثبت أنه‬
‫التحق بهذا العمل أو عرض نفسه على المش غلة للعمل أو أن له ع ذرا ش رعيا يس مح‬
‫بالتغيب(‪.)2‬‬
‫وتبقى الغاية من توجيه الرسالة ليس هي فقط اإلشعار بواقعة الطرد وإنما تضمين‬
‫ادر‬ ‫األسباب التي بني عليها الطرد وهذا ما تم تأكيده من خالل قرار للمجلس األعلى ص‬
‫في الموضوع‪ ":‬إن الفصل ‪ 6‬من القرار النموذجي يلزم المشغل توجيه رس الة تتض من‬
‫بصفة واضحة أسباب الطرد وما دفعت به الطاعنة من أنها بينت ه ذه األس باب أم ام‬
‫المحكمة ال يحل محل رسالة الطرد(‪.)3‬‬
‫*تبليغ نسخة من رسالة الطرد إلى مفتش الشغل‪.‬‬
‫إن من أهم القرارات الصادرة عن المجلس األعلى في هذا الصدد الق رار ع دد‬
‫‪ 122‬الصادر بتاريخ ‪" 1988 -3 -14‬جاء فيه إن طرد أي عامل ولو لسبب خطير‬
‫يستوجب إخطاره بذلك في ظرف ‪ 48‬ساعة من وقت إثبات الخطأ وذلك بواسطة رس الة‬
‫مضمونة الوصول تسلم نسخة منها إلى مفتش الشغل يعفى المشغل في حالة ارتكاب خطأ‬

‫‪ - 1‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ 417‬الصادر بتاريخ ‪ 1983 -4 -26‬في الملف االجتماعي عدد ‪ 82 /95762‬المنشور بمجلة المحاكم المغربية‬
‫هيئة المحامين بالدار اليضاء العدد ‪ 26‬يوليوز عشت ‪ 1983‬الصفحة ‪.71 /67‬‬
‫‪ - 2‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ 760‬الصادر بتاريخ‪ 1988-12-23‬في الملف عدد‪ 6304‬لمنشور بمجلة المعيار‪ ،‬هيئة المحامين بفاس‪ ،‬العدد‪-15‬‬
‫‪1989‬ص ‪113‬‬
‫‪ 3‬قرار المجلس األعلى الصادر بتاريخ ‪ 1995 -9 -5‬في الملف االجتماعي المنشور بمجلة اإلشعاع عدد ‪ 92 /86 /66‬هيئة المحامين بالقنيطرة‬
‫العدد ‪ 14‬يونيه ‪ 1996‬الصفحة من ‪ 87‬إلى ‪.89‬‬

‫‪48‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫جسيما من أجل سابق اإلعالم ال من اإلعالم المشار إليه في الفقرة الس ابقة(‪ )1‬يالحظ من‬
‫ترام‬ ‫خالل القرار أن هناك تمييز بين اإلعفاء من أجل سابق اإلعالم حيث اعتبر عدم اح‬
‫هذا األجل هو الذي يخول للمشغل‪ ،‬وأما تبليغ اإلشعار فيعتبر واجبا في هذه الحالة وعلى‬
‫خالف ذلك ال يعتبر اإلنذار ضروريا في حالة ارتك اب خطأ جس يم من قبل أج ير في‬
‫القطاع الفالحي‪.‬‬
‫* تسلم األجير نسخة من رسالة الطرد يدا بيد‪.‬‬
‫يتم اللجوء إلى هذا النوع من التبليغ في الحالة التي لم يسفر التبليغ البري دي عن‬
‫أي نتيجة‪.‬‬
‫وقد أعطت المدونة الخيار للمشغل في اختيار إح دى الوس ائل لتبليغ األج ير‬
‫بالفصل وهناك العديد من القرارات الصادر عن المجلس األعلى تؤكد على تبليغ األج ير‬
‫اء في‬ ‫لنسخة من رسالة الطرد عن طريق المناومة اليدوية ومن أهم هذه القرارات ما ج‬
‫القرار التالي‪.‬‬
‫رده عن‬ ‫" يجب على المشغل أن يخطر العامل بالخطأ الجسيم الذي يستوجب ط‬
‫طريق البريد المضمون ويسلم له نسخة من اإلنذار يد بيد‪.‬‬
‫لما اعتبرت المحكمة أن الطرد تعسفي لع دم إخط ار العامل باألخط اء ال تي‬
‫استوجبته لم تكن في حاجة إلى البحث عن األسباب التي تبرره(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬حاالت ال يعتبر فيها اإلجراء ضروريا‪:‬‬
‫أبرز مثال لهذه الحالة هو القرار الصادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 21‬دجنبر‬
‫‪ 1972‬الذي اعتبر قرينة منع األجير من الدخول إلى المعمل وإقراره بهذه الواقعة بمثابة‬
‫إشعار بالفصل من العمل معلال ذلك بأن القانون لم يشترط أية طريقة لهذا اإلشعار‪.‬‬
‫وقد جاء في القرار ما يلي‪ ":‬حيث إن طالب النقض يعترف في جميع مذكراته بأن‬
‫الشركة منعته من الدخول إلى معاملها وكان هذا المنع المعترف به يعد فصال وتبليغا لهذا‬

‫‪ - 1‬قرار عدد ‪ 122‬الصادر بتاريخ ‪ 1988 -3 -14‬في الملف االجتماعي عدد ‪ 87 /8383‬المنشور بمجلة المحاكم المغربية هيئة المحامين‬
‫بالدار البيضاء العدد ‪ 55‬مايو‪ -‬يوليوز ‪ 1988‬المجلد ‪ 9‬الصفحة من ‪ 104‬إلى ‪.106‬‬
‫‪ - 2‬قرار عدد ‪ 86‬المؤرخ ‪ 1986 /3 /17‬في الملف عدد ‪ /85 /6206‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى العدد ‪ 46‬الصفحة ‪.152 /149‬‬

‫‪49‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الفصل ما دام أن القانون المغربي ال يش ترط أي طريقة خاصة إلش عار اآلخر بوق وع‬
‫الفصل" (‪.)1‬‬
‫وفي نفس اإلطار لم تعتبر إحدى قرارات المجلس األعلى اإلشعار بالفصل الزما‬
‫في حالة تقديم األجير الستقالته وهو أمر منطقي ما دامت االستقالة تشكل فس خا لألج ير‬
‫بإرادته لمنفردة فهي تكون الزمة وال تتطلب فسخا مقابل من المشغل من خالل اإلش عار‬
‫بالطرد ذلك أن الفسخ من الجانبين غالبا ما يكون بمقتضى االتفاق وفي إطار الصلح الذي‬
‫قد يتم بينهما‪.‬‬
‫وقد جاء في هذا القرار ما يلي‪ ":‬حيث إن الطاعن أكد في كل أطور القضية أنه لم‬
‫يسبق له أن طرد المطلوب في النقض وأن هذا األخير هو ال ذي غ ادر عمله ليعمل في‬
‫مقهى أخرى وأدلى بشهادة مفتش الشغل أثبت فيها هذا األخير أن األجير غ ادر عمله من‬
‫تلقاء نفسه ليعمل بمقهى جديد كما أكد أنه ال زال على استعداد إلرجاع المدعي لعمله ومع‬
‫ذلك فإن محكمة االستئناف ردت على ذلك بكون شهادة مفتش الشغل ال تحل محل اإلنذار‬
‫الذي ألزمه القانون مع أن القانون لم يرفض توجيه اإلنذار إال في حالة فصل األجير عن‬
‫عمله كما يقضي بذلك الفصل ‪ 6‬من القرار ‪ 1948 -10 -23‬وخصوصا أن المشغل‬
‫أبدى رغبته في رجوع األجير إلى عمله وبذلك ج اء الق رار ال ذي قضي للمطل وب‬
‫بتعويضات عن سابق اإلعالم والطرد غير مرتكز على أساس(‪.)2‬‬

‫‪ - 1‬سعيد بناني‪ :‬الجزء األول ‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.602‬‬


‫‪ 2‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ 2545‬الصادر بتاريخ ‪ 1990 -10 -29‬في الملف االجتماعي عدد ‪ 88 /10276‬الوارد ضمن مجموعة قرارات‬
‫المجلس األعلى الموجهة إلى المحاكم غير منشور‪ :‬سعد جرندي الطرد التعسفي لألجير الطبعة الثانية ‪ 2007‬صفحة ‪.303‬‬

‫‪50‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫المطلب الث‪000000‬اني‪ :‬فصل األج‪000000‬ير ألس‪000000‬باب خاصة‬
‫ومشتركة‪.‬‬
‫إن أسباب فصل األج ير كث يرة ومتنوعة منها ما هو خ اص بطبيعة العقد أو‬
‫بأطراف العقد ومنها ما هو عام ومشترك بين جميع العقود بصفة عامة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األسباب الخاصة إلنهاء عقد الشغل‪.‬‬


‫أوال‪ :‬األسباب الخاصة نظرا لطبيعة العقد‬
‫‪ -1‬العقد المحدد المدة‪ )1( :‬ينتهي عقد الشغل المحدد المدة إما‪:‬‬
‫* بحلول أجله‪ :‬ينتهي عقد العمل بصفة تلقائية بانتهاء األجل المقرر له أو ب أداء‬
‫العمل الذي كان محال له ويتميز عقد الشغل المحدد الم دة بغي اب أجل اإلخط ار ويبقى‬
‫عنصر المفاجأة مستبعد عند هذا النوع من العقود سواءا بحلول أجله أو بانته اء العمل إذ‬
‫لكل طرف التحلل منه بمجرد حلول األجل‪.‬‬
‫*قبل حلول أجله‪ :‬قد يتم إنهاء عقد الشغل قبل التاريخ المح دد له أو قبل انته اء‬
‫العمل محل العقد وفي ذلك إعمال أحد الطرفين لإلنهاء بصفة منف ردة وبالت الي اإلخالل‬
‫بااللتزام العقدي الذي ال يج يز من حيث المب دأ التحلل دون موافقة الط رف األخر ففي‬
‫غياب األسباب المشتركة إلنهاء العقود يكون كل من المتعاق دين مل زم بتنفيذ العقد وإال‬
‫عرض نفسه للمسؤولية التعاقدية بما فيها التع ويض عن الض رر إال أنه يجب اس تبعاد‬
‫التعويضات الناتجة عن اإلنهاء في حالة وجود مبرر مع أخذ هذا المبرر بنوع من الحيطة‬
‫والحذر وإن كان عقد الشغل المحدد المدة يتضمن أجال محددا بصفة مسبقة مع روف منذ‬
‫إبرام العقد فإن هناك عقود يرتبط إنهائها بحدث معين ويبقى الطرف اآلخر ينتظر وق وع‬
‫الحدث فإن األمر هنا يختلف ليبقى لقاضي الموضوع سلطة تقدير الظرف‪.‬‬
‫والواقع أن العقد المحدد المدة قد ينتهي قبل أجله بإتف اق األط راف مع العلم أن‬
‫إمكانية اللجوء إلى الفسخ القضائي تظهر مقلصة ج دا ويبقى للمش غل إمكانية مقاض اة‬

‫‪ - 1‬سعيد بناني‪ :‬المجلد الثاني‪ ،‬م س ‪.941 -940‬‬


‫‪ -‬المادة ‪ 753‬قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫‪ -‬محمد شرقاني‪ :‬مرجع سابق‪.‬ص ‪152‬‬

‫‪51‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫األجير في حالة الخطأ الجسيم أو القوة القاهرة أو في الحالة التي يتغيب فيها األجير لم دة‬
‫طويلة أو بسبب المرض الذي يرى معه عدم الشفاء داخل الف ترة المح ددة من ط رف‬
‫المشرع من خالل المادة ‪ 272‬من مدونة الشغل التي تجعل األجير في حكم المستقيل‪.‬‬
‫‪-2‬العقد غير المحدد المدة‪ :‬إذا كان العقد المح دد الم دة في األصل يض من‬
‫االطمئنان على استقرار الشغل ولو لمدة معينة فإن األمر مخالف بالنسبة للعقد غير المحدد‬
‫المدة لكونه عقد مطبوع بعدم االستقرار والتخوف من إنهاء العقد من جانب واحد واألمل‬
‫ال‬ ‫في استمرارية هذا العقد ورغم صدور بعض النصوص الهادفة إلى التقليص من إعم‬
‫حق اإلنهاء باإلدارة المنفردة فإنها لم تستطيع بعد إيجاد إطار أكيد إلستقرار الشغل إذ بقيت‬
‫القاعدة المدنية هي اإلطار العام الذي يعطي للمتعاق دين الحق في التخلص من الط رف‬
‫اآلخر(‪ )1‬وتمنع من التعاقد مدى الحياة أو لمدة تبلغ من الط ول ال تزام األج ير ح تى‬
‫وفاته(‪.)2‬‬
‫وعليه فعقد الشغل غير المحدد المدة يبقى خاضع للمبدأ المدني ال ذي يف ترض‬
‫احترام أجل اإلخطار وعدم اإلنهاء بطريقة تعسفية وهما عنصران ملزمان لكل الط رفين‬
‫األجير والمشغل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األسباب الخاصة بأطراف العقد‪.‬‬


‫‪ -1‬األسباب الخاصة بالمشغل‪.‬‬
‫*الخطأ الجسيم لألجير‪.‬‬
‫إذا كان األصل في إنهاء العقد الشغل غير المحدد المدة باإلرادة المنفردة ال يتم إال‬
‫بإنذار الطرف اآلخر في العقد بالرغبة في إنهاء العقد فإن االستثناء هو أنه يمكن للمش غل‬
‫فصل األجير دون مراعاة أجل اإلخطار عند ارتكاب هذا األخير لخطأ جس يم وبالت الي‬
‫يكون تصرف المشغل مشروع لكونه لم يتعسف في استعمال حقه في الفصل إال أنه يبقى‬
‫على المشغل قبل فصل األجير(‪ )3‬المرتكب للخطأ الجسيم ضرورة االستماع إليه من أجل‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 754‬قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬


‫‪ - 2‬فاطمة العبد الوي ‪ ":‬مستجدات مدونة لشغل خصوص إنهاء عقد الشغل وآثار" ‪ ،‬مجلة المحامين‪ ،‬مراكش‪ ،‬العدد ‪ 47‬صفحة ‪.150‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 61‬من مدونة الشغل‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الدفاع عن نفسه داخل أجل ‪ 8‬أيام مع ضرورة حضور عناصر أساسية في المس طرة(‪)1‬‬
‫ويحرر محضر في الموضوع من طرف إدارة المقاولة يوقعانه األطراف ويأخذ األج ير‬
‫نسخة من المحضر وفي الحالة التي يرفض فيها أحد أطراف العقد وغالبا ما يكون المشغل‬
‫إجراء مسطرة االستماع بحق الطرف الراغب في إجراء المس طرة اللج وء إلى مفتش‬
‫الشغل رغم توصله بمقرر الفصل وهذا ما أكده قرار(‪ )2‬صادر عن الغرفة االجتماعية عن‬
‫محكمة االستئناف بالبيضاء في الملف عدد ‪ 2005 /6329‬بتاريخ ‪ 2006 /11 /2‬جاء‬
‫فيه "ما دام من حق األجير أن يلجأ إلى مفتش الشغل قصد طلب إج راء المس طرة رغم‬
‫توصله بمقرر الفصل الذي يعتبر في هذه الحالة باطال إال أنه لم يفعل فإنه بذلك يك ون قد‬
‫تنازل عن حقه في اللجوء إلى مسطرة االستماع وتوجه إلى المحكمة مباشرة التي يك ون‬
‫عليها عند وجود مقرر الفصل االقتصار بالنظر على ماورد فيه وبالرجوع إلى المادة ‪64‬‬
‫من مدونة الشغل وبالضبط الفقرة الثالثة نجد المش رع ينص على انه يجب أن يتض من‬
‫مقرر الفصل األسباب المبررة التخاذه وتاريخ االس تماع إلى األج ير مرفقا بالمحضر‬
‫المشار إليه في المادة ‪ 62‬من المدونة " والواضح من المادة هو أن مسطرة االستماع إلى‬
‫األجير هي مسطرة سابقة على مقرر الفصل ويبقى على األجير اللجوء إلى مفتش الشغل‬
‫إن المحكمة تعتمد كما ورد في‬ ‫إلجراء المسطرة وفي حالة تنازله عن إجراء المسطرة ف‬
‫القرار أعاله سوى على األخطاء المنصوص عليها في المقرر‪.‬‬
‫ويجب على المشغل أن يبلغ مقرر الفصل لألجير يدا بيد مقابل وصل أو بواسطة‬
‫رر‬ ‫رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل وذلك في أجل ‪ 48‬ساعة من تاريخ اتخاذ المق‬
‫ويجب أن يشار في مقر الفصل إلى اجل ‪ 90‬يوما للطعن في هذا المقرر(‪ )3‬وهذا ما جاء‬
‫في قرار(‪ )4‬صادر عن الغرفة االجتماعية لدى المجلس األعلى جاء فيه‪.‬‬
‫"حيث تعيب الطاعنة على القرار المطعون فيه انعدام التعليل ذلك أن الثابت ب أن‬
‫الدعوى قدمت خارج األجل القانوني المنص وص عليه في الم ادة ‪ 65‬من المدونة وأن‬
‫‪ - 1‬المادة ‪ 62‬من مدونة الشغل‪ :‬ضرورة حضور مندوب األجراء أو الممثل النقابي‪.‬‬
‫‪ - 2‬قرار صادر عن محكمة اإلستئناف في الدار البيضاء‪،‬ملف عدد ‪.6325/2005‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 63‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ - 4‬المادة ‪ 64‬من المدونة‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫استبعاد تلك الوثائق بالقول بأن المطلوب في النقض لم يتوصل بأي مقرر للفصل ب الرغم‬
‫عار إال أن‬ ‫من توجيه رسالة بالبريد المضمون وتوصله بها كما هو ثابت من خالل اإلش‬
‫القرار خلص إلى أن الدعوى ق دمت داخل األجل الق انوني وقضى لفائدته بمجموعة من‬
‫التعويضات والتعويضات يجب أن تكون مؤسسة الش يء ال ذي لم يتم في النازلة كما أن‬
‫الطاعنة لم تطرد المطلوب في النقض طردا تعسفيا بل أنه ارتكب خطأ جس يما يتمثل في‬
‫السرقة واختالس الطاعنة واستهالكها وهو ما ضمنته برسالة الطرد فالقرار لما بث على‬
‫النحو المضمن يتعين نقضه(‪.)1‬‬
‫لكن حيث أن الثابت من وثائق الملف أن طرد األجير من العمل كان بت اريخ ‪/5‬‬
‫‪ 2004 /12‬وبالتالي إنه طبقا للمادة ‪ 62‬من مدونة الشغل التي دخلت حيز التنفيذ وابتدأ‬
‫العمل بها منذ ‪ 2004 /6 /8‬فإنه يجب قبل فصل األجير أن تتاح له فرصة الدفاع عن‬
‫نفسه باالستماع إليه من قبل المشغل أو من ينوب عليه بحضور مندوب األجراء أو الممثل‬
‫النقابي الذي يختاره األجير وذلك داخل أجل ال يتعدى ثمانية أيام ابتداءا من التاريخ ال ذي‬
‫ثبت فيه ارتكاب الفعل المنسوب إليه ويحرر محضر في الموضوع من قبل إدارة المقاولة‬
‫يوقعه الطرفان وتسلم نسخة منه إلى األجير‪ "...‬وأنه طبقا للمادة ‪ 63‬من مدونة الشغل إنه‬
‫يسلم مقرر الفصل إلى األجير المعني باألمر يدا بي دا مقابل وصل أو بواس طة رس الة‬
‫مضمونة مع اإلشعار بالتوصل داخل أجل ‪ 48‬ساعة من تاريخ اتخاذ المقرر المذكور‪.‬‬
‫إال أنه بالرجوع إلى الوثائق المتضمنة بالملف ال دليل على سلوك تلك اإلجراءات‬
‫الشكلية المنصوص عليها طبقا للمادتين أعاله وال دليل على ما يفيد توصل األجير بمقرر‬
‫الفصل طبقا للمادة ‪ 63‬من المدونة مما يجعل الطرد الذي تعرض له طردا غ ير م برر‬
‫وبالتالي أحقيته في التعويض عن الضرر الذي تعرض له من جراء ه ذا الفصل وك ذا‬
‫توابعه من التعويض عن الفصل وأجل اإلشعار‪.‬‬
‫ويبقى ما أثارته الطاعنة من كون الدعوى قدمت خارج األجل القانوني غ ير ذي‬
‫آثر أمام عدم سلوك اإلجراءات الشكلية الواجبة اتباعها للفصل طبقا للم ادة ‪ 62‬و‪ 63‬من‬

‫‪ - 1‬قرار عدد ‪ 938‬المؤرخ ‪ 15/11/2006‬الملف االجتماعي عدد ‪.968/5/1/6‬‬

‫‪54‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫المدونة وال مجال للعمل بمقتضيات المادة ‪ 65‬من المدونة ال تي تخص س قوط الحق إذا‬
‫قدمت دعوى الفصل أمام المحكمة المختصة خارج أجل تس عين يوما من ت اريخ توصل‬
‫األجير بمقرر الفصل مع التنصيص على هذا األجل بالمقرر الوارد في المادة ‪ 63‬فأم ام‬
‫غياب هذه اإلجراءات يبقى ما خلص إليه القرار من أن المادة الواجبة التطبيق في الم ادة‬
‫‪ 395‬من المدونة ومدة التقادم بهذه المادة هي سنتان فتكون الدعوى مقب ول لعدم م رور‬
‫سنتين من تاريخ الفصل تعيلال كافيا وتبقى الوسيلة غير جديرة باالعتبار"‪.‬‬
‫*االمتناع عن العمل وعدم االمتثال ألوامر المشغل‪.‬‬
‫إن القاعدة في جميع العقود هو التزام أطراف العقد بما هو متفق عليه في العقد إال‬
‫أن هناك بعض الحاالت التي يضطر فيها المشغل على تع ديل محت وى العقد‪ 1‬كتخفيض‬
‫ساعات العمل أو تخفيض األجر بنسبة ال تزيد عن ‪ %50‬أو المنع من العمل أو تغيير في‬
‫المركز القانوني للمشغل أو نقل األجير إلى مدينة أخرى‪.‬‬
‫‪ +‬تخفيض ساعات العمل‪:‬‬
‫جاءت المادة ‪ 185‬من مدونة الشغل تنص على أنه بإمكان المشغل للوقاية من‬
‫األزمات الدورية العابرة وبعد استشارة مندوب األجراء والممثلين النق ابيين بالمقاولة عند‬
‫وجودهم توزيع المدة السنوية اإلجمالية للشغل على السنة حسب حاجيات المقاولة شريطة‬
‫أال تتجاوز مدة العمل العادية عشر ساعات في اليوم ثم أضافت المادة على انه ال ي ترتب‬
‫عن هذا اإلجراء التخفيض من األجر الشهري ويمكن للمش غل بعد استش ارة من دوبي‬
‫األجراء والممثلين النقابيين بالمقاولة عند وجودهم أن يقلص من مدة الشغل العادية ولفترة‬
‫متصلة أو منفصلة ال تتجاوز ستين يوما وذلك عند حدوث أزمة اقتصادية ع ابرة لمقاولة‬
‫أو لظروف خارجة عن إرادته كما يجب أن ي ؤدي األجر على أن ال يقل عن ‪ 50‬بالمائة‬
‫من األجر العادي ما لم تكن هناك مقتضيات أكثر فائدة لألجراء‪ ،‬وإذا كان التقليص من مدة‬
‫غل‬ ‫الشغل يزيد عن المدة المحددة قانونا وهي ‪ 60‬يوما في السنة وجب االتفاق بين المش‬
‫ومندوبي األجراء والممثلين النقابيين بالمقاولة حول الفترة التي سيستغرقها ه ذا التقليص‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 65‬من مدونة الشغل‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫وفي حالة عدم التوصل على أي اتفاق ال يسمح بالتقليص من مدة الشغل العادي إال ب إذن‬
‫يسلمه عامل العمالة أو اإلقليم داخل أجل ش هران من ت اريخ تق ديم الطلب‪ ،‬من خالل‬
‫مقتضيات المادة يتبين أن إمكانية اللجوء إلى التقليص من مدة الشغل العادية ال تتم إال في‬
‫حالة حدوث أزمة اقتصادية عابرة ويبقى على كل أجير تقليص مدة عمله حتى يتالءم مع‬
‫اإليقاع المخفض إلنتاج المقاولة واالنسجام مع التض حيات المادية لألج راء المتمثلة في‬
‫نقصان األجر ألن الهدف الذي يسعى الجميع إلى تحقيقه هو الحفاظ على الشغل وال دفاع‬
‫عن مصلحة المقاولة(‪.)1‬‬
‫‪ +‬تخفيض األجر دون التخفيض من عدد الساعات‪:‬‬
‫إذا كانت األزمة االقتصادية العابرة قد وردت بمقتضيات قانونية مح ددة‪ ،‬ف إن‬
‫التخفيض من ساعات الشغل أمر ممكن إذا تم االتف اق مع األج راء ذلك أن المش غل قد‬
‫يحاول البحث عن اتفاق مع نقابة في إطار المفاوضة الجماعية وهذا ما كرسته المدونة في‬
‫مادتها ‪ 95‬ويقتضي تضامن األجراء مع مش غليهم التخفيض من األجر وه ذه نقط يمكن‬
‫إدراجها في جدول األعمال الذي يطرج على مستوى المقاولة مرة كل سنة على األقل‪ 2‬إال‬
‫أن االتفاق في هذه الحالة ال ينتقل بصفة أتوماتيكية إلى كل األجراء ليصبح المبدأ نسبيا بل‬
‫يقتصر على قوة إلزامية محددة في األطراف الموقعة‪ ،‬وعلى األجراء الذين اعتبروا النقابة‬
‫وكيلة عليهم‪.‬‬

‫‪ - 1‬محمد سعيد بناني‪ " :‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل" مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء الجزء الثالث‪ ،‬طبعة يناير‬
‫‪ ،2009‬صفحة ‪.83‬‬
‫‪ - 2‬جاء في المادة ‪ 96‬ما يلي ‪ ..." :‬تجري مرة كل سنة أو كلما دعت الضرورة إلى ذلك مفاوضات ين الحكومة والمنظمات المهنية للشمغلين‬
‫والمنظمات النقاية لألجراء األكثر تمثيال على المستوى الوطني للتداول في مختلف الملفات االقتصادية واالجتماعية التي تهم عالم المشغل‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪+‬تغيير نوع العمل‪:‬‬
‫إن المركز القانوني للمشغل في المقاولة يتح له الحق في اتخاذ عدة ق رارات من‬
‫أجل تنظيم وتسيير المقاولة إال انه ال يجب أن يتعسف في استعمال هذا الحق كتغيير العمل‬
‫الذي من أجله أبرم العقد إما إلى عمل أقل منه أو أن يس ند لألج ير عمل ال ي دخل في‬
‫اختصاصه مما يجعله غير مؤهل للقيام بالعمل الجديد المسند إليه وه ذا ما أك ده ق رار‬
‫صادر عن المجلس األعلى عدد ‪ )1(974‬الذي جاء فيه "أن األجير ك ان يش تغل ل دى‬
‫الشركة المدعى عليها كلحام "سودور" لمدة ‪ 10‬س نوات وعملت على نقله إلى مص لحة‬
‫فيا‬ ‫أخرى للعمل كصباغ وأن شهادة العمل تحمل صفة لحام والمحكمة اعتبرت نقله تعس‬
‫وأن العمل الجديد المنوط به ال يدخل في اختصاصه ولم يثبت المشغل أنه سبق وأن عمل‬
‫بالصفة الجديدة فقضت بالتعويضات لألجير على أساس انه طرد طردا تعسفيا"‪.‬‬
‫‪ /‬للمشغل‪:‬‬
‫‪ /‬في المركز القانوني‬
‫‪ +‬تغيير‬
‫إذا كان القانون المدني هو أصل جميع القوانين فإن ق انون الش غل بحكم طبيعة‬
‫العالقة المكونة له‪ ،‬يتميز بخصوصيات ومن بين هذه الخصوصيات استمرار عقد الشغل‬
‫تمر العالقة مع المالك الجديد‬ ‫في حالة التغيير في المركز القانوني لرب العمل بحيث تس‬
‫للمقاولة(‪.)2‬‬
‫ة‪،‬‬ ‫وحسب ما استقر عليه الفقه فإن األجير مرتبط في عالقته الشغلية مع المقاول‬
‫وذلك من اجل ضمان استقرار واستمرار الشغل استمرارية األج ير في العمل تبقى قائمة‬
‫سواء أكان التغيير في المركز‪ ،‬بسبب نقل للملكية كالبيع االختياري أو الج بري ب المزاد‬
‫ان للمجلس‬ ‫العلني أو الهبة أو اإلدماج أو الوصية أو السبب غير الناقل لها كاإليجار وك‬
‫األعلى عدة قرارات في هذا الصدد مما جعل المدونة تؤكده ضمن الم ادة ‪ 19‬وس وف‬
‫ار‬ ‫نقتصر على واحد منها ألن اإلشكالية المطروحة هي هل األجير الذي يتم نقله في إط‬

‫‪- 1‬قرار عدد ‪ 974‬صادر عن الغرة االقتصادية بالمجلس األعلى بتاريخ ‪ 2004/09/29‬مل ‪ 453/2004‬منشور بالمجلة المغرية لقانون‬
‫األعمال والمقاوالت العدد ‪ 7‬يناير ‪ 2005‬ص ‪.149 213‬‬
‫‪ - 2‬عادل العثماني ‪" :‬سلطة المشغل في تسيير مقاولته بين حاجيات المقاولة وحماية حقوق األجراء دراسة مقارنة" ‪،‬مجلة المعيار عدد ‪36‬‬
‫دجنبر ‪ ،2006‬صفحة ‪.184‬‬

‫‪57‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الحركة الداخلية داخل المقاولة أو مجموعة من المقاوالت يظل محتفظا بنفس الحقوق التي‬
‫كان يكتسبها من قبل لدى هذه المقاولة ؟‬
‫لقد سارت مدونة الشغل على ما س ار إليه المجلس األعلى بخص وص احتفاظ‬
‫األجير بحقوقه المكتسبة أثناء تغيير في المركز القانوني ل رب العمل وال ذي يؤكد المبدأ‬
‫المضمن من المادة ‪ 19‬منها ونشير إلى القرار(‪ )1‬الذي جاء فيه "لكن حيث ب الرجوع إلى‬
‫الملف والوثائق المضمنة به يتبين بأن الطاعنة تخلت عن إحدى أعمالها المتجلية في القيام‬
‫بأعمال التنظيف‪ ،‬وأسندت تلك المهام لشركة أخرى هي التي لها تخصص في هذا الميدان‬
‫فتكون بذلك قد حلت محل الطاعنة‪ ،‬فجميع االمتيازات التي كانت تت وفر عليها األج يرة‬
‫تظل محتفظة بها منذ اشتغالها لدى الطاعنة األولى سيما أن الشركة قبلت الشروط المتعلقة‬
‫باالحتفاظ بالمزايا المكتسبة لألجيرة‪.‬‬
‫ير‬ ‫وهذا وبالرجوع إلى الفقرة األخيرة من المادة ‪ 19‬نجدها تنص "يحتفظ األج‬
‫بنفس الحقوق والمكاسب الناشئة عن عقد شغله وذلك بغض النظر عن المصلحة أو الفرع‬
‫أو المؤسسة التي يتم تعيينه بها وعن المهام المس ندة إليه ما لم يتفق الطرف ان على مزايا‬
‫أكثر فائدة لألجير" ونفس الشيء أكده القرار عدد ‪ )2(165‬ص ادر عن الغرفة االجتماعية‬
‫بالمجلس األعلى جاء فيه "أن المحكمة لما ثبت لديها من خالل جلسة البحث وأوراق الملف‬
‫أن هناك تغيير في المركز القانوني للمشغل وبالتالي فإن شراء الط اعن لمقهى بت اريخ‬
‫ابق وتبقى‬ ‫‪ 9/10/2001‬لن يؤثر على وضعية األجراء الذين يشتغلون مع المشغل الس‬
‫عقود الشغل سارية المفعول مع المشغل الجديد للمشروع وإقدام الط اعن على اس تبدال‬
‫المطلوب الذي كان يشتغل مع المشغل بالمقهى يكون قد خ رق الق انون وما خلصت إليه‬
‫المحكمة من استمرارية عقود الشغل مرتكز على أساس والوسيلة ال سند لها"‪.‬‬

‫‪ 1‬القرار عدد ‪ 685‬صادر ‪ 22/06/2005‬ملف عدد ‪ 465/2005‬مليكة بنزاهير‪" :‬تكريس مدونة الشغل لالجتهاد القضائي"‪ ،‬ورد في الندوة‬
‫الجهوية التاسع للمجلس األعلى بعنوان عقود العمل والمنازعات اإلجتماعية من خالل اجتهادات المجلس األعلى‪ ،2007 ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ 2‬قرار عدد ‪ 165‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 16/02/2005‬مل عدد ‪ 101/03/2005‬بشرى العلوي مرجع سابق‬
‫صفحة ‪ 190‬الهامش ‪.215‬‬

‫‪58‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪ /‬ألخرى‬
‫* نقل األجير من مدينة‬
‫قد يقوم المشغل بنقل األجير من مدينة ألخرى دون موافقته ودون أن ينص العقد‬
‫على اتفاق األطراف على إمكانية النقل لمدينة أخرى وبذلك يكون المشغل قد طرد األجير‬
‫طردا تعسفيا وهذا ما أكده قرار للمجلس األعلى(‪ )1‬الذي جاء فيه أن نقل األجير من مدينة‬
‫الدار البيضاء إلى مدينة مراكش دون موافقتها ودون أن ينص العقد على هذا الشرط يعتبر‬
‫تغييرا في بنود العقد يجعل األجير في حالة طرد تعس في وينص الق رار في جوابه عن‬
‫الوسيلة والتي بمقتضاها رفعت المشغلة طلب النقض لكن حيث أن المحكمة لما ثبت لديها‬
‫من خالل وثائق الملف وتصريحات األطراف أن المشغلة أغلقت معملها بالدار البيض اء‬
‫وأن الطرفين سبق لهما أن اتفقا على مك ان تنفيذ العقد وأن المش غلة لما نقلتها إلى مدينة‬
‫ا‪ ،‬بعد ذلك‬ ‫مراكش دون موافقتها ودون أن يوجد بالعقد شرط خاص يسمح للمشغلة بنقله‬
‫خرقا جوهريا في بنود عقد الشغل والمحكمة كان قرارها مستند على أساس والوس يلة ال‬
‫سند لها‪."...‬‬
‫‪ -2‬األسباب الخاصة باألجير‪:‬‬
‫إذا كانت القاعدة من إنهاء عقد الشغل غير المحدد المدة بإرادة المنف ردة كما قلنا‬
‫ذلك سابقا ال يتم إال بإنذار الطرف الثاني في العقد‪ ،‬واالستثناء هو إنهاء العقد دون احترام‬
‫أجل اإلخطار ف األجير أيضا بإمكانه أن يتحلل من العقد دون التقييد بمهلة اإلخط ار في‬
‫الحالة التي تصدر فيها من المشغل تصرفات تمس بكرامة األجير كالسب والشتم والعنف‬
‫والتحرش الجنسي إلى غيرها من األخطاء التي جاءت بها المدونة في المادة ‪ ،10‬أو أن‬
‫المشغل لم يقم بتنفيذ االلتزامات الملقاة عليه بمناسبة العقد كع دم أداء األجر أو حرم ان‬
‫األجير من العطلة السنوية ويكون لألجير في هذه الحالة الحق في الحصول على التعويض‬
‫رغم فسخه للعقد بإرادته‪.‬‬
‫على أن هناك حاالت يعمد فيها األجير إلى مغادرة العمل‪ ،‬دون إخبار رب العمل‬
‫أو قد يقدم االستقالة دون أي إشعار أو قد يشارك هذا األجير في إضراب تض امني أو قد‬

‫‪ -‬قرار عدد ‪ 426‬المؤرخ تاريخ ‪ 19/04/2005‬ملف ‪ 90/2005‬بشرى العلوي مرجع سابق صفحة ‪ 191‬الهامش ‪.217‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪59‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫يتغيب عن عمله بسبب اعتقاله واآلن سنحاول الحديث عن المغ ادرة التلقائية لألج ير ثم‬
‫االستقالة التي يقدم عليها هذا األجير‪.‬‬
‫* المغادرة التلقائية‬
‫تعتبر المغادرة التلقائية من أهم الدفوعات التي تثار من طرف المشغل وهي تدخل‬
‫في إطار التغيبات ويبقى من حق األجير االستفادة من رخصة التغييب مستندا على أسباب‬
‫قانونية كالتغيب ألسباب صحية وفي هذه الحالة على األجير إخبار المشغل داخل مدة ‪48‬‬
‫ساعة مع توجيه شهادة طبية تثبت المرض إذا تغيب أكثر ‪ 4‬أي ام أو ‪ 8‬أنص اف خالل‬
‫السنة(‪ )1‬او قد يكون تغيبه مرتبط بأحداث عائلية كزواج األجير‪ ،‬أو الوفاة أو إجراء عملية‬
‫جراحية أو الختان أو أن يتغيب من أجل اجتياز مباراة أو تدريب رياض ي‪ ،‬وب الرجوع‬
‫للمادة ‪ 456‬من المدونة نجد انه يجب "على المشغل أن يتيح لمن دوبي األج راء ال وقت‬
‫الالزم لتمكينهم من أداء مهامهم داخل المؤسسة وخارجها‪ ،‬وذلك في حدود ‪ 15‬ساعة في‬
‫ؤدي إليهم‬ ‫الشهر بالنسبة لكل مندوب ما لم تحل ظروف استثنائية دون ذلك‪ ،‬وعليه أن ي‬
‫أجر ذلك الوقت باعتباره وقتا من أوقات الشغل الفعلي‪."..‬‬
‫والمالحظ من المادة أن صاحب المقاولة مج بر على تأدية أجر ‪ 15‬س اعة كل‬
‫شهر دون قيام األجير العمل محل العقد وهو ما يساوي ي ومي ش غل تقريبا إذا اش تغل‬
‫األجير ‪ 8‬ساعات من العمل الفعلي في اليوم حسب القواعد العامة‪.‬‬
‫فكل هذه التغيبات تعتبر تغيبات قانونية عند إثباتها وال يمكن للمؤاجر أن يدفع بها‬
‫كخطأ من األجير‪.‬‬
‫إال أن السؤال المطروح هو على من يقع عبء اإلثبات المغادرة التلقائية ؟‬
‫بالرجوع إلى المادة ‪ 63‬من مدونة الش غل نج دها تنص على "يقع على ع اتق‬
‫المشغل عبء إثبات وجود مبرر مقبول للفصل كما يقع عليه اإلثبات عندما يدعي مغادرة‬
‫األجير لشغله" وهذا ما سار عليه المجلس األعلى من خالل ق رار له ص ادر عن الغرفة‬
‫االجتماعية ج اء فيه "حيث أن المحكمة لما حملت عبء إثب ات المغ ادرة التلقائية على‬

‫‪ -‬المادة ‪ 39‬من مدونة الشغل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪60‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫المشغل الذي عليه اثبات انقضاء االلتزام طبقا للفصل ‪ 400‬من قانون االلتزامات والعقود‬
‫يكون قرارها مرتكز على أساس ومن جهة ثانية إن المشغل لم يستطع إثبات ما يدعيه من‬
‫مغادرة تلقائية لألجير وأمام إبداء رغبته في جميع مراحل الدعوى على إرجاع األجير إلى‬
‫عمله كان ما قضت به المحكمة من إرجاع األجير إلى عمله مرتكز على أساس والوسيلة‬
‫ال سند لها‪.)1("...‬‬
‫ير‬ ‫وينقلب عبء اإلثبات على األجير في الحالة التي يثبت فيها المشغل أن األج‬
‫غادر العمل من تلقاء نفسه ودفع األجير أنه رجع إلى العمل ومنع من الدخول من ط رف‬
‫المشغل وهذا ما أكده ق رار(‪ )2‬للمجلس األعلى ج اء فيه "لكن حيث أن المحكمة لم تثبت‬
‫لديها من خالل جلسة البحث واالستماع إلى الشاهد (‪)...‬‬
‫المكلف بالعمال داخل المؤسسة وفي إط ار المه ام المنوطة به أن األج يرة‬
‫استفادت من عطلتها الس نوية ولم ترجع للعمل وهي المكفلة بإثب ات رجوعها والتحاقها‬
‫بالعمل بعد انتهاء الرخصة والمحكمة لما أعطت تكييفا للنازلة على أساس مغ ادرة تلقائية‬
‫يكون قرارها مرتكز على أساس‪."...‬‬
‫والمغادرة التلقائية هي واقعة مادية يمكن إثباتها بجميع وسائل اإلثبات بما في ذلك‬
‫شهادة الشهود ورسالة الرجوع إلى العمل وهي األكثر فعالة في اإلثبات من طرف المشغل‬
‫فإذا توصل األجير برسالة الرجوع بص فة قانونية ولم يرجع إلى العمل ثبتت المغ ادرة‬
‫التلقائية في حقه وال يستحق أي تعويض وهذا ما أكده قرار صادر عن محكمة االستئناف‬
‫في غرفتها االجتماعية بتاريخ ‪ 2007-09-20‬جاء فيه "وحيث إن الثابت من معطي ات‬
‫ملف النازلة ومحتوياته وخاصة محضر مفتشية الشغل عدد ‪ 10‬وت اريخ ‪2005-2-16‬‬
‫وكذا تصريحات الشهود المستمع إليهم في المرحلة االبتدائية أن المستأنف لم يكن محل أي‬
‫طرد تعسفي وإنما هو الذي رفض الرجوع إلى عمله رغم مطالبة مشغله بذلك أمام مفتش‬

‫‪ - 1‬قرار عدد ‪ 282‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 16/03/2005‬ملف ‪ 1183/2004‬غير منشور بشرى العلوي مرجع‬
‫سابق الهامش ‪ 225‬ص ‪.198‬‬
‫‪ - 2‬قرار عدد ‪ 305‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 23/03/2005‬ملف عدد‪ 1190/04‬غير منشور‪ ،‬بشرى العلوي‬
‫مرجع سابق ص ‪.198‬‬

‫‪61‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الشغل واإلنذار الموجه إلى عنوانه األصلي وقت مغادرته وال ذي رجع بمالحظة غ ير‬
‫مطلوب‪.‬‬
‫وحيث إن األجير الذي يغادر عمله من تلقاء نفسه يعتبر في حكم المستقيل منه ال‬
‫يستحق أي تعويض‪.‬‬
‫وحيث أن شهادة الشهود أكدت مغادرة المستأنف لعمله بدون مبرر مشروع وأن‬
‫غل‬ ‫هذه الشهادة جاءت منسجمة مع وقائع النازلة ومع ما هو مضمن بمحضر مفتش الش‬
‫األمر الذي يتعين معه تأييد الحكم المستأنف بجميع أجزائه لمصادقته للصواب"(‪.)1‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 22‬من مدونة الشغل نجدها تنص على أنه "ينبغي لألج ير‬
‫عند تغيير محل إقامته أن يطلع المشغل على عنوانه الجديد إما يدا بيد أو بواسطة رس الة‬
‫مضمونة مع اشعار بالتوصل" وبالتالي يبقى على األجير أن يطلع مشغله بالعنوان الجديد‬
‫وإال اعتبرت مغادرته للعمل وعدم توصله برسالة الرجوع مغادرة تلقائية‪.‬‬
‫وهناك قرار صادر عن المجلس األعلى ساير فيه المادة ‪ 22‬ج اء فيه "لكن حيث‬
‫لها‬ ‫أن المحكمة لما ثبت لديها من خالل وثائق الملف أن األجيرة تغيبت عن العمل وراس‬
‫المشغل عن طريق البريد ورجعت بمالحظة غير مطلوب ثم راسلها عن طريق المحكمة‬
‫بواسطة العون القضائي الذي أفاد أن مالك العقار صرح أنه ال يعرف الطاعنة ال يع رف‬
‫بالعنوان‪ ،‬ومن جهة ثانية فإن محكمة االستئناف لما أيدت الحكم االبتدائي تكون تبنت علله‬
‫وأس بابه وقد عللت المحكمة االبتدائية حكمها أن ع دم إدالء األج يرة بعنوانها الجديد‬
‫والحقيقي للمؤاجر يعطل سلوك اإلجراءات المنصوص عليها في القانون ويشكل تقص ير‬
‫من طرف األجيرة وقرينة على صحة إداعاءات للمؤاجر ودفوعات ه‪ ،‬فك ان ما قضت به‬
‫يلتان ال‬ ‫المحكمة من رفض طلب التعويض للمغادرة التلقائية مرتكز على أساس والوس‬
‫سند لهما‪.)2("....‬‬

‫‪ - 1‬قرار عدد ‪ 07-803‬المؤرخ ‪ 2007-09-20‬رقم الملف ‪ 6-06-1040‬صادر عن الغرفة االجتماعية بمحكمة االستئناف بفاس‪.‬‬
‫‪ - 2‬قرار عدد ‪ 889/2005‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 2005-09-14‬ملف ‪419/1/5/2005‬‬

‫‪62‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ادرة التلقائية يبقى على‬ ‫وأخيرا من خالل القرارات السابقة يتبين أن إثبات المغ‬
‫عاتق المشغل في حين يبقى إثبات المنع من الدخول إلى العمل على عاتق األج ير ه ذا‬
‫األخير الذي يبقى ملزم بتبليغ المشغل بالعنوان الجديد لمراسلته‪.‬‬
‫االستقالة‪:‬‬
‫تعتبر االستقالة هي ذلك التصرف القانوني الصادر عن العامل بمقتضاه يعبر عن‬
‫إرادته بوضع حد للرابطة العقدية التي تربطه بصاحب المؤسسة فهي تمثل وسيلة إلنه اء‬
‫العقد من طرف العامل بمحض إرادته ودون أن تكون هذه اإلرادة معيبة بعيب من عيوب‬
‫الرضى وقد عرف العمل القضائي االستقالة بأنها "كل تعبير واضح وحر عن إرادة منفردة‬
‫باعتزال العمل بالمؤسسة كيفما كان شكل هذا التعبير شريطة أن يكون جديا غير مشكوك‬
‫فيه(‪ )1‬وعليه فاالستقالة إذا تبين أنما كانت محل ضغط وأنها قدمت بعد طرد األج ير فال‬
‫يجوز اعتبارها لكونها لم يعد لها محل وهذا ما أكده القرار الصادر عن محكمة االستئناف‬
‫بالدار البيضاء جاء فيه(‪ )2‬وحيث انه بالرجوع إلى وثائق الملف والبحث المجرى استئنافيا‬
‫اريخ‬ ‫يتبين أن االستقالة قدمت بتاريخ ‪ 31/7/1997‬في حين أن رسالة الفصل وقعت بت‬
‫‪ 17/07/1997‬مع سريان مفعولها ابتداء من ت اريخ ‪ 18/07/1997‬بمع نى أنه وقت‬
‫إنجاز االستقالة كانت العالقة الشغلية قد انفصمت عنها بقرار من المشغلة وبالتالي لم يعد‬
‫لالستقالة أي محل وبما أن المحل هو ركن أساسي لصحة االلتزام ات كما نص على ذلك‬
‫الفصل الثاني من قانون اإللتزامات والعقود‪ ،‬وبالتالي فاإلستقالة ال أثر لها لك ون ق رار‬
‫الطرد بني على عدم إنجاز األجير للبرنامج المكلف به وك ان على المش غلة أن تن اقش‬
‫أسباب الفصل من خالل جلسة البحث وهو الشيء الذي لم تفعله لع دم حض ورها رغم‬
‫إمهال نائبها وتعهده إلحضار ممثل الشركة والش هود وحيث أنه تبعا ل ذلك يبقى الحكم‬
‫ان‬ ‫االبتدائي مخالفا للصواب حين قضى برفض الطلب معتبرا بأن اإلنهاء لعقد الشغل ك‬
‫من جانب األجير مما ينبغي معه إلغاؤه‪.‬‬

‫‪ - 1‬بشرى العلوي مرجع سابق صفحة ‪.207‬‬


‫‪ - 2‬قرار عدد ‪ 2275‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمحكمة االستئناف بالبيضاء بتاريخ ‪ 95/3/2004‬ملف ‪ 6950/2000‬بشرى العلوي‬
‫مرجع سابق صفحة ‪.207‬‬

‫‪63‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫وقد نصت المادة ‪ 34‬من مدونة الشغل في شأن االس تقالة أنه "يمكن إنه اء عقد‬
‫الشغل غير المحدد المدة بإرادة األجير عن طريق االستقالة المصادق على صحة إمضائها‬
‫من طرف الجهة المختصة وال يلزمه في ذلك إال احترام األحكام الواردة في الفرع الثالث‬
‫أدناه بشأن اجل اإلخطار المنصوص عليه في الفصل ‪ 43‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫دلي‬ ‫وقد تدفع المشغلة بوثيقة االستقالة ويدفع األجير باألمية عن طريق لفيف ع‬
‫وبما أن االستقالة لم تحرر من طرف ممن له الص الحية طبقا للفصل ‪ 427‬من ق انون‬
‫راره‬ ‫االلتزامات والعقود يكون قرارها خارقا للقانون وهو ما أكده المجلس األعلى في ق‬
‫عدد ‪" )1(253‬حيث تعيب الطاعنة على القرار خرق القانون وعدم االرتكاز على أس اس‬
‫قانوني وخرق الفصل ‪ 427‬من قانون االلتزامات والعقود ذلك أن القرار اعتمد على وثيقة‬
‫االستقالة والذي دفعت بمقتض اها الطاعنة أنها تجهل محتواها ولم يس بق لها أن ق دمت‬
‫استقالتها ولما بصمت على الوثيقة ظنت أنها تتعلق العطلة واألج رة بس بب أنها أمية ال‬
‫تعرف ال القراءة وال الكتابة كما هو ث ابت في اللفيف الع دلي الم دلى به والمحكمة لما‬
‫اعتبرت أن االس تقالة المدلي ة بها وال تي تحمل بص مة المدعية رغم أنها لم تكن تعلم‬
‫بمحتواها بسبب أميتها تكون قد خرقت القانون وعرضت قرارها للنقض"‪.‬‬
‫فحة‬ ‫وكان جواب المجلس األعلى "أن الطاعنة أدلت بلفيف عدلي عدد ‪ 166‬ص‬
‫‪ 25‬كناش المختلفة مؤرخ ‪ 6/29/1997‬يفيد أن األج يرة أمية ولم يس بق لها أن دخلت‬
‫المدرسة تجهل القراءة والكتابة والمحكمة لما أخذت بالوثيقة المتعلقة باالستقالة‪ ،‬والمحررة‬
‫باللغة الفرنسية والمؤرخة في ‪ ،20/11/1996‬والتي تجهل األجيرة محتواها فال قيمة لها‬
‫مادامت لم تحرر ممن له الصالحية طبقا للفصل ‪ 427‬من قانون االلتزامات والعقود فكان‬
‫ما قضت به خارقا للقانون يتعين نقضه"‪.‬‬
‫إال أن هناك حاالت قد يدعي فيها األجير انه وقع االستقالة تحت الضغط واإلكراه‬
‫من طرف المشغل كما هو الشأن بالنسبة للقرار الصادر عن المجلس األعلى عدد ‪)2(534‬‬

‫‪ - 1‬قرار ‪ 253‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 09/03/2005‬مل ‪ 1157/2004‬غير منشور بشرى العلوي‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‬
‫‪.209‬‬
‫‪ - 2‬قرار عدد ‪ 534‬صادر عن الغرة االجتماعية بتاريخ ‪ 18/05/2005‬ملف ‪ 110/2005‬بشرى العلوي مرجع سابق ص ‪.209‬‬

‫‪64‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫جاء فيه "لكن حيث أن المحكمة لما ثبت لديها من خالل وثائق الملف أن األج يرة ق دمت‬
‫استقالتها عن الشغل ولم تثبت ما ادعته من ضغط وإكراه والمحكمة بعدم جوابها ما دفعت‬
‫به من إكراه بعدما رفضت ضمنيا له تبقى الوسيلة على غير أساس"‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬األسباب المشتركة لفصل األجير‬


‫هناك حاالت عديدة يشترك فيها األجير والمشغل في إنهاء عقد الش غل وتك ون‬
‫خارجة عن إرادة الطرفين قد تكون حاالت يستحيل فيها التنفيذ كالوفاة أو القوة القاهرة أو‬
‫قد يرجع الفصل إلى البطالن واإلبطال ال ذي يتع رض له العقد أو يع ود على اتف اق‬
‫األطراف أو الخطأ الجسيم أو الفسخ القضائي دون أن ننسى التقاعد‪.‬‬
‫سنحاول أن نتعرض لكل حالة من هذه الحاالت بنوع من اإليج از مع إعط اء‬
‫موقف المجلس األعلى من كل حالة إن وجد‪.‬‬
‫‪ -1‬الوفاة ‪:‬‬
‫جاء في الفصل ‪ 745‬من قانون االلتزام ات والعق ود في فقرته الثالثة على أن‬
‫استحالة التنفيذ الناشئة عن الحادث الفجائي أو القوة القاهرة ووف اة األج ير ت ؤدي إلى‬
‫انقضاء عقد الشغل‪.‬‬
‫ير في‬ ‫إن انقضاء عقد الشغل بسبب الوفاة يؤكد على فكرة اعتماد شخصية األج‬
‫العقد وليس من حق المشغل مطالبة أحد الورثة باستئناف العمل الذي تركه الهالك كما أنه‬
‫ليس من حق الورثة أن يحل أحدهم محل الهالك في العمل بصفة تلقائية(‪ ) 1‬ولإلشارة فهذه‬
‫اء‬ ‫القاعدة تطبق على وفاة األجير فقط أما وفاة المشغل ال تؤثر على سريان العقد كما ج‬
‫ذلك في المادة ‪ 745‬أعاله‪.‬‬
‫‪ -2‬القوة القاهرة ‪:‬‬
‫القوة القاهرة هي كل أمر ال يستطيع_ اإلنس ان أن يتوقعه ك الظواهر الطبيعية‬
‫(الفيضانات – الجفاف‪ -‬العواصف‪ -‬الحرائق) وغارات العدو وفعل السلطة ويك ون من‬
‫شأنه أن يجعله تنفيذ االلتزام مستحيال(‪)2‬‬
‫‪ - 1‬سعيد بناني‪ :‬المجلد الثاني‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.812‬‬
‫‪ - 2‬المادة ‪ 269‬من قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ولتحقق القوة القاهرة وإثباتها البد من معرفة شروطها وموقف القضاء من هذا‬
‫الحادث تتجلى شروط القوة القاهرة في عدم القدرة على توقعها وعدم اس تطاعة رفعها أو‬
‫وفر‬ ‫التغلب عليها ويجب أن يكون المدعى حين وقوعها لم يرتكب أي خطأ إضافة إلى ت‬
‫شرط االستحالة المطلقة‪.‬‬
‫جاء في ق رار للمجلس األعلى(‪ )1‬ذلك حيث أن المحكمة ثبت ل ديها من خالل‬
‫رف يمكن توقعه من‬ ‫جلسة البحث أن المشغلة صدر في حقها حكم باإلفراغ وأن هذا الظ‬
‫طرف المشغلة وال يمكن إعفاؤها من مسؤوليتها كمشغلة فضال عن ذلك فإنها لم تثبت أنه‬
‫هو الذي غادر العمل من تلقاء نفسه فكان ما قضت به المحكمة من تعويضات مرتكز على‬
‫أساس والوسيلة ال سند لها‪."...‬‬
‫ويتبين من هذا القرار أن المجلس األعلى يأخذ بشرط القوة الق اهرة في مفهومها‬
‫المطلق بحيث عدم إمكانية توفر لتوقع الحادث‪.‬‬
‫‪ -3‬البطالن واإلبطال ‪:‬‬
‫إن عقد الشغل كبقية العقود قد يصاب بخلل في تكوينه ولهذا فإن أس باب البطالن‬
‫ذا وقد‬ ‫واإلبطال التي تنطبق على العقود بصفة عامة‪ ،‬تنطبق على عقود الشغل كذلك‪ ،‬ه‬
‫يكون األمر متعلقا ببطالن عقد الشغل برمته وقد يتعلق بعض بنوده والتي ترد في س ياق‬
‫مبدأ الحرية التعاقدية حيث يتضح أنها مشروعة وهي في ذلك تخضع للعقوبة المدنية(‪.)2‬‬
‫‪ -4‬اتفاق األطراف ‪:‬‬
‫دد‬ ‫ليس هناك ما يمنع اتفاق األطراف حول إنهاء عقد الشغل سواء كان عقد مح‬
‫المدة أو غير محدد المدة وهذا تم تأكيده من خالل الفصل ‪ 393‬من ق انون االلتزام ات‬
‫والعقود وذلك في الحاالت التي يجوز فيها الفسخ بمقتضى القانون‪ .‬وبالرجوع إلى مدونة‬
‫الشغل نجدها تتضمن العديد من المساطر المؤدية إلى إنه اء العقد وال س يما عن طريق‬

‫‪ - 1‬قرار عدد ‪ 65‬صادر عن المجلس األعلى صادر بتاريخ ‪ 19/04/2005‬مل عدد ‪ 65/05/2005‬غير منشور بشرى العلوي مرجع سابق‬
‫ص ‪.221‬‬
‫‪ - 2‬سعيد بناني‪ :‬المجلد الثاني الجزء الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.819‬‬

‫‪66‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الصلح مثال أو الصلح التمهيدي الذي يعتبر من مستجدات المدونة أو التوصيل عن تصفية‬
‫كل حساب أو اإلنهاء الودي‪.‬‬
‫‪ -5‬الخطأ الجسيم ‪:‬‬
‫هو الخطأ المرتكب من طرف المشغل أو من طرف األج ير أو هما معا ويجعل‬
‫العالقة العقدية غير ممكن أن تستمر في الوجود حتى أثناء اجل اإلخطار ويك ون بطبيعته‬
‫خطأ شرعيا للفصل وهو أحد األسباب المؤدية إلى إنهاء كل من العقد المح دد أو غ ير‬
‫المحدد المدة‪.‬‬
‫‪ -6‬التقاعد ‪:‬‬
‫لقد جاء مدونة الشغل لتضع حدا للنزاع الفقهي والقضائي فيما يتعلق بسن التقاعد‬
‫غيل بطلب‬ ‫في سن الستين باستثناء بعض الحاالت التي يرجع البحث بها إلى وزارة التش‬
‫تغلوا‬ ‫من المشغل وموافقة من األجير أما بالنسبة لألجراء العاملين في المناجم والذين اش‬
‫لمدة ‪ 5‬سنوات على األقل يحالون أساسا على التقاعد عند بلوغهم سن ‪ 55‬سنة أو ال ذين‬
‫بلغوا ‪ 60‬سنة‪ ،‬ولكنهم لم يكونوا قد قضوا فترة التأمين المحدد في الفصل ‪ 53‬من ظه ير‬
‫‪ 27‬يوليوز ‪ 1972‬المتعلق بالنظام الضمان االجتماعي إذ ي ؤخر سن التقاعد فيما يخص‬
‫هذه الفئة إلى التاريخ الذي يستوفون فيه مدة التأمين المذكورة إذا ك ان الق انون قد أدرج‬
‫بعض المقتضيات الخاصة بضرورة االشتغال لمدة ‪ 3240‬يوم عمل‪ ،‬إنه ال يجوز السماح‬
‫بإجبار األجير بالتقاعد قبل بلوغه سن التقاعد وإال اعتبر فص له تعس فا(‪ ،)1‬إذا يقتضي‬
‫األمر تأخير سن التقاعد بالنسبة لألجير البالغ سن ‪ 60‬سنة إلى التاريخ الذي يس توي فيه‬
‫مدة التامين كما أنه ليس من مهام مندوب األجراء إنهاء العقود الخاصة بالش غل والمتعلقة‬
‫بالتقاعد قبل أوانه علما أن عقد الشغل ينتهي بحلول تاريخ اإلحالة على التقاعد وال يوجبه‬
‫ير طبيعة العقد وتحويله إلى‬ ‫ذلك أي أجل اإلخطار ووجود هذا األخير ليس من شأنه تغي‬
‫عقد محدد المدة‪.‬‬

‫‪ - 1‬قرار عدد ‪ 190‬صادر عن الغرفة اإلجتماعية بالمجلس األعلى ‪ 2123/2005‬بتاريخ ‪ 14/10/2005‬بشرى العلوي مرجع سابق صفحة‬
‫‪225‬‬

‫‪67‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫موقف المجلس األعلى من التقاعد قبل أوانه ‪:‬‬
‫وم‬ ‫جاء ي قرار(‪ )1‬له "إذ عابت الطاعنة على القرار خرق المادة ‪ 54‬من مرس‬
‫‪ 24/11/1963‬وخرق القانون وعدم االرتكاز على أساس قانوني ونقصان التعليل وعدم‬
‫اء ال يقع إال بعد أخذ رأي‬ ‫الجواب ذلك أن المادة ‪ 84‬من المرسوم أعاله تنص "أن اإلعف‬
‫دابير عامة‬ ‫لجنة المستخدمين ألحد األسباب اآلتية ‪ :‬للتخفيف من مناصب العمل ألجل ت‬
‫ومن أجل التنظيم الداخلي للمقاولة‪...‬‬
‫وأن ما أقدمت عليه الطاعنة من نهج ق رار اإلحالة على المع اش المبكر ك ان‬
‫بموافقة ممثل العمال ومندوب المستخدمين وأن محاضر االجتماعات المدلى بها من طرف‬
‫الطاعنة قد أبرزت أن مندوبوا العمال حضروا وهم الذين حددوا المعايير والمقاييس التي‬
‫ثم حصرها لتحديد التع ويض على المع اش المبكر واإلحالة االختيارية كما وافقت عليه‬
‫يد وزير‬ ‫الوزارة الوصية بمقتضى رسالتها المؤرخة في ‪ 22/05/1996‬من طرف الس‬
‫المالية‪.‬‬
‫ائقة مالية وما تعرضت له من منافسة‬ ‫إن ما أقدمت عليه الطاعنة كان نتيجة ض‬
‫خارجية علما أن القانون الداخلي التنظيمي للمكتب يعطي الص الحية للمديرية العامة من‬
‫طرف التعويضات ألعوانها في حالة اإلعفاء واإلحالة على المعاش على أساس حد أقصى‬
‫وهو ‪ 6‬أشهر وشهرين كحد أدنى والمحكمة لما اعتبرت في حيثياتها أن المطلوب كان في‬
‫حالة طرد تعسفي لعدم حضوره وعدم استشارته في موضوع هذا القرار والحال أنه ك ان‬
‫ممثال من طرف مندوب األجراء‪ ،‬وتوصل بمستحقاته تصفية لكل حس اباته وتع ويض‬
‫تحفيزي مقابل قبول اإلحالة على المع اش المبكر وال دليل ب الملف على أن الطاعنة قد‬
‫طردته طردا تعسفيا وتكون المحكمة قد قلبت عبء اإلثبات ولم تجعل لقض ائها أس اس‬
‫قانوني يتعين نقضه"‪.‬‬

‫‪ - 1‬قرار عدد ‪ 505‬صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 11/05/2005‬ملف ‪ 2005//152‬غير منشور بشرى العلوي مرجع‬
‫سابق ‪،‬ص ‪.223‬‬

‫‪68‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الفص‪00‬ل الث‪00‬اني ‪ :‬آث‪00‬ار إنه‪00‬اء عق‪00‬د الش‪00‬غل على ض‪00‬وء‬
‫االجتهاد القضائي‬
‫ار الناتجة‬ ‫إن مدونة الشغل على المستوى الفردي‪،‬لم تغفل الجانب المتعلق باآلث‬
‫عن إنهاء عقد الشغل‪ ،‬السيما بالنسبة لألجير الذي قد يفقد شغله بين عشية وضحاها‪،‬ليجد‬
‫نفسه عادة أمام وضعية صعبة‪ ،‬بل ومعقدة عندما تك ون الظرفية االقتص ادية ال تس مح‬
‫بإيجاد شغل جديد خاصة في ظل األزمة االقتص ادية العالمي ة‪ ،‬وال تي أدت بالعديد من‬
‫المقاوالت إلى اإلفالس وبالتالي إغالق أبوابها وتسريح عدد هائل من العم ال خاصة في‬
‫الدول األوربية التي تعتبر أكبر مورد لألجراء‪.‬‬
‫وإذا انتهى عقد الشغل لسبب من األسباب التي عرض نا لبعض ها ف إن العالقة‬
‫القانونية التي كانت قائمة بمقتضى العقد بين األجير ومشغله‪ ،‬تنتهي وي ترتب عن ه ذا‬
‫اإلنهاء آثار تختلف بحسب ما إذا كان مبررا أو غير مبرر‪،‬فضال عن حق األجير في تسلم‬
‫‪1‬‬
‫شهادة العمل عند طلبها وذلك أيا كان سبب انقضاء العقد‪.‬‬
‫لذلك نقسم هذا الفصل إلى مبحثين‪،‬نتطرق في أولهما إلى آث ار الفصل التعس في‬
‫ودور القضاء في حماية األجير‪ ،‬ونبحث في ثانيهما آثار إنهاء عقد الشغل المحدد المدة‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬آثار الفصل التعسفي ودور القضاء في حماية األجير‬


‫إن المشرع المغربي وعلى غرار باقي التشريعات المقارنة‪ ،‬من خالل مستجدات‬
‫مدونة الشغل الجديدة قد منح حماية لألجير خاصة في المواد ‪ ،63-62-61‬أثناء طرده‬
‫من العمل بشكل غير مشروع باإلضافة إلى ذلك تط رقت المدونة الجدي دة إلى اآلث ار‬
‫المترتبة عن فصل األجير من العمل‪ ،‬ومنها الرجوع إلى العمل أو التعويض لألج ير بعد‬
‫فصله كيفما كان سبب الطرد‪ ،‬وفي مقابل ذلك اعترف المشرع للمش غل بس لطة تأديبية‬
‫لألجراء في حالة ارتكابهم ألخطاء تخل بقواعد االنضباط والتسيير داخل المؤسسة إال أن‬
‫هذه السلطة تظل مقيدة إذ تمارس عليها رقابة قضائية‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ذلك حينما أعطت لألجير حق اللجوء إلى القض اء من أجل طلب إلغ اء العقوبة‬
‫التأديبية التي وقعت عليه مما يحتم على القض اء في ه ذه الحالة البحث عن مش روعية‬
‫العقوبة التأديبية من عدم مشروعيتها(‪..)1‬‬
‫والطرد الذي يصدر عن المشغل وما يخلفه من حرمان األجير من العم ل‪ ،‬وما‬
‫يلحقه من فقدان مورد العيش وما يترتب عنه أيضا من ضياع للعمل الذي يعتبر مص درا‬
‫لقوت األجير ووسيلة إلبراز مؤهالته وتفجير طاقاته‪ ،‬وتجسيد كرامته ‪،‬باإلضافة إلى ذلك‬
‫ير‪،‬قد‬ ‫قد يخلف الطرد الذي يتعرض له األجير آثارا سلبية خطيرة تؤثر على نفسية األج‬
‫تحول هذا األخير إلى مدعى عليه في مجموعة من القضايا الجنائية‪ ،‬أو الجنحية ال تي يتم‬
‫عرضها على المحاكم‪.‬‬
‫ذلك أن كون األجير مسؤول عن األسرة‪ ،‬ومعيال لها‪ ،‬قد ي ؤدي به توقف األجر‬
‫بسبب فقدانه للعمل‪ ،‬خاصة إذا لم يتمكن من الحصول على عمل جدي د‪ ،‬إلى ع دم قدرته‬
‫على تحمل مجموعة من االلتزامات األساسية‪ ،‬وكذلك مسؤولياته العائلية‪ ،‬فهو قد ال يؤدي‬
‫نفقة زوجته‪ ،‬ونفقة أبنائه‪ ،‬فيلجأ هؤالء إلى القض اء من أجل المطالبة بالنفقة وقد يتط ور‬
‫األمر إلى تقديم شكوى بإهمال األسرة‪ ،‬وقد يتعدى ذلك إلى مطالبة الزوجة بالتطليق بسبب‬
‫عدم اإلنفاق فيصبح هو وزوجته عالة على المجتمع(‪.)2‬‬
‫ار‬ ‫ولذلك أعطى المشرع لألجير الحق في اللجوء إلى القضاء وللمحكمة في إط‬
‫الرقابة الالحقة التي لها على قرار المشغل تقرير ما إذا كان قرار الفصل مبررا أو تعسفيا‬
‫إن‬ ‫وحسب ما يكون قرار المحكمة‪ ،‬سواء قضى بمشروعية الفصل أو عدم مشروعيته ف‬
‫هذا األخير يرتب آثارا تتباين ما بين هذه الحالة أو تلك‪ ،‬لذلك يكون من الضروري التمييز‬
‫في اآلثار المترتبة عن اإلنهاء المشروع والغير المشروع لعقد الشغل‪.‬‬
‫وفي إطار هذا التمييز‪ ،‬فإن اإلنهاء المشروع لعقد الشغل ال يث ير أية إش كالية‪،‬‬
‫عكس اإلنهاء الغير المشروع لعقد الشغل‪ ،‬الذي يثير العديد من المشاكل القانونية تنشأ منذ‬

‫‪ - 1‬عبد اللطيف خالفي‪" :‬الوسيط في عالقة الشغل الفردية" الطبعة األولى‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية ‪ ،‬الحي المحمدي‪ ،‬مراكش‪ 2001 ،‬ص‬
‫‪.527‬‬
‫‪ - 2‬محمد سعد جرندي م‪.‬س ص ‪.103‬‬

‫‪70‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الوقت الذي يعمد فيه أحد الطرفين إلى مقاضاة خصمه أمام القضاء(‪ .)1‬كما أن المش رع‬
‫ويض‪ ،‬إما‬ ‫أعطى لألجير إمكانية المطالبة إما بالرجوع إلى العمل أو الحصول على التع‬
‫عن طريق الصلح التمهيدي‪ ،‬أو أمام المحكمة المختص ة‪ ،‬وذلك كلما عمل المش غل إلى‬
‫إنهاء عقد الشغل باإلرادة المنفردة(‪.)2‬‬
‫لذلك سنقسم هذا المبحث إلى ثالث مطالب نتطرق في أولهما إلى إشكالية إرجاع‬
‫رة‬ ‫األجير المفصول إلى عمله في العمل القضائي‪ ،‬ونبحث في ثانيها التعويض عن األج‬
‫مع أمثلة تطبيقية‪ ،‬ونختم بموقف المجلس األعلى من التعويضات الناتجة عن عقد الشغل‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬إشكالية إرجاع األجير المفص‪00‬ول إلى‬


‫عمله ودور القضاء‪.‬‬
‫لقد قرر المشرع المغربي من خالل المقتضيات الفقرة األخ يرة من الفصل‬
‫ره‬ ‫السادس من النظام النموذجي‪ ،‬المنسوخ‪ ،‬أن الحكم بإرجاع األجير إلى عمله‪ ،‬يأخذ أث‬
‫منذ تاريخ إعالن المشغل عن إنهاء العقد فعال‪ .‬وبكيفية تعسفية‪ ،‬فمثال األجير الذي يط رد‬
‫من المؤسسة دون أي سبب مشروع تم تصدر المحكمة اإلبتدائة حكما يقضي بارجاعه إلى‬
‫عمله بعد مرور ستة األشهر على عملية الطرد‪ ،‬يستحق تعويضا مقطوعا‪ -‬باإلضافة إلى‬
‫تقرير الرجوع‪ -‬يوازي مبلغ األجر الذي كان سيحصل عليه لو استمر في عمله إلى يوم‬
‫صدور الحكم(‪.)3‬‬
‫فعندما يقوم المشغل بإنهاء العقد فورا نتيجة االعتماد على خطأ جسيم مرتكب من‬
‫طرف األجير‪ ،‬إما أن يقبل قرار المشغل وبالت الي فإنه ال وج ود للقض اء وال للمراقبة‬
‫رار‪ ،‬أو جهال‬ ‫القضائية ومساطرها‪ ،‬وهو بذلك قابل لقرار المشغل اقتناعا منه بجدية الق‬
‫منه بالمساطر التي يجب عليه اتباعها أو بسبب تعقيدات هذه المس اطر‪ ،‬أو أن األج ير‪،‬‬
‫ينازع في السبب المتخذ من طرف المشغل بشأن فصله عن العمل فيتجه إلى القضاء قصد‬
‫المطالبة بإرجاعه إلى العمل أو المطالبة بالتعويض عن الفصل التعسفي إال أن موض وع‬
‫‪ - 1‬بشرى العلوي‪ :‬م‪.‬س ص ‪.30‬‬
‫‪ - 2‬محمد الشر قاني‪ :‬م‪.‬س ص ‪.174‬‬
‫‪ - 3‬محمد الكشبور‪ :‬م س‪ ،‬ص‪321‬‬

‫‪71‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الحكم بإرجاع األجير المفصول إلى عمله‪ ،‬أث ار ج دال كب يرا فهل يتعلق األمر ببطالن‬
‫الفصل أم الحكم بمجرد التعويض‪ .‬ل ذا س نعمل على دراسة موقف القض اء من طلب‬
‫الرجوع وشروطه كفقرة أولى ثم موقف المجلس األعلى من مب ادرة المش غل في طلب‬
‫اإلرجاع فقرة ثانية‪ ،‬وأخيرا مدى استحالة تنفيذ الحكم القاضي بالرجوع إلى العمل‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬موقف القضاء من طلب الرجوع وشروطه‬


‫ادة السادسة من‬ ‫إذا كان المشرع قد حاول سابقا األخذ بحل وسط‪ ،‬إذ نصت الم‬
‫النظام النموذجي لسنة ‪ 1948‬المنسوخ بأنه" إذا فصل األجير بدون حق فيج وز للمحكمة‬
‫أن تحكم بإعادة األجير إلى منصبه ابتداءا من تاريخ الفصل‪ ،‬أو الحكم له بالتعويض فغنى‬
‫هذا العمل‪ ،‬لم يصل إلى درجة القبول عند الكل‪ ،‬فقد سلك المجلس األعلى بشأنه حال مرنا‬
‫يتمثل في استحقاق األجرة من تاريخ الفصل‪ ،‬إلى ت اريخ الرج وع إلى العم ل‪ ،‬إذا قبل‬
‫المشغل الحكم بالرجوع‪ ،‬وعند الرفض يبقى لألج ير الحق في المطالبة ب التعويض عن‬
‫الفصل التعسفي ‪،‬وهو نفسه التوجه الذي اعتمدته المادة ‪ 41‬من مدونة الش غل‪ ،‬لكن دون‬
‫احتساب لألجر من يوم الفصل إلى يوم الرج وع‪ ،‬وهو العنصر الجديد ال ذي لطف من‬
‫إمكانية الرجوع(‪ ،(1‬هكذا يتضح أن المشرع في الفق رة األخ يرة من مدونة الش غل‪ ،‬لم‬
‫ام‬ ‫يحتفظ بنفس الصياغة التي كانت متضمنة للفقرة األخيرة من الفصل السادس من النظ‬
‫النموذجي المشار إليه أعاله حيث اكتفى بالنص على الحكم باإلرجاع أو الحكم بالتعويض‪.‬‬
‫إال أن المدونة بالرغم من اإلشارة إلى إمكان القضاء الحكم بإرجاع األج ير إلى عمله إال‬
‫أنها لم تحدد الشروط الواجب توافرها إلرجاع األجير بل تركت ذلك للعمل القضائي‪.‬‬

‫‪ -‬سعد بناني‪ :‬م‪.‬س ص ‪.1224‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪72‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫أوال ‪ :‬السلطة التقديرية للمحكمة في توافر الشروط‬
‫إن الحفاظ على مبدأ اإلرجاع وتعزيزه‪ ،‬يكتسي أهمية بالغة على مستوي ض مان‬
‫استقرار الشغل‪ ،‬خاصة في ظل ظروف األزمة االقتصادية وأيضا ظروف البطالة هشاشة‬
‫عالقات الشغل السائدة بالمقاوالت‪.‬‬
‫فمن خالل مجموعة من قرارات المجلس األعلى‪ ،‬والتي ص درت عنه فإنه يجب‬
‫إلرجاع األجير للشغل ضرورة تحقق شرطين ويتمثالن في‪; ‬‬
‫أول هذه الش‪//‬روط ‪ :‬أن يطلب األج ير‪ ،‬إرجاعه للعمل فالمحكمة تتقيد بعناصر‬
‫الطلب المع روض عليه ا‪ ،‬فيجب عليها أال تغفل البث في عنصر أو نقطة من عناصر‬
‫الطلب كما يجب عليها أال تتعدى حدود هذا الطلب‪ ،‬فتفصل في أمور لم تطلب منها‪ ،‬كما ال‬
‫تستطيع المحكمة أن تقضي بأكثر مما طلب منها أو تغير في موضوع الطلب(‪.)1‬‬
‫أورد فيه أنه "ال‬ ‫وكأبرز مثال على ذلك ق رار للمجلس األعلى رقم ‪،)2(347‬‬
‫يعطى الشخص أكثر مما طلب‪ ،‬وعليه يتعرض للنقض الحكم الذي يقضي للمدعي بحطه‪،‬‬
‫وحظ أخيه مع أنه لم يطلب إال حظه‪ .‬وأيضا فيما يخص طلب األج ير إرجاعه إلى العمل‬
‫تكريس لمقتضيات الفصل الثالث من قانون المسطرة المدنية‪ .‬وهو ما أكده أيضا المجلس‬
‫رق الفصل ‪ 50‬من‬ ‫األعلى في قرار عدد ‪ .)3(309‬حيث تعيب الطاعنة على القرار خ‬
‫قانون المسطرة المدنية والفصول ‪ 399‬و ‪ 400‬من قانون المسطرة المدنية ذلك أن القرار‬
‫لم يرد عن دفوعات الطاعن ة‪ ،‬والمتعلقة بالمغ ادرة التلقائية خاص ة‪ ،‬وأن المطلوبة في‬
‫النقض ثم إنذارها ولم تعد للعمل رغم توصلها‪.‬‬
‫كما أن هناك دفوعات لم يتم الجواب عنها‪ ،‬كالدفع المتعلق بكون األج يرة لم تقم‬
‫بتنفيذ الحكم االبتدائي القاضي لفائدتها بالرجوع إلى العمل مما يؤكد رغبتها في المغ ادرة‬
‫التلقائية وعدم االلتحاق بالعمل مما يجعل القرار خرقا للقانون‪.‬‬

‫‪ - 1‬ذ‪ .‬حضري عبد العزيز القانون القضائي الخاص ‪ 2006‬ص ‪.185‬‬


‫‪ - 2‬قرار عدد ‪ 347‬بتاريخ ‪ 20‬يونيو ‪-1960‬مجلة القضاء والقانون‪ -‬العدد ‪ 31‬ص ‪.430‬‬
‫‪ - 3‬قرار عدد ‪ 309‬صادر عن الغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى بتاريخ ‪ 23/3/2005‬ملف ‪ (1201/04‬غير منشور) والذي أشارت إليه‬
‫أيضا األستاذة بشرى العلوي م‪.‬س ص ‪.248‬‬

‫‪73‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ثم إن القرار خرق مقتضيات ظهير ‪ 1948‬الذي يخول للمحكمة الخيار في الحكم‬
‫باإلرجاع إلى العمل أو التعويض عن الضرر‪ ،‬والمحكمة مصدرة القرار لما اعت برت ان‬
‫رقت الفصل ‪ 3‬أعاله من‬ ‫المحكمة االبتدائية التي قضت بالرجوع إلى العمل تكون قد خ‬
‫قانون المسطرة المدنية‪ ،‬رغم أن القانون أعطى للمحكمة حق الخيار‪ ،‬يكون قرارها غ ير‬
‫مرتكز على أساس وخارق للقانون ومعرضا للنقض‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اختيار القاضي األصلح لألجير‬


‫وهو المتضمن للشرط الثاني ‪ :‬في حالة ع دم اللج وء إلى مس طرة الص لح‬
‫التمهيدي أو في حالة عدم نجاح الصلح‪ ،‬يحق لألجير رفع دعواه أم ام المحكمة المختصة‬
‫التي تحكم في حالة فصله من عمله تعس فيا إما بإرجاعه إلى عمل ه‪ ،‬أو حص وله على‬
‫تعويض ولتحقيق اإلرجاع هو اختيار قاضي الموضوع للحكم األصلح لألجير في إرجاعه‬
‫إلى العمل أو الحكم له بالتعويض كل ما بدا له رغبة المشغل‪ ،‬في اإلرجاع نظرا الستحالة‬
‫استمرارية عقد الشغل وإذا امتنع المشغل من إرجاعه فلم يبقى لألج ير س وى المطالبة‬
‫بالتعويض(‪.)1‬‬
‫والمشرع المغربي أجاز في الفقرة األخ يرة من الم ادة ‪ 41‬من مدونة الش غل‬
‫ير إلى عمله أو الحكم له‬ ‫للقاضي في حالة ثبوت الفصل التعسفي إما الحكم بإرجاع األج‬
‫بالتعويض‪ ،‬ويعد الحكم بأحد الشقين تكريسا للدور اإليجابي للقاضي االجتماعي(‪ .)2‬فهذا‬
‫األخير كما سبقت اإلشارة إلى ذلك يحاول الحفاظ على مب دأ اس تقرار الش غل‪ ،‬الحكم‬
‫بإرجاع األجير المفصول تعسفيا إلى عمله خاصة حينما يبدي المشغل استعداده إلرجاعه‬
‫إال أن القضاء يعمد إلى تجاوز الحكم ب الرجوع ويقتصر على الحكم ب التعويض‪ .‬حيث‬
‫يظهر له خالل مرحلة التصالح أن ال أمل في عودة الحال على ما كانت عليه بين الطرفين‬
‫وخاصة حيث يتعلق األمر بالمؤسسات الصغرى والمتوسطة نظرا للصلة المباشرة ال تي‬
‫تكون بين المؤاجر وأجرائ ه‪ ،‬فخي ار الرج وع يتم التعامل معه وفق كل حالة وحسب‬

‫‪ - 1‬بشرى العلوي‪ :‬م‪.‬س ص ‪.243‬‬


‫‪ - 2‬هذا الخيار الممنوح للقاضي ليس جديد في مدونة الشغل وإنما كان منصوصا عليه في الفقرة األخيرة من النظام النموذجي المؤرخ في ‪23‬‬
‫أكتوبر ‪( 1948‬ثم نسخه)‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ير‪ ،‬في حالة رفض‬ ‫ظروف كل قضية‪ ،‬مع الحرص على اختيار األصلح واألنسب لألج‬
‫ير يبقى له الحق في‬ ‫المؤاجر تنفيذ الحكم القاضي بإرجاع األجير إلى عمله فإن هذا األخ‬
‫طلب التعويض عن الفصل التعس في(‪ )1‬وهو نفس ما ذهب به ق رار الغرفة االجتماعية‬
‫بالمجلس األعلى رقم ‪.)2(1581‬‬
‫ولعل في إعطاء الخيار للمحكمة‪ ،‬باإلضافة إلى المقتض يات المس طرية ما يفيد‬
‫بلورة األصلح‪ ،‬فالقاضي من محاولة التصالح طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 277‬من المسطرة‬
‫المدنية يستطيع التوصل إلى رأي المشغل واإلحاطة بظ روف الفص ل‪ ،‬وك ذا نوعية‬
‫المقاولة وحجمها من حيث إمكانية إرجاع األجير كما أن الدور اإليج ابي ال ذي يتمتع به‬
‫القاضي االجتماعي يؤهله لطلب االطالع على كل المس تندات والوث ائق والم ذكرات‬
‫والحجج التي من شانها أن تنير القضية‪ ،‬وتبعا لهذه المعطيات فإن االقتصار على المطالبة‬
‫بالرجوع على العمل‪ ،‬يسهل على القاضي المطالبة بإصالح المقال وذلك من أجل اإلشارة‬
‫إلى التعويض يجانب طلب الرجوع إلى العمل حتى يتمكن من الحكم بعد ذلك عند ثب وت‬
‫الفصل غير المبرر‪ ،‬بالحكم بأحد الطلبين أي بالرجوع إلى العمل او الحكم بالتعويض عن‬
‫الضرر دون األجر ألن هذا األخير يؤدي مقابل العمل فقط‪ ،‬كما ذهب بذلك قرار المجلس‬
‫األعلى عدد ‪.)3(259‬‬

‫‪ - 1‬مجلة المحامي العدد ‪ 47‬ص ‪.155‬‬


‫‪ - 2‬قرار رقم ‪ 1581‬بتاريخ ‪ 10‬يونيو ‪ 1991‬في الملف االجتماعي عدد ‪ 8519/90‬مشار إليه في "مؤلف االجتهاد القضائي في المادة‬
‫االجتماعية" لألستاذ عبد اللطيف خالفي ص ‪.256-255‬‬
‫‪ - 3‬قرار عدد ‪ 259‬الصادر بالغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪ 1985‬منشور بالمجلة المغربية للقانون العدد ‪ 5‬سنة ‪1986‬‬
‫ص ‪.273‬‬

‫‪75‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الفق‪00‬رة الثاني‪00‬ة‪ :‬موق‪00‬ف المجلس األعلى من مب‪00‬ادرة المش‪00‬غل في طلب‬
‫اإلرجاع‬
‫أوال ‪ :‬كيف تتم مبادرة المشغل لطلب الرجوع أثناء سريان‬
‫المسطرة بإرجاع األجير إلى عمله‬
‫إن القضاء ال يمكنه أن يحكم بالرجوع إلى العمل إال إذا كان هناك موافقة المشغل‬
‫على استعداده لذلك(‪ .)1‬فاألجير المبلغ بالفصل ال يلزم بقبول عرض الرجوع على العمل‬
‫مادامت واقعة الفصل ثابتة(‪.)2‬‬
‫كما أن هناك حاالت متعددة فيما يتعلق بمبادرة المش غل في طلب الرج وع إلى‬
‫عمله‪ ،‬حيث يطالب فيها األجير الرجوع إلى العمل أثن اء س ريان ال دعوى‪ ،‬وبعد رفعه‬
‫اء‬ ‫للمقال مثال أكثر من سنة كما هو الحال بالنسبة للقرار عدد ‪ )3(478/2005‬والذي ج‬
‫هادة‬ ‫في جواب للمجلس األعلى بشأنه "لكن حيث أن المحكمة لما ثبتت لديها من خالل ش‬
‫الشهود الدين ثم االستماع إليهم‪ ،‬أن الط اعن قد غ ادر العمل من تلق اء نفسه في يونيو‬
‫‪ 2001‬وأن الدفع المتعلق بأن طلب الرجوع للعمل كان بعد رفع الدعوى يبقى علة زائدة‬
‫يستقيم القرار بدونها لك ون المغ ادرة التلقائية واقعة مادية يمكن إثباتها بجميع وس ائل‬
‫اإلثبات‪ ،‬وهو ما خلص إليه القرار مما جعله مطابقا للصواب ‪ "...‬مما ي دل أن المش غل‬
‫أثبت بواسطة الشهود أنه غ ادر العمل من تلق اء نفسه واألج ير الزال يتثبت بكونه قد‬
‫تعرض للطرد التعسفي‪ ،‬وأن مطالبته بالرجوع كان بعد فوات سنة من رفضه للمقال‪.‬‬

‫‪ - 1‬قرار لغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى رقم ‪ 1233‬بتاريخ ‪ 13‬مايو ‪ 1991‬في الملف االجتماعي عدد ‪ 9897/89‬مجلة المحاكم المغربية‬
‫العددان ‪ 56-54‬لسنة ‪ 1992‬ص ‪ 89‬وعبد اللطيف خالفي "االجتهاد القضائي في المادة االجتماعية" ص ‪.255‬‬
‫‪ - 2‬محمد بناني‪ :‬الجزء الثاني المجلد الثاني‪ ،‬م‪.‬س ص ‪.1231‬‬
‫‪ - 3‬قرار عدد ‪ 478‬صادر عن الغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى بتاريخ ‪ 04/05/2005‬ملف اجتماعي ‪ 121‬أشارت إليه بشرى العلوي م‪.‬س‬
‫ص ‪244‬‬

‫‪76‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ثانيا ‪ :‬عدم تزويد المشغل بالعنوان الجدي‪00‬د لألج‪00‬ير واألث‪00‬ر‬
‫القانوني‬
‫له‬ ‫إن األجير الذي لم يزود مشغله بالعنوان الجديد ال يمكن مواجهته بعدم توص‬
‫برسالة الرجوع إلى العمل‪ ،‬وبالتالي ي ترتب على دالك آث ار قانونية س لبية في مواجهة‬
‫األجير‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالمغادرة التلقائية وهو المبدأ ال ذي كرسه المجلس األعلى في‬
‫قراره عدد ‪ )1(966‬حينما رد المجلس األعلى "حيث يت بين ص حة ما عابته الطالبة في‬
‫القرار المطعون فيه ذلك أنها دفعت بأن األجير المطلوب في القرار المطعون فيه ذلك أنها‬
‫دفعت بأن األجير المطلوب في النقض‪ ،‬هو الذي غادر عمله ولم يكن موضوع ط رد من‬
‫طرفها وأكدت بأنها أنذرته من أجل استئناف عمله فتعذر التوصل باإلنذار ب الرجوع إلى‬
‫العمل‪ ،‬ال يرجع على المشغلة وإنما إلى األجير الذي يزود مشغلته بعنوان مس كنه الجديد‬
‫حتى تتمكن من مراسلته وهذا ما أكده العون القضائي المكلف بالتبليغ‪.‬‬
‫هكذا يتضح أن نص المادة ‪ 41‬من مدونة الشغل يضعنا أم ام أم رين إما الحكم‬
‫بالرجوع إلى العمل أو الحكم بالتعويض وفي هذا االتجاه إعطاء الخيار للقضاء قصد تلبية‬
‫قرار الرجوع أو التعويض‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬مدى استحالة تنفيذ الحكم القاضي بالرجوع إلى العمل‬
‫تنص الفقرة الرابعة من المادة ‪ 41‬من مدونة الشغل‪..." ،‬على أنه في حالة تعذر‬
‫أي اتفاق بواسطة الصلح التمهيدي‪ ،‬يحق لألجير رفع دعوى أمام المحكمة المختصة التي‬
‫لها أن تحكم في حالة ثبوت فصل األجير تعسفيا إما بإرجاع األجير إلى شغله أو حصوله‬
‫على تعويض عن الضرر‪".‬‬

‫أوال ‪ :‬اآلثار القانونية لرفض الحكم القاضي باإلرجاع‬


‫تي‬ ‫يعتبر الحكم باإلرجاع إلى الشغل‪ ،‬عند ثبوت الفصل التعسفي من المسائل ال‬
‫كثر حولها السجال وتضاربت بشأنها آراء الفقه واجتهادات القض اء‪ .‬وفي الحقيقة ف إن‬

‫‪ 1‬قرار عدد ‪ 986‬صادر عن الغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى بتاريخ ‪ 06/10/2004‬ملف ‪( 1261/03‬غير منشور) أشارت إليه بشرى‬
‫العلوي م‪.‬س ص ‪.244‬‬

‫‪77‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الحكم بإرجاع األج ير إلى عمله كث يرا ما ال يجد أذانا ص اغية من أص حاب المعامل‬
‫العتبارات واقعية بالخصوص‪.‬‬
‫والمشرع المغربي لم يتحدث ال في النصوص الملغاة ال في مدونة الشغل الحالية‬
‫ه‪ ،‬ربما‬ ‫عن مؤيدات الحكم القضائي والقاضي بإرجاع األجير المفصول تعسفيا إلى عمل‬
‫لصعوبة وجود حل مرض للطرفين معا‪.‬‬
‫وكما أشار إلى ذلك األستاذ موسى عبود في مؤلفه حول دروس في الق انون‬
‫أن‬ ‫االجتماعي المغربي" إرجاع األجير إلى العمل بحكم قضائي حين يطرح هذا الحكم ب‬
‫اإلعفاء كان تعس فيا هو من المش اكل العويصة ال تي تض اربت فيها اآلراء واختلفت‬
‫التشريعات بشأنها‪.‬‬
‫فأنصار هذا التدبير يرون بأنه يمثل وسيلة فعالة وناجعة لحماية األجير من تعسف‬
‫المؤاجر الذي يعلم أنه إذا فصل األجير بدون سبب مش روع‪ ،‬فهو مع رض للحكم عليه‬
‫بإرجاع ذلك األجير إلى منصبه مع أداء األجور التي حرم منها خالل المدة التي بقي فيها‬
‫متقطعا عن العمل ولو استمرت عدة سنوات‪ .‬مما يشكل ضمانة مهمة لهذا األجير(‪.)1‬‬
‫وقد اعتبر المشرع الجزائري لسنة ‪ 1982‬كل إنهاء تعسفي باطل يستوجب إعادة‬
‫العامل إلى عمله مع التعويض عن األضرار األخرى التي تلحق العامل‪.‬‬
‫وهكذا تنص الم ادة ‪ 79‬على أنه في حالة الفصل التعس في أو في خالة خ رق‬
‫األحكام التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪ ،‬فإن القاضي يأمر بإعادة دمج العامل في‬
‫منصب عمله األص لي مع منحه التعويض ات المس تحقة له وإذا عارضت المؤسسة‬
‫اجم عن‬ ‫المستخدمة إعادة دمج العامل الفعلية‪ ،‬يستمر العامل في التمتع بجميع حقوقه الن‬
‫عالقة عمله(‪.)2‬‬
‫ون‬ ‫أما معارضوه ‪ :‬فيرون بأن العالقة التي تربط المؤاجر باألجير يجب أن تك‬
‫قائمة على حسن التعامل وعلى هيبة صاحب المؤسسة و سلطته على األجراء‪ ،‬ويبررون‬
‫ذلك بكون رب العمل هو أكثر الن اس حرصا على مقاولت ه‪ ،‬وأنه ال يعمد إلى فصل أحد‬
‫‪ - 1‬موسى عبود‪ " :‬م س ‪ ،‬ص ‪ 218‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 2‬فريدة المحمودي‪ " :‬محاضرات في القانون اإلجتماعي" م س ‪ ،‬ص ‪.294‬‬

‫‪78‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫أجرائه إال إذا صدر منه خطأ جسيم‪ ،‬من شانه اإلخالل بت وازن المؤسسة أو س يرها أو‬
‫عندما يصبح هذا األجير خطرا عليها‪.‬‬
‫وبطرد المؤاجر لألجير‪ ،‬تسوء عالقتهما‪ ،‬وإجب اره قض ائيا على إرجاعه إلى‬
‫عمله‪ ،‬من شانه أن يعرض سلطته لالحتقار أمام باقي األج راء وأن ي ؤدي إلى فق دان‬
‫االنض باط كما يس اعد على تفشي روح التم رد والفوضى داخل المقاولة ناهيك عن‬
‫دعوى وما‬ ‫الصعوبات الجمة التي تعترض تنفيذ هذا الحكم خاصة إذا طالت إجراءات ال‬
‫يترتب عنها من نشوء بذور الحقد والضغينة بين األطراف (األجير والمش غل) وانع دام‬
‫الثقة المتبادلة التي تعتبر ضرورية الستمرار عالقة الشغل‪.‬‬
‫كما أن إصدار المحكمة للحكم القاضي باإلرج اع دون التأكد من تحقق تنفي ذه‬
‫سيمنح فرصة للمؤاجرين لتحقير المقررات القضائية وإفقادها لقدسيتها وهيبتها(‪.)1‬‬
‫ويستند هذا االتجاه على عدة مبررات منها أساسا ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن الحكم باإلرجاع غالبا ما يكون غير ذي فائدة ومجردا من أية فعالية طالما‬
‫يصعب تنفيذه رغما عن إرادة المشغل علما بأن الفصل صريح في ق انون االلتزام ات‬
‫والعقود يقضي بأن االلتزام بعمل يتحول عند عدم الوفاء به‪ ،‬إلى االل تزام ب التعويض (‬
‫‪ )261‬وبالتالي فال موجب أصال للحكم بالغرامة التهديدية ضد المش غل الممتنع عن تنفيذ‬
‫الحكم باإلرجاع كما قضت بذلك العديد من قرارات المجلس األعلى(‪.)2‬‬
‫ب‪ -‬إن الحكم باإلرجاع يمس بهيبة المشغل خاصة في المقاوالت الصغرى التي‬
‫ات‬ ‫تسود بها العالقات الشخصية ما بين المشغل وأجرائه وهي التي تسود بها تلك العالق‬
‫الشخصية ما بين المشغل وأجرائه وهي التي تتيح له الفرصة لالنتقام من األج ير ال ذي‬
‫أعيد إلى عمله رغما عن إرادته‪.‬‬

‫‪ - 1‬عقود العمل والمنازعات االجتماعية من خالل قرارات المجلس األعلى" الذكرى الخمسينية لتأسيس المجلس األعلى‪ .‬الندوة الجهوية‬
‫التاسعة مقر محكمة االستئناف بحي الرياض السالم أكادير ‪ 06-05‬يوليوز ‪ 2007‬ص ‪ 262‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬من ضمنها القرارات الصادرة في ‪ 1986-7-28‬و ‪ 1988-3-28‬و ‪( 1991-06-10‬منشورة بمجلة المحاكم المغربية عدد ‪.66‬‬

‫‪79‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ج‪ -‬إن فرض إرجاع األجير ضدا على إرادة مش غله_ ولو بحكم قض ائي _قد‬
‫يؤدي إلى نتيجة عكسية على مستوى التشغيل طالما لن يتسرع المشغل في التشغيل إال بعد‬
‫معرفة خاصة وشخصية بالمرشحين للشغل‪.‬‬
‫لط عليها‬ ‫د‪ -‬إن تقرير مبدأ اإلرجاع يعتبر بمثابة تجاوز لحرية األطراف‪ ،‬وتس‬
‫وال ينسجم مع روح االقتصاد الليبرالي حيث يعتبر المش غل هو الحكم الوحيد في مقاولته‬
‫وتحديدا في اختيار أجرائه(‪.)1‬وبالرغم من أن القضاء المغربي ويتزعمه المجلس األعلى‪،‬‬
‫قد سبق له أن اعتمد في قراراته على الغرامة التهديدية المنصوص عليها في الفصل ‪448‬‬
‫من قانون المسطرة المدنية كوسيلة قانونية للضغط على المشغل من أجل الدفع به إلى تنفيذ‬
‫الحكم القضائي الخاص بإرجاع األجير إلى عمله‪ ،‬ربما تأثرا منه بالرأي الفقهي الس الف‬
‫الذكر‪ ،‬حيث لم يرتب أي أثر قانوني على عدم تنفيذ الحكم باإلرجاع بل وقد ذهب إلى حد‬
‫تقرير عدم صحة تطبيق الغرامة التهديدية في هذا المجال(‪ .)2‬والمش رع ب دوره ك ان‬
‫حريصا على مراعاة عنصري حجم المؤسسة وأقدمية األجير‪ .‬وهكذا نالحظ أنه ميز بين‬
‫حالتين‪:‬‬
‫فبالنسبة للمقاوالت التي تشغل على األقل ‪ 12‬أجير‪ ،‬وبخص وص األج راء في‬
‫المقاوالت في حالة الطرد مع غياب السبب الحقيقي والجدي وهي‪:‬‬
‫‪-‬إرجاع األجير مع الحفاظ بنفس المكتس بات‪ ،‬على أن القاضي ال يك ون ملزما‬
‫باقتراحها‪ ،‬وحتى إن اقترحه فيمكن ألحد األطراف أن يرفض ها‪ ،‬و ال يمكن أن تف رض‬
‫رغم إرادته‪.‬‬
‫‪-‬إعطاء تعويض لألجير على أن ال يقل عن األجر اإلجمالي للستة أشهر‪.‬‬
‫‪ -‬الحكم على المقاولة بدفع تعويضات البطالة في حدود ‪ 6‬أشهر‪ ،‬أما بالنس بة‬
‫للمقاوالت التي تشغل أقل من ‪ 12‬األجير أو بالنسبة لألجراء الذين تقل أقدمتهم عن سنتين‬
‫فإن العقوبة الوحيدة المقررة تكمن في الحكم بأداء تع ويض عن األض رار ال تي لحقت‬
‫باألجير‪.‬‬
‫‪ - 1‬محمد الشرقاني م‪.‬س ص ‪.175‬‬
‫‪ - 2‬محمد الكشور‪ ":‬انهاء عقد الشغل" م س ‪ ،‬ص ‪.225‬‬

‫‪80‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫يالحظ بخصوص إمكانية الحكم باإلرجاع في القانون الفرنسي أنها أحيطت بمجموعة من‬
‫القيود‪ ،‬ال شك أنها أفرغت هذه اإلمكانية من كل قوة ملزمة‪ ،‬وذلك كترك الحرية للقاضي‬
‫في قرار حق اإلرجاع دون أن يكون ملزما تشريعيا بذلك‪ ،‬وعدم وجود م ايلزم المش غل‬
‫باإلمتثال لحل اإلرجاع في حالة اقتراحه من طرف القاضي‪ ،‬وقد يكون من دوافع اق رارا‬
‫المشرع الفرنسي لهذه المقتضيات‪ ،‬أهمية التعويضات التي سيتفيد منها األج ير ويتحملها‬
‫المشغل(‪.)1‬‬

‫ثاني‪00‬ا ‪ :‬توص‪00‬يات ن‪00‬دوات القض‪00‬اء االجتم‪00‬اعي ح‪00‬ول الحكم‬


‫بإرجاع األجير‬
‫دة‬ ‫وقد تبين أن التوصيات الصادرة عن الندوة الثانية للقضاء االجتماعي المنعق‬
‫لم تع رف طريقها‬ ‫بالمعهد الوطني للدراسات القضائية أيام ‪ 25/26‬ف براير ‪،1991‬‬
‫للتطبيق بجل المحاكم هذه التوصيات أكدن على ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التعامل مع دعوى الخيار بين الحكم بالتعويض أو الرجوع إلى العمل بكامل‬
‫الحرص وفق المدلول الذي اتجهت إليه الندوة وذلك باجتناب االستجابة لطلب الرجوع إلى‬
‫العمل إال عند النص على ذلك في العقد الفردي أو االتفاقية الجماعية‪.‬‬
‫‪ -2‬إثارة المحكمة في إطار دورها اإليجابي انتباه الم دعى إلى تص حيح طلبه‬
‫وذلك في الحالة التي يتقدم بها بطلب الرجوع إلى العمل كمطلب وحي د‪ ،‬قصد تحديد مبلغ‬
‫التعويض عن الطرد التعسفي تسهيال لممارسة الخيار‪.‬‬
‫‪ -3‬إن رفض المش غل إرج اع األج ير إلى عمله ال يخوله إال الحق في طلب‬
‫التعويض دون األجر من تاريخ الطلب إلى تاريخ الحكم(‪.)2‬‬
‫أما التوصيات الصادرة عن الندوة الثالثة للقضاء االجتماعي في م ارس ‪2004‬‬
‫فقد تمثلت في المطالبة بعدم االس تجابة ل دعوى اإلرج اع إلى العمل إال إذا وافق عليها‬
‫األجير والمؤاجر وإال فسيحكم بالتعويض(‪.)3‬‬

‫‪ - 1‬فريدة المحمودي‪ ":‬محاضرات في القانون اإلجتماعي" م س‪ ،‬ص ‪ 297‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪ - 2‬الندوة الثانية للقضاء االجتماعي المنعقدة بالمعهد الوطني للدراسات القضائية أيام ‪ 25/26‬فبراير ‪.1991‬‬
‫‪ - 3‬الندوة الثالثة للقضاء االجتماعي سلسلة الندوات واللقاءات الدراسية ‪ ،‬مكتبة دار السالم الرباط‪ ،‬مارس ‪ 2004‬ص ‪.76-75‬‬

‫‪81‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫المطلب الث‪000000‬اني‪ :‬التعويض‪000000‬ات الناتجة عن الفصل‬
‫التعس‪0000‬في وأهم مس‪0000‬تحقات عقد الش‪0000‬غل مع‬
‫إعطاء أمثلة تطبيقية‪.‬‬
‫المشاهد في قضايا نزاعات الشغل الرائجة لدى المحاكم أن األجير يض من مقاله‬
‫االفتتاحي للدعوى مجموعة كبيرة من المط الب منها التعويض ات عن الفسخ التعس في‬
‫وكذلك عن اإلعفاء وتعويضات عن ساعات إضافية أو عن عطلة س نوية لم يتمتع بها أو‬
‫أجور لم يتقاضاها بعد‪ ،‬لكنه من الضروري التمييز بين المط الب المبنية على اإلعف اء‬
‫والمطالب األخرى المبينة على عقد الش غل وال تي يمكن المطالبة بها ح تى ولو لم يكن‬
‫هنالك إعفاء(‪.)1‬‬
‫ولهذا فيجب أن نميز بين التعويضات الناتجة عن الفصل والتي أساسها المسؤولية‬
‫التقصيرية للمشغل ال يستحقها إال إذا ثبت أن الفصل الذي تعرض له األجير فصال تعسفيا‬
‫والمستحقات الناتجة عن عقد الشغل وهي التعويضات عن مستحقات األجير س واءا ثبت‬
‫طرده بصفة تعسفية أو كان ط رده ط ردا م بررا ول ذلك س وف نعمل على دراسة‬
‫التعويضات الناتجة عن الفصل التعسفي مع إعط اء أمثلة تطبيقية (الفق رة األولى) وأهم‬
‫المستحقات الناتجة عن عقد الشغل مع إعطاء أمثلة تطبيقية (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفق‪00‬رة األولى‪ :‬التعويض‪00‬ات الناتج‪00‬ة عن الفص‪00‬ل التعس‪00‬في م‪00‬ع إعط‪00‬اء‬
‫أمثلة تطبيقية‪.‬‬
‫إذا أعملت المحكمة خيارها في اتجاه الحكم بالتعويض عوض اإلرج اع عن دما‬
‫يثبت لها أن الفصل كان تعسفيا فإنها ال تقضي بتع ويض بمبلغ ج زافي بل قننت مدونة‬
‫الشغل التعويضات(‪ )2‬حيث تنص المادة ‪ 41‬من المدونة على أنه يحق للمتضرر في حالة‬
‫إنهاء الطرف اآلخر للعقد تعسفيا مطالبته بالتعويض عن الضرر وتحدد الفقرة األخيرة من‬
‫نفس المادة مبلغه على أساس أجر شهر ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة على‬

‫‪ - 1‬موسى عبود‪ :‬مرجع سابق ص ‪.208‬‬


‫‪ - 2‬محمد الشرقاني‪ :‬مرجع سابق ص ‪..182‬‬

‫‪82‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫أن ال يتعدى سقف ‪ 36‬شهرا(‪ )1‬في حين أن في القانون السابق كان تقدير التعويض مسألة‬
‫موضوعية خاضعة لتقدير قاضي الموضوع يجب أن يبين فيها معتمده‪ ،‬ومصدر اقتناعه‪،‬‬
‫مع التطرق إلى كل الدفوعات حتى ال يكون هناك أي ضعف في التعلي ل‪ ،‬ومع اح ترام‬
‫األسس القانونية فإن قاضي الموضوع تبعا لسلطته التقديرية ك ان ينظر إلى األض رار‬
‫المادية والمعنوية‪ ،‬التي أص يب بها الط رف المتض رر طبقا للفصل ‪ 754‬من ق انون‬
‫االلتزامات والعقود‪ ،‬باإلضافة إلى التعويض عن أجل اإلخطار‪ ،‬والمنصوص عليه أصال‬
‫في نفس الفصل كتعويض منفصل عن التعويض عن الضرر‪ ،‬إال أنه بعد صدور المدونة‬
‫لم يعد التعويض عن الضرر خاضعا لمقتض يات الفصل ‪ 754‬من ق انون االلتزام ات‬
‫والعقود(‪ )2‬أيضا كان الفصل الس ادس من النظ ام النم وذجي لس نة ‪ 1948‬ينص أن‬
‫التعويض الذي تحكم به المحكمة في حالة ثبوت تعسف المشغل‪ ،‬يق در حسب الط روف‬
‫المحيطة بكل قضية على حدة وحسب الضرر الالحق بالعامل(‪.)3‬‬
‫وإذا كان المشرع في مدونة الشغل قد رسخ مبدأ التعويض عن الفصل التعس في‬
‫في أجل اإلخطار‪ ،‬والفصل والضرر‪ ،‬وإن كان قد حدد هذا األخير بطريقة حسابية ولم يعد‬
‫خاضعا للسلطة التقديرية للقضاء‪ ،‬فإن المشرع لم يبرز أساس ه ذه التعويض ات ال تي‬
‫اعتبرها القضاء الفرنسي بأنها ليست أجرا مقابل العمل الم ؤدى‪ ،‬ولكنها تع ويض عن‬
‫غل‪،‬‬ ‫ضرر ناتج عن إنهاء عقد الشغل‪ ،‬يسعى إلى إصالح الضرر الناتج عن ضياع الش‬
‫اك ما‬ ‫والذي يحدد تبعا للمدة التي قضاها األجير المفصول في العمل‪ ،‬علما بأنه ليس هن‬
‫يمنع طرفي العقد من تحديد مقدار في عقد الشغل أعلى من المق ادير المح ددة قانون ا‪،‬‬
‫والمالحظ أن المشرع‪ ،‬نظم التعويض عن إنهاء عقد الشغل المحدد المدة قبل حل ول أجله‬
‫بفقرة واحدة هي الفق رة األخ يرة من الم ادة ‪ 33‬من مدونة الش غل‪ ،‬في حين أنه نظم‬
‫التعويض عن إنهاء عقد الشغل غير المحدد المدة بصفة تعسفية بعدة م واد‪ ،‬تم يز بين‬
‫التعويض عن الفصل المنصوص عليه في المادة ‪ 52‬عن التعويضين عن الض رر‪ ،‬وعن‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 41‬من مدونة الشغل‬


‫‪ - 2‬محمد سعيد بناني‪ ":‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل" الجزء الثاني‪ :‬المجلد الثاني مرجع سابق ص ‪.1238‬‬
‫‪ - 3‬فريدة المجمودي‪ :‬مرجع سابق ص ‪.289‬‬

‫‪83‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫أجل اإلخطار المنصوص عليهما على التوالي في المادتين ‪ 41‬و ‪ 51‬من مدونة الش غل‪،‬‬
‫كما تشير المادة ‪ 61‬من مدونة الشغل إلى أنه‪ " :‬يمكن فصل األج ير من الش غل‪ ،‬دون‬
‫مراعاة أجل اإلخطار‪ ،‬ودون تعويض عن الفصل‪ ،‬وال تعويض عن الضرر عند ارتكابه‬
‫خطأ جسيما"‪.‬‬
‫وبمفهوم المخالفة فإن األجير يكون محقا في هذه التعويضات الثالثة عند فص له‬
‫فصال تعسفيا‪ .‬وهو المبدأ الذي تم التأكيد عليه في المادة ‪ 293‬من مدونة الش غل‪ ،‬ال تي‬
‫أبانت بأن عدم امتثال األجير للتعليم ات الخصوص ية المتعلقة بقواعد الس المة وحفظ‬
‫الصحة يعد خطأ جسيما يمكن أن يترتب عنه فصله من الشغل دون إخطار و ال تع ويض‬
‫عن الفصل‪ ،‬و ال عن الضرر(‪.)1‬‬
‫في في‬ ‫إذن فالمشرع قد رسخ في مدونة الشغل مبدأ التعويض عن الفصل التعس‬
‫أجل اإلخطار‪ ،‬والفصل‪ ،‬والضرر‪ ،‬باإلضافة إلى تعويض آخر وهو التعويض عن فقدان‬
‫الشغل والذي يعتبر من التعويضات المضافة نظرا لتعلقه بحالة معينة من الفصل‪.‬‬
‫إذن فما هي هذه التعويصات وكيف يتم احتسابها؟‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعويض عن المباغثة أو المفاجئة‪:‬‬


‫يعتبر اإلنهاء فجائيا إذا ما التجأ أحد أطراف العقد غير مح دد الم دة إلى إنهائه‬
‫غل العامل‬ ‫بدون احترام مهلة اإلخطار‪ ،‬ويوصف بأنه إنهاء فجائي كذلك إذا أخطر المش‬
‫باإلنهاء ثم قام بعد ذلك بوضع حد للعقد قبل انقضاء مهلة اإلخطار ولو بيوم واحد(‪.)2‬‬
‫وأجل اإلخطار يختلف من حيث نطاقه‪ ،‬مدته‪ ،‬من أج ير إلى آخر بحسب أقدميته‬
‫أو صنفه أو درجته المهنية كما سيحدد ذلك في نص تنظيمي‪ ،‬وبالتالي فإن ملغ التع ويض‬
‫سيعادل األجر المناسب لفترة األجل المخصص لكل أجير‪ ،‬وفي ضوء االعتبارات السابقة‬
‫فإذا كان األجير وبالنظر ألقدميته أو درجته المهنية يستفيد مثالمن أجل إخطار مدته س تة‬
‫أشهر ولم يخوله إياه المشغل فإن هذا األجير يصبح ملتزما بأداء تع ويض ي وازي أجر‬

‫‪ - 1‬محمد سعيد بناني‪ ":‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل" الجزء الثاني‪ :‬المجلد الثاني مرجع سابق ص ‪.1240-1239‬‬
‫‪ - 2‬مباركة دونيا‪ :‬حقوق العامل بعد انهاء عقد الشغل بين التشريع الحالي والقانون رقم ‪ 65-99‬المتعلق بمدونة الشغل" دار النشر الجسور‪،‬‬
‫وجدة‪ 2004 ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪84‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الستة األشهر وهو ما يعني أنه تعويض جزافي محدد من طرف المش رع ال يس تند على‬
‫عنصر الضرر وال تقدير للمحكمة بشأنه في حين أنه في مدونة الشغل يحسب التع ويض‬
‫عن عدم إعطاء أجل اإلخطار أو قبل انصرام مدته على أس اس األجر ال ذي يتقاض اه‬
‫ا‪ ،‬طبعا عند‬ ‫األجير‪ ،‬يؤدي إلى التساؤل‪ ،‬هل يعتبر األداء في هذه الحالة أجرا أم تعويض‬
‫النص على هذا التعويض من طرف المشرع فإن هذا األخير يهدف إلى إصالح الض رر‬
‫رة‬ ‫الناتج عن عدم احترام أجل اإلخطار ألن األجير عندما يتقاضى تعويضا موازيا ألج‬
‫أسبوع مثال فإن ذلك ال يعني أجرة أسبوع بالمعنى القانوني له ذه العب ارة وإنما تعويضا‬
‫إلصالح الضرر مستندا في تقديره إلى طريقة احتساب األجور فق ط‪ ،‬لكن عن دما يعفى‬
‫المشغل األجير من دون أن يقوم هذا األخير بش غله ف إن من الفقه من ن زع على األداء‬
‫المقابل سمة األجر‪.‬‬
‫ولهذا فإن التعويض الذي سيكون المقابل عادة ألداء الش غل الفعلي يتغ ير تبعا‬
‫لحالة ما إذا كان أجل اإلخطار أم ال(‪.)1‬‬
‫وقد نصت الم ادة ‪ 43‬من مدونة الش غل على أنه ينظم أجل اإلخط ار ومدته‬
‫بمقتضى النصوص التشريعية‪ ،‬أو التنظيمية‪ ،‬أو عقد الشغل‪ ،‬أو اتفاقية الشغل الجماعي ة‪،‬‬
‫بر‬ ‫أو النظام الداخلي‪ ،‬أو العرف‪ .‬واإلخطار سواءا صدر من األجير أو من المشغل يعت‬
‫تصرفا قانونيا من جانب واحد و ال يتطلب إلنتاج أثره موافقة الطرف اآلخر عليه‪ ،‬إال أنه‬
‫يجب أن تتحقق له الشروط الالزمة لوجود وصحة التصرفات القانونية إذ ال بد أن يصدر‬
‫عن المشغل نفسه أو من ينوب عنه كما يلزم أن يكون صحيحا خاليا من عيوب الرض ى‪،‬‬
‫فقانون العمل المصري لم يتطلب بيانات مح ددة فإنه في المقابل ال بد أن يك ون كتابة أو‬
‫شفاهة‪ ،‬إن كان ال يتطلب بيانات محددة فإنه في المقابل ال بد أن يكون قاطعا وداللته على‬
‫نية إنهاء العقد مما يجعل الصيغ المبهمة ال تفيد النية في إنهاء العقد‪.‬‬
‫أما بالنسبة للقانون األردني فإنه بمقتضى المادة ‪ / 23‬من قانون العمل فإنه يجب‬
‫على الطرف الذي يرغب في اإلنهاء أن يشعر الطرف اآلخر برغبته هذه قبل شهر واحد‬

‫‪ - 1‬محمد سعيد بناني‪ ":‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل" الجزء الثاني المجلد الثاني‪ :‬مرجع سابق ص‪525‬‬

‫‪85‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫على األقل من التاريخ الذي يحدده لإلنهاء‪ ،‬ويعتبر هذا النص قاعدة آمرة وبالتالي فالم دة‬
‫هر‪ ،‬كما ال‬ ‫التي يقررها اإلشعار هي من النظام العام لذلك ال يجوز تخفيضها عن مدة ش‬
‫يجوز لهما اإلتفاق على ذلك‪ ،‬وال يبدأ سريان هذا األجل إال من ت اريخ ص دور اإلرادة‬
‫المنفردة عمال بالقواعد العامة لسريان المدد القانونية‪.‬‬
‫أما بالنسبة للقانون المغربي‪ ،‬فهو لم يحدد شكال إلخط ار‪ ،‬ما إذا ك ان كتابيا او‬
‫شفاهيا‪ ،‬وبقي ذلك خاضعا للقواعد العامة في اإلثبات(‪.)1‬‬
‫ويعفى كل من األجير والمؤاجر من وجوب التقيد بأجل اإلخطار في حالة الق وة‬
‫القاهرة‪ ،‬وقد حدد المرسوم رقم ‪ 2 -04 -469‬الصادر بتاريخ ‪ 16‬ذي القعدة ‪( 1425‬‬
‫‪ 29‬ديسمبر ‪ )2004‬أجل اإلخطار كالتالي‪:‬‬
‫بالنسبة لألطر ومن شابههم‪ ،‬حسب أقدميتهم‪.‬‬
‫‪ -‬أقل من سنة شهرا واحدا‪.‬‬
‫‪ -‬من سنة إلى خمس سنوات شهران‪.‬‬
‫‪ -‬أكثر من خمس سنوات ثالثة أشهر‪.‬‬
‫بالنسبة للمستخدمين والعمال‪ ،‬حسب أقدميتهم‪:‬‬
‫‪ -‬أقل من سنة ثمانية أيام‪.‬‬
‫‪ -‬من سنة إلى خمس سنوات شهرا واحدا‪.‬‬
‫‪ -‬أكثر من خمس سنوات شهران(‪.)2‬‬
‫ار إذن فما هي‬ ‫إال أنه هناك حاالت يعفى فيها المشغل من االلتزام بمهلة اإلخط‬
‫هذه الحاالت؟ وكيف يتم احتساب التعويض عن أجل اإلخطار؟‬
‫أ‪ -‬اإلعفاء القانوني من االلتزام بمهلة اإلخطار‪:‬‬

‫‪ - 1‬بشرى العلوي‪ :‬مرجع سابق ص ‪.324‬‬


‫‪ - 2‬مجلة المحامي‪ :‬العدد ‪ 47‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬الحي المحمدي‪ ،‬مراكش‪ ،‬ص ‪.158‬‬

‫‪86‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫نصت الفقرة األولى من المادة ‪ 43‬من مدونة الشغل‪ ،‬على أنه "يكون إنه اء عقد‬
‫الشغل غير المحدد المدة‪ ،‬بإرادة منفردة مبنيا على احترام أجل اإلخطار مالم يصدر خطأ‬
‫جسيم عن الطرف اآلخر"(‪.)1‬‬
‫رف‬ ‫فالقاعدة العامة أن ارتكاب خطأ جسيم من طرف أحد المتعاقدين يعفى الط‬
‫اآلخر من االلتزام بمهلة اإلخطار‪ -‬فمثال فقد نصت المادة ‪ 61‬من مدونة الشغل على أنه‪:‬‬
‫"يمكن فصل األجير من الشغل دون مراعاة أجل اإلخطار‪...‬عند ارتكابه خطأ جسيما"(‪)2‬‬
‫وبالنسبة للمشغل فالقاعدة تستفاد من مطلع المادة ‪ 43‬أعاله والتي تخاطب الطرفين مع ا‪،‬‬
‫وقد جاء فيها أنه‪" :‬يكون إنهاء عقد الشغل غير محدد الم دة‪ ،‬ب إرادة منف ردة‪ ،‬منيا على‬
‫احترام أجل األخطار‪ ،‬ما لم يصدر خطأ جسيم عن الطرف اآلخر‪"...‬‬
‫فالخطأ الجسيم يبعد مسؤولية المتعاقد اآلخر‪ ،‬وهو أمر تم التأكيد عليه في الم ادة‬
‫‪ 51‬من مدونة الشغل إذن فالخطأ الجسيم يجعل االحتفاظ بالعالقة العقدية غير ممكنة حتى‬
‫أثناء أجل اإلخطار‪ ،‬فسواءا وقع ارتكابه أثناء سريان عقد الشغل بصورة طبيعية‪ ،‬أم أثناء‬
‫أجل اإلخطار نفسه‪ ،‬فإن الطرف المتسبب في اإلنهاء نتيجة ارتكابه خطأ جسيما يصح في‬
‫األصل محروما من أي تعويض‪.‬‬
‫أيضا فقد جاء في الفقرة األخيرة من المادة ‪ 43‬من مدونة الش غل ما يلي‪" :‬يعفى‬
‫المشغل واألجير من وجوب التقيد‪ ،‬بأجل اإلخطار في حالة الق وة الق اهرة"‪ ،‬فه ذه في‬
‫مفهومها الكالسيكي تجعل العقد منتهيا دون احترام ألجل اإلخطار‪ ،‬المنص وص عليه في‬
‫النصوص التشريعية‪ ،‬أو التنظيمية‪ ،‬أو عقد الشغل‪ ،‬أو اتفاقية الشغل الجماعية‪ ،‬أو النظ ام‬
‫الداخلي‪ ،‬أو العرف(‪.)3‬‬
‫وأيضا تؤخذ بمفهومها الشغلي وهي ت ؤدي ب دورها إلى التحلل من العقد دون‬
‫مراعاة أجل اإلخطار‪ ،‬فالقوة القاهرة باعتبارها حدثا خارجا عن إرادة الطرفين إذ وله ذا‬
‫فال يعقل أن يلزم أحدهما باألثر المتمثل في التعويض‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 43‬من مدونة الشغل‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 61‬من مدونة الشغل‬
‫‪ - - 3‬محمد الكشبور‪ :‬مرجع سابق ص ‪ 296‬و ‪ 297‬و ‪299‬‬

‫‪87‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ثم هناك اإلعفاء القانوني من مهلة اإلخطار في إطار المادة ‪ 13‬من مدونة الشغل‬
‫حيث أن فترة اإلختبار هي الفترة التي تسمح للطرفين بمعرفة إمكانية قيام العقد لمدة غير‬
‫محدودة أم ال(‪ ،)1‬وهي بذلك تبرر‪ ،‬من حيث المبدأ‪ ،‬إنه اء العقد س واءا أثناءها أو عند‬
‫انتهائها‪ ،‬ولهذا فإن غياب مدة معينة ألجل اإلخطار خالل هذه الفترة ت ؤدي ب دورها إلى‬
‫إمكانية كل من الطرفين بوضع حد للعقد دون إعطاء أجل لإلخطار‪.‬‬
‫غير أنه إذا قضى األجير أسبوعا في الشغل على األق ل‪ ،‬ال يمكن إنه اء ف ترة‬
‫االختبار دون إعطاء أجل لإلخطار وفي حالة عدم إعطائه ألجل اإلخطار فإنه يكون محقا‬
‫في طلب التعويض(‪.)2‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن المادة ‪ 13‬من مدونة الشغل جعلت أجل اإلخط ار أثن اء‬
‫فترة اإلختبار على عاتق المشغل فقط دون األجير‪.‬‬
‫ب‪ -‬كيفية احتساب التعويض عن أجل اإلخطار‪:‬‬
‫إن احتساب التعويض عن مهلة اإلخطار يرجع إلى ص فة األج ير وأقدميته في‬
‫العمل وتبعا ألجرته التي يتقاضاها‪ ،‬وقد صار العمل القضائي على احتساب هذا النوع من‬
‫التعويض استنادا على ما هو مسطر بالمرسوم الصادر في ‪ 2004 /12 /29‬فمثال إذا‬
‫كان يتقاضى األج ير مبلغ ‪ 50‬درهم يوميا أي أنه يتقاضى مبلغ ش هري وهو ‪ 50‬درهم‬
‫ال‬ ‫مضروبة قي ‪ 26‬يوما يساوي ‪ 1300‬درهم(‪ )3‬وبما أنه من صنف المستخدمين العم‬
‫ومدة عمله هي ‪ 4‬سنوات فإنه يستحق تعويضا عن اإلخطار مح دد في ش هر واحد وهو‬
‫مبلغ ‪ 1300‬درهم وبالت الي فه ذه الطريقة يتم إعمالها إلحتس اب التع ويض عن أجل‬
‫اإلخطارفي األحكام الصادرة عن المحاكم حيث صدر عن المحكمة االبتدائية بمكناس حكم‬
‫عدد ‪ )4(2008 /1023‬ينص على إعماله لمقتضيات المادة األولى من مرسوم ‪/12 /29‬‬
‫‪ 2004‬حيث ان المدعي طلب في مقاله التعويض عن األخطار مبلغ ‪4419.8‬درهم وهو‬
‫امت المحكمة‬ ‫يتقاضى أجرة شهرية ‪ 1500‬درهم‪ ،‬ويعتبر من صنف المستخدمين فقد ق‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 13‬من مدونة الشغل‪.‬‬


‫‪ - 2‬محمد سعيد بناني‪ ":‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل" الجزء الثاني المجلد الثاني‪ :‬مرجع سابق ص‪1269‬و ‪.1270‬‬
‫‪ - 3‬بشرى العلوي‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص ‪ 325‬و ‪.326‬‬
‫‪ - 4‬حكم رقم ‪ 1023‬صادر عن المحكمة االبتدائية بمكناس بتاريخ ‪ 2008-10- 14‬ملف رقم ‪ 717/7/6‬غير منشور‬

‫‪88‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪ 2004‬ينص الحكم حيث أنه‬ ‫‪/12‬‬ ‫بالعملية الحسابية طبقا اامادة ‪ 1‬من مرس وم ‪/29‬‬
‫يستحق تعويضا عن مهلة اإلخطار قدره ‪ 4018.56‬درهم طبقا للمادة األولى من مرسوم‬
‫‪.2004 /12 /29‬‬
‫إذن فالتعويض عن أجل اإلخطار الناتج عن العملية الحسابية أقل من التع ويض‬
‫عن أجل اإلخطار المتضمن في مقال المدعي ضمن طلبات التعويضات إذن فالمحكمة في‬
‫هذه الحالة تحكم بالتعويض الناتج عن العملية الحسابية لكونه أقل من التعويض المطلوب‬
‫من طرف المدعي فلو كان التعويض الناتج عن العملية الحس ابية أك ثر من التع ويض‬
‫المضمن في طلبات التعويض ات فإنه ال يحكم به وإنما يحكم ب التعويض المتض من في‬
‫طلبات التعويضات‪.‬‬
‫طبقا لمقتضيات المادة ‪ 3‬من قانون المسطرة المدنية لكون المحكمة ال تحكم بأكثر‬
‫مما طلب"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعويض عن الفصل والضرر‪:‬‬


‫انطالقا من مقتصيات المادة ‪ 52‬من مدونة الشغل‪ ،‬فإن األجير المرتبط بعقد شغل‬
‫غير محدد المدة‪ ،‬يستحق تعويضا عند فصله‪ ،‬بعد قضائه ستة أشهر من الشغل داخل نفس‬
‫المؤسسةوذلك بصرف النظرعن الطريقة التي يتقاضى بها أجره‪،‬وبص رف النظ رعن‬
‫دورية أدائه‪،‬وهذا طبعا باإلضافة إلى التعويض عن أجل اإلخط ار وذلك وفق الش روط‬
‫اآلتية(‪:)1‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون عقد الشغل غير محدد المدة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون الفصل من جانب المشغل فقط اما األجير المس تقيل فال حق له‬
‫في التعويض عن الفصل‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أال يكون األجير قد اقترف خطأ جسيما فاقتراف هذا األخير يسمح بفصل‬
‫األجير بدون أي تعويض‪ ،‬كيفما كان نوعه‪.‬‬

‫‪ - 1‬خالفي عبداللطيف‪" :‬الوسيط في مدونة الشغل‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬عالقات الشغل الفردية" الطبعة األولى‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬الحي‬
‫المحمدي مراكش ‪ ،2004‬ص ‪.506‬‬

‫‪89‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫غل داخل نفس‬ ‫‪ -‬يجب أن يكون األجير قد قضى على األقل ستة أشهر من الش‬
‫المقاولة‪ ،‬وذلك عوضا عن سنة كما كان في ظل النص وص القانونية الس ابقة عن مدونة‬
‫الشغل‪.‬‬
‫‪ -‬ويجب أخيرا أن يكون إنهاء عقد شغل األجير‪ ،‬نهائيا‪.‬‬
‫أما إذا كان اإلنهاء غير نهائي‪ ،‬فال يستحق األجير هذا التعويض‪.‬‬
‫لة‪ ،‬وذلك‬ ‫والتعويض عن الفصل تولت مدونة الشغل تحديده بكيفية دقيقة ومفص‬
‫من خالل بيان مبلغه‪ ،‬وكيفية منحه‪ ،‬وذلك انطالقا من عنص رين هم ا‪ :‬أقدمية األج ير‬
‫وأجره‪ ،‬حيث يالحظ في هذا الصدد أن المشرع المغربي‪ ،‬ق ام بم وجب مدونة الش غل‬
‫بمضاعفة التعويض عن الفص ل‪ ،‬بالمقارنة مع التع ويض ال ذي ك ان يمنح بمقتضى‬
‫النصوص القانونية السابقة عنها(‪.)1‬‬
‫فالمادة ‪ 53‬من مدونة الشغل تنص على أنه‪" :‬يعادل مبلغ التعويض عن الفصل‪،‬‬
‫عن كل سنة أو جزء من السنة من الشغل الفعلي ما يلي‪:‬‬
‫‪ 96 -‬ساعة من األجرة فيما يخص الخمس سنوات األولى من األقدمية‪.‬‬
‫‪ 144 -‬ساعة من األجرة فيما يخص فترة األقدمية المتراوحة بين السنة السادسة‬
‫والعاشرة‪.‬‬
‫‪ 192 -‬ساعة من األجرة فيما يخص مدة األقدمية المتراوحة بين السنة الحادية‬
‫عشرة والخامسة عشرة‪.‬‬
‫‪ 240‬ساعة من األجرة فيما يخص مدة األقدمية التي تفوق الس نة الخامسة‬ ‫‪-‬‬
‫عشرة‪.‬‬
‫يمكن النص في عقد الشغل‪ ،‬او اتفاقية الشغل الجماعية‪ ،‬أو النظام ال داخلي على‬
‫مقتضيات أكثر فائدة لألجير(‪.)2‬‬

‫‪ - 1‬محمد الكشبور‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 307-306‬و ‪.308‬‬


‫‪ - 2‬شنضيض المصطفي‪ :‬مرجع سابق ص‪.130‬‬

‫‪90‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ويحق لألجير أن يستفيد أيضا وفق الق وانين واألنظمة الج اري بها العمل من‬
‫التعويض عن فقدان الشغل ألسباب اقتص ادية أو تكنولوجية أو هيكلية (الم ادة ‪ 53‬من‬
‫المدونة)‪.‬‬
‫وإلى جانب التعويض عن الفصل هناك التعويض عن الضرر هذا األخير ال ذي‬
‫برر‬ ‫يتجسد في إنهاء عقد الشغل المحدد المدة بدون مراعاة أجل اإلخطار ودون وجود م‬
‫مقبول وبدون احترام للمساطر القانونية الواجبة اإلتب اع في ح االت معينة (حالة فصل‬
‫مندوبي األجراء او نوابهم أو اإلعفاء ألس باب اقتص ادية أو تقنية أو هيكيلية أو إغالق‬
‫المقاوالت‪ )..‬يجعل هذا اإلنهاء تعسفيا موجبا للتعويض عن الضرر(‪.)1‬‬
‫وتطبيقا للمادة ‪ 41‬من مدونة الشغل الجديدة يحق للطرف المتض رر من ه ذا‬
‫اإلنهاء ( أجيرا كان أو مشغال) المطالبة بتعويض عن الضرر يح دد مبلغه على أس اس‬
‫شهر ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة على أن ال يتعدى سقف ‪ 36‬شهرا‪.‬‬
‫وهو تعويض مستقل ومنفصل عن مختلف التعويضات األخرى المستحقة لألجير‬
‫بسبب عدم احترام أجل اإلخطار أو عن الفصل عند تحقق شروطه(‪.)2‬‬
‫والمالحظ أن المشرع المغربي بإقراره لنص المادة ‪ 41‬من مدونة الشغل يك ون‬
‫قد حسم خالفا فقهيا وقضائيا بشأن تحديد األسس ال تي يخضع لها تق ييم التع ويض عن‬
‫الطرد التعسفي وبالتالي حرمان القضاة من إعم ال الس لطة التقديرية وقصر دورهم في‬
‫حساب مبلغ التعويض عن الضرر المستحق لألجير عن اإلنهاء التعسفي(‪.)3‬‬
‫إذن كيف يتم احتساب التعويض عن الفصل؟ وكيف يتم احتساب التع ويض عن‬
‫الضرر؟‬
‫‪ -1‬كيفية احتساب التعويض عن الفصل‪:‬‬

‫‪ - 1‬خالفي عبداللطيف‪ :‬مرجع سابق ص ‪..507‬‬


‫‪ - 2‬مجلة المحاكم المغربية العدد ‪ ،109‬مطبعة دار القراويين‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص ‪ 31‬و ‪.32‬‬
‫‪ - - 3‬مجلة المحامي العدد ‪ 47‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.156‬‬

‫‪91‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫يتم اإلعتماد في احتساب التعويض عن الفصل من منطلق الم ادة ‪ 53‬من مدونة‬
‫الشغل حيث وضع جدول يتم اإلعتماد عليه في العمليات الحسابية بهدف اإلسراع وضبط‬
‫العمليات بكل دقة فهذا الجدول يضبط عدد الساعات المستحقة عن الفصل‪:‬‬

‫‪92‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬

‫التعويض عن الفصل‬ ‫عدد السنوات من العمل‬ ‫التعويض عن الفصل المستحق‬ ‫عدد السنوات من العمل‬
‫المستحق‬
‫‪3600‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪96‬‬ ‫سنة من الش غل الفعلي أو‬
‫سنـــــــــــة ساعــــــــــة‬ ‫ساعـــــــــــة‬ ‫جزء منها‬
‫‪ 3840‬ساعة‬ ‫‪ 22‬سنة‬ ‫‪ 192‬ساعة‬ ‫سنتان‬
‫‪ 4080‬ساعة‬ ‫‪ 23‬سنة‬ ‫‪ 288‬ساعة‬ ‫‪3‬سنوات‬
‫‪ 4320‬ساعة‬ ‫‪ 24‬سنة‬ ‫‪ 384‬ساعة‬ ‫‪ 4‬سنوات‬
‫‪ 4560‬ساعة‬ ‫‪ 25‬سنة‬ ‫‪ 480‬ساعة‬ ‫‪ 5‬سنوات‬
‫‪ 4800‬ساعة‬ ‫‪ 26‬سنة‬ ‫‪ 624‬ساعة‬ ‫‪ 6‬سنوات‬
‫‪ 5040‬ساعة‬ ‫‪ 27‬سنة‬ ‫‪ 768‬ساعة‬ ‫‪ 7‬سنوات‬
‫‪ 5280‬ساعة‬ ‫‪ 28‬سنة‬ ‫‪ 912‬ساعة‬ ‫‪ 8‬سنوات‬
‫‪ 5520‬ساعة‬ ‫‪ 29‬سنة‬ ‫‪ 1056‬ساعة‬ ‫‪ 9‬سنوات‬
‫‪ 5760‬ساعة‬ ‫‪ 30‬سنة‬ ‫‪ 1200‬ساعة‬ ‫‪10‬سنوات‬
‫‪ 6000‬ساعة‬ ‫‪ 31‬سنة‬ ‫‪ 1392‬ساعة‬ ‫‪ 11‬سنة‬
‫‪ 6240‬ساعة‬ ‫‪ 32‬سنة‬ ‫‪ 1584‬ساعة‬ ‫‪ 12‬سنة‬
‫‪ 6480‬ساعة‬ ‫‪ 33‬سنة‬ ‫‪ 1776‬ساعة‬ ‫‪ 13‬سنة‬
‫‪ 6720‬ساعة‬ ‫‪ 34‬سنة‬ ‫‪ 1968‬ساعة‬ ‫‪ 14‬سنة‬
‫‪ 6960‬ساعة‬ ‫‪ 35‬سنة‬ ‫‪ 2160‬ساعة‬ ‫‪ 15‬سنة‬
‫‪ 7200‬ساعة‬ ‫‪ 36‬سنة‬ ‫‪ 2400‬ساعة‬ ‫‪ 16‬سنة‬
‫‪ 7440‬ساعة‬ ‫‪ 37‬سنة‬ ‫‪ 2640‬ساعة‬ ‫‪ 17‬سنة‬
‫‪ 7680‬ساعة‬ ‫‪ 38‬سنة‬ ‫‪ 2880‬ساعة‬ ‫‪ 18‬سنة‬
‫‪ 7920‬ساعة‬ ‫‪ 39‬سنة‬ ‫‪ 3120‬ساعة‬ ‫‪ 19‬سنة‬
‫‪ 8160‬ساعة‬ ‫‪ 40‬سنة‬ ‫‪ 3360‬ساعة‬ ‫‪ 20‬سنة‬

‫ومن خالل هذا الجدول فكيفية احتساب التعويض عن الفصل كما يلي‪:‬‬
‫مثال‪:‬أجير طرد من العمل في ظل مدونة الشغل الجديدة أجرته ‪ 2000‬درهم‬
‫اشتغل مدة ‪ 14‬سنة طلب التعويض عن الفصل في مبلغ ‪ 20.000‬درهم ف إذا رجعنا إلى‬
‫الجدول أعاله نالحظ أن مدة عمل األجير وهي ‪ 14‬سنة هي يقابلها ع دد الس اعة وهي‬

‫‪93‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪ 1968‬ساعة والقاعدة في اإلحتساب هي أجرة الساعة مضروبة في عدد الس اعات وهي‬
‫كما يلي(‪:)1‬‬
‫بمقتضى المادة ‪ 238‬من مدونة الشغل فإن الشهر يساوي ‪ 191‬وهذه األخيرة إذا‬
‫تم اقتسامها على ‪ 26‬يوما تكون ‪ 7.33‬في اليوم‪.‬‬
‫نبحث اوال عن أجرة الساعة وهي‪:‬‬
‫‪ 10.53 = 7.33 /26 /2000‬درهم للساعة‪.‬‬
‫نأخذ أجرة الساعة مضروبة في عدد الساعات بالجدول المقابلة لمدة العمل المشار‬
‫إليه في الصفحة السابقة‪.‬‬
‫‪ 10.53‬درهم ‪ x 1968 = 04 ، 20723‬درهم وفي هذه الحالة فاألجير طلب‬
‫أقل مما استحق وبذلك يتعين الحكم له بما طلب لكي اليقع خرق مقتضيات الفصل ‪ 3‬من‬
‫قانون المسطرة المدنية ومن خالل هذا المثال فإن الطريقة المعتمدة فيه هي التي تعتم دها‬
‫المحكمة في احتساب التع ويض عن الفصل حيث أنها ال ت بين العملية الحس ابية وإنما‬
‫غل فقد‬ ‫بإعطاء التعويض عن الفصل باالعتماد على مقتضيات المادة ‪ 53‬من مدونة الش‬
‫حكمت المحكمة بالتعويض عن الفصل إلى جانب التعويضات األخرى المطلوبة في مقال‬
‫المدعي حكم رقم ‪ )2(2008 / 1024‬والذي ضمن في مقاله المدعي الحكم له بالتعويض‬
‫عن الفصل من الخدمة مبلغ ‪ 6630.62‬درهم وهو يتقاضى أجرة ش هرية ‪ 1500‬درهم‬
‫فالمحكمة بعد إعمالها للعملية الحسابية ت بين لها أنه يس تحق تعويضا عن الفصل ق دره‬
‫‪ 3709.44‬درهم حيث جاء في حيثيي ات الحكم "حيث أنه يس تحق تعويضا عن الفصل‬
‫قدره ‪ 3709.44‬درهم طبقا للمادة ‪ 52‬و ‪ 53‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫إذن فهذا الحكم حكم بالتعويض عن الفصل الناتج عن العملية الحس ابية حيث أنه‬
‫أقل مما طلب األجير ألنه لو كان الناتج عن العملية الحسابية أك ثر مما طلبه األج ير في‬
‫مقاله االفتتاحي فإنه في حالة استحقاقه يحكم له بالتعويض المطلوب‪.‬‬
‫ب‪ -‬كيفية احتساب التعويض عن الضرر‪.‬‬
‫‪ - 1‬بشرى العلوي‪ :‬مرجع سابق ص ‪.332‬‬
‫‪ - 2‬حكم رقم ‪ 1024‬الصادر في ‪ 14/10/2008‬ملف اجتماعي رقم ‪ 718/07/6‬صادر عن المحكمة اإلبتدائية بمكناس‪ .‬غير منشور‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫لقد حددت المادة ‪ 41‬من مدونة الشغل مبلغ التعويض على أس اس أجر ش هر‬
‫ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة على أن ال يتعدى سقف ‪ 36‬شهرا فاحتساب‬
‫التعويض عن الضرر يتجلى كما يلي‪:‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫أجير طرد من العمل في ظل مدونة الشغل أجرته ‪ 3000‬درهم شهريا اشتغل مدة‬
‫‪ 15‬سنة طلب خالل مقاله من بين التعويضات مبلغ ‪ 80.000‬درهم عن الضرر ليك ون‬
‫االحتساب على الشكل التالي‪:‬‬
‫أجرة األجير هي‪ 3000 :‬درهم شهريا وستكون أجرة شهر ونصف هي ‪4500‬‬
‫درهم على أساس أن األجرة الشهرية هي ‪ 3000‬درهم يضاف إليها نص فها وهو ‪1500‬‬
‫درهم لتصبح ‪ 4500‬درهم‪.‬‬
‫‪ -‬نضرب أجرة شهر ونصف في مدة العمل وهي ‪ 15‬سنة ‪ x 15 4500‬سنة =‬
‫‪ 67500‬درهم‪.‬‬
‫‪ -‬ولنبحث اآلن عن أجرة ثالث سنوات وهو الس قف ال ذي حددته الم ادة ‪41‬‬
‫لنقارن هل وقع تجاوز السقف أم ال‪.‬‬
‫‪ ( x 36 3000‬السقف) ‪ 108.000‬درهم‪.‬‬
‫نالحظ أن ما استحقه األجير وهو ‪ 67500‬درهم تعويض عن الضرر طبقا للمادة‬
‫‪ 41‬من مدونة الشغل(‪.)1‬‬
‫وقد تم االعتماد على هذه الطريقة في احتس اب التع ويض عن الض رر وذلك‬
‫باالستناد على الم ادة ‪ 41‬في معظم األحك ام الص ادرة عن المح اكم منها الحكم رقم‬
‫‪ )2( 2008 / 1023‬والحكم رقم ‪ )3(2008 / 1024‬حيث جاء في حيثيات التعويض‬
‫عن الضرر في كل منهما أنه يتم احتسابه باالعتماد على مقتضيات الم ادة ‪ 41‬من مدونة‬
‫ويض آخر قد أتت به المدونة وهل‬ ‫الشغل ومن ذلك ال بد أن نطرح السؤال هل هناك تع‬

‫‪ - - 1‬بشرى العلوي‪ :‬مرجع سابق ص ‪.344‬‬


‫‪ - 2‬حكم ‪ ،1023/2008‬مرجع سابق‬
‫‪ - 3‬حكم رقم ‪ ،1024/2008‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫يدخل ضمن التعويضات الناتجة عن فصل األجير فصال تعسفيا وهل يعت بر ن وع رابع‬
‫باإلضافة إلى اإلخطار والفصل والضرر؟‬
‫للجواب عليه هو ما تضمنه ثالثا من الفقرة األولى‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التعويض عن فقدان الشغل‪:‬‬


‫ورد النص على هذا التعويض في مادتين‪:‬‬
‫فالمادة ‪ 59‬من مدونة الشغل أعطت الحق لألج ير ال ذي فصل فصال تعس فيا‬
‫تعويضا عن األخطار‪ ،‬والفصل‪ ،‬والضرر‪ ،‬حسب التسمية بمدونة الشغل والذي كان سابقا‬
‫وهو اإلشعار‪ ،‬واإلعفاء والطرد التعسفي‪ ،‬إال أن هذه المادة أضافت تعويض جديد س مته‬
‫التعويض عن فقدان الشغل وهنا يجب التوقف كذلك‪.‬‬
‫فريق يرى أن هذا التعويض هو مضاف التعويض ات الثالثية وهو اإلخط ار‪،‬‬
‫والفصل‪ ،‬والضرر ويصبح لدينا أربع تعويضات‪ ،‬وفريق آخر يرى أن هذا التعويض إنما‬
‫يقصد به التع ويض عن الفصل ألس باب تكنولوجية أو هيكلية أو اقتص ادية أو إغالق‬
‫المقاوالت (‪.)1‬‬
‫(‪ )2‬من مدونة الش غل والخاصة‬ ‫لكن بالرجوع للفقرة األخيرة من الم ادة ‪53‬‬
‫بالتعويض عن الفصل تنص على ما يلي‪:‬‬
‫اري بها العمل من‬ ‫" ويحق لألجير أن يستفيد أيضا‪ ،‬وفق القوانين واألنظمة الج‬
‫التعويض عن فقدان الشغل ألسباب اقتصادية أو تكنولوجية أو هيكلية"‪.‬‬
‫ويض عن نهاية الخدمة‬ ‫وهكذا فهذه المادة جاءت محددة المجال ألنها تربط التع‬
‫بالفصل ألسباب اقتصادية أو تكنولوجية‪ ،‬أو هيكلية‪ ،‬مع اش تراط ص دور نص تنظيمي‬
‫يحدد كيفية التطبيق‪.‬‬
‫إذن فالمدونة في المادتين ‪ 53‬و ‪ )3( 59‬قد أقرت لألجيرالذي يتم فصله تعسفيا‬
‫او ألسباب اقتصادية أو تكنولوجية أو هيكلية الحق في تعويض عن فق دان العم ل‪ ،‬وهو‬

‫‪ - 1‬محمد الكشبور‪ :‬مرجع سابق ص ‪.277‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 53‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ - - 3‬المادة ‪ 59‬من مدونة الشغل " يستفيد األجير عند فصله تعسفيا من التعويض عن الضرر والتعويض عن أجل اإلخطار المنصوص عليهما‬
‫على التوالي في المادتين ‪ 41‬و‪."51‬‬

‫‪96‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫نوع من التعويض عن البطالة أو نوع جديد من التعويضات ال تي تع زز نظ ام الحماية‬
‫االجتماعية بالمغرب وقد كان هذا التعويض مطلبا طالما ن ادت به العديد من المنظم ات‬
‫النقابية في جوالت الحوار االجتماعي منذ تصريح فاتح غشت ‪ ،1996‬وهذا التعويض‬
‫اق مع‬ ‫يستمر تحديده بواسطة نص تنظيمي‪ ،‬يتم وضعه من طرف السلطة المختصة باتف‬
‫المنظمات المهنية ألرب اب العمل والنقاب ات العمالية ومن المنتظر أن يتم ت دبير ه ذا‬
‫التعويض الجديد من طرف الصندوق الوطني للضمان االجتماعي(‪.)1‬‬
‫وبالتالي فالمدونة لم تحدد كيفية احتساب هذا التعويض‪.‬‬

‫الفق‪0‬رة الثاني‪00‬ة‪ :‬أهم المس‪0‬تحقات المترتب‪0‬ة عن عق‪00‬د الش‪0‬غل م‪00‬ع إعط‪00‬اء‬


‫أمثلة تطبيقية‪.‬‬
‫ير‬ ‫بعدما يتم فصل األجراء من الشغل فإنه ينتج عن هذا الفصل مستحقات لألج‬
‫وهذه المستحقات هي التعويضات التي يستحقها األجير سواء ثبت طرده بصفة تعسفية أو‬
‫كان طرده طردا مبررا وبما أن مستحقات عقد الشغل متع ددة ومتنوعة حيث أن هن اك‬
‫هادة‬ ‫التعويض عن العطلة السنوية والتعويض عن األجرة‪ ،‬والتعويض عن عدم تسليم ش‬
‫العمل‪ ،‬والتعويض عن عدم التسجيل بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪ ،‬والتعويض‬
‫وف نقتصر في‬ ‫عن األعياد الدينية والوطنية‪ ،‬والتعويض عن الساعات اإلضافية فإنه س‬
‫هذه الفقرة على دراسة أهم المستحقات فقط إذن فما هي؟‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعويض عن العطلة السنوية‪.‬‬


‫تين‪ :‬األولى‪،‬‬ ‫يتم أداء التعويض عن العطلة السنوية المؤدى عنها في حالتين اثن‬
‫عند التمتع بالعطلة السنوية المؤدى عنها‪ ،‬أي عندما يكون عقد الشغل موقوفا فقط بسببها‪،‬‬
‫واألخرى‪ ،‬عند عدم التمتع بهذه العطلة‪ ،‬أي عند إنهاء العقد ألي سبب كان سواء باالستقالة‬
‫أو بالفصل‪ ،‬أو بصفة توافقية‪ ،‬وذلك قبل االس تفادة من العطلة الس نوية الم ؤدى عنها‬
‫برمتها‪ ،‬أو بجزء منها‪ ،‬وهده الحالة األخيرة يكون األجير دائنا بجزء من عطلته الس نوية‬

‫‪ - - 1‬فريدة المحمودي ‪ :‬مرجع سابق ص ‪.290‬‬

‫‪97‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫المؤدى عنها‪ ،‬ونادرا ما يتم اإلنهاء مباشرة بعدم التمتع بالعطلة‪ ،‬فنك ون أم ام المطالبة‬
‫بالتعويض عن عدم التمتع بهذه العطلة(‪.)1‬‬
‫إن المالحظ بالنسبة للحالتين معا أن المشرع لم يستعمل مصطلح األجر بالنس بة‬
‫للعطلة السنوية المؤدى عنها‪ ،‬وهو بذلك ينسجم مع مبدأ أن األجر ال يؤدى إال مقابل الشغل‬
‫غل‬ ‫الفعلي‪ ،‬رغم أن التعويض يحتسب تبعا لألجر‪ ،‬الذي كان سيتقاضاه خالل قيامه بالش‬
‫هر‬ ‫لصالح المقاولة أو المشغل‪ ،‬كما أنه اعتبر الجزء من شهر الذي بدأه األجير بمثابة ش‬
‫كامل من الشغل‪ ،‬يجب مراعاته عند احتساب مبلغ التعويض عن العطلة السنوية الم ؤدى‬
‫عنها‪ ،‬وهو بذلك يبعد الصعوبات التي تترتب عادة عن احتساب ه ذه العطلة عند ع دم‬
‫التمتع بها‪ .‬يتم التساؤل بشأن كيفية احتساب هذه العطلة‪ ،‬هل تبعا للشهور‪ ،‬أم األسابيع‪ ،‬أم‬
‫األيام‪ ،‬فنحن اآلن أمام مجرد اشتغال األجير ليوم واحد إضافي عن الشهر هو بمثابة شهر‬
‫كامل‪ ،‬وهذه القاعدة بقدر ماهي أكثر فائدة بالنسبة لألجير بقدر ماهي مبع دة ألي لبس أو‬
‫غموض في كيفية اإلحتساب‪.‬‬
‫إذن كيف يتم احتساب التعويض عن العطلة السنوية المؤدى عنها في حالة التمتع‬
‫بها؟‪.‬‬
‫وفي حالة عدم التمتع بها؟‬
‫أ‪ -‬كيفية احتساب التعويض في حالة التمتع بالعطلة السنوية المؤدى عنها‪.‬‬
‫رع‪،‬‬ ‫يتضح من عبارة " المؤدى عنها" أن الوصف المعطى لها من طرف المش‬
‫يهدف إلى منح عطلة سنوية تؤدى عنها كل المبالغ التي تسلم عادة لألجير أثن اء ف ترات‬
‫الشغل‪ ،‬وذلك ح تى ال يقع أي اختالل في دخل ه‪ ،‬يحرمه متعة العطل ة‪ ،‬على أن ه ذا‬
‫التعويض قد ال يكون كافيا من الناحية النفسية لألجير‪ ،‬لخشيته ضياع منصبه‪ ،‬أو الش غل‬
‫الذي كان يقوم به‪ ،‬فاألجير سيتقاضى تعويضا عن العطلة الس نوية الم ؤدى عنها مقاسا‬
‫على األجرة المستحقة‪ ،‬والتي كان سيتقاضاها لو بقي في شغله أثناء هذه الفترة‪.‬‬

‫‪ - 1‬محمد سعيد بناني‪ :‬الجزء الثالث مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.196‬‬

‫‪98‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫فقد نصت المادة ‪ )1(249‬من مدونة الشغل على أن األجير يستحق أثن اء عطلته‬
‫السنوية المؤدى عنها تعويضا يساوي ما كان سيتقاض اه لو بقي في ش غله‪ ،‬ويض يف‬
‫المشرع في المادة ‪ 250‬من مدونة الشغل بأن التعويض عن العطلة السنوية المؤدى عنها‬
‫يتكون من األجر وتوابعه‪ ،‬سواء كانت مادية أو عينية‪ .‬وإذا ك ان المش رع بإدخ ال كل‬
‫التعويضات قدر رغب من وراء ذلك عدم ايقاع الضرر بدخل األجير‪ ،‬فإننا مع ذلك نرى‬
‫بأن القاعدة العامة عدم احتساب المبالغ التي تؤدى لألجير كاسترداد المصاريف أو نفقات‬
‫سبق له أن تحملها بسبب شغله‪.‬‬
‫وزيادة في حماية األجراء بشأن العطلة السنوية الم ؤدى عنها وح تى ال ي رم‬
‫هؤالء‪ ،‬من الدخل الذي يتقاضونه عادة عند اإلشتغال بالمقاولة‪.‬‬
‫(‪ )2‬من مدونة الشغل‪ ،‬على أن التع ويض عن‬ ‫فقد أكد المشرع في المادة ‪259‬‬
‫العطلة السنوية المؤدى عنها ينغي أداؤه في أجل أقصاه الي وم ال ذي يس بق بداية عطلة‬
‫األجير المعني باألمر‪ ،‬وفي ذلك ما يفيد بأنه ال يمكن اتباع دورية أداء األجر المعمول بها‬
‫في الحاالت العادية‪ ،‬فإذا كان األجير يتقاضى أجره في نهاية كل شهر وت بين أن ت اريخ‬
‫المغادرة قصد اإلستفادة من العطلة السنوية المؤدى عنها هو اليوم العاشر من الشهر‪ ،‬فإنه‬
‫تحق‪ ،‬و ال‬ ‫ال ينبغي إرغام األجير بالمجيء في نهاية الشهر قصد تسليمه التعويض المس‬
‫انتظار إلى نهاية شهر آخر بعلة أن المقاولة ال تؤدي األجور او التعويض ات إال في نهاية‬
‫الشهر(‪.)3‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 249‬من مدونة الشغل‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 259‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ - 3‬محمد سعيد بناني‪ ":‬الجزء الثالث" مرجع سابق ص ‪ 197‬و ‪.198‬‬

‫‪99‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ب‪ -‬كيفي‪00‬ة احتس‪00‬اب التع‪00‬ويض عن العطل‪00‬ة الس‪00‬نوية‪ 0‬في حال‪00‬ة ع‪00‬دم التمت‪00‬ع به‪00‬ا‬
‫المؤدى عنها‪:‬‬
‫ير قد‬ ‫قد يتوقف عقد الشغل بصفة نهائية لسبب من األسباب دون أن يكون األج‬
‫ادة ‪251‬‬ ‫تمتع بالعطلة السنوية المؤدى عنها ففي هذا السياق نصت الفقرة األولى من الم‬
‫من مدونة الشغل بأنه‪ ":‬إذا أمضى األج ير ما ال يقل عن س تة أش هر متتابعة في خدمة‬
‫مقاولة واحدة‪ ،‬أو مشغل واحد‪ ،‬ثم أنهى عقد ش غله دون االس تقادة من عطلته الس نوية‬
‫بكاملها‪ ،‬أو عند االقتضاء العطل المستحقة له عن السنتين المنصرمتين‪ ،‬وجب له تعويض‬
‫عن عدم التمتع بالعطلة السنوية المؤدى عنها‪ ،‬أو عن أقساط العطل التي لم يستفد منها"‪.‬‬
‫فهذه الفقرة ال تميز بيين اإلنهاء الصادر عن المشغل أو عن األجير وسواء ك ان‬
‫بإتفاق الطرفين أو بعدم رغبة أحدهما فالتعويض مس تحق في جميع الح االت فبمج رد‬
‫صدور اإلنهاء من طرف المشغل فإن األجير يك ون له مس تحق التع ويض عن العطلة‬
‫السنوية ويتجسد ذلك في األحكام والقرارات ففي حكم رقم ‪ )1( 2005 /1258‬ينص في‬
‫دم‬ ‫إحدى حيثياته "حيث أنه يستحق تعويضا عن العطلة السنوية األخيرة لسنة ‪ 2002‬لع‬
‫إدالئه يما يفيد استفادته من نظام ضم العطل ولم يدل المدعى عليه بما يفيد براءة ذمته منها‬
‫ويستحق معه مبلغ‪:‬‬
‫‪ 1264, 14‬درهم‪.‬‬
‫إذن فمن خالل هذا الحكم فإنه بمجرد إنهاء العقد فاألجير يستحق هذا التع ويض‬
‫وأنه يقع على المشغل عبء إثبات إعطاء هذا المستحق لألجير وكيفية احتساب التعويض‬
‫عن العطلة السنوية يتم على الشكل التالي‪:‬‬
‫في حالة إنهاء العقد نالحظ من خالل النصوص القانونية وخاصة المادة ‪)2(231‬‬
‫كيفية استحقاق مدة العطلة أو التعويض عنها إن لم يستفد منها‪:‬‬
‫بعد قضاء ‪ 6‬أشهر تكون العطلة ‪ 9‬أيام على أساس يوم ونصف يوم‪.‬‬

‫‪ - 1‬حكم رقم ‪ 1258‬الصادر بتاريخ ‪ 12/2005/ 29‬ملف اجتماعي رقم ‪ 102/6/05‬صادر عن المحكمة اإلبتدائية بمكناس غير منشور‪.‬‬
‫‪- 2‬المادة ‪ 231‬من مدونة الشغل‬

‫‪100‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪ -‬بعد قضاء ‪ 12‬شهرا تكون العطلة ‪ 18‬يوما ويضاف يوم ونصف يوم من أيام‬
‫الشغل الفعلي كل فترة شغل مدتها ‪ 5‬سنوات شريطة أن ال تكون هذه إضافة تتج اوز ‪30‬‬
‫زء من‬ ‫يوما‪ ،‬مع مراعاة عند احتساب التعويض عن العطلة السنوية المؤدى عنها كل ج‬
‫شهر الشغل الذي بداه األجير ويعتبر شهرا كامال من الشغل المادة ‪.251‬‬
‫فمثال‪:‬‬
‫تي‬ ‫أجير عمل مدة ‪ 4‬سنوات أجرته الشهرية ‪ 3000‬درهم هنا نرجع للقاعدة ال‬
‫ثر من ‪12‬‬ ‫تقول أن األجير الذي اشتغل ‪ 6‬أشهر يستحق ‪ 9‬أيام واألجير الذي اشتغل أك‬
‫شهر يستحق يوم ونصف عن كل شهر بمعنى ‪ 18‬يوما ثم إذا قضى أكثر من ‪ 5‬س نوات‬
‫يستحق يوم ونصف عن كل خمس سنوات‪.‬‬
‫الي تنطبق‬ ‫نالحظ في هذا المثال أن األجير لم يكتمل بعد الخمس السنوات وبالت‬
‫عليه مدة ‪ 18‬يوما كعطلة ويكون االحتساب كتالي‪.‬‬
‫نأخذ األجرة الشهرية ونقسمها على ‪ 26‬يوما للحصول على أجرة اليوم لتص بح‬
‫أجرة اليوم ‪ 3000‬درهم ÷ ‪ 115.38 = 26‬يوما = ‪ 2076.84‬وهو المستحق لألجير‬
‫تعويضا عن العطلة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعويض عن األجرة‪:‬‬


‫يعتبر األجر من أهم عناصر عقد الشغل وشرط من ش روطه الجوهرية نظ را‬
‫لكون عقد الشغل يعتبر من عقود المعاوضة‪ ،‬وإذا تخلف عنصر األجر ال يعتبر عقد شغل‪،‬‬
‫بل عقد من عقود التبرع أو عقود الخدمات المجانية‪ ،‬وبالتالي ال يخضع لق انون الش غل‪،‬‬
‫فاألجر حسب تعريف المشرع المغربي لعقد الشغل هو ذلك المقابل الذي يتقاضاه األج ير‬
‫نظير التزامه بأداء عمل معين لفائدة مشغله‪ ،‬وفي نفس االتجاه فقد عرفته المادة األولى من‬
‫اتفاقية رقم ‪ 95‬لسنة ‪ 1949‬الصادرة عن منظمة العمل الدولية بقوله ا(‪" :)1‬يقصد بكلمة‬
‫أجور في هذه االتفاقية بصرف النظر عن طريقة حسابها ما يق در نق دا مرتبا أو كسب‬
‫وتحدد قيمته بالتراضي أو عن طريق القوانين أو اللوائح القومية أو يستحق الدفع بموجب‬

‫‪ - 1‬بشرى العلوي‪ :‬مرجع سابق ص ‪ 373‬و ‪.374‬‬

‫‪101‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫ري‬ ‫عقد خدمة مكتوب أو غير مكتوب أبرم بين المشغل والعامل نظير عمل أنجز أو يج‬
‫إنجازه أو نظير خدمات قدمت أو يجري تقديمها ونصت المادة ‪ )1(345‬من مدونة الشغل‬
‫أن األجر يحدد بحرية باتفاق الطرفين مباشرة أو بمقتضى اتفاقية شغل جماعية مع مراعاة‬
‫األحكام القانونية المتعلقة بالحد األدنى لألجر‪.‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ )2(371‬من مدونة الشغل وبصيغة الوجوب أنه يجب على كل‬
‫مشغل أو من ينوب عنه أن يمسك في كل مؤسسة أو جزء منها أو في شكل ورشة دف ترا‬
‫يسمى "دفتر األداءات ويمكن تعويضه بأساليب المحاسبة اإللكترونية الحديثة أو أي وسيلة‬
‫أخرى للمراقبة يراها مفتش الشغل أنها مفيدة تعوض دف تر األداء وتبقى رهن إش ارته‬
‫ورهن إشارة مفتشي الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫ات أنه أدى ما‬ ‫األصل أن المشغل هو الذي يمسك دفتر األداء‪ ،‬وهو الملتزم بإثب‬
‫بذمته لألجير من أجر ويبقى على عاتقه كدين إلى حين االستفادة‪ ،‬ومتى أنكر األجير أنه لم‬
‫أداء‬ ‫يتسلم األجر يبقى عبء اإلثبات على المشغل‪ ،‬وبذلك فإن المؤاجر ال يكون ملزما ب‬
‫األجر سواء كان نقدا أو عينا إال إذا أدى األجير عمله الذي التزم به وفق الشروط المحددة‬
‫في العقد‪ ،‬إذن كيف يتم احتساب التعويض عن األجرة؟‪.‬‬
‫أ‪ -‬التعويض عن تكملة األجرة‪:‬‬
‫قد يطلب األجير ضمن مقاله الحكم له بتكملة األجر أي ما بين األجرة الفعلية التي‬
‫كان يتقاضاها والحد األدنى لألجر‪.‬‬
‫وقد نصت مدونة الشغل على هذا المقتضى في الم ادة ‪ 356‬و ‪ 358‬مس تلهما‬
‫المشرع ذلك من االتفاقية الدولية رقم ‪ 26‬الص ادرة عن منظمة العمل الدولية ال تي وقع‬
‫عليها المغرب قي ‪.1958 /03 /14‬‬
‫ويمكن لنا أن نعتمد هاتين المادتين في التعليل لقبول الفرق بين الحد األدنى لألجر‬
‫واألجرة الفعلية علما أن الحد األدنى لألجر هو القيمة الدنيا المستحقة لألجير الذي يضمن‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 345‬من مدونة الشغل‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 371‬من مدونة الشغل‬

‫‪102‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫لألجراء دون الدخل الضعيف قدرة شرائية لمسايرة تطور مستوى األسعار والمساهمة في‬
‫التنمية االقتص ادية واالجتماعية وتط وير المقاولة وكما أكدته الم ادة ‪ 358‬من مدونة‬
‫الشغل‪ ،‬وأكدت المادة ‪ 356‬من مدونة الش غل أنه ال يمكن أن يقل أجر األج ير عن الحد‬
‫القانوني لألجر الذي كان يتقاضاه األجير إذ يعتبر من المظام العام االجتم اعي وال يمكن‬
‫النزول عنه(‪.)1‬‬
‫ب‪ -‬كيفية احتساب التعويض عن تكملة األجر‪:‬‬
‫مثال‪ :‬أجيرا اشتغل من ‪ 2000 /08 /01‬إلى ‪ 2003 /01 /01‬بأجر ‪1500‬‬
‫درهم بعد االطالع على الئحة األجر تبين أن الحد األدنى لألجر لسنة ‪ 2000‬هو ‪1800‬‬
‫درهم شهريا قيكون اإلحتساب على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ 1800‬درهم‪ 1500 -‬درهم = ‪ 300‬درهم إذن الفارق الشهري هو ‪ 300‬درهم‬
‫شهريا وما دام األجير يطلب الفرق في األجرة عن مدة ‪ 3‬سنوات يكون‪:‬‬
‫‪ 300‬درهم‪ x 12‬شهرا ‪ x 3‬سنوات = ‪ 10800‬درهم‪ ،‬وهو المبلغ المستحق‬
‫لألجير تعويضا عن فارق األجرة وما يؤكد هذا المنحى هو ما س ار عليه المجلس األعلى‬
‫في قراره األخير عدد ‪.)2(2005 /45‬‬

‫ثالثا‪ :‬التعويض عن عدم تسلم شهادة العمل‪:‬‬


‫تنص مقتضيات المادة ‪ 72‬من مدونة الشغل‪ ،‬أنه يجب على المشغل عند انته اء‬
‫عقد الشغل تحت طائلة أداء تعويض أن يسلم األجير شهادة شغل‪ ،‬وذلك داخل أجل أقصاه‬
‫ثمانية أيام(‪.)3‬‬
‫ويجب أن يقتصر في شهادة الشغل على ذكر تاريخ التحاق األج ير بالمقاول ة‪،‬‬
‫وتاريخ مغادرته لها‪ ،‬وكذلك مناصب الشغل التي يكون شغلها األجير‪ ،‬وإن ك ان ه ذا ال‬
‫يمنع الطرفين‪ ،‬وباالتفاق فيما بينهما‪ ،‬تضمين ش هادة الش غل‪ ،‬بيان ات أخ رى تتعلق‬
‫بالمؤهالت المهنية لألجير‪ ،‬وبما يكون أسداه من خدمات للمؤسسة أو للمقاولة المشغلة‪.‬‬

‫‪ - 1‬بشرة العلوي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪361‬و ‪.362‬‬


‫‪ - 2‬قرار عدد ‪ 45/2005‬صادر عن الغرفة اٌجتماعية للمجاس األعلى بتاريخ ‪ 12/01/2005‬ملف إج ‪ 945/2005‬غير منشور‪.‬بشرى العلوي‬
‫ص ‪.362‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 72‬من مدونة الشغل‬

‫‪103‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫وهكذا تلزم المقتضيات القانونية‪ ،‬كل مشغل أن يسلم أجيره مجانا عند إنتهاء عقد‬
‫الشغل‪ ،‬وبناءا على طلبه‪ ،‬شهادة شغل‪ ،‬داخل أجل ال يمكن أن يتع دى ثمانية أي ام‪ ،‬وذلك‬
‫تحت طائلة أداء تعويض مقابل أي رفض أو تماطل في هذا التسليم(‪.)1‬‬
‫والتزام المشغل بتسليم شهادة الشغل‪ ،‬وارد في المادة ‪ 72‬من مدونة الشغل بشكل‬
‫دد‬ ‫عام‪ ،‬لذلك فإن األجير يستحق هذه الشهادة‪ ،‬أيا كانت طبيعة العقد‪ ،‬أي سواء كان مح‬
‫بب‬ ‫المدة أو غير محدد المدة‪ ،‬وأيا كان سبب اإلنهاء‪ ،‬أي حتى ولو كان العقد قد أنهي بس‬
‫خطأ األجير نفسه‪ .‬وقد حدد المشرع المغربي البيانات الواجب أن تتضمنها شهاد الش غل‬
‫والتي تهم أساسا ذكر تاريخ التحاق األجير بالمؤسسة أو بالمقاولة و تاريخ مغادرته له ا‪،‬‬
‫ومناصب الشغل التي يكون شغلها مع مالحظة أنه يمكن وباالتفاق بين الطرفين‪ ،‬تضمين‬
‫داه من‬ ‫شهادة الشغل بيانات أخرى‪ ،‬تتعلق بالمؤهالت المهنية لألجير‪ ،‬وبما سبق له وأس‬
‫خدمات للمؤسسة المشغلة‪ ،‬وغيرها من اليبانات األخ رى طالما ال ته دف اإلس ائة إلى‬
‫األجير‪ .‬وهي نفس البيان ات ال تي نص عليها الفصل ‪ 122L-16‬من ق انون الش غل‬
‫الفرنسي لسنة ‪ 1973‬حيث التزم المشغل عند انتهاء عقود الشغل منح األج راء ش هادة‬
‫تتضمن حصريا تاريخ الدخول في العمل وتاريخ اإلنهاء وطبيعة العمل‪.‬‬
‫أما بخصوص التشريعات العربية اإلجتماعية وعلى غرار المش رع المغ ربي‬
‫ألزمت كل أربارب العمل بإعطاء أو تسليم ش هادة نهاية الخدمة مجانا لألج ير في نهاية‬
‫العقد وأيا كانت أسباب اإلنهاء(‪.)2‬‬
‫والمالحظ أنه من أجل تحقيق الهدف من إعطاء العامل ش هادة العمل لم ي ترك‬
‫مشرع هذه الدول تحديد مضمون االشهادة لمطلق إرادة صاخب العمل بل س يوجب عليه‬
‫بيانات محددة كما هو الشأن بالنسبة للقانون التونسي في الفصل ‪ ،21‬والقانون الجزائري‬
‫في المادة ‪ 44‬وقانون العمل األردني الجديد حيث نص على أنه‪ ":‬على صاحب العمل أن‬

‫‪ - 1‬عبد اللطيف خالفي‪ :‬مرجع سابق ص ‪514‬و ‪.515‬‬


‫‪ - 2‬بحث لنيل اإلجازة في الحقوق خول موضوع الفصل ألسباب تكنولوجيا أو هيكلية أو اقتصادية بين مدونة الشغل والقانون المقارن تحت‬
‫إشراف األستاذ محمد الشرقاني‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2008-2007‬ص ‪.88‬‬

‫‪104‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫يعطي العامل عند انتهاء خدمته شهادة يذكر فيها اسم العامل‪ ،‬ونوع عمله‪ ،‬وتاريخ التحاقه‬
‫بالخدمة‪ ،‬وتاريخ انتهاء الخدمة"‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد فالمشرع المصري وعلى خالف ما ذهب اليه المشرع المغ ربي‬
‫واألردني بخصوص تقدير كفائة العامل فقد نص في المادة ‪ 130‬الفقرة الثانية‪ ":‬للعامل أن‬
‫يحصل من صاحب العمل دون مقابل على شهادة لتحديد خبرته وكفائته المهنية وذلك أثناء‬
‫سريان العقد في نهايته"‪.‬‬
‫أما بخصوص البيانات األخرى أو الوثائق التي أودعها األجير رهن إشارة مشغله‬
‫من شهادات وأوراق وأدوات فقد ألزمت صاخب العمل بردها للعامل على سبيل المث ال‪،‬‬
‫كل من التشريع القطري(‪ )1‬والتشريع اإلماراتي(‪ )2‬حينما استعمال صيغة الوجوب‪.‬‬
‫وأخيرا تعطى هذه الشهادة مجانا في نهاية عقد الشغل وتعفى من رسوم التسجيل‬
‫ولو اشتملت على بيانات أخرى غير تلك الواردة في الفق رة الثانية الم ادة‪72‬من مدونة‬
‫الشغل(‪ ،)3‬وهو نفس ما كرسه المشرع الجزائري في المادة ‪ 44‬من قانون العمل ويشمل‬
‫اإلعفاء الشهادة التي تنص على عبارة "من كل التزام" أو صياغة أخرى تثبت إنه اء عقد‬
‫الشغل بصفة طبيعية‪.‬‬
‫بقي أن نشير إلى أنه‪ ،‬وإذا كانت مدونة الشغل‪ ،‬تنص على إلزام المش غل ال ذي‬
‫يمتنع عن تسليم شهادة الشغل‪ ،‬داخل األجل القانوني ب التعويض‪ ،‬فإنها لم تقف عند ه ذا‬
‫الحد‪ ،‬وإنما نصت على معاقبة أي مشغل يمتنع عن تسليم شهادة الشغل‪ ،‬او عدم تس ليمها‬
‫داخل األجل القانوني معاقبته بغرامة من ‪ 300‬إلى ‪ 500‬درهم‪.‬‬
‫ويتكرر تطبيق الغرامة بحسب عدد األجراء ال ذين لم ت راع في حقهم أحك ام‬
‫القانون‪ ،‬على أال يتجاوز مجموع الغرامات مبلغ ‪ 20.000‬درهم‪.‬‬
‫اع‬ ‫والمالحظ أنه يتم النص في معظم األحكام على غرامة تهديدية في حالة امتن‬
‫المشغل من تسليم األجير شهادة العمل أو التأخر في تسليمها حيث جاء في إحدى حيثي ات‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 22‬من قانون العمل القطري‪.‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 125‬من فانون العمل اإلماراتي‪.‬‬
‫‪ - 3‬الفقرة الثالثة من المادة ‪ 72‬من مدونة الشغل‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪ ")1(2005‬وبتمكين الم دعي من ش هادة العمل تحت طائلة غرامة‬ ‫حكم رقم ‪/1258‬‬
‫تهديدية قدرها ‪ 50‬درهم عن كل يوم إمتناع عن التنفيذ مع شمول ش هادة العمل بالنف اذ‬
‫المعجل‪.‬‬

‫رابع‪00‬ا‪ :‬التع‪00‬ويض عن ع‪00‬دم التس‪00‬جيل بالص‪00‬ندوق الوط‪00‬ني‬


‫للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫إن هذا التعويض يجد اساسه في ظهير ‪ .1972 /07 /27‬يكون معه المشغل‬
‫ملزم بتسجيل أجيره لدى الصندوق الوطني للضمان االجتماعي وبالتالي أداء أقساط ه ذا‬
‫الصندوق إال أنه في حالة عدم تسجيله بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي من ط رف‬
‫المشغل هل يتحمل المشغل مسؤولية عدم التسجيل؟(‪)2‬‬
‫إن الجواب عن هذه اإلشكالية هو ما أكده قرار المجلس األعلى عدد ‪977/2000‬‬
‫حيث رخص لألجير تسجيل نفسه لدى الصندوق الوطني للض مان وال حق لألج ير في‬
‫طلب التعويض عن عدم التسجل(‪.)3‬‬
‫فقد يطلب األجير تعويضات عن األقساط ال تي اقتطعها المش غل من أجرته ولم‬
‫فة عامة لم يكن‬ ‫يؤديها إلى الصندوق أو أن المشغل أدى قسط منها وترك بعضها أو بص‬
‫يؤدي تلك األقساط باستمرار بعد أن اكتشف ذلك األجير‪.‬‬
‫غالبا ما تجرى خبرة قضائية لدى مكتب الصندوق الوطني للضمان االجتم اعي‬
‫قصد تحديد األقساط التي سبق أن أداها المشغل واألقس اط المتبقية واقتطعت من أج رة‬
‫األجير ولم يصرفها المشغل للصندوق‪.‬‬
‫وإذا ثبت بعد الخبرة أن المشغل بس وء نية ك ان يقتطع لألج ير ولم يص رفها‬
‫للصندوق ولم يسلمها له‪ ،‬قضت المحكمة بالتعويض لفائدة األجير استنادا عن ما أس فرت‬
‫عنه الخبرة القضائية(‪.)4‬‬

‫‪ - 1‬حكم رقن ‪ 1258‬صادر عن المحكمة االبتدائية بمكناس بتاريخ ‪ 2005 /12 /29‬في الملف االجتماعي رقم ‪.05 /6 /102‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ - 2‬بشرى العلوي‪ :‬مرجع سابق ص ‪.395‬‬
‫‪ - 3‬قرار عدد ‪ 977/2000‬صادر عن الفرقة اإلجتماعية بتاريخ ‪ ،18/11/2000‬ملف ‪ ،533/2000‬غير منسور بشرى العلوي‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‬
‫‪.396‬‬
‫‪ - 4‬بشرى العلوي‪ :‬مرجع سابق ص‪.397‬‬

‫‪106‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫وقد يرفع األجير المقال ضد الصندوق الوطني للضمان االجتماعي على أس اس‬
‫أن األجير لم يتوصل بالتعويضات العائلية والح ال أن الص ندوق الوط ني للض مان‬
‫االجتماعي غير ملزم بدفع التعويضات إذا كان هو لم يتوصل بأقساط االشتراك من الجهة‬
‫المشغلة والمجلس األعلى في قراره عدد ‪ )1( 550/2005‬قد نقض وأبطل قرار محكمة‬
‫االستئناف التي اعتبرت أن الصندوق الوطني للضمان االجتماعي يحل محل المش غل في‬
‫اداء التعويضات وهو كما يلي‪.‬‬
‫يعيب الطالب على القرار المطغون فيه خرق مقتض يات ظه ير ‪27/7/1972‬‬
‫وانعدام التعليل‪.‬‬
‫ذلك أنه لالستفادة من التعويضات العائلية فإن ظه ير ‪ 27/7/1972‬ي وجب أن‬
‫يتور الشروط التالية‬
‫ضرورة التصريح باألجير‪.‬‬
‫أداء واجبات االشتراك‪.‬‬
‫تقديم طلب الحصول على ه ذه التعويض ات مرفق بالوث ائق اإلدارية كعق ود‬
‫االزدياد والشواهد المدرسية بالنسبة لألطفال الذين هم قي سن التم درس وبالت الي كيف‬
‫بق له أن‬ ‫يعقل أن يحكم على العارض بأداء التعويضات العائلية‪ ،‬علما أن المشغل لم يس‬
‫أداها حتى يمكن تحويلها‪.‬‬
‫فالمشغلة تعترف بأن المطلوب في النقض كان في حالة مرض ية وهو الس بب‬
‫بالذي جعلها تتوقف على تحويل هذه المبالغ التي تح ول في النهاية لص احب الحق فيها‬
‫كتعويضات عائلية‪.‬‬
‫فالعارض ال يمكنه ان يؤدي ألي كان أي مبلغ مالي إذا لم يكن هو قد توصل من‬
‫الجهة المشغلة وهو ما أكد عليه المشرع في الفصول ‪ 21-20-1‬من ظه ير الض مان‬
‫االجتماعي والقرارات التابعة له‪.‬‬

‫‪ - 1‬قرار ‪ 550/2005‬صادر عن الغرفة اإلحتماعية للمجلس األعلى في ‪ 25/5/2005‬ملف ‪ 123/2005‬غير منشور‪ ،‬بشرى العلوي م س‪،‬‬
‫ص ‪.397‬‬

‫‪107‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫فقد جاء في تعليل محكمة االستئناف بأن الصندوق الوطني للضمان االجتم اعي‬
‫يحل محل المشغل في أداء التعويض ات مع أن المع ارض له ق وانين تنظمه كما تنظم‬
‫المنخرطين التابعين له وال يحل محل أي مش غل في أي تع ويض ك ان ألنه ال تربطه‬
‫بالمشغلين عالقة التبعية‪ ،‬وإنما هناك ضوابط حددها المشرع لكل مستفيد من تعويض ات‬
‫الصندوق على اختالفها وتأتي هذه التعويضات بعدما يك ون قد توصل بها من المش غل‬
‫الذي يكون قد صرح به‪ ،‬ويؤدي األقساط الشهرية التي تنوبه آنذاك يكون الصندوق معني‬
‫بتحويل هذه التعويضات ألصحابها أما دون القيام بهذه العملية فإن الصندوق (الع ارض)‬
‫ال يحل محل أحد مما يكون معه القرار المطعون فيه معلل تعليال ناقصا وغير سليم عندما‬
‫نص بأن العارض له بالوسائل القانونية للمتابعة ويتعين نقضه جواب المجلس األعلى‪.‬‬
‫حيث تبين صحة ما عاب به الطالب على القرار المطعون فيه‪ ،‬ذلك أنه وإن كان‬
‫إن ذلك‬ ‫الصندوق الوطني للضمان االجتماعي ملزم بأداء التعويضات العائلية لألجير‪ ،‬ف‬
‫متوقف على إثبات هذا األخير أن مشغله كان يؤدي واجبات االشتراك للصندوق المذكور‪،‬‬
‫عمال بمقتضيات ظهير ‪ 27/7/1972‬المتعلق بنظام الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫فمحكمة االستئناف عندما أيدت الحكم االبتدائي القاضي على طالب النقض أدائه‬
‫لألجير (المطلوب في النقض) التعويضات العائلية‪ ،‬بعلة أداء أن الص ندوق هو المل زم‬
‫بأداء تلك التعويضات وأنه يمكن لهذا األخير الرجوع على المشغل في إط ار المس اطر‬
‫المخولة له قانونيا دون أن نتأكد فيما إذا كانت المشغلة (المطلوب في النقض قد أدت فعال‬
‫واجبات االشتراك للص ندوق عمال بمقتض يات الفص ول ‪ 23-22-21-20-19‬من‬
‫الظهير المشار إليه يكون قرارها المطعون فيه الص ادر على النحو الم ذكور قد علل ما‬
‫قضى به تعليال ناقصا مما يعرضه للنقض"‪ .‬وكما هو الشأن بالنس بة للتغطية الص حية‬
‫‪ 4‬في‬ ‫‪ 7/2005/‬بنس بة‬ ‫والتي صدرت بشأنها مدونة التغطية الصحية بتاريخ‪18 ،‬‬
‫المائة منها ‪ 50‬في المائة على المشغل و‪ 50‬في المائة الباقية على المأجور‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫المطلب الث‪00000000000000000‬الث ‪ :‬موقف المجلس األعلى من‬
‫التعويضات الناتجة عن عقد الشغل‬
‫سنعالج هذا المطلب من خالل التطرق في (الفقرة األولى) لمدى استحقاق األجير‬
‫المؤقت للتعويضات الناتجة عن العقد‪ ،‬في حين سنتناول في (الفقرة الثانية) ع دم إل زام‬
‫المحكمة ببيان العملية الحسابية في الحكم‪ ،‬دون إغفال أجل التقادم في (الفقرة الثالثة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬مدى استحقاق األجير المؤقت للتعويض‪00‬ات الناتج‪00‬ة عن‬


‫العقد‬
‫جاء في قرار للمجلس األعلى(‪" )1‬حيث أن ما نصت به المحكمة في أجرة وعطلة‬
‫وأقدمية هي تعويضات ناتجة عن عقد الشغل‪ ،‬فيستحقها األجير ولو ك ان مؤقتا فك ان ما‬
‫نصت به المحكمة مرتكز على أس اس‪ "...‬فمن خالل ه ذا الق رار يتضح أن المحكمة‬
‫المطعون في قرارها ك انت على ص واب حين قضت لألج ير ب التعويض عن العطلة‬
‫واألجرة واألقدمية رغم أنه أجير مؤقت وعليه فإن التعويض ات الناتجة عن عقد الش غل‬
‫يستحقها األجير سواء كان في إطار عقد محدد المدة إال أن السؤال المط روح هو م دى‬
‫إمكانية حصول األجير المغادر لعمله على التعويضات الناتجة عن العقد؟‬
‫اء فيه "حيث ثبت‬ ‫لقد جاء الجواب عن هذا السؤال في قرار للمجلس األعلى‪ 2‬ج‬
‫صدق ما نعته الوسيلة على القرار ذلك أن األجيرة بالرغم من ثب وت مغادرتها للعمل من‬
‫تلقاء نفسها فهي تبقى محقة في التعويضات الناتجة عن العقد والتي س بقت أن طالبتها من‬
‫ويض عن العطلة واألقدمية واألجر والمحكمة لما رفضت الطلب‬ ‫غلة وهي التع‬ ‫المش‬
‫المتعلق بالتعويض ات الناتجة عن العقد رغم أحقيتها ك ان قرارها خارقا للق انون ‪"...‬‬
‫رامي إلى رفض طلب‬ ‫تئناف ال‬ ‫رار محكمة االس‬ ‫وقضى المجلس األعلى بنقض ق‬
‫التعويضات والتي تستحقها األجيرة وأصبحت دينا على عاتق المشغل‪.‬‬
‫ير‬ ‫وبالتالي فالتعويضات الناتجة عن العقد تبقى ديون في ذمة المشغل هذا األخ‬
‫الذي يبقى يلزم بدفعها لألجير عند مطالبته بها‪.‬‬
‫‪ - 1‬قرار صادر عن المجلس األعلى عدد ‪ 451/2005‬المؤرخ ‪ 27/04/2005‬ملف عدد ‪ 105/2005‬بشرى العلوي م‪.‬س ص ‪.408‬‬
‫‪ - 2‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ 399/2005‬المؤرخ ‪ 13/04/2005‬ملف عدد ‪ 55/05‬بشرى العلوي م‪.‬س ص ‪.411-410‬‬

‫‪109‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المحكمة غير ملزم‪00‬ة ببي‪00‬ان العملي‪00‬ة الحس‪00‬ابية في الحكم‬
‫أو القرار‪.‬‬
‫على المحكمة عند تحديدها ألي تعويض أتن يتبين سند االحتساب وهي مدة العمل‬
‫واألج رة وإال عرضت قرارها للنقض(‪ )1‬إال أن المحكمة غ ير ملزمة ببي ان العملية‬
‫الحسابية بالحكم أو القرار بل حتى بإمكانها في بعض القض ايا االعتم اد على الخ برة‬
‫القضائية في الموضوع وهذا ما ذهب إليه ق رار ص ادر عن المجلس األعلى(‪ )2‬ع دد‬
‫‪ 395/2001‬جاء فيه ما يلي ‪" :‬حيث يعيب الطاعن على القرار المطعون فيه عدم بي ان‬
‫العملية الحس ابية ال تي قضت بمبلغ ‪ 34467.64‬درهم كج واب عن العمولة ذلك أن‬
‫المحكمة المصدرة للقرار قضت للمطلوب في النقض بالمبلغ المذكور أعاله معللة ذلك أن‬
‫ما بقي األجير محقا فيه بعد خصم التسبيقات التي تسلمها مما هو مستحق له حسب األجرة‬
‫األصلية والتكميلية إال أنها لم تبين العملية الحسابية التي توصلت بها على المبلغ المذكور‬
‫ومن جهة ثانية إذا سايرنا المحكمة حسب تعليلها والذي يفيد إس قاطها للمب الغ المس بقة‬
‫لألجير وتلك التي طالها التقادم وكذا المبلغ وكذا المبلغ المح دد من ط رف الخب ير عن‬
‫العطل فإن الخارج هو ‪:‬‬
‫‪24055,91=(2140x64170) 109632,52‬‬
‫فتعليل المحكمة ال ينسجم والنتيجة التي وصلت إليها مما يعرض القرار للنقض‪.‬‬
‫وكان جواب المجلس األعلى كما يلي ‪:‬‬
‫"لكن حيث أن المحكمة لما خلصت في قرارها إلى أن المبلغ المستحق للمطل وب‬
‫في النقض من العمولة هو ‪ 34467.64‬فإنها اعتم دت في ذلك على تقرير في الخ برة‬
‫األصلية والتكميلية وهي بذلك ليست ملزمة ببيان العملية الحس ابية بقرارها مما تبقى معه‬
‫الوسيلة غير جديرة باالعتبار"‬

‫‪ 1‬قرار عدد ‪ 111/2000‬صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى المؤرخ ‪ 5/12/2000‬ملف عدد ‪ 704/2000‬بشرى العلوي م‪.‬س ص‬
‫‪.408‬‬
‫‪ - 2‬قرار عدد ‪ 395/2001‬صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 09/05/2001‬ملف ‪ ،149/2001‬غير منشور مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.409‬‬

‫‪110‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬التقادم‬
‫لقد كان هناك جدل قائم حول مدة تقادم دعوى التعويض عن الفصل غير المبرر‬
‫قبل دخول مدونة الشغل حيز التطبيق‪ ،‬فقد كانت تتقادم بمرور ‪ 5‬سنوات فقط أو بم رور‬
‫ادة‬ ‫عشرين حسب األحوال إذا كان اإلنهاء غير مشروع بمثابة خطأ تقصيري‪ 1‬طبقا للم‬
‫‪ 106‬من قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬أما إذا كان اإلنهاء بمثابة خطأ عقدي ف إن دع وى‬
‫التعويض تتقادم بمرور خمسة عشر س نة طبقا لمقتض يات الم ادة ‪ 387‬من الق انون‬
‫أعاله(‪.)2‬‬
‫إال أنه بعد دخول مدونة الشغل لحيز التطبيق حسم المشرع في الجدل القائم عندما‬
‫نص في الباب السادس المعنون ب "تقادم الدعاوى الناشئة عالقات الشغل" في مادته ‪395‬‬
‫"تتقادم بمرور سنتين كل الحقوق الناتجة عن عقود الشغل الفردية وعن عقود التدريب من‬
‫أجل اإلدماج المهني وعن عقود التدرج المهني وعن الخالفات الفردية التي لها عالقة بهذه‬
‫العقود أيا كانت طبيعة هذه الحقوق سواء كانت نابعة عن تنفيذ هذه العقود أو عن إنهائها"‪.‬‬

‫محمد سعد جرندي مرجع سابق ص ‪.207-206‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد الكشبور م‪.‬س ص ‪.388‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪111‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬آثار إنهاء عقد الشغل المحدد المدة‬
‫إن أهمية التمييز بين عقود الشغل وغيرها من العقود األخرى كعقد الوكالة وعقد‬
‫غل كي‬ ‫الشركة وعقد اإليجار ‪ ،...‬تكمن في مصلحة األجير من تكييف العقد بأنه عقد ش‬
‫يستفيد من التعويضات التي يضمنها له قانون الشغل(‪ )1‬عند إنهاء العقد قبل حلول أجله أو‬
‫بانتهاء مدته أو بإنجاز العمل الذي كان محل العقد‪.‬‬
‫واآلن سنحاول التطرق لحاالت التع ويض عن اإلنه اء المعجل في مطلب أول‬
‫دم‬ ‫على أن نتطرق في مطلب ثاني التعويض عن نهاية العقد ومدى استحقاق األجير المق‬
‫الستقالته للتعويض في مطلب ثالث‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬حاالت التعويض‪ 0‬عن اإلنهاء المعجل‬


‫إنه في غالب األحيان ما يقوم المشغل بخ رق التزاماته العقدي ة(‪ )2‬بادع اء أن‬
‫األجير ارتكب أخطاء جسيمة أو أن قوى قاهرة حالت دون استمرارية عالقة الشغل بينهما‬
‫أو قد يدفع بان استغنائه عن خدمات األجير مجرد ممارسة عادية لحق اإلنه اء يخوله له‬
‫غل قد‬ ‫القانون(‪ .)3‬إال أن هذه االدعاءات تخضع لمراقبة القضاء للتأكد مما إذا كان المش‬
‫استعمل إرادة اإلنهاء بصفة مشروعة ويتم تحميله كامل المسؤولية عند عجزه عن إثب ات‬
‫صحة هذه االدعاءات أمام القضاء وفي حالة ع دم الق درة على اإلثب ات يق وم قاضي‬
‫الموضوع على منح األجير الذي كان ضحية اإلنهاء المعجل تعويض ال يقل عن األجور‬
‫المتبقية التي كان من الممكن أن يحصل عليها لو استمر العقد‪ ،‬وهذا ما تم تأكيده من خالل‬
‫قرار لمحكمة االستئناف بالرباط المؤرخ في ‪ 7‬مارس ‪ )4(1951‬ال ذي رأى في ط رد‬
‫ويض‬ ‫األجير خارج حالة القوة القاهرة وبدون سبب مشروع مؤشرا على أحقيته في التع‬
‫عن الفسخ الفجائي في حدود المبالغ التي كان سيتقاضاها‪.‬‬

‫‪ - 1‬محمد شرقاني‪ :‬م‪.‬س ص ‪.68‬‬


‫‪ - 2‬سعيد عز البوشتاوي‪" :‬عقد الشغل المحدد المدة في ضوء القانون المغربي والمقارن"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪ ، 2005 ،‬ص ‪.328‬‬
‫‪ - 3‬بشرى العلوي‪ :‬م‪.‬س ص ‪.68‬‬
‫‪ - 4‬قرار بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪ 1951‬سعيد عز البوشتاوي م‪.‬س ص ‪.328‬‬

‫‪112‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫وقد س ار المجلس األعلى على نفس النهج في ق رار(‪ )1‬له ج اء فيه "‪ ...‬بأنه‬
‫بالنسبة لعقد العمل المحدد المدة فإن الحكم باألجرة المتبقية يعد بمثابة تعويض عن الفسخ‬
‫الفجائي لعقد العمل"‪.‬‬
‫ويتم تحديد هذا التعويض على أساس الخسارة ال تي لحقت األج ير من ض ياع‬
‫العمل وأهميته واختصاصه باإلضافة إلى الضرر المعنوي الذي تسبب فيه هذا اإلنهاء(‪)2‬‬
‫ومهما كان مبلغ التعويض المحكوم به لفائدة األجير في الحكم فإنه على القاضي أن ي بين‬
‫األسباب والعناصر المعتمدة في حسابه‪ .‬وعليه فالقضاء المغربي يم ارس رقابة ش املة‬
‫على مراقبة مدى مالءمة المبلغ المحكوم به لحجم الض رر وه ذا ما تم تأكي ده في حكم‬
‫صادر عن ابتدائية الدار البيضاء(‪.)3‬‬
‫وبالرجوع إلى مقتض يات الفصل ‪ 754‬من ق‪.‬ل‪.‬ع نج ده ينص على العناصر‬
‫الواجب اعتمادها في احتساب التعويض في حالة إنهاء العقد غير محدد المدة إال أن النص‬
‫لم يستبعد تطبيقه متى كان عدم تحديد م دة الش غل راجع إلى طبيعة العمل الالزم أداؤه‬
‫وهناك عدة حاالت يصعب فيها تحديد مدة العقد إما لسبب راجع لطبيعة األشغال المنجزة‬
‫أو لعدم إمكانية معرفة مدة االنتهاء من العمل موضوع العقد وهي بهذا تبقى عقود محددة‬
‫المدة وعليه فمتى ثم وضع نهاية لعالقة الشغل قبل انته اء تلك األش غال محل العقد فإنه‬
‫بإمكان القاضي الرجوع إلى مقتضيات هذا الفصل ‪ -754‬الحتساب التعويض(‪.)4‬‬
‫وأخيرا فإن أغلب التشريعات المقارنة منها الق انون المص ري وق انون العمل‬
‫الكويتي والبحريني إلى جانب التش ريع المغ ربي عملت على النص في قوانينها العمالية‬
‫على مبدأ أداء األجور المتبقية النتهاء مدة العقد‪.‬‬

‫‪ -‬قرار عدد ‪ 42‬صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 27‬يناير ‪ 1982‬ملف عدد ‪ 31‬سعيد عز البوشتاوي م‪.‬س ص‪.328‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬محمد سعيد بناني‪ :‬المجلد الثاني‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬م‪.‬س ص ‪.1302‬‬ ‫‪2‬‬

‫حكم عدد ‪ 2027‬مؤرخ ‪ 11‬يونيو ‪ 1984‬ملف اجتماعي ‪ 8330‬سعيد عز م‪.‬س ص ‪.330‬‬ ‫‪3‬‬

‫سعيد عز البوشتاوي‪ :‬م‪.‬س ص ‪.331‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪113‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫إال أن السؤال المطروح يتعلق حول طريقة احتس اب التع ويض عن اإلنه اء‬
‫المعجل في حالة وجود عقد محدد المدة متضمن لبند التجديد في مقتض ياته وهنا البد من‬
‫التمييز بين حالتين(‪: )1‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬وهي الحالة التي يتضمن فيها العقد بندا يفيد على أن الطرفين اتفقا‬
‫على تحديد العقد عند انتهاءه إال أن المش غل يتنكر له ذا البند وقاضي الموض وع يحكم‬
‫بتعويضات يراعي فيه مقتضيات العقد األولي بالنسبة لألجير‪.‬‬
‫‪ /‬االتفاق الكتابي على م دة التجديد وطريقته في ه ذه الحالة يبقى‬
‫الحالة الثانية‪:‬‬
‫القاضي مقيد بمحتويات االتفاق ويحكم بالتعويضات بناءا على ذلك االتفاق وغالبا ما تكون‬
‫ال تقل عن األجور المتبقية لتنفيذ االتفاق‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التعويض عن نهاية العقد محدد المدة‬


‫ينتهي عقد الشغل المحدد المدة بحلول أجله أو بانتهاء الشغل الذي ك ان محال له‬
‫‪2‬‬

‫والمشغل غير ملزم باإلشارة إلى المبررات التي دفعت به إلى إنهاء العقد‪ ،‬ويكون لألجير‬
‫ير‬ ‫حق في الحصول على التعويضات الخاصة بالطرد ألنها تبقى مرتبطة بعقد الشغل غ‬
‫محدد المدة يعني أنه للحصول على هذه التعويضات البد من االشتغال لمدة تف وق اث ني‬
‫عشر شهر دون تجديد العقد وهذا ما يم تأكيده في قرار للمجلس األعلى(‪ )3‬ال ذي اعت بر‬
‫اشتغال األجير لمدة شهرين ونصف غير كاف للحصول على التعويضات المتعلقة بالطرد‬
‫واإلشعار ألن المدة المذكورة تعطي الحق للمشغلة في االس تغناء عن خدماته ب دون أي‬
‫تعويض"‪.‬‬
‫إضافة إلى أن التعويض عن اإلعفاء يستفيد منه األجراء الدائمين في المقاولة في‬
‫ورة جماعية دون‬ ‫إطار عقود غير محددة المدة وليس المؤقتين الذين يمكن إعفاؤهم بص‬
‫ضرورة استصدار إذن من السلطات المختصة(‪.)4‬‬

‫‪ -‬سعيد عز البوشتاوي‪ :‬م‪.‬س ص ‪.335‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬محمد شرقاني‪ :‬م‪.‬س ص ‪.134‬‬ ‫‪2‬‬

‫قرار للمجلس األعلى عدد ‪ 436‬مؤرخ في ‪ 25‬سبتمبر ‪ 1987‬ملف عدد ‪ 8009/87‬عز البوشتاوي م‪.‬س ص ‪.339‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬سعيد عز البوشتاوي‪ :‬م‪.‬س ص ‪.339‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪114‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫وعليه يتضح لنا ب أن المش رع المغ ربي لم يح اول سن حماية حقيقية لحماية‬
‫األجراء العاملين في إطار عقود المحددة المدة في مقابل الضمانات الممنوحة لألجراء في‬
‫إطار عقود غير محددة المدة‪ ،‬فاألجير في إطار عقد محدد المدة ال يتمتع بمهلة اإلخط ار‬
‫وما يعنيه ذلك من حرمانه من التعويض عن الفسخ الفجائي وهو نفس الحكم الذي انصب‬
‫تغناء عنه بعد‬ ‫أيضا على األجير الموسمي الذي قرر القضاء أال حق له في إنذاره واالس‬
‫انتهاء الموسم ال يترتب عنه أي تعويض(‪ .)1‬عكس المشرع الفرنسي الذي أقر من خالل‬
‫قوانينه اإلصالحية تعويضا يسمى التعويض عن التوقيتية هذا التعويض يمنح لألجير عند‬
‫نهاية العقد كتعويض عن عدم االستقرار في العمل يتسلمه مع األجور المستحقة ألنه يعتبر‬
‫في نظر المشرع الفرنسي من مكمالت األجرة ويجب أال تفوق م دة العمل س نتين ألن‬
‫تجاوز سنتين يصبح لهذا األجير الحق في الحصول على التعويضات الناتجة عن الطرد‪.‬‬
‫غير أن التعويض عن نهاية عقد الشغل يصبح الغيا إذا ما حصل اإلنهاء المعجل‬
‫ان‬ ‫بدون ضرر من طرف األجير أو ارتكب خطأ جسيم أو قامت قوة قاهرة ما عدا إذا ك‬
‫سبب اإلنهاء المعجل المشغل نفسه‪ ،‬عن دها يمكن لألج ير أن يجمع على ص عيد واحد‬
‫التعويض عن نهاية العقد والتعويض الجزافي الخاص باإلنهاء المعجل(‪.)2‬‬
‫بل إن المشرع الفرنسي لم يتوقف فقط عند ه ذا التع ويض عن التوقيتية وإنما‬
‫تجاوز ذلك إلى ابتكار أسلوب جديد في التعويض وهو تعويض الفئات العاطلة عن الشغل‬
‫ائق تثبت‬ ‫بواسطة نظام التأمين عن البطالة يستفيد منه األجراء العاطلون بعد إدالئهم بوث‬
‫أنهم قاموا بالفعل بالبحث عن العمل وذلك تكريسا لمبدأ التضامن االجتماعي(‪.)3‬‬
‫وبالتالي نالحظ أن هناك انسجام بين نظام العقد المحدد المدة ونظ ام الض مان‬
‫االجتماعي الخاص بالتعويض عن البطالة مما يتبين معه أن وضعية األجير في إطار هذا‬
‫رع‬ ‫العقد يعرف نوع من الحماية مع المشرع الفرنسي في حين نلمس غيابها عند المش‬
‫المغربي(‪.)4‬‬

‫‪ -‬محمد شرقاني‪ :‬م‪.‬س ص ‪.135‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬سعيد عز البوشتاوي‪ :‬م‪.‬س ص ‪.340‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬سعيد عز البوشتاوي‪ :‬م‪.‬س ص ‪.344‬‬ ‫‪3‬‬

‫سعيد عز البوشتاوي‪ :‬م‪.‬س ص ‪.344‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪115‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مدى استحقاق األجير المقدم لالستقالة على التعويض‬
‫ويض إال إذا أثبت أن‬ ‫إن األجير المقدم الستقالته بكيفية قانونية ال يستحق أي تع‬
‫المشغل هو الذي أجبره على االستقالة(‪ )1‬إال أنه إذا ك انت القاع دة العامة كما قلنا تنص‬
‫على عدم أحقية األجير المستقيل ألي تعويض إال إذا اتفق الطرفان على خالف ذلك ف إن‬
‫هناك استثناءات ترد على هذه القاعدة(‪.)2‬‬
‫إن حاالت تعويض األجير رغم اس تقالته ج اءت على س بيل الحكم وال ينبغي‬
‫التوسع فيها‪ ،‬فبالرجوع إلى النظام األساسي للصحفيين المهنيين نجده ينص على أنه يمكن‬
‫أن يمنح التعويض عند ارتكاب خطأ جسيم وفي حاالت خاصة بالنس بة لالس تقالة وعليه‬
‫يتضح لنا أن الصحافي الذي ارتكب خطأ جسيما أو قدم اس تقالته بش رط أن ت دخل في‬
‫الحاالت المنصوص عليها في النظام األساسي للص حفيين المهن يين يمكن له أن يحصل‬
‫على تعويض رغم أي شيء‪.‬‬
‫فما هي إذن حاالت االستقالة المنصوص عليها في النظ ام األساسي للص حفيين‬
‫التي تمنح لألجير الصحافي الحق في الحصول على تعويض؟‬
‫الحالة األولى ‪ :‬المادة ‪ 14‬من النظام األساسي للصحفيين المهن يين تنص على "‬
‫إذا ارتكب الصحافي المهني أو من في حكمه أخطاء جسيمة أو اخطاء متكررة جاز للجنة‬
‫المذكورة إما تخفيض التعويض وإما إلغائه"‪.‬‬
‫فمن خالل مقتضيات المادة ‪ 14‬يتضح لنا أن تقدير التعويض يجوز تخفيضه وال‬
‫يمكن إلغاءه بقوة القانون كما هو الشأن في القواعد العامة بل يبقى ضمن السلطة التقديرية‬
‫للجنة التحكيمية‪.‬‬
‫‪ : /‬المادة ‪ 15‬من النظام األساسي للصحفيين المهنيين التي ج اء في‬
‫الحالة الثانية‬
‫مقتضياتها "تطبق أحكام المادة السابقة في حالة فسخ العقد بفعل صحفي مه ني أو من في‬
‫حكمه عندما يكون الفسخ مبررا بإحدى الحاالت ‪:‬‬
‫‪ ‬بيع المنشأة الصحافية‬
‫محمد الكشبور‪ :‬م‪.‬س ص ‪.70‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬محمد سعيد بناني‪ :‬المجلد الثاني الجزء الثاني‪.‬م‪.‬س ص ‪1300-1299‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪116‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪ ‬انتهاء صدور اليومية أو الدورية التي يعمل في إطارها الصحفي‬
‫‪ ‬إغالق الوكالة‬
‫‪ ‬حدوث تغيير على طابع المنشأة‬
‫حفي‬ ‫إذا ترتب عن هذا التغيير الطارئ على وضعية الوكالة مس بمصالح الص‬
‫سواء المعنوية أو الدينية جاز له تقديم استقالته وحصوله على تعويض بقوة القانون‪.‬‬

‫المطلب الث‪0000‬اني‪ :‬إش‪0000‬كالية إنه‪0000‬اء عق‪0000‬ود أع‪0000‬وان‬


‫المؤسسات العمومية‪.‬‬
‫يثير تعاقد اإلدارة مع بعض األجراء بواسطة عقود محددة المدة عدة تس اؤالت‪،‬‬
‫منها ما يرتبط بمدى إمكانية استفادة هذه العقود من النص وص المنظمة لها في الق انون‬
‫المدني‪ ،‬خاصة وأن المشغل شخص من أشخاص القانون العام‪ ،‬ومنها ما يخص آثار ذلك‬
‫اإلنهاء سواء من حيث طبيعة التعويضات المحكوم به ا‪ ،‬أو من حيث إع ادة وصف تلك‬
‫العقود كعقود غير محددة المدة إلى جانب مسألة تحديد الجهة المختصة لحل النزاع وعلى‬
‫ضوء أية قوانين(‪.)1‬‬
‫ولذلك فأول إشكالية تواجه األجير المطرود هو الجهة ال تي عليه أن يتوجه إليها‬
‫للمطالبة بحقوقه‪ :‬هل هي جهة القضاء العادي أم القضاء اإلداري؟‬
‫لقد جاء ضمن مقتض يات الق انون المنشئ للمح اكم اإلدارية على أنها تختص‬
‫بالنظر في النزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية للموظفين والع املين في مرافق الدول ة‪،‬‬
‫والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية" (‪.)2‬‬
‫ذه‬ ‫إن العالقة التي تربط األجير بمشغله هي عالقة تعاقدية‪ ،‬والعقد الذي ينظم ه‬
‫العالقة هو عقود القانون الخ اص ويخضع لق انون الش غل‪ ،‬بينما العالقة بين الموظف‬
‫واإلدارة هي عالقة نظامية والعقد الذي ينظمها هو القانون العام والقانون الذي يخضع له‬
‫انون اإلداري‪ ،‬والمحكمة المختصة في العق دين تت وزع بين المحكمة العادية‬ ‫هو الق‬
‫‪ - 1‬سعيد عز البوشتاوي‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.345‬‬
‫‪ - 2‬المادة الثامنة من القانون المحاكم اإلدراية‬

‫‪117‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫والمحكمة اإلدارية‪ .‬ويالحظ أن هذا اإلختالف يطرح حول القانون الواجب التط بيق وما‬
‫ينتج عنه حول المحكمة المختصة حينما يعرض نزاع يتعلق بفسخ عقد الشغل يترتب عنه‬
‫ما يمكن اعتباره تنازعا ايجابيا أو س لبيا لالختص اص الن وعي بين غرفة اإلجتماعية‬
‫بالمحكمة االبتدائية العادية‪ ،‬وبين المحكمة اإلدارية‪ ،‬وقد وجد هذا التنازع في االختصاص‬
‫تطبيقه في حكمين مختلفين أولهما صدر عن المحكمة اإلدارية بوجدة‪ ،‬حين اعتبر قض اة‬
‫تثمار‬ ‫الموضوع أنفسهم مختصين بالنظر في النزاع الذي وقع بين المكتب الجهوي لإلس‬
‫الفالحي وأحد العاملين فيه‪ ،‬وجاء ضمن حيثيات ه ذا الق رار م ايلي(‪ ... ":)1‬حيث إن‬
‫الطاعن يشتغل ل دى المكتب الجه وي لإلست ثمار الفالحي المنشأ بمقتضى المرس وم‬
‫الملكي المؤرخ في ‪ 22‬أكتوبر ‪1966‬م الذي نص في فص له األول‪ :‬إن المكتب مؤسسة‬
‫عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل الم الي‪ ،‬وإن الم ادة الثامنة من ق انون‬
‫المحاكم اإلدارية تتحدث عن النزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية للعاملين في المؤسسات‬
‫العامة"‪.‬‬
‫فلقد اس تند ص ادروا الحكم على ربطهم الوض عية الفردية لمختلف الع املين‬
‫بالمؤسسات العامة كيفما كانت طبيعة نشاطها بدعوى اإللغاء‪ ،‬لكون دعوى اإللغاء ت دخل‬
‫دعوى‬ ‫ضمن اختصاصات المحاكم اإلدارية‪ ،‬إضافة إلى إمكانية النظر في النزاعات وال‬
‫المتعلقة بالتعويض متى ارتبط العامل معها بعالقة يحكمها القانون الخاص‪ .‬في حين صدر‬
‫الحكم الثاني المخالف لألول عن المحكمة اإلدارية بالدار البيض اء ال تي قضت بع دم‬
‫اختصاصها للبث في النزاع الذي حصل بين المكتب الوطني للسكك الحديدية وأحد أعوانه‬
‫المفصولين عن العمل‪ ،‬إذ اعتبرت أن العالقة القانونية التي تربط العون ب المكتب ينظمها‬
‫قانون خاص مما ال يسمح لها بالنظر في طلب التعويض عن الطرد معتبرة أن التع ويض‬
‫الذي تختص بمنحه حسب الفصل الثامن من قانون المحاكم اإلدارية هو ( التع ويض عن‬
‫ير‬ ‫الضرر الذي يتسبب فيه شخص من اشخاص قانون العام دون أن تكون بين هذا األخ‬
‫بين المتضرر عالقة قانونية معينة ينظمها قانون خاص) وللحسم في هذا ال نزاع ص در‬

‫‪ - 1‬سعيد البوشتاوي‪ :‬م س ص ‪.364‬‬

‫‪118‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫قرار للمجلس األعلى في الموضوع حين اعتبر قواعد الق انون الخ اص هي األولى في‬
‫وان و أن المحكمة االبتدائية العادية من‬ ‫التطبيق في الدعوى المقامة من قبل هؤالء األع‬
‫خالل غرفتها االجتماعية هي المختصة بالبث فيها(‪.)1‬‬
‫باإلضافة إلى أن مدونة الشغل بدخولها حيز التطبيق سنة ‪ 2004‬جاءت لتحصر‬
‫مجال تطبيقها على المق اوالت التابعة للدولة والجماع ات المحلية ال تي يك ون طابعها‬
‫صناعيا أو تجاريا أو فالحيا‪ ،‬األمر الذي يفهم منه أن المدونة هي بدورها حسمت الموقف‬
‫ذين‬ ‫في مشكل االختصاص(‪ ،)2‬كما يخضع ألحكام مدونة الشغل أجراء القطاع العام ال‬
‫يسري عليهم أي قانون مادام هؤالء العمال ال يخضعون لقانون الوظيفة العمومية‪ ،‬وتتوفر‬
‫في عملهم كل مقومات العمل القار وخاصة تجاوز مدة السنة من العمل واستمراريته فإنها‬
‫ال بد من إخضاعهم للمدونة‪ ،‬وأن التعبير عنهم بالمؤقتين ال ينسجم مع الض وابط المتعقلة‬
‫بالعمل المؤقت ألن المحكمة المخول لها إعطاء تكييف الصحيح للعقد(‪.)3‬‬
‫ونفس االتجاه صار عليه المجلس الدولة الفرنسي الذي خلص فيه إلى تبني تأويل‬
‫واحد يقضي بان المحاكم العادية تكون مختصة في النزاع ات الفردية والتجارية المتعلقة‬
‫باألعوان العاملين بالمؤسسات العمومية الصناعية والتجارية باس تثناء األع وان ال ذين‬
‫يمارسون مهام التسيير لمجموع المصالح كرئيس مصلحة الس كك الحديدية ومحاس بها‬
‫العام‪.‬‬

‫‪ - 1‬قرار عدد ‪ 250/96‬الصادر بتاريخ ‪ .28/3/1996‬في الملف اإلداري ‪ 847/95‬المنشور بالقرارات المجلس األعلى‪ -‬المادة اإلدارية‪ ،‬محمد‬
‫سعد جرندي‪ ،‬م س ص‪47‬‬
‫‪ - 2‬محمد سعد جرندي‪ :‬م س ص ‪.48‬‬
‫‪ - 3‬محمد سعد جرندي‪ :‬م س ص ‪.48‬‬

‫‪119‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫دها الواقع العملي‬ ‫الواقع أن الخالصة التي خرجنا بها في هذا البحث والتي يؤك‬
‫بشكل ملموس‪ ،‬أن اإلنهاء المتخذ من طرف المشغل والمعبر عنه بالفصل عندما يم ارس‬
‫من طرفه وهذه قاعدة تصح بالنسبة الستقالة األجير ك ذلك‪ ،‬فقد يوصف ب المبرر‪ ،‬وقد‬
‫يوصف بغير المبرر‪ ،‬وهو الذي يعبر عنه عادة بالطرد التعسفي فالفصل يك ون م بررا‬
‫عندما يستند إلى سبب وجيه‪ ،‬كانعدام كفاءة األجير‪ ،‬أو وجود صعوبات اقتصادية تعترض‬
‫السير العادي للمقاولة تفرض الفصل لتجاوز صعوباتها‪ .‬وأيضا ارتك اب األج ير لخطأ‬
‫جسيم كما أن الفصل يكون غير مبرر في حالة خرق المشغل اإلجراءات المرتبطة بإنهاء‬
‫عقد الشغل غير محدد المدة‪ ،‬أو افتقاد الفصل إلى مبرر موضوعي‪ ،‬أو ادعاه المشغل ولم‬
‫يثبته أو أثبته ولكن القضاء لم يعتبره كذلك‪.‬‬
‫وإذا كان القضاء يرجع إلى حد ما األمور إلى نصابها حينما يقرر اعتبار الط رد‬
‫مبررا‪ ،‬أو غير مبررا وذلك بإقراره لمجموعة من الحقوق لألجير المتض رر من الفصل‬
‫إال أن هذا التعويض ال يعالج في الغالب مختلف اآلثار الس لبية ال تي يخلفها الفصل في‬
‫رار الناجمة‬ ‫نفسية األجير في حالة كونه فصال تعسفيا فضال عن أنه ال يعطي كل األض‬
‫عنه‪.‬‬
‫إذن فهل تحقق هاجس المشرع من خالل سنه لمدونة الشغل بالحفاظ على المعادلة‬
‫الثالثية وهي‪ :‬حماية األجير وحقوق المشغل‪ ،‬وحماية االقتصاد؟‬
‫لإلجابة على هذا السؤال س وف نتط رق له من خالل بعض االس تنتاجات ثم‬
‫سنتطرق بعد ذلك لالقتراحات‪.‬‬
‫أوال‪ :‬استنتاجات‪:‬‬
‫غل عمل على‬ ‫فالمشرع المغربي بإصداره لقانون ‪ 65-99‬المتعلق بمدونة الش‬
‫تجميع جل القوانين المنظمة للتشريع االجتماعي لكي يسهل المهمة على القاضي باعتماده‬
‫كمرجع لحل اإلشكاليات التي تطرح عليه والنزاع ات المعروضة في إط ار القض ايا‬

‫‪120‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫وال بها في ظل‬ ‫االجتماعية وبالرغم من تعديل بعض المقتضيات القانونية التي كان معم‬
‫القانون السابق فإنه م ازال محتفظا ببعض النص وص القانونية وال تي الزالت لم تحقق‬
‫الحماية المتوخاة للطرفين وباألخص حماية الطرف الضعيف وهو األجير‪.‬‬
‫فهذه التعديالت لم تأت بالشيء الذي كان متوقعا منها خاصة فيما يتعلق بض مان‬
‫حقوق األجير‪ ،‬وبالتالي تكون هذه المدونة ورغم ما تضمنته من مقتضيات جديدة لم تكفل‬
‫ات وذلك قصد‬ ‫لألجير جميع حقوقه‪ ،‬وإنما جاءت لتكرس حقوق أكثر ألصحاب المؤسس‬
‫توفير المناخ المالئم لجلب المستثمرين وخاصة األجانب منهم‪ .‬خاصة وأن فصل األج ير‬
‫وات‬ ‫سيظل جدال ونقاشا بين مختلف الفرقاء‪ ،‬رغم أن المدونة حاولت تدارك بعض الهف‬
‫التي كانت عالقة بالفصل ‪ 6‬من النظام النموذجي بتدقيقها للخطأ الجسيم وتعزيزها للحماية‬
‫الممنوحة لألجير في إطار مسطرة الطرد‪ ،‬ويكون تقييم ما تضمنته يبقى رهينا باحتكاكها‬
‫بالواقع االجتماعي وما قد تثيره من إشكاالت عملية يبقى للعمل القضائي الدور الفعال في‬
‫إيجاد الحلول المناسبة للعدالة االجتماعية‪.‬‬
‫إضافة لذلك فالمشرع المغربي قد فرض مجموعة من الغرام ات المالية في حالة‬
‫مخالفة القواعد اآلمرة التي أتت بها المدونة إال أنه يعاب عليها أنها ض ئيلة لن تض من‬
‫الحقوق التي خرقت في حقه المقتضى القانوني‪.‬‬
‫ويبقى عموما صدور مدونة الشغل بتنظيم العالقات الشغلية فيه ط ابع حم ائي‬
‫لألجراء بعدما كانت القوانين مبعثرة ومتفرق ة‪ ،‬وتك ون أحيانا متناقضة وغ ير متكافئة‬
‫الشيء الذي أصبح متجاوزا من جهة ومكسبا للمقاولة المغربية وتحفيزا لالستثمار وشكال‬
‫من أشكال الديمقراطية االجتماعية التي يحرص الكل على تحقيقها‪.‬‬
‫فالمشرع مهما بلغ من ال ذكاء فال يمكن أن يحيط بجميع الح االت وب ذلك فهو‬
‫يستغيث بالقضاء‪.‬‬
‫إال أن المنظور الشمولي الذي يبرز التحام القضاء في الميدان القضائي ال يتوقف‬
‫ني‬ ‫على القاضي وحده بصفته قاضيا اجتماعيا يطبق نصوص قانونية‪ ،‬بل هناك تفاعل ب‬
‫القانون وبقية المؤسسات المساعدة للقاضي في عملية إبراز الحق‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫إال أنه رغم ذلك فال زال هناك قصور في الحماية االجتماعية لألج ير‪ ،‬الش يء‬
‫الذي سيدفعنا إلى طرح اقتراحات في هذا المجال‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االقتراحات‪.‬‬
‫ريعي من خالل‬ ‫يمكن التمييز في هذا المجال بين اقتراحات ترتبط بالمجال التش‬
‫إعادة النظر في بعض النصوص وإدخال تعديالت عليه ا‪ ،‬وبين اقتراح ات تهم ج انب‬
‫العالقة التي يجب أن تسود بين قطبي عالقة الشغل وكذا الدور الذي يجب أن تض طلع به‬
‫الدولة في إنقاذ المؤسسات التي تعاني من أزمة‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪/‬‬
‫‪ – 1‬تعديل بعض النصوص القانونية‪:‬‬
‫تعتبر نصوص المدونة غير نهائية لذلك فإن هذه االقتراح ات تبقى واردة وقابلة‬
‫للتطبيق وتتجلى هذه االقتراحات في ما يلي‪:‬‬
‫إسناد مهمة إقرار الطرد إلى مجلس تأديبي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إحداث صندوق لدعم ومساندة األجير المطرود‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إنشاء المحاكم االجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تي‬ ‫حصر مجال التقيد ببعض الشكليات المتعلقة بالطرد في المؤسسات ال‬ ‫‪‬‬
‫تتجاوز عددا من العمال‪.‬‬
‫فرض مستشار قانوني في المؤسسات التي تتجاوز عددا معينا من العمال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ – 2‬تحسين العالقة بين األجير والمؤاجر‪:‬‬
‫إن العالقة التي يجب أن تسود بين األجير والمؤاجر يتعين أن تقوم على االحترام‬
‫المتبادل بينهما‪ .‬ذلك أن كل واحد منهما يقوم بوظيفة اجتماعية تع ود ب النفع عليهما كما‬
‫تعود بالمنفعة على المجتع كك ل‪ ،‬ف األمر يتعلق فقط بتوزيع األدوار‪ ،‬ذلك أن كل واحد‬
‫زل‬ ‫منهما مكمال لآلخر ويجمع بينهما ترابط عضوي‪ ،‬وال يمكن أن يعمل أحد منهما بمع‬
‫عن اآلخر‪ ،‬فإذا كان األجير يقوم بالعمل الذي يذر على المشغل منفعة خاصة فإن المشغل‬
‫يوفر لألجير فرصة الشغل وفي المقابل يمكنه من مجموعة من التعويضات‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪ – 3‬تفعيل دور الدولة في إنقاد المؤسسات التي تعاني من أزمة‪:‬‬
‫يجب على الدولة أن تقوم بدور هام في حل مشاكل المؤسس ات ال تي آلت إلى‬
‫وضعية اقتصادية مزرية بسبب ركود منتوجاتها أو تراكم ديونها لكونها تق وم بتس ريح‬
‫العديد من العمال الشيء الذي يطرح أزمة في مجال الشغل‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الئحة المراجع‬
‫المؤلفات‬ ‫‪-1‬‬
‫‪‬بشرى العلوي‪" :‬الفصل التعسفي لألجير على ض وء العمل القض ائي"‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ .‬ماي ‪.2007‬‬
‫‪‬الحاج الكوري‪" :‬مدونة الشغل الجديدة القانون رقم ‪ 65-99‬أحكام عقد الشغل"‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط‪.2004،‬‬
‫‪‬حضري عبد العزيز‪ ":‬القانون القضائي الخاص‪ ،‬وجدة طبعة ‪2006‬‬
‫‪‬دنيا مباركة‪" :‬حقوق العامل بعد إنهاء عقد الشغل بين التشريع الحالي والق انون‬
‫رقم ‪ "65-99‬دار النشر الجسور‪ ،‬وجدة ‪. 2004‬‬
‫‪‬سعيد عز البوشتاوي‪ ":‬عقد الشغل المحدد المدة في ضوء الق انون المغ ربي‬
‫والمقارن"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪.2005 ،‬‬
‫‪/‬في ‪ ":‬مدونة‬
‫‪/‬وري اليوس‪/‬‬
‫‪/‬رقاني‪ -‬محمد الق‪/‬‬
‫‪‬عبد العزيز العتيقي‪ :‬محمد الش‪/‬‬
‫الشغل مع تحليل ألهم المستجدات"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة الجسور‪ ،‬وجدة‪.2004 ،‬‬
‫‪‬عبد اللطيف خالفي ‪" :‬الوسيط في مدونة الشغل الجزء األول عالق ات الش غل‬
‫الفردية"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬الحي المحمدي‪ ،‬مراكش‪.2004 ،‬‬
‫‪‬فريدة المحمودي‪":‬محاضرات في الق انون االجتم اعي"‪ :‬مطبعة سجلماس ة‪،‬‬
‫مكناس‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2006 -2005‬‬
‫‪‬محمد الشرقاني ‪" :‬عالقات الشغل بين تشريع الشغل ومشروع مدونة الش غل"‬
‫الطبعة األولى ‪.2003‬‬
‫‪‬محمد الكشبور‪" :‬نهاء عقد الشغل مع تحليل مفصل ألحك ام الفصل التعس في‬
‫لألجير‪ -‬دراسة تشريعية وقضائية مقارنة‪ "-‬الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪.2008 ،‬‬

‫‪124‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫‪‬محمد سعد جرندي‪ ":‬الطرد التعسفي لألجير في ظل مدونة الش غل والقض اء‬
‫المغربي" الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط‪.2007،‬‬
‫‪‬محمد سعيد بناني‪" :‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الش غل – عالق ات‬
‫الشغل الفردية – " الجزء الثالث‪ ،‬طبعة يناير‪ ،‬مطبعة النج اح الجدي دة الدارالبيض اء‪،‬‬
‫‪.2009‬‬
‫محمد سعيد بناني‪" :‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الش غل – عالق ات‬
‫الشغل الفردية" المجلد الثاني‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدارالبيضاء‪. 2007 ،‬‬
‫‪‬محمد سعيد بناني ‪":‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الش غل – عالق ات‬
‫الشغل الفردية – " المجلد األول‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدارالبيضاء‪.2007 ،‬‬
‫مصطفى شنضيض ‪":‬عقد الشغل الفردي في ضوء مدونة الشغل الجديدة القانون‬
‫رقم ‪ 65-99‬والنصوص التنظيمية الصادرة بشأنه" الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‬
‫الدارالبيضاء‪2004. ،‬‬
‫‪ /‬عبود‪ ":‬دروس في القانون االجتماعي"‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬ب يروت‪،‬‬
‫موسى‬ ‫‪‬‬
‫‪.1994‬‬
‫«‬ ‫محمد عابي‪" :‬رقابة القضاء على فصل األج ير"‪ ،‬مؤسسة للطباعة والنشر‬ ‫‪‬‬
‫بنميد»‪ ،‬الدار البيضاء‬
‫قرارات المجلس األعلى‪ " :‬اهم القرارات الصادرة في المادة اإلجتماعية" الج زء‬ ‫‪‬‬
‫األول‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط‪.2007،‬‬

‫‪125‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫األطروحات والبحوث‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫فريدة المحمودي‪ ":‬إشكالية ممارسة الحق في الشغل على ض وء ق انون‬ ‫‪‬‬
‫اص ‪ 2001‬جامعة محمد‬ ‫الشغل المغربي" أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخ‬
‫الخامس كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية أكدال الرباط‪.‬‬
‫بحث لنيل اإلجازة في الق انون الخ اص تحت عن وان "الفصل ألس باب‬ ‫‪‬‬
‫تكنولوجية أو هيكلية أو اقتصادية بين مدونة الشغل والق انون المق ارن" تحت إش راف‬
‫األستاذ محمد الشرقاني‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2008-2007‬‬

‫الندوات ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫‪ ‬عقود العمل والمنازع ات االجتماعية من خالل اجته ادات المجلس األعلى ‪:‬‬
‫الندوة الجهوية التاسعة مقر محكمة االستئناف حي ري اض الس الم أك اد ي ر ‪06-05‬‬
‫يوليوز‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪.2007،‬‬
‫‪ ‬الندوة الثالثة للقضاء االجتماعي‪ ،‬سلسلة الندوات واللقاءات و األيام الدراس ية‪،‬‬
‫مكتبة دار السالم الرباط‪ ،‬العدد ‪ 3‬مارس ‪.2004‬‬
‫‪ ‬الندوة الثانية للقضاء االجتماعي التي انعق دت بالمعهد الوط ني للدراس ات‬
‫القضائية أيام ‪26 -25‬فبراير ‪1991-‬‬

‫المجالت ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬


‫مجلة اإلشعاع عدد ‪30‬فبراير ‪.2005‬‬ ‫‪‬‬

‫مجلة المحاكم المغربية العدد ‪.109‬‬ ‫‪‬‬


‫مجلة المحامي العدد ‪.47‬‬ ‫‪‬‬

‫مجلة المناهج العدد المزدوج ‪.2006-10-9‬‬ ‫‪‬‬


‫مجلة قضاء المجلس األعلى العدد ‪.63‬‬ ‫‪‬‬

‫مجلة قضاء المجلس األعلى العدد المزدوج ‪65-64‬‬ ‫‪‬‬

‫‪126‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫المجلة المغربية لإلقنصاد والقانون‪ ،‬العدد ‪.2003 ،8‬‬ ‫‪‬‬

‫النصوص القانونية‪:‬‬ ‫‪-5‬‬


‫ظهير ‪ 12‬غشت ‪ : 1913‬قانون االلتزامات و العقود‬ ‫‪‬‬
‫ظهير ‪ 23‬أكتوبر ‪ : 1948‬النظام النموذجي (المنسوخ)‬ ‫‪‬‬

‫ظهير ‪ 28‬شتنبر ‪ : 1974‬قانون المسطرة المدنية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫ظهير ‪ 14‬يوليوز ‪ : 1974‬التنظيم القضائي المغربي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مرسوم ‪ 29‬دجنبر ‪ : 2004‬مرسوم أجل اإلخطار إلنهاء عقد الشغل غير‬ ‫‪‬‬
‫المحدد المدة بإرادة منفردة‪.‬‬
‫مرسوم ‪ 29‬دجنبر ‪ : 2004‬مرسوم تحديد أعضاء اللجنة اإلقليمية المكلفة‬ ‫‪‬‬
‫بالدراسة و البحت في ملفات فصل األجراء وفي اإلغالق الكلي أو الجزئي للمق اوالت أو‬
‫االستغالالت‪.‬‬
‫مرسوم ‪ 14‬غشت ‪ :1967‬مرسوم إغالق المؤسسات التجارية‬ ‫‪‬‬

‫و الصناعية ألسباب اقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫قانون رقم ‪ 65-99‬المتعلق بمدونة الشغل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪127‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة‪3...................................................................................................:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إنهاء عقد الشغل والعمل القضائي‪8............................................... :‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الفصل التعسفي وطبيعته القانونية والواقعية‪9...................:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الطبيعة القانونية للفصل التعسفي‪9...................:‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم الفصل التعسفي ونظرية التعسف في استعمال الحق وموقف‬
‫القضاء‪10...................................................................................... :‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم الفصل التعسفي وموقف القضاء‪11...................................... :‬‬
‫ثانيا‪ :‬مفهوم نظرية التعسف في استعمال الحق وموقف القضاء‪12.................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أهم وسائل الفصل التعسفي وحاالته وموقف القضاء‪14................‬‬
‫أوال‪ :‬أهم وسائل الفصل التعسفي وموقف القضاء‪15.................................:‬‬
‫ثانيا‪ :‬حاالت الفصل التعسفي وموقف القضاء‪17..................................... .‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الطيعة الواقعية للفصل التعسفي‪20...................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أنواع الفصل وطرقه مع موقف القضاء‪21...............................‬‬
‫أوال‪ :‬طرق الفصل‪21.......................................................................‬‬
‫أ‪ -‬الفصل الصريح أو المباشر‪21......................................................... .‬‬
‫ب الفصل الضمني أو غير المباشر أو المقنع‪22.......................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع الفصل‪23.......................................................................‬‬
‫أ‪ -‬الفصل االضطراري ‪23....................................................................‬‬
‫ب‪ :‬الفصل االنتقامي‪25................................................................... :‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حاالت الفصل التعسفي نظرا لطبيعة العقد وموقف القضاء‪26........‬‬
‫أوال‪ :‬الفصل في العقد المحدد المدة‪27.................................................. .‬‬
‫أ‪ -‬بالنسبة للعامل الموسمي ‪28...........................................................‬‬
‫ب‪ -‬بالنسبة للعمل العرضي ‪31..........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الفصل في العقد الغير المحدد المدة‪31........................................... .‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أسباب الفصل من خالل العمل القضائي‪32......................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الفصل المرتبط بالخطأ الجسيم‪33.....................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوم الخطأ الجسيم وسلطة القضاء في تكييفه‪33.....................‬‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم الخطأ الجسيم‪33.............................................................‬‬
‫أ‪ -‬حاالت اعتبرها القانون أخطاء جسيمة ‪34.........................................:‬‬
‫ب‪ -‬إثبات الخطأ الجسيم‪40............................................................. .‬‬
‫ثانيا‪ :‬سلطة القضاء في تكييف الخطأ الجسيم‪41........................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الرقابة القضائية على فصل األجير‪42.....................................‬‬

‫‪128‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫أوال‪ :‬الرقابة القضائية على الشروط الشكلية‪43....................................... .‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرقابة القضائية على الشروط الموضوعية‪45..................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬موقف القضاء من رسالة الطرد الموجهة لألجير‪47............................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬فصل األجير ألسباب خاصة ومشتركة‪51............‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬األسباب الخاصة إلنهاء عقد الشغل‪51....................................‬‬
‫أوال‪ :‬األسباب الخاصة نظرا لطبيعة العقد ‪51...........................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬األسباب الخاصة بأطراف العقد‪52............................................... .‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬األسباب المشتركة لفصل األجير‪65.......................................‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آثار إنهاء عقد الشغل على ضوء االجتهاد القضائي ‪69........................‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬آثار الفصل التعسفي ودور القضاء في حماية األجير‪69.......‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬إشكالية إرجاع األجير المفصول إلى عمله ودور‬
‫القضاء‪71.................................................................... .‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬موقف القضاء من طلب الرجوع وشروطه‪72.........................‬‬
‫أوال ‪ :‬السلطة التقديرية للمحكمة في توافر الشروط‪73................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اختيار القاضي األصلح لألجير‪74................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬موقف المجلس األعلى من مبادرة المشغل في طلب اإلرجاع‪76......‬‬
‫أوال ‪ :‬كيف تتم مبادرة المشغل لطلب الرجوع أثناء سريان المسطرة بإرجاع‬
‫األجير إلى عمله ‪76.........................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬عدم تزويد المشغل بالعنوان الجديد لألجير واألثر القانوني‪77...............‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬مدى استحالة تنفيذ الحكم القاضي بالرجوع إلى العمل‪77..............‬‬
‫أوال ‪ :‬اآلثار القانونية لرفض الحكم القاضي باإلرجاع ‪77............................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬توصيات ندوات القضاء االجتماعي حول الحكم بإرجاع األجير‪81........‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التعويضات‪ 0‬الناتجة عن الفصل التعسفي وأهم‬
‫مستحقات عقد الشغل مع إعطاء أمثلة تطبيقية‪82.....................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التعويضات الناتجة عن الفصل التعسفي مع إعطاء أمثلة تطبيقية‪. . ..‬‬
‫‪82‬‬
‫أوال‪ :‬التعويض عن المباغثة أو المفاجئة‪84............................................:‬‬
‫أ‪ -‬اإلعفاء القانوني من االلتزام بمهلة اإلخطار‪86....................................:‬‬
‫ب‪ -‬كيفية احتساب التعويض عن أجل اإلخطار‪88..................................:‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعويض عن الفصل والضرر‪89................................................:‬‬
‫أ‌‪-‬كيفية احتساب التعويض عن الفصل‪91............................................‬‬
‫ب‪ -‬كيفية احتساب التعويض عن الضرر‪94.......................................... .‬‬
‫ثالثا‪ :‬التعويض عن فقدان الشغل‪95..................................................... :‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أهم المستحقات المترتبة عن عقد الشغل مع إعطاء أمثلة تطبيقية‪96..‬‬
‫أوال‪ :‬التعويض عن العطلة السنوية‪96...................................................‬‬

‫‪129‬‬
‫إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي‬
‫أ‪ -‬كيفية احتساب التعويض في حالة التمتع بالعطلة السنوية المؤدى عنها‪...‬‬
‫‪97‬‬
‫ب‪ -‬كيفية احتساب التع‪MM‬ويض عن العطلة الس‪MM‬نوية في حالة ع‪MM‬دم التمتع بها‬
‫المؤدى عنها ‪99............................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعويض عن األجرة‪100..........................................................:‬‬
‫أ‪ -‬التعويض عن تكملة األجرة‪101.....................................................:‬‬
‫ب‪ -‬كيفية احتساب التعويض عن تكملة األجر‪102................................:‬‬
‫ثالثا‪ :‬التعويض عن عدم تسلم شهادة العمل‪102.......................................:‬‬
‫رابعا‪ :‬التعويض عن عدم التسجيل بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪105 .‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬موقف المجلس األعلى من التعويضات الناتجة‬
‫عن عقد الشغل‪108..........................................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مدى استحقاق األجير المؤقت للتعويضات الناتجة عن العقد‪108....‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المحكمة غير ملزمة ببيان العملية الحسابية في الحكم أو القرار‪109 .‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬التقادم‪110.....................................................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬آثار إنهاء عقد الشغل المحدد المدة‪111...........................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬حاالت التعويض عن اإلنهاء المعجل‪111............‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التعويض عن نهاية العقد محدد المدة ‪113................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مدى استحقاق األجير المقدم لالستقالة على التعويض‪115............‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إشكالية إنهاء عقود أعوان المؤسسات العمومية‪...‬‬
‫‪116‬‬
‫خاتمة‪119...............................................................................................:‬‬
‫الئحة المراجع‪123......................................................................................‬‬
‫الفهرس‪127..............................................................................................‬‬

‫‪130‬‬

You might also like