Professional Documents
Culture Documents
مقدمة:
يعتبر عقد الشغل الضمانة الوحيدة الستمرارية الحي اة البش رية على األرض،
لكونه يمثل رد الفعل الطبيعي لتلبية حاجيات اإلنسان ،األمر الذي جعل منه حجر األساس
للنشاط البشري على مر التاريخ.
ونظرا لكونه يشمل طبقة مهمة داخل المجتمع فقد حظي باهتم ام كب ير من قبل
التشريعات التي عملت على تنظيم العالقة بين طرفيه والتي تتكون من األجير والمؤاجر.
ومن المبادئ األساسية في القانون االجتم اعي ،أحقية كل من ط رفي العقد في
إنهائه باإلرادة المنفردة ،وهذا المبدأ يبدو بوضوح في مج ال عالقة الش غل ال تي تتسم
بالطابع الشخصي وترتبط بحق أساسي وهي الحقوق الشخصية ،والمتمثل في العمل ،ومن
تم يحق لكل من المشغل واألجير وضع حد لعالقته مع اآلخر.
دليل ويعتبر اإلنهاء من ضمن المقتضيات القانونية الواردة في مدونة الشغل ،ك
على تراضي في إيج اد نظ ام لإلنه اء متسم بالتعقيد نظ را لكونه يش مل العديد من
المستجدات ،الشيء الذي طرح على عاتق القضاء مسؤولية ليست بالهينة والتي تتجلى في
التزامه الحذر أثناء إصداره للقرارات المبدئية.
ازال في بداياته في ولهذا فعندما نقول بأن إنهاء عقد الشغل باإلرادة المنفردة م
سياق مدونة الشغل ،وما أتت به من مستجدات في مجال اإلنهاء بصفة عامة ،من مسطرة
االستماع ،وتعويضات ،وتكييف لمختلف أنواع العقود في مجال الشغل ،وما يترتب عنها
من آثار .والقضاء لما له من سلطة في تكييف القوانين مل زم بتفس ير القاع دة القانونية
الجديدة ،التي جاء بها المشرع في ظل مدونة الشغل ،وفي حالة عدم وجود قاعدة متضمنة
للنزاع المعروض عليه في ظل المقتضيات القانونية ،فإنه سيض طر إلى االجته اد فيما
يتعلق به ،وهذا ناتج عن كون القانون المعتمد كما سبقت اإلشارة قانون جديد.
3
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
أوال :أهمية الموضوع.
يحتل موضوع إنهاء عقد الشغل أهمية كبرى ،كما يشكل أحد المواضيع المحورية
التي تدور حولها مناقشات أغلب الملفات التي تعرض على المحاكم في مج ال نزاع ات
الشغل.
فإنهاء عقد الشغل ،غالبا ما يؤدي بطرفيه إلى النظر في اإلنهاء نظرة متناقض ة،
فكل منهما يرى من زاويته الخاصة األساس الواجب اعتماده قصد جعل المس ؤولية على
عاتق الطرف اآلخر ،فاألجير مع مبدأ استقرار وضمان العمل ،والمشغل صاحب المقاولة
والساهر على مصلحتها والحكم الوحيد لتوجيهها ،مع إبقاء الحرية لفصل كل أج ير أضر
بمصالح المقاولة من منطلق تأويله ،ويأتي هذا التناقض في الفهم أو التفس ير لي ؤدي إلى
اء أو إنهاء عقد الشغل ،وليصل باألطراف إلى المحكمة قصد النظر في مشروعية اإلنه
عدم مشروعيته.
فإطالق الحرية في إنهاء عقد العمل للمؤاجر من شأنه أن يهدد العامل في م ورد
رزقه لذلك تدخل المشرع في إطار مدونة الشغل لحماية وض عية العامل والحف اظ على
استقرار الشغل وكذلك حماية وضعية المؤاجر .فهدف كل طرف من وراء الوص ول إلى
حكم المحكمة بكون الطرد تعسفيا أو مشروعا ،هو حصول األجير من جهة على مجموعة
من الحقوق لتغطية الضرر الالحق به من جراء التعسف الذي مورس عليه ،وفي المقابل
ذا وكما قد يحرص على ذلك المشغل هو حرمان األجير من هذه الحقوق لسبب يرجع له
األخير نفسه ،قد يكون في شكل جزاء عن ارتكابه لخطأ جسيم ،أو ألن األجير اختار فسخ
عقد الشغل بإرادته المنفردة من خالل مغادرته التلقائية.
والمغرب على غرار باقي الدول يشهد تأثيرا كبيرا بالتحوالت التي يشهدها العالم
اليوم وواقعا مرا ،من حيث العاطلين الناتج عن قلة مناصب الشغل وك ثرة التس ريحات
الفردية والجماعية الشيء ال ذي يط رح الس ؤال إلزاما هو أي حماية قانونية قد حققها
التشريع االجتماعي لألجير؟ للحفاظ على منصبه ومص در عيشه وحمايته من التش رد
والبطالة مما يترتب عن ذلك آثارا اجتماعية غير مرغوب فيها على الفرد وعلى المجتمع
4
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
على حد سواء ،وإجماال فإن لموضوع إنه اء عقد الش غل أهمية اقتص ادية واجتماعية
وقانونية.
ولم يقتصر هذا االتجاه على رغبة المشرع في ذلك فقط ،بل التصقت هذه الرغبة
دورها مع باالتفاقيات الجماعية كذلك ،باإلضافة إلى االجتهادات القضائية التي سارت ب
قاعدة تفسير القانون لصالح الطرف الضعيف ،فأصبحت قاعدة حماية األج ير من الفصل
قاعدة أصيلة في قانون الشغل .علما أن هذه القواعد لم تكف بالحماية العامة لألج راء بل
تعدتها إلى إيجاد ضمانات استثنائية لبعض أصناف األج راء وذلك للحيلولة دون وق وع
الفصل فأقرت بعض المقتضيات اإللزامية عند فصل األجراء بصفة جماعية وفي ه ذا ما
ير، يدل على محاولة التضييق من بادرة الفصل باعتباره أخطر قرار يتخذ في حق األج
يعرضه إلى البطالة وبالتالي من الحرمان من األجر.
ثانيا :إشكالية الموضوع.
يثير موضوع إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي وال ذي
يشكل موضوع بحثنا عدة مشاكل وذلك فيما يتعلق بالطرق واألشكال التي يتخ ذها ه ذا
اإلنهاء إذ تتغير وقائعه وأسبابه من نزاع إلى آخر ،لدرجة أنه يص عب إيج اد ض ابط
يحكمها ،إلى جانب ذلك هناك مشكل إثبات مشروعية أو عدم مشروعية اإلنهاء المتخذ من
ؤاجر أم على قبل األجير أو من قبل المؤاجر ،ومن يقع عليه عبء اإلثبات هل على الم
األجير؟ من هنا تبرز مكانة القانون كقانون ينظم عالقات الش غل وأيضا الحل ول ال تي
يقدمها رجال القضاء حول القضاء ال تي تتخبط فيها مح اكم الموض وع ،ويوميا وعلى
مختلف درجاتها.
وموضوع بحثنا المشار إليه أعاله يعد من أبرز المخاطر التي تهدد ط رفي العقد
وتمس باستقرار العمل وما ينتج عن ذلك من آثار سلبية تمس األجير والمشغل وخاصة في
ظل أزمة التشغيل ،فقد يمنى المشغل بخسارة إثر استقالة أحد األطر الكبرى ك أن يك ون
مثال هذا اإلطار هو المدير العام للشركة ،أما بالنسبة لألجير فإنه يفقده لمنصب شغله فإنه
يفقد معه وسيلة عيشه ،الشيء الذي يعرضه للبطالة لفترة قد تطول وقد تقصر.
5
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
لذلك فإن موضوع إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي يعد التع ديل التش ريعي
ادي، يكتسي أهمية من الناحية القانونية خاصة وذلك على المستوى االجتماعي واالقتص
وهذا ما يحتم علينا طرح مجموعة من التساؤالت:
هل مدونة الشغل جعلت حماية حقيقية إلنهاء عقد الشغل؟
هل جعلت حماية الستقرار الشغل؟
هل هناك تراجع عن حماية األجير وتراجع للطابع الحمائي لألجير؟
ثم ما هو دور القضاء في هذه الحماية؟
وهل مدونة الش غل بتقنينها للتعويض ات الناتجة عن الفصل ت دخل في
الحماية المرتقبة من الطبقة الشغيلة؟ أم أعطت صالحية للمؤاجر في فصل األجير أم هناك
ذه تقييد في حرية الفصل وما ينتج عنه من تعويض وهل لمفتشي الشغل دور فعال في ه
الحماية؟
هل هناك اجتهادات قض ائية فيما يتعلق بإنه اء عقد الش غل خاصة بعد
صدور قانون رقم 99/59؟
ثالثا :خطة البحث.
دة، إذا كان األصل العام أن عقد الشغل سواء أكان محدد المدة أو غير محدد الم
ينتهي بطرق جد مختلفة ،فيبقى أن إنهاء عقد الشغل باإلرادة المنف ردة للمش غل وال ذي
اج يطرح من حيث الواقع العملي مشاكل كثيرة ومتنوعة أمام القضاء بالخصوص ،تحت
إلى الدراسة والتحليل.
فاألغلبية الساحقة من الدعاوى االجتماعية ترفع من األجير ضد المشغل .ونسبة
ويض عن التعسف جد هامة من هذه الدعاوى تتصل باإلنهاء ،أي الفصل ،وخاصة التع
فيه.
على أننا سوف لن نهمل إرادة األجير كدور فاعل في اإلنه اء ،وبالخص وص
عندما يطرح هذا اإلنهاء بدوره مشاكل قانونية تشغل بال المح اكم ،ومن ذلك ما يتعل ق،
6
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
بتقديم االستقالة من طرف األجير أو بادعاء المشغل مغادرة هذا األخير للمقاولة ،أو بإبرام
عقد صلح بينه وبين مشغله بشأن بعض النزاع ات المترتبة عن إنه اء عالقة الش غل،
وخاصة ما يتصل باإلثبات.
وسنقسم هذه الدراسة إلى فصلين ،نخصص األول إلنه اء عقد الش غل والعمل
القضائي ،ونخصص الثاني آلثار إنهاء عقد الشغل على ضوء االجتهاد القضائي.
7
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الفصل األول :إنهاء عقد الشغل والعمل القضائي:
قد تحدث أسباب تؤدي إلى انتهاء عقد الش غل ونظريا يمكن أن ت أتي مب ادرة
االنتهاء من طرف المؤاجر أو من طرف األجير إال أنها في الغ الب ت أتي من ط رف
المؤاجر لذلك كان من جملة المطالب التي كافح من أجلها األجراء وضع قيد على إمكانية
إنهاء المؤاجر للعقد ولذات السبب نرى أن التشريع بشأن هذه المسألة يتجه في الغالب نحو
هذه الغاية للحيلولة دون بقاء األجير عاطال إذ أنه أس هل على رب العمل أن يجد أج يرا
جديدا منه على األجير أن يجد عمال جديدا ،وإذا كان عقد الش غل من العق ود الزمنية أو
المتتابعة فإنه يحرم إبرام عقد شغل لمدى الحياة أو ما يماثلها والقواعد العامة في القانون
المدني تمنع االلتزامات الدائمة أو االرتباط األبدي بالمقاولة وبناء على ذلك يمكن لألجير
التابع إنهاء العالقة الشغلية في أية لحظة ونفس الشيء بالنس بة للمش غل يمكنه مع بعض
القيود التخلص من األجير(.)1
وإذا كان عقد الشغل المحدد المدة ينتهي سريانه بإنتهاء مدته فإن عقد الشغل غير
المحدد المدة يمكن إنهاؤه بمبادرة من أحد الطرفين المتعاقدين .فاألجير يتخذ وسيلة له ذا
اإلنهاء تتمثل في االستقالة لضرورات شخص ية ،في حين يلجأ المش غل لفصل األج ير
لضرورات التسيير ويضاف إلى هاذين اإلجراءين طرق أخرى ت ؤدي إلى إنه اء عقد
الشغل تتخذ شكال بسيطا كتغيير ساعات العمل أو شكال معقدا كالمرض الطويل الناتج عنه
اإلعاقة لتولي المنصب أو بلوغ األجير السن القصوى لالش تغال وإحالته على التقاعد إال
أنه من ناحية أخرى قد يلجأ المؤاجر لفصل األجير إما بناء على س لوكه أو ارتكابه لخطأ
جسيم أو ألسباب اقتصادية فيكون الفصل مشروعا كما قد يكون الفصل تعسفيا.
وإذا كان تأمين االستقرار التام في الشغل مستحيال فإن المش رع مع ذلك قد اتخذ
مجموعة من التدابير لحماية الطبقة العاملة إذ نظم شروط إنهاء عقد الش غل من ط رف
المؤاجر وهو اإلعفاء وآثار هذا اإلعفاء ال سيما متى كان تعس فيا وذلك بمنحه لألج ير
- 1موسى عبود" :دروس في القانون اإلجتماعي " ،الطبعة الثانية ،المركز الثقافي العربي ،بيروت 1994ص 187
8
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
بعض التعويضات( )1وعليه سيتم التط رق في ه ذا الفصل للفصل التعس في وطبيعته
القانونية والواقعية مع إبراز موقف القض اء في المبحث األول على أن يخصص المبحث
الثاني ألسباب الفصل من خالل العمل القضائي(.)2
- 3محمد سعد جرندي" :الطرد التعسفي لألجير في ظل مدونة الشغل والقضاء المغربي" الطبعة الثانية ،مطبعة األمنية ،الرباط ، 2007ص
96و .109
9
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
أيضا نظرا لكونه ذا طابع انفرادي فهو يصبح نافذ المفعول مباشرة وبأثر فوري
تي وال يتطلب موافقة األجير عليه ،حيث يشكل تاريخ توقيعه نقطة النهاية في العالقة ال
تربط بينه وبين مشغله ولكي يكون هذا التصرف الصادر عن المشغل ص حيحا يجب أن
يكون خاليا من عيوب الرضى خاصة الضغط واإلكراه وه ذا التص رف الص ادر عن
المشغل ينهي العالقة بينه وبين األجير وبالتالي فهو يضع حد لكل االلتزامات المتقابلة وإذا
استمر األجير بعد إنهاء العالقة الشغلية بالقيام بأي عمل فإنه ال يرتب أية مس ؤولية على
عاتق المشغل ألن هذا األخير قد قام بإنهاء هذه العالقة وبالتالي إعالن عن عدم رغبته في
استمرار العمل الذي يمارسه األجير(.)1
إذن فما هو مفهوم الفصل التعسفي ونظرية التعسف في اس تعمال الحق وموقف
القض اء؟ (.الفق رة األولى ) .وما هي أهم وس ائل الفصل التعس في وحاالته وموقف
القضاء؟ ( .الفقرة الثانية ).
10
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الشيء الذي أدى إلى القول بأن الحق نفسه قابال للتعسف ونظرا لكون األجير هو
الطرف الضعيف في العالقة الشغلية وأن الضرر الذي يلحقه في حالة فصله أكثر بكث ير
من الضرر الذي يلحق المقاولة عند استقالته وألن أغلبية العقود تنهى من طرف المش غل
فقد تم استبعاد المفهوم الم دني المعطى للتعسف في حين أنه وسع من مفهومه الش غلي
ليصح الفصل تعسفيا حتى ولو لم يكن لدى المشغل قصد اإلضرار باألجير وبالتالي ف إن
بر التوسع في مفهوم التعسف يبقى محصورا في نطاق اإلنهاء من طرف المشغل والمع
عنه بالفصل في حين أن األجير له الحرية في إنهاء العقد دون قيد فقط إلزامه باحترام أجل
اإلخطار وبالمقابل تقييد حرية المشغل في وضع حد للعالقة الشغلية دون مبرر مشروع.
إذن فما هو مفهوم الفصل التعسفي ونظرية التعسف في اس تعمال الحق وموقف
القضاء في كال المفهومين؟.
- 1فريدة المحمودي " :إشكاليات ممارسة الحق في الشغل على ضوء قانون الشغل المغربي" مرجع سابق ص .199
- 2بشرى العلوي" :الفصل التعسفي لألجير على ضوء العمل القضائي دراسة ميدانية ودليل للعمل القضائي معزز بأحدث اإلجتهادات
القضائية" ،الطبعة الثانية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء 2007ص .26
11
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ويمكن تعريف الفصل بأنه أحد أسباب إنهاء عقد الش غل ويعد من بين الوس ائل
اء وذلك بعد اإلطالع على أهم القاتلة لتهديد استقرار عالقة الشغل ويتجسد موقف القض
القرارات الصادرة في مجال الشغل وعلى الكتب الفقهية التي ع الجت ه ذا الموض وع
اء أو نجدها تستعمل عبارة فسخ عقد الشغل في أغلب األحيان وتستعمل الفصل أو اإلعف
الطرد في أحيان أخرى وكلمة طرد هي التعبير األكثر شيوعا في أوساط األجراء وتعبير
عن انقضاء العالقة الشغلية بين الط رفين ويظهر ذلك بوض وح على المس توى العملي
ادرة في والمتمثل في مقاالت األجراء والمذكرات الجوابية والتعقيبية وكذا األحكام الص
مجال الفصل إال أن مدونة الشغل الجديدة والصادرة في 11شتنبر 2003وال تي دخلت
حيز التنفيذ في 2004 /06 /08قد حسمت في كل هذه التسميات واستعملت الفصل بدال
من اإلعفاء والمتمثل في فصل األجير من عمله من طرف المشغل سواء كان فصال فرديا
أو جماعيا وسواء كان قانونيا أو تعسفيا(.)1
12
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
من الفتور سواء على المستوى الفقهي أو التشريعي( )1أو في المج ال القض ائي نتيجة
لطغيان مبدأ الحرية الفردية بعد الثورة الفرنسية والذي تمخض عنه تقديس لمبدأ س لطان
لبية على المعطى اإلرادة في المجال القانوني بالخصوص وهو ما تمخضت عنه آثار س
االجتماعي وقد نص الفصل 94من قانون االلتزامات والعق ود أنه ال محل للمس ؤولية
المدنية إذا فعل الشخص بغير قصد اإلضرار ما كان له الحق في فعله(.)2
غير أنه إذا كان من شأن مباشرة هذا الحق أن تؤدي إلى إلح اق ض رر ف ادح
احب الحق بالغير وكان من الممكن تجنب هذا الضرر أو إزالته من غير أذى جسيم لص
فإن المسؤولية المدنية تقوم إذا لم يجب الشخص ما كان يل زم منعه أو إليقاف ه.ويتجسد
موقف القضاء من نظرية التعسف في اس تعمال الحق بأنه إذا ك انت فك رة التعسف في
استعمال الحق تستلزم من الناحية المدنية الصرفة ت وفر ش رطين طبقا للفصل 94من
قانون االلتزامات والعقود وهما:
أن يتسبب صاحب الحق في الحياة ضرر فادح بالغير ثم الشرط الثاني هو إمكانية
إزالة الضرر دون المساس بمصلحة صاحب الحق ،فإنها في اإلطار االجتماعي تتحقق في
حالتين أن يستند رب العمل على مبرر حقيقي وج دي ،وهو ما س ارت عليه ق رارات
المجلس األعلى وبصفة متواترة ومنها قرار عدد )3(135/2005موضوعه أن األج يرة
ارتكبت خطأ جسيما تمثل في عدم أخذ االحتياطات لحفظ المعلومات ال تي مس حت من
ذاكرة الحاسوب األمر الذي سب ضررا بالغا للطالبة فاعتبرت ذلك المشغلة خطأ جس يما
يستوجب الطرد وبالتالي فهي ال تستحق أي تعويض.
ثم صدر الحكم االبتدائي الذي قضى لها بتعويضات ،وأيد استئنافيا وطعن بالنقض
من طرف المشغلة فعاب الطاعن على القرار المطعون فيه ،خ رق الق انون والنقص في
التعليل المنزل منزلة االنعدام وعدم ارتك ازه على أس اس وتحريف الوث ائق وتحريف
- - 1محمد الكشبور" :إنهاء عقد الشغل مع تحليل مفصل ألحكام الفصل التعسفي لألجير دراسة تشريعية وقضائية" الطبعة الثانية ،مطبعة
النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة 2008ص 72
- 2الفصل 94من قانون االلتزامات والعقود
- 3قرار عدد 135المؤرخ في 02/2006 /15في الملف االجتماعي 1165/5/1/2005المنشور في " أهم القرارات الصادر عن المجلس
األعلى في المادة االجتماعية" الجزء األول ،مطبعة األمنية ،الرباط .2007ص 143وما بعدها.
13
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
تصريحات األطراف باعتبار أن المحكمة ورغم أن الطالب أدلى بتقرير خبرة يثبت الخطأ
الجسيم المتمثل في عدم حفظ معلومات الحاسوب كما أنه دفع ب أن ه ذا الخطأ ال يمكن
زاء على ذلك على صدوره من متخصصة في استعمال الحاسوب ،إال أنها لم ترتب الج
أساس انعدام الخطأ البشري كما أن الحكم االبتدائي حرف تصريح الط اعن بخص وص
حفظ معلومات الحاسوب في سجل خاص واستنتج عن خطأ انعدام الضرر.
لكن حيث إن الخبرة المنجزة من طرف المشغلة وإن أكدت أن الحاسوب تعرض
لبعض األعمال التي أدت إلى ضياع المعلومات منه فإنها لم تثبت أنه كان بفعل األج يرة،
غل مما يجعل الخطأ المنسوب إليها غير ثابت وتستحق معه التعويض عن فسخ عقد الش
بصفة تعسفية وهو ما انتهى إليه القرار ويبقى التعليل المنتقد المتعلق بكون المشغل يحتفظ
بالمعلومات في سجل خاص والضرر منتفيا على فرض إفساد الحاس وب بفعل بش ري
يعتبر تعليال زائدا يستقيم القرار بدونه مما كان معه معلال والوسيلة على غير أساس.
ومن هذا القرار يمكن القول أن المؤاجرة قد أقدمت على طرد األجيرة لس بب قد
قدرته المحكمة واعتبرت أنه خطأ غير جدي لك ون الخطأ لم يثبت أن المتس بب فيه هو
األجيرة وأنه في حالة ارتكابهما للخطأ فإنه لم يتسبب في ضرر للمؤاجرة لكونها محتفظة
بتلك المعلومات في سجل خاص لديها وبالتالي فليس هناك سبب جدي للفصل.
الفقرة الثانية :أهم وسائل الفصل التعسفي وحاالته وموقف القضاء.
اإلعفاء متى كان غير مشروع وصف بكونه تعس فيا ومن هنا ج اءت عب ارة
در "اإلعفاء التعسفي" أو الطرد التعسفي أو الفسخ التعسفي" وقد سبقت اإلشارة إلى مص
غل انطالقا من هذا الوصف وهو إدخال مبدأ التعسف في استعمال الحق في عالقات الش
كون الفصل 754من قانون االلتزامات والعقود يعترف للم ؤاجر ب الحق في فسخ عقد
الشغل غير محدد المدة(.)1
وإقرار المشرع للمشغل بالحق في فصل األجير فعليه اس تعمال ه ذا الحق في
رض حدود المشروعية وإال اعتبر هذا الفصل فصال تعسفيا ،وبذلك عمل المشرع إلى ف
14
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
قيود على هذا الفصل للحد من اآلثار المترتبة على استعماله والتي هي ع دم التعسف في
استعمال هذا الحق وإنهاء العقد باإلرادة المنفردة هو سلطة قررها المشرع ألي من طرفي
العقد غير محدد المدة إلنهاء هذا العقد دون توقف على موافقة أو قبول الطرف األخر لذلك
فلو سمح بأن يعطي اإلنهاء باإلرادة المنفردة مفعوله القانوني ألدى إلى اإلضرار بالطرف
اآلخر وهو ما دفع المشرع أن يجعل قيودا وشكليات لحماية المتضرر من هذا الفسخ وهنا
يتعين طرح السؤال.
ما هي أهم وسائل الفصل التعسفي وموقف القضاء؟.
وما هي حاالت الفصل التعسفي وموقف القضاء؟.
15
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
إن مع اإلشعار بالتوصل وفي حالة عدم احترام المشغل لمسطرة الفصل للخطأ الجسيم ف
الفصل يعتر تعسفيا وبالتالي استحقاق األجير للتعويض استنادا إلى عدم احترام مقتضيات
المادة 62من مدونة الشغل والمنصوص فيها على المسطرة ال واجب إتباعها قبل الفصل
رر الفصل وعندما يتخذ المشغل القرار بفصل األجير عن العمل فال يمكن أن يبلغ له مق
ولا عن بصفة شفاهية أو بواسطة أحد عماله كأن يكلف الحارس بأخبار األجير أنه مفص
العمل فهذا النوع غير جائز بمدونة الشغل وفي القانون السابق كذلك في الفصل الس ادس
من قرار )1(1948 /10 /23وهذا ما سار عليه المجلس األعلى في عدة قرارات نذكر
منها قرار عدد )2(2006 /938قائال " لكن حيث إن الثابت من وثائق الملف أن ط رد
األجير من العمل كان بتاريخ 2004 /05/12وبالتالي فإنه طبقا للمادة 62من مدونة
الشغل التي دخلت إلى حيز التنفيذ وابتدأ العمل بها منذ 2004 /08/06فإنه يجب قبل
فصل األجير أن تتاح له فرصة الدفاع عن نفسه باالستماع إليه من طرف المش غل أو من
اره وذلك داخل أجل ال ينوب عنه بحضور مندوب األجراء أو الممثل القانوني الذي يخت
يتعدى ثمانية أيام ابتداءا من التاريخ الذي ثبت فيه ارتكاب الفعل المنس وب إليه ويح رر
محضر في الموض وع من قبل إدارة المقاولة يوقعه الطرف ان وتس لم نس خة منه إلى
األجير"..وأنه طبقا للمادة 63من نفس المدونة فإنه يسلم مقرر الفصل إلى األجير المعني
باألمر بيدا يد مقابل وصل أو بواسطة رسالة مضمونة مع اإلش عار بالتوصل داخل أجل
ثمانين وأربعين ساعة من تاريخ اتخاذ المقرر المذكور"...
إال أنه بالرجوع إلى الوث ائق المض منة ب الملف فإنه ال دليل على س لوك تلك
اإلجراءات الشكلية المنص وص عليها طبقا للم ادتين أعاله وال دليل على ما يفيد توصل
األجير بمقرر للفصل طبقا لمقتضيات الم ادة 63من المدونة مما يجعل الط رد ال ذي
تعرض له األجير طردا غير مبرر.
16
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
إذن فالمجلس األعلى اعتبر عدم احترام الجانب الشكلي كافي العتب ار الط رد
تعسفيا طبعا إذا تمسك األجير بعدم توصله برسالة الفصل وأيضا عدم اح ترام مس طرة
الفصل فالمحكمة لم تكن بحاجة لمناقشة مبرر الطرد.
17
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
مفهوم اإلعفاء حيث عبرت عنه " الفصل ألسباب تكنولوجية واقتصادية وهيكلية وإغالق
المقاوالت وقد اشترطت حصول المشغل على إذن كت ابي من قبل عامل العمالة أو اإلقليم
وبالتالي فإن الق رارات الص ادرة عن المجلس األعلى رتبت على اإلغالق أو اإلعف اء
للعمال دون سلوك المسطرة اعتبار الطرد تعس فيا وقد ج اء في الق رار ع دد /785
)1("2006لكن حيث إن الطاعنة إن كانت قد وقعت في أزمة اقتصادية فكان عليها سلوك
مقتضيات المرسوم الملكي الم ؤرخ في 1967 /08 /14قبل إق دامها على الفصل
والمشرع لم يعمل على نسخ المرسوم الم ذكور حين تقنينه الص عوبات ال تي تجتازها
المقاولة ووضعه مدونة خاصة بصعوبة المقاولة وعلى هذا األس اس ف إن المحكمة من
خالل إطالعها على مذكرة المستنتجات بعد البحث المؤرخة في 2005 /10 /11التي
سبق للطاعنة أن أدلت بها أنها فصلت األجير بناء على االتف اق الم ذكور بمحض ري
االجتماع المؤرخين بالنسبة لألول 2003 11 /11والثاني بتاريخ 2003 /11 /14
من أجل فض النزاع دون احترامها للمسطرة الخاصة بالتخفيض الج زئي للعم ال طبقا
للمرسوم الملكي المؤرخ 1967 /8 /14الذي حدد شكليات اإلعفاء فالقرار لما خلص
ائل مجتمعة إلى هذا جاء معلال تعليال كافيا وأجاب عن جميع الدفوع مما تبقى معه الوس
غير جديرة باالعتبار.
أما بالنسبة لشكليات الطرد في النظام النموذجي والمنصوص عليها في الفصل 6
من قرار 23أكتوبر 1948وإذا كانت مدونة الشغل قد استحدثت مسطرة جديدة ع برت
واد 61إلى 65فإنه ما دام تنفيذ عنها بـ "الفصل التأديبي" وتم التنصيص عليها في الم
هذه المسطرة يفترض عدم امتناع أحد الط رفين من المس اهمة فيها كما تش ير إلى ذلك
الفقرة األخيرة من المادة 62مما يعني أنها على ما يظهر غير إلزامية فإن النقاش سيبقى
دائرا حول مدى التقيد بالمسطرة أم ال وما يترتب على ذلك من جزاء إن كان هناك جزاء
بالفعل(.)2
- 1قرار عدد ،785/2006ملف اجتماعي عدد ،460/5/1/2006المنشور في أهم القرارات الصادرة عن المجلس األعلى في المادة
االجتماعية ،مرجع سابق ،ص 184وما بعدها.
- 2محمدسعد جرندي :م س ،ص 293و .304
18
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
وبالتالي ألغي العمل بمقتضيات الفصل السادس من النظام النموذجي.
-2الطرد الناتج عن سبب موضوعي :يتجلى في الخطأ المرتكب من طرف
األجير الذي ال يرقى إلى درجة الخطأ الجسيم المبرر للطرد أو إذا كان الط رد ناتجا عن
امتناع األجير من تعديل بنود العقد أو إذا كان مرتبطا بتغيير المركز القانوني للمش غل أو
بتقديم األجير الستقالته.
وبخصوص مدونة الشغل الجديدة فقد تطرقت لح االت التعسف في الم ادة 36
ونصت أنه :ال يعد من بين المبررات المقبولة التخاذ العقوبة التأديبية أو الفصل المبررات
التالية(:)1
-1االنتماء النقابي أو ممارسة مهمة الممثل النقابي.
-2المساهمة في أنشطة نقابية خارج أوقات العمل أو أثن اء األوق ات برضى
المشغل أو عمال بمقتضيات اتفاقية الشغل الجماعية أو النظام الداخلي.
-3طلب الترشيح لممارسة مهمة مندوب األج راء أو ممارسة ه ذه المهمة أو
ممارستها سابق.
-4تقديم شكوى ضد المشغل أو المشاركة في دعاوي ضده في نط اق تط بيق
مقتضيات هذا القانون.
-5الع رق أو الل ون أو الجنس أو الحالة الزوجية أو المس ؤوليات العائلية أو
العقيدة أو الرأي السياسي أو األصل الوطني أو األصل االجتماعي.
-6اإلعاقة إذا لم يكن من شأنها أن تحول دون أداء األجير المعاق لشغل يناسبه
داخل المقاولة.
فباستقراء هذه المادة الجديدة للمدونة نجد أن التعدد الوارد بها يمكن اعتباره على
االت سبيل الحصر ،وإذا اعتبر كذلك فقد يغلق باب االجتهاد القضائي في تأويل هذه الح
واكتشاف حاالت أخرى مشابهة والتي تتصف بط ابع التعسف كما هو وارد بالم ادة 39
وبالتالي يمكن اعتبارها على سبيل المثال.
19
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
والهدف من وضع هذا القانون هو حماية األجير وحماية االستقرار الش غل وذلك
بوضع العديد من اإلجراءات الشكلية والموضوعية والتزام المش غل باحترامها قبل فصل
األجير.
20
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
-وتتعدد طرق الفصل فهناك إلى جانب الفصل الص ريح أو المباش ر ،الفصل
الضمني أو المقنع أو الغير المباشر.
أ -الفصل الصريح أو المباشر.
ون ذلك إن المشغل أو من كلفه بذلك يمكن له أن يشعر ألجير بشكل إيجابي فيك
الة إما شفويا أو يتوسطه ي ذلك الغير أو أن يتخذ هذا اإلشعار شكال كتابيا في شكل رس
تحمل في مضمونها الفصل أو عن طريق البريد المضمون أو في إط ار األوامر الوالئية
بناء على الطلب الذي يبث فيه رئيس المحكمة االبتدائية بكونه قد طرد األج ير من العمل
( )1كما يمكن أن يتخذ هذا الفصل شكل فعل سلبي يمنح فيه المش غل أو من يكلفه ب ذلك،
األجير من ولوج عمله أو أن وقد يعبر بذلك صراحة وذلك باستعمال عبارة من العبارات
المعروفة التي تدل على الفصل ( ،)2أو ان يقوم المش غل بتص رف يفيد رغبته في فصل
ون األجير ما لم يكن هذا الفصل معلقا على شرط ،أو أن يرتكب األجير خطأ جسيم ويك
هذا الفصل بذلك مبررا ومشروعا .وقد يتعسف المش غل في اس تعمال س لطته ويجعل
الفصل تعسفيا ،كأن يعتدي األجير على رب العمل أو أحد موظفي اإلدارة أثن اء العمل أو
بسبه وقد يختلف الوصف الذي يعطى للطرد الصريح على أنه ط رد لح دوث فعل من
طرف األجير ،يمكن تداركه وإصالحه من طرف األجير وبالتالي ال يعتبر الطرد تعسفي
كأن يطرد المشغل األجيرة بصفة صريحة ،لكونها قدمت إلى العمل وهي ترت دي لباس ا
غير الئق خالل العمل وغير عادي ومخل ب اآلداب وفي ه ذه الحالة ال يمكن لألج يرة
اإلستفادة من التع ويض في حالة إرجاعها من قبل المش غل إلى منزلها من أجل تغي ير
مالبسها ،وبالتالي ال يعتبر الطرد تعسفيا وه ذا ما ذهبت به محكمة االس تئناف وأي ده
المجلس األعلى في قرار .)3(2004 /115
ب الفصل الضمني أو غير المباشر أو المقنع.
21
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
إن كون الفصل المباشر ،يلجأ فيه المشغل صراحة إلى فصل األجير فإن الفصل
الغير المباشر ال يتم بناءا على إرادة صريحة وتكون في أغلب األحيان في شكل تصرف
يفهم منه ضمنيا أن المشغل اتخذ قرار بفصل األج ير ك أن يعمد المش غل على تخفيض
ساعات عمل األجير من تسع ساعات في اليوم إلى أربع أو خمس ساعات موازاة مع ذلك
تخفيض األجرة ،مع اإلشارة إلى أن أجرة الساعة الواحدة ال يمكن أن تتجاوز الحد األدنى
كما هو منصوص عليه في القانون وأن تخفيضها س يؤدي إلى جعلها أقل من الحد األدنى
لألجور وهذا ما قد يجعل األجير يتخلى عن عمله ونثمن ذلك بقرار ص ادر عن المجلس
األعلى في قرار عدد ،)1(640أن تخفيض ساعات العمل بكيفية يصعب على األجير معها
أن يعيش من أجر ساعة في اليوم الذي يقل عن درهم ليفهم من ذلك أنه طرد تعسفي نظرا
لإلخالل بأهم عنصر في عقد الشغل وهو األجر نظ را لك ون المحكمة ق ررت في ذلك
وفضه طلب إجراء بحث لمعرفة أسباب وظروف الفسخ والمتمثل في التخفيض الف احش
من ساعات العمل ،وأيضا إقدام الطاعنة على طرد العم ال بكيفية جماعية دون س لوك
المسطرة المنصوص عليها في مرسوم 14غشت 1967بما تتوفر عليه من وثائق يكون
تحليلها غير خارق للقانون.
وقد يكون الطرد مقنعا أيضا في حالة إذا كانت مغادرة األجير لعمله لم تكن تلقائية
وإنما كانت لسبب خارج عن إرادته كأن يمارس المشغل الضغط واإلكراه عليه ،أو جراء
بعض التصرفات االستفزازية ،كالتحرش الجنسي ،أو تكليف األجير بعمل يمكن أن يؤدي
إلى إضعاف طاقاته ،وبالتالي عدم قدرته على مسايرة العمل ،أو أن يكلف المشغل األجير
بعمل قد يهدد إلى جانب صحته حياته.
كما أن الفصل الضمني كذلك يمكن أن يتجلى في إقدام المشغل على إغالق محل
العمل فيفاجأ األجير بعد ذلك بوجود الباب مغلق مما يدل على أن المشغل قد اس تغنى عن
- 1قرار عدد 640صادر عن الغرفة االجتماعية بالمجلس العلى بتاريخ -6يونيو 1995ملف إجماعي عدد 93 /8761منشور بمجلة
قرارات المجلس األعلى في المادة االجتماعية 1996 /1962منشورات المجلس األعلى في ذكراه األربعين 1997ص.127 :
22
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
غل أو من خدماته( )2وفي نفس السياق تدخل المماطلة والتسويف الذي قد يلجأ إليه المش
ينوب عنه الرجوع مرة أخرى أو عدة مرات.
23
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
انت وتجدر اإلشارة إلى أنه تبقى مع ذلك السلطة التقديرية للمحكمة في ما إذا ك
القوة القاهرة ثابتة فعال أم أن اإلغالق كان متوقعا فعال من جانب المشغل وبالت الي تنتفي
معه القوة القاهرة ،وهو األمر الذي أكده المجلس األعلى في قراره عدد .)1( 327
حينما صدر قرار إداري يقضي بشكل نهائي بسحب رخصة استغالل مقر العمل
العتبارات تتعلق بالدين اإلسالمي وتمس بالنظام الع ام وهو عكس ما دفعت به األج يرة
التي كانت تشتغل بهذا المقر والمتمثل في كازينو منذ ،1984 /1 /1حيث أكدت أن سبب
سحب الرخصة يرجع إلى المشغلة نفسها إذ لم تتقيد بالشروط القانونية ف اعتبرت ب ذلك
المحكمة أن اإلغالق متوقع ما دامت الطاعنة تمارس نشاطا محظ ورا وقضت لألج يرة
بالتعويض عن اإلخطار وعن الفصل والطرد التعسفي(.)2
ويضيف قرار آخر عدد )3(111أيضا أن من بين األس باب ال تي يك ون فيها
انون، الفصل اضطراريا تغير المركز القانوني لرب العمل في مهنة منظمة بمقتضى الق
كوفاة الصيدلي مثال ،فاألصل في عقود الشغل هو أنه إذا طرأ تغيير في المركز الق انوني
لرب العمل فإن عقود العمل الجارية يوم حصول هذا التغيير تستمر وأن األمر هنا يتعلق
بمهنة الصيدلة وهي مهنة منظمة بمقتضى القانون ويش ترط فيمن يزاولها ت وفره على
مؤهالت علمية محددة وحصوله على إذن من الجهة المختصة ،وهو ما سار عليه القرار
أعاله ،حيث أن زوج الطاعنة الذي كان يزاول مهنة ص يدلي ،قد ت وفي ومن ثم ف إن
الرخصة الممنوحة له من طرف الجهة المختصة ،انتهت صالحيتها بقوة القانون ويستحيل
على خلفه مواصلة العمل ،إال بشروط تتوفر في الطاعنة ومن ثم إن األمر ال يتعلق بتغيير
المركز القانوني لرب العمل وأن القرار عندما اعتبر أن األج يرة قد ط ردت من العمل
طردا تعسفيا ،تكون قد خرقت القانون وعرضت قرارها للنقض.
- 1قرار عدد 327صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 1999 /4 /14في الملف ( ،1997 /1 /4 /1108غير منشور).
- 2حيث أجاب المجلس األعلى " لكن حيث أن الصناعة ال تنفي أمام المحكمة أن فسخ عالقة الشغل مع المطلوبة في النقض كان بسبب القرار
اإلداري الذي سحب منها رخصة اإلستغالل لكازينو( )....وإنها جميع األنشطة المرتبطة به ،المبني على اعتبارات دينية وعلى النظام العام بل
أنها أدلت للمحكمة بالقرار المذكو واعتمدت كأساس للدفع بالقوة القاهرة الناتجة عن فعل السلطة ،والقرار المطعون فيه حيث نفى توفر شروط
القوة القاهرة ،في مثل هذه الحالة يكون من جهة أولى قد استند إلى ما تضمنه القرار اإلداري المذكور الذي ال يمكن للمحكمة منافشته ،ألن ذلك
ال يدخل في حدود و اليتها واختصاصها النوعي ومن جهة أخرى يكون القرار المطعون فيه معالل تعليال صحيحا يطابق الفصل 269ق ل ع
وكذلك الفصل 369من قانون المسطرة المدنية ،ألن المحكمة تقيدت بموقف المجلس األعلى الذي سبق له أن بث في هذه النقطة واعتبر أن منع
نشاط يتنافى مع النظام العام ليس من األمور التي ال يمكن توقعها.
- 3قرار عدد 111صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 14/4/1999في الملف .1108/4/1/1997
24
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ب :الفصل االنتقامي:
يعتبر الفصل االنتقامي بمثابة رد فعل للمشغل في حالة ارتك اب األج ير لخطأ
يعتبره المؤاجر جسيما وفي هذه الحالة يختلط األمر بين الفصل كجزاء تأديبي وبين الطرد
الذي يكون في شكل انتقام ضد األجير بسبب الضرر الذي أحدثه وتسبب ذلك في ض رر
للمشغل.
مما قد يطرح تساؤال حول الحالة التي يكون فيها الضرر الملحق بالمشغل جراء
عمل األجير ،والذي يعتبره األول كبيرا دون أي خطأ عمدي أو أن هناك ثبوت س وء نية
لدى الثاني.
-ويعتقد جانب من الفقه أنه في حالة إلحاق األج ير بالمش غل خطأ دو طبيعة
جنحية ،أو جنائية أنه ليس هناك ما يمنع في حالة توجيه ش كاية ض ده ومتابعته من قبل
النيابة العامة أن يتقدم بطلب التعويض عن الضرر في إطار الدعوى المدنية التابعة أو في
إطار المسؤولية التقصيرية كما نص على ذلك قانون االلتزامات والعقود في المادة )1(77
منه وأنه ال يمكن اعتبار الط رد ال ذي وقع في حق األج ير ،تعويضا وانه يغ ني عن
التعويض عن الضرر( )2وهذا ما تم تأكيده في غير مناس بة في مجموعة من الق رارات
واألحكام الصادرة عن المحاكم ففي قرار صادر عن محكمة االس تئناف في ملف ع دد
)3(2751ذلك أن تعليل المحكمة في رفض طلبات المستأنف يستند إلى شهادة الشاهدين،
بأن األجير غادر تلقائيا الضيعة التي كان يشتغل بها مما عرضها لإلهمال وهذا ما أدال به
إلى المحكمة في تصريحاتها وأن المستأنف لم يشر في استئنافه إلى ما يثبت عكس ذل ك،
تأنف يبقى بل فقط أنه تعرض للطرد التعسفي ،وبالتالي فإن ما يطعن به في الحكم المس
غير مرتكز على أساس قانوني وتعين بذلك تأييد الحكم المس تأنف وه ذا ما ق امت به
المحكمة ومن حاالت الفصل أيضا بصفة ،انتقامية أو نية إح داث الض رر هو ما كيفية
- 1ينص الفصل 77من ق ل ع على ما يلي :كل فعل ارتكبه اإلنسان عن بينة واختيار ومن عير أن يسمح له به القانون ،فأحدث ضررا ماديا
أو معنويا للغير ،ألزم مرتكبه بتعويض هذا الضرار ،إذا اثبت أن ذلك الفعل هو السبب المباشر في حصول الضرر .وكل شرط مخالف لذلك
يعتبر عديم األثر.
- 2محمد سعد جرندي :م .س ص .102
- 3قرار عدد 2751صادر عن الغرفة اإلجتماعية بمكحمة اإلستئناف بمكناس بتاريخ ( 11/10/2005غير منشور)
25
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
دا على محكمة االستئناف بفاس بمقتضى القرار عدد )1(942حيث أن المشغل أقدم عم
فصل األجيرة بدعوى تأسيس شركة منافسة بنية إحداث الض رر وهو ما نفته األج يرة
مؤكدة أن زوجها وابن عمها هما اللذان أسسا الش ركة وال يد لها في ه ،وب الرغم من أن
المشغل بعث برسالة الرجوع إلى العمل بالنسبة لألجيرة ليثبت بعد ذلك التحاقها بالش ركة
والب اب مقفل في وجهها وبالت الي منعها من ال دخول إلى الش ركة وقد قضت محكمة
االستئناف بالتعويض عن الطرد التعسفي وباقي التعويض ات األخ رى المس تحقة على
أساس أن طرد األجيرة كان تعسفيا ولم يثبت أي منافسة غير مش روعة في حقها بل فقط
زوجها وابن عمها أقاما شركة لصاحلها.
26
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
إن عقد الشغل المحدد المدة هو ذلك العقد المبرم لمدة معلومة ومح ددة ويك ون
منعقدا إما على أساس مدة زمنية معينة أو على أساس مدة إنجاز مشروع ما.
ويمكن مالحظة هذا المفهوم أيضا من خالل المقتض يات ال واردة في ق انون
االلتزامات والعقود المغربي ،من خالل تعرضه للقواعد المتعلقة بعقد الشغل أو عقد تقديم
خدمات من خالل العبارات التي وظفها قانون االلتزامات والعق ود حين تعرضه لتعريف
عقد الشغل هكذا نجد الفصل 723استعمل عبارة أجل محدد أو من أجل أداء عمل معين
وكذلك الفصل 727منع تأجير الخدمات إلى أجل غير مح دد كما أض اف الفصل 728
بأنه يبطل كل اتفاق يلتزم بمقتضاه شخص تق ديم خدماته ط وال حياته أو لمدة تبلغ من
الطول حدا بحيث يضل حتى بعد موته.
-ولقد جاءت مدونة الشغل الجديدة بمقتضيات تتعلق بالعقد المحدد الم دة ،حيث
نجد المادة )1( 16ونفس هذه المقتضيات نص عليها الفصل األول من النظام النموذجي
الذي حدد أنواع األجراء في مؤقتين وقاريين ،ولم يكن من المنطقي حصر الحاالت ال تي
عت يكون فيها العقد محدد المدة فبهذا االعتبار يمكن القول أن العقود المحددة المدة وض
لتكملة العقود غير المحددة المدة فالعقد المحدد المدة يغطي العمل الم ؤقت ،ف اللجوء إلى
إبرام عقد محدد المدة يكون مالزما للعمل المؤقت.
-فمن خالل تفحصنا لهذه الفصول السابقة الذكر يمكن لنا الق ول إنها تؤكد على
كون العقد يجب أن يبرم لمدة محددة سواء كانت هذه الفترة مرتبطة ب الزمن ،أو مرتبطة
بإنجاز عمل معين ،ففي الحالة األولى يتم تحديد التاريخ بصورة صريحة ،أو بنهاية م دة
معينة كشهر مثال ،أو ستة أش هرا أو أن يتفق األط راف على ربط العقد بموسم معين أو
كانت مدة الموسم محددة كموسم الشتاء مثال أو الربيع أو الخريف ،إما الحالة الثانية ففيها
يتم االتفاق على إنجاز عمل معين ويكون العقد في هذه الحالة محددا بما قد يستغرق ه ذا
- 1تنص على أنه" ....يمكن إبرام عقد محدد المدة في الحاالت التي ال يمكن أن تكون فيها عالقة الشغل غير محددة المدة"....
وما يالحظ على هذه المادة أنها في الفقرة الثالثة حصرت الحاال ت التي يتم فيها إبرام عقد الشغل المحدد المدة وهي أربع حاالت.
-إحالل أجير محل أجير آخر في حالة توقف عقد شغل هذا األخير مالم يكن التوقف ناتجا عن اإلضراب.
-إزدياد نشاط المقاولة بكيفية مؤقتة ،
-فهل هذه الحاالت وحدها التي تبرز إبرام عقد محدد المدة والحاالت غير الواردة تكون عقود غير محددة المدة وبالرغم من النص في الفقرة
األخيرة على أن هناك حاالت وقطاعات استثنائية تحدد بموجب نص تنظيمي إبرام عقد محدد المدة.
27
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
اإلنجاز من زمن( )1كما أن العقد المحدد المدة قد يختلط بعدة عقود كعقود العمل المتقطعة
التي يتعرض لها المشرع وهي تتميز بطابعها الموسمي ،حيث يعتبر األجراء ينتمون إلى
طائفة العقود المحددة المدة والعمل الموسمي يمكن تحديده حسب أعراف معينة ومعروفة،
فعقد العمل من أجل موسم معين يعتبر عقدا محددا .وهذا يقتضي منا دراسة كل حالة على
حدة.
أ -بالنسبة 0للعامل الموسمي .travail accidentel
يعتبر العمل موسمي بالنظر إلى نوع العقد ال ذي يتفق األط راف ،على تحديد
موسم معين فيه ،أو كانت مدة الموسم محددة فيه كما سقبت اإلش ارة إلى ذلك أعاله حيث
يصعب تحديد فترة الموسم بصفة دقيقة وال يساعد القاضي في تحديد الموسم سوى العرف
أو بواسطة وثائق يسلمها المؤاجر للعامل وبالتالي ينتهي العقد بانتهاء الموسم المتفق عليه.
)2(2004أن األجير كان يشتغل كغطاس ل دى وقد جاء في قرار عدد /277
المدعي عليها في البحر من أجل جمع الطحالب ولفترة معينة م رخص بها من ط رف
مندوب الصيد البحري وأن المحكمة وبعد اطالعها على بطاقة شغل األجير ت بين لها أنها
تحمل اسم عامل موسمي saisonnierوأن مهنة الغطاس لجني الطح الب يك ون عمله
خالل المدة المرخص بها من طرف السلطات المختصة ،وأن العقد الرابط بينهما قد انتهى
بانتهاء الفترة الموسمية والحق لألجير من االستفادة من التعويض وأيضا إلى جانب كون
الشهادة التي أدلى بها مندوب الصيد البحري ،في ك ون مراكبها لم تتح رك في الموسم
الماضي مما يجعل صفة الموسمية ثابتة في حق األج ير وفيه قضت المحكمة أي محكمة
االستئناف برفض طلب الطرد التعسفي وتوابعه.
وقد تطرح مجموعة من اإلش كاالت بخص وص العمل الموس مي ،من الناحية
العملية فقد يحصل أن يعمل األجير في موسم جني الزيتون مثال ثم يتحول ذلك إلى حارس
28
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
لهذا الضيعة ،فكيف يمكن أن نميز في إطار هذه الحالة بين ما هو عمل موسمي ،وما هو
عمل ثابت وقار؟.
وهل هناك معايير لتحديد طبيعة كل عمل؟.
وماذا يمكن القول لو أن أجير اشتغل في أعمال متماثلة كالحصاد ،ثم جني الثمار،
ثم التفاح...إلخ.
رارات ويالحظ على المستوى الواقعي لعمل القضاء ومن خالل مجموعة من ق
المجلس األعلى ،مدى تكيف هذا اإلطار القانون بنوع من الدقة والمرونة وفي هذا اإلطار
صدرت عن هذا األخير مجموعة من قرارات ومنها قرار عدد )1( 2004 /135الذي
ياقة اعتبر أن األجير الذي يشتغل في الحرث وجني الزيتون واألشجار ،والحصاد ،و س
الجرار إلى جانب كونه المسير للضيعة ،ال يعتبر عمله موسميا نظرا لطبيعة العمل ال ذي
يشتغل فيه والمحكمة لما لها من سلطة تقديرية وفي تقييم شهادة الشهود ال ذين أثبت وا أن
األجير كان يشتغل طوال السنة بحيث استخلصت المحكمة من هذه الوقائع أن عمل األجير
هو عمل مستمر وليس موسمي وأن فصله هذا يعت بر بمثابة فصل تعس في وهو نفس ما
أكده المجلس األعلى أعاله حيث قضى برفض طلب النقض.
-وفي قرار آخر عدد )2(1997 /260والذي أدعى فيه المؤاجر الموسمية في
مقابل إدعاء األجير عكس ذلك وأنه يشتغل بكيفية مستمرة وعلى هذا األخير إثبات عكس
ذلك وأنه يشتغل بكيفية مستمرة وعلى هذا األخير إثبات عكس ما أدعاه المؤاجر وإثب ات
استمراريته في العمل وهو ما ذهب إليه القرار أعاله ،حيث أن العمل الذي يقوم به العامل
يتمثل قي صناعة عصير الليمون أي أن العمل ال بتوفر ل دى المش غل باس تمرار وأن
طبيعته موسمية يكون في الوقت الذي يتوفر فيه هذا المنتوج ،كما أن األجير يش تغل إلى
جانب عدة من العمال يعملون مدة محددة تنتهي بانتهاء الموس م ،م وازاة مع ذلك تنتهي
العالقة بين المؤاجرة وعمالها إلى غاية السنة الموالية وكون األجير ضمن هؤالء العمال،
- 1قرار عدد135صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 2005 /2 /9ملف :2004 /1051غير منشور تمت اإلشارة إليه في
كتاب بشري اللغوي.
- 2قرار عدد 260صادر عن الغرة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 97 /11 /19في الملف عدد 4 /1 /97 /752غير منشور تمت
اإلشارة إليه في مرجع ساق ص .72
29
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
اءا على طلبهم، فإنه ال يمكن للمشعلة أن تشغله كما هو الشأن بالنسبة لباقي العمال إال بن
وقد تم توقيف المدعي نظرا لعدم احتياج المؤاجرة له وذلك سنة .1992
كما أن النشاط الدوري وتتابع مدة العمل ،بشكل موسمي ال تكسب األجير ص فة
األجير القار ،وهو ما سارت عليه المحكمة االبتدائي ة بمكن اس في حكم رقم )1(936إذ
ميا، تمسك نائب المدعى عليها في جميع مراحل الدعوى بأن نشاط المدعي نشاطا موس
وبأنه اشتغل لدى العارضة أواخر سنة 2004وبداية 2005مدة ستة أشهر حسب االتفاق
المبرم بين الطرفين والموقع عليه من طرف المدعي وهو عكس ما أدلى به ن ائب ه ذا
األخير ،مؤكدا أن عمله كان بكيفية مستمرة منذ 2002إلى نهاية ماي 2005وأن االتفاق
المدلى به من قبل المدعي عليه مجرد صورة شمسية وغير مصادق عليها من قبل السلطة
اإلدارية المختصة ال يتضمن أي توقيع المنوب عنه وهو بذلك من ابتكار وصنع المش غلة
وبالتالي يجب استبعاد الوثيقة.
وكرد من جانب نائب المدعى عليها عن طريق مذكرة تعقبية ،مؤكدا أن المدعي
الذي ينكر التوقيع يمكن له أن يطعن يه بالزور ،ألن العارضة تؤكد أن التوقيع توقيعه.
وبما أن دعوى المدعي ته دف إلى الحكم له ب التعويض عن الفصل التعس في
باعتبار عمله قار ومستمر دون أن يثبت ذلك بالرغم من أن عبئ اإلثبات لالستمرارية يقع
على األجير إذ أن من حق المدعى عليها االستغناء عن األجير ب دون تع ويض وهو ما
يجعل طلبات المدعي في الموضوع غير مبررة ويتعين رفضها.
ب -بالنسبة 0للعمل العرضي Travail saisonnier
إن العمل الذي قد يأتيه األجير ،قد يتخذ في بعض األحيان صبغة مؤقتة ،فيشتغل
بذلك لدى عدة أشخاص في يوم واحد خالل مدة زمنية قصيرة ونفس األمر نج ده متجسد
في مجموعة من األحكام والقرارات الصادرة عن القضاء ،ومن أهمها قرار ص ادر عن
المجلس األعلى تحت رقم ،)2( 2004 /264بعد استنفاده لجميع طرق الطعن بما في
- 1حكم رقم 936صادر عن المحكمة االبتدائية بمكناس بتاريخ 16 -09 -08ملف رقم ( 6 /07 /416غير منشور).
- 2قرار 264صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 2005 /3 /9ملف ( 2004 /697غير منشور) المشار إليه في كتاب
بشري العلوي م س ،ص .70
30
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ويض كما أيدته في ذلك محكمة رفض طلب التع ذلك حكم المحكمة االبتدائية يقضي ب
االستئناف فطعنت بالنقض أمام المجلس األعلى مدعية أنها كانت تشتغل لدى الصيدلية منذ
وموازاة مع ذلك كانت تقوم بنفس العمل لدى العدل وط بيب 1992إلى غاية ،2001
بين بيطري مبرزة في ذلك قرار محكمة االستئناف ،التي قضت برفض طلبها دون أن ت
أساس العمل العرضي.
وقد جاء في تعريف المشرع المصري للعمل العرضي ،على أنه العمل ال ذي ال
يدخل بطبيعته فيما يزاوله صاحب العمل من نشاط وال يستغرق أكثر من ستة أشهر وبذلك
يشترط في هذا العمل العرضي ثالث شروط فهناك إلى جانب أال يك ون للعمل بالنس بة
للمؤاجر صفة ال دوام وأن يك ون العمل داخل أساسا في طبيعة النش اط ال ذي يمارسه
المشغل ،أن تكون المدة القصوى للعمل ستة أشهر في القطاع الفالحي وسنة في القطاعات
األخرى.
31
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
يوافقه المشغل على إنهائه ومن شأن ذلك إبقاء األجير تابعا للمشغل طيلة حياته وحرم ان
من تغيير نوع العمل الذي اختاره(.)1
32
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الفقرة األولى :مفهوم الخطأ الجسيم وسلطة القضاء في تكييفه
إن المشرع المغربي لم يعرف الخطأ الجسيم ،وهذا ال يعني ع دم اإلش ارة إلى
بعض الحاالت التي اعتبرها بقوة القانون في حالة ثبوتها من األخطاء الجسيمة ،وه ذا ما
أكده القض اء من خالل العديد من قراراته حيث أب ان فيها أن العديد من األفع ال تتسم
بالجسامة مما يدل على أن تحديد فكرة الخطأ الجسيم تحديدا دقيقا مسألة ص عبة ،أث ارت
نقاشا وال زال مستمرا بالرغم من إقرار البعض ت رك أمر تحدي ده وتق ديره لقض اء
الموضوع( )1والبعض اآلخر يرى أن تعريف الخطأ الجسيم من طرف القضاء أمر سابق
ألوانه( .)2ولذا سنحاول تحديد مفهوم الخطأ الجسيم(أوال) ،ثم س لطة القض اء في تكيفيه
(ثانيا).
33
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ورغم عدم تعريف القانون الخطأ الجسيم ،إال انه أورد بعض الحاالت التي تعتبر
غل أخطاء فادحة بقوة القانون ،ذلك على سبيل المثال ال الحصر ،وال شك أن مدونة الش
بعد دخولها حيز التنفيذ أصبحت هي المرجع الرئيسي في تحديد مفه وم الخطأ الجس يم،
المبرر للطرد من خالل عرضها لح االت ه ذا الخطأ في الم ادتين 39و 40من نفس
ال القانون وهو ما ذهب إليه النظام النموذجي الصادر في 23أكتوبر 1948كأبرز مث
لمفهوم الخطأ الجسيم ،حيث كان الفصل السادس من هذا النص القانوني قد حدد مجموعة
من األخطاء التي قد تصدر من األجير وتعتبر من األخطاء المبررة للفصل وسنحاول أن
نتطرق إلى حاالت اعترها المشرع أخطاء جسيمة قبل أن ننتقل إثبات الخطأ الجسيم.
أ -حاالت اعتبرها القانون أخطاء جسيمة :
إن األخطاء التي ذكرتها المادة 39من مدونة الشغل ،والتي تبرر فصل األج ير
قد تضمنت معظم األفعال الواردة في الفصل السادس من النظام النموذجي ،وال تعتبر إال
أمثلة بدليل عبارة "تعتبر بمثابة أخطاء جسيمة ،يمكن أن تؤدي إلى الفصل وهو نفس األمر
الذي كان سائدا في ظل الق انون الق ديم ،وكما أكد القض اء على ذلك في مجموعة من
اجتهاداته إال أنه مع ذلك يصعب تحديد تلك األخطاء س واء بنص وص خاصة أو بق وة
االجتهادات وفي بعض القطاعات والمهن يمكن تحديدها بواس طة ق رارات كل بحسب
نوعها ،وإذا لم يحدد المشرع تلك الخطاء الجسيمة فيمكن إلزام المؤسس ات بوضع الئحة
تأديبية مضبوطة ،حتى يعرف األجراء األخطاء الجسيمة المؤدية على الطرد.
دخل بنص ووجود مثل هذه اللوائح في األنظمة الداخلية ستمكن المشرع من الت
يحرم فيه اللجوء على الطرد ما لم يكن نتيجة اقتراف األجير أحد األخطاء ال واردة أصال
في الالئحة.
إال أن تلك األمثلة الواردة على سبيل المثال تثير بعض المشاكل من حيث تطيقها
على المستوى العملي ،لذا يجب مناقشة أهمها وأكثرها تداوال في األحكام القضائية.
-1ارتكاب جنحة ماسة بالشرف أو األمانة أو اآلداب العامة صدر بشأنها حكم
نهائي وسالب للحرية
34
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
هذا السبب يبقى معقوال إذا كانت األفعال ال تي أدت إلى الط رد من قبيل الجنح
الماسة باألمانة أو الشرف أو اآلداب العامة ،ارتكبها األجير وصدر في حقها حكم نه ائي
وأن تكون العقوبة الصادرة بشأن ذلك سالبة للحرية.
إال أنه مع ذلك لم تكن دقيقة إلى ح دها ،فيما يتعلق ب الجرائم حيث اس تعملت
بيل تعبيرات عامة ،وحددت في ثالثة أنواع وكان من األولى تحديد هذه الجرائم على س
الحصر أو على األقل اإلشارة إلى بعض فصول القانون الجنائي ،ذلك أن هذا األخير ميز
بين الجرائم الماسة بسيادة الدولة وأمنها ،وبين الماسة بسالمة األسرة واألخالق العامة ،أو
المتعلقة باألموال.
كما أن اشتراط صدور حكم نهائي يطرح سؤاال حول إمكانية إجراء بحث من قبل
المحكمة للتأكد من هذه األفعال في حالة عدم صدور هذا الحكم كأن يغفل المشغل س لوك
مسطرة متابعة األجير أو أن يخفف في حالة إدانته ،في حالة حفظ الشكلية الموجهة ،ضده
من قبل النيابة العامة ،أو صدور حكم ببراءته منه ا ،أو أن يك ون الحكم الص ادر ضد
األجير غ ير س الب للحرية كما في الحالة ال تي تك ون العقوبة الحبس ية فيها موقوفة
التنفيذ(.)1
/
-2إفشاء سر مهني
وهو أن يعمد األجير على إفشاء أسرار مؤاجره والتي تربطه بمهنته مما قد يلحق
ضررا بالمقاولة ،وهذا يعني أن اإلفشاء الذي ال يؤدي إلى إلحاق ضرر بالمقاولة ال يعتر
من قبيل الخطأ الجسيم وفي حالة إنكار هذا الضرر من قبل األج ير فعلى المش غل إثباته
والمالحظ أن الضرر الذي يتحدث عنه المشرع يجب أن يلحق بالمقاولة وبمفهوم المخالفة
هل يعني هذا أن المشغل إذا ك ان شخصا طبيعيا وانصب الض رر عليه ال يعت بر خطأ
جسيما؟ أو أن ذلك يترك أمر السلطة التقديرية للمحكمة ،ال تي تعمل على دراسة كل حالة
وتقرر على ضوء ذلك ما تراه مناسبا.
-3األفعال التي تشكل جرائم
35
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
إن بعض هذه األفعال ،تعد جرائم يعاقب عليها القانون الجنائي م تى تم ارتكابها
داخل المؤسسة أو خارجها إال أن المشرع أو جب العتبار هذه األفع ال المرتبكة من قبل
األجير أخطاء جسيمة داخل المقاولة وتحدث بتلك ضرر للمشغل.
*السرقة:
إن السرقة كخطأ جسيم والمعاقب عليها من قبل القانون الجن ائي ج اءت عامة
ومجردة إذ أنها تسري على جميع أنواع السرقات سواء كانت سرقة موصوفة والتي تشكل
جناية ،أو كانت سرقة عادية وفي حالة كون هذه األخيرة زهيدة ،فإنه يجب أن يترك األمر
غل أم ال، للسلطة التقديرية للمحكمة ،من اجل تحديد ما إذا كان هناك ضرر ألحق بالمش
وبالتالي وجود خطأ جسيم أو انعدامه.
* خيانة األمانة :
إن هذه الجريمة تندرج ضمن الجنح المرتبطة بجرائم األموال حيث يش ترط في
مثل هذه الجرائم صدور حكم نهائي كما هو الشأن بالنسبة للفصل السابق ،الخاص بالجنحة
الماسة باألمانة ،وهي بدورها تطرح إشكاال حول الحالة التي لم تصدر فيها المحكمة حكما
ضد األجير بمعنى أن المجال يبقى مفتوحا للسلطة التقديرية له ذه المحكمة للقي ام به ذا
اإلجراء.
والشك أن العالقة بين المشغل واألجير تنب ني على الثقة المتبادلة بينهم ا ،وأن
ارتكاب السرقة أو خيانة األمانة يفقد الثقة بينهما.
* السكر العلني:
هذه النقطة بدورها تعد من الجنح ويعتبر شرط ارتكابها داخل العمل أو بمناسبته
الزما ،وهي بدورها تثير مجموعة من التساؤالت هل المقصود بالسكر تناول الخمر داخل
المؤسسة ؟ وفي هذه الحالة لماذا لم يعتبر ضمن أخطاء المؤاجر الوارد في المادة 40من
مدونة الشغل ،وما الحكم إذا تناوله األجير بسبب ش غله ،أو إرض اء لرغبة زبنائه أو إذا
تناوله األجير مع المؤاجر أو مع أحد رؤساء األجير ؟ وهل المقص ود به أن ي أتي إلى
المؤسسة في حالة سكر ؟ كيف نحدد هذه الحالة ؟ هل نعتمد المرس وم الص ادر في 14
36
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
نونبر 1967حول السكر العلني والمقصود به الس كر ال بين ومع ذلك يبقى المقص ود
بالسكر البين غير واضح في التشريع المغربي عكس ما عليه في التشريع المصري الذي
ني في جميع نص صراحة على ذلك فألحق بالسكر حتى تعاطي المخدرات والسكر العل
اء حاالته قد تنتج عنه مجموعة من األخطاء قد تبسب صررا بالمقاولة وتعد بمثابة أخط
جسيمة إذ أن األجير لذي يكون في حالة س كر يح دث ارتباكا داخل المقاولة بإح داث
الضوضاء أو القيام بتصرفات غير الئقة أو القيام بعمله بالشكل الغير المطلوب.
*تعاطي مادة مخدرة.
إن ما يمكن القول عن هذه الجنحة ينطبق على السكر العلني بل وإن خطورة هذه
ذي المخدرات هي اكبر إذ باتخاذنا للمفهوم الواسع لهذه المواد يمكن أن ندرج التدخين ال
صدر بشأنه قانون يمنعه بموجب نظرا لما يشكل من خطورة أك ثر في المؤسس ات أو
المقاوالت التي تستعمل أو تنتج مواد قابلة لالشتعال كمعامل إلنتاج المالبس أو محط ات
لتوزيع الوقود أو مصنع لتعبئة قنينات الغاز...إلخ.
*االعتداء بالضرب.
هذه الجريمة تدخل ضمن الجرائم الماسة سالمة جسم اإلنسان وهي بذلك تتضمن
جميع االعتداءات مهما كانت خطورتها ونسبة العجز الذي يترتب عنها للضحية وقد تكون
أخطر من ذلك بكثير حينما تصل إلى جناية الضرب أو الجرح المفضي إلى عاهة أو إلى
القتل دون نية إحداثه.
كما أن المقصود بذلك االعتداء الموجه إلى شخص داخل محل العمل مهما ك ان
مركزه بل يمكن أن يتعدى ذلك إلى االعتداء على أجنبي عن محل العمل كأن يتعلق األمر
بزبون أو أي شخص يتواجد به.
*السب الفادح.
كثيرا ما يثار هذا السب من طرف أرباب العمل وهذا ما يثير ع دة مش اكل من
أهمها أوال تحديد مفه وم السب الف ادح وهنا ال نجد أي ق رار للمجلس األعلى يوضح
المقص ود به ولكننا نثمن ذلك بحكم ص ادر عن ابتدائية طنجة في 2يولي وز 1990
37
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
اعتبرت السب كمصطلح قانوني عرفه الفصل 443من ق ج بأنه كل تعب ير ش ائن أو
عبارة تحقير أو قدح ال تتضمن نسبة أي واقعية معينة وانطالقا من هذا المفهوم اعت برت
المحكمة بأن Arrètey de nous emmerdey vous m’emmerdeyالتي فاه بها
الصحفي في إذاعة ميدي آن أحمد أفزران تجاه م ديرها ال تفيد السب ال وارد في الفصل
السادس من النظام النموذجي ما دامت تعني لغويا أنك تزعجني أو تض جرني فتوقف عن
إزعاجنا(.)1
*التحريض على الفساد.
مة الالزمة داخل محل يعتبر هذا الفعل من التصرفات التي تخل بالوقار والحش
العمل ويدخل ضمن ذلك التحرش الجنسي مما يفرض االستعانة بقواعد القانون الجن ائي
للتأكد من مدى حدوث هذا الفعل سواء كان صادر عن األجير الذكر أو األجيرة األنثى.
-حكم رقم 90 /131في قضية طرد فيها أقررات الصحفي بإداعة ميدي آن ( غير منشور). 1
38
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
/
-4رفض إنجاز شغل من اختصاص األجير عمدا أو بدون مبرر.
ان هذا الخطأ ال يكون واضحا إال بالنسبة للعمال المتخصصين ،واألطر وإذا ك
عقد الشغل كتابيا ونص فيه تحديدا على اختصاص األجير أما في أغلب الح االت ف إن
المشكل يبقى مطروحا حول مفهوم االختصاص وال يكون أمام المحكمة سوى اللجوء إلى
العرف المهني وعلى كل فإن رفض األجير تعتبره العمل الذي اش تغل فيه م دة معينة ال
يعتبر خطأ جسيما وال يمكن للمؤسسة أن تعبره مستقيال وهنا قرار للمجلس األعلى قضى
به بتأييد حكم قضى بأداء الرواتب المستحقة ألجيرا أوقفته المؤسسة عن العمل لمدة غ ير
محدودة دون أن تحيله على التقاعد أو تعينه في منصب محدد بعد أن خيرته بين التقاعد أو
شغل عمل غير ما كان يقوم به لكنه لم يفعل وبقي متوقفا عن العمل والمحكمة اعتبرت بأن
العالقة لم تنته بل هي متوقفة ليس إال لذلك على المؤسسة أداء كل المس تحقات لألج ير
وإرجاعه إلى منصبه السابق(.)1
-5التغيب بدون مبرر.
لقد كان يعبر عن هذا الفعل في النظام النموذجي ترك العمل عمدا وبدون م برر
وهو بذلك يختلف عن االستقالة التي يحترم فيها األج ير الش روط القانونية على أن ذكر
النص لعبارة بدون مبرر تعني أن هناك حاالت يمكن لألجير التغيب فيها والمدونة الجديدة
للشغل بينت أسباب التغيب بدون مبرر لتسلك بذلك مسلك النظ ام النم وذجي في الب اب
الخامس من القسم الثالث المتعلق بمدة الش غل ،اإلج ازات الخاصة ببعض المناس بات
ورفض التغيب ألسباب شخصية ويحتوي هذا الباب على المواد من 263إلى 278حيث
خصصت الفرع األول اإلجازة بمناسبة الوالدة والفرع الثاني إجازة الم رض حيث حمل
الفرع الثالث بعض التغيبات.
فالتغيب عن العمل إذا تج اوز الحد المس موح به قانونيا وكما نصت على ذلك
مدونة الشغل يعتبر غير مبرر ويتحول إلى ما يمكن اعتباره استقالة حكمية لتكون المدونة
39
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
بذلك دقيقة أكثر حينما أشارت إلى شروط التغيب في المادة )2(272منها خالفا لما ك ان
عليه الحال في النظام النموذجي.
دا أو نتيجة -6إلحاق ضرر جسيم بالتجهيزات أو اآلالت أو المواد األولية عم
إهمال فادح.
بالنسبة لإلضرار بالمؤسسة فهذا الخطأ يدخل في باب اإلتالف وال ذي يلحق فيه
األجير ضررا جسيما بممتلكات المشغل وباألخص التجهيزات واآلالت أو الم واد األولية
شريطة أن يكون الفعل المتسبب للضرر متعمد أو أن يكون نتيجة إهمال فادح.
-7ارتكاب خطأ نشأت عنه خسارة مادية للمشغل.
إن الحديث عن ارتكاب الخطأ من طرف األجير والذي تنشأ عنه خسارة جسيمة
ير يلحق للمشغل يقتضي منا استحضار الخطأ األول ألن النتيجة فيهما واحدة إذ أن األج
ضررا جسيما بممتلكات المشغل إذ أن الضرر الجسيم سواء كان بسبب مباشر أو أنه كان
ناتجا عن خطأ ارتكبه األجير والحق ضررا بالمشغل.
-8استعمال أي نوع من أنواع العنف واالعتداء الب دني الموجه ضد أج ير أو
المشغل أو من ينوب عنه لعرقلة سير المقاولة.
اجرة داخل هنا األمر واضح إذ يتعلق بمساس بنظام المؤسسة وهذا أشبه بالمش
المؤسسة كما جاءت في الفصل 6من النظام النموذجية وبمناقشة أهم األسباب المؤدية إلى
فسخ وإنهاء العالقة الشغيلة التي تربط األجير بالمؤاجر يبقى مشكل إيجاد معايير مح ددة
للخطأ الجسيم وهذا ما فتح مجال اآلراء الفقهية لمحاولة إيج اد مع ايير تض من الحماية
لألجير ليستمر في عمله ،معتمدين في ذلك على عناصر موضوعية.
ب -إثبات الخطأ الجسيم.
ادا إن مسألة تحديد الطرف الذي يكون عليه إثبات الخطأ أثارت نقاشا قانونيا ح
حول الخروج عن القاعدة المدنية في اإلثبات بأن البينة على من ادعى بحيث يتم نقل عبء
ذي اتخذ اإلثبات من األجير الذي يدعي انتقاء الخطأ المنسوب إليه من طرف المشغل ال
- 2تنص المادة 272م ش يمكن للمشغل أن يعتبر األجير في حكم المستقيل ،إذ زاد غيابه لمرض غير المرض المهني أو لحادثة غير حادثة
الشغل على مائة وثمانين يوما متوالية خالل فترة ثالث مائة وخمسة وستين يوما أو فقد األجير قدرته على االستمرار في مزاولة شغله.
40
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
اإلجراء التأديبي ذلك أن القاعدة المدنية في اإلثبات لو طبقت تمامها فقد يك ون س كوت
الشغل عن أسباب الطرد كافيا في معظم الحاالت لكي يخسر دعواه(.)1
ليقع بذلك على عاتق المشغل إثبات الخطأ الجسيم الذي ثبت بكل وسائل اإلثب ات
المتاحة له والتي قد تكون كتابية أو شفوية ذلك أنه ما دام األجير يتعلق بواقعة مادية ف إن
اإلثبات يكون حرا بل إن االجتهاد القضائي لم يرى أي مانع من اعتماد ش هادة الش هود
الذين يرتبطون مع المشغل عقد عمل وما يترتب على ذلك من وج ود عالقة تبعية ما دام
األجير يمكن له في المقابل أن يستعين بهؤالء الشهود حيث يتحقق نوع من التوازن بينهما
في هذا اإلطار ومن الضر وري قبل إجراء بحث من قبل المحكمة باالستماع إلى الشهود
للتأكد من الخطأ الجسيم و بأن بتحدد من قبل المشغل بدقة الخطأ أو األخط اء المنس وبة
لألجير وذلك تحديد طبيعة الخطأ وظروف ارتكابه من حيث الزمان والمكان(.)2
41
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ويرى البعض أن دوره هذا يبقى قائما كذلك بالنسبة لألخطاء التي ق د ت رد في
النظام الداخلي إذ أن المحكمة هي المختصة الوحي دة للنظر في األهمية ال تي ينبغي أن
توكل إلى القاضي كحكم بين الطرفين(.)1
42
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
التزام المشغل عند ممارسة السلطة التأديبية بالقواعد التي وضعها المشرع من جهة أخرى
وفي الحالة التي يتأكد القاضي من عدم وجود المخالفة حكم ببطالن الجزاء التأديبي الموقع
على األجير وحكم بتعويض عن الضرر الذي لحقه( )1وعليه فنطاق الرقابة القضائية ليس
واحدا وإنما نجد هذه الرقابة تتميز بمميزات عدة قد تكون رقابة قض ائية على الش روط
الشكلية وقد تكون رقابة قضائية على الشروط الموضوعية (.)2
43
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
بالنسبة للمادة 13من قانون المحاكم اإلدارية ودفع بعدم اختصاص المح اكم العادية وأن
االختصاص يعود للمحاكم اإلدارية فعلى المحكمة أن تبث بحكم مس تقل في الموض وع
وهذا ما أكده قرار صادر عن الغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى( )1وال ذي ج اء فيه "
حيث تبين ما عابه الطالب على القرار المطع ون فيه وذلك أن الم ادة 12من الق انون
اص من المحدث للمحاكم اإلدارية تنص على ما يلي " :تعتبر القواعد المتعلقة باالختص
قبيل النظام العام ولألطراف أن يدفعوا بع دم االختص اص الن وعي في جميع مراحل
إجراءات الدعوى وعلى الجهة القضائية المعروفة عليها القضية أن تثيره تلقائيا كما تنص
المادة 13من نفس القانون على ما يلي " إذ أثير الدفع بعدم االختصاص أمام جهة قضائية
عادية أو إدارية وجب عليها أن تثبت بحكم مستقل وال يجوز لها أن تضمه إلى الموضوع
ولألطراف أن يستأنفوا الحكم المشوب بعدم االختصاص أيا كانت الجهة القضائية الصادر
عنها أمام المجلس األعلى الذي يجب عليه أن يبث في األمر داخل أجل 30يوم يبتدئ من
يوم تسلم كتابة الضبط لملف االستئناف ولما ك انت محكمة االس تئناف قد أي دت الحكم
االبتدائي الذي أجاب عن ال دفع بع دم االختص اص الن وعي وهو بص دد الفصل في
الموضوع ولم يبث فيه بحكم مستقل يك ون قرارها المطع ون فيه الص ادر على النحو
المذكور غير مرتكز على أساس قانوني سليم لخرقة الم ادة 13من الق انون المح دث
للمحاكم اإلدارية المستبدل به ما يعرض للنقض"
* رسالة الرجوع إلى العمل في حالة إدعاء المشغل للمغادرة التلقائية لألجير.
يبقى على عاتق المشغل عبء إثب ات أنه س لك مس طرة الرج وع إلى العمل
وتوصل بها األجير ولم يرجع إلى عمله لكي تحكم المحكمة بثبوت المغ ادرة التلقائية في
حقه وبالتالي عدم االستحقاق ألي تعويض وهذا ما جاء في ق رار ص ادر عن المجلس
األعلى ( )2جاء فيه " حيث راسلت المشغلة األجيرة برسالة الرجوع إلى العمل وتوصلت
- 1قرار عدد 415المؤرخ في 10/05/2006الملف االجتماعي عدد "،44/5/1/2006قرارات المجلس األعلى أهم القرارات الصادرة في
المادة اإلجتماعية" ،الجزء األول ،الطبعة .2007
2قرار عدد 455صادر عن الفرقة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 2005 /04 /17ملف 2005 /120غير منشور .بشرى العلوي مرجع
سابق ص .168
44
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
بها ولم تعود إلى عملها مدعية أنها منعت من الدخول إلى مقر العمل دون إثب ات ذلك ()3
وكان جواب المجلس األعلى" لكن حيث أن المحكمة لما ثبت لديها أن المش غلة راس لت
األجيرة وأمهلتها مدة 48ساعة قصد االلتحاق إلى العمل وأن إدعاء األج يرة أنها منعت
من الدخول إلى مكان العمل بقي بدون إثبات فك ان ما نصت عليه المحكمة من اعتب ار
األجير في حالة مغادرة تلقائية ورتب األثر القانوني لذلك كان قرارها مرتكز على أساس
والوسيلة ال سند لها فقضي المجلس برفض طلب النقض"
- 3هذا ما أكده قرار صادر عن المجلس األعلى عدد 211المؤرخ في 2003 /03 /11الملف االجتماعي عدد 2002 /458الذي جاء "فيه
لما كان عقد العمل الرابط بين الطرفين قد توقف بسبب اإلضراب الذي شارك فيه األجير فإن هذا األخير هو الذي يقع عليه عبء إثبات رجوعه
للعمل بعد انتهاء اإلضراب ومنع المشغلة له".
45
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الذي يمكن له إثبات الخطأ لكل تأديب يصدره وهذا ي دخل في إط ار ب اب التعسف في
استعمال الحق وستكون النتيجة هي إثقال كاهل المحاكم بالتسريحات التي يكون سببها هذا
النوع من الفصل رغم المراقبة القضائية على هذه التأديبيات(.)1
انون فقانون الشغل يتسم عموما بطبيعته التقليدية التي تميزه عن باقي فروع الق
األخرى وهذه الميزة تتجلى في طابعه الحمائي أي وقوف قانون الشغل إلى جانب الطبقات
العمالية وهي في إطار المواجهة مع أصحاب المق اوالت وأرب اب العمل وذلك من أجل
تمكينهم من الحصول على حقوقهم بأسرع وأيسر الطرق دون نفقات كتمتيعهم بالمساعدة
القضائية وتيسير إجراءات رفع الدعوى وجعل التعويضات المحكوم بها مشمولة بالنف اذ
المعجل ( )2وجاء أيضا في المادة 41من مدونة الشغل "يحق للطرف المتضرر في حالة
رر كما ال يمكن إنهاء عقد الشغل من الطرف اآلخر تعسفيا مطالبته بالتعويض عن الض
للطرفين أن يتنازال مقدما عن حقهما المحتمل في المطالبة بالتعويضات الناتجة عن إنهاء
العقد سواء كان تعسفيا أو ال كما أعطت هذه المادة لألجير المفص ول عن عمله تعس فيا
إمكانية اللجوء إلى مسطرة الصلح التمهيدي المنصوص عليه في الم ادة 532من مدونة
الشغل وذلك لطلب الرج وع إلى العمل أو الحص ول على تع ويض وفي حالة انته اء
المسطرة إلى منح التعويض يوقع األجير توصيل استسالم مبلغ التع ويض إض افة إلى
توقيع المشغل ويجب أن يصادق على هذا التوصيل من طرف الجه ات المختصة ويوقعه
بالعطف العون المكلف بتفتيش الشغل ويعتبر هذا االتفاق نهائي وغ ير قابل للطعن إال أنه
في حالة عدم التوصل إلى االتفاق خالل مسطرة الصلح يحق لألجير رفع دع وى أم ام
المحكمة المختصة يطلب فيها إما الرجوع للعمل أو الحكم له ب التعويض إذا ثبت للقاضي
أن هذا األجير فصل عن عمله تعسفيا يقوم القاضي بتحديد مبلغ تعويض على أساس أجر
شهر ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة دون أن يتعدى سقف 36شهر.
-سعيد بناني" :قانون الشغل المغربي في ضوء مدونة الشغل عالقات الشغل الفردية" الجزء األول ،م س ،ص.309 : 2
46
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ثالثا :موقف القضاء من رسالة الطرد الموجهة لألجير.
من خالل الرجوع إلى مجموعة من الق رارات الص ادرة عن المجلس األعلى
يالحظ أن هناك بعض القرارات التي تلزم المشغل بتبليغ األجير بالفصل عن طريق البريد
المضمون تحت طائلة اعتبار الطرد تعسفيا بينما هناك قرارات أخ رى لم تعت بر الكتابة
شرط الزم في اإلشعار بالفصل.
وعليه يمكن التمييز في إطار موقف المجلس األعلى من ضرورة توجيه اإلشعار
بالفصل بين نوعين ومن الحاالت وهي كاآلتي:
-1حاالت يعتبر فيها اإلشعار بالفصل ضروريا.
لقد شدد المجلس األعلى في مجموعة من القرارات على مجموعة من اإلجراءات
المرتبطة بهذا التبليغ وعليه يمكن التمييز بهذا الخصوص بين تبليغ رس الة الط رد إلى
األجير وبين تبليغ نسخة منها إلى مفتش الشغل وبين تسليمها لألجير ي دا بيد وإن ك انت
المدونة تعطي الخيار للمشغل بين تبليغ مقرر الفصل بالبريد وبين تسليمه لألجير.
*تبليغ رسالة الطرد إلى األجير بالبريد المضمون:
جاء في قرار صادر للمجلس األعلى "بمقتضى الفصل 6من قرار -10 -23
اعة من معاينة 1948فإن المؤاجر ملزم بإشعار األجير بفصله عن العمل داخل 48س
الخطأ الفادح بموجب رسالة مض مونة الوص ول( )1ويالحظ أن المدونة احتفظت بنفس
المقتضى من خالل المادة 63وجاء في ق رار آخر التأكيد على ض رورة التقيد به ذه
المسطرة ورتب على عدم احترامها اعتبار الطرد تعسفيا جاء في مضمون القرار" يتعين
إلنهاء عقد العمل أن يوجه المشغل إنذار لألجير وإشعارا" بالفصل طبق ما يقرره القانون
وإال اعتبر الفصل تعسفيا حين فرض أن األجير هو الذي غادر العمل من تلقاء نفسه ف إن
اوز المحكمة القانون ال يعفيه من ذلك اإلشعار )2(...بل إن إحدى القرارات اعتبرت تج
للبحث عن الخطأ الجسيم دون التأكد من احترام المسطرة يعرض حكمها للنقض حيث جاء
- 1قرار المجلس األعلى عدد 410الصادر تاريخ 1983 04 -26في الملف االجتماعي عدد 95567المنشور بمجلة المغربية /هيئة المحامين
بالدار البيضاء العدد 32يوليوز – غشت 1984الصفحة .45 /145
- 2قرار المجلس األعلى عدد 707الصادر بتاريخ 1984 /11 /12في الملف االجتماعي عدد 5112المنشور بمجلة قضاء المجلس العلى
عدد -11- 39نونبر 1986الصفحة .139 /137
47
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
فيه ما يلي " طالما أن األجير لم يتوصل بأي إشعار يكون الم ؤاجر قد فسخ العقد بص فة
تعسفية وإعراض القرار عن تطبيق مسطرة تبليغ اإلنذار والتص دي للبحث في ثب وت
الخطأ الفادح المؤدي إلى الطرد ويكون قد خرق الفصل أعاله وبذلك يتعرض للنقض(.)1
كما أن هناك بعض القرارات اعتبرت ه ذا اإلج راء الزما في حالة المغ ادرة
التلقائية فقد جاء في قرار يؤكد هذا القول ":إن اإلشعار بالطرد ال يكون معيبا شكال إن لم
-10 يتضمن اإلشارة إلى الفصل السادس من النظام النموذجي الصادر بت اريخ -23
،1948طالما أن المشغل ضمنه سبب الطرد إن الفصل عن العمل يكون م بررا قانونا
متى أنذر بااللتحاق بالعمل بموجب رسالة مع اإلشعار باالس تالم ولم ي دل ما يثبت أنه
التحق بهذا العمل أو عرض نفسه على المش غلة للعمل أو أن له ع ذرا ش رعيا يس مح
بالتغيب(.)2
وتبقى الغاية من توجيه الرسالة ليس هي فقط اإلشعار بواقعة الطرد وإنما تضمين
ادر األسباب التي بني عليها الطرد وهذا ما تم تأكيده من خالل قرار للمجلس األعلى ص
في الموضوع ":إن الفصل 6من القرار النموذجي يلزم المشغل توجيه رس الة تتض من
بصفة واضحة أسباب الطرد وما دفعت به الطاعنة من أنها بينت ه ذه األس باب أم ام
المحكمة ال يحل محل رسالة الطرد(.)3
*تبليغ نسخة من رسالة الطرد إلى مفتش الشغل.
إن من أهم القرارات الصادرة عن المجلس األعلى في هذا الصدد الق رار ع دد
122الصادر بتاريخ " 1988 -3 -14جاء فيه إن طرد أي عامل ولو لسبب خطير
يستوجب إخطاره بذلك في ظرف 48ساعة من وقت إثبات الخطأ وذلك بواسطة رس الة
مضمونة الوصول تسلم نسخة منها إلى مفتش الشغل يعفى المشغل في حالة ارتكاب خطأ
- 1قرار المجلس األعلى عدد 417الصادر بتاريخ 1983 -4 -26في الملف االجتماعي عدد 82 /95762المنشور بمجلة المحاكم المغربية
هيئة المحامين بالدار اليضاء العدد 26يوليوز عشت 1983الصفحة .71 /67
- 2قرار المجلس األعلى عدد 760الصادر بتاريخ 1988-12-23في الملف عدد 6304لمنشور بمجلة المعيار ،هيئة المحامين بفاس ،العدد-15
1989ص 113
3قرار المجلس األعلى الصادر بتاريخ 1995 -9 -5في الملف االجتماعي المنشور بمجلة اإلشعاع عدد 92 /86 /66هيئة المحامين بالقنيطرة
العدد 14يونيه 1996الصفحة من 87إلى .89
48
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
جسيما من أجل سابق اإلعالم ال من اإلعالم المشار إليه في الفقرة الس ابقة( )1يالحظ من
ترام خالل القرار أن هناك تمييز بين اإلعفاء من أجل سابق اإلعالم حيث اعتبر عدم اح
هذا األجل هو الذي يخول للمشغل ،وأما تبليغ اإلشعار فيعتبر واجبا في هذه الحالة وعلى
خالف ذلك ال يعتبر اإلنذار ضروريا في حالة ارتك اب خطأ جس يم من قبل أج ير في
القطاع الفالحي.
* تسلم األجير نسخة من رسالة الطرد يدا بيد.
يتم اللجوء إلى هذا النوع من التبليغ في الحالة التي لم يسفر التبليغ البري دي عن
أي نتيجة.
وقد أعطت المدونة الخيار للمشغل في اختيار إح دى الوس ائل لتبليغ األج ير
بالفصل وهناك العديد من القرارات الصادر عن المجلس األعلى تؤكد على تبليغ األج ير
اء في لنسخة من رسالة الطرد عن طريق المناومة اليدوية ومن أهم هذه القرارات ما ج
القرار التالي.
رده عن " يجب على المشغل أن يخطر العامل بالخطأ الجسيم الذي يستوجب ط
طريق البريد المضمون ويسلم له نسخة من اإلنذار يد بيد.
لما اعتبرت المحكمة أن الطرد تعسفي لع دم إخط ار العامل باألخط اء ال تي
استوجبته لم تكن في حاجة إلى البحث عن األسباب التي تبرره(.)2
-2حاالت ال يعتبر فيها اإلجراء ضروريا:
أبرز مثال لهذه الحالة هو القرار الصادر عن المجلس األعلى بتاريخ 21دجنبر
1972الذي اعتبر قرينة منع األجير من الدخول إلى المعمل وإقراره بهذه الواقعة بمثابة
إشعار بالفصل من العمل معلال ذلك بأن القانون لم يشترط أية طريقة لهذا اإلشعار.
وقد جاء في القرار ما يلي ":حيث إن طالب النقض يعترف في جميع مذكراته بأن
الشركة منعته من الدخول إلى معاملها وكان هذا المنع المعترف به يعد فصال وتبليغا لهذا
- 1قرار عدد 122الصادر بتاريخ 1988 -3 -14في الملف االجتماعي عدد 87 /8383المنشور بمجلة المحاكم المغربية هيئة المحامين
بالدار البيضاء العدد 55مايو -يوليوز 1988المجلد 9الصفحة من 104إلى .106
- 2قرار عدد 86المؤرخ 1986 /3 /17في الملف عدد /85 /6206منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى العدد 46الصفحة .152 /149
49
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الفصل ما دام أن القانون المغربي ال يش ترط أي طريقة خاصة إلش عار اآلخر بوق وع
الفصل" (.)1
وفي نفس اإلطار لم تعتبر إحدى قرارات المجلس األعلى اإلشعار بالفصل الزما
في حالة تقديم األجير الستقالته وهو أمر منطقي ما دامت االستقالة تشكل فس خا لألج ير
بإرادته لمنفردة فهي تكون الزمة وال تتطلب فسخا مقابل من المشغل من خالل اإلش عار
بالطرد ذلك أن الفسخ من الجانبين غالبا ما يكون بمقتضى االتفاق وفي إطار الصلح الذي
قد يتم بينهما.
وقد جاء في هذا القرار ما يلي ":حيث إن الطاعن أكد في كل أطور القضية أنه لم
يسبق له أن طرد المطلوب في النقض وأن هذا األخير هو ال ذي غ ادر عمله ليعمل في
مقهى أخرى وأدلى بشهادة مفتش الشغل أثبت فيها هذا األخير أن األجير غ ادر عمله من
تلقاء نفسه ليعمل بمقهى جديد كما أكد أنه ال زال على استعداد إلرجاع المدعي لعمله ومع
ذلك فإن محكمة االستئناف ردت على ذلك بكون شهادة مفتش الشغل ال تحل محل اإلنذار
الذي ألزمه القانون مع أن القانون لم يرفض توجيه اإلنذار إال في حالة فصل األجير عن
عمله كما يقضي بذلك الفصل 6من القرار 1948 -10 -23وخصوصا أن المشغل
أبدى رغبته في رجوع األجير إلى عمله وبذلك ج اء الق رار ال ذي قضي للمطل وب
بتعويضات عن سابق اإلعالم والطرد غير مرتكز على أساس(.)2
50
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
المطلب الث000000اني :فصل األج000000ير ألس000000باب خاصة
ومشتركة.
إن أسباب فصل األج ير كث يرة ومتنوعة منها ما هو خ اص بطبيعة العقد أو
بأطراف العقد ومنها ما هو عام ومشترك بين جميع العقود بصفة عامة.
51
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
األجير في حالة الخطأ الجسيم أو القوة القاهرة أو في الحالة التي يتغيب فيها األجير لم دة
طويلة أو بسبب المرض الذي يرى معه عدم الشفاء داخل الف ترة المح ددة من ط رف
المشرع من خالل المادة 272من مدونة الشغل التي تجعل األجير في حكم المستقيل.
-2العقد غير المحدد المدة :إذا كان العقد المح دد الم دة في األصل يض من
االطمئنان على استقرار الشغل ولو لمدة معينة فإن األمر مخالف بالنسبة للعقد غير المحدد
المدة لكونه عقد مطبوع بعدم االستقرار والتخوف من إنهاء العقد من جانب واحد واألمل
ال في استمرارية هذا العقد ورغم صدور بعض النصوص الهادفة إلى التقليص من إعم
حق اإلنهاء باإلدارة المنفردة فإنها لم تستطيع بعد إيجاد إطار أكيد إلستقرار الشغل إذ بقيت
القاعدة المدنية هي اإلطار العام الذي يعطي للمتعاق دين الحق في التخلص من الط رف
اآلخر( )1وتمنع من التعاقد مدى الحياة أو لمدة تبلغ من الط ول ال تزام األج ير ح تى
وفاته(.)2
وعليه فعقد الشغل غير المحدد المدة يبقى خاضع للمبدأ المدني ال ذي يف ترض
احترام أجل اإلخطار وعدم اإلنهاء بطريقة تعسفية وهما عنصران ملزمان لكل الط رفين
األجير والمشغل.
52
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الدفاع عن نفسه داخل أجل 8أيام مع ضرورة حضور عناصر أساسية في المس طرة()1
ويحرر محضر في الموضوع من طرف إدارة المقاولة يوقعانه األطراف ويأخذ األج ير
نسخة من المحضر وفي الحالة التي يرفض فيها أحد أطراف العقد وغالبا ما يكون المشغل
إجراء مسطرة االستماع بحق الطرف الراغب في إجراء المس طرة اللج وء إلى مفتش
الشغل رغم توصله بمقرر الفصل وهذا ما أكده قرار( )2صادر عن الغرفة االجتماعية عن
محكمة االستئناف بالبيضاء في الملف عدد 2005 /6329بتاريخ 2006 /11 /2جاء
فيه "ما دام من حق األجير أن يلجأ إلى مفتش الشغل قصد طلب إج راء المس طرة رغم
توصله بمقرر الفصل الذي يعتبر في هذه الحالة باطال إال أنه لم يفعل فإنه بذلك يك ون قد
تنازل عن حقه في اللجوء إلى مسطرة االستماع وتوجه إلى المحكمة مباشرة التي يك ون
عليها عند وجود مقرر الفصل االقتصار بالنظر على ماورد فيه وبالرجوع إلى المادة 64
من مدونة الشغل وبالضبط الفقرة الثالثة نجد المش رع ينص على انه يجب أن يتض من
مقرر الفصل األسباب المبررة التخاذه وتاريخ االس تماع إلى األج ير مرفقا بالمحضر
المشار إليه في المادة 62من المدونة " والواضح من المادة هو أن مسطرة االستماع إلى
األجير هي مسطرة سابقة على مقرر الفصل ويبقى على األجير اللجوء إلى مفتش الشغل
إن المحكمة تعتمد كما ورد في إلجراء المسطرة وفي حالة تنازله عن إجراء المسطرة ف
القرار أعاله سوى على األخطاء المنصوص عليها في المقرر.
ويجب على المشغل أن يبلغ مقرر الفصل لألجير يدا بيد مقابل وصل أو بواسطة
رر رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل وذلك في أجل 48ساعة من تاريخ اتخاذ المق
ويجب أن يشار في مقر الفصل إلى اجل 90يوما للطعن في هذا المقرر( )3وهذا ما جاء
في قرار( )4صادر عن الغرفة االجتماعية لدى المجلس األعلى جاء فيه.
"حيث تعيب الطاعنة على القرار المطعون فيه انعدام التعليل ذلك أن الثابت ب أن
الدعوى قدمت خارج األجل القانوني المنص وص عليه في الم ادة 65من المدونة وأن
- 1المادة 62من مدونة الشغل :ضرورة حضور مندوب األجراء أو الممثل النقابي.
- 2قرار صادر عن محكمة اإلستئناف في الدار البيضاء،ملف عدد .6325/2005
- 3المادة 63من مدونة الشغل.
- 4المادة 64من المدونة.
53
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
استبعاد تلك الوثائق بالقول بأن المطلوب في النقض لم يتوصل بأي مقرر للفصل ب الرغم
عار إال أن من توجيه رسالة بالبريد المضمون وتوصله بها كما هو ثابت من خالل اإلش
القرار خلص إلى أن الدعوى ق دمت داخل األجل الق انوني وقضى لفائدته بمجموعة من
التعويضات والتعويضات يجب أن تكون مؤسسة الش يء ال ذي لم يتم في النازلة كما أن
الطاعنة لم تطرد المطلوب في النقض طردا تعسفيا بل أنه ارتكب خطأ جس يما يتمثل في
السرقة واختالس الطاعنة واستهالكها وهو ما ضمنته برسالة الطرد فالقرار لما بث على
النحو المضمن يتعين نقضه(.)1
لكن حيث أن الثابت من وثائق الملف أن طرد األجير من العمل كان بت اريخ /5
2004 /12وبالتالي إنه طبقا للمادة 62من مدونة الشغل التي دخلت حيز التنفيذ وابتدأ
العمل بها منذ 2004 /6 /8فإنه يجب قبل فصل األجير أن تتاح له فرصة الدفاع عن
نفسه باالستماع إليه من قبل المشغل أو من ينوب عليه بحضور مندوب األجراء أو الممثل
النقابي الذي يختاره األجير وذلك داخل أجل ال يتعدى ثمانية أيام ابتداءا من التاريخ ال ذي
ثبت فيه ارتكاب الفعل المنسوب إليه ويحرر محضر في الموضوع من قبل إدارة المقاولة
يوقعه الطرفان وتسلم نسخة منه إلى األجير "...وأنه طبقا للمادة 63من مدونة الشغل إنه
يسلم مقرر الفصل إلى األجير المعني باألمر يدا بي دا مقابل وصل أو بواس طة رس الة
مضمونة مع اإلشعار بالتوصل داخل أجل 48ساعة من تاريخ اتخاذ المقرر المذكور.
إال أنه بالرجوع إلى الوثائق المتضمنة بالملف ال دليل على سلوك تلك اإلجراءات
الشكلية المنصوص عليها طبقا للمادتين أعاله وال دليل على ما يفيد توصل األجير بمقرر
الفصل طبقا للمادة 63من المدونة مما يجعل الطرد الذي تعرض له طردا غ ير م برر
وبالتالي أحقيته في التعويض عن الضرر الذي تعرض له من جراء ه ذا الفصل وك ذا
توابعه من التعويض عن الفصل وأجل اإلشعار.
ويبقى ما أثارته الطاعنة من كون الدعوى قدمت خارج األجل القانوني غ ير ذي
آثر أمام عدم سلوك اإلجراءات الشكلية الواجبة اتباعها للفصل طبقا للم ادة 62و 63من
54
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
المدونة وال مجال للعمل بمقتضيات المادة 65من المدونة ال تي تخص س قوط الحق إذا
قدمت دعوى الفصل أمام المحكمة المختصة خارج أجل تس عين يوما من ت اريخ توصل
األجير بمقرر الفصل مع التنصيص على هذا األجل بالمقرر الوارد في المادة 63فأم ام
غياب هذه اإلجراءات يبقى ما خلص إليه القرار من أن المادة الواجبة التطبيق في الم ادة
395من المدونة ومدة التقادم بهذه المادة هي سنتان فتكون الدعوى مقب ول لعدم م رور
سنتين من تاريخ الفصل تعيلال كافيا وتبقى الوسيلة غير جديرة باالعتبار".
*االمتناع عن العمل وعدم االمتثال ألوامر المشغل.
إن القاعدة في جميع العقود هو التزام أطراف العقد بما هو متفق عليه في العقد إال
أن هناك بعض الحاالت التي يضطر فيها المشغل على تع ديل محت وى العقد 1كتخفيض
ساعات العمل أو تخفيض األجر بنسبة ال تزيد عن %50أو المنع من العمل أو تغيير في
المركز القانوني للمشغل أو نقل األجير إلى مدينة أخرى.
+تخفيض ساعات العمل:
جاءت المادة 185من مدونة الشغل تنص على أنه بإمكان المشغل للوقاية من
األزمات الدورية العابرة وبعد استشارة مندوب األجراء والممثلين النق ابيين بالمقاولة عند
وجودهم توزيع المدة السنوية اإلجمالية للشغل على السنة حسب حاجيات المقاولة شريطة
أال تتجاوز مدة العمل العادية عشر ساعات في اليوم ثم أضافت المادة على انه ال ي ترتب
عن هذا اإلجراء التخفيض من األجر الشهري ويمكن للمش غل بعد استش ارة من دوبي
األجراء والممثلين النقابيين بالمقاولة عند وجودهم أن يقلص من مدة الشغل العادية ولفترة
متصلة أو منفصلة ال تتجاوز ستين يوما وذلك عند حدوث أزمة اقتصادية ع ابرة لمقاولة
أو لظروف خارجة عن إرادته كما يجب أن ي ؤدي األجر على أن ال يقل عن 50بالمائة
من األجر العادي ما لم تكن هناك مقتضيات أكثر فائدة لألجراء ،وإذا كان التقليص من مدة
غل الشغل يزيد عن المدة المحددة قانونا وهي 60يوما في السنة وجب االتفاق بين المش
ومندوبي األجراء والممثلين النقابيين بالمقاولة حول الفترة التي سيستغرقها ه ذا التقليص
55
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
وفي حالة عدم التوصل على أي اتفاق ال يسمح بالتقليص من مدة الشغل العادي إال ب إذن
يسلمه عامل العمالة أو اإلقليم داخل أجل ش هران من ت اريخ تق ديم الطلب ،من خالل
مقتضيات المادة يتبين أن إمكانية اللجوء إلى التقليص من مدة الشغل العادية ال تتم إال في
حالة حدوث أزمة اقتصادية عابرة ويبقى على كل أجير تقليص مدة عمله حتى يتالءم مع
اإليقاع المخفض إلنتاج المقاولة واالنسجام مع التض حيات المادية لألج راء المتمثلة في
نقصان األجر ألن الهدف الذي يسعى الجميع إلى تحقيقه هو الحفاظ على الشغل وال دفاع
عن مصلحة المقاولة(.)1
+تخفيض األجر دون التخفيض من عدد الساعات:
إذا كانت األزمة االقتصادية العابرة قد وردت بمقتضيات قانونية مح ددة ،ف إن
التخفيض من ساعات الشغل أمر ممكن إذا تم االتف اق مع األج راء ذلك أن المش غل قد
يحاول البحث عن اتفاق مع نقابة في إطار المفاوضة الجماعية وهذا ما كرسته المدونة في
مادتها 95ويقتضي تضامن األجراء مع مش غليهم التخفيض من األجر وه ذه نقط يمكن
إدراجها في جدول األعمال الذي يطرج على مستوى المقاولة مرة كل سنة على األقل 2إال
أن االتفاق في هذه الحالة ال ينتقل بصفة أتوماتيكية إلى كل األجراء ليصبح المبدأ نسبيا بل
يقتصر على قوة إلزامية محددة في األطراف الموقعة ،وعلى األجراء الذين اعتبروا النقابة
وكيلة عليهم.
- 1محمد سعيد بناني " :قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل" مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء الجزء الثالث ،طبعة يناير
،2009صفحة .83
- 2جاء في المادة 96ما يلي ..." :تجري مرة كل سنة أو كلما دعت الضرورة إلى ذلك مفاوضات ين الحكومة والمنظمات المهنية للشمغلين
والمنظمات النقاية لألجراء األكثر تمثيال على المستوى الوطني للتداول في مختلف الملفات االقتصادية واالجتماعية التي تهم عالم المشغل.
56
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
+تغيير نوع العمل:
إن المركز القانوني للمشغل في المقاولة يتح له الحق في اتخاذ عدة ق رارات من
أجل تنظيم وتسيير المقاولة إال انه ال يجب أن يتعسف في استعمال هذا الحق كتغيير العمل
الذي من أجله أبرم العقد إما إلى عمل أقل منه أو أن يس ند لألج ير عمل ال ي دخل في
اختصاصه مما يجعله غير مؤهل للقيام بالعمل الجديد المسند إليه وه ذا ما أك ده ق رار
صادر عن المجلس األعلى عدد )1(974الذي جاء فيه "أن األجير ك ان يش تغل ل دى
الشركة المدعى عليها كلحام "سودور" لمدة 10س نوات وعملت على نقله إلى مص لحة
فيا أخرى للعمل كصباغ وأن شهادة العمل تحمل صفة لحام والمحكمة اعتبرت نقله تعس
وأن العمل الجديد المنوط به ال يدخل في اختصاصه ولم يثبت المشغل أنه سبق وأن عمل
بالصفة الجديدة فقضت بالتعويضات لألجير على أساس انه طرد طردا تعسفيا".
/للمشغل:
/في المركز القانوني
+تغيير
إذا كان القانون المدني هو أصل جميع القوانين فإن ق انون الش غل بحكم طبيعة
العالقة المكونة له ،يتميز بخصوصيات ومن بين هذه الخصوصيات استمرار عقد الشغل
تمر العالقة مع المالك الجديد في حالة التغيير في المركز القانوني لرب العمل بحيث تس
للمقاولة(.)2
ة، وحسب ما استقر عليه الفقه فإن األجير مرتبط في عالقته الشغلية مع المقاول
وذلك من اجل ضمان استقرار واستمرار الشغل استمرارية األج ير في العمل تبقى قائمة
سواء أكان التغيير في المركز ،بسبب نقل للملكية كالبيع االختياري أو الج بري ب المزاد
ان للمجلس العلني أو الهبة أو اإلدماج أو الوصية أو السبب غير الناقل لها كاإليجار وك
األعلى عدة قرارات في هذا الصدد مما جعل المدونة تؤكده ضمن الم ادة 19وس وف
ار نقتصر على واحد منها ألن اإلشكالية المطروحة هي هل األجير الذي يتم نقله في إط
- 1قرار عدد 974صادر عن الغرة االقتصادية بالمجلس األعلى بتاريخ 2004/09/29مل 453/2004منشور بالمجلة المغرية لقانون
األعمال والمقاوالت العدد 7يناير 2005ص .149 213
- 2عادل العثماني " :سلطة المشغل في تسيير مقاولته بين حاجيات المقاولة وحماية حقوق األجراء دراسة مقارنة" ،مجلة المعيار عدد 36
دجنبر ،2006صفحة .184
57
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الحركة الداخلية داخل المقاولة أو مجموعة من المقاوالت يظل محتفظا بنفس الحقوق التي
كان يكتسبها من قبل لدى هذه المقاولة ؟
لقد سارت مدونة الشغل على ما س ار إليه المجلس األعلى بخص وص احتفاظ
األجير بحقوقه المكتسبة أثناء تغيير في المركز القانوني ل رب العمل وال ذي يؤكد المبدأ
المضمن من المادة 19منها ونشير إلى القرار( )1الذي جاء فيه "لكن حيث ب الرجوع إلى
الملف والوثائق المضمنة به يتبين بأن الطاعنة تخلت عن إحدى أعمالها المتجلية في القيام
بأعمال التنظيف ،وأسندت تلك المهام لشركة أخرى هي التي لها تخصص في هذا الميدان
فتكون بذلك قد حلت محل الطاعنة ،فجميع االمتيازات التي كانت تت وفر عليها األج يرة
تظل محتفظة بها منذ اشتغالها لدى الطاعنة األولى سيما أن الشركة قبلت الشروط المتعلقة
باالحتفاظ بالمزايا المكتسبة لألجيرة.
ير وهذا وبالرجوع إلى الفقرة األخيرة من المادة 19نجدها تنص "يحتفظ األج
بنفس الحقوق والمكاسب الناشئة عن عقد شغله وذلك بغض النظر عن المصلحة أو الفرع
أو المؤسسة التي يتم تعيينه بها وعن المهام المس ندة إليه ما لم يتفق الطرف ان على مزايا
أكثر فائدة لألجير" ونفس الشيء أكده القرار عدد )2(165ص ادر عن الغرفة االجتماعية
بالمجلس األعلى جاء فيه "أن المحكمة لما ثبت لديها من خالل جلسة البحث وأوراق الملف
أن هناك تغيير في المركز القانوني للمشغل وبالتالي فإن شراء الط اعن لمقهى بت اريخ
ابق وتبقى 9/10/2001لن يؤثر على وضعية األجراء الذين يشتغلون مع المشغل الس
عقود الشغل سارية المفعول مع المشغل الجديد للمشروع وإقدام الط اعن على اس تبدال
المطلوب الذي كان يشتغل مع المشغل بالمقهى يكون قد خ رق الق انون وما خلصت إليه
المحكمة من استمرارية عقود الشغل مرتكز على أساس والوسيلة ال سند لها".
1القرار عدد 685صادر 22/06/2005ملف عدد 465/2005مليكة بنزاهير" :تكريس مدونة الشغل لالجتهاد القضائي" ،ورد في الندوة
الجهوية التاسع للمجلس األعلى بعنوان عقود العمل والمنازعات اإلجتماعية من خالل اجتهادات المجلس األعلى ،2007 ،ص .104
2قرار عدد 165صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 16/02/2005مل عدد 101/03/2005بشرى العلوي مرجع سابق
صفحة 190الهامش .215
58
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
/ألخرى
* نقل األجير من مدينة
قد يقوم المشغل بنقل األجير من مدينة ألخرى دون موافقته ودون أن ينص العقد
على اتفاق األطراف على إمكانية النقل لمدينة أخرى وبذلك يكون المشغل قد طرد األجير
طردا تعسفيا وهذا ما أكده قرار للمجلس األعلى( )1الذي جاء فيه أن نقل األجير من مدينة
الدار البيضاء إلى مدينة مراكش دون موافقتها ودون أن ينص العقد على هذا الشرط يعتبر
تغييرا في بنود العقد يجعل األجير في حالة طرد تعس في وينص الق رار في جوابه عن
الوسيلة والتي بمقتضاها رفعت المشغلة طلب النقض لكن حيث أن المحكمة لما ثبت لديها
من خالل وثائق الملف وتصريحات األطراف أن المشغلة أغلقت معملها بالدار البيض اء
وأن الطرفين سبق لهما أن اتفقا على مك ان تنفيذ العقد وأن المش غلة لما نقلتها إلى مدينة
ا ،بعد ذلك مراكش دون موافقتها ودون أن يوجد بالعقد شرط خاص يسمح للمشغلة بنقله
خرقا جوهريا في بنود عقد الشغل والمحكمة كان قرارها مستند على أساس والوس يلة ال
سند لها."...
-2األسباب الخاصة باألجير:
إذا كانت القاعدة من إنهاء عقد الشغل غير المحدد المدة بإرادة المنف ردة كما قلنا
ذلك سابقا ال يتم إال بإنذار الطرف الثاني في العقد ،واالستثناء هو إنهاء العقد دون احترام
أجل اإلخطار ف األجير أيضا بإمكانه أن يتحلل من العقد دون التقييد بمهلة اإلخط ار في
الحالة التي تصدر فيها من المشغل تصرفات تمس بكرامة األجير كالسب والشتم والعنف
والتحرش الجنسي إلى غيرها من األخطاء التي جاءت بها المدونة في المادة ،10أو أن
المشغل لم يقم بتنفيذ االلتزامات الملقاة عليه بمناسبة العقد كع دم أداء األجر أو حرم ان
األجير من العطلة السنوية ويكون لألجير في هذه الحالة الحق في الحصول على التعويض
رغم فسخه للعقد بإرادته.
على أن هناك حاالت يعمد فيها األجير إلى مغادرة العمل ،دون إخبار رب العمل
أو قد يقدم االستقالة دون أي إشعار أو قد يشارك هذا األجير في إضراب تض امني أو قد
-قرار عدد 426المؤرخ تاريخ 19/04/2005ملف 90/2005بشرى العلوي مرجع سابق صفحة 191الهامش .217 1
59
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
يتغيب عن عمله بسبب اعتقاله واآلن سنحاول الحديث عن المغ ادرة التلقائية لألج ير ثم
االستقالة التي يقدم عليها هذا األجير.
* المغادرة التلقائية
تعتبر المغادرة التلقائية من أهم الدفوعات التي تثار من طرف المشغل وهي تدخل
في إطار التغيبات ويبقى من حق األجير االستفادة من رخصة التغييب مستندا على أسباب
قانونية كالتغيب ألسباب صحية وفي هذه الحالة على األجير إخبار المشغل داخل مدة 48
ساعة مع توجيه شهادة طبية تثبت المرض إذا تغيب أكثر 4أي ام أو 8أنص اف خالل
السنة( )1او قد يكون تغيبه مرتبط بأحداث عائلية كزواج األجير ،أو الوفاة أو إجراء عملية
جراحية أو الختان أو أن يتغيب من أجل اجتياز مباراة أو تدريب رياض ي ،وب الرجوع
للمادة 456من المدونة نجد انه يجب "على المشغل أن يتيح لمن دوبي األج راء ال وقت
الالزم لتمكينهم من أداء مهامهم داخل المؤسسة وخارجها ،وذلك في حدود 15ساعة في
ؤدي إليهم الشهر بالنسبة لكل مندوب ما لم تحل ظروف استثنائية دون ذلك ،وعليه أن ي
أجر ذلك الوقت باعتباره وقتا من أوقات الشغل الفعلي."..
والمالحظ من المادة أن صاحب المقاولة مج بر على تأدية أجر 15س اعة كل
شهر دون قيام األجير العمل محل العقد وهو ما يساوي ي ومي ش غل تقريبا إذا اش تغل
األجير 8ساعات من العمل الفعلي في اليوم حسب القواعد العامة.
فكل هذه التغيبات تعتبر تغيبات قانونية عند إثباتها وال يمكن للمؤاجر أن يدفع بها
كخطأ من األجير.
إال أن السؤال المطروح هو على من يقع عبء اإلثبات المغادرة التلقائية ؟
بالرجوع إلى المادة 63من مدونة الش غل نج دها تنص على "يقع على ع اتق
المشغل عبء إثبات وجود مبرر مقبول للفصل كما يقع عليه اإلثبات عندما يدعي مغادرة
األجير لشغله" وهذا ما سار عليه المجلس األعلى من خالل ق رار له ص ادر عن الغرفة
االجتماعية ج اء فيه "حيث أن المحكمة لما حملت عبء إثب ات المغ ادرة التلقائية على
60
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
المشغل الذي عليه اثبات انقضاء االلتزام طبقا للفصل 400من قانون االلتزامات والعقود
يكون قرارها مرتكز على أساس ومن جهة ثانية إن المشغل لم يستطع إثبات ما يدعيه من
مغادرة تلقائية لألجير وأمام إبداء رغبته في جميع مراحل الدعوى على إرجاع األجير إلى
عمله كان ما قضت به المحكمة من إرجاع األجير إلى عمله مرتكز على أساس والوسيلة
ال سند لها.)1("...
ير وينقلب عبء اإلثبات على األجير في الحالة التي يثبت فيها المشغل أن األج
غادر العمل من تلقاء نفسه ودفع األجير أنه رجع إلى العمل ومنع من الدخول من ط رف
المشغل وهذا ما أكده ق رار( )2للمجلس األعلى ج اء فيه "لكن حيث أن المحكمة لم تثبت
لديها من خالل جلسة البحث واالستماع إلى الشاهد ()...
المكلف بالعمال داخل المؤسسة وفي إط ار المه ام المنوطة به أن األج يرة
استفادت من عطلتها الس نوية ولم ترجع للعمل وهي المكفلة بإثب ات رجوعها والتحاقها
بالعمل بعد انتهاء الرخصة والمحكمة لما أعطت تكييفا للنازلة على أساس مغ ادرة تلقائية
يكون قرارها مرتكز على أساس."...
والمغادرة التلقائية هي واقعة مادية يمكن إثباتها بجميع وسائل اإلثبات بما في ذلك
شهادة الشهود ورسالة الرجوع إلى العمل وهي األكثر فعالة في اإلثبات من طرف المشغل
فإذا توصل األجير برسالة الرجوع بص فة قانونية ولم يرجع إلى العمل ثبتت المغ ادرة
التلقائية في حقه وال يستحق أي تعويض وهذا ما أكده قرار صادر عن محكمة االستئناف
في غرفتها االجتماعية بتاريخ 2007-09-20جاء فيه "وحيث إن الثابت من معطي ات
ملف النازلة ومحتوياته وخاصة محضر مفتشية الشغل عدد 10وت اريخ 2005-2-16
وكذا تصريحات الشهود المستمع إليهم في المرحلة االبتدائية أن المستأنف لم يكن محل أي
طرد تعسفي وإنما هو الذي رفض الرجوع إلى عمله رغم مطالبة مشغله بذلك أمام مفتش
- 1قرار عدد 282صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 16/03/2005ملف 1183/2004غير منشور بشرى العلوي مرجع
سابق الهامش 225ص .198
- 2قرار عدد 305صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 23/03/2005ملف عدد 1190/04غير منشور ،بشرى العلوي
مرجع سابق ص .198
61
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الشغل واإلنذار الموجه إلى عنوانه األصلي وقت مغادرته وال ذي رجع بمالحظة غ ير
مطلوب.
وحيث إن األجير الذي يغادر عمله من تلقاء نفسه يعتبر في حكم المستقيل منه ال
يستحق أي تعويض.
وحيث أن شهادة الشهود أكدت مغادرة المستأنف لعمله بدون مبرر مشروع وأن
غل هذه الشهادة جاءت منسجمة مع وقائع النازلة ومع ما هو مضمن بمحضر مفتش الش
األمر الذي يتعين معه تأييد الحكم المستأنف بجميع أجزائه لمصادقته للصواب"(.)1
وبالرجوع إلى المادة 22من مدونة الشغل نجدها تنص على أنه "ينبغي لألج ير
عند تغيير محل إقامته أن يطلع المشغل على عنوانه الجديد إما يدا بيد أو بواسطة رس الة
مضمونة مع اشعار بالتوصل" وبالتالي يبقى على األجير أن يطلع مشغله بالعنوان الجديد
وإال اعتبرت مغادرته للعمل وعدم توصله برسالة الرجوع مغادرة تلقائية.
وهناك قرار صادر عن المجلس األعلى ساير فيه المادة 22ج اء فيه "لكن حيث
لها أن المحكمة لما ثبت لديها من خالل وثائق الملف أن األجيرة تغيبت عن العمل وراس
المشغل عن طريق البريد ورجعت بمالحظة غير مطلوب ثم راسلها عن طريق المحكمة
بواسطة العون القضائي الذي أفاد أن مالك العقار صرح أنه ال يعرف الطاعنة ال يع رف
بالعنوان ،ومن جهة ثانية فإن محكمة االستئناف لما أيدت الحكم االبتدائي تكون تبنت علله
وأس بابه وقد عللت المحكمة االبتدائية حكمها أن ع دم إدالء األج يرة بعنوانها الجديد
والحقيقي للمؤاجر يعطل سلوك اإلجراءات المنصوص عليها في القانون ويشكل تقص ير
من طرف األجيرة وقرينة على صحة إداعاءات للمؤاجر ودفوعات ه ،فك ان ما قضت به
يلتان ال المحكمة من رفض طلب التعويض للمغادرة التلقائية مرتكز على أساس والوس
سند لهما.)2("....
- 1قرار عدد 07-803المؤرخ 2007-09-20رقم الملف 6-06-1040صادر عن الغرفة االجتماعية بمحكمة االستئناف بفاس.
- 2قرار عدد 889/2005صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 2005-09-14ملف 419/1/5/2005
62
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ادرة التلقائية يبقى على وأخيرا من خالل القرارات السابقة يتبين أن إثبات المغ
عاتق المشغل في حين يبقى إثبات المنع من الدخول إلى العمل على عاتق األج ير ه ذا
األخير الذي يبقى ملزم بتبليغ المشغل بالعنوان الجديد لمراسلته.
االستقالة:
تعتبر االستقالة هي ذلك التصرف القانوني الصادر عن العامل بمقتضاه يعبر عن
إرادته بوضع حد للرابطة العقدية التي تربطه بصاحب المؤسسة فهي تمثل وسيلة إلنه اء
العقد من طرف العامل بمحض إرادته ودون أن تكون هذه اإلرادة معيبة بعيب من عيوب
الرضى وقد عرف العمل القضائي االستقالة بأنها "كل تعبير واضح وحر عن إرادة منفردة
باعتزال العمل بالمؤسسة كيفما كان شكل هذا التعبير شريطة أن يكون جديا غير مشكوك
فيه( )1وعليه فاالستقالة إذا تبين أنما كانت محل ضغط وأنها قدمت بعد طرد األج ير فال
يجوز اعتبارها لكونها لم يعد لها محل وهذا ما أكده القرار الصادر عن محكمة االستئناف
بالدار البيضاء جاء فيه( )2وحيث انه بالرجوع إلى وثائق الملف والبحث المجرى استئنافيا
اريخ يتبين أن االستقالة قدمت بتاريخ 31/7/1997في حين أن رسالة الفصل وقعت بت
17/07/1997مع سريان مفعولها ابتداء من ت اريخ 18/07/1997بمع نى أنه وقت
إنجاز االستقالة كانت العالقة الشغلية قد انفصمت عنها بقرار من المشغلة وبالتالي لم يعد
لالستقالة أي محل وبما أن المحل هو ركن أساسي لصحة االلتزام ات كما نص على ذلك
الفصل الثاني من قانون اإللتزامات والعقود ،وبالتالي فاإلستقالة ال أثر لها لك ون ق رار
الطرد بني على عدم إنجاز األجير للبرنامج المكلف به وك ان على المش غلة أن تن اقش
أسباب الفصل من خالل جلسة البحث وهو الشيء الذي لم تفعله لع دم حض ورها رغم
إمهال نائبها وتعهده إلحضار ممثل الشركة والش هود وحيث أنه تبعا ل ذلك يبقى الحكم
ان االبتدائي مخالفا للصواب حين قضى برفض الطلب معتبرا بأن اإلنهاء لعقد الشغل ك
من جانب األجير مما ينبغي معه إلغاؤه.
63
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
وقد نصت المادة 34من مدونة الشغل في شأن االس تقالة أنه "يمكن إنه اء عقد
الشغل غير المحدد المدة بإرادة األجير عن طريق االستقالة المصادق على صحة إمضائها
من طرف الجهة المختصة وال يلزمه في ذلك إال احترام األحكام الواردة في الفرع الثالث
أدناه بشأن اجل اإلخطار المنصوص عليه في الفصل 43من مدونة الشغل.
دلي وقد تدفع المشغلة بوثيقة االستقالة ويدفع األجير باألمية عن طريق لفيف ع
وبما أن االستقالة لم تحرر من طرف ممن له الص الحية طبقا للفصل 427من ق انون
راره االلتزامات والعقود يكون قرارها خارقا للقانون وهو ما أكده المجلس األعلى في ق
عدد " )1(253حيث تعيب الطاعنة على القرار خرق القانون وعدم االرتكاز على أس اس
قانوني وخرق الفصل 427من قانون االلتزامات والعقود ذلك أن القرار اعتمد على وثيقة
االستقالة والذي دفعت بمقتض اها الطاعنة أنها تجهل محتواها ولم يس بق لها أن ق دمت
استقالتها ولما بصمت على الوثيقة ظنت أنها تتعلق العطلة واألج رة بس بب أنها أمية ال
تعرف ال القراءة وال الكتابة كما هو ث ابت في اللفيف الع دلي الم دلى به والمحكمة لما
اعتبرت أن االس تقالة المدلي ة بها وال تي تحمل بص مة المدعية رغم أنها لم تكن تعلم
بمحتواها بسبب أميتها تكون قد خرقت القانون وعرضت قرارها للنقض".
فحة وكان جواب المجلس األعلى "أن الطاعنة أدلت بلفيف عدلي عدد 166ص
25كناش المختلفة مؤرخ 6/29/1997يفيد أن األج يرة أمية ولم يس بق لها أن دخلت
المدرسة تجهل القراءة والكتابة والمحكمة لما أخذت بالوثيقة المتعلقة باالستقالة ،والمحررة
باللغة الفرنسية والمؤرخة في ،20/11/1996والتي تجهل األجيرة محتواها فال قيمة لها
مادامت لم تحرر ممن له الصالحية طبقا للفصل 427من قانون االلتزامات والعقود فكان
ما قضت به خارقا للقانون يتعين نقضه".
إال أن هناك حاالت قد يدعي فيها األجير انه وقع االستقالة تحت الضغط واإلكراه
من طرف المشغل كما هو الشأن بالنسبة للقرار الصادر عن المجلس األعلى عدد )2(534
- 1قرار 253صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 09/03/2005مل 1157/2004غير منشور بشرى العلوي ،م س ،ص
.209
- 2قرار عدد 534صادر عن الغرة االجتماعية بتاريخ 18/05/2005ملف 110/2005بشرى العلوي مرجع سابق ص .209
64
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
جاء فيه "لكن حيث أن المحكمة لما ثبت لديها من خالل وثائق الملف أن األج يرة ق دمت
استقالتها عن الشغل ولم تثبت ما ادعته من ضغط وإكراه والمحكمة بعدم جوابها ما دفعت
به من إكراه بعدما رفضت ضمنيا له تبقى الوسيلة على غير أساس".
65
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ولتحقق القوة القاهرة وإثباتها البد من معرفة شروطها وموقف القضاء من هذا
الحادث تتجلى شروط القوة القاهرة في عدم القدرة على توقعها وعدم اس تطاعة رفعها أو
وفر التغلب عليها ويجب أن يكون المدعى حين وقوعها لم يرتكب أي خطأ إضافة إلى ت
شرط االستحالة المطلقة.
جاء في ق رار للمجلس األعلى( )1ذلك حيث أن المحكمة ثبت ل ديها من خالل
رف يمكن توقعه من جلسة البحث أن المشغلة صدر في حقها حكم باإلفراغ وأن هذا الظ
طرف المشغلة وال يمكن إعفاؤها من مسؤوليتها كمشغلة فضال عن ذلك فإنها لم تثبت أنه
هو الذي غادر العمل من تلقاء نفسه فكان ما قضت به المحكمة من تعويضات مرتكز على
أساس والوسيلة ال سند لها."...
ويتبين من هذا القرار أن المجلس األعلى يأخذ بشرط القوة الق اهرة في مفهومها
المطلق بحيث عدم إمكانية توفر لتوقع الحادث.
-3البطالن واإلبطال :
إن عقد الشغل كبقية العقود قد يصاب بخلل في تكوينه ولهذا فإن أس باب البطالن
ذا وقد واإلبطال التي تنطبق على العقود بصفة عامة ،تنطبق على عقود الشغل كذلك ،ه
يكون األمر متعلقا ببطالن عقد الشغل برمته وقد يتعلق بعض بنوده والتي ترد في س ياق
مبدأ الحرية التعاقدية حيث يتضح أنها مشروعة وهي في ذلك تخضع للعقوبة المدنية(.)2
-4اتفاق األطراف :
دد ليس هناك ما يمنع اتفاق األطراف حول إنهاء عقد الشغل سواء كان عقد مح
المدة أو غير محدد المدة وهذا تم تأكيده من خالل الفصل 393من ق انون االلتزام ات
والعقود وذلك في الحاالت التي يجوز فيها الفسخ بمقتضى القانون .وبالرجوع إلى مدونة
الشغل نجدها تتضمن العديد من المساطر المؤدية إلى إنه اء العقد وال س يما عن طريق
- 1قرار عدد 65صادر عن المجلس األعلى صادر بتاريخ 19/04/2005مل عدد 65/05/2005غير منشور بشرى العلوي مرجع سابق
ص .221
- 2سعيد بناني :المجلد الثاني الجزء الثاني ،مرجع سابق ،ص .819
66
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الصلح مثال أو الصلح التمهيدي الذي يعتبر من مستجدات المدونة أو التوصيل عن تصفية
كل حساب أو اإلنهاء الودي.
-5الخطأ الجسيم :
هو الخطأ المرتكب من طرف المشغل أو من طرف األج ير أو هما معا ويجعل
العالقة العقدية غير ممكن أن تستمر في الوجود حتى أثناء اجل اإلخطار ويك ون بطبيعته
خطأ شرعيا للفصل وهو أحد األسباب المؤدية إلى إنهاء كل من العقد المح دد أو غ ير
المحدد المدة.
-6التقاعد :
لقد جاء مدونة الشغل لتضع حدا للنزاع الفقهي والقضائي فيما يتعلق بسن التقاعد
غيل بطلب في سن الستين باستثناء بعض الحاالت التي يرجع البحث بها إلى وزارة التش
تغلوا من المشغل وموافقة من األجير أما بالنسبة لألجراء العاملين في المناجم والذين اش
لمدة 5سنوات على األقل يحالون أساسا على التقاعد عند بلوغهم سن 55سنة أو ال ذين
بلغوا 60سنة ،ولكنهم لم يكونوا قد قضوا فترة التأمين المحدد في الفصل 53من ظه ير
27يوليوز 1972المتعلق بالنظام الضمان االجتماعي إذ ي ؤخر سن التقاعد فيما يخص
هذه الفئة إلى التاريخ الذي يستوفون فيه مدة التأمين المذكورة إذا ك ان الق انون قد أدرج
بعض المقتضيات الخاصة بضرورة االشتغال لمدة 3240يوم عمل ،إنه ال يجوز السماح
بإجبار األجير بالتقاعد قبل بلوغه سن التقاعد وإال اعتبر فص له تعس فا( ،)1إذا يقتضي
األمر تأخير سن التقاعد بالنسبة لألجير البالغ سن 60سنة إلى التاريخ الذي يس توي فيه
مدة التامين كما أنه ليس من مهام مندوب األجراء إنهاء العقود الخاصة بالش غل والمتعلقة
بالتقاعد قبل أوانه علما أن عقد الشغل ينتهي بحلول تاريخ اإلحالة على التقاعد وال يوجبه
ير طبيعة العقد وتحويله إلى ذلك أي أجل اإلخطار ووجود هذا األخير ليس من شأنه تغي
عقد محدد المدة.
- 1قرار عدد 190صادر عن الغرفة اإلجتماعية بالمجلس األعلى 2123/2005بتاريخ 14/10/2005بشرى العلوي مرجع سابق صفحة
225
67
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
موقف المجلس األعلى من التقاعد قبل أوانه :
وم جاء ي قرار( )1له "إذ عابت الطاعنة على القرار خرق المادة 54من مرس
24/11/1963وخرق القانون وعدم االرتكاز على أساس قانوني ونقصان التعليل وعدم
اء ال يقع إال بعد أخذ رأي الجواب ذلك أن المادة 84من المرسوم أعاله تنص "أن اإلعف
دابير عامة لجنة المستخدمين ألحد األسباب اآلتية :للتخفيف من مناصب العمل ألجل ت
ومن أجل التنظيم الداخلي للمقاولة...
وأن ما أقدمت عليه الطاعنة من نهج ق رار اإلحالة على المع اش المبكر ك ان
بموافقة ممثل العمال ومندوب المستخدمين وأن محاضر االجتماعات المدلى بها من طرف
الطاعنة قد أبرزت أن مندوبوا العمال حضروا وهم الذين حددوا المعايير والمقاييس التي
ثم حصرها لتحديد التع ويض على المع اش المبكر واإلحالة االختيارية كما وافقت عليه
يد وزير الوزارة الوصية بمقتضى رسالتها المؤرخة في 22/05/1996من طرف الس
المالية.
ائقة مالية وما تعرضت له من منافسة إن ما أقدمت عليه الطاعنة كان نتيجة ض
خارجية علما أن القانون الداخلي التنظيمي للمكتب يعطي الص الحية للمديرية العامة من
طرف التعويضات ألعوانها في حالة اإلعفاء واإلحالة على المعاش على أساس حد أقصى
وهو 6أشهر وشهرين كحد أدنى والمحكمة لما اعتبرت في حيثياتها أن المطلوب كان في
حالة طرد تعسفي لعدم حضوره وعدم استشارته في موضوع هذا القرار والحال أنه ك ان
ممثال من طرف مندوب األجراء ،وتوصل بمستحقاته تصفية لكل حس اباته وتع ويض
تحفيزي مقابل قبول اإلحالة على المع اش المبكر وال دليل ب الملف على أن الطاعنة قد
طردته طردا تعسفيا وتكون المحكمة قد قلبت عبء اإلثبات ولم تجعل لقض ائها أس اس
قانوني يتعين نقضه".
- 1قرار عدد 505صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 11/05/2005ملف 2005//152غير منشور بشرى العلوي مرجع
سابق ،ص .223
68
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الفص00ل الث00اني :آث00ار إنه00اء عق00د الش00غل على ض00وء
االجتهاد القضائي
ار الناتجة إن مدونة الشغل على المستوى الفردي،لم تغفل الجانب المتعلق باآلث
عن إنهاء عقد الشغل ،السيما بالنسبة لألجير الذي قد يفقد شغله بين عشية وضحاها،ليجد
نفسه عادة أمام وضعية صعبة ،بل ومعقدة عندما تك ون الظرفية االقتص ادية ال تس مح
بإيجاد شغل جديد خاصة في ظل األزمة االقتص ادية العالمي ة ،وال تي أدت بالعديد من
المقاوالت إلى اإلفالس وبالتالي إغالق أبوابها وتسريح عدد هائل من العم ال خاصة في
الدول األوربية التي تعتبر أكبر مورد لألجراء.
وإذا انتهى عقد الشغل لسبب من األسباب التي عرض نا لبعض ها ف إن العالقة
القانونية التي كانت قائمة بمقتضى العقد بين األجير ومشغله ،تنتهي وي ترتب عن ه ذا
اإلنهاء آثار تختلف بحسب ما إذا كان مبررا أو غير مبرر،فضال عن حق األجير في تسلم
1
شهادة العمل عند طلبها وذلك أيا كان سبب انقضاء العقد.
لذلك نقسم هذا الفصل إلى مبحثين،نتطرق في أولهما إلى آث ار الفصل التعس في
ودور القضاء في حماية األجير ،ونبحث في ثانيهما آثار إنهاء عقد الشغل المحدد المدة.
69
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ذلك حينما أعطت لألجير حق اللجوء إلى القض اء من أجل طلب إلغ اء العقوبة
التأديبية التي وقعت عليه مما يحتم على القض اء في ه ذه الحالة البحث عن مش روعية
العقوبة التأديبية من عدم مشروعيتها(..)1
والطرد الذي يصدر عن المشغل وما يخلفه من حرمان األجير من العم ل ،وما
يلحقه من فقدان مورد العيش وما يترتب عنه أيضا من ضياع للعمل الذي يعتبر مص درا
لقوت األجير ووسيلة إلبراز مؤهالته وتفجير طاقاته ،وتجسيد كرامته ،باإلضافة إلى ذلك
ير،قد قد يخلف الطرد الذي يتعرض له األجير آثارا سلبية خطيرة تؤثر على نفسية األج
تحول هذا األخير إلى مدعى عليه في مجموعة من القضايا الجنائية ،أو الجنحية ال تي يتم
عرضها على المحاكم.
ذلك أن كون األجير مسؤول عن األسرة ،ومعيال لها ،قد ي ؤدي به توقف األجر
بسبب فقدانه للعمل ،خاصة إذا لم يتمكن من الحصول على عمل جدي د ،إلى ع دم قدرته
على تحمل مجموعة من االلتزامات األساسية ،وكذلك مسؤولياته العائلية ،فهو قد ال يؤدي
نفقة زوجته ،ونفقة أبنائه ،فيلجأ هؤالء إلى القض اء من أجل المطالبة بالنفقة وقد يتط ور
األمر إلى تقديم شكوى بإهمال األسرة ،وقد يتعدى ذلك إلى مطالبة الزوجة بالتطليق بسبب
عدم اإلنفاق فيصبح هو وزوجته عالة على المجتمع(.)2
ار ولذلك أعطى المشرع لألجير الحق في اللجوء إلى القضاء وللمحكمة في إط
الرقابة الالحقة التي لها على قرار المشغل تقرير ما إذا كان قرار الفصل مبررا أو تعسفيا
إن وحسب ما يكون قرار المحكمة ،سواء قضى بمشروعية الفصل أو عدم مشروعيته ف
هذا األخير يرتب آثارا تتباين ما بين هذه الحالة أو تلك ،لذلك يكون من الضروري التمييز
في اآلثار المترتبة عن اإلنهاء المشروع والغير المشروع لعقد الشغل.
وفي إطار هذا التمييز ،فإن اإلنهاء المشروع لعقد الشغل ال يث ير أية إش كالية،
عكس اإلنهاء الغير المشروع لعقد الشغل ،الذي يثير العديد من المشاكل القانونية تنشأ منذ
- 1عبد اللطيف خالفي" :الوسيط في عالقة الشغل الفردية" الطبعة األولى ،المطبعة والوراقة الوطنية ،الحي المحمدي ،مراكش 2001 ،ص
.527
- 2محمد سعد جرندي م.س ص .103
70
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الوقت الذي يعمد فيه أحد الطرفين إلى مقاضاة خصمه أمام القضاء( .)1كما أن المش رع
ويض ،إما أعطى لألجير إمكانية المطالبة إما بالرجوع إلى العمل أو الحصول على التع
عن طريق الصلح التمهيدي ،أو أمام المحكمة المختص ة ،وذلك كلما عمل المش غل إلى
إنهاء عقد الشغل باإلرادة المنفردة(.)2
لذلك سنقسم هذا المبحث إلى ثالث مطالب نتطرق في أولهما إلى إشكالية إرجاع
رة األجير المفصول إلى عمله في العمل القضائي ،ونبحث في ثانيها التعويض عن األج
مع أمثلة تطبيقية ،ونختم بموقف المجلس األعلى من التعويضات الناتجة عن عقد الشغل.
71
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الحكم بإرجاع األجير المفصول إلى عمله ،أث ار ج دال كب يرا فهل يتعلق األمر ببطالن
الفصل أم الحكم بمجرد التعويض .ل ذا س نعمل على دراسة موقف القض اء من طلب
الرجوع وشروطه كفقرة أولى ثم موقف المجلس األعلى من مب ادرة المش غل في طلب
اإلرجاع فقرة ثانية ،وأخيرا مدى استحالة تنفيذ الحكم القاضي بالرجوع إلى العمل.
72
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
أوال :السلطة التقديرية للمحكمة في توافر الشروط
إن الحفاظ على مبدأ اإلرجاع وتعزيزه ،يكتسي أهمية بالغة على مستوي ض مان
استقرار الشغل ،خاصة في ظل ظروف األزمة االقتصادية وأيضا ظروف البطالة هشاشة
عالقات الشغل السائدة بالمقاوالت.
فمن خالل مجموعة من قرارات المجلس األعلى ،والتي ص درت عنه فإنه يجب
إلرجاع األجير للشغل ضرورة تحقق شرطين ويتمثالن في;
أول هذه الش//روط :أن يطلب األج ير ،إرجاعه للعمل فالمحكمة تتقيد بعناصر
الطلب المع روض عليه ا ،فيجب عليها أال تغفل البث في عنصر أو نقطة من عناصر
الطلب كما يجب عليها أال تتعدى حدود هذا الطلب ،فتفصل في أمور لم تطلب منها ،كما ال
تستطيع المحكمة أن تقضي بأكثر مما طلب منها أو تغير في موضوع الطلب(.)1
أورد فيه أنه "ال وكأبرز مثال على ذلك ق رار للمجلس األعلى رقم ،)2(347
يعطى الشخص أكثر مما طلب ،وعليه يتعرض للنقض الحكم الذي يقضي للمدعي بحطه،
وحظ أخيه مع أنه لم يطلب إال حظه .وأيضا فيما يخص طلب األج ير إرجاعه إلى العمل
تكريس لمقتضيات الفصل الثالث من قانون المسطرة المدنية .وهو ما أكده أيضا المجلس
رق الفصل 50من األعلى في قرار عدد .)3(309حيث تعيب الطاعنة على القرار خ
قانون المسطرة المدنية والفصول 399و 400من قانون المسطرة المدنية ذلك أن القرار
لم يرد عن دفوعات الطاعن ة ،والمتعلقة بالمغ ادرة التلقائية خاص ة ،وأن المطلوبة في
النقض ثم إنذارها ولم تعد للعمل رغم توصلها.
كما أن هناك دفوعات لم يتم الجواب عنها ،كالدفع المتعلق بكون األج يرة لم تقم
بتنفيذ الحكم االبتدائي القاضي لفائدتها بالرجوع إلى العمل مما يؤكد رغبتها في المغ ادرة
التلقائية وعدم االلتحاق بالعمل مما يجعل القرار خرقا للقانون.
73
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ثم إن القرار خرق مقتضيات ظهير 1948الذي يخول للمحكمة الخيار في الحكم
باإلرجاع إلى العمل أو التعويض عن الضرر ،والمحكمة مصدرة القرار لما اعت برت ان
رقت الفصل 3أعاله من المحكمة االبتدائية التي قضت بالرجوع إلى العمل تكون قد خ
قانون المسطرة المدنية ،رغم أن القانون أعطى للمحكمة حق الخيار ،يكون قرارها غ ير
مرتكز على أساس وخارق للقانون ومعرضا للنقض.
74
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ير ،في حالة رفض ظروف كل قضية ،مع الحرص على اختيار األصلح واألنسب لألج
ير يبقى له الحق في المؤاجر تنفيذ الحكم القاضي بإرجاع األجير إلى عمله فإن هذا األخ
طلب التعويض عن الفصل التعس في( )1وهو نفس ما ذهب به ق رار الغرفة االجتماعية
بالمجلس األعلى رقم .)2(1581
ولعل في إعطاء الخيار للمحكمة ،باإلضافة إلى المقتض يات المس طرية ما يفيد
بلورة األصلح ،فالقاضي من محاولة التصالح طبقا لمقتضيات الفصل 277من المسطرة
المدنية يستطيع التوصل إلى رأي المشغل واإلحاطة بظ روف الفص ل ،وك ذا نوعية
المقاولة وحجمها من حيث إمكانية إرجاع األجير كما أن الدور اإليج ابي ال ذي يتمتع به
القاضي االجتماعي يؤهله لطلب االطالع على كل المس تندات والوث ائق والم ذكرات
والحجج التي من شانها أن تنير القضية ،وتبعا لهذه المعطيات فإن االقتصار على المطالبة
بالرجوع على العمل ،يسهل على القاضي المطالبة بإصالح المقال وذلك من أجل اإلشارة
إلى التعويض يجانب طلب الرجوع إلى العمل حتى يتمكن من الحكم بعد ذلك عند ثب وت
الفصل غير المبرر ،بالحكم بأحد الطلبين أي بالرجوع إلى العمل او الحكم بالتعويض عن
الضرر دون األجر ألن هذا األخير يؤدي مقابل العمل فقط ،كما ذهب بذلك قرار المجلس
األعلى عدد .)3(259
75
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الفق00رة الثاني00ة :موق00ف المجلس األعلى من مب00ادرة المش00غل في طلب
اإلرجاع
أوال :كيف تتم مبادرة المشغل لطلب الرجوع أثناء سريان
المسطرة بإرجاع األجير إلى عمله
إن القضاء ال يمكنه أن يحكم بالرجوع إلى العمل إال إذا كان هناك موافقة المشغل
على استعداده لذلك( .)1فاألجير المبلغ بالفصل ال يلزم بقبول عرض الرجوع على العمل
مادامت واقعة الفصل ثابتة(.)2
كما أن هناك حاالت متعددة فيما يتعلق بمبادرة المش غل في طلب الرج وع إلى
عمله ،حيث يطالب فيها األجير الرجوع إلى العمل أثن اء س ريان ال دعوى ،وبعد رفعه
اء للمقال مثال أكثر من سنة كما هو الحال بالنسبة للقرار عدد )3(478/2005والذي ج
هادة في جواب للمجلس األعلى بشأنه "لكن حيث أن المحكمة لما ثبتت لديها من خالل ش
الشهود الدين ثم االستماع إليهم ،أن الط اعن قد غ ادر العمل من تلق اء نفسه في يونيو
2001وأن الدفع المتعلق بأن طلب الرجوع للعمل كان بعد رفع الدعوى يبقى علة زائدة
يستقيم القرار بدونها لك ون المغ ادرة التلقائية واقعة مادية يمكن إثباتها بجميع وس ائل
اإلثبات ،وهو ما خلص إليه القرار مما جعله مطابقا للصواب "...مما ي دل أن المش غل
أثبت بواسطة الشهود أنه غ ادر العمل من تلق اء نفسه واألج ير الزال يتثبت بكونه قد
تعرض للطرد التعسفي ،وأن مطالبته بالرجوع كان بعد فوات سنة من رفضه للمقال.
- 1قرار لغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى رقم 1233بتاريخ 13مايو 1991في الملف االجتماعي عدد 9897/89مجلة المحاكم المغربية
العددان 56-54لسنة 1992ص 89وعبد اللطيف خالفي "االجتهاد القضائي في المادة االجتماعية" ص .255
- 2محمد بناني :الجزء الثاني المجلد الثاني ،م.س ص .1231
- 3قرار عدد 478صادر عن الغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى بتاريخ 04/05/2005ملف اجتماعي 121أشارت إليه بشرى العلوي م.س
ص 244
76
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ثانيا :عدم تزويد المشغل بالعنوان الجدي00د لألج00ير واألث00ر
القانوني
له إن األجير الذي لم يزود مشغله بالعنوان الجديد ال يمكن مواجهته بعدم توص
برسالة الرجوع إلى العمل ،وبالتالي ي ترتب على دالك آث ار قانونية س لبية في مواجهة
األجير ،خاصة فيما يتعلق بالمغادرة التلقائية وهو المبدأ ال ذي كرسه المجلس األعلى في
قراره عدد )1(966حينما رد المجلس األعلى "حيث يت بين ص حة ما عابته الطالبة في
القرار المطعون فيه ذلك أنها دفعت بأن األجير المطلوب في القرار المطعون فيه ذلك أنها
دفعت بأن األجير المطلوب في النقض ،هو الذي غادر عمله ولم يكن موضوع ط رد من
طرفها وأكدت بأنها أنذرته من أجل استئناف عمله فتعذر التوصل باإلنذار ب الرجوع إلى
العمل ،ال يرجع على المشغلة وإنما إلى األجير الذي يزود مشغلته بعنوان مس كنه الجديد
حتى تتمكن من مراسلته وهذا ما أكده العون القضائي المكلف بالتبليغ.
هكذا يتضح أن نص المادة 41من مدونة الشغل يضعنا أم ام أم رين إما الحكم
بالرجوع إلى العمل أو الحكم بالتعويض وفي هذا االتجاه إعطاء الخيار للقضاء قصد تلبية
قرار الرجوع أو التعويض.
الفقرة الثالثة :مدى استحالة تنفيذ الحكم القاضي بالرجوع إلى العمل
تنص الفقرة الرابعة من المادة 41من مدونة الشغل..." ،على أنه في حالة تعذر
أي اتفاق بواسطة الصلح التمهيدي ،يحق لألجير رفع دعوى أمام المحكمة المختصة التي
لها أن تحكم في حالة ثبوت فصل األجير تعسفيا إما بإرجاع األجير إلى شغله أو حصوله
على تعويض عن الضرر".
1قرار عدد 986صادر عن الغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى بتاريخ 06/10/2004ملف ( 1261/03غير منشور) أشارت إليه بشرى
العلوي م.س ص .244
77
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الحكم بإرجاع األج ير إلى عمله كث يرا ما ال يجد أذانا ص اغية من أص حاب المعامل
العتبارات واقعية بالخصوص.
والمشرع المغربي لم يتحدث ال في النصوص الملغاة ال في مدونة الشغل الحالية
ه ،ربما عن مؤيدات الحكم القضائي والقاضي بإرجاع األجير المفصول تعسفيا إلى عمل
لصعوبة وجود حل مرض للطرفين معا.
وكما أشار إلى ذلك األستاذ موسى عبود في مؤلفه حول دروس في الق انون
أن االجتماعي المغربي" إرجاع األجير إلى العمل بحكم قضائي حين يطرح هذا الحكم ب
اإلعفاء كان تعس فيا هو من المش اكل العويصة ال تي تض اربت فيها اآلراء واختلفت
التشريعات بشأنها.
فأنصار هذا التدبير يرون بأنه يمثل وسيلة فعالة وناجعة لحماية األجير من تعسف
المؤاجر الذي يعلم أنه إذا فصل األجير بدون سبب مش روع ،فهو مع رض للحكم عليه
بإرجاع ذلك األجير إلى منصبه مع أداء األجور التي حرم منها خالل المدة التي بقي فيها
متقطعا عن العمل ولو استمرت عدة سنوات .مما يشكل ضمانة مهمة لهذا األجير(.)1
وقد اعتبر المشرع الجزائري لسنة 1982كل إنهاء تعسفي باطل يستوجب إعادة
العامل إلى عمله مع التعويض عن األضرار األخرى التي تلحق العامل.
وهكذا تنص الم ادة 79على أنه في حالة الفصل التعس في أو في خالة خ رق
األحكام التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل ،فإن القاضي يأمر بإعادة دمج العامل في
منصب عمله األص لي مع منحه التعويض ات المس تحقة له وإذا عارضت المؤسسة
اجم عن المستخدمة إعادة دمج العامل الفعلية ،يستمر العامل في التمتع بجميع حقوقه الن
عالقة عمله(.)2
ون أما معارضوه :فيرون بأن العالقة التي تربط المؤاجر باألجير يجب أن تك
قائمة على حسن التعامل وعلى هيبة صاحب المؤسسة و سلطته على األجراء ،ويبررون
ذلك بكون رب العمل هو أكثر الن اس حرصا على مقاولت ه ،وأنه ال يعمد إلى فصل أحد
- 1موسى عبود " :م س ،ص 218وما بعدها.
- 2فريدة المحمودي " :محاضرات في القانون اإلجتماعي" م س ،ص .294
78
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
أجرائه إال إذا صدر منه خطأ جسيم ،من شانه اإلخالل بت وازن المؤسسة أو س يرها أو
عندما يصبح هذا األجير خطرا عليها.
وبطرد المؤاجر لألجير ،تسوء عالقتهما ،وإجب اره قض ائيا على إرجاعه إلى
عمله ،من شانه أن يعرض سلطته لالحتقار أمام باقي األج راء وأن ي ؤدي إلى فق دان
االنض باط كما يس اعد على تفشي روح التم رد والفوضى داخل المقاولة ناهيك عن
دعوى وما الصعوبات الجمة التي تعترض تنفيذ هذا الحكم خاصة إذا طالت إجراءات ال
يترتب عنها من نشوء بذور الحقد والضغينة بين األطراف (األجير والمش غل) وانع دام
الثقة المتبادلة التي تعتبر ضرورية الستمرار عالقة الشغل.
كما أن إصدار المحكمة للحكم القاضي باإلرج اع دون التأكد من تحقق تنفي ذه
سيمنح فرصة للمؤاجرين لتحقير المقررات القضائية وإفقادها لقدسيتها وهيبتها(.)1
ويستند هذا االتجاه على عدة مبررات منها أساسا :
أ -إن الحكم باإلرجاع غالبا ما يكون غير ذي فائدة ومجردا من أية فعالية طالما
يصعب تنفيذه رغما عن إرادة المشغل علما بأن الفصل صريح في ق انون االلتزام ات
والعقود يقضي بأن االلتزام بعمل يتحول عند عدم الوفاء به ،إلى االل تزام ب التعويض (
)261وبالتالي فال موجب أصال للحكم بالغرامة التهديدية ضد المش غل الممتنع عن تنفيذ
الحكم باإلرجاع كما قضت بذلك العديد من قرارات المجلس األعلى(.)2
ب -إن الحكم باإلرجاع يمس بهيبة المشغل خاصة في المقاوالت الصغرى التي
ات تسود بها العالقات الشخصية ما بين المشغل وأجرائه وهي التي تسود بها تلك العالق
الشخصية ما بين المشغل وأجرائه وهي التي تتيح له الفرصة لالنتقام من األج ير ال ذي
أعيد إلى عمله رغما عن إرادته.
- 1عقود العمل والمنازعات االجتماعية من خالل قرارات المجلس األعلى" الذكرى الخمسينية لتأسيس المجلس األعلى .الندوة الجهوية
التاسعة مقر محكمة االستئناف بحي الرياض السالم أكادير 06-05يوليوز 2007ص 262وما بعدها.
2من ضمنها القرارات الصادرة في 1986-7-28و 1988-3-28و ( 1991-06-10منشورة بمجلة المحاكم المغربية عدد .66
79
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ج -إن فرض إرجاع األجير ضدا على إرادة مش غله_ ولو بحكم قض ائي _قد
يؤدي إلى نتيجة عكسية على مستوى التشغيل طالما لن يتسرع المشغل في التشغيل إال بعد
معرفة خاصة وشخصية بالمرشحين للشغل.
لط عليها د -إن تقرير مبدأ اإلرجاع يعتبر بمثابة تجاوز لحرية األطراف ،وتس
وال ينسجم مع روح االقتصاد الليبرالي حيث يعتبر المش غل هو الحكم الوحيد في مقاولته
وتحديدا في اختيار أجرائه(.)1وبالرغم من أن القضاء المغربي ويتزعمه المجلس األعلى،
قد سبق له أن اعتمد في قراراته على الغرامة التهديدية المنصوص عليها في الفصل 448
من قانون المسطرة المدنية كوسيلة قانونية للضغط على المشغل من أجل الدفع به إلى تنفيذ
الحكم القضائي الخاص بإرجاع األجير إلى عمله ،ربما تأثرا منه بالرأي الفقهي الس الف
الذكر ،حيث لم يرتب أي أثر قانوني على عدم تنفيذ الحكم باإلرجاع بل وقد ذهب إلى حد
تقرير عدم صحة تطبيق الغرامة التهديدية في هذا المجال( .)2والمش رع ب دوره ك ان
حريصا على مراعاة عنصري حجم المؤسسة وأقدمية األجير .وهكذا نالحظ أنه ميز بين
حالتين:
فبالنسبة للمقاوالت التي تشغل على األقل 12أجير ،وبخص وص األج راء في
المقاوالت في حالة الطرد مع غياب السبب الحقيقي والجدي وهي:
-إرجاع األجير مع الحفاظ بنفس المكتس بات ،على أن القاضي ال يك ون ملزما
باقتراحها ،وحتى إن اقترحه فيمكن ألحد األطراف أن يرفض ها ،و ال يمكن أن تف رض
رغم إرادته.
-إعطاء تعويض لألجير على أن ال يقل عن األجر اإلجمالي للستة أشهر.
-الحكم على المقاولة بدفع تعويضات البطالة في حدود 6أشهر ،أما بالنس بة
للمقاوالت التي تشغل أقل من 12األجير أو بالنسبة لألجراء الذين تقل أقدمتهم عن سنتين
فإن العقوبة الوحيدة المقررة تكمن في الحكم بأداء تع ويض عن األض رار ال تي لحقت
باألجير.
- 1محمد الشرقاني م.س ص .175
- 2محمد الكشور ":انهاء عقد الشغل" م س ،ص .225
80
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
يالحظ بخصوص إمكانية الحكم باإلرجاع في القانون الفرنسي أنها أحيطت بمجموعة من
القيود ،ال شك أنها أفرغت هذه اإلمكانية من كل قوة ملزمة ،وذلك كترك الحرية للقاضي
في قرار حق اإلرجاع دون أن يكون ملزما تشريعيا بذلك ،وعدم وجود م ايلزم المش غل
باإلمتثال لحل اإلرجاع في حالة اقتراحه من طرف القاضي ،وقد يكون من دوافع اق رارا
المشرع الفرنسي لهذه المقتضيات ،أهمية التعويضات التي سيتفيد منها األج ير ويتحملها
المشغل(.)1
81
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
المطلب الث000000اني :التعويض000000ات الناتجة عن الفصل
التعس0000في وأهم مس0000تحقات عقد الش0000غل مع
إعطاء أمثلة تطبيقية.
المشاهد في قضايا نزاعات الشغل الرائجة لدى المحاكم أن األجير يض من مقاله
االفتتاحي للدعوى مجموعة كبيرة من المط الب منها التعويض ات عن الفسخ التعس في
وكذلك عن اإلعفاء وتعويضات عن ساعات إضافية أو عن عطلة س نوية لم يتمتع بها أو
أجور لم يتقاضاها بعد ،لكنه من الضروري التمييز بين المط الب المبنية على اإلعف اء
والمطالب األخرى المبينة على عقد الش غل وال تي يمكن المطالبة بها ح تى ولو لم يكن
هنالك إعفاء(.)1
ولهذا فيجب أن نميز بين التعويضات الناتجة عن الفصل والتي أساسها المسؤولية
التقصيرية للمشغل ال يستحقها إال إذا ثبت أن الفصل الذي تعرض له األجير فصال تعسفيا
والمستحقات الناتجة عن عقد الشغل وهي التعويضات عن مستحقات األجير س واءا ثبت
طرده بصفة تعسفية أو كان ط رده ط ردا م بررا ول ذلك س وف نعمل على دراسة
التعويضات الناتجة عن الفصل التعسفي مع إعط اء أمثلة تطبيقية (الفق رة األولى) وأهم
المستحقات الناتجة عن عقد الشغل مع إعطاء أمثلة تطبيقية (الفقرة الثانية).
الفق00رة األولى :التعويض00ات الناتج00ة عن الفص00ل التعس00في م00ع إعط00اء
أمثلة تطبيقية.
إذا أعملت المحكمة خيارها في اتجاه الحكم بالتعويض عوض اإلرج اع عن دما
يثبت لها أن الفصل كان تعسفيا فإنها ال تقضي بتع ويض بمبلغ ج زافي بل قننت مدونة
الشغل التعويضات( )2حيث تنص المادة 41من المدونة على أنه يحق للمتضرر في حالة
إنهاء الطرف اآلخر للعقد تعسفيا مطالبته بالتعويض عن الضرر وتحدد الفقرة األخيرة من
نفس المادة مبلغه على أساس أجر شهر ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة على
82
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
أن ال يتعدى سقف 36شهرا( )1في حين أن في القانون السابق كان تقدير التعويض مسألة
موضوعية خاضعة لتقدير قاضي الموضوع يجب أن يبين فيها معتمده ،ومصدر اقتناعه،
مع التطرق إلى كل الدفوعات حتى ال يكون هناك أي ضعف في التعلي ل ،ومع اح ترام
األسس القانونية فإن قاضي الموضوع تبعا لسلطته التقديرية ك ان ينظر إلى األض رار
المادية والمعنوية ،التي أص يب بها الط رف المتض رر طبقا للفصل 754من ق انون
االلتزامات والعقود ،باإلضافة إلى التعويض عن أجل اإلخطار ،والمنصوص عليه أصال
في نفس الفصل كتعويض منفصل عن التعويض عن الضرر ،إال أنه بعد صدور المدونة
لم يعد التعويض عن الضرر خاضعا لمقتض يات الفصل 754من ق انون االلتزام ات
والعقود( )2أيضا كان الفصل الس ادس من النظ ام النم وذجي لس نة 1948ينص أن
التعويض الذي تحكم به المحكمة في حالة ثبوت تعسف المشغل ،يق در حسب الط روف
المحيطة بكل قضية على حدة وحسب الضرر الالحق بالعامل(.)3
وإذا كان المشرع في مدونة الشغل قد رسخ مبدأ التعويض عن الفصل التعس في
في أجل اإلخطار ،والفصل والضرر ،وإن كان قد حدد هذا األخير بطريقة حسابية ولم يعد
خاضعا للسلطة التقديرية للقضاء ،فإن المشرع لم يبرز أساس ه ذه التعويض ات ال تي
اعتبرها القضاء الفرنسي بأنها ليست أجرا مقابل العمل الم ؤدى ،ولكنها تع ويض عن
غل، ضرر ناتج عن إنهاء عقد الشغل ،يسعى إلى إصالح الضرر الناتج عن ضياع الش
اك ما والذي يحدد تبعا للمدة التي قضاها األجير المفصول في العمل ،علما بأنه ليس هن
يمنع طرفي العقد من تحديد مقدار في عقد الشغل أعلى من المق ادير المح ددة قانون ا،
والمالحظ أن المشرع ،نظم التعويض عن إنهاء عقد الشغل المحدد المدة قبل حل ول أجله
بفقرة واحدة هي الفق رة األخ يرة من الم ادة 33من مدونة الش غل ،في حين أنه نظم
التعويض عن إنهاء عقد الشغل غير المحدد المدة بصفة تعسفية بعدة م واد ،تم يز بين
التعويض عن الفصل المنصوص عليه في المادة 52عن التعويضين عن الض رر ،وعن
83
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
أجل اإلخطار المنصوص عليهما على التوالي في المادتين 41و 51من مدونة الش غل،
كما تشير المادة 61من مدونة الشغل إلى أنه " :يمكن فصل األج ير من الش غل ،دون
مراعاة أجل اإلخطار ،ودون تعويض عن الفصل ،وال تعويض عن الضرر عند ارتكابه
خطأ جسيما".
وبمفهوم المخالفة فإن األجير يكون محقا في هذه التعويضات الثالثة عند فص له
فصال تعسفيا .وهو المبدأ الذي تم التأكيد عليه في المادة 293من مدونة الش غل ،ال تي
أبانت بأن عدم امتثال األجير للتعليم ات الخصوص ية المتعلقة بقواعد الس المة وحفظ
الصحة يعد خطأ جسيما يمكن أن يترتب عنه فصله من الشغل دون إخطار و ال تع ويض
عن الفصل ،و ال عن الضرر(.)1
في في إذن فالمشرع قد رسخ في مدونة الشغل مبدأ التعويض عن الفصل التعس
أجل اإلخطار ،والفصل ،والضرر ،باإلضافة إلى تعويض آخر وهو التعويض عن فقدان
الشغل والذي يعتبر من التعويضات المضافة نظرا لتعلقه بحالة معينة من الفصل.
إذن فما هي هذه التعويصات وكيف يتم احتسابها؟.
- 1محمد سعيد بناني ":قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل" الجزء الثاني :المجلد الثاني مرجع سابق ص .1240-1239
- 2مباركة دونيا :حقوق العامل بعد انهاء عقد الشغل بين التشريع الحالي والقانون رقم 65-99المتعلق بمدونة الشغل" دار النشر الجسور،
وجدة 2004 ،ص .31
84
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الستة األشهر وهو ما يعني أنه تعويض جزافي محدد من طرف المش رع ال يس تند على
عنصر الضرر وال تقدير للمحكمة بشأنه في حين أنه في مدونة الشغل يحسب التع ويض
عن عدم إعطاء أجل اإلخطار أو قبل انصرام مدته على أس اس األجر ال ذي يتقاض اه
ا ،طبعا عند األجير ،يؤدي إلى التساؤل ،هل يعتبر األداء في هذه الحالة أجرا أم تعويض
النص على هذا التعويض من طرف المشرع فإن هذا األخير يهدف إلى إصالح الض رر
رة الناتج عن عدم احترام أجل اإلخطار ألن األجير عندما يتقاضى تعويضا موازيا ألج
أسبوع مثال فإن ذلك ال يعني أجرة أسبوع بالمعنى القانوني له ذه العب ارة وإنما تعويضا
إلصالح الضرر مستندا في تقديره إلى طريقة احتساب األجور فق ط ،لكن عن دما يعفى
المشغل األجير من دون أن يقوم هذا األخير بش غله ف إن من الفقه من ن زع على األداء
المقابل سمة األجر.
ولهذا فإن التعويض الذي سيكون المقابل عادة ألداء الش غل الفعلي يتغ ير تبعا
لحالة ما إذا كان أجل اإلخطار أم ال(.)1
وقد نصت الم ادة 43من مدونة الش غل على أنه ينظم أجل اإلخط ار ومدته
بمقتضى النصوص التشريعية ،أو التنظيمية ،أو عقد الشغل ،أو اتفاقية الشغل الجماعي ة،
بر أو النظام الداخلي ،أو العرف .واإلخطار سواءا صدر من األجير أو من المشغل يعت
تصرفا قانونيا من جانب واحد و ال يتطلب إلنتاج أثره موافقة الطرف اآلخر عليه ،إال أنه
يجب أن تتحقق له الشروط الالزمة لوجود وصحة التصرفات القانونية إذ ال بد أن يصدر
عن المشغل نفسه أو من ينوب عنه كما يلزم أن يكون صحيحا خاليا من عيوب الرض ى،
فقانون العمل المصري لم يتطلب بيانات مح ددة فإنه في المقابل ال بد أن يك ون كتابة أو
شفاهة ،إن كان ال يتطلب بيانات محددة فإنه في المقابل ال بد أن يكون قاطعا وداللته على
نية إنهاء العقد مما يجعل الصيغ المبهمة ال تفيد النية في إنهاء العقد.
أما بالنسبة للقانون األردني فإنه بمقتضى المادة / 23من قانون العمل فإنه يجب
على الطرف الذي يرغب في اإلنهاء أن يشعر الطرف اآلخر برغبته هذه قبل شهر واحد
- 1محمد سعيد بناني ":قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل" الجزء الثاني المجلد الثاني :مرجع سابق ص525
85
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
على األقل من التاريخ الذي يحدده لإلنهاء ،ويعتبر هذا النص قاعدة آمرة وبالتالي فالم دة
هر ،كما ال التي يقررها اإلشعار هي من النظام العام لذلك ال يجوز تخفيضها عن مدة ش
يجوز لهما اإلتفاق على ذلك ،وال يبدأ سريان هذا األجل إال من ت اريخ ص دور اإلرادة
المنفردة عمال بالقواعد العامة لسريان المدد القانونية.
أما بالنسبة للقانون المغربي ،فهو لم يحدد شكال إلخط ار ،ما إذا ك ان كتابيا او
شفاهيا ،وبقي ذلك خاضعا للقواعد العامة في اإلثبات(.)1
ويعفى كل من األجير والمؤاجر من وجوب التقيد بأجل اإلخطار في حالة الق وة
القاهرة ،وقد حدد المرسوم رقم 2 -04 -469الصادر بتاريخ 16ذي القعدة ( 1425
29ديسمبر )2004أجل اإلخطار كالتالي:
بالنسبة لألطر ومن شابههم ،حسب أقدميتهم.
-أقل من سنة شهرا واحدا.
-من سنة إلى خمس سنوات شهران.
-أكثر من خمس سنوات ثالثة أشهر.
بالنسبة للمستخدمين والعمال ،حسب أقدميتهم:
-أقل من سنة ثمانية أيام.
-من سنة إلى خمس سنوات شهرا واحدا.
-أكثر من خمس سنوات شهران(.)2
ار إذن فما هي إال أنه هناك حاالت يعفى فيها المشغل من االلتزام بمهلة اإلخط
هذه الحاالت؟ وكيف يتم احتساب التعويض عن أجل اإلخطار؟
أ -اإلعفاء القانوني من االلتزام بمهلة اإلخطار:
86
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
نصت الفقرة األولى من المادة 43من مدونة الشغل ،على أنه "يكون إنه اء عقد
الشغل غير المحدد المدة ،بإرادة منفردة مبنيا على احترام أجل اإلخطار مالم يصدر خطأ
جسيم عن الطرف اآلخر"(.)1
رف فالقاعدة العامة أن ارتكاب خطأ جسيم من طرف أحد المتعاقدين يعفى الط
اآلخر من االلتزام بمهلة اإلخطار -فمثال فقد نصت المادة 61من مدونة الشغل على أنه:
"يمكن فصل األجير من الشغل دون مراعاة أجل اإلخطار...عند ارتكابه خطأ جسيما"()2
وبالنسبة للمشغل فالقاعدة تستفاد من مطلع المادة 43أعاله والتي تخاطب الطرفين مع ا،
وقد جاء فيها أنه" :يكون إنهاء عقد الشغل غير محدد الم دة ،ب إرادة منف ردة ،منيا على
احترام أجل األخطار ،ما لم يصدر خطأ جسيم عن الطرف اآلخر"...
فالخطأ الجسيم يبعد مسؤولية المتعاقد اآلخر ،وهو أمر تم التأكيد عليه في الم ادة
51من مدونة الشغل إذن فالخطأ الجسيم يجعل االحتفاظ بالعالقة العقدية غير ممكنة حتى
أثناء أجل اإلخطار ،فسواءا وقع ارتكابه أثناء سريان عقد الشغل بصورة طبيعية ،أم أثناء
أجل اإلخطار نفسه ،فإن الطرف المتسبب في اإلنهاء نتيجة ارتكابه خطأ جسيما يصح في
األصل محروما من أي تعويض.
أيضا فقد جاء في الفقرة األخيرة من المادة 43من مدونة الش غل ما يلي" :يعفى
المشغل واألجير من وجوب التقيد ،بأجل اإلخطار في حالة الق وة الق اهرة" ،فه ذه في
مفهومها الكالسيكي تجعل العقد منتهيا دون احترام ألجل اإلخطار ،المنص وص عليه في
النصوص التشريعية ،أو التنظيمية ،أو عقد الشغل ،أو اتفاقية الشغل الجماعية ،أو النظ ام
الداخلي ،أو العرف(.)3
وأيضا تؤخذ بمفهومها الشغلي وهي ت ؤدي ب دورها إلى التحلل من العقد دون
مراعاة أجل اإلخطار ،فالقوة القاهرة باعتبارها حدثا خارجا عن إرادة الطرفين إذ وله ذا
فال يعقل أن يلزم أحدهما باألثر المتمثل في التعويض.
87
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ثم هناك اإلعفاء القانوني من مهلة اإلخطار في إطار المادة 13من مدونة الشغل
حيث أن فترة اإلختبار هي الفترة التي تسمح للطرفين بمعرفة إمكانية قيام العقد لمدة غير
محدودة أم ال( ،)1وهي بذلك تبرر ،من حيث المبدأ ،إنه اء العقد س واءا أثناءها أو عند
انتهائها ،ولهذا فإن غياب مدة معينة ألجل اإلخطار خالل هذه الفترة ت ؤدي ب دورها إلى
إمكانية كل من الطرفين بوضع حد للعقد دون إعطاء أجل لإلخطار.
غير أنه إذا قضى األجير أسبوعا في الشغل على األق ل ،ال يمكن إنه اء ف ترة
االختبار دون إعطاء أجل لإلخطار وفي حالة عدم إعطائه ألجل اإلخطار فإنه يكون محقا
في طلب التعويض(.)2
وتجدر اإلشارة إلى أن المادة 13من مدونة الشغل جعلت أجل اإلخط ار أثن اء
فترة اإلختبار على عاتق المشغل فقط دون األجير.
ب -كيفية احتساب التعويض عن أجل اإلخطار:
إن احتساب التعويض عن مهلة اإلخطار يرجع إلى ص فة األج ير وأقدميته في
العمل وتبعا ألجرته التي يتقاضاها ،وقد صار العمل القضائي على احتساب هذا النوع من
التعويض استنادا على ما هو مسطر بالمرسوم الصادر في 2004 /12 /29فمثال إذا
كان يتقاضى األج ير مبلغ 50درهم يوميا أي أنه يتقاضى مبلغ ش هري وهو 50درهم
ال مضروبة قي 26يوما يساوي 1300درهم( )3وبما أنه من صنف المستخدمين العم
ومدة عمله هي 4سنوات فإنه يستحق تعويضا عن اإلخطار مح دد في ش هر واحد وهو
مبلغ 1300درهم وبالت الي فه ذه الطريقة يتم إعمالها إلحتس اب التع ويض عن أجل
اإلخطارفي األحكام الصادرة عن المحاكم حيث صدر عن المحكمة االبتدائية بمكناس حكم
عدد )4(2008 /1023ينص على إعماله لمقتضيات المادة األولى من مرسوم /12 /29
2004حيث ان المدعي طلب في مقاله التعويض عن األخطار مبلغ 4419.8درهم وهو
امت المحكمة يتقاضى أجرة شهرية 1500درهم ،ويعتبر من صنف المستخدمين فقد ق
88
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
2004ينص الحكم حيث أنه /12 بالعملية الحسابية طبقا اامادة 1من مرس وم /29
يستحق تعويضا عن مهلة اإلخطار قدره 4018.56درهم طبقا للمادة األولى من مرسوم
.2004 /12 /29
إذن فالتعويض عن أجل اإلخطار الناتج عن العملية الحسابية أقل من التع ويض
عن أجل اإلخطار المتضمن في مقال المدعي ضمن طلبات التعويضات إذن فالمحكمة في
هذه الحالة تحكم بالتعويض الناتج عن العملية الحسابية لكونه أقل من التعويض المطلوب
من طرف المدعي فلو كان التعويض الناتج عن العملية الحس ابية أك ثر من التع ويض
المضمن في طلبات التعويض ات فإنه ال يحكم به وإنما يحكم ب التعويض المتض من في
طلبات التعويضات.
طبقا لمقتضيات المادة 3من قانون المسطرة المدنية لكون المحكمة ال تحكم بأكثر
مما طلب".
- 1خالفي عبداللطيف" :الوسيط في مدونة الشغل ،الجزء األول ،عالقات الشغل الفردية" الطبعة األولى ،المطبعة والوراقة الوطنية ،الحي
المحمدي مراكش ،2004ص .506
89
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
غل داخل نفس -يجب أن يكون األجير قد قضى على األقل ستة أشهر من الش
المقاولة ،وذلك عوضا عن سنة كما كان في ظل النص وص القانونية الس ابقة عن مدونة
الشغل.
-ويجب أخيرا أن يكون إنهاء عقد شغل األجير ،نهائيا.
أما إذا كان اإلنهاء غير نهائي ،فال يستحق األجير هذا التعويض.
لة ،وذلك والتعويض عن الفصل تولت مدونة الشغل تحديده بكيفية دقيقة ومفص
من خالل بيان مبلغه ،وكيفية منحه ،وذلك انطالقا من عنص رين هم ا :أقدمية األج ير
وأجره ،حيث يالحظ في هذا الصدد أن المشرع المغربي ،ق ام بم وجب مدونة الش غل
بمضاعفة التعويض عن الفص ل ،بالمقارنة مع التع ويض ال ذي ك ان يمنح بمقتضى
النصوص القانونية السابقة عنها(.)1
فالمادة 53من مدونة الشغل تنص على أنه" :يعادل مبلغ التعويض عن الفصل،
عن كل سنة أو جزء من السنة من الشغل الفعلي ما يلي:
96 -ساعة من األجرة فيما يخص الخمس سنوات األولى من األقدمية.
144 -ساعة من األجرة فيما يخص فترة األقدمية المتراوحة بين السنة السادسة
والعاشرة.
192 -ساعة من األجرة فيما يخص مدة األقدمية المتراوحة بين السنة الحادية
عشرة والخامسة عشرة.
240ساعة من األجرة فيما يخص مدة األقدمية التي تفوق الس نة الخامسة -
عشرة.
يمكن النص في عقد الشغل ،او اتفاقية الشغل الجماعية ،أو النظام ال داخلي على
مقتضيات أكثر فائدة لألجير(.)2
90
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ويحق لألجير أن يستفيد أيضا وفق الق وانين واألنظمة الج اري بها العمل من
التعويض عن فقدان الشغل ألسباب اقتص ادية أو تكنولوجية أو هيكلية (الم ادة 53من
المدونة).
وإلى جانب التعويض عن الفصل هناك التعويض عن الضرر هذا األخير ال ذي
برر يتجسد في إنهاء عقد الشغل المحدد المدة بدون مراعاة أجل اإلخطار ودون وجود م
مقبول وبدون احترام للمساطر القانونية الواجبة اإلتب اع في ح االت معينة (حالة فصل
مندوبي األجراء او نوابهم أو اإلعفاء ألس باب اقتص ادية أو تقنية أو هيكيلية أو إغالق
المقاوالت )..يجعل هذا اإلنهاء تعسفيا موجبا للتعويض عن الضرر(.)1
وتطبيقا للمادة 41من مدونة الشغل الجديدة يحق للطرف المتض رر من ه ذا
اإلنهاء ( أجيرا كان أو مشغال) المطالبة بتعويض عن الضرر يح دد مبلغه على أس اس
شهر ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة على أن ال يتعدى سقف 36شهرا.
وهو تعويض مستقل ومنفصل عن مختلف التعويضات األخرى المستحقة لألجير
بسبب عدم احترام أجل اإلخطار أو عن الفصل عند تحقق شروطه(.)2
والمالحظ أن المشرع المغربي بإقراره لنص المادة 41من مدونة الشغل يك ون
قد حسم خالفا فقهيا وقضائيا بشأن تحديد األسس ال تي يخضع لها تق ييم التع ويض عن
الطرد التعسفي وبالتالي حرمان القضاة من إعم ال الس لطة التقديرية وقصر دورهم في
حساب مبلغ التعويض عن الضرر المستحق لألجير عن اإلنهاء التعسفي(.)3
إذن كيف يتم احتساب التعويض عن الفصل؟ وكيف يتم احتساب التع ويض عن
الضرر؟
-1كيفية احتساب التعويض عن الفصل:
91
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
يتم اإلعتماد في احتساب التعويض عن الفصل من منطلق الم ادة 53من مدونة
الشغل حيث وضع جدول يتم اإلعتماد عليه في العمليات الحسابية بهدف اإلسراع وضبط
العمليات بكل دقة فهذا الجدول يضبط عدد الساعات المستحقة عن الفصل:
92
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
التعويض عن الفصل عدد السنوات من العمل التعويض عن الفصل المستحق عدد السنوات من العمل
المستحق
3600 21 96 سنة من الش غل الفعلي أو
سنـــــــــــة ساعــــــــــة ساعـــــــــــة جزء منها
3840ساعة 22سنة 192ساعة سنتان
4080ساعة 23سنة 288ساعة 3سنوات
4320ساعة 24سنة 384ساعة 4سنوات
4560ساعة 25سنة 480ساعة 5سنوات
4800ساعة 26سنة 624ساعة 6سنوات
5040ساعة 27سنة 768ساعة 7سنوات
5280ساعة 28سنة 912ساعة 8سنوات
5520ساعة 29سنة 1056ساعة 9سنوات
5760ساعة 30سنة 1200ساعة 10سنوات
6000ساعة 31سنة 1392ساعة 11سنة
6240ساعة 32سنة 1584ساعة 12سنة
6480ساعة 33سنة 1776ساعة 13سنة
6720ساعة 34سنة 1968ساعة 14سنة
6960ساعة 35سنة 2160ساعة 15سنة
7200ساعة 36سنة 2400ساعة 16سنة
7440ساعة 37سنة 2640ساعة 17سنة
7680ساعة 38سنة 2880ساعة 18سنة
7920ساعة 39سنة 3120ساعة 19سنة
8160ساعة 40سنة 3360ساعة 20سنة
ومن خالل هذا الجدول فكيفية احتساب التعويض عن الفصل كما يلي:
مثال:أجير طرد من العمل في ظل مدونة الشغل الجديدة أجرته 2000درهم
اشتغل مدة 14سنة طلب التعويض عن الفصل في مبلغ 20.000درهم ف إذا رجعنا إلى
الجدول أعاله نالحظ أن مدة عمل األجير وهي 14سنة هي يقابلها ع دد الس اعة وهي
93
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
1968ساعة والقاعدة في اإلحتساب هي أجرة الساعة مضروبة في عدد الس اعات وهي
كما يلي(:)1
بمقتضى المادة 238من مدونة الشغل فإن الشهر يساوي 191وهذه األخيرة إذا
تم اقتسامها على 26يوما تكون 7.33في اليوم.
نبحث اوال عن أجرة الساعة وهي:
10.53 = 7.33 /26 /2000درهم للساعة.
نأخذ أجرة الساعة مضروبة في عدد الساعات بالجدول المقابلة لمدة العمل المشار
إليه في الصفحة السابقة.
10.53درهم x 1968 = 04 ، 20723درهم وفي هذه الحالة فاألجير طلب
أقل مما استحق وبذلك يتعين الحكم له بما طلب لكي اليقع خرق مقتضيات الفصل 3من
قانون المسطرة المدنية ومن خالل هذا المثال فإن الطريقة المعتمدة فيه هي التي تعتم دها
المحكمة في احتساب التع ويض عن الفصل حيث أنها ال ت بين العملية الحس ابية وإنما
غل فقد بإعطاء التعويض عن الفصل باالعتماد على مقتضيات المادة 53من مدونة الش
حكمت المحكمة بالتعويض عن الفصل إلى جانب التعويضات األخرى المطلوبة في مقال
المدعي حكم رقم )2(2008 / 1024والذي ضمن في مقاله المدعي الحكم له بالتعويض
عن الفصل من الخدمة مبلغ 6630.62درهم وهو يتقاضى أجرة ش هرية 1500درهم
فالمحكمة بعد إعمالها للعملية الحسابية ت بين لها أنه يس تحق تعويضا عن الفصل ق دره
3709.44درهم حيث جاء في حيثيي ات الحكم "حيث أنه يس تحق تعويضا عن الفصل
قدره 3709.44درهم طبقا للمادة 52و 53من مدونة الشغل.
إذن فهذا الحكم حكم بالتعويض عن الفصل الناتج عن العملية الحس ابية حيث أنه
أقل مما طلب األجير ألنه لو كان الناتج عن العملية الحسابية أك ثر مما طلبه األج ير في
مقاله االفتتاحي فإنه في حالة استحقاقه يحكم له بالتعويض المطلوب.
ب -كيفية احتساب التعويض عن الضرر.
- 1بشرى العلوي :مرجع سابق ص .332
- 2حكم رقم 1024الصادر في 14/10/2008ملف اجتماعي رقم 718/07/6صادر عن المحكمة اإلبتدائية بمكناس .غير منشور.
94
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
لقد حددت المادة 41من مدونة الشغل مبلغ التعويض على أس اس أجر ش هر
ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة على أن ال يتعدى سقف 36شهرا فاحتساب
التعويض عن الضرر يتجلى كما يلي:
مثال:
أجير طرد من العمل في ظل مدونة الشغل أجرته 3000درهم شهريا اشتغل مدة
15سنة طلب خالل مقاله من بين التعويضات مبلغ 80.000درهم عن الضرر ليك ون
االحتساب على الشكل التالي:
أجرة األجير هي 3000 :درهم شهريا وستكون أجرة شهر ونصف هي 4500
درهم على أساس أن األجرة الشهرية هي 3000درهم يضاف إليها نص فها وهو 1500
درهم لتصبح 4500درهم.
-نضرب أجرة شهر ونصف في مدة العمل وهي 15سنة x 15 4500سنة =
67500درهم.
-ولنبحث اآلن عن أجرة ثالث سنوات وهو الس قف ال ذي حددته الم ادة 41
لنقارن هل وقع تجاوز السقف أم ال.
( x 36 3000السقف) 108.000درهم.
نالحظ أن ما استحقه األجير وهو 67500درهم تعويض عن الضرر طبقا للمادة
41من مدونة الشغل(.)1
وقد تم االعتماد على هذه الطريقة في احتس اب التع ويض عن الض رر وذلك
باالستناد على الم ادة 41في معظم األحك ام الص ادرة عن المح اكم منها الحكم رقم
)2( 2008 / 1023والحكم رقم )3(2008 / 1024حيث جاء في حيثيات التعويض
عن الضرر في كل منهما أنه يتم احتسابه باالعتماد على مقتضيات الم ادة 41من مدونة
ويض آخر قد أتت به المدونة وهل الشغل ومن ذلك ال بد أن نطرح السؤال هل هناك تع
95
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
يدخل ضمن التعويضات الناتجة عن فصل األجير فصال تعسفيا وهل يعت بر ن وع رابع
باإلضافة إلى اإلخطار والفصل والضرر؟
للجواب عليه هو ما تضمنه ثالثا من الفقرة األولى.
96
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
نوع من التعويض عن البطالة أو نوع جديد من التعويضات ال تي تع زز نظ ام الحماية
االجتماعية بالمغرب وقد كان هذا التعويض مطلبا طالما ن ادت به العديد من المنظم ات
النقابية في جوالت الحوار االجتماعي منذ تصريح فاتح غشت ،1996وهذا التعويض
اق مع يستمر تحديده بواسطة نص تنظيمي ،يتم وضعه من طرف السلطة المختصة باتف
المنظمات المهنية ألرب اب العمل والنقاب ات العمالية ومن المنتظر أن يتم ت دبير ه ذا
التعويض الجديد من طرف الصندوق الوطني للضمان االجتماعي(.)1
وبالتالي فالمدونة لم تحدد كيفية احتساب هذا التعويض.
97
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
المؤدى عنها ،ونادرا ما يتم اإلنهاء مباشرة بعدم التمتع بالعطلة ،فنك ون أم ام المطالبة
بالتعويض عن عدم التمتع بهذه العطلة(.)1
إن المالحظ بالنسبة للحالتين معا أن المشرع لم يستعمل مصطلح األجر بالنس بة
للعطلة السنوية المؤدى عنها ،وهو بذلك ينسجم مع مبدأ أن األجر ال يؤدى إال مقابل الشغل
غل الفعلي ،رغم أن التعويض يحتسب تبعا لألجر ،الذي كان سيتقاضاه خالل قيامه بالش
هر لصالح المقاولة أو المشغل ،كما أنه اعتبر الجزء من شهر الذي بدأه األجير بمثابة ش
كامل من الشغل ،يجب مراعاته عند احتساب مبلغ التعويض عن العطلة السنوية الم ؤدى
عنها ،وهو بذلك يبعد الصعوبات التي تترتب عادة عن احتساب ه ذه العطلة عند ع دم
التمتع بها .يتم التساؤل بشأن كيفية احتساب هذه العطلة ،هل تبعا للشهور ،أم األسابيع ،أم
األيام ،فنحن اآلن أمام مجرد اشتغال األجير ليوم واحد إضافي عن الشهر هو بمثابة شهر
كامل ،وهذه القاعدة بقدر ماهي أكثر فائدة بالنسبة لألجير بقدر ماهي مبع دة ألي لبس أو
غموض في كيفية اإلحتساب.
إذن كيف يتم احتساب التعويض عن العطلة السنوية المؤدى عنها في حالة التمتع
بها؟.
وفي حالة عدم التمتع بها؟
أ -كيفية احتساب التعويض في حالة التمتع بالعطلة السنوية المؤدى عنها.
رع، يتضح من عبارة " المؤدى عنها" أن الوصف المعطى لها من طرف المش
يهدف إلى منح عطلة سنوية تؤدى عنها كل المبالغ التي تسلم عادة لألجير أثن اء ف ترات
الشغل ،وذلك ح تى ال يقع أي اختالل في دخل ه ،يحرمه متعة العطل ة ،على أن ه ذا
التعويض قد ال يكون كافيا من الناحية النفسية لألجير ،لخشيته ضياع منصبه ،أو الش غل
الذي كان يقوم به ،فاألجير سيتقاضى تعويضا عن العطلة الس نوية الم ؤدى عنها مقاسا
على األجرة المستحقة ،والتي كان سيتقاضاها لو بقي في شغله أثناء هذه الفترة.
98
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
فقد نصت المادة )1(249من مدونة الشغل على أن األجير يستحق أثن اء عطلته
السنوية المؤدى عنها تعويضا يساوي ما كان سيتقاض اه لو بقي في ش غله ،ويض يف
المشرع في المادة 250من مدونة الشغل بأن التعويض عن العطلة السنوية المؤدى عنها
يتكون من األجر وتوابعه ،سواء كانت مادية أو عينية .وإذا ك ان المش رع بإدخ ال كل
التعويضات قدر رغب من وراء ذلك عدم ايقاع الضرر بدخل األجير ،فإننا مع ذلك نرى
بأن القاعدة العامة عدم احتساب المبالغ التي تؤدى لألجير كاسترداد المصاريف أو نفقات
سبق له أن تحملها بسبب شغله.
وزيادة في حماية األجراء بشأن العطلة السنوية الم ؤدى عنها وح تى ال ي رم
هؤالء ،من الدخل الذي يتقاضونه عادة عند اإلشتغال بالمقاولة.
( )2من مدونة الشغل ،على أن التع ويض عن فقد أكد المشرع في المادة 259
العطلة السنوية المؤدى عنها ينغي أداؤه في أجل أقصاه الي وم ال ذي يس بق بداية عطلة
األجير المعني باألمر ،وفي ذلك ما يفيد بأنه ال يمكن اتباع دورية أداء األجر المعمول بها
في الحاالت العادية ،فإذا كان األجير يتقاضى أجره في نهاية كل شهر وت بين أن ت اريخ
المغادرة قصد اإلستفادة من العطلة السنوية المؤدى عنها هو اليوم العاشر من الشهر ،فإنه
تحق ،و ال ال ينبغي إرغام األجير بالمجيء في نهاية الشهر قصد تسليمه التعويض المس
انتظار إلى نهاية شهر آخر بعلة أن المقاولة ال تؤدي األجور او التعويض ات إال في نهاية
الشهر(.)3
99
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ب -كيفي00ة احتس00اب التع00ويض عن العطل00ة الس00نوية 0في حال00ة ع00دم التمت00ع به00ا
المؤدى عنها:
ير قد قد يتوقف عقد الشغل بصفة نهائية لسبب من األسباب دون أن يكون األج
ادة 251 تمتع بالعطلة السنوية المؤدى عنها ففي هذا السياق نصت الفقرة األولى من الم
من مدونة الشغل بأنه ":إذا أمضى األج ير ما ال يقل عن س تة أش هر متتابعة في خدمة
مقاولة واحدة ،أو مشغل واحد ،ثم أنهى عقد ش غله دون االس تقادة من عطلته الس نوية
بكاملها ،أو عند االقتضاء العطل المستحقة له عن السنتين المنصرمتين ،وجب له تعويض
عن عدم التمتع بالعطلة السنوية المؤدى عنها ،أو عن أقساط العطل التي لم يستفد منها".
فهذه الفقرة ال تميز بيين اإلنهاء الصادر عن المشغل أو عن األجير وسواء ك ان
بإتفاق الطرفين أو بعدم رغبة أحدهما فالتعويض مس تحق في جميع الح االت فبمج رد
صدور اإلنهاء من طرف المشغل فإن األجير يك ون له مس تحق التع ويض عن العطلة
السنوية ويتجسد ذلك في األحكام والقرارات ففي حكم رقم )1( 2005 /1258ينص في
دم إحدى حيثياته "حيث أنه يستحق تعويضا عن العطلة السنوية األخيرة لسنة 2002لع
إدالئه يما يفيد استفادته من نظام ضم العطل ولم يدل المدعى عليه بما يفيد براءة ذمته منها
ويستحق معه مبلغ:
1264, 14درهم.
إذن فمن خالل هذا الحكم فإنه بمجرد إنهاء العقد فاألجير يستحق هذا التع ويض
وأنه يقع على المشغل عبء إثبات إعطاء هذا المستحق لألجير وكيفية احتساب التعويض
عن العطلة السنوية يتم على الشكل التالي:
في حالة إنهاء العقد نالحظ من خالل النصوص القانونية وخاصة المادة )2(231
كيفية استحقاق مدة العطلة أو التعويض عنها إن لم يستفد منها:
بعد قضاء 6أشهر تكون العطلة 9أيام على أساس يوم ونصف يوم.
- 1حكم رقم 1258الصادر بتاريخ 12/2005/ 29ملف اجتماعي رقم 102/6/05صادر عن المحكمة اإلبتدائية بمكناس غير منشور.
- 2المادة 231من مدونة الشغل
100
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
-بعد قضاء 12شهرا تكون العطلة 18يوما ويضاف يوم ونصف يوم من أيام
الشغل الفعلي كل فترة شغل مدتها 5سنوات شريطة أن ال تكون هذه إضافة تتج اوز 30
زء من يوما ،مع مراعاة عند احتساب التعويض عن العطلة السنوية المؤدى عنها كل ج
شهر الشغل الذي بداه األجير ويعتبر شهرا كامال من الشغل المادة .251
فمثال:
تي أجير عمل مدة 4سنوات أجرته الشهرية 3000درهم هنا نرجع للقاعدة ال
ثر من 12 تقول أن األجير الذي اشتغل 6أشهر يستحق 9أيام واألجير الذي اشتغل أك
شهر يستحق يوم ونصف عن كل شهر بمعنى 18يوما ثم إذا قضى أكثر من 5س نوات
يستحق يوم ونصف عن كل خمس سنوات.
الي تنطبق نالحظ في هذا المثال أن األجير لم يكتمل بعد الخمس السنوات وبالت
عليه مدة 18يوما كعطلة ويكون االحتساب كتالي.
نأخذ األجرة الشهرية ونقسمها على 26يوما للحصول على أجرة اليوم لتص بح
أجرة اليوم 3000درهم ÷ 115.38 = 26يوما = 2076.84وهو المستحق لألجير
تعويضا عن العطلة.
101
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
ري عقد خدمة مكتوب أو غير مكتوب أبرم بين المشغل والعامل نظير عمل أنجز أو يج
إنجازه أو نظير خدمات قدمت أو يجري تقديمها ونصت المادة )1(345من مدونة الشغل
أن األجر يحدد بحرية باتفاق الطرفين مباشرة أو بمقتضى اتفاقية شغل جماعية مع مراعاة
األحكام القانونية المتعلقة بالحد األدنى لألجر.
وقد نصت المادة )2(371من مدونة الشغل وبصيغة الوجوب أنه يجب على كل
مشغل أو من ينوب عنه أن يمسك في كل مؤسسة أو جزء منها أو في شكل ورشة دف ترا
يسمى "دفتر األداءات ويمكن تعويضه بأساليب المحاسبة اإللكترونية الحديثة أو أي وسيلة
أخرى للمراقبة يراها مفتش الشغل أنها مفيدة تعوض دف تر األداء وتبقى رهن إش ارته
ورهن إشارة مفتشي الصندوق الوطني للضمان االجتماعي.
ات أنه أدى ما األصل أن المشغل هو الذي يمسك دفتر األداء ،وهو الملتزم بإثب
بذمته لألجير من أجر ويبقى على عاتقه كدين إلى حين االستفادة ،ومتى أنكر األجير أنه لم
أداء يتسلم األجر يبقى عبء اإلثبات على المشغل ،وبذلك فإن المؤاجر ال يكون ملزما ب
األجر سواء كان نقدا أو عينا إال إذا أدى األجير عمله الذي التزم به وفق الشروط المحددة
في العقد ،إذن كيف يتم احتساب التعويض عن األجرة؟.
أ -التعويض عن تكملة األجرة:
قد يطلب األجير ضمن مقاله الحكم له بتكملة األجر أي ما بين األجرة الفعلية التي
كان يتقاضاها والحد األدنى لألجر.
وقد نصت مدونة الشغل على هذا المقتضى في الم ادة 356و 358مس تلهما
المشرع ذلك من االتفاقية الدولية رقم 26الص ادرة عن منظمة العمل الدولية ال تي وقع
عليها المغرب قي .1958 /03 /14
ويمكن لنا أن نعتمد هاتين المادتين في التعليل لقبول الفرق بين الحد األدنى لألجر
واألجرة الفعلية علما أن الحد األدنى لألجر هو القيمة الدنيا المستحقة لألجير الذي يضمن
102
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
لألجراء دون الدخل الضعيف قدرة شرائية لمسايرة تطور مستوى األسعار والمساهمة في
التنمية االقتص ادية واالجتماعية وتط وير المقاولة وكما أكدته الم ادة 358من مدونة
الشغل ،وأكدت المادة 356من مدونة الش غل أنه ال يمكن أن يقل أجر األج ير عن الحد
القانوني لألجر الذي كان يتقاضاه األجير إذ يعتبر من المظام العام االجتم اعي وال يمكن
النزول عنه(.)1
ب -كيفية احتساب التعويض عن تكملة األجر:
مثال :أجيرا اشتغل من 2000 /08 /01إلى 2003 /01 /01بأجر 1500
درهم بعد االطالع على الئحة األجر تبين أن الحد األدنى لألجر لسنة 2000هو 1800
درهم شهريا قيكون اإلحتساب على الشكل التالي:
1800درهم 1500 -درهم = 300درهم إذن الفارق الشهري هو 300درهم
شهريا وما دام األجير يطلب الفرق في األجرة عن مدة 3سنوات يكون:
300درهم x 12شهرا x 3سنوات = 10800درهم ،وهو المبلغ المستحق
لألجير تعويضا عن فارق األجرة وما يؤكد هذا المنحى هو ما س ار عليه المجلس األعلى
في قراره األخير عدد .)2(2005 /45
103
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
وهكذا تلزم المقتضيات القانونية ،كل مشغل أن يسلم أجيره مجانا عند إنتهاء عقد
الشغل ،وبناءا على طلبه ،شهادة شغل ،داخل أجل ال يمكن أن يتع دى ثمانية أي ام ،وذلك
تحت طائلة أداء تعويض مقابل أي رفض أو تماطل في هذا التسليم(.)1
والتزام المشغل بتسليم شهادة الشغل ،وارد في المادة 72من مدونة الشغل بشكل
دد عام ،لذلك فإن األجير يستحق هذه الشهادة ،أيا كانت طبيعة العقد ،أي سواء كان مح
بب المدة أو غير محدد المدة ،وأيا كان سبب اإلنهاء ،أي حتى ولو كان العقد قد أنهي بس
خطأ األجير نفسه .وقد حدد المشرع المغربي البيانات الواجب أن تتضمنها شهاد الش غل
والتي تهم أساسا ذكر تاريخ التحاق األجير بالمؤسسة أو بالمقاولة و تاريخ مغادرته له ا،
ومناصب الشغل التي يكون شغلها مع مالحظة أنه يمكن وباالتفاق بين الطرفين ،تضمين
داه من شهادة الشغل بيانات أخرى ،تتعلق بالمؤهالت المهنية لألجير ،وبما سبق له وأس
خدمات للمؤسسة المشغلة ،وغيرها من اليبانات األخ رى طالما ال ته دف اإلس ائة إلى
األجير .وهي نفس البيان ات ال تي نص عليها الفصل 122L-16من ق انون الش غل
الفرنسي لسنة 1973حيث التزم المشغل عند انتهاء عقود الشغل منح األج راء ش هادة
تتضمن حصريا تاريخ الدخول في العمل وتاريخ اإلنهاء وطبيعة العمل.
أما بخصوص التشريعات العربية اإلجتماعية وعلى غرار المش رع المغ ربي
ألزمت كل أربارب العمل بإعطاء أو تسليم ش هادة نهاية الخدمة مجانا لألج ير في نهاية
العقد وأيا كانت أسباب اإلنهاء(.)2
والمالحظ أنه من أجل تحقيق الهدف من إعطاء العامل ش هادة العمل لم ي ترك
مشرع هذه الدول تحديد مضمون االشهادة لمطلق إرادة صاخب العمل بل س يوجب عليه
بيانات محددة كما هو الشأن بالنسبة للقانون التونسي في الفصل ،21والقانون الجزائري
في المادة 44وقانون العمل األردني الجديد حيث نص على أنه ":على صاحب العمل أن
104
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
يعطي العامل عند انتهاء خدمته شهادة يذكر فيها اسم العامل ،ونوع عمله ،وتاريخ التحاقه
بالخدمة ،وتاريخ انتهاء الخدمة".
وفي هذا الصدد فالمشرع المصري وعلى خالف ما ذهب اليه المشرع المغ ربي
واألردني بخصوص تقدير كفائة العامل فقد نص في المادة 130الفقرة الثانية ":للعامل أن
يحصل من صاحب العمل دون مقابل على شهادة لتحديد خبرته وكفائته المهنية وذلك أثناء
سريان العقد في نهايته".
أما بخصوص البيانات األخرى أو الوثائق التي أودعها األجير رهن إشارة مشغله
من شهادات وأوراق وأدوات فقد ألزمت صاخب العمل بردها للعامل على سبيل المث ال،
كل من التشريع القطري( )1والتشريع اإلماراتي( )2حينما استعمال صيغة الوجوب.
وأخيرا تعطى هذه الشهادة مجانا في نهاية عقد الشغل وتعفى من رسوم التسجيل
ولو اشتملت على بيانات أخرى غير تلك الواردة في الفق رة الثانية الم ادة72من مدونة
الشغل( ،)3وهو نفس ما كرسه المشرع الجزائري في المادة 44من قانون العمل ويشمل
اإلعفاء الشهادة التي تنص على عبارة "من كل التزام" أو صياغة أخرى تثبت إنه اء عقد
الشغل بصفة طبيعية.
بقي أن نشير إلى أنه ،وإذا كانت مدونة الشغل ،تنص على إلزام المش غل ال ذي
يمتنع عن تسليم شهادة الشغل ،داخل األجل القانوني ب التعويض ،فإنها لم تقف عند ه ذا
الحد ،وإنما نصت على معاقبة أي مشغل يمتنع عن تسليم شهادة الشغل ،او عدم تس ليمها
داخل األجل القانوني معاقبته بغرامة من 300إلى 500درهم.
ويتكرر تطبيق الغرامة بحسب عدد األجراء ال ذين لم ت راع في حقهم أحك ام
القانون ،على أال يتجاوز مجموع الغرامات مبلغ 20.000درهم.
اع والمالحظ أنه يتم النص في معظم األحكام على غرامة تهديدية في حالة امتن
المشغل من تسليم األجير شهادة العمل أو التأخر في تسليمها حيث جاء في إحدى حيثي ات
105
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
")1(2005وبتمكين الم دعي من ش هادة العمل تحت طائلة غرامة حكم رقم /1258
تهديدية قدرها 50درهم عن كل يوم إمتناع عن التنفيذ مع شمول ش هادة العمل بالنف اذ
المعجل.
- 1حكم رقن 1258صادر عن المحكمة االبتدائية بمكناس بتاريخ 2005 /12 /29في الملف االجتماعي رقم .05 /6 /102غير منشور.
- 2بشرى العلوي :مرجع سابق ص .395
- 3قرار عدد 977/2000صادر عن الفرقة اإلجتماعية بتاريخ ،18/11/2000ملف ،533/2000غير منسور بشرى العلوي ،م س ،ص
.396
- 4بشرى العلوي :مرجع سابق ص.397
106
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
وقد يرفع األجير المقال ضد الصندوق الوطني للضمان االجتماعي على أس اس
أن األجير لم يتوصل بالتعويضات العائلية والح ال أن الص ندوق الوط ني للض مان
االجتماعي غير ملزم بدفع التعويضات إذا كان هو لم يتوصل بأقساط االشتراك من الجهة
المشغلة والمجلس األعلى في قراره عدد )1( 550/2005قد نقض وأبطل قرار محكمة
االستئناف التي اعتبرت أن الصندوق الوطني للضمان االجتماعي يحل محل المش غل في
اداء التعويضات وهو كما يلي.
يعيب الطالب على القرار المطغون فيه خرق مقتض يات ظه ير 27/7/1972
وانعدام التعليل.
ذلك أنه لالستفادة من التعويضات العائلية فإن ظه ير 27/7/1972ي وجب أن
يتور الشروط التالية
ضرورة التصريح باألجير.
أداء واجبات االشتراك.
تقديم طلب الحصول على ه ذه التعويض ات مرفق بالوث ائق اإلدارية كعق ود
االزدياد والشواهد المدرسية بالنسبة لألطفال الذين هم قي سن التم درس وبالت الي كيف
بق له أن يعقل أن يحكم على العارض بأداء التعويضات العائلية ،علما أن المشغل لم يس
أداها حتى يمكن تحويلها.
فالمشغلة تعترف بأن المطلوب في النقض كان في حالة مرض ية وهو الس بب
بالذي جعلها تتوقف على تحويل هذه المبالغ التي تح ول في النهاية لص احب الحق فيها
كتعويضات عائلية.
فالعارض ال يمكنه ان يؤدي ألي كان أي مبلغ مالي إذا لم يكن هو قد توصل من
الجهة المشغلة وهو ما أكد عليه المشرع في الفصول 21-20-1من ظه ير الض مان
االجتماعي والقرارات التابعة له.
- 1قرار 550/2005صادر عن الغرفة اإلحتماعية للمجلس األعلى في 25/5/2005ملف 123/2005غير منشور ،بشرى العلوي م س،
ص .397
107
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
فقد جاء في تعليل محكمة االستئناف بأن الصندوق الوطني للضمان االجتم اعي
يحل محل المشغل في أداء التعويض ات مع أن المع ارض له ق وانين تنظمه كما تنظم
المنخرطين التابعين له وال يحل محل أي مش غل في أي تع ويض ك ان ألنه ال تربطه
بالمشغلين عالقة التبعية ،وإنما هناك ضوابط حددها المشرع لكل مستفيد من تعويض ات
الصندوق على اختالفها وتأتي هذه التعويضات بعدما يك ون قد توصل بها من المش غل
الذي يكون قد صرح به ،ويؤدي األقساط الشهرية التي تنوبه آنذاك يكون الصندوق معني
بتحويل هذه التعويضات ألصحابها أما دون القيام بهذه العملية فإن الصندوق (الع ارض)
ال يحل محل أحد مما يكون معه القرار المطعون فيه معلل تعليال ناقصا وغير سليم عندما
نص بأن العارض له بالوسائل القانونية للمتابعة ويتعين نقضه جواب المجلس األعلى.
حيث تبين صحة ما عاب به الطالب على القرار المطعون فيه ،ذلك أنه وإن كان
إن ذلك الصندوق الوطني للضمان االجتماعي ملزم بأداء التعويضات العائلية لألجير ،ف
متوقف على إثبات هذا األخير أن مشغله كان يؤدي واجبات االشتراك للصندوق المذكور،
عمال بمقتضيات ظهير 27/7/1972المتعلق بنظام الضمان االجتماعي.
فمحكمة االستئناف عندما أيدت الحكم االبتدائي القاضي على طالب النقض أدائه
لألجير (المطلوب في النقض) التعويضات العائلية ،بعلة أداء أن الص ندوق هو المل زم
بأداء تلك التعويضات وأنه يمكن لهذا األخير الرجوع على المشغل في إط ار المس اطر
المخولة له قانونيا دون أن نتأكد فيما إذا كانت المشغلة (المطلوب في النقض قد أدت فعال
واجبات االشتراك للص ندوق عمال بمقتض يات الفص ول 23-22-21-20-19من
الظهير المشار إليه يكون قرارها المطعون فيه الص ادر على النحو الم ذكور قد علل ما
قضى به تعليال ناقصا مما يعرضه للنقض" .وكما هو الشأن بالنس بة للتغطية الص حية
4في 7/2005/بنس بة والتي صدرت بشأنها مدونة التغطية الصحية بتاريخ18 ،
المائة منها 50في المائة على المشغل و 50في المائة الباقية على المأجور.
108
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
المطلب الث00000000000000000الث :موقف المجلس األعلى من
التعويضات الناتجة عن عقد الشغل
سنعالج هذا المطلب من خالل التطرق في (الفقرة األولى) لمدى استحقاق األجير
المؤقت للتعويضات الناتجة عن العقد ،في حين سنتناول في (الفقرة الثانية) ع دم إل زام
المحكمة ببيان العملية الحسابية في الحكم ،دون إغفال أجل التقادم في (الفقرة الثالثة).
109
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الفقرة الثانية :المحكمة غير ملزم00ة ببي00ان العملي00ة الحس00ابية في الحكم
أو القرار.
على المحكمة عند تحديدها ألي تعويض أتن يتبين سند االحتساب وهي مدة العمل
واألج رة وإال عرضت قرارها للنقض( )1إال أن المحكمة غ ير ملزمة ببي ان العملية
الحسابية بالحكم أو القرار بل حتى بإمكانها في بعض القض ايا االعتم اد على الخ برة
القضائية في الموضوع وهذا ما ذهب إليه ق رار ص ادر عن المجلس األعلى( )2ع دد
395/2001جاء فيه ما يلي " :حيث يعيب الطاعن على القرار المطعون فيه عدم بي ان
العملية الحس ابية ال تي قضت بمبلغ 34467.64درهم كج واب عن العمولة ذلك أن
المحكمة المصدرة للقرار قضت للمطلوب في النقض بالمبلغ المذكور أعاله معللة ذلك أن
ما بقي األجير محقا فيه بعد خصم التسبيقات التي تسلمها مما هو مستحق له حسب األجرة
األصلية والتكميلية إال أنها لم تبين العملية الحسابية التي توصلت بها على المبلغ المذكور
ومن جهة ثانية إذا سايرنا المحكمة حسب تعليلها والذي يفيد إس قاطها للمب الغ المس بقة
لألجير وتلك التي طالها التقادم وكذا المبلغ وكذا المبلغ المح دد من ط رف الخب ير عن
العطل فإن الخارج هو :
24055,91=(2140x64170) 109632,52
فتعليل المحكمة ال ينسجم والنتيجة التي وصلت إليها مما يعرض القرار للنقض.
وكان جواب المجلس األعلى كما يلي :
"لكن حيث أن المحكمة لما خلصت في قرارها إلى أن المبلغ المستحق للمطل وب
في النقض من العمولة هو 34467.64فإنها اعتم دت في ذلك على تقرير في الخ برة
األصلية والتكميلية وهي بذلك ليست ملزمة ببيان العملية الحس ابية بقرارها مما تبقى معه
الوسيلة غير جديرة باالعتبار"
1قرار عدد 111/2000صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى المؤرخ 5/12/2000ملف عدد 704/2000بشرى العلوي م.س ص
.408
- 2قرار عدد 395/2001صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 09/05/2001ملف ،149/2001غير منشور مرجع سابق،
ص .409
110
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الفقرة الثالثة :التقادم
لقد كان هناك جدل قائم حول مدة تقادم دعوى التعويض عن الفصل غير المبرر
قبل دخول مدونة الشغل حيز التطبيق ،فقد كانت تتقادم بمرور 5سنوات فقط أو بم رور
ادة عشرين حسب األحوال إذا كان اإلنهاء غير مشروع بمثابة خطأ تقصيري 1طبقا للم
106من قانون االلتزامات والعقود ،أما إذا كان اإلنهاء بمثابة خطأ عقدي ف إن دع وى
التعويض تتقادم بمرور خمسة عشر س نة طبقا لمقتض يات الم ادة 387من الق انون
أعاله(.)2
إال أنه بعد دخول مدونة الشغل لحيز التطبيق حسم المشرع في الجدل القائم عندما
نص في الباب السادس المعنون ب "تقادم الدعاوى الناشئة عالقات الشغل" في مادته 395
"تتقادم بمرور سنتين كل الحقوق الناتجة عن عقود الشغل الفردية وعن عقود التدريب من
أجل اإلدماج المهني وعن عقود التدرج المهني وعن الخالفات الفردية التي لها عالقة بهذه
العقود أيا كانت طبيعة هذه الحقوق سواء كانت نابعة عن تنفيذ هذه العقود أو عن إنهائها".
111
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
المبحث الثاني :آثار إنهاء عقد الشغل المحدد المدة
إن أهمية التمييز بين عقود الشغل وغيرها من العقود األخرى كعقد الوكالة وعقد
غل كي الشركة وعقد اإليجار ،...تكمن في مصلحة األجير من تكييف العقد بأنه عقد ش
يستفيد من التعويضات التي يضمنها له قانون الشغل( )1عند إنهاء العقد قبل حلول أجله أو
بانتهاء مدته أو بإنجاز العمل الذي كان محل العقد.
واآلن سنحاول التطرق لحاالت التع ويض عن اإلنه اء المعجل في مطلب أول
دم على أن نتطرق في مطلب ثاني التعويض عن نهاية العقد ومدى استحقاق األجير المق
الستقالته للتعويض في مطلب ثالث.
112
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
وقد س ار المجلس األعلى على نفس النهج في ق رار( )1له ج اء فيه " ...بأنه
بالنسبة لعقد العمل المحدد المدة فإن الحكم باألجرة المتبقية يعد بمثابة تعويض عن الفسخ
الفجائي لعقد العمل".
ويتم تحديد هذا التعويض على أساس الخسارة ال تي لحقت األج ير من ض ياع
العمل وأهميته واختصاصه باإلضافة إلى الضرر المعنوي الذي تسبب فيه هذا اإلنهاء()2
ومهما كان مبلغ التعويض المحكوم به لفائدة األجير في الحكم فإنه على القاضي أن ي بين
األسباب والعناصر المعتمدة في حسابه .وعليه فالقضاء المغربي يم ارس رقابة ش املة
على مراقبة مدى مالءمة المبلغ المحكوم به لحجم الض رر وه ذا ما تم تأكي ده في حكم
صادر عن ابتدائية الدار البيضاء(.)3
وبالرجوع إلى مقتض يات الفصل 754من ق.ل.ع نج ده ينص على العناصر
الواجب اعتمادها في احتساب التعويض في حالة إنهاء العقد غير محدد المدة إال أن النص
لم يستبعد تطبيقه متى كان عدم تحديد م دة الش غل راجع إلى طبيعة العمل الالزم أداؤه
وهناك عدة حاالت يصعب فيها تحديد مدة العقد إما لسبب راجع لطبيعة األشغال المنجزة
أو لعدم إمكانية معرفة مدة االنتهاء من العمل موضوع العقد وهي بهذا تبقى عقود محددة
المدة وعليه فمتى ثم وضع نهاية لعالقة الشغل قبل انته اء تلك األش غال محل العقد فإنه
بإمكان القاضي الرجوع إلى مقتضيات هذا الفصل -754الحتساب التعويض(.)4
وأخيرا فإن أغلب التشريعات المقارنة منها الق انون المص ري وق انون العمل
الكويتي والبحريني إلى جانب التش ريع المغ ربي عملت على النص في قوانينها العمالية
على مبدأ أداء األجور المتبقية النتهاء مدة العقد.
-قرار عدد 42صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 27يناير 1982ملف عدد 31سعيد عز البوشتاوي م.س ص.328 1
-محمد سعيد بناني :المجلد الثاني ،الجزء الثاني ،م.س ص .1302 2
حكم عدد 2027مؤرخ 11يونيو 1984ملف اجتماعي 8330سعيد عز م.س ص .330 3
113
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
إال أن السؤال المطروح يتعلق حول طريقة احتس اب التع ويض عن اإلنه اء
المعجل في حالة وجود عقد محدد المدة متضمن لبند التجديد في مقتض ياته وهنا البد من
التمييز بين حالتين(: )1
الحالة األولى :وهي الحالة التي يتضمن فيها العقد بندا يفيد على أن الطرفين اتفقا
على تحديد العقد عند انتهاءه إال أن المش غل يتنكر له ذا البند وقاضي الموض وع يحكم
بتعويضات يراعي فيه مقتضيات العقد األولي بالنسبة لألجير.
/االتفاق الكتابي على م دة التجديد وطريقته في ه ذه الحالة يبقى
الحالة الثانية:
القاضي مقيد بمحتويات االتفاق ويحكم بالتعويضات بناءا على ذلك االتفاق وغالبا ما تكون
ال تقل عن األجور المتبقية لتنفيذ االتفاق.
والمشغل غير ملزم باإلشارة إلى المبررات التي دفعت به إلى إنهاء العقد ،ويكون لألجير
ير حق في الحصول على التعويضات الخاصة بالطرد ألنها تبقى مرتبطة بعقد الشغل غ
محدد المدة يعني أنه للحصول على هذه التعويضات البد من االشتغال لمدة تف وق اث ني
عشر شهر دون تجديد العقد وهذا ما يم تأكيده في قرار للمجلس األعلى( )3ال ذي اعت بر
اشتغال األجير لمدة شهرين ونصف غير كاف للحصول على التعويضات المتعلقة بالطرد
واإلشعار ألن المدة المذكورة تعطي الحق للمشغلة في االس تغناء عن خدماته ب دون أي
تعويض".
إضافة إلى أن التعويض عن اإلعفاء يستفيد منه األجراء الدائمين في المقاولة في
ورة جماعية دون إطار عقود غير محددة المدة وليس المؤقتين الذين يمكن إعفاؤهم بص
ضرورة استصدار إذن من السلطات المختصة(.)4
قرار للمجلس األعلى عدد 436مؤرخ في 25سبتمبر 1987ملف عدد 8009/87عز البوشتاوي م.س ص .339 3
114
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
وعليه يتضح لنا ب أن المش رع المغ ربي لم يح اول سن حماية حقيقية لحماية
األجراء العاملين في إطار عقود المحددة المدة في مقابل الضمانات الممنوحة لألجراء في
إطار عقود غير محددة المدة ،فاألجير في إطار عقد محدد المدة ال يتمتع بمهلة اإلخط ار
وما يعنيه ذلك من حرمانه من التعويض عن الفسخ الفجائي وهو نفس الحكم الذي انصب
تغناء عنه بعد أيضا على األجير الموسمي الذي قرر القضاء أال حق له في إنذاره واالس
انتهاء الموسم ال يترتب عنه أي تعويض( .)1عكس المشرع الفرنسي الذي أقر من خالل
قوانينه اإلصالحية تعويضا يسمى التعويض عن التوقيتية هذا التعويض يمنح لألجير عند
نهاية العقد كتعويض عن عدم االستقرار في العمل يتسلمه مع األجور المستحقة ألنه يعتبر
في نظر المشرع الفرنسي من مكمالت األجرة ويجب أال تفوق م دة العمل س نتين ألن
تجاوز سنتين يصبح لهذا األجير الحق في الحصول على التعويضات الناتجة عن الطرد.
غير أن التعويض عن نهاية عقد الشغل يصبح الغيا إذا ما حصل اإلنهاء المعجل
ان بدون ضرر من طرف األجير أو ارتكب خطأ جسيم أو قامت قوة قاهرة ما عدا إذا ك
سبب اإلنهاء المعجل المشغل نفسه ،عن دها يمكن لألج ير أن يجمع على ص عيد واحد
التعويض عن نهاية العقد والتعويض الجزافي الخاص باإلنهاء المعجل(.)2
بل إن المشرع الفرنسي لم يتوقف فقط عند ه ذا التع ويض عن التوقيتية وإنما
تجاوز ذلك إلى ابتكار أسلوب جديد في التعويض وهو تعويض الفئات العاطلة عن الشغل
ائق تثبت بواسطة نظام التأمين عن البطالة يستفيد منه األجراء العاطلون بعد إدالئهم بوث
أنهم قاموا بالفعل بالبحث عن العمل وذلك تكريسا لمبدأ التضامن االجتماعي(.)3
وبالتالي نالحظ أن هناك انسجام بين نظام العقد المحدد المدة ونظ ام الض مان
االجتماعي الخاص بالتعويض عن البطالة مما يتبين معه أن وضعية األجير في إطار هذا
رع العقد يعرف نوع من الحماية مع المشرع الفرنسي في حين نلمس غيابها عند المش
المغربي(.)4
115
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الفقرة الثانية :مدى استحقاق األجير المقدم لالستقالة على التعويض
ويض إال إذا أثبت أن إن األجير المقدم الستقالته بكيفية قانونية ال يستحق أي تع
المشغل هو الذي أجبره على االستقالة( )1إال أنه إذا ك انت القاع دة العامة كما قلنا تنص
على عدم أحقية األجير المستقيل ألي تعويض إال إذا اتفق الطرفان على خالف ذلك ف إن
هناك استثناءات ترد على هذه القاعدة(.)2
إن حاالت تعويض األجير رغم اس تقالته ج اءت على س بيل الحكم وال ينبغي
التوسع فيها ،فبالرجوع إلى النظام األساسي للصحفيين المهنيين نجده ينص على أنه يمكن
أن يمنح التعويض عند ارتكاب خطأ جسيم وفي حاالت خاصة بالنس بة لالس تقالة وعليه
يتضح لنا أن الصحافي الذي ارتكب خطأ جسيما أو قدم اس تقالته بش رط أن ت دخل في
الحاالت المنصوص عليها في النظام األساسي للص حفيين المهن يين يمكن له أن يحصل
على تعويض رغم أي شيء.
فما هي إذن حاالت االستقالة المنصوص عليها في النظ ام األساسي للص حفيين
التي تمنح لألجير الصحافي الحق في الحصول على تعويض؟
الحالة األولى :المادة 14من النظام األساسي للصحفيين المهن يين تنص على "
إذا ارتكب الصحافي المهني أو من في حكمه أخطاء جسيمة أو اخطاء متكررة جاز للجنة
المذكورة إما تخفيض التعويض وإما إلغائه".
فمن خالل مقتضيات المادة 14يتضح لنا أن تقدير التعويض يجوز تخفيضه وال
يمكن إلغاءه بقوة القانون كما هو الشأن في القواعد العامة بل يبقى ضمن السلطة التقديرية
للجنة التحكيمية.
: /المادة 15من النظام األساسي للصحفيين المهنيين التي ج اء في
الحالة الثانية
مقتضياتها "تطبق أحكام المادة السابقة في حالة فسخ العقد بفعل صحفي مه ني أو من في
حكمه عندما يكون الفسخ مبررا بإحدى الحاالت :
بيع المنشأة الصحافية
محمد الكشبور :م.س ص .70 1
116
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
انتهاء صدور اليومية أو الدورية التي يعمل في إطارها الصحفي
إغالق الوكالة
حدوث تغيير على طابع المنشأة
حفي إذا ترتب عن هذا التغيير الطارئ على وضعية الوكالة مس بمصالح الص
سواء المعنوية أو الدينية جاز له تقديم استقالته وحصوله على تعويض بقوة القانون.
117
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
والمحكمة اإلدارية .ويالحظ أن هذا اإلختالف يطرح حول القانون الواجب التط بيق وما
ينتج عنه حول المحكمة المختصة حينما يعرض نزاع يتعلق بفسخ عقد الشغل يترتب عنه
ما يمكن اعتباره تنازعا ايجابيا أو س لبيا لالختص اص الن وعي بين غرفة اإلجتماعية
بالمحكمة االبتدائية العادية ،وبين المحكمة اإلدارية ،وقد وجد هذا التنازع في االختصاص
تطبيقه في حكمين مختلفين أولهما صدر عن المحكمة اإلدارية بوجدة ،حين اعتبر قض اة
تثمار الموضوع أنفسهم مختصين بالنظر في النزاع الذي وقع بين المكتب الجهوي لإلس
الفالحي وأحد العاملين فيه ،وجاء ضمن حيثيات ه ذا الق رار م ايلي( ... ":)1حيث إن
الطاعن يشتغل ل دى المكتب الجه وي لإلست ثمار الفالحي المنشأ بمقتضى المرس وم
الملكي المؤرخ في 22أكتوبر 1966م الذي نص في فص له األول :إن المكتب مؤسسة
عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل الم الي ،وإن الم ادة الثامنة من ق انون
المحاكم اإلدارية تتحدث عن النزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية للعاملين في المؤسسات
العامة".
فلقد اس تند ص ادروا الحكم على ربطهم الوض عية الفردية لمختلف الع املين
بالمؤسسات العامة كيفما كانت طبيعة نشاطها بدعوى اإللغاء ،لكون دعوى اإللغاء ت دخل
دعوى ضمن اختصاصات المحاكم اإلدارية ،إضافة إلى إمكانية النظر في النزاعات وال
المتعلقة بالتعويض متى ارتبط العامل معها بعالقة يحكمها القانون الخاص .في حين صدر
الحكم الثاني المخالف لألول عن المحكمة اإلدارية بالدار البيض اء ال تي قضت بع دم
اختصاصها للبث في النزاع الذي حصل بين المكتب الوطني للسكك الحديدية وأحد أعوانه
المفصولين عن العمل ،إذ اعتبرت أن العالقة القانونية التي تربط العون ب المكتب ينظمها
قانون خاص مما ال يسمح لها بالنظر في طلب التعويض عن الطرد معتبرة أن التع ويض
الذي تختص بمنحه حسب الفصل الثامن من قانون المحاكم اإلدارية هو ( التع ويض عن
ير الضرر الذي يتسبب فيه شخص من اشخاص قانون العام دون أن تكون بين هذا األخ
بين المتضرر عالقة قانونية معينة ينظمها قانون خاص) وللحسم في هذا ال نزاع ص در
118
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
قرار للمجلس األعلى في الموضوع حين اعتبر قواعد الق انون الخ اص هي األولى في
وان و أن المحكمة االبتدائية العادية من التطبيق في الدعوى المقامة من قبل هؤالء األع
خالل غرفتها االجتماعية هي المختصة بالبث فيها(.)1
باإلضافة إلى أن مدونة الشغل بدخولها حيز التطبيق سنة 2004جاءت لتحصر
مجال تطبيقها على المق اوالت التابعة للدولة والجماع ات المحلية ال تي يك ون طابعها
صناعيا أو تجاريا أو فالحيا ،األمر الذي يفهم منه أن المدونة هي بدورها حسمت الموقف
ذين في مشكل االختصاص( ،)2كما يخضع ألحكام مدونة الشغل أجراء القطاع العام ال
يسري عليهم أي قانون مادام هؤالء العمال ال يخضعون لقانون الوظيفة العمومية ،وتتوفر
في عملهم كل مقومات العمل القار وخاصة تجاوز مدة السنة من العمل واستمراريته فإنها
ال بد من إخضاعهم للمدونة ،وأن التعبير عنهم بالمؤقتين ال ينسجم مع الض وابط المتعقلة
بالعمل المؤقت ألن المحكمة المخول لها إعطاء تكييف الصحيح للعقد(.)3
ونفس االتجاه صار عليه المجلس الدولة الفرنسي الذي خلص فيه إلى تبني تأويل
واحد يقضي بان المحاكم العادية تكون مختصة في النزاع ات الفردية والتجارية المتعلقة
باألعوان العاملين بالمؤسسات العمومية الصناعية والتجارية باس تثناء األع وان ال ذين
يمارسون مهام التسيير لمجموع المصالح كرئيس مصلحة الس كك الحديدية ومحاس بها
العام.
- 1قرار عدد 250/96الصادر بتاريخ .28/3/1996في الملف اإلداري 847/95المنشور بالقرارات المجلس األعلى -المادة اإلدارية ،محمد
سعد جرندي ،م س ص47
- 2محمد سعد جرندي :م س ص .48
- 3محمد سعد جرندي :م س ص .48
119
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
خاتمة:
دها الواقع العملي الواقع أن الخالصة التي خرجنا بها في هذا البحث والتي يؤك
بشكل ملموس ،أن اإلنهاء المتخذ من طرف المشغل والمعبر عنه بالفصل عندما يم ارس
من طرفه وهذه قاعدة تصح بالنسبة الستقالة األجير ك ذلك ،فقد يوصف ب المبرر ،وقد
يوصف بغير المبرر ،وهو الذي يعبر عنه عادة بالطرد التعسفي فالفصل يك ون م بررا
عندما يستند إلى سبب وجيه ،كانعدام كفاءة األجير ،أو وجود صعوبات اقتصادية تعترض
السير العادي للمقاولة تفرض الفصل لتجاوز صعوباتها .وأيضا ارتك اب األج ير لخطأ
جسيم كما أن الفصل يكون غير مبرر في حالة خرق المشغل اإلجراءات المرتبطة بإنهاء
عقد الشغل غير محدد المدة ،أو افتقاد الفصل إلى مبرر موضوعي ،أو ادعاه المشغل ولم
يثبته أو أثبته ولكن القضاء لم يعتبره كذلك.
وإذا كان القضاء يرجع إلى حد ما األمور إلى نصابها حينما يقرر اعتبار الط رد
مبررا ،أو غير مبررا وذلك بإقراره لمجموعة من الحقوق لألجير المتض رر من الفصل
إال أن هذا التعويض ال يعالج في الغالب مختلف اآلثار الس لبية ال تي يخلفها الفصل في
رار الناجمة نفسية األجير في حالة كونه فصال تعسفيا فضال عن أنه ال يعطي كل األض
عنه.
إذن فهل تحقق هاجس المشرع من خالل سنه لمدونة الشغل بالحفاظ على المعادلة
الثالثية وهي :حماية األجير وحقوق المشغل ،وحماية االقتصاد؟
لإلجابة على هذا السؤال س وف نتط رق له من خالل بعض االس تنتاجات ثم
سنتطرق بعد ذلك لالقتراحات.
أوال :استنتاجات:
غل عمل على فالمشرع المغربي بإصداره لقانون 65-99المتعلق بمدونة الش
تجميع جل القوانين المنظمة للتشريع االجتماعي لكي يسهل المهمة على القاضي باعتماده
كمرجع لحل اإلشكاليات التي تطرح عليه والنزاع ات المعروضة في إط ار القض ايا
120
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
وال بها في ظل االجتماعية وبالرغم من تعديل بعض المقتضيات القانونية التي كان معم
القانون السابق فإنه م ازال محتفظا ببعض النص وص القانونية وال تي الزالت لم تحقق
الحماية المتوخاة للطرفين وباألخص حماية الطرف الضعيف وهو األجير.
فهذه التعديالت لم تأت بالشيء الذي كان متوقعا منها خاصة فيما يتعلق بض مان
حقوق األجير ،وبالتالي تكون هذه المدونة ورغم ما تضمنته من مقتضيات جديدة لم تكفل
ات وذلك قصد لألجير جميع حقوقه ،وإنما جاءت لتكرس حقوق أكثر ألصحاب المؤسس
توفير المناخ المالئم لجلب المستثمرين وخاصة األجانب منهم .خاصة وأن فصل األج ير
وات سيظل جدال ونقاشا بين مختلف الفرقاء ،رغم أن المدونة حاولت تدارك بعض الهف
التي كانت عالقة بالفصل 6من النظام النموذجي بتدقيقها للخطأ الجسيم وتعزيزها للحماية
الممنوحة لألجير في إطار مسطرة الطرد ،ويكون تقييم ما تضمنته يبقى رهينا باحتكاكها
بالواقع االجتماعي وما قد تثيره من إشكاالت عملية يبقى للعمل القضائي الدور الفعال في
إيجاد الحلول المناسبة للعدالة االجتماعية.
إضافة لذلك فالمشرع المغربي قد فرض مجموعة من الغرام ات المالية في حالة
مخالفة القواعد اآلمرة التي أتت بها المدونة إال أنه يعاب عليها أنها ض ئيلة لن تض من
الحقوق التي خرقت في حقه المقتضى القانوني.
ويبقى عموما صدور مدونة الشغل بتنظيم العالقات الشغلية فيه ط ابع حم ائي
لألجراء بعدما كانت القوانين مبعثرة ومتفرق ة ،وتك ون أحيانا متناقضة وغ ير متكافئة
الشيء الذي أصبح متجاوزا من جهة ومكسبا للمقاولة المغربية وتحفيزا لالستثمار وشكال
من أشكال الديمقراطية االجتماعية التي يحرص الكل على تحقيقها.
فالمشرع مهما بلغ من ال ذكاء فال يمكن أن يحيط بجميع الح االت وب ذلك فهو
يستغيث بالقضاء.
إال أن المنظور الشمولي الذي يبرز التحام القضاء في الميدان القضائي ال يتوقف
ني على القاضي وحده بصفته قاضيا اجتماعيا يطبق نصوص قانونية ،بل هناك تفاعل ب
القانون وبقية المؤسسات المساعدة للقاضي في عملية إبراز الحق.
121
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
إال أنه رغم ذلك فال زال هناك قصور في الحماية االجتماعية لألج ير ،الش يء
الذي سيدفعنا إلى طرح اقتراحات في هذا المجال.
ثانيا :االقتراحات.
ريعي من خالل يمكن التمييز في هذا المجال بين اقتراحات ترتبط بالمجال التش
إعادة النظر في بعض النصوص وإدخال تعديالت عليه ا ،وبين اقتراح ات تهم ج انب
العالقة التي يجب أن تسود بين قطبي عالقة الشغل وكذا الدور الذي يجب أن تض طلع به
الدولة في إنقاذ المؤسسات التي تعاني من أزمة ،وذلك كما يلي:
/
– 1تعديل بعض النصوص القانونية:
تعتبر نصوص المدونة غير نهائية لذلك فإن هذه االقتراح ات تبقى واردة وقابلة
للتطبيق وتتجلى هذه االقتراحات في ما يلي:
إسناد مهمة إقرار الطرد إلى مجلس تأديبي.
إحداث صندوق لدعم ومساندة األجير المطرود.
122
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
– 3تفعيل دور الدولة في إنقاد المؤسسات التي تعاني من أزمة:
يجب على الدولة أن تقوم بدور هام في حل مشاكل المؤسس ات ال تي آلت إلى
وضعية اقتصادية مزرية بسبب ركود منتوجاتها أو تراكم ديونها لكونها تق وم بتس ريح
العديد من العمال الشيء الذي يطرح أزمة في مجال الشغل.
123
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الئحة المراجع
المؤلفات -1
بشرى العلوي" :الفصل التعسفي لألجير على ض وء العمل القض ائي" ،الطبعة
الثانية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء .ماي .2007
الحاج الكوري" :مدونة الشغل الجديدة القانون رقم 65-99أحكام عقد الشغل"،
الطبعة األولى ،مطبعة األمنية الرباط.2004،
حضري عبد العزيز ":القانون القضائي الخاص ،وجدة طبعة 2006
دنيا مباركة" :حقوق العامل بعد إنهاء عقد الشغل بين التشريع الحالي والق انون
رقم "65-99دار النشر الجسور ،وجدة . 2004
سعيد عز البوشتاوي ":عقد الشغل المحدد المدة في ضوء الق انون المغ ربي
والمقارن" ،الطبعة األولى ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء.2005 ،
/في ":مدونة
/وري اليوس/
/رقاني -محمد الق/
عبد العزيز العتيقي :محمد الش/
الشغل مع تحليل ألهم المستجدات" ،الطبعة األولى ،مطبعة الجسور ،وجدة.2004 ،
عبد اللطيف خالفي " :الوسيط في مدونة الشغل الجزء األول عالق ات الش غل
الفردية" ،الطبعة األولى ،المطبعة والوراقة الوطنية ،الحي المحمدي ،مراكش.2004 ،
فريدة المحمودي":محاضرات في الق انون االجتم اعي" :مطبعة سجلماس ة،
مكناس ،السنة الجامعية .2006 -2005
محمد الشرقاني " :عالقات الشغل بين تشريع الشغل ومشروع مدونة الش غل"
الطبعة األولى .2003
محمد الكشبور" :نهاء عقد الشغل مع تحليل مفصل ألحك ام الفصل التعس في
لألجير -دراسة تشريعية وقضائية مقارنة "-الطبعة الثانية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار
البيضاء.2008 ،
124
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
محمد سعد جرندي ":الطرد التعسفي لألجير في ظل مدونة الش غل والقض اء
المغربي" الطبعة الثانية ،مطبعة األمنية الرباط.2007،
محمد سعيد بناني" :قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الش غل – عالق ات
الشغل الفردية – " الجزء الثالث ،طبعة يناير ،مطبعة النج اح الجدي دة الدارالبيض اء،
.2009
محمد سعيد بناني" :قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الش غل – عالق ات
الشغل الفردية" المجلد الثاني ،مطبعة النجاح الجديدة الدارالبيضاء. 2007 ،
محمد سعيد بناني ":قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الش غل – عالق ات
الشغل الفردية – " المجلد األول ،مطبعة النجاح الجديدة الدارالبيضاء.2007 ،
مصطفى شنضيض ":عقد الشغل الفردي في ضوء مدونة الشغل الجديدة القانون
رقم 65-99والنصوص التنظيمية الصادرة بشأنه" الطبعة األولى ،مطبعة النجاح الجديدة
الدارالبيضاء2004. ،
/عبود ":دروس في القانون االجتماعي" ،المركز الثقافي العربي ،ب يروت،
موسى
.1994
« محمد عابي" :رقابة القضاء على فصل األج ير" ،مؤسسة للطباعة والنشر
بنميد» ،الدار البيضاء
قرارات المجلس األعلى " :اهم القرارات الصادرة في المادة اإلجتماعية" الج زء
األول ،مطبعة األمنية الرباط.2007،
125
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
األطروحات والبحوث: -2
فريدة المحمودي ":إشكالية ممارسة الحق في الشغل على ض وء ق انون
اص 2001جامعة محمد الشغل المغربي" أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخ
الخامس كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية أكدال الرباط.
بحث لنيل اإلجازة في الق انون الخ اص تحت عن وان "الفصل ألس باب
تكنولوجية أو هيكلية أو اقتصادية بين مدونة الشغل والق انون المق ارن" تحت إش راف
األستاذ محمد الشرقاني ،السنة الجامعية .2008-2007
126
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
المجلة المغربية لإلقنصاد والقانون ،العدد .2003 ،8
مرسوم 29دجنبر : 2004مرسوم أجل اإلخطار إلنهاء عقد الشغل غير
المحدد المدة بإرادة منفردة.
مرسوم 29دجنبر : 2004مرسوم تحديد أعضاء اللجنة اإلقليمية المكلفة
بالدراسة و البحت في ملفات فصل األجراء وفي اإلغالق الكلي أو الجزئي للمق اوالت أو
االستغالالت.
مرسوم 14غشت :1967مرسوم إغالق المؤسسات التجارية
127
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
الفهرس
مقدمة3...................................................................................................:
الفصل األول :إنهاء عقد الشغل والعمل القضائي8............................................... :
المبحث األول :الفصل التعسفي وطبيعته القانونية والواقعية9...................:
المطلب األول :الطبيعة القانونية للفصل التعسفي9...................:
الفقرة األولى :مفهوم الفصل التعسفي ونظرية التعسف في استعمال الحق وموقف
القضاء10...................................................................................... :
أوال :مفهوم الفصل التعسفي وموقف القضاء11...................................... :
ثانيا :مفهوم نظرية التعسف في استعمال الحق وموقف القضاء12.................
الفقرة الثانية :أهم وسائل الفصل التعسفي وحاالته وموقف القضاء14................
أوال :أهم وسائل الفصل التعسفي وموقف القضاء15.................................:
ثانيا :حاالت الفصل التعسفي وموقف القضاء17..................................... .
المطلب الثاني :الطيعة الواقعية للفصل التعسفي20...................
الفقرة األولى :أنواع الفصل وطرقه مع موقف القضاء21...............................
أوال :طرق الفصل21.......................................................................
أ -الفصل الصريح أو المباشر21......................................................... .
ب الفصل الضمني أو غير المباشر أو المقنع22.......................................
ثانيا :أنواع الفصل23.......................................................................
أ -الفصل االضطراري 23....................................................................
ب :الفصل االنتقامي25................................................................... :
الفقرة الثانية :حاالت الفصل التعسفي نظرا لطبيعة العقد وموقف القضاء26........
أوال :الفصل في العقد المحدد المدة27.................................................. .
أ -بالنسبة للعامل الموسمي 28...........................................................
ب -بالنسبة للعمل العرضي 31..........................................................
ثانيا :الفصل في العقد الغير المحدد المدة31........................................... .
المبحث الثاني :أسباب الفصل من خالل العمل القضائي32......................
المطلب األول :الفصل المرتبط بالخطأ الجسيم33.....................
الفقرة األولى :مفهوم الخطأ الجسيم وسلطة القضاء في تكييفه33.....................
أوال :مفهوم الخطأ الجسيم33.............................................................
أ -حاالت اعتبرها القانون أخطاء جسيمة 34.........................................:
ب -إثبات الخطأ الجسيم40............................................................. .
ثانيا :سلطة القضاء في تكييف الخطأ الجسيم41........................................
الفقرة الثانية :الرقابة القضائية على فصل األجير42.....................................
128
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
أوال :الرقابة القضائية على الشروط الشكلية43....................................... .
ثانيا :الرقابة القضائية على الشروط الموضوعية45..................................
ثالثا :موقف القضاء من رسالة الطرد الموجهة لألجير47............................
المطلب الثاني :فصل األجير ألسباب خاصة ومشتركة51............
الفقرة األولى :األسباب الخاصة إلنهاء عقد الشغل51....................................
أوال :األسباب الخاصة نظرا لطبيعة العقد 51...........................................
ثانيا :األسباب الخاصة بأطراف العقد52............................................... .
الفقرة الثانية :األسباب المشتركة لفصل األجير65.......................................
الفصل الثاني :آثار إنهاء عقد الشغل على ضوء االجتهاد القضائي 69........................
المبحث األول :آثار الفصل التعسفي ودور القضاء في حماية األجير69.......
المطلب األول :إشكالية إرجاع األجير المفصول إلى عمله ودور
القضاء71.................................................................... .
الفقرة األولى :موقف القضاء من طلب الرجوع وشروطه72.........................
أوال :السلطة التقديرية للمحكمة في توافر الشروط73................................
ثانيا :اختيار القاضي األصلح لألجير74................................................
الفقرة الثانية :موقف المجلس األعلى من مبادرة المشغل في طلب اإلرجاع76......
أوال :كيف تتم مبادرة المشغل لطلب الرجوع أثناء سريان المسطرة بإرجاع
األجير إلى عمله 76.........................................................................
ثانيا :عدم تزويد المشغل بالعنوان الجديد لألجير واألثر القانوني77...............
الفقرة الثالثة :مدى استحالة تنفيذ الحكم القاضي بالرجوع إلى العمل77..............
أوال :اآلثار القانونية لرفض الحكم القاضي باإلرجاع 77............................
ثانيا :توصيات ندوات القضاء االجتماعي حول الحكم بإرجاع األجير81........
المطلب الثاني :التعويضات 0الناتجة عن الفصل التعسفي وأهم
مستحقات عقد الشغل مع إعطاء أمثلة تطبيقية82.....................
الفقرة األولى :التعويضات الناتجة عن الفصل التعسفي مع إعطاء أمثلة تطبيقية. . ..
82
أوال :التعويض عن المباغثة أو المفاجئة84............................................:
أ -اإلعفاء القانوني من االلتزام بمهلة اإلخطار86....................................:
ب -كيفية احتساب التعويض عن أجل اإلخطار88..................................:
ثانيا :التعويض عن الفصل والضرر89................................................:
أ-كيفية احتساب التعويض عن الفصل91............................................
ب -كيفية احتساب التعويض عن الضرر94.......................................... .
ثالثا :التعويض عن فقدان الشغل95..................................................... :
الفقرة الثانية :أهم المستحقات المترتبة عن عقد الشغل مع إعطاء أمثلة تطبيقية96..
أوال :التعويض عن العطلة السنوية96...................................................
129
إنهاء عقد الشغل أي اجتهاد قضائي بعد التعديل التشريعي
أ -كيفية احتساب التعويض في حالة التمتع بالعطلة السنوية المؤدى عنها...
97
ب -كيفية احتساب التعMMويض عن العطلة السMMنوية في حالة عMMدم التمتع بها
المؤدى عنها 99............................................................................
ثانيا :التعويض عن األجرة100..........................................................:
أ -التعويض عن تكملة األجرة101.....................................................:
ب -كيفية احتساب التعويض عن تكملة األجر102................................:
ثالثا :التعويض عن عدم تسلم شهادة العمل102.......................................:
رابعا :التعويض عن عدم التسجيل بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي105 .
المطلب الثالث :موقف المجلس األعلى من التعويضات الناتجة
عن عقد الشغل108..........................................................
الفقرة األولى :مدى استحقاق األجير المؤقت للتعويضات الناتجة عن العقد108....
الفقرة الثانية :المحكمة غير ملزمة ببيان العملية الحسابية في الحكم أو القرار109 .
الفقرة الثالثة :التقادم110.....................................................................
المبحث الثاني :آثار إنهاء عقد الشغل المحدد المدة111...........................
المطلب األول :حاالت التعويض عن اإلنهاء المعجل111............
الفقرة األولى :التعويض عن نهاية العقد محدد المدة 113................................
الفقرة الثانية :مدى استحقاق األجير المقدم لالستقالة على التعويض115............
المطلب الثاني :إشكالية إنهاء عقود أعوان المؤسسات العمومية...
116
خاتمة119...............................................................................................:
الئحة المراجع123......................................................................................
الفهرس127..............................................................................................
130