You are on page 1of 37

‫ﻣوﻗﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ‬ www.elkanounia.

com ‫ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌروض زوروا‬

fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تخضع القرارات التي يتخذها المشغل في إطار سلطته التأديبية للرقابة القضائية‬
‫بموجب الفقرة األخيرة من المادة ‪ 42‬م‪.‬ش‪ ،‬التي نصت على أنه‪" :‬تخضع لمراقبة السلطة‬
‫القضائية القرارات التي يتخذها المشغل في إطار سلطته التأديبية‪ ،‬وبناء على هذا فإن قاضي‬
‫الموضوع يعمل رقابة على ما يتخذه المشغل من قرارات في إطار سلطته التأديبية‪ ،‬فيخضع‬
‫قرارات المشغل تلك لسلطته التقديرية يقدر شرعيتها أو تعسفيتها وال يخضع قاضي‬
‫الموضوع في ذلك إال لرقابة محكمة النقض على مستوى التعليل‪.‬‬

‫ولذلك فإن هذه الرقابة القضائية تتنوع بين رقابة على مستوى تقدير وجود خطأ تأديبي‬
‫من عدمه‪ ،‬وتقدير مدى خطورة ذلك الخطأ وجسامته إن تبث ارتكاب األجير له‪ .‬كما تمتد‬
‫رقابة قاضي الموضوع إلى تقدير شرعية العقوبة المتخذة ومدى تناسبها وانسجامها مع‬
‫الخطأ الذي يرتكب من قبل األجير‪.‬‬

‫كما تمتد رقابة القاضي إلى التأكد من احترام الضوابط الالزمة لممارسة المشغل‬
‫لسلطة التأديب‪ ،‬والمتعلقة بتحويل األجير حقه في الدفاع عن نفسه‪ ،‬وبتبليغه باألفعال‬
‫المنسوبة إليه‪ ،‬وبالعقود المتخذة في حقه‪.‬‬

‫كما قام القاضي بتكريس الطابع الحمائي لقانون الشغل‪ ،‬مؤيدا دوره باعتباره الركيزة‬
‫األساسية لصيانة الحقوق والتأكد من احترام القانون‪ ،‬وهكذا أكد القضاء على إلزامية احترام‬
‫مسطرة التأديب‪ ،‬وأخضعتها لرقابته خالل مختلف مراحلها‪ .‬و اإلشكالية التي تطرح في هذا‬
‫الموضوع تتجلى في التعرف على‬

‫مدى مساهمة القضاء في تقييد سلطة المشغل التأديبية من خالل‬


‫الرقابة التي يمارسها؟‬

‫‪1‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫لإلحاطة بهذه اإلشكالية يمكن اعتماد التصميم التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الرقابة القضائية على إجراءات التأديب‬


‫المبحث الثاني‪ :‬الرقابة على الشروط الموضوعية للفصل التأديبي‬

‫‪2‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫المبحث األول‪ :‬الرقابة القضائية على إجراءات التأديب‬


‫قبل إيقاع العقوبات التأديبية على األجير‪ ،‬يتوجب على المشغل إحترام‬
‫مجموعة من القواعد واإلجراءات المنصوص عليها في مدونة الشغل ‪ ،‬بحيث تشكل هذه‬
‫القواعد أحد أهم مظاهر القيود المفروضة على المشغل في ممارسة سلطته التأديبية ‪ ،‬فإن‬
‫تقييم مدى كفايتها في حماية األجير من العقوبات التأديبية التعسفية المتخدة من قبل المشغل ‪،‬‬
‫ال يكتمل إال بإبراز تجليات الرقابة التي يجربها القضاء على مستوى تطبيق هذه القيود التي‬
‫‪1‬‬
‫نصت عليها مدونة الشغل في المواد (‪.)65.64.63.62‬‬
‫لذلك سنتعرض للرقابة القضائية فيما يتعلق إجراءات التأديب في مبحثين ‪،‬‬
‫نتطرف في األول للرقابة القضائية على وجوبية مسطرة التأديب ومدى إرتباطها بالنظام‬
‫العام ‪ ،‬لنتطرق في الثاني للرقابة القضائية على تبليغ مقرر العقوبات ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الرقابة القضائية على وجوبية مسطرة التأديب‬


‫ومدى ارتباطها بالنظام العام‬
‫تبدأ الرقابة القضائية على ممارسة المشغل للسلطته التأديبية ببحث مدى‬
‫إحترام إجراءات التأديب المنصوص عليها قانونا ً ‪ ،‬سواء من حيث االستماع إلى األجير أو‬
‫تخويله حقوق الدفاع أو تبليغه رسالة الفصل ‪....‬‬
‫لكن التساؤل المطروح في حالة اإلخالل بهذه اإلجراءات ‪ ،‬هل سيشدد‬
‫القضاء رقابته على هذه اإلجراءات ويعتبرها إلزامية وذات إرتباط بالنظام العام ‪ ،‬أم أنها‬
‫غير ذات أهمية وال تأثير لها على الحكم بصحة الجزاء التأديبي أو ببطالنه؟‬
‫سنحاول اإلجابة على هذه التساؤالت من خالل فقرتين ‪ ،‬نتعرض في األولى‬
‫لرقابة القضاء على وجوبية مسطرة التأديب ونتعرض في الثانية لموقف القضاء من ارتباط‬
‫هذه المسطرة بالنظام العام‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد القادر بوبكري ‪ ،‬حدود السلطة التأديبية للمشغل في ضوء مدونة الشغل – دراسة مقارنة – أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص –‬
‫جامعة وجدة –السنة ‪ 2013.2012‬ص ‪.110‬‬
‫‪3‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫الفقرة األولى ‪:‬الرقابة القضائية على وجوبية مسطرة التأديب‬


‫كما هو معلوم تكون مسطرة الفصل واجبة اإلتباع كلما عزم المشغل إتخاذ‬
‫إحدى العقوبات التأديبية المنصوص عليها في الفقرتين ‪ 3‬و‪ 4‬من المادة ‪ 37‬من مدونة‬
‫الشغل ‪ ،‬أو إذا كان عازما على فصل أجيره من العمل‪ ،2‬حيث يبسط القضاء رقابته للتأكد‬
‫من احترام مقتضيات المسطرة العامة المتعلقة بعموم األجراء (أوال) ‪ ،‬والمسطرة الخاصة‬
‫المتعلقة بفئة األجراء المحميين (ثانيا) ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الرقابة القضائية على وجوبية مسطرة التأديب العامة‬
‫كما سبقت اإلشارة فالمشرع حدد مسطرة فصل األجير العادي أو إتخاذ عقوبة‬
‫التوقيف عن العمل أو النقل في حقه (‪ ) 65 – 61‬من مدونة الشغل ‪ ،‬وتتلخص إجراءات‬
‫هذه المسطرة في وجوب اإلستماع إلى األجير (عاديا أم محمياً) وتحرير محضر يدون فيه‬
‫خالصات لما نتج عن اإلستماع ‪ ،‬تم تبليغ األجير مقرر العقوبة التأديبية ‪ ،‬وإذا كانت العقوبة‬
‫‪3‬‬
‫هي الفصل يتعين إرسال نسخة من مقرر الفصل إلى العون المكلف بتفتيش الشغل‪.‬‬
‫ولتأكد من إحترام المشغل لهذه المسطرة أخضع القرارات التي يتخذها‬
‫المشغل في إطار السلطة التأديبية للرقابة القضائية‪ ،4‬بموجب الفقرة األخيرة من المادة ‪42‬‬
‫من م‪.‬ش‪ .‬وبعد قراءة النصوص القانونية المتعلقة يتبين أن المشرع نص على المسطرة‬
‫بصيغة آمرة غير قابلة ‪ ،‬بإستخدامه عبارات مثل "يجب ‪ ،‬توجه ‪ ،‬يسلم ‪ ".‬إال أنه لم ينص‬
‫بشكل صريح على جزاء عدم إحترامها‪ ،‬ما خلق نوعا ً من الجدل واإلختالف بشأن مدى‬
‫وجوبيتها وإلزاميتها‪ ،‬وبالتالي إعتبارها شرط صحة أم لمجرد وسيلة إثبات ‪.‬‬
‫ففي هذا اإلطار ‪ ،‬إتخد القضاء بمختلف درجاته موقفا ً إجابيا ً في هذه المسألة ‪ ،‬حيث‬
‫أكد في الكثير من قراراته على إلزامية مسطرة التأديب و إعتبار الفصل تعسفيا ً كلما تبث‬
‫خرق المشغل لهذه المسطرة ‪ ،‬ولتوضيح ذلك نورد نماذج لبعض األحكام والقرارات‬
‫القضائية الصادرة في هذا الشأن ‪ ،‬حيث قضت محكمة النقض في أحد قراراتها بأنه‬
‫"‪...‬حيث إن مقتضيات المادة ‪ 62‬من مدونة الشغل تفرض وبصيغة الوجوب على المشغل‬
‫قبل إتخاذ قرار الفصل في حق األجير أن يتيح لهذا األجير الفرصة للدفاع عن نفسه ‪،‬‬
‫باإلستماع إليه من قبل المشغل ‪ ،‬وأن يتم ذلك بمحضر مندوب األجراء أو الممثل النقابي‬
‫الذي يتم اختياره من قبل األجير ‪ ،‬وذلك خالل أجل ثمانية أيام من تاريخ تبين وقوع الفعل ‪،‬‬
‫على أن يحرر محضر في الموضوع من قبل إدارة المقاولة يوقعه الطرفان ‪ ،‬وتسلم نسخة‬

‫‪ -2‬مجد قزمار ‪ .‬قيود السلطة التأديبية للمشغل – رسالة لنيل دبلوم الماستر في قوانن التجارة واألعمال – بكلية الحقوق وجدة – السنة الجامعية‬
‫‪ – 2012-2013‬ص‪.102 :‬‬
‫‪ -3‬مجد قرماز – قيود السلطة التأديبية للمشغل – الصفحة ‪.102‬‬
‫‪ - 4‬تنص الفقرة األخيرة من المادة ‪ 42‬على أنه " تخضع لمراقبة السلطة القضائية القرارات التي يتخذها المشغل في إطار ممارسة سلطته‬
‫التأديبية‪ .‬ص‪.102:‬‬
‫‪4‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫منه إلى األجير ومحكمة اإلستئناف بتعليلها ‪":‬أن اإلجراءات المنصوص عليها في المادة‬
‫‪ 62‬من مدونة الشغل جاءت بصيغة الوجوب وأن عدم إحترامها يجعل الفصل الذي تعرض‬
‫له األجير فصال تعسفيا ً يغني المحكمة عن‬
‫مناقشة األخطاء المنسوبة إليه ‪ ،‬كما يخوله حق اإلستفادة من تعويض الضرر‬
‫وتوابعه‪"....‬تكون قد طبقت نص المادة المحتج بها تطبيقا ً سليما وما أثير على غير‬
‫‪5‬‬
‫أساس"‪.‬‬
‫في نفس اإلتجاه أقرت محكمة النقض على وجوبية مسطرة التأديب من خالل قرار لها‬
‫جاء فيه‪ ":‬حيث إن المحكمة مصدرة القرار المطعون فيه أجابت عن موضوع‬
‫الوسيلة بما مضمنه أن الطاعنة التي لم تسلك مقتضيات المادة ‪ 62‬من م‪.‬ش تعتبر‬
‫منهية لعقد الشغل بصفة تعسفية ولم تغفل البث في مسألة الخطأ الجسيم طالما أنها أوضحت‬
‫في تعليلها أن عدم سلوك المسطرة المذكورة من طرف الطاعنة يغنيها عن البحث في الخطأ‬
‫‪6‬‬
‫ومدى جسامته"‪.‬‬
‫ورد في نفس اإلطار قرار صادر عن المحكمة اإلبتدائية بأكادير الذي جاء‬
‫فيه‪ ":‬وح يث إن مسطرة الفصل هاته نص عليها المشرع بصيغة الوجوب حماية األجير ‪،‬‬
‫وأن المدعي تمسك بعدم إحترام مقتضياتها من طرف المشغلة ‪.‬‬
‫وحيث إن عبء إثبات المسطرة المذكورة قبل الفصل يقع على عاتق المشغلة‬
‫وإن ملف النازلة جاء خاليا ً من اية حجج مثبتة إلحترامها تلك الشكليات ‪ ،‬كما أنه ال وجود‬
‫ألية رسالة فصل وال ما يثبث تسلمها لألجير ‪ ،‬الشيء الذي يجعل المحكمة في حل عن‬
‫مناقشة وجود الخطأ الجسيم من عدمه و يغنيها عن البحث في أسباب الفصل ‪ ،‬وطالما أن‬
‫‪7‬‬
‫المدعي لم يتوصل بأي إشعار تكون المشغلة قد فسخت العقد بصفة تعسفية‪."...‬‬
‫مما سبق يتضح بأن موقف محاكم الموضوع وكذلك محكمة النقض من‬
‫طبيعة مسطرة التأديب ‪ ،‬يتجه نحو وجوبيتها ‪ ،‬واعتبار الفصل تعسفيا بمجرد اإلخالل‬
‫بقواعد هذه المسطرة ويعفي المحكمة من بحث مدى تحقيق الخطأ من عدمه ‪ ،‬وهو ما‬
‫يشكل قيدا ً مهما على سلطة المشغل التأديبية‪.‬‬
‫وتدعيما لوجوبية م سطرة التأديب وإلزاميتها ‪ ،‬أقر قضاء محكمة النقض في‬
‫العديد من قراراته على أن إخالل المشغل بأحد الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 62‬و‬

‫‪ -5‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،682‬الصادر عن الفرقة اإلجتماعية بتاريخ ‪ ،2013/04/12‬في الملف اإلجتماعي عدد ‪ ،2011/1/5/944‬أورده‬
‫عمر أزوكار ‪ ،‬قضاء محكمة النقض في مدونة الشغل ‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪ 2013‬ص ‪241:‬‬
‫‪ -6‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ، 1997‬الصادر عن الغرفة اإلجتماعية بتاريخ ‪.2011/12/29‬‬
‫‪ - 7‬حكم إبتدائية أكادير رقم ‪ 443‬بتاريخ ‪ ، 2006/03/27‬في الملف اإلجتماعي رقم ‪ ، 05/294‬الغير منشورا أورده عبد القادرة بوبكري ‪ ،‬جدود‬
‫السطلة التأديبية للمشغل في ضوء مدونة الشغل – ص‪112 :‬‬

‫‪5‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫ما بعدها من مدونة الشغل ‪ ،‬يغني المحكمة عن بحث أسباب الفصل التأديبي ومدى ثبوت‬
‫الخطأ الجسيم من عدمه ‪ ،‬حيث يكيف الفصل بكونه فصال تعسفيا ً ‪ ،‬هذا ما يبرز الدور الذي‬
‫يلعبه القضاء على مستوى تقييد السلطة التأديبية المشغل على أجرائه‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬الرقابة القضائية على وجوبية مسطرة التأديب الخاصة‬
‫وضعت هذه المساطر لحماية فئة خاصة من األجراء ‪ ،‬هم األجراء‬
‫المحميون‪ ،‬وهم مندوب األجراء والممثل النقابي وطبيب الشغل ألنهم يوجدون في مواقع‬
‫حساسة ونظرا ً لواجباتهم التي قد تسبب ممارستها نزاعا ً مع المشغل ‪ ،‬واألجيرة الحامل‬
‫بالنظر لوضعيتها الصحية‪.‬‬
‫ولتأديب هذه الفئة من األجراء ‪ ،‬من قبل المشغل ‪ ،‬تطبق عليهم المسطرة‬
‫العامة التي تطبق على كافة األجراء ‪ ،‬باإلضافة إلى ربط شرعية العقوبة المتخدة في حق‬
‫األجير المحمي ‪ ،‬بموافقة العون المكلف بتفتيش المشغل إال بالنسبة لألجيرة الحامل والتي لم‬
‫يشترط المشرع موافقة العون المكلف بتفتيش الشغل على مقرر فصلها ‪ ،‬إال أنه خصها‬
‫بمقتضيات من شأنها توفير نوع من الحماية لها ‪ ،‬من ضمنها عدم إمكانية فصلها من العمل‬
‫أثناء فترة توقف العقد بسبب الحمل أو المرض الناشئ عنه ‪ ،‬وإن تم إتخاذ ذلك المقرر‬
‫فيمنع تبليغ األجيرة به أثناء تلك الفترة‪.8‬‬
‫وإذا كانت الرقابة القضائية متطلبة على القرارات التي يصدرها المشغل في‬
‫إطار إعماله لسلطته التأديبية بشكل عام وفق المادة ‪ 42‬من م‪.‬ش فإنه يجب تشديدها عندما‬
‫يكون موضوع تلك القرار تأديب أجير محمي أو أجيرة حامل‪.‬‬
‫وكما سبقت اإلشارة فإن القضاء يبسط رقابته على إحترام المشغل للمساطر‬
‫العامة بتأديب وكذلك الخاصة باألجراء المحميين ‪ ،‬كالتأكد من حصول المشغل على موافقة‬
‫مفتش الشغل قبل إتخاذ أية عقوبة تأديبية في حق أجير محمي‪. 9.‬‬
‫في هذا اإلطار صدر العديد من القرارات واألحكام القضائية ‪ ،‬تتجه نحو‬
‫إلزامية الحصول على رأي العون المكلف بتفتيش الشغل ‪ ،‬كلما تعلق األمر بالجزاءات‬
‫التأديبية المتخدة في حق مندوبي األجراء ‪ ،‬وذلك ما أقرته الغرفة اإلجتماعية بالمجلس‬
‫األعلى في أحد قراراتها الذي قضت فيه بأنه ‪ ":‬و بإعتباره أحد مناديب العمال أصبح محط‬
‫مضايقات من طرف اإلدارة المدعى عليها وسلمته بتاريخ ‪ 2007/13/1‬رسالة تفيد توقيفه‬
‫عن العمل‪ ،‬من التاريخ المذكور ألسباب تتلخص في غياب المدعي غير المرخص بتاريخ‬
‫‪ 2007/5/4‬وإمتناعه عن أداء عمله بتاريخ ‪ 2007/7/21‬تم تغيبه من تاريخ‬

‫‪ -8‬مجد قزمار – قيود السلطة التأديبية للمشغل – ص ‪197‬‬


‫‪ -9‬مجد قزمار – مرجع سابق – ص ‪. 109‬‬

‫‪6‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫‪ 2007/11/27‬إلى ‪ 2007/11/30‬وبإعتباره أحد مناديب العمال فإن طرده من العمل‬


‫غير قانوني لعدم إحترام الشكليات المنصوص عليها في القانون خاصة المواد ‪ 457‬و ‪62‬‬
‫‪10‬‬
‫و ‪ 63‬من مدونة الشغل‪" .‬‬
‫وعن تأديب الممثل النقابي جاء في قرار إلستثنافية الرباط ما يلي ‪ ":‬حيث أن‬
‫المستأنفة ال تنكر أن المستأنف عليه ممثل نقابي ‪ ،‬وتدعي أنه لم يثبت صفته كمندوب للعمال‬
‫‪ ،‬والحال أن المشرع اعتبر مندوب العمال و الممثل النقابي يستفيدان من نفس المقتضيات‬
‫الواردة بمدونة الشغل ‪ ....،‬وعلق مشروعية كل إجراء تأديبي يعتزم المشغل إتخاذه ضد‬
‫ممثل نقابي على قرار معلل من العون المكلف لتفتيش الشغل وبالموافقة أو الرفض إلتخاذ‬
‫مقرر الفصل بحسب المادة ‪ 457‬من م‪.‬ش ‪ ،‬وأكدت المادة ‪ 472‬من م‪.‬ش أن الممثل النقابي‬
‫يستفيد من نفس التسهيالت و الحامية التي يستفيد منها مندوب األجراء ‪ ،‬من ثم فإن مقرر‬
‫للفصل يعتبر فارغا من محتواه إذ لم يتضمن قرار مفتش الشغل بقبول إجراء فصل‬
‫المستأنف عليه أو رفضه وهو قرار سابق لقرار المشغلة ثم يضحي التذرع بعد احترام‬
‫المادة ‪ 65‬م‪.‬ش ‪ ،‬متجاوزا ً مادام المستأنف عليه ممثالً نقابيا ً ولم تحترم بشأنه المشغلة‬
‫المقتضي ات التي يستفيد منها هذا النوع من األجراء إذا يحتمي بنفس الحماية المخولة‬
‫لمندوب العمال ‪ ....‬حيث بذلك يعتبر مقرر الفصل مبني على إرتكاب المستأنف عليه الخطأ‬
‫‪11‬‬
‫الجسيم المدعى به غير منتج في الدعوى"‬
‫يالحظ من القرار بين السابقين أن القضاء يفرض رقابته على العقوبات‬
‫التأديبية المتخذة في حق مندوب األجراء والممثل النقابي ‪ ،‬وهذا للتأكد من إحترام المشغل‬
‫للمسطرتين العامة للمنصوص عليها في المواد (‪ )62-65‬والخاصة بهما و المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 457‬م‪.‬ش‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ضرورة اإلشارة إلى أن مقتضيات المادة ‪ 58‬من مدونة الشغل‬
‫فهي ب دورها تحت رقابة القضاء والتي تقضي بمضاعفة التعويض عن الفصل من العمل‬
‫الذي سيستحق مندوب األجراء أو الممثل النقابي بنسبة مئة بالمائة‪ ،‬وهذا ما تبينه إحدى‬
‫قرارات محكمة النقض الذي جاء فيه ‪ " :‬لكن خالفا ً لم ورد بالوسيلتين فإن المحكمة قضت‬
‫للطاعن بتعويض مضاعف فيما يتعلق باإلعفاء من العمل ‪ ،‬على أساس أنه مندوب أجراء‬
‫طبقا ً للمرسوم ‪ 1967/8/14‬وخفض القرار من المبلغ المحكوم به ابتدائيا ً على خطأ في‬
‫العملية الحسابية ‪ ،‬وأن باقي التعويضات األخرى المحكوم بها ال يُطبق عليها المرسوم‬

‫‪ - 10‬قرار الغرفة االجتماعية لمحكمة النقض عدد ‪ 1488‬صادر بتاريخ ‪ 2011-10-27‬في الملف االجتماعي عدد ‪ ،2010/1/5/1163‬أورده عبد‬
‫القادر بوبكري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.119 :‬‬
‫‪ - 11‬قرار استئنافية الرباط عدد ‪ ، 40‬الصادر عن الغرفة اإلجتماعية بتاريخ ‪ ، 27‬في الملف اإلجتماعي رقم ‪(. 234،2007،1‬غير منشور)‬
‫أورده مجد قزمار – قيود السلطة التأديبية للمشغل ‪ .‬ص ‪.109‬‬
‫‪7‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫بالمشار إليه آنفا الذي هو خاص بالتعويضات عن اإلعفاء دون غيرها وهو ما طبقه القرار‬
‫‪12‬‬
‫والوسيلتان ال سند لهما ‪".‬‬
‫ونفس المسطرة السالفة الذكر تطبق إذا كان األجير موضوع التأديب هو‬
‫طبيب الشغل ‪ ،‬ألنه بموجب المادة ‪ 313‬م‪.‬ش فإن المشغل ملزم بأن يكون أي جزاء تأديبي‬
‫يعتزم إتخاده في حق طبيب الشغل موضوع مقرر يوافق عليه العون المكلف بتفتيش الشغل‬
‫‪13‬‬
‫بعد استشارة الطبيب مفتش الشغل ‪.‬‬
‫أما فيما يخص األجيرة الحامل فحمايتها إقتصرت على اإلستفادة من إجازة‬
‫للوضع وإجازة مرضية إذا نشأ عن الوضع مرض ‪ ،‬ويكون عقد الشغل خالل هذه الفترة‬
‫متوقفا ً ‪ ،‬وتتجلى الحماية في منح المشغل من إنهاء عقد الشغل األجيرة الحامل خالل فترة‬
‫التوقف ‪ ،‬حتى في حالة تبوث ارتكابها لخطأ جسيم يمنع تبليغها بفضلها من العمل خالل‬
‫تلك الفترة ‪.‬‬
‫بناءا ً على ما سبق يتضح بأن القضاء يلعب دورا كبيرا ً في تكريس إلزامية‬
‫مسطرة التأديب األجراء المحميين وهو ما من شأنه أن يقيد سلطة المشغل في ممارسة‬
‫سلطته التأديبية إزاء أحد هؤالء األجراء ‪ ،‬من خالل مراعاته اإلجراءات الواجب إتباعها‬
‫‪14‬‬
‫قبل إتخاذ أي جزاء تأديبي في حق هذه الفئة من األجراء‪.‬‬
‫هذا وإذا كان التوجه العام للقضاء المغربي ‪ ،‬هو األخذ بوجوبية مسطرة‬
‫التأديب ‪ ،‬فهل يصل هذا األخير إلى حد التصريح بإرتباط هذه المسطرة بالنظام العام ؟ فما‬
‫هو موقف القضاء من هذا االرتباط ؟ ذلك ما سنحاول اإلجابة عنه في الفقرة الموالية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬موقف القضاء من مدى إرتباط مسطرة التأديب بالنظام العام‬
‫كما سبق ورأينا في الفقرة األولى فالقضاء اتفق على إلزامية مسطرة التأديب‬
‫واعتبرها قواعد آمرة إال أنه لم يتفق حول إنتمائها للنظام العام ‪ ،‬فإنتماء المسطرة للنظام‬
‫العام سيعني أنه يمكن لألجير إثارة عدم إحترامها في مرحلة من مراحل التقاضي ‪ ،‬كما‬
‫سيكون على المحكمة إثارتها من تلقاء نفسها إن لم يثرها األطراف ‪ ،‬فإذا كنا نجد أكثر من‬
‫قر ار لمحكمة النقض إبان النظام الملغى يعتبر مسطرة التأديب نظامية ‪ ،‬فإن هذه النظرة‬
‫بدأت في التغير بصدور قرار عدد ‪ 441‬الذي جاء في حيثياته ‪ " :‬شروط مسطرة الطرد‬
‫من العمل وضعت أصال لحماية األجير من تعسفات المشغل ‪ ،‬لكنها ليست من النظام العام‬
‫وتعفي األجير من التمسك بها أثناء الدعوى طبقا للمقتضيات مرسوم ‪1963/11/14‬‬

‫‪ - 12‬قرار محكمة للنقض عدد ‪ 318‬الصادر عن عن الغرفة اإلجتماعية بتاريخ ‪ 2005/3/30‬في الملف رقم ‪2005/1151‬‬
‫‪ - 13‬مجد قزمار ـمرجع سابق ـ ص ‪.112‬‬
‫‪.121‬‬
‫‪ - 14‬عبد القادر بوبكري ـ مرجع سابق ص‬
‫‪8‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫والقرار المطعون فيه الذي إعتمد على هذا النص دون تمسك هذا األخير به يعتبر غير قائم‬
‫‪15‬‬
‫على أساس ومعرضا للنقض‪".‬‬
‫ففي هذا القرار نفى القاضي عن المسطرة صفتها النظامية ونقض القرار‬
‫اإلستئنافي الذي أثار فيه القاضي عدم إحترام المسطرة من تلقاء نفسه دون أن يتمسك بها‬
‫األجير‪.‬‬
‫وهو نفس اإلتجاه الذي ذهبت فيه محكمة النقض بعد صدور مدونة الشغل ‪،‬‬
‫إذ ظلت تعتبر المسطرة إلزامية وقواعدها آمرة ‪ ،‬لكن دون أن تنتمي للنظام العام ‪ ،‬وهذا‬
‫يظهر من خالل قرار لمحكمة النقض عدد ‪ 276‬حيث جاء فيه ‪ ":‬لكن أمام هذه المواد‬
‫‪ 61،62،63‬من مدونة الشغل ‪ ،‬فيجب على المشغل‬
‫أن يحترم مقتضيات هذه المسطرة وعلى األجير كذلك إحترامها وهي قواعد‬
‫آمرة ولكن ليست من النظام العام ‪ ،‬ال يمكن للمحكمة إثارتها من تلقاء نفسها بل ال بد أن‬
‫‪16‬‬
‫يثيرها من له مصلحة في ذلك‪".‬‬
‫وفي نفس التوجه صدر قرار عن محكمة النقض جاء فيه ‪ ":‬حيث ثبت صحة‬
‫ما عابته الوسيلة على القرار ذلك أن الثابتة من خالل البحث المنجز أمام المحكمة بتاريخ‬
‫‪ 2004/7/1‬بأن الشاهد‪ ....‬فالقرار لما بث على النحو المضمن به إعتمادا على عدم سلوك‬
‫المشغل مسطرة الطرد(‪ )...‬والحال أن المحكمة أثارتها تلقائيا ً ولم يتم إثارتها من قبل من له‬
‫‪17‬‬
‫مصلحة تكون قد عرضت قرارها للنقض‪".‬‬
‫يتضح من خالل القرارات الصادرة عن محكمة النقض ألن إجتهادها رجح‬
‫الكفة التي تنفي عن مسطرة التأديب الصفة النظامية ‪ ،‬بعد أن كان يعتبرها من صلب النظام‬
‫‪18‬‬
‫العام‪ ،‬معتبرا إياها غير متعلقة بالمصلحة العام بل تخص مصلحة األجير‪.‬‬
‫فمحكمة النقض تراجعت عن ربط مسطرة التأديب بالنظام العام وهو التوجه‬
‫الذي فسره أحد الفقه بكون محكمة النقض تسعى إلى تحقيق التوازن في حماية مصالح‬
‫الطرفين ‪ ،‬مما جعله يعدل عن إثارة اإلخالل بمسطرة التأديب بشكل تلقائي ‪ ،‬وال يرتب أي‬
‫جزاء أو آثار على عدم إحترامها ‪ ،‬إذا أثارها األجير ‪ ،‬بينما يرى جانب من الباحثين بأن ما‬
‫ذهبت إليه محكمة النقض يخالف ما تم تكريسه من نصوص صريحة وما أُسس له من‬
‫ضمانات ومكتسبات حمائية لألجير‪.‬‬

‫‪ - 15‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ، 441‬الصادر عن الغرفة اإلجتماعية بتاريخ ‪ 1995/2/5‬في الملف اإلجتماعي رقم ‪ ، 91/9132‬أورده مجد‬
‫قزمار‪ -‬قيود السلطة التأديبية للمشغل ص ‪.104‬‬
‫‪ - 16‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ، 279‬الصادر عن الغرفة اإلجتماعية بتاريخ ‪ ، 2007/3/14‬في الملف العدد ‪ 2006/1/5/913‬أورده مجد قزمار ‪،‬‬
‫مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ - 17‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ، 173‬الصادر عن الغرفة اإلجتماعية بتاريخ ‪ ، 2007/2/21‬بالملف اإلجتماعي رقم ‪ ، 2006/1/6/664‬أورده‬
‫عبد القارد بوبكري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪124‬‬
‫‪ - 18‬عبد الكريم صباح رقابة محكمة النقض على مسطرة الفصل التأديبي ومدى إلزاميتها ‪ ،‬المجلة المغربية لنادي قضاء الدار البيضاء ‪ ،‬العدد ‪1‬‬
‫‪ ،‬دجنبر ‪ ، 2012‬ص‪.436 :‬‬
‫‪9‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة القضائية على مقرر العقوبة التأديبية‬


‫يسبغ القضاء رقابته على تبليغ األجير بمقرر العقوبة التأديبية المتخذة في حقه‪،‬‬
‫وباألسباب التي دفعت المشغل إلى اتخاذه‪ ،‬وفي هذا الصدد يسبط القضاء رقابته على توصل‬
‫األجير بمقرر العقوبة‪ ،‬والسباب الواردة فيه‪ ،‬وعلى الشكليات التي تطلبها المشرع في مقرر‬
‫العقوبة التاديبية عندما يكون موضوع هذه العقوبة فصل األجير‪.‬‬

‫ولذلك سوف نقسم هذا المطلب إلى فقرتين على الشكل اآلتي‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الرقابة القضائية على تبليغ األجير بمقرر العقوبة التأديبية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مدى تقيد القاضي بمضمون مقرر العقوبة‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الرقابة القضائية على تبليغ األجير بمقرر العقوبة التأديبية‬
‫ألزم المشرع المشغل عند اتخاذه في حق أجيرة عقوبة تأديبية مما ورد النص عليه في‬
‫الفقرتين ‪ 3‬و ‪ 4‬من المادة ‪ 37‬م‪.‬ش‪ ،‬أو فصله من العمل‪ ،‬بأن يبغ األجير محل التأديب‬
‫بالعقوبة المتخذة في حقه وباألفعال المنسوبة غليه بموجب المادة ‪ 63‬م‪.‬ش‪ ،‬ويكون هذا‬
‫التبليغ إما بتسليمه مقرر العقوبة يدا بيد أو عن طريق إرسالها بالبريد المضمون مع إشعار‬
‫بالتوصل‪ ،‬وذلك داخل أجل ‪ 48‬ساعة من تاريخ اتخاذ المقرر المذكور‪.‬‬

‫وفضال عن إحاطة األجير علما باألفعال المنسوبة غليه والتي من أجلها اتخذت العقوبة‬
‫في حقه‪ ،‬تبدو أهمية هذا اإلجراء في تقييد المشغل باألسباب الواردة في ذلك المقرر بحيث‬
‫يقتصر الفضاء في رقابته على األسباب الواردة في مقرر العقوبة التأديبية دون النظر في‬
‫أي أسباب أخرى‪ ،‬من أجل الوقوف على مدى شرعية العقوبة‪ ،‬وفقا للفقرة األخيرة من‬
‫المادة ‪ 64‬م‪.‬ش‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫في هذا الصدد صدر أكثر من قرار وحكم قضائيين للتأكيد على ضرورة احترام المادة‬
‫‪ 63‬م‪.‬ش التي توجب على المشغل تبليغ األجير بمقرر العقوبة‪ ،‬والمادة ‪ 64‬م‪.‬شوالتي‬
‫تقضي في فقرتها األخيرة بأنه " ال يمكن للمحكمة أن تنظر إال في األسباب الواردة في‬
‫مقرر الفصل وظروفه"‪ .‬من ذلك حكم ابتدائية الرباط الذي جاء فيه "وحيث إنه تحقيقا‬
‫للدعوى أمرت المحكمة بإجراء بحث حول ظروف إنهاء عقد الشغل حضره طرفا للدعوى‬
‫تأكد خالله أن الظرف الموجه للمدعية كان فارغا وال يحمل أية رسالة‪ ،‬وأن المدعى عليها‬
‫عجزت عن إثبات توصل المدعية برسالة الفصل وإثبات الخطأ الجسيم المتمثل في التغيب‬
‫غير المبرر"‪ ،19‬ثم يأتي قرار المجلس األعلى عدد ‪ 938‬للتأكيد على وجوب احترام‬
‫المسطرة وتبليغ االجير بمقرر العقوبة التأديبية‪ ،‬إذ جاء في حيثياته " ‪,‬أنه طبقا للمادة ‪63‬‬
‫م‪.‬ش فإنه يسلم مقرر الفصل إلى األجير المعني باألمر يدا بيد أو مقابل وصل أو بواسطة‬
‫رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل داخل أجل ثمانية وأربعون ساعة من تاريخ اتخاذ‬
‫المقرر المذكور‪ ،‬إال أنه بالرجوع إلى الوثائق المضمنة بالملف فإنه ال يوجد دليل على‬
‫سلوك تلك اإلجراءات الشكلية المنصوص عليها ‪ ...‬مما يجعل الفصل الذي تعرض له‬
‫‪20‬‬
‫األجير غير مبرر "‪.‬‬

‫نفس الموقف عبرت عنه محكمة النقض في قرارها الصادر بتاريخ ‪2007/3/14‬‬
‫التي جاءت في حيثياتها" وال يغني عن هذا اإلجراء اكتفاء المشغلة في نازلة الحال مما‬
‫دفعت به من كونها وجهت رسالة إلى األجيرة المطلوبة في النقض بينت لها فيها الخطأ‬
‫المتمسك به ضدها وطالبت منها أن تقدم مالحظاتها مراعاة لمقتضيات الفصل ‪ 62‬م‪.‬ش‪.‬‬
‫فمحكمة االستئناف عندما خلصت إلى أن األجيرة كانت موضوع طرد تعسفي من طرف‬

‫‪ -19‬حكم ابتدائية الرباط عدد ‪ ،479‬الصادر بتاريخ ‪ ،2006/4/6‬في الملف االجتماعي رقم ‪ ،2005/4/11‬أورده عبدالقادر‬
‫بوبكري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪ -20‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،938‬سبقت اإلشارة إليه في الهامش ‪ 2‬من الصفحة ‪98‬‬
‫‪11‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫مشغلها لعدم احترام هذه األخيرة للمقتضيات القانونية المتعلقة بمسطرة الفصل يكون قارها‬
‫‪21‬‬
‫المطعون فيه قد رد الدفع المشار إليه ‪ ...‬وتبقى الوسيلة على غير أساس "‪.‬‬

‫يالحظ من هذه القرارات أن تبليغ األجير بمقرر العقوبة إجراء جوهري يتعين على‬
‫المشغل احترامه تحت طائلة اعتبار المقرر المتخذ تعسفيا‪ ،‬إال أن مسألة تبليغ رسالة الفصل‬
‫ليس أمرا سهال‪ ،‬بل في كثير من األحيان تعترض هذه العملية صعوبات‪ ،‬ذلك أن األجير قد‬
‫يتخذ موقفا سلب يا تجاه رسالة الطرد‪ ،‬أو يمتنع أو يتهرب من تسلمها‪ ،‬وقد يرجع اإلشعار‬
‫بالتوصل إلى المشغل بمالحظة معينة أو أنه قد يعطي عنوانا خاطئ‪ ،‬وربما يغير عنوانه‬
‫‪22‬‬
‫وال يخير مشغله بذلك‪ ،‬أو أنه قد يمتنع من تسلم نسخة من رسالة الطرد شخصيا‪.‬‬

‫وفي الواقع ينبغي التمييز في هذه الحالة بين عدم تبليغ مقرر الفصل الناتج عما يمكن‬
‫اعتباره سوءة نية األجير‪ ،‬وبين عدم التبليغ الناتج عن تقصير المشغل‪ ،‬وإذا أرجع اإلشعار‬
‫بالتوصل بمالحظة "مرفوض" أو "انتقل إلى عنوان آخر"‪ ،‬أو " ال يسكن بهذا العنوان"‪،‬‬
‫فالتبليغ يمكن اعتباره قانونيا ألن صيغة "مرفوض" تفيد أم التبليغ قانوني‪ ،‬وأن عبارة "انتقل‬
‫إلى عنوان آخر" أو " ال يسطن بهذا العنوان " تفيد أنه غير عنوانه ومن ثم فهو يتحمل‬
‫نتيجة عدم إبالغ المشغل بعنوانه الجديد‪ ،‬أما إذا ارجع اإلشعار بمالحظة "غير مطلوب"‪،‬‬
‫‪23‬‬
‫فإن هذا التبليغ ال يعتبر قانونيا‪.‬‬

‫وهذا ما أقرته محكمة النقض في أحد قراراتها التي وردت في حيثياتها "وحيث‬
‫إنالطاعنة لم تستطع إثبات أن األجير توصل ال برسالة اإلنذار لاللتحاق بالعمل وال برسالة‬
‫الطرد‪ ،‬وإن عدم سحب الرسالة من مصلحة البريد وإرجاعها إلى الطاعنة بمالحظة "غير‬

‫‪ -21‬قرار محكمة النقض الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ ‪ 2007/3/14‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ‬
‫‪ 2007/10/3‬في الملف االجتماعي رقم ‪ ،2006/901‬أورده فيصل لعموم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪41‬‬
‫‪ -22‬محمد سعد جرندي‪ ،‬الطرد التعسفي لألجير بين التشريع والقضاء المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪ -23‬نوال السعدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪12‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫مطلوب"‪ ،‬استقر العمل القضائي على أنه ال يعتبر توصال‪ ،‬وهو ما انتهى إليه القرار‬
‫‪24‬‬
‫المطعون فيه‪ ،‬مما كان معه معلال ومطابقا للقانون "‪.‬‬

‫وهو ما عملت به محاكم الموضوع‪ ،‬فقضت استئنافية وجدة في أحد قراراتها بما يلي‪:‬‬
‫"وحيث إنه فيما يتعلق بما أوردته الشركة في استئنافها الفرعي في مناقشة "غير مطلوب"‬
‫وهل يعتبر فضاء للتسلم أو امتناعا عنه فإنه ال حاجة إلى المناقشة الستقرار العمل القضائي‬
‫على أن هذه العبارات كلها ال تفيد التوصل وأن الذي يأخذ على الشركة هنا هو عدم‬
‫احترامها للقانون بتسليم نسخة من رسالة اإلعالم بالطرد إلى المدعي شخصيا يدا بيد كما‬
‫هو منصوص عليه في القانون ‪.‬‬

‫من خ اللهذه القرارات يتضح بأن المشغل ملزم بإثبات توصل األجير بمقرر العقوبة‬
‫التأديبية وليس فقط إثبات القيام بإجراء التبليغ‪ ،‬وهذا التزام بتحقيق نتيجة‪ ،‬األمر الذي من‬
‫شأنه أن يساهم في تكريس الحماية القضائية لألجير باعتباره الطرف الضعيف في العالقة‬
‫الشغلية‪.‬‬

‫وهذا ما أكدته محكمة النقض من خال لقرارها عدد ‪ 730‬الذي جاءت في حيثياته‬
‫"حيث أن المشغل بعث برسالة الفصل بعد فات أجل ‪ 48‬ساعة من فصله أي بعد مدة ‪24‬‬
‫يوم من تاريخ فصله‪ ،‬لهذا فالمحكمة لم تكن في حاجة لمناقشة األخصاء المنسوبة لألجير ما‬
‫‪25‬‬
‫دام المشغل لم يحترم المسطرة القانونية " ‪.‬‬

‫‪ -24‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،585‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ ‪ ،2005/6/1‬في الملف االجتماعي رقم‬
‫‪ ،2005/159‬سبقت اإلشارة إليه‪.‬‬
‫‪-25‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،730‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ ‪ 2007/10/3‬في الملف االجتماعي رقم‬
‫‪ ،05/04/06‬أشارت غليه بشرى العلوي‪ ،‬مرجع سابق‪ .49 ،‬نفس الموقف عبر عنه المجلس األعلى في قراره عدد‬
‫‪ 1608‬الصادر بتاريخ ‪ ،2011/11/17‬في الملف االجتماعي رقم ‪ 2010/1/5/750‬الذي جاء فيه ذ"إن مقرر الفصل لم‬
‫يوجه إال بتاريخ ‪ ،2005/1/27‬في حين أن واقعة الطرد تمت يوم ‪ ،2005/1/18‬أي أن ذلك المقرر لم يوجه داخل األجل‬
‫المنصوص عليه في المادة ‪ 63‬م‪.‬ش‪ ،‬مما يناسب القول بأن عدم احترام أجل توجيه ذلك المقرر يعتبر خرقا موجبا العتبار‬
‫الفصل تعسفيا "‪( .‬غير منشور)‬
‫‪13‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫كما ألزم المشغل بتوجيه نسخة من مقرر الفصل إلى العون المكلف بتفتيش الشغل وفقا‬
‫للمادة ‪ 64‬م‪.‬ش‪ ،‬ولكن دون تحديد أجل لذلك‪ ،‬وقد أقر القضاء إلزامي هذا اإلجراء‪ ،‬وهكذا‬
‫جاء في إحدى قرارات محكمة النقض ما يلي‪" :‬إن طرد أي عامل ولو لسبب خطير‬
‫يستوجب إخطاره بذلك في ظرف ‪ 48‬ساعة من وقت‪ ،‬إثبات الخطأ وذلك بواسطة رسالة‬
‫مضمونة مع اإلشعار بالتوصل تسلم نسخة منها إلى مفتش الشغل"‪ ،26‬وهو نفس المقتضى‬
‫الذي جاء في قرار محكمة النقض عدد ‪ 906‬الذي جاء فيه "ومن ذلك توجيه رسالة الفصل‬
‫تتضمن بصفة واضحة ومحددة األخطاء المنسوبة لألجير عن طريق البريد المضمون أو‬
‫تسليم نسخة منها يدا بيد في ظرف ‪ 24‬ساعة ‪ ..‬وأن تبعث لمفتش الشغل نسخة مماثلة وعدم‬
‫تطبيق هذه المسطرة يجعل المحكمة في حل من مناقشة األخطاء المنسوبة لألجير ويكون‬
‫‪27‬‬
‫اإلجراء المتخذ في حقه من طرفها يشوبه التعسف "‪.‬‬

‫وهو ما كان معموال به إبان النظام النموذجي الملغى‪ ،‬إذ كان الفصل ‪ 6‬منه يوجب‬
‫المشغل بتبليغ األجير بمقرر العقوبة التأديبية داخل نفس األجل بتسليمه مقرر العقوبة‬
‫المذكورة يدا بيد وبإرسالها بالبريد المضمون‪ ،‬وبتوجيه نسخة من ذلك المقرر إلى العون‬
‫المكلف بتفتيش لشغل‪ ،‬وهو ما جاء في قرار محكمة النقض عدد ‪ " 124‬لكن حيث إنا‬
‫لمشغل الذي أجبرا الرتكابه خطأ كما يفرض ذلك الفصل ‪ 6‬من قرار ‪ ،1948/10/23‬أن‬
‫يوجه إنذارا داخل أجل ‪ 48‬ساعة يخبره بالفصل وبأسباب الفصل‪ ،‬وأن يوجه نسخة من‬
‫‪28‬‬
‫اإلنذار إلى مفتش الشغل الشيء الذي لم تدعي الطاعنة أنها قامت به"‪.‬‬

‫‪ -26‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،122‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ ‪ 1988/3/14‬في الملف االجتماعي رقم‬
‫‪ ،87/8383‬مجلة المحاكم المغربية ‪ ،‬العدد ‪ ،55‬ماي – يونيو ‪ ،1988‬ص ‪.105-104‬‬
‫‪ -27‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،906‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ ‪ 2007/10/3‬في الملف االجتماعي رقم‬
‫‪ ،2007/1/5/117‬أورده عبدالقادر بوبكري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.105-104‬‬
‫‪ -28‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،124‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ ‪ 1987-3-9‬في الملف االجتماعي رقم‬
‫‪ ،86/8589‬أشار إليه حسن هروش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪14‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫يستفاد من هذه القرارات‪ ،‬أن المسطرة التي سنها المشرع من أجل تأديب األجير‬
‫وجوبية بالمجمل‪ ،‬على عكس الموقف الذي ينزع عن هذا اإلجراء األخير – توجيه نسخة‬
‫من مقرر الفصل إلى مفتش الشغل – صفة اإللزام‪ ،‬بحجة عدم تنصيص المشرع على جزاء‬
‫‪29‬‬
‫خرق هذا اإلجراء‪ ،‬باإلضافة إلى عدم تحديد أجل إلجرائه‪.‬‬

‫إ ال أننا نشاطر الرأي القائل بوجوبية هذا اإلجراء‪ ،‬تبعا لوجوبية المسطرة برمتها‪،‬‬
‫وألنه ال يشترط في كل قاعدة أن تكون مقرونة بجزاء مخالفتها حتى تكتسب إلزاميتها‪ ،‬ذلك‬
‫أن الجزاء يرتبه القاضي في نطاق القواعد العامة أو الخاصة للمسؤولية إن بدا له تضرر‬
‫أحد األطراف من جراء خرق الطرف اآلخر لاللتزام المفروض عليه بموجب قاعدة قانونية‬
‫‪30‬‬
‫معينة‪.‬‬

‫ألن الرأي القائل بعدم وجوبية هذا اإلجراء‪ ،‬من شأنه أن يوسع من نطاق السلطة‬
‫التأديبية للشغل‪ ،‬ويضعف الرقابة اإلدارية على ممارستها‪ ،‬والتي يمارسها مفتش الشغل في‬
‫هذه الحالة عن طريق وقوفه على األسباب المضمنة في مقرر العقوبة الموجه إليه‪ ،‬فكيف‬
‫سيتمكن مفتش الشغل من فرض رقابته على فصل األجير إن لم يوجه له المشغل نسخة من‬
‫مقرر الفصل؟!‬

‫فضال عن أن ذلك الرأي يتناقض مع وجوبية مسطرة التأديب الذي اتفق عليها لمشرع‬
‫الذي أوردها بصيغة الوجوب‪ ،‬والفقه الذي اتفق على وجوبيتها‪ ،‬مع القضاء الذي أقر ذلك‬
‫من خالل القرارات الصادرة عنه‪.‬‬

‫‪ -29‬لمزيد من التفاصيل حول هذا الموقف القضائي راجع عبدالقادر بوبكري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪129‬‬
‫‪ -30‬إدريس الجر‪ ،‬مساهمة في دراسة نظرية أسباب القضاء عقد العمل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪181‬‬
‫‪15‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫القفرة الثانية‪ :‬موقف القضاء من التقيد بمضمون رسالة الفصل‬


‫بموجب الفقرة األخيرة من المادة ‪ 64‬م‪.‬ش‪ ،‬فإن القضاء يقتصر حين بحثه في ظروف‬
‫فصل األجير علىالنظر في األسباب الواردة في مقرر الفصل‪ ،‬حيث جاء في الفقرة األخيرة‬
‫‪31‬‬
‫من ‪64‬م‪" .‬ال يمكن للمحكمة النظر إال في األسباب الواردة في مقرر الفصل "‪.‬‬

‫وهذا يعني أن قاض المووضع يكن ملزما بمناقشة أسباب الفصل التأديبي التي تمت‬
‫اإلشارة إليها في مقرر الفصل‪ ،‬دون أن يكون له إضافة أسباب أخرى غير تلك التي وردت‬
‫‪32‬‬
‫في ذلك المقرر‪.‬‬

‫وهذا ما أكدته محكمة النقض في أحد قراراتها التي جاءت فيها "إن محكمة االستئناف‬
‫بتأييدها الحكم االبتدائية تكون قد تبنت علله وأسبابه هذا األخير الذي علل حكمه بأن المشغلة‬
‫لم تحترم الشكليات القانونية لرسالة الفصل والمتضمنة لألخطاء المنسوبة غليه ما دام أن‬
‫األج ير قد تمسك بهذا الدفع أمام قضاة الموضوع وبعدم توصله برسالة الفصل لم تكن‬
‫بحاجة لمناقشة األخطاء المنسوبة لألجير فكان ما قضت به المحكمة مرتكزا على أساس‬
‫‪33‬‬
‫قانوني"‪.‬‬

‫هذا الموقف سار عليه العمل القضائي في أغلب قراراته قبل صدور مدونة الشغل‪،‬‬
‫ولم يخالف هذا الموقف إال في القرار عدد ‪ ،141‬الذي جاء فيه "إذا كان الفصل ‪ 6‬من‬
‫النظام النموذجي المتعلق بالشغل ينص على أن المحكمة ملزمة بالبت في النزاع بناء على‬

‫‪ -31‬المادة ‪ 64‬م‪.‬ش‬
‫‪ -32‬حسن هروش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪44‬‬
‫الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ ‪ 2003/5/6‬في الملف االجتماعي رقم‬ ‫‪ -33‬قرار محكمة النقض عدد ‪،494‬‬
‫‪ 2003/44‬أوردته بشرى العلوي‪ ،‬الفصل التعسفي لألجير على ضوء العمل القضائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .35‬ويتماشى‬
‫الموقف المعبر عنه في هذا القرار مع القرارات‪ :‬القرار عدد ‪ ،556‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ‬
‫‪ ،1991/11/25‬في الملف االجتماعي رقم ‪ ،23798‬مجلة المحاكم المغربية‪ ،‬العدد ‪ ،52‬ص ‪ .76‬وقرار محكمة النقض‬
‫عدد ‪ 42‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ ‪ ،1982/10/27‬في الملف االجتماعي رقم ‪ ،2000/158‬مجلة قضاء‬
‫محكمة النقض العدد ‪ 13‬ص ‪ .59‬وقرار محكمة النقض الصادر بتاريخ ‪ ،1993/9/20‬في الملف االجتماعي‬
‫رقم‪1995/9/5‬في الملف االجتماعي رقم‪ ،6668/29‬مجلة اإلشعاع‪ ،‬العدد ‪ 14‬سنة ‪ ،1996‬ص ‪. 78‬‬

‫‪16‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫األسباب الواردة في اإلنذار بالعزل‪ ،‬فإن هذا ال يمنع من أن تعتبر المحكمة أسبابا أخرى‬
‫‪34‬‬
‫سيما إذا تعلق األمر بأخطاء خطيرة"‪.‬‬

‫والو اقع أن هذا الموقف القضائي الفريد الذي اتخذه المجلس األعلى في هذا القرار من‬
‫شأن تبنيه أو السير على منواله ان يفرغ الرقابة القضائية من محتواها؛ ألن األخذ بهذا‬
‫الرأي سيحولها إلى رقابة شكلية فقط‪ ،‬ما دام أنه يمكن للمشغل إثارة أسباب أخرى غير تلك‬
‫التي ضمنها برسال ة الفصل وأجاز إمكانية اعتبارها مبررة للفصل وإن لم يكن األجير قد‬
‫أعلم بها‪ .‬وأعطى للمشغل حق التعسف ما دام أنه باستطاعته إثارة أسباب أخرى وبإمكانية‬
‫‪35‬‬
‫إثباتها بطريقة أو بأخرى متى عجز عن إثبات تلك التي ضمنها برسالة الفصل‪.‬‬

‫فضال عن ذلك فإن القرار المذكور يناقض نفسه فهو يستند على مقتضياتالفصل ‪ 6‬من‬
‫النظام النموذجي والتي كانت صريحة بتنصيصها على أن المحكمة التي تنظر فيالنزاع ال‬
‫تعتبر سوىالدواعي التي ذكرها المستخدم في رسالة الطرد‪ ،‬فهو يقر بأن المحكمة ملزمة‬
‫بالبت في النزاع بناء علىاألسباب الواردة في اإلنذار وفي نفس الوقت يرى أنه ال مانع من‬
‫اعتبار أسباب أخرى شريطة أن تكون خطيرة‪.‬‬

‫وفي هذا ترجيح لكفة الطرف القوي وصاحب المبادرة بفصل األجير على حساب هذا‬
‫األخير‪ ،‬ما مدام أتاح للمشغل فرصة ليست مخولة له قانونا‪ ،‬إضافة إلى أن سماه القرار‬
‫اسباب خطيرة قد يختلف تقدير خطورتها بين المحاكم‪ ،‬وبغض النظر عن ذلك فالمحاكم‬
‫تملك سلطة التقدير في هذا الباب لكن فقط بالنسبة لألخطاء المضمنة برسالة الفصل ال تلك‬
‫التي يريد المشغل إقحامها‪ ،‬ذلك أن الرقابة القضائية بدورها مقيدة وليست مطلقة‪ ،‬بقيد‬

‫‪ -34‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،141‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ ‪1971/4/21‬مجلة قضاء محكمة النقض العدد‬
‫‪ ، 52‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -35‬عبدالحكيم صباح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪81‬‬
‫‪17‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫تشريعي في الفصل ‪ 6‬منالنظام النموذجي‪ ،‬وهو نفس ماورد النص عليه في الفقرةاألخيرة‬
‫منالمادة ‪ 64‬م‪.‬ش‬

‫إال أن هذا التوجه يظل فريدا‪ ،‬ذلك أن جميع القرارات التي تمكنا من االطالع عليها‬
‫أثناء بحثنا والمتعلقة بهذه النقطة والصادرة بعد ‪ 1971‬سارت كلها في اتجاه مخالف وزكت‬
‫مبدأ الحماية المخولة لألجير بمقتضى القانون في هذا الصدد‪ ،‬وفرضت الرقابة على أفعال‬
‫المشغل انطالقا مما يكون قد ذكره من أسباب في رسالة الفصل‪ ،‬فالمحكمة ال يمكن أن‬
‫تناقش إال األسباب الواردة في الرسالة‪ ،‬وأن عليها أن تتقيد باألسباب التي وردت في اإلنذار‬
‫‪36‬‬
‫بالطرد دون النظر في األسباب األخرى التي لم يتضمنها اإلنذار‪.‬‬

‫وهذا الرأي هو ا لذي استقر عليه العمل القضائي بعد صدور مدونة الشغل‪ ،‬وذلك ما‬
‫يتبين من حكم ابتدائية الرباط الذي جاء فيه "وحيث إن المحكمة باستقرائها لرسالة الفصل‬
‫المقدمة من المدعي والتي ظلت بمنأى عن أي طعن تأكد أن سبب الفصل هو ارتكاب‬
‫المدعي لخطأ مهني ترتب عنه ضرر فادح كلف الشركة عبء شراء محرك جديد‪ ...‬وحيث‬
‫إنه استنادا إلى المادة ‪ 64‬م‪.‬ش‪ ،‬فإنه ال يحق النظر إال في األسباب الواردة في مقرر الفصل‬
‫وظروفه‪...‬وحيث إنا لسبب الذي تمسكت به المشغلة أمام المحكمة هو غير السبب الذي‬
‫أوردته في رسالة اإلعفاء‪ ،‬والذي بقي بمعزل عن أي إثبات يمكن االستناد إليه للقول‬
‫‪37‬‬
‫بصحته‪ ،‬االمر الذي يجعل الفصل تعسفيا ومرتبا لكل آثاره "‪.‬‬

‫وفي نفس االتجاه نقضت الغرفة االجتماعية بمحكمة النقض أحد القرارات الصادرة‬
‫عن استئنافية أكادير والتي كيفت من خالله إنهاء عقد الشغل بكونه مغادرة تلقائية وليس‬
‫فصال تعسفيا معتمدة في ذلك سببا آخر غير البب المذكور في مقرر الفصل‪ ،‬وجاء في‬

‫‪ -36‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،42‬الصادر بتاريخ ‪1982/10/27‬في الملف االجتماعي رقم ‪ ،2000/158‬سبقت اإلشارة‬
‫إليه‪.‬‬
‫‪ -37‬حكم ابتدائية الرباط عدد ‪ ،323‬الصادر بتاريخ ‪ 2006/3/2‬في الملف االجتماعي رقم ‪2004/1250/11‬‬
‫‪1982/10/27‬‬
‫‪18‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫حيثيات القرار الصادر عنها ما يلي‪" :‬إنه بموجب الفقرة األخيرة من المادة ‪ 64‬م‪.‬ش ال‬
‫يمكن للمحكمة أن تنظر إال في األسباب الواردة في مقرر الفصل‪ ،‬والمطلوبة وإن لم تصدر‬
‫مقررا كتابيا بفصل الطاعن من عمله فإنها ظلت متمسكة بكون فصله كان بسبب خطأ جسيم‬
‫اقترفه‪ ،‬متمثل في تبادل الضرب والجرح مع زميل له في العمل مما يفيد نظر المحكمة في‬
‫حدود السبب المعتمد دون سواه إال أنها لما اعتبرت األمر في النازلة مغادرة تلقائية‬
‫للعمل‪ ...‬تكون قد حادث عن جادة الصواب واعتمدت سببا إلنهاء العالقة الشغلية غير ذاك‬
‫المتمسك به من طرف المشغلة وهو ما يشكل خرقا صريحا للمقتضى المستدل به يوجب‬
‫‪38‬‬
‫النقض "‪.‬‬

‫يتبين من العمل القضائي التأكيد على تقييد المحكمة عند البحث في دواعي فصل‬
‫األجير باالقتصار على البحث في األسباب المضمنة في مقرر الفصل دون إمكانية االستناد‬
‫إلى أ سباب أخرى غير واردة في المقرر المذكور‪ ،‬وهو قيد وإن كان موضوعه تقييد قاضي‬
‫الموضوع عند بحثه أسباب الفصل‪ ،‬إال أنه يحد من سلطة المشغل بإضافة أخطاء أخرى لم‬
‫يوردها في مقرر الفصل بهدف مناقشتها أمام المحكمة‪ ،‬وهذه ضمانة مهمة لألجراء تكفل‬
‫لهم عدم فصلهم من العمل لسبب ما‪ ،‬دون أن يتيح المشغل لألجير الدفاع عن نفسه بشأن‬
‫الفعل المنسوب إليه‪ ،‬عن طريق منع إضافة أي سب للفصل غير تلك االسباب الواردة في‬
‫مقرر الفصل‪.‬‬

‫فضال عن أن المحكمة ليست فقط ملزمة بما ورد في مقرر الفصل‪ ،‬بل تكون ملزمة‬
‫بإجراء بحث حول ذلك لبسط رقابتها على هذه األخطاء متى طلب أحد األطراف ذلك سيما‬
‫إذا كانت رسالة الفصل تتضمن مجموعة من األخطاء‪ ،‬إال أنها في جميع األحوال ال تكون‬

‫‪ -38‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،1634‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ ‪2011/11/24‬في الملف االجتماعي رقم‬
‫العدد ‪( 2010/1/5/803‬غير منشور)‬
‫‪19‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫ملزمة بمناقشة كل األخطاء الواردة برسالة الفصل والتي نسبتها المشغلة ألجيرها‪ ،‬لكن‬
‫‪39‬‬
‫يتعين عليها التقيد بها ويكفيها اعتماد أحدها فقط متى كان كافيا لتبرير الفصل‪.‬‬

‫وعلى ذلك فإنالمشغل يتوجب عليه ذكر األخطاء المنسوبة لألجير والمبررة لفصله‬
‫وبوضح دون لبس أو غموض‪ ،‬وهذا ما أكدته محكمة النقض في قرارها عدد ‪ 496‬الذي‬
‫جاءت فيه "لكم من جهة حيث أنه بمقتضى الفصل السادس من النظام النموذجي للعالقة بين‬
‫األجراء والمأجورين الصادر في ‪ ،1948/10/23‬فإن رسالة الفصل التي يوجهها رب‬
‫العمل لألجير يجب أن تتضمن بصفة واضحة اسباب الفصل وتاريخه‪ ،‬ومن ثم يكون قضاة‬
‫الموضوع مقيدين بما ورد في رسالة الفصل من أخطاء منسوبة إلىاألجير‪ ،‬أما غيرها من‬
‫‪40‬‬
‫األخطاء‪ ،‬فما دام لم يوجه بها إنذارا فال يمكن اعتبارها ومناقشتها "‪.‬‬

‫الموقف نفسه أكدته محكمة النقض في قرار آخر لها جاءت فيه "إن الفصل ‪ 6‬من‬
‫‪41‬‬
‫النظام النموذجي يلزم المشغل بتوجيه رسالة تتضمن بصفة واضحة اسباب الطرد"‪.‬‬
‫ونفس الموقف عبرت عنه محكمة النقش في قرارها عدد ‪ 987‬الذي جاءت فيه "ومن ثم‬
‫فإن محكمة االستئناف عندما أكدت أن رسالة الطرد إذا كانت تتضمن مخلفة االنصياع‬
‫ألوامر الرؤساء فإنها لم توضح نوعية العبارات الواردة من طرف األجير لتتمكن المحكمة‬
‫‪42‬‬
‫من تقييمها‪.‬‬

‫يتضح من ذلك إلزام المشغل بتضمين مقرر الفصل‪ ،‬األسباب الداعية التخاذه بشكل‬
‫واضح وصريح دون لبس أو غموض‪ ،‬وذلك عن طريق تحديد األفعال المنسوبة لألجير‬

‫‪ -39‬فيصل العموم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬


‫الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ ‪1992/4/13‬في الملف االجتماعي رقم العدد‬ ‫‪ -40‬قرار محكمة النقض عدد ‪،196‬‬
‫‪89/10003‬مجلة قضاء المجلس األعلى‪ ،‬العدد ‪ ،46‬نونبر ‪ ،2011‬ص ‪.198‬‬
‫‪ -41‬قرار محكمة النقض الصادر بتاريخ ‪1996/1/14‬في الملف االجتماعي رقم العدد ‪92/8666‬سبقت اإلشارة إليه‬
‫‪ -42‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،987‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ ‪1991/4/8‬في الملف االجتماعي رقم العدد‬
‫‪ 91/9132‬مجلة قضاء محكمة النقض العدد ‪ 48‬ص ‪ .304‬ويتماشى معه القرار الصادر بتاريخ ‪ ،1986/10/27‬مجلة‬
‫المحاماة ‪ ،‬العدد ‪ ،1986 ،24‬ص ‪.51‬‬
‫‪20‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫وإثبات ارتكابه لها‪ ،‬وذلك حتى يتسنى للقضاء الوقوف على شرعية العقوبة من الناحيتين‬
‫الشكلية والموضوعية‪ ،‬بحيث إن هذا القيد الشكلي يعزز الرقابة لقاضي الموضوع على‬
‫ممارسة المشغل لسلطته التأديبية‪.‬‬

‫ألن القيد الشكلي المتعلق بتبليغ األجير بمقرر الفصل وتضمينه أسبا اتخاذه بوضوح‪،‬‬
‫يوفر لقاضي الموضوع قاعدة جاهزة ليبدأ منها رقابته الموضوعية على أخطاء األجير‬
‫بهدف التأكد من مدى ثبوتها وتكييفها‪ ،‬وتقدير مدى خطورتها‪ ،‬وإن إغفال هذه القيود الشكلية‬
‫المفروضة على المشغل يعفي المحكمة من إعمال رقابتها موضوعيا‪ ،‬أي إن عدم تبليغ‬
‫األجير بمقرر فصله وتضمينه أسباب اتخاذه بوضوح تجعل الفصل الذي تعرض له األجير‬
‫تعسفيا حتى لو ثبت ارتكابه لخطأ جسيم‪ ،‬وذلك ألن المادة ‪ 61‬م‪.‬ش خولت للمشغل فصل‬
‫األجير دون مهلة إخطار‪ ،‬ولكن لم تعفه من اإلخطاء بحد ذاته‪ ،‬وهذا ما جاء في قرار‬
‫المجلس األعلى عدد ‪ 122‬السابق اإلشارة إليه ألن الفقرة الرابعة من الفصل المذكور تعفي‬
‫المشغل في حالة ارتكاب األجير خطأ جسيما من أجل سابق لإلعالم ال من اإلعالم "‪.‬‬

‫الموضوعية‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬الرقابة على الشروط‬


‫للفصل التأديبي‬
‫بعد تأكد القاضي من احترام المشغل لإلجراءات الشكلية لتوقيع الجزاء التأديبي كما‬
‫هي محددة في المواد ‪ 62‬و ‪ 63‬و ‪ ، 64‬ينتقل إلى دراسة موضوع النازلة ‪ ،‬حيت يتجلى‬
‫دور القاضي في هذا الشأن ‪ ،‬في إعمال رقابته بالتأكد من وجود الخطأ التأديبي المنسوب‬
‫لألجير و مدى جسامته بإعطائه التكييف المناسب ( المطلب األول ) ‪ ،‬باإلضافة مراقبة‬
‫مدى تناسب الجزاء مع الخطأ المرتكب من طرف األجير ( المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الرقابة القضائية على وجود الخطأ التأديبي و مدى‬


‫جسامته‬
‫لإلحاطة بالرقابة القضائية التي تمارسها المحكمة في هذا اإلطار ‪ ،‬سنحاول تناول‬
‫الموضوع من خالل فقرتين ‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الرقابة القضائية على و جود الخطأ التأديبي‬


‫إن تحقق المحكمة من وجود الخطأ التأديبي يتم من خالل إثبات الوجود المادي‬
‫للخطأ‪ ،‬و كذلك مراعاة حجية األحكام الصادرة عن القضاء الجنائي أمام القضاء‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬إثبات الوجود المادي للخطأ التأديبي‬
‫بعرف الفقه اإلثبات على أنه إقامة الدليل أمام القضاء بالطريقة التي يحددها القانون‬
‫على وجود واقعة قانونية يرتب عنها نتائج قانونية معينة ‪.‬‬
‫و بالرجوع إلى القواعد العامة لإلثبات خاصة الفصل ‪ 399‬من قانون االلتزامات و‬
‫العقود ‪ ،‬نجده ينص على أن عبئ اإلثبات على مدعيه ‪ ،‬مما يوحي من الناحية المبدئية أن‬
‫‪43‬‬
‫األجير هو الملزم بإثبات تعسف المشغل في فصله نظرا لكون المشغل هو المدعى عليه‪.‬‬
‫إال أنه بالرجوع إلى المادة ‪ 63‬من مدونة الشغل نجدها ألقت على عاتق المشغل‬
‫إثبات الخطأ المنسوب لألجير فعال المشغل الذي يدعي ارتكاب األجير لخطأ جسيم اإلدالء‬
‫بما يثبت إدعائه‪ .‬إذ أنه في الواقع العملي ال يسوغ أن يكلف األجير بإثبات واقعة سلبية أو‬
‫واقعة غير موجودة أصال‪ ، 44‬كأن يكون الخطأ المنسوب لألجير هو السرقة و يكون هذا‬
‫األجير ملزما بنفي واقعة السرقة ‪ ،‬و ليس لديه شهود أو دليل مادي يثبت به براءته من‬
‫التهمة الموجهة إليه من المشغل‪ . 45‬و نظرا للصعوبات التي تعترض األجير إلثبات‬
‫تعسفية الفصل من عدمه ‪ ،‬ألزم المشرع المشغل بإثبات وجود الخطأ المبرر للعقوبة التأديبية‬
‫التي اتخذها في حق األجير ‪ ،‬وهذا يشكل قيدا مهما على السلطة التأديبية للمشغل‪.‬‬
‫و جاء في قرار صادر عن محكمة النقض يكرس إلقاء عبئ اإلثبات على عاتق‬
‫المشغل‪ ، 46‬حيت ورد فيه " إن عدم إثبات المشغل للخطأ الجسيم الذي ارتكبه األجير يجعل‬
‫الفصل تعسفيا‪.‬‬
‫ال يمكن إثبات واقعة مادية بشهادة ال تثبت الوقائع موضوع الشهادة‪".‬‬
‫أما بخصوص وسيلة اإلثبات الخطأ التأديبي ‪ ،‬فمادام أنه واقعة مادية فالمغشل له أن‬
‫يتبثه بكافة الوسائل الممكنة بما فيها شهادة الشهود أو القرائن‪ .‬حيت جاء في قرار لمحكمة‬

‫‪ - 43‬عبد القادر بوبكري ‪ ،‬حدود السلطة التأديبية للمشغل في ضوء مدونة الشغل‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.135 :‬‬
‫‪ - 44‬محمد سعيد بناني ‪ ،‬مرجع سابق ‪.570-569:ً.‬‬
‫‪ - 45‬عبد القادر بوبكري ‪ ،‬حدود السلطة التأديبية للمشغل في ضوء مدونة الشغل‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.136:‬‬
‫‪- 46‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ ، 553‬المؤرخ في ‪ ،2010/05/05‬ملف اجتماعي عدد ‪ . 2010/1/5/950‬قرار منشور بمجلة‬
‫االجتهادات القضائية المغربية‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫النقض أنه‪ ": 47‬يتعين على المشغل إثبات أن إنهاء عقد الشغل يستند على المبرر المشروع‬
‫بعد إثبات العالقة الشغلية مع األجير‪.‬‬
‫تقديم شهود اإلثبات على شهود النفي في حالة تعارض الشهادات المدلى بها‪".‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حجية األحكام الجنائية أمام القضاء االجتماعي‬
‫في إطار بحت القاضي عن وجود الخطأ التأديبي المبرر للفصل ‪ ،‬قد يكتشف بأن‬
‫هناك تزامنا بين سريان دعوى الفصل التعسفي و دعوى جناية تروج أمام القضاء الجنائي‬
‫موضوعها اتهام األجير بارتكاب فعل جرمي ‪ ،‬و هو الفعل نفسه الذي يشكل موضوع‬
‫الخطأ المنسوب لألجير من طرف مشغله‪.‬و كما هو معلوم فالقضاء الجنائي قد يقضي‬
‫بالبراءة ‪ ،‬كما أنه قد يقضي باإلدانة‪ .‬غير أنه و في حالة صدور حكم في حق األجير بحكم‬
‫نهائي و سالب للحرية من أجل جنحة ماسة باألمانة أو بالشرف أو باآلداب العامة‪ ، 48‬فإن‬
‫حجية هذا الحكم أمام القضاء ال تثير إشكال ‪ ،‬مادام أن المادة ‪ 39‬من مدونة الشغل تصنف‬
‫هذه األفعال ضمن خانة األخطاء الجسيمة ‪ ،‬إال أن اإلشكال يطرح فغي حالة صدور حكم‬
‫جنائي يقضي ببراءة األجير ‪ ،‬حول مدى حجيتها أمام القضاء االجتماعي ؟‪.‬‬
‫في هذا الشأن القضاء غير ثابت على موقف موحد ‪ ،‬فهناك اتجاه يرى أن األحكام‬
‫الصادرة عن القضاء الجنائي تعتبر من النظام العام ‪ ،‬و ال يجوز خرقها من طرف القضاء‬
‫االجتماعي‪ . 49‬و جاء في قرار عن محكمة النقض‪ 50‬بأن " صدور قرار استئنافي نهائي‬
‫رفض األجير الطعن فيه بالنق ض قضى ببراءة األجير من أجل جنحة " صنع شهادة تتضمن‬
‫وقائع غير صحيحة" يعتبر حجة في عدم ثبوت الخطأ الجسيم المنسوب إليه ‪ ،‬كما يغني‬
‫المحكمة عن إجراء بحت للتأكد من الخطأ"‪.‬‬
‫و كذلك ورد في أحد قرارات محكمة النقض‪ 51‬بأن " الحكم الجنحي القاضي بإدانة‬
‫األجير من أجل الخطأ الجسيم المنسوب إليه يعتبر حجة في ثبوته و لو لم يكن نهائيا‪".‬‬
‫و في مقابل ذلك نجد االتجاه الثاني و هو الغالب الذي يعتبر الحكم الجنائي القاضي‬
‫ببراءة األجير غير ملزم للقضاء االجتماعي ‪ ،‬وذلك لنفي صفة الخطـأ الجسيم على األجير ‪،‬‬

‫‪- 47‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ، 665‬المؤرخ في ‪. 2008/06/11‬ملف اجتماعي عدد ‪ .2007/1/5/1046‬قرار منشور بمجلة االجتهادات‬
‫القضائية المغربية‪.‬‬

‫‪ - 48‬عبد القادر بوبكري ‪ ،‬حدود السلطة التأديبية للمشغل في ضوء مدونة الشغل‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.143:‬‬

‫‪ - 49‬عبد القادر بوبكري ‪ ،‬حدود السلطة التأديبية للمشغل في ضوء مدونة الشغل‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.144:‬‬
‫‪ - 50‬قرار قادر عن محكمة النقض عدد ‪ 1431‬الصادر بتاريخ ‪ 2013/11/14‬في ملف إجتماعي عدد ‪ ، 2013/1/5/146‬غير منشور ‪ .‬أشار له‬
‫سعد جرندي في كتاب الدليل العملي لمدونة الشغل ‪ ،‬الجزء األول – الطبعة األولى ‪ .2016‬ص‪231 :‬‬

‫‪ - 51‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 1156‬الصادر بتاريخ ‪ 2009/10/21:‬في الملف االجتماعي عدد ‪ . 2008/15/1454:‬أشار له سعد‬
‫جرندي في كتاب الدليل العملي لمدونة الشغل ‪ ،‬الجزء األول – الطبعة األولى ‪ .2016‬ص‪.233:‬‬
‫‪23‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫خصوصا في حالة استناد الحكم القاضي ببراءة األجير على قاعدة الشك الذي ينبغي تفسيره‬
‫‪52‬‬
‫لمصلحة المتهم‪.‬‬
‫و تأكيدا لذلك جاء في قرار لمحكمة النقض‪ 53‬بأن " صدور حكم قضى بإدانة أجير ال‬
‫حجية له في ثبوت الخطأ الجسيم المنسوب لألجير ‪ ،‬كما ال يعفي المشغل من احترام‬
‫مسطرة الفصل التأديبي"‪ .‬و إذا كانت للمشغل إمكانية إثبات ارتكاب األجير لخطأ جسيم‬
‫بكافة وسائل اإلثبات المتاحة قانونا ‪ ،‬فإن القاضي بعد أن يتأكد من الوجود المادي للخطأ‬
‫‪54‬‬
‫المنسوب لألجير الحق في إعطاء التكييف الصحيح لهذه األفعال و تقدير جسامتها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الرقابة القضائية حول تقدير جسامة الخطأ‬


‫إذا كان من حق المشغل إثبات ارتكاب األجير للخطأ الجسيم بكافة وسائل اإلثبات‬
‫المتاحة قانونا ‪ ،‬فإن للمحكمة بعد التأكد من الوجود المادي للخطأ المنسوب لألجير الحق في‬
‫إعطاء التكييف الصحيح لهذه األفعال و تقدير جسامتها ‪ .‬و التكييف القانوني كنشاط قانوني‬
‫يمارسه قاضي الموضوع تحت رقابة محكمة النقض ‪ ،‬غير أن الرقابة التي يمارسها القضاء‬
‫على سلطة المشغل في تقدير األخطاء المنصوص عليها قانونا ( أوال ) ‪ ،‬تختلف عن‬
‫الرقابة في حالة كون األخطاء المنسوبة لألجير غير منصوص عليها في مدونة الشغل (‬
‫ثانيا ) ‪ ،‬خصوصا و أن المشرع أورد األخطاء الجسيمة التي قد يرتكبها األجير في المادة‬
‫‪ 39‬من مدونة الشغل على سبيل المثال ‪.‬‬
‫أوال ‪:‬التكييف القانوني لألخطاء المنصوص عليها تشريعا‬
‫إذا تعلق األمر بخطأ تأديبي منصوص عليه في مدونة الشغل ‪ ،‬فإن للقاضي سلطة في‬
‫تكييف تلك األخطاء غير أن سلطته تكون ضيقة و جد محدودة ‪ .‬و مع ذلك فسلطة‬
‫المحكمة ال تبقى مقيدة أمام الوصف الذي يعطيه المشغل للخطأ ‪ ،‬حيت يسوغ لها إعمال‬
‫سلطتها التقديرية من خالل تدخل القاضي إلعطاء التفسير الصحيح للنص القانوني ‪ ،‬كما‬
‫أن الظروف المحيطة بارتكاب األجير للخطأ الجسيم المنصوص عليه قانونا قد تدفع‬
‫القاضي إلى إبعاد صفة الجسامة عن الفعل المنسوب لألجير رغم كونه مدرجا ضمن الئحة‬
‫‪55‬‬
‫األخطاء الجسيمة‪.‬‬
‫و نجد في هذا الشق العديد من القرارات القضائية الصادرة عن محكمة النقض التي‬
‫تكرس الرقابة التي يقوم بها القاضي في تكييفه لألخطاء التي ينسبها المشغل لألجير‪ ،‬و‬

‫‪ - 52‬عبد القادر بوبكري ‪ ،‬حدود السلطة التأديبية للمشغل في ضوء مدونة الشغل‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.145:‬‬
‫‪- 53‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 412‬الصادر بتاريخ ‪ 2013/03/14:‬في الملف االجتماعي عدد ‪ 2012/2/5/1302‬غير منشور ‪ .‬أشار‬
‫له سعد جرندي في كتاب الدليل العملي لمدونة الشغل ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.233:‬‬

‫‪ - 54‬غزالن حمادي ‪ ،‬مرونة العالقة الشغلية بين ضمان مصالح المشغل و حماية حقوق األجراء ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماجستير في القانون الخاص‬
‫‪ .‬جامعة محمد األول –كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و اإلجتماعية وجدة‪ -‬السنة الجامعية ‪.2011-2010‬‬
‫‪ - 55‬عبد القادر بوبكري ‪ ،‬حدود السلطة التأديبية للمشغل في ضوء مدونة الشغل‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.150-.149:‬‬
‫‪24‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫نورد هنا قرار صادر عن الغرفة االجتماعية بمحكمة النقض‪ 56‬جاء فيه بأن " تأسيس‬
‫األجير لجمعية رياضية لفائدة تالمذة المدرسة المشغلة و مدارس أخرى ‪ ،‬و ما دام هذا‬
‫النشاط يختلف عن نشاط المشغلة فإنه ال يشكل منافسة غير مشروعة تبرر فصله من عمله‬
‫"‪.‬و جاء كذلك في قرار أخر لنقس الغرفة بنفس المحكمة بأنه " لما كان الثابت من‬
‫تص ريحات الشهود المستمع إليهم أن األجيرة قد دخلت إلى مختبر المشغلة بدون إذن ‪ ،‬و‬
‫أنها قامت بنسخ بعض الوثائق كما اطلعت على بعض البيانات ‪ ،‬فإن هذه األفعال و إن‬
‫كانت تدخل في إطار إفشاء السر المهني فإنها ال تعتبر خطأ جسيما في ظل عدم ثبوت‬
‫‪57‬‬
‫حصول الضرر للمشغلة من جراء ذلك"‪.‬‬
‫و بذلك تختلف رقابة القضاء في مدى اعتبار الخطأ المنسوب لألجير جسيما في‬
‫الحاالت المنصوص عليها تشريعا بإعطائه التكييف الصحيح ‪ ،‬و ذلك حسب ظروف كل‬
‫قضية على حدة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التكييف القانوني لألخطاء غير المنصوص عليها تشريعا‬
‫كما هو معلوم أن مدونة الشغل حددت األخطاء الجسيمة على سبيل المثال ‪ ،‬وتبقى‬
‫للمشغل في نطاق سلطته الوظيفية المتجلية في حقه في تسيير و إدارة مقاولته بما يحقق‬
‫استمراريتها و تزايد نشاطها الحق في تضمين النظام الداخلي للمقاولة بعض األخطاء التي‬
‫قد تؤدي إلى فصل األجير في حالة ارتكاب أحدها ‪ ،‬لذلك فرقابة القضاء في هذا اإلطار‬
‫تكون صعبة مقارنة مع الرقابة في حالة ما إذا تعلق األمر باألخطار المنصوص عليها في‬
‫مدونة الشغل ‪.58‬و يعمل القاضي على تكييف الوقائع و تقريبها من الظروف المصاحبة لها‬
‫أو من نية طرفي النزاع ‪ ،‬حيت يبحث عن السبب الحقيقي للفصل مع اإللمام بالظروف‬
‫المؤدية إلى ارتكابه و مدى مساهمة المشغل فيه ‪ ،‬ليتولى بعد ذلك التأكد منى جدية هذا‬
‫السبب و خطورته‪.‬‬
‫و في إطار غياب معيار واضح و شامل لتحديد مدى جسامة الخطأ من غيره ‪ ،‬فإنه‬
‫من خالل بعض األحكام و القرارات القضائية ‪ ،‬نجدها كرست بعض المعايير المعتمدة‬
‫لتقدير جسامة الخطأ ‪ ،59‬و من هذه المعايير نجد ‪:‬‬
‫* معيار األقدمية و ظروف األجير وقد جاء في أحد قرارات محكمة النقض أن "‬
‫إجبار المشغل أجيره على خلع ما يغطي به رأسه لإلذن له بولوج مكان العمل رغم إثبات‬

‫‪ - 56‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 93‬الصادر بتاريخ ‪ 2013/01/17‬في الملف االجتماعي عدد ‪ .2012/2/5/371 :‬غير منشور ‪ .‬أشار‬
‫له سعد جرندي في كتاب الدليل العملي لمدونة الشغل ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.237:‬‬

‫‪ - 57‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 1035‬الصادر بتاريخ ‪ 2011/09/08 :‬في الملف االجتماعي عدد ك ‪ .2009/1/5/999‬غير منشور ‪.‬‬
‫أشار له سعد جرندي في كتاب الدليل العملي لمدونة الشغل ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.249:‬‬

‫‪ - 58‬رضوان معني ‪ ،‬الرقابة القضائية على إنهاء عقد الشغل غبر محدد المدة بإرادة منفردة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪36-35:‬‬
‫‪ - 59‬عبد القادر بوبكري ‪ ،‬حدود السلطة التأديبية للمشغل في ضوء مدونة الشغل‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪ 153 :‬إلى ‪.158‬‬
‫‪25‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫هذا األخير أن حالته الصحية تفرض عليه عدم ترك رأسه عاريا فيه مساس بسالمته البدنية‬
‫‪ ،‬و ال يعد عدم امتثال األجير ألمر مشغله بهذا الخصوص إخالال بواجبه ‪ ،‬و إذا ما أصر‬
‫المشغل على منع األجير من االلتحاق بعمله إذا لم يخلع القبعة فإن ذلك يشكل طردا تعسفيا‬
‫‪60‬‬
‫يرتب مسؤوليته"‬
‫* معيار حسن السلوك‪.‬‬
‫* معيار عدم المساس بمصالح المؤسسة و نظامها‪.‬‬
‫*معيار مساهمة المشغل في الخطأ الجسيم‪ .‬و قد ورد في احد القرارات الصادر عن‬
‫الغرفة االجتماعية بمحكمة النقض على أنه‪ " 61‬لما كانت مغادرة األجير لعمله ترجع‬
‫لالعتداء الذي ت عرض له من قبل مشغله بالضرب و السب و الشتم و الذي أدين من أجلهما‬
‫بمقتضى حكم جنحي ‪ ،‬فإن هذه المغادرة تعتبر بمثابة طرد يستحق عنه التعويضات‬
‫المخولة قانونا "‪.‬‬
‫وال تقتصر رقابة القضاء على التأكد من وجود الخطأ التأديبي و تكييفه ‪ ،‬و إنما‬
‫تتجاوز ذلك إلى حد إعمال رقابتها لمعرفة مدى مالئمة الجزاء التأديبي الذي يتخذه المشغل‬
‫لألخطاء المنسوبة إلى األجير‪ .‬ذلك ما سنحاول تناوله في المطلب الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الرقابة القضائية على مدى مالئمة الجزاء للخطأ‬


‫التأديبي‬
‫مما الشك فيه أن جل التشريعات بما فيها التشريع المغربي ‪ ،‬منحت للمشغل سلطة‬
‫لتأديب أجرائه بعقوبات تتالءم مع األخطاء المرتكبة ‪ ،‬و هو ما نصت عليه مدونة الشغل‬
‫في الم واد ‪ 37‬وما يليها‪ . 62‬و في هذا اإلطار تطرح العديد من األسئلة حول محدودية‬
‫تدخل القضاء في مراقبة مدى مالئمة الجزاء للخطأ التأديبي هل يقتصر األمر على إقرار‬
‫تعسفية أو عدم تعسفية الفصل أم يتجاوز ذلك إلى الحكم بإلغاء العقوبة المقررة من طرف‬
‫المشغل ؟ وإمكانية استبدالها بعقوبة أخرى و ما هي القيود التي تحد من سلطة القاضي في‬
‫تقدير مدى مالئمة الخطأ للجزاء التأديبي؟‪ .‬لبيان ذلك يتعين التمييز بين موقف محاكم‬
‫الموضوع و محكمة النقض‬

‫‪- 60‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 165‬الصادر بتاريخ ‪ 2010/04/18‬في الملف االجتماعي عدد‪ . 2009/4/5/454:‬قرار منشور بمجلة‬
‫قرارات المجلس األعلى المتخصص الغرفة االجتماعية رقم ‪ ، 7‬سنة ‪ ،2011‬ص‪.41:‬‬
‫‪ - 61‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 882‬الصادر بتاريخ ‪ 2010-05-16:‬في الملف االجتماعي عدد ‪ . 2010/1/5/586‬غير منشور أشار‬
‫له سعد جرندي في كتاب الدليل العملي لمدونة الشغل ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.253:‬‬
‫‪- 62‬عبد القادر بوبكري ‪ ،‬حدود السلطة التأديبية للمشغل في ضوء مدونة الشغل –دراسة مقارنة‪ -‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخاص‬
‫‪ ،‬جامعة محمد األول ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية –وجدة‪ -‬السنة الجامعية ‪ ، 2013-2012 .‬ص‪.159:‬‬
‫‪26‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫الفقرة األولى ‪:‬موقف محاكم الموضوع‬


‫في هذا اإلطار ينبغي التفرقة بين حالة إقرار المشغل لعقوبة تأديبية غير عقوبة الفصل‬
‫وحالة اتخاذ المشغل لعقوبة الفصل في حق األجير‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬حالة إقرار المشغل لعقوبة غير الفصل‬
‫في هذه الحالة التي ال يتعلق فيها األمر باتخاذ المشغل لعقوبة الفصل في حق األجير‬
‫و إنما فقط عقوبات تأديبية خفيفة فإن قضاء الموضوع ال يتوقف عند نظره في مدى مالئمة‬
‫الخطأ للجزاء التأديبي عند التأكد من ذلك فقط و إنما يتجاوزه إلى إمكانية إلغاء العقوبة في‬
‫العديد من الحاالت ‪.63‬‬
‫قرار صادر عن محكمة االستئناف بالدار البيضاء ‪ ،‬قضت بإلغاء العقوبة التأديبية ‪،‬‬
‫‪...‬وحيت جاء في االستئناف إن األخيرة تغيبت بدون مبرر بدعوى أنها اشتغلت في مدينة‬
‫مراكش في إطار عمل مبرمج ‪ .....‬وإن الطاعنة لم تفلح في اتبات التوقف لمدة ‪ 3‬أيام رغم‬
‫منحها فرصة‪ ..‬األمر الذي جعل هده القرارات ‪ ،‬غير مبررة و غير مشروعة و يتعين‬
‫إلغائها‪"...‬‬
‫و بذلك فبعض المحاكم تتجه إلى اإلقرار بإلغاء العقوبة التأديبية متى تبين لها عدم‬
‫شرعيتها أو عدم مالئمتها للخطأ الذي يتمسك به المشغل ‪ ،‬فإن بعض األحكام يتم اإلشارة‬
‫فيها إلى تعسفية العقوبة التأديبية فقط دون النطق بإلغائها‪.64‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حالة اتخاذ المشغل لعقوبة الفصل‬
‫في حالة إقرار المشغل لعقوبة الفصل في حق األجير و في إطار ممارسة الرقابة‬
‫القضائية من طرف قضاة الموضوع لتقدير مدى مالئمة الخطأ مع الجزاء التأديبي ‪ ،‬فانه‬
‫يقت صر دوره في أغلب الحاالت على التصريح بعدم التناسب بين الخطأ و الجزاء و إقرار‬
‫تعسفية الفصل و الحكم بالتعويضات المستحقة‪.‬‬
‫و لعل ما يزكي ذلك ما جاء في العديد من القرارات الصادرة عن محاكم المملكة ‪ ،‬و‬
‫نستشهد في هذا اإلطار بقرار صادر عن محكمة االستئناف بوجده ‪65‬و الذي جاء فيه "‪ ...‬و‬
‫من حيت أنه بتطبيق مقتضيات المادة ‪ 39‬من مدونة الشغل يتبين أن المستأنف عليه و إن‬
‫ارتكب خطا تمثل في التدخين داخل المؤسسة فان خطأه المذكور لم يترتب عنه أية خسارة‬
‫للشركة المستأنفة سواء كانت بسيطة أو جسيمة ‪ ،‬و عليه فإن ما صدر عن المستأنف عليه‬

‫‪- 63‬عبد القادر بوبكري ‪ ،‬مرجع أعاله ‪ ،‬ص‪.159:‬‬


‫‪- 64‬سهام ويزة ‪ ،‬الفصل التأديبي لألجير ‪ ،‬بحت لنيل دبلوم الملسترفي ال علوم القانونية تخصص ‪:‬قانون األعمال ‪ ،‬جامعة محمد الخامس –كلية‬
‫العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية اكدال ‪ ، .‬اللسنة الجامعية ‪ ،2010-2011‬ص ‪.64:‬‬
‫‪- 65‬قرار محطمة االستئناف بوجده عدد ‪ ، 173‬بتاريخ ‪ ،2009-07-16‬في الملف عدد ‪ 07/366‬غير منشور‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫ال يشكل خطأ جسيما يستحق الطرد و بالتالي كان على الجهة المستأنفة سلوك المساطر‬
‫القانونية المنصوص عليها في المادة ‪ 38‬من مدونة الشغل ‪...‬‬
‫وبذلك يتضح أن قضاء الموضوع يقتصر في حالة ما إذا تعلق األمر بعقوبة الفصل‬
‫‪ ،‬و هذا األمر يرجع إلى اقتناع القضاء بالصعوبات التي يطرحها الحكم بإرجاع األجير إلى‬
‫شغله ‪ ،‬لذلك يقتصر على الحكم بالتعويضات المستحقة لألجير في حالة الفصل التعسفي‪.‬‬
‫و هذه الرقابة من طرف قضاء الموضوع تبقى قاصرة مالم لم يجرئ القضاء على‬
‫إلغاء القرارات التأديبية للمشغل كلما تبت عدم مالئمتها مع الفعل المنسوب لألجير ‪ ،‬كما هو‬
‫الحال بالنسبة للقضاء اإلداري الذي يقضي بإلغاء كل قرار غير مشروع صادر عن سلطة‬
‫إدارية‪.66‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬رقابة محكمة النقض‬


‫من خالل بعض القرارات الصادرة عن محكمة النقض نجدها تعترف لقضاء‬
‫الموضوع بسلطة الرقابة على التناسب بين العقوبة المتخذة في حق األجير و الخطأ‬
‫المرتكب ‪ ،‬بل إنه يندرج في إطار السلطة التقديرية لقضاة الموضوع و التي ال رقابة عليها‬
‫من طرف محكمة النقض إال من حيت التعليل‪.‬‬
‫و في قرار صادر عن محكمة النقض جاء فيه " يخضع تقدير الوقائع و األدلة‬
‫المعروضة على قضاة الموضوع لسلطتهم التقديرية و ال رقابة عليهم في ذلك من طرف‬
‫‪67‬‬
‫محكمة النقض إال فيما يخص التعليل‪".‬‬
‫كذلك جاء في احد القرارات الصادر عن الغرفة االجتماعية بمحكمة النقض‬
‫على إن " الخطأ المنسوب لألجيرة و المتمثل في التقصير في المراقبة ال يرقى إلى درجة‬
‫‪68‬‬
‫الخطأ الجسيم المبرر لفصلها عن العمل إعماال لسلطة المحكمة التقديرية"‬
‫قرار صادر عن محكمة النقض‪ ، 69‬جاء فيه أنه لما كان للمشغل الحق في اتخاذ‬
‫عقوبات تأديبية تطبيقا لمقتضيات الفقرة الثانية من المادة ‪ 37‬من المدونة الشغل و في إطار‬
‫السلطة التنظيمية المخولة له ‪ ،‬فإن المحكمة هي المختصة للنظر في شرعية هذه السلطة و‬
‫التأكد من وجود الخطأ المثار ‪ ،‬ثم من شرعية لجزاء المتخذ و مدى تناسبه مع الخطأ‬
‫المرتكب و ذلك في نطاق حقها في الرقابة الواسعة على الوصف القانوني المعطي‬
‫للوقائع‪"....‬‬

‫‪ - 66‬عبد القادر بوبكري ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.162:‬‬


‫‪- 67‬قرار عدد ‪ 1952‬المؤرخ في ‪ 2012/10/11‬ملف اجتماعي عدد ‪ . 2011/1/5/642‬منشور بموقع االجتهادات القضائية المغربية‪.‬‬
‫‪- 68‬قرار عدد ‪ 1355‬مؤرخ بتاريخ ‪. /2008/12/17‬ملف اجتماعي عدد ‪ .2007/1/05/146‬منشور بموقع االجتهادات القضائية المغربية‪.‬‬
‫‪- 69‬قرار عدد ‪ ، 734‬مؤرخ في ‪ 2014/05/29‬ملف إجتماعي عدد ‪ ، 2013/1/5/85‬منشور بمجلة القضاء المدني ‪ ،‬العدد ‪ – 11‬المنازعات‬
‫اإلجتمكاعية‪ -‬الجزء األول سنة ‪ ، 2017‬صك‪.218‬‬
‫‪28‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫و تجر اإلشارة على أن المشرع أوجد قيد على ممارسة القاضي لسلطته‬
‫التقديرية و ذلك بموجب المادة ‪ 64‬منى مدونة الشغل في الفقرة األخيرة و التي تنص على‬
‫أن " ال يمكن للمحكمة أن تنظر إال في األسباب الواردة في مقرر الفصل و ظروفه"‪ .‬و‬
‫بالتالي فال يجوز للقاضي البحت في غير األسباب الواردة في مقرر الفصل و إال تم خرق‬
‫مقتضيات المادة ‪ 3‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫صفوة القول حاولنا من خالل هذا العرض تسليط الضوء على موضوع الرقابة‬
‫القضائية على السلطة التأديبية على المشغل‪ ،‬نظرا ألن المشرع المغربي تناول ممارسة‬
‫السلطة التأديبية للمشغل بالضبط والتنظيم محاوال توفير نوع من الحماية القانونية لمصلحة‬
‫األجراء في مواجهة سلطة مشغلهم من أجل الحيلولة دون المشغل والتعسف في ممارسة‬
‫سلطته هذه‪ .‬ولذلك أحاط المشرع ممارسة المشغل لهذه السلطة بضوابط موضوعية وأخرى‬
‫شكلية تحمل في طياتها تحديد سلطة المشغل التأديبية‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أهمية الرقابة التي يمارسها القضاء على القرارات التي يتخذها‬
‫المشغل في إطار سلطته التأديبية إال أن هذه الرقابة مازالت قاصرتا مادام القضاء المغربي‬
‫يكتفي بالحكم بتعسفية العقوبة التأديبية المتخذة في حق األجير دون أن يتجاوز ذلك بتعديل‬
‫العقوبة بما يتناسب مع خطأ األجير‪ ،‬معتبرا توقيع العقوبة من سلطة المشغل التي ال يمكن‬
‫التدخل فيها بالتعديل‪.‬‬

‫لهذا فإننا نأمل من القضاء المغربي بأن يستقر على اجتهاد قضائي يوفر لألجراء‬
‫هامشا موسعا من الحماية خصوصا فيما يتعلق باعتبار مسطرة التأديب من النظام العام‪،‬‬
‫وبإقرار التناسب بين خطأ األجير والعقوبة المتخذة في حقه‪ ،‬وبتخويل قاضي الموضوع أن‬
‫إلغاءها‪.‬‬ ‫يتدخل من أجل تعديل العقوبة التأديبية أو‬

‫‪30‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫الئحة المراجع‪:‬‬
‫المؤلفات ‪:‬‬ ‫‪ -‬الكتب و‬
‫‪ -‬عبد القادر بوبكري ‪ ،‬حدود السلطة التأديبية للمشغل في ضوء مدونة الشغل‬

‫‪ -‬ضوان معني ‪ ،‬الرقابة القضائية على إنهاء عقد الشغل غبر محدد المدة بإرادة‬
‫منفردة‬

‫‪ -‬محمد سعد جرندي‪ ،‬الطرد التعسفي لألجير بين التشريع والقضاء المغربي إدريس‬
‫الجر‪ ،‬مساهمة في دراسة نظرية أسباب القضاء عقد العمل‬

‫الرسائل و األطروحات ‪:‬‬


‫‪ -‬سهام ويزة ‪ ،‬الفصل التأديبي لألجير ‪ ،‬بحت لنيل دبلوم الملسترفي العلوم القانونية‬
‫تخصص ‪:‬قانون األعمال ‪ ،‬جامعة محمد الخامس –كلية العلوم القانونية و‬
‫االقتصادية و االجتماعية اكدال ‪ ، .‬اللسنة الجامعية ‪،2010-2011‬‬

‫‪ -‬عبد القادر بوبكري ‪ ،‬حدود السلطة التأديبية للمشغل في ضوء مدونة الشغل –‬
‫دراسة مقارنة‪ -‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخاص ‪ ،‬جامعة محمد‬
‫األول ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية –وجدة‪ -‬السنة الجامعية ‪.‬‬
‫‪2012-2013‬‬

‫‪ -‬غزالن حمادي ‪ ،‬مرونة العالقة الشغلية بين ضمان مصالح المشغل و حماية حقوق‬
‫األجراء ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماجستير في القانون الخاص ‪ .‬جامعة محمد األول –‬
‫كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و اإلجتماعية وجدة‪ -‬السنة الجامعية ‪-2010‬‬
‫‪. 2011‬‬

‫‪31‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫األحكام و القرارات القضائية‪:‬‬


‫‪ -‬حكم ابتدائية الرباط عدد ‪ ،479‬الصادر بتاريخ ‪ ،2006/4/6‬في الملف االجتماعي‬
‫رقم ‪.2005/4/11‬‬

‫‪ -‬قرار محكمة النقض الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ ‪ 2007/3/14‬الصادر‬


‫عن الغرفة االجتماعية بتاريخ ‪ 2007/10/3‬في الملف االجتماعي رقم ‪2006/901‬‬

‫‪ -‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،585‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ‬


‫‪ ،2005/6/1‬في الملف االجتماعي رقم ‪.2005/159‬‬

‫‪ -‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،730‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ‬


‫‪ 2007/10/3‬في الملف االجتماعي رقم ‪05/04/06‬‬

‫‪ -‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،122‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ‬


‫‪ 1988/3/14‬في الملف االجتماعي رقم ‪.87/8383‬‬

‫‪ -‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،906‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ‬


‫‪ 2007/10/3‬في الملف االجتماعي رقم ‪2007/1/5/117‬‬

‫‪-‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،124‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ ‪1987-3-9‬‬


‫في الملف االجتماعي رقم ‪86/8589‬‬

‫‪-‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،494‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ ‪2003/5/6‬‬


‫في الملف االجتماعي رقم ‪.2003/44‬‬

‫‪ -‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 42‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ‬


‫‪ ،1982/10/27‬في الملف االجتماعي رقم ‪،2000/158‬‬

‫‪ -‬قرار محكمة النقض الصادر بتاريخ ‪ ،1993/9/20‬في الملف االجتماعي‬


‫رقم‪1995/9/5‬في الملف االجتماعي رقم‪.6668/29‬‬
‫‪32‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫‪ -‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،141‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ‬


‫‪1971/4/21‬‬

‫‪ -‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،42‬الصادر بتاريخ ‪1982/10/27‬في الملف االجتماعي‬


‫رقم ‪.2000/158‬‬

‫‪ -‬حكم ابتدائية الرباط عدد ‪ ،323‬الصادر بتاريخ ‪ 2006/3/2‬في الملف االجتماعي‬


‫رقم ‪1982/10/27 2004/1250/11‬‬

‫‪ -‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،1634‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ‬


‫‪2011/11/24‬في الملف االجتماعي‪ ،‬رقم العدد ‪2010/1/5/803‬‬

‫‪ -‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،196‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ‬


‫‪1992/4/13‬في الملف االجتماعي رقم العدد ‪.10003‬‬

‫‪ -‬قرار محكمة النقض الصادر بتاريخ ‪1996/1/14‬في الملف االجتماعي رقم العدد‬
‫‪.8666‬‬

‫قرار محكمة النقض عدد ‪ ،987‬الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ‬


‫‪1991/4/8‬في الملف االجتماعي رقم العدد ‪.5 91/9132‬‬

‫‪ -‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ ، 553‬المؤرخ في ‪ ،2010/05/05‬ملف‬


‫اجتماعي عدد ‪2010/1/5/950‬‬

‫‪ -‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ، 665‬المؤرخ في ‪. 2008/06/11‬ملف اجتماعي عدد‬


‫‪.2007/1/5/1046‬‬

‫‪ -‬قرار قادر عن محكمة النقض عدد ‪ 1431‬الصادر بتاريخ ‪ 2013/11/14‬في‬


‫ملف إجتماعي عدد ‪2013/1/5/146‬‬

‫‪33‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫‪ -‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 1156‬الصادر بتاريخ ‪ 2009/10/21:‬في‬


‫الملف االجتماعي عدد ‪.2008/15/1454:‬‬

‫‪ -‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 412‬الصادر بتاريخ ‪ 2013/03/14:‬في‬


‫الملف االجتماعي عدد ‪.2012/2/5/1302‬‬

‫‪ -‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 93‬الصادر بتاريخ ‪ 2013/01/17‬في‬


‫الملف االجتماعي عدد ‪.237 .2012/2/5/371 :‬‬

‫‪ -‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 1035‬الصادر بتاريخ ‪2011/09/08 :‬‬


‫في الملف االجتماعي عدد ك ‪. .2009/1/5/999‬‬

‫‪ -‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 165‬الصادر بتاريخ ‪ 2010/04/18‬في‬


‫الملف االجتماعي عدد‪. 2009/4/5/454 :‬‬

‫قرارات المجلس األعلى المتخصص الغرفة االجتماعية رقم ‪ ، 7‬سنة ‪.2011‬‬

‫‪ -‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 882‬الصادر بتاريخ ‪ 2010-05-16:‬في‬


‫الملف االجتماعي عدد ‪.253 2010/1/5/586‬‬

‫قرار محطمة االستئناف بوجده عدد ‪ ، 173‬بتاريخ ‪ ،2009-07-16‬في الملف‬ ‫‪-‬‬


‫عدد ‪07/366‬‬

‫‪ -‬قرار عدد ‪ 1952‬المؤرخ في ‪ 2012/10/11‬ملف اجتماعي عدد‬


‫‪. 2011/1/5/642‬‬

‫‪ -‬قرار عدد ‪ 1355‬مؤرخ بتاريخ ‪. /2008/12/17‬ملف اجتماعي عدد‬


‫‪.2007/1/05/146‬‬

‫‪-‬قرار عدد ‪ ، 734‬مؤرخ في ‪ 2014/05/29‬ملف إجتماعي عدد‬


‫‪.2013/1/5/85‬‬

‫‪34‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫الفهرس‪:‬‬

‫مقدمة‪1 ........................................................................................................... :‬‬


‫المبحث األول‪ :‬الرقابة القضائية على إجراءات التأديب ‪3 .................................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الرقابة القضائية على وجوبية مسطرة التأديب ومدى ارتباطها بالنظام العام ‪3 .....‬‬
‫الفقرة األولى ‪:‬الرقابة القضائية على وجوبية مسطرة التأديب ‪4 ..........................................‬‬
‫أوال ‪ :‬الرقابة القضائية على وجوبية مسطرة التأديب العامة ‪4 ............................................‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬الرقابة القضائية على وجوبية مسطرة التأديب الخاصة ‪6 ..........................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬موقف القضاء من مدى إرتباط مسطرة التأديب بالنظام العام ‪8 .........................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة القضائية على مقرر العقوبة التأديبية‪10 ..........................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الرقابة القضائية على تبليغ األجير بمقرر العقوبة التأديبية‪10 ...........................‬‬
‫القفرة الثانية‪ :‬موقف القضاء من التقيد بمضمون رسالة الفصل ‪16 ......................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الرقابة على الشروط الموضوعية للفصل التأديبي ‪21 .................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الرقابة القضائية على وجود الخطأ التأديبي و مدى جسامته‪21 .......................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الرقابة القضائية على و جود الخطأ التأديبي ‪22 ...........................................‬‬
‫أوال ‪ :‬إثبات الوجود المادي للخطأ التأديبي ‪22 ..............................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حجية األحكام الجنائية أمام القضاء االجتماعي ‪23 ..................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الرقابة القضائية حول تقدير جسامة الخطأ ‪24 ..............................................‬‬
‫أوال ‪:‬التكييف القانوني لألخطاء المنصوص عليها تشريعا ‪24 ............................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التكييف القانوني لألخطاء غير المنصوص عليها تشريعا ‪25 ....................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الرقابة القضائية على مدى مالئمة الجزاء للخطأ التأديبي ‪26 .........................‬‬
‫الفقرة األولى ‪:‬موقف محاكم الموضوع ‪27 .................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬حالة إقرار المشغل لعقوبة غير الفصل ‪27 ...........................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حالة اتخاذ المشغل لعقوبة الفصل ‪27 .................................................................‬‬

‫‪35‬‬
‫الرقابة القضائية على السلطة التأديبية للمشغل‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬رقابة محكمة النقض ‪28 ........................................................................‬‬


‫خاتمة‪30 ......................................................................................................... :‬‬
‫الئحة المراجع‪31 ............................................................................................... :‬‬
‫الفهرس‪35 ....................................................................................................... :‬‬

‫‪36‬‬

You might also like