Professional Documents
Culture Documents
بالوفاء به ،أو بما يعادل الوفاء بالمقاصة أو اتحاد الذمة أو بالوفاء بمقابل أو
بالتجديد أو اإلنابة ،أو من دون الوفاء به :باإلبراء أو باستحالة التنفيذ أو بالتقادم
المسقط.
1ـ الوفاء :paiementهو الطريق المعتادة النقضاء االلتزام وهو ،في مدلوله
القانوني ،ال يقتصر على دفع مبلغ من النقود ،وإ نما يشمل تنفيذ المدين اللتزامه
سواء أكان هذا االلتزام نقل ملكية شيء أم كان عمالً أو امتناعاً عن عمل.
وقد يتم الوفاء من المدين أو وكيله ،وبه ينقضي الدين نهائياً .وهذا هو الوفاء
البسيط .وقد يقوم بالوفاء شريك في الدين أو الكفيل ،أو يقوم به شخص ال تربطه
بالدين أي رابطة ،ويترتب عليه حلول الموفي محل الدائن تجاه المدين ،وهذا
وللوفاء بالصورة المتقدمة أحكام مطولة نص عليها القانون المدني الليبي في مواده
مقابالً يعوضه من الشيء الذي استحق له ،وتسري عليه أحكام البيع والسيما ما
يتعلق فيها بأهلية المتعاقدين وضمان االستحقاق وضمان العيوب الخفية كما تسري
عليه أحكام الوفاء ،والسيما ما يتعلق منها بتعيين جهة الدفع وانقضاء التأمينات،
األصلي التزاماً جديداً يختلف عنه في محله أو في مصدره ،كاالتفاق على إبقاء
األجر المتجمد قرضاً بذمة المستأجر ،وبذلك يتغير الدين ،كما يصح الوفاء بالتجديد
بتغيير المدين إذا اتفق الدائن مع أجنبي على أن يكون مديناً مكان المدين األصلي،
وكذلك بتغيير الدائن إذا اتفق الدائن والمدين وأجنبي على أن يكون هذا األجنبي هو
الدائن الجديد.
البطالن .ويترتب على التجديد انقضاء االلتزام األصلي بتوابعه فينشأ مكانه التزام
جديد.
ـ وأما الوفاء باإلنابة :délégationفيتم برضاء الدائن بأن يلتزم شخص أجنبي
المطلوبين وبذلك يوفي مطلوب دائنه كالً أو جزءاً بمقدار مطلوبه منه .وكثيراً ما
يقع التقاص بالدعوى المتقابلة التي يدعي بها المدين على دائنه في دعوى هذا
على أنه يشترط مبدئياً لجواز المقاصة بين المطلوبين المستحقين أن يكون الدينان
بين الدائن والمدين نفسيهما ويكون موضوعهما من نوع واحد ،والغالب فيهما أن
يكونا من النقود ،وأن يكونا دينين مدنيين ثابتين مقدرين في قوة واحدة مستحقي
األداء ،قابلين للحجز عليهما ،فإذا كان أحد الدينين مدنياً واآلخر طبيعياً ،أو كان
أحدهما ثابتاً واآلخر موضوع نزاع ،أو كان أحدهما مقدراً واآلخر غير مقدر
كالتعويض قبل تقديره ،أو كان أحدهما مستحقاً واآلخر معلقاً على أجل أو شرط،
أو كان أحدهما قابالً للحجز عليه واآلخر غير قابل له ،امتنعت المقاصة القانونية.
ـ وقد يقع الوفاء باتحاد الذمة confusionإذا اجتمعت صفة الدائن والمدين في
شخص واحد بدين واحد ،ألنه ال يمكن للشخص أن يطالب نفسه ،كما لو ورث
المدين دائنه ،ومن هنا يبدو الفرق جلياً بين المقاصة واتحاد الذمة ،ألن المقاصة
تفترض وجود دينين متقابلين بين شخصين كل منهما دائن لآلخر في أحد الدينين
ومدين له في َّ
الدين اآلخر .أما اتحاد الذمة فال يفترض إال ديناً واحداً نشأ بين
شخصين أحدهما دائن واآلخر مدين ،ثم انتقل حق الدائن إلى المدين فينقضي الدين
ولكن إذا زال سبب اتحاد الذمة ،وكان له أثر رجعي ،عاد َّ
الدين بملحقاته إلى
الوجود ،ويعد اتحاد الذمة كأنه لم يكن ،كما لو كان اتحاد الذمة بسبب الوصية ثم
تقرر إبطالها.
3ـ وإ لى جانب انقضاء االلتزام بالوفاء أو بما يقابل الوفاء ،فقد ينقضي االلتزام بال
ـ واإلبراء ، remise de detteوهو يتم بإرادة الدائن إذا كان مختاراً ،ووصل
فيه شكل خاص ،ولو وقع على التزام يشترط لقيامه شكل خاص قانوناً.
ولكن اإلبراء في الفقه اإلسالمي يقسم من حيث ماهيته إلى إبراء إسقاط وإ براء
استيفاء .فاألول هو حط الدين الثابت في ذمة اآلخر وتنزيله قسماً أو كالً ،والثاني
هو اإلقرار باستيفاء الحق ،وهو نوع من اإلقرار .وأولهما هو الذي ينقضي به
ـ وينقضي االلتزام بغير وفاء إذا أثبت المدين استحالة تنفيذه عليه بعد نشوئه لسبب
أجنبي ال يد له فيه.
والسبب األجنبي هو ما ال يكون بخطأ المدين أو تقصيره وإ الّ فال ينقضي ،وينقلب
واستحالة التنفيذ وفق ما تقدم قد تكون فعالً كما لو هلكت العين الملتزم بنقل حقها
العيني ،أو فقدت ،وقد تكون قانوناً كما لو جرى استمالك تلك العين للمصلحة
العامة.
والتقادم نوعان :مسقط ومكسب .والمراد منهما في انقضاء االلتزام هنا هو المسقط
والتقادم المسقط مبني على ضرورة استقرار التعامل في المجتمع ،فهو يتصل
بالمصلحة العامة اتصاالً وثيقاً .وقد يفترض الشارع فيه ،وإ ن كان افتراضه
ضعيفاً ،أن الدائن الذي سكت مدة طويلة عن المطالبة بدينه قد استوفاه ،وإ نه قد
ولكن استقرار التعامل بين الناس هو األساس الذي يقوم عليه هذا التقادم أكثر من
القانون العتبارات التقادم التي ذكرت آنفاً وإ نما وضعها لتحديد الوقت الذي أوجب
أن يتم فيه عمل معين على سبيل الحتم تحت طائلة البطالن.
والتقادم المسقط يسري من تاريخ الحق في المطالبة بالدين ،أي منذ أصبح الدين
مستحق األداء ،ولكنه ال يسري كلما وجد مانع ،ولو كان أدبياً ،يتعذر معه على
كما ال يسري التقادم الذي تزيد مدته على خمس سنوات في حق من ال تتوافر فيه
نائب قانوني.
وينقطع التقادم بالمطالبة القضائية ،وبإقرار المدين بحق الدائن صراحة أو ضمناً،
وله أن يتمسك به في كل حالة تكون عليها الدعوى ولو في االستئناف .وال يجوز
االتفاق على مدة للتقادم تختلف عن المدة التي حددها القانون زيادة أو نقصاناً.
آـ خمس سنوات للحقوق الدورية المتجددة كأجر المباني وسائر العقارات وبدل
الحكر والفوائد والرواتب واألجور والمعاشات ،والتقادم فيها ال ينقطع باإلقرار ألنه
ليس مبنياً على استقرار التعامل وال قرينة الوفاء ،وإ نما هو مبني على أن المدين
بهذا الدين يدفعه من الريع ال من رأس المال ،فإذا تراكم المستحق منه مدة طويلة
تزيد على خمس سنوات اضطر المدين إلى الدفع من رأس المال ،وفي ذلك إرهاق
قد يؤدي إلى توقف عمله .فالمصلحة العامة وحدها هي األصل في هذا التقادم.
ووكالء التفليسة والسماسرة واألساتذة والمعلمين ،إذا كانت حقوقهم ناشئة مما أدوه
بهذه األشياء ،ولحقوق أصحاب الفنادق والمطاعم عن أجر اإلقامة وثمن الطعام
والتقادم بسنة واحدة مبني على الوفاء ،ولذلك أوجب القانون على من يتمسك به أن
ومدة التقادم تحسب باأليام ال بالساعات ،وال يحسب فيها اليوم األول وتكتمل
بانقضاء آخر يوم منها ،وإ ذا انقطعت مدته بدأ تقادم جديد بمدة التقادم المنقطع
نفسه.
وهذه األحكام في انقضاء االلتزام واحدة في القانون المدني السوري والمصري
1818
J’aime
Commenter
Partager
commentaires 3
En ligne
…Écrivez un commentaire
Hiba Asad
J’aime o
· o
Répondre
sem 51 · o