You are on page 1of 17

‫التزام البائع بالضمان‬

‫يف‬
‫قانون االلتزامات والعقود‬

‫من إعداد ذ‪ .‬سعيد الوردي‬


‫لفائدة طلبة السداسي الخامس الفوج ‪1‬‬
‫الموسم الجامعي ‪2020/2019‬‬
‫وحدة ‪ :‬العقود الخاصة‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫من جملة االلتزامات الواقعة على عاتق البائع بموجب عقد البيع نجد التزامه بضمان المبيع للمشتري‪،‬‬
‫حتى يتمكن هذا األخير من االستفادة من الشيء المبيع وفق ما أعد له بطبيعته أو بمقتضى‬
‫االتفاق‪ ،‬حيث ينص الفصل ‪ 532‬من ق ل ع م على أن "الضمان الواجب على البائع للمشتري‬
‫يشمل أمرين‪:‬‬

‫أ ‪ -‬أولهما حوز المبيع والتصرف فيه‪ ،‬بال معارض (ضمان االستحقاق)؛‬


‫ب ‪ -‬وثانيهما عيوب الشيء المبيع (ضمان العيب)‪.‬‬

‫والضمان يلزم البائع بقوة القانون وإن لم يشترط ‪ ،‬وحسن نية البائع ال يعفيه من الضمان‪.‬‬

‫ويضيف الفصل ‪ 533‬من ق ل ع أن االلتزام بالضمان يقتضي من البائع الكف عن كل فعل أو‬
‫مطالبة ترمي إلى التشويش على المشتري أو حرمانه من المزايا التي كان له الحق في أن يعول‬
‫عليها‪ ،‬بحسب ما أعد له المبيع والحالة التي كان عليها وقت البيع‪.‬‬

‫ولقد نظم المشرع المغربي أحكام الضمان الواجب على البائع في الفصول من ‪ 532‬إلى ‪ 575‬من‬
‫قانون االلتزامات والعقود المغربي‪ ،‬والتي يتضح من خاللها أن هذا الضمان يشمل ضمان التعرض‪،‬‬
‫ضمان االستحقاق و ضمان العيب‪ .‬وسنوف نتعرض بتفصيل لمجموع هذه األحكام في مبحثين‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬ضمان التعرض واالستحقاق‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬ضمان عيوب الشيء المبيع‬

‫‪2‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬ضمان التعرض واالستحقاق‬
‫سوف نميز في إطار معالجة أحكام ضمان التعرض واالستحقاق ما بين ضمان التعرض – المطلب‬
‫األول – و ضمان االستحقاق – المطلب الثاني ‪-‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬ضمان التعرض‬

‫يعرف التعرض بأنه كل عمل مادي أو قانوني يصدر من البائع ويحول دون حيازة المشتري للمبيع‬
‫حيازة هادئة ودون االنتفاع به بحسب الغرض المعد له ‪ ،‬والذي كان سبب شرائه للمبيع سواء كانت‬
‫الحيلولة كلية أو جزئية‪.‬‬

‫وحسب الفصل ‪ 533‬من ق ل ع م فإن " االلتزام بالضمان يقتضي من البائع الكف عن كل فعل‬
‫أو مطالبة ترمي إلى التشويش على المشتري أو حرمانه من المزايا التي كان له الحق في أن‬
‫يعول عليها‪ ،‬بحسب ما أعد له المبيع والحالة التي كان عليها وقت البيع"‪.‬‬

‫وتبعا لذلك يفرض هذا النوع من الضمان على البائع الكف عن كل فعل أو تصرف يرمي إلى‬
‫التشويش على المشتري أو حرمانه من المزايا التي كان له الحق في أن يعول عليها عند شرائه‬
‫للمبيع ‪ ،‬وهذا ما يصطلح عليه بالتعرض ‪ ،‬حيث ال يجوز للبائع أن يقوم بكل فعل يرمي إلى‬
‫الحيلولة دون استفادة المشتري من جميع المزايا التي يخولها له المبيع ‪ ،‬ولو تمثل هذا الفعل في‬
‫مجرد التشويش ‪ ،‬وسواء تم ذلك من قبل البائع أو من غيره‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬تعرض البائع‬
‫كل تعرض من قبل البائع على المشتري يحول دون انتفاعه بالمبيع كليا أو جزئيا‪ ،‬فإنه يعتبر‬
‫ضامنا له و مسؤوال عنه‪ ،‬ومن حق المشتري مطالبته بالكف عن ذلك التشويش رضاء ‪ ،‬و إال عن‬
‫طريق القضاء‪ ،‬مع طلب التعويض إن كان له محل‪ ،‬ويجب أن يكون التعرض قد وقع فعال‪ ،‬و ال‬
‫يكفي مجرد احتمال وقوعه‪.‬‬
‫وقد يكون التعرض الحاصل من البائع ماديا أو قانونيا‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫أوال ‪ :‬التعرض المادي‬
‫التعرض المادي من جانب البائع هو كل فعل يأتيه البائع ويكون من شأنه منع المشتري من‬
‫االنتفاع بالمبيع كليا أو جزئيا دون أن يستند إلى حق يدعيه على المبيع‪ .‬من ذلك مثال قيام شخص‬
‫ببيع براءة اختراعه ثم يقوم باستغاللـها بعد ذلك‪ ،‬فان هذا االستغالل يعتبـر تعرضا‪ .‬أو قيامه ببيع‬
‫أصل تجاري ثم يقدم على فتح محل مجاور له لممارسة نفس النشاط واستقطاب الزبناء الذين كان‬
‫يتعامل معهم في المحل المبيع‪ .‬فااللتزام بالضمان يوجب على البائع في مثل هذه الحالة االمتناع‬
‫عن فتح المحل ألن في ذلك منافسة غير مشروعة وتعرض على جلب المنفعة المتوخاة من شراء‬
‫األصل التجاري ونسف ألحد أهم عناصره أال وهو عنصر الزبناء‪.‬‬
‫أما إذا تعرض البائع للمشتري بعمل من أعمال التعدي أو العنف فانه يكون مسؤوال عن عمله كأي‬
‫شخص آخر ارتكب عمال غير مشروع‪ ،‬ال كبائع ملتزم بضمان عدم التعرض‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬التعرض القانوني‬
‫هو التعرض الذي يستند فيه البائع إلى حق على المبيع يترتب عليه حرمان المشتري من كل أو‬
‫عقار للمشتري‬
‫ا‬ ‫بعض مزايا الشيء المبيع‪ .‬ومن األمثلة على التعرض القانوني أن يبيع البائع‬
‫فيتراخى هذا األخير في القيام بإجراءات التسجيل والتحفيظ التي يترتب عليها انتقال الملكية‪ ،‬ثم‬
‫يقوم البائع خالل هذه المدة برفع دعوى االستحقاق على هذا المشتري باعتباره أنه ال يزال مالكا‬
‫للعقار‪ ،‬ففي هذه الحالة يستطيع المشتري أن يدفع دعوى االستحقاق بضمان البائع لتعرضه‪ ،‬إذ‬
‫أنه ال يجوز االسترداد لمن وجب عليه الضمان‪.‬‬
‫صادر من البائع‪ ،‬أي أن يحول البائع دون االنتفاع بالمبيع كليا أو‬
‫ا‬ ‫ويشترط في التعرض أن يكون‬
‫جزئيا وذلك بغض النظر عما إذا كان هذا التعرض ماديا أو قانونيا‪ ،‬مباش ار أو غير مباشر‪ .‬وال‬
‫يعد تعرضا من البائع إذا كان مؤسسا على القانون‪ ،‬كما لو قام بالتنفيذ الجبري على المبيع استيفاء‬
‫لدين له في ذمة المشتري‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫كما يشترط في التعرض أن يقع فعال حيث ال يكفي احتمال وقوع التعرض أو تهديد البائع المشتري‬
‫بالتعرض له‪ .‬وااللتزام بضمان التعرض الشخصي التزام مؤبد ال يمكن للبائع أن يتخلص منه مهما‬
‫طال الزمن ‪ ،‬بل إنه ينتقل إلى ورثة البائع حيث ال يجوز لهم التعرض للمشتري فيما كسبه من‬
‫حقوق بموجب عقد البيع (أنظر في هذا الشأن قرار لمحكمة االستئناف بالرباط تحت عدد ‪46‬‬
‫بتاريخ ‪ 5‬أبريل ‪ 2007‬وهو ملحق بهذا العرض)‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تعرض الغير‬
‫يقصد بالغير كل شخص أجنبي عن العقد يدعي حقا على الشيء ويرفع به دعوى على المشتري‬
‫ويقوم هذا الضمان على دفع تعرض الغير الذي يستند على حق يدعيه ويكون ثابت له وقت البيع‬
‫أو انتقل إليه بعد البيع من طرف البائع نفسه‪ ،‬وبالتالي يلتزم هذا األخير بدفع تعرض الغير‪.‬‬
‫فالتزام البائع بضمان التعرض ال يقتصر فقط على أفعاله الشخصية وإنما على أفعال الغير والتي‬
‫تمثل تعرضا للمشتري في حيازته‪ .‬وال يلتزم البائع بأن يدفع تعرض الغير إال إذا كان ذلك التعرض‬
‫قانونيا‪ ،‬وذلك على خالف ضمان التعرض الشخصي حيث يلزم البائع باالمتناع عن تعرضه‬
‫الشخصي سواء كان التعرض ماديا أو قانونيا‪.‬‬
‫وفي جميع األحوال ال يضمن البائع تعرض الغير‪ ،‬إال إذا كان سببه مرتبطا بفترة ما قبل التعاقد‬
‫ويستند إلى حق يثبته القانون كما في حالة بيع عقار مثقل برهن رسمي لمصلحة الدائن ‪ ،‬حيث‬
‫يلزم البائع في هذه الحالة بضمان عدم التعرض للمشتري وتحمل مسؤوليته تجاه المتعرض‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬ضمان االستحقاق‬
‫االستحقاق هو أن يظهر بعد البيع حق للغير على المبيع مهما كان نوعه ‪ ،‬فهو يفيد في معناه‬
‫الضيق ضياع حق بمقتضى حكم قضائي‪ ،‬أما في االصطالح فهو انتزاع المبيع من المشتري‪ ،‬أو‬
‫تهديده بانتزاعه منه‪ ،‬وغالبا ما يكون مسبوقا بالتعرض الذي يتم به التمهيد لبلوغ االستحقاق‪.‬‬
‫ومتى ثبت االستحقاق للغير حرم المشتري من المبيع ‪ ،‬فمجرد نجاح الغير في تعرضه والحكم له‬
‫بأي حق مما ادعاه على المبيع يجعل البائع مخال بالتزامه بدفع التعرض ولو كان هذا االستحقاق‬

‫‪5‬‬
‫جزئيا ‪ ،‬و لو بذل البائع كذلك كل ما في جهده لدفع هذا التعرض‪ .‬فما هي إذن األحكام المنظمة‬
‫لضمان االستحقاق –الفقرة األولى‪ -‬وما هي اآلثار المترتبة عن هذا الضمان –الفقرة الثانية‪-‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬األحكام المتعلقة بضمان االستحقاق‪:‬‬
‫ينص الفصل ‪ 534‬من ق ل ع م على أن‪ " :‬البائع يلتزم بقوة القانون بأن يضمن للمشتري‬
‫االستحقاق الذي يقع ضده‪ ،‬بمقتضى حق كان موجودا عند البيع‪.‬‬

‫ويكون االستحقاق واقعا ضد المشتري في الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ - 1‬إذا حرم المشتري من حوز الشيء كله أو بعضه؛‬


‫‪ - 2‬إذا كان المبيع في حوز الغير ولم يتمكن المشتري من استرداده منه؛‬
‫‪ - 3‬إذا اضطر المشتري لتحمل خسارة من أجل افتكاك المبيع‪".‬‬
‫واستنادا ألحكام هذا الفصل فاالستحقاق يشمل كل الحاالت التي يفقد فيها المشتري حقه في التملك‬
‫كال أو جزءا‪ ،‬كأن يدعي شخص ملكية الشيء المبيع بعقد بيع سابق‪ ،‬أو ميراث أو غيره‪ .‬أو أن‬
‫يكون المبيع مثقال بحقوق ارتفاق غير ظاهرة أو حقوق عينية لم يصرح بها البائع عند العقد‪.‬‬
‫وينقسم ضمان االستحقاق إلى نوعين ‪ :‬االستحقاق الكلي و االستحقاق الجزئي‪.‬‬
‫‪ ‬االستحقاق الكلي ‪ :‬هو الذي يترتب عنه استحقاق المبيع كله من يد المشتري ‪ ،‬وفي هذا اإلطار‬
‫نص الفصل ‪ 538‬من ق ل ع على أنه إذا استحق المبيع كله من يد المشتري‪ ،‬من غير أن يقع‬
‫من جانبه اعتراف بحق المستحق كان له أن يطلب استرداد‪:‬‬
‫‪ - 1‬الثمن الذي دفعه ومصروفات العقد التي أنفقت على وجه سليم؛‬
‫‪ - 2‬المصروفات القضائية التي أنفقها على دعوى الضمان؛‬
‫‪ - 3‬الخسائر المترتبة مباشرة عن االستحقاق‪.‬‬
‫‪ ‬االستحقاق الجزئي ‪ :‬هو الذي ينصب على جزء من المبيع و يتم التمييز فيه بين حالتين‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يبلغ االستحقاق حدا من االهمية بحيث لو علم به المشتري المتنع عن الشراء أصال‪.‬‬
‫فالمشتري في هذه الحالة يكون مخي ار بين فسخ البيع واسترداد كل الثمن‪ ،‬وبين االحتفاظ بالشيء‬

‫‪6‬‬
‫المبيع‪ ،‬في حدود الجزء غير المستحق مع المطالبة باسترداد جزء من الثمن يوازي حجم هذا‬
‫االستحقاق‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ال يبلغ االستحقاق الجزئي القدر الكافي لتبرير الفسخ‪ ،‬حيث ينحصر هنا حق المشتري في‬
‫طلب استرداد جزء من الثمن يوازي نسبة العجز أو االستحقاق الذي لحق به‪.‬‬
‫وحسب الفصل ‪ 535‬من ق ل ع فإن استحقاق جزء معين من المبيع كاستحقاقه كله‪ ،‬إذا بلغ‬
‫هذا الجزء‪ ،‬بالنسبة إلى الباقي من األهمية بحيث إن المشتري ما كان ليشتري بدون ذلك الجزء‪.‬‬
‫ويسري نفس الحكم إذا كانت العين مثقلة بحقوق ارتفاق غير ظاهرة أو بحقوق أخرى لم يصرح‬
‫بها عند البيع‪.‬‬
‫فقد يحصل في بعض الحاالت أن يقع االستحقاق على جزء يسير من المبيع ‪ ،‬لكن يكون لذلك‬
‫الجزء أهمية كبرى بالنسبة للمشتري ويكون هو الدافع للشراء ‪ ،‬كمن يشتري مثال بقعة أرضية‬
‫مساحتها عشرون هكتا ار تتوفر على واجهة على الطريق الرئيسية مساحتها ‪ 5000‬متر مربع ‪،‬‬
‫فيقع استحقاق جزئي على مساحة هذه الواجهة‪ .‬ففي هذه الحالة يكون االستحقاق من حيث آثاره‬
‫كما لو كان كليا ألن العبرة ليست فقط بالمساحة ولكن بخصائص الجزء الذي وقع استحقاقه وأهميته‬
‫بالنسبة للمشتري‪.‬‬

‫وتبعا لذلك ففي حالة االستحقاق الجزئي الذي يبلغ قد ار من األهمية يؤدي إلى تعييب الشيء المبيع‪،‬‬
‫وبحيث إن المشتري كان يمتنع عن الشراء لو علم به ‪ ،‬يثبت للمشتري الخيار بين استرداد ثمن‬
‫الجزء الذي حصل استحقاقه واالحتفاظ بالبيع بالنسبة إلى الباقي‪ ،‬وبين فسخ البيع واسترداد كل‬
‫الثمن‪ .‬وإذا لم يبلغ االستحقاق الجزئي من األهمية الحد الكافي لتبرير فسخ البيع لم يثبت للمشتري‬
‫إال الحق في إنقاص الثمن بقدر ما استحق من يده‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬اآلثار المترتبة عن ضمان االستحقاق‬


‫يترتب عن ضمان االستحقاق مجموعة من اآلثار نورد أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ ‬إذا كانت العين المبيعة مثقلة بحق من حقوق االرتفاق الضرورية المالزمة لها‪ ،‬بمقتضى طبيعة‬
‫األمور‪ ،‬كحق المرور الثابت على أرض تحصر أخرى عن الطريق‪ ،‬فإن المشتري ال يثبت له‬
‫حق الرجوع على البائع‪ ،‬إال إذا ضمن هذا األخير تمام خلو العين من كل عبء‪.‬‬
‫‪ ‬إذا وجهت على المشتري دعوى‪ ،‬بسبب الشيء المبيع‪ ،‬وجب عليه أن يعلم البائع بدعوى االستحقاق‪،‬‬
‫عند تقديم المدعي البينة على دعواه‪ .‬وإذ ذاك تنبهه المحكمة بأنه إذا استمر في الدعوى باسمه‬
‫الشخصي‪ ،‬يعرض نفسه لضياع حقه في الرجوع على البائع‪ ،‬فإذا فضل‪ ،‬برغم هذا التنبيه‪ ،‬أن‬
‫يدافع مباشرة في الدعوى فقد كل حق في الرجوع على البائع‪.‬‬
‫‪ ‬البائع سيئ النية ملزم بأن يدفع للمشتري حسن النية كل المصروفات التي أنفقها حتى مصروفات‬
‫الزينة أو الترف‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كانت قيمة الشيء المستحق قد ازدادت عند حصول االستحقاق ولو بغير عمل المشتري‪ ،‬فإن‬
‫الزيادة في القيمة تدخل في مبلغ التعويض‪ ،‬إذا صدر تدليس من البائع‪ .‬واألصل هو حسن النية‬
‫وعلى المشتري أن يثبت سوء نية البائع ليستفيد من هذا المقتضى‪.‬‬

‫‪ ‬إذا ورد البيع على عدة أشياء منقولة‪ ،‬وحصل شراؤها كلها جملة واحدة وبثمن واحد‪ ،‬ثم استحق‬
‫بعضها‪ ،‬كان للمشتري الخيار بين أن يفسخ العقد ويسترد الثمن‪ ،‬وبين أن يطلب إنقاص الثمن بقدر‬
‫ما استحق‪ .‬إال أنه إذا كان من طبيعة األشياء المبيعة عدم إمكان إجراء الفصل بينها بغير ضرر‪،‬‬
‫فإنه ال يكون للمشتري الفسخ إال بالنسبة إلى الكل‪.‬‬

‫الحاالت التي يعفى فيها البائع من الضمان‪:‬‬

‫حسب الفصل ‪ 544‬من ق ل ع فإنه يسوغ أن يتفق المتعاقدان على أن البائع ال يتحمل بأي‬
‫ضمان أصال‪ .‬إال أنه ال يكون لهذا الشرط من أثر إال إعفاء البائع من التعويضات‪ ،‬فال يمكنه أن‬
‫يحلل البائع من التزامه برد الثمن الذي قبضه‪ ،‬كله أو بعضه في حالة االستحقاق‪.‬‬

‫وال يكون لشرط عدم الضمان أي أثر‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ - 1‬إذا بني االستحقاق على فعل شخصي للبائع نفسه؛‬
‫‪ - 2‬إذا وقع تدل يس من البائع‪ ،‬كما إذا باع ملك الغير على علم منه وكما إذا كان يعرف‬
‫سبب االستحقاق‪ ،‬ولم يصرح به‪.‬‬

‫وفي هاتين الحالتين األخيرتين‪ ،‬يلتزم البائع أيضا بالتعويض‪.‬‬

‫كما يلتزم البائع برد الثمن أو بتحمل إنقاصه‪ ،‬ولو كان المشتري عالما باحتمال االستحقاق أو بوجود‬
‫حقوق تثقل المبيع‪.‬‬

‫ويعفى البائع من الضمان بصفة نهائية حسب الفصل ‪ 546‬من ق ل ع في الحاالت التالية‪:‬‬

‫أ ‪ -‬إذا وقع انتزاع المبيع باإلكراه أو نتيجة قوة قاهرة؛‬


‫ب ‪ -‬إذا حصل االنتزاع بفعل السلطة‪ ،‬ما لم يكن فعلها مبنيا على حق سابق ثابت لها يخولها‬
‫العمل على احترامه‪ ،‬أو على فعل يعزى للبائع؛‬
‫ج ‪ -‬إذا حصلت للمشتري عرقلة في التصرف‪ ،‬نتيجة تعد من الغير‪ ،‬بدون أن يدعي أي حق‬
‫على العين المبيعة‪.‬‬

‫د‪ -‬إذا حصل االستحقاق بغش المشتري أو بخطئه‪ ،‬وكان هذا الخطأ هو السبب الدافع للحكم‬
‫الذي قضى باالستحقاق‪.‬‬

‫وفي جميع األحوال ال يفقد المشتري حقه في الرجوع بالضمان على البائع‪ ،‬إذا كان لم يتمكن‪،‬‬
‫بسبب غيابه‪ ،‬من إخطاره في وقت مفيد‪ ،‬واضطر نتيجة لذلك أن يدافع عن نفسه وحده ضد‬
‫المستحق‪ .‬كما أنه قد ال يقع استحقاقا للمبيع لكن يظهر به عيب من العيوب التي تجعله غير‬
‫صالح لالستعمال فيما أعد له ‪ ،‬مما يجعل ضمان البائع يمتد أيضا لضمان هذه العيوب‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬ضمان عيوب املبيع‬

‫لقد عرف جانب من الفقه العيب بأنه "كل ما يصيب الشيء المبيع بطريق عارض وال يوجد حتما‬
‫في كل األشياء المماثلة"‪ ،‬و عرف الفصل ‪ 549‬من ق ل ع العيوب التي يضمنها البائع بأنها "‬
‫عيوب الشيء التي تنقص من قيمته نقصا محسوسا‪ ،‬أو التي تجعله غير صالح الستعماله فيما‬
‫أعد له بحسب طبيعته أو بمقتضى العقد"‪.‬‬

‫وتبعا لذلك فالعيوب التي يلزم البائع بضمانها هي تلك التي تنقص من قيمة الشيء نقصا محسوسا‬
‫أو تجعله غير صالح لالستعمال ‪ ،‬أما العيوب التي تنقص نقصا يسي ار من القيمة أو االنتفاع‪ ،‬أو‬
‫تلك التي جرى العرف على التسامح فيها‪ ،‬فال تخول الضمان‪.‬‬

‫ويضمن البائع أيضا وجود الصفات التي صرح بها أو التي اشترطها المشتري‪.‬‬

‫ولضمان العيوب ال بد من توفر شروط معينة ‪ ،‬كما أن ذلك الضمان تترتب عنه مجموعة من‬
‫اآلثار‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬شروط ضمان عيوب المبيع‬

‫يشترط في العيوب التي توجب الضمان أن تكون عيوبا خفية – الفقرة األولى‪ -‬وأن تكون مؤثرة‬
‫في المبيع –الفقرة الثانية ‪ -‬و أن تكون قديمة – الفقرة الثالثة ‪-‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬وجوب أن يكون العيب خفيا‬

‫ينص الفصل ‪ 569‬من ق ل ع على أنه ال يضمن البائع العيوب الظاهرة وال العيوب التي كان‬
‫المشتري يعرفها أو كان يستطيع بسهولة أن يعرفها‪ .‬ويترتب عن ذلك القول بأن البائع ال يضمن‬
‫سوى العيب الخفي‪.‬‬

‫و العيب الخفي هو ذلك العيب الذي لم يكن ظاه اًر للمشتري عند انتقال الملكية‪ ،‬والذي لم يسبق‬
‫له أن عرفه‪ ،‬ويكون غير عالم به‪ ،‬بحيث لم يكن قاد اًر على اكتشافه في ما لو فحص المبيع بعناية‬
‫المتنبه لألمور‪ .‬والعيب الخفي الذي يدخل في دائرة الضمان هو ذلك الذي يكون في‬
‫ّ‬ ‫الرجل العادي‬

‫‪10‬‬
‫المبيع ذاته أو في أحد ملحقاته‪ ،‬وال فرق في أن يكون مستم اًر أو متقطع ًا (كتسرب مياه األمطار‬
‫المباع في أيام الشتاء مثالً)‪.‬‬
‫داخل المبنى ُ‬
‫كما أنه هناك من العيوب الخفية ما ال يمكن اكتشافه إال عن طريق أهل الخبرة في المجال ويترتب‬
‫عن ذلك أن أجل التقادم المنصوص عليه في الفصل ‪ 380‬من ق ل ع ال يحتسب سريانه إال‬
‫ابتداء من تاريخ اإلعالن عن نتائج الخبرة واالطالع عليها من طرف المشتري وعلمه بالعيب ومداه‬
‫بصفة يقينية (قرار محكمة النقض عدد ‪ 15‬بتاريخ ‪ 2013/01/05‬في الملف رقم‬
‫‪.)2011/7/1/479‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬أن يكون العيب مؤث ار‬
‫العيب المؤثر هو العيب الجسيم الذي ُينقص من قيمة المبيع نقصاً محسوساً أو يجعله غير صالح‬
‫ماهيته أو بمقتضى عقد البيع‪ .‬فينشأ عنه موجب الضمان‪ .‬أما إذا‬
‫ُعد له بحسب ّ‬
‫لالستعمال فيما أ ّ‬
‫لم يكن العيب محسوساً‪ ،‬بل كان خفيفاً أو طفيفاً‪ ،‬بحيث ال يترتب عليه سوى نقص في بعض‬
‫األمور الثانوية أو الكمالية بالنسبة للمشتري‪ ،‬فال يكون موجباً للضمان‪ .‬كذلك ال يكون موجب ًا‬
‫للضمان العيب المتسامح به ُعرفاً كاحتواء القمح كمية مألوفة من األتربة أو وجود بعض المواد‬
‫حب السمسم بشكل مألوف عرفاً‪ ..‬إلخ‪ .‬وإذا كان المبيع من األشياء التي ال تُعرف‬ ‫الغريبة في ّ‬
‫ال البطيخ واللوز والجوز‬
‫حقيقة حالها إالّ بإحداث تغيير فيها‪ ،‬كالثمار ذات الغالف اليابس (مث ً‬
‫الخفية فيه إال إذا تعهد صراحة بذلك‪ ،‬أو إذا كان العرف‬
‫ّ‬ ‫والبندق‪ ،)...‬فالبائع ال يضمن العيوب‬
‫المحّلي يوجب عليه هذا الضمان‪.‬‬

‫ولإلشارة فإن العيب قد يكون مؤث اًر في مبيع شيء وغير مؤثر في مبيع شيء آخر‪ ،‬فطبيعة الشيء‬
‫هي التي تُملي المنافع المقصودة منه‪ ،‬وهي التي تؤثر على تحديد وجهة استعماله‪ .‬فلو وجدت مثال‬
‫الذرات في القمح‬
‫ذرات من الرمال في الدقيق فإن ذلك ُيعتبر عيباً ذا تأثير بالغ‪ ،‬أما وجود مثل هذه ّ‬
‫ّ‬
‫فال يعتبر عيبا ذا تأثير يوجب الضمان‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬أن يكون العيب قديما‬

‫ويقتضي هذا الشرط أن يكون العيب موجودا في المبيع وقت انتقال ملكيته إلى المشتري حسب‬
‫الفصل ‪( 552‬ق ل ع) الذي ينص على أنه "ال يضمن البائع إال العيوب التي كانت موجودة عند‬
‫البيع‪ ،‬إذا كان المبيع شيئا معينا بذاته‪ ،‬أو عند التسليم إذا كان المبيع شيئا مثليا بيع بالوزن أو‬
‫القياس أو على أساس الوصف‪".‬‬

‫أصح العيب الموجود قبل انتقال الملكية‬


‫ّ‬ ‫فالمقصود بالعيب القديم العيب السابق للبيع أو على وجه‬
‫مما ال يظهر إال بعد انعقاد البيع‬ ‫إلى المشتري أو عند انتقالها ّ‬
‫كحد أقصى‪ .‬أما إذا كان العيب ّ‬
‫(وانتقال الملكية) وكان سببه موجودا في الشيء قبل البيع فيكون الضمان واجباً على البائع‪ .‬مثال‬
‫ويتمكن‬
‫ّ‬ ‫ذلك أن يشتري زيدا حيوان به مرض خفي ولكن ال تظهر أعراضه إال بعد مدة من تسلمه‬
‫من إثبات وجوده في الحيوان قبل استالمه‪.‬‬

‫أما إذا حدث العيب بعد انتقال الملكية وكان بسبب ال عالقة له بالبائع كما لو تم بخطأ المشتري‬
‫فال مجال للضمان وال يرتب ذلك أي أثر تجاه البائع‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اآلثار المترتبة على ضمان عيوب المبيع‬
‫نظم المشرع المغربي اآلثار المترتبة على ضمان عيوب المبيع في الفصول من ‪ 556‬إلى ‪567‬‬
‫من (ق ل ع) و يمكن حصر أهم هذه اآلثار فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬إذا ثبت الضمان بسبب العيب أو بسبب خلو المبيع من صفات معينة كان للمشتري أن يطلب‬
‫فسخ البيع ورد الثمن‪ ،‬وإذا فضل المشتري االحتفاظ بالمبيع‪ ،‬لم يكن له الحق في أن ينقص من‬
‫الثمن‪.‬‬

‫وللمشتري الحق في التعويض‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫أ ‪ -‬إذا كان البائع يعلم عيوب المبيع أو يعلم خلوه من الصفات التي وعد بها ولم يصرح بأنه‬
‫يبيع بغير ضمان‪ .‬ويفترض هذا العلم موجودا دائما إذا كان البائع تاج ار أو صانعا‪ ،‬وباع منتجات‬
‫الحرفة التي يباشرها؛‬
‫ب ‪ -‬إ ذا صرح البائع بعدم وجود العيوب‪ ،‬ما لم تكن العيوب قد ظهرت بعد البيع أو كان‬
‫يمكن للبائع أن يجهلها بحسن نية؛‬

‫ج ‪ -‬إذا كانت الصفات التي ثبت خلو المبيع منها قد اشترط وجودها صراحة أو كان عرف‬
‫التجارة يقتضيها‪( .‬الفصل ‪.) 556‬‬

‫‪ ‬إذا ورد البيع على مجموع من أشياء محددة‪ ،‬وكان جزء منها معيبا كان للمشتري أن يستعمل حق‬
‫االختيار المخول له بمقتضى الفصل ‪ 556‬وإذا ورد البيع على أشياء مثلية‪ ،‬لم يكن للمشتري إال‬
‫أن يطلب تسليم مثلها في النوع خالية من العيب‪ ،‬مع حفظ حقه في المطالبة بالتعويض إذا كان‬
‫له محل‪( .‬الفصل ‪)557‬‬

‫‪ ‬إذا بيعت عدة أشياء مختلفة صفقة واحدة بثمن إجمالي واحد‪ ،‬كان للمشتري ولو بعد التسليم‪ ،‬أن‬
‫يطلب فسخ البيع بالنسبة إلى الجزء المتعيب وحده من هذه األشياء ورد ما يقابله من الثمن‪ .‬إال‬
‫أنه إذا كانت األشياء المبيعة مما ال يمكن تجزئته بغير ضرر كاألشياء المزدوجة‪ .‬فإن المشتري‬
‫ال يكون له أن يطلب الفسخ إال بالنسبة إلى مجموع الصفقة‪.‬‬

‫‪ ‬الفسخ لعيب في الشيء األصلي يلحق توابع هذا الشيء‪ ،‬ولو حدد لها ثمن مستقل‪.‬‬
‫عيب الشيء التابع ال يكون سببا لفسخ بيع الشيء األصلي‪.‬‬

‫يحصل إنقاص الثمن بتقويم المبيع عند البيع على أساس خلوه من العيب ثم تقويمه على الحالة‬
‫التي يوجد عليها‪.‬‬

‫‪ ‬وإذا بيعت عدة أشياء صفقة واحدة‪ ،‬حصل التقويم على أساس قيمة كل األشياء المكونة للصفقة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ ‬في حالة فسخ البيع‪ ،‬يلتزم المشتري بأن يرد‪:‬‬

‫أوال ‪ -‬الشيء المشوب بالعيب الموجب للضمان‪ ،‬بالحالة التي تسلمه عليها وتوابعه وما كان يعتبر‬
‫جزءا منه وكذلك الزيادات التي اندمجت فيه بعد البيع؛‬

‫ثانيا ‪ -‬ثمار الشيء‪ ،‬من وقت الفسخ بالتراضي‪ ،‬أو من وقت الحكم بالفسخ‪ ،‬وكذلك الثمار‬
‫السابقة على هذا التاريخ‪ .‬إال أنه إذا كانت الثمار غير معقودة فإن المشتري يتملكها إذا كان قد‬
‫جناها ولو قبل نضجها‪ ،‬كما يتملك أيضا الثمار الناضجة ولو لم يجنها‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى يلتزم البائع‪:‬‬

‫أوال ‪ -‬أن يدفع للمشتري مصروفات الزراعة والري والصيانة ومصروفات الثمار التي ردها إليه؛‬

‫ثانيا ‪ -‬أن يرد الثمن الذي قبضه ومصروفات العقد؛‬

‫ثالثا ‪ -‬أن يعوض للمشتري الخسائر التي قد يسببها له الشيء المبيع إذا كان وقع تدليس من‬
‫البائع‪.‬‬

‫‪ ‬ليس للمشتري الحق في استرداد الثمن أو في إنقاصه‪ ،‬إذا تعذر عليه رد الشيء المبيع في‬
‫الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫أوال ‪ -‬إذا هلك المبيع بحادث فجائي أو بخطأ وقع من المشتري أو من األشخاص الذين يتحمل‬
‫المسؤولية عنهم؛‬

‫ثانيا ‪ -‬إذا سرق الشيء من المشتري أو اختلس منه؛‬

‫ثالثا ‪ -‬إذا حول المشتري الشيء على نحو يصير معه غير صالح الستعماله فيما أعد له أصال‪.‬‬
‫إال أنه إذا لم يكن العيب قد ظهر إال عند إجراء التحويل أو نتيجة له‪ ،‬فإن المشتري يحتفظ بحقه‬
‫في الرجوع على البائع‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ ‬إذا هلك الشيء المبيع بسبب العيب الذي كان يشوبه أو بحادث فجائي ناتج عن هذا العيب‪ ،‬كان‬
‫هالكه على البائع فيلتزم برد الثمن ويلتزم أيضا بالتعويضات إذا كان سيئ النية‪.‬‬

‫‪ ‬ال محل للفسخ‪ ،‬وليس للمشتري إال طلب إنقاص الثمن‪:‬‬

‫أوال ‪ -‬إذا كان الشيء قد تعيب بخطإه أو بخطأ من يسأل عنهم؛‬

‫ثانيا ‪ -‬إذا كان قد استعمل الشيء استعماال من شأنه أن ينقص من قيمته بكيفية محسوسة‪ .‬ويطبق‬
‫نفس الحكم إذا كان قد ا ستعمل الشيء قبل أن يعرف العيب‪ .‬أما إذا كان قد استعمله بعد ذلك‬
‫فيطبق حكم الفصل ‪.572‬‬

‫‪ ‬إذا كان الشيء المبيع حصل تسلمه مشوبا بعيب موجب للضمان‪ ،‬ثم حدث فيه بعد ذلك عيب‬
‫ال يعزى لخطأ المشتري‪ ،‬كان له الخيار بين أن يحتفظ بالشيء ويرجع بالضمان على أساس‬
‫العيب األول وفقا لما يقضي به القانون‪ ،‬وبين أن يرده للبائع مع تحمله نقصا في الثمن الذي‬
‫دفعه يتناسب مع العيب الجديد الذي ظهر بعد البيع‪ .‬إال أنه يسوغ للبائع أن يعرض استرداده‬
‫الشيء المبيع بالحالة التي هو عليها مع تنازله عن حق الرجوع من أجل العيب الجديد‪ .‬وفي هذه‬
‫الحالة يكون للمشتري الخيار بين أن يحتفظ بالشيء على الحالة التي يوجد عليها وبين أن يرده‬
‫دون أداء أي تعويض‪.‬‬

‫‪ ‬إذا زال العيب الجديد عادت لصالح المشتري دعوى الضمان على أساس العيب القديم السابق‬
‫على التسليم‪.‬‬

‫‪ ‬إنقاص الثمن الحاصل بسبب عيب ثابت ال يمنع المشتري فيما إذا ظهر في المبيع عيب آخر‬
‫جديد‪ ،‬من أن يطلب إما فسخ البيع وإما إنقاصا جديدا في الثمن‪.‬‬

‫‪ ‬تنقضي دعوى ضمان العيب إذا زال العيب قبل دعوى الفسخ أو إنقاص الثمن أو في أثنائها‪،‬‬
‫وكان العيب بطبيعته مؤقتا‪ ،‬وليس من شأنه أن يظهر من جديد‪ .‬أما إذا كان من طبيعة العيب‬
‫أن يظهر من جديد بعد زواله فإن حكم هذا الفصل ال يطبق‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ ‬ال يضمن البائع العيوب الظاهرة وال العيوب التي كان المشتري يعرفها أو كان يستطيع بسهولة‬
‫أن يعرفها‪.‬‬

‫‪ ‬دعوى ضمان العيب تنقضي‪:‬‬

‫أوال ‪ -‬إذا تنازل المشتري عنها صراحة بعد علمه بالعيب؛‬

‫ثانيا ‪ -‬إذا باع المشتري الشيء بعد علمه بالعيب أو تصرف فيه على أي وجه آخر باعتباره مالكا؛‬

‫ثالثا ‪ -‬إذا كان المشتري قد خصص الشيء الستعماله الشخصي وظل يستعمله بعد علمه بالعيب‬
‫الذي يشوبه‪ .‬وال تسري هذه القاعدة على المنازل وغيرها من العقارات المشابهة فإن هذه يستطيع‬
‫الشخص االستمرار في سكناها أثناء دعوى فسخ البيع‪.‬‬

‫‪ ‬كل دعوى ناشئة عن العيوب الموجبة للضمان أو عن خلو المبيع من الصفات الموعود بها يجب‬
‫أن ترفع في اآلجال اآلتية‪ ،‬وإال سقطت‪:‬‬

‫بالنسبة إلى العقارات‪ ،‬خالل ‪ 365‬يوما بعد التسليم؛‬

‫بالنسبة إلى األشياء المنقولة والحيوانات خالل ‪ 30‬يوما بعد التسليم بشرط أن يكون قد أرسل للبائع‬
‫اإلخطار المشار إليه في الفصل ‪.553‬‬

‫ويسوغ تمديد هذه اآلجال أو تقصيرها باتفاق المتعاقدين‪ ،‬وتسري أحكام الفصول ‪ 371‬إلى ‪377‬‬
‫على سقوط دعوى ضمان العيب‪.‬‬

‫‪ ‬ال يحق للبائع سيئ النية التمسك بدفوع التقادم المقررة في الفصل السابق‪ ،‬كما ال يحق له التمسك‬
‫بأي شرط آخر من شأنه أن يضيق حدود الضمان المقرر عليه‪ ،‬ويعتبر سيئ النية كل بائع‬
‫يستعمل طرقا احتيالية ليلحق بالشيء المبيع عيوبا أو ليخفيها‪.‬‬

‫‪ ‬ال دعوى لضمان العيب في البيوع التي تجري بواسطة القضاء‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫يتضح مما سبق ذكره أن الضمانات و االلتزامات الملقاة على عاتق البائع‪ ،‬هي في األصل‬
‫ضمانات قانونية نص عليها ق ل ع م ‪ ،‬لكنه ال بد من اإلشارة إلى أن المشرع في القانون رقم‬
‫‪ 08-31‬المتعلق بحماية المستهلك قد خصص القسم الخامس من هذا القانون للضمان القانوني‬
‫لعيوب الشيء المبيع والضمان التعاقدي و الخدمة بعد البيع ‪ ،‬ونجد المشرع المغربي قسم الضمان‬
‫إلى ضمان قانوني لعيوب الشيء المبيع وضمان تعاقدي‪ .‬فالضمان القانوني يتحمله المورد بقوة‬
‫القانون يضاف إليه الضمان التعاقدي الذي جاء ليعززه وال يمكن أن يحل محله‪ ،‬وقد نص أيضا‬
‫هذا القانون على اعتبار كل شرط يرمي إلى إلغاء أو انتقاص حق المستهلك في االستفادة من‬
‫التعويض في حالة اخالل المورد بالتزاماته‪ ،‬أو إعفاء المورد من المسؤولية القانونية‪ ،‬شرطا تعسفيا‬
‫يعتبر باطال والغيا‪.‬‬

‫‪17‬‬

You might also like