You are on page 1of 30

‫بيان الرمـــوز‬

‫خ‪.‬ع‪ ................................................................................................................................ :‬خطة العدالة‬


‫المرسوم التطبيقي لخطة العدالة‬ ‫‪.........................................................................................‬‬ ‫م‪.‬ت‪.‬خ‪.‬ع‪:‬‬
‫قانون المسطرة المدنية‬ ‫‪...........................................................................................................‬‬ ‫ق‪.‬م‪.‬م‪:‬‬
‫مرجع سابق‬ ‫‪..............................................................................................................................‬‬ ‫م س‪:‬‬
‫الطبعة‬ ‫‪.............................................................................. ...............................................................‬‬ ‫ط‪:‬‬
‫الصفحة‬ ‫‪................................................................................................ ........................................‬‬ ‫ص‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬
‫الحمد هلل وحده‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين‪ ،‬سيدنا محمد وعلى‬
‫آله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫أما بعد؛‬

‫النزعات عند‬
‫فإن للتوثيق أهمية سامقة‪ ،‬به تصان أعراض الناس وأموالهم‪ ،‬وبه تفض ا‬
‫نشوئها‪ .‬وقد اهتم به الفقه اإلسالمي اهتماما بالغا‪ ،‬ففصل الفقهاء في أحكامه تفصيال‬
‫مستفيضا‪ ،‬يشهد لذلك كثرة مؤلفاتهم في مجال التوثيق‪.‬‬

‫وتعد مؤسسة قاضي التوثيق المسيرة لهذا المجال‪ ،‬فهي إدارة قضائية تعنى بتوثيق‬
‫الحقوق والمعامالت وإثبات التصرفات والوقائع وفق الشكل والمضمون اللذين يحددهما الشرع‬
‫والقانون‪.‬‬

‫تتألف هذه المؤسسة من قاض أو عدة قضاة‪ ،‬ومن عدول شهود ونساخ؛ لكن المؤسسة‬
‫عادة تنسب إلى القاضي رغم أنها في معناها العام تنصرف وتتألف ِمن ك ِِّل م ْن ذ ِكر‪ ،‬إذ‬
‫القاضي هو الرئيس المباشر لها والمشرف على إدارتها؛ ولهذا فهي عند اإلطالق إنما يقصد‬
‫المهام التي يمارسها قاضي التوثيق بصفته هذه‪ ،1‬وهو المعنى المراد من هذا‬
‫ِّ‬ ‫بها خصوص‬
‫العرض‪.‬‬

‫وقد كان القاضي ‪-‬فيما قبل‪ -‬هو المختص الوحيد الذي ِِّ‬
‫يحرر الوثائق مباشرة‪ ،‬فيتلقى‬
‫اإلشهادات من الناس كافة ويتأكد من عدالتهم‪ ،‬بيد أنه لما كثر االحتيال وف ِقدت العدالة‪،‬‬

‫‪ 1‬العلمي الحراق‪ ،‬مدونة األسرة والتوثيق العدلي –دراسات وتعاليق‪ ،-‬دار السالم‪-‬الرباط‪ ،‬ط ‪2005/1‬م‪ ،‬ص ‪،81‬‬
‫بتصرف‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫عهد اإلشهاد إلى العدول الموثقين‪ ،‬يكلفون من ِقبل القاضي لتوثيق المعامالت خارج مقر‬
‫القاضي‪.‬‬

‫المقنن مهنة التوثيق العدلي بالقانون رقم‬‫ِِّ‬ ‫واستنادا منه على األحكام الفقهية‪ ،‬نظم‬
‫‪ 16.03‬المتعلق ِ‬
‫بخطة العدالة‪ 1‬ومرسومه التطبيقي‪ ،2‬مبِِّيناً فيهما شروط ممارستها والمراحل‬
‫ستجمعة ألركانها وشروطها‪ ،‬وتصبح رسمية‬ ‫التي تمر منها الوثيقة العدلية حتى تخرج كاملة م ِ‬
‫ِّ‬
‫صالحة لالحتجاج‪ ،‬ومنها مرحلة خطاب القاضي التي هي من مهام القاضي المكلف‬
‫بالتوثيق‪.‬‬

‫ويضطلع القاضي المكلف بالتوثيق بدور مهم في سير مرفق التوثيق العدلي‪ ،‬ومراقبة‬
‫العدول والنساخ في مزاولة عملهم‪ ،‬وتوفير وثائق رسمية صالحة لالحتجاج‪.‬‬

‫من خالل هذه األهمية التي يحظى بها القاضي المكلف بالتوثيق‪ ،‬فإنه من الالزم أن‬
‫نخصص له هذا العرض‪ ،‬مبينين طريقة تعيينه واختصاصاته والتزاماته‪.‬‬

‫فما دور القاضي المكلف بالتوثيق في ضمان األمن التوثيقي؟‬

‫هذه اإلشكالية الكبرى تتفرع عنها ثلة من السؤاالت‪ :‬ما خصائص قضاء التوثيق؟‬
‫وكيف يتم تعيين القاضي المكلف بالتوثيق؟ وما أهم اختصاصاته والتزاماته؟‬

‫لإلجابة عن هذا اإلشكال والسؤاالت‪ ،‬ننت ِهج التقسيم اآلتي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬قضاء التوثيق‪ :‬التعيين والخصائص؛‬


‫المطلب الثاني‪ :‬اختصاصات القاضي المكلف بالتوثيق والتزاماته‪.‬‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪ 16.03‬المتعلق بخطة العدالة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ ،1.06.56‬صادر في ‪ 15‬من محرم‬
‫‪1427‬هـ (‪ 14‬فبراير ‪2006‬م)‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5400‬بتاريخ فاتح صفر ‪1427‬هـ (‪ 02‬مارس ‪2006‬م)‪ ،‬ص‬
‫‪.556‬‬
‫‪ 2‬مرسوم رقم ‪ 2.08.378‬صادر في ‪ 28‬من شوال ‪1429‬هـ (‪ 28‬أكتوبر ‪2008‬م)‪ ،‬بتطبيق أحكام القانون رقم‬
‫‪ 16.03‬المتعلق بخطة العدالة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5687‬بتاريخ ‪ 02‬ذو الحجة ‪1429‬هـ (فاتح ديسمبر ‪2008‬م)‪،‬‬
‫ص ‪.4403‬‬

‫‪4‬‬
‫المطلب األول‪ :‬قضاء التوثيق‪ :‬التعيين والخصائص‬
‫يمتاز قضاء التوثيق بمجموعة من الخصائص التي تجعله نظاما ِِّ‬
‫متفردا‪ ،‬وكيف ال وقد‬
‫الزاخر‪ .‬وقبل سرد هذه الخصائص ال ِّبد من اإلشارة إلى‬
‫استمد أصوله من الفقه اإلسالمي ِّ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫مهامهم‪.‬‬
‫طريقة تعيين قضاة التوثيق وإنهاء ِّ‬
‫الفقرة األولى‪ :‬كيفية تعيين القاضي المكلف بالتوثيق وإنهاء مهامه‬

‫يمكن تقسيم هذه الفقرة إلى نقطتين؛ األولى عن تعيين القاضي المكلف بالتوثيق ومكان‬
‫عمله‪ ،‬والثانية عن إنهاء مهامه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعيين القاضي المكلف بالتوثيق ومكان عمله‬

‫لم يكن المشرع المغربي فيما مضى ي ِميز بين قضاة األحكام وقضاة التوثيق‪ ،‬بل كان‬
‫الرسوم في‬
‫مهامه بين البت في النزاعات والخطاب على ِّ‬
‫ما يسمى بقاضي المدينة‪ ،‬وتتأرجح ِّ‬
‫الوقت ذاته‪.‬‬

‫حدد‬
‫فالظهير الشريف الصادر في ‪ 12‬صفر ‪1363‬هـ (‪ 07‬فبراير ‪1944‬م) لما ِّ‬
‫اختصاصات القاضي بصفة عامة ضمنها الخطاب على الرسوم‪ ،‬كما أن ظهير ‪ 08‬دجنبر‬
‫‪1956‬م والذي أعيد بمقتضاه تنظيم محاكم القضاة‪ ،‬كان ِِّ‬
‫يخول توزيع العمل بين أفراد كل‬
‫عدد قضاتها‪ ،‬أي أن تعيين القاضي المكل ف بالتوثيق لم يكن يتم من طرف وزير‬
‫محكمة ت ِّ‬
‫العدل آنذاك‪ ،‬وإنما كان أمره متروكا لقضاة تلك المحكمة الذين يختارون من بينهم من يتولِّى‬
‫هذه المهمة كما يتم حاليا بخصوص توزيع الجلسات في الجمعية العمومية‪.‬‬

‫إال أنه ظهرت بعد ذلك ضرورة ملِحة لتفرغ القضاة سيما في المحاكم الكبرى‪ ،‬وتحقيقا‬
‫لمبدأ توزيع األعمال ورعيا للمصلحة العامة‪ ،‬اقتضى نظر جاللة الملك بداية الخمسينات أن‬
‫يفرق في المدن الكبرى بين مصلحة التوثيق والفصل بين الخصوم‪ ،‬وذلك بإسناد الخطاب‬ ‫ِّ‬
‫السهر على سير التوثيق والعدالة إلى قضاة اشتهروا بكفاءتهم وِقدم تجربتهم‪.‬‬
‫على الرسوم و ِّ‬

‫‪5‬‬
‫وبعد أن بين المنشور عدد ‪ 6306‬بتاريخ ‪ 22‬ماي ‪1957‬م مهمة قضاة التوثيق‬
‫المعينين في المدن الكبرى‪ ،‬أوضح بأن التفرغ ال يعني االقتصار على الخطاب على الرسوم‬
‫‪1‬‬
‫العدلي ة فقط‪ ،‬وأنه ال يتعارض مع االحتفاظ في البت في النزاعات‪.‬‬

‫بيد أنه بعد صدور قانون خطة العدالة‪ ،‬أصبح تعيين القضاة المكلفين بالتوثيق‪ 2‬من‬
‫مقرر‪.‬‬
‫اختصاص وزير العدل بمقتضى ِّ‬

‫"يكلِف وزير العدل بمقتضى‬


‫جاء في الفقرة األولى من المادة ‪ 37‬من م‪.‬ت‪.‬خ‪.‬ع أنه‪ِّ :‬‬
‫مقرر قاضيا أو أكثر بشؤون التوثيق في دائرة كل محكمة ابتدائية"‪.‬‬

‫الشاغرة تلقائيا من طرف وزير‬


‫فالقاضي المكلف بالتوثيق يتم تعيينه في المناصب ِّ‬
‫العدل‪ ،‬أو بناء على اقتراح مشترك يبعث به كل من رئيس المحكمة االبتدائية ووكيل الملك‬
‫بها‪ ،‬وقد ينص قرار التعيين على فترة محددة ال تتجاوز ثالث سنوات قابلة للتجديد الصريح‬
‫أو الضمني أو ال ينص على تحديدها‪.‬‬

‫ويبقى القاضي المكلف بالتوثيق المعي ن تابعا للمحكمة االبتدائية التي يعمل داخل دائرة‬
‫نفوذها‪ ،‬كما يبقى أيضا تابعا إلشراف ومراقبة رئيس هذه المحكمة‪ ،‬ولو كان مستشا ار بمحكمة‬
‫االستئناف أو بمحكمة النقض‪ ،‬ويقوم بتنقيطه سنويا‪.3‬‬

‫ولن ننهي هذه النقطة دون مناقشة مسألة تولي المرأة لهذه المهمة‪ ،‬فحين العودة إلى‬
‫رأي الفقهاء حول المسألة نجدهم اختلفوا في ذلك على أقوال؛ جاء في بداية المجتهد‪" :‬وكذلك‬
‫اختلفوا في اشتراط الذكورة؛ فقال الجمهور‪ :‬هي شرط في صحة الحكم‪ .‬وقال أبو حنيفة‪:‬‬

‫‪ 1‬أستاذنا عبد الكبير وبرايم‪ ،‬محاضرات في فقه الوثائق‪ ،‬ص ‪ 54‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬هناك من يَمِ يز بين "قاضي التوثيق" و"القاضي المكلف بالتوثيق"؛ فاألول يمارس التوثيق باألصالة ألنه معين في السلك‬
‫القضائي منذ البداية بصفته قاضيا للتوثيق‪ ،‬وهي الصفة التي تفيد معنى التخصص والدوام‪ ،‬وهؤالء تم تعيينهم بناء على‬
‫تعليمات جاللة الملك الحسن الثاني ‪-‬رحمه هللا‪ -‬من خريجي دار الحديث الحسنية عددهم ال يتعدى سبعة‪ ،‬وهؤالء ال‬
‫يفترض فيهم أال يزاولوا إال قضاء التوثيق فقط؛ وليس لهم أن يمارسوا مهام قضائية أخرى‪ ،‬على اعتبار أنهم معينون منذ‬
‫البداية قضاة للتوثيق ‪-‬وبصفة استثنائية‪ ،-‬أما الثاني فيمارس التوثيق عن طريق التكليف فقط‪ ،‬أي أنه يعين في السلك‬
‫القضائي بصفته قاضيا عاما ومؤهال ألن يمارس كل المهام التي تناط بالقضاء‪ ،‬ومنها التوثيق العدلي ولكن بعد تكليفه بذلك‬
‫بقرار لوزير العدل‪ .‬العلمي الحراق‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪ 3‬أستاذنا محمد بن الطالب‪ ،‬مباحث في التوثيق العدلي وقواعد اإلثبات في الفقه اإلسالمي والتشريع المغربي‪ ،‬مطبعة‬
‫قرطبة‪-‬أكادير‪ ،‬ط ‪2018‬م‪ ،‬ص ‪.133‬‬

‫‪6‬‬
‫يجوز أن تكون المرأة قاضيا في األموال‪ .‬قال الطبري‪ :‬يجوز أن تكون المرأة حاكما على‬
‫اإلطالق في كل شيء‪...‬‬

‫فمن رأى رد قضاء المرأة شبهه بقضاء اإلمامة الكبرى‪ ...‬ومن أجاز حكمها في األموال‬
‫فتشبيها بجواز شهادتها في األموال‪ .‬ومن رأى حكمها نافذا في كل شيء قال‪ :‬إن األصل هو‬
‫أن كل من يتأتى منه الفصل بين الناس فحكمه جائز إال ما خصصه اإلجماع من اإلمامة‬
‫الكبرى"‪.1‬‬

‫أما من وجهة النظر القانوني‪ ،‬فإن المشرع لم ينص على شرط الذكورة في تولي‬
‫القضاء‪ ،‬ذلك أن للمرأة أن تتقلد ِزمام هذه المهمة‪ ،‬فليس هناك ما يمنع المرأة من ممارسة‬
‫قضاء التوثيق‪.‬‬

‫ذلك أن تكليف القضاة بشؤون التوثيق يتم بقرار لوزير العدل‪ ،‬وجميع المهام الموكولة‬
‫إلى القاضي المكلف بالتوثي ق ال تتعارض وطبيعة المرأة أو وضعها القانوني‪ ،‬على اعتبار‬
‫أنها تمارس القضاء في شعب أخرى‪ ،‬خاصة أن جل أعمال قضاء التوثيق هي إضفاء‬
‫الصبغة الرسمية على الشهادات المتلقاة من طرف العدول مع اإلذن لهم فيها ومراقبة‬
‫‪2‬‬
‫تصرفاتهم‪.‬‬

‫تمكنت قاضيتان من التعيين في منصب قضاء‬ ‫والجدير بالذكر‪ ،‬أنه في سنة ‪2015‬م ِّ‬
‫التوثيق عن طريق الصدفة‪ ،‬ففي إطار جهود و ازرة العدل إلضفاء الشفافية على طريقة‬
‫التعيينات في عدد من المناصب‪ ،‬قررت وفي سابقة إعالن شغور عدد من مناصب قضاة‬
‫التوثيق الملحقين بالسفارات والقنصليات بالخارج‪ ،‬وفتح المجال أمام كافة القضاة للترشيح إلى‬
‫هذه المناصب‪ ،‬وبعد تلقي التِّرشيحات تم إجراء قرعة‪ ،‬وهو ما أدى وألول مرة في تاريخ‬
‫القضاء المغربي إلى تعيين قاضيتين للتوثيق بكل من باريس وبروكسيل‪.‬‬
‫لكن و ازرة العدل سرعان ما ستتراجع عن هذه التجربة‪ ،‬حينما ستقيد الترشيح لهذا المنصب‬
‫في األعوام الموالية ‪ ،‬بشرط مدة ثالث سنوات من الممارسة الفعلية لمهمة قاضي التوثيق‪،‬‬

‫‪ 1‬أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي‪ ،‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد‪ ،‬حققه‪ :‬ماجد الحموي‪ ،‬دار‬
‫ابن حزم‪-‬بيروت‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.1767‬‬
‫‪ 2‬عبد هللا روحمات‪ ،‬مهام القاضي المكلف بالتوثيق بين النظر والتطبيق‪ ،‬دار السالم‪-‬الرباط‪ ،‬ط ‪2014/1‬م‪ ،‬ص ‪.64‬‬

‫‪7‬‬
‫وهو ما يعد إقصاء ضمنيا للنساء القاضيات‪ ،‬طالما أنه ال توجد على المستوى العملي‬
‫قاضيات مارْسن التوثيق بالمغرب‪.1‬‬

‫الرجل‪ ،‬فإنه تم تعيين كنزة‬ ‫ِ‬


‫وبعد أن كان قضاء التوثيق بالمغرب حك ار على القاضي ِّ‬
‫العلوي أول قاضية توثيق بالمملكة في الدائرة القضائية بآسفي سنة ‪2020‬م لمدة ثالث‬
‫سنوات‪ ،‬وهو ما شكل سابق ًة لتولي المرأة القاضية ِزمام هذه المهمة تحقيقا لمبدإ المساواة‬
‫والمناصفة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إنهاء مهام القاضي المكلف بالتوثيق‬

‫نصت الفقرة الثانية من المادة ‪ 37‬من م‪.‬ت‪.‬خ‪.‬ع على أنه‪" :‬يوضع حد لهذا التكليف‬
‫بنفس الطريقة كلما استوجب األمر ذلك"‪.‬‬

‫مقرر من وزير العدل‪،‬‬


‫والمعنى أن إنهاء مهمة القاضي المكلف بالتوثيق يتم بمقتضى ِّ‬
‫وذلك إذا توقف عن هذه المهام بسبب كاالنتقال أو التكليف بمنصب آخر‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص قضاء التوثيق‬

‫المميزات‪ ،2‬يمكن تجليتها في النقاط اآلتية‪:‬‬


‫يمتاز قضاء التوثيق بزمرة من الخصائص و ِّ‬
‫أوال‪ :‬قضاء التوثيق ذو مرجعية فقهية‬

‫مشروعي ته من الفقه اإلسالمي‪ ،‬فعمل قاضي التوثيق يرتكز على الحكم‬


‫ِّ‬ ‫إذ يستمد‬
‫بثبوت الحجج والشهادات‪ ،‬وهي مه ِّمة أسندت إلى القضاء في الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫ثم إن القاضي‪ ،‬كانت من مهامه أيضا تعيين العدول‪ ،‬جاء في تبصرة الحكام‪" :‬ويلزمه‬
‫أن يكون أول ما يبتدئ به الكشف عن الشهود والموثقين‪ ،‬فيتعرف حال من ال يعرف حاله‬
‫منهم‪ ،‬ويفحص عن عدالتهم‪ ،‬فمن كان عدال أثبته‪ ،‬ومن كان فيه جرحة أسقطه وأراح‬
‫ضي ينتصب للناس‪ ،‬فإنها خديعة‬‫المسلمين من أ ِذيته‪ ،‬وال يحل له أن يترك غير المر ِ‬
‫ْ ِّ‬

‫‪ 1‬أنس سعدون‪ ،‬تعيين قاضيات للتوثيق بالمغرب خطوة نحو المناصفة‪ ،‬مقال منشور بجريدة "األخبار على مدار الساعة"‬
‫اإللكترونية‪ ،‬تاريخ االطالع ‪ 22‬أبريل ‪2022‬م‪ ،‬على الساعة ‪ 12‬زواال‪.‬‬
‫‪ 2‬للمستزيد‪ ،‬يُنظر عبد هللا روحمات‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.82-67‬‬

‫‪8‬‬
‫للمسلمين ووصمة في شعائر الدين‪ ،‬وعليه أن يصرح بعزل هؤالء ويسجل على شاهد الزور‬
‫كتابا مخلدا بعد عقوبته"‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬قضاء التوثيق قضاء شكل بامتياز ال يمس جوهر القضايا‬

‫فقضاء التوثيق يقتصر على النظر في الشكل فقط؛ وهو بذلك يقف عند المرحلة‬
‫األولى من مراحل التقاضي‪ ،‬أي مرحلة اإلثبات‪ ،‬دون المساس بمرحلة الفصل في ِِّ‬
‫النزاعات‬
‫وإصدار األحكام؛ ومن هذا المنطلق س ِِّم ي بقضاء التوثيق‪ ،‬ألنه يعمل في مجال توثيق‬
‫المعامالت والتصرفات بصفته جها از قضائيا يساعد قضاء الحكم لقطع هذه المرحلة‪ ،‬كما‬
‫يساعد الخصوم في الحصول على وثيقة إثبات في إطار شرعي وقانوني‪ ،‬مع ضمانة كافية‬
‫لألطراف كل فيما له وعليه‪.‬‬

‫وتبرز األهمية التي يكتسيها قضاء التوثيق في كونه ضمانة للمتعاقدين للوصول إلى‬
‫إثبات حقوقهم بطريقة صحيحة وسليمة‪ ،‬وهو أيضا ضمانة لقضاء الموضوع في تأسيس‬
‫الحكم على وثيقة خاضعة للضوابط والقواعد المقررة في مجال اإلثبات‪ ،‬ألنها منجزة من‬
‫مختص‪.‬‬ ‫صين ومراقبة من طرف جهاز قضائي‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫طرف مخت ِّ‬

‫الشكل‪ ،‬إذ القواعد التي يستخدمها كلها قواعد ثبوت؛ وهي‬


‫وبذلك أمكننا وصفه بقضاء ِّ‬
‫شكلية‪ ،‬بينما يستخدم قضاء الموضوع قواعد الحكم‪ ،‬وشتان ما بينهما‪.‬‬

‫ويمكن التفرقة بين أعمال قضاء التوثيق وأعمال قضاء الحكم بمعيار وجود النزاع بين‬
‫شخصين أو أكثر حيث يتعين الفصل بينهما‪ ،‬وهو األمر الذي ال يتواله قضاء التوثيق‪ ،‬ألنه‬
‫ال يدخل في اختصاصه‪ ،‬بل يكتفي هو بإقامة حجج الطرفين‪ ،‬والسهر على أن تكون في‬
‫إطار قانوني تصلح معه لالحتجاج به ا‪ ،‬ليترك للخصوم الخيار في اللجوء إلى قضاء‬
‫الموضوع‪ ،‬إن هم أرادوا استصدار أحكام لصالحهم‪ ،‬أو االقتصار على االستيثاق بحقوقهم‬
‫واالحتفاظ بموجباتها إلى حين الحاجة إليها‪ ،‬وذلك على سبيل االستعداد واألهبة‪.‬‬

‫‪ 1‬ابن فرحون‪ ،‬تبصرة الحكام في أصول األقضية ومناهج األحكام‪ ،‬تحقيق‪ :‬جمال مرعشلي‪ ،‬دار عالم الكتب‪-‬الرياض‪ ،‬ط‬
‫‪2003‬م‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.35‬‬

‫‪9‬‬
‫ثالثا‪ :‬مهام قضاء التوثيق تطبعها الصبغة الوالئية‬

‫يرجع ذلك إلى كون القاضي المكلف بالتوثيق يمارس مهامه هذه بصفة ِ‬
‫عارضة‬
‫ومستقلة؛ ألنه يزاولها بواسطة قرار تكليف من لدن وزير العدل‪ ،‬وليس بواسطة ظهير تعيينه‬
‫قاضيا‪.‬‬

‫ِ‬
‫ص فة اإلدارية التي ال تخضع للقواعد العامة والمبادئ األساسية‬
‫فمهامه تطبعها ال ِّ‬
‫المنظمة للوظيفة القضائية‪ .‬وقاضي التوثيق ال يصدر أحكاما‪ ،‬وإنما يعمل على إعطاء‬
‫الوقائع صفة اإلثبات‪.‬‬

‫ومن المهام الوالئية لقاضي التوثيق‪:‬‬

‫‪ .1‬الخطاب على الرسوم العدلية؛‬


‫‪ .2‬إصدار األذون باستخراج نسخ الرسوم؛‬
‫‪ .3‬إصدار األذون للعدول في تلقي بعض الشهادات؛‬
‫‪ .4‬مراقبة تصرفات العدول‪.‬‬

‫فيتبين أن محور مهام قاضي التوثيق هو العمل الوالئي‪ ،‬بخالف قاضي الموضوع الذي‬
‫ِمحور مهامه العمل القضائي‪.‬‬

‫ب ْيد أن هذا ال يعني أن القاضي المكلف بالتِّوثيق ال يمارس المهام القضائية‪ ،‬أو هو‬
‫ممنوع من ممارستها‪ ،‬بل عكس ذلك‪ ،‬فهناك بعض القضاة المكلفين بالتوثيق يمارسون المهام‬
‫القضائية المتعلقة بقضاء الحكم‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬قضاء التوثيق ال يعتمد في توثيق المعامالت إال شهادة العدول‬

‫يراد بذلك أن قضاء التوثيق يتميز عن قضاء الموضوع من حيث االستماع إلى‬
‫الشهود‪ ،‬بكونه ال يعتمد في إثبات المعامالت والوقائع إال شهادة العدول‪ ،‬في حين أن قضاء‬
‫الموضوع يعتمد في إثبات الوقائع شهادة عامة الناس‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫تستمد مرجعيتها من الفقه‬
‫ِّ‬ ‫وهي خاصية مبنية على كون الشهادة في خطة العدالة‬
‫اإلسالمي‪ ،‬خالف الشهادة في قانون المسطرة المدنية‪ ،1‬ذلك أن مسطرة أداء الشهادة تختلف‬
‫في القانونين حسب ما يأتي‪:‬‬

‫‪ .1‬الشهود العدول ملزمون قبل أداء شهادتهم أمام قاضي التوثيق بوضع توقيعاتهم‬
‫بكتابة ضبط قاضي التوثيق الذي ع ِّي نوا في دائرة نفوذه‪ ،‬مع اإلدالء بنسخة من‬
‫محضر أداء اليمين قبل الشروع في ممارسة مهمة تلقي الشهادات؛‬

‫‪ .2‬العدول ال يؤدون اليمين في كل ِّ‬


‫مرة أرادوا فيها إثبات شهادتهم‪ ،‬كما هو مطلوب‬
‫من شهود قضاء الموضوع؛‬
‫‪ .3‬الشهود ال تقبل شهاداتهم الشفوية‪ ،‬وإنما يلزمهم تقديم وثيقة بها‪ ،‬موقعة من طرفهم‪،‬‬
‫بد لشهود قضاء الموضوع أن يؤدوا شهادتهم شفويا‪ ،‬وال يمكنهم أن‬ ‫في حين ال ِّ‬
‫يستعينوا بمذكرات كتابية إال بصفة استثنائية‪ ،‬وبعد إذن القاضي‪2‬؛‬
‫‪ .4‬الشهود العدول ال يخضعون لتجريح األطراف‪ ،‬سواء تعلق األمر بوجود قرابة أو‬
‫مصاهرة‪ ،‬أو ألي سبب آخر‪ ،3‬باستثناء ِّ‬
‫الطعن بالزور في شهادتهم‪ ،‬في حين أن‬
‫ذلك يسري على شهود قضاء الموضوع‪ ،4‬حيث يحق لألطراف الطعن في شهادتهم‬
‫ألي سبب من األسباب المشار إليها آنفا‪.5‬‬

‫‪ 1‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.74.447‬بتاريخ ‪ 11‬رمضان ‪1394‬هـ (‪ 28‬شتنبر ‪1974‬م) المتعلق بالمصادقة‬
‫على قانون المسطرة المدنية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،3230‬بتاريخ ‪ 13‬رمضان ‪1394‬هـ (‪ 30‬شتنبر ‪1974‬م)‪ ،‬ص‬
‫‪.2741‬‬
‫‪ 2‬الفقرة األولى من الفصل ‪ 81‬من ق‪.‬م‪.‬م‪" :‬يجب أن يؤدي الشاهد شهادته شفاهيا وال يمكن له أن يستعين بمذكرات إال‬
‫بصفة استثنائية وبعد إذن المحكمة له بذلك"‪.‬‬
‫‪ 3‬فالعدل يمكنه أن يتلقى الشهادة التي يكون أحد أطرافها قريبا له‪ ،‬وال يُمنع عليه ذلك‪.‬‬
‫‪ 4‬الفصالن ‪ 79‬و‪ 80‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬جاء في األول أنه‪" :‬إذا وجه أي تجريح إلى الشاهد ينظر فيه في الحال على أن يكون‬
‫الحكم في ذلك غير قابل لالستيناف أو للطعن بالنقض إال في وقت واحد مع الحكم المتعلق بالجوهر إن كان هو نفسه قابال‬
‫لنفس طرق الطعن‪.‬‬
‫يمكن تجريح الشهود لعدم أهليتهم ألداء الشهادة أو للقرابة القريبة أو ألي سبب خطير آخر‪ ،".‬وجاء في الثاني‪" :‬يجب تقديم‬
‫التجريح قبل أداء الشهادة عدا إذا لم يظهر سببه إال بعد ذلك‪.‬‬
‫إذا قبل التجريح في هذه الحالة األخيرة ألغيت الشهادة"‪.‬‬
‫‪ 5‬الفصول ‪ 80-79-75‬ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬جاء في الفصل ‪ 75‬أنه‪" :‬ال تقبل شهادة من كانت بينهم وبين األطراف أو أزواجهم‬
‫رابطة مباشرة من قرابة أو مصاهرة من األص ول‪ ،‬أو الفروع أو الحواشي إلى الدرجة الثالثة بإدخال الغاية عدا إذا قرر‬
‫القانون خالف ذلك‪.‬‬
‫ال تقبل أيضا شهادة األشخاص الذين نص القانون أو أمر قضائي بأنهم عديمو األهلية لتأدية الشهادة في كل اإلجراءات‬
‫وأمام القضاء"‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫هذا كل ما يتعلق بطريقة تعيين قضاة التوثيق وخصائص هذا القضاء‪ .‬فما‬
‫اختصاصات القاضي المكلف بالتوثيق؟ وما التزاماته؟‬

‫نلخص اإلجابة عن هذين السؤالين في المطلب الموالي‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اختصاصات القاضي المكلف بالتوثيق والتزاماته‬
‫كانت للقاضي المكلف بالتوثيق قبل صدور مدونة األسرة‪ 1‬اختصاصات واسعة‪ ،‬لكن‬
‫بدخولها حيز التنفيذ انت ِزعت منه جملة من االختصاصات وأ ِ‬
‫سندت لغيره‪ ،‬سواء لحساب‬
‫محكمة الموضوع كاإلذن بالتعدد‪ ،‬أو لحساب قاضي األسرة المكلف بالزواج‪ ،‬كاإلذن بتوثيق‬
‫عقد الزواج واإلذن بالتوكيل في عقد الزواج واإلذن بزواج القصر‪.‬‬

‫خولها‬
‫حدد المشرع في خ‪.‬ع ومرسومه التطبيقي مجموعة من االختصاصات التي ِّ‬ ‫وقد ِّ‬
‫للقاضي المكلف بالتوثيق‪ ،‬كما أوقع على عاتقه التزامات نحو جهات إدارية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬اختصاصات القاضي المكلف بالتوثيق‬

‫ومهام القاضي المكلف بالتوثيق بين اختصاصاته‬


‫ِّ‬ ‫يمكن التمييز في اختصاصات‬
‫بالنسبة للعدول‪ ،‬واختصاصاته بالنسبة للنساخ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اختصاصات القاضي المكلف بالتوثيق بالنسبة للعدول‬

‫يختص القاضي المكلف بالتوثيق بمراقبة العدول‪ ،‬وتنش ِطر رقابته هذه إلى رقابة قبلية‬
‫ورقابة بعدية‪.‬‬

‫‪ -1‬الرقابة القبلية‬

‫تتجلى مظاهر رقابة القاضي المكلف بالتوثيق القبلية للعدول فيما يأتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬فتح مذكرة الحفظ للعدول وختمها‪ ،‬والتأشير عند االطالع عليها‬

‫فالقاضي المكلف بالتوثيق هو الذي يفتتح مذكرة الحفظ ويختمها‪ ،‬وأن افتتاح المذكرة‬
‫مرة في‬ ‫‪2‬‬
‫يشكل إذنا بالشروع في تلقي الشهادات العدلية ‪ .‬كما يطلع على مذكرات الحفظ ِّ‬
‫الشهر‪ ،‬ويؤشر عليها عند كل اطالع‪ ،‬كما يمكنه تسجيل مالحظاته بها‪.1‬‬

‫‪ 1‬ظهير شريف رقم ‪ 1.04.22‬صادر في ‪ 12‬من ذي الحجة ‪1424‬هـ (‪ 03‬فبراير ‪2004‬م) بتنفيذ القانون رقم ‪70.03‬‬
‫بمثابة مدونة األسرة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5184‬بتاريخ ‪ 14‬ذو الحجة ‪1424‬هـ (‪ 05‬فبراير ‪2004‬م)‪ ،‬ص ‪.418‬‬
‫‪ 2‬نصت المادة ‪ 17‬من م‪.‬ت‪.‬خ‪.‬ع على أنه‪" :‬يؤشر القاضي المكلف بالتوثيق على مذكرة الحفظ المعدة طبقا للمادة ‪ 70‬من‬
‫القانون رقم ‪ 16.03‬المتعلق بخطة العدالة المشار إليه أعاله؛ وذلك بعد ترقيم صفحاتها ووضع الطابع على كل صفحة‬
‫منها قبل الشروع في استعمالها‪.‬‬
‫ال يستعمل العدل مذكرته الجديدة إال بعد تقديمه المذكرة القديمة إلى القاضي المكلف بالتوثيق قصد مراجعتها وختمها"‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ب‪ -‬اإلذن بإنجاز بعض الشهادات التي تتوقف على اإلذن‬

‫نصت الفقرات الثالثة األولى من المادة ‪ 27‬من خ‪.‬ع‪:‬‬


‫من ذلك اإلذن بالتِّلقي الفردي‪ِّ ،‬‬
‫"يتلقى الشهادة في آن واحد عدالن منتصبان لإلشهاد‪.‬‬

‫غير أنه يسوغ للعدلين عندما يتعذر عليهما تلقي اإلشهاد مثنى في آن واحد‪ ،‬أن يتلقياه‬
‫منفردين بإذن من القاضي في آماد متفاوتة‪ ،‬إال إذا نصت مقتضيات خاصة على خالف‬
‫ذلك‪.‬‬

‫إذا تعذر الحصول على إذن القاضي تعين على العدلين إشعاره بذلك داخل أجل ثالثة‬
‫أيام من تاريخ التلقي"‪.‬‬

‫ويأذن أيضا للعدول بتلقي الشهادات العلمية‪ ،‬فقد نصت الفقرة الخامسة من المادة ‪27‬‬
‫خ‪.‬ع على أنه‪" :‬يحق للعدلين أن يشهدا شهادة علمية بإذن من القاضي"‪.‬‬

‫كما يأذن بتلقي الوصية بعقار بمكان وجود الموصي‪ ،‬نصت على ذلك الفقرتان‬
‫السادسة والسابعة من المادة ‪ 14‬من خ‪.‬ع‪ ،‬جاء فيهما‪" :‬يشهد العدل على ما هو حال وقت‬
‫اإلشهاد بالدائرة المنتصب فيها ولو كان يسكن بغيرها‪ ،‬باستثناء الشهادات المتعلقة بالعقار‬
‫والتركات فيراعى فيها حدود دائرة محكمة االستئناف التابع لها موقع العقار أو موطن‬
‫الموروث‪.‬‬

‫غير أنه يجوز في حالة الظرف القاهر تلقي الوصية بعقار بمكان وجود الموصي بإذن‬
‫من القاضي"‪.‬‬

‫ج‪ -‬يناوب العدول على تلقي اإلشهاد المجاني‬

‫يتعلق األمر بشهادة اعتناق اإلسالم ومراقبة الهالل وشهادة زواج المعسرين‪ ،‬جاء في‬
‫المادة المادة ‪ 13‬خ‪.‬ع‪" :‬يقع ِِّ‬
‫تلق ي شهادة اعتناق اإلسالم ومراقبة الهالل مجانا‪ ،‬وكذا تلقي‬

‫‪ 1‬جاء في الفقرة الثانية من المادة ‪ 38‬من م‪.‬ت‪.‬خ‪.‬ع‪" :‬يطلع على كنانيش الجيب ومذكرات الحفظ والوثائق التي تحت‬
‫عهدة العدل"‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ويكلِف القاضي المكلف بالتوثيق عدلين بالتناوب‬
‫شهادة الزواج إذا ثبت عسر المتعاقدين‪ِّ ،‬‬
‫بتلقي هذه الشهادات"‪.‬‬

‫يكلِف القاضي المكلف بالتوثيق عدلين للتعريف بعدل مات أو‬


‫وباإلضافة إلى ما سبق‪ِّ ،‬‬
‫ِ‬
‫الصفة أو انتقل أو فقد أهليته أو عاقه عائق آخر عن األداء بعد أن تلقى شهادة‬
‫زالت عنه ِّ‬
‫‪1‬‬
‫بصفة قانونية وأثبتها في كناش الجيب المعمول به سابقا أو في مذكرة الحفظ‪.‬‬

‫د‪ -‬ال يأذن للعدل بالتغيب لسبب معقول إال بعد تصفية أشغاله‬

‫ص على هذا المقتضى في المادة ‪ 18‬من خ‪.‬ع‪ ،‬جاء فيها‪" :‬يحق للعدل التغيب عن‬‫ن ِّ‬
‫عمله لمدة ال تتجاوز شهرين بعد تصفية األشغال المنوطة به‪ ،‬وإخبار القاضي المكلف‬
‫بالتوثيق بذلك كتابة"‪.‬‬

‫‪ -2‬الرقابة البعدية‬

‫تحدث المالكية ‪-‬رحمهم هللا‪ -‬عن رقابة القاضي للعدول وللوثائق الصادرة عنهم‬
‫والخطاب عليها‪ ،‬قال ابن المناصف في تنبيهه‪" :‬ينبغي للقاضي أال يعجل بالمخاطبة في‬
‫العقود التي صحت عنده بأداء الشهود إذا أحالوا على ما فيها‪ ،‬حتى يق أر جميعها‪ ،‬ويطلع‬
‫ِ‬
‫يستخفه‪،‬‬ ‫على مضمون فصولها‪ ،‬تحر از مما عسى أن يكون هناك من لفظ يكرهه‪ ،‬أو معنى‬
‫أو وجه ال يجوز عنده‪ ،‬فإذا وقف على جميعها استوفى الخط من االحتياط لنفسه‬
‫والمسلمين" ‪.2‬‬

‫وكان عمل المشرع مقتص ار على استمداد هذه المساطر من الفقه القضائي اإلسالمي‪،‬‬

‫وتقنينها بمقتضى قانون خطة العدالة‪ .‬ويمكن تجلية مظاهر ِّ‬


‫الرقابة البعدية للعدل من لدن‬
‫القاضي المكلف بالتوثيق فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ 1‬نصت الفقرة األولى من المادة ‪ 21‬من م‪.‬ت‪.‬خ‪.‬ع‪" :‬إذا توفي عدل أو زالت عنه الصفة أو انتقل أو فقد أهليته أو عاقه‬
‫عائق آخر عن األداء بعد أن تلقى شهادة بصفة قانونية وأثبتها في كناش الجيب المعمول به سابقا أو في مذكرة الحفظ؛‬
‫كلف القاضي المكلف بالتوثيق –بناء على طلب يقدم إليه من ذوي المصلحة‪ -‬عدلين للتعريف به مع إدراج نص الشهادة‬
‫موضوع التعريف في مذكرة الحفظ ألحد العدلين المعرفين ضمن شهادة التعريف ثم يحرر رسم بذلك ويضمن بسجل‬
‫التضمين"‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن المناصف‪ ،‬تنبيه الحكام على مآخذ األحكام‪ ،‬دار التركي للنشر‪ ،‬ط ‪1988‬م‪ ،‬ص ‪.179‬‬

‫‪15‬‬
‫مرة في السنة على األقل؛‬
‫أ‪ -‬مراقبة تصرفات العدول وتفتيش مكاتبهم ِّ‬
‫ب‪ -‬الخطاب‪ 1‬على الشهادات العدلية بعد التأكد من سالمتها ِِّ‬
‫وخلوها من النقص ‪2‬؛‬
‫ج‪ -‬االطالع على المذكرات والمستندات والرسوم العدلية؛‬
‫د‪ -‬تسلم كنانيش الجيب ومذكرات الحفظ من العدل ‪-‬في حاالت‪ -‬لحفظها بكتابة‬
‫الضبط ‪3‬؛‬
‫ه‪ -‬الخطاب على نسخ الشهادات‪4‬؛‬
‫و‪ -‬تنقيط العدول سنويا على أساس السلوك واإلنتاج والكفاءة؛‬
‫المتغيب‪.5‬‬
‫ِّ‬ ‫ز‪ -‬تعيين من يخلف العدل‬

‫وقد نص على بعض هذه االختصاصات في المادة ‪ 38‬من م‪.‬ت‪.‬خ‪.‬ع‪ ،‬وذلك في‬
‫الباب الرابع الموسوم بمراقبة خطة العدالة‪ ،‬جاء فيها‪" :‬يخاطب القاضي المكلف بالتوثيق‬
‫على الشهادة المنجزة طبقا للقانون بمداد أسود غير قابل للمحو بصيغة‪ :‬الحمد هلل أعلم‬
‫بأدائها ومراقبتها؛ مع توقيعه مقرونا باسمه ووضع الطابع والتنصيص على تاريخ الخطاب‬
‫وذلك في أجل ال يتعدى ستة أيام من تاريخ التضمين‪.‬‬

‫يط لع على كنانيش الجيب ومذكرات الحفظ والوثائق التي تحت عهدة العدل‪.‬‬

‫يراقب تصرفات العدول التابعين لدائرته باستمرار‪.‬‬

‫الخطاب بأنه‪" :‬أن يكتب قاضي بلد إلى بلد آخر بما ثبت عنده من حق إنسان في بلد القاضي الكاتب على‬ ‫َ‬ ‫ع َّرف التسولي‬
‫‪َ 1‬‬
‫آخر في بلد المكتوب إليه ليحكم عليه هنالك" أ بو الحسن علي بن عبد السالم التسولي‪ ،‬البهجة في شرح التحفة‪ ،‬ضبطه‬
‫وصححه‪ :‬محمد عبد القادر شاهين‪ ،‬دار الكتب العلمية‪-‬بيروت‪ ،‬ط ‪1998/1‬م‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ .118‬وجاء في القوانين الفقهية‬
‫البن جزي‪" :‬وللقاضي أن يخاطب قاضيا آخر بأحد ثالثة أشياء‪:‬‬
‫األول‪ :‬الحكم على الذي حكم به في قضية بعد نفوذه؛‬
‫الثاني‪ :‬بأداء الشهود وقبولهم المتضمن الثبوت على أن يحكم فيها المكتوب إليه؛‬
‫الثالث‪ :‬بمجرد أداء الشهود على أن ينظر المكتوب إليه في تعديلهم ثم يحكم‪ ".‬ابن جزي الغرناطي‪ ،‬القوانين الفقهية‪ ،‬تحقيق‬
‫ماجد الحموي‪ ،‬دار ابن حزم‪-‬بيروت‪ ،‬ط ‪2013/1‬م‪ ،‬ص ‪ 495‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬نصت المادة ‪ 35‬من خ‪.‬ع على أنه‪" :‬يخاطب القاضي المكلف بالتوثيق على الشهادات بعد إتمام اإلجراءات الالزمة‪،‬‬
‫والتأكد من خلوها من النقص‪ ،‬وسالمتها من الخلل‪ ،‬وذلك باإلعالم بأدائها ومراقبتها‪.‬‬
‫يتعين على القاضي أال يخاطب على الشهادات الخاضعة لواجبات التسجيل إال بعد تأديتها‪.‬‬
‫ال تكون الوثيقة تامة إال إذا كانت مذيلة بالخطاب‪ ،‬وتعتبر حينه وثيقة رسمية‪".‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 51‬من خ‪.‬ع والمادة ‪ 23‬من م‪.‬ت‪.‬خ‪.‬ع‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 35‬من م‪.‬ت‪.‬خ‪.‬ع‪.‬‬
‫‪ 5‬الفقرة الثالثة من المادة ‪ 18‬من خ‪.‬ع‪" :‬يمكن للقاضي المكلف بالتوثيق تعيين من يخلف العدل المتغيب من بين عدول‬
‫دائرة نفوذه كلما اقتضت المصلحة التوثيقية ذلك"‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫مرة في السنة على األقل‪"...‬‬ ‫ِ‬
‫يفتِّش مكاتبهم ِّ‬

‫وال بد من الوقوف قليال عند مسألة خطاب القاضي‪ ،‬هذا اإلجراء الذي يكسب الوثيقة‬
‫ِ‬
‫المهتمين بالتوثيق العدلي‪ ،‬إذ من مطالب‬ ‫العدلية صفة الرسمية‪ ،‬قد خلق ِسجاال كبي ار بين‬
‫ِّ‬
‫العدول وهيئتهم الوطنية التِّخلي عن هذا اإلجراء‪ ،‬وإكساب الرسمية للوثيقة العدلية بمجرد‬
‫تلقيها من لدن العدول‪.‬‬

‫فالوثيقة ال تكون رسمية إال إذا تفحصها القاضي وخاطب عليها‪ ،‬والنسخة التي تستخرج‬
‫منها تكون لها الصفة نفسها بالمخاطبة عليها‪.‬‬

‫وعند الحديث عن القاضي المكلف بالتوثيق والخطاب على الشهادات‪ ،‬قد ير ِاودك سؤال‬
‫مختص بالشؤون‬
‫ِّ‬ ‫عن مدى إمكانية هذا القاضي بتلقي الشهادات من األطراف بما أنه‬
‫التوثيقية‪ ،‬وأنه الذي يضفي الرسمية على الشهادات‪.‬‬

‫بداية يمكن القول بأن القاضي المكلف بالتوثيق ليس من اختصاصه تلقي الشهادات‬
‫من األطراف‪ ،‬إذ إن القانون خول هذه المهمة للعدول‪ ،‬ويقتصر دور قاضي التوثيق بإضفاء‬
‫الرسمية عليها‪.‬‬

‫فالقاضي المكلف بالتوثيق حين يتلقى بنفسه الشهادة من األطراف‪ ،‬يكون قد تجاوز‬
‫اختصاصاته التي أوكلها له المشرع‪.‬‬

‫وقد سلكت محكمة النقض هذا المسلك‪ ،‬إذ جاء في أحد ق ارراتها أنه‪" :‬إذا كان من‬
‫يتلقاها و ِِّ‬
‫يحررها العدول حتى تكتسب‬ ‫اختصاص قاضي التوثيق المخاطبة على الرسوم التي ِّ‬
‫الصفة الرسمية‪ ،‬فإن ذلك ال يعني أنه يمكنه تلقي االتفاقات وتحرير الشهادات واإلشهادات‬
‫كالعدول‪ ،‬وفي نازلة الحال فإن المحضر الذي أنجزه قاضي التوثيق بخصوص اتفاق‬
‫رسمية وال ورقة عرفية يعتد بها‬
‫ِّ‬ ‫الطرفين على البيع‪ ،‬دون أن يوِِّقعانه‪ ،‬ال يعد ال ورقة‬
‫ِّ‬
‫قانونا"‪.1‬‬

‫‪ 1‬قرار المجلس األعلى (محكمة النقض حاليا)‪ ،‬قرار عدد ‪ 1458‬المؤرخ في ‪2009/4/22‬م‪ ،‬الملف المدني عدد‬
‫‪2008/3/1/1797‬م‪ ،‬الموقع الرسمي لمحكمة النقض ‪ ،https://juriscassation.cspj.ma‬تاريخ االطالع‪:‬‬
‫‪2022/03/18‬م على الساعة ‪( ،18‬يُنظر القرار كامال في الملحق)‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫يتوض ح إذن‪ ،‬أن رقابة القاضي المكلف بالتوثيق للعدول؛ قبلية كانت أو بعدية‪ ،‬من‬
‫شأنها أن تحقق األمن التوثيقي واالستقرار التعاقدي المنشود‪ ،‬نظ ار لشدة هذه الرقابة‬
‫وصرامتها‪ ،‬وهذا مراد المشرع من تنويع رقابة هذا القاضي على مرفق التوثيق العدلي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اختصاصات القاضي المكلف بالتوثيق بالنسبة للنساخ‬


‫‪1‬‬
‫يخضع الناسخ في مزاولة عمله لمراقبة القاضي المكلف بالتوثيق‪.‬‬

‫ونصت المادة ‪ 23‬من خ‪.‬ع على أن هذه المراقبة تشمل ما يلي‪:‬‬

‫ِ‬
‫السجالت؛‬
‫✓ كيفية تضمين الناسخ للشهادات في ِّ‬
‫✓ كيفية استخراجه نسخ الشهادات؛‬
‫✓ تصرفاته أثناء قيامه بعمله‪.‬‬

‫ومن اختصاصات القاضي المكلف بالتوثيق بالنسبة للنساخة أيضا‪:‬‬

‫أ‪ -‬اإلشراف على مكاتب النساخ التابعين لدائرة نفوذه‪ ،‬وال يجوز للناسخ التغيب عن‬
‫عمله إال بإذن من قاضي التوثيق‪2‬؛‬
‫النساخ بطريقة عادلة لتضمينها‪ ،‬مع مراعاة المصلحة‬ ‫ِِّ‬
‫يوزع الشهادات على ِّ‬ ‫ب‪-‬‬
‫التوثيقية‪3‬؛‬
‫تعلق األمر بأصحابها أو ذوي الحقوق بناء‬
‫ج‪ -‬اإلذن باستخراج نسخ الشهادات إذا ِّ‬
‫على طلب كتابي يؤشر عليه قاضي التوثيق‪ ،‬وال تستخرج النسخ إذا تعلق األمر‬
‫بغير هؤالء إال بناء على أمر كتابي معلل يصدره قاضي التوثيق‪4‬؛‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 22‬من خ‪.‬ع‪.‬‬


‫‪ 2‬نصت الفقرة الثانية من المادة ‪ 18‬من القانون رقم ‪ 49.00‬المتعلق بتنظيم مهنة النساخة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير‬
‫الشريف رقم ‪ ،1.01.124‬صادر في ‪ 29‬من ربيع األول ‪1422‬هـ (‪ 22‬يونيو ‪2001‬م)‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪،4918‬‬
‫بتاريخ ‪ 27‬ربيع اآلخر ‪1422‬هـ (‪ 19‬يوليو ‪2001‬م)‪ ،‬ص ‪1864‬على أنه‪" :‬ال يجوز للناسخ أن يتغيب عن عمله إال‬
‫بإذن من القاضي المكلف بالتوثيق"‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 5‬من المرسوم رقم ‪ 2.01.2825‬صادر في ‪ 06‬جمادى األولى ‪1423‬هـ (‪ 17‬يوليو ‪2002‬م)‪ ،‬بتطبيق أحكام‬
‫القانون رقم ‪ 49.00‬المتعلق بتنظيم مهنة النساخة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5030‬بتاريخ ‪ 06‬جمادى اآلخرة ‪1423‬هـ‬
‫(‪ 15‬غشت ‪2002‬م)‪ ،‬ص ‪.2335‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 12‬من قانون مهنة النساخة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫د‪ -‬تسلم كنانيش الجيب ومذكرات الحفظ وِس ِجالت التضمين واالحتفاظ بها‪ ،‬وعند انتهاء‬
‫تكليفه بمهام التوثيق‪ ،‬وجب عليه تسليمها لخلفه بعد إحصائها وبيان حالتها بواسطة‬
‫تقرير تبعث نسخة منه إلى الو ازرة‪ ،‬وفي حالة حدوث مانع يحول دون االستمرار في‬
‫مزاولة مهامه‪ ،‬يقوم خلفه بجردها وبيان وضعيتها وإخبار الو ازرة بذلك‪1‬؛‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التزامات القاضي المكلف بالتوثيق ومسؤوليته‬

‫ال ِمراء في أن القاضي المكلف بالتوثيق يلتزم بمجموعة من اإلجراءات اإلدارية‪،‬‬


‫ويكون مسؤوال عن الوثائق‪ ،‬فال يخاطب عليها إال بعد إتمام اإلجراءات القانونية الالِّزمة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التزامات القاضي المكلف بالتوثيق‬

‫تقع على عاتق القاضي المكلف بالتوثيق جملة من االلتزامات‪ ،‬ترتبط أساسا بالتزاماته‬
‫المتعلقة بإدارة التسجيل والتمبر‪ ،‬وو ازرتي العدل واألوقاف والشؤون اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -1‬التزامات القاضي المكلف بالتوثيق تجاه إدارة التسجيل والتمبر‬

‫"يتعين على القاضي أال يخاطب‬


‫نصت الفقرة الثانية من المادة ‪ 35‬من خ‪.‬ع على أنه‪ِّ :‬‬
‫على الشهادات الخاضعة لواجبات التسجيل إال بعد تأديتها"‪ .‬ونصت الفقرة الخامسة من‬
‫المادة ‪ 38‬من م‪.‬ت‪.‬خ‪.‬ع على أن القاضي المكلف بالتوثيق‪" :‬يو ِِّجه لمكتب التسجيل‬
‫المختص نسخة من الشهادات الخاضعة للتسجيل بعد الخطاب عليها"‪.‬‬

‫معنى ذلك أن القاضي ال يمكنه المخاطبة عل ى الوثائق التي لم يتم إجراء التسجيل‬
‫بشأنها‪ ،‬ويلزم بتوجيه نسخ جميع الشهادات الخاضعة للتسجيل بعد الخطاب عليها إلى‬
‫مصلحة التسجيل التابعة لدائرة اختصاصه‪ ،‬بغية تمكين المصالح المالية من مراقبة الرسوم‬
‫العدلية فيما تعلق باستخالص واجبات التسجيل‪ ،‬وللتأكد من مطابقة المبالغ المستخلصة‬
‫بواسطة الرسوم التي بعث بها العدول أو قدمها أصحابها مباشرة‪ ،‬مع المبالغ المدونة بهذه‬
‫‪2‬‬
‫الرسوم بعد الخطاب عليها‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 34‬من م‪.‬ت‪.‬خ‪.‬ع‪.‬‬


‫‪ 2‬عبد هللا روحمات‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.170‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -2‬التزامات القاضي المكلف بالتوثيق تجاه وزاراتي العدل واألوقاف والشؤون‬
‫اإلسالمية‬

‫اإلسالمية‬
‫ِّ‬ ‫يلتزم القاضي المكلف بالتوثيق تجاه و ازرتي العدل واألوقاف والشؤون‬
‫بمجموعة من االلتزامات‪.‬‬

‫أ‪ -‬التزامات القاضي المكلف بالتوثيق تجاه وزارة العدل‬

‫نصت الفقرة األخيرة من المادة ‪ 38‬من م‪.‬ت‪.‬خ‪.‬ع على أن القاضي المكلف بالتوثيق‪:‬‬
‫"يرفع تقري ار سنويا في مطلع كل سنة باإلضافة إلى التقارير الخاصة بمخالفة أو إخالل"‪.‬‬

‫ِ‬
‫تتعلق بنشاط قسم‬
‫ضمنه معطيات ِّ‬‫فالقاضي المكلف بالتوثيق ملزم بإعداد تقرير سنوي ي ِّ‬
‫التوثيق وكيفية تسييره‪ ،‬ومدى أهميته من الناحية اإلستراتيجية‪ .‬وتظهر أهمية هذا اإلجراء في‬
‫كونه يم ِِّكن الو ازرة من إعداد دراسات حول وضعية التوثيق بكل دائرة قضائية‪ ،‬لالطالع على‬
‫‪1‬‬
‫المشاكل التي تعترض أقسام التوثيق والبحث عن الحلول المالئمة‪.‬‬

‫ب‪ -‬التزامات القاضي المكلف بالتوثيق تجاه وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‬

‫الشهر الهجري يحتاج إلى إثبات شرعي‪ ،‬لما يترتب على ثبوته من‬ ‫لما كان حلول ِّ‬
‫ِّ‬
‫اختص القضاة منذ القديم بهذا اإلثبات‪ ،‬وذلك بتكليف من األمراء والوالة‬
‫ِّ‬ ‫عية‪ ،‬فقد‬
‫أحكام شر ِّ‬
‫والحكام المتعاقبين على تدبير شؤون ِّ‬
‫الدولة‪.‬‬

‫وقد استقر العمل في المملكة المغربية على ذلك‪ ،‬فقضاة التوثيق هم المكلفون بإثبات‬
‫عشية التاسع والعشرين من كل‬
‫بمعية من يختارونهم من العدول بمراقبة األهلة ِّ‬
‫رؤية الهالل ِّ‬
‫‪2‬‬
‫ظار األوقاف والشؤون اإلسالمية‪.‬‬
‫شهر‪ ،‬وذلك بتنسيق مع ن ِّ‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ِ ،‬‬


‫يلتزم القاضي المكلف بالتوثيق ‪-‬استنادا للفقرة السادسة من المادة‬
‫‪ 38‬من م‪.‬ت‪.‬خ‪.‬ع‪ -‬بتوجيه نظائر من عقود التحبيس وعقود اعتناق اإلسالم إلى و ازرة‬
‫األوقاف والشؤون اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 1‬نفسه‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.177‬‬


‫‪ 2‬عبد هللا روحمات‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.180‬‬

‫‪20‬‬
‫ثانيا‪ :‬مسؤولية القاضي المكلف بالتوثيق‬

‫لقد أناط المشرع المغربي بالقاضي المكلف بالتوثيق مهمة مراقبة الوثائق التي تتم‬
‫بواسطة العدول‪ ،‬والسهر على جعلها مطا ِبقة ألحكام الشرع وقواعد التوثيق حتى تأتي‬
‫‪1‬‬
‫صحيحة مبنى ومعنى‪ ،‬وخالية من كل نقص أو خلل قد ينال من حجيتها‪.‬‬

‫وقد أكد المشرع ذلك في الفقرة األولى من المادة ‪ 35‬من خ‪.‬ع‪ ،‬جاء فيها‪" :‬يخاطب‬
‫القاضي المكل ف بالتوثيق على الشهادات بعد إتمام اإلجراءات الالزمة‪ ،‬والتأكد من خل ِِّوها من‬
‫النقص‪ ،‬وسالمتها من الخلل‪ ،‬وذلك باإلعالم بأدائها ومراقبتها"‪.‬‬

‫ذلك أن الخطاب مقيد بمدى سالمة الوثيقة من الخلل والنقص‪ ،‬فال خطاب على وثيقة‬
‫م ختلة شكال أو ناقصة موضوعا‪ .‬والعمل في هذه الحالة على إعادة تحرير الوثيقة‬
‫وتصحيحها في ضوء بياناتها بمذكرة الحفظ وتوقيع العدلين عليها‪ ،‬وأما توقيع األطراف فإنه‬
‫يجري بمذكرة الحفظ على ما به العمل في ضوء أحكام القانون‪ ،‬وال إشكال إذا تم التدوين‬
‫بمذكرة الحفظ سليما‪ ،‬أو أنه وقع خطأ وقد تم االعتذار عليه‪ ،‬فالقانون أجاز االعتذار في‬
‫‪2‬‬
‫مذكرة الحفظ فقط‪ ،‬وال اعتذار بالطبع في الوثيقة‪.‬‬

‫وبهذا فإن القاضي المكل ف بالتوثيق يبقى مسؤوال عن سالمة كل شهادة قدمها إليه‬
‫العدول قصد مراجعتها‪ ،‬وتتحدد مسؤوليته بالخصوص في ضرورة توفير حجة سالمة من‬
‫النقص‪ ،‬أي أن تكون الوثيقة التي وافق على تضمينها وأشر عليها‪ ،‬مطا ِبقة‬
‫الخلل وخالية من ِّ‬
‫للقواعد التوثيقية الجاري بها العمل‪ ،‬وللضوابط واألحكام المنصوص عليها قانونا‪ ،‬وبما أن‬
‫المعنية‬
‫ِّ‬ ‫الخطاب اليوم ال يعدو أن يكون مجرد إخبار قضاة الحكم إلى جانب باقي الجهات‬
‫بأن الوثيقة سالمة وصحيحة‪ ،‬فإن القاضي المكلف بالتوثيق ملزم بتوفير هذه الوثيقة كوسيلة‬
‫إثبات سالمة وصحيحة‪ ،‬يعتمدها قضاة الحكم في القضايا المعروضة عليهم‪ ،‬وكل عيب‬
‫شابها أو خلل دخلها تعود المسؤولية فيه إليه وحده باعتباره هو المراقب الوحيد الذي كلفه‬
‫‪3‬‬
‫القانون بذلك‪ ،‬خاصة أن خطاب القاضي هو الذي ي ضفي على الشهادات الصبغة الرسمية‪.‬‬

‫‪ 1‬أستاذنا الدكتور عبد الكبير وبرايم‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.65‬‬


‫‪ 2‬عبد الرحمن بلعكيد‪ ،‬وثيقة البيع بين النظر والعمل‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪ ،‬ط ‪2014/4‬م‪ ،‬ص ‪.366‬‬
‫‪ 3‬عبد هللا روحمات‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪ 123‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫فمن خالل هذه االلتزامات والمسؤوليات العظمى‪ ،‬التي أوقعها المشرع على عاتق‬
‫القاضي المكلف بالتوثيق‪ ،‬سيتأتى ضمان حسن سير المرفق التوثيقي‪ ،‬وأدائه لمهامه على‬
‫أكمل وجه تحقيقا الستقرار المعامالت التعاقدية واألمن واالطمئنان‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫خاتمة‬
‫يتبين بجالء إذن‪ ،‬أن القاضي المكلف بالتوثيق تناط به مهام كثيرة‪ ،‬ترمي إلى تنظيم‬
‫وتسيير مرفق التوثيق العدلي‪ ،‬من خالل مراقبة العدول والنساخ وما يصدر عنهم من أعمال‬
‫ووثائق‪.‬‬

‫ِ‬
‫لكن اإلشكال هو أن أغلب القضاة المكلفين بالتوثيق ال يتحرون ِّ‬
‫الدقة في التأكد من‬
‫سالمة الوثائق العدلية‪ ،‬إذ يكتفون بالخطاب على الوثائق دون التثبت من خلوها من القوادح‪.‬‬

‫لهذا وجب أن يكون قاضي التوثيق مختصا بالمجال التوثيقي فقط دون أن يمارس مهام‬
‫الفصل في النزاعات‪ ،‬والسهر على تكوينه تكوينا رصينا‪ ،‬ألجل ممارسة هذه المهمة بكيفيتها‬
‫المطلوبة‪ ،‬تحقيقا لالستقرار واألمن التوثيقي المنشود‪.‬‬

‫بيد أنه على مستوى الواقع‪ ،‬تتعالى المطالب في الندوات واللقاءات على إلغاء رقابة‬
‫قاضي التوثيق للعدول‪ ،‬إال أن ذلك سيؤدي ال محالة إلى عدم تحقيق الغاية المنشودة من‬
‫مرفق التوثيق العدلي؛ أال وهي االستقرار واألمن التوثيقي‪.‬‬

‫والحمد هلل رب العالمين‬

‫‪23‬‬
‫ُملحـق‬

‫قرار محكمة النقض بشأن العقد المحرر من قاضي التوثيق‬

‫‪1‬‬

‫‪ 1‬قرار المجلس األعلى (محكمة النقض حاليا)‪ ،‬قرار عدد ‪ 1458‬المؤرخ في ‪2009/4/22‬م‪ ،‬الملف المدني عدد‬
‫‪2008/3/1/1797‬م‪ ،‬الموقع الرسمي لمحكمة النقض ‪ ،https://juriscassation.cspj.ma‬تاريخ االطالع‪:‬‬
‫‪2022/03/18‬م على الساعة ‪.18‬‬

‫‪24‬‬
25
26
‫قائمة المصادر والمراجع المعتمدة‬

‫أوال‪ :‬الكتب‬

‫✓ ابن المناصف‪ ،‬تنبيه الحكام على مآخذ األحكام‪ ،‬دار التركي للنشر‪ ،‬ط ‪1988‬م‪.‬‬
‫✓ ابن جزي الغرناطي‪ ،‬القوانين الفقهية في تلخيص مذهب المالكية والتنبيه على مذهب‬
‫الشافعية والحنفية والحنبلية‪ ،‬حققه‪ :‬ماجد الحموي‪ ،‬دار ابن حزم‪-‬بيروت‪ ،‬ط‬
‫‪2013/1‬م‪.‬‬
‫✓ ابن فرحون‪ ،‬تبصرة الحكام في أصول األقضية ومناهج األحكام‪ ،‬تحقيق‪ :‬جمال‬
‫مرعشلي‪ ،‬دار عالم الكتب‪-‬الرياض‪ ،‬ط ‪2003‬م‪ ،‬ج ‪.1‬‬
‫✓ التسولي‪ ،‬البهجة في شرح التحفة‪ ،‬ضبطه وصححه‪ :‬محمد عبد القادر شاهين‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪-‬بيروت‪ ،‬ط ‪1998/1‬م‪ ،‬ج ‪.1‬‬
‫✓ العلمي الحراق‪ ،‬مدونة األسرة والتوثيق العدلي ‪-‬دراسات وتعاليق‪ ،-‬دار السالم‪-‬‬
‫الرباط‪ ،‬ط ‪2005/1‬م‪.‬‬
‫✓ عبد الرحمن بلعكيد‪ ،‬وثيقة البيع بين النظر والعمل‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬ط ‪2014/4‬م‪.‬‬
‫✓ عبد هللا روحمات‪ ،‬مهام القا ضي المكلف بالتوثيق بين النظر والتطبيق‪ ،‬دار السالم‪-‬‬
‫الرباط‪ ،‬ط ‪2014/1‬م‪.‬‬
‫✓ أستاذنا محمد بن الطالب‪ ،‬مباحث في التوثيق العدلي وقواعد اإلثبات في الفقه‬
‫اإلسالمي والتشريع المغربي‪ ،‬مطبعة قرطبة‪-‬أكادير‪ ،‬ط ‪2018‬م‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المحاضرات‬

‫✓ أستاذنا عبد الكبير وبرايم‪ ،‬محاضرات في فقه الوثائق‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المقاالت‬

‫‪27‬‬
‫✓ أنس سعدون‪ ،‬تعيين قاضيات للتوثيق بالمغرب خطوة نحو المناصفة‪ ،‬مقال منشور‬
‫بجريدة "األخبار على مدار الساعة" اإللكترونية‪ ،‬تاريخ االطالع ‪2022/04/22‬م‪،‬‬
‫على الساعة ‪ 12‬زواال‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬القوانين‬

‫✓ القانون رقم ‪ 16.03‬المتعلق بخطة العدالة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‬
‫‪ ،1.06.56‬صادر في ‪ 15‬من محرم ‪1427‬هـ (‪ 14‬فبراير ‪2006‬م)‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ ،5400‬بتاريخ فاتح صفر ‪1427‬هـ (‪ 02‬مارس ‪2006‬م)‪ ،‬ص ‪.556‬‬
‫✓ ظهير شريف رقم ‪ 1.04.22‬صادر في ‪ 12‬من ذي الحجة ‪1424‬هـ (‪ 03‬فبراير‬
‫‪2004‬م) بتنفيذ القانون رقم ‪ 70.03‬بمثابة مدونة األسرة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 5184‬بتاريخ ‪ 14‬ذو الحجة ‪1424‬هـ (‪ 05‬فبراير ‪2004‬م)‪ ،‬ص ‪.418‬‬
‫✓ القانون رقم ‪ 49.00‬المتعلق بتنظيم مهنة النساخة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف‬
‫رقم ‪ ،1.01.124‬صادر في ‪ 29‬من ربيع األول ‪1422‬هـ (‪ 22‬يونيو ‪2001‬م)‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ ،4918‬بتاريخ ‪ 27‬ربيع اآلخر ‪1422‬هـ (‪ 19‬يوليو ‪2001‬م)‪،‬‬
‫ص ‪.1864‬‬
‫✓ ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.74.447‬بتاريخ ‪ 11‬رمضان ‪1394‬هـ (‪ 28‬شتنبر‬
‫‪1974‬م) المتعلق بالمصادقة على قانون المسطرة المدنية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ ،3230‬بتاريخ ‪ 13‬رمضان ‪1394‬هـ (‪ 30‬شتنبر ‪1974‬م)‪ ،‬ص ‪.2741‬‬

‫خامسا‪ :‬المراسيم‬

‫✓ مرسوم رقم ‪ 2.08.378‬صادر في ‪ 28‬من شوال ‪1429‬هـ (‪ 28‬أكتوبر ‪2008‬م)‪،‬‬


‫بتطبيق أحكام القانون رقم ‪ 16.03‬المتعلق بخطة العدالة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ ،5687‬بتاريخ ‪ 02‬ذو الحجة ‪1429‬هـ (فاتح ديسمبر ‪2008‬م)‪ ،‬ص ‪.4403‬‬
‫✓ مرسوم رقم ‪ 2.01.2825‬صادر في ‪ 06‬جمادى األولى ‪1423‬هـ (‪ 17‬يوليو‬
‫‪2002‬م)‪ ،‬بتطبيق أحكام القانون رقم ‪ 49.00‬المتعلق بتنظيم مهنة النساخة‪ ،‬الجريدة‬

‫‪28‬‬
‫الرسمية عدد ‪ ،5030‬بتاريخ ‪ 06‬جمادى اآلخرة ‪1423‬هـ (‪ 15‬غشت ‪2002‬م)‪ ،‬ص‬
‫‪.2335‬‬

‫سادسا‪ :‬القرارات‬

‫✓ قرار المجلس األعلى (محكمة النقض حاليا)‪ ،‬قرار عدد ‪ 1458‬المؤرخ في‬
‫‪2009/4/22‬م‪ ،‬الملف المدني عدد ‪2008/3/1/1797‬م‪ ،‬الموقع الرسمي لمحكمة‬
‫النقض ‪ ،https://juriscassation.cspj.ma‬تاريخ االطالع‪2022/03/18 :‬م‬
‫على الساعة ‪.18:00‬‬

‫‪29‬‬
‫فهرس المحتويــات‬

‫بيان الرمـــوز ‪2 ..................................................................................................................................................................................................‬‬

‫مقدمة ‪3 ................................................................................................................................................................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬قضاء التوثيق‪ :‬التعيين والخصائص ‪5..................................................................................................‬‬


‫الفقرة األولى‪ :‬كيفية تعيين القاضي المكلف بالتوثيق وإنهاء مهامه ‪5 .................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعيين القاضي المكلف بالتوثيق ومكان عمله ‪5.................................................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إنهاء مهام القاضي المكلف بالتوثيق ‪8..................................................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص قضاء التوثيق ‪8 ..........................................................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬قضاء التوثيق ذو مرجعية فقهية ‪8..............................................................................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬قضاء التوثيق قضاء شكل بامتياز ال يمس جوهر القضايا ‪9.................................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬مهام قضاء التوثيق تطبعها الصبغة الوالئية‪10...............................................................................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬قضاء التوثيق ال يعتمد في توثيق المعامالت إال شهادة العدول ‪10..............................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اختصاصات القاضي المكلف بالتوثيق والتزاماته ‪13.......................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اختصاصات القاضي المكلف بالتوثيق ‪13............................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬اختصاصات القاضي المكلف بالتوثيق بالنسبة للعدول ‪13........................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬اختصاصات القاضي المكلف بالتوثيق بالنسبة للنساخ ‪18......................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التزامات القاضي المكلف بالتوثيق ومسؤوليته ‪19...........................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التزامات القاضي المكلف بالتوثيق‪19......................................................................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مسؤولية القاضي المكلف بالتوثيق‪21....................................................................................................................................................‬‬
‫خاتمة ‪23..............................................................................................................................................................................................................‬‬

‫ملحـق ‪24..............................................................................................................................................................................................................‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع المعتمدة ‪27..................................................................................................................................................‬‬

‫فهرس المحتويــات ‪30...................................................................................................................................................................................‬‬

‫‪30‬‬

You might also like