You are on page 1of 26

‫ماســــــــــــــــتر‪ :‬العـــــــــــــقار والــــــــــــتوثيق‬

‫ع ــرض حـ ــول ‪:‬‬

‫وحـــــــــــــدة ‪ :‬الحـقوق العينيـة المـعـمـق‬

‫‪ ‬أيوب رحمون‬

‫بإشراف األستاذ ‪:‬‬

‫‪ ‬عبد الحق الصاف‬

‫السنة الجامعية ‪8102 /8102 :‬‬

‫‪1‬‬
‫المـقـدمــــة ‪:‬‬
‫يعتب العقار الوعاء األساس إلنتاج المشاريع المنتجة ر‬
‫للبوة و محور كل‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫سياسة تنموية يف الدولة‪ ،‬فهو أساس االستقرار والتعامل بي الناس من جهة ومن‬
‫جهة أخرى مصدر الرصاعات والنازعات بينهم‪ .‬وهذا لما له من أهمية كببة لحق‬
‫الملكية العقارية ف الوسط االجتماع واالقتصادي ف المجتمع‪ ،‬مما جعل ر‬
‫المشع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫يهتم بها وينظمها بعدة نصوص قانونية‪ ،‬لما يخول صاحبه مجموعة من السلطات‬
‫تمكنه من الحصول عىل جميع منافع ر‬
‫الشء بإستعماله وإستغالله والترصف فيه‬
‫ي‬
‫عىل وجه دائم ف حدود القانون أو االتفاق ‪ ،‬وهذا ما نص عليه ر‬
‫المشع يف المادة ‪41‬‬ ‫ي‬
‫من مدونة الحقوق العينية بقولها ‪ " :‬يخول حق الملكية مالك العقار دون غيره‬
‫سلطة استعماله واستغالله والتصرف فيه ال يقيده في ذلك إال القانون أو االتفاق"‪.‬‬
‫كما أكد عىل ذلك يف المادة ‪ 41‬بقوله ‪ " :‬لمالك العقار مطلق الحرية في استعمال‬
‫ملكه واستغالله والتصرف فيه وذلك في النطاق الذي تسمح به القوانين واألنظمة‬
‫الجاري بها العمل"‪ .‬وعليه ينصب حق الملكية عىل ر ئ‬
‫الش ذاته وملحقاته من ثماره‬
‫ومنتجاته ‪ ،‬هذا بالنسبة لنطاق حق الملكية من حيث التفرعات أما من حيث‬
‫الموضوع فيمتد هذا الحق ليشمل ما فوقها وما تحتها لكن يف إطار األنظمة‬
‫الت تؤطرها و هذا ما يمكننا أن نستشفه من خالل المادة ‪ 41‬من م‪.‬ح‪.‬ع‬
‫القانونية ي‬
‫الت تنص عىل أن" ‪ :‬ملكية األرض تشمل ما فوقها وما تحتها إلى الحد المفيد في‬
‫ي‬
‫التمتع بها إال إذا نص القانون أو االتفاق على ما يخالف ذلك ‪ ".‬غب أن هذا الحق‬
‫مقيد بالعديد من القيود بعضها يفرضه القانون‪ ،‬والبعض اآلخر يفرضه الجوار بوجه‬
‫عام ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الت تغص بها المحاكم‬ ‫ر‬
‫لكن أهم ما برز فﻲ السنوات األخبة‪ ،‬كبت الملفات ي‬
‫ه من قبيل مشاكل التجاوز يف حدود البناء‪ ،‬حيت يقوم شخص بالبناء فوق أرضه‬
‫ي‬
‫ولكن وهو بصدد عملية البناء يتجاوز عىل جزء من أرض جاره‪ ،‬إما عن حسن نية‬
‫كغلط يقع يف ضبط حدود العقار‪ ،‬أوعن سوء نية أي يف صورة تجاوز عمدي عىل‬
‫أرض الجار‪.‬‬

‫فقبل التطرق إىل ما سنه ر‬


‫المشع من قواني لحل هذا اإلشكال والوقاية منه‬
‫المغرب شأنه شأن‬ ‫ر‬
‫المشع‬ ‫و اآلليات المتبعة للحد منه فمن الجدير بالذكر أن‬
‫ري‬
‫تشيعات لم ينص عىل هذه الحالة ‪ ،‬حيت كان فيما مض يقدس حق‬ ‫بعض ال ر‬

‫الملكية العقارية وهذا ما نص عليه يف الفصلي ‪ 1‬و‪ 41‬من ظهب ‪ 2‬يونيو ‪،4141‬‬
‫حيت أعطت للمتجاوز عليه أن يطلب الهدم ولو تم التجاوز بنسبة ضئيلة ‪ ،‬لكن‬
‫رسعان ما تبي علﻰ أرض الواقع أن التنﻅيم الوارد لم يكن كافيا لحل مشكل التجاوز‬
‫يف البناء عىل أرض الغب الذي أخد يزداد يوما بعد يوم مما كان لزاما التدخل وإيجاد‬
‫الحل المناسب ‪ ،‬فأب هذا التدخل إنطالقا من الفصل ‪ 232‬من مدونة الحقوق‬
‫المغرب إلﻰ استفحال هذا التجاوز يف البناء وعدم‬
‫ري‬ ‫العينية مما بي تفطن المشرع‬
‫قدرته عىل تجاهل هذه القضية‪ ،‬ومن ثم ضورة تنظيم الساحة العقارية بما‬
‫ر‬
‫يتماس مع التطور الحاصل فﻲ الميدان العقاري‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ومهما يكن من أمر فإن هذه اإلشكالية قد برزت إىل الوجود بانتشارها‬
‫الت يجب عىل‬
‫يستدع البحث لتوضيح الحلول ي‬
‫ي‬ ‫الواسع وفرضت نفسها كموضوع‬
‫ر‬
‫المشع القيام بها والكفيلة بوضع حد لهذا التعدي ‪.‬‬

‫تعتب إشكالية التجاوز يف البناء عىل أرض الغب من‬


‫ر‬ ‫وعىل هذا األساس‬
‫الت تستلزم البحث خصوصا أمام تفاقم أزمة السكن من وإىل‬
‫المواضيع الهامة ي‬
‫انعدام مخطط شامل ينظم الملكية العقارية من جهة أخرى‪ ،‬إذ تبق هذه الملكية‬
‫إىل وقتنا هذا غب محددة المعالم ومهددة باإلعتداء عليها‪.‬‬
‫و ﻤﻥ ﻫﻨا ﺘﺘﻀﺢ اﻹﺸﻜاﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺴﻨﺤاول اﻹﺠاﺒﺔ ﻋﻨﻬا وﻫﻲ ‪ :‬إىل أي مدى نجح ر‬
‫المشع‬
‫ر ئ‬
‫الناش عن إشكالية التجاوز ف البناء عىل أرض الغن؟‬ ‫المغرن ف إدراج حلول لتسوية الناع‬

‫لإلجابة عىل هذه اإلشكالية سنعتمد عىل مرحلتي ‪:‬‬

‫‪ ‬المرحلة األوىل ‪ :‬قبل صدور مدونة الحقوق العينية الحالية‪.‬‬


‫األحكام العامة للتجاوز يف البناء عىل أرض الغب (المبحث األول)‪ ،‬وسيتفرع بدوره إىل‬
‫التشيع المقارن ومدى تدخله لحل هذه اإلشكالية "المطلب األول"‪ ،‬ر‬
‫المشع‬ ‫مطلبي‪ :‬ر‬

‫التاب"‪.‬‬
‫المغرب ومدى تدخله لحل هذه اإلشكالية "المطلب ي‬
‫ري‬
‫‪ ‬المرحلة التانية ‪ :‬عند صدور مدونة الحقوق العينية الحالية‪.‬‬
‫والت بدورها ستنقسم إىل‬
‫ي‬ ‫التاب)‪،‬‬
‫ي‬ ‫ررسوط تطبيق المادة ‪ 232‬من م‪.‬ح‪.‬ع (المبحث‬
‫ورسط حسن النية (المطلب األول) ‪ ،‬ررسط إنحصار‬‫مطلبي‪ :‬ررسط الجوار ف البناء ر‬
‫ي‬
‫ورسط إستعاضة المحكمة عن الهدم بالتعويض (المطلب‬ ‫التجاوز ف ‪ 11‬سنتمب ر‬
‫ي‬
‫التاب)‪.‬‬
‫ي‬

‫‪4‬‬
‫المبحث األول ‪:‬‬
‫األحكام العامة للتجاوز ف البناء عىل أرض الغن‬
‫(قبل صدور مدونة الحقوق العينية الحالية)‬

‫إذا كانت كثب من ر‬


‫التشيعات المقارنة لم تتطرق إلشكالية التجاوز يف البناء‬
‫بالتشيع الفرنش فإن بعض ر‬
‫التشيعات األخرى قد‬ ‫ر‬ ‫عىل أرض الغب كما هو الحال‬
‫ي‬
‫المغرب فبدوره لم‬ ‫بالتشيع المرصي‪ ،‬أما بخصوص ر‬
‫المشع‬ ‫ر‬ ‫عالجتها كما هو الحال‬
‫ري‬
‫يتطرق لهذا اإلشكال بنص خاص ‪.‬‬

‫‪ o‬المطلب األول ‪ :‬ر‬


‫التشيع المقارن ومدى تدخله لحل هذه اإلشكالية ‪-‬فرنسا ومرص‪-‬‬
‫المغرب ومدى تدخله لحل هذه اإلشكالية‪.‬‬ ‫‪ o‬المطلب التاب ‪ :‬ر‬
‫المشع‬
‫ري‬ ‫ي‬

‫المطلب األول‪ :‬ر‬


‫التشيع المقارن ومدى تدخله لحل هذه اإلشكالية‬
‫‪ -‬فرنسا و مرص‪-‬‬

‫لقد إختلف آراء كل من ر‬


‫التشيعات سواء الفرنسية أو المرصية بخصوص‬
‫مسألة التجاوز يف البناء عىل أرض الغب سواء من الناحية الفقهية أو من ناحية‬
‫الفرنش ومدى تدخله‬ ‫ع‬‫المش‬ ‫ئ‬
‫القضاب‪ .‬لذلك سنتطرق ف الفقرة األوىل إىل ر‬ ‫اإلجتهاد‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫المشع المرصي ومدى تدخله‬ ‫لحل هذه اإلشكالية‪ ،‬لنتحدث ف الفقرة الثانية عن ر‬
‫ي‬
‫لحل هذه اإلشكالية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ ‬الفقرة األوىل ‪ :‬ر‬
‫المشع الفرنس ومدى تدخله لحل هذه اإلشكالية ‪.‬‬

‫المدب‬
‫ي‬ ‫طرحت عدة إشكاالت تتعلق بالتجاوز يف البناء عىل إعتبار أن القانون‬
‫الفرنش لم ينص بصورة ضيحة عىل هذه الحالة شأنه شأن بعض ر‬
‫التشيعات ‪ ،‬مما‬ ‫ي‬
‫ئ‬
‫والقضاب إىل إتجاهي ‪:‬‬ ‫الفقه‬ ‫واكبه إنقسام عىل المستوى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫)‪(1‬‬
‫إىل أن من الممكن تطبيق مقتضيات‬ ‫‪ -‬اإلتجاه األول يذهب أنصاره‬
‫الفرنش " وهو مطابق للفصل ‪ 42‬من ظهب ‪2‬‬
‫ي‬ ‫المدب‬
‫ي‬ ‫الفصل ‪ 111‬من القانون‬
‫يونيو ‪ "4141‬يف حالة البناء عىل أرض الغب‪ ،‬حيث البد من التميب بينما إذا كان‬
‫الباب المتجاوز حسن النية يتملك‬
‫ي‬ ‫سء النية ؛ فإذا كان‬
‫الباب حسن النية أو ي‬
‫ي‬
‫الباب‬
‫ي‬ ‫صاحب األرض المتجاوز عليه جزء البناء المقام فوق أرضه وال يمكن له إلزام‬
‫أي جاره بهدمه‪ ،‬ويجب عليه أن يؤدى لهذا األخب تعويضا يساوي ما زيد يف قيمة‬
‫سء النية يستطيع مالك‬
‫الباب ي‬
‫أرضه بسبب جزء البناء المقام أو تكلفته ‪ ،‬أما إذا كان ي‬
‫األرض المتجاوز عليه المطالبة بالهدم ‪ .‬فمقتضيات الفصل ‪ 111‬تنطبق ال فقط يف‬
‫حالة ما إذا كانت البناية مقامة بمجموعها فوق ملك الغب‪،‬بل أيضا يف حالة ما إذا‬
‫كانت تلك البناية مقامة جزئيا فوق ملك الغب )‪.(2‬‬
‫ُ‬
‫وقد أيد هذا اإلتجاه من بعض اإلجتهادات القضائية الفرنسية‪ ،‬حيت كانت‬
‫تعتمد لفصل الباع القائم يف التجاوزات عىل أرض الغب باإلستناد إىل الفصل ‪111‬‬
‫الفرنش ‪.‬‬
‫ي‬ ‫المدب‬
‫ي‬ ‫من القانون‬

‫‪(1)- Demolombe , Baudry-Lacontnene et Chauveau‬‬

‫)‪ -(2‬عبد الحق الصافي‪ ،‬أثار حقي اإللتصاق والسطحية في مجال البناء على ضوء التشريع المغربي والمقارن‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫دكتوراة الدولة في القانون الخاص‪ ،‬نوقشت بكلية العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن التاني‪ ،‬عين الشق‪،‬‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪ ،0991‬ص ‪.061‬‬

‫‪6‬‬
‫لكن بعض الفقه إنتقضو هذا الحل‪ ،‬بكونه يحول إىل نتائج غب مرضية‪،‬‬
‫الباب قد بت بحسن ّنية يف هذا الجزء الصغب المالصق ألرضه فيكون‬
‫ي‬ ‫فإذا ما كان‬
‫قد بت يف ملك غبه‪ ،‬وإذا ما طبقت أحكام اإللتصاق فإن الجار المالصق‬
‫ّ‬
‫سيتملك الجزء من البناء المقام عىل جزء صغب من أرضه بااللتصاق‪ .‬ويتم ذلك‬
‫الباب يف هذا الجزء من البناء أو قيمة ما‬
‫ي‬ ‫بأن يدفع اقل القيمتي ‪ ،‬قيمة ما انفقه‬
‫الفرنش‪،‬‬
‫ي‬ ‫المدب‬
‫ي‬ ‫زاد يف الجزء الصغب المالصق بسبب البناء حسب القانون‬
‫الباب كأن يكون‬
‫ي‬ ‫الت يتحملها‬
‫وف كل االحوال تكون القيمة يسبه إزاء التضحية ي‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫البناء جزءا ال يتجزأ من بناءه مملوكا لجاره بااللتصاق ‪ .‬وإذا جاز للجار المالصق‬
‫ّ‬
‫ان يتملك هذا الجزء الصغب من األرض‪ ،‬فإن هذا هو حق للجار المالصق ال البام‬
‫يجبه عىل استعماله)‪. (1‬‬
‫عليه ‪ ،‬وهنا ال يستطيع ان ر‬

‫الثاب يذهب أنصاره)‪ (2‬عىل أن الفصل ‪ 111‬ال ينطبق إال يف حالة‬


‫ي‬ ‫‪ -‬اإلتجاه‬
‫ما إذا كان البناء بكامله مقاما فوق ملك الغب‪ ،‬ررسط أن يكون هذا البناء نافعا لحاجة‬
‫الت يمكن أن تبتب عليها زيادة يف‬
‫ما‪ ،‬ذلك أن الفصل ‪ 111‬يتكلم عن البنايات ي‬
‫القيمة‪ ،‬وال يمكن القول بأن قسم الحائط يبتب عليه زيادة حقيقية يف قيمة‬
‫فاعتب أحد أنصار هذا اإلتجاه أن للمالك المتجاوز عليه الحق يف المطالبة‬
‫ر‬ ‫األرض‪.‬‬
‫سء‬
‫الباب حسن النية أم ي‬
‫ي‬ ‫بهدم جزء البناء المقام فوق أرضه دون تميب بينما إذا كان‬
‫النية ‪ .‬فهذا الحق يفرض نفسه حماية للملكية العقارية الخاصة‪ ،‬فهذا الحق يفرض‬

‫)‪ -(1‬د ‪.‬عﺒﺪ الﺮزاق أحﻤﺪ ا لﺴﻨهﻮري‪ ،‬ـ الوسيط ـ ‪ ،‬ا لﺠﺰء ا لﺘاسع ‪ ،‬ا لﻤﺠلﺪ األول ‪ ،‬أسﺒاب كﺴﺐ ا لﻤلﻜﯿة ‪ ،‬مﻨﺸﻮرات ا لﺤلﺒي‬
‫ا لﺤقﻮقﯿة ـ بﯿﺮوت ـ لبنان ‪ ، 0111‬ص ‪.107‬‬

‫‪(2)- Georges Ripert, Marcel Planiol, Rau, Aubry, Jean Béchare‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫نفسه حماية للملكية العقارية الخاصة‪ ،‬وهو تطبيق للفصل ‪ 111‬من القانون‬
‫الفرنش الذي ينص عىل أنه ال يمكن ألحد بأية طريقة كانت أن يمس بملكية‬
‫ي‬ ‫المدب‬
‫ي‬
‫األخر‪ ،‬فالقانون طبق هذا المبدأ عن طريق السماح للمالك بإزالة البنايات المقامة‬
‫فوق أرضه من طرف الحائز‪ ،‬وعليه فيجب أن يطبق هذا المجال حت ولو كان‬
‫التجاوز ظئيال )‪.(1‬وقد أيد هذا اإلتجاه من عدة أساتذة )‪.(2‬‬

‫الفرنش‪ ،‬فإن كان ال يستقر لرأي واحد إال‬ ‫ئ‬


‫القضاب‬ ‫أما عىل مستوى اإلجتهاد‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫أن أغلبه ذهب عىل هذا المبدأ‪ ،‬حيت أمكن لمالك األرض بالمطالبة بهدم جزء البناء‬
‫المتجاوز به عىل أرضه‪.‬‬

‫‪ ‬الفقرة التان ‪ :‬ر‬


‫المشع المرصي ومدى تدخله لحل هذه اإلشكالية‪.‬‬

‫ر‬
‫للتشيع المرصي‪ ،‬فقد كان للفقه آراء مختلفة قبل تقني‬ ‫أما بالنسبة‬
‫الحاىل فذهب فريق إىل ان هذه الحالة‬ ‫ي‬ ‫المدب المرصي‬
‫ي‬ ‫هذه الحالة يف القانون‬
‫ست ّ‬
‫النية جاز إ لزامه باإلزالة ‪ ،‬وإذا‬ ‫ئ‬ ‫الباب‬ ‫تجري عليها أحكام اإللتصاق فإذا كان‬
‫ي‬
‫ّ‬ ‫كان حسن ّ‬
‫الني ة فان مالك األرض المعتدى عليها يتملك الجزء المقام عىل أرضه‬
‫ويلبم بأداء التعويض الذي ينص عليه القانون فيصبح البناء ررسكة بي الجارين‪.‬‬
‫ويرى فريق آخر ان هذه الحالة ال تخضع ألحكام اإللتصاق‪ ،‬الن هذه األحكام‬

‫)‪ -(1‬عبد الحق الصافي‪ ،‬أثار حقي اإللتصاق والسطحية في مجال البناء على ضوء التشريع المغربي والمقارن‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪.061‬‬
‫‪(2)-Bernard Boubli , Gérard Cornu..‬‬

‫‪8‬‬
‫يعت ان يكون البناء بأكمله‬
‫تفبض ان يكون البناء قد زاد يف قيمة األرض ‪ ،‬وهذا ي‬
‫ه اال اعتداء عىل جزء صغب من‬
‫قد اقيم عىل أرض الجار‪ ،‬مع ان هذه الحالة ما ي‬
‫أرض الجار المالصقة بالبناء وقد ال تتجاوز سمك الحائط ‪ ،‬ومن َّ‬
‫ثم فان أحكام‬
‫الباب ان يزيل ما اقامه عىل أرض‬
‫ي‬ ‫الت تطبق ‪ ،‬فيكون عىل‬ ‫ه ي‬
‫القواعد العامة ي‬
‫الجار سواء كان حسن ّ‬
‫النية ام سيئها )‪.(1‬‬

‫ويؤكد الفقه يف مرص انه ال مصلحة تعود عىل مالك األرض من تمليكه لجزء يسب‬
‫من البناء ‪ ،‬وف نفس الوقت ال يمكن طلب اإلزالة إذا كان الباب حسن ّ‬
‫النية ‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الباب ومالك األرض المالصقة هو‬
‫ي‬ ‫يرض كل من‬
‫ي‬ ‫ولهذا فان الحل العادل الذي‬
‫الت اقيم عليها البناء مع تعويض المالك عىل حرمانه من‬
‫تمليك األول لألرض ي‬
‫ر ّ‬
‫المشع عىل وضع‬ ‫الحاىل حرص‬ ‫المرصي‬ ‫المدب‬ ‫القانون‬ ‫وضع‬ ‫وعند‬ ‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫ملكه‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫المدب المرصي‬
‫ي‬ ‫نص ينظم هذه المسألة والمتمتل يف المادة ‪ 122‬من القانون‬
‫عىل حكم هذه الحالة ‪ ،‬وحكم النص المذكور هو "إذا كان مالك األرض وهو‬
‫جار بحسن ّنية عىل جزء من األرض المالصقة ‪ ،‬جاز‬ ‫يقيم عليها بناء قد َ‬
‫ً‬
‫للمحكمة إذا رأت محال لذلك ان تجن صاحب هذه األرض عىل ان ينل‬
‫)‪(3‬‬ ‫ّ‬
‫ملكي ة الجزء المشغول بالبناء وذلك نظن تعويض عادل"‬ ‫لجاره عن‬
‫الت قد تنشأ دون الرجوع إىل قواعد‬
‫اعتب أساسا للفصل يف الدعاوى ي‬
‫ر‬ ‫حيت‬
‫العدالة ‪.‬‬

‫)‪ -(1‬د‪ .‬دمحم كامل مرسي ‪ ،‬البناء أو الغرس في أرض الغير أو بأدوات الغير أو اإللتصاق الصناعي ‪ ،‬مجلة القانون واالقتصاد ‪،‬‬
‫مصدر سابق ‪ ،‬ص‪964‬‬
‫)‪ -(2‬د ‪.‬حﺴام الﺪيﻦ االھﻮاني‪ ،‬الﺤقﻮق العﯿﻨﯿة األصلﯿة ‪ ،‬أسﺒاب كﺴﺐ الﻤلﻜﯿة ‪ ،‬دار أبﻮ الﻤﺠﺪ ‪ ،‬القاھﺮة ‪ ،‬ص ‪.686‬‬
‫)‪ -(3‬تقابلها م ‪ 888‬من القانون المدني الكويتي‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫اما القضاء المرصي فقد كان يميل إىل عدم اخضاع هذه الحالة لقواعد‬
‫اإللتصاق‪ ،‬وكان يفرق بي ما إذا كان االعتداء عىل أرض الجار قد حصل بحسن‬
‫فيقض يف الحالة األوىل بتمليك الجزء‬
‫ي‬ ‫ّنية وما إذا كان قد حصل بسوء ّني ة‪،‬‬
‫ّ‬
‫الثانية‪.‬‬ ‫ويقض باإلزالة يف الحالة‬ ‫للباب يف نظب تعويض عادل‪،‬‬ ‫المعتدى عليه‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫المطلب التان ‪ :‬ر‬


‫المشع المغرن ومدى تدخله لحل هذه اإلشكالية‪.‬‬

‫الفرنش حيت لم‬ ‫المشع المغرب إىل نفس المسار الذي إتبعه ر‬
‫المشع‬ ‫نهج ر‬
‫ي‬ ‫ري‬
‫يقم بإحدات نص خاص لهذه القضية‪ ،‬مما كان معه أخد وجدب عىل كل من‬
‫الفقه‪ .‬لذلك إرتأيت تقسيم هذا‬ ‫يع وكذلك عىل المستوى‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫المستوى التش ي‬
‫يع بينما يف الفقرة التانية‬ ‫ر‬
‫المطلب إىل فقرتي األوىل تتبلور عىل المستوى التش ي‬
‫ئ‬
‫القضاب‪.‬‬ ‫فه مخصصة عىل المستوى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الفقرة األوىل ‪ :‬عىل المستوى ر‬
‫التشيع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المغرب فنيته كانت تتجه نحو تقديس حق الملكية‬ ‫ر‬


‫المشع‬ ‫بخصوص‬
‫ري‬
‫العقارية ومنع كل تجاوز من طرف الجار ولو كان ظئيال ‪ ،‬وذلك إنطالقا من الفصل‬
‫‪ 1‬من ظهب ‪ 2‬يونيو ‪ 4141‬الذي ينص ‪" :‬الملكية العقارية ه حق التمتع‬
‫والترصف ف عقار‪ ، "...‬وكذلك الفصل ‪ 41‬من نفس الظهب الذي ينص‪:‬‬

‫" ال يجن أحد عىل التخىل عن حقه إال ألجل المصلحة العامة وفق القواني‬
‫الجاري بها العمل ف نزع الملكية "‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫فتطبيق كل من الفصلي ‪ 1‬و ‪ 41‬من ظهب ‪ 2‬يونيو ‪ 4141‬يف مجال‬
‫التجاوزات يحل من جهة مشكل تمتع وترصف الجار بالجزء المتجاوز به‪ ،‬حيث‬
‫يجوز لهذا األخب أن يمنع كل تطاول عىل أرضه ويطالب بهدم البنايات المتجاوز بها ‪،‬‬
‫للباب‬
‫ي‬ ‫كما أنه من جهة أخرى يحل مشكل ملكية تلك البنايات حيت تعود‬
‫سء النية‪ ،‬ولكن بطريقة غب ررسعية ذلك أن‬
‫المتجاوز سواء أكان حسن النية أم ي‬
‫األمر يتعلق بتجزئة أفقية للعقار بصورة غب قانونية مادام المالك األرض لم يرتض‬
‫رجع أي مند واقعة البناء )‪.(1‬‬
‫ذلك‪،‬ويكون لهذا األخب حق المطالبة بالهدم بأثر ي‬
‫ئ‬
‫القضان‪.‬‬ ‫‪ ‬الفقرة التانية ‪ :‬عىل المستوى‬

‫طرحت عدة إشكاليات تتعلق بالتجاوز يف البناء عىل أرض الجار حيت إن‬
‫القضاب يف ذلك الوقت كان منقسم إىل إتجاهي‪ ،‬اإلتجاه الغالب كان‬ ‫ئ‬ ‫اإلجتهاد‬
‫ي‬
‫المغرب فقد كان يحكم بهدم البناء حماية لحق الملكية ولكن‬ ‫يسب ف ركب ر‬
‫التشيع‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫وبالتاىل‬
‫ي‬ ‫يف مواجهة هذه القضية كانت إتجاهات قضائية تطلب مصلحة المتجاوز‬
‫وف هذا اإلتجاه صدر حكم عن‬
‫تعطيه الحق يف الجزء المتجاوز به نظب تعويض ي‬
‫يقض عىل المدع عليه‬
‫ي‬ ‫شتنب ‪ 4121‬لم‬
‫ر‬ ‫بأسق بتاريخ ‪21‬‬
‫ي‬ ‫المحكمة اإلبتدائية‬
‫المتجاوز بالهدم بل بالتعويض فقط ‪ ،‬حيت ورد ضمن حيثيات تعليل هذا الحكم‬
‫‪":‬وحيت ثبت للمحكمة من خالل وتائق الملف أن المدع عليه قد أقام ً‬
‫بناءا عىل‬
‫المدع لم يدل بما يتبت سوء نية المدع‬
‫ي‬ ‫جزء من األرض المالصقة لملكه وأن‬

‫)‪ -(1‬عبد الحق الصافي‪ ،‬أثار حقي اإللتصاق والسطحية في مجال البناء على ضوء التشريع المغربي والمقارن‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.026‬‬

‫‪11‬‬
‫يدع العكس‬
‫ي‬ ‫الباب أنه حسن النية وعىل من‬
‫ي‬ ‫عليه‪ ،‬ومن الثابت قانونا أن األصل يف‬
‫يدع العكس أن‬
‫ي‬ ‫الباب أنه حسن النية وعىل من‬
‫ي‬ ‫أن وقيم البينة عىل خالف ذلك‬
‫وقيم البينة عىل خالف ذلك الفصل ‪144‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬

‫الخبة‪ ،‬أن المدع عليه قد شيد بناء عىل مساحة تقدر‬


‫وحيث أستفيد من تقرير ر‬
‫المغرب لم‬ ‫ب‪ 13‬مب مربع بما فيها الجزء المتعدى عليه‪ .‬وعىل إعتبار أن ر‬
‫المشع‬
‫ري‬
‫ينبع معه اللجوء إىل‬
‫الباب عىل جزء صغب من أرض الجار مما ي‬
‫يتعرض لحالة تجاوز ي‬
‫المدب المرصي والسيما الفصل ‪122‬‬
‫ي‬ ‫تطبيق القانون المقارن‪ .‬وبالرجوع إىل القانون‬
‫منه تجده ينص عىل أنه إذا كان مالك األرض وهو يقيم ً‬
‫بناءا عليها قد تجاوز بحسن‬
‫تجب‬
‫نية عىل جزء من األرض المالصقة جاز للمحكمة إذا رأت محال لذلك أن ر‬
‫صاحب األرض عىل أن يبل لجاره عن ملكية الجزء المشغول بالبناء وذلك يف نظب‬
‫تعويض عادل ‪.‬‬
‫بناءا يشمل ً‬
‫جزءا من أرضه والجزء‬ ‫وحيت ثبت للمحكمة أن المدع عليه قد أقام ً‬

‫المتعدى عليه‪ .‬وأن القضاء بهدم البناء سيجعل البون شاسعا بي ضر المتجاوز‬
‫وفائدة المتجاوز عليه نظرا لقلة التجاوز‪ .‬ولذلك فقد ارتأت المحكمة استبعاد الهدم‬
‫)‪(1‬‬
‫واإلستعاضة عنه بالتعويض "‪.‬‬

‫بأسق وذلك بمقتض قرار صدر عنها‬


‫ي‬ ‫وقد أيدت عذا الحكم محكمة اإلستئناف‬
‫دجنب ‪ 4121‬ورد ضمن حيثياته ‪ " :‬وحيت أسس المستأنف األول‬ ‫ر‬ ‫بتاريخ ‪23‬‬
‫ئ‬
‫اإلبتداب ناقض التعليل وأنه لم يجب عىل دفوعاته وخرقا‬ ‫إستئنافه عىل أن الحكم‬
‫ي‬

‫)‪ -(1‬حكم غير منشور للمحكمة اإلبتدائية بأسفي‪ ،‬بتاريخ ‪ 82‬شتنبر ‪ 0221‬رقم ‪ ، 806‬ملف مدني رقم ‪.82/82‬‬

‫‪12‬‬
‫الخبة باطلة وأن الثانية كذلك إلعتمادها عىل األوىل ‪ .‬وحيت ركز‬
‫لعدة مبادئ وبأن ر‬
‫الثاب إستئنافه عىل أن الحكم المطعون فيه منعدم التعليل لعدم قضائه‬
‫ي‬ ‫المستأنف‬
‫ملك مؤرخ يف‬
‫بالهدم ‪ ،‬ألن ما تبق من األرض ال يمكن بناؤه لمخالفته لمرسوم ي‬
‫‪.4/3/82‬و من خالل اإلطالع عىل كافة أوراق الملف وخاصة الحكم المطعون فيه‬
‫ينبع‬
‫ي‬ ‫يتبي بأن هذا األخب قد صادف الصواب وجاء مرتكزا عىل أساس سليم مما‬
‫)‪(1‬‬
‫تبت جميع حيتياته برصورة إصدار قرار بتأييده "‬
‫معه القول وبعد ي‬

‫الصاف يف هذا الصدد ‪" :‬أن هذين الحكمي وإن كانا‬


‫ي‬ ‫ويرى أستاذنا عبد الحق‬
‫متفقي مع المتطلبات اإلجتماعية واإلقتصادية الت تفرض المحافظة عىل ر‬
‫البوة‬ ‫ي‬
‫العقارية‪ ،‬فلم يوفقا من الناحية القانونية الرصفة ؛ فالتعليل الذي استندت عليه‬
‫بأسق وأقرته كذلك محكمة اإلستئناف بنفس المدينة‪ ،‬وذلك‬
‫ي‬ ‫المحكمة اإلبتدائية‬
‫المدب المرصي‪ ،‬والسيما الفصل ‪ 122‬الذي ينص عىل أنه إذا‬
‫ي‬ ‫بالرجوع إىل القانون‬
‫كان مالك األرض وهو يقيم ً‬
‫بناءا عليها قد تجاوز بحسن نية عىل جزء من األرض‬
‫تجب صاحب األرض عىل أن يتناول‬
‫المالصقة جاز للمحكمة إذا رأت محال لذلك أن ر‬
‫يعتب محل‬
‫لجاره عن ملكية الجزء المشغول بالبناء‪ ،‬وذلك يف نظب تعويض عادل‪ ،‬ر‬
‫الت تعرض عليه‬
‫القاض وهو بصدد الفصل يف النوازل ي‬
‫ي‬ ‫نظر يف رأينا ذلك أنه إذا كان‬
‫ر‬
‫كالتشيع‬ ‫أن يلجأ إىل مصادر معروفة لفرز القاعدة القانونية الواجبة التطبيق‬
‫والعرف ومبادئ ر‬
‫الشيعة اإلسالمية‪ ،‬فإنه ال يمكن له أن يلجأ بهذا الصدد إىل تطبيق‬
‫)‪(2‬‬
‫الوطت"‪.‬‬ ‫قواعد ر‬
‫لشيعة لدولة أجنبية لم يحل عليها القانون‬
‫ي‬

‫)‪ -(1‬قرار غير منشور لمحكمة اإلستئناف بأسفي‪ ،‬بتاريخ ‪ 88‬دجنبر ‪ ، 0221‬عدد ‪ ، 0116‬ملف إستئنافي رقم ‪..218/21‬‬
‫)‪ -(2‬عبد الحق الصافي‪ ،‬أثار حقي اإللتصاق والسطحية في مجال البناء على ضوء التشريع المغربي والمقارن‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.021‬‬

‫‪13‬‬
‫المبحث التان ‪:‬‬
‫رشوط تطبيق المادة ‪ 832‬من م‪.‬ح‪.‬ع‬
‫(عند صدور مدونة الحقوق العينية الحالية )‬

‫إستجاب ر‬
‫المشع لهذه اإلشكالية من خالل نص المادة ‪ 232‬من مدونة‬
‫الت نصت‪ " :‬إذا تجاوز مالك بحسن نية حد أرضه عند إقامته‬
‫الحقوق العينية ي‬
‫جزءأ صغنا من أرض جاره ال يتجاوز عرضه ‪05‬‬ ‫بناء عليها وامتد البناء ليشمل ً‬
‫ر‬
‫سنتمنا فإن للمحكمة بعد الموازنة بي مصالح الطرفي إما أن تأمر بإزالة البناء‬
‫المقام بأرض الجار عىل نفقة من أقامه أو أن تجن مالك الجزء المشغول بالبناء‬
‫أعتب أساسا للفصل‬ ‫ر‬ ‫بالتنازل عن ملكيته لجاره ف مقابل تعويض مناسب "‪ .‬مما‬
‫الت قد تنشأ دون الرجوع إىل قواعد العدالة‪ .‬وألعمال النص يجب أن‬‫يف الدعاوى ي‬
‫الشوط ‪ :‬ررسط الجوار يف البناء‪ ،‬ررسط حسن النية‪ ،‬ررسط إنحصار‬
‫تتحقق جملة من ر‬
‫ورسط إستعاضة المحكمة عن الهدم بالتعويض ‪.‬‬ ‫التجاوز ف ‪ 11‬سنتمب ر‬
‫ي‬
‫‪ o‬المطلب األول ‪ :‬ررسط الجوار ف البناء ر‬
‫ورسط حسن النية ‪.‬‬ ‫ي‬
‫التاب ‪ :‬ررسط إنحصار التجاوز يف ‪ 11‬سنتمب ورسط إستعاضة‬
‫ر‬
‫ي‬ ‫‪ o‬المطلب‬
‫المحكمة عن الهدم بالتعويض ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬رشط الجوار ف البناء ر‬


‫وشط حسن النية ‪.‬‬
‫الشوط الرصورية‬ ‫يعتب كل من ررسط الجوار ف البناء و حسن النية من ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫والفعالة إلعمال الفصل ‪ 232‬من م‪.‬ح‪.‬ع‪ ،‬لذلك إرتأيت التطرق يف الفقرة األوىل إىل‬
‫وف الفقرة التانية إىل ررسط حسن النية‪.‬‬ ‫ر‬
‫رسط الجوار ي‬

‫‪14‬‬
‫‪ ‬الفقرة األوىل ‪ :‬رشط الجوار‪.‬‬
‫الشوط إلعمال الفصل ‪ 232‬منها ان يكون‬ ‫يجب ان تتحقق جملة من ر‬
‫ً‬
‫اصال ً‬ ‫الباب قد َ‬
‫بناء عىل أرضه‪ ،‬ومن َّثم المحل‬ ‫جار عىل أرض جاره وهو يقيم‬ ‫ي‬
‫الباب أي بناء عىل‬ ‫ي‬ ‫العمال نص المادة ‪ 232‬من مدونة الحقوق العينية إذا لم يقيم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وه‬ ‫لغالبة‬ ‫ا‬ ‫الصورة‬ ‫يواجه‬ ‫ع‬ ‫ر ّ‬
‫فالمش‬ ‫‪،‬‬ ‫الجار‬ ‫أرض‬ ‫من‬ ‫ا‬
‫يسب‬ ‫أ‬
‫ز‬ ‫أرضه ‪ ،‬وانما بت ج‬
‫ي‬
‫التعدي عىل أرض الجار بسبب عدم وضوح الحدود بي الجبان )‪ .(1‬و إن كلمة‬
‫تعتب أن البناء فوق أرض الغب ال يجب أن يكون كامال بل هو‬ ‫"التجاوز" نفسها ر‬
‫عملية توغل محدود يقوم بها الشخص الجاهل بحدود عقاره يف عقار الغب‪ .‬وليس‬
‫أفق أو عمودي‪ ،‬بل المهم أن يكون التجاوز فعليا أي‬ ‫هناك أهمية لشكل التجاوز ‪ :‬ي‬
‫األصىل أقيم فعال وإلتصق بشكل ال يمكن نزعه بدون تلف من‬ ‫أن ّ‬
‫جزءا من البناء‬
‫ي‬
‫فوق العقار المتعدى عليه‪ .‬هنا وجب اإلشارة إىل أهمية تحفيظ األرض من خالل‬
‫وصفها وضبط مضمون ملكيتها ومن خالل تحديد وتعيي سطح األرض بحسبب‬
‫وف حالة لم يكن العقار محفظ فهنا يثار عدة إشكال‬ ‫مساحتها وحدودها المجاورة‪ ،‬ي‬
‫المشع يف هذا السياق عىل ضورة وضع‬ ‫ر‬ ‫يتعلق بوصف تلك األرض‪ ،‬مما أكد‬
‫الت عىل أساسها يتم الكشف عىل حدود كل عقار حت يتبي مكونات‬ ‫عالمات ي‬
‫العقار وكل تغيب لهذه الحدود سيعاقب مقبفها بحسب العقوبات الواردة يف‬
‫الجناب فضال عن أداء النفقات والمصاريف الرصورية‬ ‫ئ‬ ‫الفصل ‪ 818‬من القانون‬
‫ي‬
‫المشع ضمن الفصل ‪ 411‬من‬ ‫إلعادة العالمات واألنصاب المذكورة طبقا لما أب به ر‬
‫قانون ‪.41.14‬‬
‫ً‬
‫الباب‬
‫ي‬ ‫أرض‬ ‫عىل‬ ‫كان‬ ‫اصال‬ ‫تعت ان البناء‬
‫فعبارة " جار " الواردة يف النص ي‬
‫يبت عىل أرض‬ ‫وبمناسبة ذلك ًالبناء حدث التعدي عىل األرض المالصقة ‪ ،‬اما من ي‬
‫جاره فقط ‪ ،‬ايا كان مقدار التعدي فانه يخضع ألحكام اإللتصاق‪ ،‬وال يشي حكم‬
‫المادة ‪ 232‬اعاله ‪ ،‬إذا كان البناء قد اقيم عىل أرض الجار وال يشي حكم المادة‬
‫ً‬ ‫‪ 232‬اعاله ‪ ،‬إذا كان البناء قد اقيم عىل أرض الجار ر‬
‫مبارسة حت ولو كان تابعا لبناء‬

‫)‪ -(1‬مصطفى منصور ‪ ،‬حق الملكيّة في القانون المصري‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة والنشر ‪ ،‬الطبعة ‪ ،0222‬ص ‪.048‬‬

‫‪15‬‬
‫الباب عىل أرضه كمرآب يلحق بمبله‪.‬‬
‫إقامة ي‬
‫‪ ‬الفقرة التانية ‪ :‬رشط حسن النية‪.‬‬
‫لقد تطور مفهوم حسن النية نظرا لإلستجابة الشيعة لطبيعة المعامالت‬
‫االقتصادية بي أفراد المجتمع وهذا المفهوم حسب األستاذة نبيلة الكراي ليس‬
‫مفهوما ذاتيا بحتا‪ ،‬بل بل يشبط تحققه عناض تقنية معينة‪ ،‬كما أنه ليس مفهوما‬
‫تقنيا ضفا يستقيم بقطع النظر عما يقام ف أعماق الذات ر‬
‫البشية من اعتماد‪ .‬بل‬ ‫ي‬
‫والتقت بحيث ال يمكن التضحية بأحد‬
‫ي‬ ‫الذاب‬
‫ي‬ ‫إنه مفهوم مزدوج يجمه بي المعيارين‬
‫هذين المعيارين يف سبيل اآلخر بإعتبار أنهما معياران عىل نفس الدرجة من األهمية‬
‫يتذاخالن وبنفس القوة إلعطاء مفهوم خاص لحسن النية‪ ،‬يختلف عن األول أال‬
‫الذاب يحتوي عىل عنرصين اثني‬
‫ي‬ ‫الموضوع)‪ .(1‬فمفهوم حسن النية‬
‫ي‬ ‫وهو المفهوم‬
‫الجهل والغلط كما هو الحال يف جهل المتجاوز عىل أرض الغب للحدود الفاصلة بي‬
‫الموضوع لها فهو مزدوج يتطلب تحققه‬
‫ي‬ ‫عقاره والعقار المجاوز‪ ،‬أما المفهوم‬
‫التقت البحث‪.‬‬
‫ي‬ ‫الذاب والمعيار‬
‫ي‬ ‫تواجد معيارين مزدوجي متمتالن يف المعيار‬

‫الباب المتجاوز‬
‫ي‬ ‫ويذهب ‪ Gorphe Francoi‬إىل إعتبار أن حسن نية‬
‫ألرض ال تتحقق إال إذا تم البناء عىل مرأى ومسمع صاحب العقار المجاوز نفسه‬
‫والسؤال الذي نطرحه هو هل يمكن اعتبار سكوت صاحب العقار المجاور بمثابة‬
‫الموافقة الضمنية عىل هذا البناء فوق أرضه ؟ يف الحقيقة إن اإلجابة األقرب إىل‬
‫بالنق‪ .‬ذلك أن حسن نية المجاور ألرض الغب إنما تتمتل‬
‫ي‬ ‫الواقع ال يمكن أن تكون إال‬
‫يبت‬
‫يف جهله الحدود الضابطة بي عقاره وعقار جاره‪ .‬وأن اعتقاده بأنه مازال ي‬
‫السلت لصاحب العقار المجاوز‪ ،‬وأنه ال يمكن تأويل هذا‬
‫ري‬ ‫فوق أرضه يدعمه الموقف‬
‫)‪ (1‬حـس ــن فت ــوخ‪ ،‬المعاين القضائية بشأن حسن النية وسوءها ف الترصفات العقارية‪ ،‬مقاالت ودراسات منشور ف سلسلة‬
‫اإللكنون ‪ ،http://www.sejdm.com‬الجمعة ‪ 05‬نونن ‪ 8502‬عىل الساعة‬ ‫ر‬ ‫موسوعة القضاء والقانون المغرن‪ ،‬عىل الموقع‬
‫‪.12:11‬‬

‫‪16‬‬
‫السلت بأنه موافقة أو ترخيص من صاحب األرض لهذا التجاوز باعتبار ءن‬
‫ري‬ ‫الموقف‬
‫صاحب العقار المجاوز إما أنه ال يتست له اتخاد موقف من التجاوز ال بتعاده‬
‫المكان مثال أو أنه نفسه يجهل حقيقة حدود عقاره‪.‬‬

‫وإن كانت لم تضع له تعريفا قانونيا محددا بل تركت أمر تعريفه للفقه والقضاء من‬
‫أجل ترك مساحة وسلطة واسعة للمحكمة لتستنتجه من طبيعة النازلة ومن‬
‫األصىل عند بداية البناء أو وجود عالمات‬
‫ي‬ ‫معطياتها‪ ،‬كوقوع معارضة من المالك‬
‫واضحة تفصل العقارين ‪.‬‬

‫واألصل أن البانﻲ حسن النية و علﻰ صاحب األرض إثبات العكس فيما إذا أراد أن‬
‫الباب مقتضيات سوء النية‪ ،‬فإثبات حسن النية من الصعب بمكان‪،‬‬
‫ي‬ ‫تطبق علﻰ‬
‫سلت خالفا لسوء النية‪ ،‬الذي قد يستشف من أمور مادية‬
‫فعىل ر ي‬
‫ي‬ ‫مادام نتحدث عن‬
‫سء النية بجميع‬ ‫قد قام بها سء النية‪ ،‬حيت يمكن أن ر ئ‬
‫يلج الطرف إىل إثبات ي‬ ‫ي‬
‫وسائل اإلثبات )‪.(1‬‬

‫ومن األمثلة عىل حسن النية نذكر‪:‬‬


‫)‪(2‬‬
‫يبت يف أرض يعتقد أنه قد ورثها‪.‬‬
‫يعتب حسن النية من ي‬
‫‪ -‬ر‬

‫كت الحيازة " المادي‬


‫القانوب أي من يستند إىل ر ي‬
‫ي‬ ‫يعتب كذلك حسن النية الحائز‬
‫‪ -‬ر‬
‫)‪(3‬‬
‫والمعنوي"‪.‬‬

‫)‪ -(1‬المحفوظ بنشريف‪ ،‬حجية تقييدات الغير حسن النية في الرسم العقاري دراسة في إطار المادة ‪ 8‬من مدونة الحقوق‬
‫العينية والفصل ‪ 66‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬مقال منشور بمجلة القانون واألعمال‪ ،‬على الموقع اإللكتروني‬
‫‪ ، http://www.droitetentreprise.com‬الخميس ‪ 12‬نونبر ‪ 8102‬على الساعة ‪22:21‬‬
‫)‪ -(2‬د‪ .‬حسام الدين االھواني ‪ :‬الحقوق العينية األصلية‪ ،‬أسباب كسب الملكية‪ ،‬دار أبو المجد‪ ،‬القاھرة ‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫)‪ -(3‬د‪ .‬صالح الدين الناھي‪ ،‬الوجيز في الحقوق العينية األصلية‪ ،‬ج ‪ ، 0‬شركة الطبع والنشر األھلية بغداد‪ ،0260 ،‬ص‪.16‬‬

‫‪17‬‬
‫يعتب حسن النية لكونه يعتقد‬
‫‪ -‬واألمر نفسه بالنسبة للوعد بالبيع ‪ ،‬فالموعود له ر‬
‫)‪(1‬‬
‫أنه سيصبح ملكا لألرض بمجرد تحقق الوعد‪.‬‬

‫م صحيح ومشهر‬
‫يعتب أيضا حسن النية من حاز األرض بناء عىل سند رس ي‬
‫ر‬ ‫‪-‬‬
‫الباب‬
‫ي‬ ‫بالمحافظة العقارية كعقد البيع ‪ ،‬الهبة ‪ ،‬الوصية ‪ ،‬ثم أبطل هذا السند ‪ ،‬وكان‬
‫)‪(2‬‬
‫يجهل سبب البطالن ويعتقد بصحة الترصف"‪.‬‬

‫ومن التطبيقات العملية التجاوز يف البناء عىل ملك الغب بحسن النية نذكر‪ :‬التجاوز‬
‫يف البناء عىل أرض الوقف ‪ ،‬و التجاوز الشفيع يف البناء عىل األرض المشفوع فيها ‪.‬‬
‫فالقانون لم يشترط السبب الصحيح ر‬
‫كشط مستقبل ألن حسن النية يتصور‬
‫قانوب‪ ،‬و‬
‫ي‬ ‫وجوده دون السبب الصحيح‪ ،‬فقد يستند الحائز فﻲ حيازته إلﻰ سند‬
‫لكن هذا السند قد يكون معيبا لصدورﻩ من غب مالك أو لعدم استيفائه للشكل الذي‬
‫رسمه القانون‪ ،‬و الحائز يف كل هدا يجهل ما لحق السند من عيب فيعتبر حسن‬
‫سء النية‪.‬‬
‫النية‪ ،‬إال إذا كان الجهل ناشئا عن خطا جسيم فانه ي‬

‫و السند الﻅنﻲ هو الذي يوجد فﻲ اعتقاد البا يب فقط كاعتقادﻩ بأنه وارث ثم قـام‬
‫بالبناء علﻰ األرض بناءا علﻰ هذا االعتقاد و لكن تبي فﻲ النهاية أنه غيـر وارث‪ ،‬و‬
‫إذا ادعﻰ البا يب بانه يستند فﻲ بنائه إلﻰ السند الﻅنﻲ فإنه يكلف باثبات حسن نيته‬
‫بناءا عىل وجود هذا السند فﻲ اعتقادﻩ )‪ ، (3‬و اثبات النية تحكمه قاﻋدة أﻥ اﻟتجاوز‬

‫)‪ -(1‬د‪ .‬حسام الدين االھواني ‪ :‬الحقوق العينية األصلية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫)‪ -(2‬د ‪.‬عﻤﺮ ابﺮاھﯿﻢ عﺒﺪ الﻤﺠﯿﺪ حﻤﺮوش‪ ،‬الﺒﻨاء في ملﻚ الغﯿﺮ ـ دراسة مقارنة بﯿﻦ الفقه االسالمي والقانﻮن المدني ـ‪،‬‬
‫مﻜﺘﺒة الﻮفاء القانﻮنﯿة ـ األسﻜﻨﺪرية ـ ‪ ،‬ط‪ ،8108 ،0‬ص‪010‬ـ‪.018‬‬
‫)‪ -(3‬ﺁﺴﯿا جرورو‪ ،‬المباني المقامة على أرض الغير في القانون الجزائري‪ ،‬ﺒﺤﺙ ﻤقدم لﻨﯿل ﺸهادة الﻤاﺠﺴﺘﯿر في الﺤقوق‬
‫فرﻉ عقود و ﻤﺴﺅولﯿة‪ ،‬ﻜلﯿة الﺤقوق ﺒن عﻜﻨون ‪ ،‬ﺠاﻤـعـة الﺠزاﺌر ‪ ،8118،‬ص ‪.18‬‬

‫‪18‬‬
‫بحسن النية وللطرف اآلخر حق إتبات سوء النية وذلك بكافة الوسائل‪.‬‬

‫و العبرة بحسن او سوء النية هو وقت إقامة المنشﺂت علﻰ األرض‪ ٬‬وال يهم التغيب‬
‫الذي يطرأ بعد ذلك عىل هذه النية فمن يقيم البناء بحسن نية ثم تبي له بعد ذلك‬
‫أنه يبنﻲ فـﻲ ملك غيرﻩ يعامل معاملة البا يب حسن النية )‪. (1‬‬

‫فإذا تبي أن التجاوز حدث عن سوء النية فهنا يجب التعامل مع المتعمد بسوء‬
‫وبالتاىل الحكم عليه بالهدم لسوء نيته بهدف بسط الحماية عىل صاحب‬
‫ي‬ ‫قصده‪،‬‬
‫األرض ألنه هو المعتدى عليه‪ ،‬ومما يجب أن نشب إليه يف هذا الصدد هو إمكانية‬
‫الباب المتجاوز وعدم هدمه ذلك يف حالة ما‬
‫ي‬ ‫إستبقاء البناء المتجاوز رغم سوء نية‬
‫وقع إتفاق بي الطرفي عىل إجراء بيع متمتل يف إحدى العقارين‪ ،‬إما بيع الجزء‬
‫للباب أو بيع البناء مع الجزء اآلخر لألرض المقام فيه للطرف األول‬
‫ي‬ ‫المتجاوز عليه‬
‫المتجاوز عليه‪.‬‬

‫وشط إستعاضة‬ ‫ر‬


‫سنتمن ر‬ ‫المطلب التان ‪ :‬رشط إنحصار التجاوز ف ‪05‬‬
‫المحكمة عن الهدم بالتعويض ‪.‬‬

‫ط الجوار يف البناء و حسن النية‪ ،‬فهناك ررسوط أخرى تعززهم‬ ‫ر‬


‫باإلضافة إىل رس ي‬
‫إلعمال المادة ‪ 232‬من م‪.‬ح‪.‬ع تتمتل يف ررسط إنحصار التجاوز يف ‪ 11‬سنتمب‬
‫(الفقرة األوىل)‪ ،‬ر‬
‫ورسط إستعاضة المحكمة عن الهدم بالتعويض (الفقرة التانية)‪.‬‬

‫)‪ -(1‬ﺁﺴﯿا جرورو‪ ،‬المباني المقامة على أرض الغير في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪19‬‬
‫ر‬
‫سنتمن‪.‬‬ ‫‪ ‬الفقرة األوىل ‪ :‬رشط إنحصار التجاوز ف ‪05‬‬

‫يشبط كذلك أن ال يزيد العرض المتجاوز عليه ‪ 11‬سنتمب من األرض‬


‫الت اقيم‬
‫المالصقة ‪ ،‬وال يتم تحديد ذلك القدر عىل أساس المقارنة بي األرض ي‬
‫عليها البناء والجزء الذي اعتدي عليه من أرض الجار ‪ ،‬وانما بالنظر فقط إىل مساحة‬
‫الجزء الذي تم التعدي عليه يف اطار مساحة أرض الجار المعتدى عليه ‪ ،‬ويجب ان‬
‫ً‬
‫الت أقيم عليها حائط مثال أو امتدت اليه أساسات البناء‪.‬‬
‫اليتعدى ‪ 11‬سنتمب ي‬

‫سء النية‬
‫والباب ي‬
‫ي‬ ‫الباب حسن النية‬
‫ي‬ ‫مما يكون هذا الجزء بنقطة مشبكة بي‬
‫الت تتحقق بمجرد ثبوت العلم بالحدود‪،‬‬
‫الباب ي‬
‫ي‬ ‫إال أنه ال يعتد به لتقييم سوء نية‬
‫ترتق إىل رتبة اختالس األرض واإلستحواد عليها‬
‫ي‬ ‫ذلك أن سوء النية يف هذه الحالة‬
‫بدون مقابل‪ .‬وهو ما يستوجب محاسبة الشخص المتجاوز محاسبة صارمة‪.‬‬

‫العمىل أن هذا القياس لم يحل المشكل بإعتبار‬


‫ي‬ ‫وما هو مالحظ يف الواقع‬
‫مساحة ‪ 11‬سنتمب مساحة تافهة خصوصا يف المناطق القروية‪ .‬كما أنه من حيث‬
‫موقع البناء ‪ :‬فثمن األرض يف المجال القروي يكون أبخس من ثمن األرض يف‬
‫المجال الحرصي ‪ .‬كما يختلف بإختالف الزمن‪ ،‬ذلك أن القيمة المادية للعقارات يف‬
‫جزءا ضخما يف سنة ‪2144‬‬ ‫تزايد مذهل لذلك فإن الجزء اليسب لسنة ‪ 4114‬يصبح ً‬

‫بإعتبار أن سعر العقار ارتفع ارتفاعا مشطا يف ظرف ‪ 21‬سنة‪ .‬فالملكية الفردية كأي‬
‫القاض‬
‫ي‬ ‫عب الزمن وأنه يتعي عىل‬
‫قيمة اجتماعية أخرى تتطور ر‬
‫ر‬
‫يتماس مع كل عنرص‪ .‬مما كان من األفضل ذكر جزء‬ ‫إحبام حق الملكية احباما‬
‫للقاض يف تقدير هذا التجاوز كونه يسبا أو‬
‫ي‬ ‫يسب دون تحديده‪ ،‬وترك الصالحية‬
‫غب يسب وذلك بمقارنة المساحات‪ ،‬أي قياس المساحة المتجاوز إليها بمساحة‬

‫‪20‬‬
‫أرض صاحب البناء‪ ،‬كما تقارن المساحة المستوىل عليها مع ما تبق من عقار مالك‬
‫األرض المستوىل عليها‪ .‬وذلك بموازنة بي مصالح الجارين مع ترجيح مصلحة‬
‫األصىل كلما تعادلتا‪ ،‬ألنها األوىل بالحماية (‪.)4‬‬
‫ي‬ ‫المالك‬

‫‪‬الفقرة التانية ‪:‬إستعاضة المحكمة عن الهدم بالتعويض ‪:‬‬

‫يىل ‪ " :‬للمحكمة بعد الموازنة من‬


‫نصت المادة ‪ 232‬من م‪.‬ح‪.‬ع عىل ما ي‬
‫مصالح الطرفي إما أن تأمر بإزالة البناء المقام بأرض الجار عىل نفقة من أقامه أو‬
‫أن تجن مالك الجزء المشغول بالبناء بالتنازل عن ملكيته لجاره ف مقابل‬
‫تعويض مناسب"‪ .‬وما يستنتج من قراءة هذه المادة أن ر‬
‫المشع لم يجعل الملكية‬
‫للباب حسن النية بل أوجب عىل‬ ‫المنبعة لمالك العقار المتعدى عليه تنتقل ر‬
‫مبارسة‬
‫ي‬
‫الت منحها مطلق السلطة لتقرير الهدم أو‬
‫هذا األخب مطالبة ذلك أمام المحكمة ي‬
‫ئ‬
‫استثناب يتمثل يف‬ ‫عدم الهدم‪ .‬وبذلك انحرص تدعيم الوضع المادي للحائز يف شكل‬
‫ي‬
‫انتقال ملكية الجزء اليسب إليه لو قررت المحكمة عدم الهدم‪ .‬فرغم إجتماع‬
‫ه الحاسمة يف‬ ‫ر‬
‫للقاض ي‬
‫ي‬ ‫الشوط األخرى المنصوص عليها فتبق السلطة التقديرية‬
‫تحديد مصب هذا التجاوز‪.‬‬

‫وهذا دليل عىل أن ر‬


‫المشع مقتنع أن هناك أسبابا أخرى قد تفرزها كل قضية رتبر‬
‫التونش يف الفصل ‪ 34‬من مدونة‬ ‫فالمشع المغرب شأنه شأن ر‬
‫المشع‬ ‫ر‬ ‫الهدم‪.‬‬
‫ي‬ ‫ري‬

‫(‪ :)0‬أحمد الورفلي‪ ،‬التجاوز عند البناء إلى أرض الجار بين التمليك وكف الشغب‪ ،‬مجلة القضاء والتشريع‪ ،‬عدد ‪ ،0119 ،5‬تونس ‪:‬‬
‫وزارة العدل‪ ،‬ص ‪٠ 081‬‬

‫‪21‬‬
‫القاض بحل مسبق مضبوط بل أعطاه فرصة اإلجتهاد‬
‫ي‬ ‫الحقوق العينية لم يقيد‬

‫القاض‬
‫ي‬ ‫والبحث عن تلك األسباب‪ .‬وما يجب أن نأكده يف هذا الخصوص أن عىل‬
‫أن يعلل يف حالة ممارسة الخيار بي الهدم وعدم الهدم يف حالة توفر حسن النية ‪.‬‬

‫والسؤال الذي يطرح ف هذا الخصوص هو مدى إلبام حكام األصل ر‬


‫بشط التعليل‪:‬‬ ‫ي‬
‫القاض يلبم بتعليل من نوع خاص لقرار الهدم أم أنه ررسط ضوري مهما‬
‫ي‬ ‫هل أن‬
‫كانت طبيعة القرار المتخد ؟‬

‫ما تجدر مالحظته أن التعليل ررسط عام يفرض عىل قاض من جهته‪ ،‬ومن جهة‬
‫القاض يف الخيار بي الحكم بالهدم‪،‬‬ ‫أخرى حت وإن بدا هذا ر‬
‫الشط مقيد لحرية‬
‫ي‬
‫وعدم الحكم به‪ ،‬فإن كان القرار عدم الهدم يكون التعليل توفر النية وصغر الجزء‪،‬‬
‫وف هاته الحالة يرترص دور القاض عىل مراقبة مدى توفر ر‬
‫الشوط األخرى‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫الباب حسن النية للجزء المتجاوز عنه إال نظبة تعويض‪،‬‬


‫ي‬ ‫كما أن المحكمة ال تملك‬
‫حيت ال يجب أن يكون تمليك الشخص المتجاوز حسن النية لهذا الجزء ناتجا عن‬
‫الت عىل أساسها يتم‬
‫إثراء بدون سبب‪ ،‬ولكن اإلسكال المطروح هنا هو الكيفية ي‬
‫تقدير هذا المال؟ وعىل حسب ما هو متداول عليه فإن تقدير ذلك يكون عن األخد‬
‫بعي اإلعتبار مدى الرصر الذي سيلحق صاحب العقار المجاور من إنباعه الجزء‬
‫المشغول بالبناء وحرمانه منه‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬خـــاتــمــــــﺔ ‪-‬‬

‫إن البحث فﻲ واقع ومستقبل الملكية العقارية بصفة عامة و التجاز يف البناء علـﻰ‬
‫يستدع درسات متعددة ومتخصصة حت نتمكن من‬ ‫ي‬ ‫أرض الغير بصفة خاصة‪،‬‬
‫اإللمام بمختلف جوانب هذا الموضوع المعقد والمتشعب فﻲ ﺁن واحد‪.‬‬
‫نظرا لكون التجاوز يف البناء عىل أرض الغب يمس بحق الملكية العقارية‪،‬‬
‫المغرب بإصداره لنص خاص فإنه وازن بي مصلحة صاحب األرض‬ ‫فإن ر‬
‫المشع‬
‫ري‬
‫المتجاوز عليه‪ ،‬لكنه مع ذلك لم يغفل مصلحة المتجاوز حسن النية‪ ،‬وأعىط‬
‫سء النية مرتكزا عىل‬
‫إمكانية لصاحب األرض يف طلب الهدم يف حالة كان المتجاوز ي‬
‫ررسوط أساسية‪.‬‬
‫لكن بالرغم من صدور قانون خاص ينظم هذه اإلشكالية فمازلت تعرض‬
‫عىل القضاء كثبا من المنازعات خاصة بالتعدي عىل الملكية العقارية بالتجاوز يف‬
‫ر‬
‫المشع‬ ‫البناء عىل أرض الغب ‪ ،‬مما جعلنا نتساءل عن الحلول الذي إعتمدها‬
‫المغرب لتسوية الباع ر ئ‬
‫الناس عن التجاوز يف البناء عىل أرض الغب؟‬ ‫ري‬
‫الت كانت قبل صدور‬
‫فلقد إنطلقنا لإلجابة عىل هذا التساؤل باألحكام العامة ي‬
‫الت‬
‫مدونة الحقوق العينية‪ ،‬لنلتمس أن هذه األحكام عجزت عن مواكبة التطور ي‬
‫عرفته الساحة العقارية‪ ،‬مما جعلنا التطرق للنص الخاص المتمتل يف المادة ‪232‬‬
‫من مدونة الحقوق العينية لنجده بدورها فشلت يف حل هذا المشكل‪.‬‬
‫ئيش لهذا الفشل‪.‬‬ ‫ر‬
‫لكننا و كلما ارسف العرض علﻰ نهايته كلما توضح لنا السبب الر ي‬
‫المغرب إجتهد يف الميدان العقاري بسنه لنص خاص‪ ،‬لكن‬ ‫ر‬
‫المشع‬ ‫فصحيح أن‬
‫ري‬
‫العيب يكمن يف تطبيق ررسوطه ووضع إسباتيجية فعالة لحل هذا اإلشكال مما‬
‫بالمض نحو القدم ‪.‬‬
‫ي‬ ‫يمكننا‬

‫‪23‬‬
‫قـائـم ــة المـراجـع ‪:‬‬
‫‪ - 0‬الكـتـب‪:‬‬
‫‪ ‬د‪.‬عمر ابراھﯿم عبد المجﯿد حمروش‪ ،‬البناء فﻲ ملك الغﯿر ـ دراسة مقارنة بﯿن الفقﮫ االسالمﻲ‬
‫المدب ـ‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونﯿة ـ األسكندرﯾة ـ ‪ ،‬ط‪2142 ،4‬‬
‫ي‬ ‫والقانون‬
‫الصناع ‪ ،‬مجلة‬
‫ي‬ ‫مرس ‪ ،‬البناء أو الغرس يف أرض الغب أو بأدوات الغب أو اإللتصاق‬
‫ي‬ ‫‪ ‬د‪ .‬دمحم كامل‬
‫القانون واالقتصاد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.181‬‬
‫‪ ‬د ‪.‬عبد الرزاق أحمد السنﮭو ري‪ ،‬ـ الوسيط ـ ‪ ،‬الجزء التاسع ‪ ،‬المجلد األول ‪ ،‬أسباب كسب‬
‫الملكﯿة ‪ ،‬منشورات الحلبﻲ الحقوقﯿة ـ بﯿر وت ـ لبنان ‪.2111‬‬
‫ر‬
‫والنش ‪ ،‬الطبعة‬ ‫ّ‬
‫الملكية يف القانون المرصي‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة‬ ‫‪ ‬مصطق منصور ‪ ،‬حق‬
‫‪. 2111‬‬
‫االهواب ‪ :‬الحقوق العينية األصلية‪ ،‬أسباب كسب الملكية‪ ،‬دار أبو المجد‪،‬‬‫ي‬ ‫‪ ‬د‪ .‬حسام الدين‬
‫القاهرة‪. 2112،‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬صالح الدين الناه‪ ،‬الوجب ف الحقوق العينية األصلية‪ ،‬ج ‪ ، 4‬ررسكة الطبع و ر‬
‫النش األهلية‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫بغداد‪.4184 ،‬‬

‫‪ -8‬رسائل الماجستير والدكتوراه ‪:‬‬


‫المغرب‬ ‫‪ ‬عبد الحق الصاف‪ ،‬أثار حق اإللتصاق والسطحية ف مجال البناء عىل ضوء ر‬
‫التشيع‬
‫ري‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫والمقارن‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراة الدولة يف القانون الخاص‪ ،‬نوقشت بكلية العلوم القانونية‬
‫التاب‪ ،‬عي الشق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪.4111‬‬
‫واإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن ي‬
‫المباب المقامة عىل أرض الغب يف القانون الجزائري‪ ،‬بحث مقدم لنيل شهادة‬
‫ي‬ ‫‪ ‬ﺁسيا جرورو‪،‬‬
‫الماجستير فﻲ الحقوق فرع عقود و مسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،‬جامـعـة الجزائر‬
‫‪.2113،‬‬

‫‪ -3‬المقاالت المنشورة في األنترنيت ‪:‬‬


‫بنشيف‪ ،‬حجية تقييدات الغب حسن النية يف الرسم العقاري دراسة يف إطار المادة‬‫‪ ‬المحفوﻅ ر‬
‫‪ 2‬من مدونة الحقوق العينية والفصل ‪ 88‬من ظهب التحفيظ العقاري‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬
‫وب‪، http://www.droitetentreprise.com‬‬ ‫القانون واألعمال‪ ،‬عىل الموقع اإللكب ي‬
‫نونب ‪.2144‬‬
‫الخميس ‪ 11‬ر‬
‫‪ ‬حـس ــن فت ــوخ‪ ،‬المعايب القضائية بشأن حسن النية وسوءها يف الترصفات العقارية‪ ،‬مقاالت‬
‫وب‬
‫المغرب‪ ،‬عىل الموقع اإللكب ي‬
‫ري‬ ‫ودراسات منشور يف سلسلة موسوعة القضاء والقانون‬
‫نونب ‪.2144‬‬‫‪ ،http://www.sejdm.com‬الجمعة ‪ 41‬ر‬

‫‪24‬‬
‫الفهرس ‪:‬‬

‫اﻟمقدمﺔ‪1.............................................................................................‬‬
‫المبحﺙ األول ‪ :‬األحكام العامة للتجاوز في البناء على أرض الغير (قبل صدور‬
‫مدونة الحقوق العينية الحالية) ‪4................................................................‬‬
‫اﻟمطلب األول‪ :‬اﻟتشريع اﻟمقارﻥ ومدى تدخله ﻟحل ﻫذه اﻹشكاﻟيﺔـ فرنسا ومصرـ‪4.....‬‬

‫اﻟفقرة األوﻟى ‪ :‬اﻟمشرع اﻟفرنسﻲ ومدى تدخله ﻟحل ﻫذه اﻹشكاﻟيﺔ ‪5 ....................‬‬
‫اﻟفقرة اﻟتانﻲ ‪ :‬اﻟمشرع اﻟمصري ومدى تدخله ﻟحل ﻫذه اﻹشكاﻟيﺔ‪7.....................‬‬

‫اﻟمطلب اﻟتانﻲ ‪ :‬اﻟمشرع اﻟمغربﻲ ومدى تدخله ﻟحل ﻫذه اﻹشكاﻟيﺔ‪9...................‬‬

‫اﻟفقرة األوﻟى ‪ :‬ﻋلى اﻟمستوى اﻟتشريعﻲ‪9..............................................‬‬


‫اﻟفقرة اﻟتانيﺔ ‪ :‬ﻋلى اﻟمستوى اﻟقضائﻲ‪11..............................................‬‬

‫المبحﺙ التاني ‪ :‬شروط تطبيق المادة ‪ 882‬من م‪.‬ح‪.‬ﻉ (عندد صددور مدوندة الحقدوق‬
‫العينية الحالية )‪11.......................................................................‬‬

‫اﻟمطلب األول ‪ :‬شرط اﻟجوار فﻲ اﻟبناء وشرط حسﻥ اﻟنيﺔ‪11...........................‬‬

‫اﻟفقرة األوﻟى ‪ :‬شرط اﻟجوار‪11........................................................‬‬


‫اﻟفقرة اﻟتانيﺔ ‪ :‬شرط حسﻥ اﻟنيﺔ‪15.....................................................‬‬

‫اﻟمطلب اﻟتاانﻲ ‪ :‬شارط ننحصاار اﻟتجااوز فاﻲ ‪ 51‬سانتمتر وشارط نستعاضاﺔ اﻟمحكماﺔ‬
‫ﻋااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااﻥ اﻟﻬااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااد باااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااﻟتعوي‬
‫‪11............................................................................................‬‬

‫‪25‬‬
‫اﻟفقرة األوﻟى ‪ :‬شرط ننحصار اﻟتجاوز فﻲ ‪ 51‬سنتمتر‪19..............................‬‬
‫‪01................................‬‬ ‫اﻟفقرة اﻟتانيﺔ‪ :‬نستعاضﺔ اﻟمحكمﺔ ﻋﻥ اﻟﻬد باﻟتعوي‬
‫اﻟـخــاتـمـﺔ‪00 .....................................................................................‬‬
‫قـائـمـــﺔ اﻟمـراجـع‪24....................................................................‬‬
‫اﻟفﻬرس‪25.......,........................................................................‬‬

‫‪26‬‬

You might also like