Professional Documents
Culture Documents
D8a7d984 D8a7d984d8b4d8aad8b1d983
D8a7d984 D8a7d984d8b4d8aad8b1d983
الالئق.
1
السكن
1
زكرياء العمري ,لمنازعات العقارية دراسة و أبحاث في ضوء نضام التحفيظ العقاري و مدونة الحقوق العينية و المستجدات التشريعية في المادة العقارية 1-,
الجزء األول ,منشورات القضاء المدني ,مطبعة المعارف الجديدة الرباط ,الطبعة 2014
1
و مع ازدياد النمو الديموغرافي ظهر نوع جديد من البنايات أطلق
عليها في فرنسا مصطلح الملكية المشتركة نظمها بقانون 28يونيو 1938
المعدل بقانون 10يوليوز . 1965
2
محمد بخنيف المحاضرة الرابعة في قانون الملكية المشتركة ص2-1
2
على المستوى العملي التطبيقي للحد من اإلشكاليات التي كانت تطرحها
القوانين السابقة في تقنينها لهذا النمط من السكن االجتماعي.
و يظهر من خالل هذه األهمية التي حاول المشرع المغربي على غرار
نظيره الفرنسي من تحديد فلسفة عامة تتمحور أساسا في تدعيم الحقوق و
الضمانات المخولة للمالك المشتركين ,وفق نظام يستوعب كل البيانات
التي تعبد الطريق ,نحو حياة يطبعها روح التفاهم بين المالك خصوصا إذا
تعلق األمر بعقارات محفظة أو في طور التحفيظ و انتهى أجل التعرض
بشأنها .
و انطالقا مما سبق و استنادا على المقتضيات التي تعد بمثابة األحكام
الخاصة في قانون الملكية المشتركة تثور مجموعة من اإلشكاالت نطرح
بعضها .
3عبد الحق الصافي ,الملكية المشتركة للعمارات و الدور المقسمة إلى شقق أو طبقات أو محالت ,مطبعة النجاح الجديدة ,الدار البيضاء ,ط
,2ص7
3
من خالل مقاربة هذه اإلشكاالت المطروحة سنعتمد على الهيكلة التصميمية
اآلتية :
المبحث األول :األحكام الخاصة في املرحلة السابقة لتأسيس الرسم العقاري في
ظل قانون امللكية املشتركة
4
المبحث األول :األحكام الخاصة في املرحلة السابقة لتأسيس الرسم العقاري في
ظل قانون امللكية املشتركة
إن تسيير و تدبير الملكية المشتركة عندما يتعلق األمر بعقارات محفظة
يتطلب نظاما قانونيا(المطلب األول ) يوازي أهميتها و تعدد أجزائها الخاصة و
المشتركة و تعدد مالكها و نوع التخصيص الذي أنشأت من أجله كما أن نظام
اإلدارة يجب أن ينبني على أسس قانونية و مادية و أخرى بشرية تكفل لهذه
المؤسسة القانونية الوجود الصحيح من الناحية اإلجرائية و لعل هذا ما يبرز في
) تأسيس رسم عقاري وفق أحكام خاصة(المطلب الثاني
يشكل إعداد هذا الملف التقني مرحلة مهمة في عملية إفراز الرسوم
العقارية و على أساسه يتم تحديد األجزاء المشاعة و األجزاء المفرزة ـ كما أنه
يتضمن نظام الملكية المشتركة ،و أيضا جميع التصاميم المتعلقة بالبناء 4و
إعداد ملفالملكيةالمشتركةيتعين إيداعه طبقا للدورية 380الصادرة عن
4
عبد الحق صافي الملكية المشتركة للعمارات و الدور المقسمة إلى شقق أو طبقات أو محالت,مطبعة النجاح الجديدة ,الدار البيضاء ,ط , 2ص 4-260
5
المحافظ العام التي تؤكد فيما على المحافظين على الملكية العقارية و مصالح 5
التقنيبحيث
, السنداتالوثائقالمكونة للملف
و يتعين أنيسود التطابقبين مختلف
يجبأنتكون المقاييسالموجودةعلىالتصاميم هيذاتها المذكورةفي هذا
الملف نخص بالذكر الجدولالتفصيليللتقسيم و الوارد ضمن مقتضياتنظام
و
الملكيةالمشتركة كما يجبأنتكون هذه المقاييسو األغراضالتيأعد لها
البناء و ما يترتبعنذلكمنتفاصيل مطابقة لواقع العقارمنالناحيةالقانونيةو
. المادية لمحاضر المعاينة و المراقبة
5
دورية تحت رقم 380بتاريخ 28أكتوبر 5--2003
6
المادة 1من قانون 93.30المتعلق بمزاولة مهنة الهندسة المساحية الطبوغرافية و بإحداث الهيئة الوطنية للمهندسين الطبوغرافيين الصادر بمقتضى الظهير6--
الشريف رقم 1-94-126بتاريخ 14رمضان 1414الموافق 25فبراير 1994
6
المنعش العقاري والمالك المشتركين ويمكن كذلك في غياب نظام
7
الملكية المشتركة لوضع نظام نموذجي
هكذا يالحظ أن المشرع لم يجعل إعداد نظام الملكية المشتركة حكرا على
جهة واحدة و إنما عدده على جهات مختلفة .
القسم األول :نظام .م.م بمفهومه الضيق و يهتم بتحديد حقوق و التزامات المالك
.المشتركين و تنظيم التدبير الجماعي للعقار
8
القسم الثاني :ن.م.م .بمفهومه الواسع و هو يشمل حتى الحالة الوصفية للشيوع
و هو يهتم بتحديد الشروطاإللزاميةالمنصوصعليها في المادة 51منقانون
18.00المعدلبمقتضاه قانون 106.12و التيحرصتالدورية السالفة الذكرإعادة
التذكيربها مع ترتيبها في أربعة أجزاء جامعة مانعة لكل البياناتالمطلوبة
: و التيتتمثل أساسا في ديباجة تبين
7
.مصطفى أشيبان ":تنظيم الملكية المشتركة في التشريع المغربي" ،ط أولى ,مؤسسة الملك عبد العزيز ,الدار البيضاء7- 2009 ,
8
ما يصطلح عليه بالفرنسيةL’état descriptif de division 8-
7
-وصف مختصر لتقسيم العقار و بيان مختلف األجزاء المفرزة و المشتركة التي
يتكون منها كل مستوى من حيث المساحة و العلو و التخصيص
-الجزء التنظيمي و الذي يعتبر ميثاقا جماعيا يعنى بتنظيم الحياة في إطار
الملكية المشتركة كما يسهر من ناحية أخرى على السير العادي للحياة
اليومية للعقار المشترك 9لتكون بذلك هذه النتيجة هيالتيتوضح الطابع
اإللزاميالتيأتتبه المادة 09منالقانونالمذكورألنه يضم ألهم قواعد
التسييرو اإلدارة 10ويعتبر نظام الملكية المشتركة الوثيقة الهادفة إلى إحالل
نوع من التوازن بين المصالح الفردية للمالك المشتركين وبين المصالح الجماعية
للملكية المشتركة ,حيث أورد له الفقه عدة تعريفات لعل أهمها تعريف
األستاذ مصطفى أشيبان الذي يعتبره بمثابة الميثاق الجماعي لمالك الشقق
والطبقات والمحالت وعليهم احترام مقتضياته بغض النظر عن مشاركتهم أو
عدم مشاركتهم في وضعه.
و تضيف الدورية على أنه في حالة اإلقامات و المجمعات العقارية يعطى لكل
عمارة أو عقار حرف أو اسم و يخضع كل عقار أو عمارة لنفس الشروط أعاله مع
. ضرورة توفر نظام وحيد للملكية المشتركة
8
و تضيف الدورية أعاله تماشيا مع توسيع نطاق العقارات التي يمكن أن
تكون محال لنظام الملكية .م كما نصت على ذلك المادة األولى من قانون
106.12أنه في حالة اإلقامات و المجمعات العقارية ,يعطى لكل عمارة
أو عقار حرف أو اسم ,و يخضع كل عقار أو عمارة لنفس الشروط المبينة
سابقا مع ضرورة توفر نظام وحيد للملكية المشتركة ,و في هذه الحالة
يتعين إحداث مجلس االتحاد طبقا للمادة 9من نفس القانون .و يتضمن
كل جزء مفرز حصتين ,الحصص الشائعة التي تنوبه في العمارة أو البناية
الموجودة فيها ,و الحصص الشائعة المتعلقة باإلقامة أو المجمع العقاري ,و
يتم وصف األجزاء المشتركة لهذه اإلقامة أو المجمع العقاري بالمحضر
الوصفي للتقسيم و بنظام الملكية المشتركة.11
و تجدر اإلشارة أنه بالرغم مما قيل فإنه ال يمكن حصر البنود التي ينبغي
أن يتضمنها ن .م .م .على اعتبار أن ما يرغب فيه مالك عمارة قد ال يرغب
فيه مالك عمارة أخرى تبعا لتأثير مجموعة من العوامل في سنه سواء كانت
ثقافية أو اجتماعية ...و تأسيسا على ما سبق هناك بعض البنود التي تعتبر
12
باطلة إذا ما تضمنها ن .م .م منها
تقييد حرية المالك في نظام الملكية بعدم قابلية بيع جزئه الخاص
أو النص على عدم إمكانية بيع األجزاء المشاعة و هذه األخيرة
تعتبر تابعة للملكية الخاصة
11
محمد الوكاري ,الملكية المشتركة للعقارات المبنية ,مطعبة دار القلم,الرباط,الطبعة الثانية , 2014ص -577
12
محمد بخنيف ,مرجع سابق ,ص16
9
كذلك ال سبيل على إمكانية التزام الشريك ببيع ملكه أو جزئه في
حالة عدم احترامه ل ن.م .م
كما تعتبر باطلة البنود التي تمنع على المالك الشريك في حالة إذا
لم يؤد ما ينوبه في التحمالت من االنضمام إلى اتحاد المالك أو
مجلس االتحاد .
و غيرها من البنود التي يمكن تكون سببا في عدم الوصول إلى الهدف
الذي توخاه المشرع من خالل إقرار ن .م.م و إعطائها طابعا مكمال لفتح
المجال أمام اتفاقات المالك المشتركين .
و على غرار الجانب التقني التي يلعب فيه المهندس الطبوغرافي المساح
دورا بارزا هن ــاك جانب قانوني ال يقل أهمية لكونه يعنى بتنظيم الملكية
المشتركة سواء فيما يخص تحديد الحقوق و االلتزامات لكافة المالك أو
تحديد معايير تعيين وكيل االتحاد و أعضاء مجلس االتحاد و انتهاء مهامهم
,و كذلك قواعد تسيير و إدارة الجموع العامة العادية و االستثنائية
كما يحدد الجانب التنظيمي و بصفة عامة كل ما ال يدخل في الجانب
13
التقني فهو جانب قانوني للملكية المشتركة .
13
.مصطفى أشيبان ":تنظيم الملكية المشتركة في التشريع المغربي" ،ط أولى ,مؤسسة الملك عبد العزيز ,الدار البيضاء ,2009 ,ص- 81
10
أن له طابع نظامي تأسيسي في مواجهة أصحاب الحقوق في العقار
14
المشترك كالمشترين المستقبليين
لكن ينبغي عدم الخلط بين نظام الملكية المشتركة وقانون الملكية
15
. المشتركة ،هذا األخير الذي تضعه الجهة المعنية بسن القانون
المطلب الثاني :تأسيس الرسم العقاري في قانون الملكية المشتركة
15
مصطفى أشيبان ,مرجع سابق ,ص - 76
16
محمد الوكاري ,مرجع سابق ,ص -574
17
الفقرة األولى من المادة 49كما تم نسخها و تعويضها بمقتضى المادة 2من قانون -12-106
11
وتأسيس الرسوم العقارية تنطلق مع تدخل مصلحة المسح العقاري ليأتي بعد
ذلك الدور على المحافظ على الملكية العقارية في تأسيس الرسوم
العقارية.
فبالنسبة لدور مصلحة المسح العقاري فإنه عند إيداع ملف الملكية
المشتركة تقوم مصلحة المسح العقاري بالتأكد من وجود الرسم العقاري
ومن كون التصميم قد أحيل على مصالح المحافظة على األمالك العقارية ,و
إال فإن هذه المصلحة تقوم في نفس الوقت بعمليات وضع تصميم للوعاء
العقاري و للملكية المشتركة.18
18
محمد الوكاري مرجع سابق ,ص -578
19
الدورية 380الصادرة عن المحافظ العام بتاريخ 28أكتوبر -2003
12
ويمكن عند االقتضاء إجراء فحص لمحضر وضع األنصاب و اإلحداث (من
حيث مراقبة مطابقة حدود العقار . )...مع اإلشارة إلى أن حدود البناء
يتعين أن تطابق حدود الملكية على أن ال يتجاوز الفرق بينهما عشرة
سنتيمترات .
" -...وجوب التطابق التام بين التصاميم الطبوغرافية و حالة البناء بعين
المكان حيث ال ينبغي التساهل إطالقا مع حاالت عدم التطابق ألن التصاميم
الطبوغرافية تتخذ كأساس إلنشاء الرسوم العقارية الفرعية .وتصبح لها
حجية تجاه الكافة .
13
البناء المرخص به ,و المساحة المباح بناؤها ,وعدد األجزاء المفرزة
المسموح بها في كل مستوى من البناء ,و الغرض المخصص له كل جزء .
(مسكن .محل تجاري , )..فإن تبين وجود اختالف فيما ذكر بين التصاميم
الطبوغرافية و التصاميم المعمارية المصادق عليها بدون تغيير ,فإنه
يتعين اإلدالء بتصاميم معمارية تعديلية مصادق عليها من طرف المجلس
الجماعي المختص .
مع العلم أنه ال يمكن في هذه الحاالت االستعاضة برخصة السكن عن
التصميم المعماري التعديلي .أما إذا كان االختالف واقعا داخل حدود
الجزء المفرز فقط (تغيير مكان المطبخ ,إسقاط جدار فاصل بين
غرفتين , )...فإنه يمكن التجاوز عنه .
أما فيما يخص تقسيم البناء إلى أجزاء مفرزة و أجزاء مشتركة ,فنلفت
انتباهكم إلى مقتضيات المادة 10من القانون رقم 18.00التي توجب
إرفاق ن.م.م بالتصاميم المعمارية و التصاميم الطبوغرافية المصادق عليها
التي تحدد األجزاء المفرزة و األجزاء المشتركة ,و لهذا يجب أن
تتضمن التصاميم الطبوغرافية و ن.م.م المدلى بهما للمحافظين على األمالك
العقارية قائمة تعين األجزاء المفرزة و األجزاء المشتركة من البناء المقسم
,و يجب أن تحمل قائمة التوزيع المذكورة مصادقة المجلس الجماعي
المختص ......
14
و بعد هذه األعمال و التصرفات التي تقوم بها مصلحة المسح العقاري و
في حالة قبول ملف الملكية المشتركة يتعين عليها (أي مصلحة المسح
العقاري ) أن تسلم للمعني باألمر 21أو وكيله الوثائق التالية التي تحمل
تأشيرة رئيس هذه المصلحة :
أما بالنسبة لدور المحافظ على األمالك العقارية .فإنه البد من اإلشارة
في األول على أنه وبعدما يتأكد المحافظ من عدم تقديم أي تعرض خالل
اآلجال المحددة و من توافر جميع الشروط المطلوبة و يتأكد من صحتها
ومن سالمة المسطرة التي تم إجراؤها فإنه يتخد قرار ا بالتحفيظ .ويعتبر
قراره هذا نهاية لمرحلة .ليدخل العقار في إطار قانوني جديد و يكتسب
بذلك مناعة ضد كل اإلدعاءات و المطالب الالحقة .
15
إذا كان هذا من حيث المبدأ العام فإن تأسيس الرسم العقاري في
قانون الملكية المشتركة يتعين فيه على المعني باألمر أو نائبه بعد
حصوله على الوثائق المشار إليها 23أن يتقدم بطلب إلى المحافظ مرفقا
بهذه الوثائق ,وبرخصة البناء و بالتصميم المعمارية "بدون تغيير" و بنسخة
الرسم العقاري ,و يكون موضوع هذا الطلب وفقا للدورية : 380
-تأسيس رسم عقاري لكل جزء مفرز مبين في نظام الملكية المشتركة
ويقوم المحافظ على الملكية العقارية بفحص مطلب تأسيس الرسوم العقارية
لكي يتأكد من صحة العمليات المنجزة ,يضع على المطلب عبارة "صالح
لألداء" ليتم أداء الواجبات حسب التعريفة القانونية و التي يتم تحديدها
على أساس القيمة الكلية للعقار .ثم تسجيل المطلب بسجل اإليداع
23
توصيل إيداع ملف الملكية المشتركة و اإلحداث عند االقتضاء23-
محضر وضع األنصاب مع نسختين للتصاميم المتعلقة باألحداث عند االقتضاء -
16
و بعد ذلك يقوم موظفو المحافظة العقارية تحت إشراف المحافظ بعملية
إفراز الرسوم التي يعمل هذا األخير على فحصها تم يؤشر عليها .
وبذلك يتم تأسيس هذه الرسوم الفرعية لتقوم بوظيفتها باعتبارها الحالة
المدنية بالنسبة للعقارات المسجلة به.24
وتتضمن هذه الرسوم العقارية الخاصة باألجزاء المفرزة وفقا للمادة 56
من قانون الملكية المشتركة "...وصفا لها وبيانا لمساحتها و علوها ووصفا
مختصرا لألجزاء المشتركة المرتبطة بها .ويشار فيها كذلك صراحة إلى
البنود األساسية لنظام الملكية المشتركة" ,على أن يتضمن الرسم العقاري
األصلي –طبقا للمادة 54من نفس القانون " يشمل الرسم العقاري األصلي
على األجزاء المشتركة بأرقامها المضمنة بنظام الملكية المشتركة و
موقعها ومساحتها و عدد مستويات البناء المقسم و رقم الرسم العقاري
المخصص لكل جزء مفرز .
ويتم تقييد هذا الرسم العقاري األصلي إذا صار ال يخص إال األجزاء
المشتركة في اسم اتحاد المالك -كما تنص على ذلك المادة 53من
نفس القانون – مباشرة بعد تأسيس الرسوم العقارية الخاصة باألجزاء
المفرزة .و يتم تسليم نظير له التحاد المالك المشتركين (المادة 55من
نفس القانون).
24
ادريس الفاخوري ,نظام التحفيظ العقاري وفق مستجدات القانون , 14.07مطبعة دار المعارف الجديدة الرباط ,طبعة , 2013ص -15
17
المبحث الثاني :األحكام الخاصة في املرحلة الالحقة لتأسيس الرسوم العقارية
إن دراستنا للعمليات الواردة على العقار المحفظ في إطار نظام الملكية المشتركة تجعلنا
نقف على أهم التصرفات التي تطاله (المطلب األول) لنخصص الشكلية التي تفرغ فيها هذه
العمليات (المطلب الثاني)
فيما يخص عمليات التقييد فإن التصرفات المبرمة على المحالت و الشقق و
العقارات الخاضعة لقانون 18.00تحتاج لواجب إشهارها ليعلم بها الغير و
خاصة المتعاملون في العقارات في حالة شرائها لذلك من األفضل جعل
هذا الغير على بينة من الوضعية الحالية لهذه العقارات فمثال فيما يخص
العقار المحفظ كان عبارة عن عمارة أو مجمع عقاري أو إقامة سكنية
محفظة فإنه ال مناص من تحرير عقد بالتصرف المزمع إبرامه على هاته
العقارات و كل حق عيني تم إبرامه على محل من العقارات الخاضعة
لقانون 18.00ال يعتد به إن لم يتم تحرير عقد به و طبقا للكيفية و
الجهات المنصوص عليها في المادة 12و يبقى تقييد الحقوق بالسجل
18
العقاري يعطيها وجود قانوني بين الطرفين و حتى يمكن لصاحب الحق
25
االحتجاج بها في مواجهة الغير ابتداء من تاريخ تقييدها
إذا كانت كل هاته األحكام جاءت لتنظم عمليات التقييد في إطار قانون
18.00فإن هذا األخير جاء أيضا بأحكام خاصة بعمليات الضم في نظام
الملكية المشتركة و ذلك طبقا للمادة 57من القانون السالف الذكر
25
احمد بونبات,نظام الملكية المشتركة للعقارات المبنية دراسة في ضوء القانون , 18.00مطبعة والوراقة25-
الوطنية ,مراكش,الطبعة األولى ,2003,ص51
19
بحيث نجد على أن هذه المادة نصت على أنه "يمكن للشخص الذي أصبح
وحده مالكا لعدة أجزاء مفرزة أن يطلب ضمها في رسم عقاري واحد"
األولى تتعلق بعملية الضم التي تتم بناء على طلب أحد المالك المشتركين
و الذي يصبح مالكا لعدة أجزاء مفرزة ,حيث يتم ضم الرسوم العقارية
الخاصة بهذه األجزاء بإسمه ,مع بقائه عضوا في اتحاد المالك الذي
يستمر بوجود باقي األجزاء المفرزة و األجزاء المشتركة في إسم بقية
المالك المشتركين .
أما الحالة الثانية فهي التي تنص عليها الفقرة الثانية من المادة اعاله و
التي يصبح فيها المالك المشترك مالكا لمجموع األجزاء المفرزة ,حيث
ينقضي بذلك اتحاد المالك ,و ال تطرح هذه الحالة أي إشكال ,بحيث تعد
سببا إلنقضاء الملكية المشتركة للعقارات المبنية و تضم تبعا لذلك كل
الرسوم العقارية الخاصة بهذه األجزاء إلى الرسم األصلي و الذي يقيد
باسم هذا المالك الذي يصبح مالكا لمجموع العقار .
فالبنسبة للحالة األولى فهي تخضع للقواعد العامة المنظمة لعملية ضم
الرسوم العقارية و ذلك طبقا للقرار الوزيري 26المتضمن للقواعد
المتعلقة بتطبيق نظام التحفيظ العقاري و بالرجوع للفقرة األولى من المادة
26
القرار الوزاري المتضمن للقواعد المتعلقة بتطبيق نظام التحفيظ العقاري ,الصادر بتاريخ 20رجب 3( 1333يونيو ) 1915الفصالن26-
20و21
20
57من قانون 18.00يجب إعمال مقتضيات من خالل الفصلين 20و 21
من القرار الوزيري المشار إليه سلفا .
إذا كما يمكن ضم األجزاء المفرزة حسب مقتضيات المادة 57من قانون
18.00فإن المادة 58من نفس القانون تجيز تقسيم الجزء المفرز في
الملكية المشتركة لكن ذلك شريطة موافقة أغلبية ثالثة أرباع أصوات
المالك ,و يستفاد من هذه المادة بأن عملية تقسيم الجزء المفرز في
الملكية المشتركة ال يقصد به التقسيم أو التعديل الداخلي الذي يمس
إجراء تغييرات بداخل الشقة أو المحل الذي يملكه المالك المشترك
كهدم جدار فاصل بين غرفتين مثال ,و لكن يعني تقسيم الجزء المفرز
تقسيمه من الناحيتين المادية و القانونية إلى جزأين أو اجزاء مفرزة ناتج
عن التقسيم برسم عقاري مستقل
و باإلضافة لذلك فإنه من يقوم بعملية التقسيم هاته يتعين عليه بطبيعة
الحال أن يتقيد بقوانين التعمير و التجزئات العقارية و المجموعات
السكنية و تقسيم العقارات و بالضوابط القانونية للبناء ,و أن يحصل على
الرخص القانونية المتطلبة في عملية البناء ( رخصة البناء ,رخصة السكن ,
27
أو شهادة المطابقة )
27
محمد الوكاري ,مرجع سابق ,ص - 587
21
التشطيب و الذي نظمته المادة 59من قانون 18.00و التي نصت على
"إذا تهدم العقار الخاضع ألحكام هذا القانون كليا ,يمكن للمحافظ على
األمالك العقارية بناء على طلب من ذوي الحقوق شطب الرسوم العقارية
الخاصة باألجزاء المفرزة و تقييد الرسم العقاري االصلي الخاص باألجزاء
المشتركة في إسم كافة المالك بحسب النسب المبينة في نظام الملكية
المشتركة ,مع وجوب نقل الحقوق و التحمالت المقيدة إلى الرسم العقاري
االصلي "
و من هنا تتعلق عملية التشطيب هذه بالحالة التي يتهدم فيها العقار
الخاضع الحكام الملكية المشتركة للعقارات المبنية كليا ,و يطبق المشرع
في هذه المادة المبدأ الذي يقوم عليه التسجيل في إطار انظام التحفيظ
العقاري ,و يقضي بان الحق المسجل ال يزول و ال ينقطع أثره إال بتشطيب
قيده بالسجل العقاري ,و في هذه الحالة يمكن للمحافظ على األمالك
العقارية بناء على طلب ذوي الحقوق شطب الرسوم العقارية الخاصة
باألجزاء المفرزة ,و يقيد الرسم العقاري األصلي الخاص باألجزاء
المشتركة في إسم جميع المالك بحسب النسب المبينة في ن.م.م
لكن هذه المادة لم تبين كيفية تقديم مطلب التشطيب و من هنا يمكن
تطبيق القواعد العامة لتشطيب التسجيل طبقا للمادة 93من ظهير 12
غشت 1913المعدل بمقتضى قانون 14.07
22
و بناء على الفصل 91من قانون 14.07المعدل لظهير 12غشت
1913يمكن أن يقع هذا التشطيب بمقتضى كل عقد أو حكم مكتسب
لقوة الشيئ المقضي به .
و يبقى أهم اثر للتشطيب هو زوال الحق المقيد و انقضاؤه مما أقرنه
المشرع بمبررات تسمح بهذا التشطيب و من بينها أن المحافظ على األمالك
العقارية ال يمكنه القيام بعملية التشطيب 28إال إذا كان يستند على وثائق
تسمح بذلك.
23
غير أن نجاح هذه العملية رهين بمدى ضمانها باستقرار المعامالت ,
و نجاعتها بتحديد االلتزامات و وضوحها و دقتها و في مساهمتها المباشرة
29
في خلق االطمئنان عند ولوج ميدان االستثمارات العقارية
و بالرجوع إلى القانون المدني الفرنسي فنجده يتبنى مبدئيا حرية
االختيار في المحرر العرفي و المحرر الرسمي لكن هذا المبدأ يعرف
قيودا خصوصا في العقود المبرمة و التي يحميها القانون كما هو الحال
في بيع العقار من أجل البناء .
أما بالنسبة للقانون المغربي فإنه من أهم األمور المستجدة هي ما
جاءت به المادة 12من قانون 18.00المعدل بقانون 106.12المتعلق
بوجوب تحرير جميع التصرفات الهادفة لنقل الملكية المشتركة و إنشاء
حقوق عينية عليها أو نقلها أو تعديلها أو إسقاطها ,و بهذه المادة تم
الحسم في أمر تحرير العقود المبرمة المبنية و أصبح هذا التحرير بقوة
30
القانون
و بهذا تم تجاوز كل ما يمكن أن يثير االضطراب في المعامالت
الواردة على طبقات أو محالت أو شقق في عقارات مشتركة الملكية
بحيث كان العقد عادة ما يبرم من قبل الكتاب العموميون الذي يتميزون
حسب األستاذ عبد الحق صافي بتدني مستواهم الثقافي و عدم إلمامهم
بقواعد اللغتين العربية و الفرنسية التي تحرر بها العقود عادة .و جهلهم
31
بالمعلومات القانونية خصوصا تلك المتعلقة بالملكية المشتركة
29
محمد الوكاري ,مرجع سابق ,ص591-
30
محمد بونبات,مرجع سابق ,ص49-
31
عبد الحق الصافي ,مرجع سابق ,ص83-
24
تالفيا لهذه الوضعية الشاذة قرر المشرع في المادة المذكورة أن
يتعين تحرير التصرفات القانونية الواردة على محل في عقار مشترك من
قبل أشخاص يمتهنون كتابة العقود الرسمية أو يتوفرون على تكوين
قانوني يمكنهم من النهوض بهذه المهنة على أحسن وجه و لإلشارة فقد
أثير تحفظ في مجلس النواب يتعلق بكون هذه المادة تكرس مبدأ
احتكار المهن عوض تكريس مبدأ حرية اختيار أسلوب و حرية التعاقد
مادام العقد شريعة المتعاقدين ,و القانون يتعين أن يكون أداة
32
لتنمية .و ليس أداة لعرقلتها .
كما أن هذا التمييز غير مبرر و ال يقوم على أي أساس منطقي فالمحامون
حسب المادة 30من القانون المنظم لمهنة المحاماة لهم صالحية تحرير
العقود العرفية كيف ما كان نوعها بدون تخصيص 33وهذا تعارض
صريح و صارخ مع المادة 12و لكن موجة التعديالتالتيأصدرها المشرع
أزالتاللبسو الغموضالذيكانيكتنفهذه النصوصحيثتم نسخ القانون
المتعلقبمهنة المحاماة كما وقع تعديله بمقتضى المادة 103منالقانون
رقم 28.08المتعلقبتعديل القانونالمنظم لمهنة المحاماة حيثنصتالمادة
األولىمنه علىما يتماشى مع مضمونالمادة 12خصوصا بالنسبة لألشخاص
المؤهلونلتحرير المحرراتالمتعلقة بالملكية المشتركةو التصرفاتالقانونية
التيتندرج ضمن نطاق تطبيق هذا التحرير حيثعددتالمادة المذكورة
التصرفاتالواردة علىمحلفي عقار مشتركو التييتعين تحريرها كتابة من
طرفمختصينقانونا و هيالعقودالمتعلقة بالتفويت سواء كانذلكبمقابل
32
,عبد الحق الصافي ,مرجع سابق 84-
33
ادريس الفاخوري ,مرجع سابق ,ص-57
25
كالبيع و المقايض أو بدون مقابل كالهبة و الصدقة و الحبس ثم جميع
العقود المتعلقة بتقرير حقوق عينية على محل أو شقة يستوي أن تكون
هذه الحقوق أصلية (حق االنتفاع ,حق السطحية ) أو حقوق تبعية (الرهن
الرسمي ,الرهن الحيازي ) ثم جميع العقود المتعلقة بتفويت هذه الحقوق
العينية و تعديلها أو إسقاطها و بذلك يكون المشرع قد استبعد من نطاق
تطبيق هذه المادة بعض المعامالت الواردة على محالت في عقار مشترك
الملكية و التي يمكن تحريرها من قبل غير الموثقين و المهنيين المؤهلين
قانونا لكتابة العقود السالفة و المتعلق هنا خصوصا باالتفاقات و األعمال
اإلرادية التي يترتب مجرد التزامات شخصية و على خالف هذا األمر فإن
المشرع ألزم المتعاملون في نطاق الملكية المشتركة أن يوثقوا تصرفاتهم
و ذلك في الشكل الذي يحدده القانون و عليه فالمحرر الرسمي هو ما
34
يتلقاه الموظفون العموميون الذين يخول لهم القانون مهمة التوثيق
34
تعرف الفقرة األولى في الفصل 418من ق.ل.ع الورقة الرسمية بأنها "...هي التي يتلقاها الموظفون العموميون الذين لهم صالحية توثيق34-
" ...العقود في مكان تحرير العقد
26
و ال تطرح المحررات الرسمية المبرمة من هاذين الصنفين أعاله أي مشكل
فهي تخضع للقوانين المنظمة لهاتين المهنتين
.3القضاء ,و ذلك فيما يتعلق بأحكام النهائية الصادرة منه المتعلقة بالبيع
الجبري للشقق و الطبقات و المحالت
.4اإلدارات المحلية :و ذلك كما توضحه مذكرة الدورية العامة للوكالة
35
الوطنية للمحافظة العقارية و المسح العقاري و الخرائطية
فيما يخص محاضر االتفاق بالتراضي المنجزة في إطار الفصل 42من القانون
81.07المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة
و بالرجوع إلى المادة 12التي تشكل أساس البحث في مطلبنا نجدها في فقرتها
تنص على المحرر الرسمي ,و المحرر ثابت التاريخ الذي يتم تحريره من طرف
مهني ينتمي إلى مهنة قانونية و منظمة يخولها قانونها تحرير العقود 36تم
تضيف في فقرتها الثانيةبأنه يحدد وزير العدلسنويا الئحة بأسماء
القانونو بالتالي فال
. المهنيينالمقبولينلتحرير العقودالرسميةوفقا لنصوص
عالقة لها بالالئحة التييحددها وزير العدلسنويا لتحرير هذه العقود ,التي
تعني محرريالعقودالعرفية و منخاللالفقرة األولىمنالمادة 12أعاله يتبين أن
: المشرعيشترط شرطين في الشخصالمؤهللتحرير المحرر ثابت التاريخ و هما
35
مذكرة صادرة تحت عدد 62بتاريخ 13يناير -2004
36
محمد الوكاري ,مرجع سابق ,ص-
27
-أن ينتمي إلى مهنة يخولها قانونها تحرير العقود
و تطبيقا له33ذين الش33رطين فك 33ل المهن القانوني33ة ال 33تي يخوله33ا القانون تحري 33ر
هذه العقود يمكنها ممارسة هذه الشكلية و في هذا الصدد نذكر :
ب .مهنة وكالء األعمال التي ينظمها الظهير الصادر في 12يناير 1945و هي تضم
حسب المادة األولى من هذا الظهير عدة مهن
لكن إن الشرطين السالفين الذكر ال يكفيان للقول بأن الشخص الذي يتوفران
فيه مؤهل لتصريف المحررات ثابتة التاريخ ,و ذلك أنه يتعين أن يتم تقييده
. ضمن الئحة سنوية محددة من قبل وزير العدل حماية لمصالح طرفي المعاملة
و بخصوص هذا الشرط حيث نجد بأن المشرع ميز بين األشخاص الذين يتم
قيدهم بهذه الالئحة بقوة القانون دون إلزامهم بالشروط التي يحددها النص
التنظيمي ,و األشخاص الذين يقيدون بناء على الشروط المحددة في ذلك
. النص التنظيمي
فأما الصنف األول فهم المحامون المقبولون للترافع أمام محكمة النقض كما
نصت على ذلك المادة 12المعدلة بمقتضى قانون 106.12و الصنف الثاني فهم
الذين يحددهم نص تنظيمي مشترك بقرار لوزير العدل و وزير الفالحة و
الصيد البحري و الوزير المنتدب لدى الوزير المكلف باإلسكان و التعمير
28
الئحة المهنيين القانونيين و المنظمة األخرى و شروط تقييد أعضائها في
الالئحة األساسية المحددة سنويا.
خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتمة
حاولنا على امتداد هذا العرض مالمسة األحكام الخاصة المتعلقة بالملكية
المشتركة و التي يلعب فيها العقار المحفظ أدوار طالئعية خاصة و أن
هذا األخير أصبح رافعة لتنمية و ضمانة أساسية للمبادرة الخالقة التي
تهدف إلى تطوير االقتصاد .
و أخيرا و ليس آخرا فإن نجاح تطبيق هذا القانون ,الذي يعد مكسبا
لكافة الشرائح االجتماعية و خاصة ذوي الدخل المحدود اللذين ينضوون
تحت لواء السكن االقتصادي ,يتوقف على إشاعة ثقافة التفاهم و الحوار
لتنجب النزاعات التي تصل باألشخاص إلى ردهات المحاكم و التي تصعب
مهمة الوكيل في ممارسة مهامه .
29
الـــفـــــهـــرس
العنوان
الصفحة
المقدمة 1.................................................................
المبحث األول :األحكام الخاصة في المرحلة السابقة لتأسيس الرسم
العقاري في ظل قانون الملكية المشتركة ……5……………...
المطلب األول :إعداد ملف الملكية المشتركة 5.……………….
المطلب الثاني :تأسيس الرسم العقاري في قانون الملكية
المشتركة………………………………10..................
المبحث الثاني :األحكام الخاصة في المرحلة الالحقة لتأسيس الرسوم
العقارية ……………………16……………………....
المطلب األول :التصرفات و العمليات الواردة على العقار16 ..….
المطلب الثاني :تحرير العقود في قانون الملكية المشتركة ……20
الخاتمة 26..............................................................
الفهرس 27.............................................................
30