Professional Documents
Culture Documents
الآليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري-5
الآليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري-5
Abstract
The crisis in the real estate market, revealed by the National Federation of Real Estate Developers
according to a press release from the latter, raises more than one question about the legal and economic
status of the real estate consumer, especially since the said federation has sounded the bell. alarm on
many aspects related to real estate heritage, production and consumption, which requires the search
for consumer protection guarantees in the real estate field.
Keywords consume- the buyer- seller-Warranties-protection
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
مقدمة:
ال يخفى على أحد األهمية التي يكتسيها العقار في نفوس البشر ،خاصة ذلك المخصص للسكن أو الذي سيخصص لهذا الغرض ،وهو
ما يعرف باألهمية االجتماعية للملكية الفكرية ،لكون هذه األخيرة تدفع المستهلك إلى اقتناء العقار قصد االستقرار به ،لهذا تجدر حمايته
من اي أذى وهو بصدد التعاقد.
فإن عدم المساواة بين طرفي العقد؛ البائع والمشتري المستهلك ،ينتج عنه خلل في التوازن العقدي وظهور قواعد عقارية
ومن البداهة ّ
تحتوي على شروط تعسفية ،األمر الذي أضحى يهدد مصالح المستهلك العقاري وحقوقه ،سيما في ظل معامالت عقارية تتميز بالتعقيد
أن قانون االلتزامات والعقود يبقى
وعدم الوضوح النعدام الخبرة والقدرة الكافية لإللمام بظروف التعاقد ومالبساته من جهة المشترين ،رغم ّ
اضحا في شأن ضبط التزاماتهم التعاقدية.و ً
يقصد بالمستهلك حسب المادة الثانية من القانون رقم 31.08المتعلق بتحديد تدابير لحماية المستهلك كل شخص طبيعي أو معنوي
سلع ا أو خدمات معدة الستعماله الشخصي أو العائلي.
يقتني أو يستعمل لتلبية حاجياته غير المهنية منتوجات أو ً
أم ا المورد فهو كل شخص طبيعي أو معنوي يتصرف في إطار نشاط مهني أو تجاري. ّ
ويتقيد األشخاص الخاضعون للقانون الخاص ،المفوض لهم تسيير مرفق عام ،بااللتزامات التي يفرضها هذا القانون على المورد.
وأمام عجز وعدم كفاية مقتضيات الشريعة العامة في توفير الحماية الالزمة للمستهلك العقاري ،لم يجد المشرع لذلك سوى العمل على
فرض هذه الحماية بنصوص خاصة تهدف مباشرة إلى حماية المستهلك والدفاع عن مصالحه ،ويأتي في مقدمة هذه النصوص أحكام
القانون 31.08المتعلق بتدابير حماية المستهلك ،إضافة إلى مجموعة من القوانين األخرى أهمها ،القانون رقم 39.08المتعلق بمدونة
أيضا القانون 32.09المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق 3 ،والقانون رقم 44.00
الحقوق العينية ،والقانون رقم 16.03المتعلق بخطة العدالةً ،
2 1
المتعلق ببيع العقار في طور اإلنجاز المتمم لظهير االلتزامات والعقود4 ،باإلضافة إلى القانون 18.00المتعلق بالملكية المشتركة للعقارات
6
المبنية5 ،والقانون 51.00المتعلق باإليجار المفضي إلى تملك العقار.
فالمشرع تدخل عبر هذه القوانين المذكورة أعاله ،حاول من خاللها حماية مستهلك الع قار وإحقاق مبدأ العدالة العقدية.
ّ
وبالرجوع ألهم الدراسات السابقة حول موضوع حماية مستهلك العقار نجد بحث لنيل ديبلوم الماستر في القانون الخاص مسلك قانون
العقود والعقار بكلية الحقوق بوجدة من إعداد الطالب الحسين أسديو عنوان مظاهر حماية مستهلك العقار في طور اإلن جاز بين القواعد
الظهير الشريف رقم 1.11.178الصادر في 25من ذي الحجة 22( 1432نوفمبر )2011بتنفيذ القانون رقم ،39.08منشور بالجريدة الرسمية رقم ،5998 1
الظهير الشريف رقم 1.03.202الصادر في رمضان 11( 1424نوفمبر ،)2003الجريدة الرسمية عدد 5172بتاريخ فاتح ذي القعدة 25( 1424ديسمبر 6
،)2003ص .4375
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
75
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
أن هذه الدراسات رّكزت على الجانب النظري ،الشيء الذي جعلني أبحث في
العامة والخاصة وذلك يوم الخميس 15يناير ،2015غير ّ
الموضوع قصد الوقوف أكثر على الجوانب العملية المرتبطة به.
إشكالية الموضوع:
تتجلى اإلشكالية المثارة في هذا الموضوع ،في مدى كفاية القواعد القانونية المقررة لمستهلك العقار في توفير الحماية الالزمة له؟
تحد منها؟ وتتفرع عن هذه اإلشكالية عدة أسئلة فرعية
وتحصين تعاقده في ظروف وأجواء عادلة في ظل غياب بعض المقتضيات التي قد ّ
تتمثل فيما يأتي:
-كيف استطاعت القوانين المنظمة للعقار والعالقات التعاقدية وخصوصا القانون 08ـ 31حماية مستهلك العقار في المرحلة التمهيدية
للتعاقد؟
المشرع من خالل هذه القوانين إلعادة التوازن العقدي بين المستهلك والبائع؟
ّ -ما هي التدابير واإلجراءات التي اتخذها
-وما هو الدور الذي يلعبه القضاء في توفير الحماية الالزمة لضمان حقوق مستهلك العقار؟
خطة البحث:
المبحث األول :الحماية الموضوعية لمستهلك العقار.
المبحث الثاني :الحماية الشكلية لمستهلك العقار.
المبحث األول :الحماية الموضوعية لمستهلك العقار.
2
كبير على اإل رادة ،حيث ظهر في العصر الحديث مسألة عدم التكافؤ في المعلومات بسبب عدم الخبرة.
شرع المستهلك والمورد في المادة 2من القانون .... " ، 31.08يقصد بالمستهلك كل شخص طبيعي أو معنوي يقتني أو يستعمل لتلبية حاجياته غير
عرف الم ّ
1
المهنية منتوجات أو سلعا أو خدمات معدة الستعماله الشخصي أو العائلي؛ يقصد بالمورد كل شخص طبيعي أو معنوي يتصرف في إطار نشاط مهني أو
تجاري."....
سليمان المقداد" ،مركز االرادة في العقود" ،أطروحة لنيل الدكتوراة جامعة محمد األول كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،وجدة،2017-2016 ، 2
ص.128:
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
76
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
إن تحقيق حماية موضوعية للمستهلكين في الفترة ما قبل التعاقد ترتكز باألساس على مستويين مختلفين ،أولهما إعالم المستهلك بشكل ّ
دقيق بالنقط األساسية التي تحدد موقفه النهائي في التعاقد ،كالتزام أملته مقتضيات القانون ،31.08باإلضافة إلى إسداء النصح من أجل
حماية إرادة الزبون ومصالحه كالتزام يقع على عاتق الموثقون والعدول باعتبارهم جهة قانونية موكول لها مهمة توثيق التصرفات العقارية
أن تصادف اإلرادة في طريقها وسائل أما المستوى الثاني يتعلق بحمايته من اإلشهار الكاذب والمضلل ،حيث يتعين ّ (الفقرة األولى)ّ ،
إشهار تأخذ مسارها السليم لتأدية دورها بشكل طبيعي ،بل والقتناعها اإلرادةـ فال مناص من ترك مهلة أو فترة زمنية للتفكير في شروط
العقد قبل إعالن قبوله( الفقرة الثانية).
علم ا ،أي حصلت له حقيقة العلم ،علم بالشيء يعني عرفه وتيقنه وأدركه وشعر
اإلعالم في اللغة هو اإلفضاء ،فهو ينبثق من عبارة علم ً
به.
ويراد باإلعالم اإلفضاء باألمور الخاصة ،وهو ما يتحقق في حالة المنتج أو البائع الذي يطلع الم شتري أو المستعمل على خصائص
سلعته وما يكتنف استعمالها من مخاطر.
1
توضيحا بشأن واقعة أو قضية ما".
ً تقدم
أن ّأم ا في االصطالح ،حسب قاموس ، Quilletفيعني " :بيان أو إشارة أو تعليمات يمكن ْ
ّ
يش ّكل االلتزام باإلعالم أحد أهم مصادر حماية المشتري بصفة عامة ،ذلك أنّه ال سبيل لحماية إرادته التعاقدية في مواجهة البائع المحترف،
إال من خالل إعادة المساواة في العلم بين هذين الطرفين المقبلين على التعاقد ،على نحو يستطيع معه المشتري الوقوف على مدى مالئمة ّ
هذا العقد بالنسبة إليه ،من خالل إعالمه بظروف هذا التعاقد بالقدر الذي ينير إرادته ،وذلك من أجل الحد من حاالت عدم المساواة في
نظر لما يحتويه هذا
أيضا العقود العقاريةً ،ا
التوسع في مفهوم االلتزام باإلعالم يمتد ليشمل ً ّ إن
المعرفة بين أطراف العقد المزمع إبرامهّ .
النوع من العقود من تفاوت بين المتعاقدين ،حيث ي ع ّد المنعش العقاري محترفا نتيجة لخبرته الفنية في مجال البناء ،وهذه الدراية ال تتوفر
خاص ا ،وذلك في إطار المواد من 3إلى 14
كامال ً
قسما ً
المشرع خصص له ً
ّ لدى المشتري ،وبالرجوع إلى القانون في 31.08نجد ّ
أن
من القسم الثاني.
وفرض االلتزام باإلعالم يجد أساسه في عدم التوازن االقتصادي بين طرفي العقد المتفاوض عليه ،من حيث العلم بعناصر العقد وظروفه
من الطرف المحترف في مقابل جهل الطرف المستهلك كل شيء أو على األقل توفره على معلومات قد ال تسعفه في اتخاذ القرار
2
المناسب.
ويراد بااللتزام باإلعالم في عقد البيع العقاريّ ،أنه قد يغيب على ذهن المستهل ك في كثير من األحيان الوضعية القانونية للعقار محل
المعاملة ،كما قد يجهل غالب المعطيات المتعلقة به ،فهذا االنعدام المعرفي استوجب التدخل التشريعي لحمايته ،وذلك من قبيل إقرار
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
77
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
أن االلتزام باإلعالم يجد سنده في الفصول المنظمة لعيوب الرضا في قانون االلتزامات والعقود ،ذلك ّ
أن المهني عليه هذا باإلضافة إلى ّ
أال يكتم أو يسكت عن اإلعالن عن البيانات الضرورية التي تؤثر في قرار المستهلك ،باإلضافة إلى أن هذا األخير يجب أن يكون رضاه ّ
1
في التعاقد دون وهم.
عد وسيلة من وسائلأن اعتماد مفهوم الكتمان يمتزج بعد اإلعالم ،وبالتالي ي ّ
وتبنى القضاء المغربي هذا االلتزام في بعض الق اررات تفيد ّ
حاليا) الصادر بتاريخ 3يوليوز 1986جاء فيه " يمنع
التدليس الذي يؤدي إلى إبطال العقد ،منها؛ قرار المجلس األعلى (محكمة النقض ً
المختص ة على التجزئة طبقا للفصل 19من ظهير 30شتنبر ،1983وإذا
ّ أن تصادق المصالح أرضا مجزأة قبل ْ
أن يبيع ًعلى المالك ْ
مخفي ا على المشتري هذا المعطى لو علمه لمل أقدم على الشراء ،يكون بذلك قد ارتكب في حقه
ً خالف هذا المنع وباع المالك قطعة
2
تدليسا".
نموذجا.
ا ثانيا :النصح كالتزام مقرر على عاتق محرر العقد ـ الموثقون والعدول
المشرع على ذلك صراحة في الفقرة الثانية من المادة 37من القانون 32.09جاء فيها أنّ ه" :يجب على الموثق إسداء النصح
ّ نص
وقد ّ
أن يوضح لهم األبعاد واآلثار التي قد تترتب عن العقود
يبين لهم ما يعلمه بخصوص موضوع عقدهم ،و ْ أن ّ
لألطراف ،كما يجب عليه ْ
التي يتلقاها".
أال تكون نصائحه لمصلحة طرف ضد طرف آخر ،بل عليه أن يلتزم بالحياد التام .ويمكنه وهو يوجه
والموثق وهو يقوم بهذا الواجب عليه ّ
أن يخطر األطراف ببعض الشروط التي يريدون إدراجها في نصائحه إلى الطرفين أن يعمل على تقريب وجهات نظرهم ،كما يجب عليه ْ
عقودهم ،وأ ْن يوجه لهم النصائح في المجال الضريبي ،كما ّأن ه ال يتحلل من المسؤولية الناتجة عن اإلخالل بهذا الواجب ،حتى لو كان
5
للزبون خبرة في الشؤون القانونية.
إدريس اليحياري "،حماي ة مستهلك العقار" ،رسالة لنيل دبلوم الماستر ،جامعة موالي إسماعيل ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية –مكناس-2016 ،- 1
،2017ص .13
قرار رقم ، 1653مجموعة ق اررات محكمة النقض ،الجزء الثاني ،ص ،374اورده عبد الرحمان الشرقاوي" قانون العقود الخاصة" ،الطبعة الثالثة اكتوبر ،2016 2
محمد الربيعي "األحكام الخاصة بالموثقين والمحررات الصادرة عنهم" ،الطبعة الثالثة ،2017مكتبة المعرفة مراكش ،ص .52 5
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
78
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
إن هو أخل بواجب النصح وهذا ما قضت به محكمة االستئناف بالرباط وكان القضاء في المغرب ال يتردد في تحميل الموثق المسؤولية ْ
2
بتاريخ 11دجنبر 1 1942وما قضى به المجلس األعلى في ق ارره الصادر بتاريخ 23فبراير .2005
لكن كاستثناء نجد بعض المقتضيات والتي يتعين فيها على العدل بإعالم المتعاقدين ،نجد المادة 28من المرسوم 28أكتوبر ،2008
نص ت على ما يلي ":يتعين على العدل إذا تعلق األمر بشهادات تخضع لرسوم التسجيل:
وقد ّ
-إشعار المتعاقدين بذلك ،وحثهم على أداء الواجبات لدى الجهة المختصة داخل األجل القانوني"...
المشرع حول واجب العدل من إسداء النصيحة للزبون ،ال يجعله بمنأى عن المسؤولية لكون العدل جزء ال يتج أز منّ إن صمتوعليه و ْ
3
أن يطلع األطراف على محتوى العقد وآثاره.
مهنة التوثيق فالبد ْ
الفقرة الثانية :حماية مستهلك العقار من اإلشهار الكاذب ومنح مهلة للتفكير.
ترتكز حماية المستهلك في الفترة ما قبل التعاقد على مستويين ،أولهما حمايته من اإلشهار 4الكاذب أو المضلل عن طريق الرقابة عليه
أما المستوى الثاني فيتمثّ ل في منحه مهلة للتفكير قصد التأمل في العرض المقدم إليه (ثانيا).
(أوالً)ّ ،
، C.A.R11 December 1942 – R.A.C.R. Tome XII. 62.أورده محمد الربيعي "االحكام الخاصة بالموثقين والمحررات الصادرة عنهم" ،م س ،ص 1
.51
قرار المجلس األعلى عدد 587صادر عن غرفتين بتاريخ 23فبراير 2005منشور بمجلة المجلس األعلى بغرفتين أو بجميع الغرف ،الجزء الرابع ،ص ،85 2
أورده محمد الربيعي " األحكام الخاصة بالموثقين والمحررات الصادرة عنهم" ،م س ،ص .51
محمد الربيعي " ،األحكام الخاصة بالموثقين والمحررات الصادرة عنهم" ،مرجع سابق.122-121 ، 3
لم يعرف القانون 31.08اإلشهار ،فقط اقتصر على اإلشارة للقانون 77.03المنظم لالتصال السمعي البصري ،وقد عرفت المادة الثانية من هذا األخير اإلشهار 4
بأنه" أي شكل من إشكال الخطابات المذاعة او المتلفزة والسيما بواسطة صور او رسوم أو إشكال من الخطابات المكتوبة او الصوتية التي تتم بمقابل مالي او بغيره
أما بهدف الترويج للتزويد بسلع أو خدمات بما فيها تلك المقدمة بتسمية فئتها في إطار نشاط تجاري او صناعي أو الموجهة إلخبار الجمهور أو الجتذاب اهتمامه ّ
تقليدي أوال فالحي او مهنة حرة ،وإما للقيام بالترويج التج اري لمقاولة عامة أو خاصة ،وال يشمل هذا التعريف العروض المباشرة للعموم من اجل البيع او الشراء أو
تأجير المنتجات أو التزويد بخدمات مقابل اجر".
عبد الرحمان الشرقاوي" قانون العقود الخاصة العقود الناقلة للملكية ،عقد البيع" ،طبعة ،2018دون ذكر المطبعة ،ص .92 5
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
79
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
المشرع المغربي بمقتضى الفصل العاشر من الظهير الصادر في 5أكتوبر ،1 1984بمثابة القانون المنظم للزجر
ّ وهذا الموقف اتبعه
عن الغش في البضائع ،حيث جاء فيه ما يلي ":يمنع كل إعالن مهما كان شكله يشتمل على ّادعاء ،أو بيان ،أو عرض كاذب ،أو من
أن يوقع المستهلك في الغلط ."...
شأنه ْ
ظمه في الباب األول من القسم الرابع في إطار المواد من 21إلى 24من القانون ،31.08وقد ّ
نصت المادة 21منه على أ ّنه: كما ن ّ
"دون المساس بمقتضيات المادتين 2و 67من القانون رقم 77.03المتعلق باالتصال السمعي والبصري ،يمنع كل إشهار يتضمن بأي
يض ا لالشتهار المتعلق بالقروض العقارية من خالل المواد 115
كاذبا ،"...كما تعرض أ ً
عرضا ً
ً بيانا ،أو
شكل من األشكالّ ،ادعاء ،أو ً
أن يترتب عنه من
المشرع المغربي على محاربة اإلشهار الكاذب ،لما يمكن ْ
ّ و 116من نفس القانون .وبالتالي فهذا يؤكد مدى حرص
أضرار تلحق بالطرف المستهلك.
إ ّن الهدف من تخويل المستهلك مهلة للتفكير هو تقرير مزيد من الضمانات له ،باعتباره الطرف الضعيف في العالقة التعاقدية ،وهذه
إال بعد انقضاء مدة تحدد في 7أيام ،كما هو الشأن بالنسبة
الحماية تبرر من خالل منحه مهلة التفكير قبل إبرام العقد ،فال يتم انعقاده ّ
للقانون الفرنسي لسنة 1972المتعلق ببيع المنازل أو قانون 1978المتعلق بعقود اإلقراض.
المشرع المغربي تطرق هو األخر لهذه الضمانة بمقتضى القانون 31.08السالف فيما يتعلق بعقد القرض ،ممي از بين
ّ أن
والمالحظ ّ
القروض االستهالكية والقروض العقارية.
أن مهلة التفكير ال تتوفر لمستهلك العقار في جميع نواحي عملية التعاقد ،عدا ما يرتبط بالقرض العقاري ،والعالقة هنا تكون بين
بيد ّ
المشرع ألزم
ّ مؤسسة االئتمان والمستهلك المقترض ،ال مع البائع للعقار ،فبالرجوع إلى مقتضيات المادة 120من القانون 31.08نجد ّ
أن
يوم ا من تاريخ تسلم المقترض
المقرض اإلبقاء على الشروط التي حد دها في العرض الذي وجهه للمقترض طيلة مدة ال تقل عن ً 15
إال بعد تسلمه بعشرة أيام ،وفي حالة التفاوض من جديد
للعرض ،وإمعانا من المشرع بأهمية هذه الفترة لم يسمح للمقترض قبول العرض ّ
فإن ا لمستهلك المقترض يتوفر على أجل 10أيام إضافية للتفكير من تاريخ
في شأن واحد أو أكثر من شروط عقد القرض العقاريّ ،
التوصل بالمعلومات المنصوص عليها في المادة 125من نفس القانون المذكور أعاله.
فإن منح مهلة التفكير تساعد المستهلك العقاري -في إطار القرض العقاري -في اختيار العرض المناسب له ،وذلك بفحصه عموما ّ
ً
تبين له العكس تخلى عنه.
ْ ّإن
و عليه، أقبل اته
ر لقد مالئمته مدى له نتبي
ْ ّ إن حيث حدة، على استهودر
الظهير الشريف رقم 1.83.108الصادر في 9محرم 5( 1405اكتوبر ،)1984الجريدة الرسمية عدد 3777بتاريخ 27جمادى االخرة 20( 1405مارس 1
،)1985ص .395
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
80
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
المشرع المغربي على توفير مجموعة من الضمانات للمستهلك العقاري ،من خالل مختلف النصوص القانونية المتعلقة ببيع ّ عمل
العقارات وكرائها ورهنها ...غير ّأن نا سنقتصر في مقامنا هذا على تلك المتعلقة بعقد البيع باعتباره أهم التصرفات العقارية على اإلطالق.
المشرع المغربي البائع بعد تسليمه العقار للمشتري بقوة القانون ،ضمان هذا العقار ،فبالرجوع إلى الفصل 1 498من ق ل ع نجده
ّ وألزم
ألزم البائع بالتزامين أساسين :االلتزام بتسليم الشيء المبيع وااللتزام بضمانه.
المشرع لم يتناول نقل الملكية كا لتزام إضافي يتحمله البائع كما هو الحال بالنسبة لعديد من التشريعات الحديثة .حيث إ ّن
ّ أن
ويالحظ ّ
2
أن انتقال الملكية يتم بمجرد إبرام عقد البيع.
القاعدة في التشريع المغربي ّ
ولذاك فإنّنا سنقتصر في هذا المطلب على االلتزامين المنصوص عليهما في الفصل 498وما يليه من ظهير االلتزامات والعقود ،والمتمثلين
في التزام المرود بتسليم الشيء المبيع (الفقرة األولى) والتزام المورد بضمان الشيء المبيع (الفقرة الثانية).
إن من أهم االلتزامات الملقاة على عاتق البائع االلتزام بالتسليم ،إذ يعتبر مدار أو جوهر عقد البيع ،إذ يعد الغاية التي يبتغيها المشتري
ّ
من إبرامه لهذا العقد.
ينص الفصل 498من ق ل ع على ما يأتي " :يتحمل البائع بالتزامين أساسيين:
ّ
1
- 2االلتزام بضمانه".
عبد القادر العرعاري "،العقود الخاصة الكتاب األول عقد البيع" ،مطبعة األمنية الرباط ،طبعة ،2017ص.170 : 3
ينص الفصل 499من ق ل ع على أنه ":يتم التسليم حين يتخلى البائع أو نائبه عن الشيء المبيع ويضعه تحت تصرف المشتري بحيث يستطيع هذا حيازته 4
بدون عائق".
محمد العروصي "،المختصر في بعض العقود المسماة عقد البيع والمقايضة والكراء" ،مطبعة مرجان مكناس ،الطبعة الثالثة ،2014ص.148 : 5
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
81
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
بالرجوع إلى مقتضيات الفصلين 1 500و 2 501من قانون االلتزامات المغربي نجدها حددت طرق التسليم المتمثّلة في تسليم المنقوالت
أن ما يهمنا بهذا الخصوص هو تسليم العقارات.
إال ّ
وتسليم العقاراتّ ،
أال يكون ثمة عائق يمنع المشتري من وضعفإن التسليم يتم عن طريق التخلي عن مفاتيحها ،وكل ذلك شريطة ّ
وإذا كانت من المباني ّ
أرضا زراعية
اليد عليها .واألمثلة على ذلك كث يرة يمكن االقتصار على ذكر بعضها ،كما هو الشأن بالنسبة لحالة الفالح الذي يبيع ً
يتعين
فإنه ّ
أيضا الحالة التي يبيع فيها شخص شقة ما ّفالتسليم يتم عن طريق تخليه عنها وذلك بالكف عن زراعتها وجني محصولها ،و ّ
عليه تسليم مفاتيحها للمشتري ونقل ما فيها من األمتعة واالمتناع عن مباشرة أي حق من الحقوق ..ولعل هذه االعتبارات هي التي دفعت
بأن التسليم في بيع العقارات
المشرع قد اعتبر في الفقرة األولى من الفصل 500من ق ل عّ .
ّ أن
الفقه المغربي إلى القول إ ّنه بالرغم من ّ
بأن هذا
حكمياّ ،
ً تسليما
ً إال
أن هذا التسليم ليس في الواقع ّ
إال ّ
يتم بتخلي البائع عنها وتسليم مفاتيحها للمشتري إذا كانت من المبانيّ ،
إال بانتقال الحيازة الفعلية للعقار من البائع للمشتري.
التسليم ال يكتمل ّ
بالرجوع للمقتضيات القانونية التي تناولت موضوع التسليم في قانون االلتزامات والعقد المغربي ،يتب ّين لنا ّأن ها وسعت من مجاله ،ذلك
أيض ا بتسليم ثماره وزوائده مدنية كانت أم طبيعية ابتداء من وقت فإن البائع ملزم ً
ّأنه إضافة لتسليم الشيء موضوع البيع في حد ذاتهّ ،
البيع.
فإن الفصل 517من قانون االلتزامات والعقد جعله شامال لكل ما يوجد فيها من مباني وأشجار كما يشمل فيما يتعلق ببيع األرضّ :
أن الثمار المعقودة والمحصوالت المعلقة باألغصان أو الجذور وال النباتات
المزروعات التي لم تنبت ،والثمار التي لم تعقد؛ في حين ّ
خشب ا ،واألشياء المدفونة بفعل اإلنسان
ً إال
المغروسة في األوعية ،وال تلك المعدة لقلعها وإعادة غرسها ،وال األشجار التي ال ينتفع بها ّ
3
والتي ال يرجع عهدها إلى قديم الزمان.
إما باالستعمال الذي يباشره ينص الفصل 501من ق ل ع على أنّه :يتم تسليم الحقوق المعنوية ،كحق المرور مثالًّ ،
إما بتسليم السندات التي تثبت وجودها ،و ّ
2
المشتري لها برضى البائع .وإذا اقتضى استعمال الحقوق المعنوية حيازة شيء معين ،وجب على البائع أن يمكن المشتري من وضع اليد عليه بدون عائق.
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
82
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
1
بأن بيع البناء يشمل األرض الذي أقيم عليها كما يشمل ملحقاه المتصلة به
أم ا بخصوص البناء :فقد جاء الفصل 518من ق ل ع ّ ّ
2
مكمال لألقفال.
ً اتصال قرار كاألبواب والنوافذ والمفاتيح التي تعتبر جزًءا
أن للمشتري ثمار الشيء وزوائده سواء كانت مدنية أو طبيعية ابتداء من وقت تمام البيع ويجبينص الفصل 515من ق ل ع على ّ ّ
أما الفصل 522من ق ل ع فينص على ّأنه إذا تعلق البيع باألشياء التي تتجدد بعد قطعها
تسليمها إليه معه ما لم يقض االتفاق بخالفهّ ،
فإنه ال يشمل خلفها ويشمل بيع الخضر واألزهار والفاكهة ما وجد منها
اردا على قطفه أو جذة منها ّ أو جني غلتها كالدرق والفصة وكان و ً
أما الفصل 3 524من ق ل ع فقد اعتبر معلقا بأصله وكذلك ما ينضج منها أو ينفتح بعد البيع إذا كان يعتبر من التوابع ال من الخلفّ ،
أما الثمار المعقودة فتكون للبائع ما لم يتفق على خالف ذلك.
أن بيع األشجار يشمل األرض المقامة عليها و ثمارها التي لم تعقدّ ،
ّ
أن التسليم يحصل فور إبرام العقد ،إ ّال ما تقتضيه طبيعة الشيء المبيع ،أو العرف في الزمن.
الظاهر من خالل الفصل 504من ق ل ع ّ
أن تجلب باقي السلع من
إن هناك من األشياء ما ال يتطلب تسليمها في الحال ،ومنها البيع الذي يتم فيه تقديم أنموذج معين على ْ
حيث ّ
4
سوق ما ،أو تصنع بعد وقت معين كاف لصنعها.
أن تؤجل ت سليم المبيع ،على غرار طبيعة الشيء وإذا كان الفصل السالف الذكر لم يتطرق التفاق األطراف كأحد األسباب التي يمكن ْ
5
أن القواعد المتعلقة بالتسليم هي قواعد مكملة ال آمرة.
فإن ذلك ال يعني إمكانية استبعاد اتفاق األطراف ما دام ّ
أيضا العرفّ ،
المبيع و ً
ينص الفصل 518من ق ل ع على ّأنه :بيع البناء يشمل األرض التي أقيم عليها ،كما يشمل ملحقاته المتصلة به اتصال قرار كاألبواب والنوافذ والمفاتيح التي ّ
1
تعتبر جزءا متمما لألقفال .ويشمل كذلك األرحية واألدراج والخزائن المثبتة فيه ،وأنابيب المياه والمواقد المثبتة بجدرانه.
ينص الفصل 524من ق ل ع على ّأنه بيع األشجار يشمل األرض القائمة عليها ،كما يشمل ،ثمارها التي لم تعقد.
ّ
3
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
83
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
أن مكان التسليم هو محل وجوده وقت البيع ،وهذا ما أ ّك دت عليه الفقرة األولى من الفصل 502من قانون
أن القاعدة العامة هي ّ
غير ّ
موجود ا فيه عند البيع ،ما لم يتفق على غير
ً أن يتم التسليم في المكان الذي كان الشيء
بأنه يجب ْ
االلتزامات والعقود ،التي جاء فيها ّ
المشرع المغربي على خالف الوضع بالنسبة لزمان التسليم الذي لم يشر فيه إلى مسألة اتفاق األطراف كسبب لتأجيل
ّ أن
ذلك .بمعنى ّ
3
أن تتفق على محل آخر.
استثناء يعود إلرادة األطراف التي يمكنها ْ
ً التسليم ،جعل لقاعدة تسليم الشيء المبيع في محل وجوده وقت العقد
أ -حصول الهالك بفعل البائع .إذا حصل الهالك بفعل أو خطأ من البائع وكان الشيء المبيع معينا بالذات فإن المشتري يكون له الحق
4
في أن يطالب البائع بقيمة ذلك الشيء أو بتعويض يعادل النقص في قيمته على نحو ما كان يمكن أن يفعله ضد أي شخص من الغير
مثيال له في الصنف
أن يسلم للمشتري ً
فإن البائع يلزم ب ْ
أما إذا كان الشيء المبيع معينا بالنوع (مثلي) ّ
5
(الفصل 513من ق ل ع) ّ .
6
إن كان له محل.
والمقدار والكل مع حفظ حق المشتري في المطالبة بالتعويض ْ
ينص الفصل 500من ق ل ع على أنّه ":يتم التسليم بطرق مختلفة: ّ
1
- 1تسلم العقارات بتخلي البائع عنها ،وبتسليم مفاتيحها إذا كانت من المباني ،بشرط أال يكون ثمة عائق يمنع المشتري من وضع اليد عليها.
.
- 2تسلم األشياء المنقولة بمناولتها من يد إلى يد أو بتسليم مفاتيح العمارة أو الصندوق الموضوعة فيه ،أو بأي وجه آخر جرى به العرف
- 3يتم التسليم ولو بمجرد رضى الطرفين ،إذا كان سحب المبيع من يد البائع غير ممكن وقت البيع ،أو كان المبيع موجودا من قبل في يد المشتري على وجه
آخر؛
- 4إذا كان المبيع عند البيع موجوداً في مستودع عام ،فإن حوالة أو مناولة شهادة إيداعه أو تذكرة شحنه أو نقله تكون بمثابة تسليمه.
أن
ينص الفصل 513من ق ل ع على أنّه ":إذا كان المبيع شيئا معينا ،وهلك هذا الشيء أو تعيب قبل التسليم بفعل البائع أو بخطئه ،كان للمشتري الحق في ْ
ّ
5
أن يفعله ضد أي شخص من الغير. يطالبه بقيمته أو بتعويض يعادل النقص في قيمته ،على نحو ما كان يمكن ْ
وإذا ورد البيع على شيء مثلي ،إلتزم البائع بأ ْن يسل م مثيال له في صنفه ومقداره والكل مع حفظ حق المشتري في تعويض أكبر ،إذا كان لهذا التعويض محل.
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
84
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
أن يتم بفعل المشتري، ب -حصول الهالك بفعل المشتري .في مقابل الوضعية السالفة الذكرّ ،
فإن هالك الشيء المبيع محل التسليم يمكن ْ
فإنه إذا هلك
المشرع المغربي قد جعل الهالك على مسؤولية المشتري ،حيث ّإنه طبقاً للفصل 514من ق ل ع ّ ّ فإن
وفي هذه الحالة ّ
1
كامال.
الشيء المبيع أو تعيب قبل التسليم بفعل المشتري أو بخطئه وجب على هذا األخير تسلمه في الحالة التي هو عليها ،ودفع الثمن ً
فإن البائع يتحمل بضمان الشيء المبيع حتى يتمكن المشتري من االستفادة
باإلضافة لاللتزام بنقل الملكية وااللتزام بتسليم المبيع للمشتري ّ
فإن الضماننص الفصل 532من ق ل ع ّ أعد له هذا الشيء بطبيعته أو بمقتضى االتفاق ،وحسب ّ بالشيء المتعاقد عليه وفقاً لما ّ
الواجب على البائع للمشتري يشمل أمرين:
أولهما حوز المبيع والتصرف فيه بال معارض (ضمان االستحقاق) وثانيهما عيوب الشيء المبيع (ضمان العيب) والضمان يلزم البائع
2
بقوة القانون ،وحسن نية البائع ال يعفيه من الضمان.
المشرع المغربي لهذا الضمان الفصول من 532إلى 548من ق ل ع ،وهذا النوع من الضمان هو نتيجة طبيعية للغاية المتوخاة
ّ خصص
أن يستفيد من الشيء المبيع على النحو
إال إذا كان بإمكان المشتري ْ
من عقد البيع ،ذلك أنّه ال يمكن الحديث عن تحقق تلك الغاية ّ
3
المخصص لذلك.
أ :ضمان التعرض :في هذا النوع من الضمان نجد ضمان التعرض الصادر من البائع ،وضمان التعرض الصادر من الغير .وبالنسبة
لضمان التعرض الصادر من البائع فنميز فيه بين التعرض المادي والتعرض القانوني.
-التعرض المادي :التعرض المادي هو كل فعل مادي يقوم به البائع نفسه أو شخص ثالث ،ويسمى الغير ،يهدف إلى اإلخالل بحيازة
المشتري للمبيع .ويضمن البائع هنا عدم تعرضه الشخصي فقط ،وال يضمن التعرض المادي الذي يقع من الغير ،ألنه على المشتري في
أن يدافع عن ملكه ويحميه.
مثل هذه الحال ْ
ماديا قد يكون قانونيا إذا استند فيه البائع أو صاحب الحق العيني إال الحق كما إذا زعم ّأنه
إن التعرض كما يكون ً -التعرض القانونيّ :
ألن البائع ملتزم بالضمان وال يستطيع استرداد الشيء
أن االسترداد بعد البيع يعد تعرضا؛ ّ مالك للشيء أو صاحب حق عيني عليه كما ّ
محل البيع .والتعرض القانوني كما يكون سابقا لعقد البيع قد يكون الحقا له كما لو باع ملك الغير ثم كسبه .وهنا يلتزم تجاه المشتري
ألن الضمان يعد
أن يلتمس بطالن البيع ّ
أن البائع ال يحق ْ
أن يتمسك بملكية المبيع في مواجهة المشتري؛ كما ّ
ألنه ال يملك ْ
بالضمان ّ
تبعا لهذا الوصف يكون حقا دائما كحق الملكية ومن ثم يحق للمشتري ْ
أن يتمسك في مواجهة بمثابة التأمين لحق المشتري .وعدم التعرض ً
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
85
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
ألن حق الملكية الثابت للمشتري بمقتضى عقد البيع ال يسقط بالتقادم .ولكن إذا كان العقار محل عقد البيع غير
البائع بالضمان؛ وذلك ّ
1
فإن هذا األخير يخضع للتقادم.
محفظ ولم يسلم للمشتري ولم يتخذ اإلجراءات الالزمة للحفاظ على الحق ّ
موجودا عند
ً فإن البائع يضمن للمشتري االستحقاق الذي يقع ضده بمقتضى حق كان
ب :ضمان االستحقاق :باإلضافة لضمان التعرض ّ
أم ا في االصطالح القانوني فهو يفيد انتزاع
البيع .والمقصود باالستحقاق في معناه الضيق للكلمة هو ضياع حق بمقتضى حكم قضائيّ ،
وغالبا ما يكون االستحقاق مسبوًق ا بالتعرض الذي يتم به التمهيد لبلوغ هذا االستحقاق ،وقد
ً المبيع من المشتري أو تهديده بانتزاعه منه،
المشرع من قبيل االستحقاق في الفصل 534من ق ل ع كل من الحاالت اآلتية: ّ اعتبر
المشرع المغربي بمقتضى الفقرة األولى من الفصل 538من قانون االلتزامات والعقود جعل األثر المباشر لالستحقاق الكلي هو
ّ إن
ّ
أن للمشتري الحق في استرداد الثمن كامال ،ولو هلك
نص على ّ فإن الفصل 539من ق ل ع ّاسترداد كامل الثمن .واألكثر من ذلك ّ
أن البائع ملزم برد المصاريف التي
الشيء الذي حصل استحقاقه أو نقصت قيمته كال أو بعضاً بفعله أو بخطئه أو نتيجة قوة قاهرة .كما ّ
أيض ا المصاريف القضائية التي أنفقها على دعوى الضمان سواء تلك التي أقيمت ضده من قبل أنفقها بمناسبة العقد على وجه سليم ،و ً
المشرع المغربي –
ّ فإن
تم إنفاقها على الشيء المبيعّ ،
أما بخصوص المصاريف التي ّ الغير ،أو تلك التي أقامها هو شخصيا ضد البائعّ .
بأن يدفع للمشتري حسن النية كل المصروفات التي أنفقها حتىبمقتضى الفصل 540من ق ل ع – جعل البائع سيء النية ملزم ْ
3
مصروفات الزينة أو الترف.
المشرع المغربي الفصل 524من ق ل ع لألحكام التي ينبغي تطبيقها في حالة حصول مجرد استحقاق جزئي ،حيث ميز
ّ خصص
بين وضعيتين وهما كاآلتي:
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
86
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
إن المشتري كان يمتنع عن الشراء الوضعية األولى :هي حالة االستحقاق الجزئي الذي يبلغ من األهمية حدا يعيب الشيء المبيع ،وبحيث ّ
لو علم به ،ف في مثل هذه الوضعية يثبت للمشتري الخيار بين استرداد ثمن الجزء الذي حصل استحقاقه واالحتفاظ بالبيع بالنسبة الى
الباقي ،وبين فسخ البيع واسترداد كل الثمن.
أم ا الوضعية الثانية :فهي التي لم يبلغ فيها االستحقاق الجزئي من األهمية الحد الكافي لتبرير فسخ البيع ،فهنا ليس للمشتري إ ّال الحق
ّ
1
في إنقاص الثمن بقدر ما استحق.
ألن مهمة وضع التعاريف يستحسن
وخير فعل؛ ّ
المشرع المغربي على وضع تعريف قار للعيب ًا ّ ثانياً :التزام بضمان عيوب المبيع :لم يقبل
3
إسنادها للفقه بدل التشريع .2ويقصد بالعيب عند الفقهاء المراد تحديده العيب المتعلق بالشيء المبيع والموجب للحكم.
أن البائع يضمن عيوب الشيء التي تنقصالمشرع المغربي في الفصل 549من ق ل ع على ّّ أ -ضمان عيوب العقار الظاهرة :نص
من قيمته نقصا محسوبا أو التي تجعله غير صالح الستعماله فيما أعد له بحسب طبيعته أو بمقتضى العقد ،أما العيوب التي تنقص
أيضا وجود الصفات التي
يسي ار من القيمة أو االنتفاع وتلك التي جرى العرف على التسامح بشأنها فال تخول الضمان ،ويضمن البائع ً
صرح بها والتي اشترطها المشتري..
وبناء عليه إذا كان البائع غير مسؤول عن ضمان عيوب العقار الظاهرة في الحالة التي يقوم المشتري بمعاينة العقار بنفسه رغم تصريح
ً
البائع له بخلوه من هذه العيوب ،وهو ما ينطبق على بيع عقار موجود ،حيث يستطيع المشتري فحصه قبل إبرام العقد أو لحظة إبرامه،
عمليا فحص العقار المبيع ما دام ّأنه غير متحقق
ألنه من المستحيل ً فإنه ال يمكن األخذ بهذا المقتضى في بيع العقار في طور اإلنجازّ ،
ّ
بأن العقار سيكون ً
سليما من أي عيب، إال ّأنه يمكن مساءلة البائع عن الضمان على أساس تصريحاته في هذا العقد و تأكيداته ّ
الوجودّ ،
أن البائع ملزم بضمان اإلنجاز الجيد للعقار المبيع
إال ّ
فإذا ظهر في هذا العقار المبيع عيب ،كان للمستهلك الحق في الرجوع على البائع ّ
4
في طور اإلنجاز ،وكذا ضمان السير الجيد لعناصره التجهيزية.
أن البائع يكون ملزماً بضمان عيوب العقار الظاهرة بمقتضى أحكام الفصول 570و 618-7و -15 ومن خالل ما سبق نخلص إلى ّ
618من ق ل ع وفق ما تقتضيه الطبيعة الخاصة لهذا العقار ،ويتحمل المستهلك عبء إثبات هذه العيوب ،ومتى أثبتها كان البائع
مسؤوال عنها..
وبالرجوع إلى القانون رقم 31.08القاضي بتدابير حماية المستهلك نجده يحيل أيضاً على قواعد ق ل ع حيث ّ
نص في المادة 65 5منه
على تطبيق األحكام المتعلقة منه على تطبيق األحكام المتعلقة بالضمان القانوني لعيوب الشيء المبيع ،والواردة في الفصول 549و
الطيب لمنوار" ،عيوب المبيع في ضوء المذهب المالكي والنوازل الفقهية والقضائية" ،مطبعة المعارف الجديدة الرباط ،طبعة ،2016ص.14: 3
5تنص المادة 65من قانون 31.08من قانون تدابير حماية المستهلك على ما يلي " تطبق على عقود بيع السلع أو المنتوجات المبرمة بين المستهلك والمورد
األحكام المتعلقة بالضمان القانوني لعيوب الشيء المبيع والواردة في الفصول من 549إلى 575من الظهير الشريف الصادر في 9رمضان 12( 1331أغسطس
)1913بمثابة قانون االلتزامات والعقود.
أن أحكام البند الثاني من الفصل 571من الظهير الشريف بتاريخ 9رمضان 12( 1331أغسطس )1913بمثابة قانون االلتزامات والعقود ال تطبق على غير ّ
عقود بيع السلع أو المنتوجات المبرمة بين المستهلك والمورد.
خالفاً ألحكام المواد 573و 553من الظهير الشريف بتاريخ 9رمضان 12( 1331أغسطس )1913بمثابة قانون االلتزامات والعقود ،كل دعوى ناشئة عن
أن ترفع في اآلجال اآلتية ،و ّإال سقطت:
العيوب الموجبة للضمان أو عن خلو المبيع من الصفات الموعود بها يجب ْ
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
87
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
يخضع ضمان العيوب في عقد بيع العقار كأصل عام الى أحكام ضمان العيوب الخفية المنصوص عليها في قانون االلتزامات والعقود
تدخل من خالل قانون 31,08القاضي بتحديد تدابير حماية المستهلك لتدعيم هذه المشرع ّ
ّ أن
إال ّ
من الفصل 549إلى الفصل ّ ،575
مظهر من مظاهر الحماية التي يوفرها القانون للمستهلك من حيث االطمئنان إلى سالمة العقار
ًا الضمانات .ويع ّد ضمان العيوب الخفية
وصالحيتها لتحقيق الغرض المقصود منه.
فإن البائع ملزم بضمان العيوب الخفية للعقار المبيع بموجب األحكام العامة المنظمة له ،حيث
وأمام ضعف القواعد الحمائية الخاصة ّ
يلزمه ضمان عيوب الشيء التي تنقص من قيمته نقصاً محسوساً أو التي تجعله غير صالح الستعماله فيما أعد له بحسب طبيعته أو
بمقتضى العقد (الفصل 2 549من ق ل ع).
أن يقف المستهلك علىأيض ا وجود الصفات التي صرح بها أو التي اشترطها المشتري ،ومثال العيب الموجب للضمان ْويضمن البائع ً
أن يكتشف المستهلك عدم سالمة
نقص في مساحة العقار خالف ما هو متفق عليه و متضمن في عقد البيع ،أو عقد البيع االبتدائي ،أو ْ
األسس أو رطوبة مفرطة في العقار أو انسداد المجاري ،و يلحق بالعيب كذلك انتقاص الصفة الموعود بها كما لو وعد بائع عمارة بميزة
فإن ذلك يؤدي إلى فسخ العقد واسترجاع الثمن مع
فإن ثبت الضمان على البائع ّ
في التجهيزات أو في المصاعد أو في جودة في البناءْ ،
التعويض 3بمقتضى الفصل 4 556من ق ل ع.
إلى الضمان القانوني الذي يتحمله المورد عن العيوب والعيوب الخفية للشيء المبيع والذي يطبق في جميع األحوال.
يضمن البائع عيوب الشيء التي تنقص من قيمته نقصا محسوسا ،أو التي تجعله غير صالح الستعماله فيما أعد له بحسب طبيعته أو بمقتضى العقد .أما العيوب 2
التي تنقص نقصا يسي ار من القيمة أو االنتفاع ،وتلك التي جرى العرف على التسامح فيها ،فال تخول الضمان.
ويضمن البائع أيضاً وجود الصفات التي صرح بها أو التي اشترطها المشتري.
تاجر
دائما إذا كان البائع ًا
موجودا ً
ً بأنه يبيع بغير ضمان .ويفترض هذا العلم
يصرح ّ
أ -إذا كان البائع يعلم عيوب المبيع أو يعلم خلوه من الصفات التي وعد بها ولم ّ
صانعا ،وباع منتجات الحرفة التي يباشرها.
ً أو
ب -إذا صرح البائع بعدم وجود العيوب ،ما لم تكن العيوب قد ظهرت بعد البيع أو كان يمكن للبائع أن يجهلها بحسن نية.
ج -إذا كانت الصفات التي ثبت خلو المبيع منها قد اشترط وجودها صراحة أو كان عرف التجارة يقتضيها.
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
88
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
وقديما.
ً ومؤثر
ًا أن يكون ً
خفيا موجب ا للضمان وبالتالي إخضاعه إلى األحكام العامة يجب توّفر ثالث شروط هيْ :
ً وحتى يكون العيب
ال يضمن البائع عيب المبيع إ ّال إذا كان على قدر من الجسامة واألهمية التي تؤدي إ لى نقص في قيمة المبيع أو في نفعه .بحيث لو
كان المشتري يعلم به مسب ًقا ألحجم عن إبرام العقد ،أو على األقل لن يقبل بالشراء بالثمن المتفق عليه و ّإنما بثمن نقدي أقل 3 .وقد عرض
مؤثر في الفصل 549من ق ل ع الذي جاء فيه " يضمن البائع عيوب الشيء التي تنقص من قيمته أن يكون العيب ًا المشرع لشرط ْ
ّ
يسير
نقصا ًا
أما العيوب التي تنقص ً
محسوس ا ،أو التي تجعله غير صالح الستعماله فيما أعد له بحسب طبيعته أو بمقتضى العقدّ .
ً نقصا
ً
صرح
أيضا وجود الصفات التي ّ
من القيمة أو االنتفاع ،وتلك التي جرى العرف على التسامح فيها ،فال تخول الضمان .ويضمن البائع ً
بها أو التي اشترطها المشتري".
فإن العيوب التي يلتزم البائع بضمانه هي العيوب الخطيرة التي تجعل العقار المبيع غير قابل لالستعمال بحسب الغرض
وبناء عليه ّ
ً
أن المستهلك ما كان ليوافق على الشراء لو كان يعلمها أو يوافق عليه لكن بشروط أخرى.
المرصود له أو التي تنقص من منفعته لدرجة ّ
الصفة القديمة لبيع العقار:
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
89
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
مضمونا فقد تصادفه بعض المشاكل القانونية ،والتي تكون ناتجة عن خطأ في تحرير الوثيقة،
ً إن حصول المستهلك على عقاره ليس ثم ّ
أو عدم القيام باإلجراءات الالزمة أو القيام بها ناقصة من طرف المهني .األمر الذي يفرض توفير الحلول الكفيلة لحماية حق المستهلك
إن المستهلك من الضياع .ومن بين هذه اآلليات هناك التقييد االحتياطي ،والخالصة اإلصالحية ،واإليداع عندما يكون العقار محف ً
ظا ،ثم ّ
أن يكون المهني ً
ملزما باالحتفاظ بنسخة من الوثيقة التي حررها ،باإلضافة أن يضيع منه العقد الذي يثبت شرائه مما يتعين معه ْقد يحدث و ْ
1
إلى ذلك يتعين على هذا المهني إعطاء فتورة إلى المستهلك مقابل الثمن الذي أداه له.
وإذا كان عقد بيع العقار من العقود التبادلية التي يلتزم فيها البائع بنقل ملكية الشيء المبيع ،وبالمقابل يلتزم المشتري بدفع الثمن المتفق
فإن إخالل أحد الطرفين بالتزامه يخول للطرف األخر اللجوء إلى القضاء من أجل إجباره على تنفيذ مضمون
عليه ألجل إتمام البيعّ ،
االتفاق ،إعماال لقاعدة "العقد شريعة المتعاقدين".
وما يهمنا هنا هو دعوى إتمام إجراءات البيع ،هذه األخيرة يمكن تعريفها ،بأنّها الوسيلة القانونية التي يلجأ إليها أحد طرفي عقد البيع
إللزام المتعاقد باإلجراءات الالزمة إلتمام إجراءات البيع.
المطلب األول :توثيق التصرفات العقارية كآلية لضمانة حماية مستهلك العقار.
يساهم تنظيم المحررات المرتبطة بالمعامالت العقارية عامة والبيع العقاري خاصة عبر ضمان المهنية واالحترافية في الفئات التي
الفع ال لمختلف القوانين الصادرة في المجال العقاري ،فحماية مصالح المستهلك من الضياع بسبب ما يورد في
تتولى تحريرها في التطبيق ّ
إال األشخاص المؤهلون الذين يتمتعون بالكفاءة القانونية والتجربة المهنية
العقد من شروط قاسية مهمة جسيمة ال يمكن أنْ يقوم بها ّ
والضرورية ،فهم ملزمون بالكشف عن كل ما يشمل موضوع التعاقد من حيث الشروط التي يرتبها العقد بحسب ما يفرضه الواجب األخالقي
2
والمهني.
يلعب نظام التوثيق دو ار مهما في الحياة االقتصادية واالجتماعية لمختلف الشعوب والمجتمعات إذ يش ّك ل الركيزة األساسية في إثبات
3
تنوع ا على مستوى أشكال المحررات الخاضعة له.
المعامالت العقارية .ويعرف هذا النظام ً
المشرع ضرورة إبرام التصرفات العقارية في شكل محرر رسمي أو محرر ثابت التاريخ يتم تحريره من طرف محام مقبول للترافع
ّ "استوجب
أمام محكمة النقض تحت طائلة البطالن للقضاء على ازدواجية المحررات ولخلق جو من الثقة واالئتمان لدى المتعاملين وحماية حقوق
4
أطراف العالقة التوثيقية واألغيار ودعم مبدأ مسؤولية محرر العقد.
بو بكري عبد القادر "،ضوابط توثيق التصرفات العقارية في المحررات الثابتة التاريخ قراءة في مدونة الحقوق العينية" ،مقال منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد 3
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
90
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
أن المحررات التي تكون رسمية هي التي يتم تحريرها من طرف الموثقون العصريون والعدول.
ويتضح من خالل قراءة هذا الفصل ّ
أن االختصاص األصيل له هو تحرير العقود التي تهم المعامالت ويوفر الموثق تحرير البيع العقاري بمهينة عالية الكفاءة ،مؤدى ذلك ّ
3
جوا من الثقة واالئتمان لدى المتعاقدين حماية أطراف العالقة التوثيقية واألغيار.
العقارية ،ما يبعث ً
أن ما يهدد قيام الموثق بهذه الحماية ما يالحظ بخصوص تطبيق القوانين العقارية – 51.00 ،107.12 ،106.12 -على العقارات
إال ّ
ّ
المشرع من هذا الفرض كانت هي التخفيف من أزمة السكن ،اإلشكال يثار حول تحرير الموثق لهذا النوع
ّ أن غاية
غير المحفظة ،مع ّ
أن وضعية هذا العقار يلفها غموض كبير وينعدم فيها الثبات ،في نفس الوقت يكون الموثق مسؤوًال عن مضمون
من التصرفات والحال ّ
4
العقد.
أن الموثق ملزم بإسداء النصح لألطراف والذي سيستفيد منه ال محالة وستهلك العق ار ،وينضاف إليه مجموعة من البيانات
مر معنا ّ
وقد ّ
الموضوعية والشكلية التي يحتوي عليها المحرر الصادر عنه ،وإجراءات تصاحب تحريره 5 ،وفي حالة علم الموثق ببعض من البيانات
ينص الفصل 418من ق ل ع على أنّه ":الورقة الرسمية هي التي يتلقاها الموظفون العموميون الذين لهم صالحية التوثيق في مكان تحرير العقد ،وذلك فيّ
1
محمد الخضراوي ،إشكالية توثيق الترفات العقارية ومتطلبات التنمية :قراءة في القانون ،44.00مقال منشور بمجلة المحاكم المغربية ،العدد ،142شتنبر -أكتوبر، 4
ص .50
نصت على ذلك مقتضيات المواد من 36إلى 44من القانون 32.09المن ّ
ظم لمهنة المحاماة. ّ
5
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
91
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
أن تصدر عنه بالضغط والتمويه والممارس من طرف المنعش العقاري لدس شروط والتصريحات المقدمة من طرف المستهلك ،والتي يمكن ْ
تعسفية ،مخالفتها للحقيقية أو كان بإمكانه معرفتها أو العلم بها سيتحمل تبعا بفعلها المسؤولية الكاملة.
فعالة لضمان تطبيق القانون ،والتطبيق السليم لما جاء به المشرع بخصوصها
أن الورقة الرسمية التي يحررها موثق عصري أداة ّ
من المؤ ّكد ّ
المشرع في تنبيه أطراف
ّ ال يدع مجاالً للتالعب أو استغالل التفاوت االقتصادي واالحترافي بين طرفي العقد ،بهدف عدم مناقضة إرادة
العالقات التعاقدية -خاصة الطرف الضعيف -ألهمية التصرف الذي سيقدمان عليه وحماية اإلرادة من األخطار المحدقة بالعملية التعاقدية
1
نوعا من التوازن في العقد.
أن يحقق ً
والتي تتطلب التروي والحذر ،وهو ما من شأنه ْ
ب -العدول.
تفعيال للمادة 35من القانون 16,03يخاطب القاضيً إال إذا خاطب عليها قاضي التوثيق،مبدئيا وثيقة رسمية ّ
ً عد الوثيقة العدلية
ال ت ّ
المكلف بالتوثيق على الشهادات بعد إتمام اإلجراءات الالزمة ،والتأكد من خلوها من النقص ،وسالمتها من الخلل ،وذلك باإلعالم بأدائها
إال بعد تأديتها .وال تكون الوثيقة تامة ّ
إال إذا أال يخاطب على الشهادات الخاضعة لواجبات التسجيل ّ
ومراقبتها .ويتعين على القاضي ّ
كانت مذيلة بالخطاب ،وتع ّد حينه وثيقة رسمية .كما يلزم العدل بالتأ ّكد من الهوية الكاملة للمشهود عليه (المادة 3 31من القانون .)16.03
ومهما يكن في واقع الحال ،ثمة العديد من اإلشكاالت التي تعيق مهمة العدل أثناء تحريره للبيع العقاري وضمان حماية المستهلك من
الشروط المرغوب فيها وبيانه في اآلتي:
-على الرغم من كتابة الشهادة تحت مسؤولية العدلين طبقا للمادة 33من القانون ّ ،16.03
فإنه غير كاف لشمول هذه المسؤولية 4
لألخطاء المهنية فحسب ،وال يقع على عاتقه واجب النصح الذي يلتزم به الموثق.
تنص المادة 31من القانون 16.03المنظم لخطة العدالة على أنّه" :يتعين ْ
أن تشتمل الشهادة على الهوية الكاملة للمشهود عليه ،وحقه في التصرف في المشهود 3
ّ
كافيا".
أيضا على تعيين المشهود فيه تعيينًا ً
أن تشتمل الشهادة ً فيه ،وكونه يتمتع باألهلية القانونية لهذا التصرف" .يتعين ْ
تنص المادة 33من القانون 16.03المنظم لخطة العدالة على أنه ":تكتب الشهادة تحت مسؤولية العدلين في وثيقة واحدة دون انقطاع أو بياض أو بشر أو 4
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
92
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
-تأثير بطء إجراءات الوثيقة العدلية على البيع الوارد على العقارات وهو ما قد يحرم المستهلك من حق الملكية ،ويهدد الثمن المدفوع من
يفسر ضعف اإلقبال على الشهادات
قبله بالضياع ،في حالة تأخرها – اإلجراءات ،-ووقع تصرف آخر على نفس العقار ،الشيء الذي ّ
1
العدلية لتوثيق البيوع العقارية.
المشرع المغربي حاول تنظيم مهنة الخدمة التوثيقية في مجال المعامالت العقارية من خالل المادة الرابعة من مدونة
ّ فإن
وعلى أيّ ،
مقتصر على الموثقين العصريين والعدول في المحررات
ًا الحقوق العينية ،إذ بمقتضى هذه المادة يتضح ّ
أن توثيق التصرفات العقارية أصبح
2
الرسمية ،وعلى المحامين المقبولين للترافع أمام محكمة النقض في المحررات الثابتة التاريخ ما لم يوجد قانون خاص يخالف ذلك.
-تصحيح إمضاء المحامي من لدن رئيس كتابة الضبط بالمحكمة االبتدائية التي يمارس بدائرتها.
أن يمثّ ل أحد طرفيه في حالة حدوث نزاع بينهما بسبب هذا العقد"...
6تحرير العقود ،غير أنّه يمنع على المحامي الذي حرر العقد ْ
قليال ما يلجؤون إلى المحامي لتحرير العقود المنصبة على البيع العقاري ،وبالتالي يكون
أن أطراف العالقة التوثيقية ً أن نشير إلى ّبقي ْ
هناك احتكار فعلي للوثيقة الرسمية لجل العقود.
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
93
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
عد
أن تترتب عليها بعض الجزاءات .إذ ت ّأن مخالفة القواعد الشكلية من الممكن ْ
وما تجب اإلشارة إليه في هذا المجال-شكلية الكتابةّ -
جلي ا في جل القوانين العقارية حينما ألحقت
عقود البيع سيما في المجال العقاري المرتع الخصب لتطبيقات القواعد اآلمرة ،ويظهر ذلك ً
بمخالفة أحكام تحرير العقود جزاء البطالن.
أن تثار مشكلة تتعلق بنقل الملكية ،في حالة العقار المحفظ أو الذي في طور التحفيظ من البائع إلى المستهلك ،مما يتعين
إال أنّه يمكن ْ
ّ
حماية حق المستهلك من الضياع ،والخالصة اإلصالحية واإليداع فيما يتعلق بالعقار الذي في طور التحفيظ من جهة أخرى كآليات
لحماية المستهلك.
يع ّد التقييد االحتياطي الوسيلة القانونية الوحيدة المقررة للحفاظ عن الحق العيني القابل للتقييد في الرسم العقاري والذي حالت عوائق
دون تقييد السند ً
3
نهائيا.
تقييدا ً
قرار محكمة النقض عدد ،69الصادر بتاريخ 1أبريل ،2015في الملف التجاري عدد ،933-1-2014منشور بنشرة ق اررات محكمة النقض-الغرفة التجارية- 1
العدد .2015-23
حكم المحكمة االبتدائية بمراكش بتاريخ 2011-03-03ملف عدد ،2010-9-692منشور بالمجلة المغربية للدراسات القانونية والقضائية ،العدد السادس- 2
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
94
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
إما انتظار
أن يفصل فيه ّفإن التقييد االحتياطي هو إجراء لحفظ المؤقت لحق موجود منازع فيه ،وينتظر من القضاء ْ وعلى هذا اإلطار ّ
بعض اإلجراءات الالزمة لتسجيله .وبذلك يمكن للمستهلك الذي تع ّذ ر عليه تسجيل حقه بالسجالت العقارية ونظير الرسم العقاري ،لسبب
أن يسلك 2
أن يقوم بها ضد البائع .فكيف يمكن للمستهلك ْ
أن يقوم بهذا اإلجراء التحفظي ضد كل العقود التصرف التي يمكن ْ
من األسباب ْ
هذه المسطرة؟
إما:
أن ..." :يضمن طلب التقييد االحتياطي من طرف المحافظ بالرسم العقاري ّ
نص الفص 85من ظهير التحفيظ العقاري ْ
فقد ّ
بناء على سند يثبت حقا على عقار ويتعذر على المحافظ تقييده على حالته"...
ً -
أن " تحدد في عشرة أيام مدة صالحية التقييد االحتياطي المطلوب بناء على سند وال يمكن
وينص الفصل 86من نفس الظهير على ْ ّ
خالل هذه المدة قبول أي تقييد آخر لحق يقتضي إنشاؤه موافقة األطراف".
أن التقييد
والجدير بالذكر ّأنه الستصدار أمر من رئيس المحكمة االبتدائية ليس من الضروري اإلدالء بنظير الرسم العقاري ،مما يفيد ّ
5
اتفاقيا.
ً االحتياطي في هذه الحالة ال يمكن
مهم ا ،يكفل حق المستهلك من الضياع ،ويعطيه األفضلية في حماية هذا الحق ،وذلك
اء ًأن التقييد االحتياطي يع ّد إجر ً
وعليه يتضح ّ
انطال ًقا من تاريخ التقييد.
محمد خيري ،مستجدات قضايا التحفيظ في التشريع المغربي ،مطبعة المعارف الجديدة الرباط ،طبعة .2013 1
للتعمق أكثر في حاالت التقييد االحتياطي راجع محمد خيري مستجدات قضايا التحفيظ في التشريع المغربي ،مرجع سابق ،ص من 508إلى ص .537 3
محمد العلمي ،التقييد االحتياطي في التشريع العقاري والقوانين الخاصة ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية 5
واالقتصادية واالجتماعية محمد األول بوجدة ،السنة الجامعية ،2005-2004ص 41وص .42
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
95
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
إال ما هو موجود وقت العقد لكن استثناء يمكن التعامل في األشياء المستقبلية طب ًقا لمقتضيات أن األصل هو عدم جواز بيع ّ
رغم ّ
أن الفصل 613أ ّكد ّأن ه بإمكان المتعاقدين التعامل في األشياء غير الموجودة في الحال لكن يمكن وجودها
الفصل 61من ق ل ع كما ّ
في المستقبل كما في بيع السلم .والهدف من بيع العقار في طور اإل نجاز هو المساعدة في تمويل مشروعات البناء دون حاجة إلى قروض
ط ا من الثمن حتى تبلغ األشغال نهايتها
فهو بمثابة تمويل ذاتي إذ كّلما بلغت األشغال مرحلة معينة دفع مشتري العقارات في مشروع ما قس ً
1
فيتم إبرام العقد النهائي ببيع العقار.
نص على ذلك الفصل 618.3من إن المستهلك عند رغبته في شراء عقار ال يزال في طور اإلنجاز يقوم بإبرام عقد بيع ابتدائي ،كما ّ
ّ
بأن
حال يقي ْ
المشرع في حماية مشتري العقار ،جعلته يوجد ً
ّ أن رغبة
إال ّ
تبعا لتقدم األشغالّ ،
ق ل ع ويقوم المستهلك بأداء أقساط الثمن ً
إال حين إبرام عقد البيع النهائي ويقيد شراء المستهلك بصفة نهائية .وهكذا نجد الفصل 618.10 احتياطيا عقد البيع االبتدائي ّ
ً تقييدا
يقيد ً
أن يطلب من المحافظ على األمالك العقارية إجراء تقييد
ظا ْ
ينص على أنّه" :يمكن للمشتري بموافقة البائع إذا كان العقار محف ً
من ق ل ع ّ
أن تحمل على
المشرع لعبارة يمكن للمشتري ينبغي ْ
ّ احتياطي بناء على عقد البيع االبتدائي وذلك للحفاظ المؤقت على حقوقه" .واستعمال
صيغة الوجوب ال االختيار ،وذلك لكثرة المحتالين في أرض الواقع والراغبين في الربح السريع واإلثراء بال سبب وبيع العقار ألكثر من
أن ال يمنح البائع نظير الرسم العقاري
يتعين حماية المستهلك في ظل هذا الواقع .ويمنع على المحافظ عند التقييد االحتياطي ْ
واحد ،مما ّ
2
ألن يبيع العقار الواحد ألكثر من مشتري.
منعا ْ
وذلك ً
إال تملك العقار كل عقد بيع يلتزم البائع بالرجوع إلى المادة 2من القانون 51.00نجدها ّ
تنص على ما يلي " :يعتبر اإليجار المفضي ّ
بمقتضاه تجاه المكتري المتملك بنقل ملكية عقار أو جزء منه بعد فترة االنتفاع به وبعوض مقابل أداء الوجيبة المنصوص عليها في المادة
نص علىالمشرع رّكز على عملية البيع للعقار عندما ّ
ّ 8من هذا القانون وذلك إلى حلول تاريخ حق الخيار" .ويظه ر من هذا التعريف ّ
أن
أن كل عقد يلتزم البائع بمقتضاه تجاه المكتري المتملك بفعل ملكية العقار وهي العملية القانونية المتوخاة من هذا العقد غير ّأنها مسبوقة
ّ
بعملية أخرى هي انتفاع المكتري المتملك بالعقار مقابل أدائه الوجيبة المنصوص عليها من القانون ، 51.00فيظهر من هذا التعريف
3
اجتماع عقدين هما الكراء مع البيع في اإليجار المفضي إلى تملك العقار.
محمد محروك ،الوجيز في الع قود المسماة البيوعات واألكرية الواردة على العقار في ضوء آخر التعديالت ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،الطبعة األولى 1
،2017ص .177
إدريس اليحياوي ،مرجع سابق ،ص .68 2
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
96
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
تم من أجلها إيجاد التقييد االحتياطي في إطار القانون ، 107.12والتي تشمل حماية المستهلك خصوصا والحفاظ ولنفس الغاية التي ّ
المشرع كذلك على التقييد االحتياطي في القانون ( 51.00المادة 1 5منه) ،والغاية نفسها التي
ّ نص
عموما ،فقد ّ
ً على استقرار المعامالت
ظا على حقوق
تم إيجاد هذه المادة ،إذ يمكن تفسير عبارة يطلب المكتري على ّأنها جاءت على صيغ الوجوب ،وذلك حفا ً من أجلها ّ
المستهلك من ال ضياع .وعند إبرام عقد البيع النهائي يقوم المستهلك بتقييد القد النهائي الذي يأخذ تاريخ إجراء التقييد االحتياطي مما يكرس
2
حماية حقوق المستهلك.
أن يتعرض على هذا الحق أو الشراء الذي المشرع تحقيقها من النشر بالجريدة الرسمية هي ضمان علم كل من يمكن ْ ّ والغاية التي يروم
إن المستهلك الذي يدلي للمحافظة العقارية بالوثائق المثبتة لحقه يستفيد من الرتبة التي أعطيت له عند التحفيظ مع
قام به المستهلك .ثم ّ
تنص المادة 5من القانون 51.00المتعلق بالكراء المفضي إلى تملك العقارات على ما يلي " :إذا كان العقار محفظا ،يطلب المكتري المتملك من المحافظ على 1
األمالك العقارية إجراء تقييد احتياطي على الرسم العقاري بناء على عقد اإليجار المفضي إلى تملك العقار وذلك للحفاظ المؤقت على حقوقه.
يبقى التقييد االحتياطي ساري المفعول إلى غاية تقييد عقد البيع النهائي في الرسم العقاري.
يتم تعيين رتبة تقييد العقد النهائي بناء على تاريخ التقييد االحتياطي.
حماية الحقوق الواردة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي النشر واإليداع طبقا للفصلين 83و 84من ظهير التحفيظ العقاري ،دون ذكر الطبعة والمطبعة، 3
ص .19
ينص الفصل 83من ظهير التحفيظ العقاري على ما يلي" :بغض النظر عن المسطرة المقررة في الفصل 84من هذا القانون ،يمكن لصاحب حق وقع إنشاؤه أو
ّ
4
أن يطلب نشره بالجريدة الرسمية بعد إيداع الوثائق المثبتة للحق بالمحافظة العقارية.
تغييره أو اإلقرار به أثناء مسطرة التحفيظ ْ
تتابع مسطرة التحفيظ بصفة قانونية مع أخذ الحق المنشأ أو المغير أو المقر به بعين االعتبار.
يكتسب صاحب الحق المنشأ أو المغير أو المقر به صفة طالب التحفيظ في حدود الحق المعترف له به.
أن يعاد نشره من جديد ليفتح أجل شهرين للتعرض ،يبتدئ من تاريخ اإلعالن عن الحق
إذا كان اإلعالن عن انتهاء التحديد قد تم نشره بالجريدة الرسمية فيجب ْ
المنشأ أو المغير أو المقر به .وفي هذه الحالة لن تقبل ّإال التعرضات المنصبة مباشرة على الحق المذكور.
يؤخذ بعين االعتبار عند التحفيظ الحق المنشأ أو المغير أو المقر به خالل المسطرة.".
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
97
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
المطلب الثاني :الحماية القضائية لمستهلك العقار (دعوى إتمام البيع العقاري نموذجا)
المشرع بعناية خاصة وأفرد له 159فصل والتي صارت تش ّكل اإلطار ّ خصه
شيوعا على اإلطالق لذلك ًّ يع ّد البيع أحد العقود األكثر
المشرع المغربي تنظيم عقد البيع في القسم األول من الكتاب الثاني من
ّ القانوني الذي يتحرك من خالله هذا التصرف القانوني 3 .إذ تولى
ظهير االلتزامات والعقود ،بحيث عرفه في الفصل 478منه بقوله " :البيع عقد بمقتضاه ينقل أحد المتعاقدين لآلخر ملكية شيء أو حق
في مقابل ثمن يلتزم هذا اآلخر بدفعه له".
واألصل في عقد البيع ّأن ه من العقود الرضائية التي تنتقل فيها الملكية من البائع إلى المشتري بمجرد تراضيهما ،أحدهما بالبيع واآلخر
4
بالشراء ،واتفاقهما على البيع وشروط العقد األخرى.
المشرع أورد
ّ فإن
"إن اإلنسان يفكر عقارًيا"ّ ،
ونظر ألهمية العقار االقتصادية واالجتماعية وما يش ّكله من وقع على نفوس أفراد المجتمعّ ،
ًا
المشرع العقود المرتبطة
ّ عقار أو حقوق عقارية .وهذا االستثناء هو إخضاع
5
على مبدأ رضائية البيع استثناء كل ما كان موضوع البيع ًا
6
بالعقار لشكلية معينة يتعين إفراغه فيها تحت طائلة البطالن.
أن إبرام عقد البيع النهائي وف ًق ا لهذه الشكلية قد ال يتيسر في جميع الحاالت نتيجة تقاعس أحد المتعاقدين عن تنفيذ االلتزام الملقى
غير ّ
تمهيدي ا (وعد بالبيع أو عقد بيع ابتدائي) ،في انتظار إبرام
ً عقدا
على عاتقه بمقتضى العقد ،ال سيما في الحاالت التي يبرم فيها األطراف ً
أن يتملص أحد المتعاقدين من تنفيذ التزامه .وهنا تبرز أهمية دعوى إتمام بيع عقار محفظ
العقد النهائي ،إذ قد يحصل خالل هذه المدة ْ
والتي على الرغم من ذلك لم تحض بتنظيم تشريعي مستقل في القانون المغربي ،بل نشأت في أحضان القضاء نتيجة حاجة األفراد إليها.
عرفها عبد الرزاق أحمد السنهوري بكونها" :تلك الدعوى التي يرفعها المشتري في مواجهة البائع الممتنع عن تسجيل عقد البيع ،حتى
وقد ّ
ينص الفصل 84من ظهير التحفيظ العقاري على ما يلي" :إذا نشأ على عقار في طور التحفيظ حق خاضع لإلشهار أمكن لصاحبه ،من أجل ترتيبه والتمسك ّ
1
به في مواجهة الغير ،أن يودع بالمحافظة العقارية الوثائق الالزمة لذلك .ويقيد هذا اإليداع بسجل التعرضات .يقيد الحق المذكور عند التحفيظ بالرسم العقاري 1في
الرتبة التي عينت له إذا سمحت إجراءات المسطرة بذلك."..
المجدوبي طارق ،إتمام البيع بين ق ل ع و ظهير التحفيظ العقاري ،مقال منشور بمجلة القصر ،العدد - 25يناير ،2010ص .99 3
زكرياء ازريبات ،دعوى إتمام إجراءات بيع العقار المحفظ في ضوء العمل القضائي المغربي ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،وحدة القانون المدني 4
المعمق ،كلية العلم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة ابن ازهر ،السنة الجامعية ،2017-6016ص .2
زكرياء ازريبات ،دعوى إتمام إجراءات بيع العقار المحفظ في ضوء العمل القضائي المغربي ،مرجع سابق ص .2 5
البشير بن إسماعيل ،صور دعوى إتمام إجراءات بيع عقار محفظ على ضوء العمل القضائي ،مقال منشور بمجلة القانون المدني ،العدد الرابع ،سنة ، 2017 6
ص .151
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
98
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
إن ممارسة دعوى إتمام إجراءات البيع تفرض على صاحب الحق احترام الشروط القانونية المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية ّ
وفي قانون االلتزامات والعقود ،كما ّأن ها ترتبط بحاالت معينة.
أن الصفة هي التي تحدد عالقة الشخص المدعي بالشيء المدعى به والتي تعطيه الصالحية في االدعاء للمطالبة به أمام من المعلوم ّ
أن شرطأن نستنتج ّأن يكون رافع الدعوى هو نفسه من اعتدي عليه ،أو مركزه القانوني .ومن خالل هذا التعريف يمكن ْ
القضاء ،بمعنى ْ
2
الصفة في الدعوى الخاصة بإتمام إجراءات بيع العقار المحفظ ،يلزم توفره في كل من المدعي والمدعى عليه.
فبالنسبة للمدعي (المشتري) :باعتبار المشتري طرف في العالقة التعاقدية التي تربطه بالبائع ،فإنّه يكتسب صفة االدعاء من هذا المنطلق،
حيث إنّه يحق له إلزام البائع على الخضوع لقانون االتفاق قضاء ،وهذا من أجل ترتيب آثاره القانونية.
تبي ن للمحكمة ومن خالل تصفحها لوثائق الملف صحة ما نعته المدعى عليها في مواجهة طلب المدعية أعاله إذ ّأنها لم ترفق
وحيث ّ
قانون ا من حيث اإلثبات تثبت صحة ا دعاءاتها ،مما يجعل صفتها غير قائمة في الدعوى
فعال مقالها ولم تعزز دعواها بأية حجة مقبولة ً
ً
باعتبارها موعود لها بالبيع من طرف المدعى عليها األول.
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
99
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
تلقائي ا ،مما ال يسعها والحال ما ذكر إلى التصريح بعدم القبول دعوى المدعية على
ً وحيث إ ّن الصفة من النظام العام وتثيره المحكمة
1
حالتها الراهنة ومع إبقاء الصائر على عاتقها".
األهلية. •
المصلحة. •
أن البيع
إال ّاألصل في العقود أنّ ها رضائية يكفي النعقادها توافق اإليجاب والقبول بين البائع والمشتري وتحديد الثمن والشيء المبيعّ ،
محددا
ً شكال معينًا
المشرع لم يحدد ً
ّ أن 4
أن يرد في محرر مكتوب ثابت التاريخ بمفهوم الفصل 479من ق ل ع ،غير ّ العقاري يشترط ْ
5
لهذا المحرر ،وهذه الكتاب ة قد ترد في شكل محرر عرفي أو رسمي كما سبقت اإلشارة إلى ذلك.
قرار رقم 90459في الملف المدني عدد 91/6/5 /62481بتاريخ ،2015/04/02قضاء محكمة النقض العدد 90-89ص ,142 6
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
100
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
أن هناك توجهين قضائيين؛ االتجاه القضائي األول يميل إلى القول بإلزامية اللجوء إلى المحافظ العقاري، بخصوص هذا الشرط نجد ّ
التوجه القضائي الثاني فقد ذهب إلى اعتبار اللجوء إلى المحافظ
أما ّ ورفضه لتسجيل العقد قبل النظر في الدعوى أمام المحكمة االبتدائيةّ .
1
العقاري اختيارًيا وال يوجد ما يفيد اإللزامية في القانون .14.07
أما الحالة
إن دعوى إتمام إجراءات البيع ترتبط بحالتين اثنين :الحالة األولى :وجود بيع تمهيدي فيطلب المدعي إبرام البيع النهائيّ ،ّ
الثانية :فتتمثّ ل في وجود عقد نهائي في حالة العقار المحفظ ويطلب المدعي القيام باإلجراءات الالزمة لتسجيله بالرسم العقاري.
تفترض دعوى إتمام إجراءات بيع العقار الرامية إلى إبرام عقد نهائي وجود تصرف تمهيدي سابق بين الطرفين وامتناع أحد المتعاقدين
وغالبا ما يكون البائع هو المتخلف عن تنفيذ التزامه ،-لذلك فمتى امتنع البائع عن القيام بما هو ضروري لنقل
ً عن تنفيذ مع وعد به-
2
الملكية إلى المشتري ،حق لهذا األخير اللجوء إلى القضاء من أجل المطالبة بتحرير عقد نهائي .ومن الحاالت التي يلجأ فيها المشتري
إلى هذه الدعوى ،تلك التي يكون قد سبق له ْ
أن أبرم مع البائع (المدعى عليه) عقد وعد بالبيع أو عقد بيع ابتدائي.
حكم رقم 95صادر بتاريخ 2009/01/26في الملف المدني عدد ،1054/09/2008غير منشور.. 3
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
101
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
أن يرد على عقار محفظ وقد يرد على عقار غير محفظ ،وعندما نكون في حالة العقار المحفظ أن عقد البيع العقاري يمكن ْمن المعلوم ّ
ومنتجا آلثاره تجاه األغيار .فكل حق عيني
ً تاما
تثار إشكالية تقييد العقد بالرسم العقاري في حالة امتناع البائع عن ذلك ،لكي يصبح البيع ً
عد كأن لم يكن 1 ،وهذا المقتضى يجد سنده في الفصل 66 2من ظهير12
أريد على عقار محفظ ولم يسجل بالرسم العقاري الخاص به ي ّ
تم تعديله وتتميمه بالقانون 14.07وكذا الفصل 3 67من نفس الظهير.
غشت 1913المتعلق بالتحفيظ العقاري كما ّ
تم اكتسابه على عقار محفظ ال يكون له وجود أن أي حق ّ وبناء على ما سبق يكون للتقييد في الرسم العقاري أثر إنشائي ،ويقصد به ّ
ً
ابتداء من تاريخ هذا التقييد.
إال بتقييده بالرسم العقاري و ً
قانوني سواء فيما بين األطراف أو بالنسبة للغير ّ
فإن إتمام بيع العقار المحفظ ونقل ملكيته للمشتري ال يقتصر على إبرام العقد النهائي بل يبقى رهين بتقييد العقد في الرسم العقاري. لذلك ّ
فإن العقد ال ينشئ حقوًقا شخصية، فإن انتقال الملكية ال يتم بقوة القانون كأثر لعقد البيع بل نتيجة تقييد العقد في الرسم العقاري و ّ
إال ّ وهكذا ّ
4
مما يمكن معه البائع في دعوى إتمام البيع الملزم بتمكين المشتري من تقييد العقد بالرسم العقاري للقول بتمام بيعه.
ناء على العقد التمهيدي ،وبين اعتبار الحكم بمثابة عقد في
يتراوح الحكم الصادر في دعوى إتمام البيع بين الحكم بإبرام العقد النهائي ب ً
حالة امتناع المدعي عن تنفيذه.
يعمد األطراف في البداية قبل إلبرام عقد البيع النهائي إلى إبرام عقد تمهيدي (وعد بالبيع أو بالشراء أو عقد ابتدائي) ،ويكون الهدف
من رفع دعوى إتمام إجراءات البيع هو تمكين المدعي من إبرام العقد النهائي ،والمحكمة هنا تتأكد قبل الحكم في الدعوى من وفاء المدعي
أن يكون محل العقد ممكن التسليم ويدخل
أن تنفيذ هذا األخير متاح ْ
بااللتزامات الملقاة على عاتقه والمتفق عليها في العقد التمهيدي ،ومن ّ
عمال بمقتضيات الفصل 57من ق ل ع. في دائرة التعامل ً
أحكام ا قضت صراحة بإتمام البيع وذلك بتحرير العقد النهائي ،ومنها الحكم الصادر عن المحكمة االبتدائية
ً وفي هذا اإلطار نجد
بالرباط الذي جاء في منطوقه" :الحكم على المدعى عليه بإتمام إجراءات البيع مع المدعي بشأن العقار المودوع ببيعه وذلك بتحرير عقد
5
البيع النهائي وبتمكينه من حيازة فعلية وقانونية تحت طائلة غرامة تهديدية".
ينص الفصل 66من ظ ت ع على ّأنه " :كل حق عيني متعلق بعقار محفظ يعتبر غير موجود بالنسبة للغير ّإال بتقييده ،وابتداء من يوم التقييد في الرسم العقاري ّ
2
ال يمكن في أي حال التمسك بإبطال هذا التقييد في مواجهة الغير ذي النية الحسنة".
إن األفعال اإلرادية واالتفاقات التعاقدية ،الرامية إلى تأسيس حق عيني أو نقله إلى الغير أو اإلقرار به أو تغييره أو
ينص الفصل 67ر من ظ ت ع على ّأنهّ " :
ّ
3
إسقاطه ،ال تنتج أي أثر ولو بين األطراف ّإال من تاريخ التقييد بالرسم العقاري ،دون اإلضرار بما لألطراف من حقوق في مواجهة بعضهم البعض وكذا بإمكانية
إقامة دعاوى فيما بينهم بسبب عدم تنفيذ اتفاقاتهم.
إدريس اليحياوي ،مرجع سابق ،ص .90 4
حكم صادر عن المحكمة االبتدائية الرباط ملف مدني عدد 540بتاريخ ،2005/09/30غير منشور. 5
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
102
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
وجاء في منطوق حكم البتدائية الرباط " :الحكم على المدعى عليه بإتمام البيع مع المدعي بشأن السكن رقم 4الذي يشغله كما وقع
1
تحديده في عقد الوعد بالبيع المؤرخ في 14يونيو ."2000
ثاني ا :اعتبار الحكم بمثابة عقد نهائي في حالة رفض المدعى عليه إبرام العقد النهائي.
ا
تقدم المحافظ
يصادف الطرف المدعي واقع امتناع المدعى عليه عن إتمام إجراءات البيع رغم وجود حكم قضائي بذلك ،كما ّأنه إذا ّ
العقاري من أجل تسجيل هذا الحكم في الرسم العقاري سيواجه أيضا برفضه ما دام ّأنه غير معني بمنطوق الحكم القضائي من جهة ولم
المشرع المغربي لهذا اإلشكال من خالل قانون 107.12المتعلق ببيع العقار في طور
ّ يثبت امتناع البائع عن إبرام البيع النهائي .وانتبه
يوما من تاريخ توصله باإلشعار
نص في المادة 19-618على ّأن ه " :إذا رفض أحد الطرفين إتمام البيع داخل أجل ثالثين ً اإلنجاز لما ّ
المنصوص عليه في الفصل 18-618أعاله فيمكن للطرف المتضرر اللجوء إلى المحكمة لطلب إتمام البيع أو فسخ العقد االبتدائي.
2
يع ّد الحكم النهائي الصادر بإتمام البيع بمثابة عقد البيع النهائي".
ونفس المقتضى جاء في المادة 19من القانون 51.00المتعلق باإليجار المفضي إلى تملك العقار التي ّ
نص ت على ما يلي " :في حالة
يوما من توصله بإنذار بقي دون جدوى ،يمكن للمكتري
رفض البائع إبرام عقد البيع النهائي لسبب من األسباب في أجل أقصاه ثالثين ً
المتملك الذي أدى ثمن البيع كامال اللجوء إلى المحكمة طلب إبرام عقد البيع النهائي".
أن صور دعوى إتمام إجراءات بيع العقار غير واردة على سبيل الحصر ،و ّإنما توجد صور أخرى وحاالت ونشير في ختام هذا المطلب ّ
أن يوّف ر حماية لمستهلك العقار.
قضائية لهذه الدعوى تظهرها حاجة األفراد ويكرسها العمل القضائي .وهذا من شأنه ْ
حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بالرباط ،الملف المدني عدد 45/655بتاريخ ،2001/06/15غير منشور. 1
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
103
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
الخاتمة
من خالل دراستنا لهذا الموضوع ،وعلى اعتبار أن مستهلك العقار يعد محور اهتمامنا ،في هذه الدراسة ،خلصنا من خالله إلى
مجموعة من النتائج (أوال) واقترحنا بعض التوصيات التي من شأنها أن توفر حماية إضافة لمستهلك العقار (ثانيا).
أوال :النتائج
-نتيجة لما سبق ،فقطاع ا لبناء في المغرب يعد من القطاعات التي تعرف نوعا تعدد وتشتت النصوص القانونية المنظمة له،
الشيء الذي نتج عنه آثار على كلفة المساكن المقدمة من المنعش العقاري (البائع) للمستهلك مقتني العقار.
-ضعف الضمانات القانونية المقررة لمستهلك العقار في عالقته بالبائع بحكم أن هذه العالقة مختلة منذ البداية لهيمنة البائع
عليها ،عالوة على ذلك الممارسات المرتكبة من طرف المنعشين العقاريين من قبيل المضاربات العقارية ،الشروط التعسفية ،التي تؤثر
سلبا على الجانب الحمائي للمستهلك باعتباره الطرف الضعيف في العالقة التعاقدية.
ثانيا :التوصيات
-إلزامية التدخل لتنظيم عالقات استهالك العقار بموجب قواعد قانونية آمرة ،ال يمكن االتفاق على مخالفتها.
-ضرورة إفراد عقد االستهالك العقاري بمقتضيات قانونية تميزه عن العقود العادية األخرى.
-مصاحبة مستهلك العقار في معظم مراحل العقد ،والتعامل بشكل صارم م ع الشروط العقدية التي تتعارض مع النية المشتركة
لطرفي العقد.
-فرض جزاءات مدنية حمائية لمستهلك العقار تتماشى وخصوصية العقود المبرمة في إطار قانون حماية المستهلك ،و في
مقدمتها البطالن.
-تعميم الرسمية في إبرام العقود العقارية ،وذلك بهدف تحقيق استقرار المعامالت العقارية.
-التدخل لضبط قواعد دعوى إتمام إجراءات البيع بصفة عامة ،ودعوى إتمام إجراءات البيع العقاري بصفة خاصة بالشكل الذي
من شأنه أن يضمن تنفيذ المقررات القضائية الصادرة بشأنها بكل يسر ودون أن يحول دون تنفيذها أمر عارض ،و بما فيه
مصلحة لمستهلك العقار.
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
104
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
المراجع
الكتب:
-محمد الربيعي "األحكام الخاصة بالموثقين والمحررات الصادرة عنهم" ،الطبعة الثالثة ،2017مكتبة المعرفة مراكش.
-عبد الرحمان الشرقاوي" قانون العقود الخاصة العقود الناقلة للملكية ،عقد البيع" ،طبعة .2018
-عبد القادر العرعاري "،العقود الخاصة الكتاب األول عقد البيع" ،مطبعة األمنية الرباط ،طبعة .2017
-محمد العروصي "،المختصر في بعض العقود المسماة عقد البيع والمقايضة والكراء" ،مطبعة مرجان مكناس ،الطبعة الثالثة .2014
-الطيب لمنوار"،عيوب المبيع في ضوء المذهب المالكي والنوازل الفقهية والقضائية" ،مطبعة المعارف الجديدة الرباط ،طبعة .2016
-عمر أزوكار ،التقييد االحتياطي في ضوء العمل القضائي المغربي ،المغربي ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،طبعة .2015
-محمد خيري ،مستجدات قضايا التحفيظ في التشريع المغربي ،مطبعة المعارف الجديدة الرباط ،طبعة .2013
-محمد محروك ،الوجيز في العقود المسماة ال بيوعات واألكرية الواردة على العقار في ضوء آخر التعديالت ،مطبعة النجاح الجديدة الدار
البيضاء ،الطبعة األولى .2017
األطروحات والرسائل:
-سليمان المقداد "،مركز االرادة في العقود" ،أطروحة لنيل الدكتوراة جامعة محمد األول كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية
وجدة.2017-2016 ،
-أيوب اإلبراهيمي" حماية مستهلك العقار من الشروط التعسفية ـ دراسة على ضوء القانون 31.08والقوانين ذات الصلة" ،رسالة لنيل
دبلوم الماستر ،جامعة الحسن األول سطات.2016-2015 ،
-ادريس اليحياري "،حماية مستهلك العقار" ،رسالة لنيل دبلوم الماستر ،جامعة موالي إسماعيل ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية –مكناس.2017-2016 ،-
-محمد العلمي ،التقييد االحتياطي في التشريع العقاري والقوانين الخاصة ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص،
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية محمد األول بوجدة ،السنة الجامعية .2005-2004
-زكرياء ازريبات ،دعوى إتمام إجراءات بيع العقار المحفظ في ضوء العمل القضائي المغربي ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون
الخاص ،وحدة القانون المدني المعمق ،كلية العلم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة ابن أزهر ،السنة الجامعية .2017-6016
المقاالت:
-الحسن أوبحيد " ،حماية المستهلك من القروض العقارية" ،مقال منشور بمجلة المنبر القانوني ،العدد ،5أكتوبر .2013
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
105
أ .الكرياني سعيد اآلليات الحمائية للمستهلك في المجال العقاري
-أحمد عبيد الكبيسي ،دور الشريعة االسالمية في حماية المستهلك ،بحث مقدم في ندوة" ،حماية المستهلك في الشريعة والقانون" ،نظمتها
كلية الشريعة والقانون باإلمارات ، 1998 ،منشور بمجلة االبحاث المقدمة للندوة ،ص ، 1اورده الحسن أوبحيد" حماية المستهلك من
القروض العقارية" ،مجلة المنبر القانوني ،العدد 5اكتوبر .2013
-محمد الربيعي "،واجب الموثق بالنصح بين النسبية واالطالق" منشورات كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مراكش العدد
.2017 -54
-المختار العطار ،ضمان االستحقاق في البيع العقاري ،مداخلة ألقيت باليوم الدراسي بمراكش بعنوان العقار و اإلسكان بتاريخ الخميس
24أبريل ،2003سلسلة الندوات و األيام الدراسية العدد .20
-بو بكري عبد القادر "،ضوابط توثيق التصرفات العقارية في المحررات الثابتة التاريخ قراءة في مدونة الحقوق العينية" ،مقال منشور
بمجلة المحاكم المغربية عدد مزدوج ،136- 135أبريل يوليوز .2012
-أمينة ناعمي" ،توثيق التصرفات العقارية على ضوء مدونة الحقوق العينية واجتهادات محكمة النقض" ،مجلة الحقوق ،مجلة تصدر كل
نصف سنة االصدار الخامس ،ماي 2012مطبعة المعارف الجديدة الرباط.
-محمد الخضراوي ،إشكالية توثيق الترفات العقارية ومتطلبات التنمية :قراءة في القانون ، 44.00مقال منشور بمجلة المحاكم المغربية،
العدد ،142شتنبر -أكتوبر.
-المجدوبي طارق ،إتما م البيع بين ق ل ع وظهير التحفيظ العقاري ،مقال منشور بمجلة القصر ،العدد - 25يناير .2010
-لبشير بن إ سماعيل ،صور دعوى إتمام إجراءات بيع عقار محفظ على ضوء العمل القضائي ،مقال منشور بمجلة القانون المدني،
العدد الرابع ،سنة .2017
مجلة أبحاث قانونية ،المجلد العاشر ،العدد األول يونيو ،2023 ،جامعة سرت
106