Professional Documents
Culture Documents
الفوج :الخامس
الفصل :الثالث
وحدة :القانون الجنائي للعقار
عرض تحت عنوان:
1
مقدمة:
يشكل العقار األرضية األساسية إلنجاز المشاريع المنتجة للثروة كما يعتبر قاطرة للتنمية
االقتصادية واالجتماعية ،غير أن اضطالع العقار بهذه المهام يقتضي أن يكون خاضعا لنظام
قانوني تتسم فيه الملكية العقارية بالثبات واالستقرار.1
ويعتبر ظهير التحفيظ العقاري 2واحدا من القوانين الرامية إلى حماية الملكية العقارية،
وبذلك فمنذ دخول هذا النظام إلى المغرب أصبحت العقارات على نوعين :عقارات محفظة
وأخرى غير محفظة ،غير أن هذه األخيرة هي الغالبة داخل النسيج العقاري المغربي.
وبالرغم من تدخل المشرع المغربي في أكثر م ن مناسبة إلحاطة الملكية العقارية بأسس
تشريعية هامة من قبيل ظهير التحفيظ العقاري المعدل والمتمم بالقانون رقم 14.07والقانون
رقم 339.08المتعلق بمدونة الحقوق العينية ،وكذا قانون جنائي لزجر كل التصرفات التي
تخرج عن النطاق المرسوم لها ،هذا دون إغفال باقي القوانين الخاصة التي تعد كإطار مكمل
للحماية التشريعية للملكية العقارية.
إال أنه بالنظر ألهمية الوعاء العقاري في حياة األفراد ،ولقيمته التصاعدية في السوق
االقتصادية ،فقد شكل مطمعا لذوي النوايا السيئة الذين يحاولون الترامي عليه وسلبه من مالكه
الحقيقيين بشتى الطرق 4فأصبحت الملكية العقارية عرضة لظاهرة السطو واالستيالء بكل
صوره.
والواقع أن الظاهرة ليست بالجديدة بل قديمة قدم الجريمة ذاتها ،ويتجلى ذلك من خالل
أسبابها ،فتزوير الوثائق العقارية والبطائق الوطنية وانتحال الهوية ،شهادة الزور ،تقليد
األختام ،واستغالل الثغرات القانونية ،هي آفات سلبية متجذرة في الطبيعة البشرية ،غير أن
ا لقضاء كان يعطي للظاهرة بعض أوصاف الجرائم السالفة الذكر ومهما كانت األوصاف
ومهما كانت التسميات (استيالء ،سطو ،انتزاع ،)...فإن النتيجة تظل واحدة سلبية وهي امتالك
عقارات الغير بدون وجه حق .وبالتالي فإ ن الجديد هو استفحال الظاهرة وتناميها وتفشيها.
1إدريس الفاخوري ،نظام التحفيظ العقاري وفق مستجدات القانون رقم ،14.07مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ،طبعة ،2015ص
.3
2الظهير الشريف الصادر في 09رمضان 1331الموافق ل 12غشت 1913المتعلق بالتحفيظ العقاري كما وقع تغييره وتتميمه
بالقانون رقم 14/07الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.11.117في ذي الحجة 1432الموافق ل 22نوفمبر ،2011المنشور
بالجريدة الرسمية عدد 275998ذو الحجة 1432الموافق ل 24نوفمبر ،2011ص 5575وما بعدها.
3الظهير الشريف رقم 1.11.178الصادر في 25من ذي الحجة 1432الموافق ل 22نونبر 2011بتنفيذ القانون رقم 39.08
المتعلق بمدونة الحقوق العينية ،المنشور بالجريدة الرسمية عدد 5998بتاريخ 27ذو الحجة 1432الموافق ل 26نونبر ،2011ص
.5587
4ادريس الفاخوري ،الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء مدونة العقوق العينية والتشريعات العقارية الخاصة ،مطبعة النجاح
الجديدة الدار البيضاء ،الطبعة الثالثة ،2019ص .127
2
وعليه فلما كان االستيالء على العقار يصنف في خانة التجاوزات القانونية المحدودة،
وتبعا لحجم القضايا المعروضة على الجهات العليا بالبالد ،1جاءت الرسالة الملكية السامية
لتدق ناقوس الخطر ،وتحذر من أن جرائم االستيالء على عقارات الغير بلغت حد الظاهرة
الخطيرة حيث جاء فيها" :فقد أصبح االستيالء على عق ارات الغير ممارسة متكررة يدل عليها عدد
القضايا المعروضة على المحاكم ،وتعدد الشكاوى المقدمة حولها واألخبار المتواترة التي توردها
الصحافة بشأنها ،وأضحى يجسد وجود ظاهرة خطيرة تتفشى بشكل كبير ،وتستدعي التدخل الفوري
والح ازم لها تف اديا لما قد ينجم عنها من انعكاسات سلبية.2"...
فيكون بذلك ضحية االستيالء أجانب ومغاربة مقيمين بالخارج بل وحتى المغاربة المقيمين
بالوطن ،من طرف متورطون مغاربة وأجانب متدخلين في المنظومة العقارية وغيرهم ،أو
عن طريق التعاون بين كل هؤالء بحيث لم يعد االستيالء على ملك الغير يأخذ تلك الصورة
النمطية التي تعتمد على القوة والعنف بل هذه الواقعة استفحلت ليصبح هذا النشاط االجرامي
الذي يستهدف الملكية العقارية يستعمل وسائل في تزوير وكاالت بأسماء المالكين الحقيقيين
3
وأحيانا بطائق هوياتهم ،أو تزوير رسوم اإلرا ثة أو عقود الوصايا بالمغرب أو الخارج
واستغالل مسألة التذييل بالصيغة التنفيذية ،بل وحتى االلتفاف على بعض النصوص القانونية،
األمر الذي وجب معه التدخل التخاذ تدابير قضائية زجرية تنظيمية وتشريعية آنية ومستعجلة
للحد من الظاهرة.
ولظاهرة االستيالء على عقارات الغير أهمية بالغة ال على المستوى القانوني أو العملي ،فأما
على المستوى القانوني فتتجلى من خالل إبراز الدور الذي أناطه المشرع للقضاء من خالل
التدخل الحمائي للنيابة العامة ،أو القضاء االستعجالي لطرد كل محتل لعقار محفظ ،بل األكثر
من ذلك في تشتت النصوص القانونية المؤطرة للموضوع بين مختلف القوانين .أما على
المستوى العملي فتبرز من خالل توجيه الرسالة الملكية السامية حول االستيالء على عقارات
الغير هو دعوة لكل المهتمين والباحثين في المجال العقاري لالهتمام بالموضوع ،وكذا
االطالع على مختلف األحكام والقرارات القضائية ألغلب محاكم المملكة واستجالء دورها
في التصدي للظاهرة.
ولإلحاطة بهذا الموضوع أكثر ،اقتضى منا األمر بسطعليه اإلشكالية التالية :ما مدى كفاية
ونجاعة الترسانة القانونية المدنية منها والجنائية في التصدي لظاهرة االستيالء على عقارات
الغير؟
1ادريس الفاخوري ،الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء مدونة العقوق العينية والتشريعات العقارية الخاصة مرجع سابق ،ص
.127
2الرسالة الملكية السامية الموجهة لوزير العدل والحريات ،الصادرة بالرباط بتاريخ 30دجنبر .2016
3الملودي العابد العمراني ،دراسات رسمية للرسالة الملكية بتاريخ 30دجنبر ،2016مقال بأشغال ندوة خنيفرة :ظاهرة االستيالء على
عقارات الغير ،األسباب والحلول ،منشورة بمجلة المنازعات والنظم اإلجرائية ،مطبعة األحمدية ،العدد الثالث ،بتاريخ 8يوليوز ،2017
ص .95
3
وهذه االشكالية تتفرع عنها تساؤالت فرعية من قبيل:
-ما المقصود باالستيالء على عقارات الغير؟
-ما هي العوامل المساعدة على االستيالء؟
ما هي سبل التصدي لظاهرة االستيالء على عقارات الغير؟
ولمقاربة موضوع ظاهرة االستيالء على عقارات الغير ارتأينا اعتماد المنهج التحليلي مما
يساعدنا في تمحيص ا لنصوص القانونية والتعرف على أوجه القصور فيها ،والتي يستغلها
المتورطون في أفعال االستيالء على عقار الغير ،وذلك وفق التصميم التالي:
المبحث األول :تشخيص ظاهرة االستيالء على عقارات الغير
المبحث الثاني :سبل التصدي لظاهرة االستيالء على عقارات الغير
4
المبحث األول :تشخيص ظاهرة االستيالء على عق ارات الغير
يلعب العقار دورا حيويا على صعيد التنمية االقتصادية واالجتماعية بمختلف تجلياتها ،لذلك فقد أحاطه
المشرع المغربي بمجموعة من المقتضيات القانونية ،وارتقى به إلى مصاف الحماية الدستورية بموجب
الفصل 35من الدستور والذي اعتبر حق الملكية العقارية من أهم الحقوق الراجعة لألفراد التي ال يمكن
المساس بها إال بموجب القانون وفق إجراءات محددة سلفا.
وبالنظر ألهمية الملكية العقارية في حياة االفراد ولقيمتها التصاعدية في السوق االقتصادية ،فقد
شكلت مطمعا لذوي النيات السيئة الذين يحاولون الترامي عليها وسلبها من مالكيها الحقيقيين بشتى
الطرق إلى حد ظهور شبكات مؤطرة في ميدان التزوير غايتها البحث عن العقارات المهملة وخاصة تلك
العائدة لألجانب وكذا للمغاربة الم قيمين بالخارج لالستيالء عليها وحرمان مالكيها منها.
وعليه ومن أجل تشخيص ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بنوع من الدقة ،ال بد من التطرق الى
ماهية هذه الظاهرة (المطلب األول) ،ومن ثم إلى وسائل االستيالء على عقارات الغير (المطلب الثاني).
5
فاالستيالء هو إثبات اليد على المحل حاال ومآال ،أو القهر والغلبة ولو حكمت ،أما الفعل
المادي الذي يتحقق به االستيالء فإنه يختلف تبعا لألشياء واألشخاص ،وهناك من الفقه من
يعتبر االستيالء يتحقق بانتزاع المال خلسة أو عدوة بطريقة الحلية.1
وبذلك فإن االستيالء يراد به بلوغ الغاية من األمر وصيرورة الشيء في يد الشخص
قهرا وبدون رضاه ،بمعنى أن االستيالء على عقار الغير هو السطو والغصب بدون وجه حق
باستعمال القوة.
وبالرجوع إلى الفقه نجد البعض قد اعتبر االستيالء سببا لكسب ملكية األشياء التي ال
مالك لها ،عن طريق وضع اليد عليها بنية تملكها واالستيالء بهذا المعنى يتكون من عنصرين،
عنصر مادي يتجسد في الحيازة أي وضع اليد ،وعنصر معنوي وهو وجود نية التملك.2
فاالستيالء في نظره يخص ملكية األشياء المنقولة التي ال مالك لها وهو ما يعني أنه ال يمكن
استسا غته واالعتداد به في كسبملكية العقارات ،ودليله في ذلك أنه ال يمكن تصوروجود
عقارات دون مالكها ،بل حتى األراضي الموات التي ال مالك لها تكون ملكا للدولة تماشيا مع
ما نصت عليه المادة 222من مدونة الحقوق العينية.3
وهو نفس التوجه الذي صار عليه أحد الفقهاء عندما عرف االستيالء بأنه سبب من أسباب
كسب الملكية يقوم على أساس قاعدة وضع اليد على الشيء الذي ال مالك له بنية تملكه ،كما
هو الحال بالنسبة إلحياء أراضي الموات وهي مسألة يشتبه فيها نظام االستيالء بالحيازة.4
وفي ا عتقادنا فاالستيالء ليس سببا من أسباب كسب الملكية وإنما هو سبب لضياع حق الملكية،
ألن االستيالء على األمالك العقارية الذي هو موضوعنا ال ينصب فقط على العقارات التي
ال مالك لها ،وإنما يتجاوز ذلك إلى عقارات مملوكة ألصحابها ،غير أنهم قد يكونوا أجانب أو
مغاربة مقيمين بالخارج ،حيث يستغل ذوي النيات السيئة غياب مالكيها واستعمال أساليب
احتيالية كالتزوير أو التدليس قصد كسب ملكيتها والترامي عليها ،وانتزاعها بدون سند قانوني
مقبول ،وهو ما صار عليه األستاذ عبداللطيف الودناسي بقوله " :وإذا كان نظام االستيالء
مبررا وسببا معقوال لكسب المل كية ،فإنه لم يعد وسيلة لتبرير التملك ،ألن إرادة االنسان في
1أسامة أشرف "،االستيالء على عقارات الغير -العقار المحفظ -نموذجا ،"-رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،جامعة سيدي
محمد بن عبد هللا ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس ،السنة الجامعية ،2014.2015ص .11
2إدريس الفاخوري ،الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء مدونة العقوق العينية والتشريعات العقارية الخاصة مرجع سابق ،ص
.254
3تنص المادة 222من مدونة الحقوق العينية على انه "،األراضي الموات التي ال مالك لها تكون ملكا للدولة ،وال يجوز وضع اليد عليها
إال بإذن صريح من السلطة المختصة طبقا للقانون".
4محمد سوسي":االستيالء على عقارات الغير :تحديد المفهوم وأسباب الظاهرة في أراضي الجموع ،مقال منشور ضمن سلسلة المعارف
القانونية والقضائية ،مؤلف جماعي االستيالء على عقارات الغير واالسترجاع ،منشورات مجلة الحقوق ،دار نشر المعرفة ،مطبعة
المعرف الجديدة الرباط ،طبعة .2018ص .38
6
االستي الء على األشياء تعارضت إرادة غيره ومن ثم أصبح من الضروري وجود نظام يكبح
هذه اإلرادة ويحد من حريته كي ال تطغى حاجاته على حاجة غيره.1
وبالرجوع إلى المشرع المغربي نجده لم يضع أي تعريف ألفعال االستيالء على عقارات
الغير ،لكن انطالقا من الندوات العلمية واللقاءات التي تناولت هذا الموضوع بالدراسة
والتحليل ،وانطالقا من الرسالة الموجهة إلى السيد وزيرالعدل والحريات بتاريخ
30دجنبر ،2016يمكن تعريف االستيالء على عقارات الغير بأنه تلك األفعال التي أصبحت
تهدد الملكية العقارية والمزعزعة لألمن العقاري وذلك بالترامي واالعتداء عليها بالطرق غير
الشرعية وقد شكلت هذه الرسلة نقطة االنطالق الحقيقية للكشف عن واقع تعيشه العقارات
ببالدنا.2
ثانيا :تمييز االستيالء على غيره من المف اهيم المشابهة
إن أف عال االستيالء على عقارات الغير غالبا ما يشوبها شيء من الغلط بينها وبين االعتداء
المادي الذي تقوم به اإلدارة ،وأحيانا أخرى مع الحيازة والغصب.
لذلك سنميز بشكل مختصر بين االستيالء عل عقارات الغير واالعتداء المادي في إطار نزع
الملكية 3من أجل المنفعة العامة(أ) ،ثم تمييزه عن الحيازة كسبب من أسباب كسب الملكية(ب).
أ -تمييز االستيالء على عق ارات الغير عن االعتداء المادي
يرتبط االعتداء المادي بنظام نزع الملكية ألجل المنفعة العامة نظرا لكونه يمثل المظهر غير
المشروع له ،ويعد نظام نزع الملكية إ جراء قانوني تلجأ إليه الدولة والمؤسسات العمومية
إللزام الخواص على ال تخلي على ممتلكاتهم العقارية من أجل المنفعة العامة مقابل تعويض
عادل.4
إن الدولة في إطار القيام بمسؤولياتها على المستوى االقتصادي واالجتماعي واإلداري ،تحتاج
لبعض العقارات في سبيل تحقيق المصلحة العامة فتلجأ الدولة في هذا اإلطار إلى مسطرة
االقتناء بالتراضي شأنها في ذلك شأن الخواص ،5إال أنه في حالة تعذر ذلك فإنها تلجأ إلى
1عبد اللطيف الودناسي ":تملك العقار بالحيازة في التشريع المغربي" ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص جامعة القاضي
عياض ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،مراكش ،السنة الجامعية ،2000.2001الصفحة4 :
2مقتطف من الرسالة الملكية الموجهة إلى السيد وزير العدل والحريات بتاريخ 30دجنبر.2016
3القانون رقم 7.81المتعلق بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة واالحتالل المؤقت الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.81.254
الجريدة الرسمية عدد 3685بتاريخ 3رمضان 15( 1403يونيو ،)1983ص .980
4نادية بلحجاج ":حماية القضاء للملكية العقارية من االعتداء المادي" ،بحث لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص جامعة عبد المالك
السعدي ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية طنجة ،اسنة الجامعية ،2011.2012الصفحة .16
5نظم المشرع المغربي االقتناء بالتراضي في الفص 42من القانون رقم 81.07المتعلق بزع الملكية من اجل المنفعة العامة واالحتالل
المؤقت والذي جاء فيه ":إذا اتفق نازع الملكية والمنزوع ملكيته على الثمن الذي حددته اللجنة بعد نشر مقرر التخلي وعلى كيفية تفويت
العقار او الحقوق المنزوعة ملكيتها فان هذا االتفاق الذي يجب ان يبرم طبقا لمقرر التخلي ،يدرج في محضر امام السلطة اإلدارية
المحلية التابع لها موقع العقار إذا كان المنزوع ملكيته يقيم بالمكان المذكور.
أما إذا كان المنزوع ملكيته غير مقيم بذلك المكان فان هذا االتفاق يبرم وفق مقتضيات القانون الخاص بواسطة عقد عرفي او عدلي
ويبلغ الى السلطة اإلدارية المحلية وتترتب عليه ابتداء من تاريخ ايداعه لدى المحافظة على األمالك العقارية جميع االثار المنصوص
عليها في الفصل 37وكذا سحب الدعوى عند االقتضاء أمام المحكمة اإلدارية او المحكمة االستئناف أو محكمة النقض.".....
7
مسطرة نزع الملكية التي تعتبر أحد أنواع االستيالء على عقارات الغير سواء مغاربة أو
أجانب.
فغالبا ما تلجأ اإلدارة إلى وضع يدها على عقار مملوك للغير من أجل تشييد مرفق عمومي
دون أن تسلك في ذلك مسطرة نزع الملكية ألجل المنفعة العامة ،تحت غطاء االستعجال بغية
تحقيق المصلحة العامة ،وهو ما يشكل اعتداء صارخا على حق الملكية المضمون بمقتضى
الدستور.1
وقد تعددت التعاريف الفقهية التي أعطيت لالعتداء المادي من قبل الفقه ،من ذلك من
عرفه بأنه استيالء اإلدارة على عقار مملوك للغير سواء بصفة مؤقتة أو دائمة ،خارج
مقتضيات قانون نزع الملكية وخارج أي اتفاق رضائي بينها وبين المالك.2
وهناك من عرفه بقوله كون اإلدارة في سبيل اقتضاء حقوقها تتخذ وسيلة تخالف الطريق الذي
رسمه لها القانون وتكون بذلك خرجت عن المشروعية بكيفية خطيرة إلى درجة أن عمل
اإلدارة ال يمكن ربطه بالقواعد الدستورية وال بالقواعد اإلدارية.3
ومما تجدر اإلشارة إليه أن مفهوم االعتداء المادي يقرب كثيرا من مفهوم الغصب فهذا
األخير يقصد به استيالء اإلدارة على عقارات األفراد بدون سند قانوني سواء بصفة مؤقتة أو
دائمة 4إذ يصعب التمييز بينهما إال باالستناد إلى جسامةاالعتداء ،كما أن الغصب يتحقق عندما
تعمل اإلدارة عل وضع يدها على العقارات المملوكة للغير دون أن تسلك في سبيل ذلك
اإلجراءات القانونية الواجبة بمقتضى القانون.5
ب -تمييز االستيالء عن الحيازة
إن المشرع المغربي لم يعرف المقصود بالحيازة وإنما عمل على تبيان ذلك بطريقة غير
مباشرة عندما تعرض لعناصرها6في الفقرة األولى من المادة 239من مدونة الحقوق العينية
التي تنص على أنه" تقوم الحيازة االستحقاقية على السيطرة الفعلية على الملك بنية اكتسابه".
1الظهير الشريف رقم 1.11.91الصادر في 27من ذي الحجة 1432الموافق ل 29يوليوز ،2011الجريدة الرسمية عدد 6459
مكرر بتاريخ 28شعبان 1432الموافق ل 30يوليوز ،2011ص .3600
2عبد الحميد الحمداني ":العمل القضائي في مجال الغصب ونقل الملكية " ،مجلة البحوث العدد ،9لسنة ،2009ص.161 :
3محمد ايت بوزيد" حماية القاضي اإلداري االستعجالي للملكية من خالل االذن بالحيازة ورفع االعتداء المادي" رسالة لنيل دبلوم
الماستر في القضاء اإلداري جامعة محمد الخامس بالرباط السنة الجامعية ،2014.2015ص .36
4عبد الكريم بوالدل" االعتداء المادي لإلدارة على الملكية العقارية بين تنظير الفقه وتطبيقات القضاء اإلداري بحث لنيل دبلوم الماستر
في القانون العام جامعة سيدي محمد بن عبد هللا فاس كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السنة الجامعية ،2013.2014ص،
.43
5محمد الكشبور نزع الملكية ألجل المنفعة العامة – قراءة في النصوص – وفي مواقف القضاء ،مطبعة النجاح الجديدة لدار البيضاء
الطبعة الثانية ،2007ص.159 ،
6إدريس الفاخوري" الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء مدونة العقوق العينية والتشريعات العقارية الخاصة مرجع سابق ،ص
.219
8
ونظرا ألهمية الحيازة باعتبارها سببا من أسباب كسب الملكية ،فقد عمل المشرع على تنظيم
أحكامها في العديد من القوانين منها قانون االلتزامات والعقود ،1وقانون المسطرة المدنية،2
والقانون الجنائي ،3وغيرها من القوانين إلى أن جاءت مدونة الحقوق العينية التي نظمتها
بنصوص خاصة وأكثر دقة في المواد من 239إلى .263
وعليه فباستقرائنا لمقتضيات المادة 239من مدونة الحقوق العينية نجد أن المشرع استلزم
لالعتداد بالحيازة كسبب من أسباب كسب الملكية وضع اليد على الملك والتصرف فيه بنية
التملك ،وهو ما نصت عليه المادة 3من نفس المدونة على أنه":يترتب على الحيازة المستوفية
ل لشروط القانونية اكتساب الحائز ملكية العقار غير المحفظ أو أي حق عيني أخر يرد عليه
إلى أن يثبت العكس".
وبالرجوع إلى الفقه نجد البعض قد عرف الحيازة بأنها سلطة واقعية أو فعلية على شيء
منقول أو عقار أو حق عيني مرتب على شيء شريطة أن ال تكون األعمال التي يأتيها شخص
على أنها مجرد رخصة من المباحات أو التي يتحملها الغير على سبيل التسامح.4
واالعتداد بالحيازة كسبب من أسباب كسب الملكية استوجب المشرع في المادة 240من مدونة
الحقوق العينية ،مجموعة من الشروط حيث جاء فيها" :يشترط لصحة حيازة الحائز أن يكون
واضعا يده على الملك ،أن يتصرف فيه تصرف المالك في ملكه ،أن تستمر الحيازة طول
المدة المقررة في القانون.".......
وعليه فالحد الفا صل بين الحيازة واالستيالء هو الحق ،فإذا كان الحائز بوضعه يده على العقار
يريد حقه المكتسب فهنا نتكلم عن الحيازة المشروعة المثبتة للملك ،وإذا كان السطو والترامي
بدون وجه حق فذلك استيالء على ملك الغير.
كما أن المشرع حدد للحيازة مدة محددة مقرونة بوضع اليد بهدوء واطمئنان وبدون منازع
عل عقار ودون انقطاع طوال المدة المحددة بالنسبة لألقارب واألجانب ،وهذا على خالف
االستيالء والترامي واالستحواذ اللذين ال يراعى فيهما الفاعل مدة الحيازة حيث قبل انصرام
المدة المحددة أو بعدها.5
1ظهير شريف صادر في 9رمضان 12( 1331أغسطس ) 1913بمثابة قانون االلتزامات والعقود ،منشور بالجريدة الرسمية عدد
،5054ص .3183
أنظر الفصول من 101إلى 105من ظهير االلتزامات والعقود المغربي المتعلقة بالمسؤولية عن حيازة الغير.
2ظهير شريف بمثابة قانون رقم 1.74.447بتاريخ 11رمضان 28( 1394شتنبر ،)1974منشور بالجريدة الرسمية عدد 2303
مكرر بتاريخ 30شتنبر ،1974ص .2741
انظر الفصول من 166إلى 170من قانون المسطرة المدنية.
3ظهير شريف 1.59.413صادر بتاريخ 28جمادى الثانية 26( 1382نونبر )1962المتعلق بالمصادقة على مجموعة القانون
الجنائي ،منشور بالجريدة الرسمية عدد 2640مكرر ،بتاريخ 12محرم 5( 1383يونيو ،)1963ص .1253
الفصل 570من القانون الجنائي الذي يجرم انتزاع عقار من حيازة الغير.
4مأمون الكزبري التحفيظ العقاري والحقوق العينية االصلية والتبعية في التشريع المغربي ،الجزء الثاني ،شركة الهالل العربية للطباعة
والنشر ،سنة ،1987ص .67
5محمد الراقي" ،االستيالء على عقارات األجانب والمتغيبين بالمغرب زعزعة لألمن العقاري " مقال منشور بمجلة االطلس للدراسات
الفقهية والقانونية واالقتصادية والقضائية ملف خاص بمظاهرة االستيالء على عقارات الغير ،العدد ،1ص 41وما بعدها.
9
كما أ ن الحيازة تنصب على العقارات غير المحفظة وهذا ما أكدته المادة 261من مدونة
الحقوق العينية التي تنص على أنه" ال تكتسب بالحيازة:
-العقارات المحفظة...إلخ.
وعليه فال مجال لل حديث عن الحيازة في ظل العقارات المحفظة ،على خالف االستيالء الذي
ال يستثني أي نوع من العقارات سواء المحفظة منها أو غير المحفظة وسواء كانت ملكيتها
لألشخاص الذاتيين أو المعنويين مغاربة أو أجانب.
فاالستيالء أو الترامي عمل غير مشروع يهدف الى المساس بنظام الملكية العقارية وزعزعة
األ من العقاري ،في حين أن الحيازة طريق مشروع لكسب الملكية ،لكن الحائز قد يعتبر
مستوليا بدون سبب مشروع أو بدون وجه حق متى اختلت شروط الحيازة.1
ونظرا لما تشكله هذه الظاهرة من خطورة على بلدنا وحيلولتها دون تحقيق األمن القانوني
والعقاري على الوجه المطلوب ،فإن األمر يدفعنا للتساؤل عن أهم األسباب والعوامل التي
أدت إلى تفشيها واستفحالها كممارسة غير مشروعة.
الفقرة الثانية :العوامل المساعد على تفشي ظاهرة االستيالء على عق ارات الغير
تحتل الملكية العقارية مكانة متميزة على رأس األنظمة القانونية األكثر تطورا بمختلف تيارات
التقدم ،وتشكل القوانين الوسيلة الكفيلة لحماية وتقوية مناعتها ولكن في كثير من الحاالت قد
يحدث ما يجعل الترسانة القانونية غير قادرة على توفير الحماية الكافية للعقار بفعل بعض
الممارسات غير المشروعة التي تستغل ضعفه وهشاشته ،وكذا بعض الثغرات القانونية ،من
ذلك االستيالء الذي يشكل أهم صور الترامي والتعدي عل الملكية العقارية ،لكون هذه الظاهرة
قد ساهمت في ظهورها مجموعة من العوامل واألسباب(أوال) ،مما تطلب األمر صدور رسالة
ملكية تتوخى تحقيق الحماية لفئة عريضة من المالكين إن لم نقل جميعهم (ثانيا).
أوال :أسباب تفشي ظاهرة االستيالء على عق ارات الغير
من بين أهم هذه األسباب نكر ما يلي:
أ -ازدواجية وتعدد األنظمة العق ارية والجهات المتدخلة في المجال العق اري
من المسلم به أن العقار يعد أرضية مناسبة لمختلف المشاريع االقتصادية واالجتماعية على
الصعيد الوطني ،غير أن التطور التاريخي الذي مر منه النظام العقاري المغربي أفرز لنا
بنية عقارية مركبة ومعقدة ،مما نتج عنه ازدواجية األنظمة القانونية المؤطرة للعقار.غير أنه
بالرغم من محاولة المشرع تجاوز هذه االزدواجية من خالل مدونة الحقوق العينية ،فإن
النظام العقاري الزال يتسم بهذه االزدواجية ،إذ يتعايش نظام العقارات المحفظة الخاضعة
1عبد الحق السراوي ":الوضعية القانونية للعقار في طور التحفيظ" ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص جامعة القاضي عياض
مراكش ،السنة الجامعية ،2013.2014ص .170
10
لنظام التحفيظ العقاري مع نظام العقارات غير المحفظة الذي يخرج عن نطاق تطبيق هذه
األحكام.
باإلضافة إلى هذه االزدواجية فإن تعدد األنظمة العقارية والجهات المتدخلة في المجال العقاري
كان له األثر البين في استفحال ظاهرة االستيالء على عقارات الغير.
-1ازدواجية وتعدد األنظمة العق ارية
يعرف المغرب بنية عقارية مركبة ومعقدة ناتجة عن تداخل مجموعة من العوامل التاريخية
واالجتماعية واالقتصادية وغيرها ،وقد نتج عن هذه الوضعية تنوع األنظمة القانونية المؤطرة
للعقار ،مما أفرز بدوره مجموعة من اإلكراهات واإلختالالت والقيود التي تعيق تداول العقار،
وتزيد من حاالت الترامي واالستيالء عليه.
فالبنية العقارية بالمغرب تتميز بازدواجية النظام العقاري وتعدد األنظمة العقارية واختالف
الجهات المكلفة ب تدبير العقار حيت تنقسم العقارات بالمغرب إلى عقارات محفظة وعقارات
في طور التحفيظ وعقارات غير محفظة ،فبالنسبة للعقار المحفظ فهو يخضع في تنظيمه
لظهير 9رمضان 1331الموافق ل 12غشت 1913كما تم تعديله وتتميمه بالقانون ،14.07
ومدونة الحقوق العينية ،وفي المقابل ل م يكن هناك أي تشريع خاص بالعقار غير المحفظ،
حيث كان يخضع في تنظيمه لمصادر متنوعة منها ما هو مستمد من الفقه اإلسالمي
وخصوصا الفقه المالكي ومنها ما هو مستمد من القانون الوضعي.1
وبصدور مدونة الحقوق العينية تم الحسم في الخالف الذي كان سائدا حول القانون الواجب
التطبيق ،هل ظهير االلتزامات والعقود أم الفقه المالكي ،حيت نصت المادة األولى منها على
أنه " تسري أحكام هذا القانون على الملكية العقارية والحقوق العينية ما لم تتعارض مع
تشريعات خاصة بالعقار.
تطبق مقتضيات الظهير الشريف الصادر في 9رمضان 12( 1331غشت )1913بمثابة
قانون االلتزامات والعقود فيما لم يرد به نص في هذا القانون ،فإن لم يوجد نص يرجع إلى
الراجح والمشهور وما جرى العمل منه الفقه المالكي".
كما نتج عن هذه االزدواجية في أنواع العقار ،ازدواجية أيضا في مسألة التوثيق واإلثبات
باعتبار أن العالقة بين العقار والتوثيق هي عالقة مترابطة ،فنجد أن الممارسة السائدة
1عبد الرزاق اصبيحي ":مدونة الحقوق العينية بين ضرورة التوحيد وإكراهات الخصوصية" ،من أشغال الندوة الدولية المنظمة بفاس
ومجموعة البحث في المهن القانونية والقضائية وبنية البحث في الدراسات القضائية تحت عنوان " مدونة الحقوق العينية وأفاق التطبيق"
منشورات مجلة الحقوق ،سلسلة األعداد الخاصة ،7سنة ،2013ص.77
11
والطاغية هي تناول التوثيق العدلي للعقار غير المحفظ ،في حين يتناول التوثيق العصري
العقارات المحفظة بشكل عام ،رغم أنه ال يوجد نص قانوني يقيده بذلك.1
ومما تجدر اإلشارة إليه أن الملكية العقارية غير المحفظة هي الغالبة في النسيج العقاري
المغربي ،حيث تعترض نظام العقارات غير المحفظة مجموعة من الصعوبات واإلكراهات
مما يشجع عمليات السطو والترامي على هذا النوع من العقارات ،من ذلك:
هشاشة الوضعية القانونية والمادية للعقارات غير المحفظة ،فالعقود العدلية التي يتم
االعتماد عليها إلثبات الملكية غالبا ال تتوفر على المعلومات الكافية من حيث مساحة العقار
وحدوده و مشتمالته.
عدم استقرار الوضعية القانونية لهذه العقارات ،وكذا التصرفات التي ترد عليها وهو ما
يجعلها عرضة للنزاعات ،مما يعرض حقوق أصحابها للضياع بفعل االعتداء واالستيالء
عليها.
باإلضافة إلى ازدواجية النظام العقاري بالمغرب ،نجد تعدد وتنوع هياكله ،فإلى جانب الملكية
الخاصة التي تشكل حوالي % 75من الوعاء العقاري الوطني ،نجد أمالك الدولة العامة
والخاصة ،والملك الغاوي ،وأمالك الجماعات الترابية ،واألراضي الساللية وأراضي الجيش،
واألمالك ا لوقفية ،وإن كان هذا التعدد ال يمثل إشكاال في حد ذاته ،إال أن طريقة تدبيره تنطوي
على مجموعة من اإلكراهات التي تؤثر على تأمين الوضعية القانونية لهذه األنظمة العقارية
المتعددة ،خاصة وأن هذه األنظمة العقارية بدورها لم تسلم من السطو عليها من لدن مافيا
العقار.
ونحن بدورنا ال نرى أي مانع في استمرار هذه الهياكل شريطة تحديث المنظومة القانونية
المؤطرة لها بما يؤهلها لالنخراط في التنمية االقتصادية واالجتماعية.
-2تعدد الجهات المتدخلة والنصوص الق انونية المنظمة للعق ار
من الطبيعي أن تعدد وتنوع البنية العقارية كان له أثر على عملية ضبط المجال العقاري
وتنظيمه على المستوى المؤسساتي ،فمن حيث الجهات المتدخلة في تدبير وضبط المجال نجد
وزارة االقتصاد والمالية ،وزارة الداخلية ،وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ،والوزارة
المكلفة بالتجهيز والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر وغيرها من المؤسسات،
ويترتب على هذه الوضعية جملة من االكراهات ،ذلك أن تعدد الجهات المتدخلة في تدبير
الملك العقاري يطرح إشكالية التنسيق بين هذه الجهات ،وعدم توحيد الرؤية بخصوص كيفية
ضبط هذه األمالك مما يترتب عنه مجموعة من االختالالت.2
1أنيسة الهردوز ":األ من القانوني في الملكية العقارية بين التشريع والقضاء" ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،جامعة عبد
المالك السعدي طنجة ،السنة الجامعية ،2014.2015ص.69
2تقرير تركيبي حول واقع قطاع العقارات بالمغرب على ضوء المناظرة الوطنية في موضوع السياسة العقارية للدولة ودورها في
التنمية االقتصادية واالجتماعية بتاريخ 8دجنبر ،2015ص .11-10
12
صعوبة ضبط الوضعية المادية للعقار من شأنها طرح إشكالية اإلثبات مما يسهل الترامي
عليه من طرف الغير وإبرام التصرفات القانونية بشأنه.
استمرار حاالت االعتداء المادي لإلدارة على أمالك الخواص مما يشكل مساسا بحق
الملكية المضمونة دستوريا.
تعدد المنازعات بين األنظمة الع قارية نتيجة تعقد المنظومة القانونية والمساطر مما ينتج
عنه تعذر تصفية الوضعية القانونية للوعاء العقاري.
سوء تدبير النزاعات العقارية وغياب قضاء متخصص في النزاعات العقارية ،األمر الذي
يؤدي إلى طول أمد البت في القضايا العقارية.......إلخ.
إن ما يميز المنظ ومة القانونية المنظمة للعقار بالمغرب هو تنوعها وتعقدها ،مما أثر
أحيانا كثيرة على تداول الملكية العقارية وشجع في تنامي حاالت الغصب والسطو على أمالك
الغير ،وهو ما دفع بالمشرع المغربي الى التدخل قصد مالئمة النصوص القديمة من خالل
مجموعة من التعديالت همت مجموعة من النصوص القانونية غير أن هذا األمر زاد من
تعقيد الترسانة القانونية نظرا لكثرة النصوص القانونية وتشتتها ،فالتضخم التشريعي من شأنه
المساس بحق الملكية ،فعندما تتم صياغة القوانين في كل حالة مستجدة ،فإن ذلك يترتب عليه
تضخم القوانين وثانيا تعقدها وصعوبة اإللمام بها جميعا.
هذه النصوص من شأنها التأثير عل جودة القاعدة القانونية وهو ما يستغله ضعاف النفوس في
أعمالهم غير الشرعية التي بم وجبها يتم السطو واالستيالء على أجود األراضي ،ومن ثم
ضياع حق صاحبها الشرعي بفعل تحفيظها وما يترتب على ذلك من نهائية الرسم العقاري
غير قابل للطعن.
لذلك ال بد من التدخل إلصالح الترسانة القانونية وفق رؤية مركبة وشمولية ومندمجة ،وهو
ما أكدته الرسالة الملكية الى المشاركين في المناظرة الوطنية حول السياسة العقارية للدولة
ودورها في التنمية االقتصادية واالجتماعية بتاريخ 2015/12/08إذ جاء فيها" :ويشكل
الجانب التشريعي أهم التحديات التي يتعين رفعها لتأهيل قطاع العقار ،وذلك لتنوع أنظمته
وغياب أو تجاوز النصوص القانونية المنظمة له إضافة الى تعدد الفاعلين المؤسساتيين
الم شرفين على تدبيره ،لذا ندعو لالنكباب على مراجعة وتحديث الترسانة القانونية المؤطرة
للعقار بشقيه العمومي والخصوصي ،بما يضمن حماية للرصيد العقاري وتثمينه والرفع من
فعاليته وتنظيمه ،وتبسيط مساطر تدبيره ،لتمكينه من القيام بدوره في تعزيز الدينامية
االقتصادية لبالدنا.1
1سفيان أدريوش ":االمن القانوني في المجال العقاري " ،أشغال الندوة الوطنية المنظمة يومي 25و26يونيو ،2016بعنوان العقار
والتعمير والتدبير الجزء األول مطبعة المعارف الجديدة الرباط ،طبعة ،2017ص 193وما بعدها.
13
ب -األسباب االقتصادية واالجتماعية لتفشي ظاهرة االستيالء على عق ارات الغير
تعتبر األسباب االقتصادية واالجتماعية عامال مباشرا النتشار ظاهرة االستيالء على
عقارات الغير ،األ مر الذي يدفعنا للبحث في األسباب االقتصادية( ،)1واألسباب االجتماعية
لهذه الظاهرة(.)2
-1األسباب االقتصادية
يقف وراء هاجس االستيالء على عقارات الغير بالدرجة األولى الجانب االقتصادي،
والمتمثل في الرغبة في االغتناء السريع ،خصوصا إذا علمنا أن العقارات التي تكون موضوع
استيالء غالبا ما تكون ذات قيمة مالية مهمة ،وما االحصائيات التي أوردها وزير العدل
والحريات بخصوص القضايا المتعلقة باالستيالء على عقارات الغير والمعروضة على
القضاء 1إال خير دليل على ذلك.
وعليه فإن العائدات المالية المحصلة من هذه العملية تكون في أغلب األحوال الدافع
الرئيسي والمباشر لإلقدام إلى االستيالء على عقارات الغير بدون موجب قانوني.
-2األسباب االجتماعية
تعتبر األسباب االجتماعية عامال مباشرا في تفشي ظاهرة االستيالء على عقارات الغير
خصوصا إذا سلمنا بالنسبة المرتفعة لألمية في المغرب ،واألمية المقصودة هنا ليس الجهل
بالقراءة والكتابة ،بل أمية أوسع من ذلك وهي الجهل باألمور القانونية ذات االرتباط بالملكية
العقارية األ مر الذي يستغله األفراد أو العصابات التي تنشط في هذا اإلطار ،حيث ال نستغرب
وجود أساتذة وأطر في قطاعات مختلفة ومتعلمين صاروا ضحايا لمثل هذه السلوكيات ،ذلك
أن هذه الظاهرة ال تستثني أحد وإن كانت الفئة غير المتعلمة هي أكثر الفئات عرضة لالستيالء
على عقاراتها.2
ج -األسباب الق انونية والقضائية لتفشي ظاهرة االستيالء على عق ارات الغير
إن الحديث اليوم عن ظاهرة االستيالء على عقارات الغير ال يمكن تشخيصه دون البحث
في العوامل القانونية التي يمكن أن تشكل ثغرة ينتج عنها السطو على عقارات الغير ()1وكذا
مالمسة تعامل القضاء مع القضايا المعروضة عليه والمرتبطة بذلك (.)2
1قال السيد وزير العدل والحريات إن عدد القضايا المعروضة عل محاكم المملكة والمرتبطة باالستيالء على عقارات الغير تبلغ سبعة
وثالثون قضية من بينها 25قضية ال تزال رائجة أمام القضاء لغاية اليوم بالدوائر القضائية لمحاكم االستئناف بكل من طنجة والدار
البيضاء والقنيطرة وبني مالل واسفي ،وأربع ملفات أمام قضاء التحقيق وست ملفات أمام الغرف الجنائية االبتدائية وعشر ملفات امام
الغرفة الجنائية االستئنافية ،باإلضافة الى خمسة ملفات احيلت أو في طور اإلحالة على محكمة النقض.
ونشير الى أن الكثير شكك في هذه األرقام وقال إنها ال تعكس الحجم الحقيق لهذه الظاهرة وهو االمر الواضح لنا أيضا خصوصا وأن
الرسالة الملكية يستشف من خالل لهجتها الصارمة أن األمر يتجاوز ذلك بكثير وال يمكن ل 37قضية أن تكون سببا لرسالة بالشكل
وبالصيغة التي وردت عليها.
2إدر يس الفاخوري الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء مدونة الحقوق العينية والتشريعات العقارية الخاصة" ،مرجع سابق ص
.130
14
-1األسباب الق انونية
تعتبر الثغرات القانونية من العوامل المعتمد عليها في السطو واالستيالء على عقارات
الغير ،وذلك من خالل النصوص القانونية المتفرقة والمرتبطة أساسا بتعدد األنظمة العقارية
والتوثيقية ،سواء تلك المنصوص عليها في مدونة الحقوق العينية أو المتعلقة بتوثيق التصرفات
العقارية 1وكذا الدعاوى التي يكون موضوعها ما يقع على التقييدات من إبطال أو تغيير أو
تشطيب ،2دون إغفال ما يتعلق بالزجر والعقاب للفئات المهنية 3أو حق االطالع على
المعلومات ،4أو المصادقة من قبل القنصليات.
ولعل هذا هو السبب الذي أكدت عليه الرسالة الملكية حينما دعت إلى ضرورة ابتكار
إجراءات تضمن معالجة أي قصور قانوني أو مسطري من شأنه أن يشكل ثغرات تساعد
على استمرارها".
وعليه فإن القانون نفسه يحمل في طياته ثغرات تساهم بشكل أو بآخر في استفحال هذه
الظاهرة.
-2األسباب القضائية
تعد السلطة القضائية أحد أهم الجهات التي خولها الدستور المغربي حماية حقوق األفراد،
وفي ذلك نص الفصل 117منه على أنه" :يتولى القاضي حماية حقوق األشخاص،
والجماعات ،وحرياتهم ،وأمنهم القضائي ،وتطبيق القانون" ،غير أن استفحال ظاهرة
1نشير إلى أنه قبل دخول مدونة الحقوق العينية حيز التطبيق بتاريخ 25ماي ،2012فإن التصرفات العقارية تنجز في قالب رسمي
أي محرر رسمي ،أو قالب عرفي أي محرر ثابت التاريخ ،مع ما كان يثيره من مشاكل بالنسبة للمحرر األخير.
2تنص المادة الثانية من مدونة الحقوق العينية على ما يلي ":ان الرسوم العقارية وما تتضمنه من تقييدات تابعة إلنشائها تحفظ الحق
الذي تنص علية وتكون حجة في مواجهة الغير على أن الشخص المعين بها هو فعال صاحب الحقوق المبينة فيها .إن ما يقع على
التقييدات من إبطال أو تغيير أو تشطيب من الرسم العقاري ال يمكن التمسك به في مواجهة الغير المقيد عن حسن نية ،كما ال يمكن أن
يلحق به أي ضرر ،اال إذا كان صاحب الحق قد تضرر بسبب تدليس او زور او استعماله شريطة أن يرفع الدعوى للمطالبة بحقه داخل
اجل أربع سنوات منتاريخ التقييد المطلوب إبطاله او تغييره أو التشطيب عليه".
3ينص الفصل 352من القانون الجنائي على ما يلي ":يعاقب بالسجن المؤبد كل قاض أو موظف عمومي وكل موثق او عدل ارتكب
أثناء قيامه بوظيفته ،تزوير بإحدى الوسائل اآلتية - :وضع توقيعات مزورة؛ -تغيير المحرر او الكتابة أو التوقيع؛ -وضع أشخاص
موهومين او استبدال أشخاص بآخرين؛ كتابة إضافية او مقحمة في السجالت او المحررات العمومية ،بعد تمام تحريرها أو اختتامها.
4إن الحصول على المعلومات العقارية بالنسبة للعقارات المحفظة أو في طور التحفيظ آثر المشرع تناوله في المرسوم رقم 2.13.2
الصادر في 16رمضان 1435الموافق ل 14يوليوز 2014في شأن إجراءات التحفيظ العقاري ،المنشور في الجريدة الرسمية عدد
6277المؤرخة في 28يوليوز ،2014ص ،6119 :وينص الفصل 27من المرسوم المذكور على ما يلي" يمكن لكل شخص ،بعد
التعريف بهويته ،أن يحصل بناء على طلب على المعلومات المضمنة بالسجالت العقارية او الواردة في تصاميم العقارات المحفظة او
في طور التحفيظ او المودعة بملفات الرس وم العقارية ومطالب التحفيظ ،شريطة اإلدالء برقم مطلب التحفيظ أو الرسم العقاري المعني.
وفي حالة عدم اإلدالء بالمرجع العقاري ،فانه يمكن تسليم المعلومات المذكورة بناء على طلب مشفوع يمكن لإلدارات العمومية
والسلطات القضائية الحصول على المعلومات المضمنة بقاعدة المعطيات العقارية المعلوماتية بناء على طلب يقدم إلى مصالح الوكالة
الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية.
15
االستيالء على عقارات الغير أصبح اليوم يطرح العديد من التساؤالت حول تعامل القضاء
مع القضايا المعروضة عليه ،وتتبعه لها ،وطول إجراءاتها ،وقد جاءت الرسالة الملكية لتؤكد
على أن " ...استمرار التشكي بشأن نفس الموضوع لهو دليل على تواصل استفحال هذه الظاهرة،
ومؤشر على محدودية الجهود المبذولة لمكافحتها لحد اآلن ،إن على صعيد يالحظ من فتور في
تتبع معالجتها القضائية ،أو على مستوى ما يتبين من قصور في تدابير مواجهتها الوق ائية."...
وعليه فالقضاء مدعو إلى تطبيق القانون بكل صرامة والتصدي بكل حزم للظاهرة،
ومعالجة الملفات العالقة وتبسيط المساطر وإرجاع الحقوق إلى ذويها باعتباره الساهر على
تحقيق العدل وصيانة الحقوق خاصة وأن األمر يتعلق بالثروة العقارية التي تعد قطبا أساسيا
لكل تنمية اقتصادية.
وأمام تعدد هذه األسباب التي تؤدي إ لى استفحال ظاهرة االستيالء على عقارات الغير،
نتساءل عن مدى تحقيق الحماية لهذه الفئات من خالل الرسالة الملكية الموجهة للسيد وزير
العدل والحريات ،وهذا ما سنحاول التطرق إليه بعده.
ثانيا :الفئات المعنية بمضمون الرسالة الملكية المتعلقة باالستيالء على عق ارات الغير
بمراجعة مضمون الرسالة الملكية المؤرخة في 30/12/2016يتضح أن المعنيين أو
المخاطبين بها يتسع ويضيق باتساع دائرة المساهمين والمشاركين سواء في استفحال ظاهرة
االستيالء على عقارات الغير أو في محاربتها ،وبغاية معالجة ذلك سوف نخصص (أ) للحديث
عن الفئات المستهدفة بالحماية ،على أن نخصص(ب) للفئة المتورطة في االستيالء على
عقارات الغير.
أ -الفئات المستهدفة بالحماية
إن األطراف المستهدفة بالحماية المتوخاة هم الغير بالمفهوم الواسع ،حيث يشمل المغربي
المقيم داخل الوطن ،والمغاربة المقيمين بالخارج ،باإلضافة لألجانب ،واألمر يستغرق
الشخص الطبيعي والمعنوي على حد سواء ،وبمعنى آخر فإن الحماية المنشودة التي تطال
الملكية العقارية باألساس طالما أن موضوع الرسالة هو االستيالء على عقارات الغير.
صحيح أن االستيالء على العقار يكون ضحيته بالدرجة األولى األجانب لسهولة األمر
بالنسبة للفاعلين ،لكن الجالية المغربية المقيمة بالخارج هي األخرى يعاني الكثير من أفرادها
من هذه الممارسات ،وعليه فإنهم معنيون هم اآلخرون بنفس الدرجة باإلجراءات العملية
المتخذة لمحاربة هذه الظاهرة.
ب -المتورطون في االستيالء على عق ارات الغير
16
المخاطب أو المعني الثاني هو من تورط أو سيتورط في مثل هذه السلوكيات ،باعتبارها
فعال إجراميا يهدد األ منين القانوني والعقاري معا ،حيث شددت الرسالة الملكية على ضرورة
اإلعمال الحازم والصارم للمساطر القانونية والقضائية في حقهم.
ويظهر من خالل التشخيص الذي قامت به وزارة العدل والحريات أن أفعال االستيالء
على عقارات الغير قد تتجاوز في بعض األحيان السلوكيات الفردية ،وتتخذ صورة جرائم
منظمة تتقاسم األدوار فيها مجموعة من المتدخلين ،مستفيدين في بعض األحيان من خبرة
ومساعدة بعض المتدخلين في المنظومة العقارية ،1فأصبح جرم السطو واالستيالء على
عقارات الغير ممارسا من طرف أشخاصا احترفوا ذلك ،وتعدى ذلك إلى االستعانة بأشخاص
معنوية عن طريق إنشاء شركات عقارية وهمية.
ويمكن إجمال المراحل التي تتم بها عملية االستيالء على عقارات الغير فيما يلي:
التشخيص الموقعي ألماكن تواجد العقارات المهملة؛
البحث عن اسم المالك األصلي للعقار المهمل؛
إنشاء عقود (إراثات ،وصايا ،عقود تفويتات) مزورة وخاصة منها العرفية 2؛
انتحال صفة مالك العقار الحقيقي ،واالستعانة في ذلك بتزوير هويته ،واختالق بطاقة
تعريف وطنية مزورة؛
االستعانة بوكاالت عرفية مزورة سواء كانت مبرمة داخل المغرب أو خارجه ،وتعتبرهاته
الوسيلة األكثر شيوعا في االستيالء على عقارات الغير؛
وقد سبق للقضاء المغربي أن قضى ببطالن العقد الذي بني على وكالة مزورة ،إذ جاء
في أحد قرارات محكمة االستئناف بمراكش أنه" :طالما أن زورية الوكالة العرفية والعقد
الرسمي قد ثبت لها ،فإن لها الحق في أن تقرر بطالنها ،وأن تأمر بالتشطيب على عقد البيع
المزور من المحافظة العقارية وهو ما فعلت.
1تقرير حول االجتماع المتعلق بمناقشة موضوع االستيالء على عقارات الغير الصادر عن وزارة العدل والحريات.
2وفي هذا االطار فقد أكدت المحكمة االب تدائية لمراكش على أنه"....ولئن كانت الفقرة األولى من المادة الثانية من مدونة الحقوق العينية
تقضي بأن الرسم العقاري وما يتضمن من تقييدات ثابتة إلنشائها ،تحفظ الحق المدني الذي تنص عليه وتكون حجة في مواجهة الغير
على أن الشخص المعني بها هو فعال صاحب الحقوق المبينة ،فإن الفقرة الثانية من نفس المادة أكدت على أن ما يقع على التقييدات من
إبطال أو تغيير أو تشطيب من الرسم العقاري ال يمكن التمسك به في مواجهة الغير المقيد عن حسن نية ،كما ال يمكن أن يلحق به أي
ضرر ،إال إذا كان صاحب الحق قد تضرر بسبب تدليس أو زور أو استعماله ....وحيث أنه مادام قد ثبت زورية المستند المعتمد في
تقييد المدعى عليه بالرسم العقاري عدد ...وإحالله محل المدعي في ملكية العقار المذكور ،ومادام قد تم الحكم بإتالفه ،فإن ذلك حقا
إبطال كل اآلثار التي سبق وأن ترتبت عليه قانونا ومن بينها التشطيب عليه من الرسم العقاري المذكور ،وإرجاع الحالة إلى ما كانت
عليه قبل تقييده بالرسم العقاري ..الحكم رقم 1275الصادر في الملف رقم 312/1401/2014بتاريخ ( 11/12/2014غير
منشور).أورده إدريس الفاخوري الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء مدونة الحقوق العينية والتشريعات العقارية الخاصة"،
مرجع سابق ص.134
17
وحيث أن ما هو حائز لقوة الشيء المقضي به ومبرم من خالل كل هذه األحكام النهائية
في شقها المدني ثبوت زورية عقد البيع المذكور وبالتالي بطالنه وضرورة التشطيب عليه
منطرف المحافظ على األمالك العقارية المعني من الصك العقاري المقيد به عدد()....
بمحا فظة مراكش المنارة إرجاعا للحالة التي كان عليها هذا الصك قبل تدنيسه بهذا التقييد غير
المشروع وبالتالي جعل هذا العقار المدعى فيه في اسم مالكه األصلي المحق فيه.1
1القرار رقم 351في الملف رقم 2215/1402/2010الصادر بتاريخ ( 05/04/2012غير منشور) ،أورده إدريس الفاخوري "
الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء مدونة الحقوق العينية والتشريعات العقارية الخاصة" ،مرجع سابق ،ص.135
18
اعتبر المشرع المغربي من خالل الفصل 418من ق.ل.ع على أن" الورقة الرسمية هي
التي يتلقاها الموظفون العموميون الذين لهم صالحية التوثيق في مكان تحرير العقد وذلك وفق
الشكل الذي يحدده القانون".
وبالرغم من كون المشرع أناط تحرير الوثيقة الرسمية من طرف مؤسستين(:التوثيق
العدلي ،1والتوثيق العصري )2اللذان يصبغان عليها الحجية والصفة الرسمية إالأنها يمكن أن
تكون محال للتزوير ،وبالتالي استعمالها كوسيلة لالستيالء على عقارات الغير ،خاصة وأن
جريمة التزوير ال يمكن أن تطال محررا دون اآلخر.
كما ال يشترط في جريمة تزوير محرر رسمي أن تكون العبارة المضافة موقعا عليها
ممن قصد نسبتها إليه ،بل يكفي أن تكون موهمة بذلك ،نظرا للخطورة التي قد تترتب عن
تزوير المحرر الرسمي ،وتأثير ذلك على المصلحة العامة ،وفقدان ثقة األفراد في هذا المحرر،
إذا لم تكن هناك حماية قانونية تضرب بقوة على األيادي التي تعبث به وتستعمله لزعزعة
استقرار المعامالت العقارية بين األفراد ،األمر الذي ألزم على مشرع قانون التحفيظ العقاري
أن يحيل بمقتضى هذا األخير على القانون الجنائي بخصوص جرائم التزوير والتحريف وباقي
الجرائم ،وذلك من خالل الفصل 104من ظ.ت.ع كما عدل وتمم بالقانون رقم 14.07الذي
جاء في مق تضياته ما يلي" :تطبق أحكام القانون الجنائي على من:
. 1يقوم عن علم وبقصد جلب ربح غير مشروع لشخص آخر ،بتزوير أو تزييف أو تحريف
الرسوم العقارية ،...أو يستعمل مستندات مزورة أو مزيفة أو محرفة على الكيفية المذكورة.
. 2يقترف زورا في المحررات المقدمة بقصد التقييد أو التشطيب ،إما بتزييف أو تحريف
كتابات أو توقيعات ،وإما بخلق أشخاص وهميين أو باصطناع اتفاقات أو تصرفات أو
إبراءات ،أو أدرج ذلك في تلك السندات بعد تحريرها بإضافة أو تزييف شروط أو تصريحات
أو وقائع كان غرض تلك المحررات أن تثبتها.
وبالرجوع إلى كل من الفصول 352 3و 353من ق .ج .نجدهما قد عاقبا على جريمة
التزوير المرتكبة من طرف كل من الموظ ف العمومي أو القاضي أو العدل أو الموثق إما
أثناء قيامه بوظيفته أو أثناء تحرير ورقة متعلقة بهذه الوظيفة.
1ظهير شريف رقم 1.06.56صادر بتاريخ 15من محرم 14( 1427فبراير 2006المتعلق بخطة العدالة) ،المنشور بالجريدة
الرسمية عدد – 5400فاتح صفر 2( 1427مارس .)2006
2ظهير شريف رقم 1.11.179صادر في 25ذي الحجة 22( 1432نونبر )2011بتنفيذ القانون رقم 32.09المتعلق بتنظيم مهنة
التوثيق ،المنشور بالجريدة الرسمية عدد 5998الصادر بتاريخ 24نونبر ،2011ص .32
3ينص الفصل 352من ق.ج .على أنه" :يعاقب بالسجن المؤبد كل قاض او موظف غمومي وكل موثق أو عدل ارتكب أثناء قيامه
بوظيفته ،تزويرا بإحدى الوسائل اآلتية:
-وضع توقيعات مزورة؛
-تغيير المحرر أو الكتابة أو التوقيع؛
-وضع اشخاص موهومين أو استبدال أشخاص بآخرين؛==
== -كتابة إضافية أو مقحمة في السجالت او المحررات العمومية ،بعد تمام تحريرها او اختتامها".
19
هذا بخصوص التزوير المرتكب من طرف الموظف العمومي أو من في حكمه ،أما بخصوص
التزوير المرتكب من غير األشخاص المنصوص عليهم في الفصول352و 353من ق.ج،
فقد أقر الفصل 354من نفس القانون على أنه :يعاقب بالسجن من عشر إلى عشرين سنة كل
شخص عدا المنصوص عليهم في الفصول 352و،353من يرتكب تزويرا في محرر رسمي
أو عمومي.
ب -التزوير في المحررات العرفية
أطلق على هذه المحررات (بالعرفية) ألنها الصورة المعاكسة للمحررات الرسمية ،بحيث
أنها ال تخضع لطريقة معينة في تحريرها وال ألي إجراء من تلك اإلجراءات التي تخضع لها
نظيرتها الرسمية ،وإنما تتم على ما جرى به العرف بين المتعاقدين.
ويمكن أن تكون هي األخرى محال للتزوير ،سواء بالطرق المادية أو المعنوية األمر الذي
فرض على المشرع أن يضع نصوص تجريمية وعقابية في القانون الجنائي للحد من هذه
الجرائم حيث نص الفصل 358من ق.ج .على أنه" :من ارتكب بإحدى الوسائل المشار إليها
في الفصل 354تزويرا في محرر عرفي ،أو حاول ذلك يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس
سنوات وغرامة من مائتين إلى ألفي درهم.
ويجوز عالوة ع لى ذلك ،أن يحكم عليه بالحرمان من واحد أو أكثر من الحقوق المشار
إليها في الفصل 40وبالمنع من اإلقامة مدة ال تزيد على خمس سنوات"
وهكذا فإن تزوير المحررات العرفية يعد بمثابة السبب المباشر في االستيالء على أمالك
الغير ،خاصة وأنه أبسط أنواع التزوير لسهولة حصوله.
ثانيا :التذ
إن توجيه الرسالة الملكية السامية لم يكن اعتباطيا هكذا ،إال بعد مالحظة أن أفعال
االستيالء على عقارات الغير تعدت الحدود لتصل إلى تزي يف أختام الدولة واستعمالها (أ)،
بل وإلى استغالل مسألة تذييل المقررات األجنبية بالصيغة التنفيذية من طرف عصابات دولية
منظمة (ب ) ،مما ينتج عنه زعزعة استقرار المعامالت العقارية الوطنية منها والدولية.
تعد جريمة تزييف أختام الدولة كذلك من بين الوسائل التي يلجأ إليها عصابات السطو
على العقارات لشرعنة هذه العملية األخيرة ،ويتم ذلك سواء من الموظف المكلف بمسك هذه
ونص الفصل 353من نفس القانون على أنه" :يعاقب بالسجن المؤبد كل واحد من رجال القضاء أو الموظفين العموميين أو الموثقين
أو العدول ارتكب ،بسوء نية ،أثناء تحريره ورقة متعلقة بوظيفته ،تغييرا في جوهرها أو في ظروف تحريرها ،وذلك إما بكتابة اتفاقات
تخالف ما رسمه أو أ ماله األطراف المعنيون ،وإما بإثبات صحة وقائع يعلم أنها غير صحيحة ،وإما بإثبات وقائع على أنها اعترف بها
لديه ،أو حدثت أمامه بالرغم من عدم حصول ذلك ،وإما بحذف أو تغيير عمدي في التصريحات التي يتلقاها".
20
األختام عن طريق التوقيع بها على وثائق تعود لصالحه بالرغم من عدم شرعيتها أو من
طرف الغير عن طريق سرقتها بل وحتى عن طريق التواطؤ بينهما.
والمقصود بخاتم الدولة هو الخاتم الذي يوضع بالوثائق الرسمية ويتخذ شكل الطابع الشريف
لجاللة الملك.1
وقد عاق ب المشرع المغربي على هذه الجرائم في الفرع الثاني من الباب السادس من
مجموعة القانون الجنائي ،2حيث جاء في الفصل 342من هذا القانون ما يلي ":يعاقب بالسجن
المؤبد من زيف خاتم الدولة أو استعمل هذا الخاتم المزيف .ويسري العذر المعفى من العقاب
المنصوص عليه في الفصل 336على مرتكبي الجناية المشار إليها في الفقرة السابقة".
وتظهر خطورة هذه الممارسات السلبية من التطبيقات القضائية باعتبارها المحك الحقيقي
لما يقع في الواقع العملي.
وهنا نستحضر أمر صادر عن استئنافية القنيطرة 3في وقائع أقل ما يقال عنها أنها متشابكة
ومعقدة ،واستطاعت المحكمة بحنكة في فك خيوطها ،فوقائع القضية اجتمعت فيها العديد من
الجرائم منها جرائم تزييف أختام الدولة واستعمالها ،وانتحال هوية الغير في وثيقة إدارية
والنصب واالحتيال ...حيث جاء في حيثيات األمر بالنسبة لمتابعة المتهم (أ.ب) ما يلي":حيث
إن الثابت من وثائق الملف أن المتهم اشتري عقارين من عند المتهم (ه.م) منتحال هويتين
مختلفين األول عبارة عن فيال كائنة بسيدي عابد ناحية مدينة تمارة ،المتعاقد معه انتحل هوية
(م.ن) ،والثاني عبارة عن شقة كائنة بهذه المدينة الم تعاقد معه انتحل اسم (ع.ت) .وقد تم
التوصل إلى ذلك في إطار التحقيق استنادا لألقوال التلقائية التي أدلى بها المتهم نفسه والمتعاقد
معه البائع المتهم (ه.م).
وحيت إن كان المتهم قد نفي أمامنا حضوره عمليتي بيع البقعتين األرضيتين أعاله ،فإنه
أقر بشرائه من المته م (ه.م) باسم (م.ب) فيال كائنة بسيدي العابد باسمه لكن الفائدة صديقه
(أ.أ) وشقة كائنة بهذه المدينة باسم (ع.ت) مما يدل على أنه تعامل مع شخص واحد في شراء
عقارين.
وحيث إن تراجع المتهم (ه.م) أمامنا في ملف هذه القضية عن أقواله في مواجهة المتهم
بخصوص خطورة بي ع البقعتين األرضيتين ،أو علمه بتزوير وثائق بيعه الشقة الخاصة
1قرار محكمة النقض عدد ،243صادر بتاريخ 25مارس ،2015في الملف الجنائي عدد ،2014/4/6/16398منشور بمجلة قضاء
محكمة النقض عدد ،80ص .416
2ينص الفصل 336من ق.ج .على ما يلي" :يعفى من العقوبة بالشروط المنصوص عليها في الفصول 143إلى ،145أي واحد من
مرتكبي الجنايات المشار إليها في الفصلين السالفين إذا أشعر بها السلطات العامة وكشف عن شخصية مرتكبيها وذلك قبل تمام تلك
الجنايات وقبل إجراء أية متابعة فيها ،وكذلك من مكن السلطة من اعتقال الجناة اآلخرين ،ولو لم يفعل ذلك إال بعد ابتداء المتابعة.
ويجوز مع ذلك أن يحكم بالمنع من اإلقامة من خمس سنوات إلى عشرين سنة على من أعفي من العقاب طبقا لهذا الفصل".
3أمر قضائي صادر عن استئنافية القنيطرة رقم 11/253بتاريخ 2011/12/08في ملف التحقيق عدد ( 11/445غير منشور) ،أورده
ياسين عمراني في رسالته ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بين محدودية النص القانوني والعمل القضائي ،رسالة لنيل دبلوم الماستر
في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية – جامعة محمد األول وجدة – الموسم الجامعي ،2018/2017ص
.37
21
بالمواطن الكويتي ،فذلك غير كاف للقول بعدم تورطه في الجرائم المنسوبة إليه بخصوص
ما ذكر..وحيت إن المعطيات المفصلة أعاله مجتمعة ،تثبت مشاركة المتهم الفعلية للمتهم
(م.م) في اقتراف جل جرائمه ،حيث تولى فعال إحضاره عقود العقارات الثالث موضوع
البحث من المحافظة العقارية بالقنيطرة ،فتولى بذلك تزوير عقودها العرفية باستعمال طوابع
وأختام تخص الدولة ،مع تحفيظها لفائدته وبأسماء تخص غيره ،تم بيعها والتعاقد شأنها لدى
موثقين باستخدام الهويات المنتحلة الشيء الذي ألحق ببعض المتعاملين معهم وأصحاب تلك
العقارات أضرار بمصالحهم المادية ،وأن ذلك يبرر متابعته من أجل جرائم المشاركة في
تزييف أختام الدولة واستعمالها ،وفي التزوير في محررات رسمية وعرفية واستعمالها وفي
النصب ،وتمت متابعته طبقا للفصول 356 ،354 ،342 ،129و 540من القانون الجنائي".
وهنا يتضح كيف اجتمعت العديد من الجرائم من أجل هدف واحد هو االستيالء على عقارات
الغير ،والذي استحضرناه سوى جزء من األمر القضائي.
ب -استغالل التذييل بالصيغة التنفيذية
نظرا للعالقات التي تربط المغرب بباقي الدول وانفتاحه عليها ،فقد كان من الطبيعي أن
تنشأ بعض الوضعيات القانونية ببعض الدول األجنبية وتستدعي تنفيذها داخل المغرب.
ويمكن أن تنشأ هذه الوضعيات إما عن طريق صدور أحكام قضائية أو عن طريق بعض
السندات والعقود المبرمة أمام الموظفين األجانب ،ولفرض الرقابة على تنفيذها داخل المغرب،
وم حاربة ظاهرة االستيالء على عقارات الغير عن طريقها ،تم إقرار مسألة التذليل بالصيغة
التنفيذية.
فرغم أن موضوع تنفيذ األحكام األجنبية ليس بجديد على التشريع المغربي ،إذ بدأ
الحديث عنه مع صدور ظهير المسطرة المدنية لسنة 1913إلى أن تطرق المشرع المغربي
لموضوع التذييل بشكل عام ضمن قانون المسطرة المدنية لسنة ،1974دون تمييز في
المصدر الذي تأتي منه األحكام األجنبية وال في شأن الموضوع الذي تناولته بالبت فيه ،مكتفيا
بتحديد بعض الشروط واإلجراءات التي بدون تحققها ال يمكن للقضاء المغربي أن يسمح
بتنفيذها داخل المغرب.1
ومن حيث الواقع العملي2فإن المحاكم اعتادت أن تطلب نسخة الحكم الحاصلة لتأشيره
من وزارة الخارجية المغربية ،كما ألف المتقاضون تقديم الحكم مصادقا عليه من طرف
الجهات المختصة ،وهذا ما عللت به المحكمة االبتدائية للدار البيضاء حكمها كما يلي":وحيث
إن المحكمة وبعد تفحصها لكافة وثائق الملف وخاصة األمر القضائي المراد تذييله بالصيغة
التنفيذية تبث لها صحته وعدم مساس أي محتوى من محتوياته بالنظام العام المغربي كما أنه
1نجيب شوقي" :األحكام القانونية الجديدة المتعلقة بتنفيذ الحكم األجنبي وفق قواعد مدونة األسرة ،مدونة االسرة عام من التطبيق الحصيلة
واآلفاق" ،منشورات مجموعة البحث في القانون واألسرة ،سلسلة الندوات ،العدد األول طبعة ،2006ص .253
2إبراهيم بحماني":تنفيذ األحكام األجنبية في المقال" ،مقال منشور بمجلة القضاء والقانون عدد ،148ص .77
22
مؤشر عليه من طرف الجهات المختصة وحيث تبعا لذلك فإن الطلب مرتكز على أساس جدي
ويتعين بالتالي االستجابة له."1
الفقرة الثانية :بالنسبة للعق ارات غير المحفظة
إن طرق االستيالء على هذا النوع من العقارات ال تخرج عموما عن حاالت معينة،
تتمثل أساسا في إقامة رسوم ملكية أو إراثات على عقارات مملوكة للغير(أوال) ،وكذا إقامة
رسم إراثة دون ذكر الورثة اآلخرين(ثانيا).
أوال :إق امة رسم ملكية أو رسم إراثة على عق ار مملوك للغير
إن إنشاء رسم الملكية أو رسم ا ستمرار يمر من مراحل عديدة أشارت إليها الدورية
الوزارية المشتركة الصادرة بتاريخ 17/12/2012المتعلقة بتطبيق مقتضيات المادة 18
المرسوم الصادر بتطبيق أحكام القانون رقم 651 6. 03المتعلق بخطة العدالة ،وهي ضرورة
الحصول على شهادة إدارية خاصة بالعقار الغير المحفظ (أ) ،ثم التوجه إلى عدلين من أجل
تحرير شهادة الملكية (ب).
أ -ضرورة الحصول على الشهادة اإلدارية الخاصة بالعق ار غير المحفظ
1حكم المحكمة االبتدائية آنفة بالدار البيضاء ،عدد 979بتاريخ 2004 06/22منشور بمجلة القضاء والقانون ،ص .90
2وتضيف الدورية المذكورة أنه لوحظ من خالل التطبيق العملي لمقتضيات هذه المادة وجود اختالف في كيفية تفعيلها أدى إلى عدم
االستجابة لبعض طلبات المواطنين الرامية إلى الحصول على الشهادة اإلدارية المذكورة في الوقت المناسب.
23
ومن أجل توحيد إجراءات تسليم هذه الشهادة ،وتفاديا لألعباء المادية والمعنوية التي قد يتكبدها
المواطنون المعنيون،وإعماال لمقتضيات المادة 18المشار إليها أعاله على وجه سليم ،يتعين
سلوك اإلجراءات التالية:
تقديم الراغب في الشهادة اإلدارية طلبه إلى السلطة المحلية التي يوجد بدائرة نفوذها الترابي
العقار غير المحفظ مرفقا ببطاقة معلمات حول العقار وفق النموذج بهذه الدورية ،وبرسم
بياني يبين فيه حدود ومجاوري العقار موضوع الطلب ،وبنسخة من بطاقته الوطنية للتعريف
وبتصريح بالشرف مصادق عليه وفق النموذج" ،مع ست نسخ من كل وثيقة.
توجيه السلطة المحلية ،داخل أجل سبعة أيام ،من تاريخ توصلها بالطلب نسخا منه ومرفقاته
إلى الجهات اإلدارية المعنية ،لموافاتها كتابة بما إذا كان العقار مدرجا أو غير مدرج ضمن
األمالك التابعة لها.
إجابة الجهات اإلدارية المهنية السلطة المحلية داخل أجل ستين يوما من تاريخ التوصل
وهنا سنكون أمام حالتين:
إذا أجابت إحدى الجهات بأن العقار موضوع الطلب مدرج ضمن األمالك التابعة لها ،فإن
السلطة المحلية تجيب صاحب الطلب بذلك وترسل نسخا من الجواب إلى كل الجهات اإلدارية
األخرى ،ويحفظ الملف.
إذا لم تجب إحدى الجهات داخل أجل ستين يوما فإن السلطة المحلية تعقد معها اجتماعا
داخل خمسة عشر يوما من مرور األجل المذكور ،وذلك للقيام ببحث في عين المكان أو
مطالبة الراغب في الشهادة اإلدارية عند االقتضاء باإلدالء بتصميم طبوغرافي للعقار
موضوع الطلب منجز من طرف مهندس مساح طبوغرافي ،وفي هذه الحالة يتعين على الجهة
اإلدارية المعنية أن تجيب السلطة المحلية خالل ثالثين يوما من تاريخ إجراء البحث الميداني
أو تاريخ توصلها بالتصميم الطبوغرافي من السلطة المحلية
تقوم السلطة المحلية بتضمين الشهادة اإلدارية بأن العقار موضوع الطلب غير مدرج
ضمن األمالك المنصوص عليها في المادة 18من المرسوم الرقم 2.08.378الصادر في
28من شوال 28( 1429أكتوبر )2008
تسلم السلطة المحلية الشهادة اإلدارية لصاحبها ،وترسم نسخا منها إلى كل الجهات اإلدارية
المعنية.
وحرصا على التقيد بمضمون الشهادة اإلدارية المسلمة من السلطة المحلية يتعين على
السادة القضاة المكلفين بالتوثيق حث السادة العدول على تدوين محتوى الشهادة اإلدارية
المذكورة ومراجعها بصفة كاملة بالشهادات العدلية المتعلقة بالعقار غير المحفظ.
24
يتضح لنا من خالل المقتضيات السابقة حرص المشرع المغربي على حماية بعض األمالك
ذات طبيعة خاصة ،عن طريق منع إقامة رسوم ملكية تفيد تملكها من خالل استلزامه لضرورة
الحصول على شهادة إدارية تنفي صبغتها الجماعية والحبسية ،وكذا أنها غير مدرجة ضمن
أمالك الدولة وغيرها ،لكن تبقى العقارات المملوكة للخواص غير جديرة بهذه الحماية ،كما
أن هذه المقتضيات لم تمنع من االستيالء على تلك األمالك عموما ،وأمالك الدولة الخاصة
وأراضي الجموع خصوصا.
فبالنسبة ألراضي الجموع ،فقد تبين لنا ذلك من خالل دورية وزير الداخلية 1الصادرة
بتاريخ 7فبراير ، 2013حيث جاء فيها أنه" :تعتبر مسطرة منح الشهادة اإلدارية التي تنفي
الصبغة الجماعية على العقارات إحدى اإلشكاليات التي تحظى باهتمام و انشغال مصالح
الوصاية الهدف منها مواجهة بعض األشخاص الذين يلجؤون إلى طرق ملتوية من أجل القيام
بعمليات تحفيظ عقارات قد تكون جماعية ،مما يضيع معها حقوق بعض الجماعات
الساللية."...
أما بالنسبة ألمالك الدولة الخاصة فإنها كذلك لم تسلم من االستيالء على أمالكها ،لذلك تلجأ
الدولة ممثلة في موظفيها وأعوانها المكلفين بتدبير وإدارة أمالكها إلى فرض ذعائر على
المستولي أو المحتل لعقاراتها.
كما أن الشهادة اإلدارية يكون هدفها فقط تقرير أن العقار غير موجود ضمن األمالك الجماعية
والحبسية وأمالك الدولة وغيرها ،وبالتالي فإنه يمكن ألي شخص حق طلب الحصول على
هذه الشهادة ،رغم عدم حيازته للعقار أو استغالله.
ب -تأسيس رسم الملكية عند العدلين
ينعقد االخت صاص في تأسيس رسوم الملكية أو رسوم االستمرار للعقارات غير المحفظة
المجردة عن أصول التملك للعدل وحده دون غيره من مزاولي التوثيق.
وتأسيسا على ما سبق فإن الحاصل على الشهادة اإلدارية الخاصة بالعقار غير المحفظ يتعين
عليه التوجه إلى مكتب التوثيق العدلي ويطلب من العدل إنجاز رسم الملكية الذي يكون إما
على شكل شهادة علمية أو مثلية أو لفيفية ،وإن كانت هذه األخيرة هي الغالبة والشائعة في
المجال العملي ،وفي هذا الشأن يقول األستاذ محمد ابن الحاج السلمي" :"2إن إثبات الملكية
وأصلها ومص درها وإثبات الحيازة واستمرارها للتصرف .. .إلى غير ذلك ،ال يمكن تصور
إقامتها سوى عن طريق الوثائق العدلية والتي تكون غالبا معززة بشهادة الشهود أو ما يسمى
باللفيف."...
1دورية وزير الداخلية عدد /14م ش ق ،الصادرة بتاريخ 7فبراير ،2013تم توجيهها إلى الوالة وعمال عماالت وأقاليم وعماالت
المقاطعات بالمملكة.
2محمد ابن الحاج السلمي" :دور الوثيقة العدلية ونظام التحفيظ العقاري" ،مقال منشور بمجلة السماط ،مجلة دورية تعنى بشؤون التوثيق
العدلي ،تصدر عن المجلس الجهوي لعدول استئنافية الرباط ،العدد األول ،1430/2009مطبعة كانبرانت الرباط ،ص .81
25
هذا ويعد ميدان العقارات غير المحفظة الفضاء المالئم الذي تنشط فيه شهادة اللفيف وال سيما
في مجال تأسيس الملكيات وإنشاء أصول التملك للعقارات التي ال يتوفر بشأنها أصحابها على
رسوم اإلثبات.1
لكن رغم أهمية رسوم الملكية أو االستمرار في إثبات ملكية العقارات التي ال يتوفر
أصحابها على أصول التملك فإنه في بعض األحيان يتم اللجوء إليها من طرف سيئي النية
إلثبات ملكية العقار غير المح فظ واالستيالء عليه ،وفي حالة منازعة صاحب الحق في هذه
الملكية يتم اللجوء إلى الترجيح بين الحجج وفق الكيفية المحددة بمقتضى المادة 3من م.ح.ع.
لكن رغم ذلك فنحن نحتاج إلى زجر ومعاقبة األشخاص الذين ينشئون رسوم ملكية على
عقارات مملوكة للغير ،وباطالعنا على الفصل 3552من مجموعة القانون الجنائي نجد
أنه :يعاقب كل شخص أدلى أمام العدل بتصريحات يعلم أنها مخالفة للحقيقة بعقوبة حبسية من
سنة إلى خمس سنوات وغرامة من 200إلى 500درهم.
والمالحظ أن هذا الفصل أعاله يعاقب فقط شهود الزور دون أن يمدد هذه العقوبة إلى الفاعل
ا ألصلي أي الشخص الذي أسس رسم الملكية بسوء نية في حالتنا هاته ،لذلك ندعو المشرع
المغربي أن يضع نصا تشريعيا يقضي بمعاقبته ،وال شك أن ذلك سيحد من جرائم االستيالء
على العقارات غير المحفظة من زاوية ،وسيقلل من النزاعات أمام القضاء منزاوية أخرى،
تماشيا مع توجهات الرسالة الملكية التي نصت على معالجة أي فتور تشريعي.
ثانيا :إق امة رسم إراثة دون ذكر الورثة اآلخرين
عرف الدكتور محمد الكشبور رسم اإلراثة 3بقوله" :وهو رسم عدلي يكشف موت
الموروث وعن عدد الورثة ،وعن عالقتهم بالموروث".
وتكمن أهمية رسم اإلراثة من الناحية العملية ،في كونه من الوسائل الالزمة لتصفية
التركة ،ولو كانت قيمتها تقدر بالماليير ،فإن توزيعها على الورثة وتصفيتها تتوقف على
رسم اإلراثة الذي يختص بتوثيقه العدول دون غيرهم من الجهات األخرى المخول لها
صالحية تحرير العقود ،4وذلك بشهادة عدلية إما علمية أو استرعائية ،يطلق عليها في هذه
الحالة رسم اإلراثة".
1سليمان أدخول ":التوثيق العدلي وأثره على حق الملكية العقارية من خالل رسم إثبات الملكية" ،الطبعة األولى ،2017مطبعة دار
السالم الرباط ،ص .128
2ينص الفصل 355من ق.ج .على ما يلي" :يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات ،وغرامة من مائتين إلى خمسمائة درهم كل
شخص ليس طرفا في المحرر ،أدلى أمام العدل بتصريحات يعلم أنها مخالفة للحقيقة.
ومع ذلك يتمتع بعذر معف من العقوبة ،بالشروط المشار إليها في الفصول 143إلى ،145من كان قد أدلى ،بصفته شاهدا ،أمام العدل،
بتصريح مخالف للحقيقة ،ثم عدل عنه قبل أن يترتب على استعمال المحرر أي ضرر للغير وقبل أية متابعة ضده".
3محمد الكشبور":القسمة القضائية في القانون المغربي" ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة الثانية ،2011ص .180
4سليمان أدخول ":الشرح العملي لمركز الوثائق العدلية في نظام السجالت العقارية ،دراسة على ضوء التوثيق العدلي والتشريع العقاري
بالمغرب" ،الطبعة األولى ،2006مطبعة دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع بالرباط ،ص .112
26
فرسم اإلراثة غير منشئ للحق ،لذلك قضت محكمة االستئناف بالدار البيضاء":1إن اإلراثة
غير منشئة للحق ،وإنما ينحصر دورها في إثبات وفاة الموروث في تاريخ وفاته وحصر
ورثته ،أما الحق المتروك فينتقل تلقائيا من السلف إلى الخلف العام ،كما أن الفريضة التي
تتضمنها اإلراثة تعتبر هي بدورها منشئة للحق وإن فائدتها تنحصر في العمليات الحسابية
وتوزيع األنصبة على الورثة حسبما حدده المشرع لكل وارث" ،كما جاء فيقرار المحكمة
النقض ..." :"2إن اإلراثة إنما تثبت الصفة ال الملك "...
وبالتالي فرسم اإلراثة ال يثبت إال موت الموروث وعدد ورثته ،...غير أن الواقع العملي
أفرز أن عدة الورثة ال ينجزها الوارثون وال يقسمون تركة مورثهم إال بعد مرور زمن طويل،
وهو ما من شأنه اإلضرار بهم خاصة إذا بادر أحد الورثة إلى إنجازها دون ذكر الباقي ،فهنا
يكون هذا الوارث سيء النية هدفه االستيالء على عقارات الورثة اآلخرين و حقوقهم
فيها،خاصة إذا سلك هذا الوارث مسطرة التحفيظ حيث أنه يتم تطهير العقار بعد تأسيس الرسم
العقاري في اسمه دون بقية الورثة اآلخرين الذين ال يبقى لهم سوى إمكانية المطالبة
ب التعويض ،وفي هذا الصدد قضت محكمة االستئناف بالرباط 3في أحد قراراتها أن" :الحقوق
اإلرثية التي تم إسقاطها من طرف طالب التحفيظ ال يمكن المطالبة باستحقاقها إذا تم اتخاذ
قرار التحفيظ".
1القرار الصادر بتاريخ 15نونبر 1989في الملف رقم ،88/548مجلة المحاكم المغربية العدد 60السنة يناير -فبراير ،1990ص
.142
2القرار عدد 932الصادر بتاريخ 24يونيو 1986في الملف ر قم ،82108أورده محمد بادن ،دعوى االستحقاق العقارية على ضوء
الفقه المالكي والتشريع المغربي والعمل القضائي ،الطبعة األولى ،2013مطبعة دار القلم ،ص .324
3قرار عدد 750بتاريخ ،1929/3/26منشور بقرارات محكمة االستئناف بالرباط 1928.1930و ،1942.1943طبع دار النشر
المغربية ،الدار البيضاء ،ص.62
27
أحدثت الوزارة المذكورة لجنة 1تتكون من ممثلي القطاعات الحكومية والمهن القانونية
والقضائية المعنية ،من أجل اتخاذ ما يلزم من تدابير وفق منهجية تشاركية تؤمن فعالية ونجاعة
التدابير المتخذة.
فبعد عقد سلسلة من االجتماعات ،أسفرت عن اتخاذ اللجنة لمجموعة من التدابير
والمقترحات اآلنية في جانبها الوقائي والقضائي ،منها ما يهم الشق التشريعي (المطلب األول)،
ومنها ما يرتبط بالمجالين التنظيمي والعملي (المطلب الثاني).
المطلب األول :التدابير التشريعية للحد من ظاهرة االستيالء على األمالك العق ارية
إن أساليب السطو واالستيالء على عقارات الغير كثيرة ومتنوعة ،وغالبا ما تتم من خالل
استغالل الثغرات التشريعية ،ل ذلك حاول المشرع المغربي معالجة كل فتور تشريعي ،سواء
في شقه المدني (الفقرة األولى) ،أو شقه الزجري (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :التعديالت التي طالت المادة المدنية
ه ذه التعديالت منها ما هو مرتبط بمدونة الحقوق العينية (أوال)،ومنها ما هو مرتبط بقانون
االلتزامات والعقود (ثانيا).
أوال :تعديل المادة الرابعة من مدونة الحقوق العينية
في إطار تنفيذ القرارات المتخذة من لدن اآللية المكلفة بتتبع موضوع االستيالء على
عقارات الغير ،بادرت وزارة العدل إلى تقديم مشروع قانون رقم 269.16المتعلق بتعديل
المادة الرابعة من م.ح.ع إلضافة الوكالة ضمن الوثائق الواجب تحريرها بمحرر رسمي أو
من طرف محام مؤهل لذلك بواسطة محرر ثابت التاريخ ،وهو المشروع الذي تم العمل به
رسميا حيث أصبحت المادة الرابعة من م.ح.ع كالتالي":يجب أن تحرر تحت طائلة البطالن-
جميع التصرفات المتعلقة بنقل الملكية أو إنشاء الحقوق العينية األخرى أو نقلها أو تعديلها أو
إسقاطها وكذا الوكاالت الخاصة بها بموجب محرر رسمي ،أو بمحرر ثابت التاريخ يتم
تحريره من طرف محام مقبول للترافع أمام محكمة النقض ما لن ينص قانون خاص على
خالف ذلك.
يجب أن يتم توقيع العقد المحرر من طرف المحامي والتأشير على جميع صفحاته من
األطراف ومن الجهة التي حررته.
1تتكون هذه اللجنة من ممثلين إثنين عن وزارة العدل والحريات وممثل فريد عن كل من وزارة الداخلية ،الشؤون الخارجية والتعاون،
األمانة العامة للحكومة ،وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ،ثم الوكيل العام لدى محكمة النقض ،والمدير العام للوكالة الوطنية للمحافظة
العقارية والمسح العقاري والخرائطية ،والمحافظ العام على األمالك العقارية ،وممثل عن المديرية العامة للضرائب ،الوكيل القضائي
للملكة ،رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب ،رئيس المجلس الوطني للموثقين ،ورئيس الهيئة الوطنية للعدول.
2القانون رقم 69.16القاضي بتتميم المادة 4من القانون رقم 39.08المتعلق بمدونة الحقوق العينية ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف
رقم 1.17.50صادر في 8ذي الحجة 30( 1438أغسطس ،)2017بالجريدة الرسمية عدد 6604بتاريخ 23ذو الحجة 1438
( 14سبتمبر ،)2017ص .5068
28
تصحيح إمضا ءات األطراف من لدن السلطة المختصة ويتم التعريف بإمضاء المحامي
المحرر للعقد من لدن رئيس كتابة الضبط بالمحكمة االبتدائية التي يمارس بدائرتها".
ويأتي هذا التعديل كنتيجة آلثار ومخلفات الوكاالت العرفية بما طالها من جرائم التزوير،
ويكون المشرع بذلك قد أغلق أهم مداخل االستيالء على العقارات،وإن كان هذا التعديل أثار
نقاشات فقهية بخصوصه ،حيث اعتبره البعض أن محل هذا التعديل هو ق.ل.ع وليس م.ح.ع،
بفحوى أن الوكالة لم تكن منظمة بموجب م.ح.ع من قبل. 1
وما زاد الطين بلة هو المذكرة الصادرة عن المحافظ العام ،2في إطار تنزيل هذا المستجد،
والتي جاء فيها ..." :الوكاالت العرفية المحررة قبل تاريخ 14سبتمبر 2017ال يمكن
االستناد إليها في إبرام التصرفات العقارية بعد هذا التاريخ وذلك على اعتبار أن الوكاالت
العرفية المذكورة وإن حررت قبل دخول القانون رقم 69.16حيز التنفيذ فإن العبرة بتاريخ
إبرام التصرف وليس بتاريخ تحرير الوكالة ،وما دام أن هذه األخيرة ال يمكن أن تنتج آثارها
القانونية إال عند إبرام التصرف المعني بها."...
غير أن هذا التوجه الذي سلكه المحافظ العام طرح النقاش حول مدى صوابه أم جاء مخالفا
لمبادئ القانون؟
لإلجابة على هذا اإلشكال يمكن استحضار بعض االنتقادات التي وجهت لتوجه هذه المذكرة
والمتمثلة فيما يلي:
أوال :نجد اختالفا بين وقت نشر التعديل الذي طال المادة الرابعة بالجريدة الرسمية وهو تاريخ
14سبتمبر ،2017في حين أن المذكرة لم تصدر إال بتاريخ 21سبتمبر 2017وهو األمر
الذي خلق نوع من الفوضى والكثير من اإلشكاالت في أوساط المهتمين والمتضررين.3
بل األكثر من ذلك فإن االستغراب يطرح حول سبب التأخر الذي وصل لثمانية أيام
إلصدار المذكرة التوجيهية علما أن المعامالت العقارية التي ترد على مصالح المحافظات
العقارية بالمغرب ال تتوقف مطلقا ،وهو الشيء الذي خلق نوعا من االضطرابات خصوصا
فيما يتعلق بالعمليات التي تم تقييدها أ و إيداعها بالسجالت العقارية استنادا إلى وكاالت عرفية
في حين أن العقود التي احتوت التصرفات المرتبطة بها قد تمت بتاريخ الحق ل 14شتنبر
، 2017ونفس األمر الذي ينطبق على العقود التي أمر بإيداعها وال زالت لم تتم استخالص
الرسوم المرتبطة بها.4
ناهيك على أن السيد المحافظ العام جعل أساس الحد من إعمال الوكاالت العرفية في كونها
ستنتج أثارها في ظل القانون الجديد ،يبقى غير مؤسس من الناحية القانونية ،ألنه يقوم على
1ادريس الفاخوري الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء مدونة العقوق العينية والتشريعات العقارية الخاصة ،مرجع سابق ،ص
.139
2ياسين عمراني ،مرجع سابق ،ص.132
3مدكرة المحافظ العام على األمالك العقارية عدد 141بتاريخ 29دجنبر .2017
30
المحافل العام ال يمكن قبول الوكاالت التي تتضمن إمضاءات مصححة لدي القناصل وغيرهم
من موظفي وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بالخارج.
الشيء الذي جعل البعض 1يعتبر االتجاه الذي سار فيه المحافظ العام ينم عن الفهم الضيق
لمضمون المادة 4من م.ح.ع وكذا للترسانة القانونية المعمول بها في المغرب كما أنها تعتبر
تدخال جليا في مجال القانون ،إذ يفترض في الدوريات والمناشير أن توضح الغامض من
النصوص التشريعية والتنظيمية وال تقيد المباح.
وهكذا يمكن استحضار الفصل 27من المرسوم رقم 2.66.646بتاريخ 29يناير 1970
الذي يعهد إلى الدبلوماسيين والقناصل بمهام تصحيح اإلمضاء الموضوعة على المحررات
العرفية ويدخل ذلك في مفهوم السلطة المحلية في إطار المادة الرابعة من م.ح.ع.
وبالتالي وإن كان السيد المحافظ العام قد حاول من خالل هذه المذكرة سحب البساط من
تحت يد القناصل والدبلوماسيين لتصحيح اإلمضاءات ،إال أنه قد يواجه بفهمه الضيق لمفهوم
السلطة المحلية الواردة بالمادة المذكورة.
لكن رغم وجاهة هاته اآلراء فإنه يمكن القول إن التتميم الذي طال المادة الرابعة من م
ح ع كان من أهم التوصيات التي نادى بها الكل من أجل الحد من ظاهرة االستيالء على
عقارات الغير ،حيث كانت الوكاالت العرفية المزورة أحد أهم الطرق التي يتم اللجوء إليها.
ثانيا :التعديل الذي طال ق انون االلتزامات والعقود بمقتضى الق انون رقم 31.182
يهدف القانون رقم 31.18المتمم والمعدل لظهير االلتزامات والعقود إلى تعزيز الحماية
من االستيالء على عقارات الغير من خالل مجموعة من التدابير الوقائية سواء التشريعية
منها وكذلك التنظيمية عن طريق:
أ -تنظيم عملية تسجيل عقد الوكالة ،وكذا إحداث سجل الوكاالت المتعلقة بالحقوق.
ب :إحداث سجل الشركات المدنية العقارية ،مع النقل التلقائي لتسجيل الشركات المدنية المقيدة
بالسجل التجاري إلى سجل الشركات المدنية العقارية.
أ-النظام الق انوني لسجل الوكاالت بسجل وكاالت المتعلقة بالحقوق الحقوق العينية
1العربيمحمد مياد ،قراءة في دورية المحافظ العام ،مقال منشور على الموقع التالي /https://www.maroclaw.comتاريخ
الزيارة 24أكتوبر 2021على الساعة .2:30
2القانون رقم 18.31الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 114.19.1بتاريخ 7ذي الحجة 9(1440أغسطس )1913؛ الجريدة
الرسمية عدد 6807بتاريخ 24ذو الحجة 26(1440أغسطس )2019ص 5885؛
31
وهذه سجالت عمومية تنقسم إلى قسمين :سجالت وطنية وأخرى محلية غايتها إعالم
وإشهار مدى وجود الوكالة من عدمها.
فالمشرع من خالل الفصل 1889.1من قانون االلتزامات والعقود نجده ينص على ما
يلي " يجب تقييد الوكالة المتعلقة بنقل ملكية عقار أو بإنشاء الحقوق العينية األخرى أو نقلها
أو تعديلها أو إسقاطها ،من طرف محررها بسجل الوكاالت المتعلقة بالحقوق العينية ،وال تنتج
آثارها القانونية إال من تاريخ التقييد المذكور.
ال يحتج على الغير بالتعديالت المدخلة على عقد الوكالة أو بإلغائها ،إال من تاريخ
التقييد بالسجل المذكور .
يمسك سجل الوكاالت الرسمية المتعلقة بالحقوق العينية على دعامة ورقية أو إلكترونية ،من
طرف كتابة الضبط بالمحكمة االبتدائية التابع لها مكان تحرير العقد ويراقب مسكه رئيس
المحكمة أو القاضي المعين من طرفه .
يتم تقييد الوكالة الرسمية المنجزة بالخارج بالسجل الممسوك لدى كتابة الضبط بالمحكمة
المشار إليها في العقد ،وفي حالة عدم اإلشارة إلى ذلك تقيد هذه الوكالة بالسجل
الممسوك لدى كتابة الضبط بالمحكمة االبتدائية بالرباط أو بمكان تواجد العقار.
تحدد كيفيات تنظيم ومسك السجل المذكور بمقتضى نص تنظيمي".
ومن خالل قراءة هذا الفصل يتضح أن المقصود بمحررها هو إما موثق أو عدل أو محامي
مقبول للترافع أمام محكمة النقض حسب األحوال ،وبذلك فعبئ تسجيل هذه الوكاالت يقع على
عاتق محرر العقد ال غير ولو تعلق األمر باألطراف ،كما أن هذه الوكاالت ال تنتج أي أثر
إال من تاريخ تقييدها بالسجل المذكور (وطني ،محلي)،وهنا نستحضر أن األمر شبيه بحجية
التقييد بالرسوم العقارية مع بعض التحفظ.
أما بخصوص التعديالت المدخلة على عقد الوكالة أو إلغاؤها فقد ميز المشرع بين
وضعين :األول في عالقته باألطراف حيث تسري أثارها ابتداء من تاريخ اإللغاء أو التعديل
وليس من تاريخ إدراجها بالسجل المذكور أما بالنسبة ألثارها في مواجهة الغير فإنها ال تسري
إال من تاريخ تسجليها بالسجل المذكور.
ويرى البعض2بضرورة تدارك هذا األمر من قبل المشرع بضرورة جعل جميع
التعديالت المدخلة على الوكاالت أو إلغاءها أو االحتجاج بها سواء بين األطراف أو الغير
مرهون بتاريخ التقييد بالسجل المذكور .
1الفصل 889-1من ق ل ع كما تم تعديله وتتميمه بمقتضى المادة 2من القانون رقم .18.31
. 2محمد العلمي ،المستجدات التشريعية ذات الصلة في التصرفات المتعلقة بالحقوق العينية قراءة في القانون 69.16
و 32.18مداخلة ضمن الندوة العلمية عن بعد عبر التناظر المرئي في موضوع المستجدات التشريعية في المادة العقارية
32
ونسجل استغرابنا كذلك فيما يتعلق باالضطراب الذي أحدثته صياغة الفصل 889.1من
قانون االلتزامات والعقود الذي يشير إلى تسميتين لسجل الوكاالت حيث يتحدث في الفقرة
األولى عن سجل الوكاالت المتعلقة بالحقوق العينية وهذه هي التسمية الصحيحة ،وفي الفقرة
الثالثة من نفس الفصل تحدث عن تسمية الوكاالت الرسمية المتعلقة بالحقوق العينية .وهنا ال
نتفق مع المشرع في اختياره لهذه التسمية ألن هذ ه الوكاالت طبقا للمادة الرابعة من مدونة
الحقوق العينية فهي إما أن تكون وكاالت رسمية أو عرفية.
وبالعودة أيضا للفصل 1889.2من ق.ل.ع نجده ينص على ما يلي" :يحدث سجل وطني
إلكتروني للوكاالت يعهد بتدبيره إلى اإلدارة ،تتم من خالله عملية إشهار جميع الوكاالت
المضمنة بسجالت الوكاالت المتعلقة بالحقوق العينية والممسوكة من طرف كتابات الضبط
بالمحاكم االبتدائية.
تتم من خالل السجل المذكور معالجة المعطيات المتعلقة بالوكاالت المذكورة أعاله ،عن
طريق تجميعها وحفظها وتأمينها ،في إطار التقيد بأحكام القانون رقم 08.09المتعلق بحماية
األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي ،الصادر بتنفيذها لظهير
الشريف رقم 15.09.1بتاريخ 22من صفر 18(1430فبراير )2009والنصوص
المتخذة لتطبيقه .
يجب على محرر عقد يتعلق بنقل ملكية عقار أو بإنشاء الحقوق العينية األخرى أو نقلها
أو تعديلها أو إسقاطها أن يتأكد من تقييد عقد الوكالة بالسجل المذكور.
تحدد كيفيات تنظيم ومسك السجل المذكور االطالع عليه بمقتضى نص تنظيمي.
ومن خالل هذا الفصل يتضح على أن المشرع ميز بين نوعين من السجالت ،سجل محلي يتم
مسكه من طرف كتابة ضبط المحاكم االبتدائية تحت إسم سجل الوكاالت الرسمية المتعلقة
بالحقوق العينية وسجل وطني يعهد بتدبيره إلى اإلدارة.
ويرى البعض 2أن المشرع المغربي أتاح إمكانية مسك هذا السجل إما على دعامة
ورقية أو إلكترونية ،وبالتالي نقول على أنه كان على المشرع أن يحترم على األقل التوجهات
الجديدة التي تتبنى اإلعتماد على كل ما هو إلكتروني وتبسيط المساطر أمام المرتفقين.
ونسجل أيضا مالحظة أخرى تتجلى في كون المشرع لم يحدد األشخاص الذين يحق لهم
االطالع على هذه السجالت ،هل يقتصر األمر على المهنيين وحدهم أم أن اإلمكانية متاحة
لعموم الناس ولكل ذي مصلحة؟
،يوم 15.16يوليوز ، 2020منشورة على الصفحة الرسمية لماستر القانون العقاري والتوثيق -مراكش -ماستر القانون
العقاري والتوثيق-مراكش- | Facebookتاريخ الزيارة 2021/10/22على الساعة 19.00مساءا.
1الفصل 889.2من قانون االلتزامات والعقود كما عدل وتمم بمقتضى المادة 2من القانون رقم 18.31السالف الذكر.
محمد العلمي مرجع سابق 2
33
ب -إحداث سجل الشركات المدنية العق ارية ،مع النق ل التلق ائي لتسجيل الشركات المدنية المقيدة بالسجل
التجاري إلى سجل الشركات المدنية العق ارية
لم تقف التعديالت التشريعية عند حدود إحداث سجالت الوكاالت المتعلقة بالحقوق العينية،
بل تدخل أيضا لتنظيم الشركات المدنية العقارية الذي يكون محلها أمواال عقارية وذلك من
خالل القانون رقم 31.18الذي جاء بمجموعة من المستجدات التشريعية بهدف وضع حد
لظاهرة االستيالء على عقارات الغير نذكرها كاآلتي:
تن عقد الشركة بتراضي أطرافها على إنشائها وعلى شروط العقد األخرى مع
استثناء الحاالت التي يتطلب القانون فيها شكل خاص.1
التنصيص على الكتابة كشرط النعقاد إذا كان محل الشركة عقارات أو غيرها
من األموال يمكن رهنها رهنا رسميا مع تضمين العقد مجموعة من البيانات
الرسمية .2
التنصيص على وجوب تقييد الشركات التي تم تأسيسها وفقا للمقتضيات القانونية
بسجل الشركات المدنية العقارية كما يجب أن يقيد فيه كل فرع لهذه الشركة.3
اكتساب الشركات المدنية العقارية للشخصية االعتبارية ابتداء من تاريخ التسجيل
في السجل الم\كور أعاله،كما ال يحتج على الغير بالتقييدات المعدلة والتشطيبات إال
من تاريخ إدراجها بالسجل المذكور.4
1المادة 987من قانون االلتزامات والعقود كما تم تعديلها بمقتضى المادة 1من القانون رقم 18.31السالف الذكر.
2المادة 987.1من قانون االلتزامات والعقود كما تم تعديلها بمقتضى المادة 1من القانون رقم 18.31السالف الذكر
"إذا كان محل الشركة عقارات أو غيرها من الموال مما يمكن رهنه رسميا ،وجب أن يحرر العقد كتابة وأن يسجل على الشكل الذي
يحدده القانون ،وفي هذه الحالة يجب ،تحت طائلة البطالن ،أن يتضمن العقد البيانات التالية:
1االسم الشخصي والعائلي والعنوان الشخصي لكل شريك ،وكذا رقم بطاقته الوطنية للتعريف أو بطاقة االقامة بالنسبة األجانب المقيمين
أو جواز السفر بالنسبة األجانب غير المقيمين ،وإذا تعلق األمر بشخص اعتباري ،تسميته وشكله ومقره االسم الشخصي والعائلي
وعنوان ممثله القانوني ؛
2تسمية الشركة ؛
3غرض الشركة ؛
4عنوان مقر الشركة ؛
5مبلغ رأس مال الشركة ؛
6حصة كل شريك ؛
7مدة الشركة ؛
8األسماء العائلية والشخصية للشريك أو ا لشركاء المرخص لهم بإدارة وتسيير الشركة والتوقيع باسمها ؛
9األسماء العائلية والشخصية لأل غيار المرخص لهم بإدارة وتسيير الشركة والتوقيع باسمها ورقم البطاقة الوطنية للتعريف أو رقم
بطاقة اإلقامة بالنسبة لألجانب المقيمين أو جواز السفر بالنسبة لألجانب غير المقيمين ؛
10تاريخ عقد الشركة ؛ يجب أن يتم توقيع العقد من لدن جميع الشركاء ،مع تصحيح إمضاءاتهم لدى السلطات المختصة ،ما لم يتم
تحرير العقد من طرف موثق أو عدل
.تسير الشركة من طرف واحد أو أكثر من األشخاص الذاتيين.
3الفقرة األولى من المادة 987.2من قانون االلتزامات والعقود كما تم تعديلها بمقتضى المادة 1من القانون رقم 18.31السالف الذكر
.4الفقرة الثانية والثالثة من المادة 987.2من قانون االلتزامات والعقود كما تم تعديلها بمقتضى المادة 1من القانون رقم 18.31
السالف الذكر
34
وتفاديا ألي تحايل أو تالعب فالمشرع نص من خالل الفصل 987-3من ق.ل.ع على
إلزام هذه الشركات متى ثبت أنها تمارس المضاربة العقارية بتغيير شكلها القانوني إلى إحدى
الشركات التجارية حسب شكلها ،وفي حالة عدم التقيد بهذا اإلجراء يوجه رئيس كتابة الضبط
بالمحكمة االبتدائية المختصة تلقائيا أو بناء على إشعار من قبل المحافظ على األمالك العقارية
أو ممثل إدارة الضرائب أو الخزينة العامة للمملكة إنذارا إل ى الممثل القانوني للشركة قصد
القيام بتغير شكلها القانوني ،وذلك داخل أجل سنة من تاريخ التبليغ اإلنذار المذكور ،إذا لم
تغير الشركة شكلها القانوني تطبيقا لمقتضيات الفقرتين السابقتين ،تصدر المحكمة حكما بحل
الشركة ،داخل أجل ثالثة أشهر ،بناء على طلب من رئيس كتابة الضبط أو أحد الشركاء،
وتعين المصفي.
كما أن المشرع نص صراحة في المادة الثالثة من القانون رقم 31.18على وجوب النقل
التلقائي لتسجيل الشركات المدنية المقيدة بالسجل التجاري إلى سجل الشركات المدنية
العقارية من تاريخ دخول هذا القانون حيز التنفيذ.1
باإلضافة إلى أن هذا القانون سيمكن الجهات المكلفة بالتوثيق والمحافظات العقارية من
الحصول على مراجعة قانونية تساهم في ضبط سلطات وصالحيات الممثل القانوني للشركات
المدنية التي يكون محلها أموال عقارية ،وهو ما من شأنه أن يساهم في تعزيز األمن التوثيقي
والتعاقدي وحماية الحقوق وتحصين الممتلكات.2
وفي هذا اإلطار شرعت الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية
بالتنسيق مع وزارة العدل ،في إعداد سجل وطني خاص بالشركات المدنية العقارية ،بغية
تسهيل مهام المحافظين على األمالك العقارية خالل تدبيرهم لمعامالت البيع والشراء وغيرها
من التصرفات الناقلة للملكية ،بما يتيح لهم إمكانية التعرف على وضعية الشركات والمساهمة
فيها وكذا مختلف العمليات المنجزة باسمها ،لذلك كان من الضروري التصدي لهذه التالعبات
عن طريق تعديل السجل التجاري ليصبح "سجل التجارة والشركات" حتى يشمل إلى جانب
الشركات التجارية الشركات المدنية التي ال تمارس أعمال تجارية ،وكذا إضافة صالحيات
الجهة المسيرة للشركة ضمن البيانات األساسية التي يتضمنها النموذج ،وذلك من أجل تحديد
المسؤوليات وضبط صالحيات المسيرين ،السيما في مجال تفويت عقارات الشركة.
1تنص المادة الثالثة من القانون رقم 31.18على ما يلي :مراعاة مقتضيات الفصل 987-3المشار إليه في المادة الثانية أعاله ،ينقل
تلقائيا تقييد الشركات المدنية المقيدة بالسجل التجاري في تاريخ دخول هذا القانون حيز التنفيذ ،إلى سجل الشركات المدنية العقارية،
وذلك داخل أجل سنة ابتداء من التاريخ المذكور.
يجب على الشركات المدنية التي يكون محلها عقارات أو غيرها من األموال مما يمكن رهنه رسميا ،والمؤسسة قبل تاريخ دخول هذا
القانون حيز التنفيذ ،أن تقوم بالتقييد في سجل الشركات المدنية العقارية داخل منة ابتداء من التاريخ المذكور.
.2عائشة أمغار ،مرجع سابق ،ص .116
35
الفقرة الثانية :التعديالت التي طالت القوانين الزجرية
أوال :فيما يخص تعديل مجوعة الق انون الجنائي
ينص الفصل 352من القانون الجنائي قبل التعديل على ما يلي" :يعاقب بالسجن المؤبد كل
قاض أو عمومي وكل موثق أو عدل ارتكب أثناء قيامه بوظيفته تزويرا بإحدى الوسائل اآلتية:
-وضع توقيعات مزورة.
-تغيير المحرر أو الكتابة أو التوقيع.
-وضع أشخاص موهومين أو استبدال أشخاص آخرين.
-كتابة إضافية أو مقحمة في السجالت أو المحررات العمومية بعد تمام تحريرها أو
اختتامها".
هك ذا يتضح بالملموس أن العقوبات المنصوص عليها في هذا الفصل تقتصر فقط على بعض
الفئات ذات االرتباط بتحرير المحررات دون الباقي ،ويتعلق األمر بالمحامي المقبول للترافع
أمام محكمة النقض ،1مما جعل أغلب المهتمين بالشأن الحقوقي يطالبون بخلق نوع من
التجانس والتالؤم بين الفصل المومأ إليه أعاله ومقتضيات المادة الرابعة 2من مدونة الحقوق
العينية األمر الذي دفع بالمشرع المغربي إلى سن القانون رقم 33.183القاضي بتغيير وتتميم
مجموعة القانون الجنائي ويتعلق األمر بالفصول 352و 353و 359.1من القانون الجنائي
وذلك ب:
-تخفيف العقوبة المقررة لمرتكبي أعمال التزوير من المؤبد إلى المحدد المدة من عشر إلى
عشرين سنة ومن غرامة 100.000إلى 200.000درهم.
-إضافة المحامون المقبولون للترافع أمام محكمة النقض إلى جانب المهنيين المذكورين في
الفصلين أعاله.4
وبهذا التعديل أصبحت العقوبات المتعلقة بالتزوير التي تلحق المهنيين المختصين بتحرير
المحررات موحدة ،حيث لم يعد التمييز بين الموثقين والعدول والمحامون المقبولون للترافع
أمام محكمة النقض وعليه تم تجاوز النقص التشريعي الذي كان يعتري الفصول السابقة ،وما
ذلك إال اجتهادا من المشرع للحد من األسباب الرئيسية لظاهرة االستحواذ على عقارات الغير.
1ادريس الفاخوري الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء مدونة العقوق العينية والتشريعات العقارية الخاصة ،مرجع سابق،ص
.140
2هي التي تمنح الشرعية لتحرير التصرفات المتعلقة بالملكية العقارية والحقوق العينية األخرى من قبل المحامي المقبول للترافع أمام
محكمة النقض.
3ظهير شريف رقم 1.19.44الصادر في 4رجب 1440الموافق ل 11مارس 2019المنشور بالجريدة الرسمية عدد 6763
بتاريخ 25مارس 2019ص.1612
4حيث نصت المادة 351.1من مجموعة القانون الجنائي كما تم تعديلها بالمادة الثالثة من القانون رقم 33.18على ما يلي" :استثناء
من أحكام الفصل 358أعاله ،يعاقب بالعقوبات المقررة في الفصلين 352و 353من هذا القانون كل محام مؤهل قانونا لتحرير العقود
الثابتة التاريخ طبقا للمادة 4من القانون رقم 39.08المتعلق بمدونة الحقوق العينية ،ارتكب أحد األفعاللمنصوص عليها في الفصلين
المذكورين".
36
ثانيا :فيما يخص تعديل ق انون المسطرة الجنائية
تدخل المشرع المغربي بمقتضى القانون رقم 32.181بتغير وتتميم بعض مواد قانون
المسطرة الجنائية ،ويتعلق األمر كل من المواد 40و49و104و299و366و 390والتي
تتحدث في مجملها عن عقل العقار.
ولم يعرف المشرع المغربي المقصود بعقل العقار وإنما أشار إلى مفعوله وهو منع التصرف
الوارد على العقار موضوع العقل وبطالنه ،وهناك من عرفه بأنه إجراء تحفظي يصدر
لفائدة ضحية العمل الجرمي يكون العقار موضوعه-يغل يد المشتكى به ودلك بمنعه من
التصرف في العقار إلى أن يتم البث في الدعوى العمومية.2
وتجدر اإلشارة إلى أن صالحية إصدار األمر بالعقل منحت ألربعة جهات وهي:
رئيس المحكمة االبتدائية أو الرئيس األول لمحكمة االستئناف ،كلما تعلق األمر بالبحث
(سواء التمهيدي أو التلبسي) في جريمة من الجرائم الماسة بحق الملكية العقارية ،إذ يحق لكل
من وكيل الملك أو الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئ ناف أن يتقدم بطلب عقل العقار أو
العقارات موضوع االعتداء في إطار األوامر المبنية على طلب (المادتين 40و 49من ق م
ج).
قاضي التحقيق ،حيث يمكن للنيابة العامة خالل مرحلة التحقيق اإلعدادي أن تلتمس إصدار
أمر بعقل العقار خالل مطالبتها بإجراء التحقيق أو خالل سريان إجراءاته (المادة 104من
ق م ج)؛
المحكمة المعروض عليها القضية ،إذ يمكن للهيئات القضائية أن تأمر بعقل عقار من
العقارات إما تلقائيا أو بناء على ملتمس من النيابة العامة أو بطلب من أحد األطراف.
ويترتب عن األمر الصادر بعقل العقار أثر أساسي يحصن حق الملكية ،يتمثل في منع
التصرف في العقار طيلة مدة سريان إجراء العقل ،ويكون كل تصرف بعوض أو بدون
عوض مع وجود هذا اإلجراء ،باطال وعديم األثر.
وتجدر اإلشارة إلى أن األمر بالعقل الصادر عن الجهات المذكورة أعاله يقبل الطعن
باالستئناف داخل أل ثمانية أيام من تاريخ تبليغه دون أن يترتب عن هذا الطعن أو أجله إيقاف
التنفيذ( .المواد 40و 49و104من ق م ج).
1القانون رقم 32.18القاضي بتغيير وتتميم القانون رقم 22.01المتعلق بالمسطرة الجنائية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم
1992بتاريخ 5ذي القعدة 8( 1440يوليو ،)2019الجريدة الرسمية عدد )6796بتاريخ 15ذو القعدة 181440يوليو ،2014
ص.5036
2عبد الكريم بنحمينا ،عقل الممتلكات العقارية دراسة في ضوء مقتضيات القانون رقم 32.18القاضي بتعديل قانون المسطرة الجنائية،
مقال منشور على الموقع االلكتروني ،/ https://www.marocdroit.com،تاريخ االطالع 2012/10/22على الساعة .12.14
37
وبمجرد تبليغ األمر بالعقل للسيد المحافظ على األمالك العقارية يمتنع عليه القيام بإجراء
أي تقييد أو تشطيب أو أي تصرف في العقار محل العقل .1وبالتالي فإن المشرع المغربي
كان حكيما عند سنه له ذه المقتضيات القانونية على اعتبار أنها ستساهم وبشكل كبير في وضع
حد للظاهرة محل الدراسة.
المطلب الثاني :التدابير التنظيمية للتصدي لظاهرة االستيالء على عق ارات الغير
جاءت الرسالة الملكية السامية لتؤكد على":االنكباب الفوري على هذا الملف ووضع
خطة عمل عاجلة للتصدي للظاهرة والقضاء عليها ،والسهر على تنفيذها شاملة لتدابير تؤمن
اإلعمال الحازم للمساطر القانونية والقضائية ...وإجراءات وقائية مبتكرة تضمن معالجة أي
قصور قانوني أو مسطري من شأنه أن يشكل ثغرات تساعد على استمرارها "
وهذه التدابير التنظيمية منها ما اتخذته الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري
والخرائطية وتتمثل في خدمة االطالع عن بعد على الرسوم العقارية (الفقرة األولى)ومنها ما
هو مرتبط بالجهات المكلفة بالتوثيق والنيابة العامة (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :خدمة االطالع عن بعد على الرسوم العق ارية
خدمة محافظتي2وضعت من طرف الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري
والخرائطية ،وهي بمثابة إشعار يوجه إلى زبنائها يمكنهم من تتبع العمليات المنجزة برسومهم
العقارية بعد االنخراط بالموقع اإللكتروني الخاص بالخدمة.
ونظرا لكون هذه الخدمة لم يتم تنزيلها إال حديثا ،يكون من األهمية بمكان أن نعرض
لشروط االنخراط فيها (أوال) وكذا لمدى تحمل و .و .م .ع .م .ع .خ 3لحفظ المعطيات
الشخصية لزبنائها (ثانيا).
أوال -شروط االنخراط في الخدم
بداية يجب على المنخرط 4أن يوفر المعدات الالزمة لتلقي التنبيهات المرسلة إليه من
طرف الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية ،كما يتحمل المسؤولية
الكاملة في شأن التشغيل السليم لها ومالءمتها للخدمة المقدمة وكذا الولوج لشبكات االتصال.
ويمكن تقسيم شروط االنخراط إلى عامة ( )1وأخرى خاصة (.)2
1ادريس الفاخوري ،الحلول التشريعية لمواجهة االستيالء على عقارات الغير،مداخلة ضمن الندوة العلمية عن بعد عبر
التناظر المرئي في موضوع المستجدات التشريعية في المادة العقارية ،يوم 15.16يوليوز ، 2020منشورة على
الصفحة الرسمية لماستر القانون العقاري والتوثيق -مراكش -ماستر القانون العقاري والتوثيق-مراكش | -
Facebookتاريخ الزيارة 2021/10/22على الساعة . 23.00
2ولمزيد من المعلومات ح ول هذه الخدمةيمكن الرجوع إلى الموقع اإللكتروني الذي تم تفعيله من طرف الوكالة و.م .ع .م .ع .خ
.https://www.ancfcc.gov.ma/
3تلك الحروف تعد اختصار ل (الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية).
4نقصد بالمنخرط هنا المالك دون غيره سواء كان وحيدا أو على الشياع ،وذلك تماشيا وأحكام ظ .ت.ع كما عدل وتمم بالقانون 14.07
38
-1الشروط العامة
تتعلق هذه الشروط أساسا بكيفية االستعمال واالنخراط في الخدمة وفق ما يلي:
أ :يتعين على المالك أن يقوم مسبقا بتحميل استمارة الشروط العامة لالستعمال من الموقع
السابق ،وقراءتها قبل ملئها ،مع بيان هويته ورقم هاتفه..
ب :يتعين على المالك إيداع استمارة الشروط العامة لالستعمال بأقرب محافظة عقارية بعد
4
توق يعها ،ويتوصل بعد ذلك برسالة لتأكيد االنخراط إلى رقم هاتفه أو عنوانه الشخصي.
ثانيا :تحصين وكالة المحافظة العقارية للبيانات الشخصية
تعمل و .و.م.ع .م .ع.خ على تأمين المعطيات الشخصية ( ،)1وإذا انتاب المستفيد من
الخدمة أي ضرر يمكنه التقدم بشكاية ()2
1انظر بخصوص هذه الشروط ما سطرته ( .و.م.ع.م.ع.خ.خ) .فيما تمثل ذلك حول الشروط العامة الستعمال الخدمة على موقعها
اإللكتروني السابق اإلشارة إليه.
2مذكرة المحافظ العام عدد ،7280صادرة بتاريخ 28يوليوز .2017
3ياسين عمراني ،مرجع سابق ،ص .122
4يراجع حول تفاصيل هذا الشروط الموقع السابق اإلشارة إليه.
39
-1تأمين المعطيات الشخصية
خوفا من تسرب البيانات المتعلقة باألمالك العقارية ،واستغاللها من طرف مافيا االستيالء
على العقارات ،خصوصا وأنها تحاول الحصول علی اإلعالنات العقارية بكل الوسائل
واإلمكانيات لتسهيل عملية السطو .فإن و.و.م.ع.م.ع.خ تقوم بتجميع المعطيات ذات الطابع
الشخصي بهدف التعرف على المنخرط ومن أجل تدبير خدمة "محافظتي" يتم استعمالها
وتخزينها بشكل سري.1
وتلتزم كذلك بعدم تسويق أي معطی مقدم من طرف المنخرط أو كشفه لألغيار باستثناء ما
هو منصوص عليه في القوانين الجاري بها العمل كما يبقى دور المنخرط كذلك في اتخاذ
كافة التدابير لمنع الدخول إلى عنوان بريده اإللكتروني تفاديا لكل تسريب لمعطياته الشخصية.
-2معالجة الشكايات
يخول للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية وحدها معالجة
الشكايات المتعلقة باستعمال خدمة "محافظتي" .وإذا كان للمنخرط أي شكاية في شأن هذه
الخدمة ،يمكنه أن يقدمها عبر الموقع الرسمي للو.و.م.ع.م.ع.خ ،حيث سيتم معالجتها بحسب
طبيعتها من قبل المصالح المختصة.
وفي حالة وجود نزاع ينبغي على المنخرط أن يحاول بحسن نية التوصل إلى حل ودي قبل
اللجوء إلى القضاء ،ووحدها المحاكم اإلدارية تكون المختصة لتسوية النزاعات الناشئة بين
2
األطراف.
أما على مستوى الواقع العملي ،فنعتقد أن فعالية هذه الخدمة خاصة في الفترات األولى
ال فتتاحها لم تأت أكلها وباألحرى على مستوى بعض المحافظات العقارية التي تتموقع باألقاليم
3و السبب بطبيعة الحال راجع من جهة ألمية أغلب المالك ،وجهلهم حتى إلجراءات التحفيظ
فما بالك بهذه الخدمة ،ومن جهة ثانية لقلة الرسوم العقارية بهذه المناطق .أما على مستوى
وكاالت أخرى داخل المدار الحضري فإن العاملين بها أبوا إال أن يصرحوا بعدد المنخرطين
في هذه الخدمة منذ إحداثها تهربا من المسؤولية أو ما عبروا عنه بإفشاء السر المهني.
بل يؤخذ على هذه التدابير اقتصارها على الرسوم العقارية فقط دون مطالب التحفيظ التي
يمكن لها هي األخرى أن تكون عرضة لالستيالء عن طريق التفويت بطرق احتيالية وتحفيظها
في اسم المفوت له ،خصوصا وأن الجميع يعلم ما لقرار التحفيظ من حصانة قانونية مستمدة
من مقتضيات ظهير التحفيظ العقاري كما وقع تعديله وتتميمه بمقتضى القانون .14.074
1عادل قيبال ،االستيالء على عقارات الغير بين مظالم النصين الفقي والقانوني ،مقال منشور بمجلة المنازعات والنظم اإلجرائية ،ظاهرة
االستيالء على عقارات الغير ،األسباب والحلول ،العدد 3يونيو ،2017ص36:
2إ دريس الفاخوري ،الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء مدونة العقوق العينية والتشريعات العقارية الخاصة ،مرجع سابق،
ص.145
41
وأخيرا البد من اإلشارة إلى مقترح المجلس الجهوي للموثقين بالرباط القاضي بإدخال
تعديل على القانون رقم 35.06المحدثة بموجبه البطاقة الوطنية للتعريف اإللكترونية والذي
يسمح بمقتضاه للموثقين باالطالع على المعطيات المسجلة بالرقاقة اإللكترونية والشفرة
القضيبية المت علق به ،وتمديد هاته التعديالت على شهادة التسجيل وبطاقة اإلقامة بالنسبة
لألجانب المقيمين بالمغرب.
ثانيا :دور النيابة العامة في التصدي لظاهرة االستيالء على عق ارات الغير
أكدت وزارة العدل والحريات من خالل بالغها لمواجهة ظاهرة االستيالء على عقارات
الغير ،خاصة فيما يتعلق بالجانب التنظيمي والعملي على أنه يجب:
دعوة النيابات العامة إلى تتبع األبحاث الجارية بشأن قضايا االستيالء على عقارات الغير
بالحزم والصرامة والالزمين،والحرص على تسريع وتيرتها والتنسيق مع مختلف المتدخلين
في المجال إلضفاء الجودة والفعال ية عليها بما فيها تفعيل اإلنابات القضائية الدولية ،وكذا
السهر على المساهمة في تجهيزها والبت فيها داخل أجل معقول ،مع تقديم الملتمسات الكفيلة
بتحقيق الردع وسلوك طرق الطعن المتاحة قانونا؛
دعوة النيابات العامة إلى الحرص على التدخل في الدعاوى المدنية المرتبطة بالموضوع
وكذا في ملفات تذييل العقود األجنبية المتعلقة بتفويت عقارات الغير بالحزم واالهتمام البالغين؛
الحرص على تبليغ النيابة العامة بكل دعوى تتعلق بالطعن بالزور الفرعي ،وإحالة
كافة الوثائق موضوع الطعن إليها ،رغم تنازل المطعون ضده بالزور عن استعمال الوثيقة
وسحبه لها.
خاتمة:
كثيرة هي الشكاوى الواردة على الديوان الملكي والمتعلقة بجرائم االستيالء عل عقارات
الغير ،وكثيرة هي الشكاوى المحالة على مخافر الشرطة القضائية،بلوعديدة هي الملفات التي
لم يفصل فيها القضاء بعد ،والمتعلقة بنفس الموضوع.
وقد اتضح على امتداد صفحات هذا العرض المعنون بظاهرة االستيالء على عقارات الغير،
أن للظاهرة مداخل ومكامن عديدة ،غير أن مقاربات الحد من الظاهرة ضئيلة جدا بالمقارنة
مع ذلك.
األ مر الذي يجد معه المتضررين(المستولى عليهم) أنفسهم ال حول لهم وال قوة في مجابهة
مافيا العقار ،ويدق األمر خطورة عندما يكونوا من المتدخلين في المنظومة العقارية ،وإذا آمنا
بأن آثار الظاهرة ال يمكن أن تنمحي بسهولة ،فيجب أن نقتنع بأنه من حيث المتورطون فيجب
الضرب بيد من حديد على يد كل من سولت له نفسه االستيالء على أمالك الغير ،واألكيد أن
التصدي للظاهرة ال يجب أن يقتصر على مقاربة واحدة ،بأن المقاربة المدنية والزجرية غير
كافية لوحدها ،بل ال بد من مقاربة شاملة يشارك فيها كل المتدخلين في المنظومة العقارية،
42
مع التنسيق الفعال بين كل المؤسسات لفرض الرقابة على كل العقود ،بما في ذلك المجتمع
المدني لما يستتبعه من التوع ية بمخاطر االستيالء عل العقارات ،أو عن طريق التكتل في
إطار جمعيات للدفاع عن حقوقهم .
ومن أ جل الحد من ظاهرة االستيالء على عقارات الغير او على األقل التخفيف من آثارها،
وجب التفكير في المتطلبات التالية:
تعديل بعض نصوص ظ .ت .ع كما عدل وتمم بصيغة االلزام سواء تلك المتعلقة باإللزام
بتقديم الوثائق والمستندات الالزمة أو المتعلقة بالتحقق من الهوية؛
التشديد من العقوبات الجنائية فيما يتعلق بالجرائم المكونة لالستيالء خاصة منها التزوير
والمشاركة فيه ،...وإن كان مشروع القانون الجنائي هو االخر يتحاج إلى مشروع آخر ،لكونه
لم يستجب للتطلعات التي كانت معقودة عليه خصوصا بتخفيضه من أغلب العقوبات السالبة
للحرية؛
إعادة النظر في بعض االتفاقيات الدولية المتعلقة باإلعفاء من المصادقة على الوثائق ،وكذا
مسألة التذييل بالصيغة التنفيذية ،بل وتنظيمها بنص خاص ضمن ظهير التحفيظ العقاري ،كما
عدل وتمم شأن مدونة االسرة في ذلك؛
تعديل المادة الثانية من مدونة الحقوق العينية وجعل دعوى المالك األصلي المتضرر تتم
من تاريخ اكتشاف الفعل ال من تاريخ وقوعه ،أو حذفها بالمرة مع إيجاد سياسة محكمة تضبط
التوازن بين المصالح المتعارضة وإلزام المهنيين بإخبار زبنائهم بإجبارية تقييد تصرفاتهم
واالثار المترتبة عن ذلك ....إلخ؛
1الئحة المراجع
❖الكتب
✓ إدريس الفاخوري ،نظام التحفيظ العقاري وفق مستجدات القانون رقم ،14.07مطبعة
المعارف الجديدة ،الرباط ،طبعة .2015
✓إ دريس الفاخوري ،الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء مدونة العقوق العينية
والتشريعات العقارية الخاصة ،مطبعة النجاح الجديدة الدارالبيضاء ،الطبعة الثالثة .2019
✓محمد الكشبور نزع الملكية ألجل المنفعة العامة – قراءة في النصوص – وفي مواقف
القضاء ،مطبعة النجاح الجديدة لدار البيضاء الطبعة الثانية .2007
1
43
✓ مأمون الكزبري ،التحفيظ العقاري والحقوق العينة األصلية والتبعية في التشريع المغربي
الجزء الثاني ،شركة الهالل العربي للطباعة والنشر سنة .1987
✓ محمد الكشبور ،القسمة القضائية في القانون المغربي ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار
البيضاء ،الطبعة الثانية.2011
✓ سليمان أدخول ،التوثيق العدلي وأثره على حق الملكية العقارية من خالل رسم إثبات
الملكية ،الطبعة األولى ،2017مطبعة دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع بالرباط.
✓ سليمان أدخول ،الشرح العملي لمركز الوثائق العدلية في نظام السجالت العقارية ،دراسة
على ضوء التوثيق العدلي والتشريع العقاري بالمغرب الطبعة األولى 2006مطبعة دار
السالم للطباعة والنشر والتوزيع بالرباط.
❖األطروحات والرسائل
✓ عبد اللطيف الودناسي ":تملك العقار بالحيازة في التشريع المغربي" ،أطروحة لنيل
الدكتوراه في القانون الخاص جامعة القاضي عياض ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية ،مراكش ،السنة الجامعية .2000.2001
✓ عائشة أمغار ":االستيالء على عقارات الغير وأثره على المن العقاري" ،رسالة لنيل دبلوم
الماستر في القانون الخاص ،جامعة القاضي عياض ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية مراكش ،السنة الجامعية .2018
✓أسامة أشرف "،االستيالء على عقارات الغير -العقار المحفظ -نموذجا ،"-رسالة لنيل
دبلوم الماستر في القانون الخاص ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية فاس ،السنة الجامعية .2014.2015
✓نادية بلح جاج ":حماية القضاء للملكية العقارية من االعتداء المادي" ،بحث لنيل دبلوم
الماستر في القانون الخاص جامعة عبد المالك السعدي ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية طنجة ،اسنة الجامعية .2011.2012
✓ محمد ايت بوزيد" حماية القاضي اإلداري االستعجالي للملكية من خالل االذن بالحيازة
ورفع االعتداء المادي" رسالة لنيل دبلوم الماستر في القضاء اإلداري جامعة محمد الخامس
بالرباط السنة الجامعية .2014.2015
✓ عبد الكريم بوالدل" االعتداء المادي لإلدارة على الملكية العقارية بين تنظير الفقه وتطبيقات
القضاء اإلداري بحث لنيل دبلوم الماستر في القانون العام جامعة سيدي محمد بن عبد هللا
فاس كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السنة الجامعية .2013.2014
44
✓ ياسين عمراني في رسالته ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بين محدودية النص
القانوني والعمل القضائي ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية – جامعة محمد األول وجدة – الموسم الجامعي .2018/2017
❖المق االت
✓المل ودي العابد العمراني ،دراسات رسمية للرسالة الملكية بتاريخ 30دجنبر ،2016
مقال بأشغال ندوة خنيفرة :ظاهرة االستيالء على عقارات الغير ،األسباب والحلول ،منشورة
بمجلة المنازعات والنظم اإلجرائية ،مطبعة األحمدية ،العدد الثالث ،بتاريخ 8يوليوز .2017
✓ محمد سوسي":االستيالء على عقارات الغير :تحديد المفهوم وأسباب الظاهرة في أراضي
الجموع ،مقال منشور ضمن سلسلة المعارف القانونية والقضائية ،مؤلف جماعي االستيالء
على عقارات الغير واالسترجاع ،منشورات مجلة الحقوق ،دار نشر المعرفة ،مطبعة المعرف
الجديدة الرباط ،طبعة .2018
✓ محمد الراقي" ،االستيالء على عقارات األجانب والمتغيبين بالمغرب زعزعة لألمن
العقاري " مقال منشور بمجلة االطلس للدراسات الفقهية والقانونية واالقتصادية والقضائية
ملف خاص بمظاهرة االستيالء على عقارات الغير ،العدد .1
✓إبراهيم بحماني ،تنفيذ األحكام األجنب ية في المقال ،مقال منشور بمجلة القضاء والقانون
عدد .148
✓العربي محمد مياد ،قراءة في دورية المحافظ العام ،مقال منشور على الموقع التالي
/https://www.maroclaw.comتاريخ الزيارة 24أكتوبر 2021على الساعة
.2:30
✓عبد الكريم بنحمينا ،عقل الممتلكات العقارية دراسة في ضوء مقتضيات القانون رقم
32.18القاضي بتعديل قانون المسطرة الجنائية ،مقال منشور على الموقع االلكتروني،
،/https://www.marocdroit.comتاريخ االطالع 2012/10/22على الساعة
.12.14
✓ عادل قيبال ،االستيالء على عقارات الغير بين مظالم النصين الفقي والقانوني ،مقال منشور
بمجلة المنازعات والنظم اإلجرائية ،ظاهرة االستيالء على عقارات الغير ،األسباب والحلول،
العدد 3يونيو .2017
❖المجالت والندوات
✓ عبد الحميد الحمداني ":العمل القضائي في مجال الغصب ونقل الملكية " ،مجلة البحوث
العدد ،9لسنة .2009
✓ عبد الرزاق اصبيحي ":مدونة الحقوق الع ينية بين ضرورة التوحيد وإكراهات
الخصوصية" ،من أشغال الندوة الدولية المنظمة بفاس ومجموعة البحث في المهن القانونية
45
والقضائية وبنية البحث في الدراسات القضائية تحت عنوان " مدونة الحقوق العينية وأفاق
التطبيق" منشورات مجلة الحقوق ،سلسلة األعداد الخاصة ،7سنة.2013
✓ سفيان أدريوش ":االمن القانوني في المجال العقاري " ،أشغال الندوة الوطنية المنظمة
يومي 25و26يونيو ، 2016بعنوان العقار والتعمير والتدبير الجزء األول مطبعة المعارف
الجديدة الرباط ،طبعة .2017
✓ محمد العلمي ،المستجدات التشريعية ذات الصلة في التصرفات المتعلقة بالحقوق العينية
قراءة في القانون 69.16و 32.18مداخلة ضمن الندوة العلمية عن بعد عبر التناظر المرئي
في موضوع المستجدات التشريعية في المادة العقارية ،يوم 15.16يوليوز ، 2020
منشورة على الصفحة الرسمية لماستر القانون العقاري والتوثيق -مراكش -ماستر القانون
العقاري والتوثيق مراكش Facebookتاريخ الزيارة 2021/10/22على الساعة 19.00
مساءا.
✓ادريس الفاخوري ،الحلول التشريعية لمواجهة االستيالء على عقارات الغير مداخلة ضمن
الندوة العلمية عن بعد عبر التناظر المرئي في موضوع المستجدات التشريعية في المادة
العقارية ،يوم 15.16يوليوز ، 2020منشورة على الصفحة الرسمية لماستر القانون
العقاري والتوثيق -مراكش| Facebook -تاريخ الزيارة 2021/10/22على الساعة
. 23.00
الفهرس
مقدمة2...................................................................................................... :
المبحث األول :تشخيص ظاهرة االستيالء على عقارات الغير 5...................................
المطلب األول :ماهية االستيالء على عقارات الغير 5.............................................
الفقرة األولى :مفهوم االستيالء على عقارات الغير وتمييزه عن المفاهيم المشابهة 5.....
أوال :تعريف االستيالء على عقارات الغير 5.....................................................
ثانيا :تمييز االستيالء على غيره من المفاهيم المشابهة 7.......................................
الفقرة الثانية :العوامل المساعد على تفشي ظاهرة االستيالء على عقارات الغير 10......
أوال :أسباب تفشي ظاهرة االستيالء على عقارات الغير10.................................. .
ثانيا :الفئات المعنية بمضمون الرسالة الملكية المتعلقة باالستيالء على عقارات الغير16
المطلب الثاني :وسائل االستيالء على عقارات الغير 18..........................................
الفقرة األولى :بالنسبة للعقارات المحفظة 18.....................................................
46
أوال :التزوير كوسيلة لالستيالء على عقارات الغير 18........................................
ثانيا :التذييل وتزييف األختام كآلية لالستيالء على عقارات الغير 20........................
الفقرة الثانية :بالنسبة للعقارات غير المحفظة 23................................................
أوال :إقامة رسم ملكية أو رسم إراثة على عقار مملوك للغير 23.............................
ثانيا :إقامة رسم إراثة دون ذكر الورثة اآلخرين 26............................................
المبحث الثاني :سبل التصدي لظاهرة االستيالء على عقارات الغير 27..........................
المطلب األول :التدابير التشريعية للحد من ظاهرة االستيالء على األمالك العقارية 28.....
الفقرة األولى :التعديالت التي طالت المادة المدنية 28..........................................
أوال :تعديل المادة الرابعة من مدونة الحقوق العينية 28........................................
ثانيا :التعديل الذي طال قانون االلتزامات والعقود بمقتضى القانون رقم 31...... 31.18
الفقرة الثانية :التعديالت التي طالت القوانين الزجرية 36......................................
أوال :فيما يخص تعديل مجوعة القانون الجنائي 36.............................................
ثانا :فيما يخص تعديل قانون المسطرة الجنائية 37..............................................
المطلب الثاني :التدابير التنظيمية للتصدي لظاهرة االستيالء على عقارات الغير 38........
الفقرة األولى :خدمة االطالع عن بعد على الرسوم العقارية 38.............................
أوال :شروط االنخراط في الخدم38................................................................
ثانيا :تحصين وكالة المحافظة العقارية للبيانات الشخصية 37.............................
الفقرة الثانية :دور الجهات المكلفة بالتوثيق والنيابة العامة في التصدي 41.................
أوال :دور الجهات المكلفة بالتوثيق في التصدي لظاهرة االستيالء على عقارات الغير
41.......................................................................................................
ثانيا :دور النيابة العامة في التصدي لظاهرة االستيالء على عقارات الغير 42............
خاتمة43..........................................................................................:
الئحة المراجع44................................................................................:
47
48