Professional Documents
Culture Documents
فدوى أوشريف
كوثر أومالك
السنة الجامعية
20201
/2021
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
الئحة المختصرات:
2
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
مقدمة:
عرفت االدارة المغربية في السنين االخيرة ،تحوالت مهمة ،تطورت معها مهامها ووظائفها،
وذلك كانعكاس طبيعي لتطور وظائف الدولة ،ولما كان النشاط االداري يمتد ليشمل اجزاء
التراب الوطني كافة ،فان االدارة المركزية ال يمكنها لوحدها مهما بلغت كفاءتها وامكانياتها
اللوجيستيكية ان تضطلع بمهمة تأطير فعال لمختلف الجماعات الترابية.1
وتماشيا مع التطور الذي عرفته االدارة المغربية فقد وسع المشرع المغربي من
صالحيات الجماعات الترابية وخاصة مع مقاربة الجهوية المتقدمة التي اعتمدها المغرب في
اطار دستور ،2011حيث اعتبر هذا االخير ان التنظيم الترابي للمملكة تنظيم ال مركزي،
وبذلك فالجماعات الترابية تشكل العمود الفقري لالمركزية االدارية ،وضرورة من ضرورات
الدولة المعاصرة ،وحجر الزاوية في بناء دولة الحق والقانون ،اذ تمكن المواطنين من
المشاركة في تدبير شؤونهم المحلية بواسطة منتخبيهم.
وقد نص المشرع المغربي على الجماعات الترابية من خالل دستور 2011بموجب
الباب التاسع منه تحت مسمى الجهات والجماعات الترابية االخرى ،حيث جاء في الفصل
135منه ":الجماعات الترابية للمملكة هي الجهات والعمالت واالقاليم والجماعات
الجماعات الترابية اشخاص اعتبارية ،خاضعة للقانون العام ،تسير شؤونها بكيفية
ديمقراطية".
والجماعات الترابية اثناء قيامها بالمهام المنوطة بها ،فإنها تنتج شبكة كبيرة من العالقات
مع فاعلين اخرين سواء اشخاص ذاتيين او اعتباريين ،هذه العالقات تفرز في بعض االحيان
تضارب في المصا لح ،ومسا بحقوق اطراف معينة ،وبذلك تنتج عنها منازعات ترفع للقضاء
للبت فيها.
فمنازعات الجماعات الترابية اصبحت تحتل مكانة كبيرة ضمن اهتمامات االدارة
المركزية بسبب االرتفاع الكبير 2في عدد المنازعات القضائية التي تكون فيها الجماعات
الترابية طرفا فيها ،وبفعل ما يترتب عن هذه المنازعات من انعكاسات سلبية على ميزانياتها
وتدبير شؤونها المحلية بصفة عامة.
ولعل هذا ما حدا بالمشرع الى التنصيص على تدبير منازعات الجماعات الترابية في
صلب القوانين التنظيمية للجماعات الترابية مع تخصيص قسم للمنازعات ،يعد في الحقيقة
تتويجا لمسار تشريعي بدأه المغرب مع التنظيم الالمركزي الترابي ،كما تم اصدار العديد من
- 1عبد القادر هرهاري :رقابة القضاء اإلداري على الجماعات الترابية ،رسالة لنيل دبلوم الماستر ،جامعة المولى إسماعيل ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية مكناس، 2017-2016،ص.1:
- 2انظر تقرير المجلس األعلى للحسابات حول تدبير منازعات الجماعات الترابية.
3
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
الدوريات والمناشير كلها موجهة للحد من االرتفاع الكبير في اعداد الدعوى القضائية
المرفوعة ضد الجماعات الترابية نتيجة للوعي المتزايد لدى المواطنين بمقاضاة االدارة،
والدفاع عن حقوقهم امام المحاكم.
وبذلك يظهر ان موضوع تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية ،يكتسي اهمية
على المستوى النظري والعملي ،فاألهمية النظرية تظهر من خالل االهتمام التشريعي
بمنازعات الجماعات الترابية وكذا قلة الكتابات في هذا الموضوع.
اما االهمية العملية فتتجلى في حجم منازعات الجماعات الترابية المطروحة امام القضاء.
و بذلك فهذا الموضوع يطرح اشكالية محورية مفادها :كيف ساهم تنظيم المشرع
المغربي لتدبير منازعات الجماعات الترابية في تحقيق النتائج واألهداف المرجوة
منه ؟
وتنبثق عن هذه اإلشكالية المحورية مجموعة من األسئلة الفرعية وهي على
النحو التالي:
ما هو االطار القانوني لمنازعات الجماعات الترابية؟
ما هو موضوع وطبيعة الدعاوى المرفوعة ضد الجماعات الترابية؟
ما هي االجراءات السابقة للتقاضي في مثل هذه المنازعات في إطار كل من
دعوى االلغاء ودعوى التعويض؟
من هم الممثلين القانونيين للجماعات الترابية؟
من المكلف بالدفاع عن الجماعات الترابية؟ وما دور في الدفاع الجماعات الترابية؟
ما مدى الزامية الجماعات ترابية بتنصيب محامي امام القضاء؟
لإلجابة عن االشكالية المحورية ومختلف التساؤالت الفرعية سيتم االعتماد على التصميم
التالي:
المبحث األول :المنازعات المتعلقة بالجماعات الترابية(التأصيل القانوني
والدعاوى)
المبحث الثاني :تمثيل الجماعات الترابية و الدفاع عنها
4
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
من خالل هذا المبحث سنحاول قدر اإلمكان تسليط الضوء على اإلطار القانوني للمنازعات
المتعلقة بالجماعات الترابية وهو ما سيتم التنظير له من خالل " المطلب االول" من هذا
المبحث ،في أفق التعريج في" مطلب ثان "على أهم الدعاوى المرفوعة ضد الجماعات
الترابية وكيفية تدبيرها .
5
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
وتأسيسها بالنص عليها صراحة في مقتضياته حيث خص لها باب بأكمله وهو الباب التاسع
3
والذي عنونه ب الجهات والجماعات الترابية .
وبالرجوع الى مقتضيات الفقرة الثانية من الفصل4118من الدستور المغربي نجدها تنص
على ...":كل قرار اتخذ في المجال اإلداري ،سواء أكان تنظيميا أو فرديا ،يمكن الطعن فيه
أمام الهيئة القضائية اإلدارية المختصة".
من خالل هذه الفقرة يتضح جليا أن التشريع الدستوري المغربي أولى أهمية قصوى أو
باألحرى كرس الرقابة القضائية التي خولها للقضاء اإلداري ،على القرارات الصادرة عن
االدارة ،وإن كان ذلك يدل على شيء فإنما يدل على اعتراف المشرع بكون القضاء اإلداري
وبحكم تخصصه في القضايا ذات الصلة بالمجال اإلداري ،فله دور بالغ االهمية ،خاصة وانه
يعتبر بمثابة المالذ اآلمن للمواطنين من كل تعسف يمكن ان تمارسه اإلدارة عليهم.
وحسن المشرع صنعا بتنصيصه على هذه الرقابة ،ذلك ان القضاء الذي يمارسها يتميز عن
االدارة بالخبرة القانونية والحياد ،واالستقالل في أداء وضيفته ،فضال تمتعه بالضمانات
القانونية ،ناهيك عن كون االحكام القضائية الصادرة عن القضاء يترتب عليها اثر غاية في
االهمية ،فهي تنهي المنازعات بطريقة حاسمة نهائية ،بحيث ال يجوز إثارة هذه المنازعات
مرة أخرى امام القضاء مما يعطي الحكم حجية وقوة خاصة ،ألن االحكام القضائية تتمتع بقوة
5
وحجية الشيء المقضي به .
استنادا لكل ما سبق يتضح جليا أن الدستور المغربي في نسخته الجديدة كرس رقابة قضائية
على جل القرارات المتخذة في المجال اإلداري ،بما فيها القرارات الصادرة عن الجماعات
على اعتبار أن مصطلح اإلدارة يشمل حتى الجماعات الترابية.
ومنه فأي قرار اتخذته الجماعات الترابية سواء كان صادر عن الجهة او العمالة او الجماعة ،
إال وخضع لهذه الرقابة لفحص مشروعيته .فإن كان مخالفا للقانون يتم النظر فيه من لدن
قضاء اإللغاء ،وإن تسبب في ضرر ألحد المرتفقين وجب جبر ذلك الضرر عن طريق الحكم
بالتعويض.
بعد ذلك لن يبقى لنا سوى إماطة اللثام عن تأطير القوانين التنظيمية للجماعات الترابية
للمنازعات القضائية المتعلقة بها .
3كريم الحرش ،الدستور الجديد للمملكة المغربية " شرح وتحليل" ط الثانية ،مط النجاح الجديدة الدار البيضاء ،السنة ،2016ص .262
4ظهير شريف رقم ،1.11.91صادر في 27من شعبان 1432موافق ل29يوليوز ،2011بتنفيذ نص الدستور المنشور بالجريدة الرسمية ع .5964
5كريم الحرش ،م س ،ص 238
6
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
6ظهير شريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 7(1436يوليوز )2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات ،الجريدة
الرسمية ع 6380بتاريخ 6شوال 23(1436يوليوز )2015
7ظهير شريف رقم 1.15.84صادر في 20من رمضان 7(1436يوليوز)2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 112.14المتعلق بالعماالت واالقاليم ،
الجريدة الرسمية ع 6380بتاريخ 6شوال 23(1436يوليوز)2015
7
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
وبالتالي فما يتضح من خالل هذا القانون أنه كرس مبدأ تدبير العمالة او االقليم للمنازعات
القضائية المتعلقة بها وذلك من خالل سنه لمجموعة من المواد كما مر معنا التي تناولت هي
االخرى مختلف االجراءات الالزم اتباعها من لدن العمالة او االقليم في سبيل تدبير منازعاتها
• تدبير المنازعات القضائية من خالل قانون 113.14المتعلق بالجماعات ،8حدد هذا
القانون في قسمه السابع والذي عنونه بالمنازعات والذي ضمنه ست مواد .مختلف
االجراءات التي من الالزم احترامها من لدن الجماعة كتنظيم ترابي يندرج تحت وعاء
الجماعات الترابية ،وهي اجراءات من شأنها تعزيز دور الجماعة في تدبير
المنازعات القضائية المتعلقة بها.
استنادا لكل ما سبق البد من اإلشارة الى ان هذه القوانين التنظيمية قد اطرت بالفعل عمل هذه
الجماعات فيما يتعلق بالشق المتمحور حول المنازعات ،وبذلك نكون قد أحطنا الى حد ما
باإلطار القانوني لمنازعات الجماعات الترابية سواء من خالل الوثيقة الدستورية ،او حتى
القوانين التنظيمية للجماعات التي قعدت قانونيا المنازعات المرتبطة بالجماعات الترابية من
خالل تضمينها ألقسام خاصة بهذه المنازعات .
المطلب الثاني :موضوع الدعاوى المرفوعة ضد الجماعات الترابية
تعتبر مسطرة التقاضي امام المحاكم من اهم االليات التي تفتح امام المتقاضي امكانية
ممارسة حقه في رفع الدعوى امام المحكمة من اجل الحصول على حقه المشروع الذي أقره
القانون و وقع االعتداء عليه ،ومن بين المنازعات التي قد تعرض على القضاء سواء كان
اداريا او عاديا او تجاريا تلك المنازعات المتعلقة بالجماعات الترابية ،هذه االخيرة عرفها
الفصل 135من دستور 2011بانها الجماعات والعماالت واالقاليم والجماعات ،وبالتالي
فهذه االخيرة إما ان تكون هي المدعية بمعنى انها هي من تدعي الحق ومن أمثلة المنازعات
التي ترفعها الجماعات الترابية ضد جهات معينة سواء أفراد ذاتين او معنويين تلك المتعلقة
باالفراغات في حالة شغل الملك الجماعي مؤقتا ،ناهيك عن منازعات االصول التجارية
المقامة على ملك جماعي بموجب عقد لالحتالل المؤقت ،ثم المنازعات المتعلقة بالوجيبة
الكرائية ،غير أنه وبحكم كون جل هاته المنازعات تم التطرق لها في مجموعة من العروض
كما هو الشأن بالنسبة لعرض إفراغ امالك الدولة والجماعات الترابية وعروض أخرى
انصبت حول التنظير لهذا الجانب سوف نخصص هذا المطلب ،للحديث عن المنازعات
المثارة ضد الجماعات وذلك تفاديا لتكرار ما تم التطرق له في العروض السابقة .استنادا
لذلك فمن بين أهم الدعاوى المرفوعة ضد الجماعات الترابية امام المحاكم االدارية تتمثل
8شريف 1.15.85صادر في 20من رمضان 7(1436يوليوز )2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات ،الجريدة الرسمية ع
6380بتاريخ 6شوال 23(1436يوليوز .)2015
8
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
أساسا في تلك الدعاوى المثارة ضد بعض القرارات الصادرة عن الجماعات الترابية لتجاوز
في استعمال السلطة في اطار دعوى اإللغاء (الفقرة االولى) ،وكذا الدعاوى المرفوعة ضدها
نتيجة االضرار الالحقة باالشخاص نتيجة القرارات االدارية في اطار دعوى التعويض(الفقرة
الثانية).
الفقرة االولى :دعوى االلغاء
تعد دعوى االلغاء خير وسيلة لفرض احترام مبدا المشروعية ،لكن في غياب مدونة
ادارية ،مثل مدونة القانون الجنائي او التجاري او االحوال الشخصية فان قاضي االلغاء هو
الذي انشأ تدريجيا القواعد والمبادئ التي تحدد المشروعية ومجاالت تطبيقها.
ودعوى االلغاء في التجاوز الستعمال السلطة تمثل ضمانة اساسية لتحقيق المشروعية
حماية لحقوق األفراد وحرياتهم لما يتوفر عليه القاضي من ضمانات الحياد واالستقالل ،و
تعتبر دعوى االلغاء رقابة فعالة من خالل ما تتضمنه احكام القضاء بحجية الشيء المقضي به
بالحسم في النزاع بصفة نهائية وبسبب ما تتمتع به السلطة االدارية في الوقت الراهن من
القدرة على التنفيذ الجبري باالضافة الى االمتيازات و السلطات التقديرية واالستثنائية المعترف
بها لالدارة كانت الحاجة لالمان بالرقابة القضائية والتعمق والوعي بها لضمان الحقوق
والحريات.
وقد استقر الفقه والقضاء على تعريف دعوى االلغاء بانها دعوى قضائية يرفعها احد
االفراد او احدى الهيئات للقضاء االداري للمطالبة بإلغاء او اعدام قرار اداري صدر مخالفا
للقانون ،فدعوى االلغاء يكون موضوعها دائما قرار اداري يفصل القاضي في مدى
مشروعيته ،ايا كانت السلطة التي اصدرته ،ويمكن القول ان دعوى االلغاء تعتبر بمثابة
مخاصمة للقرار االداري ،وال تخاصم فيها جهة االدارة ،بمعنى ان الطعن يوجه اصال للقرار
االداري وليس للسلطة االدارية التي اصدرته.
ودعوى االلغاء تتميز بمجموعة من الخصائص باعتبارها من اهم وسائل حماية المشروعية
فهي دعوى قضائية وليست بتظلم اداري يقدم لالدارة كما كان عليه الحال في السابق ،كما
انها تعتبر من النظام العام النه تهدف الى حماية المشروعية.
فالقاضي االداري في اطار دعوى االلغاء متى توفرت شروط دعوى االلغاء في المنازعة
المطروحة امامه يستبعد كل دفع بعدم القبول ويدخل في مرحلة اخرى ترتكز في البحث في
مشروعية او عدم مشروعية القرار االداري المطعون فيه ،فاذا اتضح له ان هذا القرار قد
9
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
اصابه عيب من العيوب التي تصيب القرارات االدارية فانه يحكم بالغائه لعدم مشروعيته،
وبالعكس اذا اطمأن الى خلو القرار من اي عيب فانه يقضي برفع الدعوى.9
ولمارسة دعوى االلغاء ضد الجماعات الترابية ،يتعين على المدعي التقيد باالجراءات و
الشروط الخاصة لمقاضاة الجماعات الترابية والمتعلقة اساسا باخبار رئيس مجلس الجماعة و
يوجه الى عامل العمالة او االقليم او من ينوب عنه مذكرة تتضمن موضوع واسباب شكايته
اذا تعلق االمر بالجماعات ،10واذا تعلق االمر بدعاوى االلغاء المرفوعة ضد الجهة يتم
اخبار رئيس الجهة وتوجيه المذكرة الى والي الجهة ،11اما اذا تعلق االمر بالعماالت واالقاليم
فيتعين إخبار رئيس مجلس العمالة االقليم وتوجيه المذكرة الى عامل العمالة أو االقليم.12
واذا لم يتم احترام هذه االجراءات القبلية من قبل المدعي فان دعواه تواجه بعدم القبول من
لدن المحاكم المختصة طبقا للقوانين التنظيمية للجماعات الترابية ،وهذا دون اغفال ادخال
الوكيل القضائي للجماعات الترابية متى كانت الدعاوى تروم و تستهدف الجماعات الترابية
باداء دين او تعويض ،وذلك تحت طائلة عدم قبول الدعوى في حالة عدم احترام هذه
الشكليات.13
وعليه فالمدعي ملزم وقبل رفع دعوى االلغاء ضد الجماعات الترابية استجماع شرطين،
اولهما االخبار والثاني توجيه المذكرة ،فقد جاء في حكم صادر عن المحكمة االدارية
بمراكش ":حيث يهدف الطلب الى الغاء القرارات الصادرة عن المجلس الجماعي لجماعة
العامرية قلعة السراغنة في دورته العادية المنعقدة بتاريخ 2015 /10 /06لمخالفتها القانون
مع ما يترتب عن ذلك من شمول الحكم بالنفاذ المعجل.
وحيث دفع المطلوب في الطعن بان طلب المدعين غير مقبول من الناحية الشكلية لمخالفته
المادة 48من الميثاق الجماعي.
وحيثم تنص الماده 265من القانون التنظيمي رقم 14 .113المتعلق في الجماعات
الناسخة للمادة 48من الميثاق الجماعي على انه« ال يمكن تحت طائلة عدم القبول من طرف
المحاكم المختصة ،رفع دعوى تجاوز السلطة ضد الجماعات او ضد قرارات جهازها التنفيذي
اال اذا كان المدعي قد اخبر من قبل رئيس مجلس الجماعة ووجه الى عامل العمالة او االقليم
- 9مليكة الصروخ :القانون اإلداري -دراسة مقارنة ،-ط 6نونبر ، 2016الشركة المغربية لتوزيع الكتاب ،ص.585
- 10المادة 265من القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات.
- 11المادة 239من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات.
- 12المادة 209من القانون التنظيمي المتعلق بالعماالت واالقاليم
-13المادة 212من القانون التنظيمي المتعلق بالعماالت.
-المادة 224من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات.
-المادة 268من القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات.
10
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
او من ينوب عنه مذكرة تضمن موضوع واسباب شكايته ،ويسلم على اثرها للمدعي فورا
صور وصل بذلك»
وحيث ان المحكمة بعد اطالعها على الملف وتفحصها لكافة وثائقه تبين لها ان الطاعنين لم
يسلكوا المسطرة االدارية المشار اليها في المادة المذكورة ولم يتقيدوا بمقتضياتها ،وهو ما
يجعل الشروط القانونية المطلوبة لقبول طعنهم غير متوفرة في نازلة الحال ،ويتعين والحالة
هذه الحكم بعدم قبول الطعن".14
وفي قرار صادر عن محكمة االستئناف االدارية بمراكش حول الدفع بخرق هذه
المقتضيات قضت المحكمة بما يلي ":حيث عاب المجلس الجماعي لجماعة المشور القصبة
على الحكم المستأنف خرق مقتضيات الفصلين 265و 268من القانون التنظيمي للجماعات
عدم ادالء المستأنف عليه بالوصل الصادر عن عامل العمالة او االقليم ،ولعدم ادخال الوكيل
القضائي الجماعات الترابية في الدعوى ،وان عنصر الخطا المنسوب للجماعات منعدم في
النازلة لكون محضر الضابطة القضائية المنجز من طرف شرطة مراكش ال يصل توقيع
محرره وال صفته مما يكون معه دون حجية قانونية ،ويبقى اهمال المستأنف عليه وعدم
تبصره هو ما ادى الى وقوع الضرر الذي حل به.
لكن حيث انه من جهة فقد تبين للمحكمة من خالل اطالعها على وثائق القضية ،وال سيما
المذكرة المدلى بها في المرحلة االبتدائية من طرف نائب المستانف عليه بتاريخ -03 -22
2016ان المستانف عليه سلك المسطرة المنصوص عليها في المادة 265من القانون
التنظيمي رقم 14 .113المتعلق بالجماعات ،اذا اخبر عمدة مدينة مراكش بتاريخ -10 -12
2015بعزمه مقاضاة الجماعة بسبب االضرار التي لحقت به جراء حادث مرضي على
مستوى طريق اوريكا ،كما تقدم بتاريخ 2015 -12 -08الى والي مراكش بطلب الحصول
على وصل التقاضي ،ومن جهة ثانية فقد تقدم المستانف عليه بتاريخ 2016 -02-15بمقال
اصالحي رام الى اصالح المسطرة وتوجيه الدعوى ضد المساعد القضائي للجماعات الترابية
بالرباط عمال باحكام المادة 268من نفس القانون ،مما جعل ما اثير بهذا الصدد غير
مؤسس".15
وقد جاء في كل من الفقرة األخيرة من المادة 239قانون التنظيمي المتعلق بالجماعات،
والفقرة االخيرة من المادة 265من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات ،وكذا الفقرة االخيرة
-14حكم عدد 81بتاريخ 11فبراير 2016ملف عدد 2015- 469-7110في قضية محمد عبد العالي الهاللي ضد المجلس الجماعي
لجماعة العامرية ،غير منشور ،أورده :لحسن بن زايد :اإلجراءات الشكلية و المسطرية الخاصة في المنازعات القضائية المتعلقة
بالجماعات ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام ،جامعة القاضي عياض كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،مراكش
،ص .85
- 15قرار عدد ،196بتاريخ ،2017 01-21في الملف عدد 2016-7206-1755عن محكمة االستئناف اإلدارية بمراكش ،غير منشور
أورده الحسن بن زايد :م س ،ص .86
11
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
من المادة 209من القانون التنظيمي المتعلق باالقاليم والعماالت استثناء هذه الشروط او
المقتضيات دعاوى الحيازة والدعاوى المرفوعة أمام القضاء االستعجالي.
كما ان هذه القوانين التنظيمية للجماعات الترابية 16نصت كذلك على حاالت يتحرر فيها
المدعي من هذه االجراءات والشروط ،ويتعلق االمر بحالتين:
-الحالة االولى :اعفاء المدعي من هذا الشرط في حالة لم يسلم له الوصل في اجل 15يوما
الموالية للتوصل بالمذكرة.
-الحالة الثانية :وهي الحالة التي يسلم فيها الوصل الى المدعي في االجل المذكور اعاله ،ولكن
لم يتم التوصل الى اتفاق بالتراضي بين االطراف داخل اجل 30يوما من تسليم الوصل.
الفقرة الثانية :دعوى التعويض
تعتبر دعاوى التعويض من بين الدعاوى التي تشكل رقما كبيرا في الدعاوى المرفوعة ضد
الجماعات الترابية ،حيث هذه االخيرة في اطار المشاريع التنموية التي تقوم بانجازها الى
احتالل ملك الغير ،دون اتباع المسطرة القانونية المعمول بها في قانون نزع الملكية الجل
المنفعة العامة ،اضافة الى دعاوى التعويض المسؤولية االدارية التي تنتج عادة عن التدخل
المادي للجماعة او على تقاعس االدارة عن التدخل في الوقت المناسب دون اتخاذ االحتياطات
الالزمة ل لحيلولة دون وقوع االضرار الالحقة باالفراد ،وكذا دعاوى الديون التي تتمحور
حول عدم أداء الجماعة ما بذمتها من ديون لألشخاص الطبيعيين او االعتباريين الذين قاموا
بأعمال لفائدة الجماعة ،وذلك لعدم توفر الجماعات الترابية على االعتمادات الالزمة لالداء ،او
تمتنع عن االداء بذريعة ان الدين ترتب في عهد المجلس السابق ،او عدم االعتراف بصحة
اصل الدين من خالل سندات الطلب وثائق التسليم ،وتشكل هذه الديون الحيز االكبر من نفقات
الجم اعة ،وجانب مهم منها يستهلك اغلب الميزانيات الجماعية ،ويمارس تاثيرا سلبيا ،ففي
كثير من الحاالت تجد الجماعة نفسها ملزمة بالتضحية بمشاريع اقتصادية واجتماعية الداء
تلك الديون ،ومآل هذه الدعاوى التي تعرف ارتفاعا كبيرا هو صدور احكام نهائية في حق
الجماعة والتي غالبا ما تصطدم بعدم التنفيذ.
واذا كانت دعاوى االلغاء ترفع العدام قرار اداري صدر بخالف ما جاء به القانون ،فان
دعاوى التعويض ترفع لتعويض االفراد عما اصابهم من اضرار جراء تنفيذ القرارات االدارية
وهذه الدعوى تتميز بكونها دعاوى غير مجانية يلزم المتقاضي باداء الرسوم القضائية ،كما
تتسم بانها دعا وى ذاتية ،والجهة القضائية المختصة بالنظر في دعاوى التعويض المرفوعة
12
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
ضد الجماعات الترابية هي المحاكم االدارية طبقا لقانون رقم 90 .41المحدث للمحاكم
االدارية.
واذا كانت القاعدة في اطار دعاوى التعويض انها ترفع امام المحاكم االدارية دون الزام
المدعي بممارسة طعن اداري سابق ،بل يمكنه مباشرة التوجه الى المحكمة االدارية لرفع
دعوى التعويض ،فانه اذا تعلق االمر بدعوى تعويض مرفوعة ضد الجماعات الترابية انذاك
يتعين احترام اجراءات وشروط قبل رفع الدعوى امام القضاء االداري.
فالمدعي طبقا للقوانين التنظيمية للجماعات الترابية الذي يرغب في مقاضاة الجماعات
الترابية في اطار دعاوى المطالبة بدين او تعويض احترام اجراءات قبلية حيث جاء في المادة
267من القانون التنظيمي رقم 14 .113المتعلق بالجماعات على انه" اذا كانت الشكاية
تتعلق بمطالبة الجم اعة باداء دين او تعويض ،ال يمكن رفع اي دعوى تحت طائلة عدم القبول
من لدن المحاكم المختصة اال بعد إحالة االمر مسبقا الى عامل العمالة او االقليم اومن ينوب
عنه الذي يدرس الشكاية في اجل االقصى 30يوما ابتداء من تاريخ تسليم الوصل".17
وبذلك فعلى المدعي الذي يرغب في مقاضاة الجماعات ان يتقدم اوال الى عامل العمالة او
االقليم التابعة له الجماعة المدعى عليها بشكاية ،فاللجوء الى القضاء حسب منطوق هذه المادة
يتوقف على احالة الشكاية موضوع مطالب المشتكي الى السلطة المراقبة للجماعة ،التي تتولى
دراسة الشكاية ،وذلك داخل اجل 30يوما من تسليم وصل االذن بالتقاضي واال صرحت
المحكمة بعدم قبول الدعوى.18
وفي هذا االطار جاء في حكم صادر عن المحكمة االدارية بمراكش ":حيث يهدف طلب
الشركة المدعية الى الحكم على المجلس البلدي الشماعي بأدائه لفائدته ...درهما كمقابل
لالشغال المنجزة من طرفها لصالحه مع شمول الحكم بالتنفيذ المعجل واقرانه بغرامة تهديدية
محددة في مبلغ 500درهم عن كل يوم تأخير وتحديد مدة االكراه البدني في االقصى.
وحيث تنص المادة 267من القانون التنظيمي 14 .113المتعلق بالجماعات على انه" اذا
كانت الشكاية تتعلق بدين او تعويض ،ال يمكن رفع اي دعوى تحت طائلة عدم القبول من
طرف المحاكم المختصة ،اال بعد احالة االمر مسبقا الى عامل العمالة او االقليم او من ينوب
عنه الذي يدرس الشكاية في اجل اقصاه 30يوما ابتداء من تاريخ تسليم الوصل
13
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
اذا لم يتوصل المشتكي برد على شكايته في االجال المذكورة او اذا لم يقبل المشتكي هذا
الرد امكنه رفع شكاياته الى السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية التي تدرسها داخل اجل اقصاه
30يوما ابتداء من تاريخ توصلها بالشكاية أو رفع الدعوى مباشرة امام المحاكم المختصة".
وحيث ان المحكمة بعد اطالعها على الملف تفحصها لكافة وثائقه تبين لها ان المدعية لم
تعمل على احالة االمر مسبقا الى العامل قبل رفع هذه الدعوى وفق المقتضيات القانونية
المشار اليها اعاله ،وهو ما يجعل الشروط القانونية المطلوبة لقبول طلبها غير متوفرة في
نازلة الحال ،ويتعين والحالة هذه الحكم بعدم قبول الدعوى".19
فالقوانين التنظيمية للجماعات الترابية منحت لسلطة المراقبة ممثلة في كل من عامل العمالة
او االقاليم او من ينوب عنه اذا تعلق االمر بالجماعات ،و والي الجهة اذا تعلق االمر بالجهة،
وعامل العمالة او االقاليم إذا تعلق االمر باالقاليم والعماالت ،اجل اقصاه 30يوما من اجل
دراسة الشكاية موضوع مذكرة المدعي ،او في الحالة التي لم يقبل الرد او تبين له ان هذا الرد
ال يجيب على كافة مطالبه ،له االختيار اما:
-رفع شكاية الى السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية التي تقوم بدراسة الشكاية داخل أجل جديد
من 30ابتداء من تاريخ التوصل بها.
-او يقوم برفع االمر مباشرة الى المحاكم المختصة.
وتجدر اإلشارة الى ان تقديم مذكرة المدعي الى سلطات المراقبة يترتب عنه وقف كل تقادم
او سقوط حق اذا رفعت بعده دعوى في اجل ثالثة اشهر.
وبذلك فالمشرع ينحو نحو مزيد من تكريس إلزامية الشروط الخاصة لمقاضاة الجماعات
الترابية امام المحاكم ،وجعلها ضرورة لرفع أي دعوى سواء تعلق االمر بدعاوى االلغاء او
بدعاوى التعويض ،فتنظيم المشرع لهذه الدعاوى ضد الجماعات الترابية في اطار القوانين
التنظيمية جاء في شكل قواعد امرة ،بالتالي يمكن اثارتها تلقائيا من قبل القاضي ويرتب االثر
القانوني على خرقها ولو لم يثرها المدعى عليه ،كما ان اثارتها خالل سائر اطوار القضية
ممكنة ولو الول مرة امام محكمة النقض.20
المبحث الثاني :تمثيل الجماعات الترابية و الدفاع عنها
- 19حكم عدد 290بتاريخ 15مارس : 2017ملف عدد 2016-7114-774بين شركة سيدي اتراد في مواجهة المجلس البلدي
للشماعية ،أورده لحسن بن زايد :م س ،ص.87
- 20لحسن بن زايد :م س ،ص.98
14
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
مما الشك فيه أن دراسة موضوع المنازعات القضائية للجماعات الترابية و الحديث عن
الشروط الخاصة و المسطرية الواجب سلوكها في هذا االطار يستجوب معرفة الجهة المكلفة
بتمثيل هذه الجماعات الترابية و كذلك تلك التي تتولى الدفاع عنها أمام المحاكم.
ومن جهة أخرى يتولى الوكيل القضائي للجماعات الترابية مباشرة الدفاع عن الجماعة و
هيئاتها ومؤسسات التعاون بين الجماعات و مجموعات الترابية في مختلف مراحل الدعوى
التي تستهدف مطالبة الجماعات الترابية بأداء أو تعويض ،و يؤهل للنيابة عن الجماعة
وهيئاتها و مؤسسات التعاون بين الجماعات و مجموعات الجماعات الترابية في جميع
الدعاوى االخرى بتكليف منها (المطلب الثاني )
يطرح موضوع تمثيل أشخاص القانون العام أمام القضاء خاصة الدولة و المؤسسات
العامة و الجماعات الترابية صعوبة بالغة االهمية على المستوى العملي نظرا لتعلقه بالنظام
العام و قصد اإلحاطة بهذا الموضوع سنتعرض في (الفقرة االولى) لإلطار القانوني العام الذي
يؤطر تمثيل الجماعات الترابية أمام القضاء ،وذلك بدراسة النص التشريعي المحدد للجهة
الواجب مقاضاتها ،تحديد صفاتها و أهليتها للتقاضي طبقا للقواعد القانونية العامة لمقاضاة
اشخاص القانون العام و كذلك نعرض في (الفقرة الثانية) لإلطار القانوني الخاص لتمثيل
الجماعات الترابية طبقا للقوانين التنظيمية للجماعات الترابية .
الفقرة األولى :اإلطار القانوني العام لتمثيل الجماعات الترابية أمام القضاء
15
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
ينص الفصل االول من قانون المسطرة المدنية بأنه ال يصح التقاضي إال ممن له الصفة
و االهلية و المصلحة إلثبات حقوقه ،يثير القاضي انعدام الصفة أو االهلية أو المصلحة أو
اإلذن بالتقاضي إن كان ضروريا وينذر الطرق بتصحيح المسطرة داخل أجل يحدده إذا تم
تصحيح المسطرة اعتبرت الدعوى كأنها أقيمت بصفة صحيحة ،و إال صرح القاضي بعدم
24
قبول الدعوى.
إذن طبقا للفصل االول من قانون المسطرة المدنية يشترط لصحة التقاضي أن يكون
الشخص الذي يرفع الدعوى ذا صفة لإلدعاء و أن يكون أهال لمباشرة الدعوى و أن تكون له
مصلحة في اقامتها.
أوال :الصفة
الصفة هي العنصر الذي يربط ما بين طرفي الدعوى و النزاع المعروض على
المحكمة ،فتلك الرابطة هي التي تخول للمدعي الحق في الولوج إلى القضاء ،و ال يكفي توفر
هذا العنصر لدى المدعى فقط بل لدى المدعي عليه أيضا ،فالدعوى الرامية إلى أداء دين ،على
سبيل المثال ال يمكن رفعها إال من طرف الدائن و ال يمكن أن ترفع إال في مواجهة المدين
25
شخصيا
و يلزم الشخص اإلعتباري بإقامة الحجة عل أنه ذو صالحية في تمثيل ذلك الشخص و
إال اعتبر عديم األهلية و بالتالي غير ذي حق في التداعي أمام القضاء ،و تطبيق نفس القواعد
على ممثلي األشخاص المعنوية العامة كالدولة و البلديات ،و الجماعات الترابية.
- 24ظهير شريف بمثابة قانون رقم 1.74.447بتاريخ 11رمضان 28( 1394شتنبر )1974بالمصادقة على نص القانون المسطرة المدنية ،الجريدة
الرسمية ع_دد 3230مكرر ،بتاريخ 13رمضان 30( 1394شتنبر )1974ص 2741
- 25جواد أمهمول :المسطرة المدنية مطبعة النجاح الجديدة ) (ctpالدار البيضاء الطبعة االولى ،2018ص 50
16
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
حدد 26
ومن أجل تحديد من له الصفة في تمثيل أشخاص القانون العام أمام القضاء
األصل في ذلك التمثيل و نص على أنه :ترفع 27
الفصل 515من قانون المسطرة المدنية
الدعوى ضد:
الدولة :في شخص رئيس الحكومة وله أن يكلف بتمثيله الوزير المختص عند -1
االقتضاء.
الخزينة :في شخص الخازن العام . -2
الجماعات المحلية :في شخص العامل بالنسبة للعماالت و األقاليم و في شخص -3
رئيس المجلس الجماعي بالنسبة للجماعات.
المؤسسات العمومية :في شخص ممثلها القانوني -4
مديرية الضرائب :في شخص مدير الضرائب فيما يخص النزاعات المتعلقة -5
بالقضايا الجبائية التي تدخل صمن اختصاصاتها
مديرية أمالك الدولة :في شخص مدير أمالك الدولة فيما يخص النزاعات التي -6
تهم الملك الخاص للدولة
لكن يالحظ باإلطالع على مجموعة من التطبيقات القضائية في موضوع تمثيل أشخاص
القانون العام أمام القضاء ،خاصة الدولة و الجماعات الترابية ،أن المتقاضين غالبا ما يجهلون
طريقة توجيه الدعاوى ضد الدولة أو الجماعات الترابية.
وبما أن الفصل االول من قانون المسطرة المدنية يوجب لقبول الدعوى أن يكون للمدعي
و المدعى عليه الصفة و إال كانت غير مقبولة ،و أن الدفع المتعلق بالصفة يعتبر من النظام
العام ،و يمكن اثارته في أي مرحلة من مراحل التقاضي ،و أنه للقاضي في أن يثيره من تلقاء
نفسه ول و لم يثيرها االطراف فإن عدم الدقة في تحديد الجهة التي لها الصفة في تمثيل الشخص
- 26عبد الكبير العلوي الصوصي ،الوجيز في تمثيل أشخاص القانون العام و الدفاع عنهم أمام القضاء ،دون ذكر المطبعة دون ذكر الطبعة ،س
2014ص 2
- 27كمنا تم تتميمه بموجب القانون رقم 01/48الصادر بتاريخ 29/01/2002بتاريخ 11/02/2020و كذا كما تم تعديله بموجب القانون رقم 12-10
الصادر بتنفيده ظ 10ماي 2013عدد 6156بتاريخ 30ماي 2013
17
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
العام أمام القضاء ،جعل نسبة كبيرة من القضايا يكون مآلها الحكم بعدم القبول شكال لعدم
توجيه الدعوى ضد من يجب ،أو لعدم ادخال طرف أساسي في الدعوى أوتصدر المحكمة هي
28
االخرى الحكم ضد غير ذي صفة في تمثيل الشخص المعنوي العام
و فضال عن المادة 515من قانون المسطرة المدنية التي تخول الجماعة الترابية الصفة
في التقاضي أمام القضاء ،يشترط كذلك إلقامة الدعوى التوفر على االهلية القانونية و أن ال
تشوبها أية عوارض ،و بالنسبة لألشخاص المعنوية العامة فإنه ينبغي أنم تتوفر على
الشخصية المعنوية
ثانيا :األهلية
29
تعرف االهلية القانونية بأنها تلك القدرة على اكتساب الحقوق و الوفاء بااللتزامات
أما فيما يتعلق باألشخاص المعنوية فإن أهليتها تنبني على التمثيل القانوني ،إذ تكون
االهلية متوافرة متى تم رفع الدعوى من قبل الشخص المعنوي ،بحيث يتولى رئيس المجلس
30
الجماعي تمثيل الجماعة بصفة رسمية في جميع أعمال الحياة المدنية واإلدارية والقضائية
،رئيس المجلس الجهوي بالنسبة للجهة ،رؤيس مجلس العمالة أو االقليم بالنسبة للعماالت و
االقاليم.
فالجماعة الترابية تتمتع بالشخصية المعنوية يعني أنها تتصرف كشخص طبيعي لكنها
شخص معنوي لها االهلية إلكتساب الحقوق و تحمل االلتزامات و لها أن تتخذ جميع
31
التصرفات المقبولة قانونا.
الفقرة الثانية :اإلطار القانوني الخاص لتمثيل الجماعات الترابية أمام القضاء
نقصد باإلطار القانوني الخاص لتمثيل الجماعات الترابية أمام القضاء المقتضيات
التشريعية الواردة في القوانين التنظيمية المنظمة لهذه الجماعات الترابية و يتعلق االمر
- 28عبد الكبير العلوي الصوصي ،مرجع سابق ص 3
18
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
و هو نفس األمر كان منصوصا عليه سابقا في ظل ظهير 30سبتمبر 1976المتعلق بالتنظيم
الجماعي و بعدها المادة 48من القانون 78.00بمثابة الميثاق الجماعي كما وقع تغييره و
تتميمه بالقانون 17.08بانه" يمثل الرئيس الجماعة لدى المحاكم ماعدا اذا كانت القضية تهمه
بصفة شخصية أو بصفته و كيال عن غيره أو شريكا أو مساهما أوتهم زوجه أو أصوله أو
19
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
فروعه المباشرين وفي هذه الحالة تطبق مقتضيات المادة 56من هذا القانون المتعلق باإلنابة
المؤقتة"
كما أن القانون التنظيمي 14/113المتعلق بالجماعات ألقى على عاتق الرئيس مجموعة
من االلتزامات و المسؤوليات
إن المقتضيات الجديدة منحت للرئيس حرية التصرف قصد الدفاع عن مصالح الجماعة،
و ذلك خالفا لما كان منصوص عليه في الميثاق الجماعي القديم الذي الزم الرئيس بضرورة
ما عدا إذا تعلق 32
الحصول على االذن من المجلس الجماعي بمقرر مطابق إلقامة الدعوى
االمر ببعض الدعاوى التي تكتسي صبغة االستعجال أو متابعة االستئنافات فإن القانون
التنظيمي لم يرد فيه أية اشارة إلى االذن للرئيس من قبل مجلس الجماعة للتقاضي باسمها ،
وبالمقابل نصت المادة 264من القانون التنظيمي أن يطلع الرئيس وجوبا المجلس الجماعي
خالل الدورة العادية أو الموالية لتاريخ إقامته الدعوى ، 33كما أن القانون رتب جزاء في حالة
إخالل الرئيس أو من ينوب عنه في إقامة أو متابعة الدعاوى أمام القضاء ،34بحيث أن الفقرة
االخيرة من المادة 263تطرقت لمسألة إخالل الرئيس باتخاذ االجراءات الالزمة لتحصيل
ديون الجماعة و أحالت على تطبيق مقتضيات الفصل 64الذي ينص على أنه في حالة
ارتكاب رئيس المجلس افعاال مخالفة للقانون قام عامل العمالة أو االقاليم أو من ينوب عنه
بمراسلته قصد االدالء بإيضاحات كتابية حول االفعال المنسوبة إليه ،داخل أجل ال يتعدى
عشرة أيام ابتداءا من تاريخ التوصل ،و يجوز للعامل أو من ينوب عنه ،بعد التوصل
باإليضاحات الكتابية أو عند عدم اإلدالء بها بعد انصرام االجل المحدد ،إحالة االمر إلى
المحكمة االدارية و ذلك لطلب عزل رئيس الجماعة أو نوابه و ثبت المحكمة في الطلب داخل
- 32تنص المادة 48من القانون " 78.00يمثل الرئيس الجماعة لدى المحاكم ماعدا إذا كانت القضية تهمه بصفة شخصية أو بصفته و كيال عن غيره
أو شريكا أو مساهما أو تهم زوجه أو أصوله أو فروعه المباشرين و في هذه احالة تطبق مقتضيات المادة 56من هذا القانون المتعلقة باإلنابة المؤقتة،
و ال يجوز له ألن يقيم دعوى قضائية إال بمقرر مطابق للمجلس غير أنه يجوز له دون إذن مسبق من المجلس أن يدافع أو يطلب االستئناف في دعوى
أو يتابع هذا االستئناف ...
- 33المادة 264من القانون التنظيمي " 113.14يطلع رئيس و جوبا المجلس على كل الدعاوى القضائية اتي تم رفعها خالل الدورة العاديةة أو
االستئنافية الموالية لتاريخ إقامتها
- 34لحسن بنن زايد ،االجراءات الشكلية والمسطرية الخاصة في المنازعات القضائية المتعلقة بالجماعات رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام
جامعة القاضي عياض كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية مراكش ،السنة الجامعية 2018-2017ص 32
20
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
أجل ال يتعدى شهرا من تاريخ توصلها باإلحالة ،وفي حالة االستعجال يمكن إحالة االمر إلى
القضاء االستعجالي بالمحكمة اإلدارية الذي يبت فيه داخل أجل 48ساعة من تاريخ توصله
بالطلب و يترتب على إحالة االمر إلى المحكمة االدارية توقيف المعني باألمر عن ممارسة
مهامه إلى حين البث في طلب العزل .
ثانيا :تمثيل العماالت و االقاليم وفق القانون التنظيمي رقم 14-112
بالرجوع إلى المادة 207من القانون التنظيمي رقم 14-112المتعلق بالعماالت واألقاليم
نجدها تنص على أنه "يمثل الرئيس العمالة أو االقاليم لدى المحاكم ما عدا إذا كانت القضية
تهمه بصفة شخصية أو بصفته و كيال عن غيره أو شريكا أو مساهما أو تهم زوجه أو أصوله
أو فروعه و في هذه الحالة تطبق مقتضيات المادة 105من هذا القانون التنظيمي المتعلق
باإلنابة القضائية يتعين على الرئيس السهر على الدفاع عن مصالح العمالة أو االقاليم أمام
القضاء و لهذه الغاية ،يقيم جميع الدعوى القضائية المتعلقة بالعمالة أو االقاليم و يتابعها في
جميع مراحل الدعوى و يقيم جميع الدعاوى المتعلقة بالحيازة أو يدافع عنها ،أو يقوم بجميع
االعمال التحفظية أو المؤقتة لسقوط الحق و يدافع عن التصرفات المقدمة ضد اللوائح
الموضوعة لتحصيل الديون المستحقة للعمالة و االقاليم كما يقدم بخصوص القضايا المتعلقة
بالعمالة أو األقاليم كل طلب لدى القضاء االستعجالي و يتتبع القضية عن استئناف االوامر
الصادرة وجميع مراحل الدعوى"
إذن من خالل هذا الفصل يتضح أن رئيس مجلس العمالة أو االقاليم يمثل بصفة رسمية
العمالة أو االقليم أمام القضاء كما أن المشرع نظم قواعد اإلنابة في حالة ما إذا عاق الرئيس
عائق و ذلك في المادة 105التي نصت على أنه إذا تغيب الرئيس أو عاقه عائق لمدة تفوق
شهرا خلفه مؤقتا ،بحكم القانون في جميع صالحياته أحد نوابه حسب الترتيب ،وفي حالة عدم
وجود نائب عضو من المجلس يختار وفق الترتيب التالي :إما أقدم تاريخ لالنتخابات و إما
كبر السن عند التساوي في االقدمية .
21
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
نفس االمر كان منصوصا عليه في ظل القانون رقم 79.00المتعلق بتنظيم العماالت و
في مادته 39والذي أوكل لرئيس مجلس العمالة أو االقليم مهمة تمثل العمالة أو 35
االقاليم
اإلقليم بصفة رسمية في جميع أعمال الحياة المدنية و اإلدارية و القضائية طبقا للقوانين و
األنظمة المعمول بها .
وفي حالة اخالل رئيس العمالة أو اإلقليم باتخاذ االجراءات الالزمة لتحصيل ديون
العمالة أو االقاليم قام عامل العمالة أو االقليم بمراسلته قصد اإلدالء بإيضاحات كتابية حول
االفعال المنسوبة إليه داخل أجل ال يتعدى عشرة أيام ابتداءا من تاريخ التوصل و في حالة عدم
التوصل بإيضاحات كتابية أو عدم اإلدالء بها يجوز لعامل العمالة أو اإلقليم إحالة االمر إلى
المحكمة اإلدارية و ذلك لطلب عزل الرئيس أو نوابه من عضوية مجلس العمالة أو اإلقليم
بحيث ثبت المحكمة في الطلب داخل أجل ال يتعدى شهرا من تاريخ تصولها بإحالة االستعجال
يمكن إحالة االمر إلى القضاء االستعجالي بالمحكمة اإلدارية الذي يبث فيه داخل أجل 48
ساعة من تاريخ توصله بالطلب ،و يترتب عل إحالة االمر إلى المحكمة اإلدارية توقيف رئيس
المجلس عن ممارسة مهامه إلى حين البث في طلب العزل
- 35ظهير شريف رقم 1.02.269صادر في 25من رجب 3( 1423أكتوبر )2002بتنفيذه القانون رقم 79.00المتعلق بتنظيم الجماعات و اإلقليم.
22
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
ويدافع عن التعرضات المقدمة ضد اللوائح الموضوعية لتحصيل الديون المستحقة للجهة ،كما
يقدم بخصوص القضايا المتعلقة بالجهة كل طلب لدى القضاء االستعجالي ،و يتبع القضية عند
استئناف االوامر و جميع مراحل الدعوى
فإذا تغيب الرئيس أو عاقه عائق لمدة تفوق شهر خلفه مؤقتا ،بحكم القانون أحد نوابه
حسب الترتيب ،وفي حالة وجود نائب ،عضو من المجلس يختار إما ألقدميته تاريخ االنتخابات
أو لكبر السن عند التساوي األقدمية.
و على غرار الجزاءات المطبقة على كل من رئيس المجلس الجماعي أو رئيس العمالة
أو اإلقليم فإن هذه الجزاءات تطبق أيضا على رئيس مجلس الجهة في حالة اخالله بإتخاذ
االجراءات الالزمة لتحصيل ديون الجهة ،أو اذا ارتكب افعاال مخالفة للقوانين و االنظمة
الجاري بها العمل قامت السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية بمراسلته قصد اإلدالء بإيضاحات
كتابية حول االفعال المنسوبة إليه دا خل أجل ال يتعدى عشرة أيام ابتداء من تاريخ التوصل و
بعد التوصل بهذه اإليضاحات أو عدم اإلدالء بها يجوز للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية أو
لوالي الجهة إحالة االمر إلى المحكمة اإلدارية و ذلك لطلب عزل الرئيس أو نوابه من عضوية
المجلس في حالة االستعجال ،يمكن إحالة األمر إلى القضاء االستعجالي بالمحكمة اإلدارية
للبث فيه داخل أجل 48ساعة من تاريخ توصله بالطلب ،ويترتب على إحالة االمر إلى
المحكمة اإلدارية توقيف المعني باألمر عن ممارسة مهامه إلى حين البث في طلب العزل .
المطلب الثاني :الدفاع عن الجماعة أمام القضاء
الشك أن إحداث مؤسسة المساعد القضائي للجماعات المحلية سنة 2009بمقتضى
المادة 38من قانون التنظيم المالي للجماعات المحلية ،36ليكشف عن االهمية التي أصبحت
تحظى بها منازعات الجماعات الترابية ،وال مراء أيضا ،أن ذلك يبين حجم تبعات االحكام
واقرارات القضائية الصادرة في مواجهة الجماعات الترابية ،و االثار المالية السلبية لها التي
تمس اتوازن المالي للجماعات الترابية إدراكا منا لهذه االهمية ،بادرت السلطات المغربية إل
- 36المادة 38من القانون رقم 08-45المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية ،المنفذ بظهير الشريف رقم 1.09.02بتاريخ 18فبراير 2009
الجريدة الرسمية عدد 5711بتاريخ 23فبراير 2009ص 549
23
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
إصدار عدة نصوص قانونية و تفسيرية و اتخاد إجراءات شتى ،كلها تصب في تدبير
منازعات الجماعات الترابية ،فقد جعل القانون رقم 45.08المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات
المحلية و مجموعاتها ادخال المساعد القضائي في الدعاوى المرفوعة ضد الجماعات المحلية
واجبا تحت طائلة عدم القبول كلما أقيمت دعوى التصريح باستحقاق ديون على الجماعة
المحلية ،تم تاله قرار وزير الداخلية رقم 03بتاريخ 13مارس 2009المتعلق بتعيين مساعد
ليتم دعم هذه المؤسسة بمقتضى القوانين 37
قضائي للجماعات المحلية و كتابة الخاصة
التنظيمية رقم 14-111المتعلق بالجهات ورقم 14-112المتعلق بالعماالت و األقاليم ورقم
113-14المتعلق بالجماعات .
إن التنصيص على تدبير منازعات الجماعات الترابية في صلب القوانين التنظيمية مع
تخصيص قسم للمنازعات ،يعد في الحقيقة تتويجا لمسار تسريعي بدأه المغرب مع التنظيم
الالمركزي الترابي 38فقد صدرت دوريات 39ومناشير 40كلها موجهة للحد من اإلرتفاع الكبير
في أعداد الدعاوى القضائية المرفوعة ضد الجماعات الترابية نتيجة الوعي المتزايد لدى
المواطنين بمقاضاة اإلدارة و الدفاع عن حقوقهم أمام المحاكم وبالتبعية ،فهذه الترسانة القانونية
المتوجة بما ورد في القوانين التنظيمية المذكورة المبينة ألساس تدخل الوكيل القضائي
للجماعات ا لترابية كامتداد لعمل مؤسسة المساعد القضائي للجماعات المحلية تعد نتيجة لتغير
،كما أن 41
نمط التنظيم الالمركزي الترابي و تكييفه مع األدوار الجديدة للجماعات الترابية
المحامي يبقى مؤهال للدفاع عن أشخاص القانون العام.
- 37قرار وزير الداخلية رقم 03بتاريخ 13مارس 2009يتعلق بالمساعد للقضائي للجماعات المحلية الدليل القانوني للجهات المحلية منشورات
وزارة الداخلية الجريدة الرسمية للجماعات المحلية ص 459
- 38الفصل 43من الظهير الشريف رقم 1.76.583بتاريخ 30شتنبر 1976بمثابة قاون يتعلق بالتنظيم الجماعي الجريدة الرسمية عدد 3355
بتاريخ 1أكتوبر 1976ص 3030
- 39دورية وزير الداخلية عدد 3885Dبتاريخ 26أبريل 2010موجهة إلى الوالة وعمال المقاطعات بالمملكة يشأن تفعيل مقتضيات المادة 48من
القانون رقم 78.00المتعلق بالميثاق الجماعي كما تم تغييره و تتميمه بالقانون رقم 17.08
- 40منشور الوزير االول عدد 2020/4بتاريخ 27مارس 2002موجه إلى السيدة الوزيرة و السادة الوزراء و كتاب الدولة حول مقاضاة الوزارات
والجماعات المحيلة و المؤسسات العمومية فيما بينها أمام المحاكم
- 41يونس أبالغ :الوكيل القضائي للجماعات الترابية مقال منشور في مجلة القانون و االعمال العد اسابع 2016ص 28
24
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
عموما سنتناول في هذا المبحث دراسة و تحليل مؤسسة الوكيل القضائي للجماعات
الترابية من خالل المركز القانوني للوكيل القضائي للجماعات (الفقرة االولى) على أن نتناول
في (الفقرة الثانية) دور المحامي في الدفاع عن الجماعات الترابية.
الفقرة األولى :المركز القانوني للوكيل القضائي للجماعات الترابية
إن التعرض لمؤسسة الوكيل القضائي الجماعات الترابية يحيلنا ال مجال من ذلك
بالرجوع إلى المقتضيات القانونية المؤطرة لها بحيث سوف نتناول ( اوال ) تعيين الوكيل
،تم دور الوكيل القضائي للجماعات الترابية أمام للقضاء (تانيا) 42
القضائي للجماعات الترابية
.
أوال :تعين الوكيل القضائي للجماعات الترابية
قبل التطرق لطريقة تعين الوكيل القضائي للجماعات الترابية البد من االشارة إلى السياق
التاريخي لمؤسسة الوكيل القضائي للجماعات الترابية ،ناهيك عن أسس إحداث الوكيل
القضائي للجماعات الترابية
بداية وبخصوص السياق التاريخي لمؤسسة الوكيل القضائي للجماعات الترابية فإنه و
بالرجوع إلى الميثاقين الجماعيين لكل من سنة 1976و 43 2002ال نجد فيهما ما ينص على
وأول اشارة إلى هذه المؤسسة جاءت في القانون 44
مؤسسة الوكيل القضائي للجماعات
45.08حيت جاء في المادة 38منه ما يلي" يحدث تحت سلطة وزير الداخلية مساعد قضائي
للجماعات المحلية يكلف بتقديم المساعدة القانونية للجماعات المحيلة و مجموعاتها " .وفي هذا
االطار صدر قرار عن وزير الداخلية رقم 03بتاريخ 13مارس 2009يتعلق بالمساعد
القضائي للجماعات المحلية ،45بحيث أن المادة الثانية من هذا القرار اسندت مهام المساعد
القضائي للجماعات المحلية إلى مدير الشؤون القانونية و الدراسات و التوثيق و التعاون
بالمديرية العامة للجماعات المحلية كما أضافت الفقرة االخيرة من هذه المادة أنه تناط مهام
-الزكراوي محمد :مؤسسة الوكيل القضائي للجماعات الترابية منجلة منازعات األعمال العد 2016 ،13ص 7342
- 43ميثاق 30شتنبر 1976رو الميثاق الجماعي لسنة 2002القانون رقم 78.00كما تم تعديله و تتميمه سنة 2009
- 44لحسن بن زايد :مرجع سابق ص 49
- 45قرار وزير الداخلية رقم 03بتاريخ 13مارس 2009يتعلق بالمساعد القضائي للجماعات المحلية مرجع سابق
25
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
تقديم المساعدة القانية للجماعات المحيلة و مجموعاتها والدفاع أمام المحاكم عن مصالح
الجماعات التي تفوض له في القضايا التي تكون فيها مطالبة بدين و ذلك وفقا التفاقيات التي
يمكن أن تبرمهم في هذا االطار بين وزير الداخلية و الجماعات المحلية و مجموعاتها.
إذا كانت الغاية من وراء إحداث المساعد القضائي للجماعات التربية في تدبير منازعاتها
القضائية فأنه لم يحقق المبتغى ولم يتمكن من مواكبة العدد الكبير من المنازعات القضائية التي
تث قل كاهل الجماعات الترابية و ال من تقليص عددها و ال من تكاليفها ،و ذلك ألسباب متعددة
منها ما يرجع إلى غموض المقتضيات القانونية و قصورها و منها ما يتعلق بعدم توفير
الوسائل المادية أو الموارد البشرية الالزمة لممارسة المهام المخولة للمساعد القضائي ،أضف
إلى ذلك الطابع االختياري للجماعات اللجوء إلى خدماته ،ناهيك عن سوء إدارة المنازعات
46
مما دفع بالعديد منها إلى عدم االلتفات إليه.
و أمام هذا الوضع كان لزما التفكير في ايجاد بديل للمساعد القضائي من أجل سد هذه
الثغرات فتم إحداث الوكيل القضائي للجماعات الترابية للدفاع عن مصلحة الجماعات إسوة
بالوكالة القضائية للمملكة بمعنى انه تم االهتداء الى هذه الفكرة من خالل نموذج الوكالة
القضائية للمملكة ،فتم احداث هذا الجهاز بمقتضى القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات
الترابية.
استرساال لما سبق و بالرجوع إلى الفقرة االولى من المادة 268من القانون التنظيمي
رقم 14/113المتعلق بالجماعات نجده ينص على أنه يعين بقرار لوزير الداخلية و كيل
قضائي للجماعات الترابية يتولى تقديم المساعدة القانونية للجماعات و هيئاتها ومؤسسات
التعاون بين الجماعات و مجموعات الترابية و يؤهل للترافع أمام المحكمة المحال عليها االمر
.
و بالرجوع كذلك إلى الفقرة االولى من المادة 212من القانون التنظيمي رقم 14-112
المتعلق بالعماالت و االقاليم نجده ينص على أن " يعين بقرار لوزير الداخلية و كيل قضائي
26
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
للجماعات الترابية يتولى تقديم المساعدة القانونية للعمالة أو اإلقليم و هيئاتها ومجموعات
العماالت و األقاليم و مجموعات الجماعات الترابية و يؤهل للترافع أـمام للمحكمة المحال إليها
االمر "
و باستقراء مقتضيات المادة 242من القانون التنظيمي رقم 14-111المتعلق بالجهات
نجدها ت نص على أنه " يعين بقرار لوزير الداخلية و كيل قضائي للجماعات الترابية يتولى
تقديم المساعدة القانونية للجهات و هيئاتها و مجموعات الجهات و مجموعات الجماعات
الترابية و يؤهل للترافع أمام المحكمة المحال عليها االمر "
إذن فالقوانين التنظيمية للجماعات ترابية تنص على أن الوكيل القضائي للجماعات
،وفي انتظار صدور هذا القرار تظل مهام الوكيل 47
الترابية يتم تعينه بقرار لوزير الداخلية
القضائي للجماعات مستندة إلى مدير الشؤون القانونية و الدراسات و التوثيق و التعاون
بالمديرية العامة للجماعات الترابية فضال عن تقديم المساعدة القانونية للجماعات الترابية و
مجموعاتها و الدفاع عنها أمام المحاكم.
ولمسطرة تعين الوكيل القضائي للجماعات الترابية بقرار لوزير الداخلية بعض المزايا
و االيجابيات يتمثل أه مها في مرونة مسطرتي التعيين و العزل و بساطتها إذ يكفي إصدار
قرار بتعيين الوكيل القضائي للجماعات الترابية دون أن يتطلب ذلك شكليات أو إجراءات
إدارية كاجتياز مباراة أو امتحان 48غير أن التعين بهذا الشكل يطرح عدة تساؤالت حول حدود
استقاللية هذه المؤسسة عن الجهة االدارية التي عينته وما يترتب عنها من اثار قانونية هامة
في اطار عالقة الجماعة بسلطة الرقابة ؟
و من بين االشكاالت المطروحة حول الوكيل القضائي للجماعات الترابية مركزه
القانوني و هيكلته اإلدارية ،فهل سيتم إحداث هيئة إدارية قائمة الذات على غرار الوكالة
القضائية للمملكة التي يرأسها الوكيل القضائي للمملكة أم سيقتصر االمر على تعيين موظف
47وفي هذا الصدد البد من اإلشارة الى انه صدر قرار لوزير الداخلية رقم 1555.20صادر في 25من شوال 17(1441يونيو )2020يقضي بتعيين
الوكيل القضائي للجماعات الترابية .اذ بالرجوع لنص المادة االولى من القرار أعاله نجدها تنص على " يعين السيد محمد القدميري وكيال قضائيا
للجماعات الترابية ،وتناط به لهذا الغرض مهام تقديم المساعدة القانونية للجماعات الترابية "...
- 48لحسن بن زايد م س ،ص 50
27
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
28
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
لتسوية وتدبير منازعات الجماعات الترابية كما هو الشأن بالنسبة لكل من التحكيم والوساطة
بحكم السرعة التي تتسم بها هذه الوسائل ناهيك عن كونها غير مكلفة .
تانيا :دفاع الوكيل القضائي عن الجماعات أمام القضاء
يتولى الوكيل القضائي للجماعات الترابية الدفاع عن الجماعات أمام مختلف محاكم المملكة
مدعية كانت أو مدعي عليها وفي مختلف النزاعات و ذلك عن طريق آليتين مختلفتين :
عن طريق اإلدخال الوجوبي في الدعوى كلما كانت الدعوى أو المنازعة تستهدف مطالبة
الجماعات وهيئاتها ومؤسسات التعاون بين الجماعات ومجموعات الجماعات بأداء دين أو
تعويض او في الحالة التي يتم تكليفه من لدن هذه الجماعات الترابية بالدفاع عنها.
• فيما يخص اإلدخال الوجوبي للوكيل القضائي للجماعات الترابية :فما تجدر اإلشارة
إليه أن المشرع خول للوكيل القضائي للجماعات الترابية صراحة أهلية الترافع أمام
المحاكم ،وهو ما يصد الباب أمام التأويالت التي تثار عن تنازع االختصاص بين
الجهات التي يسند لها مهمة الدفاع عن الجماعات الترابية و مما إذا كان اإلدخال
الوجوبي لهذه المؤسسة يمنح لها أهلية الدفاع و الترافع ومباشرة االجراءات المسطرية
أم أن اإلدخال هو مجرد إجراء شكلي ليس إال .
و بقراءة القوانين التنظيمية للجماعات الترابية على التوالي (المادة 286من القانون
التنظيمي رقم ، 14-113المادة 242من القانون التنظيمي رقم 14-111المادة 212من
القانون التنظيمي رقم )14-112يالحظ أن إدخال الوكيل القضائي للجماعات الترابية ينحصر
في الدعاوى التي تكون فيها الجماعات الترابية مدعى عليها ،كما أن عبارة " تستهدف مطالبة
" تحيل إلى الدعاوى التي تكون الجماعات مطلوبة فيها أي مدعى عليها مما يطرح التساؤل
حول الدعاوى التي تكون فيها الجماعات الترابية هي المبادرة إلى إقامة الدعوى خاصة في
29
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
الحالت التي يكون فيها موضوع الدعوى هو استرجاع األموال العمومية التابعة لها ،أو طلب
49
تعويض عن أضرار ألحقت بها أو بممتلكاتها .
إن المشرع رتب جزاء عدم القبول في حالة عدم إدخال الوكيل القضائي للجماعات
الترابية في جميع الدعاوى التي تستهدف مطالبة الجماعة بأداء دين أو تعويض و الدفع بعدم
القبول يتع ين إثارته في أي مرحلة من مراحل التقاضي ولو ألول مرة أمام محاكم الدرجة
الثانية وكذا ولو ألول مرة امام محكمة النقض ،كما يمكن إثارته تلقائيا من طرف المحكمة
كونه من النظام العام. 50
• أما في حالة تكليف الجماعات الترابية للوكيل القضائي بمهمة الدفاع عنها فإنه
وباستقراء مقتضيات القوانين التنظيمية للجماعات الترابية يالحظ أن الوكيل القضائي
للجماعات الترابية يؤهل للترافع عن الجماعات الترابية بتكليف منها ذلك أن نيابة
الوكيل القضائي للجماعات الترابية هي نيابة بمقتضى نص قانوني بحيث ال يكون في
حاجة إلى تفويض كتابي خاص عن كل مسطرة يباشرها و كل دعوى يقيمها و إنما
يكفي بالحصول على تكليف بمفهومه الواسع.
إن المقتضيات القانونية المنظمة لمهام الوكيل القضائي للجماعات الترابية و خصوصا المتعلقة
بتكليف الوكيل القضائي للجماعات الترابية وهي الدعاوى التي يتعلق بالتصريح بأداء دين أو
تعويض فقط وبالتالي فإن اقتران نيابة الوكيل القضائي للجماعات الترابية في هذا النوع من
القضايا يثير بعض االشكاالت.
كما نص المشرع في الفقرة االخيرة من المادة 268من القانون التنظيمي للجماعات (وباقي
النصوص االخرى في إطار القوانين التنظيمية للجماعات الترابية ) على إمكانية ابرام
االتفاقيات في الحالة التي يشترط فيها التكليف ،وبالتالي فإن صالحية الترافع و الدفاع من
طرف الوكيل القضائي للجماعات الترابية غير مرتبطة بإبرام هذه االتفاقيات في حالة اإلدخال
- 49المادة 49من قانون المسطرة المدنية
- 50لحسن بن زايد ،مرجع سابق ص 69
30
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
الوجوبي 51و لتفصيل هذه المقتضيات القانونية تم وضع اتفاقية (في إطار القانون المنسوخ رقم
) 45.08شراكة إطار بين وزارة الداخلية من جهة و بين الجماعة المحلية المعنية من جهة
أخرى تتعلق بالمساعدة القضائية و تتضمن هذه االتفاقية مقتضيات تنظم عالقة التعاون ما بين
الطرفين و تحدد التزاماتهما في هذا المجال وتقضي هذه االتفاقية االطار أن تفوض الجماعة
52
المحلية أو مجموعاتها للمساعد القضائي صالحية التصرف لحسابها في المساطر القضائية
إن ال مشرع المغربي لم يجعل مهمة الدفاع عن الجماعات الترابية حكرا على الوكيل القضائي
ذلك ان هذا االخير يمكنه استعانة بخدمات محام قصد الدفاع عن الجماعات الترابية ،فال شيء
يمنع أشخاص القانون العام من اللجوء إلى خدمات المحامين بقصد تولي الدفاع عن مصالح
الشخص العام أمام القضاء ،و أشخاص القانون العام تلجأ إلى تنصيب محام ليتولى الدفاع عنها
53
أمام القضاء كلما قدرت أن المحامي هو األنسب للقيام بهذه المهمة
31
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
خاتمة:
- 55ادريس قاسمي ،خالد المتر ،المحاكم اإلدارية إلغاء القرارات االدارية – دعوى التعويض – الطعون الضريبية ،االنتخابية ،المعاشية ،مطبعة
النجاح الجديدة طبعة 1998- 4ص 42
- 56لحسن بن زايد :مرجع سابق ص 73
32
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
خالصة القول يصبح من المشروع لنا التأكيد على كون المشرع المغربي ومن خالل
الترسانة القانونية التي سنها استطاع توفير ارضية قانونية تمكن الجماعات الترابية
ككيان تنظيمي يسعى الى تكريس الالمركزية الترابية في البالد من تدبير وتسوية
المنازعات المتعلقة بها على نحو يحقق لها حماية مصالحها .
33
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
القوانين:
الكتب:
➢ مليكة الصروخ :القانون اإلداري -دراسة مقارنة ،-ط 6نونبر ، 2016الشركة المغربية
لتوزيع الكتاب ،ص.585
➢ كريم الحرش ،الدستور الجديد للمملكة المغربية " شرح وتحليل" الطبعة الثانية ،
مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،السنة ،2016ص .262
34
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
➢ جواد امهمول ،المسطرة المدنية ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،الطبعة االولى
2018
➢ عبد الكبير العلوي الصوصي ،الوجيز في تمثيل أشخاص القانون العام و الدفاع عنهم
أمام القضاء ،دون ذكر الطبعة دون دكر المطبعة
➢ أحمد سنيهجي ،الوجيز في التنظيم االداري ،دون ذكر المطبعة ،الطبعة االولى
➢ عبد الواحد القريشي التنظيم االداري المغربي وفق مستجدات الميثاق الوطني لالتمركز
االداري مطبعة االمنية الرباط ،الطبعة الثالثة 2019
➢ ادريس قاسمي ،خالد الميير ،المحاكم االدارية الغاء القرارات االدارية دعوى
التعويض ،الطعون الضريبية االنتخابية المعاشة ،مطبعة النجاح الجديدة طبعة 1419
– 1998
الرسائل واالطروحات:
➢ عبد القادر هرهاري :رقابة القضاء اإلداري على الجماعات الترابية ،رسالة لنيل دبلوم
الماستر ،جامعة المولى إسماعيل ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية
مكناس. 2017-2016،
➢ لحسن بن زايد :اإلجراءات الشكلية و المسطرية الخاصة في المنازعات القضائية
المتعلقة بالجماعات ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام ،جامعة القاضي
عياض كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،مراكش .
المقاالت:
➢ يونس ابالغ :الوكيل القضائي للجماعات الترابية ،مقال منشور في مجلة القانون و
االعمال ،العد السابع 2016
➢ محمد باهي :دراسات و تعاليق على بعض منازعات القضاء االداري المغربي ،المجلة
المغربية لإلدارة المحلية والتنمية سلسلة مؤلفات و أعمال جامعية 2017
35
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
التصميم:
36
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
الفقرة األولى :اإلطار القانوني العام لتمثيل الجماعات الترابية أمام القضاء
الفقرة الثانية :اإلطار القانوني الخاص لتمثيل الجماعات الترابية أمام القضاء
المطلب الثاني :الدفاع عن الجماعة أمام القضاء
الفقرة األولى :المركز القانوني للوكيل القضائي للجماعات الترابية
خاتمة
الئحة المراجع المعتمدة
37
تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية
38