You are on page 1of 38

‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫جمزوءة‪ :‬تدبي أمالك الدولة‬ ‫ماسرت ‪:‬‬


‫الفصل التاسع‬
‫واجلماعات الرتابية‬ ‫العقار والتعمي‬

‫موضوع بعنوان ‪:‬‬

‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫تحت إشراف لدكتور‪:‬‬


‫عبد السالم الزوير‬ ‫من إعداد الطالبتين‪:‬‬

‫فدوى أوشريف‬

‫كوثر أومالك‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2020‬‬‫‪1‬‬
‫‪/2021‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫الئحة المختصرات‪:‬‬

‫مرجع سابق‬ ‫مس‬


‫الصفحة‬ ‫ص‬
‫الطبعة‬ ‫ط‬
‫مطبعة‬ ‫مط‬
‫دون ذكر طبعة‬ ‫دذط‬
‫السنة‬ ‫س‬
‫العدد‬ ‫ع‬

‫‪2‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫عرفت االدارة المغربية في السنين االخيرة‪ ،‬تحوالت مهمة‪ ،‬تطورت معها مهامها ووظائفها‪،‬‬
‫وذلك كانعكاس طبيعي لتطور وظائف الدولة‪ ،‬ولما كان النشاط االداري يمتد ليشمل اجزاء‬
‫التراب الوطني كافة‪ ،‬فان االدارة المركزية ال يمكنها لوحدها مهما بلغت كفاءتها وامكانياتها‬
‫اللوجيستيكية ان تضطلع بمهمة تأطير فعال لمختلف الجماعات الترابية‪.1‬‬
‫وتماشيا مع التطور الذي عرفته االدارة المغربية فقد وسع المشرع المغربي من‬
‫صالحيات الجماعات الترابية وخاصة مع مقاربة الجهوية المتقدمة التي اعتمدها المغرب في‬
‫اطار دستور ‪ ،2011‬حيث اعتبر هذا االخير ان التنظيم الترابي للمملكة تنظيم ال مركزي‪،‬‬
‫وبذلك فالجماعات الترابية تشكل العمود الفقري لالمركزية االدارية‪ ،‬وضرورة من ضرورات‬
‫الدولة المعاصرة‪ ،‬وحجر الزاوية في بناء دولة الحق والقانون‪ ،‬اذ تمكن المواطنين من‬
‫المشاركة في تدبير شؤونهم المحلية بواسطة منتخبيهم‪.‬‬
‫وقد نص المشرع المغربي على الجماعات الترابية من خالل دستور ‪ 2011‬بموجب‬
‫الباب التاسع منه تحت مسمى الجهات والجماعات الترابية االخرى‪ ،‬حيث جاء في الفصل‬
‫‪ 135‬منه‪ ":‬الجماعات الترابية للمملكة هي الجهات والعمالت واالقاليم والجماعات‬
‫الجماعات الترابية اشخاص اعتبارية‪ ،‬خاضعة للقانون العام‪ ،‬تسير شؤونها بكيفية‬
‫ديمقراطية"‪.‬‬
‫والجماعات الترابية اثناء قيامها بالمهام المنوطة بها‪ ،‬فإنها تنتج شبكة كبيرة من العالقات‬
‫مع فاعلين اخرين سواء اشخاص ذاتيين او اعتباريين‪ ،‬هذه العالقات تفرز في بعض االحيان‬
‫تضارب في المصا لح‪ ،‬ومسا بحقوق اطراف معينة‪ ،‬وبذلك تنتج عنها منازعات ترفع للقضاء‬
‫للبت فيها‪.‬‬
‫فمنازعات الجماعات الترابية اصبحت تحتل مكانة كبيرة ضمن اهتمامات االدارة‬
‫المركزية بسبب االرتفاع الكبير‪ 2‬في عدد المنازعات القضائية التي تكون فيها الجماعات‬
‫الترابية طرفا فيها‪ ،‬وبفعل ما يترتب عن هذه المنازعات من انعكاسات سلبية على ميزانياتها‬
‫وتدبير شؤونها المحلية بصفة عامة‪.‬‬
‫ولعل هذا ما حدا بالمشرع الى التنصيص على تدبير منازعات الجماعات الترابية في‬
‫صلب القوانين التنظيمية للجماعات الترابية مع تخصيص قسم للمنازعات‪ ،‬يعد في الحقيقة‬
‫تتويجا لمسار تشريعي بدأه المغرب مع التنظيم الالمركزي الترابي‪ ،‬كما تم اصدار العديد من‬
‫‪- 1‬عبد القادر هرهاري‪ :‬رقابة القضاء اإلداري على الجماعات الترابية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر‪ ،‬جامعة المولى إسماعيل‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية مكناس‪، 2017-2016،‬ص‪.1:‬‬
‫‪- 2‬انظر تقرير المجلس األعلى للحسابات حول تدبير منازعات الجماعات الترابية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫الدوريات والمناشير كلها موجهة للحد من االرتفاع الكبير في اعداد الدعوى القضائية‬
‫المرفوعة ضد الجماعات الترابية نتيجة للوعي المتزايد لدى المواطنين بمقاضاة االدارة‪،‬‬
‫والدفاع عن حقوقهم امام المحاكم‪.‬‬
‫وبذلك يظهر ان موضوع تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‪ ،‬يكتسي اهمية‬
‫على المستوى النظري والعملي‪ ،‬فاألهمية النظرية تظهر من خالل االهتمام التشريعي‬
‫بمنازعات الجماعات الترابية وكذا قلة الكتابات في هذا الموضوع‪.‬‬
‫اما االهمية العملية فتتجلى في حجم منازعات الجماعات الترابية المطروحة امام القضاء‪.‬‬
‫و بذلك فهذا الموضوع يطرح اشكالية محورية مفادها ‪ :‬كيف ساهم تنظيم المشرع‬
‫المغربي لتدبير منازعات الجماعات الترابية في تحقيق النتائج واألهداف المرجوة‬
‫منه ؟‬
‫وتنبثق عن هذه اإلشكالية المحورية مجموعة من األسئلة الفرعية وهي على‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫ما هو االطار القانوني لمنازعات الجماعات الترابية؟‬
‫ما هو موضوع وطبيعة الدعاوى المرفوعة ضد الجماعات الترابية؟‬
‫ما هي االجراءات السابقة للتقاضي في مثل هذه المنازعات في إطار كل من‬
‫دعوى االلغاء ودعوى التعويض؟‬
‫من هم الممثلين القانونيين للجماعات الترابية؟‬
‫من المكلف بالدفاع عن الجماعات الترابية؟ وما دور في الدفاع الجماعات الترابية؟‬
‫ما مدى الزامية الجماعات ترابية بتنصيب محامي امام القضاء؟‬
‫لإلجابة عن االشكالية المحورية ومختلف التساؤالت الفرعية سيتم االعتماد على التصميم‬
‫التالي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المنازعات المتعلقة بالجماعات الترابية(التأصيل القانوني‬
‫والدعاوى)‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تمثيل الجماعات الترابية و الدفاع عنها‬

‫‪4‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫المبحث األول‪ :‬المنازعات المتعلقة بالجماعات الترابية(التأصيل القانوني‬


‫والدعاوى)‬

‫من خالل هذا المبحث سنحاول قدر اإلمكان تسليط الضوء على اإلطار القانوني للمنازعات‬
‫المتعلقة بالجماعات الترابية وهو ما سيتم التنظير له من خالل " المطلب االول" من هذا‬
‫المبحث ‪ ،‬في أفق التعريج في" مطلب ثان "على أهم الدعاوى المرفوعة ضد الجماعات‬
‫الترابية وكيفية تدبيرها ‪.‬‬

‫المطلب االول‪ :‬اإلطار القانوني لمنازعات الجماعات الترابية‬


‫مما الشك فيه ان الجماعات الترابية كهيكل تنظيمي يكرس الالمركزية الترابية في البالد ‪،‬‬
‫حظيت بتنظيم اسمى وثيقة في البالد وهو الدستور ‪ ،‬الذي حاول من خالل الباب التاسع منه ان‬
‫يقعد لمجموعة من المبادئ التي من الالزم ان ترتكز عليها الالمركزية الترابية في البالد ‪،‬‬
‫وهو ما يدفعنا الى الترجيح بكون دستور المملكة يعتبر مرجعية اساسية للقوانين التنظيمية‬
‫‪ .113.14/112.14/111.14‬وهو بذلك قد اطر عمل كل من الجهات والعماالت او االقاليم‬
‫والجماعات ‪.‬خاصة وانه كرس مبدأ الرقابة على هذه الجماعات ‪ ،‬وذلك استجابة لروح‬
‫الدستور الذي اسس كما قلنا سلفا لمجموعة من المبادئ الالزم احترامها اثناء تدبير الشأن‬
‫المحلي ‪.‬سواء على مستوى الجهة او االقليم او الجماعة ‪.‬‬
‫ألجل ذلك سنحاول من خالل هذا المطلب مقاربة المنازعات المتعلقة بالجماعات الترابية من‬
‫منظور دستوري في "الفقرة االولى" لنعرج بعد ذلك على تأطير القوانين التنظيمية للجماعات‬
‫الترابية لهاته المنازعات في " الفقرة الثانية"‪.‬‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬التأصيل الدستوري للمنازعات المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫أسس الدستور المغربي الجديد لحق الجماعات الترابية في الوجود‪ ،‬باعتبارها اجزاء غير قابلة‬
‫للفصل فيما بينها ‪ ،‬والمتمثلة أساسا في (الجهات‪ ،‬العماالت او االقاليم ‪ ،‬الجماعات)‪،‬وإن كان‬
‫البعض منها يرجع ظهوره الى زمن بعيد كالجماعة (‪ ، )1921‬إال انها لم تصبح كوحدة ترابية‬
‫قائمة الذات بالنسبة للقانون المغربي ‪،‬إال بعد ان قام الدستور المغربي لسنة ‪2011‬بتكريسها‬

‫‪5‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫وتأسيسها بالنص عليها صراحة في مقتضياته حيث خص لها باب بأكمله وهو الباب التاسع‬
‫‪3‬‬
‫والذي عنونه ب الجهات والجماعات الترابية ‪.‬‬
‫وبالرجوع الى مقتضيات الفقرة الثانية من الفصل‪4118‬من الدستور المغربي نجدها تنص‬
‫على‪ ...":‬كل قرار اتخذ في المجال اإلداري ‪،‬سواء أكان تنظيميا أو فرديا‪ ،‬يمكن الطعن فيه‬
‫أمام الهيئة القضائية اإلدارية المختصة"‪.‬‬
‫من خالل هذه الفقرة يتضح جليا أن التشريع الدستوري المغربي أولى أهمية قصوى أو‬
‫باألحرى كرس الرقابة القضائية التي خولها للقضاء اإلداري ‪،‬على القرارات الصادرة عن‬
‫االدارة ‪ ،‬وإن كان ذلك يدل على شيء فإنما يدل على اعتراف المشرع بكون القضاء اإلداري‬
‫وبحكم تخصصه في القضايا ذات الصلة بالمجال اإلداري‪ ،‬فله دور بالغ االهمية ‪،‬خاصة وانه‬
‫يعتبر بمثابة المالذ اآلمن للمواطنين من كل تعسف يمكن ان تمارسه اإلدارة عليهم‪.‬‬
‫وحسن المشرع صنعا بتنصيصه على هذه الرقابة‪ ،‬ذلك ان القضاء الذي يمارسها يتميز عن‬
‫االدارة بالخبرة القانونية والحياد ‪،‬واالستقالل في أداء وضيفته ‪،‬فضال تمتعه بالضمانات‬
‫القانونية ‪،‬ناهيك عن كون االحكام القضائية الصادرة عن القضاء يترتب عليها اثر غاية في‬
‫االهمية ‪ ،‬فهي تنهي المنازعات بطريقة حاسمة نهائية ‪ ،‬بحيث ال يجوز إثارة هذه المنازعات‬
‫مرة أخرى امام القضاء مما يعطي الحكم حجية وقوة خاصة‪ ،‬ألن االحكام القضائية تتمتع بقوة‬
‫‪5‬‬
‫وحجية الشيء المقضي به ‪.‬‬
‫استنادا لكل ما سبق يتضح جليا أن الدستور المغربي في نسخته الجديدة كرس رقابة قضائية‬
‫على جل القرارات المتخذة في المجال اإلداري ‪ ،‬بما فيها القرارات الصادرة عن الجماعات‬
‫على اعتبار أن مصطلح اإلدارة يشمل حتى الجماعات الترابية‪.‬‬
‫ومنه فأي قرار اتخذته الجماعات الترابية سواء كان صادر عن الجهة او العمالة او الجماعة ‪،‬‬
‫إال وخضع لهذه الرقابة لفحص مشروعيته‪ .‬فإن كان مخالفا للقانون يتم النظر فيه من لدن‬
‫قضاء اإللغاء ‪،‬وإن تسبب في ضرر ألحد المرتفقين وجب جبر ذلك الضرر عن طريق الحكم‬
‫بالتعويض‪.‬‬
‫بعد ذلك لن يبقى لنا سوى إماطة اللثام عن تأطير القوانين التنظيمية للجماعات الترابية‬
‫للمنازعات القضائية المتعلقة بها ‪.‬‬

‫‪ 3‬كريم الحرش ‪ ،‬الدستور الجديد للمملكة المغربية " شرح وتحليل" ط الثانية ‪ ،‬مط النجاح الجديدة الدار البيضاء ‪ ،‬السنة ‪ ،2016‬ص ‪.262‬‬
‫‪ 4‬ظهير شريف رقم ‪ ،1.11.91‬صادر في ‪ 27‬من شعبان ‪ 1432‬موافق ل‪29‬يوليوز ‪ ،2011‬بتنفيذ نص الدستور المنشور بالجريدة الرسمية ع ‪.5964‬‬
‫‪ 5‬كريم الحرش ‪ ،‬م س ‪،‬ص ‪238‬‬

‫‪6‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تأطير القوانين التنظيمية للجماعات الترابية للمنازعات المتعلقة‬


‫بهذه الجماعات‪.‬‬
‫من المسلم به االشارة الى كون القوانين التنظيمية للجماعات الترابية سواء ق‬
‫‪111.14‬او‪112.14‬أو‪ 113.14‬لم تغفل التنصيص على كيفية تدبير المنازعات المتعلقة‬
‫بالجماعات الترابية ‪.‬وهو ما تم تحديده في العديد من المواد المؤطرة بمقتضى القوانين‬
‫التنظيمية المشار إليها اعاله ‪.‬‬
‫• بالنسبة للقانون التنظيمي‪111.146‬المتعلق بالجهات ‪ ،‬وبالرجوع الى القسم السابع منه‬
‫نجده قد عنونه ب"المنازعات" والذي يتضمن ست مواد تؤكد على الكيفية التي تدبر من‬
‫خاللها الجهة المنازعات المتعلقة بها‪ .‬اذ بالرجوع الى المادة ‪237‬من نفس القانون‬
‫نجدها تؤكد على كون رئيس الجهة هو من يمثلها امام المحاكم وبالتالي يتعين عليه‬
‫السهر على الدفاع عن مصالح الجهة امام القضاء ‪ .‬وغيرها من اإلجراءات التي سيتم‬
‫االشارة اليها من خالل المطلب الموالي وكذلك حتى من خالل المبحث الثاني الذي‬
‫سنخصصه لتمثيل هذه الجماعات الترابية سواء من قبل الرؤساء او الوكيل القضائي‬
‫وهي امور سيتم التفصيل فيها في المبحث الموالي كما قلنا‪.‬‬
‫من ثمة يتضح أن المشرع المغربي قد أحسن صنعا من خالل إفراده لقسم مستقل يعنى بهاته‬
‫المنازعات وهي بادرة ألول مرة يأخذها المشرع بعين االعتبار ‪.‬حتى يتسنى للجهة كجزء من‬
‫الجماعات الترابية تدبير المنازعات المتعلقة بها ‪.‬وحتى يرتكز هذا التدبير على إطار قانوني ‪.‬‬
‫• اما بالنسبة لقانون ‪112.14‬المتعلق بالعماالت و األقاليم‪. 7‬وبالرجوع الى هذا القانون‬
‫نجده هو اآلخر قد أفرد قسما خاصا بهذه المنازعات ضمنه ست مواد من المادة‬
‫‪207‬الى المادة‪.212‬اشار فيها الى الكيفية التي يتم من خاللها تدبير المنازعات المتعلقة‬
‫با لعماالت او االقاليم ‪ ،‬بدءا بالتمثيل القانوني لها من لدن الرئيس كما اشارت الى ذلك‬
‫مقتضيات المادة ‪207‬لدى المحاكم‪ ،‬مرورا بمهمة السهر على الدفاع عن مصالح العمالة‬
‫او اإلقليم امام القضاء ‪ .‬ناهيك عن إجراء تعيين الوكيل القضائي قصد تقديم المساعدة‬
‫القانونية للعمالة او االقليم ‪ ،‬وكذا الترافع عنها ‪ .‬وحتى نتفادى التكرار سوف نحيل في‬
‫هذه االجراءات على الفقرات الموالية ‪.‬‬

‫‪ 6‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.83‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪7(1436‬يوليوز ‪)2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪111.14‬المتعلق بالجهات ‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية ع ‪6380‬بتاريخ ‪6‬شوال ‪23(1436‬يوليوز ‪)2015‬‬
‫‪ 7‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.84‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪7(1436‬يوليوز‪)2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واالقاليم ‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية ع ‪6380‬بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪23(1436‬يوليوز‪)2015‬‬

‫‪7‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫وبالتالي فما يتضح من خالل هذا القانون أنه كرس مبدأ تدبير العمالة او االقليم للمنازعات‬
‫القضائية المتعلقة بها وذلك من خالل سنه لمجموعة من المواد كما مر معنا التي تناولت هي‬
‫االخرى مختلف االجراءات الالزم اتباعها من لدن العمالة او االقليم في سبيل تدبير منازعاتها‬
‫• تدبير المنازعات القضائية من خالل قانون ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪ ،8‬حدد هذا‬
‫القانون في قسمه السابع والذي عنونه بالمنازعات والذي ضمنه ست مواد ‪.‬مختلف‬
‫االجراءات التي من الالزم احترامها من لدن الجماعة كتنظيم ترابي يندرج تحت وعاء‬
‫الجماعات الترابية ‪ ،‬وهي اجراءات من شأنها تعزيز دور الجماعة في تدبير‬
‫المنازعات القضائية المتعلقة بها‪.‬‬
‫استنادا لكل ما سبق البد من اإلشارة الى ان هذه القوانين التنظيمية قد اطرت بالفعل عمل هذه‬
‫الجماعات فيما يتعلق بالشق المتمحور حول المنازعات ‪ ،‬وبذلك نكون قد أحطنا الى حد ما‬
‫باإلطار القانوني لمنازعات الجماعات الترابية سواء من خالل الوثيقة الدستورية ‪ ،‬او حتى‬
‫القوانين التنظيمية للجماعات التي قعدت قانونيا المنازعات المرتبطة بالجماعات الترابية من‬
‫خالل تضمينها ألقسام خاصة بهذه المنازعات ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬موضوع الدعاوى المرفوعة ضد الجماعات الترابية‬
‫تعتبر مسطرة التقاضي امام المحاكم من اهم االليات التي تفتح امام المتقاضي امكانية‬
‫ممارسة حقه في رفع الدعوى امام المحكمة من اجل الحصول على حقه المشروع الذي أقره‬
‫القانون و وقع االعتداء عليه‪ ،‬ومن بين المنازعات التي قد تعرض على القضاء سواء كان‬
‫اداريا او عاديا او تجاريا تلك المنازعات المتعلقة بالجماعات الترابية ‪ ،‬هذه االخيرة عرفها‬
‫الفصل ‪ 135‬من دستور ‪ 2011‬بانها الجماعات والعماالت واالقاليم والجماعات‪ ،‬وبالتالي‬
‫فهذه االخيرة إما ان تكون هي المدعية بمعنى انها هي من تدعي الحق ومن أمثلة المنازعات‬
‫التي ترفعها الجماعات الترابية ضد جهات معينة سواء أفراد ذاتين او معنويين تلك المتعلقة‬
‫باالفراغات في حالة شغل الملك الجماعي مؤقتا ‪ ،‬ناهيك عن منازعات االصول التجارية‬
‫المقامة على ملك جماعي بموجب عقد لالحتالل المؤقت ‪ ،‬ثم المنازعات المتعلقة بالوجيبة‬
‫الكرائية ‪ ،‬غير أنه وبحكم كون جل هاته المنازعات تم التطرق لها في مجموعة من العروض‬
‫كما هو الشأن بالنسبة لعرض إفراغ امالك الدولة والجماعات الترابية وعروض أخرى‬
‫انصبت حول التنظير لهذا الجانب سوف نخصص هذا المطلب ‪ ،‬للحديث عن المنازعات‬
‫المثارة ضد الجماعات وذلك تفاديا لتكرار ما تم التطرق له في العروض السابقة ‪ .‬استنادا‬
‫لذلك فمن بين أهم الدعاوى المرفوعة ضد الجماعات الترابية امام المحاكم االدارية تتمثل‬

‫‪ 8‬شريف ‪ 1.15.85‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7(1436‬يوليوز ‪)2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪113.14‬المتعلق بالجماعات ‪ ،‬الجريدة الرسمية ع‬
‫‪ 6380‬بتاريخ ‪6‬شوال ‪23(1436‬يوليوز ‪.)2015‬‬

‫‪8‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫أساسا في تلك الدعاوى المثارة ضد بعض القرارات الصادرة عن الجماعات الترابية لتجاوز‬
‫في استعمال السلطة في اطار دعوى اإللغاء (الفقرة االولى)‪ ،‬وكذا الدعاوى المرفوعة ضدها‬
‫نتيجة االضرار الالحقة باالشخاص نتيجة القرارات االدارية في اطار دعوى التعويض(الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬دعوى االلغاء‬
‫تعد دعوى االلغاء خير وسيلة لفرض احترام مبدا المشروعية‪ ،‬لكن في غياب مدونة‬
‫ادارية‪ ،‬مثل مدونة القانون الجنائي او التجاري او االحوال الشخصية فان قاضي االلغاء هو‬
‫الذي انشأ تدريجيا القواعد والمبادئ التي تحدد المشروعية ومجاالت تطبيقها‪.‬‬
‫ودعوى االلغاء في التجاوز الستعمال السلطة تمثل ضمانة اساسية لتحقيق المشروعية‬
‫حماية لحقوق األفراد وحرياتهم لما يتوفر عليه القاضي من ضمانات الحياد واالستقالل‪ ،‬و‬
‫تعتبر دعوى االلغاء رقابة فعالة من خالل ما تتضمنه احكام القضاء بحجية الشيء المقضي به‬
‫بالحسم في النزاع بصفة نهائية وبسبب ما تتمتع به السلطة االدارية في الوقت الراهن من‬
‫القدرة على التنفيذ الجبري باالضافة الى االمتيازات و السلطات التقديرية واالستثنائية المعترف‬
‫بها لالدارة كانت الحاجة لالمان بالرقابة القضائية والتعمق والوعي بها لضمان الحقوق‬
‫والحريات‪.‬‬
‫وقد استقر الفقه والقضاء على تعريف دعوى االلغاء بانها دعوى قضائية يرفعها احد‬
‫االفراد او احدى الهيئات للقضاء االداري للمطالبة بإلغاء او اعدام قرار اداري صدر مخالفا‬
‫للقانون‪ ،‬فدعوى االلغاء يكون موضوعها دائما قرار اداري يفصل القاضي في مدى‬
‫مشروعيته‪ ،‬ايا كانت السلطة التي اصدرته‪ ،‬ويمكن القول ان دعوى االلغاء تعتبر بمثابة‬
‫مخاصمة للقرار االداري‪ ،‬وال تخاصم فيها جهة االدارة‪ ،‬بمعنى ان الطعن يوجه اصال للقرار‬
‫االداري وليس للسلطة االدارية التي اصدرته‪.‬‬
‫ودعوى االلغاء تتميز بمجموعة من الخصائص باعتبارها من اهم وسائل حماية المشروعية‬
‫فهي دعوى قضائية وليست بتظلم اداري يقدم لالدارة كما كان عليه الحال في السابق‪ ،‬كما‬
‫انها تعتبر من النظام العام النه تهدف الى حماية المشروعية‪.‬‬
‫فالقاضي االداري في اطار دعوى االلغاء متى توفرت شروط دعوى االلغاء في المنازعة‬
‫المطروحة امامه يستبعد كل دفع بعدم القبول ويدخل في مرحلة اخرى ترتكز في البحث في‬
‫مشروعية او عدم مشروعية القرار االداري المطعون فيه‪ ،‬فاذا اتضح له ان هذا القرار قد‬

‫‪9‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫اصابه عيب من العيوب التي تصيب القرارات االدارية فانه يحكم بالغائه لعدم مشروعيته‪،‬‬
‫وبالعكس اذا اطمأن الى خلو القرار من اي عيب فانه يقضي برفع الدعوى‪.9‬‬
‫ولمارسة دعوى االلغاء ضد الجماعات الترابية‪ ،‬يتعين على المدعي التقيد باالجراءات و‬
‫الشروط الخاصة لمقاضاة الجماعات الترابية والمتعلقة اساسا باخبار رئيس مجلس الجماعة و‬
‫يوجه الى عامل العمالة او االقليم او من ينوب عنه مذكرة تتضمن موضوع واسباب شكايته‬
‫اذا تعلق االمر بالجماعات‪ ،10‬واذا تعلق االمر بدعاوى االلغاء المرفوعة ضد الجهة يتم‬
‫اخبار رئيس الجهة وتوجيه المذكرة الى والي الجهة‪ ،11‬اما اذا تعلق االمر بالعماالت واالقاليم‬
‫فيتعين إخبار رئيس مجلس العمالة االقليم وتوجيه المذكرة الى عامل العمالة أو االقليم‪.12‬‬
‫واذا لم يتم احترام هذه االجراءات القبلية من قبل المدعي فان دعواه تواجه بعدم القبول من‬
‫لدن المحاكم المختصة طبقا للقوانين التنظيمية للجماعات الترابية‪ ،‬وهذا دون اغفال ادخال‬
‫الوكيل القضائي للجماعات الترابية متى كانت الدعاوى تروم و تستهدف الجماعات الترابية‬
‫باداء دين او تعويض‪ ،‬وذلك تحت طائلة عدم قبول الدعوى في حالة عدم احترام هذه‬
‫الشكليات‪.13‬‬
‫وعليه فالمدعي ملزم وقبل رفع دعوى االلغاء ضد الجماعات الترابية استجماع شرطين‪،‬‬
‫اولهما االخبار والثاني توجيه المذكرة‪ ،‬فقد جاء في حكم صادر عن المحكمة االدارية‬
‫بمراكش‪ ":‬حيث يهدف الطلب الى الغاء القرارات الصادرة عن المجلس الجماعي لجماعة‬
‫العامرية قلعة السراغنة في دورته العادية المنعقدة بتاريخ ‪ 2015 /10 /06‬لمخالفتها القانون‬
‫مع ما يترتب عن ذلك من شمول الحكم بالنفاذ المعجل‪.‬‬
‫وحيث دفع المطلوب في الطعن بان طلب المدعين غير مقبول من الناحية الشكلية لمخالفته‬
‫المادة ‪ 48‬من الميثاق الجماعي‪.‬‬
‫وحيثم تنص الماده ‪ 265‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 14 .113‬المتعلق في الجماعات‬
‫الناسخة للمادة ‪ 48‬من الميثاق الجماعي على انه« ال يمكن تحت طائلة عدم القبول من طرف‬
‫المحاكم المختصة‪ ،‬رفع دعوى تجاوز السلطة ضد الجماعات او ضد قرارات جهازها التنفيذي‬
‫اال اذا كان المدعي قد اخبر من قبل رئيس مجلس الجماعة ووجه الى عامل العمالة او االقليم‬

‫‪- 9‬مليكة الصروخ‪ :‬القانون اإلداري ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬ط‪ 6‬نونبر‪ ، 2016‬الشركة المغربية لتوزيع الكتاب‪ ،‬ص‪.585‬‬
‫‪ - 10‬المادة ‪ 265‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات‪.‬‬
‫‪- 11‬المادة ‪ 239‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫‪- 12‬المادة ‪ 209‬من القانون التنظيمي المتعلق بالعماالت واالقاليم‬
‫‪-13‬المادة ‪ 212‬من القانون التنظيمي المتعلق بالعماالت‪.‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 224‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 268‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫او من ينوب عنه مذكرة تضمن موضوع واسباب شكايته‪ ،‬ويسلم على اثرها للمدعي فورا‬
‫صور وصل بذلك»‬
‫وحيث ان المحكمة بعد اطالعها على الملف وتفحصها لكافة وثائقه تبين لها ان الطاعنين لم‬
‫يسلكوا المسطرة االدارية المشار اليها في المادة المذكورة ولم يتقيدوا بمقتضياتها‪ ،‬وهو ما‬
‫يجعل الشروط القانونية المطلوبة لقبول طعنهم غير متوفرة في نازلة الحال‪ ،‬ويتعين والحالة‬
‫هذه الحكم بعدم قبول الطعن"‪.14‬‬
‫وفي قرار صادر عن محكمة االستئناف االدارية بمراكش حول الدفع بخرق هذه‬
‫المقتضيات قضت المحكمة بما يلي‪ ":‬حيث عاب المجلس الجماعي لجماعة المشور القصبة‬
‫على الحكم المستأنف خرق مقتضيات الفصلين ‪265‬و ‪ 268‬من القانون التنظيمي للجماعات‬
‫عدم ادالء المستأنف عليه بالوصل الصادر عن عامل العمالة او االقليم‪ ،‬ولعدم ادخال الوكيل‬
‫القضائي الجماعات الترابية في الدعوى‪ ،‬وان عنصر الخطا المنسوب للجماعات منعدم في‬
‫النازلة لكون محضر الضابطة القضائية المنجز من طرف شرطة مراكش ال يصل توقيع‬
‫محرره وال صفته مما يكون معه دون حجية قانونية‪ ،‬ويبقى اهمال المستأنف عليه وعدم‬
‫تبصره هو ما ادى الى وقوع الضرر الذي حل به‪.‬‬
‫لكن حيث انه من جهة فقد تبين للمحكمة من خالل اطالعها على وثائق القضية‪ ،‬وال سيما‬
‫المذكرة المدلى بها في المرحلة االبتدائية من طرف نائب المستانف عليه بتاريخ ‪-03 -22‬‬
‫‪ 2016‬ان المستانف عليه سلك المسطرة المنصوص عليها في المادة ‪ 265‬من القانون‬
‫التنظيمي رقم ‪ 14 .113‬المتعلق بالجماعات‪ ،‬اذا اخبر عمدة مدينة مراكش بتاريخ ‪-10 -12‬‬
‫‪ 2015‬بعزمه مقاضاة الجماعة بسبب االضرار التي لحقت به جراء حادث مرضي على‬
‫مستوى طريق اوريكا‪ ،‬كما تقدم بتاريخ ‪ 2015 -12 -08‬الى والي مراكش بطلب الحصول‬
‫على وصل التقاضي‪ ،‬ومن جهة ثانية فقد تقدم المستانف عليه بتاريخ ‪ 2016 -02-15‬بمقال‬
‫اصالحي رام الى اصالح المسطرة وتوجيه الدعوى ضد المساعد القضائي للجماعات الترابية‬
‫بالرباط عمال باحكام المادة ‪ 268‬من نفس القانون‪ ،‬مما جعل ما اثير بهذا الصدد غير‬
‫مؤسس"‪.15‬‬
‫وقد جاء في كل من الفقرة األخيرة من المادة ‪ 239‬قانون التنظيمي المتعلق بالجماعات‪،‬‬
‫والفقرة االخيرة من المادة ‪ 265‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات‪ ،‬وكذا الفقرة االخيرة‬

‫‪ -14‬حكم عدد ‪ 81‬بتاريخ ‪11‬فبراير ‪ 2016‬ملف عدد‪ 2015- 469-7110‬في قضية محمد عبد العالي الهاللي ضد المجلس الجماعي‬
‫لجماعة العامرية‪ ،‬غير منشور ‪ ،‬أورده ‪ :‬لحسن بن زايد‪ :‬اإلجراءات الشكلية و المسطرية الخاصة في المنازعات القضائية المتعلقة‬
‫بالجماعات‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام ‪ ،‬جامعة القاضي عياض كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مراكش‬
‫‪،‬ص ‪.85‬‬
‫‪- 15‬قرار عدد‪ ،196‬بتاريخ ‪ ،2017 01-21‬في الملف عدد‪ 2016-7206-1755‬عن محكمة االستئناف اإلدارية بمراكش ‪ ،‬غير منشور‬
‫أورده الحسن بن زايد ‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.86‬‬

‫‪11‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫من المادة ‪ 209‬من القانون التنظيمي المتعلق باالقاليم والعماالت استثناء هذه الشروط او‬
‫المقتضيات دعاوى الحيازة والدعاوى المرفوعة أمام القضاء االستعجالي‪.‬‬
‫كما ان هذه القوانين التنظيمية للجماعات الترابية‪ 16‬نصت كذلك على حاالت يتحرر فيها‬
‫المدعي من هذه االجراءات والشروط‪ ،‬ويتعلق االمر بحالتين‪:‬‬
‫‪ -‬الحالة االولى‪ :‬اعفاء المدعي من هذا الشرط في حالة لم يسلم له الوصل في اجل ‪ 15‬يوما‬
‫الموالية للتوصل بالمذكرة‪.‬‬
‫‪-‬الحالة الثانية‪ :‬وهي الحالة التي يسلم فيها الوصل الى المدعي في االجل المذكور اعاله‪ ،‬ولكن‬
‫لم يتم التوصل الى اتفاق بالتراضي بين االطراف داخل اجل ‪ 30‬يوما من تسليم الوصل‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬دعوى التعويض‬
‫تعتبر دعاوى التعويض من بين الدعاوى التي تشكل رقما كبيرا في الدعاوى المرفوعة ضد‬
‫الجماعات الترابية‪ ،‬حيث هذه االخيرة في اطار المشاريع التنموية التي تقوم بانجازها الى‬
‫احتالل ملك الغير‪ ،‬دون اتباع المسطرة القانونية المعمول بها في قانون نزع الملكية الجل‬
‫المنفعة العامة‪ ،‬اضافة الى دعاوى التعويض المسؤولية االدارية التي تنتج عادة عن التدخل‬
‫المادي للجماعة او على تقاعس االدارة عن التدخل في الوقت المناسب دون اتخاذ االحتياطات‬
‫الالزمة ل لحيلولة دون وقوع االضرار الالحقة باالفراد‪ ،‬وكذا دعاوى الديون التي تتمحور‬
‫حول عدم أداء الجماعة ما بذمتها من ديون لألشخاص الطبيعيين او االعتباريين الذين قاموا‬
‫بأعمال لفائدة الجماعة‪ ،‬وذلك لعدم توفر الجماعات الترابية على االعتمادات الالزمة لالداء‪ ،‬او‬
‫تمتنع عن االداء بذريعة ان الدين ترتب في عهد المجلس السابق‪ ،‬او عدم االعتراف بصحة‬
‫اصل الدين من خالل سندات الطلب وثائق التسليم‪ ،‬وتشكل هذه الديون الحيز االكبر من نفقات‬
‫الجم اعة‪ ،‬وجانب مهم منها يستهلك اغلب الميزانيات الجماعية‪ ،‬ويمارس تاثيرا سلبيا‪ ،‬ففي‬
‫كثير من الحاالت تجد الجماعة نفسها ملزمة بالتضحية بمشاريع اقتصادية واجتماعية الداء‬
‫تلك الديون‪ ،‬ومآل هذه الدعاوى التي تعرف ارتفاعا كبيرا هو صدور احكام نهائية في حق‬
‫الجماعة والتي غالبا ما تصطدم بعدم التنفيذ‪.‬‬
‫واذا كانت دعاوى االلغاء ترفع العدام قرار اداري صدر بخالف ما جاء به القانون‪ ،‬فان‬
‫دعاوى التعويض ترفع لتعويض االفراد عما اصابهم من اضرار جراء تنفيذ القرارات االدارية‬
‫وهذه الدعوى تتميز بكونها دعاوى غير مجانية يلزم المتقاضي باداء الرسوم القضائية‪ ،‬كما‬
‫تتسم بانها دعا وى ذاتية‪ ،‬والجهة القضائية المختصة بالنظر في دعاوى التعويض المرفوعة‬

‫‪- 16‬المادة ‪ 240‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات‪.‬‬


‫‪-‬المادة ‪ 266‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات‪.‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 210‬من القانون التنظيمي المتعلق بالعماالت واالقاليم‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫ضد الجماعات الترابية هي المحاكم االدارية طبقا لقانون رقم ‪ 90 .41‬المحدث للمحاكم‬
‫االدارية‪.‬‬
‫واذا كانت القاعدة في اطار دعاوى التعويض انها ترفع امام المحاكم االدارية دون الزام‬
‫المدعي بممارسة طعن اداري سابق‪ ،‬بل يمكنه مباشرة التوجه الى المحكمة االدارية لرفع‬
‫دعوى التعويض‪ ،‬فانه اذا تعلق االمر بدعوى تعويض مرفوعة ضد الجماعات الترابية انذاك‬
‫يتعين احترام اجراءات وشروط قبل رفع الدعوى امام القضاء االداري‪.‬‬
‫فالمدعي طبقا للقوانين التنظيمية للجماعات الترابية الذي يرغب في مقاضاة الجماعات‬
‫الترابية في اطار دعاوى المطالبة بدين او تعويض احترام اجراءات قبلية حيث جاء في المادة‬
‫‪ 267‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 14 .113‬المتعلق بالجماعات على انه" اذا كانت الشكاية‬
‫تتعلق بمطالبة الجم اعة باداء دين او تعويض‪ ،‬ال يمكن رفع اي دعوى تحت طائلة عدم القبول‬
‫من لدن المحاكم المختصة اال بعد إحالة االمر مسبقا الى عامل العمالة او االقليم اومن ينوب‬
‫عنه الذي يدرس الشكاية في اجل االقصى‪ 30‬يوما ابتداء من تاريخ تسليم الوصل"‪.17‬‬
‫وبذلك فعلى المدعي الذي يرغب في مقاضاة الجماعات ان يتقدم اوال الى عامل العمالة او‬
‫االقليم التابعة له الجماعة المدعى عليها بشكاية‪ ،‬فاللجوء الى القضاء حسب منطوق هذه المادة‬
‫يتوقف على احالة الشكاية موضوع مطالب المشتكي الى السلطة المراقبة للجماعة‪ ،‬التي تتولى‬
‫دراسة الشكاية‪ ،‬وذلك داخل اجل ‪ 30‬يوما من تسليم وصل االذن بالتقاضي واال صرحت‬
‫المحكمة بعدم قبول الدعوى‪.18‬‬
‫وفي هذا االطار جاء في حكم صادر عن المحكمة االدارية بمراكش‪ ":‬حيث يهدف طلب‬
‫الشركة المدعية الى الحكم على المجلس البلدي الشماعي بأدائه لفائدته‪ ...‬درهما كمقابل‬
‫لالشغال المنجزة من طرفها لصالحه مع شمول الحكم بالتنفيذ المعجل واقرانه بغرامة تهديدية‬
‫محددة في مبلغ ‪ 500‬درهم عن كل يوم تأخير وتحديد مدة االكراه البدني في االقصى‪.‬‬
‫وحيث تنص المادة ‪ 267‬من القانون التنظيمي ‪ 14 .113‬المتعلق بالجماعات على انه" اذا‬
‫كانت الشكاية تتعلق بدين او تعويض‪ ،‬ال يمكن رفع اي دعوى تحت طائلة عدم القبول من‬
‫طرف المحاكم المختصة‪ ،‬اال بعد احالة االمر مسبقا الى عامل العمالة او االقليم او من ينوب‬
‫عنه الذي يدرس الشكاية في اجل اقصاه ‪ 30‬يوما ابتداء من تاريخ تسليم الوصل‬

‫‪- 17‬المادة ‪ 267‬من القانون التنظيمي للجماعات‪.‬‬


‫‪-‬فيما يتعلق بالجهات واالقاليم والعماالت انظر المادة ‪ 241‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات و المادة ‪211‬من القانون التنظيمي‬
‫المتعلق بالعماالت‪.‬‬
‫‪- 18‬لحسن بن زايد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.87‬‬

‫‪13‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫اذا لم يتوصل المشتكي برد على شكايته في االجال المذكورة او اذا لم يقبل المشتكي هذا‬
‫الرد امكنه رفع شكاياته الى السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية التي تدرسها داخل اجل اقصاه‬
‫‪ 30‬يوما ابتداء من تاريخ توصلها بالشكاية أو رفع الدعوى مباشرة امام المحاكم المختصة‪".‬‬
‫وحيث ان المحكمة بعد اطالعها على الملف تفحصها لكافة وثائقه تبين لها ان المدعية لم‬
‫تعمل على احالة االمر مسبقا الى العامل قبل رفع هذه الدعوى وفق المقتضيات القانونية‬
‫المشار اليها اعاله‪ ،‬وهو ما يجعل الشروط القانونية المطلوبة لقبول طلبها غير متوفرة في‬
‫نازلة الحال‪ ،‬ويتعين والحالة هذه الحكم بعدم قبول الدعوى"‪.19‬‬
‫فالقوانين التنظيمية للجماعات الترابية منحت لسلطة المراقبة ممثلة في كل من عامل العمالة‬
‫او االقاليم او من ينوب عنه اذا تعلق االمر بالجماعات‪ ،‬و والي الجهة اذا تعلق االمر بالجهة‪،‬‬
‫وعامل العمالة او االقاليم إذا تعلق االمر باالقاليم والعماالت‪ ،‬اجل اقصاه ‪ 30‬يوما من اجل‬
‫دراسة الشكاية موضوع مذكرة المدعي‪ ،‬او في الحالة التي لم يقبل الرد او تبين له ان هذا الرد‬
‫ال يجيب على كافة مطالبه‪ ،‬له االختيار اما‪:‬‬
‫‪ -‬رفع شكاية الى السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية التي تقوم بدراسة الشكاية داخل أجل جديد‬
‫من ‪ 30‬ابتداء من تاريخ التوصل بها‪.‬‬
‫‪ -‬او يقوم برفع االمر مباشرة الى المحاكم المختصة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة الى ان تقديم مذكرة المدعي الى سلطات المراقبة يترتب عنه وقف كل تقادم‬
‫او سقوط حق اذا رفعت بعده دعوى في اجل ثالثة اشهر‪.‬‬
‫وبذلك فالمشرع ينحو نحو مزيد من تكريس إلزامية الشروط الخاصة لمقاضاة الجماعات‬
‫الترابية امام المحاكم‪ ،‬وجعلها ضرورة لرفع أي دعوى سواء تعلق االمر بدعاوى االلغاء او‬
‫بدعاوى التعويض‪ ،‬فتنظيم المشرع لهذه الدعاوى ضد الجماعات الترابية في اطار القوانين‬
‫التنظيمية جاء في شكل قواعد امرة‪ ،‬بالتالي يمكن اثارتها تلقائيا من قبل القاضي ويرتب االثر‬
‫القانوني على خرقها ولو لم يثرها المدعى عليه‪ ،‬كما ان اثارتها خالل سائر اطوار القضية‬
‫ممكنة ولو الول مرة امام محكمة النقض‪.20‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تمثيل الجماعات الترابية و الدفاع عنها‬

‫‪- 19‬حكم عدد ‪ 290‬بتاريخ ‪ 15‬مارس ‪ : 2017‬ملف عدد‪ 2016-7114-774‬بين شركة سيدي اتراد في مواجهة المجلس البلدي‬
‫للشماعية‪ ،‬أورده لحسن بن زايد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫‪ - 20‬لحسن بن زايد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.98‬‬

‫‪14‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫مما الشك فيه أن دراسة موضوع المنازعات القضائية للجماعات الترابية و الحديث عن‬
‫الشروط الخاصة و المسطرية الواجب سلوكها في هذا االطار يستجوب معرفة الجهة المكلفة‬
‫بتمثيل هذه الجماعات الترابية و كذلك تلك التي تتولى الدفاع عنها أمام المحاكم‪.‬‬

‫الجهة‪ ،‬رئيس‬ ‫‪22‬‬


‫فمن جهة يمثل كل من الرئيس ‪21‬الجماعة و رئيس المجلس الجهوي‬
‫العمالة واالقليم ‪ 23‬يمثل العماالت أو االقاليم (المطلب األول)‬

‫ومن جهة أخرى يتولى الوكيل القضائي للجماعات الترابية مباشرة الدفاع عن الجماعة و‬
‫هيئاتها ومؤسسات التعاون بين الجماعات و مجموعات الترابية في مختلف مراحل الدعوى‬
‫التي تستهدف مطالبة الجماعات الترابية بأداء أو تعويض‪ ،‬و يؤهل للنيابة عن الجماعة‬
‫وهيئاتها و مؤسسات التعاون بين الجماعات و مجموعات الجماعات الترابية في جميع‬
‫الدعاوى االخرى بتكليف منها (المطلب الثاني )‬

‫المطلب األول ‪ :‬تمثيل الجماعات الترابية أمام القضاء‬

‫يطرح موضوع تمثيل أشخاص القانون العام أمام القضاء خاصة الدولة و المؤسسات‬
‫العامة و الجماعات الترابية صعوبة بالغة االهمية على المستوى العملي نظرا لتعلقه بالنظام‬
‫العام و قصد اإلحاطة بهذا الموضوع سنتعرض في (الفقرة االولى) لإلطار القانوني العام الذي‬
‫يؤطر تمثيل الجماعات الترابية أمام القضاء‪ ،‬وذلك بدراسة النص التشريعي المحدد للجهة‬
‫الواجب مقاضاتها‪ ،‬تحديد صفاتها و أهليتها للتقاضي طبقا للقواعد القانونية العامة لمقاضاة‬
‫اشخاص القانون العام و كذلك نعرض في (الفقرة الثانية) لإلطار القانوني الخاص لتمثيل‬
‫الجماعات الترابية طبقا للقوانين التنظيمية للجماعات الترابية ‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬اإلطار القانوني العام لتمثيل الجماعات الترابية أمام القضاء‬

‫‪ - 21‬أنظر المادة ‪ 263‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات رقم ‪113.14‬‬


‫‪ - 22‬انظر المادة ‪ 237‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم ‪14/111‬‬
‫‪ - 23‬انظر المادة ‪ 207‬من القانون التنظيمي المتعلق بالعماالت و االقاليم رقم ‪14/112‬‬

‫‪15‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫ينص الفصل االول من قانون المسطرة المدنية بأنه ال يصح التقاضي إال ممن له الصفة‬
‫و االهلية و المصلحة إلثبات حقوقه‪ ،‬يثير القاضي انعدام الصفة أو االهلية أو المصلحة أو‬
‫اإلذن بالتقاضي إن كان ضروريا وينذر الطرق بتصحيح المسطرة داخل أجل يحدده إذا تم‬
‫تصحيح المسطرة اعتبرت الدعوى كأنها أقيمت بصفة صحيحة‪ ،‬و إال صرح القاضي بعدم‬
‫‪24‬‬
‫قبول الدعوى‪.‬‬

‫إذن طبقا للفصل االول من قانون المسطرة المدنية يشترط لصحة التقاضي أن يكون‬
‫الشخص الذي يرفع الدعوى ذا صفة لإلدعاء و أن يكون أهال لمباشرة الدعوى و أن تكون له‬
‫مصلحة في اقامتها‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الصفة‬
‫الصفة هي العنصر الذي يربط ما بين طرفي الدعوى و النزاع المعروض على‬
‫المحكمة‪ ،‬فتلك الرابطة هي التي تخول للمدعي الحق في الولوج إلى القضاء ‪ ،‬و ال يكفي توفر‬
‫هذا العنصر لدى المدعى فقط بل لدى المدعي عليه أيضا‪ ،‬فالدعوى الرامية إلى أداء دين‪ ،‬على‬
‫سبيل المثال ال يمكن رفعها إال من طرف الدائن و ال يمكن أن ترفع إال في مواجهة المدين‬
‫‪25‬‬
‫شخصيا‬

‫و يلزم الشخص اإلعتباري بإقامة الحجة عل أنه ذو صالحية في تمثيل ذلك الشخص و‬
‫إال اعتبر عديم األهلية و بالتالي غير ذي حق في التداعي أمام القضاء‪ ،‬و تطبيق نفس القواعد‬
‫على ممثلي األشخاص المعنوية العامة كالدولة و البلديات‪ ،‬و الجماعات الترابية‪.‬‬

‫‪ - 24‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم‪ 1.74.447‬بتاريخ ‪ 11‬رمضان ‪ 28( 1394‬شتنبر ‪ )1974‬بالمصادقة على نص القانون المسطرة المدنية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية ع_دد ‪ 3230‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 13‬رمضان ‪ 30( 1394‬شتنبر‪ )1974‬ص ‪2741‬‬
‫‪ - 25‬جواد أمهمول ‪ :‬المسطرة المدنية مطبعة النجاح الجديدة )‪ (ctp‬الدار البيضاء الطبعة االولى ‪ ،2018‬ص ‪50‬‬

‫‪16‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫حدد‬ ‫‪26‬‬
‫ومن أجل تحديد من له الصفة في تمثيل أشخاص القانون العام أمام القضاء‬
‫األصل في ذلك التمثيل و نص على أنه‪ :‬ترفع‬ ‫‪27‬‬
‫الفصل ‪ 515‬من قانون المسطرة المدنية‬
‫الدعوى ضد‪:‬‬

‫الدولة ‪ :‬في شخص رئيس الحكومة وله أن يكلف بتمثيله الوزير المختص عند‬ ‫‪-1‬‬
‫االقتضاء‪.‬‬
‫الخزينة ‪ :‬في شخص الخازن العام ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الجماعات المحلية ‪ :‬في شخص العامل بالنسبة للعماالت و األقاليم و في شخص‬ ‫‪-3‬‬
‫رئيس المجلس الجماعي بالنسبة للجماعات‪.‬‬
‫المؤسسات العمومية‪ :‬في شخص ممثلها القانوني‬ ‫‪-4‬‬
‫مديرية الضرائب ‪ :‬في شخص مدير الضرائب فيما يخص النزاعات المتعلقة‬ ‫‪-5‬‬
‫بالقضايا الجبائية التي تدخل صمن اختصاصاتها‬
‫مديرية أمالك الدولة‪ :‬في شخص مدير أمالك الدولة فيما يخص النزاعات التي‬ ‫‪-6‬‬
‫تهم الملك الخاص للدولة‬

‫لكن يالحظ باإلطالع على مجموعة من التطبيقات القضائية في موضوع تمثيل أشخاص‬
‫القانون العام أمام القضاء‪ ،‬خاصة الدولة و الجماعات الترابية‪ ،‬أن المتقاضين غالبا ما يجهلون‬
‫طريقة توجيه الدعاوى ضد الدولة أو الجماعات الترابية‪.‬‬

‫وبما أن الفصل االول من قانون المسطرة المدنية يوجب لقبول الدعوى أن يكون للمدعي‬
‫و المدعى عليه الصفة و إال كانت غير مقبولة‪ ،‬و أن الدفع المتعلق بالصفة يعتبر من النظام‬
‫العام‪ ،‬و يمكن اثارته في أي مرحلة من مراحل التقاضي ‪ ،‬و أنه للقاضي في أن يثيره من تلقاء‬
‫نفسه ول و لم يثيرها االطراف فإن عدم الدقة في تحديد الجهة التي لها الصفة في تمثيل الشخص‬

‫‪ - 26‬عبد الكبير العلوي الصوصي‪ ،‬الوجيز في تمثيل أشخاص القانون العام و الدفاع عنهم أمام القضاء ‪ ،‬دون ذكر المطبعة دون ذكر الطبعة‪ ،‬س‬
‫‪ 2014‬ص ‪2‬‬
‫‪ - 27‬كمنا تم تتميمه بموجب القانون رقم ‪ 01/48‬الصادر بتاريخ ‪ 29/01/2002‬بتاريخ ‪ 11/02/2020‬و كذا كما تم تعديله بموجب القانون رقم ‪12-10‬‬
‫الصادر بتنفيده ظ ‪ 10‬ماي ‪ 2013‬عدد ‪ 6156‬بتاريخ ‪ 30‬ماي ‪2013‬‬

‫‪17‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫العام أمام القضاء‪ ،‬جعل نسبة كبيرة من القضايا يكون مآلها الحكم بعدم القبول شكال لعدم‬
‫توجيه الدعوى ضد من يجب ‪ ،‬أو لعدم ادخال طرف أساسي في الدعوى أوتصدر المحكمة هي‬
‫‪28‬‬
‫االخرى الحكم ضد غير ذي صفة في تمثيل الشخص المعنوي العام‬
‫و فضال عن المادة ‪ 515‬من قانون المسطرة المدنية التي تخول الجماعة الترابية الصفة‬
‫في التقاضي أمام القضاء‪ ،‬يشترط كذلك إلقامة الدعوى التوفر على االهلية القانونية و أن ال‬
‫تشوبها أية عوارض ‪ ،‬و بالنسبة لألشخاص المعنوية العامة فإنه ينبغي أنم تتوفر على‬
‫الشخصية المعنوية‬

‫ثانيا ‪ :‬األهلية‬
‫‪29‬‬
‫تعرف االهلية القانونية بأنها تلك القدرة على اكتساب الحقوق و الوفاء بااللتزامات‬
‫أما فيما يتعلق باألشخاص المعنوية فإن أهليتها تنبني على التمثيل القانوني ‪ ،‬إذ تكون‬
‫االهلية متوافرة متى تم رفع الدعوى من قبل الشخص المعنوي‪ ،‬بحيث يتولى رئيس المجلس‬
‫‪30‬‬
‫الجماعي تمثيل الجماعة بصفة رسمية في جميع أعمال الحياة المدنية واإلدارية والقضائية‬
‫‪،‬رئيس المجلس الجهوي بالنسبة للجهة‪ ،‬رؤيس مجلس العمالة أو االقليم بالنسبة للعماالت و‬
‫االقاليم‪.‬‬
‫فالجماعة الترابية تتمتع بالشخصية المعنوية يعني أنها تتصرف كشخص طبيعي لكنها‬
‫شخص معنوي لها االهلية إلكتساب الحقوق و تحمل االلتزامات و لها أن تتخذ جميع‬
‫‪31‬‬
‫التصرفات المقبولة قانونا‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬اإلطار القانوني الخاص لتمثيل الجماعات الترابية أمام القضاء‬
‫نقصد باإلطار القانوني الخاص لتمثيل الجماعات الترابية أمام القضاء المقتضيات‬
‫التشريعية الواردة في القوانين التنظيمية المنظمة لهذه الجماعات الترابية و يتعلق االمر‬
‫‪ - 28‬عبد الكبير العلوي الصوصي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪3‬‬

‫‪ - 29‬جواد ّأمهمول ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪3‬‬


‫‪ - 30‬أحمد سنيهجي ‪ ،‬الوجيز في التنظيم اإلداري‪ ،‬دون ذكر المطبعة الطبعة االولى ‪ ،2014‬ص ‪138‬‬
‫‪ - 31‬ع بد الواحد القريشي‪ ،‬التنظيم اإلداري المغربي وفق مستجدات الميثاق الوطني لالتمركز االدارالي مطبعة االمنية الرباط الطبعة الثالثة‪، 2019 ،‬‬
‫ص ‪39‬‬

‫‪18‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫بالقانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪ ،‬القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق‬


‫بالعماالت و االقاليم و القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تمثيل الجماعات وفق القانون التنظيمي رقم ‪113.14‬‬


‫تنص المادة ‪ 263‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق باجماعات على أنه يمتل‬
‫الرئيس ا لجماعة لدى المحاكم ماعدا إذا كانت قضيته تهمه بصفة شخصية أو بصفته وكيال عن‬
‫غيره أو شريكا أو مساهما أو تهم زوجه أو أصوله أو فروعه و في هذه الحالة تطبق مقتضيا‬
‫المادة ‪ 109‬من هذا القانون التنظيمي المتعلق باإلبانة المؤقتة يتعين على الرئيس السهر على‬
‫الدفاع عن مصا لح الجماعة أمام القضاء‪ ،‬ولهذه الغاية يقيم جميع الدعاوى القضائية المتعلقة‬
‫بالجماعة و يتابعها في جميع مراحل الدعوى‪ ،‬و يقيم جميع الدعاوى المتعلقة بالحيازة‪ ،‬أو يدفع‬
‫عنها‪...‬‬
‫وحددت المادة ‪ 109‬من القانون التنظيم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات المقتضيات الخاصة‬
‫باإلنابة المؤقتة و حاالتها و التي حددت المدة التي تبتدئ فيها اإلنابة المؤقتة‪ ،‬و هكذا تنص‬
‫المادة ‪ 109‬على أنه " إذا تغيب الرئيس أو عاقه عائق لمدة تفوق شهرا خلفه مؤقتا بحكم‬
‫القانون في جميع صالحياته أحد نوابه حسب الترتيب‪ ،‬أو في حالة عدم وجود نائب ‪ ،‬عضو‬
‫من المجلس يختار الترتيب التالي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أقدم تاريخ لالنتخابات‬
‫‪ -2‬كبر السن عند التساوي في االقدمية‬

‫و هو نفس األمر كان منصوصا عليه سابقا في ظل ظهير ‪ 30‬سبتمبر ‪ 1976‬المتعلق بالتنظيم‬
‫الجماعي و بعدها المادة ‪ 48‬من القانون ‪ 78.00‬بمثابة الميثاق الجماعي كما وقع تغييره و‬
‫تتميمه بالقانون ‪ 17.08‬بانه" يمثل الرئيس الجماعة لدى المحاكم ماعدا اذا كانت القضية تهمه‬
‫بصفة شخصية أو بصفته و كيال عن غيره أو شريكا أو مساهما أوتهم زوجه أو أصوله أو‬

‫‪19‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫فروعه المباشرين وفي هذه الحالة تطبق مقتضيات المادة ‪ 56‬من هذا القانون المتعلق باإلنابة‬
‫المؤقتة"‬

‫كما أن القانون التنظيمي ‪ 14/113‬المتعلق بالجماعات ألقى على عاتق الرئيس مجموعة‬
‫من االلتزامات و المسؤوليات‬
‫إن المقتضيات الجديدة منحت للرئيس حرية التصرف قصد الدفاع عن مصالح الجماعة‪،‬‬
‫و ذلك خالفا لما كان منصوص عليه في الميثاق الجماعي القديم الذي الزم الرئيس بضرورة‬
‫ما عدا إذا تعلق‬ ‫‪32‬‬
‫الحصول على االذن من المجلس الجماعي بمقرر مطابق إلقامة الدعوى‬
‫االمر ببعض الدعاوى التي تكتسي صبغة االستعجال أو متابعة االستئنافات فإن القانون‬
‫التنظيمي لم يرد فيه أية اشارة إلى االذن للرئيس من قبل مجلس الجماعة للتقاضي باسمها ‪،‬‬
‫وبالمقابل نصت المادة ‪ 264‬من القانون التنظيمي أن يطلع الرئيس وجوبا المجلس الجماعي‬
‫خالل الدورة العادية أو الموالية لتاريخ إقامته الدعوى‪ ، 33‬كما أن القانون رتب جزاء في حالة‬
‫إخالل الرئيس أو من ينوب عنه في إقامة أو متابعة الدعاوى أمام القضاء ‪ ،34‬بحيث أن الفقرة‬
‫االخيرة من المادة ‪ 263‬تطرقت لمسألة إخالل الرئيس باتخاذ االجراءات الالزمة لتحصيل‬
‫ديون الجماعة و أحالت على تطبيق مقتضيات الفصل ‪ 64‬الذي ينص على أنه في حالة‬
‫ارتكاب رئيس المجلس افعاال مخالفة للقانون قام عامل العمالة أو االقاليم أو من ينوب عنه‬
‫بمراسلته قصد االدالء بإيضاحات كتابية حول االفعال المنسوبة إليه‪ ،‬داخل أجل ال يتعدى‬
‫عشرة أيام ابتداءا من تاريخ التوصل ‪ ،‬و يجوز للعامل أو من ينوب عنه ‪ ،‬بعد التوصل‬
‫باإليضاحات الكتابية أو عند عدم اإلدالء بها بعد انصرام االجل المحدد‪ ،‬إحالة االمر إلى‬
‫المحكمة االدارية و ذلك لطلب عزل رئيس الجماعة أو نوابه و ثبت المحكمة في الطلب داخل‬

‫‪ - 32‬تنص المادة ‪ 48‬من القانون ‪ " 78.00‬يمثل الرئيس الجماعة لدى المحاكم ماعدا إذا كانت القضية تهمه بصفة شخصية أو بصفته و كيال عن غيره‬
‫أو شريكا أو مساهما أو تهم زوجه أو أصوله أو فروعه المباشرين و في هذه احالة تطبق مقتضيات المادة ‪ 56‬من هذا القانون المتعلقة باإلنابة المؤقتة‪،‬‬
‫و ال يجوز له ألن يقيم دعوى قضائية إال بمقرر مطابق للمجلس غير أنه يجوز له دون إذن مسبق من المجلس أن يدافع أو يطلب االستئناف في دعوى‬
‫أو يتابع هذا االستئناف ‪...‬‬
‫‪ - 33‬المادة ‪ 264‬من القانون التنظيمي ‪ " 113.14‬يطلع رئيس و جوبا المجلس على كل الدعاوى القضائية اتي تم رفعها خالل الدورة العاديةة أو‬
‫االستئنافية الموالية لتاريخ إقامتها‬
‫‪ - 34‬لحسن بنن زايد‪ ،‬االجراءات الشكلية والمسطرية الخاصة في المنازعات القضائية المتعلقة بالجماعات رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام‬
‫جامعة القاضي عياض كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية مراكش ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2018-2017‬ص ‪32‬‬

‫‪20‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫أجل ال يتعدى شهرا من تاريخ توصلها باإلحالة‪ ،‬وفي حالة االستعجال يمكن إحالة االمر إلى‬
‫القضاء االستعجالي بالمحكمة اإلدارية الذي يبت فيه داخل أجل ‪ 48‬ساعة من تاريخ توصله‬
‫بالطلب و يترتب على إحالة االمر إلى المحكمة االدارية توقيف المعني باألمر عن ممارسة‬
‫مهامه إلى حين البث في طلب العزل ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تمثيل العماالت و االقاليم وفق القانون التنظيمي رقم ‪14-112‬‬
‫بالرجوع إلى المادة ‪ 207‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 14-112‬المتعلق بالعماالت واألقاليم‬
‫نجدها تنص على أنه "يمثل الرئيس العمالة أو االقاليم لدى المحاكم ما عدا إذا كانت القضية‬
‫تهمه بصفة شخصية أو بصفته و كيال عن غيره أو شريكا أو مساهما أو تهم زوجه أو أصوله‬
‫أو فروعه و في هذه الحالة تطبق مقتضيات المادة ‪ 105‬من هذا القانون التنظيمي المتعلق‬
‫باإلنابة القضائية يتعين على الرئيس السهر على الدفاع عن مصالح العمالة أو االقاليم أمام‬
‫القضاء و لهذه الغاية‪ ،‬يقيم جميع الدعوى القضائية المتعلقة بالعمالة أو االقاليم و يتابعها في‬
‫جميع مراحل الدعوى و يقيم جميع الدعاوى المتعلقة بالحيازة أو يدافع عنها‪ ،‬أو يقوم بجميع‬
‫االعمال التحفظية أو المؤقتة لسقوط الحق و يدافع عن التصرفات المقدمة ضد اللوائح‬
‫الموضوعة لتحصيل الديون المستحقة للعمالة و االقاليم كما يقدم بخصوص القضايا المتعلقة‬
‫بالعمالة أو األقاليم كل طلب لدى القضاء االستعجالي و يتتبع القضية عن استئناف االوامر‬
‫الصادرة وجميع مراحل الدعوى"‬
‫إذن من خالل هذا الفصل يتضح أن رئيس مجلس العمالة أو االقاليم يمثل بصفة رسمية‬
‫العمالة أو االقليم أمام القضاء كما أن المشرع نظم قواعد اإلنابة في حالة ما إذا عاق الرئيس‬
‫عائق و ذلك في المادة ‪ 105‬التي نصت على أنه إذا تغيب الرئيس أو عاقه عائق لمدة تفوق‬
‫شهرا خلفه مؤقتا‪ ،‬بحكم القانون في جميع صالحياته أحد نوابه حسب الترتيب‪ ،‬وفي حالة عدم‬
‫وجود نائب عضو من المجلس يختار وفق الترتيب التالي ‪ :‬إما أقدم تاريخ لالنتخابات و إما‬
‫كبر السن عند التساوي في االقدمية ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫نفس االمر كان منصوصا عليه في ظل القانون رقم ‪ 79.00‬المتعلق بتنظيم العماالت و‬
‫في مادته ‪ 39‬والذي أوكل لرئيس مجلس العمالة أو االقليم مهمة تمثل العمالة أو‬ ‫‪35‬‬
‫االقاليم‬
‫اإلقليم بصفة رسمية في جميع أعمال الحياة المدنية و اإلدارية و القضائية طبقا للقوانين و‬
‫األنظمة المعمول بها ‪.‬‬
‫وفي حالة اخالل رئيس العمالة أو اإلقليم باتخاذ االجراءات الالزمة لتحصيل ديون‬
‫العمالة أو االقاليم قام عامل العمالة أو االقليم بمراسلته قصد اإلدالء بإيضاحات كتابية حول‬
‫االفعال المنسوبة إليه داخل أجل ال يتعدى عشرة أيام ابتداءا من تاريخ التوصل و في حالة عدم‬
‫التوصل بإيضاحات كتابية أو عدم اإلدالء بها يجوز لعامل العمالة أو اإلقليم إحالة االمر إلى‬
‫المحكمة اإلدارية و ذلك لطلب عزل الرئيس أو نوابه من عضوية مجلس العمالة أو اإلقليم‬
‫بحيث ثبت المحكمة في الطلب داخل أجل ال يتعدى شهرا من تاريخ تصولها بإحالة االستعجال‬
‫يمكن إحالة االمر إلى القضاء االستعجالي بالمحكمة اإلدارية الذي يبث فيه داخل أجل ‪48‬‬
‫ساعة من تاريخ توصله بالطلب‪ ،‬و يترتب عل إحالة االمر إلى المحكمة اإلدارية توقيف رئيس‬
‫المجلس عن ممارسة مهامه إلى حين البث في طلب العزل‬

‫ثالثا ‪ :‬تمثيل الجهات وفق القانون التنظيمي رقم ‪14-111‬‬


‫بالرجوع إلى الفصل ‪ 37‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 12/11‬المتعلق بالجهات نجده ينص‬
‫على أنه يمثل رئيس مجلس الجهة ‪،‬الجهة لدى المحاكم ماعدا إذا كانت القضية تهمه بصفة‬
‫شخصية أو بصفته و كيال عن غيره أو شريكا أو مساهما أو تهم زوجه أو أصوله أو فروعه و‬
‫في هذه الحالة تطبق مقتضيات المادة ‪ 111‬من القانون التنظيمي المتعلق باإلبانة المؤقتة يتعين‬
‫على الرئيس السهر على الدفاع عن مصالح الجهة أمام القضاء و لهذه الغاية‪ ،‬يقيم جميع‬
‫الدعاوى القضائية المتعلقة بالجهة و يتابعها في جميع مراحل الدعوى و يقيم جميع الدعاوى‬
‫المتعلقة بالحيازة‪ ،‬أو يدافع عنها‪ ،‬أو يقوم بجميع األعمال التحفظية أو المؤقتة لسقوط الحق‪،‬‬

‫‪ - 35‬ظهير شريف رقم ‪ 1.02.269‬صادر في ‪ 25‬من رجب ‪ 3( 1423‬أكتوبر ‪ )2002‬بتنفيذه القانون رقم ‪ 79.00‬المتعلق بتنظيم الجماعات و اإلقليم‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫ويدافع عن التعرضات المقدمة ضد اللوائح الموضوعية لتحصيل الديون المستحقة للجهة‪ ،‬كما‬
‫يقدم بخصوص القضايا المتعلقة بالجهة كل طلب لدى القضاء االستعجالي‪ ،‬و يتبع القضية عند‬
‫استئناف االوامر و جميع مراحل الدعوى‬
‫فإذا تغيب الرئيس أو عاقه عائق لمدة تفوق شهر خلفه مؤقتا‪ ،‬بحكم القانون أحد نوابه‬
‫حسب الترتيب‪ ،‬وفي حالة وجود نائب‪ ،‬عضو من المجلس يختار إما ألقدميته تاريخ االنتخابات‬
‫أو لكبر السن عند التساوي األقدمية‪.‬‬
‫و على غرار الجزاءات المطبقة على كل من رئيس المجلس الجماعي أو رئيس العمالة‬
‫أو اإلقليم فإن هذه الجزاءات تطبق أيضا على رئيس مجلس الجهة في حالة اخالله بإتخاذ‬
‫االجراءات الالزمة لتحصيل ديون الجهة‪ ،‬أو اذا ارتكب افعاال مخالفة للقوانين و االنظمة‬
‫الجاري بها العمل قامت السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية بمراسلته قصد اإلدالء بإيضاحات‬
‫كتابية حول االفعال المنسوبة إليه دا خل أجل ال يتعدى عشرة أيام ابتداء من تاريخ التوصل و‬
‫بعد التوصل بهذه اإليضاحات أو عدم اإلدالء بها يجوز للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية أو‬
‫لوالي الجهة إحالة االمر إلى المحكمة اإلدارية و ذلك لطلب عزل الرئيس أو نوابه من عضوية‬
‫المجلس في حالة االستعجال ‪ ،‬يمكن إحالة األمر إلى القضاء االستعجالي بالمحكمة اإلدارية‬
‫للبث فيه داخل أجل ‪ 48‬ساعة من تاريخ توصله بالطلب‪ ،‬ويترتب على إحالة االمر إلى‬
‫المحكمة اإلدارية توقيف المعني باألمر عن ممارسة مهامه إلى حين البث في طلب العزل ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الدفاع عن الجماعة أمام القضاء‬
‫الشك أن إحداث مؤسسة المساعد القضائي للجماعات المحلية سنة ‪ 2009‬بمقتضى‬
‫المادة ‪ 38‬من قانون التنظيم المالي للجماعات المحلية‪ ،36‬ليكشف عن االهمية التي أصبحت‬
‫تحظى بها منازعات الجماعات الترابية‪ ،‬وال مراء أيضا‪ ،‬أن ذلك يبين حجم تبعات االحكام‬
‫واقرارات القضائية الصادرة في مواجهة الجماعات الترابية‪ ،‬و االثار المالية السلبية لها التي‬
‫تمس اتوازن المالي للجماعات الترابية إدراكا منا لهذه االهمية‪ ،‬بادرت السلطات المغربية إل‬

‫‪ - 36‬المادة ‪ 38‬من القانون رقم ‪ 08-45‬المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية‪ ،‬المنفذ بظهير الشريف رقم ‪ 1.09.02‬بتاريخ ‪ 18‬فبراير ‪2009‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 5711‬بتاريخ ‪ 23‬فبراير ‪ 2009‬ص ‪549‬‬

‫‪23‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫إصدار عدة نصوص قانونية و تفسيرية و اتخاد إجراءات شتى‪ ،‬كلها تصب في تدبير‬
‫منازعات الجماعات الترابية‪ ،‬فقد جعل القانون رقم ‪ 45.08‬المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات‬
‫المحلية و مجموعاتها ادخال المساعد القضائي في الدعاوى المرفوعة ضد الجماعات المحلية‬
‫واجبا تحت طائلة عدم القبول كلما أقيمت دعوى التصريح باستحقاق ديون على الجماعة‬
‫المحلية‪ ،‬تم تاله قرار وزير الداخلية رقم ‪ 03‬بتاريخ ‪ 13‬مارس ‪ 2009‬المتعلق بتعيين مساعد‬
‫ليتم دعم هذه المؤسسة بمقتضى القوانين‬ ‫‪37‬‬
‫قضائي للجماعات المحلية و كتابة الخاصة‬
‫التنظيمية رقم ‪ 14-111‬المتعلق بالجهات ورقم ‪ 14-112‬المتعلق بالعماالت و األقاليم ورقم‬
‫‪ 113-14‬المتعلق بالجماعات ‪.‬‬
‫إن التنصيص على تدبير منازعات الجماعات الترابية في صلب القوانين التنظيمية مع‬
‫تخصيص قسم للمنازعات‪ ،‬يعد في الحقيقة تتويجا لمسار تسريعي بدأه المغرب مع التنظيم‬
‫الالمركزي الترابي ‪38‬فقد صدرت دوريات ‪39‬ومناشير‪ 40‬كلها موجهة للحد من اإلرتفاع الكبير‬
‫في أعداد الدعاوى القضائية المرفوعة ضد الجماعات الترابية نتيجة الوعي المتزايد لدى‬
‫المواطنين بمقاضاة اإلدارة و الدفاع عن حقوقهم أمام المحاكم وبالتبعية‪ ،‬فهذه الترسانة القانونية‬
‫المتوجة بما ورد في القوانين التنظيمية المذكورة المبينة ألساس تدخل الوكيل القضائي‬
‫للجماعات ا لترابية كامتداد لعمل مؤسسة المساعد القضائي للجماعات المحلية تعد نتيجة لتغير‬
‫‪ ،‬كما أن‬ ‫‪41‬‬
‫نمط التنظيم الالمركزي الترابي و تكييفه مع األدوار الجديدة للجماعات الترابية‬
‫المحامي يبقى مؤهال للدفاع عن أشخاص القانون العام‪.‬‬

‫‪ - 37‬قرار وزير الداخلية رقم ‪ 03‬بتاريخ ‪ 13‬مارس ‪ 2009‬يتعلق بالمساعد للقضائي للجماعات المحلية الدليل القانوني للجهات المحلية منشورات‬
‫وزارة الداخلية الجريدة الرسمية للجماعات المحلية ص ‪459‬‬
‫‪ - 38‬الفصل ‪ 43‬من الظهير الشريف رقم ‪ 1.76.583‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪ 1976‬بمثابة قاون يتعلق بالتنظيم الجماعي الجريدة الرسمية عدد ‪3355‬‬
‫بتاريخ ‪ 1‬أكتوبر ‪ 1976‬ص ‪3030‬‬
‫‪ - 39‬دورية وزير الداخلية عدد ‪ 3885D‬بتاريخ ‪ 26‬أبريل ‪ 2010‬موجهة إلى الوالة وعمال المقاطعات بالمملكة يشأن تفعيل مقتضيات المادة ‪ 48‬من‬
‫القانون رقم ‪ 78.00‬المتعلق بالميثاق الجماعي كما تم تغييره و تتميمه بالقانون رقم ‪17.08‬‬
‫‪ - 40‬منشور الوزير االول عدد ‪ 2020/4‬بتاريخ ‪ 27‬مارس ‪ 2002‬موجه إلى السيدة الوزيرة و السادة الوزراء و كتاب الدولة حول مقاضاة الوزارات‬
‫والجماعات المحيلة و المؤسسات العمومية فيما بينها أمام المحاكم‬
‫‪ - 41‬يونس أبالغ ‪ :‬الوكيل القضائي للجماعات الترابية مقال منشور في مجلة القانون و االعمال العد اسابع ‪ 2016‬ص ‪28‬‬

‫‪24‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫عموما سنتناول في هذا المبحث دراسة و تحليل مؤسسة الوكيل القضائي للجماعات‬
‫الترابية من خالل المركز القانوني للوكيل القضائي للجماعات (الفقرة االولى) على أن نتناول‬
‫في (الفقرة الثانية) دور المحامي في الدفاع عن الجماعات الترابية‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المركز القانوني للوكيل القضائي للجماعات الترابية‬
‫إن التعرض لمؤسسة الوكيل القضائي الجماعات الترابية يحيلنا ال مجال من ذلك‬
‫بالرجوع إلى المقتضيات القانونية المؤطرة لها بحيث سوف نتناول ( اوال ) تعيين الوكيل‬
‫‪ ،‬تم دور الوكيل القضائي للجماعات الترابية أمام للقضاء (تانيا)‬ ‫‪42‬‬
‫القضائي للجماعات الترابية‬
‫‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬تعين الوكيل القضائي للجماعات الترابية‬
‫قبل التطرق لطريقة تعين الوكيل القضائي للجماعات الترابية البد من االشارة إلى السياق‬
‫التاريخي لمؤسسة الوكيل القضائي للجماعات الترابية‪ ،‬ناهيك عن أسس إحداث الوكيل‬
‫القضائي للجماعات الترابية‬

‫بداية وبخصوص السياق التاريخي لمؤسسة الوكيل القضائي للجماعات الترابية فإنه و‬
‫بالرجوع إلى الميثاقين الجماعيين لكل من سنة ‪ 1976‬و ‪43 2002‬ال نجد فيهما ما ينص على‬
‫وأول اشارة إلى هذه المؤسسة جاءت في القانون‬ ‫‪44‬‬
‫مؤسسة الوكيل القضائي للجماعات‬
‫‪ 45.08‬حيت جاء في المادة ‪ 38‬منه ما يلي" يحدث تحت سلطة وزير الداخلية مساعد قضائي‬
‫للجماعات المحلية يكلف بتقديم المساعدة القانونية للجماعات المحيلة و مجموعاتها "‪ .‬وفي هذا‬
‫االطار صدر قرار عن وزير الداخلية رقم ‪ 03‬بتاريخ ‪ 13‬مارس ‪ 2009‬يتعلق بالمساعد‬
‫القضائي للجماعات المحلية ‪ ،45‬بحيث أن المادة الثانية من هذا القرار اسندت مهام المساعد‬
‫القضائي للجماعات المحلية إلى مدير الشؤون القانونية و الدراسات و التوثيق و التعاون‬
‫بالمديرية العامة للجماعات المحلية كما أضافت الفقرة االخيرة من هذه المادة أنه تناط مهام‬
‫‪ -‬الزكراوي محمد ‪ :‬مؤسسة الوكيل القضائي للجماعات الترابية منجلة منازعات األعمال العد ‪ 2016 ،13‬ص ‪7342‬‬
‫‪ - 43‬ميثاق ‪ 30‬شتنبر ‪ 1976‬رو الميثاق الجماعي لسنة ‪ 2002‬القانون رقم ‪ 78.00‬كما تم تعديله و تتميمه سنة ‪2009‬‬
‫‪ - 44‬لحسن بن زايد‪ :‬مرجع سابق ص ‪49‬‬
‫‪ - 45‬قرار وزير الداخلية رقم ‪ 03‬بتاريخ ‪ 13‬مارس ‪ 2009‬يتعلق بالمساعد القضائي للجماعات المحلية مرجع سابق‬

‫‪25‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫تقديم المساعدة القانية للجماعات المحيلة و مجموعاتها والدفاع أمام المحاكم عن مصالح‬
‫الجماعات التي تفوض له في القضايا التي تكون فيها مطالبة بدين و ذلك وفقا التفاقيات التي‬
‫يمكن أن تبرمهم في هذا االطار بين وزير الداخلية و الجماعات المحلية و مجموعاتها‪.‬‬

‫إذا كانت الغاية من وراء إحداث المساعد القضائي للجماعات التربية في تدبير منازعاتها‬
‫القضائية فأنه لم يحقق المبتغى ولم يتمكن من مواكبة العدد الكبير من المنازعات القضائية التي‬
‫تث قل كاهل الجماعات الترابية و ال من تقليص عددها و ال من تكاليفها‪ ،‬و ذلك ألسباب متعددة‬
‫منها ما يرجع إلى غموض المقتضيات القانونية و قصورها و منها ما يتعلق بعدم توفير‬
‫الوسائل المادية أو الموارد البشرية الالزمة لممارسة المهام المخولة للمساعد القضائي‪ ،‬أضف‬
‫إلى ذلك الطابع االختياري للجماعات اللجوء إلى خدماته‪ ،‬ناهيك عن سوء إدارة المنازعات‬
‫‪46‬‬
‫مما دفع بالعديد منها إلى عدم االلتفات إليه‪.‬‬
‫و أمام هذا الوضع كان لزما التفكير في ايجاد بديل للمساعد القضائي من أجل سد هذه‬
‫الثغرات فتم إحداث الوكيل القضائي للجماعات الترابية للدفاع عن مصلحة الجماعات إسوة‬
‫بالوكالة القضائية للمملكة بمعنى انه تم االهتداء الى هذه الفكرة من خالل نموذج الوكالة‬
‫القضائية للمملكة ‪ ،‬فتم احداث هذا الجهاز بمقتضى القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات‬
‫الترابية‪.‬‬
‫استرساال لما سبق و بالرجوع إلى الفقرة االولى من المادة ‪ 268‬من القانون التنظيمي‬
‫رقم ‪ 14/113‬المتعلق بالجماعات نجده ينص على أنه يعين بقرار لوزير الداخلية و كيل‬
‫قضائي للجماعات الترابية يتولى تقديم المساعدة القانونية للجماعات و هيئاتها ومؤسسات‬
‫التعاون بين الجماعات و مجموعات الترابية و يؤهل للترافع أمام المحكمة المحال عليها االمر‬
‫‪.‬‬
‫و بالرجوع كذلك إلى الفقرة االولى من المادة ‪ 212‬من القانون التنظيمي رقم ‪14-112‬‬
‫المتعلق بالعماالت و االقاليم نجده ينص على أن " يعين بقرار لوزير الداخلية و كيل قضائي‬

‫‪ - 46‬لحسن بن زايد مرجع سابق ص ‪50‬‬

‫‪26‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫للجماعات الترابية يتولى تقديم المساعدة القانونية للعمالة أو اإلقليم و هيئاتها ومجموعات‬
‫العماالت و األقاليم و مجموعات الجماعات الترابية و يؤهل للترافع أـمام للمحكمة المحال إليها‬
‫االمر "‬
‫و باستقراء مقتضيات المادة ‪ 242‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 14-111‬المتعلق بالجهات‬
‫نجدها ت نص على أنه " يعين بقرار لوزير الداخلية و كيل قضائي للجماعات الترابية يتولى‬
‫تقديم المساعدة القانونية للجهات و هيئاتها و مجموعات الجهات و مجموعات الجماعات‬
‫الترابية و يؤهل للترافع أمام المحكمة المحال عليها االمر "‬
‫إذن فالقوانين التنظيمية للجماعات ترابية تنص على أن الوكيل القضائي للجماعات‬
‫‪،‬وفي انتظار صدور هذا القرار تظل مهام الوكيل‬ ‫‪47‬‬
‫الترابية يتم تعينه بقرار لوزير الداخلية‬
‫القضائي للجماعات مستندة إلى مدير الشؤون القانونية و الدراسات و التوثيق و التعاون‬
‫بالمديرية العامة للجماعات الترابية فضال عن تقديم المساعدة القانونية للجماعات الترابية و‬
‫مجموعاتها و الدفاع عنها أمام المحاكم‪.‬‬
‫ولمسطرة تعين الوكيل القضائي للجماعات الترابية بقرار لوزير الداخلية بعض المزايا‬
‫و االيجابيات يتمثل أه مها في مرونة مسطرتي التعيين و العزل و بساطتها إذ يكفي إصدار‬
‫قرار بتعيين الوكيل القضائي للجماعات الترابية دون أن يتطلب ذلك شكليات أو إجراءات‬
‫إدارية كاجتياز مباراة أو امتحان‪ 48‬غير أن التعين بهذا الشكل يطرح عدة تساؤالت حول حدود‬
‫استقاللية هذه المؤسسة عن الجهة االدارية التي عينته وما يترتب عنها من اثار قانونية هامة‬
‫في اطار عالقة الجماعة بسلطة الرقابة ؟‬
‫و من بين االشكاالت المطروحة حول الوكيل القضائي للجماعات الترابية مركزه‬
‫القانوني و هيكلته اإلدارية‪ ،‬فهل سيتم إحداث هيئة إدارية قائمة الذات على غرار الوكالة‬
‫القضائية للمملكة التي يرأسها الوكيل القضائي للمملكة أم سيقتصر االمر على تعيين موظف‬

‫‪ 47‬وفي هذا الصدد البد من اإلشارة الى انه صدر قرار لوزير الداخلية رقم ‪ 1555.20‬صادر في ‪ 25‬من شوال ‪17(1441‬يونيو ‪ )2020‬يقضي بتعيين‬
‫الوكيل القضائي للجماعات الترابية ‪ .‬اذ بالرجوع لنص المادة االولى من القرار أعاله نجدها تنص على " يعين السيد محمد القدميري وكيال قضائيا‬
‫للجماعات الترابية ‪ ،‬وتناط به لهذا الغرض مهام تقديم المساعدة القانونية للجماعات الترابية ‪"...‬‬
‫‪ - 48‬لحسن بن زايد م س ‪ ،‬ص ‪50‬‬

‫‪27‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫يكلف بالدفاع عن الجماعات الترابية ؟ و هل سيكون موظفين من خارج الوزارة اعتبارا‬


‫لكفاءتهم وخبراتهم ف ي الميدان و يتولى الوكيل القضائي للجماعات الترابية مجموعة من‬
‫األدوار ‪ ،‬فهو يقدم المساعدة القانونية لجماعات الترابية و تتخذ المساعدة القانونية عدة مظاهر‬
‫يتجلى أهمها في مواكبة الجماعات الترابية في اتخاذ قراراتها اإلدارية و إبرام عقودها و‬
‫إطالع ممثليها على ال مستجدات القانونية و التطورات القضائية ألخذها بعين االعتبار في‬
‫مباشرة هذه االعمال و التصرفات كما تتجلى المساعدة القانونية في ابداء النصح و تقديم‬
‫االستشارات القانونية لفائدة الجماعات الترابية سواء بصفة تلقائية أو عندما تطلبها هذه االخيرة‬
‫‪،‬و من بين االدوار ال موكلة للوكيل القضائي للجماعات الترابية حل النزاعات الناشئة بين‬
‫الجماعات الترابية ‪ ،‬و هو ما نصت عيله القوانين التنظيمية الثالثة للجماعات الترابية بشكل‬
‫صريح ‪،‬لكن مادام أن المشرع قام بإحداث مؤسسة واحدة تدافع عن جميع الجماعات لترابية و‬
‫ليس إحداث مؤسسة لكل جماعة على حدة قد يطرح اشكال يتعلق أساسا بالحالة التي ينشب فيها‬
‫نزاع فيما بين هذه الجماعات الترابية نفسها ؟‪.‬‬
‫وقد سبق أن اصدر وزير الداخلية دورية رقم ‪/21‬ق ت ‪.‬م‪ 2/‬بتاريخ ‪ 07‬مارس ‪2006‬‬
‫موجهة إلى السادة والة و عمال العماالت و األقاليم و عمال المقاطعات بالمملكة حول ضبط‬
‫المنازعات القضائية للجماعات المحلية وهيئاتها و التي جاء فيها "‪ ...‬لذلك فإن الجماعات‬
‫المحلية مطالبة حينما تكون طرفا في أي نزاع أن تعمل على إيجاد الحلول الحبية لها بالتعاون‬
‫مع السلطات اإلدارية المحلية و ذلك تفاديا لعرضه على القضاء من قبل الشخص المتنازع‬
‫معه‪.‬‬
‫إن ممارسة الوساطة و تقريب وجهات النظر بين الجماعات الترابية حول القضايا التي‬
‫قد تتباين وجهات النظر حولها يدخل في صميم اختصاص الوكيل القضائي للجماعات و يعتبر‬
‫جزءا من المساعدة القانونية التي كلف بتقديمها فسيوفر على الجماعات المعنية عدة أعباء مالية‬
‫سيوفر لها الجهد و الوقت‪ .‬وهو ما يجعلنا نرجح القول بإمكانية اللجوء الى الوسائل الموازية‬

‫‪28‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫لتسوية وتدبير منازعات الجماعات الترابية كما هو الشأن بالنسبة لكل من التحكيم والوساطة‬
‫بحكم السرعة التي تتسم بها هذه الوسائل ناهيك عن كونها غير مكلفة ‪.‬‬
‫تانيا‪ :‬دفاع الوكيل القضائي عن الجماعات أمام القضاء‬
‫يتولى الوكيل القضائي للجماعات الترابية الدفاع عن الجماعات أمام مختلف محاكم المملكة‬
‫مدعية كانت أو مدعي عليها وفي مختلف النزاعات و ذلك عن طريق آليتين مختلفتين ‪:‬‬
‫عن طريق اإلدخال الوجوبي في الدعوى كلما كانت الدعوى أو المنازعة تستهدف مطالبة‬
‫الجماعات وهيئاتها ومؤسسات التعاون بين الجماعات ومجموعات الجماعات بأداء دين أو‬
‫تعويض او في الحالة التي يتم تكليفه من لدن هذه الجماعات الترابية بالدفاع عنها‪.‬‬
‫• فيما يخص اإلدخال الوجوبي للوكيل القضائي للجماعات الترابية ‪ :‬فما تجدر اإلشارة‬
‫إليه أن المشرع خول للوكيل القضائي للجماعات الترابية صراحة أهلية الترافع أمام‬
‫المحاكم‪ ،‬وهو ما يصد الباب أمام التأويالت التي تثار عن تنازع االختصاص بين‬
‫الجهات التي يسند لها مهمة الدفاع عن الجماعات الترابية و مما إذا كان اإلدخال‬
‫الوجوبي لهذه المؤسسة يمنح لها أهلية الدفاع و الترافع ومباشرة االجراءات المسطرية‬
‫أم أن اإلدخال هو مجرد إجراء شكلي ليس إال ‪.‬‬

‫و بقراءة القوانين التنظيمية للجماعات الترابية على التوالي (المادة ‪ 286‬من القانون‬
‫التنظيمي رقم ‪ ، 14-113‬المادة ‪ 242‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 14-111‬المادة ‪ 212‬من‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪ )14-112‬يالحظ أن إدخال الوكيل القضائي للجماعات الترابية ينحصر‬
‫في الدعاوى التي تكون فيها الجماعات الترابية مدعى عليها‪ ،‬كما أن عبارة " تستهدف مطالبة‬
‫" تحيل إلى الدعاوى التي تكون الجماعات مطلوبة فيها أي مدعى عليها مما يطرح التساؤل‬
‫حول الدعاوى التي تكون فيها الجماعات الترابية هي المبادرة إلى إقامة الدعوى خاصة في‬

‫‪29‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫الحالت التي يكون فيها موضوع الدعوى هو استرجاع األموال العمومية التابعة لها‪ ،‬أو طلب‬
‫‪49‬‬
‫تعويض عن أضرار ألحقت بها أو بممتلكاتها ‪.‬‬

‫إن المشرع رتب جزاء عدم القبول في حالة عدم إدخال الوكيل القضائي للجماعات‬
‫الترابية في جميع الدعاوى التي تستهدف مطالبة الجماعة بأداء دين أو تعويض و الدفع بعدم‬
‫القبول يتع ين إثارته في أي مرحلة من مراحل التقاضي ولو ألول مرة أمام محاكم الدرجة‬
‫الثانية وكذا ولو ألول مرة امام محكمة النقض ‪ ،‬كما يمكن إثارته تلقائيا من طرف المحكمة‬
‫كونه من النظام العام‪. 50‬‬

‫• أما في حالة تكليف الجماعات الترابية للوكيل القضائي بمهمة الدفاع عنها فإنه‬
‫وباستقراء مقتضيات القوانين التنظيمية للجماعات الترابية يالحظ أن الوكيل القضائي‬
‫للجماعات الترابية يؤهل للترافع عن الجماعات الترابية بتكليف منها ذلك أن نيابة‬
‫الوكيل القضائي للجماعات الترابية هي نيابة بمقتضى نص قانوني بحيث ال يكون في‬
‫حاجة إلى تفويض كتابي خاص عن كل مسطرة يباشرها و كل دعوى يقيمها و إنما‬
‫يكفي بالحصول على تكليف بمفهومه الواسع‪.‬‬

‫إن المقتضيات القانونية المنظمة لمهام الوكيل القضائي للجماعات الترابية و خصوصا المتعلقة‬
‫بتكليف الوكيل القضائي للجماعات الترابية وهي الدعاوى التي يتعلق بالتصريح بأداء دين أو‬
‫تعويض فقط وبالتالي فإن اقتران نيابة الوكيل القضائي للجماعات الترابية في هذا النوع من‬
‫القضايا يثير بعض االشكاالت‪.‬‬

‫كما نص المشرع في الفقرة االخيرة من المادة ‪ 268‬من القانون التنظيمي للجماعات (وباقي‬
‫النصوص االخرى في إطار القوانين التنظيمية للجماعات الترابية ) على إمكانية ابرام‬
‫االتفاقيات في الحالة التي يشترط فيها التكليف‪ ،‬وبالتالي فإن صالحية الترافع و الدفاع من‬
‫طرف الوكيل القضائي للجماعات الترابية غير مرتبطة بإبرام هذه االتفاقيات في حالة اإلدخال‬
‫‪- 49‬المادة ‪ 49‬من قانون المسطرة المدنية‬
‫‪- 50‬لحسن بن زايد‪ ،‬مرجع سابق ص ‪69‬‬

‫‪30‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫الوجوبي ‪51‬و لتفصيل هذه المقتضيات القانونية تم وضع اتفاقية (في إطار القانون المنسوخ رقم‬
‫‪) 45.08‬شراكة إطار بين وزارة الداخلية من جهة و بين الجماعة المحلية المعنية من جهة‬
‫أخرى تتعلق بالمساعدة القضائية و تتضمن هذه االتفاقية مقتضيات تنظم عالقة التعاون ما بين‬
‫الطرفين و تحدد التزاماتهما في هذا المجال وتقضي هذه االتفاقية االطار أن تفوض الجماعة‬
‫‪52‬‬
‫المحلية أو مجموعاتها للمساعد القضائي صالحية التصرف لحسابها في المساطر القضائية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االستعانة بخدمات محام‬

‫إن ال مشرع المغربي لم يجعل مهمة الدفاع عن الجماعات الترابية حكرا على الوكيل القضائي‬
‫ذلك ان هذا االخير يمكنه استعانة بخدمات محام قصد الدفاع عن الجماعات الترابية ‪ ،‬فال شيء‬
‫يمنع أشخاص القانون العام من اللجوء إلى خدمات المحامين بقصد تولي الدفاع عن مصالح‬
‫الشخص العام أمام القضاء‪ ،‬و أشخاص القانون العام تلجأ إلى تنصيب محام ليتولى الدفاع عنها‬
‫‪53‬‬
‫أمام القضاء كلما قدرت أن المحامي هو األنسب للقيام بهذه المهمة‬

‫‪ ،‬نجده نص في المادة‬ ‫‪54‬‬


‫وهكذا بالرجوع إلى القانون رقم ‪ 28.08‬المنظم لمهنة المحاماة‬
‫‪ 31‬منه على أنه " ال يسوغ أن يمثل االشخاص الذاتيون و المعنويون و المؤسسات العمومية و‬
‫شبه العمومية و الشركات أو يؤازروا أمام القضاء إال بواسطة محام‪ ،‬ما عدا إذا تعلق االمر‬
‫بالدولة و اإلدارات العمومية ‪ .‬تكون نيابة المحامي أمرا اختياريا" ‪ ،‬يتضح من مقتضيات هذه‬
‫المادة أنها لم تعفي بصفة صريحة الجماعات الترابية من مؤازرة المحامي غير ملزمة‬
‫بتنصيب محام للدفاع عنها‪ ،‬بيد أن القانون المحدث للمحاكم االدارية حد من هذا المقتضى‬
‫بالتنصيص في المادة ‪ 3‬منه على أن الدعوى المقدمة أمام هذه المحاكم ترفع بواسطة مقال‬

‫‪ - 51‬يونس ابالغ‪ :‬مرجع سابق ص ‪32‬‬


‫‪ - 52‬محم باهي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪71‬‬
‫‪ - 53‬عبد الكبير العلوي الصوصي ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪26‬‬
‫‪- 54‬جريدة رسمية عدد ‪ 5680‬بتاريخ ‪ 6‬نونبر ‪2008‬‬

‫‪31‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫‪ ،‬كما و أن هذا االعفاء ال‬ ‫‪55‬‬


‫مكتوب يوقعه محام مسجل في جدول هيئة المحامين بالمغرب‬
‫يشمل جميع درجات التقاضي فالجماعات الترابية غير منصوص على اعفاءها طالبة أو‬
‫مطلوبة أمام محكمة النقض طبقا للفصل ‪ 354‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫لكن هل يمكن القول أن القوانين ال تنظيمية للجماعات الترابية المتعلقة بالوكيل القضائي‬
‫عدلت جزئيا المادة ‪ 31‬من قانون المحاماة فيما يتعلق بالجماعات ؟ و كذلك جعلت إلزامية‬
‫توقيع مقاالتها من طرفهم تطبيق للمادة الثالثة من القانون ‪ 41/90‬ال تنطبق على الجماعات‬
‫الترابية ؟‬
‫و الواقع أن التمعن في المواد المنظمة للوكيل القضائي للجماعات الترابية و مقتضيات‬
‫المادة ‪ 31‬من قانون المحاماة لم تمنح احتكار الدفاع عن الجماعات الترابية للوكيل القضائي‬
‫للجماعات الترابية ‪ ،‬و إنما تبني اتجاها و سطا إ‪،‬ذ نص على الزامية ادخاله في المسطرة كلما‬
‫كانت الدعوى تستهدف مطالبة الجماعات بأداء دين أو تعويض و خول له صراحة مهمة‬
‫‪56‬‬
‫الدفاع و في نفس الوقت ترك المجال للجماعات لالستعانة بخدمات المحامين ‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫‪ - 55‬ادريس قاسمي ‪ ،‬خالد المتر ‪ ،‬المحاكم اإلدارية إلغاء القرارات االدارية – دعوى التعويض – الطعون الضريبية‪ ،‬االنتخابية‪ ،‬المعاشية ‪ ،‬مطبعة‬
‫النجاح الجديدة طبعة ‪ 1998- 4‬ص ‪42‬‬
‫‪ - 56‬لحسن بن زايد ‪ :‬مرجع سابق ص ‪73‬‬

‫‪32‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫خالصة القول يصبح من المشروع لنا التأكيد على كون المشرع المغربي ومن خالل‬
‫الترسانة القانونية التي سنها استطاع توفير ارضية قانونية تمكن الجماعات الترابية‬
‫ككيان تنظيمي يسعى الى تكريس الالمركزية الترابية في البالد من تدبير وتسوية‬
‫المنازعات المتعلقة بها على نحو يحقق لها حماية مصالحها ‪.‬‬

‫الئحة المراجع المعتمدة‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫القوانين‪:‬‬

‫ظهير شريف رقم ‪ ،1.11.91‬صادر في ‪ 27‬من شعبان ‪ 1432‬موافق ل‪29‬يوليوز‬ ‫➢‬


‫‪ ،2011‬بتنفيذ نص الدستور المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪.5964‬‬
‫شريف ‪ 1.15.85‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7(1436‬يوليوز ‪)2015‬بتنفيذ القانون‬ ‫➢‬
‫التنظيمي رقم ‪113.14‬المتعلق بالجماعات ‪ ،‬الجريدة الرسمية ع ‪ 6380‬بتاريخ ‪6‬شوال‬
‫‪23(1436‬يوليوز ‪.)2015‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 1.15.84‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪7(1436‬يوليوز‪)2015‬بتنفيذ‬ ‫➢‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واالقاليم ‪ ،‬الجريدة الرسمية ع‬
‫‪6380‬بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪23(1436‬يوليوز‪)2015‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 1.15.83‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪7(1436‬يوليوز ‪)2015‬بتنفيذ‬ ‫➢‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪111.14‬المتعلق بالجهات ‪ ،‬الجريدة الرسمية ع ‪6380‬بتاريخ‬
‫‪6‬شوال ‪23(1436‬يوليوز ‪)2015‬‬
‫ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.74.447‬بتاريخ المسطرة المدنية الجريدة الرسمية‬ ‫➢‬
‫عدد ‪ 3230‬مكرر بتاريخ ‪ 13‬رمضان ‪ 30( 1394‬شتنبر ‪)1974‬‬
‫➢ القانون رقم ‪ 28.08‬المتعلق بمهنة المحاماة جريدة رسمية عدد ‪ 5680‬بتاريخ ‪ 6‬نونبر‬
‫‪208‬‬
‫➢ ظهير شريف رقم ‪ 1.02.269‬صادر في ‪ 25‬من رجب ‪ 3( 1423‬أكتوبر ‪)2002‬‬
‫بتنفيذ القانون رقم ‪ 79.00‬المتعلق بتنظيم الجامعات و االقاليم‬
‫➢ الظهير الشريف رقم ‪ 1.76.583‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪ 1976‬بمثابة قانون يتعلق بالتنظيم‬
‫الجماعي الجريدة الرسمية عد ‪ 3335‬بتاريخ ‪ 1‬أكتوبر ‪ 1976‬ص ‪3030‬‬

‫الكتب‪:‬‬

‫➢ مليكة الصروخ‪ :‬القانون اإلداري ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬ط‪ 6‬نونبر‪ ، 2016‬الشركة المغربية‬
‫لتوزيع الكتاب‪ ،‬ص‪.585‬‬
‫➢ كريم الحرش ‪ ،‬الدستور الجديد للمملكة المغربية " شرح وتحليل" الطبعة الثانية ‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ‪ ،‬السنة ‪ ،2016‬ص ‪.262‬‬

‫‪34‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫➢ جواد امهمول‪ ،‬المسطرة المدنية ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ‪ ،‬الطبعة االولى‬
‫‪2018‬‬
‫➢ عبد الكبير العلوي الصوصي ‪ ،‬الوجيز في تمثيل أشخاص القانون العام و الدفاع عنهم‬
‫أمام القضاء ‪ ،‬دون ذكر الطبعة دون دكر المطبعة‬
‫➢ أحمد سنيهجي ‪ ،‬الوجيز في التنظيم االداري‪ ،‬دون ذكر المطبعة‪ ،‬الطبعة االولى‬
‫➢ عبد الواحد القريشي التنظيم االداري المغربي وفق مستجدات الميثاق الوطني لالتمركز‬
‫االداري مطبعة االمنية الرباط‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪2019‬‬
‫➢ ادريس قاسمي ‪ ،‬خالد الميير ‪ ،‬المحاكم االدارية الغاء القرارات االدارية دعوى‬
‫التعويض ‪ ،‬الطعون الضريبية االنتخابية المعاشة ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة طبعة ‪1419‬‬
‫– ‪1998‬‬

‫الرسائل واالطروحات‪:‬‬

‫➢ عبد القادر هرهاري‪ :‬رقابة القضاء اإلداري على الجماعات الترابية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر‪ ،‬جامعة المولى إسماعيل‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫مكناس‪. 2017-2016،‬‬
‫➢ لحسن بن زايد‪ :‬اإلجراءات الشكلية و المسطرية الخاصة في المنازعات القضائية‬
‫المتعلقة بالجماعات‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام ‪ ،‬جامعة القاضي‬
‫عياض كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مراكش ‪.‬‬

‫المقاالت‪:‬‬

‫➢ يونس ابالغ‪ :‬الوكيل القضائي للجماعات الترابية‪ ،‬مقال منشور في مجلة القانون و‬
‫االعمال ‪ ،‬العد السابع ‪2016‬‬
‫➢ محمد باهي ‪ :‬دراسات و تعاليق على بعض منازعات القضاء االداري المغربي‪ ،‬المجلة‬
‫المغربية لإلدارة المحلية والتنمية سلسلة مؤلفات و أعمال جامعية ‪2017‬‬

‫‪35‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫➢ الزكراوي محمد ‪ :‬مؤسسة االعمال ‪ ،‬العد ‪2016 13‬‬

‫قرارات دوريات و مناشير ‪:‬‬

‫➢ قرار وزير الداخلية رقم ‪ 03‬بتاريخ ‪ 13‬مارس ‪ 2009‬يتعلق بالمساعد‬


‫القضائي للجماعات المحلية الدليل القانوني للجماعات المحلية ‪ ،‬منشورات‬
‫وزارة الداخلية الجريدة الرسمية لجماعات المحلية ص ‪459‬‬
‫➢ منشور الوزير االول عدد ‪ 2002/4‬بتاريخ ‪ 27‬مارس ‪ 2002‬موجه إلى‬
‫السيدة الوزيرة و السادة الوزراء و كتاب الدولة حول مقاضاة الوزارات‬
‫والجماعات المحلية و المؤسسات العمومية فيما بينها أمام المحاكم‬
‫➢ دورية وزير الداخلية عدد ‪ D3885‬بتاريخ ‪ 26‬ابريل ‪ 2010‬موجه إلى الوالة‬
‫و عمال عماالت المقاطعات بالمملكة بشأن تفعيل مقتضيات المادة ‪ 48‬من‬
‫القانون رقم ‪ 78.00‬المتعلق بالميثاق الجماعي كما تم تغيره و تتميمه بالقانون‬
‫رقم ‪17.08‬‬

‫➢ قرار لوزير الداخلية رقم ‪ 1555.20‬صادر في ‪ 25‬من شوال‬


‫‪17(1441‬يونيو ‪ )2020‬يقضي بتعيين الوكيل القضائي للجماعات الترابية ‪.‬‬

‫التصميم‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫المبحث األول‪ :‬المنازعات المتعلقة بالجماعات الترابية(التأصيل القانوني‬


‫والدعاوى)‬
‫المطلب االول‪ :‬اإلطار القانوني لمنازعات الجماعات الترابية‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬التأصيل الدستوري للمنازعات المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تأطير القوانين التنظيمية للجماعات الترابية للمنازعات المتعلقة‬
‫بهذه الجماعات‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬موضوع الدعاوى المرفوعة ضد الجماعات الترابية‬
‫الفقرة االولى‪ :‬دعوى االلغاء‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬دعوى التعويض‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تمثيل الجماعات الترابية و الدفاع عنها‬

‫المطلب األول ‪ :‬تمثيل الجماعات الترابية أمام القضاء‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬اإلطار القانوني العام لتمثيل الجماعات الترابية أمام القضاء‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬اإلطار القانوني الخاص لتمثيل الجماعات الترابية أمام القضاء‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الدفاع عن الجماعة أمام القضاء‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المركز القانوني للوكيل القضائي للجماعات الترابية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االستعانة بخدمات محام‬

‫خاتمة‬
‫الئحة المراجع المعتمدة‬

‫‪37‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية للمنازعات القضائية‬

‫‪38‬‬

You might also like