You are on page 1of 72

‫جامعة الجياللي بونعامة‪-‬خميس مليانة‪-‬‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬

‫قسم الحقوق‪-‬ماستر‬

‫مـــــــــــطبــــوعـــــــــــــة بـعـــــنـــــوان‪:‬‬
‫"محاضرات في قانون البلدية"‬

‫ألقيت على طلبة السنة األولى ماستر‪ -‬تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية‬

‫من إعداد الدكتور‪ :‬طيبون حكيم‬

‫السنة الجامعية ‪2022/2021‬‬


‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫لغرض تسيير الشؤون العمومية و تحقيق‬ ‫تبني الدول الحديثة أساسها من أجل ممارسة وظائفها‬
‫التنمية في جميع مجاالت الحياة‪ ،‬االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬و الثقافية و غيرها‪ ،‬على مبادئ التنظيم‬
‫اإلداري‪ .‬و لعل أهم مبدأ تقوم عليه لتحقيق ذلك الغرض‪ ،‬هو "مبدأ الالمركزية اإلدارية"‪ .‬إن هذا المبدأ‬
‫بأبعاده المختلفة‪ ،‬أصبح تطبيقه في وقتنا الحالي‪ ،‬أكثر من ضرورة من أجل تسيير الشؤون العمومية‬
‫لتحقيق التن مية الشاملة في جميع المجاالت‪ ،‬و تلبية حاجيات األفراد‪ ،‬و منه تحقيق المصلحة العامة‪.‬‬

‫و في هذا السياق‪ ،‬فإن النظام اإلداري الجزائري لم يكن بمنأى عن مواكبة هذه التطورات الحاصلة‬
‫في األنظمة القانونية المقارنة‪،‬إذ تبنى نظام الالمركزية اإلدارية كأسلوب لتسيير الجماعات المحلية‬
‫بالجماعات‬ ‫في الجزائر)الوالية ‪ ،‬البلدية( منذ االستقالل‪ .‬إذا اهتمت كل دساتير الدولة الجزائرية‬
‫المحلية للدولة ‪ ،‬و قامت بتحديدها‪ ،‬حيث تتمثل الجماعات المحلية للدولة في البلدية و الوالية‪.‬‬
‫و في هذا اإلطار‪ ،‬نصت الفقرة األولى من المادة ‪ 17‬من دستور الجزائر لسنة ‪ ،2020‬على ما يلي‪:‬‬
‫" الجماعات المحلية للدولة هي البلدية و الوالية"‪.1‬‬

‫إن البلدية كهيئة إدارية المرك زية‪ ،‬تعتبر هي الجماعة اإلدارية القاعدية للدولة ‪ ،‬التي توكل إليها‬
‫تسيير الشؤون العمومية المحلية لمواطنيها‪ .‬و نظ ار ألهميتها فقد منح لها المشرع الشخصية المعنوية‪،‬‬
‫من أجل منحها الحرية في التسيير و االستقالل اإلداري تحت رقابة الدولة‪ .‬كما أوجب المشرع‬
‫و هذا ما نصت عليه الفقرة الثالثة من المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪،10-11‬‬ ‫استحداثها بقانون ‪،‬‬
‫المتضمن قانون البلدية‪.2‬‬

‫و تبعا لذلك‪ ،‬فإن إحداث البلدية و اختصاصاتها بموجب القانون‪ ،‬يدفعنا إلى الحديث على قانون‬
‫البلدية‪ .‬إن هذا األخير هو الذي يحكم البلدية و يحدد نظامها القانوني من حيث تنظيمها و نشاطها ‪،‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 17‬من دستور الجزائر لسنة ‪ (2020‬الصادر في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2020‬ج ر رقم ‪ 82‬المؤرخة في ‪30‬‬
‫ديسمبر ‪ ،2020‬ص ‪.)4‬‬
‫‪ 2‬راجع المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 10- 11‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ 2011‬المتضمن قانون البلدية (الصادر بموجب ج ر‬
‫رقم ‪ 37‬المؤرخة في ‪ 3‬يوليو ‪ ،2011‬ص ‪ ،)4‬المعدل و المتمم باألمر رقم ‪ ،13- 21‬المؤرخ في ‪ 31‬أوت ‪،2021‬‬
‫(الصادر بموجب ج ر رقم ‪ 67‬المؤرخ في ‪ 31‬أوت ‪ ،2021‬ص ‪.)5‬‬

‫‪1‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫و الرقابة عليها‪ .1‬و من هنا تظهر أهمية دراسة مقياس قانون البلدية‪ .‬يعتبر هذا المقياس هام جدا‬
‫لطلبة الماستر ‪ ،1‬تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية‪ .‬إذ يشكل وحدة تعليمية أساسية‪.‬‬
‫و يسمح هذا المقياس لطلبة للتعرف على النظام القانوني للبلدية‪ ،‬من حيث تنظيميها والهيئات‬
‫و المصالح التي تتشكل منها‪ ،‬و كذلك على مجال اختصاص البلدية و صالحياتها( نشاط البلدية)‪.‬‬
‫و كذلك‪ ،‬الرقابة عليها‪.‬‬

‫و على هذا األساس يتم تقسي م دراسة محاضرات مقياس قانون البلدية‪ ،‬إلى أربع محاور‬
‫رئيسية هي‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي و التاريخي للبلدية ‪:‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬هيئات البلدية و مصالحها‬
‫المحور الثالث‪ :‬نشاط البلدية و مهامها‬
‫المحور الرابع ‪ :‬الرقابة على البلدية‬

‫‪ 1‬يعتبر القانون رقم ‪ 10-11‬المتضمن قانون البلدية‪ ،‬المعدل و المتمم هو القانون الساري حاليا الذي يحكم البلدية‪.‬‬
‫الجدير بالذكر‪ ،‬أن نشاط البلدية يخضع أيضا مجموعة من النصوص القانونية كقانون الصفقات العمومية‪ ،‬قانون‬
‫الوظيفة العمومية‪ ،‬قانون المحاسبة العمومية و غيرها من النصوص‪ .‬للمزيد من التفصيل حول هذه المسألة‪ ،‬اطلع على‬
‫تأشيرات قانون البلدية رقم ‪.10- 11‬‬
‫‪2‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫المحور األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي و التاريخي للبلدية‪:‬‬


‫يلعب الجانب المفاهيمي و التاريخي دو ار هاما في معرفة أبعاد و خلفيات وضع النظام القانوني‬
‫للبلدية الحالي و المنظم بواسطة القانون رقم ‪ .10-11‬و لذلك وجب التطرق إلى مفهوم البلدية في‬
‫المبحث األول‪ ،‬و تطور نظام البلدية في المبحث الثاني‪ ،‬و هذا على النحو التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم البلدية‪:‬‬

‫لقد اهتمت الدساتير و النصوص القانونية بالبلدية منذ االستقالل‪ ،‬و قامت بإعطاء تعريف لها‬
‫على مختلف هذه التعاريف( المطلب األول)‪ ،‬ثم إبراز أهم‬ ‫لذلك سوف يتم تسليط على الضوء‬
‫الخصائص التي تتمتع بها البلدية ( المطلب الثاني)‪ ،‬فيما يلي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف البلدية‪:‬‬

‫سوف سيتم تناول تعريف البلدية في مختلف الدساتير (أوال)‪ ،‬ثم في مختلف قوانين البلدية التي‬
‫عرفتها الجزائر(ثانيا)‪:‬‬

‫أوال‪ -‬البلدية في الدساتير الجزائرية‪:‬‬

‫لقد تعرضت جميع الدساتير الجزائرية‪ ،‬إلى البلدية كجماعة إقليمية المركزية للدولة‪ ،‬بداية من‬
‫دستور الجزائر لسنة ‪ 1963‬إلى دستور الجزائر ‪ ،2020‬و هذا ما سيتم تبيانه فيما يلي‪:‬‬

‫*البلدية في دستور سنة ‪ :1963‬لقد اعتبر دستور الجزائر الصادر في ‪ 10‬سبتمبر ‪ ،1963‬في‬
‫المادة ‪ 9‬منه‪ ،‬على أن الدولة تتشكل من مجموعات إدارية‪ ،‬يحدد القانون مداها و اختصاصاتها‪.‬‬
‫و اعتبر أن البلدية هي الجماعة اإلقليمية اإلدارية االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬القاعدية للدولة‪.1‬‬

‫* البلدية في دستور سنة ‪ :1976‬لقد اهتم دستور ‪ 19‬نوفمبر ‪ ،1976‬اهتماما كبي ار بالبلدية‪،‬‬
‫حيث اعتبرها مجموعة إقليمية للدولة إلى جانب الوالية‪ ،‬و اهتم بالمبادئ التي تحكم البلدية‪ ،‬و التي‬
‫على رأسها مبدأ الالمركزية‪ ،‬كما قام بتعريف المجلس الشعبي المنتخب‪ ،‬و قام كذلك‪ ،‬بإعطاء تعريف‬
‫للبلدية‪ ،‬و ذلك في الفقرة الثانية من المادة ‪ 36‬منه‪ ،‬و التي نصت على ما يلي‪ " :‬البلدية هي‬

‫راجع نص المادة ‪ 9‬من دستور الجزائر الصادر في ‪10‬سبتمبر ‪ ( 1963‬ج ر الصادرة في‪ 10‬سبتمبر ‪ ،1963‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.)887‬‬
‫‪3‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫المجمــوعة اإلقليـمـية السياسية و اإلدارية و االقتصادية و االجتماعية و الثقافية في القاعدة"‪.1‬‬

‫لقد عرفت الجزائر مرحلة جديدة بعد دستور ‪ 23‬فيفري ‪،1989‬‬ ‫* البلدية في دستور ‪:1989‬‬
‫و تميزت هذه المرحلة‬ ‫أحدثت القطيعة مع النظام االشتراكي السائد سابقا ونظام الحزب الواحد‪.‬‬
‫بانفتاح سياسي و مجالس منتخبة مبنية على أساس التعددية الحزبية‪ .‬و في هذا الصدد‪ ،‬اهتم دستور‬
‫‪ 1989‬بالبلدية‪ ،‬و اعتبرها جماعة إقليمية قاعدية للدولة‪ ،‬و هذا في المادة ‪ 15‬منه‪.2‬‬

‫* البلدية في دستور ‪ :1996‬لم يختلف دستور الجزائر لسنة ‪ ،1996‬المعدل و المتمم‪ ،3‬عن دستور‬
‫‪ ،1989‬و اهتم هو اآلخر بالبلدية و اعتبرها جماعة إقليمية قاعدية للدولة‪ ،‬حسب المادة ‪ 16‬منه‪.‬‬

‫*البلدية في دستور ‪ :2020‬لقد نصت المادة ‪ 17‬من دستور الجزائر لسنة ‪ ،2020‬على ما يلي‪:‬‬
‫" الجماعات المحلية للدولة هي البلدية و الوالية‪ .‬البلدية هي الجماعة القاعدية"‪ ،‬و هو ما يفهم من‬
‫خالله أن البلدية هي جماعة محلية القاعدية للدولة"‪ .‬تجب اإلشارة‪ ،‬أن المؤسس الدستوري استعمل‬
‫اصطالح جديد هو "الجماعات المحلية" عوض اصطالح "الجماعات اإلقليمية" الذي سبق أن استعمله‬
‫في الدساتير السابقة الذكر‪ ،‬و هو الذي نراه أنه ال يعدو سوى تسمية مرادفة الصطالح "الجماعات‬
‫اإلقليمية"ـ ال تترتب عليه أي آثار قانونية‪.‬‬

‫لقد اهتمت كل قوانين البلدية منذ االستقالل بتعريف‬ ‫ثانيا‪ -‬تعريف البلدية في قوانين البلدية‪:‬‬
‫البلدية‪ ،‬و هو ما سيتم التطرق له فيما يلي‪:‬‬

‫* تعريف البلدية في قانون البلدية لسنة ‪: 1967‬‬

‫عرفت البلدية في الفقرة األولى من المادة ‪ 01‬من األمر رقم ‪ ،24 -67‬المؤرخ في ‪ 18‬جانفي‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 36‬من دستور الجزائر لسنة ‪ 1976‬الصادر بموجب األمر رقم ‪ ،97-76‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر‬
‫‪( ، 1976‬ج ر‪ ،‬رقم ‪ ،94‬المؤرخة في ‪ 24‬نوفمبر ‪ ،1976‬ص ‪.)1292‬‬
‫‪ 2‬نصت المادة ‪ 15‬من دستور الجزائر ‪ (1989‬الصادر في‪ 23‬فيفري ‪ ،1989‬ج ر‪ ،‬رقم‪ 09‬المؤرخة في ‪ 1‬مارس‬
‫‪ ،1989‬ص‪ ) 234‬على ما يلي‪ " :‬الجماعات اإلقليمية للدولة‪ ،‬هي البلدية و الوالية‪ .‬البلدية هي الجماعة القاعدية"‪.‬‬
‫راجع المادة ‪ 16‬من دستور الجزائر لسنة ‪ ،1996‬الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 438- 96‬المؤرخ في ‪7‬‬ ‫‪3‬‬

‫ديسمبر ‪ ( 1996‬ج ر رقم ‪ 76‬المؤرخة ‪ 8‬ديسمبر ‪)1996‬؛ المعدل و المتمم‪ ،‬بالقانون رقم ‪ ،03-02‬المؤرخ في ‪10‬‬
‫أفريل ‪( ،2002‬ج ر رقم ‪ 25‬المؤرخة في ‪ 14‬أفريل ‪ ،)2002‬و بالقانون رقم ‪ ،19- 08‬المؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر‬
‫‪ ( ،2008‬ج ر رقم ‪ ،63‬المؤرخة في ‪ 16‬نوفمبر ‪ ،)2008‬و بالقانون رقم ‪ 01-16‬المؤرخ في ‪ 6‬مارس ‪،2016‬‬
‫الذي يتضمن التعديل الدستوري ‪ ( 2016‬ج ر‪ ،‬رقم ‪ ،14‬المؤرخة في ‪ 7‬مارس ‪ ،2016‬ص ‪.)2‬‬
‫‪4‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫و التي جاء نصها فيما يلي‪ " :‬البلدية هي الجماعة اإلقليمية‬ ‫‪ 1967‬الذي يتضمن القانون البلدي‪،1‬‬
‫السياسية و اإلدارية و االقتصادية و االجتماعية و الثقافية األساسية"‪ .‬ما يالحظ من خالل هذا‬
‫التعريف هو أنه جاء واسعا‪ ،‬و شامال‪ ،‬و يعبر عن التوجه الذي كان سائدا آنذاك‪ ،‬و هو التوجه‬
‫االشتراكي كخيار سياسي و اقتصادي و اجتماعي و ثقافي في إطار الحزب الواحد‪ ،‬حيث كانت‬
‫البلدية تتمتع بصالحيات واسعة و كانت تعتبر البلدية أداة أساسية لممارسة التوجه االشتراكي‪.‬‬

‫* تعريف البلدية في قانون البلدية لسنة ‪: 1990‬‬

‫عرفت المادة األولى من القانون رقم ‪ 08-90‬المؤرخ في ‪ 7‬أفريل ‪ ،1990‬الذي يتعلق بالبلدية ‪،‬‬
‫على أنها ‪ " :‬البلدية هي الجماعة اإلقليمية األساسية‪ ،‬و تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل‬
‫المالي‪ ،‬و تحدث بموجب قانون"‪.‬‬

‫* تعريف البلدية في قانون البلدية لسنة ‪: 2011‬‬

‫عرفت المادة األولى من القانون رقم ‪ ،10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬يناير ‪ ،2011‬الذي يتعلق‬


‫بالبلدية‪ ،‬على أنها‪ " :‬البلدية هي الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة‪ ،‬و تتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫و الذمة المالية المستقلة‪ ،‬و تحدث بموجب قانون"‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص البلدية‪:‬‬

‫من خالل التعاريف السابقة يمكن أن نستنتج أهم الخصائص التي تتمتع بها البلدية‪ ،‬و التي تميزها‬
‫عن المفاهيم المشابهة لها‪:‬‬

‫أوال‪ -‬البلدية هي الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة‪ :‬لقد اعتبرت كل الدساتير الجزائرية و قوانين‬
‫البلدية‪ ،‬البلدية هي الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة‪ ،‬و معنى ذلك أن البلدية هي الوحدة الترابية‬
‫األساسية التي يتشكل منه إقليم الدولة‪ .‬و ذلك إلى جانب الوالية التي تعتبر هي األخرى جماعة إقليمية‬
‫للدولة‪ .‬و تشكل سمة الجماعة القاعدية الخاصية التي تميز البلدية عن الوالية‪ ،‬و التي من خاللها‬
‫يتجسد مبدأ تقريب اإلدارة من المواطن‪ ،‬باعتبار أن البلدية هي الخلية اإلدارية األساسية األقرب‬
‫للمواطن‪.‬‬

‫‪ 1‬ج ر رقم ‪ 6‬المؤرخة في ‪ 18‬يناير ‪ ،1967‬ص ‪.90‬‬


‫‪5‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫ثانيا‪ -‬البلدية هي شخص معنوي عام ‪ :‬لقد منح المشرع البلدية الشخصية المعنوية ‪ ،‬و هو ما يؤدي‬
‫إلى تمتعها باالستقاللية اإلدارية ‪ ،‬و الذمة المالية المستقلة عن الدولة ‪ ،‬و هذا ما نستشفه من خالل‬
‫المادة األولى من قانون البلدية لسنة ‪ .2011‬كما نتشفه كذلك من خالل المادة ‪ 49‬من القانون المدني‬
‫التي اعتبر البلدية من األشخاص االعتبارية‪ .‬و هو ما يترتب عنه تمتع البلدية بكل اآلثار المترتبة عن‬
‫الشخصية المعنوية من قدرة على القيام بالتصرفات القانونية و اكتساب الحقوق و تحمل االلتزامات‪،‬‬
‫و االستقالل اإلداري و الذمة المالية المستقلة و موطن و ممثل قانوني و غيرها‪ .1‬و هذا ما يميز‬
‫البلدية عن المصالح غير ممركزة للدولة كالمديريات التنفيذية على مستوى الواليات‪ ،‬و كذلك الدائرة‬
‫التي تعتبر هيئة عدم تركيز إداري ال تتمتع بالشخصية المعنوية‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬البلدية هيئة المركزية إدارية إقليمية‪ :‬تعتبر البلدية هيئة ال مركزية إدارية إقليمية‪ ،‬تدير الشؤون‬
‫العمومية المحلية‪ ،‬في إطار الصالحيات التي حددها القانون‪ .‬و هو ما يميزها عن الهيئات اإلدارية‬
‫المركزية ( رئاسة الجمهورية‪ ،‬الو ازرة األولى‪ ،‬الو ازرات‪ ،‬المصالح غير ممركزة للدولة)‪ ،‬كما يميزها كذلك‬
‫عن المؤسسات العمومية التي تعتبر هيئات تمثل الالمركزية اإلدارية المرفقية‪.‬‬

‫تنشأ البلدية بموجب نص تشريعي‪ ،‬يحدد مداها و الصالحيات‬ ‫رابعا‪ -‬البلدية تحدث بموجب قانون‪:‬‬
‫التي تقوم بها في تسيير الشؤون العمومية المحلية‪ .‬و هذا ما نصت عليه المادة األولى من قانون‬
‫البلدية لسنة ‪ .2011‬و هو ما يبين المكانة الكبيرة التي تتمتع بها البلدية‪ ،‬وهذا عك س المؤسسات‬
‫العمومية التي تنشأ بموجب نص تنظيمي‪.‬‬

‫خامسا‪-‬البلدية تخضع لرقابة الدولة‪ :‬إذا كانت البلدية هي جماعة إقليمية للدولة‪ ،‬تتمتع باالستقالل‬
‫و المالي ‪ ،‬في ممارسة صالحياتها إال أن استقالليتها ليست مطلقة‪ ،‬و إنما تكون محددة‬ ‫اإلداري‬
‫في إطار احترام مبدأ المشروعية و في إطار احترام مبدأ وحدة الدولة‪ .‬و هذا ما يترتب عليه خضوع‬
‫البلدية لرقابة الدولة في إطار القانون‪ ،‬و هو ما يعرف بالوصاية اإلدارية على البلدية‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 50‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬


‫‪6‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التطور التاريخي للنظام القانوني للبلدية‪:‬‬

‫يعد الحديث عن التطور التاريخي للنظام القانوني للبلدية هام جدا‪ ،‬ألنه يسمح لنا بمعرفة المراحل‬
‫التي مر بها نظام البلدية عبر مختلف الفترات التي مرت بها الجزائر‪ .‬و لتسليط الضوء على ذلك‪،‬‬
‫سوف يتم التطرق إلى نظام البلدية في الفترة االستعمارية(المطلب األول)‪ ،‬ثم نظام البلدية بعد‬
‫االستقالل إلى يومنا هذا ( المطلب الثاني)‪ ،‬و هذا فيما يلي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نظام البلدية في الفترة االستعمارية( ‪:)1962-1830‬‬

‫بأنها كانت وسيلة لبسط نفوذ االستعمار‬ ‫تميزت البلدية إبان االستعمار الفرنسي للجزائر‪،‬‬
‫و توسيعه و تعزيز تواجده عبر كافة التراب الوطني من جهة‪ ،‬و وسيلة لخدمة اإلدارة و األقلية‬
‫األوروبية من جهة أخرى‪ .‬حيث لم تهتم إطالقا بخدمة هموم و مشاكل الجزائريين آنذاك‪ .‬و قد‬
‫في هذه الفترة لمجموعة من النصوص القانونية‪ ،‬اختلف شكلها و طبيعتها حسب كل‬ ‫خضعت البلدية‬
‫مرحلة‪ ،‬و في هذا الصدد‪ ،‬عرفت البلدية عدة أشكال و صور‪.‬‬

‫و كان أولها ظهور نوع م ن الهيئات اإلدارية المحلية في سنة ‪ ،1844‬و هو كان ما يسمى‬
‫بـ‪":‬المكاتب العربية" (‪)bureaux arabs‬؛ و التي تميزت بأنها هياكل تشبه البلدية‪ ،‬و كانت تدار‬
‫من طرف ضباط جيش االستعمار‪ ،‬هدفها محاولة إخضاع الجزائريين لالستعمار‪ ،‬و السيطرة‬
‫عليهم‪ ،‬و كذلك تقوية االستعمار و توسيعه و تعزيز انتشاره‪ .‬و بعد سنة ‪ ،1868‬ظهرت أصناف من‬
‫البلديات تختلف طبيعتها حسب األوضاع و المناطق‪ ،‬لخصت التنظيم البلدي المحلي الذي كان سائدا‬
‫في فترة االستعمار‪ ،‬و تتمثل هذه األصناف الثالثة في‪:‬‬

‫انتشرت هذه البلديات في المناطق التي كان يعيش فيها الجزائريين‬ ‫أوال‪ -‬البلديات المختلطة‪:‬‬
‫( األهالي) بكثرة‪ ،‬السيما في القسم الشمالي من إقليم ا لجزائر‪ ،‬ظهرت ابتداء من سنة ‪ ،1868‬كانت‬
‫تتشكل من دواوير بلديات و مراكز التعمير‪ .1‬و كانت هذه البلديات تدار من طرف موظف من اإلدارة‬
‫الفرنسية يسمى متصرف المصالح المدنية ‪ ،‬و لجنة بلدية يرأسها المتصرف مشكلة من أعضاء‬
‫أوروبيين منتخبين و من أعضاء جزائريين معينين من السلطة الفرنسية لم يسمح بانتخابهم جزئيا إال‬

‫‪ 1‬راجع بيان أسباب األمر رقم ‪ 24-67‬المؤرخ في ‪18‬يناير ‪ ،1967‬الذي يتضمن القانون البلدي‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪7‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫بعد صدور مرسوم ‪ 8‬فيفري ‪ 11919‬الذي أصبح يطبق على هذه البلديات‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬البلديات ذات التصرف العام( ذات الصالحيات الكاملة)‪ :‬كانت هذه البلديات منتشرة في‬
‫المناطق التي يقطن فيها المستوطنون األوروبييون‪ ،‬السيما في المدن الكبرى و المناطق الساحلية‪.2‬‬
‫و كانت تطبق أحكامه سارية على األقلية األوروبية فقط‪ .‬و بالنسبة محدودة جدا بالنسبة للجزائريين‪.‬‬
‫و في هذا الصدد‪ ،‬كانت هذه البلديات خاضعة كلية ألحكام القانون البلدي الفرنسي الصادر في ‪5‬‬
‫أفريل ‪ . 1884‬حيث كانت البلدية تتشكل من هيئتين رئيس البلدية‪ ،‬و مجلس بلدي‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬البلديات األهلية‪ :‬كا ن هذا الصنف من البلديات منتش ار في المناطق العسكرية المتواجدة في‬
‫الصحراء‪ ،‬تسير من قبل ضباط الجيش الفرنسي‪ .‬بمساعدة أهالي تلك المناطق‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نظام البلدية بعد االستقالل‪:‬‬

‫لقد مر نظام البلدية بعد االستقالل بمجموعة من التطورات عكست المراحل الهامة التي مرت بها‬
‫الجزائر‪ ،‬و التي بدأت بالمرحلة االنتقالية من ‪ (1967-1962‬أوال)ثم مرحلة قانون البلدية لسنة‬
‫‪ ( 1967‬ثانيا)‪ ،‬و بعدها مرحلة قانون البلدية لسنة ‪ ( 1990‬ثالثا) و بعدها قانون البلدية لسنة ‪2011‬‬
‫(رابعا)‪ ،‬و هو ما سيتم تناوله على النحو التالي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬البلدية في المرحلة االنتقالية ( ‪:)1967-1962‬‬

‫عرفت الجزائر غداة االستقالل فراغا مؤسساتيا و تشريعيا و بشريا رهيبا في جميع المجاالت‪ ،‬وهو‬
‫ما عرفته البلديات كذلك آنذاك مثل بقية المؤسسات‪ ،‬نتيجة هجرة موظفي البلديات األوروبيين‪ ،‬و هو‬
‫ما خلق أزمة خطيرة للبلديات الموروثة من االستعمار ‪ ،‬حيث أصبحت أكثر من ‪ 1500‬بلدية آنذاك‬
‫مشلولة عن العمل نتيجة الظروف الصعبة التي كانت تعشيها‪ ،‬السيما من الناحية التقنية‪ ،‬و من‬
‫الناحية المالية‪ .‬و من أجل تحقيق مبدأ استم اررية المرفق العمومي‪ ،‬قامت الدولة بإنشاء لجان خاصة‬
‫تتولى مهمة تسيير الشؤون البلدية ‪ ،‬يرأسها رئيس يتولى وظيفة رئيس البلدية ‪.‬‬

‫كما قامت ببعض اإلصالحات‪ ،‬من خاللها قلصت الدولة الفتية آنذاك‪ ،‬عدد البلديات من ‪1535‬‬
‫إلى ‪ 676‬بلدية‪ ،‬و قامت بإعادة تجميعها ‪ ،‬و ذلك بموجب المرسوم رقم ‪ 189-63‬المؤرخ في ‪16‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.90‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬راجع محمد صغير بعلي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2002 ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪8‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫كما حاولت تكييف التنظيم البلدي مع‬ ‫ماي ‪ 1963‬المتضمن إعادة التنظيم اإلقليمي للبلديات‪.‬‬
‫اإليديولوجية االشتراكية التي تبنتها آنذاك‪ ،‬من أجل بعث التنمية االقتصادية و االجتماعية للبلديات‬
‫عن طريق مشاريع التسيير الذاتي القائمة آنذاك‪ .‬و تم ذلك من خالل إنشاء لجان مساعدة للبلديات‬
‫تتمثل في لجنة التدخل االقتصادي و االجتماعي (‪ ،) C.I.E.S‬و المجلس البلدي لتنشيط القطاع‬
‫االشتراكي( ‪ . 1) C.C.A.S.S‬غير أن هذه اإلصالحات باءت بالفشل‪ ،‬نتيجة التسرع في وضعها‪،‬‬
‫و كذلك نقص خبرة التقنية و الفنية للموظفين الذين تم تنصيبهم‪ .‬كما أن عدم تنصيب اللجان المذكورة‬
‫سالفا في الكثير من المناطق جعل من تحقيق أهدافها حب ار على ورق‪ .‬و هو ما دفع إلى التريث‬
‫و التفكير في ضرورة تأسيس قانون بلدية‪.‬‬

‫إن مرحلة التفكير في إنشاء قانون البلدية ذو صبغة اشتراكية في ظل الحزب الواحد‪ ،‬جاءت كان‬
‫ضرورة حتمية من أجل مواكبة الفلسفة اإليديولوجية للدولة الفتية آنذاك‪ ،‬القائمة على االشتراكية كخيار‬
‫و ثقافي للدولة‪ ،‬ليحل محل التنظيم القانوني البلدي الموروث من‬ ‫سياسي و اقتصادي و اجتماعي‬
‫االستعمار الذي كان ليبرالي التوجه‪ . 2‬و هو ما بدأت الدساتير و المواثيق الصادر آنذاك الحديث عنه‪.‬‬
‫و دستور الجزائر لسنة ‪ ،1963‬و ميثاق الجزائر لسنة ‪،1964‬‬ ‫بدءا من ميثاق طرابلس ‪،1962‬‬
‫و أخي ار ميثاق البلدية لسنة ‪ .1966‬و قد بدأت هذه الفكرة بالتبلور‪ ،‬و تم طرح مشروع قانون البلدية‬
‫بقوة من طرف المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير‪ ،‬السيما بعد التغيير السياسي الحاصل في سنة‬
‫‪ .1965‬و قد عرف هذا المشروع حملة شعبية من أجل شرحه و إثرائه‪ .3‬ليتم بعدها إق ارره من طرف‬
‫مجلس الثورة سنة ‪ ،1967‬ليصدر بموجب األمر رقم ‪ ،24-67‬السالف الذكر‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬البلدية في قانون البلدية لسنة ‪:1967‬‬

‫لقد صدر قانون البلدية لسنة ‪ 1967‬بموجب األمر رقم ‪ ،24-67‬السالف الذكر‪ ،‬و قد تميز هذا‬
‫القانون بأنه يستمد سماته األساسية من نموذجين‪ :‬النموذج اليوغسالفي‪ ،‬و كذا النموذج الفرنسي‪.‬‬
‫فبالنسبة للنموذح اليوغسالفي فقد استمد منه بعض المبادئ الرئيسية ‪ ،‬السيما تلك التي ترتبط بتكريس‬

‫‪ 1‬راجع أحمد محيو‪ ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر العاصمة‪ ،2005 ،‬ص‬
‫‪ 177‬و ‪.178‬‬
‫‪ 2‬حول هذه الفكرة‪ ،‬راجع عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر العاصمة‪ ،‬ص ‪،2012‬‬
‫ص ‪.110‬‬
‫‪ 3‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪9‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫النظام االشتراكي كخيار سياسي اقتصادي اجتماعي و ثقافي‪ .‬فعلى سبيل المثال اقتبس المشرع‬
‫الجزائري المادة األولى من األمر رقم ‪ ،24-67‬حرفيا من المادة األولى من قانون البلدية اليوغسالفي‪.‬‬

‫كما اعتمد في تكوين هيئات البلدية على نظام الحزب الواحد‪ ،‬و منح األولوية في تسيير‬
‫النشاطات االقتصادية و االجتماعية للعمال و الفالحين‪ .‬كما وسع من صالحيات البلدية لتشمل كل‬
‫المجاالت‪ ،‬السيما في المجال االقتصادي و االجتماعي و الثقافي في ظل فلسفة اشتراكية‪ .‬غير أن‬
‫البلدية في األمر رقم ‪ ،24-67‬كانت تتمتع باستقالل أقل مما كانت تتمتع به البلديات في يوغسالفيا‪.‬‬
‫أما بالنسبة للنموذج الفرنسي فقد‪ ،‬استمد بعض المبادئ منه‪ ،‬كتقييد استقالليتها بالمقارنة مع النموذح‬
‫اليوغسالفي‪ ،‬و إخضاع البلديات لنظام قانوني موحد ومتجانس‪ ،‬ماعدا مدينة الجزائر التي كانت‬
‫تخضع لنظام خاص‪ .1‬كما استمد نظام الرقابة اإلدارية أو ما يعرف بنظام الوصاية اإلدارية المشدد‬
‫من النموذج الفرنسي‪ .‬و قد استمر سريان هذا األمر إلى غاية ‪.1990‬‬

‫ثالثا‪ -‬البلدية في قانون البلدية لسنة ‪:1990‬‬

‫نظم قانون البلدية لسنة ‪ 1990‬المنظم بواسطة القانون رقم ‪ ،08-90‬السالف الذكر في محيط‬
‫و ظروف مغايرة تماما عن تلك التي صدر من خاللها قانون البلدية لسنة ‪ .1967‬حيث جاء القانون‬
‫رقم ‪ ،08-90‬في صدد إصالحات سياسية و اقتصادية و اجتماعية ترجمها دستور جديد‪ ،‬هو دستور‬
‫الجزائر لسنة ‪ ، 1989‬الذي اعتمد مبادئ و أحكام ذات طابع تعددي و ليبرالي‪ ،‬و أحدث القطيعة‬
‫نهائيا مع اإليديولوجية االشتراكية و نظام الحزب الواحد‪ ،‬من خالل تبنيه لنظام التعددية السياسية‪،‬‬
‫و مبادئ الالمركزية اإلدارية ‪ .‬و هي التي انعكست على قانون البلدية من خالل تبني مبدأ الديمقراطية‬
‫التمثيلية ‪ ،‬و التي أدت إلى التنوع السياسي بالمجالس البلدية المنتخبة‪ .‬غير أنه فتح مجال الصراع‬
‫السياسي داخل المجلس الشعبي البلدي من خالل وضعه آللية سحب الثقة من رئيس المجلس‪ .2‬كما‬
‫قلص من صالحيات البلدية بصفة ملحوظة بالمقارنة بما كانت عليه في قانون البلدية لسنة ‪.1967‬‬
‫و يرجع هذا التقليص إلى تغير في مفهوم البلدية ‪ ،‬و التي انتقلت من مفهوم ذو صبغة اشتراكية‬
‫اإليديولوجية تعتبر فيه البلدية هي األداة القاعدية التي تجسد اإليديولوجية االشتراكية بكل أبعادها‪،‬‬

‫‪ 1‬راجع أحمد محيو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.185‬‬


‫حول هذه الفكرة‪ ،‬راجع عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪10‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫السياسية ‪ ،‬اإلدارية‪ ،‬االقتصادية ‪ ،‬االجتماعية و الثقافية‪ 1‬إلى مفهوم ذو طابع ليبرالي تعددي‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬البلدية في قانون البلدية لسنة ‪:2011‬‬

‫لقد نظم قانون البلدية لسنة ‪ ،2011‬بواسطة القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪ ،‬وقد جاء في‬
‫اعتمد‬ ‫إطار ظروف جديدة‪ ،‬منها التعديل الدستوري لسنة ‪ ، 2008‬لدستور سنة ‪ .1996‬و الذي‬
‫مبدأ مشاركة المرأة في المجالس المنتخبة عن طريق ما يعرف بنظام الكوطا‪ .‬كما جاء بعد‬
‫اإلصالحات السياسية التي تمت في سنة ‪ 2011‬بعد ثورارت الربيع العربي‪ ،‬و في ظل التطورات‬
‫الحاصلة في المجتمع الجزائري ( عدد سكان في سنة ‪ 2010‬بلغ حوالي ‪ 36.3‬مليون نسمة بالمقارنة‬
‫مع سنة ‪ 1990‬التي بلغ في ‪ 25‬مليون نسمة)‪.‬‬

‫و في هذا الصدد‪ ،‬قام هذا القانون بإقرار مجموعة من المبادئ كمبدأ المشاركة المواطنين في‬
‫تسيير الشؤون العمومية المحلية‪ ،‬ما يعرف بالديمقراطية التشاركية‪ ،‬كما قام بإلغاء آلية سحب الثقة‬
‫من رئيس المجلس‪ ،‬من أجل القضاء على حالة االنسداد بالبلديات‪ ،‬وتعزيز مكانة الهيئة التنفيذي ة‬
‫للبلدية‪ ،‬من خالل وضع نواب لرئيس المجلس و تعزيز صالحياته‪ ،‬و وضع ضمانات لحماية العهدة‬
‫االنتخابية لرئيس المجلس‪ .‬كما تم وضع قانون أساسي للمنتخب البلدي ‪ .‬و قام كذلك‪ ،‬بإعادة تنظيم‬
‫و التضامن بين البلديات‪ .‬كما أقر نظام الكوطا لتشجيع‬ ‫مالية البلدية‪ .‬و وضع آليات للتعاون‬
‫و توسيع تمثيل المرأة في الحياة السياسية‪ ،‬السيما بعد صدور القانون رقم ‪ 03-12‬المؤرخ في ‪12‬‬
‫يناير ‪ ،2012‬الذي يحدد كيفيات توسيع حظوظ تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة‪.2‬‬

‫تجب المالحظة‪ ،‬أنه تم إلغاء نظام الكوطا‪ ،‬و ذلك بعد صدور قانون جديد لالنتخابات‪ ،‬و ذلك‬
‫بموجب األمر رقم ‪ 01-21‬المؤرخ في ‪ 10‬مارس ‪ ،2021‬المتضمن القانون العضوي المتعلق بنظام‬
‫االنتخابات‪ ،‬المعدل و المتمم‪ . 3‬الذي جاء بنظام انتخابي جديد يتعلق بانتخابات المجالس الشعبية‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 36‬من دستور الجزائر لسنة ‪.1976‬‬


‫الصادر بموجب (ج ر رقم ‪ 1‬المؤرخة في ‪ 14‬يناير ‪ ،2012‬ص ‪ .)46‬لمزيد من التفصيل حول نسب مشاركة‬ ‫‪2‬‬

‫المرأة في المجالس المنتخبة‪ ،‬راجع كمال قاضي‪ ،‬البلدية في القانون رقم ‪ 10/11‬المؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪،2011‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة ماجستير في القانون‪ ،‬تخصص الدولة و المؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق ‪-‬بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪1‬‬
‫‪ -‬بن يوسف بن خدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2014/2013‬ص‪.33‬‬
‫الصادر بموجب ( ج ر رقم ‪ 17‬المؤرخة في ‪ 10‬مارس ‪ ،2021‬ص ‪.)25‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪11‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫يتعارض بصفة تلقائية مع نظام الكوطا‪ ،‬يتمثل في نمط االقتراع النسبي على القائمة المفتوحة‪،‬‬
‫بتصويت تفضيلي دون مزج‪ .‬على اعتبار أن نظام الكوطا يتالئم فقط مع نمط االقتراع القائمة المغلقة‪.‬‬
‫الجدير بالذكر‪ ،‬أن نظام الكوطا تم تعويضه بمبدأ المناصفة في الترشح بين النساء و الرجال‪.1‬‬

‫راجع الفقرة الثانية من المادة ‪ 176‬من األمر رقم ‪ ،01-21‬السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪12‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬هيئات البلدية و مصالحها ‪:‬‬

‫تعتبر البلدية هي جماعة إقليمية القاعدية‪ ،‬تمثل صورة تطبيقية لالمركزية اإلدارية اإلقليمية في‬
‫الدولة‪ .1‬تتشكل من هيئتين أساسيتين هما‪ :‬هيئة مداولة تتمثل في المجلس الشعبي البلدي ( المبحث‬
‫األول) وهيئة تنفيذية يرأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي ( المبحث الثاني)‪ ،‬و إدارة ينشطها األمين‬
‫العام للبلدية تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي‪( 2‬المبحث الثالث)‪ ،‬و هو ما سيت م تناوله على‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الهيئة التداولية للبلدية‪ :‬المجلس الشعبي البلدي‬

‫يعتبر المجلس الشعبي البلدي أو ما يسمى بـ "الهيئة التداولية للبلدية" هو الجهاز األساسي للبلدية‪،‬‬
‫و ذلك لكونه هو جها از منتخبا يمثل السلطة التقريرية على مستوى البلدية الذي يدير الشؤون العمومية‬
‫المحلية في إطار اختصاصاته‪ .‬كما يعبر عن إرادة مواطني البلدية و هو ما يعرف بالديمقراطية‬
‫التمثيلية‪ ،‬و لتسليط الضوء عليه سوف يتم التطرق إلى مركزه القانوني من حيث تنظمه و سيره‬
‫( المطلب األول )‪ ،‬ثم آلية عمله المتمثلة في مداوالت المجلس (المطلب الثاني)‪ ،‬و هذا فيما يلي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المركز القانوني المجلس الشعبي البلدي من حيث تنظيمه و سيره‪:‬‬

‫لتناول ال مركز القانوني للمجلس الشعبي البلدي من حيث تنظميه و سيره‪ ،‬البد من التطرق إلى‬
‫تكوينه ( أوال)‪ ،‬ثم سيره (ثانيا) و لجانه( ثالثا)‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬تكوين المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬

‫لتسليط الضوء على كيفية تكوين المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬ال بد من التطرق إلى طريقة اختياره‬
‫( ‪ ،)1‬شروط الترشح النتخابات المجلس(‪ ،)2‬ثم تشكيلته(‪ ،)3‬و هذا فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬طريقة اختيار المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬

‫يتم اختيار المجلس الشعبي البلدي عن طريق االنتخاب‪ ،‬و ذلك بواسطة االقتراع العام السري‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬راجع المادة ‪ 15‬من نفس القانون ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫و المباشر بطريقة االقتراع النسبي على أساس القائمة المفتوحة‪ ،‬و بتصويت تفضيلي دون مزج ‪. 1‬‬
‫لعهدة مدتها ‪ 5‬سنوات‪ .‬و هي مدة مناسبة متوسطة‪ ،‬ليست بالمدة الطويلة و ليست بالمدة القصيرة‪،‬‬
‫تسمح بتطبيق البرامج المسطرة للمجلس الشعبي البلدي خالل العهدة االنتخابية‪.‬‬

‫‪ -2‬شروط الترشح النتخابات المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬

‫تجب اإلشارة في البداية أن شروط الترشح النتخابات المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬لم ينص عليها‬
‫قانون البلدية لسنة ‪ .2011‬و إنما تم تحديد أحكامها بموجب األمر رقم ‪ ،01-21‬المتضمن القانون‬
‫العضوي المتعلق بنظام االنتخابات ‪ ،‬المعدل و المتمم‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬يقتضي تحديد شروط‬
‫الواجب توفرها في الشخص‬ ‫الترشح النتخابات المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬تناول الشروط الخاصة‬
‫المترشح النتخابات المجلس الشعبي البلدي(أ)‪ ،‬ثم تناول الشروط المتعلقة بقائمة المترشحين للمجلس‬
‫الشعبي البلدي(ب)‪ ،‬وذلك على ضوء أحكام القانون العضوي لالنتخابات لسنة ‪ ،2021‬و هذا على‬
‫الشكل التالي‪:‬‬

‫أ‪ -‬الشروط الخاصة بالشخص المترشح النتخابات المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬

‫المتضمن القانون العضوي المتعلق بنظام‬ ‫لقد حددت المادة ‪ 184‬من األمر رقم ‪01-21‬‬
‫االنتخابات لسنة ‪ ،2021‬المعدل و المتمم‪ ،‬شروط الترشح النتخابات المجلس الشعبي البلدي الخاصة‬
‫بالشخص المترشح‪ ،‬و هي موضحة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يستوفي شروط الناخب‪:‬‬
‫و هي محددة في المادة ‪ 50‬من القانون العضوي لالنتخابات‪ ،‬و تتمثل في التالي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون جزائري الجنسية‪ ،‬سواء جنسية أصلية أو مكتسبة‪،‬‬
‫‪ -‬و أن يكون متمتعا بالحقوق المدنية و السياسية‪ ،‬و لم يكن فاقد األهلية ‪.‬‬

‫أي أن المقاعد المطلوب شغلها توزع بين القوائم بالتناسب حسب عدد األصوات التي تحصلت عليها كل قائمة مع‬ ‫‪1‬‬

‫تطبيق قاعدة الباقي لألقوى‪ ،‬و إلغاء القوائم التي لم تحصل على نسبة ‪ ،%5‬راجع في هذا الصدد‪ ،‬موضوع نظام‬
‫التمثيل النسبي ضمن موضوع أنظمة االنتخابات‪ .‬تجب المالحظة‪ ،‬أن االقتراع النسبي كان في ظل القانون رقم‬
‫و هي النقطة‬ ‫‪ ،10 -16‬المتعلق بنظام االنتخابات الملغى باألمر رقم ‪ ،01-21‬مبني على أساس القائمة المغلقة‪،‬‬
‫التي تم تعديلها في قانون االنتخابات الجديد‪ ،‬حيث أصبح االقتراع النسبي على أساس القائمة المفتوحة‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫‪ -‬أن يكون مسجال في القائمة االنتخابية‪:‬‬


‫و في هذا اإلطار‪ ،‬يعتبر التسجيل في القائمة االنتخابية‪ ،‬حق مكفول دستوريا لكل مواطن جزائري‬
‫أو مواطنة جزائرية‪ ،‬بلغ سن ‪ 18‬سنة كاملة‪ ،‬يتمتع بحقوقه السياسية و المدنية‪.‬‬
‫تجب المالحظة‪ ،‬أن المادة ‪ 52‬من قانون االنتخابات منعت بعض األشخاص من التسجيل في‬
‫بقوة القانون‪ ،‬و بالتالي أسقطتهم من الترشح‪ ،‬وهم الذين سلكوا سلوكا مضادا‬ ‫القائمة االنتخابية‬
‫لمصالح الوطن أثناء ثورة التحرير الوطني ‪ .‬و األشخاص الذين حكم عليهم بجناية و لم يرد اعتبارهم‪،‬‬
‫أو الذين حكم عليهم بجنحة و الحبس و حرموا من ممارسة حق االنتخاب أو الترشح كعقوبة تبعية‬
‫ـأو الذين تم‬ ‫حسب قانون العقوبات‪ .‬و كذلك األشخاص الذين أشهروا إفالسهم و لم يرد اعتبارهم‪،‬‬
‫الحجز القضائي أو الحجر عليهم‪.1‬‬
‫‪ -‬أن يكون بالغا سن ثالث و عشرون (‪ )23‬سنة على األقل يوم االقتراع‪:‬‬
‫و هنا يعتبر سن ثالث و عشرين (‪ )23‬سنة مناسب‪ ،‬يمكن الشخص على أن يصبح قادرا‬
‫مسؤوال مؤهال و قاد ار على‬ ‫على تولي وظيفة انتخابية في المجلس الشعبي البلدي‪ .‬و أن يكون‬
‫و حدد المعيار الذي يتم من‬ ‫إدراك تبعات هذه الوظيفة الثقيلة‪ .‬و يبدو أن المشرع قد حسم األمر‬
‫خالله احتساب السن القانوني الدقيق للمترشح‪ ،‬و هو بلوغ سن الثالث و عشرون سنة يوم االقتراع‪.‬‬
‫و بالتالي‪ ،‬يمكن للشخص الذي تتوفر فيه الشروط القانونية أن يترشح قبل بلوغ سن ‪ 23‬سنة‪ ،‬و يقدم‬
‫ملف ترشحه في القائمة التي ينتمي إليها‪ ،‬و يقوم بأداء الحملة االنتخابية‪ ،‬و هو في سن ‪ 22‬سنة‪،‬‬
‫باعتبار أن المشرع اشترط بلوغ هذا السن يوم االقتراع‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون ذا جنسية جزائرية‪:‬‬
‫و هو شرط نصت عليه المطة الثالثة من المادة ‪ 184‬من األمر رقم ‪ ،01-21‬السالف الذكر‪،‬‬
‫و هو شرط هام و جوهري ‪ .‬و ذلك ألن أغلب الدول تحصر الوظائف العمومية‪ ،‬السيما في سلطاتها‬
‫و سالمتها و لعل المجلس الشعبي‬ ‫و مؤسساتها العمومية على مواطنيها‪ ،‬و ذلك حرصا على أمنها‬

‫البلدي يعتبر من أهم هذه المؤسسات (‪ .)Les instituions‬لذلك‪ ،‬اشترط المشرع على كل شخص‬

‫يرغب في الترشح أن يكون جزائري الجنسية ‪ .‬الجدير بالذكر‪ ،‬أن المشرع لم يميز ما إن كان الراغب‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 52‬من األمر رقم ‪ ،01-21‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪15‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫أو الجنسية المكتسبة‪ .2‬و تثبت الجنسية عادة عن طريق‬ ‫‪1‬‬


‫في الترشح يملك الجنسية األصلية‬
‫مستخرج من المحكمة االبتدائية‪ ،‬بما يسمى بـ‪" :‬شهادة الجنسية"‪.‬‬
‫‪-‬أن يثبت أداؤه للخدمة الوطنية أو إعفاءه منها‪ :‬يعتبر هذا الشرط من أهم شروط الترشح‬
‫لالنتخابات‪ ،‬و ذلك لكون الخدمة الوطنية تعتبر من أبرز الواجبات الوطنية التي يقوم بها المواطن في‬
‫حياته‪ ،‬و التي تثبت والئه للدولة‪ .‬لذلك فقد ألزم المشرع على الراغب في الترشح لالنتخابات المجلس‬
‫الشعبي البلدي أن يثبت أداءه للخدمة الوطنية أو إعفاؤه منها‪ .‬تجب المالحظة‪ ،‬أن وضعيتي‬
‫اإلرجاء و التأجيل‪ ،‬و رغم أنهما حالتين يكون فيهما المواطن في وضعية قانونية تجاه الخدمة الوطنية‬
‫إال أنهما لم يدخلهما ضمن الوضعيات المطلوبة ضمن شروط الترشح لالنتخابات البلدية‪ ،‬بسبب أنهما‬
‫وضعيتين مؤقتتين بالمقارنة مع وضعية أداء الخدمة و اإلعفاء منها اللتين تعتبران وضعيتين دائمتين‪،‬‬
‫تجعل المترشح في حالة تفرغ تام في أداء مهامه في تسيير الشؤون العمومية للبلدية في حالته نجاحه‬
‫في االنتخابات المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫‪-‬أن ال يكون محكوم عليه بحكم نهائي الرتكاب جناية أو جنحة سالبة للحرية و لم يرد اعتباره‬
‫باستثناء الجنح غير العمدية‪:‬‬
‫‪ -‬أن يثبت وضعيته تجاه اإلدارة الضريبية‪ :‬و هو شرط مستجد جاء في إطار قانون االنتخابات‬
‫الجديد لسنة ‪.2021‬‬
‫‪ -‬أال يكون معروفا لدى العامة بصلته مع أوساط المال و األعمال المشبوهة و تأثيره بطريقة‬
‫مباشرة أو غير مباشرة على االختيار الحر للناخبين و حسن سير العملية االنتخابية‪ :‬تجب‬
‫المالحظة‪ ،‬أن هذا الشرط لم يكن وارد في قوانين االنتخابات السابقة‪ ،‬و هو شرط جديد أضيف في‬
‫القانون العضوي الجديد لالنتخابات من أجل استبعاد كل األشخاص المشبوهين بالفساد المالي‪ ،‬تجسيدا‬
‫لمبدأ فصل المال الفاسد عن االنتخابات‪ .‬الجدير بالذكر‪ ،‬أن السلطة الوطنية المستقلة لالنتخابات‬

‫لمعرفة كيفيات امتالك الجنسية الجزائرية األصلية راجع المواد ‪ 6‬و ‪ 7‬و ‪ 8‬من القانون رقم ‪ 86-70‬المؤرخ في‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 15‬ديسمبر ‪ ،1970‬و المتضمن قانون الجنسية الجزائرية( ج ر رقم ‪ ،105‬المؤرخة في ‪ 18‬ديسمبر ‪ ،1970‬ص‬
‫‪ )1570‬المعدل و المتمم باألمر رقم ‪ 01- 05‬المؤرخ في ‪ 27‬فيفري ‪ (2005‬ج ر رقم ‪ ،15‬المؤرخة في ‪ 27‬فيفري‬
‫‪ ،2005‬ص ‪.)15‬‬
‫لالطالع على كيفيات التمتع بالجنسية الجزائرية المكتسبة‪ ،‬راجع المواد ‪ 9‬مكرر و ‪ 10‬و ‪ 11‬من القانون رقم‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،86-70‬المعدل و المتمم‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪16‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫ممثلة في مندوبياتها الوالئية أو منسقيها بالخارح هي من تملك السلطة ال تقديرية في إثبات تحقق هذا‬
‫الشرط‪ ،‬تحت رقابة القاضي اإلداري (المحكمة اإلدارية المختصة)‪. 1‬‬
‫‪-‬أن ال يكون في إحدى وضعيات عدم القابلية لالنتخاب المحددة في المادة ‪ 188‬من القانون العضوي‬
‫الجديد لالنتخابات‪.2‬‬
‫‪ -‬أن يكون المترشح ضمن قائمة مقبولة صراحة من طرف حزب أو عدة أحزاب سياسية أو مقدمة‬
‫بعنوان حرة حسب ما هو منصوص عليه في المادة ‪ 178‬قانون االنتخابات الجديد‪.3‬‬
‫‪ -‬أن يكون المترشح مرشحا في قائمة واحدة‪ ،‬و في دائرة انتخابية واحدة فقط‪ ،‬فال يمكن للشخص أن‬
‫يترشح في أكثر من قائمة واحدة‪ ،‬أو في أكثر من دائرة انتخابية‪ .4‬و هذا تحت طائلة رفض قوائم هذه‬
‫الترشيحات بقوة القانون‪ ،‬و كذلك التعرض للعقوبات المنصوص عليها في قانون االنتخابات‪.5‬‬
‫ب‪ -‬الشروط ال خاصة بقائمة المترشحين النتخابات المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬
‫لقد جاء المشرع في قانون االنتخابات الجديد‪ ،‬بمجموعة من الشروط الجديدة التي يجب أن تتوفر‬
‫قائمة الترشح النتخابات المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬و هي‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن تحتوي كل قائمة ترشح عدد من المترشحين يزيد بـ‪ :‬ثالثة (‪ )3‬عن عدد المقاعد المطلوب‬
‫شغلها في الدوائر االنتخابية التي يكون عدد المقاعد فيها فرديا‪ ،‬و يزيد بـ‪ :‬اثنين(‪ )2‬في الدوائر‬
‫االنتخابية التي يكون عدد المقاعد فيها زوجيا‪.6‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 206‬من األمر رقم ‪ ،01-21‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪ ،05-21‬المؤرخ في ‪ 22‬أفريل ‪ (2021‬ج ر‬
‫رقم ‪ 30‬المؤرخة في ‪ 22‬أفريل ‪ ،2021‬ص ‪.)5‬‬
‫‪ 2‬نصت المادة ‪ 188‬من األمر رقم ‪ 01-21‬على ما يلي‪" :‬يعتبر غير قابلين لالنتخاب خالل ممارسة وظائفهم و لمدة‬
‫سنة بعد التوقف عن العمل في دائرة االختصاص أين يمارسون أو سبق لهم أن مارسوا فيها وظائفهم‪:‬‬
‫‪ -‬أعضاء السلطة المستقلة و أعضاء امتدادها‪.‬‬
‫‪ -‬الوالي‪ ،‬األمين العام للوالية‪ ،‬الوالي المنتدب‪ ،‬رئيس الدائرة‪ ،‬المفتش العام للوالية‪ ،‬عضو مجلس الوالية‪ ،‬المدير‬
‫المنتدب بالمقاطعة اإلدارية‪ ،‬القضاة ‪ ،‬أفراد الجيش الوطني الشعبي‪ ،‬موظفو أسالك األمن‪ ،‬أمين خزينة البلدية‪ ،‬المراقب‬
‫المالي للبلدية‪ ،‬األمين العام للبلدية‪.‬‬
‫حول هذه الفكرة راجع لباد ناصر‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬منشورات لباد‪ ،‬سطيف‪ ،2010 ،‬ص‪ .137‬راجع‬ ‫‪3‬‬

‫كذلك المواد من ‪ 178‬إلى ‪ 183‬من األمر رقم ‪.01-21‬‬


‫‪ 4‬راجع المادة ‪ 181‬من نفس األمر‪.‬‬
‫‪ 5‬راجع المادة ‪ 278‬من نفس األمر‪.‬‬
‫‪ 6‬راجع الفقرة األولى من المادة ‪ 176‬من األمر رقم ‪ ،01- 21‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫تجب المالحظة‪ ،‬أنه المشرع منع التسجيل في نفس القائمة ألكثر من مترشحين ينتميان لنفس‬
‫األسرة‪ ،‬سواء كان ذلك بالقرابة أو بالمصاهرة من الدرجة الثانية‪.1‬‬
‫‪ -‬يجب أن يراعى في تكوين كل قائمة مترشحين‪ ،‬شرط المناصفة بين النساء و الرجال‪ .‬و بعبارة‬
‫أخرى‪ ،‬يجب أن تحوز كل قائمة مترشحين على عدد مترشحات من النساء يساوي عدد المترشحين‬
‫من الرجال ‪ ،‬تحت طائلة رفض القائمة‪ .‬و يطبق شرط المناصفة بين النساء و الرجال على البلديات‬
‫التي يساوي أو يفوق عدد سكانها عن عشرين ألف (‪ )20.000‬نسمة‪ ،2‬أما البلديات التي يقل عدد‬
‫سكانها عن ذلك‪ ،‬فال يسري عليها شرط المناصفة‪.‬‬
‫و في السياق‪ ،‬يعتبر هذا الشرط جديد ورد في القانون العضوي الجديد لالنتخابات‪ ،‬من أجل‬
‫تشجيع مشاركة المرأة في الترشح لالنتخابات‪ .‬و هو نظام يتماشى مع نمط االقتراع النسبي على‬
‫القائمة المفتوحة ‪ .‬تجب المالحظة‪ ،‬أن هذا النظام قد عوض نظام الكوطا‪ 3‬في مجال مشاركة المرأة‬
‫الذي كان سائدا سابقا‪ ،‬و الذي ظهر في إطار القانون العضوي رقم ‪ ،03-12‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير‬
‫‪ ، 2012‬و الذي يحدد كيفيات توسيع حظوظ المرأة في المجالس المنتخبة‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬
‫تجب اإلشارة‪ ،‬كال من مبدأ المناصف ة و نظام الكوطا يعتبران وسيلتان لتحقيق هدف واحد‪،‬‬
‫و هو تشجيع المرأة في المشاركة في الحياة السياسية‪ ،‬غير أن نظام الكوطا يضمن مشاركة المرأة‬
‫في قائمة الترشح‪ ،‬و كذلك يضمن مشاركتها في توزيع المقاعد‪ ،‬و بالتالي تكون مشاركة المرأة في‬
‫المجالس المنتخبة بصفة مؤكدة‪ .‬ألن هذا نظام يتضمن ضمان حد أدنى من مشاركة المرأة في قائمة‬
‫الترشح‪ ،‬و المقدر بالثلث (‪ .)3/1‬و يتضمن كذلك ضمان حد أدنى من المقاعد تحظى بيهم المرأة‬
‫في المجالس المنتخبة عند توزيع المقاعد‪ ،‬و هو مقدر بـ‪ :‬ثلث ‪ 3/1‬من المقاعد الكلي كحد أدنى‪.4‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 182‬من نفس األمر‪.‬‬


‫‪ 2‬راجع الفقرة الثانية من المادة ‪ 176‬من نفس األمر‪.‬‬
‫يعني نظام الكوطا النسائية‪ " :‬تخصيص حد أدنى من المقاعد النيابية أو مقاعد السلطات المحلية أو مقاعد في‬ ‫‪3‬‬

‫الهيئات اإلدارية للنساء من أجل تحسين مشاركتها السياسية و إدارة شؤون بلدها و قضاياها و همومها و إشراكها في‬
‫اتخاذ القرار و تحمل المسؤولية وفي عملية البناء و التنمية"‪ .‬حول هذه الفكرة‪ ،‬راجع طيبون حكيم‪ ،‬المشاركة‬
‫السياسية للمرأة في الجزائر‪ -‬نظام الكوطا نموذجا‪ ،‬مجلة صوت القانون‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬مخبر الحالة المدنية‪ ،‬جامعة‬
‫خميس مليانة‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2014‬ص ص ‪.168 - 167‬‬
‫لمزيد من التفصيل حول هذه المسألة‪ ،‬راجع بلغالم بالل‪ ،‬تطور النظام القانوني للجماعات اإلقليمية‪-‬نظام البلدية‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في إطار مدرسة الدكتوراه‪ ،‬تخصص‪ :‬الدولة و المؤسسات العمومية‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق جامعة الجزائر ‪ 1‬بن يوسف بن خدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2018/2017‬ص ‪ 79‬و ‪.80‬‬
‫‪18‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫بينما في نظام المناصفة‪ ،‬الذي كرس في النظام الجديد لالنتخابات‪ ،‬يضمن مشاركة المرأة‬
‫مناصفة مع الرجل في الترشح لالنتخابات فقط‪ ،‬أي في قوائم الترشح دون أن يضمن لها الحصول‬
‫مقاعد معينة بصفة مؤكدة‪ ،‬فالحصول على المقاعد هو متروك لما تفرزه االنتخابات من نتائج دون‬
‫التمييز بين الرجل و المرأة‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة‪ ،‬أنه و نظ ار لحداثة شرط المناصفة‪ ،‬فإنه تم إعفاء قوائم المرشحين المقدمة في‬
‫انتخابات المجالس البلدية و الوالئية التي ستجرى مباشرة بعد سريان هذا القانون االنتخابات الجديد‪،‬‬
‫و التي لم تستطيع تحقيق شرط المناصفة ‪ ،‬و ذلك بعد تقديمها طلب من السلطة الوطنية المستقلة‬
‫لالنتخابات‪ ،‬تطلب منها إفادتها بترخيص لذلك‪.1‬‬
‫‪ -‬يشترط أن تحتوي قائمة المترشحين على النصف (‪ ) 2/1‬من عنصر الشباب التي تقل أعمارهم‬
‫عن أربعين (‪ )40‬سنة‪ :‬و ذلك تحت طائلة رفض قائمة الترشح‪ .2‬و يعد هذا الشرط جديد‪ ،‬لم يكن‬
‫موجودا في قوانين االنتخابات السابقة‪ .‬و يأتي هذا الشرط من أجل تشجيع الشباب على المشاركة في‬
‫الحياة السياسية ‪ ،‬السيما في المجالس الشعبية البلدية من جهة‪ .‬و كذلك‪ ،‬المزج بين عنصر الخبرة‬
‫للذين تفوق أعمارهم األربعين سنة‪ ،‬و عنصر النشاط و الحيوية للذين تقل أعمارهم على األربعين‬
‫سنة‪ ،‬و ذلك من أجل الحصول على مجالس منتخبة متكاملة تجمع بين عنصر الخبرة و عنصر‬
‫الحيوية و النشاط قادرة على تسيير الشؤون العمومية للمواطنين‪.‬‬
‫‪ -‬يشترط على القائمة أن تحتوي على ثلث (‪ )3/1‬من المترشحين الذين يحملون مستوى تعليمي‬
‫جامعي على األقل‪ :‬و هذا تحت طائلة رفض قائمة الترشح‪ . 3‬يعتبر هذا الشرط أيضا جديد‪ ،‬لم يكن‬
‫موجود في قوانين االنتخابات السابقة ‪ .‬و لقد جاء هذا الشرط من أجل تشجيع أصحاب المؤهالت‬
‫العلمية الجامعية للولوج إلى الحياة السياسية‪ ،‬و ذلك بهدف الحصول على مجالس منتخبة بلدية ذات‬
‫كفاءة‪ ،‬مما يكفل تحقيق التنمية المحلية المرجوة‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 317‬من األمر ‪ ،01-21‬المعدل و المتمم باألمر رقم ‪ ،10-21‬المؤرخ في ‪ 25‬أفريل ‪ ( 2021‬ج ر‬
‫رقم ‪ 65‬المؤرخة في ‪ 26‬غشت ‪ ،2021‬ص ‪.)5‬‬
‫‪ 2‬حول هذا الشرط‪ ،‬راجع المادة ‪ 176‬من األمر رقم ‪ ،01-21‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 3‬راجع الفقرة الثانية من المادة ‪ 176‬من نفس األمر‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫‪ -‬يجب على القائمة أن تتحصل على تزكية صريحة من طرف حزب أو عدة أحزاب سياسية أو‬
‫قائمة حرة أو أن تتحصل على دعم ناخبي الدائرة االنتخابية المعنية عن طريق التوقيعات‪:‬‬
‫و يكون ذلك إما من طرف األحزاب السياسية التي تحصلت خالل االنتخابات المحلية األخيرة على‬
‫‪ % 4‬من األصوات المعبر عنها في الدائرة االنتخابية المترشح فيها‪ .‬أو من طرف األحزاب السياسية‬
‫التي تتوفر على (‪ )10‬منتخبين‪ ،‬على األقل في المجالس المحلية للوالية المعنية‪.1‬‬
‫و في حالة عدم حصول القائمة على التزكية السابقة الذكر‪ ،‬أو كانت القائمة تحت رعاية حزب‬
‫سياسي يشارك ألول مرة أو كانت القائمة مقدمة تحت غطاء قائمة مستقلة‪ ،‬فقد اشترط القانون أن‬
‫تلقى دعم خمسين (‪ ) 50‬توقيع من ناخبي الدائرة االنتخابية المعنية‪ ،‬عن كل مقعد مطلوب شغله‪.2‬‬
‫تجب اإلشارة‪ ،‬أن المشرع جمد تطبيق الشرط المتعلق بالتزكية من طرف األحزاب السياسية‪،‬‬
‫و الدعم الذي تلقاه من التوقيعات‪ ،‬و ذلك في االنتخابات البلدية و الوالئية التي تجري مباشرة بعد‬
‫سريان قانون االنتخابات الجديد‪ .3‬و اشترط عوض ذلك‪ ،‬من قوائم المترشحين المقدمة سواء كانت‬
‫تحت رعاية أحزاب سياسية أو تحت غطاء قوائم مستقلة في البلديات التي يفوق عدد سكانها عشرين‬
‫ألف (‪ )20.000‬نسمة‪ ،‬أن تلقى دعم خمس و ثالثين (‪ )35‬توقيع من ناخبي الدائرة االنتخابية‬
‫المعنية‪ ،‬عن كل مقعد مطلوب شغله‪.4‬‬
‫أما بالنسبة للبلديات التي يساوي أو يقل عدد سكانها عشرين ألف (‪ )20.000‬نسمة‪ ،‬فاشترط‬
‫المشرع أن تلقى هذه القوائم دعم عشرين (‪ )20‬توقيع من ناخبي الدائرة االنتخابية المعنية‪ ،‬عن كل‬
‫مقعد مطلوب شغله‪ .5‬و من أجل ضمان صحة هذه التوقيعات‪ ،‬فقد ألزم القانون العضوي لالنتخابات‬
‫الجديد أن يوقع الناخب على قائمة واحدة فقط‪ ،‬و في حالة ثبوت مخالفة ذلك‪ ،‬أي أن أنه وقع ألكثر‬
‫من قائمة‪ ،‬فإن التوقيع يعتبر الغيا‪ ، 6‬وذلك تحت طائلة تعرضه للعقوبات المنصوص عليها في المادة‬
‫‪ 301‬من األمر رقم ‪ 01-21‬الذي يحدد القانون العضوي لنظام االنتخابات الجديد ‪.7‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 178‬من نفس األمر‪.‬‬


‫‪ 2‬راجع المادة ‪ 178‬من نفس األمر ‪.‬‬
‫‪ 3‬راجع الفقرة األولى من المادة ‪ 318‬من األمر رقم ‪ ،01- 21‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 4‬راجع الفقرة الثانية من نفس المادة‪.‬‬
‫‪ 5‬راجع الفقرة الثالثة من المادة ‪ 318‬من األمر رقم ‪ 01-21‬المعدل و المتمم باألمر رقم ‪ ،10- 21‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 6‬راجع الفقرة الثانية من المادة ‪ 178‬من نفس األمر‪.‬‬
‫‪ 7‬نصت المادة ‪ 301‬من األمر رقم ‪ ،01-21‬على ما يلي‪ " :‬يعاقب بالحبس من ستة (‪ )6‬أشهر إلى سنة و بغرامة‬
‫من ‪ 50.000‬دج إلى ‪ 200.000‬دج كل من يخالف أحكام المواد ‪ 178‬و ‪ 202‬و ‪ 254‬من هذا القانون العضوي‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫كما ألزم القانون كذلك من أجل صحة هذه التوقيعات‪ ،‬أن تخضع للتصديق أمام ضابط عمومي‬
‫مع وضع بصمة السبابة اليسرى على استمارات تعدها السلطة الوطنية المستقلة لالنتخابات‪ ،‬تتضمن‬
‫البيانات األساسية للناخب صاحب التوقيع من اسم و لقب و عنوان و رقم بطاقة التعريف أو أي‬
‫وثيقة رسمية تثبت هويته‪ ،‬و كذلك رقم تسجيله في القائمة االنتخابية‪.1‬‬
‫و من أجل اعتماد هذه التوقيعات‪ ،‬تقدم هذه االستمارات إلى رئيس اللجنة البلدية لمراجعة القوائم‬
‫االنتخابية المختصة إقليميا‪ ،‬و الذي يقوم بمراقبة التوقيعات و التأكد من صحتها‪ ،‬و يقوم بإعداد‬
‫محضر لذلك‪.2‬‬
‫‪ -3‬تشكيلة المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬
‫يتكون المجلس الشعبي البلدي من أعضاء المجلس الشعبي البلدي الذين تم انتخابهم حسب‬
‫عدد المقاعد الموجودة في كل البلدية‪ .‬و التي يتحدد عددها حسب عدد سكان البلدية الذي تم‬
‫إحصائه رسميا في آخر عملية إحصاء عام للسكان‪ .‬و يبدو أن ربط تحديد عدد المقاعد بعدد السكان‬
‫هو معيار مناسب ينسجم انسجاما مطلقا مع أسس التمثيل المحلي الديمقراطي‪ .‬و الذي يالحظ أنه‬
‫يراعي دائما نسبة عدد السكان التي توجد في كل بلدية ‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬يتم تحديد عدد األعضاء‬
‫في المجالس الشعبية المنتخبة على ضوء المادة ‪ 187‬من القانون العضوي‬ ‫حسب عدد السكان‬
‫لالنتخابات الجديد‪ ،3‬على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ -‬ثالثة عشر (‪ )13‬عضوا في البلديات التي يقل عدد سكانها عن عشرة آالف (‪ )10.000‬نسمة‪.‬‬

‫‪ -‬خمسة عشر (‪ ) 15‬عضوا في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين عشرة آالف (‪)10.000‬‬
‫و عشرين ألف ( ‪ )20.000‬نسمة‪.‬‬

‫‪ -‬تسعة عشر (‪ )19‬عضوا في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين عشرين ألف و واحد‬
‫(‪ )20.001‬و خمسين ألف ( ‪ )50.000‬نسمة‪.‬‬

‫‪ -‬ثالثة و عشرون (‪ ) 23‬عضوا في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين و خمسين ألف و واحد‬
‫(‪ )50.001‬و مئة ألف ( ‪ )100.000‬نسمة‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع الفقرة الثالثة من المادة ‪ 178‬من نفس األمر‪.‬‬


‫‪ 2‬راجع الفقرة الرابعة و الفقرة الخامسة من المادة ‪ 178‬من األمر رقم ‪.01- 21‬‬
‫‪ 3‬راجع المادة ‪ 187‬من نفس األمر‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫‪ -‬ثالثة و ثالثون (‪ )33‬عضوا في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين مئة ألف و واحد‬
‫(‪ )100.001‬و مئتين ألف ( ‪ )200.000‬نسمة‪.‬‬

‫مئتي ألف و واحد‬ ‫‪ -‬ثالثة و أربعون (‪ )43‬عضوا في البلديات التي يساوي عدد سكانها‬
‫(‪ )200.001‬نسمة أو يفوقه‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬سير المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬

‫يمارس المجلس الشعبي البلدي عمله‪ ،‬في إطار دورات يعقدها على مدار السنة‪ ،‬تتضمن عقد‬
‫عدة مداوالت حسب جدول أعماله‪ ،‬حيث يجتمع المجلس في دورة عادية كل شهرين‪ ،‬ال تتعدى كل‬
‫دورة ‪ 5‬أيام‪ .1‬و بالتالي‪ ،‬تبلغ عدد الدورات العادية التي يعقدها المجلس في السنة ‪ 6‬دورات‪ .‬و في هذا‬
‫السياق‪ ،‬يمكن أن يعقد المجلس دورة استثنائية ( غير عادية) كلما اقتضت حاجة البلدية‪ ،‬و ذلك بناءا‬
‫على طلب رئيس المجلس الشعبي البلدي أو بطلب من ‪ 3/2‬من أعضائه أو بطلب من الوالي‪ ،‬كما‬
‫يجتمع المجلس بقوة القانون في بعض الحاالت االستثنائية ‪ ،‬المرتبطة بخطر وشيك أو كارثة كبرى‪.‬‬

‫و تبعا لذلك‪ ،‬يقوم المجلس بعقد هذه الدورات وجوبا في مقر البلدية‪ ،‬إال في الحاالت التي تشكل‬
‫قوة قاهرة معلنة تحول دون الدخول إلى مقر البلدية‪ ،‬يمكن أن يجتمع في مكان آخر من إقليم البلدية‪،‬‬
‫و في حالة استحالة ذلك‪ ،‬يمكن للمجلس أن يجتمع في هذه الحالة في مكان خارج إقليم البلدية يعينه‬
‫الوالي بعد استشارة رئيس المجلس الشعبي البلدي‪.2‬‬

‫ثالثا‪ -‬لجان المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬

‫يقوم المجلس من أجل ممارسة عمله‪ ،‬بتشكيل لجان دائمة من بين أعضائه تتضمن تمثيال يعكس‬
‫التركيبة السياسية للمجلس‪ ،‬تمارس مهامها في المجاالت التي تدخل في اختصاصات البلدية‪،‬‬
‫و تنتخب كل لجنة رئيسا من بين أعضائها و نائبا له ‪ ،‬كما تنتخب مقر ار لها‪ .‬و في هذا الصدد‪،‬‬
‫يحظر لنفس العضو من المجلس أن يكون لديه العضوية في أكثر من لجنتين‪ .‬كما يحظر كذلك‪،‬‬
‫على نفس العضو أن يترأس أكثر من لجنة واحدة‪.3‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 16‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬راجع المادة ‪ 19‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 3‬راجع المادة ‪ 40‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫تجب المالحظة‪ ،‬أن لجان المجلس تجري أعمالها في مقر البلدية كقاعدة عامة‪ ،‬و استثناءا في‬
‫مكان آخر‪ ،‬في حالة القوة القاهرة المعلنة حسب المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪.‬‬
‫و تجري اللجان اجتماعاتها بناءا على طلب من رئيسها أو بطلب من أغلبية أعضائها بعد إخطار‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬و ذلك خالل الفترات الفاصلة بين دورات المجلس دون أن تكون لها‬
‫تداخل مع دورات المجلس‪ ،‬و تكون جلسات هذه اللجان غير علنية‪.1‬‬

‫و تتمثل أهم هذه الميادين‪ 2‬التي ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬االقتصاد و المالية و االستثمار؛‬


‫‪-‬الصحة و النظافة و حماية البيئة؛‬
‫‪ -‬تهيئة اإلقليم و التعمير و السياحة و الصناعات التقليدية؛‬
‫‪ -‬الري و الفالحة و الصيد البحري؛‬
‫‪ -‬الشؤون االجتماعية و الثقافية و الرياضية و الشباب‪.‬‬
‫و يتم إنشاء هذه اللجان بموجب مداولة تتخذ باألغلبية المطلقة ألعضائه‪ .‬و في هذا الصدد‪،‬‬
‫يحدد عدد اللجان الدائمة حسب عدد سكان البلدية‪ ،‬وفق الشكل التالي‪:3‬‬

‫‪ -‬ثالث (‪ ) 3‬لجان بالنسبة للبلديات التي يبلغ عدد سكانها عشرين ألف (‪ )20.000‬أو أقل‪.‬‬
‫‪ -‬أربع (‪ )4‬لجان بالنسبة للبلديات التي يتراوح عدد سكانها بين عشرين ألف و واحد(‪،)20.001‬‬
‫و خمسين ألف (‪ )50.000‬نسمة‪.‬‬
‫‪ -‬خمس (‪ ) 5‬لجان بالنسبة للبلديات التي يتراوح عدد سكانها بين خمسين ألف و واحد(‪،)50.001‬‬
‫و مئة ألف (‪ )100.000‬نسمة‪.‬‬
‫‪ -‬ست (‪ )6‬لجان بالنسبة للبلديات التي يفوق عدد سكانها مئة ألف (‪ )100.000‬نسمة ‪.‬‬
‫تجب المالحظة‪ ،‬أنه يمكن للجنة الواحدة أن تتكفل بعدة مجاالت من المجاالت التي تشمل تدخلها‬
‫و المذكورة آلفا‪ .‬كما يمكن لمجال واحد أن ينقسم لمجالين فرعين أو أكثر تتكفل به لجنتان أو أكثر‪.4‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 40‬و ‪ 41‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،105- 13‬المؤرخ في ‪ 17‬مارس ‪ ،2013‬الذي يتضمن النظام‬
‫الداخلي النموذجي للمجلس الشعبي البلدي ( ج ر رقم ‪ 15‬المؤرخة في ‪ 17‬مارس ‪ ،2013‬ص ‪.)9‬‬
‫‪ 2‬راجع المادة ‪ 31‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 3‬راجع الفقرة الثانية من المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ ،10- 11‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 4‬راجع الفقرة الثانية من المادة ‪ 38‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،105-13‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫و ذلك حسب طبيعة كل بلدية و عدد سكانها‪ ،‬بناءا ما هو محدد قانون في الفقرة الثانية من المادة ‪31‬‬
‫من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪.‬‬

‫تجب اإلشارة‪ ،‬أن المجلس يمكنه أن يشكل لجان خاصة‪ ،‬أو مؤقتة عند الضرورة‪ ،‬و ذلك لدراسة‬
‫أي مواضيع خاصة أو محدودة زمنيا أو قضايا عاجلة تدخل في مجال اختصاصه‪ ،‬تنتهي مهامها بعد‬
‫انتهاء الهدف الذي أحدثت من أجله‪ .‬و يتم إنشاء هذه اللجان الخاصة أو المؤقتة عن طريق مداولة‬
‫تتخذ باألغلبية المطلقة ألعضائه‪.1‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬النظام القانوني لمداوالت المجلس الشعبي البلدي‬

‫يطلق على المجلس الشعبي البلدي اصطالح "الهيئة التداولية للبلدية" بسبب أنه يقوم بعمل هام‬
‫على مستوى البلدية و الذي يتمثل في مداوالت المجلس الشعبي البلدي التي تعتبر اآللية القانونية‬
‫للممارسة اختصاصات المجلس ‪ ،‬و التي يقوم بها خالل الدورات التي يعقدها‪ .‬و لتسليط الضوء عليها‪،‬‬
‫البد من التطرق إلى مفهوم المداوالت ( أوال) ثم الشروط القانونية لصحة و سالمة المداوالت (ثانيا)‪،‬‬
‫و ذلك فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬مفهوم مداوالت المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬

‫تقتضي معرفة مفهوم مداوالت المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬تحديد تعريف مداوالت المجلس الشعبي‬
‫البلدي (‪ ،)1‬ثم تمييز المداولة عن قرار رئيس المجلس الشعبي البلدي(‪ ،)2‬و هذا على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬تعريف مداوالت المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬


‫تعرف مداوالت المجلس الشعبي البلدي بأنها‪":‬الوسيلة القانونية للتعبير عن اإلرادة الجماعية للهيئة‬
‫التداولية المنتخبة المتمثلة في المجلس الشعبي البلدي يتم خاللها معالجة شأن من الشؤون العمومية‬
‫المحلية التي تدخل ضمن صالحيات البلدية‪ .‬و في هذا الصدد‪ ،‬تشكل المداوالت مظه ار هاما من‬
‫مظاهر الديمقراطية المحلية‪ ،‬باعتبار أن ها تتضمن نقاش و تبادل أراء جماعي لممثلي مواطني البلدية‬
‫المنتخبين في موضوع من مواضيع الشؤون العمومية المحلية ينتهي بالموافقة أو عدم الموافقة عليه"‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع الفقرة الرابعة من المادة ‪ 38‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،105-13‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫‪ -2‬تمييز المداولة عن قرار رئيس المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬

‫إذا كانت المداولة بصفة عامة هي قرار إداري ناقص‪ ،‬ال يمكن الطعن ضدها أمام القضاء‪،‬‬
‫الفتقاده لعنصر الطابع التنفيذي كمداوالت مجلس إدارة المؤسسة العمومية مثال‪ ،‬فإن السؤال المطروح‬
‫هو هل مداوالت المجلس الشعبي البلدي هي تعد بمثابة قرار إداري يمكن الطعن ضدها أمام القضاء؟‬
‫أم هي عبارة عن قرار إداري ناقص يفتقد لعنصر الطابع التنفيذي؟ و بالتالي تحتاج إلى قرار إداري‬
‫من يعبر عن سريانها و دخولها حيز التنفيذ؟‬
‫و في هذا الصدد‪ ،‬و بالرجوع إلى المادة ‪ 32‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،105-13‬الذي يتضمن‬
‫النظام الداخلي النموذجي للمجلس الشعبي البلدي و التي تتكلم عن كيفيات نشر و تبليغ المداوالت‬
‫و التي تكون بتعليق مستخرجها في المواقع المخصصة لإللصاق و إلعالم الجمهور على مستوى مقر‬
‫و ملحقاتها اإلدارية و مندوبياتها خالل الثمانية (‪ )8‬أيام التي تلي دخول المداولة إذا كان‬ ‫البلدية‬
‫محتواها يتضمن أحكاما عامة أو بتبليغها إذا كان محتواها يتضمن أحكاما فردية‪.1‬‬
‫ما يتم مالحظته‪ ،‬هو أن ذلك يدل على أن مداوالت المجلس الشعبي البلدي تسري عليها نفس‬
‫أحكام القرار اإلداري في إعالم المواطنين بها‪ .‬و التي تكون بالنسبة للمداوالت التي تتضمن أحكام‬
‫عامة بالنشر و هو ما يسري على القرار اإلداري التنظيمي أو الجماعي‪ ،‬أو التبليغ بالنسبة للمداوالت‬
‫التي تتضمن أحكام فردية و هو ما يسري على القرار اإلداري الفردي‪.‬‬
‫و في نفس السياق‪ ،‬و بالرجوع إلى المادة ‪ 33‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،105-13‬السالف الذكرـ‬
‫و التي تتكلم عن شروط مكان تعليق المداوالت‪ ،‬و الفترة الزمنية الدنيا لتعليقها‪ .‬فيالحظ‪ ،‬أن تحديد‬
‫آجال تعليق المداوالت و ال تي يجب "‪...‬أن ال تقل عن شهر واحد‪ "...‬أو "‪...‬حتى نفاذ آجال الطعن‬
‫على األقل"‪.2‬‬
‫إن استعمال العبارة األخيرة‪ ،‬يفيد أن المداوالت يمكن أن يطعن ضدها خالل آجال الطعن‪.‬‬
‫و بالتالي‪ ،‬يطبق عليها نفس أحكام القرار اإلداري في مجال الطعون‪ .‬و هو ما يجعل مداولة المجلس‬
‫و خصائصه‪ ،‬مما يجعلها ق ار ار إداريا قابال للطعن‬ ‫الشعبي البلدي تأخذ نفس أحكام القرار اإلداري‬
‫أمام القضاء بمجرد علم المواطنين بها عن طريق الوسائل القانونية المعروفة و هي النشر بالنسبة‬
‫للمداوالت التي تتضمن أحكاما عامة و التبليغ بالنسبة للمداوالت التي تتضمن أحكاما فردية‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 32‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،105- 13‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬راجع المادة ‪ 33‬من نفس المرسوم التنفيذي‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫ثانيا‪ -‬الشروط القانونية لصحة و سالمة مداوالت المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬

‫تكتسي مداوالت المجلس الشعبي البلدي أهمية بالغة‪ ،‬فهي تعتبر أساس عمل البلدية‪ ،‬فالمداولة‬
‫هي اآللية القانونية التي يستعملها المجلس الشعبي البلدي من أجل ممارسة البلدية لنشاطها‪ ،‬و القيام‬
‫بصالحيات البلدية المنصوص عليها في القانون رقم ‪ ،10-11‬و النصوص القانونية األخرى التي‬
‫ترتبط بالبلدية‪ ،‬مما يسمح بتحقيق التنمية المحلية المنشودة‪ ،‬و تلبية الحاجيات المحلية للمواطن‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬فقد اهتم المشرع بها اهتماما كبي ار من خالل وضع نظام قانوني موحد خاص بها يتمثل في‬
‫قانون البلدية رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪ .‬و كذلك المرسوم التنفيذي رقم ‪ 105-13‬الذي يتضمن‬
‫النظام الداخلي النموذجي للمجلس الشعبي البلدي‪ .‬كما أحاطها المشرع كذلك بمجموعة من الضوابط‬
‫و التي‬ ‫و الشروط الدقيقة تتمثل في الشروط الشكلية و اإلجرائية و في الشروط الموضوعية‪،‬‬
‫سيتم تناولها على النحو التالي‪:‬‬

‫أ‪ -‬الشروط الشكلية و اإلجرائية لصحة و سالمة مداوالت المجلس الشعبي البلدي‪ :‬تتعلق هذه‬
‫الشروط بالجوانب الشكلية و اإلجرائية التي تتعلق بمداوالت المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬التي تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -1‬توفر النصاب القانوني لالنعقاد‪:‬‬

‫إن اجتماعات المجلس الشعبي البلدي ال تصح إال بحضور األغلبية المطلقة ألعضائه‬
‫الممارسين‪ ،‬و هو ما يعرف بالنصاب القانوني الذي يقصد به اكتمال األغلبية المطلقة و الذي يكون‬
‫عندما يبلغ أعضاء المجلس الشعبي البلدي الحاضرين فعليا يفوق نصف عدد األعضاء‪ . 1‬وهو ما‬
‫يعبر عن اإلرادة الجماعية للمجلس‪ .‬و في حالة عدم اجتماع المجلس بعد االستدعاء األول لعدم‬
‫اكتمال النصاب تعتبر االجتماعات التي تعقد بعد االستدعاء الثاني التي تنعقد بفارق ‪ 5‬أيام كاملة‬
‫على األقل صحيحة مهما كان عدد الحاضرين‪.2‬‬

‫و هذا ضمانا لمبدأ استم اررية عمل البلدية‪ .‬و هو ما أكدته المادة ‪ 23‬من قانون البلدية لسنة‬
‫‪ .2011‬و بالتالي‪ ،‬نالحظ أن النصاب القانون يشترط فقط في االستدعاء األول أما االستدعاء الثاني‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي رقم‪ 105- 13‬المؤرخ في ‪ 17‬مارس ‪ ،2013‬المتضمن النظام النموذجي‬
‫للمجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫‪ 2‬راجع الفقرة الثانية من المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ ،10- 11‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫فال يشترط توفر النصاب القانوني فتصح المداوالت في االستدعاء الثاني مهما كان عدد الحاضرين‪.‬‬

‫* الوكالة و النصاب القانوني‪:‬‬

‫إذا كان المشرع قد وضع الحضور الفعلي ألعضاء المجلس الشعبي البلدي كشرط النعقاد‬
‫مداوالت المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬إال أنه وضع استثناء لذلك‪ ،‬و هي الوكالة و مفادها أن يوكل‬
‫عضوا من المجلس حصل له مانع حال دون حضوره عضو آخر من المجلس يختاره للتصويت‬
‫نيابة عنه تسمى بـ"الوكالة االسمية "‪ . 1‬كما يمكن أن يمتد العمل بالوكالة حتى بالنسبة للعضو‬
‫المجبر على االنسحاب قبل التصويت و الذي يمكن أن يوكل عضوا آخر خالل الجلسة‪ ،‬بشرط أن‬
‫تكون مؤشرة من رئيس الجلسة‪.2‬‬

‫كتابية يتم إعدادها لدى سلطة مؤهلة قانونا للتصديق على‬ ‫و يشترط أن تكون هذه الوكالة‬
‫التوقيعات‪ .‬غير أن المشرع أجاز استثنائيا أن تكون الوكالة موقعة من طرف األمين العام للبلدية‬
‫أو من طرف عضوا آخر بصفته شاهدا ‪ ،‬و ذلك بصفة استثنائية في حالة االستعجال القصوى‬
‫أو مانع غير متوقع‪ .‬و اشترط المشرع أن تتضمن الوكالة الجلسة أو الدورة التي أعدت من أجلها‪،‬‬
‫و كذلك اسم الموكل و اسم الوكيل و تكون موقعة و مؤرخة‪.3‬‬

‫تجب المالحظة‪ ،‬أن المشرع وضع بعض الضوابط على الوكالة لتكون صحيحة‪ .‬و تبعا لذلك‪،‬‬
‫اشترط المشرع على الوكالة التي تسلم إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي أن تكون وكالة أصلية‪ ،‬غير‬
‫مستنسخة و غير مرسلة عن طريق الفاكس أو البريد االلكتروني‪ .4‬كما اشترط أن تكون سارية لجلسة‬
‫يحمل العضو الواحد من المجلس لوكالة‬ ‫أو لدورة واحدة‪ ،‬تحت طائلة البطالن‪ .‬كما اشترط أن‬
‫واحدة على األكثر‪ ،‬تحت طائلة بطالنها‪.5‬‬

‫تجدر اإلشارة‪ ،‬أنه و رغم أهمية استعمال الوكالة‪ ،‬كآلية مساعدة لضمان السير الحسن لدورات‬
‫و جلسات المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬كونها تتضمن نيابة األعضاء الغائبين بسبب موانع مبررة تحول‬

‫‪ 1‬راجع الفقرة األولى من المادة ‪ 21‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،105-13‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 2‬راجع الفقرة الثالثة من نفس المادة‪.‬‬
‫‪ 3‬راجع الفقرة الثانية من نفس المادة‪ ،‬راجع أيضا الفقرة األولى من المادة ‪ 22‬من نفس المرسوم التنفيذي‪.‬‬
‫‪ 4‬راجع الفقرة الثانية من المادة ‪ 22‬من نفس المرسوم التنفيذي‪.‬‬
‫‪ 5‬راجع الفقرة الثانية و الثالثة من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫دون حضورهم‪ ،‬إال أن استعمالها ليس مطلقا‪ ،‬و إنما يكون في حدود القانون‪ .‬و أهم عائق تصطدم به‬
‫الوكالة هو مسألة توفر النصاب القانوني لالنعقاد‪ ،‬و كما هو معلوم أن أو شرط النعقاد المداولة هو‬
‫أن يتوفر النصاب القانوني في الجلسات‪ ،‬و الذي يتمثل في حضور األغلبية المطلقة ألعضائه‬
‫الممارسين‪ ،‬و الذي يجب أ يتضمن حضور أكثر من نصف عدد أعضاء المجلس الشعبي البلدي‬
‫الممارسين فعليا‪.‬‬

‫و هنا يطرح السؤال ما مدى تأثير الوكالة على شرط توفر النصاب القانوني؟ و بعبارة أخرى هل‬
‫تؤخذ الوكالة التي يمنحها األعضاء الغائبون في الحسبان عند احتساب النصاب القانوني لالنعقاد ؟ إن‬
‫أجابت عنه الفقرة الثانية من المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،105-13‬السالف‬ ‫هذا السؤال قد‬
‫الذكر‪ ،‬بنصها على ما يلي‪ " :‬ال تؤخذ في الحسبان الوكاالت التي يمنحها األعضاء الغائبون لزمالئهم‬
‫عند احتساب النصاب"‪ .1‬و إنما تؤخذ الوكاالت في الحسبان فقط عند التصويت‪ ،‬كما سنرى الحقا‪.‬‬
‫و بالتالي‪ ،‬فإن الوكالة التؤثر على توفر النصاب القانوني لالنعقاد‪ ،‬و يرجع ذلك لكونها ال تؤخد في‬
‫الحسبان عند احتساب النصاب القانوني لالنعقاد‪.‬‬

‫‪ -2‬علنية المداوالت‪ :‬تنعقد مداوالت المجلس الشعبي البلدي بصفة علنية‪ ،‬و تكون مفتوحة‬
‫لمواطني البلدية‪ ،‬و لكل مواطن معني بموضوع المداولة‪ .2‬و في هذا السياق‪ ،‬يمكن للجمهور الحضور‬
‫في جلسات المداوالت‪ ،‬و ذلك في الفضاء المخصص له على مستوى قاعة المداوالت في حدود‬
‫األماكن المتوفرة‪ .3‬غير أنه م ا يمكن مالحظته‪ ،‬هو أن الجمهور الذي يحضر المداولة ملزم بالصمت‬
‫طيلة مدة الجلسة‪ ،‬و بالتالي ال يمكنه المشاركة في المناقشات أو أن يقوم بأي إشارة تمس السير‬
‫الحسن ألشغال الجلسة‪ ،‬تحت طائلة الطرد من القاعة المخصصة‪ ،‬و هو ما يبين أن مشاركة‬
‫المواطنين في اتخاذ القرار المحلي‪ ،‬أو ما يعرف بالديمقراطية التشاركية في مجال المداوالت هي‬
‫محدودة جدا‪ .‬غير أن ذلك ال يمنع من تكريسها لمبدأ الشفافية باعتبار أن العلنية تعتبر من أهم‬
‫‪4‬‬
‫مظاهر مبدأ الشفافية‪ ،‬و يعتبر حضور الجمهور للمداوالت المجلس شكل من أشكال الرقابة الشعبية‬
‫ألعضاء المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬فالجمهور من خالل هذا الحضور يستمع لمناقشات المجلس‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،105- 13‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬راجع المادة ‪ 26‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 3‬راجع المادة ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،105- 13‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 4‬حول هذه الفكرة‪ ،‬راجع محمد صغير بعلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪28‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫لمواضيع المداولة‪ .‬لكن تبقى هذه الرقابة شكلية فقط‪.‬‬


‫تجب المالحظة‪ ،‬أن بعض المداوالت استثناها القانون من شرط العلنية‪ ،‬و اشترط إجرائها‬
‫بصفة مغلقة ‪ ،‬و هي تلك المداوالت التي تتعلق بدراسة الحاالت التأديبية للمنتخبين‪ ،‬و كذلك تلك‬
‫المداوالت المرتبطة بالحفاظ على النظام العام‪.1‬‬

‫‪-3‬التصويت باألغلبية البسيطة للحاضرين‪:‬‬


‫يتم التصويت على مداوالت المجلس الشعبي البلدي كأصل عام باألغلبية البسيطة ألعضائه‬
‫الحاضرين أو الممثلين عند التصويت ‪ ،‬و في حالة تساوي األصوات يكون صوت الرئيس مرجحا‪.‬‬
‫تجب اإلشارة‪ ،‬أن الوكاالت التي تمت بصفة قانونية وفق هذا القانون‪ ،‬و التي يمنحها األعضاء‬
‫الغائبون لزمالئهم تحسب عند التصويت‪.2‬‬
‫و يكون التصويت على المداولة برفع اليد كقاعدة عامة‪ .‬و تبعا لذلك‪ ،‬يقوم رئيس الجلسة‬
‫بمساعدة أمين الجلسة ب حساب أصوات األعضاء الحاضرين‪ ،‬و تحديد الموافقين و الرافضين‬
‫و الممتنعين‪ .‬تجب اإلشارة‪ ،‬أن التصويت بالنسبة لألعضاء أصحاب الوكاالت يكون شفويا و بصوت‬
‫عالي‪ ،‬يقوم من خالل ذلك كل عضو موكل بتحديد مضمون التصويت باسم موكله‪.3‬‬
‫تجب اإلشارة كذلك‪ ،‬أن القاعدة العامة للتصويت برفع اليد يرد عليها استثناء هام‪ ،‬و هو‬
‫التصويت باالقتراع السري ‪ .‬و يتم اللجوء لهذا األخير‪ ،‬بناءا على طلب من ثلثي ‪ 3/2‬من أعضاء‬
‫المجلس‪ ،‬و يتم اإلشراف عليه من طرف رئيس الجلسة الذي يقوم بإعالن نتائج التصويت أمام‬
‫أعضاء المجلس‪.4‬‬
‫تحب المالحظة‪ ،‬أن هناك بعض المداوالت اشترط فيها القانون نسبة معينة التصويت عليها‬
‫كاألغلبية المطلقة لألعضاء الممارسين (‪)1+%50‬أو نسبة ‪ 3/2‬من األعضاء الممارسين‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫المداوالت المتضمنة إنشاء لجان دائمة حسب ما نصت عليه المادة ‪ 32‬من القانون رقم ‪.10-11‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 16‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،105- 13‬السالف الذكر‪ .‬راجع كذلك‪ ،‬محمد صغير بعلي‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫راجع المادة ‪ 54‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬راجع المادة ‪ 24‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،105- 13‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ 4‬راجع المادة ‪ 25‬من نفس المرسوم التنفيذي ‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫‪ -4‬أن يتم إجرائها و تحريرها باللغة العربية‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 53‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪ ،‬صراحة على هذا الشرط‪ ،‬و قد جاء‬
‫نصها فيما يلي‪ " :‬يجب أن تجري و تحرر مداوالت و أشغال المجلس الشعبي البلدي باللغة العربية"‪.‬‬

‫من خالل هذا النص يتضح أن المشرع ألزم يكون إجراء مداوالت المجلس الشعبي البلدي باللغة‬
‫العربية‪ .‬كما ألزم كذلك أن يكون تحرير المداولة باللغة العربية ‪ .‬و يترتب عن مخالفة ذلك‪ ،‬بطالن‬
‫المداوالت غير المحررة باللغة العربية بقوة القانون‪ ،‬و هذا حسب المادة ‪ 59‬من القانون رقم ‪.10-11‬‬

‫‪ -5‬التوقيع و التسجيل و التأشير عليها و االيداع‪:‬‬

‫لقد ألزم القانون لصحة م داوالت المجلس الشعبي البلدي أن توقع المداوالت أثناء الجلسة من‬
‫جميع األعضاء و أن تسجل حسب ترتيبها الزمني في سجل خاص و أن يؤشر عليها من طرف رئيس‬
‫المحكمة المختصة إقليميا‪.‬‬

‫تجب المالحظة‪ ،‬أن المداولة عند تحريرها تدون بحبر غير قابل للمحو في سجل المداوالت‪.‬‬
‫و في هذا السياق‪ ،‬تحمل كل مداولة رقم تسجيل يتشكل من السنة المعنية و رقم تسلسلي متواصل‬
‫متبوع بموضوع المداولة‪ ،‬و يحب أن تحتوي المداولة العناصر التالية‪:1‬‬

‫‪ -‬نوع الدورة؛‬
‫‪-‬تاريخ الجلسة و توقيتها؛‬
‫‪ -‬اسم رئيس الجلسة؛‬
‫‪-‬عدد األعضاء الحاضرين و الممثلين بوكالة و الغائبين؛‬
‫‪ -‬أمانة الجلسة؛‬
‫‪ -‬جدول أعمال الجلسة؛‬
‫‪ -‬الظروف المحيطة و الدوافع؛‬
‫‪-‬قرار المجلس و نتائج التصويت؛‬
‫‪ -‬توقيع أعضاء المجلس‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 28‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،105- 13‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪30‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫و من أجل حماية لمداوالت و محاضر الجلسات من التزوير أ و التلف‪ ،‬فقد ألزم المشرع أن تحرر‬
‫المداولة في سجل يسمى "سجل المداوالت" يتكون من أوراق مترابطة قبل أي استعمال و مثبتة بشريط‬
‫الصق‪ .‬و تستعمل أوراق السجل حسب تسلسل أرقامها دون حشو أو شطب أو فراغات أو لصق‬
‫أو ضم أوراق بواسطة ماسكة أو واصلة حديدية أو أي أداة أخرى من شأنها إتالف أوراق السجل‪.1‬‬
‫و تستعمل أوراق السجل من وجهيها‪ ،‬و يشطب بخط مائل كل فراغ بين مداولتين‪.2‬‬

‫و تبعا لذلك‪ ،‬تتضمن ورقة من السجل رقما تسلسليا موضوعا على الزاوية العليا اليسرى على‬
‫تليها مضمون المداولة مثلما هو محدد حسب‬ ‫وجه الورقة مع ترك هامش على وجهي الورقة‪،‬‬
‫العناصر السابقة الذكر‪ ،‬ثم تأتي قائمة األعضاء الحاضرين و الممثلين بالوكالة ‪ ،‬و توقيعاتهم كل‬
‫باسمه‪ ، 3‬كما يؤشر السجل من رئيس المحكمة المختصة إقليميا‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة‪ ،‬أنه يقع على األمين العام للبلدية تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬مسك‬
‫سجل مداوالت‪ ،‬و حفظه وفق المعايير المتعارف عليها التسيير اإلداري‪ .‬و يقفل سجل المداوالت عند‬
‫نهاية كل سنة مدنية بخطين أفقيين متبوعين بعبارة " مقفل لنهاية السنة"‪ .‬كما يقفل كذلك‪ ،‬بنفس‬
‫الطريقة عند نهاية العهدة‪ ،‬بعبارة " مقفل لنهاية العهدة"‪ .‬ويدون في كلتا الحالتين تاريخ القفل و توقيع‬
‫و ختم رئيس المجلس الشعبي البلدي مرفوقا بختم البلدية‪.4‬‬

‫أما فيما يخص إيداع المداولة في الوالية‪ ،‬فيتم تحرير مستخرج من المداولة باللغة العربية و يقوم‬
‫في أجل ‪ 8‬أيام لدى الوالية مقابل وصل‬ ‫بتوقيعه رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬ويرسله إلى الوالي‬
‫استالم‪.5‬‬

‫ب ‪ -‬الشروط الموضوعية لصحة و سالمة مداوالت المجلس الشعبي البلدي‪ :‬تتعلق هذه‬
‫الشروط بمضمون المداولة و موضوعها‪ ،‬و تتمثل أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬راجع الفقرة األولى من المادة ‪ 35‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،105-13‬السالف الذكر‪.‬‬
‫راجع الفقرة الثانية من نفس المادة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬راجع الفقرة األولى و الفقرة الثانية من المادة ‪ 34‬من نفس المرسوم التنفيذي ‪.‬‬
‫‪ 4‬راجع المادة ‪ 36‬و المادة ‪ 37‬من نفس المرسوم التنفيذي‪.‬‬
‫‪ 5‬راجع المادة ‪ 55‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫‪ -1‬أن يكون موضوع المداوالت ضمن مجال اختصاصات البلدية‪:‬‬

‫لقد اشترط قانون البلدية ان يكون موضوع المداولة ضمن اختصاصات البلدية ‪ ،‬و هو ما‬
‫يستنتج من المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 10-11‬السالف الذكر التي نصت على ما يلي‪ " :‬تمارس البلدية‬
‫صالحياتها في كل مجاالت االختصاص المخولة لها بموجب قانون"‪ .‬و المادة ‪ 52‬منه‪ ،‬التي جاء‬
‫نصها كما يلي‪ " :‬يعالج المجلس الشعبي البلدي الشؤون التي تدخل في مجال اختصاصه عن طريق‬
‫المداوالت "‪ .‬و بالتالي‪ ،‬ال يمكن للبلدية أن تدرج في مداوالتها االختصاصات المخولة للوالية‬
‫أو االختصاصات المخولة الدولة‪ .‬و يترتب عن ذلك مخالفة هذا الشرط بطالن المداولة بقوة القانون‪.‬‬

‫و تبعا لذلك‪ ،‬بالرجوع لمجال اختصاصات البلدية‪ ،‬نجدها منظمة في الباب الثاني من القانون رقم‬
‫‪ ،10-11‬و ذلك في المواد من ‪ 103‬إلى ‪ 124‬منه‪ ،‬و أهم هذه الصالحيات هي في مجاالت التهيئة‬
‫و التنمية‪ ،‬التعمير و الهياكل القاعدية و التجهيز‪ ،‬التربية الحماية االجتماعية و الرياضة و الشباب‬
‫و يتم ممارسة هذه‬ ‫و الثقافة و التسلية و السياحة‪ ،‬و النظافة و حفظ الصحة و الطرقات البلدية‪،‬‬
‫الصالحيات وفق ما هو محدد في قانون البلدية‪.1‬‬

‫‪ -2‬أن يكون موضوع المداولة ضمن النقاط المدرجة في جدول أعمال اجتماعات المجلس‪ :‬لقد‬
‫أوجب القانون لكي تكون المداولة صحيحة و سليمة المداولة‪ ،‬أن يكون موضوعها مدرج ضمن جدول‬
‫أعمال االجتماعات الذي يحدده رئيس المجلس الشعبي البلدي بالتشاور مع نوابه‪ .‬و يعرض عند افتتاح‬
‫الدورة ليتم المصادقة عليه‪ .2‬و أثناء المصادقة عليه يمكن أن يدرج فيه نقاط إضافية بناء على طلب‬
‫من الرئيس أو من أغلبية أعضائه‪ .3‬أما بعد الموافقة عليه و ضبطه نهائيا‪ ،‬ال يجوز أن يتم مناقشة‬
‫موضوع مداولة لم يكن مدرج في جدول األعمال‪.‬‬

‫‪ -3‬أن تكون المداولة قابلة للتنفيذ‪ :‬ال تصح المداولة‪ ،‬إال إذا أصبحت قابلة للتنفيذ‪ ،‬و في هذا‬
‫الصدد‪ ،‬ميز القانون بين المداوالت من حيث كيفيات قابليتها للتنفيذ إلى صنفين‪:‬‬

‫‪ -‬مداوالت قابلة للتنفيذ بقوة القانون بعد مرور مدة معينة‪ :‬و هذا ما أشارت إليه المادة ‪ 56‬من‬
‫القانون رقم ‪ ، 10-11‬و التي نصت على ما يلي‪ :‬تصبح مداوالت المجلس قابلة للتنفيذ بقوة القانون‬

‫‪ 1‬راجع المواد من ‪ 103‬إلى المادة ‪ 124‬من نفس القانون ‪.‬‬


‫‪ 2‬راجع المادة ‪ 20‬من نفس القانون‪.‬‬
‫راجع المادة ‪ 7‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،105- 13‬السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪32‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫بعد مضي ‪ 21‬يوما من تاريخ إيداعها بالوالية‪ .‬و هذا يخص جميع المداوالت‪ ،‬باستثناء المداوالت‬
‫المنصوص عليها في المواد ‪ 57‬و التي ال تكون قابلة للتنفيذ إال بعد المصادقة عليها من طرف‬
‫الوالي‪.‬‬

‫‪ -‬مداوالت قابلة للتنفيذ بعد مصادقة الوالي عليها‪ :‬و هي تلك المداوالت التي تتعلق بالميزانيات‬
‫و الحسابات ‪ ،‬قبول الهبات والوصايا األجنبية‪ ،‬اتفاقيات التوأمة‪ ،‬التنازل على األمالك العقارية للبلدية‪.‬‬
‫و تكون هذه المصادقة صريحة من الوالي بقرار والئي‪ .1‬و في حالة عدم المصادقة عليها صراحة‬
‫خالل مدة ثالثين( ‪ )30‬يوما من تاريخ إيداعها بالوالية‪ ،‬تعتبر هذه المداوالت مصادقا عليها ضمنيا‬
‫بعد مرور هذه المدة‪.2‬‬

‫‪ -4‬أن ال تكون المداوالت باطلة أو مخالفة للقانون‪ :‬لقد حدد قانون البلدية أصناف المداوالت من‬
‫حيث كيفيات و حاالت بطالنها‪ ،‬و قسمها إلى صنفين‪:‬‬

‫‪ -‬مداوالت باطلة بقوة القانون‪ :‬نصت المادة ‪ 59‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬على حاالت بطالن‬
‫المداوالت بقوة القانون‪ ،‬و هي‪ :‬المداوالت المتخذة خرقا للدستور و غير المطابقة للقوانين و التنظيمات‪.‬‬
‫المداوالت التي تمس برموز الدولة و شعاراتها‪ ،‬غير المحررة باللغة العربية‪ .‬و يتم معاينة البطالن‬
‫بقرار من الوالي‪.‬‬

‫‪ -‬مداوالت قابلة لإلبطال‪ :‬و يكون ذلك‪ ،‬في حالة عندما يكون رئيس البلدية أو احد أعضاء المجلس‬
‫في وضعية تعارض مصالحه أو مصالح احد أقاربه إلى الدرجة الرابعة مع مصالح البلدية‪ .‬و يكون‬
‫متعارضا مع مصالح البلدية عندما يكون الرئيس أو أحد األعضاء معني بموضوع مداولة إما شخصيا‬
‫أو اسم أحد أقاربه إلى غاية الدرجة الرابع ة‪ . 3‬ففي حالة التعارض البد علي ه التصريح بوضعية‬
‫التعارض مسبقا و عدم حضورها أو اتخاذ موقف تحظي باالنسحاب من الجلسة المعنية‪ ،‬تحت‬
‫طائلة بطالن المداولة‪ . 4‬و عليه فأي توفر لحاالت التعارض مع مصالح البلدية يؤدي إلى بطالن‬
‫المداولة‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 57‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬راجع المادة ‪ 58‬من نفس القانون‪.‬‬
‫راجع المادة ‪ 60‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬راجع المادة ‪ 29‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،105- 13‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪33‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الهيئة التنفيذية للبلدية‪ :‬رئيس المجلس الشعبي البلدي‬

‫لتحديد المركز القانوني لرئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬الذي يمثل الهيئة التنفيذية للبلدية البد من‬
‫التطرق مركزه العضوي( المطلب األول) ثم مركزه الوظيفي (المطلب الثاني)‪ ،‬و هذا فيما يلي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المركز العضوي لرئيس المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬


‫يقصد بالمركز العضوي لرئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬المركز القانوني لرئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي أثناء ممارسة عهدته االنتخابية من حيث تنظيمه‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬فقد نظم قانون البلدية رقم‬
‫‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ 2011‬المتضمن قانون البلدية‪ ،‬المعدل و المتمم باألمر رقم ‪،13-21‬‬
‫المؤرخ في ‪ 31‬أوت ‪ .2021‬الوضع القانوني لرئيس المجلس الشعبي البلدي في المواد من ‪ 62‬المادة‬
‫إلى المادة ‪ 76‬منه ‪ ،‬وذلك بما يضمن حسن سير و استم اررية عمل البلدية‪ ،‬و هذا من خالل إلزام‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي باإلقامة الفعلية و الدائمة في إقليم البلدية و التفرغ التام لممارسة‬
‫اختصاصه باإلضافة إلمكانية االستخالف ‪ ،‬ولتسليط الضوء على ذلك‪ ،‬سوف يتم تناول الوضعية‬
‫القانونية الدائمة لرئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬و يكون هذا بواسطة االنتخاب (أوال)‪ ،‬ثم الوضعية‬
‫القانونية المؤقت ة لرئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬و يكون هذا في حالة استخالف (ثانيا)‪ ،‬و أخي ار‬
‫نواب رئيس المجلس (ثالثا)‪ ،‬و هذا على النحو التالي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬الوضعية القانونية الدائمة لرئيس المجلس الشعبي البلدي‪ :‬عن طريق االنتخاب‬
‫يتم اختيار رئيس المجلس الشعبي البلدي عن طريق االنتخاب‪ .‬الجدير بالذكر‪ ،‬أن منصب‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي قد ط أر عليه مستجدات هامة ‪ ،‬ال سيما بعد صدور القانون العضوي‬
‫لالنتخابات الجديد لسنة ‪ ،2021‬و ذلك بموجب األمر رقم ‪ ،01-21‬السالف الذكر‪ ،‬و الذي قام‬
‫بتغيير نمط االنتخاب من االقتراع النسبي على أساس القائمة المغلقة إلى نمط االقتراع النسبي على‬
‫أساس القائمة المفتوحة‪ .‬األمر الذي جعل من تعديل الكيفية التي يختار بها رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي أكثر من ضرورة‪ ،‬و هو ما تم بعد صدور األمر رقم ‪ ،13-21‬المؤرخ في ‪ 31‬أوت ‪،2021‬‬
‫و الذي يعدل و يتم بعض أحكام القانون رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪ ،2011‬المتعلق‬
‫بالبلدية‪.1‬‬

‫‪ 1‬راجع أحكام المادة ‪ 65‬من األمر رقم ‪.13- 21‬‬


‫‪34‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫‪ -1‬انتخاب رئيس المجلس الشعبي البلدي قبل تعديل قانون البلدية لسنة ‪:2021‬‬
‫بالرجوع لقانون البلدية رقم ‪ 10-11‬قبل تعديله باألمر ‪ ،13-21‬و قبل صدور األمر رقم‬
‫‪ ،01-21‬السالف الذكر‪ .‬نجد األحكام المتعلقة باختيار رئيس المجلس الشعبي‪ ،‬في فحوى المادة ‪65‬‬
‫منه التي نصت على ما يلي‪ " :‬يعلن رئيسا للمجلس الشعبي البلدي متصدر القائمة التي تحصلت على‬
‫أغلبية أصوات الناخبين"‪ .‬فالمالحظ من هذه المادة‪ ،‬أنها جاءت مبسطة وواضحة بخصوص كيفية‬
‫اختيار رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬و لم تترك أي مجال للتأويالت‪ .‬فمتصدر القائمة التي تحصلت‬
‫على أغلبية أصوات الناخبين‪ ،‬هو من يعلن رئيس للمجلس الشعبي البلدي‪ ،‬أما في حالة وجود تساوي‬
‫األصوات‪ ،‬بين قائمتين أو أكثر‪ ،‬فيعلن الترشح األصغر سنا رئيسا‪ . 1‬و هذا ما يتماشى مع نمط‬
‫االقتراع النسبي على أساس القائمة المغلقة‪.‬‬
‫‪ -2‬انتخاب رئيس المجلس الشعبي البلدي بعد تعديل قانون البلدية لسنة ‪:2021‬‬
‫بعد صدور األمر رقم ‪ ،01-21‬المتضمن القانون العضوي لنظام االنتخاب‪ ،‬الذي جاء‬
‫بمستجدات حول نمط االنتخاب‪ ،‬حيث قام بتغيير هذا النمط من نظام االقتراع النسبي على أساس‬
‫القائمة المغلقة إلى نظام االقتراع النسبي على أساس القائمة المفتوحة‪ ،‬و هذا ما جعل المادة ‪ 65‬من‬
‫القانون ‪ ،10-11‬المذكورة أعاله غير منسجمة مع هذا التعديل‪ ،‬مما استوجب تعديل األحكام المتعلقة‬
‫بكيفية اختيار رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬و هو ما كان بعد صدور األمر رقم ‪ ،13-21‬السالف‬
‫الذكر‪.‬‬
‫لقد جاء هذا األخير (األمر رقم ‪ ،)13-21‬بأحكام جديدة تتعلق بكيفية اختيار رئيس المجلس‬
‫الشعبي البلدي‪ ،‬حيث أصبح انتخاب رئيس المجلس الشعبي البلدي معقد و مركب و يمر بمرحلتين‬
‫بعدما كان يمر بمرحلة واحدة سابقا‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬يتم فيها تنصيب المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬و يتم ذلك من طرف الوالي خالل‬
‫النهائية لالنتخابات‪ .2‬و التي تتم كما سبق الذكرـ باالقتراع‬ ‫الثمانية(‪ )8‬أيام التي تلي إعالن النتائج‬
‫العام السري و المباشر من ناخبي البلدية‪ ،‬وفق نمط االقتراع النسبي على أساس القائمة المفتوحة‬
‫دون مزج‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع حكيم طيبون‪ ،‬المركز القانوني لرئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬مجلة الفقة و القانون المغربية‪ ،‬عدد ‪ ، 18‬أفريل‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.123‬‬
‫‪ 2‬راجع المادة ‪ 64‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬المعدل و المتمم باألمر رقم ‪ ،13-21‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬يتم فيها انتخاب رئيس المجلس الشعبي البلدي من بين أعضاء المجلس الشعبي‬
‫البلدي المنتخبين‪ ،‬و هو شيء جديد في القانون العضوي الجديد‪ ،‬لم ت عرفه القوانين السابقة‪ ،‬فبعدما‬
‫كانت طريقة اختيار رئيس المجلس تتم ببساطة‪ ،‬حيث كان متصدر القائمة التي حازت على أغلبية‬
‫األصوات هو من يعلن رئيسا للمجلس‪ ،‬أي كان هذا األخير يستمد شرعيته باالنتخاب مباشرة من‬
‫طرف ناخبي البلدية‪ .‬أصبحت طريقة اختيار رئيس المجلس معقدة و مركبة‪ ،‬إذا أصبح الرئيس‬
‫ينتخب بصفة غير مباشرة من طرف أعضاء المجلس الشعبي البلدي المنتخبين من طرف ناخبي‬
‫البلدية‪.‬‬
‫و يتم ذلك بعد تنصيب المجلس‪ ،‬و إسناد رئاسته إلى العضو األكبر سنا من المجلس‪ ،‬و ذلك‬
‫خالل الخمسة (‪ )5‬أيام التي تلي تنصيب المجلس من أجل التحضير النتخابات الرئيس‪ ،‬و تبدأ هذه‬
‫المرحلة بإنشاء مكتب مؤقت يشرف على االنتخابات يتشكل من العضو المنتخب األكبر سنا‪،‬‬
‫المنتخبين األصغر سنا من غير المرشحين‪ .‬و يتولى هذا المكتب استقبال‬ ‫بمساعدة العضوين‬
‫الترشيحات النتخاب الرئيس‪ ،‬و إعداد قوائم الترشيحات‪.1‬‬
‫* كيفية الترشح لرئيس المجلس بعد تعديل قانون البلدية لسنة ‪ :2021‬يتم الترشح لرئيس المجلس‬
‫حسب ما تفرزه نتائج االنتخابات البلدية‪ ،‬و التي يمكن أن يترتب عليها ثالث حاالت هي‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬حالة حصول قائمة على األغلبية المطلقة للمقاعد‪ :‬في هذه الحالة يتم تقديم‬
‫المرشح من هذه القائمة‪ .‬غير أنه ما يمكن مالحظته ‪ ،‬هو أن المشرع لم ينظم األحكام المتعلقة بكيفية‬
‫تقديم مرشح من هذه القائمة‪ .‬فإذا كان في قانون البلدية قبل تعديل ‪ ،2021‬متصدر القائمة الحائزة‬
‫على أغلبية األصوات محدد مسبق و هو من يعلن رئيسا للمجلس‪ .‬و ذلك على اعتبار أن نمط‬
‫االنتخاب الذي كان سائدا هو نظام االقتراع النسبي على أساس القائمة المغلقة‪ ،‬و بالتالي كانت القائمة‬
‫مرتبة ترتيبا واضحا من األول إلى األخير و متصدرها واضح‪ .‬فإن األمر يختلف في قانون البلدية‬
‫بعد تعديل سنة ‪ ، 2021‬و ذلك بسبب أن الفائزين بالمقاعد غير محددين بالترتيب من األول إلى‬
‫األخير‪ ،‬و ال يوجد متصدر للقائمة‪ .‬و بالتالي‪ ،‬فإن المشرع ترك للقائمة المتحصلة على أغلبية المقاعد‬
‫الحرية في تقديم مرشح عنها ‪ ،‬مما يمكن من الناحية التطبيقية أن يصعب على الفائزين بالمقاعد في‬
‫هذه القائمة تقديم مرشح من بينهم للترشح لرئاسة المجلس‪.‬‬

‫راجع المادة ‪ 64‬مكرر من القانون رقم ‪ ،10-11‬المعدل و المتمم باألمر ‪ ،13-21‬السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪36‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬في حالة وجود أغلبية نسبية‪ ،‬مع وجود قائمتين حائزتين على ‪ %35‬من المقاعد‪:‬‬
‫يمكن في هذه الحالة‪ ،‬لكل قائمة من هذين القائمتين تقديم مرشح عنها‪.‬‬
‫في حالة وجود أغلبية نسبية دون حصول أي قائمة على نسبة ‪ :% 35‬يمكن لجميع‬ ‫الحالة الثالثة‪:‬‬
‫القوائم تقديم مرشح عنها‪.‬‬
‫بعد إعداد قوائم المرشحين‪ ،‬و إعالن يوم‬ ‫* إجراء انتخابات رئيس المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬
‫االنتخاب يقوم جميع أعضاء المجلس الشعبي البلدي الجدد‪ ،‬بانتخاب رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫من بين المرشحين‪ ،‬و ذلك باالقتراع السري‪ .‬و يعلن رئيسا للمجلس المرشح الذي تحصل على األغلبية‬
‫المطلقة لألصوات (‪ .)1 +%50‬و في حالة عدم حصول أي مرشح على األغلبية المطلقة‪ ،‬يجري‬
‫دور ثاني بين المرشحين الحائزين على المرتبة األولى و الثانية‪ ،‬و يعلن فائ از المرشح المتحصل على‬
‫أغلبية األصوات‪ .‬و في حالة تساوي األصوات‪ ،‬يعلن فائ از المرشح األكبر سنا‪.1‬‬
‫ثانيا‪ -‬الوضعية المؤقتة لرئيس المجلس الشعبي البلدي‪ :‬عن طريق نظام االستخالف‬
‫قد يط أر على شخص رئيس المجلس الشعبي البلدي أي ظرف أثناء ممارسة عهدته االنتخابية‪،‬‬
‫يغير من مركزه القانوني و يؤدي إلى استحالة ممارسته لمهامه ‪ ،‬ومن أجل ضمان عمل البلدية ‪،‬‬
‫أوجد المشرع في القانون رقم ‪ 10-11‬السالف الذكر‪ ،‬آلية قانونية من أجل المحافظة على استم اررية‬
‫و دوام عمل وسير البلدية ‪ ،‬تتمثل في االستخالف‪. 2‬‬
‫و تتمثل أسباب استخالف رئيس المجلس الشعبي البلدي في حاالت حددها هذا القانون و هي حالة‬
‫وفاته‪ ،‬استقالته‪ ،‬تخليه عن منصبه‪ ،‬وجود مانع قانوني‪.‬‬
‫ويتولى رئاسة المجلس الشعبي البلدي إما أحد نواب رئيس المجلس الشعبي البلدي أو أحد‬
‫أعضاء المجلس الشعبي البلدي و هذا في حالة عدم وجود أحد نوابه‪ ،‬و تكون فترة االستخالف مؤقتة‬
‫لغاية انتخاب رئيس مجلس شعبي بلدي آخر حسب أحكام المادة ‪ 65‬من القانون رقم ‪ 10-11‬المعدل‬
‫و المتمم باألمر رقم ‪.13-21‬‬
‫ثالثا‪ -‬نواب رئيس المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬

‫إن رئيس المجلس الشعبي البلدي كهيئة تنفيذية للبلدية ال يقوم بممارس ة مهامه بصفة فردية‪ ،‬و إنما‬
‫يساعده في مهامه نواب رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ .‬يختارهم من بين أعضاء المجلس الشعبي‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 65‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬المعدل و المتمم باألمر رقم ‪ ،13-21‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 2‬راجع حكيم طيبون‪ ،‬المركز القانوني لرئيس المجلس الشعبي البلدي‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪37‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫البلدي (المنتخبين)‪ ،‬في أـول خمسة عشر (‪ )15‬يوما من تاريخ تنصيبه كرئيس للمجلس‪ .‬و بعد عملية‬
‫االختيار يعرضهم على المجلس للمصادقة على ذلك‪ ،‬و في هذا الصدد‪ ،‬يشترط أن تبلغ نسبة‬
‫التصويت لكي تتم المصادقة األغلبية المطلقة ألعضاء المجلس‪.1‬‬

‫تجب المالحظة‪ ،‬أن عدد النواب رئيس المجلس يتغير حسب عدد مقاعد المجالس الشعبية البلدية‪،‬‬
‫و هو محدد كما يلي‪:2‬‬

‫‪ -‬نائبان (‪ )2‬بالنسبة للبلديات ذات المجلس الشعبي البلدي المتكون من ثالث عشر(‪ )13‬مقعد إلى‬
‫خمسة عشر (‪ )15‬مقعد؛‬

‫‪ -‬ثالثة (‪ )3‬نواب بالنسبة للبلديات ذات المجلس الشعبي البلدي المتكون من تسعة عشر (‪)19‬‬
‫مقعدا؛‬

‫‪ -‬أربعة (‪ )4‬نواب بالنسبة للبلديات ذات المجلس الشعبي البلدي المتكون من ثالث و عشرين (‪)23‬‬
‫مقعدا؛‬

‫‪ -‬خمسة (‪ )5‬نواب بالنسبة للبلديات ذات المجلس الشعبي البلدي المتكون من ثالث و ثالثين (‪)33‬‬
‫مقعدا؛‬

‫‪ -‬ستة (‪ )6‬نواب بالنسبة للبلديات ذات المجلس الشعبي البلدي المتكون من ثالث و أربعين (‪)43‬‬
‫مقعدا؛‬

‫و في هذا اإلطار‪ ،‬يعمل نواب الرئيس تحت سلطة رئيس‪ ،‬حيث يكونون على مرتبة واحدة تجاه‬
‫الرئيس دون أن يكون أي ترتيب أو أي تدرج سلم بينهم‪ .3‬و في نفس اإلطار‪ ،‬يمكن للرئيس أن يفوض‬
‫إمضائه لصالح نوابه في حدود القانون‪.4‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 70‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬راجع المادة ‪ 69‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 3‬راجع الفقرة الثالثة من المادة الثالثة من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،105-13‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 4‬راجع الفقرة األخيرة من المادة ‪ 70‬من القانون رقم ‪.10- 11‬‬
‫‪38‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المركز الوظيفي رئيس المجلس الشعبي البلدي ( اختصاصات)‪:‬‬


‫تتميز صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي باالزدواج الوظيفي‪ ،‬حيث يتصرف أحيانا باسم‬
‫البلدية (أوال)‪ ،‬و أحيانا أخرى باسم الدولة (ثانيا) ‪ ،‬و في هذا السياق‪ ،‬يترتب على هذا االزدواج‬
‫الوظيفي آثا ار هامة ( ثالثا)‪ ،‬و هو ما يتم تناوله على النحو التالي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي بصفته ممثال للبلدية ‪:‬‬
‫بما أن البلدية هي شخص معنوي عام‪ ،‬فإن رئيس المجلس الشعبي يمارس كل المهام الناتجة‬
‫عن أثار الشخصية المعنوية (‪ ، )1‬كما يمارس كل الصالحيات البلدية باعتبارها هيئة التنفيذية(‪.)2‬‬
‫و قد نص المشرع على هذه الصالحيات في المواد من ‪ 77‬إلى ‪ 84‬من هذا القانون‪ ،‬و سنتطرق ألهم‬
‫هذه الصالحيات فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬باعتباره ممثل قانوني للبلدية كشخص معنوي عام‪ :‬يقوم بالصالحيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يمثل رئيس المجلس الشعبي البلدي البلدية في كل أعمال الحياة المدنية و اإلدارية وفق القانون‪.‬‬
‫‪ -‬يمثل البلدية في كل االحتفاالت و التشريفات الرسمية‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم بجميع التصرفات الخاصة بالمحافظة على األمالك و الحقوق المكونة لممتلكات البلدية‬
‫و إدارتها‪ ،‬و أهمها نذكر‪:‬‬
‫*التقاضي باسم البلدية و لحسابها‪.‬‬
‫* إدارة مدا خيل البلدية و األمر بالصرف‪.‬‬
‫* يبرم عقود اقتناء األمالك و المعامالت و الصفقات و اإليجارات و يقبل الهبات و الوصايا‪.‬‬
‫* يقوم بمناقصات أشغال البلدية و مراقبة حسن تنفيذها ‪.‬‬
‫* يمارس كل الحقوق عن األمالك العقارية و المنقولة التي تملكها البلدية بما في ذلك حق الشفعة‪.‬‬
‫* يتخذ كل الق اررات الموقفة للتقادم و اإلسقاط‪.‬‬
‫* يسهر على المحافظة على األرشيف‪.‬‬
‫* اتخاذ مبادرات لتطوير مداخيل البلدية‪.‬‬
‫‪ -‬يسهر على وضع المصالح و المؤسسات العمومية البلدية و حسن سيرها‪.‬‬

‫‪ -2‬باعتباره هيئة تنفيذية للبلدية و رئيس للمجلس‪ :‬يقوم بالصالحيات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬يقوم بتنفيذ مداوالت المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬


‫‪ -‬يقوم بتنفيذ الميزانية البلدية‪ ،‬و هو اآلمر بالصرف‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫‪ -‬يتولى رئاسة المجلس الشعبي البلدي‪ ،1‬حيث يمكن له استدعائه و إعداد مشروع جدول أعماله‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي بصفته ممثال للدولة‪:‬‬

‫إن الدولة في حاجة إلى من يمثلها على المستوى المحلي‪ ،‬باعتبار هناك شؤون محلية ذات‬
‫صبغة وطنية ال يمكن ممارستها إال على المستوى المحلي‪ ،‬لذلك يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫على المستوى المحلي بالضبط بمفهومه الواسع التي تضمنتها المواد من ‪ 85‬إلى ‪ 95‬القانون رقم‬
‫‪ ،10-11‬السالف الذكر‪ .‬و يمكن ذكر أهم الصالحيات في هذا المجال‪ ،‬فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ضابط الحالة المدنية‪ :‬حيث يقوم كل المهام المتعلقة بالحالة المدنية‪ ،‬و ذلك تحت إشراف‬
‫الوالي‪.‬‬
‫‪ -‬و في هذا السياق‪ ،‬يمكن له تفويض إمضائه للمندوبين و إلى موظف بلدي بهدف‪:‬‬
‫*استقبال التصريحات بالوالدة و الزواج و الوفيات‪،‬‬
‫* تدوين كل العقود و األحكام في سجالت الحالة المدنية‪،‬‬
‫* إعداد و تسليم كل العقود المتعلقة بتصريحات بالوالدة و الزواج و الوفيات‪.‬‬
‫* التصديق على كل توقيع يقوم به‪ ،‬أي مواطن أمامهم بموجب تقديم وثيقة هوية‪،‬‬
‫* التصديق بالمطابقة على كل نسخة بتقديم النسخة األصلية منها‪.‬‬
‫‪ -2‬يعتبر ضابط الشرطة اإلدارية‪ :‬وبذلك يقوم بالمهام التالية تحت‪ ،‬إشراف الوالي‪:2‬‬
‫* يسهر على احترام و تطبيق التشريع و التنظيم المعمول بهما‪.‬‬
‫* يقوم بنشر و تنفيذ القوانين و التنظيمات عبر تراب البلدية تحت إشراف الوالي‪.‬‬
‫* تبليغ و تنفيذ القوانين و التنظيمات على إقليم البلدية‬
‫*السهر على حماية النظام و السكينة و النظافة العمومية‪.‬‬
‫*السهر على حسن تنفيذ التدابير االحتياطية و الوقاية و التدخل في مجال اإلسعاف‪ .‬لضمان‬
‫سالمة األشخاص و الممتلكات و األماكن العمومية‪.‬‬
‫*تنفيذ تدابير األمن التي تقتضيها الظروف‪.‬‬
‫*تفعيل المخطط البلدي لتنظيم اإلسعاف في حالة حدوث كوارث‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،105-13‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬راجع حكيم طيبون‪ ،‬المركز القانوني لرئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪40‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫* يتخذ كل االحتياطات الضرورية و كل التدابير الوقائية لضمان حماية وسالمة األشخاص‬


‫و الممتلكات في األماكن العمومية التي يمكن أن تحدث فيها‪ ،‬أي كارثة أ حادث‪.‬‬
‫‪ -‬لرئيس المجلس الشعبي البلدي أن يأمر بهدم الجدران والعمارات والبنايات اآليلة للسقوط‪ ،‬و ذلك في‬
‫إطار القانون و التنظيم المعمول به‪.‬‬
‫‪-‬كما له إمكانية تسخير قوات الشرطة أو الدرك الوطني المختصة إقليميا عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ -‬كما يسهر على احترام حقوق و حريات الموطنين‪ ،‬و يقوم في هذا اإلطار بما يلي‪:1‬‬
‫* يسهر على المحافظة على النظام العام و أمن األشخاص و ممتلكاتهم‪.‬‬
‫* يتأكد من الحفاظ على النظام العام في كل األماكن العمومية التي يجري فيها تجمع‬
‫األشخاص‪ ،‬و معاقبة كل مساس بالسكينة العمومية‪ ،‬و كذا األعمال التي من شأنها اإلخالل بها‪.‬‬
‫* تنظيم ضبطية الطرقات المتواجدة على إقليم البلدية‪.‬‬
‫* يسهر على حماية التراث التاريخي و الثقافي و رموز ثورة التحرير الوطني‪.‬‬
‫* يسهر على احترام المقاييس و التعليمات في مجال العقار و السكن و التعمير و حماية التراث‬
‫الثقافي المعماري‪.‬‬
‫* يسهر على نظافة العمارات و سهولة السير في الشوارع و الساحات و الطرق العمومية‪،‬‬
‫و احترام تعليمات نظافة المحيط و حماية البيئة‪.‬‬
‫* يسهر على سالمة المواد الغذائية االستهالكية المعروضة للبيع‪.‬‬
‫يسهر على منع تشرد الحيوانات المؤذية و الضارة‪ ،‬كما يمكن له اتخاذ االحتياطات‬ ‫*‬
‫و التدابير الضرورية لمكافحة األمراض المتنقلة أو المعدية و الوقاية منها‪.‬‬
‫* يضمن ضبطية الجنائز و المقابر طبقا للعادات و حسب مختلف الشعائر الدينية‪.‬‬
‫‪ -‬يسهر على احترام التشريع المتعلق بالعقار‪ ،‬السكن‪ ،‬وحماية التراث المعماري على كامل البلدية‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم بتسليم رخص البناء و الهدم و التجزئة في إطار القانون‪.‬‬
‫‪ -3‬يعتبر ضابط شرطة قضائية‪ :‬باعتباره يملك صفة ما يعرف بـ "الضبطية القضائية"‪ ،‬حسب‬
‫المادة ‪ 92‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪ ،‬والمادة ‪ 15‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪ .‬إال أنه‬
‫ما يمكن مالحظته أن المادة ‪ 92‬من القانون رقم ‪ 10-11‬لم تحدد مهامه بدقة كضابط شرطة قضائية‬
‫باالستناد لمركزه القانوني كرئيس بلدية‪ .‬و بالرجوع إلى المادة ‪ 15‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬يبدو‬

‫‪ 1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.126‬‬


‫‪41‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫أنها منحته االختصاص العام في مجال الضبطية القضائية‪ ،‬و ساوت بينه و بين ضباط الشرطة‬
‫القضائية اآلخرين في المهام‪ .‬و بالتالي حسب هذه المادة‪ ،‬فإنه يقوم باتخاذ اإلجراءات و التحريات‬
‫التي من شانها القبض على المجرمين عبر تراب البلدية في إطار ما يسمح به القانون‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬آثار االزدواج الوظيفي لرئيس المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬

‫في ممارسة صالحياته بصفة ممثال‬ ‫إن االزدواج الوظيفي لرئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫للدولة و ممثال للبلدية‪ ،‬يترتب عليه آثارا هاما من حيث طبيعة الرقابة اإلدارية التي تمارس عليه (‪،)1‬‬
‫اإلدارية في حالة ارتكابه ضرر للغير بمناسبة ممارسة‬ ‫قواعد المسؤولية‬ ‫من حيث‬ ‫وكذلك‪،‬‬
‫و هو ما سيتم توضيحه فيما يلي‪:‬‬ ‫مهامه(‪،)2‬‬
‫‪ -1‬من حيث طبيعة الرقابة اإلدارية التي تمارسه عليه‪ :‬تختلف طبيعة الرقابة اإلدارية على رئيس‬
‫المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬باختالف االختصاصات الذي يمارسها ‪:‬‬
‫فعندما يمارس صالحياته كممثل للدولة‪ ،‬فانه يخضع لرقابة تسلسلية ( رئاسية)‪ ،‬يمارسها الوالي‬
‫أو وزير الداخلية‪ .‬و بالتالي‪ ،‬تمارس عليه نفس صور الرقابة التسلسلية على أعماله( إجازة ‪ ،‬تعديل‪،‬‬
‫حلول‪ ،‬إلغاء‪ ،‬سحب)‪.‬‬
‫أما عندما يمارس صالحياته كممثل للبلدية‪ ،‬فإنه يخضع للرقابة الوصائية من طرف الوالي‪،‬‬
‫و بالتالي تمارس عليه نفس صور الرقابة على أعماله ( مصادقة‪ ،‬إبطال‪ ،‬حلول)‪ ،‬أو على شخصه‬
‫( إيقاف‪ ،‬إقصاء‪.1)...‬‬
‫‪ -2‬من حيث تطبيق قواعد المسؤولية و التعويض‪:‬‬
‫تختلف طبيعة المسؤولية و التعويض باختالف الصالحيات التي يمارسها رئيس المجلس البلدية‪،‬‬
‫فإذا كان رئيس المجلس الشعبي البلدي يمارس مهامه بصفته ممثال للبلدية‪ ،‬فإنه البلدية هي من تتحمل‬
‫مسؤولية أضرار أعماله ضد الغير ‪ ،‬و يقع التعويض في هذه الحالة من ميزانية البلدية‪ .‬أما اذا كان‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي يمارس مهامه بصفته ممثال للدولة و لحسابها‪ ،‬فتكون الدولة هي من‬
‫تتحمل المسؤولية‪ ،‬و يقع التعويض في هذه الحالة من ميزانية الدولة‪ .2‬غير أن هذه القاعدة ليست‬
‫‪3‬‬
‫مطلقة‪ ،‬و ذلك حسب ظروف و نوعية المهام و األخطاء المرتكبة‪ ،‬السيما بالنسبة للكوارث الطبيعية‬

‫‪ 1‬راجع‪ ،‬ناصر لباد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.147‬‬


‫‪ 2‬حول هذه الفكرة‪ ،‬راجع محمد صغير بعلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪ 3‬راجع المادة ‪ 147‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫أو الحوادث الشخصية‪.1‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬األمين العام للبلدية‬


‫يعتبر وظيفة األمين العام للبلدية هامة و حساسة‪ ،‬باعتباره يعد موظف الدولة الذي يتولى مهمة‬
‫تنشيط إدارة البلدية تحت سلطة رئيس المجلس‪ ،‬و هو ما نصت عليه المادة ‪ 125‬من القانون رقم‬
‫‪ ،10-11‬السالف الذكر‪ .‬وألهمية مركز األمين العام في البلدية‪ ،‬البد من تناول المركز العضوي‬
‫لألمين العام ( المطلب األول)‪ ،‬ثم المركز الوظيفي له( المطلب الثاني)‪ ،‬و هذا على النحو التالي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المركز العضوي لألمين العام للبلدية‪:‬‬
‫يتم اختيار األمين العام للبلدية عن طريق تعيينه من طرف السلطة اإلدارية المخولة‪ ،‬و في هذا‬
‫الصدد‪ ،‬تختلف طريقة تعيين األمين العام و النظام القانوني لوظيفته حسب حجم البلدية و عدد سكانها‬
‫و هذا في حالتين‪:‬‬
‫أوال ‪-‬الحالة األولى‪ :‬بالنسبة للبلديات الصغيرة و المتوسطة التي يساوي أو يقل عدد سكانها ‪100‬‬
‫ألف نسمة‪ ،‬دون أن تشمل بلديات مقر الوالية و بلديات العاصمة‪ :‬تعتبر وظيفة األمين العام منصب‬
‫عالي يعين من طرف الوالي باقتراح من رئيس المجلس الشعبي البلدي‪.2‬‬
‫ثانيا‪-‬الحالة الثانية‪ :‬بالنسبة للبلديات الكبيرة التي يفوق عدد سكانها ‪100‬الف نسمة و بلديات كل‬
‫بلديات مقر الوالية و بلديات العاصمة‪ :‬تعتبر وظيفة األمين العام وظيفة عليا في الدولة يعين بموجب‬
‫مرسوم تنفيذي من طرف الوزير األول باقتراح من وزير الداخلية و الجماعات المحلية‪.3‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المركز الوظيفي لألمين العام للبلدية‪:‬‬
‫يمارس األمين العام للبلدية مهام عديدة و متنوعة على مستوى البلدية‪ ،‬تحت سلطة رئيس المجلس‬
‫الشعبي البلدي‪ ،‬يمكن حصرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 144‬من نفس القانون‪.‬‬


‫‪ 2‬راجع المادة ‪ 19‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 320- 16‬المؤرخ في ‪ 13‬ديسمبر ‪ ،2016‬المتضمن األحكام المطبقة‬
‫على األمين العام للبلدية( ج ر رقم ‪ ،73‬لسنة ‪،2016‬ص ‪)3‬‬
‫‪ 3‬راجع المادة ‪ 20‬من نفس المرسوم التنفيذي؛ راجع كذلك المادة ‪ 4‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 39- 20‬المؤرخ في ‪2‬‬
‫فيفري ‪ ، 2020‬الذي يتعلق بالتعيين في الوظائف المدنية و العسكرية للدولة( ج ر رقم ‪ 6‬المؤرخة في ‪ 2‬فيفري ‪،2020‬‬
‫ص ‪.)8‬‬
‫‪43‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫أوال‪ -‬مهام تتعلق بالهيئة التنفيذية و التداولية للبلدية‪:‬‬


‫‪ -‬تتمثل هذه المهام أساسا في ضمان تحضير اجتماعات المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬و بذلك يقع‬
‫على عاتق األمين العام تحضير كل الوثائق الالزمة ألشغال المجلس ووضع كل الوسائل البشرية‬
‫و المادية من أجل ضمان سير أشغاله‪ ،‬و ضمان أمانة المجلس‪.‬‬
‫‪ -‬كما تتمثل مهام األمين العام كذلك‪ ،‬في ضمان متابعة مداوالت المجلس‪ ،‬و هو ما يفرض على‬
‫و كذلك ضمان نشرها و ضمان تنفيذ الق اررات التي تتضمنها‬ ‫األمين العام إرسال المداوالت للوالية‪،‬‬
‫كما يقع عليه متابعة تنفيذ مشاريع البلدية و برامجها التنموية التي أقرتها البلدية‪.1‬‬
‫ثانيا‪ -‬مهام تتعلق بالمصالح اإلدارية و التقنية للبلدية‪:‬‬
‫يتمثل هذه المهام في تنشيط و تنسيق عمل و سير المصالح التقنية و اإلدارية التابعة إلدارة‬
‫البلدية تحت سلطة رئيس المجلس‪ ،‬و بالتالي تقع عليه ممارسة السلطة السلمية على كافة مستخدمي‬
‫إدارة البلدية‪ ،‬ضمان السير العادي لمصالح البلدية و نشاطها‪ ، 2‬ضمان متابعة كل جوانب التسيير‬
‫اإلداري ( عقود و الصفقات‪ ،‬موارد بشرية‪ .) ...‬و التسيير المالي( تحضير مشروع الميزانية‪ ،‬ضمان‬
‫تنفيذ الميزانية‪ ،‬متابعة تسيير الممتلكات وغيرها) بالبلدية ‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 14‬و ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.320- 16‬‬


‫‪ 2‬راجع المادة ‪ 16‬من نفس المرسوم التنفيذي‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬نشاط البلدية و مهامها‪:‬‬


‫لما كانت الدولة في إطار ممارسة وظائفها و تسيير الشؤون العمومية للمواطنين‪ ،‬تسعى إلى تلبية‬
‫و تحقيق التنمية في جميع المجاالت‪ ،‬و بالتالي تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬فإن‬ ‫حاجيات األفراد‬
‫فالبلدية تعتبر هي الخلية األساسية اإلقليمية التي تتشكل‬ ‫البلدية أيضا‪ ،‬تلعب دو ار في هذا اإلطار ‪،‬‬
‫منها الدولة‪ ،‬و هي ق اعدة الالمركزية‪ .‬و تمارس البلدية نشاطها في إطار نطاق اختصاصاتها المحددة‬
‫بموجب القانون‪ .‬و بالتالي‪ ،‬تلعب دو ار هاما في تسيير الشؤون العمومية المحلية‪ ،‬و تلبية حاجات‬
‫المواطن المحلي‪.‬‬
‫و في هذا السياق‪ ،‬نصت الفقرة الثانية من المادة الثالثة من القانون رقم ‪ ،10-11‬المتضمن‬
‫قانون البلدية على ما يلي‪ " :‬تساهم مع الدولة‪ ،‬بصفة خاصة في إدارة و تهيئة اإلقليم و التنمية‬
‫االقتصادية و االجتماعية و الثقافية و األمن و كذلك الحفاظ على اإلطار المعيشي للمواطنين‬
‫و تحسينه ‪ .‬و لعل أهم شرط للقيام بهذه األدوار هو أن تتأكد البلدية من وجود الموارد المالية الضرورية‬
‫للتكفل بهذه المهام‪.1‬‬
‫و تبعا لذلك‪ ،‬يعتبر المجلس الشعبي البلدي هو الجهاز األساسي في البلدية الذي يتولى القيام بهذه‬
‫الصالحيات‪ ،‬و في هذا اإلطار نصت الفقرة الثانية من المادة ‪ 16‬من دستور الجزائر لسنة ‪،2020‬‬
‫على ما يلي‪ " :‬المجلس المنتخب هو اإلطار الذي يعبر فيه الشعب على إرادته و يراقب عمل‬
‫السلطات العمومية"‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 19‬منه على ما يلي‪ " :‬يمثل المجلس المنتخب قاعدة‬
‫الالمركزية و مكان مشاركة المواطنين في تسيير الشؤون العمومية"‪ .‬و يقوم المجلس بهذه الصالحيات‬
‫عن طريق وسيلة هامة و هي المداوالت‪ .‬و يبرز ذلك من خالل البرامج و المخططات التي يعدها‬
‫المجلس الشعبي البلدي كالمخطط البلدي للتنمية (‪ ، 2) P.C.D‬و غيرها من البرامج يشارك فيها‬
‫المجلس الشعبي البلدي الدولة‪ ،‬و التي تأتي لتنفيذ السياسة العامة للدولة في جميع الميادين‪.‬‬
‫و في هذا الصدد‪ ،‬و لتبيان نشاط هذا النشاط‪ ،‬البد من التطرق إلى اختصاصات البلدية( المبحث‬
‫األول)‪ ،‬ثم المرافق العامة البلدية و أساليب تسييرها( المبحث الثاني)‪ ،‬و هذا على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬يعتبر المخطط البلدي للتنمية ( ‪ )P.C.D‬من أهم البرامج التي يضعها المجلس الشعبي البلدي ‪ ،‬و هو عبارة عن‬
‫مخطط شامل للتنمية في البلدية ‪ ،‬يعد أهم مظاهر تكريس مبدأ الالمركزية على المستوى المحلي‪ ،‬مهمته األساسية‬
‫توفير الحاجيات الضرورية للمواطنين ‪ ،‬حول هذه الفكرة راجع ليندة أونيسي‪ ،‬المخطط البلدي للتنمية و دوره في تنمية‬
‫البلدية‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬العدد رقم ‪ ،9‬جامعة باتنة‪ ،1‬جوان ‪ ،2016‬ص‪.228‬‬
‫‪45‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اختصاصات البلدية (صالحيات)‪:‬‬


‫تمارس البلدية اختصاصات في عدة ميادين من تسيير الشؤون المحلية لمواطني البلدية‪،‬‬
‫و تتمثل في أهم الصالحيات في مجال الت هيئة ‪ ،‬و التعمير و الهياكل القاعدة و التجهيز (المطلب‬
‫األول)‪ ،‬و صالحيات في المجال االقتصادي و االجتماعي و الضبطي و المرفقي ( المطلب الثاني)‪،‬‬
‫و هو ما سيتم تناوله فيما يلي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬صالحيات في مجال تهيئة اإلقليم و التنمية المستدامة و التعمير و التجهيز‪:‬‬
‫يقتضي ذلك تحديد صالحيات البلدية في مجال تهيئة التعمير و التنمية المستدامة (أوال) ثم‬
‫تحديد صالحياتها في مجال التعمير و التجهيز( ثانيا)‪ ،‬و هذا على النحو التالي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬صالحيات في مجال تهيئة اإلقليم و التنمية المستدامة‪:‬‬
‫يمارس المجلس الشعبي البلدي صالحيات هامة في مجال تهيئة اإلقليم و التنمية المستدامة‬
‫لإلقليم ‪ .‬و في هذا الصدد‪ ،‬يقوم المجلس بإعداد البرامج السنوية و المتعددة السنوات الموافقة لعهدته‬
‫ويصادق عليها و يسهر على تنفيذها تماشيا مع الصالحيات المخولة له قانونا‪ .1‬حيث يشارك المجلس‬
‫الشعبي البلدي في إجراءات إعداد عمليات تهيئة اإلقليم و التنمية المستدامة و تنفيذها‪ ،2‬و ذلك في‬
‫إطار المخطط الوطني للتهيئة و التنمية المستدامة لإلقليم‪.‬‬
‫تجب المالحظة‪ ،‬أن السياسية الوطنية لتهيئة اإلقليم و تنميته تقوم بتسييره الدولة بالتنسيق‬
‫و االتصال مع الجماعات المحلية ( البلدية‪ ،‬و الوالية)‪ ،‬و هذا حسب اختصاصات كل منهما‪ ،‬على‬
‫ضوء ما نصت عليه المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 20-01‬المؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر سنة ‪ ،2001‬الذي‬
‫يتعلق بتهيئة اإلقليم و تنميته المستدامة‪.3‬‬
‫و تبعا لذلك‪ ،‬و لغرض المحافظة على تهيئة اإلقليم و التنمية المستدامة و البيئة‪ ،‬يقوم المجل س‬
‫الشعبي البلدي بالسهر على حماية األراضي الفالحية و المساحات الخضراء و التربة و الموارد‬
‫المائية و البيئة‪ ،‬و ذلك في حالة إقامته ألي مشروع على مستوى إقليم الوالية‪ .4‬كما أن إقامة أي‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 107‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬راجع المادة ‪ 108‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 3‬راجع المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 20-01‬المؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،2001‬الذي يتعلق بتهيئة اإلقليم و تنميته‬
‫المستدامة( ج ر رقم ‪ 77‬المؤرخة في ‪ 15‬ديسمبر ‪ ،2001‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 4‬راجع المادة ‪ 110‬من القانون ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫مشاريع في البلدية سواء تعلق األمر بمشاريع االستثمار و التجهيز أو المشاريع التي تندرج ضمن‬
‫البرامج القطاعية للتنمية تخضع إلى الرأي المسبق للمجلس الشعبي البلدي‪.1‬‬
‫ثانيا‪ -‬صالحيات في مجال التعمير و التجهيز‪:‬‬
‫أولت الدولة أهمية كبيرة للتعمير و الذي يتضمن وضع سياسة عامة تشمل تحديد القواعد‬
‫العامة التي تستهدف تنظيم إنتاج األراضي القابلة للتعمير و تكوين و تحويل المبنى في إطار التسيير‬
‫االقتصادي لألراضي و الموازنة بين وظيفة السكن و الفالحة و الصناعة و أيضا وقاية المحيط‬
‫و األوساط الطبيعية و المناظر و التراث الثقافي و التاريخي‪ .2‬و في هذا اإلطار‪ ،‬فإن الدولة ال تقوم‬
‫بهذه المهام بصفة منفردة‪ ،‬و إنما تتولى البلدية و الجماعات المحلية األخرى أيضا المشاركة في إعداد‬
‫و تنفيذ هذه السياسة العامة للدولة في مجال التهيئة و التعمير‪ ،‬و ذلك في حدود اختصاصها ‪.‬‬
‫و تبعا لذلك‪ ،‬نصت المادة ‪ 113‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪ ،‬على أن تتزود البلدية‬
‫بكل أدوات التعمير بعد المصادقة عليها بموجب مداولة المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬و بالرجوع للقانون رقم‬
‫‪ ، 29-90‬المتعلق بالتهيئة و التعمير‪ ،‬نجد أن أدوات ال تعمير تشكل من المخططات التوجيهية للتهيئة‬
‫و التعمير و مخططات شغل األراضي ‪ .‬و في هذا الصدد‪ ،‬ألزم المشرع موافقة المجلس الشعبي البلدي‬
‫في حالة إنشاء أي مشروع يحتمل اإلضرار بالبيئة و الصحة العمومية على إقليم البلدية‪ ،‬ماعدا تلك‬
‫المشاريع ذات المنفعة الوطنية التي تخضع لألحكام المتعلقة بحماية البيئة‪.3‬‬
‫و في نفس السياق‪ ،‬حدد القانون رقم ‪ ، 10-11‬مجموعة من االختصاصات التي تتمتع بها في‬
‫مجال التعمير و التجهيز‪ ،‬و تتمثل أهمها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬السهر على المراقبة الدائمة لمطابقة عمليات البناء ذات العالقة ببرامج التجهيز و السكن؛‬
‫‪-‬التأكد من احترام تخصيصات األراضي و قواعد استعمالها؛‬
‫‪-‬السهر على احترام األحكام في مجال مكافحة السكنات الهشة غير القانونية؛‬
‫‪ -‬حماية التراث المعماري و المحافظة على التراث الثقافي و حمايته؛ و حماية األمالك العقارية‬
‫و الثقافية و الحفاظ على االنسجام الهندسي للتجمعات السكنية‪.4‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 109‬من القانون رقم ‪.10-11‬‬


‫‪ 2‬راجع المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 29-90‬المؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر ‪ ،1990‬الذي يتعلق بالتهيئة و التعمير ( ج ر رقم‬
‫‪ 52‬المؤرخة في ‪ 2‬ديسمبر ‪ ،1990‬ص ‪.)1652‬‬
‫‪ 3‬راجع المادة ‪ 114‬من القانون رقم ‪.10-11‬‬
‫‪ 4‬راجع المادة ‪ 115‬و المادة ‪ 116‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫‪ -‬السهر على الحفاظ علة الوعاء العقاري للبلدية و منح األولوية في تخصيص برامج البلدية المتعلقة‬
‫بالتجهيزات العمومية و االستثمار االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬المبادرة بالعمليات المرتبطة بتهيئة الهياكل و التجهيزات الخاصة بالشبكات التابعة الختصاصاتها‬
‫و العمليات المتعلقة بتسييرها و صيانتها‪ ،‬و بترقية برامج السكن و توفير الشروط التحفيزية للترقية‬
‫العقارية‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬في المجال االقتصادي و المرفقي و الضبط اإلداري‪:‬‬
‫تمارس البلديات صالحيات هامة في المجال االقتصادي و المالي (أوال)‪ ،‬كما تمارس أيضا‬
‫صالحيات في المجال المرفقي و الضبط اإلداري (ثانيا)‪ ،‬و هو ما سيتم التطرق له فيما يلي‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬في المجال المالي و االقتصادي‪:‬‬
‫تقوم البلدية عن طريق المجلس الشعبي البلدي بصالحيات في المجال المالي‪ ،‬و ذلك من‬
‫خالل الموافقة على ميزانية البلدية و الحساب اإلداري‪ .2‬و هذا ما أكدته المادة ‪ 180‬من القانون رقم‬
‫‪ ،10-11‬و تنصب هذه الموافقة على الميزانية األولية قبل ‪ 31‬أكتوبر من السنة السابقة للسنة‬
‫المعنية أو على الميزانية اإلضافية قبل ‪ 15‬جوان من السنة المعنية‪ ،‬و تتم هذه المصادقة على‬
‫االعتمادات المالية مادة بمادة و باب بباب‪ .3‬و في هذا السياق‪ ،‬تتضمن ميزانية البلدية تقدير جميع‬
‫اإليرادات و النفقات السنوية التي تم كنها من ضمان سير جميع المرافق و المصالح العمومية التابعة‬
‫لها‪ ،‬و كذلك تنفيذ جميع البرامج المزمع القيام بها‪ ،‬و هذا ما أكده نص المادة ‪ 176‬من قانون‬
‫البلدية‪.4‬‬
‫أما صالحيات البلدية في المجال االقتصادي‪ ،‬فتبرز من خالل مبادرة المجلس بكل عملية‬
‫أو باتخاذ أي إجراء من أجل تحفيز و بعث التنمية نشاطات اقتصادية تتماشى مع قدرات البلدية‬
‫و مخططاتها‪ 5‬و برامجها التنموية‪ ،‬السيما المخطط البلدي للتنمية )‪ .(P.C.D‬و في هذا اإلطار‪،‬‬
‫و من أجل تحقيق هذا الهدف حث المشرع المجلس الشعبي البلدي على اتخاذ جميع التدابير‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 118‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬راجع بلغالم بالل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.283‬‬
‫‪ 3‬راجع عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.203‬‬
‫‪ 4‬راجع بلغالم بالل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.283‬‬
‫‪ 5‬راجع الفقرة األولى من المادة ‪ 111‬من القانون رقم ‪ ،10- 11‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫و اإلجراءات التي من شأنها تشجيع االستثمار و ترقيته‪.1‬‬


‫غير أن ما يمكن مالحظته من خالل هذه الصالحيات‪ ،‬أن تطبيقها موقف على صدور نصوص‬
‫تنظيمية تحدد كيفيات ممارستها حيث تم إحالة كيفيات تطبيق أحكام هذا النص إلى التنظيم‪ ،‬و هذا‬
‫ما جاء في الفقرة األخير من المادة ‪ 111‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬و التي نصت على ما يلي‪:‬‬
‫" تحدد كيفيات تطبيق هذه المادة عن طريق التنظيم" ‪ .‬و هو ما لم يصدر بعد‪ ،‬مما أدى الى تعطيل‬
‫سريان هذا النص‪ ،‬و جعل وجوده حب ار على ورق أو محدود التطبيق‪ .‬كما أن عدم منح صالحيات‬
‫واضحة للبلدية صالحيات واضحة في القوانين الخاصة باالستثمار جعل من صالحيات البلدية في‬
‫هذا المجال محدودة‪.‬‬
‫و تبرز صالحيات البلدية في المجال االقتصادي كذلك‪ ،‬من خالل منح المشرع لها إمكانية‬
‫تسيير المصالح و المرافق العمومية للبلدية عن طريق إنشاء مؤسسات عمومية ذات طابع صناعي‬
‫و تجاري‪ .2‬أو عن طريق إبرام عقود و اتفاقيات مع أشخاص معنوية عامة أو خاصة لتسيير مرافقها‬
‫العمومية عن طريق ما يسمى بـ‪" :‬تفويض المرفق العمومي"‪ ،‬و الذي يتخذ أشكال مختلفة كاالمتياز‬
‫و اإليجار و التسيير و الوكالة المحفزة‪. 3‬‬
‫غير أن ما يمكن مالحظته‪ ،‬هو أنه رغم هذه األساليب و األدوات المتوفرة لتسيير مصالح‬
‫البلديات‪ ،‬إال أنها ال تدر على البلديات سوى بعض المداخيل المحدودة ‪ .‬وفي بعض األحيان مداخيل‬
‫رمزية‪ ،‬ترجع إلى ضعف الرسوم و المقابل المادي الذي تجنيه منها‪ ،‬بسبب عدم تحيين النصوص‬
‫القانونية و التنظيمية التي تتعلق بها‪ ،‬و ضعف تفاوض مسيري البلدية في بعض األحيان‪ .‬و عدم‬
‫مراقبتهم الكافية لكيفية تسيير هذه المرافق من طرف الخواص‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬صالحيات في المجال االجتماعي و المرفقي و الضبط اإلداري‪:‬‬
‫لقد خول القانون رقم ‪ ،10-11‬المتضمن قانون البلدية صالحيات هامة في المجال االجتماعي‬
‫و المرفقي(‪ )1‬وفي مجال الضبط اإلداري العام(‪ ،)2‬و هو ما سيتم تناوله فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬راجع الفقرة الثانية من المادة ‪ 111‬من نفس القانون‪.‬‬


‫راجع المادة ‪ 153‬و ‪ 154‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬راجع المادة ‪ 1‬و المادة ‪ 52‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 199-18‬المؤرخ في ‪ 2‬أوت ‪ ،2018‬الذي يتعلق بتفويض‬
‫المرفق العمومي ( ج ر رقم ‪ 48‬المؤرخة في ‪ 5‬أوت ‪ ،2018‬ص ‪.)4‬‬
‫‪49‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫‪ -1‬في المجال االجتماعي و المرفقي ( المرافق العمومية المحلية)‪:‬‬


‫تمارس البلدية نشاطات هامة في جميع ميادين التي تخص الحياة االجتماعية للمواطن‬
‫المحلي‪ ،‬السيما في ميدان التربية و الحماية االجتماعية و الشباب و الرياضة و الثقافة و الترفيه‬
‫و السياحة و غيرها ‪ ،‬و ذلك من أجل تلبية حاجيات المواطن المحلي‪ .‬و في هذا اإلطار‪ ،‬نصت المادة‬
‫‪ 122‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬على هذه الصالحيات‪ ،1‬و التي تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬انجاز مؤسسات التعليم االبتدائي طبقا للخريطة المدرسية الوطنية و ضمان صيانتها؛‬
‫‪ -‬انجاز و تسيير المطاعم المدرسية و السهر على ضمان توفير وسائل نقل التالميذ و التأكد من‬
‫ذلك؛‬
‫‪-‬اتخاذ التدابير الموجهة لترقية تفتح الطفولة الصغرى و الرياض و حدائق األطفال و التعليم‬
‫التحضيري و التعليم الثقافي و الفني؛‬
‫‪ -‬المساهمة في انجاز الهياكل القاعدية البلدية الجوارية الموجهة للنشاطات الرياضية و الشباب‬
‫و الثقافة و التسلية ؛ و تقديم مساعدتها للهياكل و األجهزة المكلفة بالشباب و الثقافة و الرياضة‬
‫و التسلية؛‬
‫‪ -‬المساهمة في تطوير الهياكل األساسية الجوارية الموجهة لنشاطات التسلية و نشر الفن و القراءة‬
‫العمومية و التنشيط الثقافي و الحفاظ عليها و صيانتها؛‬
‫‪ -‬اتخاذ كل تدبير يرمي الى توسيع قدراتها السياحية و تشجيع المتعاملين المعنيين باستغاللها؛‬
‫‪ -‬تشجيع عمليات التمهين و استحداث مناصب شغل؛‬
‫‪ -‬حصر الفئات االجتماعية المحرومة أو الهشة أو المعوزة و تنظيم التكفل بها في إطار السياسيات‬
‫العمومية الوطنية المقررة في مجال التضامن و الحماية االجتماعية؛‬
‫‪ -‬المساهمة في صيانة المساجد و المدارس القرآنية المتواجدة على ترابها‪ ،‬و ضمان المحافظة على‬
‫الممتلكات الخاصة بالعبادة؛‬
‫‪ -‬تشجيع ترقية الحركة الجمعوية في ميادين الشباب و الثقافة و الرياضة و التسلية و ثقافة و النظافة‬
‫و الصحة و مساعدة الفئات االجتماعية المحرومة‪ ،‬السيما منها ذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬تتكفل البلدية بتهيئة المساحات الخضراء و وضع العتاد الحضري و المساهمة في صيانة فضاءات‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 122‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪50‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫الترفيه و الشواطئ‪ .‬و ذلك في إطار تحسين المستوى المعيشي للمواطن‪.1‬‬


‫‪ -2‬في مجال الضبط اإلداري العام( األمن‪ ،‬الصحة‪ ،‬السكينة‪ ،‬البيئة)‪:‬‬
‫تلعب البلدية دو ار هاما في مجال الضبط اإلداري العام بصوره المختلفة و في جميع المجاالت‪،‬‬
‫و في هذا الصدد‪ ،‬تسهر و تساهم البلدية‪ ،‬ال سيما عن طريق مكتب حفظ الصحة البلدي‪، 2‬‬
‫وبمساعدة المصالح التقنية للدولة على احترام النصوص القانونية و التنظيمية‪ ،‬السيما المسائل المتعلقة‬
‫بالنظافة و حفظ الصحة و الطرقات‪ .‬و ذلك في المجاالت التالية‪:3‬‬
‫‪ -‬توزيع المياه الصالحة للشرب؛‬
‫‪ -‬صرف المياه المستعملة و معالجتها؛‬
‫‪ -‬جمع النفايات الصلبة و نقلها و معالجتها؛‬
‫‪ -‬مكافحة نواقل األمراض المتنقلة؛‬
‫‪ -‬الحفاظ على صحة األغذية و األماكن و المؤسسات المستقبلة للجمهور؛‬
‫‪ -‬صيانة طرقات البلدية؛ و إشارات المرور و اإلنارة التابعة لها؛‬
‫‪ -‬السهر على حماية التراث المعماري و المحافظة على التراث الثقافي و حمايته؛ و حماية األمالك‬
‫العقارية و الثقافية و غيرها على ضوء النصوص القانونية و التنظيمية المعمول بها‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 124‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪.‬‬


‫للتفصيل حول مها م مكتب الحفظ الصحي البلدي‪ ،‬راجع المرسوم التنفيذي رقم ‪ 16-20‬المؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ، 2020‬الذي يتضمن إعادة تنظيم مكتب حفظ الصحة البلدي( ج ر رقم ‪ 73‬المؤرخة في ‪ 13‬ديسمبر ‪ ،2020‬ص‬
‫‪.)5‬‬
‫‪ 3‬راجع المادة ‪ 123‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المصالح (المرافق) العامة البلدية و أساليب تسييرها‪:‬‬


‫أحدث قانون البلدية ‪ ،10-11‬المتضمن قانون البلدية‬ ‫بغرض تلبية حاجيات المواطنين‪،‬‬
‫مجموعة من المصالح أو المرافق العمومية البلدية‪ ،‬و التي تختلف باختالف حجم البلديات‬
‫و خصائصها‪ ،‬كما حدد األساليب التي تدار بها هذه المرافق‪ ،‬و لتسليط الضوء على ذلك‪ ،‬البد من‬
‫التطرق إلى المرافق العمومية البلدية( المطلب األول)‪ ،‬ثم أساليب تسيير المرافق العمومية البلدية‬
‫( المطلب الثاني)‪ ،‬و هو ما سيتم تناوله على النحو التالي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المرافق العامة البلدية‬
‫يقتضي تحديد المرافق العمومية البلدية‪ ،‬تناول تعريف المرافق العمومية البلدية (أوال)‪ ،‬ثم تحديد‬
‫تعداد المرافق العمومية البلدية ( ثانيا)‪ ،‬و هذا فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬تعريف المرافق العمومية البلدية‪:‬‬
‫يقصد بالمرافق العمومية البلدية‪ ،‬تلك المصالح العمومية أو النشاطات التي تنجزها البلدية ‪،‬‬
‫و تسعى من خاللها إلى تلبية حاجيات المواطنين المحليين و تحقيق المصلحة العامة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬تعداد المرافق العمومية البلدية‪:‬‬
‫لقد حددت المادة ‪ 149‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬أهم المصالح العمومية البلدي ة‪ ، 1‬و التي‬
‫تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التزويد بالمياه الصالحة للشرب و صرف المياه المستعملة؛‬
‫‪-‬النفايات المنزلية و الفضالت األخرى؛‬
‫‪-‬صيانة الطرقات و إشارات المرور؛‬
‫‪-‬اإلنارة العمومية؛‬
‫‪ -‬األسواق المغطاة و األسواق و الموازين العمومية؛‬
‫‪ -‬الحظائر و مساحات التوقف؛‬
‫‪ -‬المحاشر؛‬
‫‪-‬النقل الجماعي؛‬
‫‪ -‬المذابح البلدية؛‬
‫‪-‬الخدمات الجنائزية و تهيئة المقابر و صيانتها بما فيها مقابر الشهداء؛‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 149‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪52‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫‪ -‬الفضاءات الثقافية التابعة ألمالكها؛‬


‫‪ -‬فضاءات الرياضة و التسلية التابعة لها؛‬
‫‪ -‬المساحات الخضراء‬
‫تجب المالحظة‪ ،‬أن عدد و حجم هذه المصالح حسب إمكانيات و وسائل و احتياجات كل بلدية‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أساليب تسيير المرافق العمومية البلدية‬
‫لم يقم قانون البلدية لسنة ‪ ، 2011‬بتحديد أساليب تسيير المرافق العمومية فقط‪ ،‬و إنما قام أيضا‬
‫بتحديد أساليب تسيير هذه المصالح‪ .‬و في هذا السياق‪ ،‬نصت المادة ‪ 150‬على ما يلي‪ ":‬يمكن تسيير‬
‫هذه المصالح مباشرة في شكل استغالل مباشر‪ ،‬أو في شكل مؤسسة عمومية بلدية أو عن طريق‬
‫االمتياز أو التفويض" ‪ .‬و في نفس السياق نص المادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 199-18‬على‬
‫إمكانية تسيير الجماعات اإلقليمية‪ ،‬السيما الوالية و البلدية لمصالحها العمومية بأسلوب تفويض‬
‫المرفق العمومي‪ .‬و لتسليط الضوء على ذلك‪ ،‬البد من التطرق الى تسيير البلدية لمصالحها بصفة عن‬
‫طريق أسلوب االستغالل المباشر و المؤسسة العمومية( أوال)‪ ،‬و تسيير البلدية لمصالحها عن طريق‬
‫أسلوب تفويض المرفق العمومي( ثانيا)‪ ،‬و هذا على النحو التالي‪:‬‬
‫أوال ‪-‬تسيير مرافق البلدية عن طريق أسلوب االستغالل المباشر و المؤسسة العمومية‪:‬‬
‫يقتضي تحديد ذلك‪ ،‬تسليط الضوء على أسلوب االستغالل المباشر(‪ ،)1‬و كذلك على أسلوب‬
‫المؤسسة العمومية (‪ ،)2‬و ذلك فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أسلوب االستغالل المباشر‪ :‬يعني االستغالل المباشر أن تتولى البلدية بنفسها إدارة المصالح‬
‫العمومية‪ ،‬و هو ما أكدته الفقرة األولى من المادة ‪ 151‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬و التي نصت على‬
‫ما يلي‪ " :‬يمكن البلدية أن تستغل مصالحها العمومية عن طريق االستغالل المباشر"‪.2‬‬
‫‪ -2‬أسلوب المؤسسة العمومية‪ :‬مفاد ذلك‪ ،‬أن تعهد البلدية تسيير مصالحها العمومية إلى هيئة تقوم‬
‫بإنشائها ‪ ،‬تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي‪ ،‬تسمى‪" :‬المؤسسة العمومية" ‪ .‬و في هذا‬
‫الصدد‪ ،‬نصت المادة ‪ 153‬من القانون رقم ‪ ، 10-11‬على ما يلي‪ " :‬يمكن البلدية أن تنشأ مؤسسات‬
‫عمومية بلدية تتمتع بالشخصية المعنوية و الذمة المالية تسير مصالحها"‪ .‬و في نفس السياق‪ ،‬يمكن‬
‫أن تتخذ هذه المؤسسة العمومية شكلين هما المؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري أو المؤسسة‬

‫‪ 1‬راجع الفقرة األولى من المادة ‪ 150‬من القانون رقم ‪.10-11‬‬


‫‪ 2‬راجع المادة ‪ 151‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫العمومية ذات الطابع الصناعي و التجاري‪.1‬‬


‫ثانيا‪ -‬تسيير المرافق العمومية البلدية عن طريق أسلوب تفويض المرفق العمومي‬
‫يقتضي التطرق الى تسيير المصالح العمومية البلدية عن طريق أسلوب تفويض المرفق العمومي‪،‬‬
‫تسليط الضوء على تعريف أسلوب تفويض المرفق العمومي(‪ ،) 1‬ثم تحديد أشكال تفويض المرفق‬
‫العمومي(‪ ،)2‬و هذا على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف أسلوب تفويض المرفق العمومي‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 207‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247-15‬المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪،2015‬‬
‫المتضمن تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات المرفق العمومي‪ ،2‬على ما يلي ‪ " :‬يمكن الشخص‬
‫المعنوي الخاضع للقانون العام المسؤول عن مرفق عمومي أن تقوم بتفويض تسييره إلى مفوض له‪ ،‬و‬
‫يتم التكفل بأجر المفوض له بصفة أساسية من استغالل المرفق العمومي و تقوم السلطة المفوضة‬
‫التي تتصرف لحساب شخص معنوي خاضع للقانون العام بتفويض تسيير المرفق العمومي بموجب‬
‫اتفاقية"‪.‬‬
‫كما عرفت المادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،199-18‬السالف الذكر‪ ،‬تفويض المرفق‬
‫العمومي المحلي بأنه‪ ":‬يمكن الجماعات اإلقليمية و المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري التابعة‬
‫لها أن تفوض تسيير مرفق عام إلى شخص معنوي عام أو خاص خاضع للقانون الجزائري بموجب‬
‫اتفاقية تفويض"‪.‬‬
‫‪ -2‬أشكال أسلوب تفويض المرفق العمومي‪:‬‬
‫يتخذ أسلوب تفويض المرفق العمومي حسب المادة ‪ 52‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪،199-18‬‬
‫السالف الذكر‪ ،‬أربع (‪ )4‬صور رئيسية هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬االمتياز‪ :‬و هو الشكل الذي تعهد من خالله السلطة المفوضة للمفوض له إما انجاز منشات أو‬
‫اقتناء ممتلكات ضرورية إلقامة المرفق العام و استغالله‪ ،‬و إما تعهد له فقط استغالل المرفق العام‪.3‬‬
‫ب‪ -‬اإليجار‪ :‬و هو الشكل الذي تعهد من خالله السلطة المفوضة للمفوض له تسيير و صيانة المرفق‬
‫العام مقابل إتاوة س نوية يدفعها لها و يتصرف له المفوض له لحسابه مع تحمل كل المخاطر و تحت‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 154‬من القانون رقم ‪.10-11‬‬


‫‪ 2‬الصادر بموجب ج ر رقم ‪ 50‬المؤرخة في ‪ 20‬سبتمير ‪ ،2015‬ص ‪.3‬‬
‫‪ 3‬راجع المادة ‪ 53‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،199- 18‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫رقابة جزئية من السلطة المفوضة‪.1‬‬


‫ج‪ -‬الوكالة المحفزة‪ :‬و هو الشكل الذي تعهد من خالله السلطة المفوضة للمفوض له تسيير المرفق‬
‫العام أو تسييره و صيانته‪.2‬‬
‫د‪ -‬عقد التسيير‪ :‬و هو الشكل الذي تعهد من خالله السلطة المفوضة للمفوض له تسيير المرفق العام‬
‫أو تسييره و صيانته بدون خطر يتحمله المفوض له‪.3‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 54‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.199- 18‬‬


‫‪ 2‬لمزيد من التفصيل‪ ،‬راجع المادة ‪ 55‬من نفس المرسوم التنفيذي‪.‬‬
‫‪ 3‬لمزيد من التفصيل حول عقد التسيير‪ ،‬راجع المادة ‪ 56‬من نفس المرسوم التنفيذي‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫المحور الرابع‪ :‬الوصاية اإلدارية على البلدية‬

‫تتمتع البلدية في ممارسة صالحياتها‪ ،‬باالستقاللية اإلدارية و المالية‪ ،‬الناتجة عن منحها‬


‫الشخصي ة المعنوية‪ ،‬إال أن هذه االستقاللية‪ ،‬ليست مطلقة و إنما هي محدودة بحاجز و هو ما يعرف‬
‫بمبدأ وحدة الدولة‪ ،‬باعتبار أن البلدية هي جماعة إدارية إقليمية داخل الدولة الموحدة البسيطة‪،‬‬
‫تخضع لرقابة الدولة‪ ،‬و التي تعرف بـ‪" :‬الرقابة الوصائية على البلدية" أو "الوصاية اإلدارية"‪.‬‬
‫و تعرف الوصاية اإلدارية‪ :‬بأنها رقابة إدارية خارجية‪ ،‬استثنائية‪ ،‬تمارسها الدولة ممثلة في السلطات‬
‫اإلدارية المركزية على السلطات اإلدارية الالمركزية (البلدية‪ ،‬الوالية) على أجهزتها و على أعمالها‪.‬‬
‫و ذلك‪ ،‬حماية لمبدأ المشروعية‪ .1‬و لتناول مظاهر هذه الرقابة‪ ،‬البد من التطرق‪ ،‬للرقابة على الهيئات‬
‫البلدية( المبحث األول)‪ ،‬ثم الرقابة على أعمال البلدية (المبحث الثاني)‪ ،‬و هذا فيما يلي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الوصاية اإلدارية على هيئات البلدية‪:‬‬
‫تتجسد الوصاية اإلدارية على هيئات البلدية في الوصاية على هيئة البلدية ككل؛ أي المجلس‬
‫الشعبي البلدي ككل (المطلب األول)‪ ،‬و في الرقابة على أعضاء الهيئة التداولية و الهيئة التنفيذية؛ أي‬
‫أعضاء المجلس الشعبي البلدي (المطلب الثاني)‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الوصاية اإلدارية على هيئة البلدية ( المجلس الشعبي البلدي ككل)‪ :‬حل المجلس‬
‫تتمثل الوصاية اإلدارية ال تي تمارسها سلطة الوصاية على هيئة البلدية ككل‪ ،‬أي المجلس‬
‫الشعبي البلدي ككل في آلية‪ :‬حل المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬و لتناول هذه اآللية ‪ ،‬البد من التطرق‬
‫إلى تعريف حل المجلس الشعبي البلدي(أوال)‪ ،‬تبيان حاالت حل المجلس (ثانيا)‪ ،‬ث م إجراءاته و اآلثار‬
‫المترتبة عليه ( ثالثا)‪ ،‬و هذا على النحو التالي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬تعريف حل المجلس الشعبي البلدي‪ :‬يعرف الحل بأنه‪ :‬تلك الوسيلة القانونية أو اإلجراء‬
‫القانوني الذي يتم بموجبة إنهاء حياة المجلس الشعبي البلدي‪ ، 2‬و إزالة صفة العضوية ألعضاء‬
‫المجلس الشعبي البلدي‪ .‬دون أن يترتب عنه مساس بالشخصية االعتبارية للبلدية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬حاالت حل المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬
‫نظ ار لخطورة حل المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬على مبدأ التمثيل الشعبي‪ ،‬و نظام العهدة االنتخابية‬
‫و الديمقراطية المحلية‪ ،‬فقد حصره المشرع في ثمانية حاالت‪ ،‬تشكل دوافع لحل المجلس الشعبي‬

‫‪ 1‬راجع عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.37‬‬


‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.294‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪56‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫البلدي‪ ،‬نصت عليها المادة ‪ 46‬منه وهي‪:‬‬


‫‪ -‬في حالة خرق أحكام دستورية‪،‬‬
‫‪-‬في حالة إلغاء انتخاب جميع أعضاء المجلس‪،‬‬
‫‪-‬في حالة استقالة جماعية ألعضاء المجلس‪،‬‬
‫‪-‬عندما يكون اإلبقاء على المجلس مصدر اختالفات خطيرة تم إثباتها في التسيير البلدي أو من‬
‫طبيعته المساس بمصالح المواطنين و طمأنتهم‪،‬‬
‫‪-‬عندما يصبح عدد المنتخبين أ قل من األغلبية المطلقة بالرغم من تطبيق أحكام المادة‪ 41‬أعاله‪،‬‬
‫‪ -‬في حالة خالفات خطيرة بين أعضاء المجلس الشعبي البلدي تعيق السير العادي لهيئات البلدية‪،‬‬
‫وبعد اعذار يوجهه الوالي للمجلس دون االستجابة له‪،‬‬
‫‪-‬في حالة اندماج بلديات أو ضمها أو تجزئتها‪،‬‬
‫‪-‬في حالة حدوث ظروف استثنائية تحول دون تنصيب المجلس المنتخب‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬إجراءات الحل‪ ،‬ضماناته و اآلثار المترتبة عنه‪:‬‬
‫يقتضي هذا العنصر‪ ،‬التطرق الى إجراءات حل المجلس الشعبي البلدي( ‪ ،)1‬و ضماناته( ‪،)2‬‬
‫و أخي ار االثار المترتبة عنه(‪ ،)3‬و هذا على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬إجراءات حل المجلس‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 47‬من القانون رقم ‪ 10-11‬على ما يلي‪:‬‬
‫يتم حل المجلس الشعبي البلدي و تجديده بموجب مرسوم رئاسي صادر من رئيس الجمهورية‪ ،‬بناء‬
‫على تقرير الوزير المكلف بالداخلية‪.‬‬
‫‪ -2‬ضمانات حماية مبدأ التمثيل الشعبي‪:‬‬
‫حماية لمبدأ التمثيل و لخطورة الحل على هذا المبدأ‪ ،‬فقد أحاطه المشرع بمجموعة من الضمانات‪:‬‬
‫‪ -‬حصر حاالت حل المجلس الشعبي البلدي‪. 1‬‬
‫‪ -‬وجوب صدور تقرير من طرف وزير الداخلية‪ ،‬باعتباره سلطة وصية على الجماعات اإلقليمية‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 46‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر ‪ ،‬و كذلك المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪104-16‬‬
‫المؤرخ في ‪ 21‬مارس ‪ ، 2016‬الذي يحدد كيفيات تجديد المجالس الشعبية البلدية و الوالئية المحلة( ج ر رقم ‪18‬‬
‫لسنة ‪ ،2016‬ص‪.)8‬‬
‫‪57‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫‪ -‬وجوب صدور مرسوم رئاسي من طرف رئيس الجمهورية‪ ،‬ينشر في الجريدة الرسمية‪ ،‬باعتبار أن‬
‫رئيس الجمهورية هو الذي يمثل اإلرادة الشعبية‪ ،‬وهو حامي اإلدارة الشعبية و حامي الدستور و حامي‬
‫وحدة الدولة‪ .‬إال أن هناك من الباحثين من يرى أن مبررات منح االختصاص لرئيس الجمهورية لحل‬
‫المجلس هي غير كافية‪ ،‬و ذلك بسبب أن رئيس الجمهورية هو جهاز في السلطة التنفيذية‪ ،‬و أن‬
‫القاضي هو وحده الكفيل بحماية مبدأ المشروعية‪ ،‬و اإلرادة الشعبية‪ .‬لذلك‪ ،‬يرى هذا االتجاه من‬
‫الباحثين أنه من الضروري منح اختصاص حل المجالس المنتخبة إلى القضاء‪ ،‬بعد دعوى قضائية‬
‫ترفعها السلطة الوصية ضد المجلس الشعبي البلدي الذي تتوفر فيه إحدى حاالت الحل‪.‬‬
‫‪ -3‬اآلثار المترتبة عن حل المجلس‪:‬‬
‫ينتج على حل المجلس الشعبي البلدي اآلثار التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إزالة صفة العضوية بالمجلس عن جميع األعضاء الذين يحملون صفة عضو ‪ .‬و بالتالي‪ ،‬إنهاء‬
‫مهامهم التي تتعلق بممارسة العهدة االنتخابية‪.1‬‬
‫‪ -‬ضمان استم اررية عمل البلدية بتعين الوالي متصرف ومساعدين لتسيير شؤون البلدية‪ ، 2‬يعمل تحت‬
‫سلطة الوالي‪.‬‬
‫‪ -‬إجراء انتخابات لتجديد المجلس الشعبي البلدي خالل الستة أشهر الموالية للحل‪ ،‬يمارس مهامه إلى‬
‫للعهدة‬ ‫غاية انتهاء فترة العهدة االنتخابية المتبقية‪ .‬و في حالة تصادف الحل مع السنة األخيرة‬
‫االنتخابية ال يتم إجراء انتخابات‪ ،‬و إنما يتم تسيير البلدية عن طريق متصرف و مساعدين‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الوصاية اإلدارية على كل األعضاء والرئيس‪:‬‬
‫لقد وضع المشرع في قانون البلدية‪ ،‬نظام رقابي على منتخبي البلدية‪ ،‬أي أعضاء المجلس الشعبي‬
‫البلدي‪ .‬تجب المالحظة‪ ،‬أنه أخضع رئيس المجلس لنفس األحكام التي تطبق على األعضاء‪ ،‬و تتمثل‬
‫مظاهر هذه الرقابة في اإليقاف( أوال)‪ ،‬اإلقصاء (ثانيا) و اإلقالة (ثالثا)‪ ،‬و هو ما سيتم تناوله فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬حول هذه الفكرة‪ ،‬راجع محمد صغير بعلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫نصت المادة ‪ 48‬من القانون رقم ‪ ، 10- 11‬السالف الذكر‪ ،‬على ما يلي‪" :‬في حالة حل المجلس الشعبي البلدي‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫يعين الوالي‪ ،‬خالل العشرة أيام التي تلي حل المجلس‪ ،‬متصرفا و مساعدين‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬توكل لهم مهمة تسيير‬
‫شؤون البلدية‪ .‬و تنتهي مهامهم بقوة القانون بمجرد تنصيب المجلس الجديد‪ .‬تحديد كيفيات تطبيق هذه المادة عن طريق‬
‫التنظيم"‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫أوال ‪-‬اإليقاف‪ :‬هو ذلك اإلجراء القانوني الذي يتخذه الوالي بموجبه يتم تجميد عضوية منتخب بلدي‬
‫بصفة مؤقتة بسبب متابعة قضائية بجناية أو جنحة لها صلة بالمال العام أو مخلة بالشرف أو بسبب‬
‫تدبير قضائي يحيل بينه و بين ممارسة عهدته االنتخابية إلى غاية صدور حكم نهائي ‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬نصت المادة ‪ 43‬من القانون البلدي‪ ":‬يوقف بقرار من الوالي كل منتخب تعرض‬
‫لمتابعة قضائية بسبب جناية أو جنحة لها صلة بالمال العام أو ألسباب مخلة بالشرف أو كان محل‬
‫تدابير قضائية ال تمكنه من االستمرار في ممارسة عهدته االنتخابية بصفة صحيحة إلى غاية صدور‬
‫حكم نهائي من الجهة القضائية المختصة في حالة صدور حكم نهائي بالبراءة‪ ،‬يستأنف المنتخب‬
‫تلقائيا و فوريا ممارسة مهامه االنتخابية "‪.1‬‬
‫و لسالمة القرار المتعلق ب اإليقاف‪ ،‬يجب أن يتضمن العناصر التالية‪:‬‬
‫‪-‬من حيث الدافع‪:‬‬
‫الدافع القانوني إليقاف المنتخب البلدي يكون إما بسبب‪:‬‬
‫*متابعة الجزائية بسبب جناية أو جنحة‪ ،‬على أن تنصب الجريمة على المال العام أو الشرف‪.‬‬
‫*تدبير القضائي الذي يحول دون مواصلة العضو لمهامه االنتخابية ‪ ،‬كاإلقامة الجبرية مثال‪.‬‬
‫‪-‬من حيث االختصاص‪:‬‬
‫لقد منحت المادة ‪ 43‬االختصاص باإليقاف إلى الوالي كسلطة وصية على البلدية‪.‬‬
‫‪-‬من حيث موضوع قرار اإليقاف‪:‬‬
‫يتمثل موضوع قرار اإليقاف في تجميد العضوية و منع العضو من ممارسة مهامه االنتخابية‬
‫مؤقتا‪ ،‬ولفترة محددة تبدأ من تاريخ صدور قرار الوالي وتنتهي بصدور قرار نهائي من الجهة القضائية‬
‫المختصة‪.2‬‬
‫‪ -‬من حيث الشكل واإلجراءات ‪:‬‬
‫يجب في قرار التوقيف أن يكون من حيث الشكل معلال أي مسببا بأن يتم ذكر سبب‬
‫التوقيف(المتابعة القضائية )‪ .‬كما يجب أن يتخذ قرار التوقيف‪ ،‬من حيث اإلجراءات ‪ ,‬بعد استطالع‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 43‬من نفس القانون‪ .‬راجع كذلك‪ ،‬نبيلة بن عائشة‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪-‬الجزء األول‪ ،‬الماهر‬
‫للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬العلمة‪ ،2020 ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪ 2‬راجع عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.284‬‬
‫‪59‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬
‫‪2‬‬
‫رأي المجلس الشعبي البلدي في جلسة مغلقة‪ . 1‬و ذلك حسب المادة ‪ 19‬و ‪ 26‬من القانون‬
‫رقم ‪.10-11‬‬
‫‪ -‬من حيث الهدف (الغاية)‪ :‬يسعى قرار التوقيف إلى حماية العهدة االنتخابية ومبدأ التمثيل‪.‬‬
‫* اآلثار المترتبة عن اإليقاف‪:‬‬
‫‪ -‬تجميد عضوية المنتخب البلدي‪ :‬و بالتالي ال يمكن له أن يمارس مهامه االنتخابية‪ ،‬و ال حضور‬
‫المداوالت إلى غاية صدور حكم البراءة‪.‬‬
‫‪ -‬استئناف ممارسة مهامه االنتخابية في حالة صدور حكم نهائي بالبراءة‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة صدور حكم باإلدانة الجزائية يتحول اإليقاف إلى إقصاء كما سنرى الحقا‪.‬‬
‫ثانيا ‪-‬اإلقصاء‪ :‬هو ذلك اإلجراء القانوني الذي يتخذه الوالي بموجبه إزالة عضوية منتخب بلدي‬
‫بصفة نهائية بسبب حكم نهائي بإدانته جزائيا بسبب جناية أو جنحة لها صلة بالمال العام أو ألسباب‬
‫مخلة بالشرف أو كان محل تدابير قضائية ال تمكنه من االستمرار في ممارسة عهدته االنتخابية بصفة‬
‫صحيحة ‪.‬‬
‫ولسالمة قرار اإلقصاء‪ ،‬يجب أن يتضمن هذا القرار العناصر التالية‪:‬‬
‫‪-‬من حيث الدافع‪:‬‬
‫يعود الدافع الوحيد لإلقصاء هو اإلدانة الجزائية بحكم قضائي نهائي ضد المنتخب البلدي بسبب جناية‬
‫أو جنحة لها صلة بالمال العام أو ألسباب مخلة بالشرف أو كان محل تدابير قضائية ال تمكنه من‬
‫االستمرار في ممارسة عهدته االنتخابية بصفة صحيحة‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث االختصاص‪:‬‬
‫يعود االختصاص إلى الوالي كسلطة وصاية الذي يقوم بإثبات اإلقصاء بقرار‪.3‬‬
‫‪-‬من حيث الموضوع‪:‬‬
‫نهائية‪ .‬كما يترتب عن اإلقصاء‬ ‫يترتب على اإلقصاء فقدان وزوال صفة العضوية بصورة‬
‫استخالف العضو المقصى بالمرشح الوارد في نفس القائمة مباشرة بعد المنتخب األخير منها‪.4‬‬
‫‪-‬من حيث الغاية‪ :‬يسعى قرار اإلقصاء لحماية العهدة االنتخابية و مبدأ التمثيل‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع محمد صغير بعلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.170‬‬


‫‪ 2‬راجع المادة ‪ 19‬و ‪ 26‬من القانون رقم ‪.10-11‬‬
‫‪ 3‬حول هذه الفكرة‪ ،‬راجع محمد صغير بعلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪ ،172‬راجع كذلك المادة ‪ 41‬من القانون رقم ‪ ،10- 11‬السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪60‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫ثالثا –االستقالة التلقائية (اإلقالة)‪ :‬و هي الحالة التي عرفتها المادة ‪ 45‬من القانون رقم ‪10-11‬‬
‫الذي نصت على ما يلي‪ " :‬يعتبر مستقيال تلقائيا من المجلس الشعبي البلدي كل عضو تغيب بدون‬
‫عذر مقبول ألكثر من ثالث دورات عادية خالل نفس السنة"‪.‬‬
‫و في هذا الصدد‪ ،‬يشترط إلقرار هذا الحكم‪ ،‬يتم سماع المنتخب المعني‪ ،‬على أن يتم إعالن هذا‬
‫التغيب‪ ،‬و يتم إخطار الوالي‪.1‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬الوصاية اإلدارية على األعمال‬
‫تنصب هذه الوصاية على أعمال البلديةـ و تتجسد في ثالث صور أساسية هي المصادقة( المطلب‬
‫األول)‪ ،‬اإلبطال ( اإللغاء) و الحلول ( المطلب الثالث)‪ ،‬و هو ما سيتم تناوله على النحو التالي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المصادقة‪:‬‬
‫المصادقة ‪ :‬هي اإلجراء القانوني الذي يتخذه الوالي‪ ،‬و الذي يتم بموجبه إقرار أو الموافقة على‬
‫عمل المجلس الشعبي البلدي المتمثل في مداولة المجلس الشعبي البلدي ‪ ،‬و تنقسم إلى المصادقة‬
‫الصريحة‪ ،‬و المصادقة الضمنية‪:‬‬
‫أوال‪ -‬المصادقة الصريحة‪:‬‬
‫نظ ار ألهمية بعض المداوالت‪ ,‬تشترط المادة ‪ 57‬من القانون البلدي ضرورة الموافقة الصريحة للوالي‬
‫بقرار والئي صادر منه يتضمن إقرار المداوالت التي تتعلق بالمواضيع اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬الميزانيات و الحسابات‬
‫‪-‬قبول الهبات و الوصايا األجنبية‬
‫‪-‬اتفاقيات التوأمة‬
‫‪-‬التنازل عن األمالك العقارية البلدية‪.2‬‬
‫ثانيا‪ -‬المصادقة الضمنية‪:‬‬
‫الموافقة على المداولة التي تستشف (تفهم) بصفة ضمنية‪ ،‬في حالة عدم رد السلطة‬ ‫و هي‬
‫الوصية على مداولة ‪ ،‬ألزم القانون أن تكون بموافقة صريحة في أجل معين‪ .‬و يفهم ذلك‪ ،‬بعد مرور‬
‫ذلك األجل بدون رد السلطة الوصية و هذا ما نصت عليه المادة ‪ 58‬من القانون رقم ‪،10-11‬‬
‫السالف الذكر‪.1‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 45‬من نفس القانون‪.‬‬


‫‪ 2‬راجع نبيلة بن عائشة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪61‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلبطال ( اإللغاء)‬


‫يتجسد هذا المظهر في إلغاء الوالي للمداوالت الباطلة بقوة القانون حسب المادة ‪ 59‬أو في حالة‬
‫توفر حالة تعارض المصالح احد المنتخبين مع مصالح البلدية حسب المادة ‪: 60‬‬
‫أوال‪-‬اإلبطال بقوة القانون‪ :‬حيث تعتبر باطلة بقوة القانون المداوالت التي أوردتها المادة ‪ 59‬منه‪,‬‬
‫و هي المداوالت التي تكون في إحدى الحاالت‪:‬‬
‫‪ -‬المتخذة خرقا للدستور و غير المطابقة للقوانين و التنظيمات ‪.‬‬
‫‪ -‬المداوالت التي تمس رموز الدولة و شعاراتها‪.‬‬
‫‪ -‬المداوالت المحررة بغير اللغة العربية ‪.‬‬
‫وقد خول القانون للوالي معاينة بطالن المداولة بموجب قرار ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬القابلية لإلبطال‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 60‬من القانون البلدي على القابلية لإلبطال بالنسبة للمداوالت التي يشارك في‬
‫أو بالنسبة‬ ‫اتخاذها أعضاء من المجلس‪ ,‬بما فيهم الرئيس‪ ,‬لهم مصلحة فيها بصفة شخصية‪،‬‬
‫ألزواجهم أو أصولهم أو فروعهم إلى الدرجة الرابعة أو كوكالء‪ .‬وقد خول القانون للوالي إثبات‬
‫بطالن هذا النوع من المداوالت بموجب قرار ‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬سلطة الحلول‬
‫يقتضي معرفة حلول سلطة الوصاية بدل البلدية المتقاعسة للقيام بأعمال معينة‪ ،‬التطرق على‬
‫تعريف الحلول (أوال)‪ ،‬ثم التطرق الى شروط و إجراءات تطبيق الحلول ( ثانيا)‪ ،‬و ذلك على‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬تعريف سلطة الحلول‪ :‬هو قيام السلطة الوصية ( الوالي) بأعمال هامة موكلة في األصل‬
‫بمقتضى القانون‪ ،‬بدال منها‪ .‬و ذلك بعد تقاعس هيئات البلدية على القيام بها في‬ ‫إلى البلدية‬
‫اآلجال المحددة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط و إجراءات تطبيق سلطة الحلول‪:‬‬
‫و نظ ار لخطورة الحلول على مبدأ استقاللية البلدية‪ ،‬فقد أحاطه المشرع بمجموعة من اإلجراءات‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ -‬امتناع المجلس الشعبي البلدي عن القيام بالعمل الموكل لها حسب القانون‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 58‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪62‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫‪ -‬اعذار السلطة الوصية للبلدية و منحها آجاال النجاز هذه األعمال‪.‬‬


‫‪ -‬أن تكون هذه األعمال ذات أهمية بالغة أو مستعجلة‪.‬‬
‫‪ -‬انتهاء اآلجال المحددة لذلك‪.‬‬
‫و لقد نصت المادة ‪ 101‬و ‪ 102‬على حاالت استعمال الوالي لسلطة الحلول كمظهر من مظاهر‬
‫الوصاية اإلدارية عندما يمتنع المجلس عن القيام باألعمال المنوطة إليه‪.1‬‬
‫تجب المالحظة‪ ،‬أنه إذا كانت القاعدة العامة أن البلدية تمارس عليها الوصاية اإلدارية‪ ،‬السيما‬
‫على الهي ئات المنتخبة و أعمالهم‪ .‬فإنه يرد عن ذلك استثناءات‪ ،‬و التي تتمثل مهام رئيس مجلس‬
‫الشعبي البلدي عندما يقوم بصالحيات بصفته ممثال للدولة( الضبط اإلداري‪ ،‬الحالة المدنية‪ )..‬تمارس‬
‫عليه رقابة رئاسية ( تسلسلية)‪.‬‬
‫كذلك‪ ،‬تجب اإلشارة‪ ،‬أن الرقابة الرئاسية (التسلسلية) تمارس على األشخاص المعينين و أعمالهم‪:‬‬
‫كاألمين العام‪ ،‬و كذلك على كل مستخدمي البلدية المعينين داخل البلدية‪.‬‬

‫راجع المادة ‪ 101‬و ‪ 102‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪63‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫و ختاما لهذا الموضوع الهام‪ ،‬يمكن القول أن المشرع أولى أهمية كبيرة للبلدية من خالل المكانة‬
‫القانونية الذي أعطاها لها‪ ،‬و الذي يبرز باالعتراف بها في جميع الدساتير التي عرفتها الجزائر من‬
‫دستور الجزائر لسنة ‪ 1963‬إلى غاية دستور الجزائر لسنة ‪ .2020‬كمؤسسة دستورية و جماعة‬
‫إقليمية قاعدية ال مركزية في الدولة‪ ،‬و ما زاد من قيمتها القانونية كذلك‪ ،‬هو وضع نظام قانوني لها‬
‫تميز بالتطور منذ االستقالل إلى يومنا هذا‪ ،‬حيث عرف نظام البلدية ثالث قوانين للبلدية من خالل‬
‫قانون سنة ‪ ،1967‬و قانون سنة ‪ ،1990‬و قانون سنة ‪ ،2011‬هذا األخير هو الساري حاليا الذي‬
‫يحكم البلدية‪.‬‬
‫و قد قام قانون البلدية لسنة ‪ ،2011‬المعدل و المتمم بوضع هيئتين أ ساسيتين تدير البلدية‪ ،‬و هما‬
‫الهيئة التداولية التي تتمثل في المجلس الشعبي البلدي الذي يعتبر أساس الالمركزية اإلدارية و الذي‬
‫تعتبر المداوالت هي آلية عمله و هذا في مجال اختصاص البلدية الذي حدده القانون‪ .‬أما الهيئة‬
‫الثانية‪ ،‬فتتمثل في الهيئة التنفيذية التي يمثلها رئيس المجلس الشعبي البلدي الذي أصبحت طريقة‬
‫انتخابه معقدة و مركبة بعد تعديل قانون البلدية لسنة ‪ .2021‬حيث أصبح يتم انتخابه من طرف‬
‫أعضاء المجلس الشعبي البلدي‪ .‬و في هذا الصدد‪ ،‬يمارس رئيس المجلس صالحيات هامة في‬
‫البلدية سواء تعلق األمر بصفته ممثال للبلدية أو ممثال للدولة‪.‬‬
‫و تبعا لذلك‪ ،‬تتمتع البلدية بصالحيات متنوعة في مختلف الميادين االقتصادية و االجتماعية‬
‫و الثقافية و الرياضية‪ ،‬و التهيئة و التعمير‪ ،‬تمارسها بهدف تلبية حاجيات المواطنين المحليين‪ .‬إال أن‬
‫ما يمكن مالحظته هو محدودية صالحياتها في المجال االقتصادي ‪ ،‬و ذلك في ظل مركزة‬
‫الصالحيات االقتصادية لدى السلطة المركزية‪ ،‬مما جعل البلديات دائما في حالة اعتماد كلي على‬
‫إعانات الدولة‪ ،‬و انعكس على واقع التنمية الذي يتطلب موارد مالية لتحقيقها‪ ،‬مما تطلب تعديل قانون‬
‫البلدية ليتماشى مع المتطلبات الجديدة للمواطنين‪ ،‬السيما بعد صدور دستور جديد في سنة ‪.2020‬‬
‫إن البلدية تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقاللية المالية في إدارة نشاطها و اتخاذ ق ارراتها‪ ،‬إال‬
‫أن هذه اال ستقاللية و الحرية في اتخاذ القرار ليست مطلقة‪ ،‬و إنما هي مقيدة و تخضع لرقابة الدولة‪،‬‬
‫في إطار ما يسمى بـ"الوصاية اإلدارية"‪ .‬غير أن هذه الرقابة و رغم أنها هامة في مجال احترام مبدأ‬
‫المشروعية‪ ،‬إال أنها شديدة في بعض األحيان‪ ،‬مما يعيق حرية البلدية في تسيير شؤونها مما يعيق‬
‫التنمية المحلية في البلدية‪ ،‬مما يوجب ضرورة إصالح قانون البلدية‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أوال‪ -‬النصوص القانونية‬
‫‪ -1‬الدساتير‬
‫‪ -‬دستور الجزائر لسنة ‪ 1963‬المؤرخ في ‪ 8‬سبتمبر ‪( 1963‬ج ر‪ ،‬رقم ‪ 64‬المؤرخة في ‪ 10‬سبتمبر‬
‫‪ ،1963‬ص ‪)887‬‬
‫‪ -‬دستور الجزائر لسنة ‪ 1976‬الصادر بموجب األمر رقم ‪ ،97-76‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪،1976‬‬
‫(ج ر‪ ،‬رقم ‪ ،94‬المؤرخة في ‪ 24‬نوفمبر ‪ ،1976‬ص ‪ )1292‬المعدل و المتمم بالقانون رقم‬
‫‪ 01-80‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ 1980‬المتضمن التعديل الدستوري‪ ( ،‬ج ر‪ ،‬رقم ‪ ،10‬لسنة‬
‫‪.)1980‬‬
‫‪ -‬دستور الجزائر لسنة ‪ ،1989‬الصادر بموجب‪ ،‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 18-89‬المؤرخ في ‪28‬‬
‫فيفري ‪ ، 1989‬الذي يتعلق بـنشر نص التعديل الموافق عليه في استفتاء ‪ 23‬فيفري ‪ ( ،1989‬ج ر‪،‬‬
‫رقم ‪ ،9‬المؤرخة في ‪ 1‬مارس ‪ ،1989‬ص ‪.)234‬‬
‫‪ -‬دستور الجزائر لسنة ‪ ،1996‬الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 438- 96‬المؤرخ في ‪7‬‬
‫ديسمبر ‪ ( 1996‬ج ر رقم ‪ 76‬المؤرخة ‪ 8‬ديسمبر ‪)1996‬؛ المعدل و المتمم‪ ،‬بالقانون رقم ‪،03-02‬‬
‫المؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪( ،2002‬ج ر رقم ‪ 25‬المؤرخة في ‪ 14‬أفريل ‪ ،)2002‬و بالقانون رقم ‪-08‬‬
‫‪ ،19‬المؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر ‪ ( ،2008‬ج ر رقم ‪ ،63‬المؤرخة في ‪ 16‬نوفمبر ‪ ،)2008‬و بالقانون‬
‫رقم ‪ 01-16‬المؤرخ في ‪ 6‬مارس ‪ ،2016‬الذي يتضمن التعديل الدستوري ‪ ( 2016‬ج ر‪ ،‬رقم ‪،14‬‬
‫المؤرخة في ‪ 7‬مارس ‪ ،2016‬ص ‪.)2‬‬
‫‪-‬دستور الجزائر لسنة ‪ .2020‬الصادر في ‪ 30‬ديسمبر ‪ (2020‬ج ر رقم ‪ 82‬المؤرخة في ‪30‬‬
‫ديسمبر ‪ ،2020‬ص ‪)4‬‬
‫‪ -2‬القوانين و األوامر‪:‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 01-21‬المؤرخ في ‪ 10‬مارس ‪ ،2021‬المتضمن القانون العضوي المتعلق بنظام‬
‫االنتخابات‪ ،‬الصادر بموجب ( ج ر رقم ‪ 17‬المؤرخة في ‪ 10‬مارس ‪ ،2021‬ص ‪ .)25‬المعدل‬
‫والمتمم باألمر رقم ‪ ،05-21‬المؤرخ في ‪ 22‬أفريل ‪ (2021‬ج ر رقم ‪ 30‬المؤرخة في ‪ 22‬أفريل‬
‫‪ ،2021‬ص ‪ .)5‬المعدل و المتمم باألمر رقم ‪ ،10-21‬المؤرخ في ‪ 25‬غشت ‪ ( 2021‬ج ر رقم‬
‫‪ 65‬المؤرخة في ‪ 26‬غشت ‪ ،2021‬ص ‪.)5‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ ،24 -67‬المؤرخ في ‪ 18‬جانفي ‪ 1967‬الذي يتضمن القانون البلدي ج ر رقم ‪6‬‬
‫المؤرخة في ‪ 18‬يناير ‪ ،1967‬ص ‪.90‬‬
‫‪65‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫‪ -‬بيان أسباب األمر رقم ‪ 24-67‬المؤرخ في ‪18‬يناير ‪ ،1967‬الذي يتضمن القانون البلدي‪.‬‬
‫‪-‬القانون رقم ‪ 86-70‬المؤرخ في ‪ 15‬ديسمبر ‪ ،1970‬و المتضمن قانون الجنسية الجزائرية( ج ر‬
‫رقم ‪ ،105‬المؤرخة في ‪ 18‬ديسمبر ‪ ،1970‬ص ‪ )1570‬المعدل و المتمم باألمر رقم ‪01-05‬‬
‫المؤرخ في ‪ 27‬فيفري ‪ (2005‬ج ر رقم ‪ ،15‬المؤرخة في ‪ 27‬فيفري ‪ ،2005‬ص ‪.)15‬‬
‫‪-‬القانون رقم ‪ 29-90‬المؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر ‪ ، 1990‬الذي يتعلق بالتهيئة و التعمير ( ج ر رقم ‪52‬‬
‫المؤرخة في ‪ 2‬ديسمبر ‪ ،1990‬ص ‪.)1652‬‬
‫‪-‬القانون رقم ‪ 20-01‬المؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،2001‬الذي يتعلق بتهيئة اإلقليم و تنميته المستدامة(‬
‫ج ر رقم ‪ 77‬المؤرخة في ‪ 15‬ديسمبر ‪ ،2001‬ص ‪.)18‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ ،10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬يناير ‪ ،2011‬الذي يتعلق بالبلدية( الصادر بموجب ج ر رقم‬
‫‪ 37‬المؤرخة في ‪ 3‬يوليو ‪ ،2011‬ص ‪ .)4‬المعدل و المتمم باألمر رقم ‪ ،13-21‬المؤرخ في ‪31‬‬
‫أوت ‪ 2021‬الصادر بموجب ج ر رقم ‪ 67‬المؤرخ في ‪ 31‬أوت ‪ ،2021‬ص ‪.5‬‬
‫‪-‬القانون المدني الجزائري لسنة ‪ ،1975‬المعدل و المتمم‪.‬‬
‫‪-‬القانون رقم ‪ 03-12‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،2012‬الذي يحدد كيفيات توسيع حظوظ تمثيل المرأة في‬
‫المجالس المنتخبة الصادر بموجب (ج ر رقم ‪ 1‬المؤرخة في ‪ 14‬يناير ‪ ،2012‬ص ‪.)46‬‬
‫‪-3‬النصوص التنظيمية‪:‬‬
‫‪ -‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 39-20‬المؤرخ في ‪ 2‬فيفري ‪ ،2020‬الذي يتعلق بالتعيين في الوظائف‬
‫المدنية و العسكرية للدولة( ج ر رقم ‪ 6‬المؤرخة في ‪ 2‬فيفري ‪ ،2020‬ص ‪.)8‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،105-13‬المؤرخ في ‪ 17‬مارس ‪ ،2013‬الذي يتضمن النظام الداخلي‬
‫النموذجي للمجلس الشعبي البلدي ( ج ر رقم ‪ 15‬المؤرخة في ‪ 17‬مارس ‪ ،2013‬ص ‪.)9‬‬
‫‪-‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247-15‬المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،2015‬المتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية و تفويضات المرفق العمومي ( ج ر رقم ‪ 50‬المؤرخة في ‪ 20‬سبتمير ‪ ،2015‬ص ‪.)3‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 104-16‬المؤرخ في ‪ 21‬مارس ‪ ،2016‬الذي يحدد كيفيات تجديد المجالس‬
‫الشعبية البلدية و الوالئية المحلة( ج ر رقم ‪ 18‬لسنة ‪ ،2016‬ص‪.)8‬‬
‫‪-‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 320-16‬المؤرخ في ‪ 13‬ديسمبر ‪ ،2016‬المتضمن األحكام المطبقة على‬
‫األمين العام للبلدية( ج ر رقم ‪ ،73‬لسنة ‪،2016‬ص ‪.)3‬‬
‫‪-‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 199-18‬المؤرخ في ‪ 2‬أوت ‪ ،2018‬الذي يتعلق بتفويض المرفق العمومي (‬
‫ج ر رقم ‪ 48‬المؤرخة في ‪ 5‬أوت ‪ ،2018‬ص ‪.)4‬‬
‫‪-‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 16-20‬المؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪ ، 2020‬الذي يتضمن إعادة تنظيم مكتب حفظ‬
‫الصحة البلدي( ج ر رقم ‪ 73‬المؤرخة في ‪ 13‬ديسمبر ‪ ،2020‬ص ‪.)5‬‬
‫‪66‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫ثانيا‪-‬المؤلفات ‪:‬‬
‫‪ -‬أحمد محيو‪ ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر العاصمة‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ -‬محمد صغير بعلي‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬عنابة‪.2002 ،‬‬
‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع الجزائر العاصمة‪ ،‬ص ‪.2012‬‬
‫‪ -‬ناصر لباد ‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬منشورات لباد‪ ،‬سطيف‪.2010 ،‬‬
‫‪ -‬نبيلة بن عائشة‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪-‬الجزء األول‪ ،‬الماهر للطباعة و النشر و التوزيع‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬العلمة‪،2020 ،‬‬
‫ثالثا‪ -‬األطروحات و المذكرات ‪:‬‬
‫‪-‬بلغالم بالل‪ ،‬تطور النظام القانوني للجماعات اإلقليمية‪-‬نظام البلدية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫دكتوراه علوم في إطار مدرسة الدكتوراه‪ ،‬تخصص‪ :‬الدولة و المؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق جامعة‬
‫الجزائر ‪ 1‬بن يوسف بن خدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2018/2017‬‬
‫القانون رقم ‪ 10/11‬المؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪،2011‬مذكرة لنيل شهادة‬ ‫‪ -‬قاضي كمال ‪ ،‬البلدية في‬
‫ماجستير في القانون‪ ،‬تخصص الدولة و المؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق‪-‬بن عكنون‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ - 1‬بن يوسف بن خدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2014/2013‬‬
‫رابعا‪ -‬المقاالت‪:‬‬
‫‪ -‬أونيسي ليندة ‪ ،‬المخطط البلدي للتنمية و دوره في تنمية البلدية‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪،‬‬
‫العدد رقم ‪ ،9‬جامعة باتنة‪ ،1‬جوان ‪.2016‬‬
‫‪ -‬طيبون حكيم ‪ ،‬المشاركة السياسية للمرأة في الجزائر‪ -‬نظام الكوطا نموذجا‪ ،‬مجلة صوت القانون‪،‬‬
‫العدد الثاني‪ ،‬مخبر الحالة المدنية‪ ،‬جامعة خميس مليانة‪ ،‬أكتوبر ‪. 2014‬‬
‫‪ -‬طيبون حكيم ‪ ،‬المركز القانوني لرئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬مجلة الفقة و القانون المغربية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ، 18‬أفريل ‪.2014‬‬

‫‪67‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫قائمة المحتويات‬
‫الصفحات‬ ‫العناوين‬
‫مقدمة‪1....................................................................................‬‬
‫المحور األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي و التاريخي للبلدية ‪3.....................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم البلدية ‪3.............................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف البلدية ‪3.............................................................‬‬
‫أوال‪ -‬البلدية في الدساتير الجزائرية‪3.......................................................‬‬
‫ثانيا‪ -‬تعريف البلدية في قوانين البلدية‪4...................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص البلدية ‪5..........................................................‬‬
‫أوال‪ -‬البلدية هي ال جماعة اإلقليمية القاعدية للدولة ‪5........................................‬‬
‫ثانيا‪ -‬البلدية هي شخص معنوي عام ‪6.....................................................‬‬
‫ثالثا‪ -‬البلدية هيئة المركزية إدارية إقليمية‪6.................................................‬‬
‫رابعا‪ -‬البلدية تحدث بموجب قانون ‪6........................................................‬‬
‫خامسا‪ -‬البلدية تخضع لرقابة الدولة‪6........................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التطور التاريخي للنظام القانوني للبلدية‪7 ...................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نظام البلدية في الفترة االستعمارية( ‪7........................)1962-1830‬‬
‫أوال‪ -‬البلديات المختلطة‪7................................................ ....................‬‬
‫ثانيا‪ -‬البلديات ذات التصرف العام( ذات الصالحيات الكاملة)‪8................................‬‬
‫ثالثا‪ -‬البلديات األهلية ‪8......................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نظام البلدية بعد االستقالل‪8...................................................‬‬
‫أوال‪ -‬البلدية في المرحلة االنتقالية ( ‪8......................................)1967-1962‬‬
‫ثانيا‪ -‬البلدية في قانون البلدية لسنة ‪9............................................... 1967‬‬
‫ثالثا‪ -‬البلدية في قانون البلدية لسنة ‪10............................................... 1990‬‬
‫رابعا‪ -‬البلدية في قانون البلدية لسنة ‪11.............................................. 2011‬‬

‫‪68‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬هيئات البلدية و مصالحها ‪13...................................................‬‬


‫المبحث األول‪ :‬الهيئة التداولية للبلدية‪ :‬المجلس الشعبي البلدي‪13..............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المركز القانوني المجلس الشعبي البلدي من حيث تنظيمه و سيره‪13.............‬‬
‫أوال‪ -‬تكوين المجلس الشعبي البلدي‪13.........................................................‬‬
‫ثانيا‪ -‬سير المجلس الشعبي البلدي‪22..........................................................‬‬
‫ثالثا‪ -‬لجان المجلس الشعبي البلدي‪22..........................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النظام القانوني لمداوالت المجلس الشعبي البلدي‪24..............................‬‬
‫أوال‪ -‬مفهوم مداوالت المجلس الشعبي البلدي ‪24.................................................‬‬
‫ثانيا‪ -‬الشروط القانونية لصحة و سالمة مداوالت المجلس الشعبي البلدي‪26.....................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الهيئة التنفيذية للبلدية‪ :‬رئيس المجلس الشعبي البلدي‪34.......................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المركز العضوي لرئيس المجلس الشعبي البلدي‪34................................‬‬
‫أوال‪ -‬الوضعية القانونية الدائمة لرئيس المجلس الشعبي البلدي‪ :‬عن طريق االنتخاب‪34..........‬‬
‫ثانيا‪ -‬الوضعية المؤقتة لرئيس المجلس الشعبي البلدي‪ :‬عن طريق نظام االستخالف‪37..........‬‬
‫ثالثا‪ -‬نواب رئيس المجلس الشعبي البلدي‪37....................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المركز الوظيفي رئيس المجلس الشعبي البلدي ( اختصاصات)‪39.................‬‬
‫أوال‪ -‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي بصفته ممثال للبلدية ‪39..........................‬‬
‫ثانيا‪ -‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي بصفته ممثال للدولة‪40...........................‬‬
‫ثالثا‪ -‬آثار االزدواج الوظيفي لرئيس المجلس الشعبي البلدي‪42...................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬األمين العام للبلدية‪43............................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المركز العضوي لألمين العام للبلدية‪43............................................‬‬
‫أوال‪-‬الحالة األولى‪ :‬بالنسبة للبلديات الصغيرة و المتوسطة‪43.....................................‬‬
‫ثانيا‪ -‬الحالة الثانية‪ :‬بالنسبة للبلديات الكبيرة‪43..................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المركز الوظيفي لألمين العام للبلدية‪43............................................‬‬
‫أوال‪ -‬مهام تتعلق بالهيئة التنفيذية و التداولية للبلدية‪44..........................................‬‬
‫ثانيا‪ -‬مهام تتعلق بالمصالح اإلدارية و التقنية للبلدية‪44.........................................‬‬

‫‪69‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬نشاط البلدية و مهامها ‪45........................................................‬‬


‫المبحث األول‪ :‬اختصاصات البلدية (صالحيات)‪46................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬صالحيات في مجال تهيئة اإلقليم و التنمية المستدامة و التعمير و التجهيز‪46...‬‬
‫أوال‪ -‬صالحيات في مجال تهيئة اإلقليم و التنمية المستدامة ‪46...................................‬‬
‫ثانيا‪ -‬صالحيات في مجال التعمير و التجهيز ‪47.................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬صالحيات في المجال االقتصادي و المرفقي و الضبط اإلداري العام‪48...........‬‬
‫أوال ‪ -‬في المجال المالي و االقتصادي ‪48........................................................‬‬
‫ثانيا‪ -‬في المجال االجتماعي و المرفقي و الضبط اإلداري العام‪49................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المصالح (المرافق) العامة البلدية و أساليب تسييرها‪51...........................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المرافق العامة البلدية ( المصالح العامة البلدية)‪51...............................‬‬
‫أوال‪ -‬تعريف المرافق العمومية البلدية ‪51.........................................................‬‬
‫ثانيا‪ -‬تعداد المرافق العمومية البلدية ‪51..........................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أساليب تسيير المرافق العمومية البلدية‪53........................................‬‬
‫أوال ‪-‬تسيير مرافق البلدية عن طريق أسلوب االستغالل المباشر و المؤسسة العمومية‪53.........‬‬
‫ثانيا‪ -‬تسيير المرافق العمومية البلدية عن طريق أسلوب تفويض المرفق العمومي‪53.............‬‬
‫المحور الرابع ‪ :‬الرقابة على البلدية ‪56............................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الوصاية اإلدارية على هيئات البلدية ‪56............................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الوصاية اإلدارية على هيئة البلدية ‪:‬حل المجلس‪56...............................‬‬
‫أوال‪ -‬تعريف حل المجلس الشعبي البلدي ‪56 ....................................................‬‬
‫ثانيا‪ -‬حاالت حل المجلس الشعبي البلدي‪56.....................................................‬‬
‫ثالثا‪ -‬إجراءات الحل‪ ،‬ضماناته و اآلثار المترتبة عنه ‪57.........................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الوصاية اإلدارية على كل األعضاء والرئيس‪58...................................‬‬
‫أوال –اإل يقاف‪59................................................................................‬‬
‫ثانيا –اإل قصاء‪60...............................................................................‬‬
‫ثالثا –االستقالة التلقائية (اإلقالة)‪61............................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬الوصاية اإلدارية على األعمال‪61................................................‬‬

‫‪70‬‬
‫محاضرات في قانون البلدية ‪ ،‬سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ‪ :‬د‪/‬طيبون حكيم السنة‬
‫الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المصادقة‪61....................................................................‬‬


‫أوال‪ -‬المصادقة الصريحة ‪61....................................................................‬‬
‫ثانيا‪ -‬المصادقة الضمنية‪61..................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اإلبطال ( اإللغاء)‪62............................................................‬‬
‫أوال‪-‬اإلبطال بقوة القانون‪62.....................................................................‬‬
‫ثانيا‪ -‬القابلية لإلبطال‪62........................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬سلطة الحلول‪62.................................................................‬‬
‫أوال‪ -‬تعريف سلطة الحلول ‪62....................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط و إجراءات تطبيق الحلول ‪62........................................................‬‬
‫خاتمة‪64........................................................................................‬‬
‫قائمة المراجع‪65.................................................................................‬‬
‫فهرس المحتويات‪68.............................................................................‬‬

‫‪71‬‬

You might also like