Professional Documents
Culture Documents
قسم الحقوق-ماستر
مـــــــــــطبــــوعـــــــــــــة بـعـــــنـــــوان:
"محاضرات في قانون البلدية"
ألقيت على طلبة السنة األولى ماستر -تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية
مقدمة:
لغرض تسيير الشؤون العمومية و تحقيق تبني الدول الحديثة أساسها من أجل ممارسة وظائفها
التنمية في جميع مجاالت الحياة ،االقتصادية و االجتماعية ،و الثقافية و غيرها ،على مبادئ التنظيم
اإلداري .و لعل أهم مبدأ تقوم عليه لتحقيق ذلك الغرض ،هو "مبدأ الالمركزية اإلدارية" .إن هذا المبدأ
بأبعاده المختلفة ،أصبح تطبيقه في وقتنا الحالي ،أكثر من ضرورة من أجل تسيير الشؤون العمومية
لتحقيق التن مية الشاملة في جميع المجاالت ،و تلبية حاجيات األفراد ،و منه تحقيق المصلحة العامة.
و في هذا السياق ،فإن النظام اإلداري الجزائري لم يكن بمنأى عن مواكبة هذه التطورات الحاصلة
في األنظمة القانونية المقارنة،إذ تبنى نظام الالمركزية اإلدارية كأسلوب لتسيير الجماعات المحلية
بالجماعات في الجزائر)الوالية ،البلدية( منذ االستقالل .إذا اهتمت كل دساتير الدولة الجزائرية
المحلية للدولة ،و قامت بتحديدها ،حيث تتمثل الجماعات المحلية للدولة في البلدية و الوالية.
و في هذا اإلطار ،نصت الفقرة األولى من المادة 17من دستور الجزائر لسنة ،2020على ما يلي:
" الجماعات المحلية للدولة هي البلدية و الوالية".1
إن البلدية كهيئة إدارية المرك زية ،تعتبر هي الجماعة اإلدارية القاعدية للدولة ،التي توكل إليها
تسيير الشؤون العمومية المحلية لمواطنيها .و نظ ار ألهميتها فقد منح لها المشرع الشخصية المعنوية،
من أجل منحها الحرية في التسيير و االستقالل اإلداري تحت رقابة الدولة .كما أوجب المشرع
و هذا ما نصت عليه الفقرة الثالثة من المادة 1من القانون رقم ،10-11 استحداثها بقانون ،
المتضمن قانون البلدية.2
و تبعا لذلك ،فإن إحداث البلدية و اختصاصاتها بموجب القانون ،يدفعنا إلى الحديث على قانون
البلدية .إن هذا األخير هو الذي يحكم البلدية و يحدد نظامها القانوني من حيث تنظيمها و نشاطها ،
1راجع المادة 17من دستور الجزائر لسنة (2020الصادر في 30ديسمبر ،2020ج ر رقم 82المؤرخة في 30
ديسمبر ،2020ص .)4
2راجع المادة 1من القانون رقم 10- 11المؤرخ في 22يونيو 2011المتضمن قانون البلدية (الصادر بموجب ج ر
رقم 37المؤرخة في 3يوليو ،2011ص ،)4المعدل و المتمم باألمر رقم ،13- 21المؤرخ في 31أوت ،2021
(الصادر بموجب ج ر رقم 67المؤرخ في 31أوت ،2021ص .)5
1
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
و الرقابة عليها .1و من هنا تظهر أهمية دراسة مقياس قانون البلدية .يعتبر هذا المقياس هام جدا
لطلبة الماستر ،1تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية .إذ يشكل وحدة تعليمية أساسية.
و يسمح هذا المقياس لطلبة للتعرف على النظام القانوني للبلدية ،من حيث تنظيميها والهيئات
و المصالح التي تتشكل منها ،و كذلك على مجال اختصاص البلدية و صالحياتها( نشاط البلدية).
و كذلك ،الرقابة عليها.
و على هذا األساس يتم تقسي م دراسة محاضرات مقياس قانون البلدية ،إلى أربع محاور
رئيسية هي:
المحور األول :اإلطار المفاهيمي و التاريخي للبلدية :
المحور الثاني :هيئات البلدية و مصالحها
المحور الثالث :نشاط البلدية و مهامها
المحور الرابع :الرقابة على البلدية
1يعتبر القانون رقم 10-11المتضمن قانون البلدية ،المعدل و المتمم هو القانون الساري حاليا الذي يحكم البلدية.
الجدير بالذكر ،أن نشاط البلدية يخضع أيضا مجموعة من النصوص القانونية كقانون الصفقات العمومية ،قانون
الوظيفة العمومية ،قانون المحاسبة العمومية و غيرها من النصوص .للمزيد من التفصيل حول هذه المسألة ،اطلع على
تأشيرات قانون البلدية رقم .10- 11
2
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
لقد اهتمت الدساتير و النصوص القانونية بالبلدية منذ االستقالل ،و قامت بإعطاء تعريف لها
على مختلف هذه التعاريف( المطلب األول) ،ثم إبراز أهم لذلك سوف يتم تسليط على الضوء
الخصائص التي تتمتع بها البلدية ( المطلب الثاني) ،فيما يلي:
سوف سيتم تناول تعريف البلدية في مختلف الدساتير (أوال) ،ثم في مختلف قوانين البلدية التي
عرفتها الجزائر(ثانيا):
لقد تعرضت جميع الدساتير الجزائرية ،إلى البلدية كجماعة إقليمية المركزية للدولة ،بداية من
دستور الجزائر لسنة 1963إلى دستور الجزائر ،2020و هذا ما سيتم تبيانه فيما يلي:
*البلدية في دستور سنة :1963لقد اعتبر دستور الجزائر الصادر في 10سبتمبر ،1963في
المادة 9منه ،على أن الدولة تتشكل من مجموعات إدارية ،يحدد القانون مداها و اختصاصاتها.
و اعتبر أن البلدية هي الجماعة اإلقليمية اإلدارية االقتصادية و االجتماعية ،القاعدية للدولة.1
* البلدية في دستور سنة :1976لقد اهتم دستور 19نوفمبر ،1976اهتماما كبي ار بالبلدية،
حيث اعتبرها مجموعة إقليمية للدولة إلى جانب الوالية ،و اهتم بالمبادئ التي تحكم البلدية ،و التي
على رأسها مبدأ الالمركزية ،كما قام بتعريف المجلس الشعبي المنتخب ،و قام كذلك ،بإعطاء تعريف
للبلدية ،و ذلك في الفقرة الثانية من المادة 36منه ،و التي نصت على ما يلي " :البلدية هي
راجع نص المادة 9من دستور الجزائر الصادر في 10سبتمبر ( 1963ج ر الصادرة في 10سبتمبر ،1963ص 1
.)887
3
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
لقد عرفت الجزائر مرحلة جديدة بعد دستور 23فيفري ،1989 * البلدية في دستور :1989
و تميزت هذه المرحلة أحدثت القطيعة مع النظام االشتراكي السائد سابقا ونظام الحزب الواحد.
بانفتاح سياسي و مجالس منتخبة مبنية على أساس التعددية الحزبية .و في هذا الصدد ،اهتم دستور
1989بالبلدية ،و اعتبرها جماعة إقليمية قاعدية للدولة ،و هذا في المادة 15منه.2
* البلدية في دستور :1996لم يختلف دستور الجزائر لسنة ،1996المعدل و المتمم ،3عن دستور
،1989و اهتم هو اآلخر بالبلدية و اعتبرها جماعة إقليمية قاعدية للدولة ،حسب المادة 16منه.
*البلدية في دستور :2020لقد نصت المادة 17من دستور الجزائر لسنة ،2020على ما يلي:
" الجماعات المحلية للدولة هي البلدية و الوالية .البلدية هي الجماعة القاعدية" ،و هو ما يفهم من
خالله أن البلدية هي جماعة محلية القاعدية للدولة" .تجب اإلشارة ،أن المؤسس الدستوري استعمل
اصطالح جديد هو "الجماعات المحلية" عوض اصطالح "الجماعات اإلقليمية" الذي سبق أن استعمله
في الدساتير السابقة الذكر ،و هو الذي نراه أنه ال يعدو سوى تسمية مرادفة الصطالح "الجماعات
اإلقليمية"ـ ال تترتب عليه أي آثار قانونية.
لقد اهتمت كل قوانين البلدية منذ االستقالل بتعريف ثانيا -تعريف البلدية في قوانين البلدية:
البلدية ،و هو ما سيتم التطرق له فيما يلي:
عرفت البلدية في الفقرة األولى من المادة 01من األمر رقم ،24 -67المؤرخ في 18جانفي
1راجع المادة 36من دستور الجزائر لسنة 1976الصادر بموجب األمر رقم ،97-76المؤرخ في 22نوفمبر
( ، 1976ج ر ،رقم ،94المؤرخة في 24نوفمبر ،1976ص .)1292
2نصت المادة 15من دستور الجزائر (1989الصادر في 23فيفري ،1989ج ر ،رقم 09المؤرخة في 1مارس
،1989ص ) 234على ما يلي " :الجماعات اإلقليمية للدولة ،هي البلدية و الوالية .البلدية هي الجماعة القاعدية".
راجع المادة 16من دستور الجزائر لسنة ،1996الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم 438- 96المؤرخ في 7 3
ديسمبر ( 1996ج ر رقم 76المؤرخة 8ديسمبر )1996؛ المعدل و المتمم ،بالقانون رقم ،03-02المؤرخ في 10
أفريل ( ،2002ج ر رقم 25المؤرخة في 14أفريل ،)2002و بالقانون رقم ،19- 08المؤرخ في 15نوفمبر
( ،2008ج ر رقم ،63المؤرخة في 16نوفمبر ،)2008و بالقانون رقم 01-16المؤرخ في 6مارس ،2016
الذي يتضمن التعديل الدستوري ( 2016ج ر ،رقم ،14المؤرخة في 7مارس ،2016ص .)2
4
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
و التي جاء نصها فيما يلي " :البلدية هي الجماعة اإلقليمية 1967الذي يتضمن القانون البلدي،1
السياسية و اإلدارية و االقتصادية و االجتماعية و الثقافية األساسية" .ما يالحظ من خالل هذا
التعريف هو أنه جاء واسعا ،و شامال ،و يعبر عن التوجه الذي كان سائدا آنذاك ،و هو التوجه
االشتراكي كخيار سياسي و اقتصادي و اجتماعي و ثقافي في إطار الحزب الواحد ،حيث كانت
البلدية تتمتع بصالحيات واسعة و كانت تعتبر البلدية أداة أساسية لممارسة التوجه االشتراكي.
عرفت المادة األولى من القانون رقم 08-90المؤرخ في 7أفريل ،1990الذي يتعلق بالبلدية ،
على أنها " :البلدية هي الجماعة اإلقليمية األساسية ،و تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل
المالي ،و تحدث بموجب قانون".
من خالل التعاريف السابقة يمكن أن نستنتج أهم الخصائص التي تتمتع بها البلدية ،و التي تميزها
عن المفاهيم المشابهة لها:
أوال -البلدية هي الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة :لقد اعتبرت كل الدساتير الجزائرية و قوانين
البلدية ،البلدية هي الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة ،و معنى ذلك أن البلدية هي الوحدة الترابية
األساسية التي يتشكل منه إقليم الدولة .و ذلك إلى جانب الوالية التي تعتبر هي األخرى جماعة إقليمية
للدولة .و تشكل سمة الجماعة القاعدية الخاصية التي تميز البلدية عن الوالية ،و التي من خاللها
يتجسد مبدأ تقريب اإلدارة من المواطن ،باعتبار أن البلدية هي الخلية اإلدارية األساسية األقرب
للمواطن.
ثانيا -البلدية هي شخص معنوي عام :لقد منح المشرع البلدية الشخصية المعنوية ،و هو ما يؤدي
إلى تمتعها باالستقاللية اإلدارية ،و الذمة المالية المستقلة عن الدولة ،و هذا ما نستشفه من خالل
المادة األولى من قانون البلدية لسنة .2011كما نتشفه كذلك من خالل المادة 49من القانون المدني
التي اعتبر البلدية من األشخاص االعتبارية .و هو ما يترتب عنه تمتع البلدية بكل اآلثار المترتبة عن
الشخصية المعنوية من قدرة على القيام بالتصرفات القانونية و اكتساب الحقوق و تحمل االلتزامات،
و االستقالل اإلداري و الذمة المالية المستقلة و موطن و ممثل قانوني و غيرها .1و هذا ما يميز
البلدية عن المصالح غير ممركزة للدولة كالمديريات التنفيذية على مستوى الواليات ،و كذلك الدائرة
التي تعتبر هيئة عدم تركيز إداري ال تتمتع بالشخصية المعنوية.
ثالثا -البلدية هيئة المركزية إدارية إقليمية :تعتبر البلدية هيئة ال مركزية إدارية إقليمية ،تدير الشؤون
العمومية المحلية ،في إطار الصالحيات التي حددها القانون .و هو ما يميزها عن الهيئات اإلدارية
المركزية ( رئاسة الجمهورية ،الو ازرة األولى ،الو ازرات ،المصالح غير ممركزة للدولة) ،كما يميزها كذلك
عن المؤسسات العمومية التي تعتبر هيئات تمثل الالمركزية اإلدارية المرفقية.
تنشأ البلدية بموجب نص تشريعي ،يحدد مداها و الصالحيات رابعا -البلدية تحدث بموجب قانون:
التي تقوم بها في تسيير الشؤون العمومية المحلية .و هذا ما نصت عليه المادة األولى من قانون
البلدية لسنة .2011و هو ما يبين المكانة الكبيرة التي تتمتع بها البلدية ،وهذا عك س المؤسسات
العمومية التي تنشأ بموجب نص تنظيمي.
خامسا-البلدية تخضع لرقابة الدولة :إذا كانت البلدية هي جماعة إقليمية للدولة ،تتمتع باالستقالل
و المالي ،في ممارسة صالحياتها إال أن استقالليتها ليست مطلقة ،و إنما تكون محددة اإلداري
في إطار احترام مبدأ المشروعية و في إطار احترام مبدأ وحدة الدولة .و هذا ما يترتب عليه خضوع
البلدية لرقابة الدولة في إطار القانون ،و هو ما يعرف بالوصاية اإلدارية على البلدية.
يعد الحديث عن التطور التاريخي للنظام القانوني للبلدية هام جدا ،ألنه يسمح لنا بمعرفة المراحل
التي مر بها نظام البلدية عبر مختلف الفترات التي مرت بها الجزائر .و لتسليط الضوء على ذلك،
سوف يتم التطرق إلى نظام البلدية في الفترة االستعمارية(المطلب األول) ،ثم نظام البلدية بعد
االستقالل إلى يومنا هذا ( المطلب الثاني) ،و هذا فيما يلي:
بأنها كانت وسيلة لبسط نفوذ االستعمار تميزت البلدية إبان االستعمار الفرنسي للجزائر،
و توسيعه و تعزيز تواجده عبر كافة التراب الوطني من جهة ،و وسيلة لخدمة اإلدارة و األقلية
األوروبية من جهة أخرى .حيث لم تهتم إطالقا بخدمة هموم و مشاكل الجزائريين آنذاك .و قد
في هذه الفترة لمجموعة من النصوص القانونية ،اختلف شكلها و طبيعتها حسب كل خضعت البلدية
مرحلة ،و في هذا الصدد ،عرفت البلدية عدة أشكال و صور.
و كان أولها ظهور نوع م ن الهيئات اإلدارية المحلية في سنة ،1844و هو كان ما يسمى
بـ":المكاتب العربية" ()bureaux arabs؛ و التي تميزت بأنها هياكل تشبه البلدية ،و كانت تدار
من طرف ضباط جيش االستعمار ،هدفها محاولة إخضاع الجزائريين لالستعمار ،و السيطرة
عليهم ،و كذلك تقوية االستعمار و توسيعه و تعزيز انتشاره .و بعد سنة ،1868ظهرت أصناف من
البلديات تختلف طبيعتها حسب األوضاع و المناطق ،لخصت التنظيم البلدي المحلي الذي كان سائدا
في فترة االستعمار ،و تتمثل هذه األصناف الثالثة في:
انتشرت هذه البلديات في المناطق التي كان يعيش فيها الجزائريين أوال -البلديات المختلطة:
( األهالي) بكثرة ،السيما في القسم الشمالي من إقليم ا لجزائر ،ظهرت ابتداء من سنة ،1868كانت
تتشكل من دواوير بلديات و مراكز التعمير .1و كانت هذه البلديات تدار من طرف موظف من اإلدارة
الفرنسية يسمى متصرف المصالح المدنية ،و لجنة بلدية يرأسها المتصرف مشكلة من أعضاء
أوروبيين منتخبين و من أعضاء جزائريين معينين من السلطة الفرنسية لم يسمح بانتخابهم جزئيا إال
1راجع بيان أسباب األمر رقم 24-67المؤرخ في 18يناير ،1967الذي يتضمن القانون البلدي ،ص .90
7
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
بعد صدور مرسوم 8فيفري 11919الذي أصبح يطبق على هذه البلديات.
ثانيا -البلديات ذات التصرف العام( ذات الصالحيات الكاملة) :كانت هذه البلديات منتشرة في
المناطق التي يقطن فيها المستوطنون األوروبييون ،السيما في المدن الكبرى و المناطق الساحلية.2
و كانت تطبق أحكامه سارية على األقلية األوروبية فقط .و بالنسبة محدودة جدا بالنسبة للجزائريين.
و في هذا الصدد ،كانت هذه البلديات خاضعة كلية ألحكام القانون البلدي الفرنسي الصادر في 5
أفريل . 1884حيث كانت البلدية تتشكل من هيئتين رئيس البلدية ،و مجلس بلدي.
ثالثا -البلديات األهلية :كا ن هذا الصنف من البلديات منتش ار في المناطق العسكرية المتواجدة في
الصحراء ،تسير من قبل ضباط الجيش الفرنسي .بمساعدة أهالي تلك المناطق.
لقد مر نظام البلدية بعد االستقالل بمجموعة من التطورات عكست المراحل الهامة التي مرت بها
الجزائر ،و التي بدأت بالمرحلة االنتقالية من (1967-1962أوال)ثم مرحلة قانون البلدية لسنة
( 1967ثانيا) ،و بعدها مرحلة قانون البلدية لسنة ( 1990ثالثا) و بعدها قانون البلدية لسنة 2011
(رابعا) ،و هو ما سيتم تناوله على النحو التالي:
عرفت الجزائر غداة االستقالل فراغا مؤسساتيا و تشريعيا و بشريا رهيبا في جميع المجاالت ،وهو
ما عرفته البلديات كذلك آنذاك مثل بقية المؤسسات ،نتيجة هجرة موظفي البلديات األوروبيين ،و هو
ما خلق أزمة خطيرة للبلديات الموروثة من االستعمار ،حيث أصبحت أكثر من 1500بلدية آنذاك
مشلولة عن العمل نتيجة الظروف الصعبة التي كانت تعشيها ،السيما من الناحية التقنية ،و من
الناحية المالية .و من أجل تحقيق مبدأ استم اررية المرفق العمومي ،قامت الدولة بإنشاء لجان خاصة
تتولى مهمة تسيير الشؤون البلدية ،يرأسها رئيس يتولى وظيفة رئيس البلدية .
كما قامت ببعض اإلصالحات ،من خاللها قلصت الدولة الفتية آنذاك ،عدد البلديات من 1535
إلى 676بلدية ،و قامت بإعادة تجميعها ،و ذلك بموجب المرسوم رقم 189-63المؤرخ في 16
2راجع محمد صغير بعلي ،القانون اإلداري ،دار العلوم للنشر و التوزيع ،عنابة ،2002 ،ص .135
8
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
كما حاولت تكييف التنظيم البلدي مع ماي 1963المتضمن إعادة التنظيم اإلقليمي للبلديات.
اإليديولوجية االشتراكية التي تبنتها آنذاك ،من أجل بعث التنمية االقتصادية و االجتماعية للبلديات
عن طريق مشاريع التسيير الذاتي القائمة آنذاك .و تم ذلك من خالل إنشاء لجان مساعدة للبلديات
تتمثل في لجنة التدخل االقتصادي و االجتماعي ( ،) C.I.E.Sو المجلس البلدي لتنشيط القطاع
االشتراكي( . 1) C.C.A.S.Sغير أن هذه اإلصالحات باءت بالفشل ،نتيجة التسرع في وضعها،
و كذلك نقص خبرة التقنية و الفنية للموظفين الذين تم تنصيبهم .كما أن عدم تنصيب اللجان المذكورة
سالفا في الكثير من المناطق جعل من تحقيق أهدافها حب ار على ورق .و هو ما دفع إلى التريث
و التفكير في ضرورة تأسيس قانون بلدية.
إن مرحلة التفكير في إنشاء قانون البلدية ذو صبغة اشتراكية في ظل الحزب الواحد ،جاءت كان
ضرورة حتمية من أجل مواكبة الفلسفة اإليديولوجية للدولة الفتية آنذاك ،القائمة على االشتراكية كخيار
و ثقافي للدولة ،ليحل محل التنظيم القانوني البلدي الموروث من سياسي و اقتصادي و اجتماعي
االستعمار الذي كان ليبرالي التوجه . 2و هو ما بدأت الدساتير و المواثيق الصادر آنذاك الحديث عنه.
و دستور الجزائر لسنة ،1963و ميثاق الجزائر لسنة ،1964 بدءا من ميثاق طرابلس ،1962
و أخي ار ميثاق البلدية لسنة .1966و قد بدأت هذه الفكرة بالتبلور ،و تم طرح مشروع قانون البلدية
بقوة من طرف المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير ،السيما بعد التغيير السياسي الحاصل في سنة
.1965و قد عرف هذا المشروع حملة شعبية من أجل شرحه و إثرائه .3ليتم بعدها إق ارره من طرف
مجلس الثورة سنة ،1967ليصدر بموجب األمر رقم ،24-67السالف الذكر.
لقد صدر قانون البلدية لسنة 1967بموجب األمر رقم ،24-67السالف الذكر ،و قد تميز هذا
القانون بأنه يستمد سماته األساسية من نموذجين :النموذج اليوغسالفي ،و كذا النموذج الفرنسي.
فبالنسبة للنموذح اليوغسالفي فقد استمد منه بعض المبادئ الرئيسية ،السيما تلك التي ترتبط بتكريس
1راجع أحمد محيو ،محاضرات في المؤسسات اإلدارية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر العاصمة ،2005 ،ص
177و .178
2حول هذه الفكرة ،راجع عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،جسور للنشر و التوزيع ،الجزائر العاصمة ،ص ،2012
ص .110
3نفس المرجع ،ص .111
9
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
النظام االشتراكي كخيار سياسي اقتصادي اجتماعي و ثقافي .فعلى سبيل المثال اقتبس المشرع
الجزائري المادة األولى من األمر رقم ،24-67حرفيا من المادة األولى من قانون البلدية اليوغسالفي.
كما اعتمد في تكوين هيئات البلدية على نظام الحزب الواحد ،و منح األولوية في تسيير
النشاطات االقتصادية و االجتماعية للعمال و الفالحين .كما وسع من صالحيات البلدية لتشمل كل
المجاالت ،السيما في المجال االقتصادي و االجتماعي و الثقافي في ظل فلسفة اشتراكية .غير أن
البلدية في األمر رقم ،24-67كانت تتمتع باستقالل أقل مما كانت تتمتع به البلديات في يوغسالفيا.
أما بالنسبة للنموذج الفرنسي فقد ،استمد بعض المبادئ منه ،كتقييد استقالليتها بالمقارنة مع النموذح
اليوغسالفي ،و إخضاع البلديات لنظام قانوني موحد ومتجانس ،ماعدا مدينة الجزائر التي كانت
تخضع لنظام خاص .1كما استمد نظام الرقابة اإلدارية أو ما يعرف بنظام الوصاية اإلدارية المشدد
من النموذج الفرنسي .و قد استمر سريان هذا األمر إلى غاية .1990
نظم قانون البلدية لسنة 1990المنظم بواسطة القانون رقم ،08-90السالف الذكر في محيط
و ظروف مغايرة تماما عن تلك التي صدر من خاللها قانون البلدية لسنة .1967حيث جاء القانون
رقم ،08-90في صدد إصالحات سياسية و اقتصادية و اجتماعية ترجمها دستور جديد ،هو دستور
الجزائر لسنة ، 1989الذي اعتمد مبادئ و أحكام ذات طابع تعددي و ليبرالي ،و أحدث القطيعة
نهائيا مع اإليديولوجية االشتراكية و نظام الحزب الواحد ،من خالل تبنيه لنظام التعددية السياسية،
و مبادئ الالمركزية اإلدارية .و هي التي انعكست على قانون البلدية من خالل تبني مبدأ الديمقراطية
التمثيلية ،و التي أدت إلى التنوع السياسي بالمجالس البلدية المنتخبة .غير أنه فتح مجال الصراع
السياسي داخل المجلس الشعبي البلدي من خالل وضعه آللية سحب الثقة من رئيس المجلس .2كما
قلص من صالحيات البلدية بصفة ملحوظة بالمقارنة بما كانت عليه في قانون البلدية لسنة .1967
و يرجع هذا التقليص إلى تغير في مفهوم البلدية ،و التي انتقلت من مفهوم ذو صبغة اشتراكية
اإليديولوجية تعتبر فيه البلدية هي األداة القاعدية التي تجسد اإليديولوجية االشتراكية بكل أبعادها،
10
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
السياسية ،اإلدارية ،االقتصادية ،االجتماعية و الثقافية 1إلى مفهوم ذو طابع ليبرالي تعددي.
لقد نظم قانون البلدية لسنة ،2011بواسطة القانون رقم ،10-11السالف الذكر ،وقد جاء في
اعتمد إطار ظروف جديدة ،منها التعديل الدستوري لسنة ، 2008لدستور سنة .1996و الذي
مبدأ مشاركة المرأة في المجالس المنتخبة عن طريق ما يعرف بنظام الكوطا .كما جاء بعد
اإلصالحات السياسية التي تمت في سنة 2011بعد ثورارت الربيع العربي ،و في ظل التطورات
الحاصلة في المجتمع الجزائري ( عدد سكان في سنة 2010بلغ حوالي 36.3مليون نسمة بالمقارنة
مع سنة 1990التي بلغ في 25مليون نسمة).
و في هذا الصدد ،قام هذا القانون بإقرار مجموعة من المبادئ كمبدأ المشاركة المواطنين في
تسيير الشؤون العمومية المحلية ،ما يعرف بالديمقراطية التشاركية ،كما قام بإلغاء آلية سحب الثقة
من رئيس المجلس ،من أجل القضاء على حالة االنسداد بالبلديات ،وتعزيز مكانة الهيئة التنفيذي ة
للبلدية ،من خالل وضع نواب لرئيس المجلس و تعزيز صالحياته ،و وضع ضمانات لحماية العهدة
االنتخابية لرئيس المجلس .كما تم وضع قانون أساسي للمنتخب البلدي .و قام كذلك ،بإعادة تنظيم
و التضامن بين البلديات .كما أقر نظام الكوطا لتشجيع مالية البلدية .و وضع آليات للتعاون
و توسيع تمثيل المرأة في الحياة السياسية ،السيما بعد صدور القانون رقم 03-12المؤرخ في 12
يناير ،2012الذي يحدد كيفيات توسيع حظوظ تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة.2
تجب المالحظة ،أنه تم إلغاء نظام الكوطا ،و ذلك بعد صدور قانون جديد لالنتخابات ،و ذلك
بموجب األمر رقم 01-21المؤرخ في 10مارس ،2021المتضمن القانون العضوي المتعلق بنظام
االنتخابات ،المعدل و المتمم . 3الذي جاء بنظام انتخابي جديد يتعلق بانتخابات المجالس الشعبية
المرأة في المجالس المنتخبة ،راجع كمال قاضي ،البلدية في القانون رقم 10/11المؤرخ في 22جوان ،2011مذكرة
لنيل شهادة ماجستير في القانون ،تخصص الدولة و المؤسسات العمومية ،كلية الحقوق -بن عكنون ،جامعة الجزائر1
-بن يوسف بن خدة ،السنة الجامعية ،2014/2013ص.33
الصادر بموجب ( ج ر رقم 17المؤرخة في 10مارس ،2021ص .)25 3
11
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
يتعارض بصفة تلقائية مع نظام الكوطا ،يتمثل في نمط االقتراع النسبي على القائمة المفتوحة،
بتصويت تفضيلي دون مزج .على اعتبار أن نظام الكوطا يتالئم فقط مع نمط االقتراع القائمة المغلقة.
الجدير بالذكر ،أن نظام الكوطا تم تعويضه بمبدأ المناصفة في الترشح بين النساء و الرجال.1
راجع الفقرة الثانية من المادة 176من األمر رقم ،01-21السالف الذكر. 1
12
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
تعتبر البلدية هي جماعة إقليمية القاعدية ،تمثل صورة تطبيقية لالمركزية اإلدارية اإلقليمية في
الدولة .1تتشكل من هيئتين أساسيتين هما :هيئة مداولة تتمثل في المجلس الشعبي البلدي ( المبحث
األول) وهيئة تنفيذية يرأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي ( المبحث الثاني) ،و إدارة ينشطها األمين
العام للبلدية تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي( 2المبحث الثالث) ،و هو ما سيت م تناوله على
النحو التالي:
يعتبر المجلس الشعبي البلدي أو ما يسمى بـ "الهيئة التداولية للبلدية" هو الجهاز األساسي للبلدية،
و ذلك لكونه هو جها از منتخبا يمثل السلطة التقريرية على مستوى البلدية الذي يدير الشؤون العمومية
المحلية في إطار اختصاصاته .كما يعبر عن إرادة مواطني البلدية و هو ما يعرف بالديمقراطية
التمثيلية ،و لتسليط الضوء عليه سوف يتم التطرق إلى مركزه القانوني من حيث تنظمه و سيره
( المطلب األول ) ،ثم آلية عمله المتمثلة في مداوالت المجلس (المطلب الثاني) ،و هذا فيما يلي:
المطلب األول :المركز القانوني المجلس الشعبي البلدي من حيث تنظيمه و سيره:
لتناول ال مركز القانوني للمجلس الشعبي البلدي من حيث تنظميه و سيره ،البد من التطرق إلى
تكوينه ( أوال) ،ثم سيره (ثانيا) و لجانه( ثالثا) ،على النحو التالي:
لتسليط الضوء على كيفية تكوين المجلس الشعبي البلدي ،ال بد من التطرق إلى طريقة اختياره
( ،)1شروط الترشح النتخابات المجلس( ،)2ثم تشكيلته( ،)3و هذا فيما يلي :
يتم اختيار المجلس الشعبي البلدي عن طريق االنتخاب ،و ذلك بواسطة االقتراع العام السري
و المباشر بطريقة االقتراع النسبي على أساس القائمة المفتوحة ،و بتصويت تفضيلي دون مزج . 1
لعهدة مدتها 5سنوات .و هي مدة مناسبة متوسطة ،ليست بالمدة الطويلة و ليست بالمدة القصيرة،
تسمح بتطبيق البرامج المسطرة للمجلس الشعبي البلدي خالل العهدة االنتخابية.
تجب اإلشارة في البداية أن شروط الترشح النتخابات المجلس الشعبي البلدي ،لم ينص عليها
قانون البلدية لسنة .2011و إنما تم تحديد أحكامها بموجب األمر رقم ،01-21المتضمن القانون
العضوي المتعلق بنظام االنتخابات ،المعدل و المتمم .وفي هذا السياق ،يقتضي تحديد شروط
الواجب توفرها في الشخص الترشح النتخابات المجلس الشعبي البلدي ،تناول الشروط الخاصة
المترشح النتخابات المجلس الشعبي البلدي(أ) ،ثم تناول الشروط المتعلقة بقائمة المترشحين للمجلس
الشعبي البلدي(ب) ،وذلك على ضوء أحكام القانون العضوي لالنتخابات لسنة ،2021و هذا على
الشكل التالي:
المتضمن القانون العضوي المتعلق بنظام لقد حددت المادة 184من األمر رقم 01-21
االنتخابات لسنة ،2021المعدل و المتمم ،شروط الترشح النتخابات المجلس الشعبي البلدي الخاصة
بالشخص المترشح ،و هي موضحة فيما يلي:
-أن يستوفي شروط الناخب:
و هي محددة في المادة 50من القانون العضوي لالنتخابات ،و تتمثل في التالي:
-أن يكون جزائري الجنسية ،سواء جنسية أصلية أو مكتسبة،
-و أن يكون متمتعا بالحقوق المدنية و السياسية ،و لم يكن فاقد األهلية .
أي أن المقاعد المطلوب شغلها توزع بين القوائم بالتناسب حسب عدد األصوات التي تحصلت عليها كل قائمة مع 1
تطبيق قاعدة الباقي لألقوى ،و إلغاء القوائم التي لم تحصل على نسبة ،%5راجع في هذا الصدد ،موضوع نظام
التمثيل النسبي ضمن موضوع أنظمة االنتخابات .تجب المالحظة ،أن االقتراع النسبي كان في ظل القانون رقم
و هي النقطة ،10 -16المتعلق بنظام االنتخابات الملغى باألمر رقم ،01-21مبني على أساس القائمة المغلقة،
التي تم تعديلها في قانون االنتخابات الجديد ،حيث أصبح االقتراع النسبي على أساس القائمة المفتوحة.
14
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
البلدي يعتبر من أهم هذه المؤسسات ( .)Les instituionsلذلك ،اشترط المشرع على كل شخص
يرغب في الترشح أن يكون جزائري الجنسية .الجدير بالذكر ،أن المشرع لم يميز ما إن كان الراغب
لمعرفة كيفيات امتالك الجنسية الجزائرية األصلية راجع المواد 6و 7و 8من القانون رقم 86-70المؤرخ في 1
15ديسمبر ،1970و المتضمن قانون الجنسية الجزائرية( ج ر رقم ،105المؤرخة في 18ديسمبر ،1970ص
)1570المعدل و المتمم باألمر رقم 01- 05المؤرخ في 27فيفري (2005ج ر رقم ،15المؤرخة في 27فيفري
،2005ص .)15
لالطالع على كيفيات التمتع بالجنسية الجزائرية المكتسبة ،راجع المواد 9مكرر و 10و 11من القانون رقم 2
ممثلة في مندوبياتها الوالئية أو منسقيها بالخارح هي من تملك السلطة ال تقديرية في إثبات تحقق هذا
الشرط ،تحت رقابة القاضي اإلداري (المحكمة اإلدارية المختصة). 1
-أن ال يكون في إحدى وضعيات عدم القابلية لالنتخاب المحددة في المادة 188من القانون العضوي
الجديد لالنتخابات.2
-أن يكون المترشح ضمن قائمة مقبولة صراحة من طرف حزب أو عدة أحزاب سياسية أو مقدمة
بعنوان حرة حسب ما هو منصوص عليه في المادة 178قانون االنتخابات الجديد.3
-أن يكون المترشح مرشحا في قائمة واحدة ،و في دائرة انتخابية واحدة فقط ،فال يمكن للشخص أن
يترشح في أكثر من قائمة واحدة ،أو في أكثر من دائرة انتخابية .4و هذا تحت طائلة رفض قوائم هذه
الترشيحات بقوة القانون ،و كذلك التعرض للعقوبات المنصوص عليها في قانون االنتخابات.5
ب -الشروط ال خاصة بقائمة المترشحين النتخابات المجلس الشعبي البلدي:
لقد جاء المشرع في قانون االنتخابات الجديد ،بمجموعة من الشروط الجديدة التي يجب أن تتوفر
قائمة الترشح النتخابات المجلس الشعبي البلدي ،و هي:
-يجب أن تحتوي كل قائمة ترشح عدد من المترشحين يزيد بـ :ثالثة ( )3عن عدد المقاعد المطلوب
شغلها في الدوائر االنتخابية التي يكون عدد المقاعد فيها فرديا ،و يزيد بـ :اثنين( )2في الدوائر
االنتخابية التي يكون عدد المقاعد فيها زوجيا.6
1راجع المادة 206من األمر رقم ،01-21المعدل والمتمم باألمر رقم ،05-21المؤرخ في 22أفريل (2021ج ر
رقم 30المؤرخة في 22أفريل ،2021ص .)5
2نصت المادة 188من األمر رقم 01-21على ما يلي" :يعتبر غير قابلين لالنتخاب خالل ممارسة وظائفهم و لمدة
سنة بعد التوقف عن العمل في دائرة االختصاص أين يمارسون أو سبق لهم أن مارسوا فيها وظائفهم:
-أعضاء السلطة المستقلة و أعضاء امتدادها.
-الوالي ،األمين العام للوالية ،الوالي المنتدب ،رئيس الدائرة ،المفتش العام للوالية ،عضو مجلس الوالية ،المدير
المنتدب بالمقاطعة اإلدارية ،القضاة ،أفراد الجيش الوطني الشعبي ،موظفو أسالك األمن ،أمين خزينة البلدية ،المراقب
المالي للبلدية ،األمين العام للبلدية.
حول هذه الفكرة راجع لباد ناصر ،الوجيز في القانون اإلداري ،منشورات لباد ،سطيف ،2010 ،ص .137راجع 3
تجب المالحظة ،أنه المشرع منع التسجيل في نفس القائمة ألكثر من مترشحين ينتميان لنفس
األسرة ،سواء كان ذلك بالقرابة أو بالمصاهرة من الدرجة الثانية.1
-يجب أن يراعى في تكوين كل قائمة مترشحين ،شرط المناصفة بين النساء و الرجال .و بعبارة
أخرى ،يجب أن تحوز كل قائمة مترشحين على عدد مترشحات من النساء يساوي عدد المترشحين
من الرجال ،تحت طائلة رفض القائمة .و يطبق شرط المناصفة بين النساء و الرجال على البلديات
التي يساوي أو يفوق عدد سكانها عن عشرين ألف ( )20.000نسمة ،2أما البلديات التي يقل عدد
سكانها عن ذلك ،فال يسري عليها شرط المناصفة.
و في السياق ،يعتبر هذا الشرط جديد ورد في القانون العضوي الجديد لالنتخابات ،من أجل
تشجيع مشاركة المرأة في الترشح لالنتخابات .و هو نظام يتماشى مع نمط االقتراع النسبي على
القائمة المفتوحة .تجب المالحظة ،أن هذا النظام قد عوض نظام الكوطا 3في مجال مشاركة المرأة
الذي كان سائدا سابقا ،و الذي ظهر في إطار القانون العضوي رقم ،03-12المؤرخ في 12يناير
، 2012و الذي يحدد كيفيات توسيع حظوظ المرأة في المجالس المنتخبة ،السالف الذكر.
تجب اإلشارة ،كال من مبدأ المناصف ة و نظام الكوطا يعتبران وسيلتان لتحقيق هدف واحد،
و هو تشجيع المرأة في المشاركة في الحياة السياسية ،غير أن نظام الكوطا يضمن مشاركة المرأة
في قائمة الترشح ،و كذلك يضمن مشاركتها في توزيع المقاعد ،و بالتالي تكون مشاركة المرأة في
المجالس المنتخبة بصفة مؤكدة .ألن هذا نظام يتضمن ضمان حد أدنى من مشاركة المرأة في قائمة
الترشح ،و المقدر بالثلث ( .)3/1و يتضمن كذلك ضمان حد أدنى من المقاعد تحظى بيهم المرأة
في المجالس المنتخبة عند توزيع المقاعد ،و هو مقدر بـ :ثلث 3/1من المقاعد الكلي كحد أدنى.4
الهيئات اإلدارية للنساء من أجل تحسين مشاركتها السياسية و إدارة شؤون بلدها و قضاياها و همومها و إشراكها في
اتخاذ القرار و تحمل المسؤولية وفي عملية البناء و التنمية" .حول هذه الفكرة ،راجع طيبون حكيم ،المشاركة
السياسية للمرأة في الجزائر -نظام الكوطا نموذجا ،مجلة صوت القانون ،العدد الثاني ،مخبر الحالة المدنية ،جامعة
خميس مليانة ،أكتوبر ،2014ص ص .168 - 167
لمزيد من التفصيل حول هذه المسألة ،راجع بلغالم بالل ،تطور النظام القانوني للجماعات اإلقليمية-نظام البلدية، 4
أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في إطار مدرسة الدكتوراه ،تخصص :الدولة و المؤسسات العمومية ،كلية
الحقوق جامعة الجزائر 1بن يوسف بن خدة ،السنة الجامعية ،2018/2017ص 79و .80
18
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
بينما في نظام المناصفة ،الذي كرس في النظام الجديد لالنتخابات ،يضمن مشاركة المرأة
مناصفة مع الرجل في الترشح لالنتخابات فقط ،أي في قوائم الترشح دون أن يضمن لها الحصول
مقاعد معينة بصفة مؤكدة ،فالحصول على المقاعد هو متروك لما تفرزه االنتخابات من نتائج دون
التمييز بين الرجل و المرأة.
تجدر اإلشارة ،أنه و نظ ار لحداثة شرط المناصفة ،فإنه تم إعفاء قوائم المرشحين المقدمة في
انتخابات المجالس البلدية و الوالئية التي ستجرى مباشرة بعد سريان هذا القانون االنتخابات الجديد،
و التي لم تستطيع تحقيق شرط المناصفة ،و ذلك بعد تقديمها طلب من السلطة الوطنية المستقلة
لالنتخابات ،تطلب منها إفادتها بترخيص لذلك.1
-يشترط أن تحتوي قائمة المترشحين على النصف ( ) 2/1من عنصر الشباب التي تقل أعمارهم
عن أربعين ( )40سنة :و ذلك تحت طائلة رفض قائمة الترشح .2و يعد هذا الشرط جديد ،لم يكن
موجودا في قوانين االنتخابات السابقة .و يأتي هذا الشرط من أجل تشجيع الشباب على المشاركة في
الحياة السياسية ،السيما في المجالس الشعبية البلدية من جهة .و كذلك ،المزج بين عنصر الخبرة
للذين تفوق أعمارهم األربعين سنة ،و عنصر النشاط و الحيوية للذين تقل أعمارهم على األربعين
سنة ،و ذلك من أجل الحصول على مجالس منتخبة متكاملة تجمع بين عنصر الخبرة و عنصر
الحيوية و النشاط قادرة على تسيير الشؤون العمومية للمواطنين.
-يشترط على القائمة أن تحتوي على ثلث ( )3/1من المترشحين الذين يحملون مستوى تعليمي
جامعي على األقل :و هذا تحت طائلة رفض قائمة الترشح . 3يعتبر هذا الشرط أيضا جديد ،لم يكن
موجود في قوانين االنتخابات السابقة .و لقد جاء هذا الشرط من أجل تشجيع أصحاب المؤهالت
العلمية الجامعية للولوج إلى الحياة السياسية ،و ذلك بهدف الحصول على مجالس منتخبة بلدية ذات
كفاءة ،مما يكفل تحقيق التنمية المحلية المرجوة.
1راجع المادة 317من األمر ،01-21المعدل و المتمم باألمر رقم ،10-21المؤرخ في 25أفريل ( 2021ج ر
رقم 65المؤرخة في 26غشت ،2021ص .)5
2حول هذا الشرط ،راجع المادة 176من األمر رقم ،01-21السالف الذكر.
3راجع الفقرة الثانية من المادة 176من نفس األمر.
19
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
-يجب على القائمة أن تتحصل على تزكية صريحة من طرف حزب أو عدة أحزاب سياسية أو
قائمة حرة أو أن تتحصل على دعم ناخبي الدائرة االنتخابية المعنية عن طريق التوقيعات:
و يكون ذلك إما من طرف األحزاب السياسية التي تحصلت خالل االنتخابات المحلية األخيرة على
% 4من األصوات المعبر عنها في الدائرة االنتخابية المترشح فيها .أو من طرف األحزاب السياسية
التي تتوفر على ( )10منتخبين ،على األقل في المجالس المحلية للوالية المعنية.1
و في حالة عدم حصول القائمة على التزكية السابقة الذكر ،أو كانت القائمة تحت رعاية حزب
سياسي يشارك ألول مرة أو كانت القائمة مقدمة تحت غطاء قائمة مستقلة ،فقد اشترط القانون أن
تلقى دعم خمسين ( ) 50توقيع من ناخبي الدائرة االنتخابية المعنية ،عن كل مقعد مطلوب شغله.2
تجب اإلشارة ،أن المشرع جمد تطبيق الشرط المتعلق بالتزكية من طرف األحزاب السياسية،
و الدعم الذي تلقاه من التوقيعات ،و ذلك في االنتخابات البلدية و الوالئية التي تجري مباشرة بعد
سريان قانون االنتخابات الجديد .3و اشترط عوض ذلك ،من قوائم المترشحين المقدمة سواء كانت
تحت رعاية أحزاب سياسية أو تحت غطاء قوائم مستقلة في البلديات التي يفوق عدد سكانها عشرين
ألف ( )20.000نسمة ،أن تلقى دعم خمس و ثالثين ( )35توقيع من ناخبي الدائرة االنتخابية
المعنية ،عن كل مقعد مطلوب شغله.4
أما بالنسبة للبلديات التي يساوي أو يقل عدد سكانها عشرين ألف ( )20.000نسمة ،فاشترط
المشرع أن تلقى هذه القوائم دعم عشرين ( )20توقيع من ناخبي الدائرة االنتخابية المعنية ،عن كل
مقعد مطلوب شغله .5و من أجل ضمان صحة هذه التوقيعات ،فقد ألزم القانون العضوي لالنتخابات
الجديد أن يوقع الناخب على قائمة واحدة فقط ،و في حالة ثبوت مخالفة ذلك ،أي أن أنه وقع ألكثر
من قائمة ،فإن التوقيع يعتبر الغيا ، 6وذلك تحت طائلة تعرضه للعقوبات المنصوص عليها في المادة
301من األمر رقم 01-21الذي يحدد القانون العضوي لنظام االنتخابات الجديد .7
كما ألزم القانون كذلك من أجل صحة هذه التوقيعات ،أن تخضع للتصديق أمام ضابط عمومي
مع وضع بصمة السبابة اليسرى على استمارات تعدها السلطة الوطنية المستقلة لالنتخابات ،تتضمن
البيانات األساسية للناخب صاحب التوقيع من اسم و لقب و عنوان و رقم بطاقة التعريف أو أي
وثيقة رسمية تثبت هويته ،و كذلك رقم تسجيله في القائمة االنتخابية.1
و من أجل اعتماد هذه التوقيعات ،تقدم هذه االستمارات إلى رئيس اللجنة البلدية لمراجعة القوائم
االنتخابية المختصة إقليميا ،و الذي يقوم بمراقبة التوقيعات و التأكد من صحتها ،و يقوم بإعداد
محضر لذلك.2
-3تشكيلة المجلس الشعبي البلدي:
يتكون المجلس الشعبي البلدي من أعضاء المجلس الشعبي البلدي الذين تم انتخابهم حسب
عدد المقاعد الموجودة في كل البلدية .و التي يتحدد عددها حسب عدد سكان البلدية الذي تم
إحصائه رسميا في آخر عملية إحصاء عام للسكان .و يبدو أن ربط تحديد عدد المقاعد بعدد السكان
هو معيار مناسب ينسجم انسجاما مطلقا مع أسس التمثيل المحلي الديمقراطي .و الذي يالحظ أنه
يراعي دائما نسبة عدد السكان التي توجد في كل بلدية .وفي هذا السياق ،يتم تحديد عدد األعضاء
في المجالس الشعبية المنتخبة على ضوء المادة 187من القانون العضوي حسب عدد السكان
لالنتخابات الجديد ،3على الشكل التالي:
-ثالثة عشر ( )13عضوا في البلديات التي يقل عدد سكانها عن عشرة آالف ( )10.000نسمة.
-خمسة عشر ( ) 15عضوا في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين عشرة آالف ()10.000
و عشرين ألف ( )20.000نسمة.
-تسعة عشر ( )19عضوا في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين عشرين ألف و واحد
( )20.001و خمسين ألف ( )50.000نسمة.
-ثالثة و عشرون ( ) 23عضوا في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين و خمسين ألف و واحد
( )50.001و مئة ألف ( )100.000نسمة.
-ثالثة و ثالثون ( )33عضوا في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين مئة ألف و واحد
( )100.001و مئتين ألف ( )200.000نسمة.
مئتي ألف و واحد -ثالثة و أربعون ( )43عضوا في البلديات التي يساوي عدد سكانها
( )200.001نسمة أو يفوقه.
يمارس المجلس الشعبي البلدي عمله ،في إطار دورات يعقدها على مدار السنة ،تتضمن عقد
عدة مداوالت حسب جدول أعماله ،حيث يجتمع المجلس في دورة عادية كل شهرين ،ال تتعدى كل
دورة 5أيام .1و بالتالي ،تبلغ عدد الدورات العادية التي يعقدها المجلس في السنة 6دورات .و في هذا
السياق ،يمكن أن يعقد المجلس دورة استثنائية ( غير عادية) كلما اقتضت حاجة البلدية ،و ذلك بناءا
على طلب رئيس المجلس الشعبي البلدي أو بطلب من 3/2من أعضائه أو بطلب من الوالي ،كما
يجتمع المجلس بقوة القانون في بعض الحاالت االستثنائية ،المرتبطة بخطر وشيك أو كارثة كبرى.
و تبعا لذلك ،يقوم المجلس بعقد هذه الدورات وجوبا في مقر البلدية ،إال في الحاالت التي تشكل
قوة قاهرة معلنة تحول دون الدخول إلى مقر البلدية ،يمكن أن يجتمع في مكان آخر من إقليم البلدية،
و في حالة استحالة ذلك ،يمكن للمجلس أن يجتمع في هذه الحالة في مكان خارج إقليم البلدية يعينه
الوالي بعد استشارة رئيس المجلس الشعبي البلدي.2
يقوم المجلس من أجل ممارسة عمله ،بتشكيل لجان دائمة من بين أعضائه تتضمن تمثيال يعكس
التركيبة السياسية للمجلس ،تمارس مهامها في المجاالت التي تدخل في اختصاصات البلدية،
و تنتخب كل لجنة رئيسا من بين أعضائها و نائبا له ،كما تنتخب مقر ار لها .و في هذا الصدد،
يحظر لنفس العضو من المجلس أن يكون لديه العضوية في أكثر من لجنتين .كما يحظر كذلك،
على نفس العضو أن يترأس أكثر من لجنة واحدة.3
تجب المالحظة ،أن لجان المجلس تجري أعمالها في مقر البلدية كقاعدة عامة ،و استثناءا في
مكان آخر ،في حالة القوة القاهرة المعلنة حسب المادة 19من القانون رقم ،10-11السالف الذكر.
و تجري اللجان اجتماعاتها بناءا على طلب من رئيسها أو بطلب من أغلبية أعضائها بعد إخطار
رئيس المجلس الشعبي البلدي ،و ذلك خالل الفترات الفاصلة بين دورات المجلس دون أن تكون لها
تداخل مع دورات المجلس ،و تكون جلسات هذه اللجان غير علنية.1
-ثالث ( ) 3لجان بالنسبة للبلديات التي يبلغ عدد سكانها عشرين ألف ( )20.000أو أقل.
-أربع ( )4لجان بالنسبة للبلديات التي يتراوح عدد سكانها بين عشرين ألف و واحد(،)20.001
و خمسين ألف ( )50.000نسمة.
-خمس ( ) 5لجان بالنسبة للبلديات التي يتراوح عدد سكانها بين خمسين ألف و واحد(،)50.001
و مئة ألف ( )100.000نسمة.
-ست ( )6لجان بالنسبة للبلديات التي يفوق عدد سكانها مئة ألف ( )100.000نسمة .
تجب المالحظة ،أنه يمكن للجنة الواحدة أن تتكفل بعدة مجاالت من المجاالت التي تشمل تدخلها
و المذكورة آلفا .كما يمكن لمجال واحد أن ينقسم لمجالين فرعين أو أكثر تتكفل به لجنتان أو أكثر.4
1راجع المادة 40و 41من المرسوم التنفيذي رقم ،105- 13المؤرخ في 17مارس ،2013الذي يتضمن النظام
الداخلي النموذجي للمجلس الشعبي البلدي ( ج ر رقم 15المؤرخة في 17مارس ،2013ص .)9
2راجع المادة 31من نفس القانون.
3راجع الفقرة الثانية من المادة 31من القانون رقم ،10- 11السالف الذكر.
4راجع الفقرة الثانية من المادة 38من المرسوم التنفيذي رقم ،105-13السالف الذكر.
23
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
و ذلك حسب طبيعة كل بلدية و عدد سكانها ،بناءا ما هو محدد قانون في الفقرة الثانية من المادة 31
من القانون رقم ،10-11السالف الذكر.
تجب اإلشارة ،أن المجلس يمكنه أن يشكل لجان خاصة ،أو مؤقتة عند الضرورة ،و ذلك لدراسة
أي مواضيع خاصة أو محدودة زمنيا أو قضايا عاجلة تدخل في مجال اختصاصه ،تنتهي مهامها بعد
انتهاء الهدف الذي أحدثت من أجله .و يتم إنشاء هذه اللجان الخاصة أو المؤقتة عن طريق مداولة
تتخذ باألغلبية المطلقة ألعضائه.1
يطلق على المجلس الشعبي البلدي اصطالح "الهيئة التداولية للبلدية" بسبب أنه يقوم بعمل هام
على مستوى البلدية و الذي يتمثل في مداوالت المجلس الشعبي البلدي التي تعتبر اآللية القانونية
للممارسة اختصاصات المجلس ،و التي يقوم بها خالل الدورات التي يعقدها .و لتسليط الضوء عليها،
البد من التطرق إلى مفهوم المداوالت ( أوال) ثم الشروط القانونية لصحة و سالمة المداوالت (ثانيا)،
و ذلك فيما يلي:
تقتضي معرفة مفهوم مداوالت المجلس الشعبي البلدي ،تحديد تعريف مداوالت المجلس الشعبي
البلدي ( ،)1ثم تمييز المداولة عن قرار رئيس المجلس الشعبي البلدي( ،)2و هذا على النحو التالي:
1راجع الفقرة الرابعة من المادة 38من المرسوم التنفيذي رقم ،105-13السالف الذكر.
24
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
إذا كانت المداولة بصفة عامة هي قرار إداري ناقص ،ال يمكن الطعن ضدها أمام القضاء،
الفتقاده لعنصر الطابع التنفيذي كمداوالت مجلس إدارة المؤسسة العمومية مثال ،فإن السؤال المطروح
هو هل مداوالت المجلس الشعبي البلدي هي تعد بمثابة قرار إداري يمكن الطعن ضدها أمام القضاء؟
أم هي عبارة عن قرار إداري ناقص يفتقد لعنصر الطابع التنفيذي؟ و بالتالي تحتاج إلى قرار إداري
من يعبر عن سريانها و دخولها حيز التنفيذ؟
و في هذا الصدد ،و بالرجوع إلى المادة 32من المرسوم التنفيذي رقم ،105-13الذي يتضمن
النظام الداخلي النموذجي للمجلس الشعبي البلدي و التي تتكلم عن كيفيات نشر و تبليغ المداوالت
و التي تكون بتعليق مستخرجها في المواقع المخصصة لإللصاق و إلعالم الجمهور على مستوى مقر
و ملحقاتها اإلدارية و مندوبياتها خالل الثمانية ( )8أيام التي تلي دخول المداولة إذا كان البلدية
محتواها يتضمن أحكاما عامة أو بتبليغها إذا كان محتواها يتضمن أحكاما فردية.1
ما يتم مالحظته ،هو أن ذلك يدل على أن مداوالت المجلس الشعبي البلدي تسري عليها نفس
أحكام القرار اإلداري في إعالم المواطنين بها .و التي تكون بالنسبة للمداوالت التي تتضمن أحكام
عامة بالنشر و هو ما يسري على القرار اإلداري التنظيمي أو الجماعي ،أو التبليغ بالنسبة للمداوالت
التي تتضمن أحكام فردية و هو ما يسري على القرار اإلداري الفردي.
و في نفس السياق ،و بالرجوع إلى المادة 33من المرسوم التنفيذي رقم ،105-13السالف الذكرـ
و التي تتكلم عن شروط مكان تعليق المداوالت ،و الفترة الزمنية الدنيا لتعليقها .فيالحظ ،أن تحديد
آجال تعليق المداوالت و ال تي يجب "...أن ال تقل عن شهر واحد "...أو "...حتى نفاذ آجال الطعن
على األقل".2
إن استعمال العبارة األخيرة ،يفيد أن المداوالت يمكن أن يطعن ضدها خالل آجال الطعن.
و بالتالي ،يطبق عليها نفس أحكام القرار اإلداري في مجال الطعون .و هو ما يجعل مداولة المجلس
و خصائصه ،مما يجعلها ق ار ار إداريا قابال للطعن الشعبي البلدي تأخذ نفس أحكام القرار اإلداري
أمام القضاء بمجرد علم المواطنين بها عن طريق الوسائل القانونية المعروفة و هي النشر بالنسبة
للمداوالت التي تتضمن أحكاما عامة و التبليغ بالنسبة للمداوالت التي تتضمن أحكاما فردية.
تكتسي مداوالت المجلس الشعبي البلدي أهمية بالغة ،فهي تعتبر أساس عمل البلدية ،فالمداولة
هي اآللية القانونية التي يستعملها المجلس الشعبي البلدي من أجل ممارسة البلدية لنشاطها ،و القيام
بصالحيات البلدية المنصوص عليها في القانون رقم ،10-11و النصوص القانونية األخرى التي
ترتبط بالبلدية ،مما يسمح بتحقيق التنمية المحلية المنشودة ،و تلبية الحاجيات المحلية للمواطن.
لذلك ،فقد اهتم المشرع بها اهتماما كبي ار من خالل وضع نظام قانوني موحد خاص بها يتمثل في
قانون البلدية رقم ،10-11السالف الذكر .و كذلك المرسوم التنفيذي رقم 105-13الذي يتضمن
النظام الداخلي النموذجي للمجلس الشعبي البلدي .كما أحاطها المشرع كذلك بمجموعة من الضوابط
و التي و الشروط الدقيقة تتمثل في الشروط الشكلية و اإلجرائية و في الشروط الموضوعية،
سيتم تناولها على النحو التالي:
أ -الشروط الشكلية و اإلجرائية لصحة و سالمة مداوالت المجلس الشعبي البلدي :تتعلق هذه
الشروط بالجوانب الشكلية و اإلجرائية التي تتعلق بمداوالت المجلس الشعبي البلدي ،التي تتمثل في:
إن اجتماعات المجلس الشعبي البلدي ال تصح إال بحضور األغلبية المطلقة ألعضائه
الممارسين ،و هو ما يعرف بالنصاب القانوني الذي يقصد به اكتمال األغلبية المطلقة و الذي يكون
عندما يبلغ أعضاء المجلس الشعبي البلدي الحاضرين فعليا يفوق نصف عدد األعضاء . 1وهو ما
يعبر عن اإلرادة الجماعية للمجلس .و في حالة عدم اجتماع المجلس بعد االستدعاء األول لعدم
اكتمال النصاب تعتبر االجتماعات التي تعقد بعد االستدعاء الثاني التي تنعقد بفارق 5أيام كاملة
على األقل صحيحة مهما كان عدد الحاضرين.2
و هذا ضمانا لمبدأ استم اررية عمل البلدية .و هو ما أكدته المادة 23من قانون البلدية لسنة
.2011و بالتالي ،نالحظ أن النصاب القانون يشترط فقط في االستدعاء األول أما االستدعاء الثاني
1راجع المادة 10من المرسوم التنفيذي رقم 105- 13المؤرخ في 17مارس ،2013المتضمن النظام النموذجي
للمجلس الشعبي البلدي.
2راجع الفقرة الثانية من المادة 23من القانون رقم ،10- 11السالف الذكر.
26
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
فال يشترط توفر النصاب القانوني فتصح المداوالت في االستدعاء الثاني مهما كان عدد الحاضرين.
إذا كان المشرع قد وضع الحضور الفعلي ألعضاء المجلس الشعبي البلدي كشرط النعقاد
مداوالت المجلس الشعبي البلدي ،إال أنه وضع استثناء لذلك ،و هي الوكالة و مفادها أن يوكل
عضوا من المجلس حصل له مانع حال دون حضوره عضو آخر من المجلس يختاره للتصويت
نيابة عنه تسمى بـ"الوكالة االسمية " . 1كما يمكن أن يمتد العمل بالوكالة حتى بالنسبة للعضو
المجبر على االنسحاب قبل التصويت و الذي يمكن أن يوكل عضوا آخر خالل الجلسة ،بشرط أن
تكون مؤشرة من رئيس الجلسة.2
كتابية يتم إعدادها لدى سلطة مؤهلة قانونا للتصديق على و يشترط أن تكون هذه الوكالة
التوقيعات .غير أن المشرع أجاز استثنائيا أن تكون الوكالة موقعة من طرف األمين العام للبلدية
أو من طرف عضوا آخر بصفته شاهدا ،و ذلك بصفة استثنائية في حالة االستعجال القصوى
أو مانع غير متوقع .و اشترط المشرع أن تتضمن الوكالة الجلسة أو الدورة التي أعدت من أجلها،
و كذلك اسم الموكل و اسم الوكيل و تكون موقعة و مؤرخة.3
تجب المالحظة ،أن المشرع وضع بعض الضوابط على الوكالة لتكون صحيحة .و تبعا لذلك،
اشترط المشرع على الوكالة التي تسلم إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي أن تكون وكالة أصلية ،غير
مستنسخة و غير مرسلة عن طريق الفاكس أو البريد االلكتروني .4كما اشترط أن تكون سارية لجلسة
يحمل العضو الواحد من المجلس لوكالة أو لدورة واحدة ،تحت طائلة البطالن .كما اشترط أن
واحدة على األكثر ،تحت طائلة بطالنها.5
تجدر اإلشارة ،أنه و رغم أهمية استعمال الوكالة ،كآلية مساعدة لضمان السير الحسن لدورات
و جلسات المجلس الشعبي البلدي ،كونها تتضمن نيابة األعضاء الغائبين بسبب موانع مبررة تحول
1راجع الفقرة األولى من المادة 21من المرسوم التنفيذي رقم ،105-13السالف الذكر.
2راجع الفقرة الثالثة من نفس المادة.
3راجع الفقرة الثانية من نفس المادة ،راجع أيضا الفقرة األولى من المادة 22من نفس المرسوم التنفيذي.
4راجع الفقرة الثانية من المادة 22من نفس المرسوم التنفيذي.
5راجع الفقرة الثانية و الثالثة من القانون رقم ،10-11السالف الذكر.
27
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
دون حضورهم ،إال أن استعمالها ليس مطلقا ،و إنما يكون في حدود القانون .و أهم عائق تصطدم به
الوكالة هو مسألة توفر النصاب القانوني لالنعقاد ،و كما هو معلوم أن أو شرط النعقاد المداولة هو
أن يتوفر النصاب القانوني في الجلسات ،و الذي يتمثل في حضور األغلبية المطلقة ألعضائه
الممارسين ،و الذي يجب أ يتضمن حضور أكثر من نصف عدد أعضاء المجلس الشعبي البلدي
الممارسين فعليا.
و هنا يطرح السؤال ما مدى تأثير الوكالة على شرط توفر النصاب القانوني؟ و بعبارة أخرى هل
تؤخذ الوكالة التي يمنحها األعضاء الغائبون في الحسبان عند احتساب النصاب القانوني لالنعقاد ؟ إن
أجابت عنه الفقرة الثانية من المادة 10من المرسوم التنفيذي رقم ،105-13السالف هذا السؤال قد
الذكر ،بنصها على ما يلي " :ال تؤخذ في الحسبان الوكاالت التي يمنحها األعضاء الغائبون لزمالئهم
عند احتساب النصاب" .1و إنما تؤخذ الوكاالت في الحسبان فقط عند التصويت ،كما سنرى الحقا.
و بالتالي ،فإن الوكالة التؤثر على توفر النصاب القانوني لالنعقاد ،و يرجع ذلك لكونها ال تؤخد في
الحسبان عند احتساب النصاب القانوني لالنعقاد.
-2علنية المداوالت :تنعقد مداوالت المجلس الشعبي البلدي بصفة علنية ،و تكون مفتوحة
لمواطني البلدية ،و لكل مواطن معني بموضوع المداولة .2و في هذا السياق ،يمكن للجمهور الحضور
في جلسات المداوالت ،و ذلك في الفضاء المخصص له على مستوى قاعة المداوالت في حدود
األماكن المتوفرة .3غير أنه م ا يمكن مالحظته ،هو أن الجمهور الذي يحضر المداولة ملزم بالصمت
طيلة مدة الجلسة ،و بالتالي ال يمكنه المشاركة في المناقشات أو أن يقوم بأي إشارة تمس السير
الحسن ألشغال الجلسة ،تحت طائلة الطرد من القاعة المخصصة ،و هو ما يبين أن مشاركة
المواطنين في اتخاذ القرار المحلي ،أو ما يعرف بالديمقراطية التشاركية في مجال المداوالت هي
محدودة جدا .غير أن ذلك ال يمنع من تكريسها لمبدأ الشفافية باعتبار أن العلنية تعتبر من أهم
4
مظاهر مبدأ الشفافية ،و يعتبر حضور الجمهور للمداوالت المجلس شكل من أشكال الرقابة الشعبية
ألعضاء المجلس الشعبي البلدي ،فالجمهور من خالل هذا الحضور يستمع لمناقشات المجلس
1راجع المادة 16من المرسوم التنفيذي رقم ،105- 13السالف الذكر .راجع كذلك ،محمد صغير بعلي ،المرجع
السابق ،ص .157
راجع المادة 54من القانون رقم ،10-11السالف الذكر. 2
نصت المادة 53من القانون رقم ،10-11السالف الذكر ،صراحة على هذا الشرط ،و قد جاء
نصها فيما يلي " :يجب أن تجري و تحرر مداوالت و أشغال المجلس الشعبي البلدي باللغة العربية".
من خالل هذا النص يتضح أن المشرع ألزم يكون إجراء مداوالت المجلس الشعبي البلدي باللغة
العربية .كما ألزم كذلك أن يكون تحرير المداولة باللغة العربية .و يترتب عن مخالفة ذلك ،بطالن
المداوالت غير المحررة باللغة العربية بقوة القانون ،و هذا حسب المادة 59من القانون رقم .10-11
لقد ألزم القانون لصحة م داوالت المجلس الشعبي البلدي أن توقع المداوالت أثناء الجلسة من
جميع األعضاء و أن تسجل حسب ترتيبها الزمني في سجل خاص و أن يؤشر عليها من طرف رئيس
المحكمة المختصة إقليميا.
تجب المالحظة ،أن المداولة عند تحريرها تدون بحبر غير قابل للمحو في سجل المداوالت.
و في هذا السياق ،تحمل كل مداولة رقم تسجيل يتشكل من السنة المعنية و رقم تسلسلي متواصل
متبوع بموضوع المداولة ،و يحب أن تحتوي المداولة العناصر التالية:1
-نوع الدورة؛
-تاريخ الجلسة و توقيتها؛
-اسم رئيس الجلسة؛
-عدد األعضاء الحاضرين و الممثلين بوكالة و الغائبين؛
-أمانة الجلسة؛
-جدول أعمال الجلسة؛
-الظروف المحيطة و الدوافع؛
-قرار المجلس و نتائج التصويت؛
-توقيع أعضاء المجلس.
و من أجل حماية لمداوالت و محاضر الجلسات من التزوير أ و التلف ،فقد ألزم المشرع أن تحرر
المداولة في سجل يسمى "سجل المداوالت" يتكون من أوراق مترابطة قبل أي استعمال و مثبتة بشريط
الصق .و تستعمل أوراق السجل حسب تسلسل أرقامها دون حشو أو شطب أو فراغات أو لصق
أو ضم أوراق بواسطة ماسكة أو واصلة حديدية أو أي أداة أخرى من شأنها إتالف أوراق السجل.1
و تستعمل أوراق السجل من وجهيها ،و يشطب بخط مائل كل فراغ بين مداولتين.2
و تبعا لذلك ،تتضمن ورقة من السجل رقما تسلسليا موضوعا على الزاوية العليا اليسرى على
تليها مضمون المداولة مثلما هو محدد حسب وجه الورقة مع ترك هامش على وجهي الورقة،
العناصر السابقة الذكر ،ثم تأتي قائمة األعضاء الحاضرين و الممثلين بالوكالة ،و توقيعاتهم كل
باسمه ، 3كما يؤشر السجل من رئيس المحكمة المختصة إقليميا.
تجدر اإلشارة ،أنه يقع على األمين العام للبلدية تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي ،مسك
سجل مداوالت ،و حفظه وفق المعايير المتعارف عليها التسيير اإلداري .و يقفل سجل المداوالت عند
نهاية كل سنة مدنية بخطين أفقيين متبوعين بعبارة " مقفل لنهاية السنة" .كما يقفل كذلك ،بنفس
الطريقة عند نهاية العهدة ،بعبارة " مقفل لنهاية العهدة" .ويدون في كلتا الحالتين تاريخ القفل و توقيع
و ختم رئيس المجلس الشعبي البلدي مرفوقا بختم البلدية.4
أما فيما يخص إيداع المداولة في الوالية ،فيتم تحرير مستخرج من المداولة باللغة العربية و يقوم
في أجل 8أيام لدى الوالية مقابل وصل بتوقيعه رئيس المجلس الشعبي البلدي ،ويرسله إلى الوالي
استالم.5
ب -الشروط الموضوعية لصحة و سالمة مداوالت المجلس الشعبي البلدي :تتعلق هذه
الشروط بمضمون المداولة و موضوعها ،و تتمثل أهمها فيما يلي:
1راجع الفقرة األولى من المادة 35من المرسوم التنفيذي رقم ،105-13السالف الذكر.
راجع الفقرة الثانية من نفس المادة. 2
3راجع الفقرة األولى و الفقرة الثانية من المادة 34من نفس المرسوم التنفيذي .
4راجع المادة 36و المادة 37من نفس المرسوم التنفيذي.
5راجع المادة 55من القانون رقم ،10-11السالف الذكر.
31
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
لقد اشترط قانون البلدية ان يكون موضوع المداولة ضمن اختصاصات البلدية ،و هو ما
يستنتج من المادة 3من القانون رقم 10-11السالف الذكر التي نصت على ما يلي " :تمارس البلدية
صالحياتها في كل مجاالت االختصاص المخولة لها بموجب قانون" .و المادة 52منه ،التي جاء
نصها كما يلي " :يعالج المجلس الشعبي البلدي الشؤون التي تدخل في مجال اختصاصه عن طريق
المداوالت " .و بالتالي ،ال يمكن للبلدية أن تدرج في مداوالتها االختصاصات المخولة للوالية
أو االختصاصات المخولة الدولة .و يترتب عن ذلك مخالفة هذا الشرط بطالن المداولة بقوة القانون.
و تبعا لذلك ،بالرجوع لمجال اختصاصات البلدية ،نجدها منظمة في الباب الثاني من القانون رقم
،10-11و ذلك في المواد من 103إلى 124منه ،و أهم هذه الصالحيات هي في مجاالت التهيئة
و التنمية ،التعمير و الهياكل القاعدية و التجهيز ،التربية الحماية االجتماعية و الرياضة و الشباب
و يتم ممارسة هذه و الثقافة و التسلية و السياحة ،و النظافة و حفظ الصحة و الطرقات البلدية،
الصالحيات وفق ما هو محدد في قانون البلدية.1
-2أن يكون موضوع المداولة ضمن النقاط المدرجة في جدول أعمال اجتماعات المجلس :لقد
أوجب القانون لكي تكون المداولة صحيحة و سليمة المداولة ،أن يكون موضوعها مدرج ضمن جدول
أعمال االجتماعات الذي يحدده رئيس المجلس الشعبي البلدي بالتشاور مع نوابه .و يعرض عند افتتاح
الدورة ليتم المصادقة عليه .2و أثناء المصادقة عليه يمكن أن يدرج فيه نقاط إضافية بناء على طلب
من الرئيس أو من أغلبية أعضائه .3أما بعد الموافقة عليه و ضبطه نهائيا ،ال يجوز أن يتم مناقشة
موضوع مداولة لم يكن مدرج في جدول األعمال.
-3أن تكون المداولة قابلة للتنفيذ :ال تصح المداولة ،إال إذا أصبحت قابلة للتنفيذ ،و في هذا
الصدد ،ميز القانون بين المداوالت من حيث كيفيات قابليتها للتنفيذ إلى صنفين:
-مداوالت قابلة للتنفيذ بقوة القانون بعد مرور مدة معينة :و هذا ما أشارت إليه المادة 56من
القانون رقم ، 10-11و التي نصت على ما يلي :تصبح مداوالت المجلس قابلة للتنفيذ بقوة القانون
32
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
بعد مضي 21يوما من تاريخ إيداعها بالوالية .و هذا يخص جميع المداوالت ،باستثناء المداوالت
المنصوص عليها في المواد 57و التي ال تكون قابلة للتنفيذ إال بعد المصادقة عليها من طرف
الوالي.
-مداوالت قابلة للتنفيذ بعد مصادقة الوالي عليها :و هي تلك المداوالت التي تتعلق بالميزانيات
و الحسابات ،قبول الهبات والوصايا األجنبية ،اتفاقيات التوأمة ،التنازل على األمالك العقارية للبلدية.
و تكون هذه المصادقة صريحة من الوالي بقرار والئي .1و في حالة عدم المصادقة عليها صراحة
خالل مدة ثالثين( )30يوما من تاريخ إيداعها بالوالية ،تعتبر هذه المداوالت مصادقا عليها ضمنيا
بعد مرور هذه المدة.2
-4أن ال تكون المداوالت باطلة أو مخالفة للقانون :لقد حدد قانون البلدية أصناف المداوالت من
حيث كيفيات و حاالت بطالنها ،و قسمها إلى صنفين:
-مداوالت باطلة بقوة القانون :نصت المادة 59من القانون رقم ،10-11على حاالت بطالن
المداوالت بقوة القانون ،و هي :المداوالت المتخذة خرقا للدستور و غير المطابقة للقوانين و التنظيمات.
المداوالت التي تمس برموز الدولة و شعاراتها ،غير المحررة باللغة العربية .و يتم معاينة البطالن
بقرار من الوالي.
-مداوالت قابلة لإلبطال :و يكون ذلك ،في حالة عندما يكون رئيس البلدية أو احد أعضاء المجلس
في وضعية تعارض مصالحه أو مصالح احد أقاربه إلى الدرجة الرابعة مع مصالح البلدية .و يكون
متعارضا مع مصالح البلدية عندما يكون الرئيس أو أحد األعضاء معني بموضوع مداولة إما شخصيا
أو اسم أحد أقاربه إلى غاية الدرجة الرابع ة . 3ففي حالة التعارض البد علي ه التصريح بوضعية
التعارض مسبقا و عدم حضورها أو اتخاذ موقف تحظي باالنسحاب من الجلسة المعنية ،تحت
طائلة بطالن المداولة . 4و عليه فأي توفر لحاالت التعارض مع مصالح البلدية يؤدي إلى بطالن
المداولة.
لتحديد المركز القانوني لرئيس المجلس الشعبي البلدي ،الذي يمثل الهيئة التنفيذية للبلدية البد من
التطرق مركزه العضوي( المطلب األول) ثم مركزه الوظيفي (المطلب الثاني) ،و هذا فيما يلي:
-1انتخاب رئيس المجلس الشعبي البلدي قبل تعديل قانون البلدية لسنة :2021
بالرجوع لقانون البلدية رقم 10-11قبل تعديله باألمر ،13-21و قبل صدور األمر رقم
،01-21السالف الذكر .نجد األحكام المتعلقة باختيار رئيس المجلس الشعبي ،في فحوى المادة 65
منه التي نصت على ما يلي " :يعلن رئيسا للمجلس الشعبي البلدي متصدر القائمة التي تحصلت على
أغلبية أصوات الناخبين" .فالمالحظ من هذه المادة ،أنها جاءت مبسطة وواضحة بخصوص كيفية
اختيار رئيس المجلس الشعبي البلدي ،و لم تترك أي مجال للتأويالت .فمتصدر القائمة التي تحصلت
على أغلبية أصوات الناخبين ،هو من يعلن رئيس للمجلس الشعبي البلدي ،أما في حالة وجود تساوي
األصوات ،بين قائمتين أو أكثر ،فيعلن الترشح األصغر سنا رئيسا . 1و هذا ما يتماشى مع نمط
االقتراع النسبي على أساس القائمة المغلقة.
-2انتخاب رئيس المجلس الشعبي البلدي بعد تعديل قانون البلدية لسنة :2021
بعد صدور األمر رقم ،01-21المتضمن القانون العضوي لنظام االنتخاب ،الذي جاء
بمستجدات حول نمط االنتخاب ،حيث قام بتغيير هذا النمط من نظام االقتراع النسبي على أساس
القائمة المغلقة إلى نظام االقتراع النسبي على أساس القائمة المفتوحة ،و هذا ما جعل المادة 65من
القانون ،10-11المذكورة أعاله غير منسجمة مع هذا التعديل ،مما استوجب تعديل األحكام المتعلقة
بكيفية اختيار رئيس المجلس الشعبي البلدي ،و هو ما كان بعد صدور األمر رقم ،13-21السالف
الذكر.
لقد جاء هذا األخير (األمر رقم ،)13-21بأحكام جديدة تتعلق بكيفية اختيار رئيس المجلس
الشعبي البلدي ،حيث أصبح انتخاب رئيس المجلس الشعبي البلدي معقد و مركب و يمر بمرحلتين
بعدما كان يمر بمرحلة واحدة سابقا ،تتمثل في:
المرحلة األولى :يتم فيها تنصيب المجلس الشعبي البلدي ،و يتم ذلك من طرف الوالي خالل
النهائية لالنتخابات .2و التي تتم كما سبق الذكرـ باالقتراع الثمانية( )8أيام التي تلي إعالن النتائج
العام السري و المباشر من ناخبي البلدية ،وفق نمط االقتراع النسبي على أساس القائمة المفتوحة
دون مزج.
1راجع حكيم طيبون ،المركز القانوني لرئيس المجلس الشعبي البلدي ،مجلة الفقة و القانون المغربية ،عدد ، 18أفريل
،2014ص .123
2راجع المادة 64من القانون رقم ،10-11المعدل و المتمم باألمر رقم ،13-21السالف الذكر.
35
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
المرحلة الثانية :يتم فيها انتخاب رئيس المجلس الشعبي البلدي من بين أعضاء المجلس الشعبي
البلدي المنتخبين ،و هو شيء جديد في القانون العضوي الجديد ،لم ت عرفه القوانين السابقة ،فبعدما
كانت طريقة اختيار رئيس المجلس تتم ببساطة ،حيث كان متصدر القائمة التي حازت على أغلبية
األصوات هو من يعلن رئيسا للمجلس ،أي كان هذا األخير يستمد شرعيته باالنتخاب مباشرة من
طرف ناخبي البلدية .أصبحت طريقة اختيار رئيس المجلس معقدة و مركبة ،إذا أصبح الرئيس
ينتخب بصفة غير مباشرة من طرف أعضاء المجلس الشعبي البلدي المنتخبين من طرف ناخبي
البلدية.
و يتم ذلك بعد تنصيب المجلس ،و إسناد رئاسته إلى العضو األكبر سنا من المجلس ،و ذلك
خالل الخمسة ( )5أيام التي تلي تنصيب المجلس من أجل التحضير النتخابات الرئيس ،و تبدأ هذه
المرحلة بإنشاء مكتب مؤقت يشرف على االنتخابات يتشكل من العضو المنتخب األكبر سنا،
المنتخبين األصغر سنا من غير المرشحين .و يتولى هذا المكتب استقبال بمساعدة العضوين
الترشيحات النتخاب الرئيس ،و إعداد قوائم الترشيحات.1
* كيفية الترشح لرئيس المجلس بعد تعديل قانون البلدية لسنة :2021يتم الترشح لرئيس المجلس
حسب ما تفرزه نتائج االنتخابات البلدية ،و التي يمكن أن يترتب عليها ثالث حاالت هي:
الحالة األولى :حالة حصول قائمة على األغلبية المطلقة للمقاعد :في هذه الحالة يتم تقديم
المرشح من هذه القائمة .غير أنه ما يمكن مالحظته ،هو أن المشرع لم ينظم األحكام المتعلقة بكيفية
تقديم مرشح من هذه القائمة .فإذا كان في قانون البلدية قبل تعديل ،2021متصدر القائمة الحائزة
على أغلبية األصوات محدد مسبق و هو من يعلن رئيسا للمجلس .و ذلك على اعتبار أن نمط
االنتخاب الذي كان سائدا هو نظام االقتراع النسبي على أساس القائمة المغلقة ،و بالتالي كانت القائمة
مرتبة ترتيبا واضحا من األول إلى األخير و متصدرها واضح .فإن األمر يختلف في قانون البلدية
بعد تعديل سنة ، 2021و ذلك بسبب أن الفائزين بالمقاعد غير محددين بالترتيب من األول إلى
األخير ،و ال يوجد متصدر للقائمة .و بالتالي ،فإن المشرع ترك للقائمة المتحصلة على أغلبية المقاعد
الحرية في تقديم مرشح عنها ،مما يمكن من الناحية التطبيقية أن يصعب على الفائزين بالمقاعد في
هذه القائمة تقديم مرشح من بينهم للترشح لرئاسة المجلس.
راجع المادة 64مكرر من القانون رقم ،10-11المعدل و المتمم باألمر ،13-21السالف الذكر. 1
36
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
الحالة الثانية :في حالة وجود أغلبية نسبية ،مع وجود قائمتين حائزتين على %35من المقاعد:
يمكن في هذه الحالة ،لكل قائمة من هذين القائمتين تقديم مرشح عنها.
في حالة وجود أغلبية نسبية دون حصول أي قائمة على نسبة :% 35يمكن لجميع الحالة الثالثة:
القوائم تقديم مرشح عنها.
بعد إعداد قوائم المرشحين ،و إعالن يوم * إجراء انتخابات رئيس المجلس الشعبي البلدي:
االنتخاب يقوم جميع أعضاء المجلس الشعبي البلدي الجدد ،بانتخاب رئيس المجلس الشعبي البلدي
من بين المرشحين ،و ذلك باالقتراع السري .و يعلن رئيسا للمجلس المرشح الذي تحصل على األغلبية
المطلقة لألصوات ( .)1 +%50و في حالة عدم حصول أي مرشح على األغلبية المطلقة ،يجري
دور ثاني بين المرشحين الحائزين على المرتبة األولى و الثانية ،و يعلن فائ از المرشح المتحصل على
أغلبية األصوات .و في حالة تساوي األصوات ،يعلن فائ از المرشح األكبر سنا.1
ثانيا -الوضعية المؤقتة لرئيس المجلس الشعبي البلدي :عن طريق نظام االستخالف
قد يط أر على شخص رئيس المجلس الشعبي البلدي أي ظرف أثناء ممارسة عهدته االنتخابية،
يغير من مركزه القانوني و يؤدي إلى استحالة ممارسته لمهامه ،ومن أجل ضمان عمل البلدية ،
أوجد المشرع في القانون رقم 10-11السالف الذكر ،آلية قانونية من أجل المحافظة على استم اررية
و دوام عمل وسير البلدية ،تتمثل في االستخالف. 2
و تتمثل أسباب استخالف رئيس المجلس الشعبي البلدي في حاالت حددها هذا القانون و هي حالة
وفاته ،استقالته ،تخليه عن منصبه ،وجود مانع قانوني.
ويتولى رئاسة المجلس الشعبي البلدي إما أحد نواب رئيس المجلس الشعبي البلدي أو أحد
أعضاء المجلس الشعبي البلدي و هذا في حالة عدم وجود أحد نوابه ،و تكون فترة االستخالف مؤقتة
لغاية انتخاب رئيس مجلس شعبي بلدي آخر حسب أحكام المادة 65من القانون رقم 10-11المعدل
و المتمم باألمر رقم .13-21
ثالثا -نواب رئيس المجلس الشعبي البلدي:
إن رئيس المجلس الشعبي البلدي كهيئة تنفيذية للبلدية ال يقوم بممارس ة مهامه بصفة فردية ،و إنما
يساعده في مهامه نواب رئيس المجلس الشعبي البلدي .يختارهم من بين أعضاء المجلس الشعبي
1راجع المادة 65من القانون رقم ،10-11المعدل و المتمم باألمر رقم ،13-21السالف الذكر.
2راجع حكيم طيبون ،المركز القانوني لرئيس المجلس الشعبي البلدي،المرجع السابق ،ص .124
37
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
البلدي (المنتخبين) ،في أـول خمسة عشر ( )15يوما من تاريخ تنصيبه كرئيس للمجلس .و بعد عملية
االختيار يعرضهم على المجلس للمصادقة على ذلك ،و في هذا الصدد ،يشترط أن تبلغ نسبة
التصويت لكي تتم المصادقة األغلبية المطلقة ألعضاء المجلس.1
تجب المالحظة ،أن عدد النواب رئيس المجلس يتغير حسب عدد مقاعد المجالس الشعبية البلدية،
و هو محدد كما يلي:2
-نائبان ( )2بالنسبة للبلديات ذات المجلس الشعبي البلدي المتكون من ثالث عشر( )13مقعد إلى
خمسة عشر ( )15مقعد؛
-ثالثة ( )3نواب بالنسبة للبلديات ذات المجلس الشعبي البلدي المتكون من تسعة عشر ()19
مقعدا؛
-أربعة ( )4نواب بالنسبة للبلديات ذات المجلس الشعبي البلدي المتكون من ثالث و عشرين ()23
مقعدا؛
-خمسة ( )5نواب بالنسبة للبلديات ذات المجلس الشعبي البلدي المتكون من ثالث و ثالثين ()33
مقعدا؛
-ستة ( )6نواب بالنسبة للبلديات ذات المجلس الشعبي البلدي المتكون من ثالث و أربعين ()43
مقعدا؛
و في هذا اإلطار ،يعمل نواب الرئيس تحت سلطة رئيس ،حيث يكونون على مرتبة واحدة تجاه
الرئيس دون أن يكون أي ترتيب أو أي تدرج سلم بينهم .3و في نفس اإلطار ،يمكن للرئيس أن يفوض
إمضائه لصالح نوابه في حدود القانون.4
-يتولى رئاسة المجلس الشعبي البلدي ،1حيث يمكن له استدعائه و إعداد مشروع جدول أعماله.
إن الدولة في حاجة إلى من يمثلها على المستوى المحلي ،باعتبار هناك شؤون محلية ذات
صبغة وطنية ال يمكن ممارستها إال على المستوى المحلي ،لذلك يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي
على المستوى المحلي بالضبط بمفهومه الواسع التي تضمنتها المواد من 85إلى 95القانون رقم
،10-11السالف الذكر .و يمكن ذكر أهم الصالحيات في هذا المجال ،فيما يلي :
-1يعتبر ضابط الحالة المدنية :حيث يقوم كل المهام المتعلقة بالحالة المدنية ،و ذلك تحت إشراف
الوالي.
-و في هذا السياق ،يمكن له تفويض إمضائه للمندوبين و إلى موظف بلدي بهدف:
*استقبال التصريحات بالوالدة و الزواج و الوفيات،
* تدوين كل العقود و األحكام في سجالت الحالة المدنية،
* إعداد و تسليم كل العقود المتعلقة بتصريحات بالوالدة و الزواج و الوفيات.
* التصديق على كل توقيع يقوم به ،أي مواطن أمامهم بموجب تقديم وثيقة هوية،
* التصديق بالمطابقة على كل نسخة بتقديم النسخة األصلية منها.
-2يعتبر ضابط الشرطة اإلدارية :وبذلك يقوم بالمهام التالية تحت ،إشراف الوالي:2
* يسهر على احترام و تطبيق التشريع و التنظيم المعمول بهما.
* يقوم بنشر و تنفيذ القوانين و التنظيمات عبر تراب البلدية تحت إشراف الوالي.
* تبليغ و تنفيذ القوانين و التنظيمات على إقليم البلدية
*السهر على حماية النظام و السكينة و النظافة العمومية.
*السهر على حسن تنفيذ التدابير االحتياطية و الوقاية و التدخل في مجال اإلسعاف .لضمان
سالمة األشخاص و الممتلكات و األماكن العمومية.
*تنفيذ تدابير األمن التي تقتضيها الظروف.
*تفعيل المخطط البلدي لتنظيم اإلسعاف في حالة حدوث كوارث.
أنها منحته االختصاص العام في مجال الضبطية القضائية ،و ساوت بينه و بين ضباط الشرطة
القضائية اآلخرين في المهام .و بالتالي حسب هذه المادة ،فإنه يقوم باتخاذ اإلجراءات و التحريات
التي من شانها القبض على المجرمين عبر تراب البلدية في إطار ما يسمح به القانون.
في ممارسة صالحياته بصفة ممثال إن االزدواج الوظيفي لرئيس المجلس الشعبي البلدي
للدولة و ممثال للبلدية ،يترتب عليه آثارا هاما من حيث طبيعة الرقابة اإلدارية التي تمارس عليه (،)1
اإلدارية في حالة ارتكابه ضرر للغير بمناسبة ممارسة قواعد المسؤولية من حيث وكذلك،
و هو ما سيتم توضيحه فيما يلي: مهامه(،)2
-1من حيث طبيعة الرقابة اإلدارية التي تمارسه عليه :تختلف طبيعة الرقابة اإلدارية على رئيس
المجلس الشعبي البلدي ،باختالف االختصاصات الذي يمارسها :
فعندما يمارس صالحياته كممثل للدولة ،فانه يخضع لرقابة تسلسلية ( رئاسية) ،يمارسها الوالي
أو وزير الداخلية .و بالتالي ،تمارس عليه نفس صور الرقابة التسلسلية على أعماله( إجازة ،تعديل،
حلول ،إلغاء ،سحب).
أما عندما يمارس صالحياته كممثل للبلدية ،فإنه يخضع للرقابة الوصائية من طرف الوالي،
و بالتالي تمارس عليه نفس صور الرقابة على أعماله ( مصادقة ،إبطال ،حلول) ،أو على شخصه
( إيقاف ،إقصاء.1)...
-2من حيث تطبيق قواعد المسؤولية و التعويض:
تختلف طبيعة المسؤولية و التعويض باختالف الصالحيات التي يمارسها رئيس المجلس البلدية،
فإذا كان رئيس المجلس الشعبي البلدي يمارس مهامه بصفته ممثال للبلدية ،فإنه البلدية هي من تتحمل
مسؤولية أضرار أعماله ضد الغير ،و يقع التعويض في هذه الحالة من ميزانية البلدية .أما اذا كان
رئيس المجلس الشعبي البلدي يمارس مهامه بصفته ممثال للدولة و لحسابها ،فتكون الدولة هي من
تتحمل المسؤولية ،و يقع التعويض في هذه الحالة من ميزانية الدولة .2غير أن هذه القاعدة ليست
3
مطلقة ،و ذلك حسب ظروف و نوعية المهام و األخطاء المرتكبة ،السيما بالنسبة للكوارث الطبيعية
مشاريع في البلدية سواء تعلق األمر بمشاريع االستثمار و التجهيز أو المشاريع التي تندرج ضمن
البرامج القطاعية للتنمية تخضع إلى الرأي المسبق للمجلس الشعبي البلدي.1
ثانيا -صالحيات في مجال التعمير و التجهيز:
أولت الدولة أهمية كبيرة للتعمير و الذي يتضمن وضع سياسة عامة تشمل تحديد القواعد
العامة التي تستهدف تنظيم إنتاج األراضي القابلة للتعمير و تكوين و تحويل المبنى في إطار التسيير
االقتصادي لألراضي و الموازنة بين وظيفة السكن و الفالحة و الصناعة و أيضا وقاية المحيط
و األوساط الطبيعية و المناظر و التراث الثقافي و التاريخي .2و في هذا اإلطار ،فإن الدولة ال تقوم
بهذه المهام بصفة منفردة ،و إنما تتولى البلدية و الجماعات المحلية األخرى أيضا المشاركة في إعداد
و تنفيذ هذه السياسة العامة للدولة في مجال التهيئة و التعمير ،و ذلك في حدود اختصاصها .
و تبعا لذلك ،نصت المادة 113من القانون رقم ،10-11السالف الذكر ،على أن تتزود البلدية
بكل أدوات التعمير بعد المصادقة عليها بموجب مداولة المجلس الشعبي البلدي ،و بالرجوع للقانون رقم
، 29-90المتعلق بالتهيئة و التعمير ،نجد أن أدوات ال تعمير تشكل من المخططات التوجيهية للتهيئة
و التعمير و مخططات شغل األراضي .و في هذا الصدد ،ألزم المشرع موافقة المجلس الشعبي البلدي
في حالة إنشاء أي مشروع يحتمل اإلضرار بالبيئة و الصحة العمومية على إقليم البلدية ،ماعدا تلك
المشاريع ذات المنفعة الوطنية التي تخضع لألحكام المتعلقة بحماية البيئة.3
و في نفس السياق ،حدد القانون رقم ، 10-11مجموعة من االختصاصات التي تتمتع بها في
مجال التعمير و التجهيز ،و تتمثل أهمها فيما يلي:
-السهر على المراقبة الدائمة لمطابقة عمليات البناء ذات العالقة ببرامج التجهيز و السكن؛
-التأكد من احترام تخصيصات األراضي و قواعد استعمالها؛
-السهر على احترام األحكام في مجال مكافحة السكنات الهشة غير القانونية؛
-حماية التراث المعماري و المحافظة على التراث الثقافي و حمايته؛ و حماية األمالك العقارية
و الثقافية و الحفاظ على االنسجام الهندسي للتجمعات السكنية.4
-السهر على الحفاظ علة الوعاء العقاري للبلدية و منح األولوية في تخصيص برامج البلدية المتعلقة
بالتجهيزات العمومية و االستثمار االقتصادي.
-المبادرة بالعمليات المرتبطة بتهيئة الهياكل و التجهيزات الخاصة بالشبكات التابعة الختصاصاتها
و العمليات المتعلقة بتسييرها و صيانتها ،و بترقية برامج السكن و توفير الشروط التحفيزية للترقية
العقارية.1
المطلب الثاني :في المجال االقتصادي و المرفقي و الضبط اإلداري:
تمارس البلديات صالحيات هامة في المجال االقتصادي و المالي (أوال) ،كما تمارس أيضا
صالحيات في المجال المرفقي و الضبط اإلداري (ثانيا) ،و هو ما سيتم التطرق له فيما يلي:
أوال -في المجال المالي و االقتصادي:
تقوم البلدية عن طريق المجلس الشعبي البلدي بصالحيات في المجال المالي ،و ذلك من
خالل الموافقة على ميزانية البلدية و الحساب اإلداري .2و هذا ما أكدته المادة 180من القانون رقم
،10-11و تنصب هذه الموافقة على الميزانية األولية قبل 31أكتوبر من السنة السابقة للسنة
المعنية أو على الميزانية اإلضافية قبل 15جوان من السنة المعنية ،و تتم هذه المصادقة على
االعتمادات المالية مادة بمادة و باب بباب .3و في هذا السياق ،تتضمن ميزانية البلدية تقدير جميع
اإليرادات و النفقات السنوية التي تم كنها من ضمان سير جميع المرافق و المصالح العمومية التابعة
لها ،و كذلك تنفيذ جميع البرامج المزمع القيام بها ،و هذا ما أكده نص المادة 176من قانون
البلدية.4
أما صالحيات البلدية في المجال االقتصادي ،فتبرز من خالل مبادرة المجلس بكل عملية
أو باتخاذ أي إجراء من أجل تحفيز و بعث التنمية نشاطات اقتصادية تتماشى مع قدرات البلدية
و مخططاتها 5و برامجها التنموية ،السيما المخطط البلدي للتنمية ) .(P.C.Dو في هذا اإلطار،
و من أجل تحقيق هذا الهدف حث المشرع المجلس الشعبي البلدي على اتخاذ جميع التدابير
3راجع المادة 1و المادة 52من المرسوم التنفيذي رقم 199-18المؤرخ في 2أوت ،2018الذي يتعلق بتفويض
المرفق العمومي ( ج ر رقم 48المؤرخة في 5أوت ،2018ص .)4
49
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
، 2020الذي يتضمن إعادة تنظيم مكتب حفظ الصحة البلدي( ج ر رقم 73المؤرخة في 13ديسمبر ،2020ص
.)5
3راجع المادة 123من نفس القانون.
51
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
56
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
1راجع المادة 46من القانون رقم ،10-11السالف الذكر ،و كذلك المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم 104-16
المؤرخ في 21مارس ، 2016الذي يحدد كيفيات تجديد المجالس الشعبية البلدية و الوالئية المحلة( ج ر رقم 18
لسنة ،2016ص.)8
57
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
-وجوب صدور مرسوم رئاسي من طرف رئيس الجمهورية ،ينشر في الجريدة الرسمية ،باعتبار أن
رئيس الجمهورية هو الذي يمثل اإلرادة الشعبية ،وهو حامي اإلدارة الشعبية و حامي الدستور و حامي
وحدة الدولة .إال أن هناك من الباحثين من يرى أن مبررات منح االختصاص لرئيس الجمهورية لحل
المجلس هي غير كافية ،و ذلك بسبب أن رئيس الجمهورية هو جهاز في السلطة التنفيذية ،و أن
القاضي هو وحده الكفيل بحماية مبدأ المشروعية ،و اإلرادة الشعبية .لذلك ،يرى هذا االتجاه من
الباحثين أنه من الضروري منح اختصاص حل المجالس المنتخبة إلى القضاء ،بعد دعوى قضائية
ترفعها السلطة الوصية ضد المجلس الشعبي البلدي الذي تتوفر فيه إحدى حاالت الحل.
-3اآلثار المترتبة عن حل المجلس:
ينتج على حل المجلس الشعبي البلدي اآلثار التالية:
-إزالة صفة العضوية بالمجلس عن جميع األعضاء الذين يحملون صفة عضو .و بالتالي ،إنهاء
مهامهم التي تتعلق بممارسة العهدة االنتخابية.1
-ضمان استم اررية عمل البلدية بتعين الوالي متصرف ومساعدين لتسيير شؤون البلدية ، 2يعمل تحت
سلطة الوالي.
-إجراء انتخابات لتجديد المجلس الشعبي البلدي خالل الستة أشهر الموالية للحل ،يمارس مهامه إلى
للعهدة غاية انتهاء فترة العهدة االنتخابية المتبقية .و في حالة تصادف الحل مع السنة األخيرة
االنتخابية ال يتم إجراء انتخابات ،و إنما يتم تسيير البلدية عن طريق متصرف و مساعدين.
المطلب الثاني :الوصاية اإلدارية على كل األعضاء والرئيس:
لقد وضع المشرع في قانون البلدية ،نظام رقابي على منتخبي البلدية ،أي أعضاء المجلس الشعبي
البلدي .تجب المالحظة ،أنه أخضع رئيس المجلس لنفس األحكام التي تطبق على األعضاء ،و تتمثل
مظاهر هذه الرقابة في اإليقاف( أوال) ،اإلقصاء (ثانيا) و اإلقالة (ثالثا) ،و هو ما سيتم تناوله فيما
يلي:
1حول هذه الفكرة ،راجع محمد صغير بعلي ،المرجع السابق ،ص .178
نصت المادة 48من القانون رقم ، 10- 11السالف الذكر ،على ما يلي" :في حالة حل المجلس الشعبي البلدي، 2
يعين الوالي ،خالل العشرة أيام التي تلي حل المجلس ،متصرفا و مساعدين ،عند االقتضاء ،توكل لهم مهمة تسيير
شؤون البلدية .و تنتهي مهامهم بقوة القانون بمجرد تنصيب المجلس الجديد .تحديد كيفيات تطبيق هذه المادة عن طريق
التنظيم".
58
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
أوال -اإليقاف :هو ذلك اإلجراء القانوني الذي يتخذه الوالي بموجبه يتم تجميد عضوية منتخب بلدي
بصفة مؤقتة بسبب متابعة قضائية بجناية أو جنحة لها صلة بالمال العام أو مخلة بالشرف أو بسبب
تدبير قضائي يحيل بينه و بين ممارسة عهدته االنتخابية إلى غاية صدور حكم نهائي .
في هذا الصدد ،نصت المادة 43من القانون البلدي ":يوقف بقرار من الوالي كل منتخب تعرض
لمتابعة قضائية بسبب جناية أو جنحة لها صلة بالمال العام أو ألسباب مخلة بالشرف أو كان محل
تدابير قضائية ال تمكنه من االستمرار في ممارسة عهدته االنتخابية بصفة صحيحة إلى غاية صدور
حكم نهائي من الجهة القضائية المختصة في حالة صدور حكم نهائي بالبراءة ،يستأنف المنتخب
تلقائيا و فوريا ممارسة مهامه االنتخابية ".1
و لسالمة القرار المتعلق ب اإليقاف ،يجب أن يتضمن العناصر التالية:
-من حيث الدافع:
الدافع القانوني إليقاف المنتخب البلدي يكون إما بسبب:
*متابعة الجزائية بسبب جناية أو جنحة ،على أن تنصب الجريمة على المال العام أو الشرف.
*تدبير القضائي الذي يحول دون مواصلة العضو لمهامه االنتخابية ،كاإلقامة الجبرية مثال.
-من حيث االختصاص:
لقد منحت المادة 43االختصاص باإليقاف إلى الوالي كسلطة وصية على البلدية.
-من حيث موضوع قرار اإليقاف:
يتمثل موضوع قرار اإليقاف في تجميد العضوية و منع العضو من ممارسة مهامه االنتخابية
مؤقتا ،ولفترة محددة تبدأ من تاريخ صدور قرار الوالي وتنتهي بصدور قرار نهائي من الجهة القضائية
المختصة.2
-من حيث الشكل واإلجراءات :
يجب في قرار التوقيف أن يكون من حيث الشكل معلال أي مسببا بأن يتم ذكر سبب
التوقيف(المتابعة القضائية ) .كما يجب أن يتخذ قرار التوقيف ،من حيث اإلجراءات ,بعد استطالع
1راجع المادة 43من نفس القانون .راجع كذلك ،نبيلة بن عائشة ،الوجيز في القانون اإلداري-الجزء األول ،الماهر
للطباعة و النشر و التوزيع ،الطبعة األولى ،العلمة ،2020 ،ص .191
2راجع عمار بوضياف ،المرجع السابق ،ص .284
59
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
2
رأي المجلس الشعبي البلدي في جلسة مغلقة . 1و ذلك حسب المادة 19و 26من القانون
رقم .10-11
-من حيث الهدف (الغاية) :يسعى قرار التوقيف إلى حماية العهدة االنتخابية ومبدأ التمثيل.
* اآلثار المترتبة عن اإليقاف:
-تجميد عضوية المنتخب البلدي :و بالتالي ال يمكن له أن يمارس مهامه االنتخابية ،و ال حضور
المداوالت إلى غاية صدور حكم البراءة.
-استئناف ممارسة مهامه االنتخابية في حالة صدور حكم نهائي بالبراءة.
-في حالة صدور حكم باإلدانة الجزائية يتحول اإليقاف إلى إقصاء كما سنرى الحقا.
ثانيا -اإلقصاء :هو ذلك اإلجراء القانوني الذي يتخذه الوالي بموجبه إزالة عضوية منتخب بلدي
بصفة نهائية بسبب حكم نهائي بإدانته جزائيا بسبب جناية أو جنحة لها صلة بالمال العام أو ألسباب
مخلة بالشرف أو كان محل تدابير قضائية ال تمكنه من االستمرار في ممارسة عهدته االنتخابية بصفة
صحيحة .
ولسالمة قرار اإلقصاء ،يجب أن يتضمن هذا القرار العناصر التالية:
-من حيث الدافع:
يعود الدافع الوحيد لإلقصاء هو اإلدانة الجزائية بحكم قضائي نهائي ضد المنتخب البلدي بسبب جناية
أو جنحة لها صلة بالمال العام أو ألسباب مخلة بالشرف أو كان محل تدابير قضائية ال تمكنه من
االستمرار في ممارسة عهدته االنتخابية بصفة صحيحة.
-من حيث االختصاص:
يعود االختصاص إلى الوالي كسلطة وصاية الذي يقوم بإثبات اإلقصاء بقرار.3
-من حيث الموضوع:
نهائية .كما يترتب عن اإلقصاء يترتب على اإلقصاء فقدان وزوال صفة العضوية بصورة
استخالف العضو المقصى بالمرشح الوارد في نفس القائمة مباشرة بعد المنتخب األخير منها.4
-من حيث الغاية :يسعى قرار اإلقصاء لحماية العهدة االنتخابية و مبدأ التمثيل.
60
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
ثالثا –االستقالة التلقائية (اإلقالة) :و هي الحالة التي عرفتها المادة 45من القانون رقم 10-11
الذي نصت على ما يلي " :يعتبر مستقيال تلقائيا من المجلس الشعبي البلدي كل عضو تغيب بدون
عذر مقبول ألكثر من ثالث دورات عادية خالل نفس السنة".
و في هذا الصدد ،يشترط إلقرار هذا الحكم ،يتم سماع المنتخب المعني ،على أن يتم إعالن هذا
التغيب ،و يتم إخطار الوالي.1
المبحث الثاني:الوصاية اإلدارية على األعمال
تنصب هذه الوصاية على أعمال البلديةـ و تتجسد في ثالث صور أساسية هي المصادقة( المطلب
األول) ،اإلبطال ( اإللغاء) و الحلول ( المطلب الثالث) ،و هو ما سيتم تناوله على النحو التالي:
المطلب األول :المصادقة:
المصادقة :هي اإلجراء القانوني الذي يتخذه الوالي ،و الذي يتم بموجبه إقرار أو الموافقة على
عمل المجلس الشعبي البلدي المتمثل في مداولة المجلس الشعبي البلدي ،و تنقسم إلى المصادقة
الصريحة ،و المصادقة الضمنية:
أوال -المصادقة الصريحة:
نظ ار ألهمية بعض المداوالت ,تشترط المادة 57من القانون البلدي ضرورة الموافقة الصريحة للوالي
بقرار والئي صادر منه يتضمن إقرار المداوالت التي تتعلق بالمواضيع اآلتية:
-الميزانيات و الحسابات
-قبول الهبات و الوصايا األجنبية
-اتفاقيات التوأمة
-التنازل عن األمالك العقارية البلدية.2
ثانيا -المصادقة الضمنية:
الموافقة على المداولة التي تستشف (تفهم) بصفة ضمنية ،في حالة عدم رد السلطة و هي
الوصية على مداولة ،ألزم القانون أن تكون بموافقة صريحة في أجل معين .و يفهم ذلك ،بعد مرور
ذلك األجل بدون رد السلطة الوصية و هذا ما نصت عليه المادة 58من القانون رقم ،10-11
السالف الذكر.1
63
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
خاتمة:
و ختاما لهذا الموضوع الهام ،يمكن القول أن المشرع أولى أهمية كبيرة للبلدية من خالل المكانة
القانونية الذي أعطاها لها ،و الذي يبرز باالعتراف بها في جميع الدساتير التي عرفتها الجزائر من
دستور الجزائر لسنة 1963إلى غاية دستور الجزائر لسنة .2020كمؤسسة دستورية و جماعة
إقليمية قاعدية ال مركزية في الدولة ،و ما زاد من قيمتها القانونية كذلك ،هو وضع نظام قانوني لها
تميز بالتطور منذ االستقالل إلى يومنا هذا ،حيث عرف نظام البلدية ثالث قوانين للبلدية من خالل
قانون سنة ،1967و قانون سنة ،1990و قانون سنة ،2011هذا األخير هو الساري حاليا الذي
يحكم البلدية.
و قد قام قانون البلدية لسنة ،2011المعدل و المتمم بوضع هيئتين أ ساسيتين تدير البلدية ،و هما
الهيئة التداولية التي تتمثل في المجلس الشعبي البلدي الذي يعتبر أساس الالمركزية اإلدارية و الذي
تعتبر المداوالت هي آلية عمله و هذا في مجال اختصاص البلدية الذي حدده القانون .أما الهيئة
الثانية ،فتتمثل في الهيئة التنفيذية التي يمثلها رئيس المجلس الشعبي البلدي الذي أصبحت طريقة
انتخابه معقدة و مركبة بعد تعديل قانون البلدية لسنة .2021حيث أصبح يتم انتخابه من طرف
أعضاء المجلس الشعبي البلدي .و في هذا الصدد ،يمارس رئيس المجلس صالحيات هامة في
البلدية سواء تعلق األمر بصفته ممثال للبلدية أو ممثال للدولة.
و تبعا لذلك ،تتمتع البلدية بصالحيات متنوعة في مختلف الميادين االقتصادية و االجتماعية
و الثقافية و الرياضية ،و التهيئة و التعمير ،تمارسها بهدف تلبية حاجيات المواطنين المحليين .إال أن
ما يمكن مالحظته هو محدودية صالحياتها في المجال االقتصادي ،و ذلك في ظل مركزة
الصالحيات االقتصادية لدى السلطة المركزية ،مما جعل البلديات دائما في حالة اعتماد كلي على
إعانات الدولة ،و انعكس على واقع التنمية الذي يتطلب موارد مالية لتحقيقها ،مما تطلب تعديل قانون
البلدية ليتماشى مع المتطلبات الجديدة للمواطنين ،السيما بعد صدور دستور جديد في سنة .2020
إن البلدية تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقاللية المالية في إدارة نشاطها و اتخاذ ق ارراتها ،إال
أن هذه اال ستقاللية و الحرية في اتخاذ القرار ليست مطلقة ،و إنما هي مقيدة و تخضع لرقابة الدولة،
في إطار ما يسمى بـ"الوصاية اإلدارية" .غير أن هذه الرقابة و رغم أنها هامة في مجال احترام مبدأ
المشروعية ،إال أنها شديدة في بعض األحيان ،مما يعيق حرية البلدية في تسيير شؤونها مما يعيق
التنمية المحلية في البلدية ،مما يوجب ضرورة إصالح قانون البلدية.
64
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
قائمة المراجع:
أوال -النصوص القانونية
-1الدساتير
-دستور الجزائر لسنة 1963المؤرخ في 8سبتمبر ( 1963ج ر ،رقم 64المؤرخة في 10سبتمبر
،1963ص )887
-دستور الجزائر لسنة 1976الصادر بموجب األمر رقم ،97-76المؤرخ في 22نوفمبر ،1976
(ج ر ،رقم ،94المؤرخة في 24نوفمبر ،1976ص )1292المعدل و المتمم بالقانون رقم
01-80المؤرخ في 12جانفي 1980المتضمن التعديل الدستوري ( ،ج ر ،رقم ،10لسنة
.)1980
-دستور الجزائر لسنة ،1989الصادر بموجب ،المرسوم الرئاسي رقم 18-89المؤرخ في 28
فيفري ، 1989الذي يتعلق بـنشر نص التعديل الموافق عليه في استفتاء 23فيفري ( ،1989ج ر،
رقم ،9المؤرخة في 1مارس ،1989ص .)234
-دستور الجزائر لسنة ،1996الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم 438- 96المؤرخ في 7
ديسمبر ( 1996ج ر رقم 76المؤرخة 8ديسمبر )1996؛ المعدل و المتمم ،بالقانون رقم ،03-02
المؤرخ في 10أفريل ( ،2002ج ر رقم 25المؤرخة في 14أفريل ،)2002و بالقانون رقم -08
،19المؤرخ في 15نوفمبر ( ،2008ج ر رقم ،63المؤرخة في 16نوفمبر ،)2008و بالقانون
رقم 01-16المؤرخ في 6مارس ،2016الذي يتضمن التعديل الدستوري ( 2016ج ر ،رقم ،14
المؤرخة في 7مارس ،2016ص .)2
-دستور الجزائر لسنة .2020الصادر في 30ديسمبر (2020ج ر رقم 82المؤرخة في 30
ديسمبر ،2020ص )4
-2القوانين و األوامر:
-األمر رقم 01-21المؤرخ في 10مارس ،2021المتضمن القانون العضوي المتعلق بنظام
االنتخابات ،الصادر بموجب ( ج ر رقم 17المؤرخة في 10مارس ،2021ص .)25المعدل
والمتمم باألمر رقم ،05-21المؤرخ في 22أفريل (2021ج ر رقم 30المؤرخة في 22أفريل
،2021ص .)5المعدل و المتمم باألمر رقم ،10-21المؤرخ في 25غشت ( 2021ج ر رقم
65المؤرخة في 26غشت ،2021ص .)5
-األمر رقم ،24 -67المؤرخ في 18جانفي 1967الذي يتضمن القانون البلدي ج ر رقم 6
المؤرخة في 18يناير ،1967ص .90
65
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
-بيان أسباب األمر رقم 24-67المؤرخ في 18يناير ،1967الذي يتضمن القانون البلدي.
-القانون رقم 86-70المؤرخ في 15ديسمبر ،1970و المتضمن قانون الجنسية الجزائرية( ج ر
رقم ،105المؤرخة في 18ديسمبر ،1970ص )1570المعدل و المتمم باألمر رقم 01-05
المؤرخ في 27فيفري (2005ج ر رقم ،15المؤرخة في 27فيفري ،2005ص .)15
-القانون رقم 29-90المؤرخ في 1ديسمبر ، 1990الذي يتعلق بالتهيئة و التعمير ( ج ر رقم 52
المؤرخة في 2ديسمبر ،1990ص .)1652
-القانون رقم 20-01المؤرخ في 12ديسمبر ،2001الذي يتعلق بتهيئة اإلقليم و تنميته المستدامة(
ج ر رقم 77المؤرخة في 15ديسمبر ،2001ص .)18
-القانون رقم ،10-11المؤرخ في 22يناير ،2011الذي يتعلق بالبلدية( الصادر بموجب ج ر رقم
37المؤرخة في 3يوليو ،2011ص .)4المعدل و المتمم باألمر رقم ،13-21المؤرخ في 31
أوت 2021الصادر بموجب ج ر رقم 67المؤرخ في 31أوت ،2021ص .5
-القانون المدني الجزائري لسنة ،1975المعدل و المتمم.
-القانون رقم 03-12المؤرخ في 12يناير ،2012الذي يحدد كيفيات توسيع حظوظ تمثيل المرأة في
المجالس المنتخبة الصادر بموجب (ج ر رقم 1المؤرخة في 14يناير ،2012ص .)46
-3النصوص التنظيمية:
-المرسوم الرئاسي رقم 39-20المؤرخ في 2فيفري ،2020الذي يتعلق بالتعيين في الوظائف
المدنية و العسكرية للدولة( ج ر رقم 6المؤرخة في 2فيفري ،2020ص .)8
-المرسوم التنفيذي رقم ،105-13المؤرخ في 17مارس ،2013الذي يتضمن النظام الداخلي
النموذجي للمجلس الشعبي البلدي ( ج ر رقم 15المؤرخة في 17مارس ،2013ص .)9
-المرسوم الرئاسي رقم ،247-15المؤرخ في 16سبتمبر ،2015المتضمن تنظيم الصفقات
العمومية و تفويضات المرفق العمومي ( ج ر رقم 50المؤرخة في 20سبتمير ،2015ص .)3
المرسوم التنفيذي رقم 104-16المؤرخ في 21مارس ،2016الذي يحدد كيفيات تجديد المجالس
الشعبية البلدية و الوالئية المحلة( ج ر رقم 18لسنة ،2016ص.)8
-المرسوم التنفيذي رقم 320-16المؤرخ في 13ديسمبر ،2016المتضمن األحكام المطبقة على
األمين العام للبلدية( ج ر رقم ،73لسنة ،2016ص .)3
-المرسوم التنفيذي رقم 199-18المؤرخ في 2أوت ،2018الذي يتعلق بتفويض المرفق العمومي (
ج ر رقم 48المؤرخة في 5أوت ،2018ص .)4
-المرسوم التنفيذي رقم 16-20المؤرخ في 8ديسمبر ، 2020الذي يتضمن إعادة تنظيم مكتب حفظ
الصحة البلدي( ج ر رقم 73المؤرخة في 13ديسمبر ،2020ص .)5
66
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
ثانيا-المؤلفات :
-أحمد محيو ،محاضرات في المؤسسات اإلدارية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر العاصمة،
.2005
-محمد صغير بعلي ،القانون اإلداري ،دار العلوم للنشر و التوزيع ،عنابة.2002 ،
-عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،جسور للنشر و التوزيع الجزائر العاصمة ،ص .2012
-ناصر لباد ،الوجيز في القانون اإلداري ،منشورات لباد ،سطيف.2010 ،
-نبيلة بن عائشة ،الوجيز في القانون اإلداري-الجزء األول ،الماهر للطباعة و النشر و التوزيع،
الطبعة األولى ،العلمة،2020 ،
ثالثا -األطروحات و المذكرات :
-بلغالم بالل ،تطور النظام القانوني للجماعات اإلقليمية-نظام البلدية ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة
دكتوراه علوم في إطار مدرسة الدكتوراه ،تخصص :الدولة و المؤسسات العمومية ،كلية الحقوق جامعة
الجزائر 1بن يوسف بن خدة ،السنة الجامعية .2018/2017
القانون رقم 10/11المؤرخ في 22جوان ،2011مذكرة لنيل شهادة -قاضي كمال ،البلدية في
ماجستير في القانون ،تخصص الدولة و المؤسسات العمومية ،كلية الحقوق-بن عكنون ،جامعة
الجزائر - 1بن يوسف بن خدة ،السنة الجامعية .2014/2013
رابعا -المقاالت:
-أونيسي ليندة ،المخطط البلدي للتنمية و دوره في تنمية البلدية ،مجلة الباحث للدراسات األكاديمية،
العدد رقم ،9جامعة باتنة ،1جوان .2016
-طيبون حكيم ،المشاركة السياسية للمرأة في الجزائر -نظام الكوطا نموذجا ،مجلة صوت القانون،
العدد الثاني ،مخبر الحالة المدنية ،جامعة خميس مليانة ،أكتوبر . 2014
-طيبون حكيم ،المركز القانوني لرئيس المجلس الشعبي البلدي ،مجلة الفقة و القانون المغربية ،عدد
، 18أفريل .2014
67
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
قائمة المحتويات
الصفحات العناوين
مقدمة1....................................................................................
المحور األول :اإلطار المفاهيمي و التاريخي للبلدية 3.....................................
المبحث األول :مفهوم البلدية 3.............................................................
المطلب األول :تعريف البلدية 3.............................................................
أوال -البلدية في الدساتير الجزائرية3.......................................................
ثانيا -تعريف البلدية في قوانين البلدية4...................................................
المطلب الثاني :خصائص البلدية 5..........................................................
أوال -البلدية هي ال جماعة اإلقليمية القاعدية للدولة 5........................................
ثانيا -البلدية هي شخص معنوي عام 6.....................................................
ثالثا -البلدية هيئة المركزية إدارية إقليمية6.................................................
رابعا -البلدية تحدث بموجب قانون 6........................................................
خامسا -البلدية تخضع لرقابة الدولة6........................................................
المبحث الثاني :التطور التاريخي للنظام القانوني للبلدية7 ...................................
المطلب األول :نظام البلدية في الفترة االستعمارية( 7........................)1962-1830
أوال -البلديات المختلطة7................................................ ....................
ثانيا -البلديات ذات التصرف العام( ذات الصالحيات الكاملة)8................................
ثالثا -البلديات األهلية 8......................................................................
المطلب الثاني :نظام البلدية بعد االستقالل8...................................................
أوال -البلدية في المرحلة االنتقالية ( 8......................................)1967-1962
ثانيا -البلدية في قانون البلدية لسنة 9............................................... 1967
ثالثا -البلدية في قانون البلدية لسنة 10............................................... 1990
رابعا -البلدية في قانون البلدية لسنة 11.............................................. 2011
68
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
69
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
70
محاضرات في قانون البلدية ،سنة أولى تخصص قانون إدارة و تسيير الجماعات المحلية من إعداد األستاذ :د/طيبون حكيم السنة
الجامعية 2022-2021
71