Professional Documents
Culture Documents
---------- ----------
Faculté des Sciences Juridiques كلية العلوم القانونية واالقتصادية
Economiques et Sociales واالجتماعية
---------- ----------
Marrakech
مراكش
تعتبر الصفقات العمومية الجماعية آلية من بين اآلليات المھمة ،التي تسعى من خاللھا
الھيئات العمومية تنفيذ سياساتھا العمومية .ومن بين ھذه الھيئات العمومية نجد الجماعات
المحلية والتي حددھا النص الدستوري ،حسب الفصل مائة ،في الجھات والعماالت واألقاليم
ثم الجماعات الحضرية والقروية .وتعتمد ھذه األخيرة ،في إطار تنفيذ سياساتھا العمومية
المحلية ،على نظام عقود الصفقات العمومية الجماعية ،في شق كبير من أنشطتھا ،وذلك
لتلبية حاجيات مختلف المرافق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،والحصول على األدوات
والخدمات الضرورية لضمان حسن سير ھذه المرافق المحلية.
لھذا ترتبط الصفقات الجماعية أشد االرتباط بالحياة االقتصادية واالجتماعية والثقافية
للجماعة ،والتنمية الجماعية بشكل عام .وتتجلى عالقة التنمية بالصفقات العمومية المحلية من
خالل تحديد طبيعة ھذه العالقة ،ألنه باعتماد مجموعة من المشاريع المزمع القيام بھا ،داخل
سنة مالية معينة ،يقتضي ذلك إدراج مجموعة من الصفقات التي بموجبھا سيتحدد مصير ھذه
المشاريع ،والتي تھم في األخير مجاالت التنمية المحلية .لھذا تم تجاوز الوظيفية التقليدية لھذه
الصفقات ،حيث كانت تعتبر تقنية قانونية تلجأ إليھا الھيئات اإلدارية العمومية ،إلبرام ھذا
النوع من العقود "المناقصة") .(1وھذا ما يفسر اقتصار مجموعة من الدراسات السابقة على
المقاربة المعيارية التقنية ،لوصف ھذه اآللية القانونية ،دون ربطھا بالواقع العملي ،من خالل
مقاربة وصفية تحليلية للمعطيات المحلية الواقعية ،ودراسة مدى نجاعة ووقع ھذه الصفقات
على الشأن المحلي.
تبرز كذلك عالقة ھذه الصفقات الجماعية بالتنمية المحلية ،من خالل تنفيذ أو عدم
تنفيذ ھذه الصفقات ،حيث إن تنفيذ ھذه األخيرة بفعالية ونجاعة ،وفق المعايير المحددة في
(1
تعتبر مسطرة المناقصة اآللية الرئيسية إلبرام الصفقات العمومية نظرا لتركيزھا على االقتصاد في الثمن كمعيار أساسي لتمريرھا ،والتي نص
عليھا مرسوم 19ماي ،1965من خالل فصله التاسع على أن "تبرم الصفقات عن طريق المناقصة العمومية."...
دفتر التحمالت ،وفي وقتھا المحدد ،ال يطرح أي إشكال ،وبالتالي نكون بصدد مشاريع تؤدي
الدور المنوط بھا ،والھدف الذي خلقت من أجله .لكن عندما نكون أمام صفقات لم تعرف
طريقھا نحو التنفيذ ،إما بسبب الصعوبات التي تعتري تنفيذ ھذه الصفقات من طرف نائلھا،
أو رفض التأشير من طرف سلطات الوصاية على المصادقة دون تعليل واضح ومقنع
ألسباب الرفض ،أو التأخر في التأشير على المصادقة ،لمدة تصل أحيانا عدة أشھر قد تفقد
الصفقة أھميتھا ووقتھا ومالءمتھا لألھداف التي وضعت من أجلھا .آنذاك تبرز لنا إشكالية
عدم تنفيذ ھذه الصفقات ،ومدى تأثيرھا على مسلسل التنمية المحلية .وما يؤكد ذلك ھو الكم
الھائل من القضايا التي تھم الصفقات العمومية الجماعية ،والمعروضة على الجھات
القضائية المتمثلة في المحاكم اإلدارية.
من جھة أخرى نجد تقارير المجلس األعلى للحسابات ھي األخرى ،باإلضافة إلى
المجالس الجھوية للحسابات) ،(2تؤكد على ضرورة الحرص على تنفيذ ھذه الصفقات،
المبرمة سواء من طرف الدولة أو الجماعات المحلية ،وتفادي التأخير في إنجازھا ،وذلك لما
لھا من أثار سلبية على التنمية المحلية للجماعة ،األمر الذي يستوجب تفعيل دور المصالح
)(3
الساھرة على ھذه الصفقات وجعلھا أكثر دينامية في ھذا المجال .بل حتى التقرير األخير
سجل عدة نواقص في مجال تنفيذ الصفقات العمومية ،باإلضافة إلى إشارته لضعف نظام
المراقبة الداخلية على الصفقات العمومية.
لھذا نجد أن المشرع قام بمواكبة وتحيين اإلطار القانوني المنظم للصفقات
العمومية) ،(4في العديد من المحطات ،بد ًءا من مرسوم 19ماي ،1965مروراً بمرسومي
ٔاﳘﻴــــــﺔ اﳌﻮﺿــــــﻮع:
تتجلى أھمية دراسة موضوع" ،إشكالية تنفيذ ومراقبة الصفقات الجماعية وتأثيرھا
على التنمية المحلية" من خالل األھمية التي أصبح يعرفھا مجال الصفقات العمومية،
وبشكل خاص مجال الصفقات الجماعية ،ولما له من أثر على النشاط الجماعي ،باإلضافة
إلى مجاالت أخرى تھم المال العام المحلي .وما يؤكد ھذه األھمية تقارير المجلس األعلى
" (5فمنذ أن حصل المغرب على استقالله عرف نظام الصفقات العمومية عدة تعديالت ،بدءاً بمرسوم 1965الذي ركز على مسطرة المناقصة،
واالقتصاد في الثمن كمعيار أساسي لتمريرھا ،إال أن المرسوم سرعان ما أثبتت التجربة والواقع معا ً عدم نجاعته وفعاليته ،وبالتالي أصبحت
معادلة الثمن والجودة ھي التي تحكم مجال الصفقات العمومية ،وھذا ماجسده مرسوم 14أكتوبر 1976الذي ادخل بدوره عدة تعديالت على
المرسوم السابق ،الذي سوى بين مسطرة المناقصة وطلب العروض ...،وھكذا تم توسيع نطاق تطبيق مقتضيات مرسوم 14أكتوبر ،1976
ليسري على الجماعات المحلية وھيأتھا وفقاً للفصل 48من مرسوم 30شتنبر 1976المتعلق بالمحاسبة العمومية ،ليُقدم المشرع مرة أخرى
على تعديل مرسوم 1976بمرسوم آخر رقم 30 ) 2-98-482دجنبر ،(1998يتضمن عدة تعديالت أخرى مبنية على أساس أن آلية
الصفقات العمومية أصبحت أمراً ضروريا ً نظراً للدور الذي أصبحت تلعبه الطلبيات العمومية في تنشيط العديد من القطاعات االقتصادية" ،توفيق
السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-طوب بريس ،الدارالبيضاء ،2003 ،ص .15
"باإلضافة إلى تعديل 2007الذي ھم كذلك نفس المرسوم ،ھناك تعديل اخر تروم الحكومة احداثه ويھم االمر مشروع المرسوم المتعلق
بالصفقات العمومية والتي اطلعنا عليھا بموقع األمانة العامة للحكومة ،بتاريخ 18فبراير 2010؛ فھكذا تظھر لنا حساسية مجال الصفقات
العمومية ،من خالل عدم استقرارھا ،الشيء الذي يدفع بالمشرع في كل محطة تحيين المرسوم المنظم ،ناھيك عن المخاض الذي يعرفه اإلطار
المنظم لصفقات الجماعات المحلية مند عدة سنوات".
للحسابات التي تركز في شق كبير منھا على اإلختالالت التي تعرفھا الصفقات العمومية
الجماعية ،ناھيك عن األموال التي تخصص لھذه الصفقات.
فاألھمية األخرى تتجلى من خالل اھتمام السلطة التنفيذية بھذا المجال الحيوي ،وذلك
من خالل اقتراح وزارة المالية لمشروع مرسوم الصفقات العمومية) ،(6الذي تضمن مجموعة
من التعديالت المھمة التي طالت منظومة الصفقات العمومية ،مع إعادة النظر في مطلب
الشفافية والمساواة ،باإلضافة إلى تدعيم الشفافية وتخليق تدبير الطلبيات العمومية ،مع األخد
بعين االعتبار حماية البيئة والتنمية المستدامة وآعتبار ھذه األخيرة مبدءاً من مبادئ إبرام
الصفقات العمومية وأحد معايير حسن تدبير الطلبيات العمومية.
فالصفقات الجماعية أضحت ،من بين اآلليات المھمة لتنفيذ السياسات العمومية
المحلية ،السيما وأن المجالس الجماعية أصبحت تضطلع بأدوار تنموية ،من خالل التعديل
األخير للميثاق الجماعي 78.00المعدل والمتمم بـالقانون ،17.08والذي أوكل مھمة إعداد
المخطط الجماعي للتنمية لھذه المجالس ،األمر الذي يستدعي من المنتخب الجماعي تكوين
رؤية آستراتيجية ،وواسعة لعقلنة المطالب ،وترتيبھا بتنسيق مع جميع الفاعلين المحليين،
بغية التوصل لسياسات عمومية محلية متكاملة وناجعة ،وإدراج مجموعة من الصفقات التي
ستعود بالنفع على تنمية الساكنة المحلية .ألن المخطط الجماعي ذو بعد تنموي ،وسيتم
أجرأته من خالل مجموعة من الصفقات التي سيبرمھا المجلس الجماعي ،ولن يتأتى تنفيذ ھذا
المخطط إال من خالل تتبع وعقلنة وتقييم ھذه الصفقات ،مع الحرص على تنفيذھا في الوقت
المحدد.
أما الجانب الذي أثار إنتباھنا منذ تطرقنا لموضوع الصفقات العمومية ،بمادة النشاط
اإلداري المحلي )وحدة الشأن المحلي( ،ھو طبيعة الكتابات الموجودة في ھذا المجال ،والتي
تتطرق للموضوع من خالل مقاربة معيارية ،تقنية ،باالعتماد على نصوص اإلطار
القانوني ،دون ربطھا بالواقع العملي للصفقات الجماعية ،بل في بعض األحيان يتم االقتصار
فقط على التحليل النصي للقانون المنظم للصفقات العمومية ،في حين أن الواقع يبرز لنا
(6مذكرة تقديم مشروع المرسوم المتعلق بالصفقات العمومية بتاريخ 18فبراير ،2010التي تروم تعديل المرسوم الحالي والجاري العمل به
في إطار الصفقات العمومية ،والتي تقدمت بھا وزارة المالية لألمانة العامة للحكومة - ،منشورة على موقع األمانة العامة للحكومة-
.www.sgg.gov.ma
الوجه اآلخر الغائب في الممارسات التي تطبع مجال الصفقات العمومية ،واإلختالالت
المترتبة عن عدم تنفيذ ھذه الصفقات الجماعية ،باإلضافة إلى اھتمامنا المتواصل بمنازعات
الصفقات العمومية وذلك من خالل التدريب الذي أجريناه بالمحكمة اإلدارية لمدينة اگـادير،
ابتداءاً من شھر غشت حتى أواخر شھر شتنبر ،2007حيث الحظنا أن ھناك شقا ً مھما ً من
القضايا المدرجة يھم منازعات الصفقات العمومية ،وخصوصا المحلية ،الشيء الذي دفعنا
إلى التساؤل حول مدى تأثير ھذه الصفقات غير المنفذة ،والمتنازع عنھا على مسلسل التنمية
المحلية ،ومدى مراعاة أداء ھذه الصفقات للدور المنوط بھا.
كما تتجلى أھمية اختيارنا للجماعة الحضرية ألكادير كدراسة حالة ،إلى إلمامنا
المسبق بالمجال الترابي للجماعة ،باإلضافة إلى إمكانية حصر المشاريع والصفقات المھمة
التي لم تعرف طريقھا نحو التنفيذ ميدانيا ً ،وكذلك إمكانية تتبع منازعات بعض الصفقات
الجماعية ،بالمحكمة اإلدارية التابعة لنفوذھا الجماعة الحضرية لمدينة أكادير.
وكورقة تعريفية للجماعة الحضرية ألكادير ،فالمدينة تعتبر عاصمة جھة سوس ماسة
درعة ،وكذلك تجمع أكادير الكبير الذي يعتبر خامس تجمع حضري على الصعيد الوطني
من حيث الساكنة.
يتكون اكادير الكبير من تسعة جماعات حضرية وقروية:
• أربعة جماعات حضرية )اكادير ،انزكان ،أيت ملول ،الدشيرة الجھادية(.
• خمسة جماعات قروية )الدراركة ،تغازوت ،أورير ،تمسية ،القليعة(.
• مساحة المدينة 819 :كلم مربع.
• عدد السكان 816045 :نسمة ) منھا 406.673حضريون و 142.639
قرويون(.
وتنتمي مدينة أكادير ،على المستوى اإلداري الترابي ،إلى دائرة نفوذ عمالة أكادير
اداوتنان مركز جھة سوس ماسة درعة .وباعتبار وضعية أكادير كملتقى بين شمال المغرب
وجنوبه ،فقد عرفت المدينة -أواسط السبعينيات -تطورا اقتصاديا مھما نتج عنه نمو
ديموغرافي كبير ،يرتبط ليس فقط بالنمو الديموغرافي الطبيعي ،بل بالھجرة القوية من
جميع مناطق المغرب نحو المدينة).(7
)(8
عضوا بموجب االنتخابات ويتكون المجلس الجماعي لمدينة اكادير من 55
الجماعية األخيرة لسنة .2009أما المكتب التنفيذي فيتكون من رئيس المجلس وعشرة نواب
له ،باإلضافة إلى اللجان الدائمة التي تتكلف بدراسة القضايا المكلفة بھا.
كما تتوفر الجماعة على عدد من األقسام والمصالح واألطر الجماعية والموظفين،
لتسيير الشؤون الجماعية).(9
ﲢـﺪﻳﺪ اﳌﻔـﺎﻫﲓ:
يعتبر تحديد المفاھيم من بين األركان التي تحدد مسار البحث العلمي ،وذلك تفاديا
لاللتباس الذي يمكن أن يقع في بعض المفاھيم التي تحتمل أكثر من داللة .لھذا فالموضوع
المراد دراسته يتضمن مفھومين أساسيين يجب تحديدھما مسبقا ،ويتعلق األمر بمفھومي "
الصفقات العمومية الجماعية" ،و"التنمية المحلية".
• الصفقات العمومية الجماعية :الصفقة ) ،(Marchéتعني كل عقد بعوض يبرم بين
صاحب مشروع من جھة ،وشخص طبيعي أو معنوي من جھة أخرى يدعى مقاول
أو مورد أو خدماتي ،بھدف تنفيذ أشغال أو تسليم توريدات أو القيام بخدمات) .(10أما
إذا ارتبطت بالصفة العمومية ،فان ذلك ينم عن وجود طرف من بين طرفي العقد
شخص معنوي عام )كالجماعات المحلية ،المؤسسات العمومية ،المرافق العامة
االقتصادية واالجتماعية .(...لھذا ال يمكن أن نميز الصفقات العمومية الجماعية عن
باقي الصفقات العمومية األخرى ،سوى أنھا تبرم من طرف الجماعات المحلية ،لھذا
يطلق عليھا الصفقات العمومية الجماعية ،وتخضع لنفس المرسوم المنظم للصفقات
(7
التشخيص الترابي لمدينة اكادير "المخطط الجماعي للتنمية ،"2016/2010منشور على الموقع الذي خصصته الجماعة للمخطط،
،www.pcd-agadir.comتم االطالع عليه بتاريخ 20يوليوز .2010
(8ستجدون في الملحق الئحة بعدد أعضاء المجلس الجماعي ألكادير ،عن مصلحة أشغال المجلس واللجان )الملحق .(1
(9ھيكلة المجلس الجماعي لمدينة اكادير ،تبين مجمل األقسام والمصالح والمكاتب المتواجدة بالجماعة )الملحق .(2
(10مليكة الصروخ" ،الصفقات العمومية في المغرب" مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة األولى ،2009 ،ص .42
العمومية ،الذي تخضع له جميع المؤسسات العمومية .وتعد ھذه الصفقات عقوداً من
بين العقود اإلدارية المحددة بنص القانون أو ما يطلق عليھا بالعقود المسماة ،والتي
تخضع في إطار منازعاتھا للقضاء اإلداري.
• التنمــــية المحلـــية :تقتصر التنمية في مفھومھا التقليدي الضيق على الجانب
االقتصادي فقط ،فتصبح التنمية ھي النمو االقتصادي .وھذا المفھوم تستخدمه وتفضله
العديد من المؤسسات ومنھا البنك الدولي ...والثاني ،مفھوم حديث واسع ،ينظر إلى
المسألة نظرة شمولية ،تربط ما ھو اقتصادي بما ھو سياسي واجتماعي وثقافي.
وبذلك أصبح األمر يتعلق بالتنمية اإلنسانية .وھو المدلول الذي تبنته تقارير التنمية
اإلنسانية العربية .وبھذا المعنى ،لم تعد التنمية تقتصر فقط على مجرد تلبية الحاجات
االقتصادية األساسية لإلنسان ،بل أصبحت تھتم بالقضايا السياسية واالجتماعية
والثقافية ،وذلك من خالل منظور جديد للتنمية يھم تنمية مندمجة شاملة .أما مفھوم
المحلي فھو يحيل إلى الشأن المحلي ،وارتباط التنمية بالمحلي راجع إلى الدور الذي
أصبح يحتله المحلي ،باعتبار أن التنمية الوطنية التتم إال من خالل تجميع مجھودات
التنمية على الصعيد المحلي.
إﺷﲀﻟﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ:
وللتحقق من إشكالية البحث وھذه األسئلة الفرعية ،يجب وضع فرضيات ،تكون بمثابة
أجوبة ٱفتراضية مقترحة ومؤقتة بالنسبة لموضوع البحث ،ويمكن صياغتھا على النحو
التالي:
• إن تنفيذ الصفقات العمومية الجماعية يساھم في التنمية المحلية.
الصفقات العمومية الجماعية كفيل بأداء الجماعات • إن عقلنة وترشيد
المحلية لدورھا التنموي.
• إن عدم تنفيذ ھذه الصفقات يؤدي إلى عرقلة مسلسل التنمية المحلية.
• إن الرقابة آلية غير مباشرة لضمان تنمية الجماعة.
ﻣﳯﺠﻴﺔ وﺧﻄﺔ اﻟﺒﺤﺚ:
يعتبر موضوع الصفقات العمومية من بين المواضيع التي تطبعھا الحساسية والسرية،
نظراً ٱلرتباط ھذه الصفقات وخصوصا ً الجماعية منھا بالمال العام المحلي ،بحيث ٱنعكس
ذلك على طبيعة البحوث المنجزة والكتابات في ھذا المجال ،والتي تطبعھا المقاربة المعيارية
الصرفة .وبما أن بحثنا ھذا ذو طبيعة ميدانية ،فإننا سنعتمد على ثالثة مقاربات أساسية ،بدءا ً
بالمقاربة القانونية ،من خالل االعتماد على النصوص القانونية التي تؤطر مجال عمل
البحث ،واإلعتماد كذلك على المقاربة اإلدارية التي تروم الوقوف على كيفية االشتغال
الداخلي للجماعة المحلية المراد إدراجھا كدراسة حالة ،باإلضافة إلى مقاربة علم التدبير
والتي تستھدف الوقوف على مكامن الخلل والضعف في طريقة تدبير الجماعة ومحاولة
معالجتھا.
أما بخصوص ٱختيار المنھج ،فإننا سنقوم بتوظيف المنھج الوصفي التحليلي أحيانا
لوصف اإلطار القانوني المنظم للصفقات العمومية ومحاولة مساءلة بعض ھذه النصوص،
مع الوقوف عند المستجدات التي تنوي الحكومة إلحاقھا بالمرسوم المنظم لمجال الصفقات
العمومية ،وإدراج كذلك المنھج الوظيفي للوقوف على البنية والمصالح المكونة للجماعة
الحضرية المراد دراستھا.
وبناءاً على ما سبق ،ولدراسة حالة "الجماعة الحضرية الگـادير" سنقوم بتوظيف
مجموعة من التقنيات وأدوات البحث االجتماعي ،والمتمثلة في االستمارة) ،(11التي سنقوم
بتوجيھھا للساكنة المحلية ،ثم اعتماد تقنية المقابالت مع الساھرين على مصالح الصفقات
العمومية الجماعية ،ومع مسؤولي سلطات الوصاية ،ھذا باإلضافة إلى اعتمادنا على
مالحظتنا ومتابعتنا لتنفيذ مجموعة من الصفقات المبرمة من طرف الجماعة الحضرية،
معززين ذلك بتدريب بالمصلحة المعنية بالجماعة ،ثم جرد لمجموعة من األحكام القضائية
(11
لتفريغ ھذه االستمارات سنعتمد برنامج EXELالذي يروم تحليل بيانات ھذه االستمارات بشكل دقيق ،ويترجمھا الى جداول ،بالصيغ التي
تمكننا من االطالع على اتجاھاتھا وتوضيح مدلوالتھا ،مما يساعد على استخدامھا ألغراض التحليل والكشف عن طبيعة العالقة بين متغيراتھا.
بالمحكمة اإلدارية التي تھم مجال منازعات الصفقات العمومية الجماعية ،لمعرفة مدى تدخل
القضاء لترشيد وعقلنة مجال الصفقات الجماعية.
لھذا فإننا نقترح معالجة دراسة الحالة في شقي البحث ،وذلك تفاديا للتقسيمات التقليدية
التي تروم التطرق للشق النظري في قسم أول ،على أن نتناول الشق العملي الميداني في شق
ثان.
فمن خالل الرؤية التي تكونت لدينا بخصوص موضوع " إشكالية تنفيذ ومراقبة
الصفقات العمومية الجماعية وتأثيرھا على التنمية المحلية -دراسة حالة الجماعة الحضرية
الگـادير ،"-ارتأينا معالجة ھذا الموضوع في فصلين :يروم الفصل األول معالجة واقع تنفيذ
الصفقات العمومية الجماعية ومدى مساھمتھا التنموية بالجماعة المدروسة ،من خالل
الوقوف على واقع الصفقات الجماعية بالجماعة ،ثم المعيقات والعراقيل التي تحول دون تنفيذ
ھذه الصفقات ،محاولين إبراز مدى تأثير ذلك على التنمية المحلية ،مع التطرق إلى آفاق
تجاوز ذلك.
ثم سنحاول التطرق في فصل ثان إلى دور الرقابة كأداة لضبط تنفيذ الصفقات
الجماعية ،ومدى دعمھا لمسلسل التنمية بالجماعة الحضرية ألكادير.
الفصل األول
تعتبر آلية الصفقات العمومية من بين الطرق المھمة لتدبير وتنفيذ النفقات العمومية،
وبھا يمكننا تحقيق السياسات العمومية الوطنية) ،(12وينعكس ذلك حتى على البنية المحلية
التي تكونھا الھيئات المحلية )الجھات ،العماالت واألقاليم ،الجماعات الحضرية والقروية(.
فھذه األخيرة ھي األخرى التجد بداً من سلوك طريق الصفقات العمومية لصرف ٱعتماداتھا
المحلية .لھذا يمكننا القول إن الصفقات العمومية من أھم الوسائل التي تلجأ إليھا اإلدارة
العمومية لتلبية حاجــيات مختلف المرافق االقتصـــادية و االجتماعية للبالد ،و الحصــول
على األدوات والخدمات الضرورية ،لسير المرافق العمومية ،فإذا ما نظرنا إلى الدور المھم
الذي تلعبه الجماعات المحلية لضمان سير المرافق العامة المحلية ،فإنھا تشترك مع باقي
اإلدارات العمومية في نھج تقنيات الصفقات العمومية المضمنة في مرسوم الصفقات
)(13
وبالتالي يبرز لنا الدور الحقيقي الذي تلعبه المجالس الجماعية من خالل تدبير العمومية،
ھذه الصفقات على الصعيد المحلي ،بدءاً من تخصيص اإلعتمادات بالميزانية المحلية
الجماعية الخاصة بالتجھيز ،حتى مرحلة اإلعالن عن الصفقة ،وٱستكمال إجراءات تفويت
الصفقة ،وصوال إلى مرحلة تنفيذھا من طرف نائلھا).(14
)12
BOUTAQBOUT Abdelmjid : Le management des marchés publics au Maroc, publication de la Revue
Marocaine d’administration locale et de Développement, collection, manuels et travaux universitaires,
numéro 86 – 2010 p 15.
(13
مرسوم رقم 2.06.388الصادر في 16من محرم 5)1428فبراير (2007بتحديد شروط و أشكال إبرام صفقات الدولة وكذا بعض القواعد
المتعلقة بتدبيرھا ومراقبتھا ،ج.ر عدد 5518بتاريخ ،2007/4/19ص .1235
(14
"تعريف نائل الصفقة :متعھد تم قبول عرضه قبل تبليغ المصادقة على الصفقة" ،المادة 3من مرسوم رقم 2.06.388الصادر في 16من
محرم5) 1428فبراير (2007بتحديد شروط و أشكال إبرام صفقات الدولة و كذا بعض القواعد المتعلقة بتدبيرھا ومراقبتھا ،مرجع سابق.
فبعد مرحلة اإلعالن عن الصفقة وإبرامھا مع المقاولة التي نالت الصفقة ،وٱستكمال
إجراءات المصادقة عليھا ،نكون أمام مرحة التنفيذ الفعلي للصفقة على أرض الواقع .وھذه
األخيرة أي مرحلة تنفيذ الصفقة ،ھي اإلشكالية التي يروم ھذا البحث مناقشتھا ،وذلك من
أجل الوصول إلى مدى تأثير تنفيذ أو عدم تنفيذ ھذه الصفقات على التنمية المحلية ،من خالل
مقاربة ھذه اإلشكالية عبر دراسة حالة الجماعة الحضرية ألكادير.
ولذلك ارتأينا في معالجتنا لھذا الفصل أن نتطرق لواقع تنفيذ الصفقات العمومية
بالجماعة الحضرية لمدينة أكادير )المبحث األول( ،ومن جھة أخرى مامدى إسھام الصفقات
العمومية الجماعية في التنمية المحلية )المبحث الثاني(.
عرف واقع الصفقات العمومية الجماعية ،بالمجلس الجماعي لمدينة أكادير تطوراً
ملحوظاً ،ال من خالل مجموع الصفقات المبرمة ،أو حتى من خالل نوع ھذه الصفقات
المبرمة ،الشيء الذي انعكس على جمالية المدينة وتنظيمھا .إال أن ھناك عدة مشاكل مازال
المجلس الجماعي يعاني منھا ،ويعتبرھا مخلﱠفات تجربة المجموعة الحضرية) ،(15والفترة
التي سبقت تولي المجلس الحالي دواليب تسيير الجماعة مند 2003إلى يومنا ھذا .وتتجلى
ھذه المشاكل في مجموعة من الصفقات المھمة التي ٱستنزفت مبالغ ضخمة ،إال أنھا لم
تعرف طريقھا نحو التنفيذ النھائي .وھذه اإلشكالية ھي التي يروم بحثنا مناقشتھا من خالل
المحاور المقترحة ،في حين أننا سنتعرض في ھذا المبحث إلى مطلبين ،يروم )المطلب
األول( تشخيص واقع الصفقات العمومية بالجماعة لفترة 2004حتى ،(16)2010ومن جھة
أخرى سنستعرض حصيلة مجموع الصفقات المنفذة ،وغير المنفذة بالنسبة لنفس الفترة
السنوية )المطلب الثاني(.
اﳌﻄﻠﺐ ا ٔﻻول :ﺗﺸﺨﻴﺺ واﻗﻊ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ابﶺﺎﻋﺔ اﳊﴬﻳﺔ ﻻٔﰷدﻳﺮ ﻟﻔﱰة
2004ﺣﱴ .2010
ٱرتأينا من خالل تشخيص واقع الصفقات ،إعطاء نظرة شاملة عن عمليات الشراء
الجماعي التي يباشرھا المجلس الجماعي ألكادير ،وذلك من أجل تقريب الصورة ،ومعرفتھا
بشكل أدق .لذلك ٱعتمدنا في ھذا التشخيص على تقنية جرد لمجموع الصفقات المعلن عليھا
ْ
وبحثنا كذلك عن من طرف المجلس الجماعي ،ومن جھة أخرى جرد يھم الصفقات الملغاة،
(15
ويظھر ذلك جليا من خالل المداوالت التي ٱطلعنا عليھا أثناء الفترة التدريبية ،والتي تھم محاضر مداوالت المجلس الجماعي ألكادير ابتداءا
من سنة 2003حتى سنة ،2010مصلحة أشغال المجلس واللجان بالجماعة الحضرية ألكادير.
(16
بخصوص سنة ،2010فسنكتفي فقط بالصفقات المبرمة خالل ستة أشھر األولى.
األسباب التي كانت وراء إلغائھا ،ومن جھة أخرى جرد كذلك لمجموع الصفقات التي
تصادق عليھا سلطات الوصاية سنويا ً) .(17إال أنه من خالل ھذا المطلب ،حاولنا إعطاء ورقة
تعريفية كمية لمجموع الصفقات المبرمة والصفقات الملغاة لسنوات ) 2010-2004الفقرة
األولى( ،ومن جھة أخرى ٱستعرضنا مجمل ھذه الصفقات الجماعية المبرمة من الناحية
النوعية )الفقرة الثانية(.
(17
اطلعنا على ھذا الجرد بمصلحة الصفقات العمومية ،بمقر والية سوس ماسة درعة ،عمالة اكادير اداوتنان ،وسندرجھا ضمن الفقرة الخاصة
بتدخالت سلطات الوصاية للمصادقة على الصفقات العمومية المبرمة من طرف الجماعة الحضرية ألكادير.
المجموعة") .(18وتتكون الميزانية الجماعية من جزأين ،جزء يتعلق بعمليات التسيير،
ويخص المداخيل والنفقات ،وجزء ثان يتعلق بعمليات التجھيز واإلستعمال الذي خصصت
ألجله) .(19وبذلك فالميزانية الجماعية تمكن من ترجمة ٱستراتيجية المجلس الجماعي المالية،
من خالل تدبير موارد ونفقات الجماعة.
ويمكن القول إن الجماعة الحضرية ألكادير عرفت تطوراً ايجابيا ً في ميزانيتھا
المحلية ،بنسب تختلف من سنة إلى سنة) ،(20حيث على سبيل المثال ،قدرت مداخيل التسيير
برسم سنة 2008بما قدره 319.424.277,79درھم ،أي بزيادة قدرھا % 8,55مقارنة مع
تقديرات ،2007وبزيادة قدرھا ،%9,85مقارنة مع ما تم تحقيقه سنة ،(21)2006ويلخص
الجدول التالي تطور ميزانية الجماعة الحضرية ألكادير ،إبتداءاً من سنة 2003حتى سنة
،2009باإلضافة إلى تقديرات :2010
جدول رقم 1
ميزانية الجماعة الحضرية لمدينة أكادير خالل سنوات .2010-2004
مبلغ الميزانية السنوات
2003
2004
2005
2006
2007
2008
2009
2010
المصدر :الجماعة الحضرية لمدينة اكادير.
(18
المادة 3من قانون 45.08المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية ومجموعاتھا ،ظھير شريف رقم 1.09.02صادر في 22من صفر
18) 1430فبراير ،(2009ج.ر .عدد 5711بتاريخ 27من صفر 23) 1430فبراير ،(2009ص .545
(19
المادة 6من قانون ،45.08المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية ومجموعاتھا ،المرجع نفسه.
(20
ويظھر ذلك جليا من خالل المحاضر التي اطلعنا عليه ،التي تضم سجل محاضر دورات المجلس الجماعي ألكادير بخصوص :
الحساب اإلداري لسنة 2003؛
الحساب اإلداري لسنة 2004؛ 2005؛ 2006؛2007؛2008؛2009؛
ثم مشروع ميزانية ،2010عن مصلحة التوثيق واألرشيف بالجماعة الحضرية ألكادير.
(21
المجلس الجماعي لمدينة أكادير ،تقرير اللجنة المكلفة بالميزانية والمالية واإلدارة ،بشأن دراسة ميزانية الجماعة الحضرية ألكادير برسم
سنة ،2009الدورة العادية لشھر أكتوبر ،ص.63
فمن خالل ھذا الجدول ،وإذا ما ٱطلعنا على مبالغ الصفقات المبرمة من طرف
المجلس الجماعي لمدينة أكادير ،نجدھا تفوق المبالغ المرصودة في الميزانية ،الشيء الذي
يدل على أن لھذه الصفقات عدة مصادر للتمويل ،فمنھا الصفقات الممولة من الميزانية العامة
للدولة ،باإلضافة إلى مساھمة باقي الجماعات المحلية )العماالت واألقاليم والجھات(،
باإلضافة إلى اإلقتراضات التي تجريھا الجماعة المحلية ،إلنجاز مجموعة من المشاريع
التنموية الكبرى ،التستطيع الجماعة تغطية نفقاتھا ،وعلى سبيل المثال نجد صندوق التجھيز
الجماعي ) (FECالذي يوفر للجماعات المحلية مبالغ ضخمة ،لتنفيذ مشاريعھا الكبرى).(22
فمن خالل تقديمنا لميزانية الجماعة ،أردنا أن نبرز مصادر ٱحتواء الصفقات
الجماعية ،التي تتعدد بين مختلف المتدخلين حسب القطاعات ،ألن الصفقات الجماعية تعكس
حجما ً ماليا ً مھما ً يمكنھا أن تستعمله لتحقيق العديد من األھداف المرتبطة بالتنمية المحلية،
وتبقى في غالب األحيان النسبة الكبيرة لتمويل الصفقة عبء على الجماعة ،ألن ھذه األخيرة
تتأرجح موازنة ميزانيتھا بين نفقات التسيير والتجھيز ،ألن من حسن تسيير المصالح
اإلدارية التابعة للجماعة يقتضي القيام بالعديد من المشتريات العمومية الالزمة والتي ال يمكن
أن يتم أي نشاط إداري وأن ينجز أي عمل من غيرھا ،لذلك إرتأينا أن نستدل بالجدول اآلتي
لتبيان حجم الصفقات المبرمة خالل سنوات 2010-2004بشكل عام ،ثم إعطاء جرد آخر
يھم الصفقات المبرمة والتي تھم فقط صفقات األشغال التي تحتوي عدة مشاريع تنموية
كبرى.
(22
مجموعة من المشاريع التي تم تمويلھا من طرف صندوق التجھيز الجماعي ) (FECتھم باألساس:
صيانة الطرق؛
تھيئة مداخل المدينة؛ تأھيل المكتب الجماعي لحفظ الصحة ،ودراسات تھم مشاريع كبرى بالمدينة. ...
الجدول رقم 2
مجموع الصفقات المبرمة من طرف الجماعة لسنوات 2010-2004
مبالغ مجموع الصفقات مجموع الصفقات المبرمة السنوات
المبرمة من طرف الجماعة من طرف الجماعة
(23
عزيزي نجيب :الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون العام ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية بالدارالبيضاء ،السنة الجامعية ،1993-1992ص.38
الجدول رقم 3
مقارنة حصة صفقات األشغال مع مجموع الصفقات المبرمة
يتبين من خالل الجدول التالي ،أنه رغم العدد الضئيل لمجموع الصفقات المبرمة من
طرف الجماعة ،فإن صفقات األشغال التي تھم اإلستثمار في المشاريع التنموية للمدينة،
تحتوي الحيز المھم من المجموع العام للصفقات ،وبالتالي ترصد لھا ميزانية مھمة من
مجموع المبالغ المرصودة.
رسم بياني رقم 1
مجموع المبالغ المرصودة لصفقات الجماعة الحضرية ألكادير مند سنة 2004حتى
سنة 2010
تشكل صفقات التجھيز عموما ً غالبية الصفقات المبرمة ،بل يمكن أن تصل أحيانا إلى
70%من مجموع الصفقات التي يبرمھا المجلس الجماعي أثناء كل سنة مالية ،ويتضح ذلك
جليا من خالل الرسم البياني أعاله ،الذي يوضح بدقة حجم المبالغ التي تخصص لصفقات
التجھيز مقارنة مع المبالغ العامة المخصصة للصفقات بشكل عام .ھذا مع عدم إحتسابنا
للصفقات الملغاة سنوياً ،والتي خصصنا لھا حيزا آخر لتبيان حجم الصفقات الملغاة سنوياً،
وھذا ما سنتطرق له في الفقرة الموالية.
اثﻧﻴﺎ :ﶍﻮع اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﻠﻐﺎة ﺣﺴﺐ ﺳـﻨﻮات .2010 /2004
تعتبر الصفقات الملغاة ،ھي الصفقات التي يتم إلغائھا على مدار السنة المالية .ويرجع
ذلك لعدة أسباب ،سنتطرق لھا أثناء المعالجة النوعية لھذه الصفقات ،ألنه أثناء قيامنا بالجرد
لمجموع الصفقات بالمصلحة التي أجرينا بھا الفترة التدريبية ،ٱستوقفني حجم الصفقات
الملغاة سنوياً ،والتي تھم عدة مشاريع تنموية ،ويمثل الجدول اآلتي حجم الصفقات الملغاة
سنويا ً.
الجدول رقم 4
الصفقات الملغاة مقارنة مع باقي الصفقات.
يتبين من خالل الجدول السابق أن حجم الصفقات الملغاة يتجاوز حجم صفقات
التجھيز المبرمة من طرف الجماعة ،ويظھر ذلك جليا ً إذا ما قارنا الصفقات الملغاة لسنة
،2004التي وصل عددھا 53صفقة ،بعدد صفقات التجھيز التي وصل عددھا 47صفقة.
إال أن ھذا العدد بات يتناقص شيئا ً فشيئا ً ،ھذا بالمقارنة مع سنة ،2009التي لم يتعد فيھا
عدد الصفقات الملغاة 19صفقة ،في حين أن عدد صفقات التجھيز في استقرار حيث وصلت
40صفقة ،وفي بعض األحيان 105صفقة تجھيز سنة .2005
رسم بياني رقم 2
رسم توضيحي لمقارنة مجموع الصفقات المبرمة بصفقات التجھيز والملغاة.
لقد سبقت اإلشارة إلى أن الصفقات الجماعية ھي اآللية والوسيلة األكثر تداوالً لتنفيذ
مجموعة من المشاريع ،والتصورات التنموية التي يرسمھا المجلس الجماعي ،والتي تعبر في
األخير عن قراراته السياسية المحلية بناءاً على التوجھات الوطنية .لكن قبل اإلجابة عن ھذه
األسئلة البد وأن نتطرق إلى نوع الصفقات التي تبرمھا الجماعة الحضرية ألكادير )أوال(،
والمحصورة بين سنة 2004حتى سنة ،2010وكذلك إلى نوع الصفقات الملغاة ،مع تبيان
األسباب التي كانت وراء ھذا اإللغاء )ثانيا(.
ٔاوﻻ :ﻧـــــﻮع اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﱪﻣﺔ ﺣﺴﺐ ﺳـﻨﻮات .2010 /2004
يتحدد نوع الصفقات المبرمة لحساب الدولة ،والجماعات المحلية وباقي المؤسسات
العمومية ،بمقتضى مقرر يصدر عن الوزير األول) ،(25يحدد فيه الئحة األعمال الممكن أن
تكون موضوع صفقات إطار) (26والمحددة طبقا للمادة 5من مرسوم ،2007المتعلق بتحديد
شروط وأشكال إبرام صفقات الدولة ،وكذا بعض القواعد المتعلقة بتدبيرھا ومراقبتھا)،(27
وتھم ثالثة أنواع رئيسية تشترك فيھا جميع المقررات السابقة الذكر ،وتتمثل ھذه األنواع في:
(24
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-مرجع سابق ،ص .15
(25
مقرر الوزير األول رقم 3-35-08الصادر في 21رجب 25) 1429يوليوز ،(2008ج.ر .عدد 5656بتاريخ ،2008/8/14ص .2435
(26
ھناك عدة مقررات أخرى تھم الئحة األعمال الممكن أن تكون موضوع صفقات أخرى ،كالذي ينظم الصفقات القابلة للتجديد ،ثم المقرر الذي
يحدد الئحة األعمال الممكن أن تشكل موضوع سندات الطلب.
(27
الصادر في 16من محرم 5)1428فبراير (2007بتحديد شروط و أشكال إبرام صفقات الدولة و كذا بعض مرسوم رقم 2.06.388
القواعد المتعلقة بتدبيرھا ومراقبتھا ،مرجع سابق.
صفقات األشغال :تضم كل أشغال التھيئة بالنسبة للمباني اإلدارية ،وصيانتھا،
وإصالحھا ،باإلضافة إلى األشغال التي تھم البنيات التحتية للمدينة ،والمتمثلة
في المنشآت والطرق والشبكات التي تھم اإلنارة ،إلى غيرھا من التجھيزات
األساسية ،وتع ﱠرف عقود األشغال العامة المحلية" ،بكونھا إتفاق بين اإلدارة
المحلية وأحد المقاولين للقيام ببعض األشغال العامة مقابل أجر معين متفق
عليه في العقد بھدف تحقيق منفعة عامة ،وقد تكون تلك األشغال عبارة عن
إنشاء المباني ،أو المنشآت أو القيام ببعض الترميمات ،على أن تكون األشغال
)(28
متعلقة بعقار وليس بمنقول"
(28
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-مرجع سابق ،ص.10
(29
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-مرجع سابق ،ص.10
(30
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-المرجع نفسه ،ص.10
وھكذا فإن الجماعة الحضرية ألكادير ،كباقي الجماعات المحلية بالمغرب ،وجميع
المؤسسات العمومية األخرى ،التي يشملھا المرسوم المنظم لمجال الصفقات العمومية ،تبرم
صفقاتھا طبقا ً لألنواع الثالثة المشار إليھا فتكون إما صفقات توريدات أوخدمات أوصفقات
أشغال .إال أن جميع المؤسسات العمومية أو الجماعات المحلية ،تختلف في كم الصفقات
المبرمة لكل نوع ،ويرجع ذلك إلى طبيعة المؤسسة أو الجماعة من جھة ،والى ٱحتياجاتھا من
جھة أخرى ،ومن خالل ھذه الفقرة سنحاول تسليط الضوء على مختلف الصفقات المبرمة من
طرف الجماعة الحضرية ألكادير وفق المدة الزمنية التي تطرقنا لھا سابقا ً.
(31
مجموعة من البرامج التوقعية للصفقات المبرمة من طرف الجماعة الحضرية ألكادير:
)الملحق Programme prévisionnel de la Commune Urbaine d’Agadir-2005-.(3
)الملحق Programme prévisionnel de la Commune Urbaine d’Agadir-2006-.(4
)الملحق Programme prévisionnel de la Commune Urbaine d’Agadir-2007-.(5
Programme prévisionnel de la Commune Urbaine d’Agadir envisage de lancer pour l’année
)الملحق Budgétaire 2008.(6
تقتضي من المدبر العمومي المحلي ،وضع ٱستراتيجيات محكمة وعقالنية ،واالشتغال وفق
مبادئ الحكامة الجيدة ،والتي تخول له في األخير قياس درجات جودة وفعالية تدبيره .لھذا
أصبحت الجماعة المحلية اآلن أمام خيار واحد المناص منه ،وھو إلزامية تھيئ مخطط
جماعي للتنمية ،يمكن تحيينه بعد ثالث سنوات من دخوله حيز التنفيذ) .(32ووفق ھذا المخطط
تضع الجماعة برنامج تجھيز في حدود وسائلھا الخاصة والوسائل الموضوعة رھن إشارتھا،
الشيء الذي يجعلھا ،من جھة أخرى تضع برنامجا للصفقات المتوقع إبرامھا لتنفيذ المخطط
الجماعي ،وھنا يمكننا القول إن واقع ھذه البرامج ٱختلف شيئا ً ما مع مستجد المخطط
الجماعي ،ألن الجماعات المحلية أصبحت مقيدة باإللتزام بالبرامج التوقعية التي تعدھا
بخصوص الصفقات التي تود إبرامھا لتنفيذ ھذا المخطط ،الشيء الذي يطرح إشكالية
الصفقات الملغاة سنوياً ،والتي تشغل الحيز المھم في بعض السنوات.
فالجماعة الحضرية ألكادير ھي األخرى معنية باألمر ،مادامت أنھا شرعت في إعداد
المخطط الجماعي للتنمية ٱبتداءاً من سنة ،(33)2010تبقى إشكالية الصفقات الملغاة ستُطرح
ال محالة ،وحكمنا المسبق ھذا أسسناه على إحصائيات الصفقات الملغاة للسنوات السابقة.
(32
"يدرس المجلس الجماعي ويصوت على مشروع مخطط جماعي للتنمية يعده رئيس المجلس الجماعي" المادة 36من القانون المتعلق
بالتنظيم الجماعي ،ظھير شريف رقم 1.02.297صادر في 25من رجب 3) 1423أكتوبر (2002بتنفيذ القانون رقم 78.00المتعلق بالميثاق
الجماعي ،ج .ر .عدد 5058بتاريخ 16رمضان 21) 1423نونبر ،(2002ص ،3468الذي تم تغييره وتتميمه بموجب قانون ،17.08ظھير
شريف رقم 1.08.153صادر في 22صفر 18) 1430فبراير (2009بتنفيذ القانون 17.08المتعلق بتغيير وتتميم الميثاق الجماعي ،78.00
ج .ر .عدد 5711بتاريخ 27صفر 23) 1430فبراير .(2009
(33
لمعرفة تفاصيل أكثر حول المخطط" ،المخطط الجماعي للتنمية ،"2016/2010المرجو االطالع على الموقع الذي خصصته الجماعة
للمخطط.www.pcd-agadir.com ،
الجدول رقم 6
مجموع الصفقات الملغاة بالمقارنة مع صفقات األشغال
صفقات األشغال مجموع الصفقات السنوات
الملغاة منھا الملغاة
12 53 2004
10 45 2005
14 45 2006
10 36 2007
5 27 2008
4 19 2009
2 13 2010
مصدر المعطيات :الجماعة الحضرية لمدينة اكادير–مكتب الصفقات العمومية.-
رسم بياني رقم 4
مقارنة صفقات األشغال الملغاة ،بمجموع الصفقات الملغاة
يتضح لنا جليا من خالل ھذه المعطيات والنسب واألرقام السالفة الذكر ،النسب
المرتفعة للصفقات الملغاة ،وخصوصا ً الصفقات التي تھم األشغال ،لكن بمرور السنوات
أصبحت ھذه الحاالت تنخفض ،ألنه إذا كانت صفقات التسيير تستنزف الحيز األكبر،
ومشكل إلغاء الصفقات ھو اآلخر يحتوي حيزاً مھماً ،فإن ذلك ال محالة سينعكس على البنية
الخارجية للجماعة الحضرية ،مما جعلنا نقف عند األسباب التي كانت وراء إلغاء ھذه
الصفقات ،والتي تراھا لجنة طلب العروض) (34أسباب منطقية إللغاء ھذه الصفقات.
فمن بين األسباب األساسية التي وقفنا عليھا من خالل ٱطالعنا على الصفقات الملغاة
لسنة (35)2009أن لجنة طلب العروض تلغي الصفقة بمجرد:
عدم وجود أي عرض يتناسب مع النموذج ) Echantillon non
(conformeالمقترح من طرف الجماعة؛
عدم وجود أي عرض من طرف المقاوالت ،وبلغت ھذه الحالة سنة ،2009
إلى حدود ثماني صفقات ألغيت من بين 19صفقة في المجموع لسنة 2009؛
عدم استيفاء ملفات المقاول للشروط المنصوص عليھا ،أو المحددة من طرف
الجماعة؛
(34
حسب المادة 34من المرسوم المتعلق بتحديد شروط و أشكال إبرام صفقات الدولة ،فان لجنة طلب العروض" تتألف من األعضاء التالي
بيانھم والذين يعتبر حضورھم إلزاميا:
ممثل لصاحب المشروع ،رئيسا؛
ممثالن آخران لصاحب المشروع ينتمي أحدھما على األقل إلى المصلحة المعنية بالعمل موضوع الصفقة؛
ممثل عن الخزينة العامة للمملكة؛
ممثل للوزارة المكلفة بالمالية إذا كان المبلغ المقدر للصفقة يفوق ثالثين مليون ) (30.000.000درھم "...مرجع سابق.
ٱتخدنا سنة 2009مثاالً يسري على باقي السنوات األخرى ،ألنھا تتشابه في سبب اإللغاء مع باقي السنوات األخرى ،وستجدون في الملحق
(35
جدول يحصر جميع الصفقات الملغاة بخصوص سنة ،2009و ،2010يبين نوع الصفقات الملغاة) .الملحق رقم .(7
وألغت اللجنة كذلك إحدى الصفقات بمجرد أنھا لم تنشر بجريدة ذات لغة
أجنبية ،ألن ذلك يحد من مشاركة البعض؛
عموما تبقى ھذه األسباب في مجملھا ھي الطاغية على واقع إبرام الصفقات العمومية
الجماعية ،خصوصا بالجماعة الحضرية لمدينة اكادير .لكن يمكن لھذه الصفقات أن تنعقد من
جديد في فترات أخرى ،إال أن اإلشكال الذي يسود ھو التأخير الذي يطال ھذه الصفقات ،في
حين أن األھم من ذلك ھو التأخير الذي يطال الصفقات التي دخلت حيز التنفيذ ،والمقبلة على
اإلنجاز النھائي للصفقة ،الشيء الذي يطرح عدة مشاكل للجماعة من جھة ،وللمقاول من
جھة أخرى.
بالنسبة للجماعة الحضرية ألكادير ،فتنفيذ الصفقات الجماعية المبرمة من طرفھا ،ال
يطرح مسألة تنفيذ عقود الصفقات التي أبرمھا المجلس الحالي ،بقدرما تزداد حدة مشكلة عدم
تنفيذ الصفقات العمومية بالنسبة للعقود المبرمة خالل الوالية السابقة لواليتي المجلس
الجماعي الحالي ،لذلك سنحاول من خالل المطلب التالي أن نستعرض أھم نسب وإحصائيات
الصفقات المنفذة وغير المنفذة بالنسبة للفترة السنوية المعتمدة في المطلب األول.
ولإلحاطة بما سبق ذكره ،سنتناول في ھذا المطلب فقرتين ،تھم األولى إحصائيات
للصفقات الجماعية المنفذة للجماعة الحضرية ألكادير )الفقرة األولى( ،على أن نتناول
الصفقات غير المنفذة ،مع عرض لمجموعة من الصفقات على سبيل المثال في )الفقرة
الثانية(.
(36
مرسوم رقم 2-99-1087صادر في 29من محرم 4)1421ماي ،(2000بالمصادقة على دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على
صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة ،ج.ر 4800بتاريخ فاتح يونيو .2000
(37
مليكة الصروخ :الصفقات العمومية بالمغرب )األشغال-التوريدات-الخدمات( ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدارالبيضاء ،الطبعة األولى -1430
،2009ص.204
(38
"تحتوي ھذه الدفاتر على شروط خاصة بكل صفقة مع ضرورة تضمينھا اإلحالة على النصوص العامة المطبقة ،وعلى دفاتر الشروط العامة
منھا والمشتركة" ،مليكة الصـــروخ :الصفقـــات العمومية بالمغــــرب )األشغال-التوريدات-الخدمات( ،المرجع نفسه ،ص .68
تتخللھا عدة توقفات من طرف المقاول أو الجماعة .إال أن ھذه األشغال غالبا ً ما تستأنف بعد
ذلك ،لتنتھي في مدة معينة أخرى ،غير تلك المخصصة في دفتر التحمالت ،وھو الشيء
الذي يزيد من قيمة الصفقة ،والذي يستدعي إعادة النظر في ثمن الصفقة ،ألن التأخير يؤثر
بالخصوص في أثمنة مواد البناء ،أو العقود المبرمة في إطار الصفقة ،والتي تنتھي بحلول
المدة الزمنية المحددة لھا.
بالنسبة للجماعة الحضرية ألكادير ،ٱتضح لنا جليا ً من خالل المالحظات التي
سجلناھا خالل الفترة التدريبية بقسم الصفقات العمومية ،أن معظم الصفقات الجماعية
المبرمة خالل الواليتين األخيرتين تم تنفيذھا وفق دفاتر التحمالت ،وحتى عندما قمنا بإجراء
حوار مع رئيس مصلحة الصفقات العمومية ،بمقر والية جھة سوس ماسة درعة ،عمالة
اكادير اداوتنان ،قال من جھته ،بما أن الجماعة تتوفر على اإلمكانيات والوسائل البشرية
المؤھلة في عدة اختصاصات ،فإن مجمل الصفقات العمومية الجماعية تمر في ظروف
عادية ،ويتم تنفيذھا دون مشاكل تذكر) .(39ليضيف في جواب آخر انه مادامت أي جماعة
تتوفر على اإلمكانيات المادية والبشرية المؤھلة ،فإن دور سلطة الوصاية يتقلص بل وينعدم
أحيانا ً ،إلى أن يصبح دور تشاور وتعاون وتنسيق ال أقل وال أكثر .ويمكننا القول إن ھذا
ينطبق على الجماعة الحضرية ألكادير من خالل الوصاية التي نمارسھا على صفقاتھا ،ألن
الجماعة تتوفر على موارد بشرية مؤھلة في ميدان تدبير الصفقات العمومية.
عموما يبقى مفھوم الوصاية في إطار الجماعات المحلية ،ھدفه األساسي ھو مساعدة
الجماعات التي ال تتوفر على المؤھالت الالزمة لتنفيذ المشاريع الكبرى ذات الصبغة
الوطنية والجھوية.
من جھة أخرى يتبين من خالل آراء موظفي قسم الصفقات العمومية بالجماعة) ،(40أن
نسبة تنفيذ الصفقات الجماعية المبرمة تصل إلـــى ،99%لكن يستثنون من ھذه النسب
الصفقات التي كانت مبرمة في إطار المجموعة الحضرية ،أو السابقة لفترة الواليتين من
(39
السؤال الثاني من الحوار الذي أجريناه مع السيد :بوحسون عبد السالم -رئيس قسم الصفقات بالوالية – عمالة اكـــــــادير اداوتنان والية
سوس ماسة درعة ،يومه :االثنين 09غشت ،2010على الساعة 11صباحا )الملحق رقم .(8
(40
نموذج اإلستمارة التي وزعت على الموظفين) ،ملحق رقم .(9
المجلس الحالي ،والتي يدرجونھا ضمن 5%من الصفقات التي لم تعرف طريقھا نحو التنفيذ
النھائي ،أو التي علق تنفيذھا إلى أن يتم تغيير مضمون الصفقة.
رسم بياني رقم 5
العنوان :نسبة تنفيذ الصفقات المبرمة بالجماعة الحضرية ألكادير حسب آراء موظفي قسم
الصفقات العمومية.
مصدر المعطيات :من بين األسئلة الموجھة لموظفي قسم الصفقات العمومية بالجماعة.
تبقى نسبة 5%من الصفقات غير المنفذة ،ھي الصفقات التي تثير العديد من
التساؤالت حول األسباب والخفايا التي تقف وراء عدم تنفيذھا ،بل إن األمر ال يقف عند ھذا
التساؤل فقط ،بقدر ما يطرح تساؤالت أخرى أعمق من ذلك ،حيث إن الصفقات التي ال
يشملھا التنفيذ كل سنة ،ھي نفسھا الصفقات التي تدرج ضمن الصفقات غير المنفذة السنة
المقبلة ،ھذا ما سنحاول مناقشته في الفقرة الموالية ،والتي سندرج فيھا مجموعة من الصفقات
الكبرى داخل الجماعة الحضرية ألكادير ،والتي تھم مجموعة من المشاريع التنموية بالمدينة.
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶺﺎﻋﻴﺔ ﻏﲑ اﳌﻨﻔﺬة.
من خالل الفترة التدريبية التي قضيناھا بقسم الصفقات ،تم حصر الصفقات العمومية
غير المنفذة التي أثرت بشكل واضح على الميزانية المحلية للعديد من الواليات المتعاقبة على
الجماعة الحضرية ألكادير ،بسبب اإلدراج المتوالي لھذه الصفقات لكن دون جدوى تنفيذھا.
ومن جھة أخرى أثارت ٱنتباه العديد من الفعاليات المحلية ،بل حتى المجلس الجھوي
للحسابات ھو اآلخر أثار العديد من المالحظات حول نفس الصفقات التي تم حصرھا ،في
مجموع الصفقات غير المنفذة.
ويمكن أن نحصر بعض من ھذه الصفقات المھمة على النحو التالي ،وذلك لمعرفة
األسباب التي تكمن وراء ھذا التأخير في التنفيذ غير المبرر ،والذي ال تجد له تبريراً عند
مجموعة من الجھات ،اللھ ّم بعض الجھات التي أبانت عن األسباب التي تقف وراء ھذا التعثر
لكن بتكتم .ولمعرفة ھذه األسباب ومناقشتھا سنتعرف على مجموعة من الصفقات والتي
بلغت مدة تنفيذھا أزيد من عشر سنوات:
• الصفقة المتعلقة ببناء المعھد الموسيقي بتالبورجت ،والتي فوتت في الوالية
السابقة للواليتين األخيرتين ،أي قبل سنة ،2003ليتم إعادة إدراجھا في صفقة
أخرى تھم بناء المركب الثقافي لتالبورجت ،بشكل يغير من البناية بشكل
جذري من بناية كانت ستستغل ألغراض ثقافية بالمدينة ،إلى أغراض أخرى
إدارية كملحقة للجماعة الحضرية ألكادير ،دون مراعاة متطلبات الساكنة أو
حتى رأيھم الذي يمكن أن يكون له األثر الجيد على مستقبل المدينة ،خصوصا ً
وأن المدينة تحمل شعار المدينة السياحية من خالل مراھنتھا على ھذا القطاع،
وخصص لھذه الصفقة مبلغ 8 449 361.93درھم ،ملحقةً بصفقة دراسات
للمشروع من جديد أخرى قدرھا 2 000 000.00درھم ،وتمت المصادقة
على ھذه الصفقة في محضر الجلسة الثانية من الدورة العادية لشھر يوليوز
،2009المنعقدة بتاريخ 05شعبان 1430الموافق لـ 28يوليوز ،2009
بأغلبية األعضاء الحاضرين ) ،(41ومن بين التأثيرات األخرى لھذه الصفقة،
ھو الحيز المھم الذي ٱستغله ھذا المركب بشكل عشوائي داخل المدينة من
جھة ،ومن جھة أخرى تمت إقامة ھذا المشروع على منطقة خضراء ،الشيء
الذي أساء إلى مظھر قلب المدينة؛
• الصفقة الخاصة بملعب أنزا ،والتي توقف تنفيذھا عن مدة تزيد عن ثماني
سنوات الشيء الذي كان له األثر السلبي على رياضة كرة القدم لمدينة أنزا،
خاصة للفئة التي تمثل الساكنة بالبطولة الوطنية ،والتي أصبحت تتخبط في
مسألة التدريبات التي تقيمھا ،ناھيك عن المباريات التي تقيمھا أسبوعيا
بمالعب أخرى تستعيرھا لھذا الغرض ،باإلضافة إلى حرمان المواھب
المحلية لمدينة أنزا من ممارسة ھذا الحق.
تعتبر ھذه الصفقات األربع ،مثاالً حيا ً للصفقات غير المنفذة ،والتي سيأتي ذكرھا في
مرحلة أخرى ،تخص مالحظات المجلس الجھوي ألكادير ،حول أنشطة الجماعة الحضرية
ألكادير.
فھذه الصفقات تتأرجح أسباب عدم تنفيذھا بين تقنية ومالية وسياسية ،لكن يبقى
السبب السياسي ھو المھيمن على مثل ھذه الصفقات ،من خالل تعارض ٱراء المنتخب
(42
محضر الجلسة الثانية واألخيرة من الدورة العادية لشھر أكتوبر ،2008المنعقدة بتاريخ 21ذو القعدة 1429الموافق لـ 20نونبر ،2008
ص .58
الجماعي الحالي مع رؤى المنتخب السابق لرئاسة المجلسين األخيرين ) ،(43حيث إنه عند
ٱستفسارنا حول مصير المعھد الموسيقي الذي إستنزف العديد من األموال العمومية ،كانت
اإلجابة بأن الرئيس الحالي للمجلس الجماعي له رؤية مخالفة آلراء الرؤساء السابقين له،
حيث إن مثل ھذه المشاريع الكبرى يمكن أن تتوزع إعتماداتھا على مشاريع صغرى في جل
أرجاء المدينة ،وبالتالي استفادة أكبر شريحة من المواطنين المحليين .وھكذا كتب للعديد من
المشاريع الكبرى التوقف بعد اإلنتخابات الجماعية لسنة ،2003رغم أن ھناك عامالً آخر
يمكن أن يكون ھاجسا ً لتوحد وتسلسل أفكار المنتخب الجماعي ،لكن الواقع يبين أنه منذ
االنتخابات الجماعية األولى بالمغرب ،عرفت الجماعة الحضرية ألكادير ھيمنة حزب
اإلتحاد اإلشتراكي ،على تسيير دواليب الجماعة ،لكن كانت الرؤى الشخصية للرؤساء
مختلفة من رئيس آلخر ،رغم توحد اللون السياسي الحزبي ،ورغم الشعارات التي تحملھا
األحزاب من خالل التوحد المنھجي لعمل أعضاء األحزاب وفق برامجه الموحدة ،إذ كان من
الممكن في حالة الجماعة الحضرية ألكادير أن يكون ترابط بين رؤى الرؤساء المتعاقبين
على المجلس الجماعي وليس العكس.
يبقى واقع الصفقات العمومية شبيھا بواقع مجموعة من الجماعات المحلية الكبرى،
والتي تعاني ھي األخرى من إشكالية تدبير مسلسل الصفقات العمومية الجماعية ،ألنه في
األخير ال يمكننا عزل الجماعة الحضرية ألكادير كبنية منفصلة ع ﱠما ھو وطني ،و تبقى ھذه
البنية المحلية ،مكونا ً من المكونات الوطنية.
عموما ً تبقى ھذه األسباب ،باإلضافة إلى مجموعة من األسباب والعراقيل األخرى
التي لھا األثر في عدم تنفيذ ھذه الصفقات ،لكن كلھا تؤثر في نفس اإلشكال الذي نحاول
معالجته ،أال وھو إشكالية التنمية المحلية التي تبقى رھينة بمدى تحقق تنفيذ العديد من
الصفقات على أرض الواقع ،وكأداة ﱡ
تدخل في مسلسل التنمية المحلية.
يعتبر الرئيس الحالي "طارق القباج" ھو نفسه رئيس الوالية الممتدة من 2003حتى ،2009فامتداد ٱنتدابه لواليتين أ ّثر بشكل واضح
(43
(44
رشيد السعيد،كريم لحرش :الحكامة الجيدة بالمغرب ومتطلبات التنمية البشرية ،طوب بريس الرباط ،الطبعة األولى.2009 ،
(45
عزيزي نجيب :الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية ،مرجع سابق ،ص.18
(46
عزيزي نجيب :الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية ،المرجع نفسه ،ص.18
سبق لنا وأن وضعنا تحديداً لمفھوم التنمية المحلية) ،(47والذي أدرجنا فيه المفھوم
عبر مستويين ،حيث يقتصر المفھوم التقليدي على الجانب اإلقتصادي فقط ،فتصبح التنمية
ھي النمو اإلقتصادي .وھذا المفھوم تستخدمه وتفضله العديد من المؤسسات ومنھا البنك
الدولي ...والثاني مفھوم حديث واسع ،ينظر إلى المسألة نظرة شمولية ،تربط ما ھو
اقتصادي بما ھو سياسي وإجتماعي وثقافي ،وبذلك أصبح األمر يتعلق بالتنمية اإلنسانية.
وھو المدلول الذي تبنته تقارير التنمية اإلنسانية العربية .وبھذا المعنى ،لم تعد التنمية
تقتصر فقط على مجرد تلبية الحاجات اإلقتصادية األساسية لإلنسان ،بل أصبحت تھتم
بالقضايا السياسية واإلجتماعية والثقافية ،وذلك من خالل منظور جديد للتنمية يھم تنمية
مندمجة شاملة ومستدامة .أما المفھوم المحلي فھو يحيل إلى الشأن المحلي .وٱرتباط التنمية
بالمحلي راجع إلى الدور الذي أصبح يحتله المحلي ،بإعتبار أن التنمية الوطنية التتم إال من
خالل تجميع مجھودات التنمية على الصعيد المحلي.
لكن بما أن طبيعة البحث تتمحور حول تأثير تنفيذ الصفقات الجماعية على مسلسل
التنمية المحلية ،أضحى من الالزم إدراج مطلب يھم عالقة الصفقات الجماعية بالتنمية
المحلية ،سنتحدث من خالله حول مفھوم التنمية المحلية )الفقرة األولى( ،ثم معرفة طبيعة
العالقة بين التنمية المحلية والصفقات الجماعية في )الفقرة الثانية( ،مع إبراز دور الجماعة
الحضرية ألكادير في التنمية المحلية ،مثلھا مثل باقي الجماعات المحلية )الفقرة الثالثة(.
(47
تم تحديد المفھوم في المقدمة ،باعتباره أحد المفاھيم المحورية في البحث.
حتى إنھا وضعت مسارات تخص منھجية تحقيق التنمية ،لذا من ھذا المنطلق ال يسعنا سوى
التساؤل حول ماھية التنمية ،التي ٱحتلت ھذه المكانة المرموقة بين أھداف الدولة في إطارھا
الشمولي ،وبين أھداف الجماعات المحلية في إطارھا الجزئي؟
لم يسجل مفھوم التنمية بشكله العام ،ضمن األدبيات السياسية واإلجتماعية ،إال بعد
الحرب العالمية الثانية ،ولم ينتشر ٱستعماله إال في فترة الستينيات ،إذ منذ ذلك الحين أصبحت
مسألة التنمية مشروعا ً ذا طابع دولي .وقد تزامن ٱستعمال ھذا المصطلح مع مرحلة
االستقالل الوطني حتى قيل) " ،(48إن معركة التنمية حلت محل معركة اإلستقالل ضد
االستعمار في أغلب دول العالم الثالث") .(49ويبقى المغرب كباقي الدول السائرة في طريق
النمو ،ومند ٱستعادته لإلستقالل حاول إيجاد مناخ ووضع إطار مناسبين للتنمية التي يتوخاھا،
وما تبنيه لمختلف المخططات التوجيھية المتعاقبة ،إال دليالً حيا ً على ھذه المحاولة الجادة
التي تھدف إلى تنمية شاملة ومستدامة.
وأمام ما تواجھه الدولة من صعوبات لتحقيق التنمية الوطنية ،سعت إلى دعم النھج
الالمركزي ،وتسليط الضوء على البنية المحلية كبنية أساسية داخل المنظومة العامة ،وربط
مسألة تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة ،بمدى تحققھا على المستوى المحلي ،وسيراً وفق
ھذا النھج ،ركزت المخططات التنموية على الجماعات المحلية لتلعب أدواراً ھامة وإلنجاز
التنمية المحلية ،إلى جانب الفاعلين اآلخرين كالقطاع الخاص ،والمؤسسات العمومية
والدولة.
ففي العديد من المحاوالت التعريفية بمفھوم التنمية ،وخصوصا التنمية المحلية،
خلصت العديد من المنظمات التي تولي ٱھتمامھا بمجال التنمية إلى أن المفھوم يظل غير
ث وغير مستقر والحتى متفق عليه ،حيث أعطيت تعاريف مختلفة ومعايير مختلفة لتحديد
تاب ٍ
مدى نسبة التنمية ،ألن كل جھة لھا تصورھا الخاص للمفھوم ،ومن زاويتھا الخاصة ،وكيف
أرادت أن ترى المفھوم" ،فھناك من يرى أن عملية التنمية ھي عملية إقتصادية ،قبل أن
تكون عملية إجتماعية ،وھناك من يجدھا عملية ثقافية ،قبل أن تكون سياسية ،إذ بدون ثقافة
(48
عزيزي نجيب :الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية ،المرجع السابق ،ص.19
(49
جورج قرم :تھافت إيديولوجيا التنمية والتعاون الدولي ،الفكر العربي ،عدد ،1معھد اإلنماء العربي ،بيروت ،1978 ،صفحة ،34نقال عن
عزيزي نجيب :الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية ،المرجع نفسه ،ص.19
واعية اليمكننا الحديث عن تحقيق تنمية ال وطنية وال محلية ،كما ذھب البعض اآلخر إلى أن
عملية التنمية ھي عملية ذات صبغة سوسيولوجية ونفسية ،إذ أن الرغبة النفسية واإلرادة
الواعية ھي التي تشكل أساس كل تنمية ،وفي غياب ھذه الرغبة واإلرادة تظل التنمية بعيدة
المنال ولو تواجدت التشريعات والمخططات").(50
فالتنمية المحلية بصفة عامة ھي تغيير إيجابي أي تحسين لوضعية ما ،وبحث
بإستمرار عن إيجاد نمط عيش جديد أفضل وأحسن من النمط القائم ،وھى كذلك الترشيد
واإلستعمال المعقلن للموارد المحلية الطبيعية والبشرية ،وتعم مختلف القطاعات داخل
الجماعة ،اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية في تكامل فيما بينھا ،وأي تغيير يحصل في ھذه
القطاعات يؤثر على الكل ،وبالتالي تكون له إنعكاسات على المرافق المحلية.
فالجانب االقتصادي يرمي إلى تحسين مستوى عيش الساكنة المحلية ،لكي تتأتى لھا
تنمية إجتماعية تناسب ومستوى الجماعة المحلية ،شريطة توفر الموارد المالية المھمة،
بالنسبة للجماعة الحضرية ألن مسلسل التنمية المحلية تطبعه اإلستمرارية والتجدد والتغير،
ويرتبط بحاجيات الساكنة التي تعرف تغييراً مستمراً ،وھنا تتجلى إشكالية وتعقيد عملية
التنمية.
فكل ما سبق ذكره اليتحقق إال من خالل وجود ٱعتمادات عمومية محلية ،والتي يتم
صرفھا عبر آلية الصفقات العمومية الجماعية ،الشيء الذي جعلنا نقوم بتحديد طبيعة ھذه
العالقة المتواجدة بين التنمية المحلية والصفقات الجماعية ،فما ھي إذن طبيعة ھذه العالقة؟
• تجھيزات النقل؛
(51
عزيزي نجيب :الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية ،المرجع السابق ،ص.33
(52
يعتبر الصندوق مؤسسة بنكية لتمويل مشاريع الجماعات المحلية ،كما يساھم عبر أنشطته المتعددة في إنعاش االستثمار المحلي وتقوية
مسلسل الالمركزية مؤكدا بذلك دوره الفعال كبنك في خدمة التنمية المحلية ،وبخصوص بنيته فباإلضافة إلى المديرية العامة ،يتمحور تنظيم
الصندوق حول خمس مديريات ووحدة للمراقبة ،وتدقيق الحسابات الداخلية ،التقرير السنوي لسنة ،2007لصندوق تجھيز الجماعات المحلية،
ص .10
• التجھيزات اإلجتماعية الجماعية )التجھيزات الرياضية ،السياحية (...أو
التجھيزات ذات طابع التجاري...؛
وبﭑعتبار صندوق التجھيز الجماعي ،بنكا ً ذا منفعة جماعية ،فھو يقدم للجماعات
المحلية منتوجات وخدمات تستجيب لحاجياتھا ،كما يحرص أن يقدم لھا المواكبة الضرورية
من أجل تعزيز قدراتھا إلنجاز مشاريعھا التنموية ،لكن في األخير لن يتأتى تطبيق وتنفيذ كل
ھذه التوجھات والبرامج التوقعية التي يرسمھا ويخطط لھا المجلس الجماعي بمعية جل
الفاعلين ،إال من خالل الصفقات التي تبرمھا الجماعة الحضرية ألكادير ،وبالتالي نجد عدة
جھات تساھم في عدة مشاريع تنموية كبرى ،من خالل التمويل الذي تخصصه لھذه المشاريع
من جھة ،والمتابعة لھذه المشاريع من جھة أخرى ،وندرج ھنا على سبيل المثال مجموعة من
المشاريع الكبرى التي قام صندوق التجھيز الجماعي بتمويلھا ،كفاعل رئيس إلى جانب
الجماعات المحلية على الصعيد المحلي ،وھي كالتالي:
(53
التقرير السنوي لسنة ،2007لصندوق تجھيز الجماعات المحلية ،المرجع نفسه ،ص .10
عموما ً تبقى عالقة الصفقات العمومية بالتنمية المحلية ،عالقة مباشرة تحكمھا معادلة
جوھرھا؛ تحقيق التنمية رھين بحكامة المسلسل التدبيري للصفقات العمومية الجماعية ،ومن
جھة أخرى ھناك تتعدد أبعاد وأوجه الصفقات العمومية الجماعية ،ويبقى الدور الرئيس
للجماعة المحلية أن تختار القطاع الذي ترغب اإلستثمار فيه ،وبالتالي تحقيق األغراض التي
تراھا مناسبة للجماعة .فالمشروع األخير المقترح من طرف وزارة المالية المتعلق بتعديل
مرسوم الصفقات العمومية ،تضمن مجموعة من التعديالت المھمة التي طالت منظومة
الصفقات العمومية ،اَخداً بعين اإلعتبار حماية البيئة والتنمية المستدامة ،وإعتبار ھذه األخيرة
مبدءاً من مبادئ إبرام الصفقات العمومية ،وأحد معايير حسن تدبير الطلبيات العمومية.
فنفس الطرح نجده في القانون الفرنسي المتعلق بالصفقات العمومية ،حيث يدرج ضمن
حسابات الصفقات العمومية ،مسألة التنمية المستدامة ،كھدف يجب تحقيقه).(54
لكن في مجمل القول تبقى مسألة التنمية المحلية ،ملقاة على عاتق الجماعات المحلية،
وذلك من خالل عقلنة المسلسل التدبيري بشكل عام للجماعة ،ومعرفة أولويات الساكنة
كفاعل رئيس ،وتطبيقھا وأجرأتھا على أرض الواقع المعاش.
لھذا يبرز لنا الدور التنموي المھم الذي تقوم به الجماعة ،من خالل مجموعة من
األنشطة ،ومن خالل كذلك المستجدات التي جاء بھا تعديل الميثاق الجماعي ،لذلك يبرز
التساؤل حول دور الجماعة في التنمية المحلية من موقعھا كبنية محلية تؤسس لما ھو وطني.
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :دور اﶺﺎﻋﺔ ﰲ اﻟﺘﳮﻴـــــــﺔ اﶈﻠﻴﺔ.
) 54
Le droit des marchés publics en France regroupe la réglementation relative à la
commande publique. En France, les marchés publics sont soumis à des règles, qui
figurent dans le code des marchés publics. Ce code indique comment les marchés publics
doivent être préparés, et notamment la détermination des besoins à satisfaire (article 5
du code), qui doit prendre en compte des objectifs de développement durable (article
14), http://fr.wikipedia.org/wiki/Droit_des_ marché%C3%A9s_ publics_ en France, le :
18 juin 2010 à 22 :10.
"لقد أصبحت الجماعة في المغرب ،تحظى بﭑھتمام مختلف األطراف ،سواء الجھاز
الرسمي أو التنظيمات السياسية والفعاليات الوطنية ،وھيئات المجتمع المدني ببالدنا ،بﭑعتبار
أن الجماعة تعتبر قطب التنمية المحلية ،والمحرك الرئيس للدورة اإلقتصادية المحلية ،إلى
جانب أنھا أصبحت شريكا ً إلى جانب الدولة والقطاع الخاص في كل القرارات اإلقتصادية
الوطنية").(55
وبالرجوع إلى نظرة المشرع من خالل النصوص التنظيمية ،المنظمة للشأن المحلي،
نجده أعطى صالحيات واسعة للمجالس المنتخبة ،من أجل وضع تصورات تنموية تنم عن
إجابات لجل اإلحتياجات المحلية ،ألن التنظيم المحلي أو الجماعي "ماھو في نھاية المطاف
إال نمط من التعبير عن تصور مجتمع لحاجاته ومشكالته وإمكاناته ،والكيفية التي يراھا
مناسبة لتدبير ھذه األمور والتحكم فيھا ،إنھا إذن آلية تدبيرية ،يفترض فيھا أن تندرج ضمن
ٱستراتيجية تخطيطية شمولية ومتكاملة ناظمة لكل الجھات والجماعات ،والقطاعات").(56
ومن بين النصوص التشريعية المھمة التي تنظم الحياة الجماعية ،نجد الميثاق
الجماعي ،الذي ينص في المادة ،36في مجال التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية ،على أن
المجلس الجماعي "يدرس ويصوت على مشروع مخطط جماعي للتنمية يعده رئيس المجلس
الجماعي") ،(57وفي نفس المادة يحدد المخطط الجماعي للتنمية ،األعمال التنموية المقرر
إنجازھا بتراب الجماعة لمدة ست سنوات في أفق تنمية مستدامة وفق منھج تشاركي ،يأخذ
بعين االعتبار على الخصوص مقاربة النوع .ويتميز ھذا المخطط بمرونته التي تتيح للمجلس
الجماعي ،تحيينه ٱبتداءاً من السنة الثالثة لدخول ھذا المخطط حيز التنفيذ ،فعلى سبيل التذكير
نجد أن الجماعة الحضرية ألكادير منھمكة في إعداد ھذا المخطط ،والذي خصصت له موقعا ً
(55
محمد بن طلحة الدكالي :التقرير التمھيدي ألعمال اليومين الدراسيين المنظمين من طرف المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية في 17
ابريل ،2003بكلية الحقوق الرباط – اكدال ،و 21يونيو بإقليم ابن سليمان ،تحت عنوان " الميثاق الجماعي الجديد نحو جماعة مواطنة"،
منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية " ،"REMALDسلسلة مواضيع الساعة ،العدد ،44ص .17
(56
محمد بن طلحة الدكالي :التقرير التمھيدي ألعمال اليومين الدراسيين المنظمين من طرف المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية في 17
ابريل ،2003تحت عنوان " الميثاق الجماعي الجديد نحو جماعة مواطنة" ،المرجع نفسه ،ص.16
(57
المادة 36من قانون 78.00المتعلق بالتنظيم الجماعي ،مرجع سابق.
ً)(58
يمكن من خالله اإلطالع على كل اإلمكانيات والوسائل المتاحة للجماعة، إلكترونيا
باإلضافة إلى كونه موقعا ً تواصليا ً بين الجماعة والساكنة المحلية.
عموما ً يتجلى دور الجماعات المحلية في تلبية حاجيات المواطنين في مختلف
المجاالت اإلقتصادية و اإلجتماعية و الثقافية ،من خالل:
وكآلية ناجعة لتنفيذ جل ھذه التصورات البد من إعتماد مقاربة تشاركية ،من أجل
تحقيق تنمية شاملة ومندمجة ومستديمة.
فمن ھذا المنطلق الذي حاولنا من خالله ،أن نحدد إطاراً عمليا لمفھوم التنمية المحلية،
ثم البحث عن طبيعة العالقة بين الصفقات العمومية الجماعية من جھة ،والتنمية المحلية من
جھة أخرى ،مبرزين دور الجماعة في مسلسل التنمية المحلية ،سنتطرق من خالل المطلب
التالي ،إلى الصفقات الجماعية كأداة تدخل في الحياة التنموية للجماعة ،لكن من خالل إبراز
المعيقات التي تحول دون تنفيذ الصفقات الجماعية المبرمة ،وبالتالي عدم تنفيذ برامجھا
التنموية ،ثم التطرق إلى اآلفاق الممكنة لتجاوز معيقات تنفيذ ھذه الصفقات الجماعية.
(58
لالستزادة حول تفاصيل المخطط الجماعي الخاص بالجماعة الحضرية ألكادير" ،المخطط الجماعي للتنمية ،"2016/2010المرجو االطالع
على الموقع الذي خصصته الجماعة للمخطط.www.pcd-agadir.com ،
اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ :اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶺﺎﻋﻴﺔ ٔاكداة ﺗﺪﺧﻠﻴﺔ ﰲ اﳊﻴﺎة اﻟﺘﳮﻮﻳﺔ ﻟﻠﺠﲈﻋﺔ:
اﻟﻌﺮاﻗﻴـــــــﻞ واﻻٓﻓــــــــﺎق.
إن الدور المھم الذي أصبحت تقوم به الجماعات المحلية في اآلونة األخيرة ،وذلك بعد
تزايد مسؤوليات ھذه األخــــيرة ،ومن خالل مساھمة الجماعة في مسلسل التنمية المحليــــة
عبر اإلختصـــاص الجـــديد الذي أوكل لھا بموجب التعديل األخير للميثاق الجماعي)،(59
ومن خالل كذلك الرھانات التي وضعت على عاتق ھذه البنيات المحلية من أجل تضافر
الجھود وطنياً ،جعل منھا جھة مسؤولة بشكل مباشر على تنمية كل ماھو محلي ،وبالتالي
أدى ذلك إلى إرتفاع النفقات العمومية المحلية ،وتعدد أنواع الشراء العمومي ،واإلستثمارات
العمومية التي تقوم بھا الجماعة بغاية إشباع الحاجيات المباشرة للساكنــة المحلية ،وذلك عبر
آلية الصفقات العمومية ،والتي تحتـــاج ھي األخرى إلى تدبير معقلن لكي تقوم بدورھا
الكامل في مسلسل التنمية المحلية .إال أنه يتبين من خالل الصفقات غير المنفذة بالجماعة
الحضرية ألكادير ،كان مرد عدم تنفيذھا إلى عدة أسباب ،سنتناولھا في )الفقرة األولى( ،ثم
لتجاوز عراقيل تنفيذ ھذه الصفقات وضعنا بعض اآلفاق الممكنة لتجاوز ذلك في )الفقرة
الثانية( ،لنبرز أھمية مرحلة تنفيذ الصفقات العمومية في )الفقرة الثالثة(.
(59
ويتمثل ھذا التعديل في المخطط الجماعي للتنمية والذي يعتبر كمستجد ألزم الجماعات المحلية من وضع تصورات إستراتيجية لتنمية
الجماعة.
اﻟﻔﻘﺮة ا ٔﻻوﱃ :اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ اﻟﱵ ﲢﻮل دون ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶺﺎﻋﻴﺔ.
إذا كانت الصفقات العمومية المحلية ،قد قامت بأدوار مھمة من خالل إنعاش الحياة
الجماعية ،وذلك بتدخلھا في جل الميادين اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية ،من أجل تحقيق
التنمية على المستوى المحلي بالنسبة لجل القطاعات المشار إليھا سابقاً ،فإن الحصيلة العامة
لتدخل الصفقات المحلية دائما ً ما تصطدم بصعوبات وعوائق يكون لھا بالغ األثر على الدور
الفعال للصفقات المحلية ،وفي نجاحھا على صعيد تحقيق الغايات واألھداف المحلية
المنشودة) .(60وإذا كانت معظم الجماعات المحلية في الدول المتقدمة تضع خططا ً ٱستراتيجية
لسياسة الشراء الجماعي ،تجعل من الصفقات العمومية أداة للتنمية ،فإن الجماعات المحلية
بالمغرب الزالت تعتبرھا مجرد مسطرة إدارية محضة ،جاھلة أھمية الدور الذي يمكن أن
تلعبه في إطار الحياة اإلقتصادية واإلجتماعية للجماعة).(61
وانطالقا ً مما سبق ،يمكن القول إن الصفقات العمومية بشكلھا الحالي ،وطريقة
تسييرھا تعكس غياب أي إستراتيجية للصفقات الجماعية .وھذا ما الحظناه من خالل
مجموعة من مناقشات الحساب اإلداري التي تھم العديد من السنوات اإلنتدابية ،والتي ٱطلعنا
عليھا بالجماعة الحضرية ألكادير) ،(62والتي تفتقد إلى رؤية إستراتيجية موحدة تھم المصلحة
العامة للجماعة ،مما يجعلھا ال تخدم التنمية المحلية ،بل في بعض األحيان تعطلھا ،ومرجع
ذلك إلى مجموعة من العوائق التي شكلت حاجزاً لتدخالت الصفقات المحلية في ميدان التنمية
المحلية .ويمكن أن نجمل ھذه العوائق في ثالثة أسباب رئيسة تتمثل في :أسباب مالية ،أسباب
قانونية تنظيمية ،وأسباب سياسية.
(60
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-مرجع سابق ،ص .239
(61
عزيزي نجيب :الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية ،مرجع سابق ،ص.216
(62
تم اإلطالع على جل المناقشات الموثقة بسجل محاضر دورات المجلس الجماعي ألكادير بخصوص :
الحساب اإلداري لسنة 2003؛
الحساب اإلداري لسنة 2004؛ 2005؛ 2006؛2007؛2008؛2009؛
ثم مشروع ميزانية ،2010عن مصلحة التوثيق واألرشيف بالجماعة الحضرية ألكادير.
ٔاو ًﻻ :ا ٔﻻﺳﺒــــــــﺎب اﳌﺎﻟﻴـــــــﺔ.
ترتبط الصعوبات المالية التي تعرفھا الجماعات المحلية أساسا ً ،بضعف على مستوى
التمويل ،خاصة وأن أغلب المقاوالت التي تستثمر في مجال البناء واألشغال العامة مثالً،
التتوفر على رأسمال كاف لتمويل أشغالھا ،األمر الذي يدفع بھا للبحث عن مصادر التمويل
لمشاريعھا) ،(63والشيء الذي يستلزم تدخل السلطات العمومية لتقديم المساعدات المالية
الكافية سواء عن طريق التمويل اإلداري أو البنكي أو بواسطة مؤسسة الصندوق المغربي
للصفقات ،وذلك من أجل استدراك التوقفات التي قد تطال الصفقات التي في طور اإلنجاز،
ألن توفر الجماعة على الموارد المالية الكافية ،يمكنھا من إنجاز مختلف المشاريع التي تراھا
ضرورية ،في حين يتعطل ھذا اإلنجاز أمام قصور ھذه الموارد).(64
بالنسبة للجماعة الحضرية ألكادير ،وكما جاء في مداخلة ألحد أعضاء المجلس
الجماعي التي يؤكد فيھا على أنه "بالنسبة للمداخيل فھي ھزيلة وغير كافية مقابل التحديات
والحاجيات التي أمامنا لتسيير عقالني ومميز لمدينتنا ،ألن مداخيل الجماعة في حد ذاتھا ال
بأس بھا مقارنة مع مدن مغربية أخرى ،ولكنھا تبقى دون مستوى مدينتنا وطموحاتنا ،إذ
يجب التفكير جديا ً في تنمية مداخيل الجماعة من خالل المجھودات التي يجب على المكتب
واللجنة المالية بذلھا ،(65)"...،لھذا يمكن ٱعتبار الجماعة الحضرية ألكادير كباقي الجماعات
التي تعاني من نقص في مداخيلھا الشيء الذي يؤثر بشكل مباشر على الصفقات المبرمجة أو
الصفقات التي في طور التنفيذ ،إذ بعدم توفر اإلعتمادات يستحيل إنجاز الصفقات أو حتى
إتمام ما تم البدء فيه .لھذا نالحظ في مجموعة من المدن المغربية الكبرى توقف العديد من
األشغال ،الشيء الذي يثير إنتباھنا حول أسباب عدم إتمام ھذه المشاريع رغم الحاجة الملحة
لھا.
أما بالنسبة للتمويل اإلداري للمقاول ،يتم "شھريا ً وكلما دعت الضرورة إلى ذلك،
إنطالقا من جداول المنجزات أو الوضعيات المقبولة من طرف صاحب المشروع إعداد
(63
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-مرجع سابق ،ص .267
(64
عزيزي نجيب :الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية ،مرجع سابق ،ص.219
(65
محضر الجلسة الثانية واألخيرة من الدورة العادية لشھر أكتوبر 2008المنعقدة بتاريخ 21ذو القعدة ،1429الموافق لـ 20نونبر ،2008
بخصوص مناقشة مشروع ميزانية .2009
كشف تفصيلي مؤقت لألشغال المنفذة والتموينات المنجزة ،يكون بمثابة محضر عن الخدمة
المقدمة ويعتمد كأساس ألداء دفعات مسبقة إلى المقاول") .(66وتدرج ھذه التمويالت اإلدارية
ضمن دفعات مسبقة ،بشرط إقتطاع نسبة العشر ) (1/10كضمانة) .(67لكن في غالب األمر
تستند الجماعات المحلية إلى المبدأ القاضي بأن األداء في مجال تمويل الصفقات المحلية،
اليؤدى إال بعد االنتھاء من تنفيذ األشغال موضوع الصفقة).(68
ومن جھة أخرى بالنسبة للتمويل البنكي ،تعتبر تمويالت خارجة عن إطار الميزانية
الجماعية ،والتي يلجأ إليھا المقاول لمحاولة ضبط مداخيله بمعدل نفقاته ،الشيء الذي يفرض
عليه اللجوء إلى المؤسسات البنكية من أجل تدارك ھذا الفارق ،وعدم السقوط في أزمات
مالية يمكن أن تؤثر في حسن سير تنفيذ مجموعة من الصفقات ،وبھذا تستجيب ھذه
المؤسسات إلى طلبات ھذه المقاوالت من خالل رھن ھذه الصفقات لدى المؤسسات البنكية،
الشيء الذي يترتب عليه مجموعة من المشاكل من قبيل مصير ھذه الصفقات في حالة تعثر
تنفيذ الصفقة من طرف المقاول ،وتعتبر ھذه من المؤاخذات التي سيطرت على الظھائر
المنظمة لرھن الصفقات العمومية).(69
أما بالنسبة للتمويل الذي يمنح من طرف صندوق التجھيز الجماعي ) ،(FECفيعاب
عليه أنه يمنح فقط للجماعات المحلية التي تتوفر على مداخيل مرتفعة ،من أجل ضمان تسديد
ھذه القروض .لكن بﭑطالعنا على مجموعة من المشاريع الممولة من طرف ھذا الصندوق
بالنسبة للجماعة الحضرية ألكادير ،نجدھا تنصب على مشاريع جد مھمة) ،(70ونجد من
خالل اإلحصائيات التي يقدمھا صندوق التجھيز الجماعي ،أنه يخصص نسب جد مھمة من
األموال التي يمول بھا مجموعة من المشاريع بالنسبة للجماعات الحضرية ،والتي تصل إلى
(66
المادة 57من مرسوم رقم 2-99-1087صادر في 29من محرم 4) 1421ماي ،(2000بالمصادقة على دفتر الشروط اإلدارية العامة
المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة ،ج.ر .عدد ،4800مرجع سابق.
(67
المادة ،59دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة ،المرجع نفسه.
(68
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-مرجع سابق ،ص .268
(69
ظھير 28غشت ،1948المتعلق برھن الصفقات العمومية ،ج.ر .بتاريخ ،1948/09/17ص ،1039والذي عدل بالظھيرين:
ظھير ،1961/01/31الجريدة الرسمية رقم ،1961ص.186
ظھير ،1962/10/29الجريدة الرسمية رقم ،2911ص.1576
(70
تمت اإلشارة إلى مجموعة من الصفقات التي قام الصندوق بتمويلھا ،والتي سبق ذكرھا بالصفحات 36حتى الصفحة .43
،%72,29بالمقارنة مع باقي الجماعات األخرى) ،(71لكن يبقى لصندوق التجھيز الجماعي
عدة إكراھات أخرى يعرفھا ھو اآلخر ،والتي تتجلى في نقص الموارد المالية الموضوعة
رھن إشارته.
من جھة أخرى نجد الصندوق المغربي للصفقات ،الذي تساھم في رأسماله العديد من
المؤسسات البنكية ،إلى جانب الدولة ،يھدف "إلى تعزيز موقعه إزاء المقاوالت الصغرى
والمتوسطة ،من خالل ٱستراتيجية عمله التي ترمي إلى اإلستفادة من القروض والخدمات،
ولھذا فمھمته ليست تقديم التسبيقات للزبناء ،بل يتدخل بواسطة توقيعه على األوراق
واألوامر بأداء القروض للمقاول ،وبھذا التوقيع يمنح ضمانة للبنوك عن القروض الممنوحة
ويحميھا من خطر عدم اإلستيفاء ويشجعھا على تمويل المشاريع") ،(72لكن تبقى عدة
إكراھات ھي األخرى تحد من دور ھذا الصندوق ،والتي تتجلى في "ضعف القروض التي
يمنحھا ،ثم إرتفاع الفائدة المترتبة عن ھذه القروض") ،(73ومن جھة أخرى قلة المقاوالت
التي تستفيد من ھذه القروض حيث اليمكن أن يستفيد منھا كل المقاوالت ،والتي تخضع في
غالبية األحيان إلى عملية اإلنتقاء.
عموما ً تبقى ھذه األسباب المتعلقة بتمويل الصفقات العمومية ،وبالخصوص الجماعية
منھا ،ھي المھيمنة بشكل واضح ،رغم الحلول المقترحة كتقديم المساعدات المالية سواء عن
طريق التمويل اإلداري أو البنكي أو بواسطة مؤسسة الصندوق المغربي للصفقات والتي
عانت في األخير ھي األخرى من ضعف الموارد ،أو إرھاق ھذه المؤسسات ،حيث يترتب
عنه عجز ھذه المؤسسات في تمويل صفقات أخرى ،الشيء الذي يبين اإلرتجالية التدبيرية
التي تطبع ھذا المجال الحيوي ،لھذا سنتطرق إلى أسباب أخرى ذات بعد آخر تساھم ھي
األخرى في فعالية المسلسل التنفيذي للصفقات الجماعية.
اثﻧﻴﺎٔ :اﺳـﺒﺎب ﻗﺎﻧﻮﻧﻴــــــﺔ ﺗﻨﻈﳰﻴــــــﺔ.
إن إشكالية عدم تنفيذ الصفقات الجماعية ،ال تقتصر في حد ذاتھا على العوائق المالية،
بل ھذه اإلشكالية تساھم فيھا بشكل واضح العراقيل القانونية والتنظيمية ،والذي يتجلى بشكل
(71
التقرير السنوي لسنة ،2007لصندوق تجھيز الجماعات المحلية ،مرجع سابق ،ص .21
(72
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-مرجع سابق ،ص .276
(73
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-المرجع نفسه ،ص .278
واضح في عدم وجود إطار قانوني محلي خاص بالصفقات الجماعية المحلية ،الن التطبيق
الفعلي للمرسوم المنظم للصفقات العمومية على الصفقات المحلية يتعارض وبعض
المقتضيات التي يتضمنھا المرسوم من خالل مجموعة من األثمنة التي تحدد كشروط لبعض
الصفقات ،وعلى ھذا األساس "تبرز أھمية إيجاد مدونة للصفقات الجماعية تحتوي على كل
النصوص القانونية التي تمتاز بالمرونة والقابلية للتغيير والتكيف مع تطور مسلسل الشراء
الجماعي بما يخدم التنمية المحلية") (74ألنه من خالل التدريب الذي أجريناه يتضح أن بعض
التساؤالت التتم اإلجابة عليھا خصوصا إذا انبثقت من مضمون المرسوم المنظم لمجال
الصفقات العمومية ،الن الموظف الجماعي درج على التعامل مع الصفقات الجماعية
كمسطرة إدارية محضة دون مراعاة الجانب التنموي لھذه الصفقات ،في حين نجد العكس
لدى المشرع الفرنسي "الذي عمد إلى وضع مدونة للصفقات العمومية التي تبرمھا الجماعات
المحلية ،وذلك بمقتضى مرسوم 17يوليوز ،1964الذي يتناول كل التدابير التنظيمية
الخاصة بالشراء الجماعي").(75
لھذا يبقى التساؤل المطروح حول األسباب التي تكمن وراء عدم إصدار المشرع
المغربي لقانون ينظم الصفقات العمومية الجماعية ،رغم الدراسات واللقاءات التي تقوم بھا
وزارة الداخلية لتدارس مشكل الصفقات المحلية ،ويمكننا أن ندرج في ھذا السياق تقرير
الورشة التي قامت بھا وزارة الداخلية المتعلق بمسألة إصالح نظام الصفقات العمومية
وإنتظارات الجماعات المحلية) ،(76إذ ال يعقل أن يتم تسيير الصفقات المبرمة على الصعيد
المحلي ،بقانون ينظم الصفقات الوطنية ،ألن الفارق بين النوعين يتجلى من خالل األموال
والمبالغ المرصودة لتنفيذ كل نوع).(77
(74
عزيزي نجيب :الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية ،مرجع سابق ،ص.268
(75
عزيزي نجيب :الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية ،مرجع سابق ،ص.269
(76
تقرير ورشة "الصفقات العمومية –اإلصالح الجديد وانتظارات الجماعات المحلية ،"-التي قامت بھا مديرية الشؤون القانونية والدراسات
والتوثيق والتعاون ،بالمديرية العامة للجماعات المحلية ،الرباط شتنبر .2007
(77
إذا أخدنا مثال طلب العروض المحدود ،فھي طريقة إلبرام صفقات ال يمكن تنفيذھا إال من طرف عدد محدود من المقاولين أو الموردين أو
الخدماتيين بسبب طبيعتھا وتعقدھا ،وقد تبدو ھذه المعايير صعبة عند التطبيق ،عالوة على كون السقف األقصى الذي يقدر بـ 1.000.000
درھم والمحدد بالنسبة لمبلغ الصفقات المعنية بھذه الطريقة من اإلبرام غير مالئم بالنسبة لصفقات الجماعات المحلية.
اثﻟﺜــــــ ًﺎٔ :اﺳـــــﺒﺎب ﺳـﻴﺎﺳـــــﻴﺔ.
يعتبر العامل السياسي من بين األسباب األخرى التي تؤثر في عدم تنفيذ مجمل
الصفقات العمومية الجماعية المبرمة من طرف الجماعة الحضرية ألكادير .فالرؤساء
الجماعييون يعبرون عن توجھاتھم من خالل ھذه الصفقات التي يجب أن تبرم في واليتھم
اإلنتدابية ،وأن يتم بدء األشغال في المدة نفسھا ،وھذا ما أثﱠر بشكل سلبي على مجموعة من
الصفقات التي تم إيقاف تنفيذھا بسبب أنھا تخالف توجھات الرئيس الحالي للمجلس ،فإذا
أخدنا مثالً صفقة المعھد الموسيقي بتالبورجت كما سبقت اإلشارة إلى ذلك ،سنجد أنھا أبرمت
في الوالية السابقة لوالية الرئيس الحالي ،أي قبل سنة ،2003والتي توقفت بھا األشغال مند
ذلك الحين ،وأعيدت برمجة إعتمادات أخرى بشأنھا بحلة أخرى ،بتحويل المعھد إلى ملحقة
ومبرر الرئيس الحالي في ھذا التغيير أن له ٱستراتيجية أخرى تھم إدارية للجماعة.
توزيع إعتمادات بعض الصفقات الكبرى والمتواجدة بمواقع محدودة ،على صفقات ومشاريع
صغرى تتوزع في عدة أماكن من المدينة ،ألن مثل صفقة المعھد ال يمكن أن تستفيد منھا إال
شريحة معينة .وعموما يمكن أن نجمل ھذه األسباب السياسية في:
• تغيير البرامج الجماعية المحلية من طرف الرؤساء المداولين للسلطة على
المجلس )الجماعات المحلية( ،وذلك من أجل إثبات تواجدھم؛
• تحويل اإلعتمادات المخصصة للصفقات ألغراض أخرى ،وفق حسابات
سياسية محضة؛
• بعض الحسابات السياسية التي تكون على حساب الصالح العام المحلي ،والتي
تؤثر بشكل سلبي على الشأن المحلي.
تعتبر كل ھذه العوائق التي سبق ذكرھا ،أسبابا ً تجعل من تنفيذ بعض الصفقات
العمومية بالجماعة الحضرية ألكادير أمراً صعبا ً .إال أن ھذه األسباب ال يمكن إسقاطھا على
باقي الجماعات حيث نجد بالجماعات األخرى مشاكل أخرى من قبيل عدم كفاءة الموارد
البشرية الساھرة على تسيير الصفقات الجماعية ،ونسبة األمية المرتفعة داخل أوساط
المنتخبين الجماعيين ،وضعف الكفاءة التقنية .لكن األمر يختلف بالنسبة لجماعة مثل الجماعة
الحضرية ألكادير ،حيث نجد أنھا تتوفر على أطر ذات كفاءة ،ومنتخبين لھم تصورات جد
معقولة ،اللھم بعض الحسابات السياسية التي تطغى على العمل الجماعي ،وتبقى األسباب
التي سبق ذكرھا ھي المھيمنة على مشكل عدم تنفيذ الصفقات الجماعية ،حيث تشترك
الجماعة الحضرية ألكادير مع باقي الجماعات في ھذه األسباب وتختلف معھا في البعض
اآلخر ،وبالتالي نكون قد حاولنا قدر المستطاع إستخراج المشاكل التي تعترض تنفيذ بعض
الصفقات العمومية ،على أن نتطرق في الفقرة الموالية آلفاق تجاوز ھذه العراقيل.
تكمن أھمية موضوع الصفقات العمومية في كونھا أداة أساسية للتنمية المحلية وإلعادة
توزيع الموارد الوطنية والمحلية.
"فالطلبات العمومية بالمغرب تقدر بما يناھز 58مليار درھم سنويا ً بالنسبة للدولة
والمؤسسات العمومية والجماعات المحلية أي ما يعادل %17من الناتج الداخلي الوطني
).(PIB
تشكل الصفقات العمومية أيضا ً أداة لتنمية المقاولة المغربية ،حيث أننا نجد قطاع
البناء واألشغال العمومية يحقق %70من مبيعاته في إطار الصفقات العمومية ،وقطاع
الھندسة يحقق %80في ھذا اإلطار").(78
وتبرز لنا من خالل ھذه األرقام مدى أھمية الرھانات المعلقة على الصفقات
العمومية ،ومدى أھمية المسؤولية الملقاة على عاتق مختلف المتدخلين في مسلسل تدبير
الشأن المحلي ،وبالخصوص في مجال الصفقات الجماعية ،لذا وجب إرساء العديد من
اإلصالحات وإعادة النظر في بعض اإلكراھات والعوائق التي تعترض طريق تدبير
الصفقات العمومية بشكل عام.
(78
تقرير ورشة "الصفقات العمومية –اإلصالح الجديد وإنتظارات الجماعات المحلية ،"-مرجع سابق ،ص.11
فالمديرية العامة للجماعات المحلية وضعت عدة أھداف تھم تنظيم الشأن المحلي
بشكل عام ،مع إعطاء نسبة كبيرة لحيز الصفقات العمومية المحلية ،وتتجلى ھذه األھداف
في:
• ترشيد )تعبئة ورصد( وتوزيع الموارد؛
وفي ھذا اإلطار ،أعدت المديرية العامة للجماعات المحلية مخططا ً إستراتيجيا ً لمرحلة
،2009-2007يرمي إلى تحقيق خمسة أھداف أساسية:
• مجالس منتخبة تمثيلية وعملية؛
فإذا ما نظرنا إلى ھذه األھداف المسطرة من طرف المديرية العامة للجماعات
المحلية ،نجدھا أنھا أھداف عملية تھم إصالح الشأن المحلي .لكن اإلشكال يتجلى في تنفيذ
جل التوصيات التي تصدر من الجھات المتدخلة في القطاع ،أو المسؤولة بشكل مباشر على
مجال الصفقات العمومية ،أو حتى التوصيات التي تنادي بھا األصوات األكاديمية من خالل
البحوث العلمية التي يشرف عليھا األساتذة واألطر الجامعية ،والتي تھم المجال نفسه .لذا
(79
تقرير ورشة "الصفقات العمومية –اإلصالح الجديد وانتظارات الجماعات المحلية ،"-مرجع سابق ،ص.11
فنحن بدورنا تبرز لنا عدة حلول نراھا منطقية وضرورية ،والتي يمكن إجمالھا في النقاط
التالية:
• يجب اإلسراع بإصدار نص قانوني ينظم مجال الصفقات العمومية المحلية،
وذلك حتى يستجيب النص لخصوصيات الصفقات المحلية ،ومراعاة شروط
تدبيرھا؛
• ومن الناحية المالية ،يجب على الجماعة وضع إستراتيجية على المدى البعيد
لتدبير ماليتھا ،وذلك لكي تضمن كفاية اإلعتمادات للمشاريع المزمع تنفيذھا
على المدى الطويل ،وسيتأتى ھذا من خالل التنفيذ الفعلي للمخطط الجماعي
للتنمية؛
• كما يجب كذلك على الجماعة عند التفكير في إقامة مشاريع معينة ،اإلعتماد
على معايير موضوعية ومعقلنة ،مراعية في ذلك األولوية في خياراتھا
بتصنيف ھذه المشاريع حسب أھميتھا ،ومدى إستجابتھا للحاجيات اليومية
للساكنة المحلية؛
• ويجب أن تعتمد الجماعة كذلك على دراسات تخص األثر والنتائج الممكن
جنيھا من المشروع ،مقارنة مع اإلعتماد الذي سيخصص للمشروع؛
• الرفع من مستوى تدخالت بعض الفاعلين المساھمين في بعض المشاريع
التنموية ،كصندوق التجھيز الجماعي ،والصندوق المغربي للصفقات؛
تبقى مجمل ھذه النقاط المستنتجة بناءاً على مالحظتنا من خالل التدريب الذي أجريناه
بالجماعة الحضرية ألكادير ،كحلول مقترحة من أجل تجاوز بعض اإلشكاالت المرتبطة
بمسألة تدبير الصفقات العمومية الجماعية ،والتي تصب في جوھر إشكالية البحث التي تناقش
مسألة تنفيذ بعض الصفقات المبرمة من طرف الجماعة ،والتي توقّف تنفيذھا ،وبالتالي
شكلت عائقا ً أمام تنمية المدينة.
وفي نفس السياق دائما ً تبرز لنا أھمية مرحلة تنفيذ الصفقات العمومية كمرحلة مھمة
في المسلسل التدبيري للصفقات الجماعية من جھة ،وأھميتھا كذلك بالنسبة للبحث الذي يروم
مناقشة إشكالية تنفيذ الصفقات الجماعية من جھة أخرى لذا ٱرتأينا تخصيص فقرة نناقش فيھا
أھمية ھذه المرحلة.
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔٔ :اﳘﻴﺔ ﻣﺮﺣةل ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶺﺎﻋﻴﺔ.
تعتبر مرحلة تنفيذ الصفقات العمومية ،المرحلة المفصلية داخل المسلسل التدبيري
للصفقات الجماعية ،إذ اليمكننا الحديث عن مرحلة تنفيذ الصفقة إن لم تكن ھذه الصفقة قد
ٱحترمت جل المراحل السابقة بشروطھا ومبادئھا .وترتبط مرحلة تنفيذ الصفقة فعليا بالمقاول
الذي رست عليه الصفقة )نائل الصفقة( ،والذي ٱختارته الجماعة لتحمل مسؤولية إنجاز
األشغال أو الخدمات أو تموين المواد أو األدوات موضوع التعاقد.
وھكذا فالمقاول ال يلجأ إلى مباشرة تنفيذ الصفقة تلقائياً ،بل يخضع إلى مجموعة من
القواعد التي تحكم مرحلة تنفيذ الصفقة ،والتي تبتدئ من حصوله على شھادة تثبت أمراً ببدء
يتسلمھا من الجماعة صاحبة المشروع) ،(81حيث يجب على المقاول أن يتقيد )(80
األشغال
بدقة األوامر بالخدمة المبلغة إليه ،واإلمتثال لمقتضياتھا .أما إذا تبين له تجاوز ھذا األمر
لألمور المتفق بشأنھا والمحددة في الصفقة" ،وجب عليه أن يوافي صاحب المشروع في
شأن ذلك بمالحظة مكتوبة ومعللة داخل أجل 10أيام من تاريخ تبليغ األمر بالخدمة ،وال
يوقف اإلعتراض تنفيذ األمر بالخدمة إال إذا أمر صاحب المشروع بما يخالف ذلك").(82
ومن جھة أخرى يعتبر آجال تنفيذ الصفقة من بين الشروط األساسية لضمان حسن
تنفيذ الصفقة ،والذي يقضي بإلتزام المتعاقد مع الجماعة أن ينفذ ما تم االتفاق بشأنه في
اآلجال المحددة ،ووفق دفتر الشروط الخاصة التي يلتزم بھا الطرفان ،والتي تحدد لكل صفقة
أجل تنفيذ أو تاريخ إنھاء األشغال) (83ألنه ليس من صالح الجماعة أن تقع تمديدات في آجال
تنفيذ صفقة معينة ،ألن ذلك لن يؤدي في غالب األحيان إال الزيادة في أثمان الصفقة ،ومن
جھة أخرى الزيادة في أثمان المواد المستعملة ،الشيء الذي يصعب معه تنفيذ الصفقة في
بعض األحيان ،بل يمتد ذلك الى تعطيل المرفق العام وبالتالي تعطيل الصالح العام.
ويمكن من ناحية أخرى أن يتبين للجماعة ،بوجود أشغال إضافية أثناء التنفيذ ،أنذاك
يجوز لھا أن تأمر بأشغال إضافية" ،وفي ھذه الحالة ،ومن دون تغيير موضوع الصفقة ،إذا
تبين لصاحب المشروع أنه من الضروري تنفيذ منشاَت أو أشغال غير واردة في جدول
األثمان أو في سلسلة األثمان األحادية ،أو تغيير مصدر جلب المواد كما يفرض ذلك دفتر
الشروط الخاصة ،على المقاول أن يلتزم في الحين بما تمليه عليه مقتضيات األوامر بالخدمة
التي يتسلمھا في ھذا الشأن وتوضع بدون تأخير أثمان جديدة تبعا ألثمان الصفقة أو بمقاربتھا
للمنشاَت األكثر مماثلة ،وعند تعذر القيام بالمقاربة ،تعتمد كأساس لمقارنة األسعار المعمول
بھا في البالد").(84
(80
"تكون األوامر بالخدمة كتابية وتكون موقعة من قبل صاحب المشروع ومؤرخة ومرقمة ومسجلة" ،الفقرة 1من المادة 9من دفتر الشروط
اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة ،مرجع سابق.
(81
تجدون نموذجا ألمر ببدء األشغال من طرف الجماعة الحضرية ألكادير )الملحق رقم .(10
(82
الفقرة 8من المادة 9من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة ،مرجع سابق.
(83
الفقرة 1من المادة 7من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة ،المرجع نفسه.
(84
الفقرة 1من المادة 51من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة ،مرجع سابق.
عموما ً تبقى مرحلة تنفيذ الصفقات العمومية الجماعية ،متسمة بحساسية ،لكونھا تبقى
بين أخذ ورد بين المقاول والجماعة صاحبة المشروع .ويمكن لھذه المرحلة أن يشوبھا
التوقف في بعض األحيان ثم إستئناف األشغال فيما بعد ،ويمكن إلغاء الصفقة بشكل نھائي في
بعض الحاالت .إال أن الصفقات التي عرفت طريقھا نحو التنفيذ النھائي ،تخضع إلجراءات
التسليم التي تبتدئ بالتسليم المؤقت) ،(85إلى حين التسليم النھائي) ،(86وبالتالي يشكل التسليم
النھائي نھاية تنفيذ الصفقة.
(85
"ال يتم تسلم المنشاًت إال بعد إخضاعھا على نفقة المقاول ،لعمليات المراقبة المتعلقة بمطابقة األشغال لمجموع التزامات الصفقة ،والسيما
المواصفات التقنية.
ويمكن إذا نص دفتر الشروط الخاصة على ذلك ،أن تجري عملية تسلم جزئي بالنسبة إلى المنشاًت أو أجزاء منھا التي حددت في شانھا آجال
جزئية لالنتھاء ،وفي ھذه الحالة يقوم التسلم الجزئي األخير مقام التسلم المؤقت لألشغال.
ويشعر المقاول صاحب المشروع كتابة بالتاريخ الذي يعتبر أن األشغال انتھت أو ستنتھي فيه ".الفقرة 1من المادة ،65من دفتر الشروط
اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة ،المرجع نفسه.
(86
" مالم ينص على خالف ذلك في دفتر الشروط المشتركة أو دفتر الشروط الخاصة ،يعلن عن التسلم النھائي سنة بعد تاريخ محضر التسلم
المؤقت ،وخالل ھذه الفترة يخضع المقاول اللتزام الضمان التعاقدي المنصوص عليه في المادة 67من نفس المرسوم" ،الفقرة 1من المادة
،68من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة ،المرجع نفسه.
ﺧﺎﲤـــــــﺔ اﻟﻔﺼـﻞ ا ٔﻻول
أضحت األھمية التي تعرفھا الصفقات الجماعية ،للمكانة التي تحتلھا داخل العمل
الجماعي من جھة ،ولكونھا تشكل أھم وسيلة تستطيع بھا الجماعة إنجاز جل البرامج
والتوقعات والتجھيزات األساسية الضرورية للتنمية ،تتزايد بإستمرار وذلك بسبب تزايد
حاجيات الساكنة المحلية ،واحتاللھا الصدارة في المنظومة المحلية ،الشيء الذي يستدعي
التدخل لتكييف مجال الصفقات العمومية من خالل إحداث تغييرات جوھرية على المنظومة
التدبيرية للصفقات العمومية الجماعية ،لكي تتناسب وخصوصيات التنظيمات المحلية.
إن التشخيص الواقعي الذي ھم الجماعة الحضرية ألكادير ،ماھو إال مثال يسري على
بعض الجماعات المحلية األخرى ،والتي خصصت لھا عدة أبحاث أخرى في نفس السياق.
ويستدعي األمر الوقوف عند ھذه الحاالت وتحديد جل العوائق التي تحول دون تدبير فعال
لمنظومة الصفقات الجماعية ،تبعا ً لكل حالة وخصوصياتھا.
وتجدر اإلشارة بأن كل عمل تنموي يصادف أمامه جملة من العراقيل والصعوبات،
التي يجب على الجھات المعنية أن تحاول إجتيازھا ال أن تساھم في ترسيخھا.
فإذا كانت صفقات الجماعات المحلية تلعب أدواراً مھمة في تسريع وتيرة التنمية
المحلية ،بحسب تدخالتھا المتعددة التي وقفنا عليھا في الفصل األول ،فإن ھذا الدور ال يتعزز
إال من خالل تكريس آلية الرقابة التي تستھدف ضمان شرعية تدبير المال العام ،وتالفي
مايمكن أن يقع فيه المدبر العمومي من أخطاء قد تمس بالصالح العام .لھذا كيف يمكن للرقابة
ضبط لتنفيذ الصفقات الجماعية وفي نفس الوقت داعما ً لمسلـسل التنمية
ٍ أن تكون أداة
بالجماعة الحضرية الكادير؟
الفصل الثاني
"يقصد بالمراقبة ،الصالحية المخولة بموجب القانون لجھة معينة لإلشراف على
أشخاص وأعمال بقصد تحقيق وحماية مصلحة معينة).(87
وتھدف الرقابة إلى الكشف عن أوجه ونقاط الضعف والخطأ لتصحيحھا ومنع تكرار
حدوثھا ،وھي تمارس على األشياء واألفراد وعلى األعمال.
ويتجلى أيضا ً بأن الرقابة عنصر حيوي من عناصر اإلدارة فھي تساھم في ضمان
اإلنجاز السليم للعمل عن طريق جھود أفراد آخرين ،وتتحقق من أن العمل الواجب أداؤه
على الوجه األصح ،ويظھر من ناحية أخرى عالقة الرقابة بالتخطيط حيث إن السبب الرئيس
في وجود الرقابة ھو التأكد من أن النتائج المتحققة إنما تطابق وتوافق تلك المخططة من قبل،
وأي إنحرافات عن ھذه النتائج المخططة تكتشف بسرعة وتصحح بواسطة الرقابة الفعالة،
بما يمكن معه عودة النشاطات إلى السير في الطريق المخطط لھا.
وھكذا أضحى ھاجس الرقابة في مجال الصفقات العمومية أمراً محتماً ،وبالتالي
يتمخض عنه حماية المال العام ،والذي أصبح بدوره ضرورة ملحة لضمان ممارسة حقيقية
لألنشطة السياسية واإلقتصادية واإلجتماعية ،وتوفير الظروف المالئمة لتحقيق الغايات
التنموية ،وجعل المناخ العام أكثر نزاھة ومالءمة لمتطلبات التوجھات العامة للدولة.
وفي ھذا التوجه سن المغرب إطاراً تشريعيا ً واضحا ً ،وأحدث مجموعة من الجھاَت
ھاجسھا حماية المال العام ،وذلك إنطالقا من قناعة مفادھا أن تحقيق التنمية المنشودة رھين
بتفعيل الدور الرقابي لمجموعة من الھيئاَت المعنية باألمر ،ومن جھة أخرى تفعيل مجموعة
(87
مليكة الصروخ :الصفقات العمومية بالمغرب )األشغال-التوريدات-الخدمات( ،مرجع سابق ،ص .259
من النصوص التي يمكن وصفھا بالجامدة ،حتى يتسنى لنا الوقوف عند مجموعة من
اإلختالالت التي تقف عائقا ً أمام الدور التنموي للعديد من السياسات العمومية.
"وفي مجال صفقات الدولة ،يقصد بالمراقبة على ھذه الصفقات صالحية جھة )أو
جھات( معينة للقيام بالتأكد من أن السلطة المختصة بإبرامھا قد ٱحترمت النصوص القانونية
والتنظيمية لھا تحقيقا ً لألھداف المتوخاة منھا").(88
لھذا أضحت الصفقات العمومية تخضع لعدة صور من الرقابة ،والتي عرفت تطوراً
وتحديثا ً في وسائلھا وذلك لمسايرة جل التطورات والتحديثات التي يعرفھا مجتمعنا ،ال سيما
في إطار المنظومة العالمية).(89
فالمراقبة بصفة عامة ھي اإلمكانية المخولة لجھة معينة )إدارية أو قضائية( لمعرفة
األسس التي أسست عليھا السلطة المعنية في إبرامھا للصفقة وتنفيذھا ،فھي تعنى باألساس
بمراقبة مدى إحترام القاعدة القانونية ،ومدى تحقيق ھذه األخيرة لألھداف المتوخاة منھا:
مقارنة التنبؤات بالنتائج ،وھي الضامنة للتوازن القانوني بين طرفي العقد اإلداري )الصفقة(،
ألنھا تشكل مجموعة من التقنيات والوسائل التي تسمح بتأمين القواعد الالزمة لمحاربة
المحاباة ،ولتحقيق المساواة بين جميع المتنافسين ولتحسين عالقة اإلدارة بالمقاول).(90
ومن خالل ما سبق سنتطرق في ھذا الفصل الثاني إلى دور الرقابة كدعامة لضبط
تنفيذ الصفقات الجماعية )المبحث األول( ،ومن جھة أخرى تفعيل ھذا الدور للنھوض
بمسلسل التنمية المحلية )المبحث الثاني(.
(88
مليكة الصروخ :الصفقات العمومية بالمغرب )األشغال-التوريدات-الخدمات( ،مرجع سابق ،ص .259
(89
مليكة الصروخ :الصفقات العمومية بالمغرب )األشغال-التوريدات-الخدمات( ،المرجع نفسه ،ص.260،
(90
عبد Yحداد :صفقات األشغال العمومية ودورھا في التنمية ،مرجع سابق ،ص .197
اﳌﺒﺤﺚ ا ٔﻻول :اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻛﺪﻋﺎﻣﺔ ﻟﻀﺒﻂ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶺﺎﻋﻴﺔ.
تأتي أھمية إخضاع مسطرة تدبير الصفقات الجماعية ومرحلة تنفيذھا للرقابة ،إعتباراً
ألھمية اإلعتمادات التي تخصص لھذه الصفقات ،ألنھا تمثل آلية لصرف النفقات العمومية،
ومن جھة أخرى تزايد عدد الصفقات المبرمة من طرف الجماعات المحلية في اآلونة
األخيرة ،باإلضافة إلى إحترام مبدأ الشرعية وتحسين مردودية التسيير المالي للصفقات
المحلية).(91
لھذا فالرقابة أضحت في وقتنا الراھن ،اداةً تدخلية في جميع المجاالت وعلى جميع
األصعدة ،الشيء الذي يدفعنا إلى التساؤل عن إشكاليات أخرى ،حول مدى كفاءة ھذه الموارد
المكلفة بتفعيل مساطر الرقابة ،والرقي بھذا الدور إلى مستوياته ،خصوصا ً في الميدان المالي
الذي يتميز بحساسية أكثر من الميادين األخرى ،كي ال نبقى حبيسي السؤال التقليدي الذي
يتمحور حول نسبة وجود آليات الرقابة بھذه الھيئات المحلية .لھذا يجب أن ننطلق من فكرة
وجود ھذه اآلليات ،وعلى صعيد جل الھيئات المحلية )الجماعات المحلية(.
وبالنسبة للجماعة الحضرية ألكادير ،وقفنا عند صور الرقابة الممارسة في مجال
الصفقات الجماعية ،والتي سنأتي على تفصيلھا في )المطلب األول( ،ومن جھة أخرى وقفنا
على الكيفية التي تتبعھا الجماعة في إطار تنفيذھا للصفقات المبرمة من طرفھا)المطلب
الثاني(.
(91
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-مرجع سابق ،ص.290
اﳌﻄﻠﺐ ا ٔﻻول :ﺻﻮر اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﳌﲈرﺳﺔ ﻋﲆ ﳎﺎل اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶺﺎﻋﻴﺔ.
حاولنا من خالل ھذا المطلب أن نتطرق لصور الرقابة الممارسة على مسطرة تدبير
الصفقات الجماعية ،ٱنطالقا ً من مرحلة اإلبرام إلى مرحلة التنفيذ .وال يمكن الحديث عن
مرحلة تنفيذ الصفقة والتي تعتبر إشكالية البحث ،بمعزل عن مسطرة تدبير الصفقة بكاملھا،
ألن أي إخالل بمرحلة معينة ،يؤثر ضمنيا ً على مرحلة تنفيذ الصفقة .وعلى سبيل المثال إذا
ما تم اإلخالل بمبدأ معين من المبادئ التي ترتكز عليھا ھذه الصفقات )مبدأ حرية الولوج إلى
الطلبيات العمومية ،المساواة ،الشفافية في التعامل مع المترشحين ،وتبسيط المساطر(،
اليمكننا أن نتساءل حول مدى فعالية ونجاعة ھذه الصفقة في تحقيق األھداف التي وضعت
من أجلھا ،لذا يجب أن تدعم وتضمن ھذه الرقابة ،مسألة شفافية ونزاھة إبرام ھذه الصفقات،
لكي يتأتّى لنا في األخير حسن تنفيذھا.
أما بخصوص الجماعة الحضرية ألكادير ،توصلنا من خالل التدريب الذي أجريناه
بالجماعة ،إلى ثالثة مراحل تعتبر بالرئيسة ،والتي تتجلى في مراقبة الصفقة قبل البدء في
تنفيذھا )الفقرة األولى( ،ثم الرقابة المصاحبة لتنفيذ الصفقة )الفقرة الثانية( ،وأخيراً الرقابة
البعدية لتنفيذ الصفقة )الفقرة الثالثة(.
نقصد بالرقابة القبلية تلك الرقابة التي تمارس بشكل مسبق على مشروع الشراء
الجماعي قبل إنجازه.
وتتجلى أھمية ھذه الصورة من الرقابة في شكلھا الوقائي الذي يتفادى الوقوع في
أخطاء قد تھدد الصالح العام المحلي) ،(92ومن جھة اخرى تعتبر اداة لتطوير فعالية التدبير
ونجاعته ،وذلك من خالل ٱستفادة المدبر العمومي من مجموعة من المالحظات والنصائح
من أجل تحسين طريقة التدبير) ،(93وتتوزع ھذه الرقابة بين دور سلطات الوصاية المتمثلة
في وزارة الداخلية )أوالً( ،ثم من جھة أخرى دور المراقب المالي الذي ينظر في صحة
اإللتزامات )ثانيا ً(.
يقصد بھذه المراقبة تلك المراقبة الصادرة من جھاز يمارس وصايته على الھيئة
المحلية ،والذي يتجلى في وزارة الداخلية ،وتستھدف ھذه المراقبة تفادي األخطاء التي من
الممكن أن تقع فيھا الجماعات المحلية وھيئاتھا والھيئات التابعة لھا إبان إعداد مشروع
الصفقة ،كما تسعى إلى تجاوز وتحاشي إنجاز القرار الذي ال يتالءم مع الظروف الخاصة
بالجماعة وال يساير محتوى السياسات العمومية اإلقتصادية واإلجتماعية التي تنھجھا
الدولة).(95
ويتركز نطاق ھذه المراقبة بشكل دقيق على القضايا المالية أكثر من القضايا األخرى
التي تدخل ضمن نطاق مراقبة سلطات الوصاية لھذه الھيئات ،حيث أصبحت ھذه الوصاية
(92
عزيزي نجيب :الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية ،مرجع سابق ،ص.138
) 93
BOUTAQBOUT Abdelmjid : Le management des marchés publics au Maroc, op.cit, p 50.
(94
"سلطة الوصاية :وزير الداخلية أو من ينوب عنه بالنسبة للجھات والعماالت واألقاليم والجماعات الحضرية والمجموعات والوالي أو عامل
العمالة أو اإلقليم بالنسبة للجماعات القروية" ،المادة 2من قانون ،45.08المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية ومجموعاتھا ،مرجع
سابق.
(95
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-مرجع سابق ،ص.300
ضرورة ملحة أكثر من السابق ،وذلك بسبب ما أصبحت تتوفر عليه ھذه الھيئات من
إمكانيات مالية مھمة .فإذا ما نظرنا إلى فحوى المادة 104من نظام المحاسبة العمومية
للجماعات المحلية ومجموعاتھا ،نجد أن المادة تھدف من خالل محاسبة الجماعات المحلية
ومجموعاتھا إلى بيان ومراقبة عملياتھا المتعلقة بالميزانية والمالية وكذا إخبار وزارة
الداخلية وھيئات المراقبة والتدبير.(96)...
ومن ھنا نالحظ التنوع والتعدد الحاصل في أشكال المراقبة والوصاية على الجماعات
المحلية ،بحيث تنصب على مدى إلتزام اإلدارة المحلية بالمقتضيات القانونية الجاري بھا
العمل ،وذلك من أجل تدبير مالي يتفق مع األھداف المرسومة في إطار الالمركزية اإلدارية،
وتمارس ھذه المراقبة من خالل عملية المصادقة على الصفقات من طرف الوزارة الوصية
على الجماعات المحلية) ،(97إال أن وزن وثقل ھذه الوصاية الممارسة من طرف وزارة
الداخلية ،تتناقص وتتزايد حدتھا من جماعة إلى أخرى .وبالنسبة للجماعة الحضرية ألكادير،
ال تجد أ ﱠ
ي عائق بالنسبة لمسألة الوصاية الممارسة على مجال الصفقات العمومية ،حيث جاء
على لسان رئيس قسم الصفقات بالوالية" ،أنه في رأيي الشخصي أنه مادامت أي جماعة
تتوفر على اإلمكانيات المادية والبشرية المؤھلة ،فإن دور سلطة الوصاية يتقلص بل وينعدم
أحيانا ،إلى أن يصبح دور تشاور وتعاون وتنسيق ال أقل وال أكثر ،ويمكننا القول إن ھذا
ينطبق على الجماعة الحضرية ألكادير ،من خالل الوصاية التي نمارسھا على صفقاتھا ،ألن
الجماعة تتوفر على موارد بشرية مؤھلة في ميدان تدبير الصفقات العمومية.
عموما ً يبقى مفھوم الوصاية في إطار الجماعات المحلية ،ھدفه األساس ھو مساعدة
الجماعات التي ال تتوفر على المؤھالت الالزمة لتنفيذ المشاريع الكبرى ذات الصبغة
)(98
الوطنية والجھوية".
(96
مرسوم رقم 2.09.441صادر في 17من محرم 3) 1431يناير (2010بسن نظام للمحاسبة العمومية للجماعات المحلية ومجموعاتھا،
ج.ر عدد 23 ،5811صفر 8) 1431فبراير ،(2010ص.400
(97
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-مرجع سابق ،ص.301
(98
السؤال الثالث من الحوار الذي أجريناه مع السيد :بوحسون عبد السالم -رئيس قسم الصفقات بالوالية – عمالة اكـــــــادير اداوتنان والية
سوس ماسة درعة ،يومه :االثنين 09غشت ،2010على الساعة 11صباحا )الملحق رقم ،(8مرجع سابق.
ومن جھة أخرى يمكننا القول إن سلطات الوصاية تتدخل في مراقبة الشرعية دون
مراقبة المالءمة ،ويتجلى ذلك من خالل الحوار الذي أشرنا إليه سابقاً ،والذي تمحور السؤال
الخامس فيه حول نوع المراقبة الممارسة )الشرعية أو المالءمة( ،والذي جاء فيه "عالقة بما
سبق ذكره ،فإن رفض المصادقة يكون مبنيا ً على نصوص قانونية واضحة ،مثالً عندما ال
يتم اإلعالن عن عروض األثمان في الصحف أو توقيع المحاضر أو عدم توفر اإلعتمادات
الكافية إلبرام الصفقة ،فإن عدم المصادقة يصبح إجباريا ً من لدن سلطات الوصاية ،ومن
جھة أخرى إغفال ھذه اإلجراءات أو التساھل في ھذه اإلجراءات ،لن يفسر إال بالتواطؤ في
صفقات مشبوھة ولو كانت النية حسنة").(99
وھكذا فإن عدم تشديد سلطات الوصاية على مراقبة المالءمة في بعض الصفقات
المبرمة ،يجعل المجلس يرتجل في بعض المشاريع التي تكلف الميزانية المحلية الشيء
الكثير ،وبالتالي ضياع الصالح العام .إال أنه في اآلونة األخيرة )الواليتين األخيرتين( لم
يطرح ھذا اإلشكال ،حيث أصبح المجلس الجماعي يمتاز برؤية ٱستراتيجية في مسألة إبرام
مجموعة من الصفقات ،والتي زادت من وتيرة التنمية المحلية بالنسبة ألكادير الكبير،
ويتضح ذلك من خالل السرعة في المصادقة على مجموع الصفقات المحالة إلى سلطات
الوالية وفي وقتھا المحدد.
(99
السؤال الخامس من الحوار الذي أجريناه مع السيد :بوحسون عبد السالم -رئيس قسم الصفقات بالوالية – عمالة اكـــــــادير اداوتنان
والية سوس ماسة درعة ،يومه :االثنين 09غشت ،2010على الساعة 11صباحا )الملحق رقم ،(8مرجع سابق.
رسم بياني رقم 6
مصدر المعطيات :قسم الصفقات بالوالية – عمالة أكادير اداوتنان والية سوس ماسة درعة.
رسم بياني رقم 7
ذذذ
ذذذ
ذذذذذذذذ
مصدر المعطيات :قسم الصفقات بالوالية – عمالة أكادير اداوتنان والية سوس ماسة درعة.
رسم بياني رقم 8
مصدر المعطيات :قسم الصفقات بالوالية – عمالة أكادير اداوتنان والية سوس ماسة درعة.
يتجلى من خالل الرسوم البيانية 8-7-6تدخالت سلطات الوصاية ،من أجل المصادقة
على الصفقات المبرمة من طرف الجماعة الحضرية ألكادير ،ويفسر الرسم البياني رقم ،8
التوازي بين عمل المجلس ومراقبة سلطة الوصاية حيث نجد ﱠ
أن ھناك في بعض األحيان
المصادقة الكاملة على بعض الصفقات ،بل يتجاوزھا في أحيان أخرى نظراً للصفقات التي
يتم إبرامھا في متم سنة مالية معينة ،ونظراً لظروف تأخير المصادقة في بعض األحيان ،يتم
المصادقة على ھذه الصفقات في السنة الموالية ،لھذا ت ﱠم إحصاؤھا في السنة الموالية.
عموما ً يظھر لنا من خالل ما سبق بأن الوصاية الممارسة على الجماعة الحضرية
تتميز بمرونة تسمح للمجلس الجماعي تطبيق جل مخططاته وفق مايراه مناسبا ً للصالح العام
المحلي.
اثﻧﻴﺎ :دور اﳌﺮاﻗـﺐ اﳌـــــــــﺎﱄ.
تعتبر المراقبة المالية ھي األخرى من بين صور الرقابة القبلية ،التي تسبق تنفيذ
الصفقة ،فالمادة 14من نظام المحاسبة العمومية للجماعات المحلية ومجموعاتھا تنص على
أن المحاسبين العموميين للجماعات المحلية ومجموعاتھا ھم:
• الخزنة الجماعيون) :(100يتولى ھؤالء الخزنة المكلفون باألداء تنفيذ ومراقبة نفقات
الجماعة المحلية أو المجموعات المذكورة؛
• القباض الجماعيون :يعھد إليھم تحصيل الواجبات والرسوم واألتاوى ،التي تكون
الجماعات المحلية ومجموعاتھا مؤھلة إلقتطاعھا عمالً بالقوانين واألنظمة المعمول
بھا ،وكذا تنفيذ ومراقبة نفقات الجماعات أو المجموعات المذكورة؛
• المحصلون الجماعيون :بإعتبارھم محاسبين ملحقين محاسبتيا ً بالخزنة الجماعيين،
تحصيل الواجبات والرسوم واألتاوى التي تكون الجماعات المحلية ومجموعاتھا
مؤھلة الستيفائھا طبقا ً للقوانين واألنظمة المعمول بھا).(101
لھذا فالمراقبة المالية التي يمارسھا القابض الجماعي على الصفقات المحلية ،ال تقل
أھمية عن تلك التي تمارسھا سلطات الوصاية الممثلة في وزارة الداخلية ،ألن القابض
الجماعي يشكل حجر األساس في اإلنفاق المحلي ،وبإعتبار تعدد األدوار الرقابية التي يقوم
بھا على المستوى المحلي كذلك ،فھو مراقب للحسابات ومحاسب في نفس الوقت ،لذلك
فدوره يتميز باإلزدواجية ،يراقب اإللتزام بالنفقة ،ويراقب األداء).(102
لھذا يتجلى الدور األساسي للمراقب المالي أو القابض الجماعي ،في مراقبة توفر
اإلعتماد وصحته للنفقة المعينة ،وأن الصفقة أدرجت ضمن اإلعتمادات المخصصة لھا ،ألن
(100
"يحدد مجال صالحيات وإختصاصات الخزنة الجماعيين المكلفين باألداء والقباض الجماعيين بقرار للوزير المكلف بالمالية ،ويحدد مجال
صالحيات وإختصاصات المحصلين الجماعيين بقرار مشترك للوزير المكلف بالمالية ووزير الداخلية" ،الفقرة 4من المادة 14من مرسوم
رقم 2.09.441صادر في 17من محرم 3) 1431يناير (2010بسن نظام للمحاسبة العمومية للجماعات المحلية ومجموعاتھا ،ص،402
مرجع سابق.
(101
الفقرة 1و 2و 3من المادة 14من مرسوم نظام المحاسبة العمومية للجماعات المحلية ومجموعاتھا ،ص ،402المرجع نفسه.
(102
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-مرجع سابق ،ص.306
الصفقة المحلية في حد ذاتھا تعتبر نفقة عامة من الوجھة المالية ،وبالتالي تنصب ھذه
الرقابة على المشروعية المالية للنفقة ،ومدى مطابقتھا للقواعد والنصوص القانونية من
خالل:
• "توفر اإلعتمادات؛
• اإلدراج المالي للنفقة؛
• صحة العمليات الحسابية لمبلغ اإللتزام؛
• مجموع النفقة التي تلتزم بھا الجماعة المحلية ،أو المجموعة طيلة السنة التي
أدرجت خاللھا").(103
عموما ً "تخضع نفقات الجماعات المحلية ومجموعاتھا إلى مايلي:
• مراقبة مالية في مرحلة اإللتزام؛
• مراقبة صحة النفقة ،في مرحلة األداء").(104
فعمليا ً يتبين لنا أھمية القابض الجماعي ،من خالل الرقابة التي يجريھا على الجماعة
المحلية ،ومن خالل كذلك مجموعة من التدخالت التي يمكن أن تؤثر في مجريات عمل
المجلس الجماعي ،لكن يمكن لطريقة عمل القابض الجماعي أن تتغير من جماعة إلى
أخرى .فإذا ماصادف القابض الجماعي أحد المجالس ذات األمية المرتفعة بين أعضاء
المجلس ،يبرز دوره التوجيھي من خالل القرارات التي يصدرھا في بعض النفقات
العمومية المحلية ،وھذا ما النلمسه من خالل الجماعة الحضرية ألكادير ،حيث يبقى دوره
منحصراً في مشروعية النفقات العمومية المخصصة ألي شراء جماعي يقوم به المجلس
الجماعي.
لھذا فإذا ماتوفرت جميع الظروف الجيدة في المرحلة القبلية إلعداد الصفقات
المحلية ،وقام كل من اآلمر بالصرف بتنفيذ الصفقة إداريا ً من جھته ،وقام القابض الجماعي
بالتنفيذ المالي من جھة أخرى ،نكون بصدد مرحلة أسست لمرحلة ثانية ،تتجلى في الرقابة
المصاحبة لتنفيذ الصفقة.
(103
المادة 61من مرسوم نظام المحاسبة العمومية للجماعات المحلية ومجموعاتھا ،ص ،408مرجع سابق.
(104
المادة 55من مرسوم نظام المحاسبة العمومية للجماعات المحلية ومجموعاتھا ،ص ،407المرجع نفسه.
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ:اﻟﺮﻗــــــﺎﺑﺔ اﳌﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺔ.
تعتبر الرقابة المصاحبة لتنفيذ الصفقة ،الصورة الثانية من صور الرقابة الممارسة
في مجال الصفقات الجماعية ،والتي تمليه علينا مسطرة إبرام وتنفيذ الصفقة ،الن فعالية ھذا
المسلسل الرقابي الممارس في ھذا اإلطار يؤدي المحالة إلى األھداف المسطرة ضمن دفاتر
التحمالت الملتزم بھا من طرف المتعاقدين ،والتي يمكن أن تشكل -ھذه األھداف -عناصر
ضمن مكونات التنمية المحلية.
ويندرج تتبع تنفيذ الصفقات المحلية ،ضمن إطار إحكام مراقبة وتقويم مردودية
تقنيات المراقبة اإلدارية للصفقات والكشف عن النواقص والھفوات وتحديد مواطن الضعف
والتقصير التي تعتري عمليات التنفيذ ،بٱعتبار أن ھذه المرحلة تعتبر التجسيد الفعلي للتنمية
المحلية).(105
لھذا فالرقابة التي تمارس أثناء مرحلة التنفيذ جاءت بشكل مفصل في المرسوم
المنظم للصفقات العمومية ،والذي ينص في مواده) (106إلى:
• اإلشراف المنتدب على المشروع )المادة (88؛
• الشخص المكلف بتتبع تنفيذ الصفقة )المادة .(89
ويمكن لإلشراف المنتدب أن يتخذ عدة طرق لممارسته ،وذلك من خالل نوع الصفقة
والشركاء ،بحيث نجد شريكا يھمه األمر أكثر من الجماعة المحلية ،ويدخل المشروع ضمن
ٱھتماماته ،وبالتالي يمكن لھذا الشريك أن يُنتدب لإلشراف على ھذا المشروع ،فعلى سبيل
المثال نجد الوكالة المستقلة المتعددة الخدمات بأكادير ،كشريك
(105
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-مرجع سابق ،ص.324
(106
الصادر في 16من محرم 5)1428فبراير (2007بتحديد شروط و أشكال إبرام صفقات الدولة وكذا بعض مرسوم رقم 2.06.388
القواعد المتعلقة بتدبيرھا ومراقبتھا ،مرجع سابق.
في مجموعة من الصفقات التي تستدعي تدخل تقنيي الوكالة ،بإعتبارھم الملمين بمجال
عملھم ،وھكذا نجد كذلك في قطاع الكھرباء الذي يستدعي األمر تفويض اإلشراف إلى
المكتب لكي يتسنى حسن تنفيذ الصفقات المبرمة في إطار ذلك ،ومن جھة أخرى يمكن أن
يعھد ذلك إلى مكاتب للمراقبة ،أو أشخاص يتكلفون بتتبع تنفيذ الصفقة.
تتميز رقابة ھذه المكاتب بالمحدودية التي تطبع عملھا ،ألنه من خالل ٱطالعنا على
مجموعة من الصفقات التي أبرمھا المجلس الجماعي ألكادير ،والتي يسھر على تنفيذھا
مكاتب للمراقبة ،تبين أن تدخل ھذه المكاتب يبقى في إطار تخصصه ،وال يشمل مجموع
الصفقة في إطار متكامل ،بحيث يمكن أن يراقب ھذا المكتب عنصراً وحداً من عناصر
الصفقة ،ونجد على سبيل المثال في صفقة واحدة تعدد متدخلي اإلشراف ،وذلك بدءاً بمكتب
الدراسة الذي قام بالدراسات األولية للمشروع ،باإلضافة إلى المختبر العمومي للتجارب
والدراسات ،ومكتب آخر يخول له مھمة المراقبة في إطار حيز ضيق اليشمل المشروع،
وتنطبق ھذه الحالة على الصفقة الخاصة بمشروع المكتب البلدي الصحي construction
،d’un bureau municipal d’hygièneالذي تعددت فيه أطراف المراقبة.
ومن ناحية أخرى يمكن للجماعة صاحبة المشروع أن تعھد إلى تقنييي الجماعة
"الشخص المكلف بتتبع تنفيذ الصفقة" بمھمة تتبع تنفيذ ھذه الصفقة إذا كانت أھميتھا
وتع ُّقدھا يبرران ذلك.
(107
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-مرجع سابق ،ص.325
(108
نموذج لعقد تتبع تنفيذ صفقة تھيئ المركب الرياضي "لتكوين" ،التابع للجماعة الحضرية ألكادير) ،الملحق رقم .(11
يتضح لنا جليا ً بأن أغلب الخروقات والصعوبات المتعلقة بالصفقات الجماعية ،ومن
خالل دراسة حالة الجماعة الحضرية ألكادير ،ترتبط بعملية تنفيذ الصفقة ،نظراً لتفشي عدة
ظواھر تسيء إلى عملية تدبير ھذه الصفقات ،وتحد من دورھا التنموي ،مما يجعل
االعتمادات المخصصة لھذه الصفقات المحلية ال تصرف في إطارھا المخصص لھا،
وينعكس ذلك في األخير على عملية التنمية ،والتي يجب أن تفعَّل في إطار ٱستراتيجية
متكاملة ومندمجة ومستدامة.
لھذا حتى في الحالة التي تكون فيھا الصفقة قد تمت وفق ما سطر لھا في دفتر
التحمالت ،نكون بصدد رقابة بعدية ،تبين لنا مدى توفر الصفقة للشروط وااللتزامات
المنصوص عليھا.
إذا كانت تعتبر كل من الرقابة القبلية ،أو تلك التي تمارس أثناء تنفيذ الصفقة ،رقابة
وقائية أو مانعة من أن تتخذ منحى آخر غير الذي حدد له ،فالرقابة البعدية تعد رقابة زجرية
ألنھا تمارس بعد تنفيذ جل العمليات المالية السنوية ،وانتھاء جل األشغال وتسليمھا ،وتباشر
ھذه الرقابة بعد ختم الحسابات من طرف جل المتدخلين عند نھاية كل سنة مالية.
وتنحصر الرقابة البعدية ،في سياق إشكالية تنفيذ الصفقات الجماعية ،حول مدى
ٱھتمام المؤسسات المعنية بمسألة الرقابة ،في تتبع الصفقات المبرمة من طرف المجلس
الجماعي بعد تنفيذھا ،ومعرفة مدى التزام المتعاقد مع الجماعة لدفتر التحمالت ،ومعرفة
كذلك مدى تناسب األشغال المنجزة بالنفقات المخصصة ،ومن جھة أخرى جودة األشغال
المقدمة من طرف المقاول.
لكن ھناك عدة دراسات أدرجت ضمن ھذه الرقابة البعدية ،الرقابة الممارسة على
المشتري الجماعي بصفته أمراً بالصرف ،وعلى القابض الجماعي الذي يحصر النفقات
المخصصة للصفقة ،لھذا ارتأينا من خالل ھذه الفقرة أن ندرج فقط الرقابة الممارسة على
الصفقات الجماعية بحد ذاتھا ،وذاك باعتبارھا جوھر البحث ،ال أن نتطرق إلى تفاصيل
الرقابة الممارسة من خالل الحسابات اإلدارية السنوية.
لھذا فان ھذه النوع الرقابي الذي ينكب على الصفقات الجماعية يھم مسطرة تدبير
الصفقات العمومية ،ومدى ٱحترامھا لجل المقتضيات التنظيمية المنصوص عليھا في
المرسوم المنظم للصفقات العمومية ،وعلى الجانب المالي منھا بالخصوص ،فالمادة 91من
المرسوم المنظم للصفقات العمومية) ،(109تحيل إلى أن الجماعة يجب أن تعد تقريراً عن كل
صفقة يفوق مبلغھا 1.000.000درھم ،وأن تتضمن ھذه الوثيقة:
• "موضوع الصفقة؛
• األطراف المتعاقدة؛
• طبيعة األعمال المتعاقد بشأنھا من الباطن ،مع ھوية األشخاص المتعاقدين من
الباطن؛
• أجل التنفيذ مع بيان تاريخ إنطالق وإنتھاء األعمال وتبرير التجاوزات المحتملة
بالنسبة للتاريخ المقرر في األصل النتھاء األعمال؛
• مكان أو أماكن اإلنجاز؛
• الحصيلة المادية والمالية التي تبرز التعديالت التي طرأت على مستوى البرنامج
األصلي والتغيرات في حجم وطبيعة األعمال ،وعند االقتضاء مراجعة األثمان.
ويوجه ھذا التقرير إلى السلطة المختصة بمجرد إنتھاء تنفيذ األعمال .لھذا نطرح
تساؤالً محوريا ً يھم باقي الصفقات األخرى ،والتي ال يصل مبلغا إلى ھذا الحد الذي تخضع
له ھذه الصفقات ،الشيء الذي يجعل باقي الصفقات محل التجاوزات المالية ،والغش الذي
يمكن أن يطالھا من طرف منفذ الصفقة ،فحبذا لو كانت ھذه اإلجراءات تھم جميع أنواع
الصفقات المبرمة من طرف الجماعات المحلية ،ألنه في نھاية األمر بالنسبة للمبالغ دون
السقف المحدد سالفا ً تبقى ھي األخرى أمواالً عمومية كباقي األموال المخصصة لباقي
الصفقات األخرى.
(109
المادة 104من المرسوم المحدد لشروط وأشكال إبرام صفقات الدولة وكذا بعض القواعد المتعلقة بتدبيرھا ومراقبتھا ،مرجع سابق.
وكما أشرنا سابقاً ،أجھزة الرقابة على الجماعات المحلية متعددة ،ومن أبرزھا نجد
المفتشية العامة لإلدارة الترابية التابعة لوزارة الداخلية )أوالً( ،ثم من جھة أخرى الرقابة
المالية الممارسة من طرف وزارة المالية في شخص المفتشية العامة للمالية بٱعتبارھا
جھازاً رقابيا ً)ثانيا ً(.
تدرج ھذه المراقبة ضمن الرقابة التي يمارسھا وزير الداخلية ،بإعتباره الوصي على
الجماعات المحلية ،والذي يعھد بممارسة ھذه الرقابة إلى المفتشية العامة لإلدارة الترابية،
والذي تتحمل فيه ھذه األخيرة ،رقابة مجموعة من اإلجراءات التنظيمية لمجموعة من
الجماعات المحلية على الصعيد الوطني.
وتضع المفتشية برنامجا ً سنويا ً بٱتفاق مع وزير الداخلية ،يتضمن جل العمليات
التفتيشية المزمع القيام بھا للجماعات المحلية خالل السنة ،باإلضافة إلى الفترات االستثنائية
التي يمكن أن تباشر فيھا المفتشية عملھا الرقابي) ،(110وتعمل على إجراء عمليات تفتيش
ومراقبة وتقصي كلما توفرت المعايير المعتمدة ،والقرائن التي تفيد بوجود ٱختالالت
كتقارير سلطات إدارية ،وتقارير المجالس الجھوية للحسابات ،وشكايات وتظلمات
برلمانيين ،أو مستشارين جماعيين ،أو مواطنين ،أو المجتمع المدني. ...
"ووفقا لما ورد بوكالة المغرب العربي لألنباء ،فالمفتشية العامة ،التي تقوم بالمراقبة
والتدقيق في التسيير اإلداري ،والتقني والمحاسبي ،للمصالح التابعة لوزارة الداخلية
والجماعات المحلية وھيئاتھا ،من أجل الحفاظ على المال العام ،أنجزت منذ بداية سنة 2008
ما يناھز 190مھمة ،منھا 61مھمة مراقبة تسيير جماعات محلية حضرية وقروية ،و70
مھمة ٱفتحاص لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،و 59مھمة بحث وتقصي
بخصوص قضايا تتعلق بجماعات محلية ووحدات ترابية".
(110
عزيزي نجيب :الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية ،مرجع سابق ،ص .159
وأشارت المفتشية إلى أنه في إطار مسطرة محكمة وشفافة ،يتم عرض كل نتائج
التحريات ،ومحتوى التقارير ،بدون إستثناء على رؤساء الجماعات المعنيين ،ومنحھم آجال
معقولة للرد والتعليق على مالحظات لجان التفتيش؛ وبعد التوصل باألجوبة ومالحظات
المصالح المختصة ،يتم إنجاز التقارير النھائية التي تتطلب في بعض األحيان إنجاز مھمة
ميدانية ثانية الستكمال البحث وتجميع وثائق اإلثبات).(111
وأضافت المفتشية أنه عند التأكد من ٱرتكاب مخالفات جسيمة من طرف رؤساء
المجالس الجماعية أو نوابھم ،يوضح البيان أنه يتم إتخاذ العقوبات التأديبية الالزمة مع
االحتفاظ بحق المتابعات القضائية الضرورية.
فھذا النوع من الرقابة يشمل التأكد في عين المكان ،من صحة االلتزامات ،ومن حقيقة
األعمال والمشاريع الموازية لھا ،والتي تم إنجازھا ،من خالل الوثائق اإلحصائية والوصفية
للصفقات الجماعية.
ومن الواضح أن ھذه المراقبة ،لھا أھميتھا ومكانتھا من بين مختلف صور الرقابة،
نظراً ألنھا تتم بواسطة جھاز يتوفر على أطر عليا ،تتميز بكفاءتھا في األمور التدبيرية
الخاصة بالجماعات المحلية ،ويمكنھا أن تقوم بعمل تقييمي لتسيير الجماعة والوقوف على
مواطن الضعف ،في ھذا التسيير وبالتالي اإلدالء بمقترحات من أجل تجاوزھا.
إال أنه في نظرنا ،ھناك عدة إكراھات يمكن أن يكون لھا تأثير على عمل ھذه الھيئة،
والذي يتجلى في نقص الموارد البشرية ،الشيء الذي ينعكس على عملھا ،وذلك من خالل
البرنامج السنوي الذي ال يمكن أن يتضمن نسبة كبيرة من الجماعات المحلية التي تعرف عدة
تجاوزات على الصعيد التدبيري.
(111
عن موقع وكالة المغرب العربي لألنباء ،والذي تفحصناه يوم االثنين 30غشت ،2010على الساعة .18:06
اثﻧﻴ ًﺎ :اﳌﻔﺘﺸـﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﲈﻟﻴﺔ.
"يبقى ٱختصاص المفتشية العامة للمالية ،في مجال مراقبة الصفقات العمومية
المحلية ،إختصاصا ً عاما ً في إطار مراقبة اإلنفاق العام ،حيث يمكن القول أن رقابة المفتشية
تمتد إلى المظاھر المالية للدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية").(112
لھذا تقوم المفتشية العامة للمالية بمراقبة مالية الدولة والجماعات المحلية ،وذلك
بوصفھا جھازاً ساميا ً للرقابة ،وفق القوانين واألنظمة المعمول بھا) ،(113وھكذا فھي تتولى:
• "مراقبة مصالح الصندوق والمحاسبة لدى المحاسبين العموميين وموظفي الدولة
والجماعات المحلية بشكل عام؛
• القيام بافتحاص المشاريع العمومية الممولة من طرف الھيآت األجنبية كالبنك الدولي
لإلعمــار والتنــــمية " "BIRDوالبنك اإلفريقي للتنمية " "BADوبرنامج األمم
المتحدة للتنمية ""PNUD؛ وتتبنى المفتشية في ھذا اإلطار مقاربات جديدة تتماشى
مع تلك المعمول بھا على الصعيد الدولي.
وتخضع تدخالت المفتش العام للمالية ،لبرنامج سنوي مصادق عليه من طرف وزير
المالية؛ ھذا البرنامج قد يطرأ عليه بعض التعديالت حسب المھام المستعجلة والطارئة التي
تفرض نفسھا ،كما أن البرنامج السنوي المذكور يأخذ بعين االعتبار طلبات التدخل المعبر
عنھا من طرف مختلف الوزارات المعنية").(114
(112
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-مرجع سابق ،ص .314
(113
وال سيما الظھير الشريف رقم 1.59.269الصادر في 17شوال 14 ) 1379أبريل ( 1960المتعلق بالمفتشية العامة للمالية ،ج.ر عدد
25 -1478شوال 22) 1379ابريل ،(1960والمتمم بمرسوم تطبيقي مؤرخ في 23فبراير ،1967والذي ينص في مادته الثانية على "أن
رقابة المفتشية العامة للمالية ،تنصب على المصالح المحاسبية وعلى المحاسبين العموميين التابعين للدولة والجماعات المحلية وعلى
الحسابات المسجلة في الدفاتر المحاسبية لآلمرين بالصرف وكافة المتصرفين".
(114
عن موقع وزارة االقتصاد والمالية ،والذي اطلعنا عليه يوم 06نونبر ،2010على الساعة .18:47
لھذا ال تقتصر رقابة المفتشية العامة ،على رقابة العمليات المالية المرتبطة
بالصفقات العمومية المحلية ورقابة المشروعية فقط ،بل تمتد كذلك إلى بعض جوانب
المالئمة ،حيث من خالل معاينتنا لمرسوم الصفقات العمومية ،يتجلى لنا الدور الرئيس
المنوط بھذه الھيئة من خالل عدة مواد تنص على تدخل ھذه الھيئة:
• "المادة 34الخاصة بتشكيل لجنة طلب العروض ،فمن بين األعضاء التي تتكون
منھم ھذه اللجنة نجد ،ممثل عن وزارة المالية إذا كان مبلغ الصفقة المقدر يفوق
ثالثين مليون 30.000.000درھم").(115
• ونجد كذلك في المادة 75التي تتطرق إلى سندات الطلب أن المشرع "نص وبصفة
استثنائية ومراعاة لخاصيات بعض القطاعات الوزارية ،يمكن للوزير األول أن يأذن
فيما يتعلق ببعض األعمال برفع حد 200.000مائتي ألف درھم ،بموجب مقرر
يتخذه بعد استطالع رأي الوزير المكلف بالمالية ولجنة الصفقات").(116
• أما بالنسبة لبعض الصفقات التي يتعدى مبلغھا 5.000.000خمسة ماليين درھم،
فالمراقبة في ھذه الحالة تكون إجبارية ) ،(117لھذا نجد العديد من الجماعات المحلية
التي تصل مبالغ صفقاتھا ھذا القدر المالي ،تقوم ببعض التدابير القانونية في
مظھرھا ،لكن عن سوء نية ،وذلك من قبيل تجزيء مبلغ الصفقة إلى حصتين أو
أكثر ،لكي ال تخضعھا للرقابة اإلجبارية ،وھذا ما أدى بنا إلى البحث عن مجموع
الصفقات التي أبرمھا المجلس الجماعي لمدينة أكادير ،والتي يفوق مبلغھا الحد
المنصوص عليه في المادة ،95والتي قمنا بحصرھا خالل سنة 2008في 14
صفقة فاقت مبلغ 5.000.000والتي قمنا بجردھا في الجدول التالي:
(115
المادة 34من المرسوم المحدد لشروط وأشكال إبرام صفقــــــات الدولة وكذا بعض القواعد المتعلقة بتدبيرھا ومراقبتـــــھا ،مرجع سابق.
(116
المادة 75من المرســـــوم المحدد لشروط وأشكال إبرام صفقات الدولة وكذا بعض القواعـــــد المتعلقة بتدبيرھا ومراقبتھا ،المرجع نفسه.
(117
المادة 95من المرسوم المحدد لشروط وأشكال إبرام صفقات الدولة وكذا بعض القواعد المتعلقة بتدبيرھا ومراقبتھا ،مرجع سابق.
عموما ً يمكن القول إن رغبة المشرع في ٱحترام مبدأ الشرعية أثناء تدبير مجال
الصفقات العمومية ،بدءاً من إعداد الصفقة حتى تنفيذھا ،جعلته يخضع جميع األطراف
المتدخلة والفاعلة في تدبير ھذا المجال الحيوي ،لرقابة محددة المعالم ،ومحكمة األجزاء
ومتعددة الصور ،تمارس على كل طرف على حدة .وقد توزعت ھذه الرقابة بين عدة
ھيئات أخرى قضائية سنراھا الحقاً ،إال أنه ال يمكننا الحديث عن رقابة ذات فعالية ونجاعة،
إال من خالل تعاون جميع األطراف الفاعلة والمتدخلة ،والتي على أساسھا تنبني السياسة
التنموية المراد تحقيقھا.
ومن جھة أخرى يجب إعادة النظر في نوع ھذه الرقابة الممارسة على مجال
الصفقات العمومية ،وذلك حتى يتسنى لمراقبي ھذه الھيئات التدخل في مالءمة ھذه
الصفقات الحتياجات الساكنة التنموية ،ولألھداف الواجب تحقيقھا ،وبالتالي االنتقال من تلك
الرقابة التقنية المحضة ،المبنية على شرعية العمليات المنجزة ،إلى رقابة المالءمة التي
ترمي إلى محاسبة مبنية على النتائج المحققة ومدى مالءمتھا لألھداف.
أما بالنسبة للمطلب الثاني من ھذا المبحث ،فسنتطرق فيه إلى وضعية تتبع الصفقات
العمومية المبرمة من طرف المجلس الجماعي لمدينة أكادير.
اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ :ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﺼﻔﻘﺎت ﻣﻦ ﻃﺮف اﶺﺎﻋﺔ اﳊﴬﻳﺔ ﻻٔﰷدﻳﺮ.
يعتبر تتبع الصفقات من طرف الجماعة الحضرية ألكادير ،أمراً ال يتجزأ من
ٱھتمامات الجماعة ،والتي اتخذت بدورھا نموذجا ً لتسيير دواليبھا ،لھذا نطرح في ھذا المقام
التساؤل الذي يندرج حول كيفية تتبع ھذه الجماعة لبعض صفقاتھا المبرمة ،والتي اتخذت
على عاتقھا أمر مراقبتھا؟ والذي سنجيب عليه من خالل التطرق للھيكلة اإلدارية للجماعة
بشكل عام )الفقرة األولى( ،ثم إلى ھيكلة قسم الصفقات العمومية بشكل خاص )الفقرة
الثانية(؟ ثم مدى استجابته لمتطلبات الجماعة؟ لننتقل إلى التساؤل حول مدى كفاية )الفقرة
الثالثة( وأھلية )الفقرة الرابعة( الموارد البشرية التي تقوم بتتبع وتنفيذ بعض الصفقات
المبرمة من طرف الجماعة
اﻟﻔﻘﺮة ا ٔﻻوﱃ :اﻟﻬﻴﲁ اﻟﺘﻨﻈﳰﻲ ﻟﻠﺠﲈﻋﺔ.
"يعتبر الھيكل التنظيمي المعمول به منذ 2003نسخة طبق األصل للھيكل النموذجي
المنشور في دورية وزارة الداخلية").(118
وقد تم اعتماده دون التأكد من مدى مالءمته للحاجات الوظيفية والخاصة بالجماعة
الحضرية ألكادير) ،(119لذلك فإن ھذا الھيكل التنظيمي بعد تطبيقه سرعان ما تجلت
ً
واستجابة للحاجيات الحقيقية للتدبير اإلداري ،فقد محدوديته حيث أظھر عدة اختالالت.
تدخل الجھاز التنفيذي للجماعة بإحداث مصالح وخاليا ألحقت بالھيكل التنظيمي ،دون أن
تكتسي صبغة رسمية ،بحيث تولدت عنه مشاكل كبيرة في الرؤية التي أثرت سلبا على
مستوى التنسيق العام بين األقسام والمصالح.
(118
الحالة الراھنة من التشخيص الترابي لمدينة اكادير "المخطط الجماعي للتنمية ،"2016/2010منشور على الموقع الذي خصصته الجماعة
للمخطط ،www.pcd-agadir.com ،مرجع سابق.
(119إن الدورية تشير صراحة إلى الطابع االستشاري للھيكل التنظيمي المقترح ،وتطلب من األجھزة التنفيذية للجماعات العمل على مالءمته
حسب ظروف كل جماعة ،لذا يجب أن ينكب على ھذه الجوانب جميعھا للوصول إلى أجوبة مناسبة آخذا بعين االعتبار الھيكل التنظيمي
النموذجي الجديد الذي اقترحته وزارة الداخلية على المدن التي يتراوح سكانھا ما بين 100 000و 500 000ألف نسمة ،الحالة الراھنة من
التشخيص الترابي لمدينة اكادير ،المرجع نفسه.
إن تشخيص التنظيم الداخلي للجماعات يجب أن ينكب على ھذه الجوانب جميعھا
للوصول إلى أجوبة مناسبة ،آخذاً بعين االعتبار الھيكل التنظيمي النموذجي الجديد الذي
اقترحته وزارة الداخلية على المدن التي يتراوح سكانھا ما بين 100 000و 500 000
ألف نسمة ،ألن الجماعة الحضرية ألكادير الحالية ،وليدة أربعة جماعات سابقة )تيكوين،
أنزا ،بنسركاو وأكادير( ،لھا خاصية التوفر على ملحقات إدارية متواجدة في مقرات
الجماعات السابقة المذكورة ،وعالقتھا بالكتابة العامة و األقسام اإلدارية ال زالت غير
واضحة بشكل دقيق.
إن التشخيص المذكور أعاله يجب أن ينكب على إعادة صياغة عالقة الملحقات
بمختلف األقسام في إطار سياسة القرب وبما يضمن االستجابة لحاجيات الساكنة التنموية،
ولكي يتم تجاوز األخطاء التي ھمت إدماج المصالح في سنة ،2003والذي أنجز على
عجل ودون رؤية إستراتيجية واضحة ،والتي ترتبت عنھا عواقب وخيمة على جودة
الخدمات المقدمة للمواطنين بسبب تركيز الوسائل المادية والبشرية في األقسام على صعيد
المركز).(120
(120
الحالة الراھنة من التشخيص الترابي لمدينة اكادير "المخطط الجماعي للتنمية ،"2016/2010منشور على الموقع الذي خصصته
الجماعة للمخطط ،www.pcd-agadir.com ،مرجع سابق.
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :اﻟﻬﻴﲁ اﻟﺘﻨﻈﳰﻲ ﻟﻘﺴﻢ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ابﶺﺎﻋﺔ.
ال يمكن للصفقات الجماعية التي يبرمھا المجلس الجماعي ،المترجمة للمشاريع
التنموية وللمخطط الجماعي للتنمية ،أن تترجم على أرض الواقع ،حتى ولو استوفت جل
المساطر المنصوص عليھا قانونياً ،إال في حالة اعتماد طريقة تدبيرية ناجعة وفعالة تأخد
بعين االعتبار الھدف التنموي المنشود.
لھذا يندرج مكتب الصفقات الجماعية ،ضمن قسم الشؤون التقنية والمحافظة على
البيئة ،وذلك كما ھو مبين في الخطاطة التالية التي تبين لنا القنوات التي تسلكھا الصفقة،
بدءاً بتحضير طلب العروض ،مروراً بمرحلة فتح االظرفة ،ومعالجة الملفات ،حتى مرحلة
المصادقة:
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :اﳌﻮارد اﻟﺒﴩﻳﺔ.
بقراءتنا للجداول التالية يتبين على الفور أن نصف الموارد البشرية يتكون من
األعوان العموميين؛ وتتميز ھذه الفئة في غالبيتھا بضعف الكفاءة حيث ال يتطلب توظيفھا
التوفر على مؤھالت محددة.
الجدول رقم 7
جدول يبين تطور الموارد البشرية )(2010/2004
2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 السنة
أ -األطر اإلدارية
83 81 76 79 74 61 73 فئة : 2السلم 11-10
106 110 112 127 136 124 127 فئة : 2السلم 9 -5
178 179 178 166 166 85 87 فئات أخرى 3 -1
فئة : 3األعوان
794 807 774 780 811 749 774
العموميون السلم 8-2
ب -األطر التقنية
54 56 44 43 44 35 34 فئة : 1السلم 11-10
235 236 255 253 212 205 219 فئة : 1السلم 9 -5
فئة : 4األعوان
224 224 277 226 200 370 375
العموميون
1674 1693 1716 1674 1643 1629 1689 المجموع
مصدر المعطيات :الجماعة الحضرية لمدينة اكادير" ،المخطط الجماعي للتنمية ."2016/2010
ھذا االختالل الواضح في ھيكل التركيبة البشرية ليس سوى نتيجة لمخلفات عمليات
التوظيف العشوائي ،والتي لم يعد لھا بشكل جيد خالل السنوات الماضية.
إن جدول األطر الخاص بالجماعة مازال يسجل إلى اليوم وجود 224شخص في
وضعية مؤقتة ،ھؤالء األشخاص يخضعون في تدبيرھم إلى القانون الخاص ،وقد وظفوا
عن طريق رسالة االلتزام التي تشترط عليھم القيام بأعمال بدنية دون األعمال اإلدارية.
إضافة إلى ھؤالء األعوان المؤقتين ،ھناك فئة ال تتوفر على مناصب مالية تدعى
العمال الموسميين عددھا 870شخص تعمل بالجماعة واستھلكت ما يوازي
9.343.988,20سنة .2009
تجدر اإلشارة إلى أن العامل الموسمي ال يجب أن يشتغل بالجماعة أكثر من ثالثة
أشھر في السنة.
الجدول رقم 8
توزيع الموارد البشرية على األقسام الجماعية وحسب الفئات.
قسم
قسم الشؤون قسم الشؤون قسم
مصالح قسم التعمير الشؤون
االقتصادية القانونية الموارد
جماعية أخرى والممتلكات التقنية
والمالية واإلدارية البشرية
والبيئة
49 19 10 6 18 35 األطر التقنية واإلدارية
واألطر واألعوان التقنيون
55 32 24 8 42 81
المشابھة
48 32 47 15 29 3 الموظفون اإلداريون
309 65 92 4 29 647 العمال واألعوان العموميون
465 148 173 33 93 766 المجموع
% 27,61 % 8,84 % 10,33 % 1,97 % 5,5 % 45,75 مؤشر التركيبة البشرية
مصدر المعطيات :الجماعة الحضرية لمدينة اكادير" ،المخطط الجماعي للتنمية ."2016/2010
يتسم كذلك توزيع الموارد البشرية على مختلف أقسام الجماعة ،باختالل كبير يتجلى
في حجم التعيينات .فعلى سبيل المثال ،يستأثر القسم التقني بـ 766عون جماعي من
مجموع الموظفين الجماعيين) ،أي % 45,75من التركيبة البشرية و % 31من األطر
واألطر المشابھة( ،بينما قسم التعمير المخول له مھام واختصاصات حساسة جدا :الھندسة
المدنية ،التعمير ،التھيئة الحضرية ،مراقبة البناء وتدبير الممتلكات الجماعية العامة
والخاصة فال يشتغل به إال 93موظف )أي 5,5%من التركيبة البشرية للجماعة و % 16
من األطر واألطر المشابھة().(121
(121
الحالة الراھنة من التشخيص الترابي لمدينة اكادير "المخطط الجماعي للتنمية ،"2016/2010منشور على الموقع الذي خصصته الجماعة
للمخطط ،www.pcd-agadir.com ،مرجع سابق.
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺮاﺑﻌﺔ :ﻣﻮﻇﻔﻮ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ).(122
بموجب التنظيم اإلداري المعتمد بالجماعة الحضرية ألكادير ،يرأس قسم الشؤون
التقنية والبيئة ،مھندس يعھد له تسيير جميع دواليب القسم التقني .ومن بين المھام الموكولة
له ،تدبير مسطرة الصفقات الجماعية المبرمة ،ومراقبة تنفيذ البعض منھا .إال أن كثرة
المھام الموكولة لھذا اإلطار تحول بينه وبين مراقبة تنفيذ بعض الصفقات المبرمة ،الشيء
الذي يجعله يفوض تتبع بعض األشغال إلى بعض التقنيين الذين تتوفر عليھم الجماعة،
ويرجع ھذا إلى قلة األطر الموظفة في ھذا اإلطار ،حيث لمسنا ذلك من خالل العدد
المحدود لإلستمارات الموزعة على موظفي مكتب الصفقات العمومية ،والذي يتضح جليا ً
من خالل الخطاطة التالية ،التي تحصر لنا العدد اإلجمالي الموجود بمكتب الصفقات
العمومية في 8أشخاص يسيرون المسلسل التدبيري لصفقات الجماعة الحضرية ألكادير.
من جھة أخرى تبقى مسالة ٱھتمام الجماعة الحضرية بتكوين األطر المسيرة لھذا
القسم الحيوي جد ضعيفة بالمقارنة مع المھام المسندة إليھم ،حيث يتضح من خالل تفريغ
االستمارات الموزعة أن نسبة %30ھي التي استفادت من التكوين ،الشيء الذي يحد من
رفع جودة القدرات التدبيرية لدى موظفي قسم الصفقات العمومية.
رسم بياني رقم 8
بٱعتبار الرقابة األداة األساسية لضبط تنفيذ الصفقات الجماعية ،فإن دور ھذه الرقابة
سينعكس ال محالة على التنمية المحلية من خالل تأھيل وتفعيل العديد من األدوار الرقابية
اإلدارية الذاتية للجماعة المحلية من جھة ،ثم من جھة أخرى إعطاء صالحيات واسعة من
خالل تفعيل جل اإلجراءات المتخذة من طرف الجھات القضائية ،لضمان حسن تدبير
النفقات العمومية المحلية.
لھذا فتحقيق التنمية المحلية ال يلزمھا فقط التخطيط وتمويل المشاريع التنموية ،بل
كذلك الوعي الذاتي للفاعل المحلي الذي يسھر على تنفيذ جل ھذه المخططات التنموية ،ألن
معرفة األخطاء قبل وقوعھا ،والتدخل لتعديلھا ،سينعكس ال محالة على تنمية المدينة،
وبالتالي تكون الرقابة قد أ َّدت الدور المنوط بھا.
وبتطرقنا لھذا المبحث سنحاول تسليط الضوء على النقاط التي نراھا أساسية لتأھيل
دور الرقابة الذاتية )المطلب األول( ،ثم إلى مساھمة وفعالية الرقابة القضائية على الصفقات
الجماعية )المطلب الثاني(.
اﳌﻄﻠﺐ ا ٔﻻول :ﺗﺎٔﻫﻴﻞ دور اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ادلاﺧﻠﻴﺔ دلﰪ ﻣﺴﻠﺴﻞ اﻟﺘﳮﻴﺔ ابﶺﺎﻋﺔ.
أضحت تطرح مسألة الرقابة على الصفقات الجماعية ،كآلية فعالة لتعزيز مسلسل
التنمية المحلية ،عدة إشكاالت تستدعي إعادة النظر فيھا لتأھيل ھذا الدور الرقابي ،من خالل
ممارسة ھذه الرقابة بشكل مرن ،لكي تستجيب للتطورات الحالية ،ولكي ال يتم التعامل مع
ھذه الصفقات وفق مساطر إدارية تقنية محضة.
لذا فتأھيل الرقابة الداخلية الذاتية ،ال يمكن إال أن يكون حافزاً للتنمية المحلية ،من
خالل المراقبة التلقائية لتھيئ الصفقة المحلية )الفقرة األولى( ،دون أن ننسى الدور األساسي
الذي يمكن أن تلعبه الرقابة التلقائية على إبرام وتنفيذ الصفقات الجماعية )الفقرة الثانية(.
(123
عبد العالي سمير :الصفقات العمومية والتنمية ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ،الطبعة األولى ،2010ص.73
قامت به من أعمال وتلغي غير المشروع منھا) ،(124وتتمثل المراقبة التلقائية في مجال
الصفقات المحلية ،أو على المستوى المحلي بصفة عامة ،من خالل الدور الرقابي الذي يقوم
به المجلس الجماعي على جميع العمليات المالية التي تقوم بھا الجماعات المحلية على مدار
السنة ،بما في ذلك العمليات المتعلقة بالشراءات والصفقات العمومية المحلية التي يخضع
تنفيذھا لمراقبة تجرى على رئيس الجماعة بصفته آمراً بالصرف في حدود جماعته)،(125
بحيث تتجلى أھمية ھذا النوع الرقابي التلقائي للجماعة في مرونة وسھولة التدخل لتغيير كل
ما يمكن أن يخرج عن اإلطار الذي خصص آنفا ً أو من باب إعادة النظر في الصفقة لكي
تكون بدرجة أكثر فاعلية ونجاعة .وتنصب ھذه الرقابة الذاتية على جل المراحل التي
تسلكھا الصفقة بدءاً من تھييئھا حتى تنفيذھا ،ومن جھة أخرى المصاحبة الدائمة للصفقة
لمعرفة ما مدى مالءمتھا للتوجھات المحلية.
لذلك تعد المراقبة التلقائية على تھيئ الصفقات الجماعية ،من األھمية بمكان لكونھا
تواكب األعمال التحضيرية األولى للصفقة ،ألنه مھما بلغت درجة أھمية التفتيش الخارجي
عن الجماعة ،فإنه لن يبلغ إلى مضامين األشياء بدقة ،وبالتالي ال يمكنه الوقوف على جل
الحقائق التي كانت وراء العديد من اإلختالالت التي عرقلت السير العادي للصفقات
الجماعية.
لھذا يفرض واقع ھذا النوع من الرقابة ٱتخاذ عدة إجراءات لتوضيح معالم ھذا النوع
الرقابي وذلك من قبيل:
• تحسين أنظمة المراقبة الداخلية؛
• وضع تعريف وتفسير نموذجي للمراقبة الداخلية ،يكون معروفا ً لدى كل األشخاص
المعنيين بھذا النوع من المراقبة؛
• تحديد حاجيات المسؤولين المشرفين على الرقابة الداخلية التلقائية.
(124
عبد Yحداد :صفقات األشغال العمومية ودورھا في التنمية ،مرجع سابق ،ص .198
(125
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-مرجع سابق ،ص .292
تبقى ھذه الشروط جزءاً من الكل ،إذا ما أراد المدبر العمومي الرقي بالمنظومة
التدبيرية على الصعيد المحلي ،حيث في األخير يبقى تھيئ الصفقة العمومية المحلية،
كإختصاص فريد للمجلس الجماعي في شخص رئيسه وأعوانه ،بإعتبارھم األكثر دراية
بطبيعة الحاجيات المراد تلبيتھا ومداھا) ،(126وفي األخير تخضع مسطرة تھيئ الصفقة
لمقتضيات المرسوم المنظم للصفقات العمومية ،في إنتظار صدور قانون ينظم الصفقات
الجماعية المحلية.
إلى جانب الشروط المنصوص عليھا في دفاتر التحمالت والتي بموجبھا يتم إبرام
الصفقات المحلية والخاضعة بدورھا للمراقبة التلقائية الداخلية لإلدارة المحلية ،يجب أن
تشمل ھذه الرقابة كذلك مجاالً أكثر حيوية وحساسية ،وھو مجال اإلبرام الذي له ٱرتباط
وثيق بمجال المنافسة والمساواة في التقدم للطلبيات العمومية المحلية) ،(127ثم السھر من
طرف اإلدارة المتعاقدة على التنفيذ األمثل للصفقة.
لھذا يظل ميدان الصفقات العمومية بصفة عامة ،ميدانا ً عمليا ً وتقنيا ً بإمتياز ،تتداخل
فيه العديد من المصالح والعديد من الفاعلين ،إذ أن مرحلة إبرام الصفقة بوصفھا المرحلة
الثانية من مسلسل معقد يشمل اإلبرام والتنفيذ ،فإنھا ال يمكن أن تخرج عن اإلطار الذي
ذكرناه سابقاً ،حيث إن شفافيتھا المطلوبة تظل رھينة بسلوكيات طرفي العقد )اإلدارة
والمتنافسين( ،ولذلك فإن ھذه الشفافية المطلوبة قد تكون عرضة لمجموعة من العراقيل من
صنع ھذين الطرفين ،بقصد أو بدون قصد ،أو ربما لضعف في التواصل أو التكوين الذي
يحتاجه ھذا المجال المعقد).(128
(126
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-مرجع سابق ،ص .294
(127
خالد شھيم :إشكالية المراقبة في الصفقات العمومية الجماعية على ضوء المرسوم الجديد ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة،
وحدة القانون العام ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بالدارالبيضاء عين الشق ،السنة الجامعية . 1999-1998
(128
عبد Yالبو :شفافية إبرام الصفقات العمومية بالمغرب "في ضوء مرسومي 30دجنبر 1998و 5فبراير ،2007رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا المعمقة في القانون العام ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بالرباط-السويسي ،-السنة الجامعية ،2008-2007
ص.54
ومن بين ھذه العراقيل نجدھا تتلخص في:
• عراقيل تكون منسوبة لإلدارة بسبب تحرير دفاتر الشروط الخاصة )(CPS؛
• ومن بين العراقيل المنسوبة لإلدارة كذلك نجد التعقيدات المسطرية أثناء عملية
اإلبرام؛
• ثم من جھة أخرى عراقيل منسوبة للمتنافسين ،كالممارسات التدليسية الفردية
والجماعية للمتنافسين؛
• ثم ضعف التكوين لدى األطر التي تسھر على إبرام ھذه الصفقات؛
• ناھيك عن ظاھرة الرشوة والتي أضحت من بين المعضالت التي إستعصى حلھا،
والتي تتجلى في العموالت النقدية ،والھدايا ،واالمتيازات العينية ،والتي تكون سببا ً
في إسناد بعض الصفقات المھمة ألشخاص غير مؤھلين).(129
كما أن ھذه الرقابة الذاتية تمتد إلى مرحلة تنفيذ الصفقة ،بحيث تنصب على مدى
تنفيذ الطرف المتعاقد اللتزاماته التعاقدية تجاه الجماعة المحلية صاحبة المشروع ،ومنھا
التأكد من أن المقاول أنجز األشغال في موعدھا المحدد ووفقا ً للمواصفات الواردة في
الوثائق النموذجية للتحمالت ،وكذلك ٱحترام الشرعية أثناء تنفيذ الشراءات المحلية
الجماعية ،ألن ھذه المرحلة ھي نتاج للمراحل السابقة ،إذ أن حسن تدبير تلك المراحل،
ينعكس إيجابا ً على مرحلة التنفيذ ،وفي الغالب ال تطرح أية عراقيل تعيق التنفيذ ،أما في
الحالة التي تنطوي فيھا المراحل السابقة على ثغرات وھفوات ففي الغالب ال يصل تنفيذ
الصفقة إلى منتھاه.
من ھذا المنطلق فالرقابة التلقائية الداخلية لإلدارة المحلية ،من شأنھا أن تضع حداً
لبعض التجاوزات ،إذا أحسن تطبيقھا وتم إقرارھا من طرف المسؤولين على إبرام
الصفقات ،خاصة وأن مجال التالعبات بالصفقات المحلية ال يقتصر على مرحلة التنفيذ
فقط ،بل إن اإلدارة عندما تعھد بالصفقة إلى مكتب الدراسة إلعداد دراسة خاصة بالثمن،
فإن ھذه المرحلة يمكن أن يشوبھا الغش والتدليس ،الشيء الذي ينعكس سلبا ً على الجودة،
(129
عبد Yالبو :شفافية إبرام الصفقات العمومية بالمغرب "في ضوء مرسومي 30دجنبر 1998و 5فبراير ،2007مرجع سابق ،ص.54
وعلى تحقيق األھداف المبرمجة ضمن أھداف التنمية المحلية) .(130وتبقى فعالية وشفافية
الصفقة مبنية على درجة مصداقية ونزاھة اإلدارة المحلية المشرفة عليھا.
إلى جانب المراقبة الذاتية الداخلية لھذه الصفقات ،نجد تدخالت بعض الجھات
األخرى ذات الصبغة القضائية ،وذلك ما سنحاول التركيز عليه من خالل ھذا المطلب.
تختلف العقود اإلدارية عن العقود المدنية ،من حيث كونھا تستھدف تحقيق المصلحة
العامة ،لضمان سير العمل في المرفق العام .وتعتبر كفتا المتعاقدين غير متكافئتين ،إذ يجب
أن يراعي فيھا دائما ً تغليب المصلحة العامة على مصلحة األفراد ،وھذا الھدف يجب أن
يسود شروط العقد وعالقة المتعاقدين في تطبيقه وتفسيره وإنھائه ،لذلك يكون لإلدارة دائما ً
الحق في تنفيذ العقد وتغيير شروطه ،وفي إنھائه في أي وقت طالما أن المصلحة العامة
تقتضي ذلك).(131
لھذا فالعالقة العقدية دائما ً تكون محفوفة بمشكل التوقف ،خصوصا ً وان الجماعات
المحلية تبقى لھا سلطة التصرف خارج إطار العقد ،وبالتالي يمكن للصفقة المبرمة إذا ما
(130
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-مرجع سابق ،ص .297
(131
محمد األعرج :قانون منازعات الجماعات المحلية ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية سلسلة مواضيع الساعة ،العدد ،58
الطبعة األولى ،2008ص.32
نشأ نزاع بين الطرفين أن يتوقف تنفيذھا .وھذا األمر الذي حصل في بعض الصفقات
)(132
المبرمة من طرف الجماعة الحضرية ألكادير ،والتي تدخلت فيھا المحكمة اإلدارية
كجھة قضائية بثت في شأن ھذه العقود ،بأحكام لصالح المتعاقدين مع الجماعة .ألنه وكما
سبق الذكر يمكن للجماعة صاحبة السلطة في العقد أن تتعسف في حق المتعاقد معھا في
إطار الصفقة المبرمة ،الشيء الذي يجعله يلجأ للقضاء الذي يسوي النزاع.
لكن ما يھمنا في إطار مساھمة القضاء اإلداري ،ھو تلك المحدودية التي يتميز بھا،
في إطار تدخالته والتي تكون في األصل مبنية على طلبات يتقدم بھا األطراف المعنيين
باألمر ،الشيء الذي جعلنا نقوم بجرد لجل القضايا التي تھم العقود اإلدارية الخاصة
بالصفقات العمومية الجماعية ،والتي حددناھا في 10قضايا عرضت على المحكمة اإلدارية
بأكادير ،محصورة بين سنة 2003وسنة ،2010والتي كانت جل أحكامھا لصالح
المتعاقدين مع الجماعة ،ويتجلى ذلك من خالل الجدول الذي يبين األطراف المتنازعة،
وتاريخ الحكم ،مع منطوقه:
(132
أحدثت ھذه المحاكم بموجب القانون رقم 41.90الصادر بتنفيذه الظھير الشريف رقم 1.91.225بتاريخ 22من ربيع األول 1414موافق
10شتنبر ،1993ج.ر عدد 4227بتاريخ 3نوفمبر ،1993ص .2168
من خالل ھذه القضايا المحدودة ،بالمقارنة مع السنوات التي تمتد خاللھا ،طرحنا
سؤاال محورياً ،يتجلى في السبب الذي يحول دون لجوء مجموعة من المقاوالت التي تعرف
عدة مشاكل مع الجماعة ،والتي لھا الحق في التقاضي أمام ھذه المحاكم ،لعرض قضاياھا
على ھذه الجھة القضائية؟
كانت األجوبة موحدة عند ممثلي مقاوالت تشتغل في مجال البناء ،على أن عدم
لجوئھم إلى الجھات القضائية مرده ھو عدم ٱستفادتھم من صفقات أخرى تھم الجماعة
الحضرية ،إذا ما تم عرض بعض مشاكلھم على القضاء ،الشيء الذي يدفع بھم إلى حل جل
مشاكلھم بطريقة حبية مع المجلس الجماعي بعيداً عن أنظار القضاء ،ولكي اليحرموا من
نيل بعض الصفقات المقبلة).(133
لھذا يبقى دور القضاء اإلداري ،دوراً محايداً ومحدوداً ،ويثار كلما تقدم كل من
طرفي العقد بطلب من أجل تسوية نزاع ما ،ويلعب دوراً أساسيا ً من ناحية أخرى في مسألة
إعادة ضخ الحياة في العديد من الصفقات التي توقفت ولم تعرف طريقھا نحو التنفيذ
النھائي ،وذلك عبر األحكام التي يصدرھا.
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :رﻗﺎﺑﺔ اجملﻠﺲ اﳉﻬﻮي ﻟﻠﺤﺴﺎابت ﺑﺎٔﰷدﻳﺮ ﻋﲆ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶈﻠﻴﺔ.
ٱنطالقا ً من األھمية القصوى التي أصبحت تكتسيھا الرقابة على األموال العامة ،فإن
المشرع المغربي لم يتردد في إرساء قواعد وبنيات تخدم المراقبة العليا للمالية العامة ،حيث
تم بمقتضى التعديل الدستوري األخير االرتقاء بالمجلس األعلى للحسابات إلى مستوى ھيئة
دستورية) ،(134وتم التنصيص موازاة مع ذلك على إحداث المجالس الجھوية
للحسابات).(135
(133
رأي مجموعة من ممثلي المقاوالت التي كان لنا لقاء بھم بالجماعة الحضرية ألكادير ،أثناء الفترة التدريبية ،مع حرصھم على التكتم عن
صفاتھم وعن أسماء المقاوالت التي يشتغلون بھا.
(134
الفصل 96من دستور ،1996الظھير الشريف رقم 1-96-157بتاريخ 7أكتوبر ،1996ج.ر عدد 4420بتاريخ 26من جمادى األولى
10) 1417أكتوبر (1996ص .2292 - 2281
(135
الفصل 98من دستور ،1996مرجع سابق.
ويظھر من خالل اإلرتقاء بالمجلس األعلى للحسابات إلى مستوى ھيئة دستورية ،أن
المغرب قد ٱختار نظاما ً رقابيا ً قضائيا ً مستقالً عن السلطتين التشريعية والتنفيذية كما ھو
الشأن في فرنسا.
وتجدر اإلشارة أن المجلس األعلى للحسابات ،كجھاز قضائي مستقل يختص
بممارسة الرقابة العليا على كل األجھزة العمومية ،بما فيھا الجماعات المحلية ،والتي تتجلى
في تتبع مراقبة مشروعية كل العمليات المالية التي تقوم بھا ،حيث حل محل اللجنة الوطنية
للحسابات التي تم إحداثھا بعد االستقالل.
ورقابة المجلس األعلى للحسابات ال تنحصر فقط ،في مراقبة مشروعية اإلجراءات،
بل يتعداھا إلى فحص جميع الوثائق والبيانات وملفات العروض والتأكد من مدى تحقيق
الصفقات المحلية لألھداف المرسومة) ،(136مما يعني أن رقابة المجلس األعلى للحسابات
تتعدى رقابة المشروعية ،إلى رقابة مالءمة اإلنفاق الذي يتم عن طريق الصفقات المحلية
من النواحي االقتصادية واالجتماعية).(137
وتتولى المجالس الجھوية طبقا ً لمقتضيات الفصل 98من الدستور "مراقبة حسابات
الجماعات المحلية وھيئاتھا وكيفية قيامھا بتدبير شؤونھا" ،وتطرقت المادة ،118والمواد
الالحقة من 126إلى ،156من القانون رقم 62.99بشأن المحاكم المالية ،بتفصيل
إلختصاصات المجالس الجھوية .وتتعدد ٱختصاصاتھا بين إختصاصات ذات طابع قضائي
تتجلى في :
• التدقيق والبث في الحسابات ،وفق المادة 126من القانون المنظم للمحاكم المالية؛
• التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية وفق المواد 58إلى 69من القانون نفسه؛
(136
الفصل 29المعدل بمقتضى قانون رقم 30-95القاضي بتغيير القانون رقم 12-79المتعلق بالمجلس األعلى للحسابات ،ج.ر عدد 6543
بتاريخ 1ابريل ،1996ص.536
(137
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد ،-مرجع سابق ،ص .333
وإختصاصات أخرى ذات طابع إداري تتجلى في :
• مراقبة اإلجراءات المتعلقة بتنفيذ الميزانية من خالل المواد 142إلى 146؛
• مراقبة التسيير وفق المواد 147إلى 153؛
• مراقبة إستخدام األموال العمومية حسب مقتضيات المواد 154إلى 156؛
إال أن ھذه االختصاصات اإلدارية ال يصدر بشأنھا أحكاما ً قضائية ،بل يكتفي
المجلس الجھوي بإصدار تقارير إدارية عن ھذه اإلفتحاصات).(138
أما بالنسبة لدور المجالس الجھوية في مراقبة الصفقات المحلية ،فقد إتخدنا على
سبيل المثال ،ولكي يتالءم مع دراسة الحالة المدروسة المتمثلة في الجماعة الحضرية
ألكادير ،المجلس الجھوي للحسابات بأكادير ،والذي الحظ فيما يخص بعض الصفقات
المبرمة من طرف الجماعة الحضرية ألكادير) ،(139أن مجموعة من الصفقات المبرمة
عرفت تأخيراً ،وكانت جل ھذه الصفقات التي تمت اإلشارة إليھا في التقرير ،ھي الصفقات
التي عرفت توقفا ً إستثنائيا ً أثر بشكل كبير على تنمية المدينة ،وھي نفسھا الصفقات التي
أشرنا إليھا في الفصل األول )جرد الصفقات غير المنفذة( ،والذي جاءت جل مالحظاته
على الشكل التالي ،مع ردود الجماعة الحضرية ألكادير:
(138
مليكة الصروخ :الصفقات العمومية بالمغرب )األشغال-التوريدات-الخدمات( ،مرجع سابق ،ص .366
(139
تقرير المجلس الجھوي الذي يحتوي على مالحظات واستنتاجات المجلس الجھوي للحسابات بأكادير ،ثم ردود وتعديالت الجماعة
الحضرية ألكادير ،عن قسم الشؤون التقنية والبيئة ،الجماعة الحضرية ألكادير.
عموما ً تتسم تدخالت المجلس الجھوي للحسابات ،بالقوة واإليجابية ،بالخصوص في
مجال الصفقات العمومية ،حيث تم التركيز على جل الصفقات التي طالھا النسيان ،والتي
ٱستعصى تنفيذھا فيما بعد ،إما الرتفاع األثمان ،أو تخلي نائل الصفقة عن الصفقة ،أو لسبب
سياسي يروم مقاطعة إرث الرؤساء الذين تعاقبوا على المجلس الجماعي .وتبقى ھذه
األسباب من بين األسباب األخرى التي يمكن أن نضيفھا إلى األسباب الرئيسية التي وقف
عليھا المجلس الجھوي للحسابات.
وخالصة القول وكما تطرق لذلك المجلس الجھوي للحسابات ،إن تماطل المصالح
الجماعية وعدم ٱحترامھا للقوانين واألنظمة الجاري بھا العمل في ميدان إبرام وتنفيذ
الصفقات العمومية ،يؤدي ال محالة إلى التأخير في تنفيذ الصفقات الجماعية في الوقت
المحدد لھا ،وبالتالي استنزاف النفقات العمومية المحلية من خالل إعادة إبرام صفقات أخرى
تكلف المالية المحلية.
ﺧﺎﲤـــــــﺔ اﻟﻔﺼـﻞ اﻟﺜﺎﻧـــﻲ
يتبين من خالل ما سبق ذكره ،أن الرقابة أضحت األداة الفعالة لضبط تنفيذ الصفقات
الجماعية ،وبالتالي دعمھا لمسلـسل التنمية المحلية .ويتضح جليا ً مجموع التدخالت الرقابية
الممارسة على الصفقات الجماعية ،وتعدد كذلك حتى من طرف الفاعلين ،حيث وقفنا على
صور الرقابة الممارسة ،مع اإلشارة إلى كيفية تتبع ھذه الصفقات الجماعية من طرف
الجماعة الحضرية ألكادير ،الشيء الذي وضح لنا المشھد الحقيقي آلليات الرقابة الممارسة
على الصفقات الجماعية ،والذي يطبعه كثرة المؤسسات الرقابية ،مع غموض في كيفية
عمل ھذه المؤسسات.
لذا يجب على المشرع المغربي أن يعيد النظر في إعادة ھيكلة المشھد الرقابي على
الصفقات الجماعية ،لتفعيل ھذا الدور ،وجعله أداة جد فعالة للرقي بالتنمية المحلية.
ومن جھة أخرى فاألجوبة التي أشرنا إليھا في الفرضيات التي ٱشتغلنا عليھا ،تتأكد
مصداقيتھا من خالل جل ما تطرقنا إليه ،والذي خلصنا فيه إلى ضرورة عقلنة وترشيد
عملية تدبير الصفقات الجماعية ،لكي يتأتى لنا الرفع من مستوى أداء الجماعات المحلية،
ولعب دورھا التنموي.
خاتمــــــــة
تمثل الصفقات الجماعية الحصة الكبرى من حجم النفقات العمومية ،لذلك ٱستأثرت
بھذا االھتمام الذي تعددت مشاربه ،سواء من خالل األبحاث ،والمنظمات التي تبحث في
مستويات الشفافية والنزاھة في تدبير المال العام ،أوالمؤسسات التي تشتغل في مجال
التدقيق واالفتحاصات ،ثم باقي المؤسسات التفتيشية التابعة ألجھزة الدولة.
لذلك أصبح المشرع يراھن على آلية الصفقات الجماعية ،لتدبير الشؤون المحلية
بالخصوص ،نظراً للمكانة التي أصبح يحتلھا الشأن المحلي ،من خالل تكوينه للصورة التي
تمثل السياسات العامة الوطنية ،وما يثبت ذلك ھو اللجوء المكثف لھذه اآلليات من طرف
جل المؤسسات العمومية.
ومن جھة أخرى تعتبر الوسيلة التي صارت في وقتنا الحاضر لتنفيذ السياسات
االقتصادية واالجتماعية لشتى المجالس المحلية ،وبصفة عامة تحقيق التنمية المنشودة من
طرف العديد من الفاعلين المتدخلين في إطار الرقي بمكانة المحلي.
لھذا دعت الضرورة بأن تتدخل الدولة في العديد من المناسبات لتعديل ھذا اإلطار
القانوني المنظم للصفقات العمومية ،وتطورت معه كذلك مساطر إبرام ھذه الصفقات ،بعدما
كانت المساطر التقليدية تحد من حرية اختيار اإلدارة المحلية للمتعاقد ،نجد أن المساطر
الحديثة جاءت لتفسح المجال للھيئات المحلية ،من خالل اختيار طريقة إبرام الصفقة،
وبالتالي اختيار المتعاقد مع الھيئة ،مراعية في ذلك المنفعة العامة المحلية ،لكن يبقى
التساؤل المطروح حول عدم إصدار المشرع لقانون منظم للصفقات المحلية ،واكتفى فقط
ببعض اإلشارات البسيطة إلى الجماعات المحلية.
لذلك يتعين على المشرع النظر في ھيكلة ھذا المجال لكي ال يبقى حبيس تدبير
ارتجالي ،من خالل إصدار نص تنظيمي يروم تنظيم الصفقات المحلية ،وإعادة النظر في
الھيكلة الرقابية مع تحديد المسؤوليات على ھذا المستوى ،ألن الحكامة الجيدة تقتضي تحديد
المسؤوليات وتحديد المتدخلين ،لكي يسھل بذلك إثارة المسؤولية الشخصية لمرتكب الخطأ،
عوض أن يبقى مجال الصفقات الجماعية مجاالً خصبا ً لمن أراد التالعب بالمال العام،
ومصالح الساكنة.
لھذا فالشفافية أضحت خياراً استراتيجيا ً يستشرف آفاقا ً أبعد من الحسابات الضيقة
ذات الطابع الشخصي ،مما تصبح معه الساكنة بكاملھا تخضع لتدبير أحادي متعصب ،بعيداً
عن كل المقاربات التدبيرية الحديثة ،ألنه في آخر القول يجب أن يراھن على العقليات التي
تتولى أمور تدبير الجماعات المحلية ،وبالخصوص جماعات حضرية كبرى كمراكش
واكادير والدارالبيضاء ،...حيث يمكن أن تكون مثل ھذه الجماعات مالذاً للعديد من
التالعبات الخطيرة على مستوى معظم مصالح الجماعة ،وھذا ما ال نجده بالجماعة
الحضرية ألكادير ،والتي تميزت بفكر تدبير يرقى إلى مستوى األحسن بالمقارنة مع بعض
الجماعات األخرى ،رغم بعض األخطاء التي ٱرتكبھا المجلس ،في شأن تدبير الصفقات
الجماعية المبرمة قبل الواليتين األخيرتين .وھذا الرضى عبَّر عنه كل من موظفي الجماعة
الحضرية ألكادير ،وكل من الساكنة المحلية ،ثم من خالل رأي سلطات الوصاية.
وباإلضافة إلى ماسبق نؤكد على دور آلية الرقابة للحد من التالعبات والتواطؤات
بين األطراف المتعاقدة ،خاصة أثناء تنفيذ األشغال إلى نھايتھا ،لكي يكون أثر ھذه المراقبة
إيجابيا ً بالنسبة لمسلسل التنمية المحلية ،ألن المجلس الجماعي يتكون من طرف أشخاص
منتخبين غير مستقرين في مناصبھم .وبالتالي يمكن لھذا التغيير بين الحين واآلخر أن يكون
له أثر سلبي يتجلى في السماح لبعض المنتخبين الذين ال يتوفرون على وعي تدبيري معين
يؤھلھم لتخطيط برامج تھم تنمية المدينة الولوج لعضوية المجلس الجماعي.
ولتحقيق متطلبات التنمية ينبغي على آلية الرقابة ،أن تستلھم الحلول للمشاكل الفنية
واإلدارية والمالية واالقتصادية للوصول إلى الغايات المرسومة .وبذلك تصبح الرقابة أداة
لضبط تنفيذ جل الصفقات المبرمة في وقتھا المحدد ،وأداة لتحقيق األھداف والخطط
التنموية ،وليس لعرقلة جھود التنمية.
ﻗﺎﲚـــــــﺔ اﳌــــﺮاﺟﻊ
اﻟﻤﺮاﺟﻊ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ:
اﻟﻜﺘـﺐ:
عبد العالي سمير :الصفقات العمومية والتنمية ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط،
الطبعة األولى .2010
السعيد رشيد ،لحرش كريم ،الحكامة الجيدة بالمغرب ومتطلبات التنمية البشرية
المستدامة ،طوب بريس الرباط ،الطبعة األولى أبريل .2009
توفيق السعيد :الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية -النظام القانوني
الجديد ،-طوب بريس ،الطبعة األولى ،الدارالبيضاء.2003 ،
خالد شھيم :إشكالية المراقبة في الصفقات العمومية الجماعية على ضوء المرسوم
الجديد ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ،وحدة المالية العامة ،كلية العلوم
السنة الجامعية القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،الدارالبيضاء عين الشق،
.1999-1998
عزيزي نجيب :الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات
العليا في القانون العام ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بالدارالبيضاء،
السنة الجامعية .1993-1992
اﻟﻤﺠ ـ ـﻼت:
محمد بن طلحة الدكالي :التقرير التمھيدي ألعمال اليومين الدراسيين المنظمين من
طرف المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية في 17ابريل ،2003بكلية الحقوق
الرباط – اكدال ،و 21يونيو بإقليم ابن سليمان ،تحت عنوان " الميثاق الجماعي
الجديد نحو جماعة مواطنة" ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية
" ،"REMALDسلسلة مواضيع الساعة ،العدد .44
اﻟﺘﻘــﺎرﻳــﺮ:
تقرير المجلس الجھوي للحسابات بأكادير برسم سنة .2009
اﻟﻮﺛـ ــﺎﺋﻖ:
مذكرة تقديم مشروع المرسوم المتعلق بالصفقات العمومية بتاريخ 18فبراير
.2010
تقرير اللجنة المكلفة بالميزانية والمالية واإلدارة ،بشأن دراسة ميزانية الجماعة
الحضرية ألكادير برسم سنة .2009
الجماعة الحضرية ألكادير ،محضر الجلسة الثانية من الدورة العادية لشھر يوليوز
،2009المنعقدة بتاريخ 05شعبان 1430الموافق لـ 28يوليوز ،2009ص
.82
الجماعة الحضرية ألكادير ،محضر الجلسة الثانية واألخيرة من الدورة العادية لشھر
أكتوبر ،2008المنعقدة بتاريخ 21ذو القعدة 1429الموافق لـ 20نونبر ،2008
ص .58
الجماعة الحضرية ألكادير ،محضر الجلسة الثانية واألخيرة من الدورة العادية لشھر
أكتوبر 2008المنعقدة بتاريخ 21ذو القعدة ،1429الموافق لـ 20نونبر ،2008
بخصوص مناقشة مشروع ميزانية .2009
اﻟﻤﻘــﺎﺑﻼت:
مقابلة مع السيد محمد كوتي ،رئيس قسم الصفقات العمومية بالجماعة الحضرية
ألكادير.
مقابلة مع السيد بوحسون عبد السالم ،رئيس قسم الصفقات بوالية سوس ماسة
درعة ،عمالة اكادير اداوتنان.
ﻓﻬﺮس اﻟﺠﺪاول واﻟﺮﺳﻮم اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ
ﳎﻤﻮع اﳌﺒﺎﻟﻎ اﳌﺮﺻﻮدة ﻟﺼﻔﻘﺎت اﳉﻤﺎﻋﺔ اﳊﻀﺮﻳﺔ ﻷﻛﺎدﻳﺮ ﻣﻨﺪ ﺳﻨﺔ 2004ﺣﱴ ﺳﻨﺔ 22..............................2010
ﳎﻤﻮع اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﱪﻣﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳉﻤﺎﻋﺔ اﳊﻀﺮﻳﺔ ﻷﻛﺎدﻳﺮ ﺣﺴﺐ ﻧﻮع اﻟﺼﻔﻘﺔ28......................................
ﳎﻤﻮع اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﱪﻣﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳉﻤﺎﻋﺔ اﳊﻀﺮﻳﺔ ﻷﻛﺎدﻳﺮ ﺣﺴﺐ ﻧﻮع اﻟﺼﻔﻘﺔ29......................................
ﻧﺴﺒﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﱪﻣﺔ ﺑﺎﳉﻤﺎﻋﺔ اﳊﻀﺮﻳﺔ ﻷﻛﺎدﻳﺮ ﺣﺴﺐ آراء ﻣﻮﻇﻔﻲ ﻗﺴﻢ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ36....................
ﳎﻤﻮع اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﺼﺎدق ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف ﺳﻠﻄﺎت اﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ 2005إﱃ ﺣﺪود 20ﻳﻮﻟﻴﻮز 84..................2010
ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﳎﻤﻮع اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﱪﻣﺔ ﻣﻊ ﺻﻔﻘﺎت اﻟﺘﺠﻬﻴﺰ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﳌﺼﺎدﻗﺔ ﺳﻠﻄﺎت اﻟﻮﺻﺎﻳﺔ85................................