You are on page 1of 109

‫‪UNIVERCITE CADI AYYAD‬‬ ‫جامعة القاضي عياض‬

‫‪----------‬‬ ‫‪----------‬‬
‫‪Faculté des Sciences Juridiques‬‬ ‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫‪Economiques et Sociales‬‬ ‫واالجتماعية‬
‫‪----------‬‬ ‫‪----------‬‬
‫‪Marrakech‬‬
‫مراكش‬

‫رسالة لنيل شھادة الماستر في القانون العام‬


‫تحت عنـــــــــــــوان‪:‬‬

‫إشكالية تنفيذ ومراقبة الصفقات الجماعية وتأثيرھا‬


‫على التنمية المحلية‬
‫دراسة حالة‪ :‬الجماعة الحضرية لمدينة اگـادير‬

‫ﻣﺎﺳﺘﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺤﻜﺎﻣﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‬

‫من إعداد الطالب׃ الفولكي مونير‪.‬‬


‫مقدمــــــــة‬

‫تعتبر الصفقات العمومية الجماعية آلية من بين اآلليات المھمة‪ ،‬التي تسعى من خاللھا‬
‫الھيئات العمومية تنفيذ سياساتھا العمومية‪ .‬ومن بين ھذه الھيئات العمومية نجد الجماعات‬
‫المحلية والتي حددھا النص الدستوري‪ ،‬حسب الفصل مائة‪ ،‬في الجھات والعماالت واألقاليم‬
‫ثم الجماعات الحضرية والقروية‪ .‬وتعتمد ھذه األخيرة‪ ،‬في إطار تنفيذ سياساتھا العمومية‬
‫المحلية‪ ،‬على نظام عقود الصفقات العمومية الجماعية‪ ،‬في شق كبير من أنشطتھا‪ ،‬وذلك‬
‫لتلبية حاجيات مختلف المرافق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬والحصول على األدوات‬
‫والخدمات الضرورية لضمان حسن سير ھذه المرافق المحلية‪.‬‬
‫لھذا ترتبط الصفقات الجماعية أشد االرتباط بالحياة االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫للجماعة‪ ،‬والتنمية الجماعية بشكل عام‪ .‬وتتجلى عالقة التنمية بالصفقات العمومية المحلية من‬
‫خالل تحديد طبيعة ھذه العالقة‪ ،‬ألنه باعتماد مجموعة من المشاريع المزمع القيام بھا‪ ،‬داخل‬
‫سنة مالية معينة‪ ،‬يقتضي ذلك إدراج مجموعة من الصفقات التي بموجبھا سيتحدد مصير ھذه‬
‫المشاريع‪ ،‬والتي تھم في األخير مجاالت التنمية المحلية‪ .‬لھذا تم تجاوز الوظيفية التقليدية لھذه‬
‫الصفقات‪ ،‬حيث كانت تعتبر تقنية قانونية تلجأ إليھا الھيئات اإلدارية العمومية‪ ،‬إلبرام ھذا‬
‫النوع من العقود "المناقصة")‪ .(1‬وھذا ما يفسر اقتصار مجموعة من الدراسات السابقة على‬
‫المقاربة المعيارية التقنية‪ ،‬لوصف ھذه اآللية القانونية‪ ،‬دون ربطھا بالواقع العملي‪ ،‬من خالل‬
‫مقاربة وصفية تحليلية للمعطيات المحلية الواقعية‪ ،‬ودراسة مدى نجاعة ووقع ھذه الصفقات‬
‫على الشأن المحلي‪.‬‬
‫تبرز كذلك عالقة ھذه الصفقات الجماعية بالتنمية المحلية‪ ،‬من خالل تنفيذ أو عدم‬
‫تنفيذ ھذه الصفقات‪ ،‬حيث إن تنفيذ ھذه األخيرة بفعالية ونجاعة‪ ،‬وفق المعايير المحددة في‬

‫‪(1‬‬
‫تعتبر مسطرة المناقصة اآللية الرئيسية إلبرام الصفقات العمومية نظرا لتركيزھا على االقتصاد في الثمن كمعيار أساسي لتمريرھا‪ ،‬والتي نص‬
‫عليھا مرسوم ‪ 19‬ماي ‪ ،1965‬من خالل فصله التاسع على أن "تبرم الصفقات عن طريق المناقصة العمومية‪."...‬‬
‫دفتر التحمالت‪ ،‬وفي وقتھا المحدد‪ ،‬ال يطرح أي إشكال‪ ،‬وبالتالي نكون بصدد مشاريع تؤدي‬
‫الدور المنوط بھا‪ ،‬والھدف الذي خلقت من أجله‪ .‬لكن عندما نكون أمام صفقات لم تعرف‬
‫طريقھا نحو التنفيذ‪ ،‬إما بسبب الصعوبات التي تعتري تنفيذ ھذه الصفقات من طرف نائلھا‪،‬‬
‫أو رفض التأشير من طرف سلطات الوصاية على المصادقة دون تعليل واضح ومقنع‬
‫ألسباب الرفض‪ ،‬أو التأخر في التأشير على المصادقة‪ ،‬لمدة تصل أحيانا عدة أشھر قد تفقد‬
‫الصفقة أھميتھا ووقتھا ومالءمتھا لألھداف التي وضعت من أجلھا‪ .‬آنذاك تبرز لنا إشكالية‬
‫عدم تنفيذ ھذه الصفقات‪ ،‬ومدى تأثيرھا على مسلسل التنمية المحلية‪ .‬وما يؤكد ذلك ھو الكم‬
‫الھائل من القضايا التي تھم الصفقات العمومية الجماعية‪ ،‬والمعروضة على الجھات‬
‫القضائية المتمثلة في المحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫من جھة أخرى نجد تقارير المجلس األعلى للحسابات ھي األخرى‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫المجالس الجھوية للحسابات)‪ ،(2‬تؤكد على ضرورة الحرص على تنفيذ ھذه الصفقات‪،‬‬
‫المبرمة سواء من طرف الدولة أو الجماعات المحلية‪ ،‬وتفادي التأخير في إنجازھا‪ ،‬وذلك لما‬
‫لھا من أثار سلبية على التنمية المحلية للجماعة‪ ،‬األمر الذي يستوجب تفعيل دور المصالح‬
‫)‪(3‬‬
‫الساھرة على ھذه الصفقات وجعلھا أكثر دينامية في ھذا المجال‪ .‬بل حتى التقرير األخير‬
‫سجل عدة نواقص في مجال تنفيذ الصفقات العمومية‪ ،‬باإلضافة إلى إشارته لضعف نظام‬
‫المراقبة الداخلية على الصفقات العمومية‪.‬‬

‫لھذا نجد أن المشرع قام بمواكبة وتحيين اإلطار القانوني المنظم للصفقات‬
‫العمومية)‪ ،(4‬في العديد من المحطات‪ ،‬بد ًءا من مرسوم ‪ 19‬ماي ‪ ،1965‬مروراً بمرسومي‬

‫‪ (2‬تقرير حول أنشطة المجلس األعلى للحسابات برسم سنة ‪.2007‬‬


‫‪ (3‬تقرير المجلس األعلى للحسابات حول أنشطة سنة ‪ ،2008‬من خالل نص المذكرة االستعجالية المقدمة من الرئيس األول للمجلس األعلى‬
‫للحسابات حول بعض اإلختالالت المسجلة في ميدان الصفقات العمومية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪" (4‬عرف نظام الصفقات العمومية‪ ،‬عدة تطورات تاريخية قبل أن يصل إلينا في شكله الحالي‪ ،‬باإلضافة إلى تنظيمه عدة مرات خالل فترة الحماية‬
‫ومنذ معاھدة الجزيرة الخضراء ‪ 1906‬وبعدھا"‪ ،‬عبد ﷲ حداد‪ :‬صفقات األشغال العمومية ودورھا في التنمية‪ ،‬منشورات عكاظ‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص‬
‫‪.16‬‬
‫‪ 14‬أكتوبر ‪ 1976‬و‪ 30‬دجنبر ‪ ،(5)1998‬حتى مرســـــوم ‪ 05‬فبراير ‪ .2007‬ھذا األخير‬
‫الذي جاء في سياق إصالحي يروم مواكبة اإلدارة العمومية للتغيرات المستجدة على الصعيد‬
‫التدبيري‪ ،‬والرفع من مستوى ھذا األخير للرقي بالشأن المحلي‪ ،‬باإلضافة إلى الدعوة‬
‫المتكررة إلى عقلنة المال العام‪ ،‬وخاصة مجال الصفقات الجماعية‪ ،‬الذي أضحى محل العديد‬
‫من اإلختالالت والممارسات الالمشروعة من طرف بعض ممثلي األمة‪ ،‬الشيء الذي يفرض‬
‫التعامل بحكامة‪ ،‬بغية إشاعة مبادئ الشفافية والمسؤولية والمساواة والمشاركة والمحاسبة‬
‫وفعالية األھداف المسطرة وحسن التدبير‪ ،...‬ومن ضمن ھذه التحوالت نجد تنصيص‬
‫المشرع على مضامين ھذه المبادئ في مرسوم ‪ 05‬فبراير ‪ 2007‬المتعلق بتحديد شروط‬
‫وأشكال إبرام صفقات الدولة‪ ،‬والتي تھم في نفس الوقت الصفقات التي تبرمھا الجماعات‬
‫المحلية‪.‬‬

‫ ٔاﳘﻴــــــﺔ اﳌﻮﺿــــــﻮع‪:‬‬

‫تتجلى أھمية دراسة موضوع‪" ،‬إشكالية تنفيذ ومراقبة الصفقات الجماعية وتأثيرھا‬
‫على التنمية المحلية" من خالل األھمية التي أصبح يعرفھا مجال الصفقات العمومية‪،‬‬
‫وبشكل خاص مجال الصفقات الجماعية‪ ،‬ولما له من أثر على النشاط الجماعي‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى مجاالت أخرى تھم المال العام المحلي‪ .‬وما يؤكد ھذه األھمية تقارير المجلس األعلى‬

‫‪" (5‬فمنذ أن حصل المغرب على استقالله عرف نظام الصفقات العمومية عدة تعديالت‪ ،‬بدءاً بمرسوم ‪ 1965‬الذي ركز على مسطرة المناقصة‪،‬‬
‫واالقتصاد في الثمن كمعيار أساسي لتمريرھا‪ ،‬إال أن المرسوم سرعان ما أثبتت التجربة والواقع معا ً عدم نجاعته وفعاليته‪ ،‬وبالتالي أصبحت‬
‫معادلة الثمن والجودة ھي التي تحكم مجال الصفقات العمومية‪ ،‬وھذا ماجسده مرسوم ‪ 14‬أكتوبر ‪ 1976‬الذي ادخل بدوره عدة تعديالت على‬
‫المرسوم السابق‪ ،‬الذي سوى بين مسطرة المناقصة وطلب العروض‪ ...،‬وھكذا تم توسيع نطاق تطبيق مقتضيات مرسوم ‪ 14‬أكتوبر ‪،1976‬‬
‫ليسري على الجماعات المحلية وھيأتھا وفقاً للفصل ‪ 48‬من مرسوم ‪ 30‬شتنبر ‪ 1976‬المتعلق بالمحاسبة العمومية‪ ،‬ليُقدم المشرع مرة أخرى‬
‫على تعديل مرسوم ‪ 1976‬بمرسوم آخر رقم ‪ 30 ) 2-98-482‬دجنبر ‪ ،(1998‬يتضمن عدة تعديالت أخرى مبنية على أساس أن آلية‬
‫الصفقات العمومية أصبحت أمراً ضروريا ً نظراً للدور الذي أصبحت تلعبه الطلبيات العمومية في تنشيط العديد من القطاعات االقتصادية"‪ ،‬توفيق‬
‫السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬طوب بريس‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،2003 ،‬ص ‪.15‬‬
‫"باإلضافة إلى تعديل ‪ 2007‬الذي ھم كذلك نفس المرسوم‪ ،‬ھناك تعديل اخر تروم الحكومة احداثه ويھم االمر مشروع المرسوم المتعلق‬
‫بالصفقات العمومية والتي اطلعنا عليھا بموقع األمانة العامة للحكومة‪ ،‬بتاريخ ‪ 18‬فبراير ‪2010‬؛ فھكذا تظھر لنا حساسية مجال الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬من خالل عدم استقرارھا‪ ،‬الشيء الذي يدفع بالمشرع في كل محطة تحيين المرسوم المنظم‪ ،‬ناھيك عن المخاض الذي يعرفه اإلطار‬
‫المنظم لصفقات الجماعات المحلية مند عدة سنوات"‪.‬‬
‫للحسابات التي تركز في شق كبير منھا على اإلختالالت التي تعرفھا الصفقات العمومية‬
‫الجماعية‪ ،‬ناھيك عن األموال التي تخصص لھذه الصفقات‪.‬‬
‫فاألھمية األخرى تتجلى من خالل اھتمام السلطة التنفيذية بھذا المجال الحيوي‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل اقتراح وزارة المالية لمشروع مرسوم الصفقات العمومية)‪ ،(6‬الذي تضمن مجموعة‬
‫من التعديالت المھمة التي طالت منظومة الصفقات العمومية‪ ،‬مع إعادة النظر في مطلب‬
‫الشفافية والمساواة‪ ،‬باإلضافة إلى تدعيم الشفافية وتخليق تدبير الطلبيات العمومية‪ ،‬مع األخد‬
‫بعين االعتبار حماية البيئة والتنمية المستدامة وآعتبار ھذه األخيرة مبدءاً من مبادئ إبرام‬
‫الصفقات العمومية وأحد معايير حسن تدبير الطلبيات العمومية‪.‬‬
‫فالصفقات الجماعية أضحت‪ ،‬من بين اآلليات المھمة لتنفيذ السياسات العمومية‬
‫المحلية‪ ،‬السيما وأن المجالس الجماعية أصبحت تضطلع بأدوار تنموية‪ ،‬من خالل التعديل‬
‫األخير للميثاق الجماعي ‪ 78.00‬المعدل والمتمم بـالقانون ‪ ،17.08‬والذي أوكل مھمة إعداد‬
‫المخطط الجماعي للتنمية لھذه المجالس‪ ،‬األمر الذي يستدعي من المنتخب الجماعي تكوين‬
‫رؤية آستراتيجية‪ ،‬وواسعة لعقلنة المطالب‪ ،‬وترتيبھا بتنسيق مع جميع الفاعلين المحليين‪،‬‬
‫بغية التوصل لسياسات عمومية محلية متكاملة وناجعة‪ ،‬وإدراج مجموعة من الصفقات التي‬
‫ستعود بالنفع على تنمية الساكنة المحلية‪ .‬ألن المخطط الجماعي ذو بعد تنموي‪ ،‬وسيتم‬
‫أجرأته من خالل مجموعة من الصفقات التي سيبرمھا المجلس الجماعي‪ ،‬ولن يتأتى تنفيذ ھذا‬
‫المخطط إال من خالل تتبع وعقلنة وتقييم ھذه الصفقات‪ ،‬مع الحرص على تنفيذھا في الوقت‬
‫المحدد‪.‬‬
‫أما الجانب الذي أثار إنتباھنا منذ تطرقنا لموضوع الصفقات العمومية‪ ،‬بمادة النشاط‬
‫اإلداري المحلي )وحدة الشأن المحلي(‪ ،‬ھو طبيعة الكتابات الموجودة في ھذا المجال‪ ،‬والتي‬
‫تتطرق للموضوع من خالل مقاربة معيارية‪ ،‬تقنية‪ ،‬باالعتماد على نصوص اإلطار‬
‫القانوني‪ ،‬دون ربطھا بالواقع العملي للصفقات الجماعية‪ ،‬بل في بعض األحيان يتم االقتصار‬
‫فقط على التحليل النصي للقانون المنظم للصفقات العمومية‪ ،‬في حين أن الواقع يبرز لنا‬

‫‪ (6‬مذكرة تقديم مشروع المرسوم المتعلق بالصفقات العمومية بتاريخ ‪ 18‬فبراير ‪ ،2010‬التي تروم تعديل المرسوم الحالي والجاري العمل به‬
‫في إطار الصفقات العمومية‪ ،‬والتي تقدمت بھا وزارة المالية لألمانة العامة للحكومة‪ - ،‬منشورة على موقع األمانة العامة للحكومة‪-‬‬
‫‪.www.sgg.gov.ma‬‬
‫الوجه اآلخر الغائب في الممارسات التي تطبع مجال الصفقات العمومية‪ ،‬واإلختالالت‬
‫المترتبة عن عدم تنفيذ ھذه الصفقات الجماعية‪ ،‬باإلضافة إلى اھتمامنا المتواصل بمنازعات‬
‫الصفقات العمومية وذلك من خالل التدريب الذي أجريناه بالمحكمة اإلدارية لمدينة اگـادير‪،‬‬
‫ابتداءاً من شھر غشت حتى أواخر شھر شتنبر ‪ ،2007‬حيث الحظنا أن ھناك شقا ً مھما ً من‬
‫القضايا المدرجة يھم منازعات الصفقات العمومية‪ ،‬وخصوصا المحلية‪ ،‬الشيء الذي دفعنا‬
‫إلى التساؤل حول مدى تأثير ھذه الصفقات غير المنفذة‪ ،‬والمتنازع عنھا على مسلسل التنمية‬
‫المحلية‪ ،‬ومدى مراعاة أداء ھذه الصفقات للدور المنوط بھا‪.‬‬
‫كما تتجلى أھمية اختيارنا للجماعة الحضرية ألكادير كدراسة حالة‪ ،‬إلى إلمامنا‬
‫المسبق بالمجال الترابي للجماعة‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانية حصر المشاريع والصفقات المھمة‬
‫التي لم تعرف طريقھا نحو التنفيذ ميدانيا ً‪ ،‬وكذلك إمكانية تتبع منازعات بعض الصفقات‬
‫الجماعية‪ ،‬بالمحكمة اإلدارية التابعة لنفوذھا الجماعة الحضرية لمدينة أكادير‪.‬‬
‫وكورقة تعريفية للجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬فالمدينة تعتبر عاصمة جھة سوس ماسة‬
‫درعة‪ ،‬وكذلك تجمع أكادير الكبير الذي يعتبر خامس تجمع حضري على الصعيد الوطني‬
‫من حيث الساكنة‪.‬‬
‫يتكون اكادير الكبير من تسعة جماعات حضرية وقروية‪:‬‬
‫• أربعة جماعات حضرية )اكادير‪ ،‬انزكان‪ ،‬أيت ملول‪ ،‬الدشيرة الجھادية(‪.‬‬
‫• خمسة جماعات قروية )الدراركة‪ ،‬تغازوت‪ ،‬أورير‪ ،‬تمسية‪ ،‬القليعة(‪.‬‬
‫• مساحة المدينة‪ 819 :‬كلم مربع‪.‬‬
‫• عدد السكان ‪ 816045 :‬نسمة ) منھا ‪ 406.673‬حضريون و ‪142.639‬‬
‫قرويون(‪.‬‬

‫وتنتمي مدينة أكادير ‪،‬على المستوى اإلداري الترابي‪ ،‬إلى دائرة نفوذ عمالة أكادير‬
‫اداوتنان مركز جھة سوس ماسة درعة‪ .‬وباعتبار وضعية أكادير كملتقى بين شمال المغرب‬
‫وجنوبه ‪ ،‬فقد عرفت المدينة ‪-‬أواسط السبعينيات‪ -‬تطورا اقتصاديا مھما نتج عنه نمو‬
‫ديموغرافي كبير‪ ،‬يرتبط ليس فقط بالنمو الديموغرافي الطبيعي‪ ،‬بل بالھجرة القوية من‬
‫جميع مناطق المغرب نحو المدينة)‪.(7‬‬
‫)‪(8‬‬
‫عضوا بموجب االنتخابات‬ ‫ويتكون المجلس الجماعي لمدينة اكادير من ‪55‬‬
‫الجماعية األخيرة لسنة ‪ .2009‬أما المكتب التنفيذي فيتكون من رئيس المجلس وعشرة نواب‬
‫له‪ ،‬باإلضافة إلى اللجان الدائمة التي تتكلف بدراسة القضايا المكلفة بھا‪.‬‬
‫كما تتوفر الجماعة على عدد من األقسام والمصالح واألطر الجماعية والموظفين‪،‬‬
‫لتسيير الشؤون الجماعية)‪.(9‬‬

‫ ﲢـﺪﻳﺪ اﳌﻔـﺎﻫﲓ‪:‬‬

‫يعتبر تحديد المفاھيم من بين األركان التي تحدد مسار البحث العلمي‪ ،‬وذلك تفاديا‬
‫لاللتباس الذي يمكن أن يقع في بعض المفاھيم التي تحتمل أكثر من داللة‪ .‬لھذا فالموضوع‬
‫المراد دراسته يتضمن مفھومين أساسيين يجب تحديدھما مسبقا‪ ،‬ويتعلق األمر بمفھومي "‬
‫الصفقات العمومية الجماعية"‪ ،‬و"التنمية المحلية"‪.‬‬
‫• الصفقات العمومية الجماعية‪ :‬الصفقة )‪ ،(Marché‬تعني كل عقد بعوض يبرم بين‬
‫صاحب مشروع من جھة‪ ،‬وشخص طبيعي أو معنوي من جھة أخرى يدعى مقاول‬
‫أو مورد أو خدماتي‪ ،‬بھدف تنفيذ أشغال أو تسليم توريدات أو القيام بخدمات)‪ .(10‬أما‬
‫إذا ارتبطت بالصفة العمومية‪ ،‬فان ذلك ينم عن وجود طرف من بين طرفي العقد‬
‫شخص معنوي عام )كالجماعات المحلية‪ ،‬المؤسسات العمومية‪ ،‬المرافق العامة‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ .(...‬لھذا ال يمكن أن نميز الصفقات العمومية الجماعية عن‬
‫باقي الصفقات العمومية األخرى‪ ،‬سوى أنھا تبرم من طرف الجماعات المحلية‪ ،‬لھذا‬
‫يطلق عليھا الصفقات العمومية الجماعية‪ ،‬وتخضع لنفس المرسوم المنظم للصفقات‬

‫‪(7‬‬
‫التشخيص الترابي لمدينة اكادير "المخطط الجماعي للتنمية ‪ ،"2016/2010‬منشور على الموقع الذي خصصته الجماعة للمخطط‪،‬‬
‫‪ ،www.pcd-agadir.com‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 20‬يوليوز ‪.2010‬‬
‫‪ (8‬ستجدون في الملحق الئحة بعدد أعضاء المجلس الجماعي ألكادير‪ ،‬عن مصلحة أشغال المجلس واللجان )الملحق ‪.(1‬‬
‫‪ (9‬ھيكلة المجلس الجماعي لمدينة اكادير‪ ،‬تبين مجمل األقسام والمصالح والمكاتب المتواجدة بالجماعة )الملحق ‪.(2‬‬
‫‪ (10‬مليكة الصروخ‪" ،‬الصفقات العمومية في المغرب" مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2009 ،‬ص ‪.42‬‬
‫العمومية‪ ،‬الذي تخضع له جميع المؤسسات العمومية‪ .‬وتعد ھذه الصفقات عقوداً من‬
‫بين العقود اإلدارية المحددة بنص القانون أو ما يطلق عليھا بالعقود المسماة‪ ،‬والتي‬
‫تخضع في إطار منازعاتھا للقضاء اإلداري‪.‬‬
‫• التنمــــية المحلـــية‪ :‬تقتصر التنمية في مفھومھا التقليدي الضيق على الجانب‬
‫االقتصادي فقط‪ ،‬فتصبح التنمية ھي النمو االقتصادي‪ .‬وھذا المفھوم تستخدمه وتفضله‬
‫العديد من المؤسسات ومنھا البنك الدولي‪ ...‬والثاني‪ ،‬مفھوم حديث واسع‪ ،‬ينظر إلى‬
‫المسألة نظرة شمولية‪ ،‬تربط ما ھو اقتصادي بما ھو سياسي واجتماعي وثقافي‪.‬‬
‫وبذلك أصبح األمر يتعلق بالتنمية اإلنسانية‪ .‬وھو المدلول الذي تبنته تقارير التنمية‬
‫اإلنسانية العربية‪ .‬وبھذا المعنى‪ ،‬لم تعد التنمية تقتصر فقط على مجرد تلبية الحاجات‬
‫االقتصادية األساسية لإلنسان‪ ،‬بل أصبحت تھتم بالقضايا السياسية واالجتماعية‬
‫والثقافية‪ ،‬وذلك من خالل منظور جديد للتنمية يھم تنمية مندمجة شاملة‪ .‬أما مفھوم‬
‫المحلي فھو يحيل إلى الشأن المحلي‪ ،‬وارتباط التنمية بالمحلي راجع إلى الدور الذي‬
‫أصبح يحتله المحلي‪ ،‬باعتبار أن التنمية الوطنية التتم إال من خالل تجميع مجھودات‬
‫التنمية على الصعيد المحلي‪.‬‬

‫ إﺷﲀﻟﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ‪:‬‬

‫تعتبر اإلشكالية ‪ ،Problématique‬بمثابة العمود الفقري ألي بحث باعتباره‬


‫التساؤل البحثي الرئيس الذي يسعى الباحث الجواب عنه‪ ،‬لھذا فاإلشكالية المركزية لھذا‬
‫البحث تتمحور حول العوائق التي تحول دون تنفيذ الصفقات العمومية‪ ،‬وبالخصوص‬
‫الصفقات الجماعية‪ ،‬والتي يمكن أن يكون له التأثير الكبير على سيرورة التنمية المحلية من‬
‫خالل إعاقة المشاريع االقتصادية والثقافية واالجتماعية المحلية‪ ،‬بإعتبار الصفقات الجماعية‪،‬‬
‫آلية من بين اآلليات المساھمة في التنمية المحلية‪ .‬لذا سنحاول إبراز العالقة بين الصفقات‬
‫العمومية الجماعية والتنمية المحلية‪ ،‬من خالل اإلشكالية المحورية التالية‪:‬‬
‫ما مدى تأثير تنفيذ أو عدم تنفيذ الصفقات العمومية الجماعية على‬
‫التنمية المحلية؟ وھل يمكن ٱعتبار الرقابة آلية لتعزيز التنمية المحلية؟‬
‫ولتسھيل عملية البحث وتدقيقھا في نفس الوقت‪ ،‬سنحاول تقسيم ھذه اإلشكالية إلى عدة‬
‫أسئلة تكون بمثابة تبسيط وتفسير لھذه األخيرة من جھة‪ .‬ومن جھة أخرى محاولة إعطاء‬
‫نظرة شاملة للمحاور التي سنشتغل عليھا‪ ،‬لذا يمكن صياغة ھذه األسئلة على النحو التالي‪:‬‬

‫• ما ھي طبيعة عالقة الصفقات العمومية الجماعية بالتنمية المحلية؟‬


‫• ھل تساھم ھذه الصفقات الجماعية في التنمية المحلية؟ وكيف ذلك؟‬
‫• أين تتجلى إشكالية تنفيذ الصفقات الجماعية بعالقتھا مع التنمية المحلية؟‬
‫• ما ھي المعيقات والعراقيل التي تحول دون تنفيذ ھذه الصفقات الجماعية؟‬
‫• كيف يمكن أن يؤثر تنفيذ أو عدم تنفيذ الصفقات العمومية الجماعية على التنمية‬
‫المحلية؟‬
‫• إلى أي حد يمكن للرقابة على الصفقات العمومية الجماعية أن تساھم في تنفيذھا؟‬
‫• ھل ھناك آليات لمتابعة تنفيذ ھذه الصفقات بالجماعة المراد دراستھا؟‬
‫• ھل ھناك تقييم لتأثير الصفقات الجماعية المنجزة من طرف الجماعة المدروسة؟‬
‫• دور القضاء في منازعات الصفقات الجماعية ومساھمته في تنفيذ ھذه الصفقات؟‬
‫• إلى أي حد يمكن أن يضمن القضاء تنفيذ ھذه الصفقات في وقتھا المحدد؟ وما ھي‬
‫اآلليات الكفيلة لضمان ذلك؟‬

‫وللتحقق من إشكالية البحث وھذه األسئلة الفرعية‪ ،‬يجب وضع فرضيات‪ ،‬تكون بمثابة‬
‫أجوبة ٱفتراضية مقترحة ومؤقتة بالنسبة لموضوع البحث‪ ،‬ويمكن صياغتھا على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫• إن تنفيذ الصفقات العمومية الجماعية يساھم في التنمية المحلية‪.‬‬
‫الصفقات العمومية الجماعية كفيل بأداء الجماعات‬ ‫• إن عقلنة وترشيد‬
‫المحلية لدورھا التنموي‪.‬‬
‫• إن عدم تنفيذ ھذه الصفقات يؤدي إلى عرقلة مسلسل التنمية المحلية‪.‬‬
‫• إن الرقابة آلية غير مباشرة لضمان تنمية الجماعة‪.‬‬
‫ ﻣﳯﺠﻴﺔ وﺧﻄﺔ اﻟﺒﺤﺚ‪:‬‬

‫يعتبر موضوع الصفقات العمومية من بين المواضيع التي تطبعھا الحساسية والسرية‪،‬‬
‫نظراً ٱلرتباط ھذه الصفقات وخصوصا ً الجماعية منھا بالمال العام المحلي‪ ،‬بحيث ٱنعكس‬
‫ذلك على طبيعة البحوث المنجزة والكتابات في ھذا المجال‪ ،‬والتي تطبعھا المقاربة المعيارية‬
‫الصرفة‪ .‬وبما أن بحثنا ھذا ذو طبيعة ميدانية‪ ،‬فإننا سنعتمد على ثالثة مقاربات أساسية‪ ،‬بدءا ً‬
‫بالمقاربة القانونية‪ ،‬من خالل االعتماد على النصوص القانونية التي تؤطر مجال عمل‬
‫البحث‪ ،‬واإلعتماد كذلك على المقاربة اإلدارية التي تروم الوقوف على كيفية االشتغال‬
‫الداخلي للجماعة المحلية المراد إدراجھا كدراسة حالة‪ ،‬باإلضافة إلى مقاربة علم التدبير‬
‫والتي تستھدف الوقوف على مكامن الخلل والضعف في طريقة تدبير الجماعة ومحاولة‬
‫معالجتھا‪.‬‬
‫أما بخصوص ٱختيار المنھج‪ ،‬فإننا سنقوم بتوظيف المنھج الوصفي التحليلي أحيانا‬
‫لوصف اإلطار القانوني المنظم للصفقات العمومية ومحاولة مساءلة بعض ھذه النصوص‪،‬‬
‫مع الوقوف عند المستجدات التي تنوي الحكومة إلحاقھا بالمرسوم المنظم لمجال الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬وإدراج كذلك المنھج الوظيفي للوقوف على البنية والمصالح المكونة للجماعة‬
‫الحضرية المراد دراستھا‪.‬‬
‫وبناءاً على ما سبق‪ ،‬ولدراسة حالة "الجماعة الحضرية الگـادير" سنقوم بتوظيف‬
‫مجموعة من التقنيات وأدوات البحث االجتماعي‪ ،‬والمتمثلة في االستمارة)‪ ،(11‬التي سنقوم‬
‫بتوجيھھا للساكنة المحلية‪ ،‬ثم اعتماد تقنية المقابالت مع الساھرين على مصالح الصفقات‬
‫العمومية الجماعية‪ ،‬ومع مسؤولي سلطات الوصاية‪ ،‬ھذا باإلضافة إلى اعتمادنا على‬
‫مالحظتنا ومتابعتنا لتنفيذ مجموعة من الصفقات المبرمة من طرف الجماعة الحضرية‪،‬‬
‫معززين ذلك بتدريب بالمصلحة المعنية بالجماعة‪ ،‬ثم جرد لمجموعة من األحكام القضائية‬

‫‪(11‬‬
‫لتفريغ ھذه االستمارات سنعتمد برنامج ‪ EXEL‬الذي يروم تحليل بيانات ھذه االستمارات بشكل دقيق‪ ،‬ويترجمھا الى جداول‪ ،‬بالصيغ التي‬
‫تمكننا من االطالع على اتجاھاتھا وتوضيح مدلوالتھا‪ ،‬مما يساعد على استخدامھا ألغراض التحليل والكشف عن طبيعة العالقة بين متغيراتھا‪.‬‬
‫بالمحكمة اإلدارية التي تھم مجال منازعات الصفقات العمومية الجماعية‪ ،‬لمعرفة مدى تدخل‬
‫القضاء لترشيد وعقلنة مجال الصفقات الجماعية‪.‬‬
‫لھذا فإننا نقترح معالجة دراسة الحالة في شقي البحث‪ ،‬وذلك تفاديا للتقسيمات التقليدية‬
‫التي تروم التطرق للشق النظري في قسم أول‪ ،‬على أن نتناول الشق العملي الميداني في شق‬
‫ثان‪.‬‬
‫فمن خالل الرؤية التي تكونت لدينا بخصوص موضوع " إشكالية تنفيذ ومراقبة‬
‫الصفقات العمومية الجماعية وتأثيرھا على التنمية المحلية ‪ -‬دراسة حالة الجماعة الحضرية‬
‫الگـادير‪ ،"-‬ارتأينا معالجة ھذا الموضوع في فصلين‪ :‬يروم الفصل األول معالجة واقع تنفيذ‬
‫الصفقات العمومية الجماعية ومدى مساھمتھا التنموية بالجماعة المدروسة‪ ،‬من خالل‬
‫الوقوف على واقع الصفقات الجماعية بالجماعة‪ ،‬ثم المعيقات والعراقيل التي تحول دون تنفيذ‬
‫ھذه الصفقات‪ ،‬محاولين إبراز مدى تأثير ذلك على التنمية المحلية‪ ،‬مع التطرق إلى آفاق‬
‫تجاوز ذلك‪.‬‬
‫ثم سنحاول التطرق في فصل ثان إلى دور الرقابة كأداة لضبط تنفيذ الصفقات‬
‫الجماعية‪ ،‬ومدى دعمھا لمسلسل التنمية بالجماعة الحضرية ألكادير‪.‬‬
‫الفصل األول‬

‫واﻗﻊ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﶺﺎﻋﻴﺔ وﻣﺪى ﻣﺴﺎﳘﳤﺎ اﻟﺘﳮﻮﻳﺔ‬


‫ابﶺﺎﻋﺔ اﳊﴬﻳﺔ ﻻٔﰷدﻳﺮ‬
‫اﻟﻔﺼﻞ ا ٔﻻول‬
‫واﻗﻊ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﶺﺎﻋﻴﺔ وﻣﺪى ﻣﺴﺎﳘﳤﺎ اﻟﺘﳮﻮﻳﺔ‬
‫ابﶺﺎﻋﺔ اﳊﴬﻳﺔ ﻻٔﰷدﻳﺮ‬

‫تعتبر آلية الصفقات العمومية من بين الطرق المھمة لتدبير وتنفيذ النفقات العمومية‪،‬‬
‫وبھا يمكننا تحقيق السياسات العمومية الوطنية)‪ ،(12‬وينعكس ذلك حتى على البنية المحلية‬
‫التي تكونھا الھيئات المحلية )الجھات‪ ،‬العماالت واألقاليم‪ ،‬الجماعات الحضرية والقروية(‪.‬‬
‫فھذه األخيرة ھي األخرى التجد بداً من سلوك طريق الصفقات العمومية لصرف ٱعتماداتھا‬
‫المحلية‪ .‬لھذا يمكننا القول إن الصفقات العمومية من أھم الوسائل التي تلجأ إليھا اإلدارة‬
‫العمومية لتلبية حاجــيات مختلف المرافق االقتصـــادية و االجتماعية للبالد‪ ،‬و الحصــول‬
‫على األدوات والخدمات الضرورية‪ ،‬لسير المرافق العمومية‪ ،‬فإذا ما نظرنا إلى الدور المھم‬
‫الذي تلعبه الجماعات المحلية لضمان سير المرافق العامة المحلية‪ ،‬فإنھا تشترك مع باقي‬
‫اإلدارات العمومية في نھج تقنيات الصفقات العمومية المضمنة في مرسوم الصفقات‬
‫)‪(13‬‬
‫وبالتالي يبرز لنا الدور الحقيقي الذي تلعبه المجالس الجماعية من خالل تدبير‬ ‫العمومية‪،‬‬
‫ھذه الصفقات على الصعيد المحلي‪ ،‬بدءاً من تخصيص اإلعتمادات بالميزانية المحلية‬
‫الجماعية الخاصة بالتجھيز‪ ،‬حتى مرحلة اإلعالن عن الصفقة‪ ،‬وٱستكمال إجراءات تفويت‬
‫الصفقة‪ ،‬وصوال إلى مرحلة تنفيذھا من طرف نائلھا)‪.(14‬‬

‫)‪12‬‬
‫‪BOUTAQBOUT Abdelmjid : Le management des marchés publics au Maroc, publication de la Revue‬‬
‫‪Marocaine d’administration locale et de Développement, collection, manuels et travaux universitaires,‬‬
‫‪numéro 86 – 2010 p 15.‬‬
‫‪(13‬‬
‫مرسوم رقم‪ 2.06.388‬الصادر في ‪ 16‬من محرم ‪5)1428‬فبراير ‪ (2007‬بتحديد شروط و أشكال إبرام صفقات الدولة وكذا بعض القواعد‬
‫المتعلقة بتدبيرھا ومراقبتھا‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 5518‬بتاريخ ‪ ،2007/4/19‬ص ‪.1235‬‬
‫‪(14‬‬
‫"تعريف نائل الصفقة‪ :‬متعھد تم قبول عرضه قبل تبليغ المصادقة على الصفقة"‪ ،‬المادة ‪ 3‬من مرسوم رقم‪ 2.06.388‬الصادر في ‪ 16‬من‬
‫محرم‪5) 1428‬فبراير ‪ (2007‬بتحديد شروط و أشكال إبرام صفقات الدولة و كذا بعض القواعد المتعلقة بتدبيرھا ومراقبتھا‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫فبعد مرحلة اإلعالن عن الصفقة وإبرامھا مع المقاولة التي نالت الصفقة‪ ،‬وٱستكمال‬
‫إجراءات المصادقة عليھا‪ ،‬نكون أمام مرحة التنفيذ الفعلي للصفقة على أرض الواقع‪ .‬وھذه‬
‫األخيرة أي مرحلة تنفيذ الصفقة‪ ،‬ھي اإلشكالية التي يروم ھذا البحث مناقشتھا‪ ،‬وذلك من‬
‫أجل الوصول إلى مدى تأثير تنفيذ أو عدم تنفيذ ھذه الصفقات على التنمية المحلية‪ ،‬من خالل‬
‫مقاربة ھذه اإلشكالية عبر دراسة حالة الجماعة الحضرية ألكادير‪.‬‬
‫ولذلك ارتأينا في معالجتنا لھذا الفصل أن نتطرق لواقع تنفيذ الصفقات العمومية‬
‫بالجماعة الحضرية لمدينة أكادير )المبحث األول(‪ ،‬ومن جھة أخرى مامدى إسھام الصفقات‬
‫العمومية الجماعية في التنمية المحلية )المبحث الثاني(‪.‬‬

‫اﳌﺒﺤﺚ ا ٔﻻول‪ :‬واﻗﻊ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ابﶺﺎﻋﺔ اﳊﴬﻳﺔ ﻻﰷدﻳﺮ‪.‬‬


‫اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﶺﺎﻋﻴﺔ وﻣﺪى وﻣﺴﺎﳘﳤﺎ اﻟﺘﳮﻮﻳﺔ‪.‬‬
‫اﳌﺒﺤﺚ ا ٔﻻول‪ :‬واﻗﻊ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ابﶺﺎﻋﺔ اﳊﴬﻳﺔ ﻻﰷدﻳﺮ‪.‬‬

‫عرف واقع الصفقات العمومية الجماعية‪ ،‬بالمجلس الجماعي لمدينة أكادير تطوراً‬
‫ملحوظاً‪ ،‬ال من خالل مجموع الصفقات المبرمة‪ ،‬أو حتى من خالل نوع ھذه الصفقات‬
‫المبرمة‪ ،‬الشيء الذي انعكس على جمالية المدينة وتنظيمھا‪ .‬إال أن ھناك عدة مشاكل مازال‬
‫المجلس الجماعي يعاني منھا‪ ،‬ويعتبرھا مخلﱠفات تجربة المجموعة الحضرية)‪ ،(15‬والفترة‬
‫التي سبقت تولي المجلس الحالي دواليب تسيير الجماعة مند ‪ 2003‬إلى يومنا ھذا‪ .‬وتتجلى‬
‫ھذه المشاكل في مجموعة من الصفقات المھمة التي ٱستنزفت مبالغ ضخمة‪ ،‬إال أنھا لم‬
‫تعرف طريقھا نحو التنفيذ النھائي‪ .‬وھذه اإلشكالية ھي التي يروم بحثنا مناقشتھا من خالل‬
‫المحاور المقترحة‪ ،‬في حين أننا سنتعرض في ھذا المبحث إلى مطلبين‪ ،‬يروم )المطلب‬
‫األول( تشخيص واقع الصفقات العمومية بالجماعة لفترة ‪ 2004‬حتى ‪ ،(16)2010‬ومن جھة‬
‫أخرى سنستعرض حصيلة مجموع الصفقات المنفذة‪ ،‬وغير المنفذة بالنسبة لنفس الفترة‬
‫السنوية )المطلب الثاني(‪.‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ ا ٔﻻول‪ :‬ﺗﺸﺨﻴﺺ واﻗﻊ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ابﶺﺎﻋﺔ اﳊﴬﻳﺔ ﻻٔﰷدﻳﺮ ﻟﻔﱰة‬
‫‪ 2004‬ﺣﱴ ‪.2010‬‬
‫ٱرتأينا من خالل تشخيص واقع الصفقات‪ ،‬إعطاء نظرة شاملة عن عمليات الشراء‬
‫الجماعي التي يباشرھا المجلس الجماعي ألكادير‪ ،‬وذلك من أجل تقريب الصورة‪ ،‬ومعرفتھا‬
‫بشكل أدق‪ .‬لذلك ٱعتمدنا في ھذا التشخيص على تقنية جرد لمجموع الصفقات المعلن عليھا‬
‫ْ‬
‫وبحثنا كذلك عن‬ ‫من طرف المجلس الجماعي‪ ،‬ومن جھة أخرى جرد يھم الصفقات الملغاة‪،‬‬

‫‪(15‬‬
‫ويظھر ذلك جليا من خالل المداوالت التي ٱطلعنا عليھا أثناء الفترة التدريبية‪ ،‬والتي تھم محاضر مداوالت المجلس الجماعي ألكادير ابتداءا‬
‫من سنة ‪ 2003‬حتى سنة ‪ ،2010‬مصلحة أشغال المجلس واللجان بالجماعة الحضرية ألكادير‪.‬‬
‫‪(16‬‬
‫بخصوص سنة ‪ ،2010‬فسنكتفي فقط بالصفقات المبرمة خالل ستة أشھر األولى‪.‬‬
‫األسباب التي كانت وراء إلغائھا‪ ،‬ومن جھة أخرى جرد كذلك لمجموع الصفقات التي‬
‫تصادق عليھا سلطات الوصاية سنويا ً)‪ .(17‬إال أنه من خالل ھذا المطلب‪ ،‬حاولنا إعطاء ورقة‬
‫تعريفية كمية لمجموع الصفقات المبرمة والصفقات الملغاة لسنوات ‪) 2010-2004‬الفقرة‬
‫األولى(‪ ،‬ومن جھة أخرى ٱستعرضنا مجمل ھذه الصفقات الجماعية المبرمة من الناحية‬
‫النوعية )الفقرة الثانية(‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة ا ٔﻻوﻟـــــــــــﻰ‪ :‬اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﳬﻲ ﻟﻠﺼﻔﻘﺎت اﳌﱪﻣﺔ ابﶺﺎﻋﺔ‪.‬‬


‫تعتبر آلية التحليل الكمي الوسيلة التي تمكننا من إعطاء معطيات دقيقة وواضحة‪،‬‬
‫باإلعتماد على اإلحصائيات والبيانات الرقمية‪ ،‬حيث يمكن أن تقدم ھذه المقاربة الكمية في‬
‫غالب األحيان‪ ،‬إحصائيات حسابية تبين تطور الظواھر سلبا ً أو إيجابا ً وذلك من خالل عدة‬
‫زوايا‪ .‬لھذا اعتمدنا على لغة األرقام في معالجة ھذه الفقرة‪ ،‬وذلك قصد تقريب القارئ إلى‬
‫المعطيات الحقيقية داخل الجماعة الحضرية ألكادير كدراسة حالة‪ ،‬من خالل عرض مجموع‬
‫الصفقات بشكل عام‪ ،‬ثم صفقات األشغال التي تھم الجوانب التنموية للجماعة بصفة خاصة‬
‫)أوال(‪ ،‬ثم مجموع الصفقات الملغاة بخصوص سنة ‪ ،2009‬كمثال يسري على باقي السنوات‬
‫األخرى )ثانيا(‪.‬‬

‫ٔاو ًﻻ‪ :‬ﶍﻮع اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﱪﻣﺔ ﺣﺴﺐ ﺳـﻨﻮات ‪.2010 /2004‬‬


‫تعتبر ميزانية الجماعات المحلية ھي مصدر الصفقات العمومية التي تبرمھا ھذه‬
‫الھيئات المحلية‪ ،‬وبالتالي تتعدد أوجه صرف ھذه الميزانية‪ ،‬ولعل الشق الكبير منھا يصرف‬
‫عبر آلية الشراء العمومي )الصفقات العمومية الجماعية(‪ .‬لذا فالميزانية المحلية للجماعة‬
‫حسب القانون المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية وھيئاتھا ھي " الوثيقة التي يقرر‬
‫ويؤذن بموجبھا‪ ،‬بالنسبة لكل سنة مالية‪ ،‬في مجموع موارد وتحمالت الجماعة المحلية أو‬

‫‪(17‬‬
‫اطلعنا على ھذا الجرد بمصلحة الصفقات العمومية‪ ،‬بمقر والية سوس ماسة درعة‪ ،‬عمالة اكادير اداوتنان‪ ،‬وسندرجھا ضمن الفقرة الخاصة‬
‫بتدخالت سلطات الوصاية للمصادقة على الصفقات العمومية المبرمة من طرف الجماعة الحضرية ألكادير‪.‬‬
‫المجموعة")‪ .(18‬وتتكون الميزانية الجماعية من جزأين‪ ،‬جزء يتعلق بعمليات التسيير‪،‬‬
‫ويخص المداخيل والنفقات‪ ،‬وجزء ثان يتعلق بعمليات التجھيز واإلستعمال الذي خصصت‬
‫ألجله)‪ .(19‬وبذلك فالميزانية الجماعية تمكن من ترجمة ٱستراتيجية المجلس الجماعي المالية‪،‬‬
‫من خالل تدبير موارد ونفقات الجماعة‪.‬‬
‫ويمكن القول إن الجماعة الحضرية ألكادير عرفت تطوراً ايجابيا ً في ميزانيتھا‬
‫المحلية‪ ،‬بنسب تختلف من سنة إلى سنة)‪ ،(20‬حيث على سبيل المثال‪ ،‬قدرت مداخيل التسيير‬
‫برسم سنة ‪ 2008‬بما قدره ‪319.424.277,79‬درھم‪ ،‬أي بزيادة قدرھا ‪ % 8,55‬مقارنة مع‬
‫تقديرات ‪ ،2007‬وبزيادة قدرھا ‪ ،%9,85‬مقارنة مع ما تم تحقيقه سنة ‪ ،(21)2006‬ويلخص‬
‫الجدول التالي تطور ميزانية الجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬إبتداءاً من سنة ‪ 2003‬حتى سنة‬
‫‪ ،2009‬باإلضافة إلى تقديرات ‪:2010‬‬
‫جدول رقم ‪1‬‬
‫ميزانية الجماعة الحضرية لمدينة أكادير خالل سنوات ‪.2010-2004‬‬
‫مبلغ الميزانية‬ ‫السنوات‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫المصدر‪ :‬الجماعة الحضرية لمدينة اكادير‪.‬‬

‫‪(18‬‬
‫المادة ‪ 3‬من قانون ‪ 45.08‬المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية ومجموعاتھا‪ ،‬ظھير شريف رقم ‪ 1.09.02‬صادر في ‪ 22‬من صفر‬
‫‪ 18) 1430‬فبراير ‪ ،(2009‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 5711‬بتاريخ ‪ 27‬من صفر ‪ 23) 1430‬فبراير ‪ ،(2009‬ص ‪.545‬‬
‫‪(19‬‬
‫المادة ‪ 6‬من قانون ‪ ،45.08‬المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية ومجموعاتھا‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪(20‬‬
‫ويظھر ذلك جليا من خالل المحاضر التي اطلعنا عليه‪ ،‬التي تضم سجل محاضر دورات المجلس الجماعي ألكادير بخصوص ‪:‬‬
‫الحساب اإلداري لسنة ‪2003‬؛‬ ‫‬
‫الحساب اإلداري لسنة ‪2004‬؛ ‪2005‬؛ ‪2006‬؛‪2007‬؛‪2008‬؛‪2009‬؛‬ ‫‬
‫ثم مشروع ميزانية ‪ ،2010‬عن مصلحة التوثيق واألرشيف بالجماعة الحضرية ألكادير‪.‬‬ ‫‬
‫‪(21‬‬
‫المجلس الجماعي لمدينة أكادير‪ ،‬تقرير اللجنة المكلفة بالميزانية والمالية واإلدارة‪ ،‬بشأن دراسة ميزانية الجماعة الحضرية ألكادير برسم‬
‫سنة ‪ ،2009‬الدورة العادية لشھر أكتوبر‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫فمن خالل ھذا الجدول‪ ،‬وإذا ما ٱطلعنا على مبالغ الصفقات المبرمة من طرف‬
‫المجلس الجماعي لمدينة أكادير‪ ،‬نجدھا تفوق المبالغ المرصودة في الميزانية‪ ،‬الشيء الذي‬
‫يدل على أن لھذه الصفقات عدة مصادر للتمويل‪ ،‬فمنھا الصفقات الممولة من الميزانية العامة‬
‫للدولة‪ ،‬باإلضافة إلى مساھمة باقي الجماعات المحلية )العماالت واألقاليم والجھات(‪،‬‬
‫باإلضافة إلى اإلقتراضات التي تجريھا الجماعة المحلية‪ ،‬إلنجاز مجموعة من المشاريع‬
‫التنموية الكبرى‪ ،‬التستطيع الجماعة تغطية نفقاتھا‪ ،‬وعلى سبيل المثال نجد صندوق التجھيز‬
‫الجماعي )‪ (FEC‬الذي يوفر للجماعات المحلية مبالغ ضخمة‪ ،‬لتنفيذ مشاريعھا الكبرى)‪.(22‬‬
‫فمن خالل تقديمنا لميزانية الجماعة‪ ،‬أردنا أن نبرز مصادر ٱحتواء الصفقات‬
‫الجماعية‪ ،‬التي تتعدد بين مختلف المتدخلين حسب القطاعات‪ ،‬ألن الصفقات الجماعية تعكس‬
‫حجما ً ماليا ً مھما ً يمكنھا أن تستعمله لتحقيق العديد من األھداف المرتبطة بالتنمية المحلية‪،‬‬
‫وتبقى في غالب األحيان النسبة الكبيرة لتمويل الصفقة عبء على الجماعة‪ ،‬ألن ھذه األخيرة‬
‫تتأرجح موازنة ميزانيتھا بين نفقات التسيير والتجھيز‪ ،‬ألن من حسن تسيير المصالح‬
‫اإلدارية التابعة للجماعة يقتضي القيام بالعديد من المشتريات العمومية الالزمة والتي ال يمكن‬
‫أن يتم أي نشاط إداري وأن ينجز أي عمل من غيرھا‪ ،‬لذلك إرتأينا أن نستدل بالجدول اآلتي‬
‫لتبيان حجم الصفقات المبرمة خالل سنوات ‪ 2010-2004‬بشكل عام‪ ،‬ثم إعطاء جرد آخر‬
‫يھم الصفقات المبرمة والتي تھم فقط صفقات األشغال التي تحتوي عدة مشاريع تنموية‬
‫كبرى‪.‬‬

‫‪(22‬‬
‫مجموعة من المشاريع التي تم تمويلھا من طرف صندوق التجھيز الجماعي )‪ (FEC‬تھم باألساس‪:‬‬
‫صيانة الطرق؛‬ ‫‬
‫تھيئة مداخل المدينة؛ تأھيل المكتب الجماعي لحفظ الصحة‪ ،‬ودراسات تھم مشاريع كبرى بالمدينة‪. ...‬‬ ‫‬
‫الجدول رقم ‪2‬‬
‫مجموع الصفقات المبرمة من طرف الجماعة لسنوات ‪2010-2004‬‬
‫مبالغ مجموع الصفقات‬ ‫مجموع الصفقات المبرمة‬ ‫السنوات‬
‫المبرمة من طرف الجماعة‬ ‫من طرف الجماعة‬

‫‪ 59.438.666.27‬درھم‬ ‫‪222‬‬ ‫‪2004‬‬


‫‪ 119.475.812.91‬درھم‬ ‫‪256‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪ 257.479.417.33‬درھم‬ ‫‪205‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪ 320.441.391.43‬درھم‬ ‫‪219‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪ 512.877.667.33‬درھم‬ ‫‪195‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪ 136.439.496.86‬درھم‬ ‫‪139‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪ 130.851.429.65‬درھم‬ ‫‪112‬‬ ‫‪2010‬‬
‫مصدر المعطيات‪ :‬الجماعة الحضرية لمدينة اكادير –مكتب الصفقات العمومية‪.-‬‬
‫من خالل الجدول يتبين أن معدل تطور الصفقات المبرمة من طرف المجلس‬
‫الجماعي لمدينة اكادير في إستقرار مستمر‪ ،‬بل يمكننا مالحظة أن عدد الصفقات المبرمة في‬
‫تناقص‪ .‬ويرجع سبب ذلك إلى إستنزاف نفقات التسيير للحصة الكبرى من الميزانية‪ .‬ويجدر‬
‫بنا القول‪ ،‬إن نفقات تسيير اإلدارة الجماعية‪ ،‬غالبا ما تمتص موارد الجماعات المحلية‪ ،‬مما‬
‫يؤثر سلبا على تلك التي تعرف ميزانياتھا مشاكل مالية نتيجة ضعف مواردھا‪ ،‬فتقف عاجزة‬
‫عن إنجاز عدة مشاريع ٱستثمارية‪ ،‬في حين أن الجماعات التي تحقق ميزانياتھا فوائض مالية‬
‫مھمة في نھاية السنة المالية‪ ،‬غالبا ما تعيش إشكالية اإلختيار بين إبرام صفقاتھا في مجال‬
‫التسيير أم في مجال التجھيز)‪ .(23‬إال أنه بالنسبة للجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬فھي تحقق‬
‫فائضا مھما تستثمره في مجال المشاريع التنموية‪ ،‬وما يبين ذلك ھو الحصة المھمة التي‬
‫تحتلھا صفقات األشغال المبرمة من طرف الجماعة‪.‬‬

‫‪(23‬‬
‫عزيزي نجيب‪ :‬الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية بالدارالبيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1993-1992‬ص‪.38‬‬
‫الجدول رقم ‪3‬‬
‫مقارنة حصة صفقات األشغال مع مجموع الصفقات المبرمة‬

‫المبالغ المرصودة لصفقات‬ ‫مجموع الصفقات‬ ‫مجموع صفقات التجھيز‬ ‫السنوات‬


‫األشغال‬ ‫المبرمة‬ ‫)األشغال( المبرمة من‬
‫)المشاريع(‬ ‫من طرف الجماعة‬ ‫طرف الجماعة‬

‫درھم‬ ‫‪23 753 376,40‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪2004‬‬


‫درھم‬ ‫‪77 701 562,29‬‬ ‫‪256‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪2005‬‬
‫درھم‬ ‫‪216 020 746,11‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪2006‬‬
‫درھم‬ ‫‪230 005 505,51‬‬ ‫‪219‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪2007‬‬
‫درھم‬ ‫‪350 625 072,60‬‬ ‫‪195‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪2008‬‬
‫درھم‬ ‫‪20 738 703,25‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪2009‬‬
‫درھم‬ ‫‪98 110 106,84‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪2010‬‬
‫مصدر المعطيات ‪ :‬الجماعة الحضرية لمدينة اكادير–مكتب الصفقات العمومية‪.-‬‬

‫يتبين من خالل الجدول التالي‪ ،‬أنه رغم العدد الضئيل لمجموع الصفقات المبرمة من‬
‫طرف الجماعة‪ ،‬فإن صفقات األشغال التي تھم اإلستثمار في المشاريع التنموية للمدينة‪،‬‬
‫تحتوي الحيز المھم من المجموع العام للصفقات‪ ،‬وبالتالي ترصد لھا ميزانية مھمة من‬
‫مجموع المبالغ المرصودة‪.‬‬
‫رسم بياني رقم ‪1‬‬
‫مجموع المبالغ المرصودة لصفقات الجماعة الحضرية ألكادير مند سنة ‪ 2004‬حتى‬
‫سنة ‪2010‬‬

‫مصدر المعطيات‪ :‬الجماعة الحضرية لمدينة اكادير–مكتب الصفقات العمومية‪.-‬‬

‫تشكل صفقات التجھيز عموما ً غالبية الصفقات المبرمة‪ ،‬بل يمكن أن تصل أحيانا إلى‬
‫‪ 70%‬من مجموع الصفقات التي يبرمھا المجلس الجماعي أثناء كل سنة مالية‪ ،‬ويتضح ذلك‬
‫جليا من خالل الرسم البياني أعاله‪ ،‬الذي يوضح بدقة حجم المبالغ التي تخصص لصفقات‬
‫التجھيز مقارنة مع المبالغ العامة المخصصة للصفقات بشكل عام‪ .‬ھذا مع عدم إحتسابنا‬
‫للصفقات الملغاة سنوياً‪ ،‬والتي خصصنا لھا حيزا آخر لتبيان حجم الصفقات الملغاة سنوياً‪،‬‬
‫وھذا ما سنتطرق له في الفقرة الموالية‪.‬‬
‫اثﻧﻴﺎ‪ :‬ﶍﻮع اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﻠﻐﺎة ﺣﺴﺐ ﺳـﻨﻮات ‪.2010 /2004‬‬
‫تعتبر الصفقات الملغاة‪ ،‬ھي الصفقات التي يتم إلغائھا على مدار السنة المالية‪ .‬ويرجع‬
‫ذلك لعدة أسباب‪ ،‬سنتطرق لھا أثناء المعالجة النوعية لھذه الصفقات‪ ،‬ألنه أثناء قيامنا بالجرد‬
‫لمجموع الصفقات بالمصلحة التي أجرينا بھا الفترة التدريبية‪ ،‬ٱستوقفني حجم الصفقات‬
‫الملغاة سنوياً‪ ،‬والتي تھم عدة مشاريع تنموية‪ ،‬ويمثل الجدول اآلتي حجم الصفقات الملغاة‬
‫سنويا ً‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪4‬‬
‫الصفقات الملغاة مقارنة مع باقي الصفقات‪.‬‬

‫مجموع الصفقات‬ ‫مجموع صفقات التجھيز‬ ‫مجموع الصفقات‬ ‫السنوات‬


‫الملغاة‬ ‫)األشغال( المبرمة من طرف‬ ‫المبرمة من طرف‬
‫الجماعة‬ ‫الجماعة‬
‫‪53‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪2004‬‬

‫‪45‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪256‬‬ ‫‪2005‬‬

‫‪45‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪36‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪219‬‬ ‫‪2007‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪195‬‬ ‫‪2008‬‬

‫‪19‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪2009‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪2010‬‬

‫مصدر المعطيات‪ :‬الجماعة الحضرية لمدينة اكادير–مكتب الصفقات العمومية‪.-‬‬

‫يتبين من خالل الجدول السابق أن حجم الصفقات الملغاة يتجاوز حجم صفقات‬
‫التجھيز المبرمة من طرف الجماعة‪ ،‬ويظھر ذلك جليا ً إذا ما قارنا الصفقات الملغاة لسنة‬
‫‪ ،2004‬التي وصل عددھا ‪ 53‬صفقة‪ ،‬بعدد صفقات التجھيز التي وصل عددھا ‪ 47‬صفقة‪.‬‬
‫إال أن ھذا العدد بات يتناقص شيئا ً فشيئا ً‪ ،‬ھذا بالمقارنة مع سنة ‪ ،2009‬التي لم يتعد فيھا‬
‫عدد الصفقات الملغاة ‪ 19‬صفقة‪ ،‬في حين أن عدد صفقات التجھيز في استقرار حيث وصلت‬
‫‪ 40‬صفقة‪ ،‬وفي بعض األحيان ‪ 105‬صفقة تجھيز سنة ‪.2005‬‬
‫رسم بياني رقم ‪2‬‬
‫رسم توضيحي لمقارنة مجموع الصفقات المبرمة بصفقات التجھيز والملغاة‪.‬‬

‫مصدر المعطيات‪ :‬الجماعة الحضرية لمدينة اكادير–مكتب الصفقات العمومية‪.-‬‬


‫فمن خالل ھذا التقديم الذي ھم التحليل الكمي للصفقات المبرمة بالجماعة الحضرية‬
‫ألكادير‪ ،‬أردنا أن نحصر واقع الصفقات العمومية بالجماعة من الناحية الكمية‪ ،‬ومالمسة‬
‫إشكالية عدم تنفيذ الصفقات الجماعية وأثرھا على الواقع التنموي للمدينة‪ ،‬لذا اليمكننا مالمسة‬
‫ھذا الواقع باإلعتماد على التحليل الكمي فقط‪ ،‬دون اللجوء إلى تحليل نوعية ھذه الصفقات‬
‫المبرمة من جھة‪ ،‬ونوعية الصفقات الملغاة‪ ،‬وسبب إلغائھا من جھة أخرى‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴـــــــﺔ‪ :‬اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟﻠﺼﻔﻘﺎت اﳌﱪﻣﺔ ابﶺﺎﻋﺔ‪.‬‬


‫إذا أسعفتنا المقاربة الكمية في تحديد عدد الصفقات المبرمة من طرف المجلس‬
‫الجماعي لمدينة أكادير‪ ،‬خالل عدة فترات معينة‪ ،‬والتي حددناھا من سنة‪ 2004‬حتى األشھر‬
‫الستة األولى من السنة الحالية )‪ ،(2010‬فإن التحديد النوعي للصفقات المبرمة بالجماعة‪،‬‬
‫سيساعدنا ال محالة في إيجاد الخيط الرابط بين الصفقات الجماعية من جھة‪ ،‬وإشكالية التنمية‬
‫المحلية من جھة أخرى‪ .‬وبالتالي ستجعلنا ھذه المقاربة النوعية نطرح أكثر من سؤال يھم‬
‫موضوع الصفقات الجماعية‪ ،‬والذي بفضل غنائه الفكري وتشعب اتجاھاته‪ ،‬تطرح بشأنه‬
‫عدة إشكاالت باعتباره حلقةَ تقاطع‪ ،‬بين ما ھو مسطري وإداري وما ھو اقتصادي ومالي‬
‫وإجتماعي‪ .‬ومقارنةً مع التزايد الملحوظ في الميزانيات المحلية‪ ،‬وتعدد وتنوع صفقات‬
‫الجماعات المحلية‪ ،‬نالحظ مقابل ذلك ضعفا ً واضحا ً في البنيات التحتية للمدينة‪ ،‬الشيء الذي‬
‫يجعلنا نطرح التساؤل التالي‪ ،‬والذي يعبر دائما ً عن فحوى إشكالية البحث‪ ،‬حول مدى معالجة‬
‫ھذه الصفقات لمشكلة التنمية المحلية‪ ،‬وكيف يؤثر عدم تنفيذھا على مسلسل التنمية‬
‫)‪(24‬‬
‫المحلية؟‬

‫لقد سبقت اإلشارة إلى أن الصفقات الجماعية ھي اآللية والوسيلة األكثر تداوالً لتنفيذ‬
‫مجموعة من المشاريع‪ ،‬والتصورات التنموية التي يرسمھا المجلس الجماعي‪ ،‬والتي تعبر في‬
‫األخير عن قراراته السياسية المحلية بناءاً على التوجھات الوطنية‪ .‬لكن قبل اإلجابة عن ھذه‬
‫األسئلة البد وأن نتطرق إلى نوع الصفقات التي تبرمھا الجماعة الحضرية ألكادير )أوال(‪،‬‬
‫والمحصورة بين سنة ‪ 2004‬حتى سنة ‪ ،2010‬وكذلك إلى نوع الصفقات الملغاة‪ ،‬مع تبيان‬
‫األسباب التي كانت وراء ھذا اإللغاء )ثانيا(‪.‬‬
‫ٔاوﻻ‪ :‬ﻧـــــﻮع اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﱪﻣﺔ ﺣﺴﺐ ﺳـﻨﻮات ‪.2010 /2004‬‬
‫يتحدد نوع الصفقات المبرمة لحساب الدولة‪ ،‬والجماعات المحلية وباقي المؤسسات‬
‫العمومية‪ ،‬بمقتضى مقرر يصدر عن الوزير األول)‪ ،(25‬يحدد فيه الئحة األعمال الممكن أن‬
‫تكون موضوع صفقات إطار)‪ (26‬والمحددة طبقا للمادة ‪ 5‬من مرسوم ‪ ،2007‬المتعلق بتحديد‬
‫شروط وأشكال إبرام صفقات الدولة‪ ،‬وكذا بعض القواعد المتعلقة بتدبيرھا ومراقبتھا)‪،(27‬‬
‫وتھم ثالثة أنواع رئيسية تشترك فيھا جميع المقررات السابقة الذكر‪ ،‬وتتمثل ھذه األنواع في‪:‬‬

‫‪(24‬‬
‫توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪(25‬‬
‫مقرر الوزير األول رقم ‪ 3-35-08‬الصادر في ‪ 21‬رجب ‪ 25) 1429‬يوليوز ‪ ،(2008‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 5656‬بتاريخ ‪ ،2008/8/14‬ص ‪.2435‬‬
‫‪(26‬‬
‫ھناك عدة مقررات أخرى تھم الئحة األعمال الممكن أن تكون موضوع صفقات أخرى‪ ،‬كالذي ينظم الصفقات القابلة للتجديد‪ ،‬ثم المقرر الذي‬
‫يحدد الئحة األعمال الممكن أن تشكل موضوع سندات الطلب‪.‬‬
‫‪(27‬‬
‫الصادر في ‪ 16‬من محرم ‪5)1428‬فبراير ‪ (2007‬بتحديد شروط و أشكال إبرام صفقات الدولة و كذا بعض‬ ‫مرسوم رقم ‪2.06.388‬‬
‫القواعد المتعلقة بتدبيرھا ومراقبتھا‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫ صفقات األشغال‪ :‬تضم كل أشغال التھيئة بالنسبة للمباني اإلدارية‪ ،‬وصيانتھا‪،‬‬
‫وإصالحھا‪ ،‬باإلضافة إلى األشغال التي تھم البنيات التحتية للمدينة‪ ،‬والمتمثلة‬
‫في المنشآت والطرق والشبكات التي تھم اإلنارة‪ ،‬إلى غيرھا من التجھيزات‬
‫األساسية‪ ،‬وتع ﱠرف عقود األشغال العامة المحلية‪" ،‬بكونھا إتفاق بين اإلدارة‬
‫المحلية وأحد المقاولين للقيام ببعض األشغال العامة مقابل أجر معين متفق‬
‫عليه في العقد بھدف تحقيق منفعة عامة‪ ،‬وقد تكون تلك األشغال عبارة عن‬
‫إنشاء المباني‪ ،‬أو المنشآت أو القيام ببعض الترميمات‪ ،‬على أن تكون األشغال‬
‫)‪(28‬‬
‫متعلقة بعقار وليس بمنقول"‬

‫ التــــــوريدات‪ :‬ويضم ھذا النوع من الصفقات كل ما يمكن أن تحتاجه‬


‫الجماعة‪ ،‬من لوازم ومعدات لتسيير الجماعة‪ ،‬وحتى اللوازم والمعدات التي‬
‫تحتاجھا من أجل تجھيز ھذه األخيرة وتھيئتھا‪ ،‬فبمقتضى عقد التوريد المحلي‪،‬‬
‫"يتعھد أحد األفراد أو إحدى الشركات الخاصة بتوريد سلع أو أجھزة معينة‬
‫لحساب الجماعة المحلية‪ ،‬مقابل ثمن معين متفق عليه في العقد وبھدف تحقيق‬
‫المصلحة العامة‪ ،‬مثل توريد أدوات مكتبية أو أجھزة إعالمية أو آالت‬
‫ميكانيكية")‪ ،(29‬وأھم مايميز ھذه العقود أنھا ترد على المنقوالت‪.‬‬

‫ الخدمـــــــات‪ :‬ويندرج في ھذا اإلطار‪ ،‬كل الصفقات التي يبرمھا المجلس‬


‫الجماعي من أجل اإلستفادة من خدمة معينة‪ ،‬كصيانة المعدات‪ ،‬واإلستفادة من‬
‫الدراسات‪ ،‬وكراء المعدات التي يمكن للجماعة اإلستفادة منھا‪" ،‬وھو إتفاق‬
‫يتعھد بمقتضاه أحد األفراد أو إحدى الشركات الخاصة بتقديم خدمات معينة‬
‫مقابل أجر محدد يتفق عليه في العقد")‪.(30‬‬

‫‪(28‬‬
‫توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪(29‬‬
‫توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪(30‬‬
‫توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫وھكذا فإن الجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬كباقي الجماعات المحلية بالمغرب‪ ،‬وجميع‬
‫المؤسسات العمومية األخرى‪ ،‬التي يشملھا المرسوم المنظم لمجال الصفقات العمومية‪ ،‬تبرم‬
‫صفقاتھا طبقا ً لألنواع الثالثة المشار إليھا فتكون إما صفقات توريدات أوخدمات أوصفقات‬
‫أشغال‪ .‬إال أن جميع المؤسسات العمومية أو الجماعات المحلية‪ ،‬تختلف في كم الصفقات‬
‫المبرمة لكل نوع‪ ،‬ويرجع ذلك إلى طبيعة المؤسسة أو الجماعة من جھة‪ ،‬والى ٱحتياجاتھا من‬
‫جھة أخرى‪ ،‬ومن خالل ھذه الفقرة سنحاول تسليط الضوء على مختلف الصفقات المبرمة من‬
‫طرف الجماعة الحضرية ألكادير وفق المدة الزمنية التي تطرقنا لھا سابقا ً‪.‬‬

‫الجدول رقم ‪5‬‬


‫مجموع الصفقات المبرمة من طرف الجماعة الحضرية ألكادير‬
‫حسب نوع الصفقة‪.‬‬

‫مجموع‬ ‫الصفقات‬ ‫الخدمات‬ ‫التوريدات‬ ‫صفقات‬ ‫السنوات‬


‫الصفقات‬ ‫الملغاة‬ ‫األشغال‬
‫‪222‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪256‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪205‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪209‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪195‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪140‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪112‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪2010‬‬
‫مصدر المعطيات‪ :‬الجماعة الحضرية لمدينة اكادير–مكتب الصفقات العمومية‪.-‬‬
‫يتبين من خالل الجدول التالي‪ ،‬أن معدل صفقات الجماعة الحضرية ألكادير المبرمة‬
‫في انخفاض مستمر‪ ،‬ومن جھة أخرى يالحظ ھيمنة صفقات التوريدات على باقي الصفقات‬
‫المبرمة‪ ،‬مما يفسر أن نفقات التسيير تستنزف بشيء كبير نفقات التجھيز التي تھم الجانب‬
‫اإلستثماري للجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬في حين تحافظ الصفقات المتعلقة بالخدمات على‬
‫استقرارھا‪ ،‬ومعدلھا المنخفض‪ ،‬أما بالنسبة للصفقات الملغاة فيمكننا القول إنھا تضاھي‪ ،‬بل‬
‫وتتعدى معدل صفقات األشغال في بعض األحيان‪ ،‬ھذا مايجعلنا نطرح إشكالية أخرى تھم‬
‫ھذه الصفقات الملغاة‪ ،‬إلى جانب إشكالية تنفيذ الصفقات الجماعية‪ ،‬والتي تتجلى في‬
‫)‪(31‬‬
‫التي يرسمھا المجلس‬ ‫مستويات تأثير ھذه الصفقات على السياسات أو البرامج التوقعية‬
‫الجماعي في بداية كل سنة مالية‪ ،‬ألنه في الواقع يكون المجلس الجماعي قد رسم خطوطا ً‬
‫عريضة لعمله‪ ،‬في حين أن ھناك صفقات تلغى من حين آلخر‪.‬‬

‫رسم بياني رقم ‪3‬‬


‫مجموع الصفقات المبرمة من طرف الجماعة الحضرية ألكادير حسب‬
‫نوع الصفقة‪.‬‬

‫مصدر المعطيات‪ :‬الجماعة الحضرية لمدينة اكادير–مكتب الصفقات العمومية‪.-‬‬

‫اثﻧﻴﺎ‪ :‬ﻧﻮع اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﻠﻐﺎة وﺳﺒﺐ إﻟﻐﺎﲛﺎ‪.‬‬


‫إن مساھمة الصفقات الجماعية المحلية‪ ،‬في التسيير والتدبير العقالني للميزانيات‬
‫المحلية‪ ،‬واإلنخراط في التوجھات اٱلستراتيجية التي تستھدفھا المخططات اإلقتصادية‬
‫الوطنية‪ ،‬والتي ترتكز على مبدأ الشفافية‪ ،‬وترشيد النفقات المحلية والتدبير العمومي الجيد‪،‬‬

‫‪(31‬‬
‫مجموعة من البرامج التوقعية للصفقات المبرمة من طرف الجماعة الحضرية ألكادير‪:‬‬
‫‬ ‫)الملحق ‪Programme prévisionnel de la Commune Urbaine d’Agadir-2005-.(3‬‬
‫‬ ‫)الملحق ‪Programme prévisionnel de la Commune Urbaine d’Agadir-2006-.(4‬‬
‫‬ ‫)الملحق ‪Programme prévisionnel de la Commune Urbaine d’Agadir-2007-.(5‬‬
‫‬ ‫‪Programme prévisionnel de la Commune Urbaine d’Agadir‬‬ ‫‪envisage de lancer pour l’année‬‬
‫)الملحق ‪Budgétaire 2008.(6‬‬
‫تقتضي من المدبر العمومي المحلي‪ ،‬وضع ٱستراتيجيات محكمة وعقالنية‪ ،‬واالشتغال وفق‬
‫مبادئ الحكامة الجيدة‪ ،‬والتي تخول له في األخير قياس درجات جودة وفعالية تدبيره‪ .‬لھذا‬
‫أصبحت الجماعة المحلية اآلن أمام خيار واحد المناص منه‪ ،‬وھو إلزامية تھيئ مخطط‬
‫جماعي للتنمية‪ ،‬يمكن تحيينه بعد ثالث سنوات من دخوله حيز التنفيذ)‪ .(32‬ووفق ھذا المخطط‬
‫تضع الجماعة برنامج تجھيز في حدود وسائلھا الخاصة والوسائل الموضوعة رھن إشارتھا‪،‬‬
‫الشيء الذي يجعلھا‪ ،‬من جھة أخرى تضع برنامجا للصفقات المتوقع إبرامھا لتنفيذ المخطط‬
‫الجماعي‪ ،‬وھنا يمكننا القول إن واقع ھذه البرامج ٱختلف شيئا ً ما مع مستجد المخطط‬
‫الجماعي‪ ،‬ألن الجماعات المحلية أصبحت مقيدة باإللتزام بالبرامج التوقعية التي تعدھا‬
‫بخصوص الصفقات التي تود إبرامھا لتنفيذ ھذا المخطط‪ ،‬الشيء الذي يطرح إشكالية‬
‫الصفقات الملغاة سنوياً‪ ،‬والتي تشغل الحيز المھم في بعض السنوات‪.‬‬
‫فالجماعة الحضرية ألكادير ھي األخرى معنية باألمر‪ ،‬مادامت أنھا شرعت في إعداد‬
‫المخطط الجماعي للتنمية ٱبتداءاً من سنة ‪ ،(33)2010‬تبقى إشكالية الصفقات الملغاة ستُطرح‬
‫ال محالة‪ ،‬وحكمنا المسبق ھذا أسسناه على إحصائيات الصفقات الملغاة للسنوات السابقة‪.‬‬

‫‪(32‬‬
‫"يدرس المجلس الجماعي ويصوت على مشروع مخطط جماعي للتنمية يعده رئيس المجلس الجماعي" المادة ‪ 36‬من القانون المتعلق‬
‫بالتنظيم الجماعي‪ ،‬ظھير شريف رقم ‪ 1.02.297‬صادر في ‪ 25‬من رجب ‪ 3) 1423‬أكتوبر ‪ (2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 78.00‬المتعلق بالميثاق‬
‫الجماعي‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ 5058‬بتاريخ ‪ 16‬رمضان ‪ 21) 1423‬نونبر ‪ ،(2002‬ص ‪ ،3468‬الذي تم تغييره وتتميمه بموجب قانون ‪ ،17.08‬ظھير‬
‫شريف رقم ‪ 1.08.153‬صادر في ‪ 22‬صفر ‪ 18) 1430‬فبراير ‪ (2009‬بتنفيذ القانون ‪ 17.08‬المتعلق بتغيير وتتميم الميثاق الجماعي ‪،78.00‬‬
‫ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ 5711‬بتاريخ ‪ 27‬صفر ‪ 23) 1430‬فبراير ‪.(2009‬‬
‫‪(33‬‬
‫لمعرفة تفاصيل أكثر حول المخطط‪" ،‬المخطط الجماعي للتنمية ‪ ،"2016/2010‬المرجو االطالع على الموقع الذي خصصته الجماعة‬
‫للمخطط‪.www.pcd-agadir.com ،‬‬
‫الجدول رقم ‪6‬‬
‫مجموع الصفقات الملغاة بالمقارنة مع صفقات األشغال‬
‫صفقات األشغال‬ ‫مجموع الصفقات‬ ‫السنوات‬
‫الملغاة منھا‬ ‫الملغاة‬
‫‪12‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪2010‬‬
‫مصدر المعطيات‪ :‬الجماعة الحضرية لمدينة اكادير–مكتب الصفقات العمومية‪.-‬‬
‫رسم بياني رقم ‪4‬‬
‫مقارنة صفقات األشغال الملغاة‪ ،‬بمجموع الصفقات الملغاة‬

‫مصدر المعطيات‪ :‬الجماعة الحضرية لمدينة اكادير–مكتب الصفقات العمومية‪.-‬‬

‫يتضح لنا جليا من خالل ھذه المعطيات والنسب واألرقام السالفة الذكر‪ ،‬النسب‬
‫المرتفعة للصفقات الملغاة‪ ،‬وخصوصا ً الصفقات التي تھم األشغال‪ ،‬لكن بمرور السنوات‬
‫أصبحت ھذه الحاالت تنخفض‪ ،‬ألنه إذا كانت صفقات التسيير تستنزف الحيز األكبر‪،‬‬
‫ومشكل إلغاء الصفقات ھو اآلخر يحتوي حيزاً مھماً‪ ،‬فإن ذلك ال محالة سينعكس على البنية‬
‫الخارجية للجماعة الحضرية‪ ،‬مما جعلنا نقف عند األسباب التي كانت وراء إلغاء ھذه‬
‫الصفقات‪ ،‬والتي تراھا لجنة طلب العروض)‪ (34‬أسباب منطقية إللغاء ھذه الصفقات‪.‬‬
‫فمن بين األسباب األساسية التي وقفنا عليھا من خالل ٱطالعنا على الصفقات الملغاة‬
‫لسنة ‪ (35)2009‬أن لجنة طلب العروض تلغي الصفقة بمجرد‪:‬‬
‫ عدم وجود أي عرض يتناسب مع النموذج ) ‪Echantillon non‬‬
‫‪ (conforme‬المقترح من طرف الجماعة؛‬

‫ عدم وجود أي عرض من طرف المقاوالت‪ ،‬وبلغت ھذه الحالة سنة ‪،2009‬‬
‫إلى حدود ثماني صفقات ألغيت من بين ‪ 19‬صفقة في المجموع لسنة ‪2009‬؛‬

‫ في حالة وجود تعارض بين ماھو منصوص عليه في دفاتر التحمالت‪،‬‬


‫وطلبات العروض؛‬

‫ عدم استيفاء ملفات المقاول للشروط المنصوص عليھا‪ ،‬أو المحددة من طرف‬
‫الجماعة؛‬

‫ في حالة عدم وجود من بين العارضين متخصص في مجال الصفقة المراد‬


‫إبرامھا؛‬

‫ في حالة عدم توفر اإلعتمادات المالية؛‬

‫‪(34‬‬
‫حسب المادة ‪ 34‬من المرسوم المتعلق بتحديد شروط و أشكال إبرام صفقات الدولة‪ ،‬فان لجنة طلب العروض" تتألف من األعضاء التالي‬
‫بيانھم والذين يعتبر حضورھم إلزاميا‪:‬‬
‫ممثل لصاحب المشروع‪ ،‬رئيسا؛‬ ‫‬
‫ممثالن آخران لصاحب المشروع ينتمي أحدھما على األقل إلى المصلحة المعنية بالعمل موضوع الصفقة؛‬ ‫‬
‫ممثل عن الخزينة العامة للمملكة؛‬ ‫‬
‫ممثل للوزارة المكلفة بالمالية إذا كان المبلغ المقدر للصفقة يفوق ثالثين مليون )‪ (30.000.000‬درھم‪ "...‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‬
‫ٱتخدنا سنة ‪ 2009‬مثاالً يسري على باقي السنوات األخرى‪ ،‬ألنھا تتشابه في سبب اإللغاء مع باقي السنوات األخرى‪ ،‬وستجدون في الملحق‬
‫‪(35‬‬

‫جدول يحصر جميع الصفقات الملغاة بخصوص سنة ‪ ،2009‬و‪ ،2010‬يبين نوع الصفقات الملغاة‪) .‬الملحق رقم ‪.(7‬‬
‫ وألغت اللجنة كذلك إحدى الصفقات بمجرد أنھا لم تنشر بجريدة ذات لغة‬
‫أجنبية‪ ،‬ألن ذلك يحد من مشاركة البعض؛‬

‫ في حالة ما إذا كانت قيمة العرض متجاوزة لقيمة الطلب؛‬

‫ ثم إلغاء طلب العروض من أجل توسيع دائرة المنافسة‪.‬‬

‫عموما تبقى ھذه األسباب في مجملھا ھي الطاغية على واقع إبرام الصفقات العمومية‬
‫الجماعية‪ ،‬خصوصا بالجماعة الحضرية لمدينة اكادير‪ .‬لكن يمكن لھذه الصفقات أن تنعقد من‬
‫جديد في فترات أخرى‪ ،‬إال أن اإلشكال الذي يسود ھو التأخير الذي يطال ھذه الصفقات‪ ،‬في‬
‫حين أن األھم من ذلك ھو التأخير الذي يطال الصفقات التي دخلت حيز التنفيذ‪ ،‬والمقبلة على‬
‫اإلنجاز النھائي للصفقة‪ ،‬الشيء الذي يطرح عدة مشاكل للجماعة من جھة‪ ،‬وللمقاول من‬
‫جھة أخرى‪.‬‬
‫بالنسبة للجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬فتنفيذ الصفقات الجماعية المبرمة من طرفھا‪ ،‬ال‬
‫يطرح مسألة تنفيذ عقود الصفقات التي أبرمھا المجلس الحالي‪ ،‬بقدرما تزداد حدة مشكلة عدم‬
‫تنفيذ الصفقات العمومية بالنسبة للعقود المبرمة خالل الوالية السابقة لواليتي المجلس‬
‫الجماعي الحالي‪ ،‬لذلك سنحاول من خالل المطلب التالي أن نستعرض أھم نسب وإحصائيات‬
‫الصفقات المنفذة وغير المنفذة بالنسبة للفترة السنوية المعتمدة في المطلب األول‪.‬‬

‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜــــــﺎﱐ‪ :‬ﺣﺼﻴةل ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ابﶺﺎﻋﺔ ﻟﻔﱰة ‪ 2004‬ﺣﱴ‬


‫‪.2010‬‬
‫تعتبر مرحلة تنفيذ الصفقات العمومية الجماعية‪ ،‬أھم مرحلة في المسلسل التدبيري‬
‫لمجال الصفقات‪ ،‬ألنه من خالل ھذه المرحلة تتضح نية كل من المجلس الجماعي من جھة‪،‬‬
‫ونية المقاول من جھة أخرى‪ ،‬ويمكن لمرحلة تنفيذ الصفقة أن يتخذ منحى آخر‪ .‬لھذا فإن‬
‫عملية تحضير وتنفيذ وتوقف األشغال‪ ،‬تنظمھا مقتضيات مرسوم ‪ 4‬ماي ‪ ، (36)2000‬في‬
‫مواده ‪ 35‬إلى ‪ 48‬منه‪ ،‬والتي نصت على أن القيام بأشغال الصفقة يحتاج إلى تحضيرات‬
‫أولية قبل الشروع في إنجازھا‪ ،‬كما وأن تنفيذھا يتطلب التأكد من مصدر المواد والمنتجات‬
‫وجودتھا وٱستخدامھا لتكون مطابقة مع قواعد المھنة‪ ،‬وأن تكون أحجام المنشآت وھيئاتھا‬
‫مسايرة لبنود التعاقد)‪ ،(37‬وبالتالي فكل الصفقات العمومية المبرمة‪ ،‬تخضع لدفتر الشروط‬
‫الخاصة)‪ ،(38‬الشيء الذي يجعل ھذه الصفقات تختلف أثناء تنفيذھا‪ ،‬للمدة الزمنية التي تخضع‬
‫لھا كل صفقة على حدة‪ ،‬وغالبا ً ال يمكن التقيد بالمدة الزمنية المحددة بدقة ألنه يمكن تأجيل‬
‫األشغال أو توقيفھا‪ ،‬ثم إستئناف األشغال من جديد‪ ،‬لكن في النھاية التطرح أي إشكال ألنھا‬
‫ٱستوفت شروط تنفيذھا‪ ،‬أما الحالة التي أثارت ٱنتباھنا في ھذا البحث والتي تعتبر جوھر‬
‫الموضوع ھي الصفقات المبرمة‪ ،‬وفق معايير قانونية‪ ،‬وجداول محددة ودفاتر تحمالت‬
‫خاصة دقيقة‪ ،‬إال أنھا لم تعرف طريقھا نحو التنفيذ أو أن األشغال توقفت بصفة نھائية‪.‬‬

‫ولإلحاطة بما سبق ذكره‪ ،‬سنتناول في ھذا المطلب فقرتين‪ ،‬تھم األولى إحصائيات‬
‫للصفقات الجماعية المنفذة للجماعة الحضرية ألكادير )الفقرة األولى(‪ ،‬على أن نتناول‬
‫الصفقات غير المنفذة‪ ،‬مع عرض لمجموعة من الصفقات على سبيل المثال في )الفقرة‬
‫الثانية(‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة ا ٔﻻوﻟــــــــﻰ‪ :‬اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶺﺎﻋﻴﺔ اﳌﻨﻔﺬة‪.‬‬


‫سبقت اإلشارة إلى أن الصفقات الجماعية التي عرفت طريقھا نحو التنفيذ النھائي‪ ،‬ال‬
‫تطرح أي إشكال ماعدا في المدة الزمنية التي تستغرقھا ھذه الصفقات في تنفيذھا‪ ،‬والتي‬

‫‪(36‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 2-99-1087‬صادر في ‪ 29‬من محرم ‪ 4)1421‬ماي ‪ ،(2000‬بالمصادقة على دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على‬
‫صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة‪ ،‬ج‪.‬ر ‪ 4800‬بتاريخ فاتح يونيو ‪.2000‬‬
‫‪(37‬‬
‫مليكة الصروخ‪ :‬الصفقات العمومية بالمغرب )األشغال‪-‬التوريدات‪-‬الخدمات(‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪-1430‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪.204‬‬
‫‪(38‬‬
‫"تحتوي ھذه الدفاتر على شروط خاصة بكل صفقة مع ضرورة تضمينھا اإلحالة على النصوص العامة المطبقة‪ ،‬وعلى دفاتر الشروط العامة‬
‫منھا والمشتركة"‪ ،‬مليكة الصـــروخ‪ :‬الصفقـــات العمومية بالمغــــرب )األشغال‪-‬التوريدات‪-‬الخدمات(‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫تتخللھا عدة توقفات من طرف المقاول أو الجماعة‪ .‬إال أن ھذه األشغال غالبا ً ما تستأنف بعد‬
‫ذلك‪ ،‬لتنتھي في مدة معينة أخرى‪ ،‬غير تلك المخصصة في دفتر التحمالت‪ ،‬وھو الشيء‬
‫الذي يزيد من قيمة الصفقة‪ ،‬والذي يستدعي إعادة النظر في ثمن الصفقة‪ ،‬ألن التأخير يؤثر‬
‫بالخصوص في أثمنة مواد البناء‪ ،‬أو العقود المبرمة في إطار الصفقة‪ ،‬والتي تنتھي بحلول‬
‫المدة الزمنية المحددة لھا‪.‬‬
‫بالنسبة للجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬ٱتضح لنا جليا ً من خالل المالحظات التي‬
‫سجلناھا خالل الفترة التدريبية بقسم الصفقات العمومية‪ ،‬أن معظم الصفقات الجماعية‬
‫المبرمة خالل الواليتين األخيرتين تم تنفيذھا وفق دفاتر التحمالت‪ ،‬وحتى عندما قمنا بإجراء‬
‫حوار مع رئيس مصلحة الصفقات العمومية‪ ،‬بمقر والية جھة سوس ماسة درعة‪ ،‬عمالة‬
‫اكادير اداوتنان‪ ،‬قال من جھته‪ ،‬بما أن الجماعة تتوفر على اإلمكانيات والوسائل البشرية‬
‫المؤھلة في عدة اختصاصات‪ ،‬فإن مجمل الصفقات العمومية الجماعية تمر في ظروف‬
‫عادية‪ ،‬ويتم تنفيذھا دون مشاكل تذكر)‪ .(39‬ليضيف في جواب آخر انه مادامت أي جماعة‬
‫تتوفر على اإلمكانيات المادية والبشرية المؤھلة‪ ،‬فإن دور سلطة الوصاية يتقلص بل وينعدم‬
‫أحيانا ً‪ ،‬إلى أن يصبح دور تشاور وتعاون وتنسيق ال أقل وال أكثر‪ .‬ويمكننا القول إن ھذا‬
‫ينطبق على الجماعة الحضرية ألكادير من خالل الوصاية التي نمارسھا على صفقاتھا‪ ،‬ألن‬
‫الجماعة تتوفر على موارد بشرية مؤھلة في ميدان تدبير الصفقات العمومية‪.‬‬
‫عموما يبقى مفھوم الوصاية في إطار الجماعات المحلية‪ ،‬ھدفه األساسي ھو مساعدة‬
‫الجماعات التي ال تتوفر على المؤھالت الالزمة لتنفيذ المشاريع الكبرى ذات الصبغة‬
‫الوطنية والجھوية‪.‬‬
‫من جھة أخرى يتبين من خالل آراء موظفي قسم الصفقات العمومية بالجماعة)‪ ،(40‬أن‬
‫نسبة تنفيذ الصفقات الجماعية المبرمة تصل إلـــى ‪ ،99%‬لكن يستثنون من ھذه النسب‬
‫الصفقات التي كانت مبرمة في إطار المجموعة الحضرية‪ ،‬أو السابقة لفترة الواليتين من‬

‫‪(39‬‬
‫السؤال الثاني من الحوار الذي أجريناه مع السيد‪ :‬بوحسون عبد السالم ‪ -‬رئيس قسم الصفقات بالوالية – عمالة اكـــــــادير اداوتنان والية‬
‫سوس ماسة درعة‪ ،‬يومه‪ :‬االثنين ‪ 09‬غشت ‪ ،2010‬على الساعة ‪ 11‬صباحا )الملحق رقم ‪.(8‬‬
‫‪(40‬‬
‫نموذج اإلستمارة التي وزعت على الموظفين‪) ،‬ملحق رقم ‪.(9‬‬
‫المجلس الحالي‪ ،‬والتي يدرجونھا ضمن ‪ 5%‬من الصفقات التي لم تعرف طريقھا نحو التنفيذ‬
‫النھائي‪ ،‬أو التي علق تنفيذھا إلى أن يتم تغيير مضمون الصفقة‪.‬‬
‫رسم بياني رقم ‪5‬‬
‫العنوان‪ :‬نسبة تنفيذ الصفقات المبرمة بالجماعة الحضرية ألكادير حسب آراء موظفي قسم‬
‫الصفقات العمومية‪.‬‬

‫مصدر المعطيات‪ :‬من بين األسئلة الموجھة لموظفي قسم الصفقات العمومية بالجماعة‪.‬‬

‫تبقى نسبة ‪ 5%‬من الصفقات غير المنفذة‪ ،‬ھي الصفقات التي تثير العديد من‬
‫التساؤالت حول األسباب والخفايا التي تقف وراء عدم تنفيذھا‪ ،‬بل إن األمر ال يقف عند ھذا‬
‫التساؤل فقط‪ ،‬بقدر ما يطرح تساؤالت أخرى أعمق من ذلك‪ ،‬حيث إن الصفقات التي ال‬
‫يشملھا التنفيذ كل سنة‪ ،‬ھي نفسھا الصفقات التي تدرج ضمن الصفقات غير المنفذة السنة‬
‫المقبلة‪ ،‬ھذا ما سنحاول مناقشته في الفقرة الموالية‪ ،‬والتي سندرج فيھا مجموعة من الصفقات‬
‫الكبرى داخل الجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬والتي تھم مجموعة من المشاريع التنموية بالمدينة‪.‬‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶺﺎﻋﻴﺔ ﻏﲑ اﳌﻨﻔﺬة‪.‬‬
‫من خالل الفترة التدريبية التي قضيناھا بقسم الصفقات‪ ،‬تم حصر الصفقات العمومية‬
‫غير المنفذة التي أثرت بشكل واضح على الميزانية المحلية للعديد من الواليات المتعاقبة على‬
‫الجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬بسبب اإلدراج المتوالي لھذه الصفقات لكن دون جدوى تنفيذھا‪.‬‬
‫ومن جھة أخرى أثارت ٱنتباه العديد من الفعاليات المحلية‪ ،‬بل حتى المجلس الجھوي‬
‫للحسابات ھو اآلخر أثار العديد من المالحظات حول نفس الصفقات التي تم حصرھا‪ ،‬في‬
‫مجموع الصفقات غير المنفذة‪.‬‬
‫ويمكن أن نحصر بعض من ھذه الصفقات المھمة على النحو التالي‪ ،‬وذلك لمعرفة‬
‫األسباب التي تكمن وراء ھذا التأخير في التنفيذ غير المبرر‪ ،‬والذي ال تجد له تبريراً عند‬
‫مجموعة من الجھات‪ ،‬اللھ ّم بعض الجھات التي أبانت عن األسباب التي تقف وراء ھذا التعثر‬
‫لكن بتكتم‪ .‬ولمعرفة ھذه األسباب ومناقشتھا سنتعرف على مجموعة من الصفقات والتي‬
‫بلغت مدة تنفيذھا أزيد من عشر سنوات‪:‬‬
‫• الصفقة المتعلقة ببناء المعھد الموسيقي بتالبورجت‪ ،‬والتي فوتت في الوالية‬
‫السابقة للواليتين األخيرتين‪ ،‬أي قبل سنة ‪ ،2003‬ليتم إعادة إدراجھا في صفقة‬
‫أخرى تھم بناء المركب الثقافي لتالبورجت‪ ،‬بشكل يغير من البناية بشكل‬
‫جذري من بناية كانت ستستغل ألغراض ثقافية بالمدينة‪ ،‬إلى أغراض أخرى‬
‫إدارية كملحقة للجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬دون مراعاة متطلبات الساكنة أو‬
‫حتى رأيھم الذي يمكن أن يكون له األثر الجيد على مستقبل المدينة‪ ،‬خصوصا ً‬
‫وأن المدينة تحمل شعار المدينة السياحية من خالل مراھنتھا على ھذا القطاع‪،‬‬
‫وخصص لھذه الصفقة مبلغ ‪ 8 449 361.93‬درھم‪ ،‬ملحقةً بصفقة دراسات‬
‫للمشروع من جديد أخرى قدرھا ‪ 2 000 000.00‬درھم‪ ،‬وتمت المصادقة‬
‫على ھذه الصفقة في محضر الجلسة الثانية من الدورة العادية لشھر يوليوز‬
‫‪ ،2009‬المنعقدة بتاريخ ‪ 05‬شعبان ‪ 1430‬الموافق لـ ‪ 28‬يوليوز ‪،2009‬‬
‫بأغلبية األعضاء الحاضرين )‪ ،(41‬ومن بين التأثيرات األخرى لھذه الصفقة‪،‬‬
‫ھو الحيز المھم الذي ٱستغله ھذا المركب بشكل عشوائي داخل المدينة من‬
‫جھة‪ ،‬ومن جھة أخرى تمت إقامة ھذا المشروع على منطقة خضراء‪ ،‬الشيء‬
‫الذي أساء إلى مظھر قلب المدينة؛‬

‫• الصفقة الخاصة بمشروع المكتب البلدي الصحي ‪construction d’un‬‬


‫‪ bureau municipal d’hygiène‬بمبلغ ‪ 3 493 940.40‬درھم‪ ،‬والتي‬
‫أعيد تفويتھا بتاريخ ‪ .2006 /10/12‬وھي كباقي الصفقات التي أبرمت قبل‬
‫سنة ‪ ،2003‬في حين تم وضع مشروع آخر يھم اتفاقية شراكة لتأھيل المكتب‬
‫‪(41‬‬
‫محضر الجلسة الثانية من الدورة العادية لشھر يوليوز ‪ ،2009‬المنعقدة بتاريخ ‪ 05‬شعبان ‪ 1430‬الموافق لـ ‪ 28‬يوليوز ‪ ،2009‬ص ‪.82‬‬
‫الجماعي لحفظ الصحة ‪ ،2010/2009‬والذي حددت كلفته اإلجمالية إلنجاز‬
‫ھذا البرنامج في ‪ 10.730.000.00‬درھم مقسمة على سنتين ونصف تؤديه‬
‫وزارة الداخلية من خالل الحصص السنوية من الضريبة على القيمة المضافة‪،‬‬
‫والنصف اآلخر تتكلف به الجماعة الحضرية ألكادير)‪ ،(42‬لكن تبقى أشغال‬
‫البناء عائقا ً أمام تنفيذ المشروع المھم‪.‬‬

‫• الصفقة الخاصة بمشروع القاعة المتعددة الخدمات بأنزا ‪construction‬‬


‫‪ d’une salle polyvalente d’anza‬والتي أبرمت من طرف المجموعة‬
‫الحضرية‪ ،‬بتاريخ ‪ ،2002/06/25‬وبمبلغ ‪ 6 085 610.00‬درھم‪ ،‬والتي لم‬
‫يتم تنفيذھا لحد اآلن )‪.(2010‬‬

‫• الصفقة الخاصة بملعب أنزا‪ ،‬والتي توقف تنفيذھا عن مدة تزيد عن ثماني‬
‫سنوات الشيء الذي كان له األثر السلبي على رياضة كرة القدم لمدينة أنزا‪،‬‬
‫خاصة للفئة التي تمثل الساكنة بالبطولة الوطنية‪ ،‬والتي أصبحت تتخبط في‬
‫مسألة التدريبات التي تقيمھا‪ ،‬ناھيك عن المباريات التي تقيمھا أسبوعيا‬
‫بمالعب أخرى تستعيرھا لھذا الغرض‪ ،‬باإلضافة إلى حرمان المواھب‬
‫المحلية لمدينة أنزا من ممارسة ھذا الحق‪.‬‬

‫تعتبر ھذه الصفقات األربع‪ ،‬مثاالً حيا ً للصفقات غير المنفذة‪ ،‬والتي سيأتي ذكرھا في‬
‫مرحلة أخرى‪ ،‬تخص مالحظات المجلس الجھوي ألكادير‪ ،‬حول أنشطة الجماعة الحضرية‬
‫ألكادير‪.‬‬
‫فھذه الصفقات تتأرجح أسباب عدم تنفيذھا بين تقنية ومالية وسياسية‪ ،‬لكن يبقى‬
‫السبب السياسي ھو المھيمن على مثل ھذه الصفقات‪ ،‬من خالل تعارض ٱراء المنتخب‬

‫‪(42‬‬
‫محضر الجلسة الثانية واألخيرة من الدورة العادية لشھر أكتوبر ‪ ،2008‬المنعقدة بتاريخ ‪ 21‬ذو القعدة ‪ 1429‬الموافق لـ ‪ 20‬نونبر ‪،2008‬‬
‫ص ‪.58‬‬
‫الجماعي الحالي مع رؤى المنتخب السابق لرئاسة المجلسين األخيرين )‪ ،(43‬حيث إنه عند‬
‫ٱستفسارنا حول مصير المعھد الموسيقي الذي إستنزف العديد من األموال العمومية‪ ،‬كانت‬
‫اإلجابة بأن الرئيس الحالي للمجلس الجماعي له رؤية مخالفة آلراء الرؤساء السابقين له‪،‬‬
‫حيث إن مثل ھذه المشاريع الكبرى يمكن أن تتوزع إعتماداتھا على مشاريع صغرى في جل‬
‫أرجاء المدينة‪ ،‬وبالتالي استفادة أكبر شريحة من المواطنين المحليين‪ .‬وھكذا كتب للعديد من‬
‫المشاريع الكبرى التوقف بعد اإلنتخابات الجماعية لسنة ‪ ،2003‬رغم أن ھناك عامالً آخر‬
‫يمكن أن يكون ھاجسا ً لتوحد وتسلسل أفكار المنتخب الجماعي‪ ،‬لكن الواقع يبين أنه منذ‬
‫االنتخابات الجماعية األولى بالمغرب‪ ،‬عرفت الجماعة الحضرية ألكادير ھيمنة حزب‬
‫اإلتحاد اإلشتراكي‪ ،‬على تسيير دواليب الجماعة‪ ،‬لكن كانت الرؤى الشخصية للرؤساء‬
‫مختلفة من رئيس آلخر‪ ،‬رغم توحد اللون السياسي الحزبي‪ ،‬ورغم الشعارات التي تحملھا‬
‫األحزاب من خالل التوحد المنھجي لعمل أعضاء األحزاب وفق برامجه الموحدة‪ ،‬إذ كان من‬
‫الممكن في حالة الجماعة الحضرية ألكادير أن يكون ترابط بين رؤى الرؤساء المتعاقبين‬
‫على المجلس الجماعي وليس العكس‪.‬‬
‫يبقى واقع الصفقات العمومية شبيھا بواقع مجموعة من الجماعات المحلية الكبرى‪،‬‬
‫والتي تعاني ھي األخرى من إشكالية تدبير مسلسل الصفقات العمومية الجماعية‪ ،‬ألنه في‬
‫األخير ال يمكننا عزل الجماعة الحضرية ألكادير كبنية منفصلة ع ﱠما ھو وطني‪ ،‬و تبقى ھذه‬
‫البنية المحلية‪ ،‬مكونا ً من المكونات الوطنية‪.‬‬
‫عموما ً تبقى ھذه األسباب‪ ،‬باإلضافة إلى مجموعة من األسباب والعراقيل األخرى‬
‫التي لھا األثر في عدم تنفيذ ھذه الصفقات‪ ،‬لكن كلھا تؤثر في نفس اإلشكال الذي نحاول‬
‫معالجته‪ ،‬أال وھو إشكالية التنمية المحلية التي تبقى رھينة بمدى تحقق تنفيذ العديد من‬
‫الصفقات على أرض الواقع‪ ،‬وكأداة ﱡ‬
‫تدخل في مسلسل التنمية المحلية‪.‬‬

‫يعتبر الرئيس الحالي "طارق القباج" ھو نفسه رئيس الوالية الممتدة من ‪ 2003‬حتى ‪ ،2009‬فامتداد ٱنتدابه لواليتين أ ّثر بشكل واضح‬
‫‪(43‬‬

‫على معالم جل القرارات المتخذة أثناء الواليات السابقة‪.‬‬


‫اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﶺﺎﻋﻴﺔ وﻣﺪى وﻣﺴﺎﳘﳤﺎ اﻟﺘﳮﻮﻳﺔ‪.‬‬
‫تستدعي عملية التنمية المحلية‪ ،‬نھج تدبير سليم للمال الجماعي‪ ،‬وإنفاقه بشكل جيد‬
‫إلنجاز مختلف المشاريع التنموية بحكامة جيدة‪ ،‬أو للقيام بمختلف اإلشباعات المحلية)‪،(44‬‬
‫والحيلولة دون تدبيره بشكل يتنافى والغرض الذي خصص له مسبقا ً ومسطراً في بنود‬
‫الميزانية الجماعية‪.‬‬
‫وفي ھذا السياق‪ ،‬إذا كانت النفقات العمومية تعد أداةً من أدوات السياسة المالية‪ ،‬على‬
‫مستوى الميزانية العامة للدولة‪ ،‬وتستعمل لتحقيق العديد من األغراض واألھداف الالزمة‬
‫لكل إنطالقة تنموية‪ ،‬فيمكن محاولة إعتماد نفس القاعدة‪ ،‬كلما أمكن‪ ،‬في التعامل مع الميزانية‬
‫الجماعية المحلية )‪.(45‬‬
‫إذ أن التدبير الجيد والسليم لنفقات الجماعات المحلية‪ ،‬ھو التدبير الذي يحافظ على‬
‫المال الجماعي‪ ،‬ويحول دون تبذيره‪ ،‬ولن يتأتى ذلك إال بﭑحترام وتنظيم الصفقات الجماعية‬
‫كعنوان على التسيير الجيد والسليم للمال العام)‪ ،(46‬وضبط المسلسل التدبيري للصفقات‬
‫الجماعية‪ ،‬لكي تصب أھداف المشاريع التنموية المبرمجة والمنفذة بواسطة ھذه الصفقات في‬
‫المجرى الصحيح‪ ،‬واإلطار الذي خصصت له‪.‬‬
‫لھذا يمكننا القول إن الصفقات الجماعية إذا ما أحسن تدبيرھا‪ ،‬بدءاً من مراحل‬
‫اإلعالن عليھا‪ ،‬حتى مراحل تنفيذھا‪ ،‬كلما شكلت أداة تدخل تنموية بيد الجماعة المحلية‪،‬‬
‫وبالتالي تصبح حالً للعديد من المشاكل المحلية ذات البعد اإلقتصادي واإلجتماعي والثقافي‪،‬‬
‫لذا سنتطرق لعالقة الصفقات الجماعية بالتنمية المحلية في )المطلب األول(‪ ،‬ثم محاولة إبراز‬
‫دور الصفقات كأداة تدخل في الحياة التنموية للجماعة‪ ،‬مستعرضين لمجموعة من العراقيل‬
‫التي تحول بين ذلك‪ ،‬وآفاق تجاوزھا في )المطلب الثاني(‪.‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ ا ٔﻻول‪ :‬ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶺﺎﻋﻴﺔ ابﻟﺘﳮﻴﺔ اﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫‪(44‬‬
‫رشيد السعيد‪،‬كريم لحرش‪ :‬الحكامة الجيدة بالمغرب ومتطلبات التنمية البشرية ‪ ،‬طوب بريس الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪.2009 ،‬‬
‫‪(45‬‬
‫عزيزي نجيب‪ :‬الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪(46‬‬
‫عزيزي نجيب‪ :‬الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫سبق لنا وأن وضعنا تحديداً لمفھوم التنمية المحلية)‪ ،(47‬والذي أدرجنا فيه المفھوم‬
‫عبر مستويين‪ ،‬حيث يقتصر المفھوم التقليدي على الجانب اإلقتصادي فقط‪ ،‬فتصبح التنمية‬
‫ھي النمو اإلقتصادي‪ .‬وھذا المفھوم تستخدمه وتفضله العديد من المؤسسات ومنھا البنك‬
‫الدولي‪ ...‬والثاني مفھوم حديث واسع‪ ،‬ينظر إلى المسألة نظرة شمولية‪ ،‬تربط ما ھو‬
‫اقتصادي بما ھو سياسي وإجتماعي وثقافي‪ ،‬وبذلك أصبح األمر يتعلق بالتنمية اإلنسانية‪.‬‬
‫وھو المدلول الذي تبنته تقارير التنمية اإلنسانية العربية‪ .‬وبھذا المعنى‪ ،‬لم تعد التنمية‬
‫تقتصر فقط على مجرد تلبية الحاجات اإلقتصادية األساسية لإلنسان‪ ،‬بل أصبحت تھتم‬
‫بالقضايا السياسية واإلجتماعية والثقافية‪ ،‬وذلك من خالل منظور جديد للتنمية يھم تنمية‬
‫مندمجة شاملة ومستدامة‪ .‬أما المفھوم المحلي فھو يحيل إلى الشأن المحلي‪ .‬وٱرتباط التنمية‬
‫بالمحلي راجع إلى الدور الذي أصبح يحتله المحلي‪ ،‬بإعتبار أن التنمية الوطنية التتم إال من‬
‫خالل تجميع مجھودات التنمية على الصعيد المحلي‪.‬‬
‫لكن بما أن طبيعة البحث تتمحور حول تأثير تنفيذ الصفقات الجماعية على مسلسل‬
‫التنمية المحلية‪ ،‬أضحى من الالزم إدراج مطلب يھم عالقة الصفقات الجماعية بالتنمية‬
‫المحلية‪ ،‬سنتحدث من خالله حول مفھوم التنمية المحلية )الفقرة األولى(‪ ،‬ثم معرفة طبيعة‬
‫العالقة بين التنمية المحلية والصفقات الجماعية في )الفقرة الثانية(‪ ،‬مع إبراز دور الجماعة‬
‫الحضرية ألكادير في التنمية المحلية‪ ،‬مثلھا مثل باقي الجماعات المحلية )الفقرة الثالثة(‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة ا ٔﻻوﻟــــــــــﻰ‪ :‬ﻣﻔﻬـــــــــﻮم اﻟﺘﳮﻴــــــــﺔ اﶈﻠﻴــــــــﺔ‪.‬‬


‫عرف مفھوم التنمية في اآلونة األخيرة ٱھتماما ً كبيراً‪ ،‬أثّر على مجموعة من الميادين‪،‬‬
‫حيث أصبح الكل يحمل ھاجس تحقيق التنمية‪ ،‬والبعض اآلخر يتحدث عن ٱعتالئه مقاييس‬
‫عليا في سلم التنمية‪ ،‬بل وأثّرت بشكل جلي على مجموعة من التخصصات العلمية األكاديمية‬
‫بالجامعات المغربية‪ ،‬والتي أضحت ھي األخرى تھتم بمسألة التنمية‪ .‬ولعل العامل اآلخر‬
‫الذي يؤكد ھذا اإلھتمام‪ ،‬ھو ٱھتمام الدولة في مجموعة من مخططاتھا بمسألة التنمية‪ ،‬بل‬

‫‪(47‬‬
‫تم تحديد المفھوم في المقدمة‪ ،‬باعتباره أحد المفاھيم المحورية في البحث‪.‬‬
‫حتى إنھا وضعت مسارات تخص منھجية تحقيق التنمية‪ ،‬لذا من ھذا المنطلق ال يسعنا سوى‬
‫التساؤل حول ماھية التنمية‪ ،‬التي ٱحتلت ھذه المكانة المرموقة بين أھداف الدولة في إطارھا‬
‫الشمولي‪ ،‬وبين أھداف الجماعات المحلية في إطارھا الجزئي؟‬
‫لم يسجل مفھوم التنمية بشكله العام‪ ،‬ضمن األدبيات السياسية واإلجتماعية‪ ،‬إال بعد‬
‫الحرب العالمية الثانية‪ ،‬ولم ينتشر ٱستعماله إال في فترة الستينيات‪ ،‬إذ منذ ذلك الحين أصبحت‬
‫مسألة التنمية مشروعا ً ذا طابع دولي‪ .‬وقد تزامن ٱستعمال ھذا المصطلح مع مرحلة‬
‫االستقالل الوطني حتى قيل)‪ " ،(48‬إن معركة التنمية حلت محل معركة اإلستقالل ضد‬
‫االستعمار في أغلب دول العالم الثالث")‪ .(49‬ويبقى المغرب كباقي الدول السائرة في طريق‬
‫النمو‪ ،‬ومند ٱستعادته لإلستقالل حاول إيجاد مناخ ووضع إطار مناسبين للتنمية التي يتوخاھا‪،‬‬
‫وما تبنيه لمختلف المخططات التوجيھية المتعاقبة‪ ،‬إال دليالً حيا ً على ھذه المحاولة الجادة‬
‫التي تھدف إلى تنمية شاملة ومستدامة‪.‬‬
‫وأمام ما تواجھه الدولة من صعوبات لتحقيق التنمية الوطنية‪ ،‬سعت إلى دعم النھج‬
‫الالمركزي‪ ،‬وتسليط الضوء على البنية المحلية كبنية أساسية داخل المنظومة العامة‪ ،‬وربط‬
‫مسألة تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة‪ ،‬بمدى تحققھا على المستوى المحلي‪ ،‬وسيراً وفق‬
‫ھذا النھج‪ ،‬ركزت المخططات التنموية على الجماعات المحلية لتلعب أدواراً ھامة وإلنجاز‬
‫التنمية المحلية‪ ،‬إلى جانب الفاعلين اآلخرين كالقطاع الخاص‪ ،‬والمؤسسات العمومية‬
‫والدولة‪.‬‬
‫ففي العديد من المحاوالت التعريفية بمفھوم التنمية‪ ،‬وخصوصا التنمية المحلية‪،‬‬
‫خلصت العديد من المنظمات التي تولي ٱھتمامھا بمجال التنمية إلى أن المفھوم يظل غير‬
‫ث وغير مستقر والحتى متفق عليه‪ ،‬حيث أعطيت تعاريف مختلفة ومعايير مختلفة لتحديد‬
‫تاب ٍ‬
‫مدى نسبة التنمية‪ ،‬ألن كل جھة لھا تصورھا الخاص للمفھوم‪ ،‬ومن زاويتھا الخاصة‪ ،‬وكيف‬
‫أرادت أن ترى المفھوم‪" ،‬فھناك من يرى أن عملية التنمية ھي عملية إقتصادية‪ ،‬قبل أن‬
‫تكون عملية إجتماعية‪ ،‬وھناك من يجدھا عملية ثقافية‪ ،‬قبل أن تكون سياسية‪ ،‬إذ بدون ثقافة‬
‫‪(48‬‬
‫عزيزي نجيب‪ :‬الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪(49‬‬
‫جورج قرم‪ :‬تھافت إيديولوجيا التنمية والتعاون الدولي‪ ،‬الفكر العربي‪ ،‬عدد ‪ ،1‬معھد اإلنماء العربي‪ ،‬بيروت‪ ،1978 ،‬صفحة ‪ ،34‬نقال عن‬
‫عزيزي نجيب‪ :‬الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫واعية اليمكننا الحديث عن تحقيق تنمية ال وطنية وال محلية‪ ،‬كما ذھب البعض اآلخر إلى أن‬
‫عملية التنمية ھي عملية ذات صبغة سوسيولوجية ونفسية‪ ،‬إذ أن الرغبة النفسية واإلرادة‬
‫الواعية ھي التي تشكل أساس كل تنمية‪ ،‬وفي غياب ھذه الرغبة واإلرادة تظل التنمية بعيدة‬
‫المنال ولو تواجدت التشريعات والمخططات")‪.(50‬‬

‫فالتنمية المحلية بصفة عامة ھي تغيير إيجابي أي تحسين لوضعية ما‪ ،‬وبحث‬
‫بإستمرار عن إيجاد نمط عيش جديد أفضل وأحسن من النمط القائم‪ ،‬وھى كذلك الترشيد‬
‫واإلستعمال المعقلن للموارد المحلية الطبيعية والبشرية‪ ،‬وتعم مختلف القطاعات داخل‬
‫الجماعة‪ ،‬اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية في تكامل فيما بينھا‪ ،‬وأي تغيير يحصل في ھذه‬
‫القطاعات يؤثر على الكل‪ ،‬وبالتالي تكون له إنعكاسات على المرافق المحلية‪.‬‬

‫فالجانب االقتصادي يرمي إلى تحسين مستوى عيش الساكنة المحلية‪ ،‬لكي تتأتى لھا‬
‫تنمية إجتماعية تناسب ومستوى الجماعة المحلية‪ ،‬شريطة توفر الموارد المالية المھمة‪،‬‬
‫بالنسبة للجماعة الحضرية ألن مسلسل التنمية المحلية تطبعه اإلستمرارية والتجدد والتغير‪،‬‬
‫ويرتبط بحاجيات الساكنة التي تعرف تغييراً مستمراً‪ ،‬وھنا تتجلى إشكالية وتعقيد عملية‬
‫التنمية‪.‬‬

‫فكل ما سبق ذكره اليتحقق إال من خالل وجود ٱعتمادات عمومية محلية‪ ،‬والتي يتم‬
‫صرفھا عبر آلية الصفقات العمومية الجماعية‪ ،‬الشيء الذي جعلنا نقوم بتحديد طبيعة ھذه‬
‫العالقة المتواجدة بين التنمية المحلية والصفقات الجماعية‪ ،‬فما ھي إذن طبيعة ھذه العالقة؟‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﻟﺘﳮﻴﺔ اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺼﻔﻘﺎت اﶺﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬


‫تعتبر عالقة الصفقات الجماعية بالتنمية المحلية‪ ،‬كعالقة النتيجة بالسبب‪ ،‬فكلما تحققت‬
‫الصفقة وأنجزت وفق ماھو مسطر في دفاتر التحمالت‪ ،‬كلما كان الھدف المنشود محققا‪،‬‬
‫وبالتالي تحقيق المشاريع الكبرى ذات األبعاد التنموية‪ .‬لھذا نتحدث عن العالقة المباشرة التي‬
‫تربط الصفقات العمومية بالتنمية المحلية‪ ،‬حيث ھي السبب أو األداة التي تتحقق بھا ھذه‬
‫‪(50‬‬
‫عزيزي نجيب‪ :‬الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫األخيرة‪ ،‬ألن الصفقات الجماعية في مجملھا تعكس حجما ماليا مھما يمكن أن يستثمر‬
‫ألغراض تنموية محلية‪.‬‬
‫" ﱠ‬
‫إن إعتماد سياسة رشيدة للشراء الجماعي‪ ،‬تمكن المجلس الجماعي من الحسم ولو‬
‫بشكل نسبي في إشكالية اإلختيار بين مختلف القطاعات اإلقتصادية واإلجتماعية داخل‬
‫الجماعة‪ ،‬وأن يجد التوازن المالئم القائم على اإلختيار الوجيه الذي يوزع الصفقات الجماعية‬
‫بين التسيير والتجھيز‪ ،‬أو بين التجھيزات األساسية أو القطاعات الجماعية المنتجة")‪.(51‬‬
‫عموما ً تشكل صفقات التجھيز غالبية الصفقات المبرمة‪ ،‬بل يمكن أن تصل أحيانا إلى‬
‫‪ 70%‬من مجموع الصفقات التي يبرمھا المجلس الجماعي أثناء كل سنة مالية‪ ،‬ويتضح ذلك‬
‫جليا من خالل الرسم البياني رقم ‪ 1‬المشار إليه سابقا ً‪ ،‬الذي يوضح بدقة حجم المبالغ التي‬
‫تخصص لصفقات التجھيز مقارنة مع المبالغ العامة المخصصة للصفقات بشكل عام‪ ،‬دون‬
‫أن ننسى الدور المھم الذي يقوم به مجموعة من الفاعلين المحليين‪ ،‬باإلضافة إلى الدور‬
‫)‪(52‬‬
‫من خالل تمويله للعديد من المشاريع التنموية‬ ‫الرئيس لصندوق التجھيز الجماعي‬
‫الكبرى‪ ،‬كبناء الطرقات الكبرى؛ المساھمة في بناء مجموعة من المرافق المحلية الكبرى‪،‬‬
‫وعلى سبيل المثال نجده ساھم في إخراج صفقة بناء المحطة الطرقية ألكادير إلى حيز‬
‫الوجود‪ ،‬بعد الجدال الذي دام لسنوات عدة حول ھذه الصفقة‪ ،‬ويتدخل في العديد من المجاالت‬
‫والقطــــاعات األخرى كـ‪:‬‬
‫• البنيات التحتية والخدمات األساسية )الماء الصالح للشرب‪ ،‬الكھرباء‪ ،‬التطھير‬
‫السائل والصلب‪ ،‬المسالك‪ ،‬الطرق الحضرية‪(...‬؛‬

‫• التجھيزات والتھيئات الحضرية؛‬

‫• تجھيزات النقل؛‬

‫‪(51‬‬
‫عزيزي نجيب‪ :‬الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪(52‬‬
‫يعتبر الصندوق مؤسسة بنكية لتمويل مشاريع الجماعات المحلية‪ ،‬كما يساھم عبر أنشطته المتعددة في إنعاش االستثمار المحلي وتقوية‬
‫مسلسل الالمركزية مؤكدا بذلك دوره الفعال كبنك في خدمة التنمية المحلية‪ ،‬وبخصوص بنيته فباإلضافة إلى المديرية العامة‪ ،‬يتمحور تنظيم‬
‫الصندوق حول خمس مديريات ووحدة للمراقبة‪ ،‬وتدقيق الحسابات الداخلية‪ ،‬التقرير السنوي لسنة ‪ ،2007‬لصندوق تجھيز الجماعات المحلية‪،‬‬
‫ص ‪.10‬‬
‫• التجھيزات اإلجتماعية الجماعية )التجھيزات الرياضية‪ ،‬السياحية ‪ (...‬أو‬
‫التجھيزات ذات طابع التجاري‪...‬؛‬

‫• التھيئات )المناطق السكنية‪ ،‬إعادة تأھيل األحياء‪ ،‬المسالك القروية‪ ،‬المناطق‬


‫الصناعية‪ ،‬المناطق السياحية ‪.(53)(...‬‬

‫وبﭑعتبار صندوق التجھيز الجماعي‪ ،‬بنكا ً ذا منفعة جماعية‪ ،‬فھو يقدم للجماعات‬
‫المحلية منتوجات وخدمات تستجيب لحاجياتھا‪ ،‬كما يحرص أن يقدم لھا المواكبة الضرورية‬
‫من أجل تعزيز قدراتھا إلنجاز مشاريعھا التنموية‪ ،‬لكن في األخير لن يتأتى تطبيق وتنفيذ كل‬
‫ھذه التوجھات والبرامج التوقعية التي يرسمھا ويخطط لھا المجلس الجماعي بمعية جل‬
‫الفاعلين‪ ،‬إال من خالل الصفقات التي تبرمھا الجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬وبالتالي نجد عدة‬
‫جھات تساھم في عدة مشاريع تنموية كبرى‪ ،‬من خالل التمويل الذي تخصصه لھذه المشاريع‬
‫من جھة‪ ،‬والمتابعة لھذه المشاريع من جھة أخرى‪ ،‬وندرج ھنا على سبيل المثال مجموعة من‬
‫المشاريع الكبرى التي قام صندوق التجھيز الجماعي بتمويلھا‪ ،‬كفاعل رئيس إلى جانب‬
‫الجماعات المحلية على الصعيد المحلي‪ ،‬وھي كالتالي‪:‬‬

‫‪(53‬‬
‫التقرير السنوي لسنة ‪ ،2007‬لصندوق تجھيز الجماعات المحلية‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫عموما ً تبقى عالقة الصفقات العمومية بالتنمية المحلية‪ ،‬عالقة مباشرة تحكمھا معادلة‬
‫جوھرھا؛ تحقيق التنمية رھين بحكامة المسلسل التدبيري للصفقات العمومية الجماعية‪ ،‬ومن‬
‫جھة أخرى ھناك تتعدد أبعاد وأوجه الصفقات العمومية الجماعية‪ ،‬ويبقى الدور الرئيس‬
‫للجماعة المحلية أن تختار القطاع الذي ترغب اإلستثمار فيه‪ ،‬وبالتالي تحقيق األغراض التي‬
‫تراھا مناسبة للجماعة‪ .‬فالمشروع األخير المقترح من طرف وزارة المالية المتعلق بتعديل‬
‫مرسوم الصفقات العمومية‪ ،‬تضمن مجموعة من التعديالت المھمة التي طالت منظومة‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬اَخداً بعين اإلعتبار حماية البيئة والتنمية المستدامة‪ ،‬وإعتبار ھذه األخيرة‬
‫مبدءاً من مبادئ إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬وأحد معايير حسن تدبير الطلبيات العمومية‪.‬‬
‫فنفس الطرح نجده في القانون الفرنسي المتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬حيث يدرج ضمن‬
‫حسابات الصفقات العمومية‪ ،‬مسألة التنمية المستدامة‪ ،‬كھدف يجب تحقيقه)‪.(54‬‬
‫لكن في مجمل القول تبقى مسألة التنمية المحلية‪ ،‬ملقاة على عاتق الجماعات المحلية‪،‬‬
‫وذلك من خالل عقلنة المسلسل التدبيري بشكل عام للجماعة‪ ،‬ومعرفة أولويات الساكنة‬
‫كفاعل رئيس‪ ،‬وتطبيقھا وأجرأتھا على أرض الواقع المعاش‪.‬‬
‫لھذا يبرز لنا الدور التنموي المھم الذي تقوم به الجماعة‪ ،‬من خالل مجموعة من‬
‫األنشطة‪ ،‬ومن خالل كذلك المستجدات التي جاء بھا تعديل الميثاق الجماعي‪ ،‬لذلك يبرز‬
‫التساؤل حول دور الجماعة في التنمية المحلية من موقعھا كبنية محلية تؤسس لما ھو وطني‪.‬‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ :‬دور اﶺﺎﻋﺔ ﰲ اﻟﺘﳮﻴـــــــﺔ اﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫) ‪54‬‬
‫‪Le droit des marchés publics en France regroupe la réglementation relative à la‬‬
‫‪commande publique. En France, les marchés publics sont soumis à des règles, qui‬‬
‫‪figurent dans le code des marchés publics. Ce code indique comment les marchés publics‬‬
‫‪doivent être préparés, et notamment la détermination des besoins à satisfaire (article 5‬‬
‫‪du code), qui doit prendre en compte des objectifs de développement durable (article‬‬
‫‪14), http://fr.wikipedia.org/wiki/Droit_des_ marché%C3%A9s_ publics_ en France, le :‬‬
‫‪18 juin 2010 à 22 :10.‬‬
‫"لقد أصبحت الجماعة في المغرب‪ ،‬تحظى بﭑھتمام مختلف األطراف‪ ،‬سواء الجھاز‬
‫الرسمي أو التنظيمات السياسية والفعاليات الوطنية‪ ،‬وھيئات المجتمع المدني ببالدنا‪ ،‬بﭑعتبار‬
‫أن الجماعة تعتبر قطب التنمية المحلية‪ ،‬والمحرك الرئيس للدورة اإلقتصادية المحلية‪ ،‬إلى‬
‫جانب أنھا أصبحت شريكا ً إلى جانب الدولة والقطاع الخاص في كل القرارات اإلقتصادية‬
‫الوطنية")‪.(55‬‬
‫وبالرجوع إلى نظرة المشرع من خالل النصوص التنظيمية‪ ،‬المنظمة للشأن المحلي‪،‬‬
‫نجده أعطى صالحيات واسعة للمجالس المنتخبة‪ ،‬من أجل وضع تصورات تنموية تنم عن‬
‫إجابات لجل اإلحتياجات المحلية‪ ،‬ألن التنظيم المحلي أو الجماعي "ماھو في نھاية المطاف‬
‫إال نمط من التعبير عن تصور مجتمع لحاجاته ومشكالته وإمكاناته‪ ،‬والكيفية التي يراھا‬
‫مناسبة لتدبير ھذه األمور والتحكم فيھا‪ ،‬إنھا إذن آلية تدبيرية‪ ،‬يفترض فيھا أن تندرج ضمن‬
‫ٱستراتيجية تخطيطية شمولية ومتكاملة ناظمة لكل الجھات والجماعات‪ ،‬والقطاعات")‪.(56‬‬
‫ومن بين النصوص التشريعية المھمة التي تنظم الحياة الجماعية‪ ،‬نجد الميثاق‬
‫الجماعي‪ ،‬الذي ينص في المادة ‪ ،36‬في مجال التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬على أن‬
‫المجلس الجماعي "يدرس ويصوت على مشروع مخطط جماعي للتنمية يعده رئيس المجلس‬
‫الجماعي")‪ ،(57‬وفي نفس المادة يحدد المخطط الجماعي للتنمية‪ ،‬األعمال التنموية المقرر‬
‫إنجازھا بتراب الجماعة لمدة ست سنوات في أفق تنمية مستدامة وفق منھج تشاركي‪ ،‬يأخذ‬
‫بعين االعتبار على الخصوص مقاربة النوع‪ .‬ويتميز ھذا المخطط بمرونته التي تتيح للمجلس‬
‫الجماعي‪ ،‬تحيينه ٱبتداءاً من السنة الثالثة لدخول ھذا المخطط حيز التنفيذ‪ ،‬فعلى سبيل التذكير‬
‫نجد أن الجماعة الحضرية ألكادير منھمكة في إعداد ھذا المخطط‪ ،‬والذي خصصت له موقعا ً‬

‫‪(55‬‬
‫محمد بن طلحة الدكالي‪ :‬التقرير التمھيدي ألعمال اليومين الدراسيين المنظمين من طرف المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية في ‪17‬‬
‫ابريل ‪ ،2003‬بكلية الحقوق الرباط – اكدال‪ ،‬و‪ 21‬يونيو بإقليم ابن سليمان‪ ،‬تحت عنوان " الميثاق الجماعي الجديد نحو جماعة مواطنة"‪،‬‬
‫منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية "‪ ،"REMALD‬سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬العدد ‪ ،44‬ص ‪.17‬‬
‫‪(56‬‬
‫محمد بن طلحة الدكالي‪ :‬التقرير التمھيدي ألعمال اليومين الدراسيين المنظمين من طرف المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية في ‪17‬‬
‫ابريل ‪ ،2003‬تحت عنوان " الميثاق الجماعي الجديد نحو جماعة مواطنة"‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪(57‬‬
‫المادة ‪ 36‬من قانون ‪ 78.00‬المتعلق بالتنظيم الجماعي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫ً)‪(58‬‬
‫يمكن من خالله اإلطالع على كل اإلمكانيات والوسائل المتاحة للجماعة‪،‬‬ ‫إلكترونيا‬
‫باإلضافة إلى كونه موقعا ً تواصليا ً بين الجماعة والساكنة المحلية‪.‬‬
‫عموما ً يتجلى دور الجماعات المحلية في تلبية حاجيات المواطنين في مختلف‬
‫المجاالت اإلقتصادية و اإلجتماعية و الثقافية‪ ،‬من خالل‪:‬‬

‫• توظيف الموارد البشرية والمادية المتوفرة بالنسبة للجماعة؛‬


‫• خلق شراكة متينة وفعالة مع الفاعلين اإلقتصاديين واإلجتماعيين والثقافيين ومع جل‬
‫مكونات المجتمع المدني؛‬
‫• التنسيق بين مختلف المتدخلين على الصعيد الجماعي؛‬
‫• تشجيع اإلستثمار وجل المبادرات الخاصة المحلية؛‬
‫• التركيز على مسألة حسن التواصل مع الساكنة المحلية‪ ،‬وتحسيسھم؛‬

‫وكآلية ناجعة لتنفيذ جل ھذه التصورات البد من إعتماد مقاربة تشاركية‪ ،‬من أجل‬
‫تحقيق تنمية شاملة ومندمجة ومستديمة‪.‬‬

‫فمن ھذا المنطلق الذي حاولنا من خالله‪ ،‬أن نحدد إطاراً عمليا لمفھوم التنمية المحلية‪،‬‬
‫ثم البحث عن طبيعة العالقة بين الصفقات العمومية الجماعية من جھة‪ ،‬والتنمية المحلية من‬
‫جھة أخرى‪ ،‬مبرزين دور الجماعة في مسلسل التنمية المحلية‪ ،‬سنتطرق من خالل المطلب‬
‫التالي‪ ،‬إلى الصفقات الجماعية كأداة تدخل في الحياة التنموية للجماعة‪ ،‬لكن من خالل إبراز‬
‫المعيقات التي تحول دون تنفيذ الصفقات الجماعية المبرمة‪ ،‬وبالتالي عدم تنفيذ برامجھا‬
‫التنموية‪ ،‬ثم التطرق إلى اآلفاق الممكنة لتجاوز معيقات تنفيذ ھذه الصفقات الجماعية‪.‬‬

‫‪(58‬‬
‫لالستزادة حول تفاصيل المخطط الجماعي الخاص بالجماعة الحضرية ألكادير‪" ،‬المخطط الجماعي للتنمية ‪ ،"2016/2010‬المرجو االطالع‬
‫على الموقع الذي خصصته الجماعة للمخطط‪.www.pcd-agadir.com ،‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ‪ :‬اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶺﺎﻋﻴﺔ ٔاكداة ﺗﺪﺧﻠﻴﺔ ﰲ اﳊﻴﺎة اﻟﺘﳮﻮﻳﺔ ﻟﻠﺠﲈﻋﺔ‪:‬‬
‫اﻟﻌﺮاﻗﻴـــــــﻞ واﻻٓﻓــــــــﺎق‪.‬‬

‫إن الدور المھم الذي أصبحت تقوم به الجماعات المحلية في اآلونة األخيرة‪ ،‬وذلك بعد‬
‫تزايد مسؤوليات ھذه األخــــيرة‪ ،‬ومن خالل مساھمة الجماعة في مسلسل التنمية المحليــــة‬
‫عبر اإلختصـــاص الجـــديد الذي أوكل لھا بموجب التعديل األخير للميثاق الجماعي)‪،(59‬‬
‫ومن خالل كذلك الرھانات التي وضعت على عاتق ھذه البنيات المحلية من أجل تضافر‬
‫الجھود وطنياً‪ ،‬جعل منھا جھة مسؤولة بشكل مباشر على تنمية كل ماھو محلي‪ ،‬وبالتالي‬
‫أدى ذلك إلى إرتفاع النفقات العمومية المحلية‪ ،‬وتعدد أنواع الشراء العمومي‪ ،‬واإلستثمارات‬
‫العمومية التي تقوم بھا الجماعة بغاية إشباع الحاجيات المباشرة للساكنــة المحلية‪ ،‬وذلك عبر‬
‫آلية الصفقات العمومية‪ ،‬والتي تحتـــاج ھي األخرى إلى تدبير معقلن لكي تقوم بدورھا‬
‫الكامل في مسلسل التنمية المحلية‪ .‬إال أنه يتبين من خالل الصفقات غير المنفذة بالجماعة‬
‫الحضرية ألكادير‪ ،‬كان مرد عدم تنفيذھا إلى عدة أسباب‪ ،‬سنتناولھا في )الفقرة األولى(‪ ،‬ثم‬
‫لتجاوز عراقيل تنفيذ ھذه الصفقات وضعنا بعض اآلفاق الممكنة لتجاوز ذلك في )الفقرة‬
‫الثانية(‪ ،‬لنبرز أھمية مرحلة تنفيذ الصفقات العمومية في )الفقرة الثالثة(‪.‬‬

‫‪(59‬‬
‫ويتمثل ھذا التعديل في المخطط الجماعي للتنمية والذي يعتبر كمستجد ألزم الجماعات المحلية من وضع تصورات إستراتيجية لتنمية‬
‫الجماعة‪.‬‬
‫اﻟﻔﻘﺮة ا ٔﻻوﱃ‪ :‬اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ اﻟﱵ ﲢﻮل دون ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶺﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫إذا كانت الصفقات العمومية المحلية‪ ،‬قد قامت بأدوار مھمة من خالل إنعاش الحياة‬
‫الجماعية‪ ،‬وذلك بتدخلھا في جل الميادين اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية‪ ،‬من أجل تحقيق‬
‫التنمية على المستوى المحلي بالنسبة لجل القطاعات المشار إليھا سابقاً‪ ،‬فإن الحصيلة العامة‬
‫لتدخل الصفقات المحلية دائما ً ما تصطدم بصعوبات وعوائق يكون لھا بالغ األثر على الدور‬
‫الفعال للصفقات المحلية‪ ،‬وفي نجاحھا على صعيد تحقيق الغايات واألھداف المحلية‬
‫المنشودة)‪ .(60‬وإذا كانت معظم الجماعات المحلية في الدول المتقدمة تضع خططا ً ٱستراتيجية‬
‫لسياسة الشراء الجماعي‪ ،‬تجعل من الصفقات العمومية أداة للتنمية‪ ،‬فإن الجماعات المحلية‬
‫بالمغرب الزالت تعتبرھا مجرد مسطرة إدارية محضة‪ ،‬جاھلة أھمية الدور الذي يمكن أن‬
‫تلعبه في إطار الحياة اإلقتصادية واإلجتماعية للجماعة)‪.(61‬‬

‫وانطالقا ً مما سبق‪ ،‬يمكن القول إن الصفقات العمومية بشكلھا الحالي‪ ،‬وطريقة‬
‫تسييرھا تعكس غياب أي إستراتيجية للصفقات الجماعية‪ .‬وھذا ما الحظناه من خالل‬
‫مجموعة من مناقشات الحساب اإلداري التي تھم العديد من السنوات اإلنتدابية‪ ،‬والتي ٱطلعنا‬
‫عليھا بالجماعة الحضرية ألكادير)‪ ،(62‬والتي تفتقد إلى رؤية إستراتيجية موحدة تھم المصلحة‬
‫العامة للجماعة‪ ،‬مما يجعلھا ال تخدم التنمية المحلية‪ ،‬بل في بعض األحيان تعطلھا‪ ،‬ومرجع‬
‫ذلك إلى مجموعة من العوائق التي شكلت حاجزاً لتدخالت الصفقات المحلية في ميدان التنمية‬
‫المحلية‪ .‬ويمكن أن نجمل ھذه العوائق في ثالثة أسباب رئيسة تتمثل في‪ :‬أسباب مالية‪ ،‬أسباب‬
‫قانونية تنظيمية‪ ،‬وأسباب سياسية‪.‬‬
‫‪(60‬‬
‫توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.239‬‬
‫‪(61‬‬
‫عزيزي نجيب‪ :‬الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.216‬‬
‫‪(62‬‬
‫تم اإلطالع على جل المناقشات الموثقة بسجل محاضر دورات المجلس الجماعي ألكادير بخصوص ‪:‬‬
‫الحساب اإلداري لسنة ‪2003‬؛‬ ‫‬
‫الحساب اإلداري لسنة ‪2004‬؛ ‪2005‬؛ ‪2006‬؛‪2007‬؛‪2008‬؛‪2009‬؛‬ ‫‬
‫ثم مشروع ميزانية ‪ ،2010‬عن مصلحة التوثيق واألرشيف بالجماعة الحضرية ألكادير‪.‬‬ ‫‬
‫ٔاو ًﻻ‪ :‬ا ٔﻻﺳﺒــــــــﺎب اﳌﺎﻟﻴـــــــﺔ‪.‬‬
‫ترتبط الصعوبات المالية التي تعرفھا الجماعات المحلية أساسا ً‪ ،‬بضعف على مستوى‬
‫التمويل‪ ،‬خاصة وأن أغلب المقاوالت التي تستثمر في مجال البناء واألشغال العامة مثالً‪،‬‬
‫التتوفر على رأسمال كاف لتمويل أشغالھا‪ ،‬األمر الذي يدفع بھا للبحث عن مصادر التمويل‬
‫لمشاريعھا)‪ ،(63‬والشيء الذي يستلزم تدخل السلطات العمومية لتقديم المساعدات المالية‬
‫الكافية سواء عن طريق التمويل اإلداري أو البنكي أو بواسطة مؤسسة الصندوق المغربي‬
‫للصفقات‪ ،‬وذلك من أجل استدراك التوقفات التي قد تطال الصفقات التي في طور اإلنجاز‪،‬‬
‫ألن توفر الجماعة على الموارد المالية الكافية‪ ،‬يمكنھا من إنجاز مختلف المشاريع التي تراھا‬
‫ضرورية‪ ،‬في حين يتعطل ھذا اإلنجاز أمام قصور ھذه الموارد)‪.(64‬‬
‫بالنسبة للجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬وكما جاء في مداخلة ألحد أعضاء المجلس‬
‫الجماعي التي يؤكد فيھا على أنه "بالنسبة للمداخيل فھي ھزيلة وغير كافية مقابل التحديات‬
‫والحاجيات التي أمامنا لتسيير عقالني ومميز لمدينتنا‪ ،‬ألن مداخيل الجماعة في حد ذاتھا ال‬
‫بأس بھا مقارنة مع مدن مغربية أخرى‪ ،‬ولكنھا تبقى دون مستوى مدينتنا وطموحاتنا‪ ،‬إذ‬
‫يجب التفكير جديا ً في تنمية مداخيل الجماعة من خالل المجھودات التي يجب على المكتب‬
‫واللجنة المالية بذلھا‪ ،(65)"...،‬لھذا يمكن ٱعتبار الجماعة الحضرية ألكادير كباقي الجماعات‬
‫التي تعاني من نقص في مداخيلھا الشيء الذي يؤثر بشكل مباشر على الصفقات المبرمجة أو‬
‫الصفقات التي في طور التنفيذ‪ ،‬إذ بعدم توفر اإلعتمادات يستحيل إنجاز الصفقات أو حتى‬
‫إتمام ما تم البدء فيه‪ .‬لھذا نالحظ في مجموعة من المدن المغربية الكبرى توقف العديد من‬
‫األشغال‪ ،‬الشيء الذي يثير إنتباھنا حول أسباب عدم إتمام ھذه المشاريع رغم الحاجة الملحة‬
‫لھا‪.‬‬
‫أما بالنسبة للتمويل اإلداري للمقاول‪ ،‬يتم "شھريا ً وكلما دعت الضرورة إلى ذلك‪،‬‬
‫إنطالقا من جداول المنجزات أو الوضعيات المقبولة من طرف صاحب المشروع إعداد‬

‫‪(63‬‬
‫توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.267‬‬
‫‪(64‬‬
‫عزيزي نجيب‪ :‬الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.219‬‬
‫‪(65‬‬
‫محضر الجلسة الثانية واألخيرة من الدورة العادية لشھر أكتوبر ‪ 2008‬المنعقدة بتاريخ ‪ 21‬ذو القعدة ‪ ،1429‬الموافق لـ ‪ 20‬نونبر ‪،2008‬‬
‫بخصوص مناقشة مشروع ميزانية ‪.2009‬‬
‫كشف تفصيلي مؤقت لألشغال المنفذة والتموينات المنجزة‪ ،‬يكون بمثابة محضر عن الخدمة‬
‫المقدمة ويعتمد كأساس ألداء دفعات مسبقة إلى المقاول")‪ .(66‬وتدرج ھذه التمويالت اإلدارية‬
‫ضمن دفعات مسبقة‪ ،‬بشرط إقتطاع نسبة العشر )‪ (1/10‬كضمانة)‪ .(67‬لكن في غالب األمر‬
‫تستند الجماعات المحلية إلى المبدأ القاضي بأن األداء في مجال تمويل الصفقات المحلية‪،‬‬
‫اليؤدى إال بعد االنتھاء من تنفيذ األشغال موضوع الصفقة)‪.(68‬‬
‫ومن جھة أخرى بالنسبة للتمويل البنكي‪ ،‬تعتبر تمويالت خارجة عن إطار الميزانية‬
‫الجماعية‪ ،‬والتي يلجأ إليھا المقاول لمحاولة ضبط مداخيله بمعدل نفقاته‪ ،‬الشيء الذي يفرض‬
‫عليه اللجوء إلى المؤسسات البنكية من أجل تدارك ھذا الفارق‪ ،‬وعدم السقوط في أزمات‬
‫مالية يمكن أن تؤثر في حسن سير تنفيذ مجموعة من الصفقات‪ ،‬وبھذا تستجيب ھذه‬
‫المؤسسات إلى طلبات ھذه المقاوالت من خالل رھن ھذه الصفقات لدى المؤسسات البنكية‪،‬‬
‫الشيء الذي يترتب عليه مجموعة من المشاكل من قبيل مصير ھذه الصفقات في حالة تعثر‬
‫تنفيذ الصفقة من طرف المقاول‪ ،‬وتعتبر ھذه من المؤاخذات التي سيطرت على الظھائر‬
‫المنظمة لرھن الصفقات العمومية)‪.(69‬‬
‫أما بالنسبة للتمويل الذي يمنح من طرف صندوق التجھيز الجماعي )‪ ،(FEC‬فيعاب‬
‫عليه أنه يمنح فقط للجماعات المحلية التي تتوفر على مداخيل مرتفعة‪ ،‬من أجل ضمان تسديد‬
‫ھذه القروض‪ .‬لكن بﭑطالعنا على مجموعة من المشاريع الممولة من طرف ھذا الصندوق‬
‫بالنسبة للجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬نجدھا تنصب على مشاريع جد مھمة)‪ ،(70‬ونجد من‬
‫خالل اإلحصائيات التي يقدمھا صندوق التجھيز الجماعي‪ ،‬أنه يخصص نسب جد مھمة من‬
‫األموال التي يمول بھا مجموعة من المشاريع بالنسبة للجماعات الحضرية‪ ،‬والتي تصل إلى‬

‫‪(66‬‬
‫المادة ‪ 57‬من مرسوم رقم ‪ 2-99-1087‬صادر في ‪ 29‬من محرم ‪ 4) 1421‬ماي ‪ ،(2000‬بالمصادقة على دفتر الشروط اإلدارية العامة‬
‫المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ ،4800‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪(67‬‬
‫المادة ‪ ،59‬دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪(68‬‬
‫توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪(69‬‬
‫ظھير ‪ 28‬غشت ‪ ،1948‬المتعلق برھن الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬بتاريخ ‪ ،1948/09/17‬ص‪ ،1039‬والذي عدل بالظھيرين‪:‬‬
‫ظھير ‪ ،1961/01/31‬الجريدة الرسمية رقم ‪ ،1961‬ص‪.186‬‬ ‫‬
‫ظھير ‪ ،1962/10/29‬الجريدة الرسمية رقم ‪ ،2911‬ص‪.1576‬‬ ‫‬
‫‪(70‬‬
‫تمت اإلشارة إلى مجموعة من الصفقات التي قام الصندوق بتمويلھا‪ ،‬والتي سبق ذكرھا بالصفحات ‪ 36‬حتى الصفحة ‪.43‬‬
‫‪ ،%72,29‬بالمقارنة مع باقي الجماعات األخرى)‪ ،(71‬لكن يبقى لصندوق التجھيز الجماعي‬
‫عدة إكراھات أخرى يعرفھا ھو اآلخر‪ ،‬والتي تتجلى في نقص الموارد المالية الموضوعة‬
‫رھن إشارته‪.‬‬
‫من جھة أخرى نجد الصندوق المغربي للصفقات‪ ،‬الذي تساھم في رأسماله العديد من‬
‫المؤسسات البنكية‪ ،‬إلى جانب الدولة‪ ،‬يھدف "إلى تعزيز موقعه إزاء المقاوالت الصغرى‬
‫والمتوسطة‪ ،‬من خالل ٱستراتيجية عمله التي ترمي إلى اإلستفادة من القروض والخدمات‪،‬‬
‫ولھذا فمھمته ليست تقديم التسبيقات للزبناء‪ ،‬بل يتدخل بواسطة توقيعه على األوراق‬
‫واألوامر بأداء القروض للمقاول‪ ،‬وبھذا التوقيع يمنح ضمانة للبنوك عن القروض الممنوحة‬
‫ويحميھا من خطر عدم اإلستيفاء ويشجعھا على تمويل المشاريع")‪ ،(72‬لكن تبقى عدة‬
‫إكراھات ھي األخرى تحد من دور ھذا الصندوق‪ ،‬والتي تتجلى في "ضعف القروض التي‬
‫يمنحھا‪ ،‬ثم إرتفاع الفائدة المترتبة عن ھذه القروض")‪ ،(73‬ومن جھة أخرى قلة المقاوالت‬
‫التي تستفيد من ھذه القروض حيث اليمكن أن يستفيد منھا كل المقاوالت‪ ،‬والتي تخضع في‬
‫غالبية األحيان إلى عملية اإلنتقاء‪.‬‬
‫عموما ً تبقى ھذه األسباب المتعلقة بتمويل الصفقات العمومية‪ ،‬وبالخصوص الجماعية‬
‫منھا‪ ،‬ھي المھيمنة بشكل واضح‪ ،‬رغم الحلول المقترحة كتقديم المساعدات المالية سواء عن‬
‫طريق التمويل اإلداري أو البنكي أو بواسطة مؤسسة الصندوق المغربي للصفقات والتي‬
‫عانت في األخير ھي األخرى من ضعف الموارد‪ ،‬أو إرھاق ھذه المؤسسات‪ ،‬حيث يترتب‬
‫عنه عجز ھذه المؤسسات في تمويل صفقات أخرى‪ ،‬الشيء الذي يبين اإلرتجالية التدبيرية‬
‫التي تطبع ھذا المجال الحيوي‪ ،‬لھذا سنتطرق إلى أسباب أخرى ذات بعد آخر تساھم ھي‬
‫األخرى في فعالية المسلسل التنفيذي للصفقات الجماعية‪.‬‬
‫اثﻧﻴﺎ‪ٔ :‬اﺳـﺒﺎب ﻗﺎﻧﻮﻧﻴــــــﺔ ﺗﻨﻈﳰﻴــــــﺔ‪.‬‬
‫إن إشكالية عدم تنفيذ الصفقات الجماعية‪ ،‬ال تقتصر في حد ذاتھا على العوائق المالية‪،‬‬
‫بل ھذه اإلشكالية تساھم فيھا بشكل واضح العراقيل القانونية والتنظيمية‪ ،‬والذي يتجلى بشكل‬
‫‪(71‬‬
‫التقرير السنوي لسنة ‪ ،2007‬لصندوق تجھيز الجماعات المحلية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪(72‬‬
‫توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.276‬‬
‫‪(73‬‬
‫توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.278‬‬
‫واضح في عدم وجود إطار قانوني محلي خاص بالصفقات الجماعية المحلية‪ ،‬الن التطبيق‬
‫الفعلي للمرسوم المنظم للصفقات العمومية على الصفقات المحلية يتعارض وبعض‬
‫المقتضيات التي يتضمنھا المرسوم من خالل مجموعة من األثمنة التي تحدد كشروط لبعض‬
‫الصفقات‪ ،‬وعلى ھذا األساس "تبرز أھمية إيجاد مدونة للصفقات الجماعية تحتوي على كل‬
‫النصوص القانونية التي تمتاز بالمرونة والقابلية للتغيير والتكيف مع تطور مسلسل الشراء‬
‫الجماعي بما يخدم التنمية المحلية")‪ (74‬ألنه من خالل التدريب الذي أجريناه يتضح أن بعض‬
‫التساؤالت التتم اإلجابة عليھا خصوصا إذا انبثقت من مضمون المرسوم المنظم لمجال‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬الن الموظف الجماعي درج على التعامل مع الصفقات الجماعية‬
‫كمسطرة إدارية محضة دون مراعاة الجانب التنموي لھذه الصفقات‪ ،‬في حين نجد العكس‬
‫لدى المشرع الفرنسي "الذي عمد إلى وضع مدونة للصفقات العمومية التي تبرمھا الجماعات‬
‫المحلية‪ ،‬وذلك بمقتضى مرسوم ‪ 17‬يوليوز ‪ ،1964‬الذي يتناول كل التدابير التنظيمية‬
‫الخاصة بالشراء الجماعي")‪.(75‬‬
‫لھذا يبقى التساؤل المطروح حول األسباب التي تكمن وراء عدم إصدار المشرع‬
‫المغربي لقانون ينظم الصفقات العمومية الجماعية‪ ،‬رغم الدراسات واللقاءات التي تقوم بھا‬
‫وزارة الداخلية لتدارس مشكل الصفقات المحلية‪ ،‬ويمكننا أن ندرج في ھذا السياق تقرير‬
‫الورشة التي قامت بھا وزارة الداخلية المتعلق بمسألة إصالح نظام الصفقات العمومية‬
‫وإنتظارات الجماعات المحلية)‪ ،(76‬إذ ال يعقل أن يتم تسيير الصفقات المبرمة على الصعيد‬
‫المحلي‪ ،‬بقانون ينظم الصفقات الوطنية‪ ،‬ألن الفارق بين النوعين يتجلى من خالل األموال‬
‫والمبالغ المرصودة لتنفيذ كل نوع)‪.(77‬‬

‫‪(74‬‬
‫عزيزي نجيب‪ :‬الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.268‬‬
‫‪(75‬‬
‫عزيزي نجيب‪ :‬الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.269‬‬
‫‪(76‬‬
‫تقرير ورشة "الصفقات العمومية –اإلصالح الجديد وانتظارات الجماعات المحلية‪ ،"-‬التي قامت بھا مديرية الشؤون القانونية والدراسات‬
‫والتوثيق والتعاون‪ ،‬بالمديرية العامة للجماعات المحلية‪ ،‬الرباط شتنبر ‪.2007‬‬
‫‪(77‬‬
‫إذا أخدنا مثال طلب العروض المحدود‪ ،‬فھي طريقة إلبرام صفقات ال يمكن تنفيذھا إال من طرف عدد محدود من المقاولين أو الموردين أو‬
‫الخدماتيين بسبب طبيعتھا وتعقدھا‪ ،‬وقد تبدو ھذه المعايير صعبة عند التطبيق‪ ،‬عالوة على كون السقف األقصى الذي يقدر بـ ‪1.000.000‬‬
‫درھم والمحدد بالنسبة لمبلغ الصفقات المعنية بھذه الطريقة من اإلبرام غير مالئم بالنسبة لصفقات الجماعات المحلية‪.‬‬
‫اثﻟﺜــــــ ًﺎ‪ٔ :‬اﺳـــــﺒﺎب ﺳـﻴﺎﺳـــــﻴﺔ‪.‬‬
‫يعتبر العامل السياسي من بين األسباب األخرى التي تؤثر في عدم تنفيذ مجمل‬
‫الصفقات العمومية الجماعية المبرمة من طرف الجماعة الحضرية ألكادير‪ .‬فالرؤساء‬
‫الجماعييون يعبرون عن توجھاتھم من خالل ھذه الصفقات التي يجب أن تبرم في واليتھم‬
‫اإلنتدابية‪ ،‬وأن يتم بدء األشغال في المدة نفسھا‪ ،‬وھذا ما أثﱠر بشكل سلبي على مجموعة من‬
‫الصفقات التي تم إيقاف تنفيذھا بسبب أنھا تخالف توجھات الرئيس الحالي للمجلس‪ ،‬فإذا‬
‫أخدنا مثالً صفقة المعھد الموسيقي بتالبورجت كما سبقت اإلشارة إلى ذلك‪ ،‬سنجد أنھا أبرمت‬
‫في الوالية السابقة لوالية الرئيس الحالي‪ ،‬أي قبل سنة ‪ ،2003‬والتي توقفت بھا األشغال مند‬
‫ذلك الحين‪ ،‬وأعيدت برمجة إعتمادات أخرى بشأنھا بحلة أخرى‪ ،‬بتحويل المعھد إلى ملحقة‬
‫ومبرر الرئيس الحالي في ھذا التغيير أن له ٱستراتيجية أخرى تھم‬ ‫إدارية للجماعة‪.‬‬
‫توزيع إعتمادات بعض الصفقات الكبرى والمتواجدة بمواقع محدودة‪ ،‬على صفقات ومشاريع‬
‫صغرى تتوزع في عدة أماكن من المدينة‪ ،‬ألن مثل صفقة المعھد ال يمكن أن تستفيد منھا إال‬
‫شريحة معينة‪ .‬وعموما يمكن أن نجمل ھذه األسباب السياسية في‪:‬‬
‫• تغيير البرامج الجماعية المحلية من طرف الرؤساء المداولين للسلطة على‬
‫المجلس )الجماعات المحلية(‪ ،‬وذلك من أجل إثبات تواجدھم؛‬
‫• تحويل اإلعتمادات المخصصة للصفقات ألغراض أخرى‪ ،‬وفق حسابات‬
‫سياسية محضة؛‬
‫• بعض الحسابات السياسية التي تكون على حساب الصالح العام المحلي‪ ،‬والتي‬
‫تؤثر بشكل سلبي على الشأن المحلي‪.‬‬
‫تعتبر كل ھذه العوائق التي سبق ذكرھا‪ ،‬أسبابا ً تجعل من تنفيذ بعض الصفقات‬
‫العمومية بالجماعة الحضرية ألكادير أمراً صعبا ً‪ .‬إال أن ھذه األسباب ال يمكن إسقاطھا على‬
‫باقي الجماعات حيث نجد بالجماعات األخرى مشاكل أخرى من قبيل عدم كفاءة الموارد‬
‫البشرية الساھرة على تسيير الصفقات الجماعية‪ ،‬ونسبة األمية المرتفعة داخل أوساط‬
‫المنتخبين الجماعيين‪ ،‬وضعف الكفاءة التقنية‪ .‬لكن األمر يختلف بالنسبة لجماعة مثل الجماعة‬
‫الحضرية ألكادير‪ ،‬حيث نجد أنھا تتوفر على أطر ذات كفاءة‪ ،‬ومنتخبين لھم تصورات جد‬
‫معقولة‪ ،‬اللھم بعض الحسابات السياسية التي تطغى على العمل الجماعي‪ ،‬وتبقى األسباب‬
‫التي سبق ذكرھا ھي المھيمنة على مشكل عدم تنفيذ الصفقات الجماعية‪ ،‬حيث تشترك‬
‫الجماعة الحضرية ألكادير مع باقي الجماعات في ھذه األسباب وتختلف معھا في البعض‬
‫اآلخر‪ ،‬وبالتالي نكون قد حاولنا قدر المستطاع إستخراج المشاكل التي تعترض تنفيذ بعض‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬على أن نتطرق في الفقرة الموالية آلفاق تجاوز ھذه العراقيل‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬آﻓﺎق ﲡﺎوز ﻋﺮاﻗﻴﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶺﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫تكمن أھمية موضوع الصفقات العمومية في كونھا أداة أساسية للتنمية المحلية وإلعادة‬
‫توزيع الموارد الوطنية والمحلية‪.‬‬
‫"فالطلبات العمومية بالمغرب تقدر بما يناھز ‪ 58‬مليار درھم سنويا ً بالنسبة للدولة‬
‫والمؤسسات العمومية والجماعات المحلية أي ما يعادل ‪ %17‬من الناتج الداخلي الوطني‬
‫)‪.(PIB‬‬
‫تشكل الصفقات العمومية أيضا ً أداة لتنمية المقاولة المغربية‪ ،‬حيث أننا نجد قطاع‬
‫البناء واألشغال العمومية يحقق ‪ %70‬من مبيعاته في إطار الصفقات العمومية‪ ،‬وقطاع‬
‫الھندسة يحقق ‪ %80‬في ھذا اإلطار")‪.(78‬‬
‫وتبرز لنا من خالل ھذه األرقام مدى أھمية الرھانات المعلقة على الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬ومدى أھمية المسؤولية الملقاة على عاتق مختلف المتدخلين في مسلسل تدبير‬
‫الشأن المحلي‪ ،‬وبالخصوص في مجال الصفقات الجماعية‪ ،‬لذا وجب إرساء العديد من‬
‫اإلصالحات وإعادة النظر في بعض اإلكراھات والعوائق التي تعترض طريق تدبير‬
‫الصفقات العمومية بشكل عام‪.‬‬

‫‪(78‬‬
‫تقرير ورشة "الصفقات العمومية –اإلصالح الجديد وإنتظارات الجماعات المحلية‪ ،"-‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫فالمديرية العامة للجماعات المحلية وضعت عدة أھداف تھم تنظيم الشأن المحلي‬
‫بشكل عام‪ ،‬مع إعطاء نسبة كبيرة لحيز الصفقات العمومية المحلية‪ ،‬وتتجلى ھذه األھداف‬
‫في‪:‬‬
‫• ترشيد )تعبئة ورصد( وتوزيع الموارد؛‬

‫• سياسة متعددة السنوات لتنمية محلية مندمجة؛‬

‫• تقوية وتحسين مھارات تسيير الجماعات المحلية؛‬

‫• توحيد وتحسين وسائل تدبير الخدمات العمومية المحلية؛‬

‫• تنمية برامج التعاون والشراكة‪.‬‬

‫وفي ھذا اإلطار‪ ،‬أعدت المديرية العامة للجماعات المحلية مخططا ً إستراتيجيا ً لمرحلة‬
‫‪ ،2009-2007‬يرمي إلى تحقيق خمسة أھداف أساسية‪:‬‬
‫• مجالس منتخبة تمثيلية وعملية؛‬

‫• مجالس منتخبة تتمتع برؤية تنموية؛‬

‫• مجالس منتخبة تتوفر على موارد مالية كافية؛‬

‫• مجالس منتخبة تتوفر على إرادة محلية ذات كفاءات عالية؛‬


‫)‪(79‬‬
‫• التعجيل بالتنمية الحضرية‪.‬‬

‫فإذا ما نظرنا إلى ھذه األھداف المسطرة من طرف المديرية العامة للجماعات‬
‫المحلية‪ ،‬نجدھا أنھا أھداف عملية تھم إصالح الشأن المحلي‪ .‬لكن اإلشكال يتجلى في تنفيذ‬
‫جل التوصيات التي تصدر من الجھات المتدخلة في القطاع‪ ،‬أو المسؤولة بشكل مباشر على‬
‫مجال الصفقات العمومية‪ ،‬أو حتى التوصيات التي تنادي بھا األصوات األكاديمية من خالل‬
‫البحوث العلمية التي يشرف عليھا األساتذة واألطر الجامعية‪ ،‬والتي تھم المجال نفسه‪ .‬لذا‬

‫‪(79‬‬
‫تقرير ورشة "الصفقات العمومية –اإلصالح الجديد وانتظارات الجماعات المحلية‪ ،"-‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫فنحن بدورنا تبرز لنا عدة حلول نراھا منطقية وضرورية‪ ،‬والتي يمكن إجمالھا في النقاط‬
‫التالية‪:‬‬
‫• يجب اإلسراع بإصدار نص قانوني ينظم مجال الصفقات العمومية المحلية‪،‬‬
‫وذلك حتى يستجيب النص لخصوصيات الصفقات المحلية‪ ،‬ومراعاة شروط‬
‫تدبيرھا؛‬

‫• في إنتظار إصدار نص قانوني يتعلق بالصفقات المحلية‪ ،‬نرى ضرورة إعادة‬


‫النظر في بطء المساطر القانونية المطبقة؛‬

‫• إعادة النظر في بعض المساطر القانونية المنصوص عليھا في المرسوم‬


‫الحالي‪ ،‬والتي تتعارض مع خصوصيات الصفقات المبرمة محلياً؛‬

‫• ومن الناحية المالية‪ ،‬يجب على الجماعة وضع إستراتيجية على المدى البعيد‬
‫لتدبير ماليتھا‪ ،‬وذلك لكي تضمن كفاية اإلعتمادات للمشاريع المزمع تنفيذھا‬
‫على المدى الطويل‪ ،‬وسيتأتى ھذا من خالل التنفيذ الفعلي للمخطط الجماعي‬
‫للتنمية؛‬

‫• إعادة النظر في نسب القروض التي تترتب عن مالية الجماعات المحلية‪،‬‬


‫والنظر في إمكانية تخفيضھا؛‬

‫• كما يجب كذلك على الجماعة عند التفكير في إقامة مشاريع معينة‪ ،‬اإلعتماد‬
‫على معايير موضوعية ومعقلنة‪ ،‬مراعية في ذلك األولوية في خياراتھا‬
‫بتصنيف ھذه المشاريع حسب أھميتھا‪ ،‬ومدى إستجابتھا للحاجيات اليومية‬
‫للساكنة المحلية؛‬

‫• ويجب أن تعتمد الجماعة كذلك على دراسات تخص األثر والنتائج الممكن‬
‫جنيھا من المشروع‪ ،‬مقارنة مع اإلعتماد الذي سيخصص للمشروع؛‬
‫• الرفع من مستوى تدخالت بعض الفاعلين المساھمين في بعض المشاريع‬
‫التنموية‪ ،‬كصندوق التجھيز الجماعي‪ ،‬والصندوق المغربي للصفقات؛‬

‫• مراعاة تخصيص المشاريع لألھداف التي وضعت من أجلھا‪ ،‬وأخص ھنا‬


‫بالذكر كمثال ‪ -‬صفقة المعھد الموسيقي لتالبورجت بأكادير ‪ -‬والتي صرفت‬
‫عليھا العديد من األموال‪ ،‬لتخصص في األخير بقرار جماعي لملحقة إدارية‬
‫تابعة للجماعة الحضرية ألكادير‪.‬‬

‫تبقى مجمل ھذه النقاط المستنتجة بناءاً على مالحظتنا من خالل التدريب الذي أجريناه‬
‫بالجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬كحلول مقترحة من أجل تجاوز بعض اإلشكاالت المرتبطة‬
‫بمسألة تدبير الصفقات العمومية الجماعية‪ ،‬والتي تصب في جوھر إشكالية البحث التي تناقش‬
‫مسألة تنفيذ بعض الصفقات المبرمة من طرف الجماعة‪ ،‬والتي توقّف تنفيذھا‪ ،‬وبالتالي‬
‫شكلت عائقا ً أمام تنمية المدينة‪.‬‬
‫وفي نفس السياق دائما ً تبرز لنا أھمية مرحلة تنفيذ الصفقات العمومية كمرحلة مھمة‬
‫في المسلسل التدبيري للصفقات الجماعية من جھة‪ ،‬وأھميتھا كذلك بالنسبة للبحث الذي يروم‬
‫مناقشة إشكالية تنفيذ الصفقات الجماعية من جھة أخرى لذا ٱرتأينا تخصيص فقرة نناقش فيھا‬
‫أھمية ھذه المرحلة‪.‬‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ٔ :‬اﳘﻴﺔ ﻣﺮﺣةل ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶺﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫تعتبر مرحلة تنفيذ الصفقات العمومية‪ ،‬المرحلة المفصلية داخل المسلسل التدبيري‬
‫للصفقات الجماعية‪ ،‬إذ اليمكننا الحديث عن مرحلة تنفيذ الصفقة إن لم تكن ھذه الصفقة قد‬
‫ٱحترمت جل المراحل السابقة بشروطھا ومبادئھا‪ .‬وترتبط مرحلة تنفيذ الصفقة فعليا بالمقاول‬
‫الذي رست عليه الصفقة )نائل الصفقة(‪ ،‬والذي ٱختارته الجماعة لتحمل مسؤولية إنجاز‬
‫األشغال أو الخدمات أو تموين المواد أو األدوات موضوع التعاقد‪.‬‬
‫وھكذا فالمقاول ال يلجأ إلى مباشرة تنفيذ الصفقة تلقائياً‪ ،‬بل يخضع إلى مجموعة من‬
‫القواعد التي تحكم مرحلة تنفيذ الصفقة‪ ،‬والتي تبتدئ من حصوله على شھادة تثبت أمراً ببدء‬
‫يتسلمھا من الجماعة صاحبة المشروع)‪ ،(81‬حيث يجب على المقاول أن يتقيد‬ ‫)‪(80‬‬
‫األشغال‬
‫بدقة األوامر بالخدمة المبلغة إليه‪ ،‬واإلمتثال لمقتضياتھا‪ .‬أما إذا تبين له تجاوز ھذا األمر‬
‫لألمور المتفق بشأنھا والمحددة في الصفقة‪" ،‬وجب عليه أن يوافي صاحب المشروع في‬
‫شأن ذلك بمالحظة مكتوبة ومعللة داخل أجل ‪ 10‬أيام من تاريخ تبليغ األمر بالخدمة‪ ،‬وال‬
‫يوقف اإلعتراض تنفيذ األمر بالخدمة إال إذا أمر صاحب المشروع بما يخالف ذلك")‪.(82‬‬
‫ومن جھة أخرى يعتبر آجال تنفيذ الصفقة من بين الشروط األساسية لضمان حسن‬
‫تنفيذ الصفقة‪ ،‬والذي يقضي بإلتزام المتعاقد مع الجماعة أن ينفذ ما تم االتفاق بشأنه في‬
‫اآلجال المحددة‪ ،‬ووفق دفتر الشروط الخاصة التي يلتزم بھا الطرفان‪ ،‬والتي تحدد لكل صفقة‬
‫أجل تنفيذ أو تاريخ إنھاء األشغال)‪ (83‬ألنه ليس من صالح الجماعة أن تقع تمديدات في آجال‬
‫تنفيذ صفقة معينة‪ ،‬ألن ذلك لن يؤدي في غالب األحيان إال الزيادة في أثمان الصفقة‪ ،‬ومن‬
‫جھة أخرى الزيادة في أثمان المواد المستعملة‪ ،‬الشيء الذي يصعب معه تنفيذ الصفقة في‬
‫بعض األحيان‪ ،‬بل يمتد ذلك الى تعطيل المرفق العام وبالتالي تعطيل الصالح العام‪.‬‬
‫ويمكن من ناحية أخرى أن يتبين للجماعة‪ ،‬بوجود أشغال إضافية أثناء التنفيذ‪ ،‬أنذاك‬
‫يجوز لھا أن تأمر بأشغال إضافية‪" ،‬وفي ھذه الحالة‪ ،‬ومن دون تغيير موضوع الصفقة‪ ،‬إذا‬
‫تبين لصاحب المشروع أنه من الضروري تنفيذ منشاَت أو أشغال غير واردة في جدول‬
‫األثمان أو في سلسلة األثمان األحادية‪ ،‬أو تغيير مصدر جلب المواد كما يفرض ذلك دفتر‬
‫الشروط الخاصة‪ ،‬على المقاول أن يلتزم في الحين بما تمليه عليه مقتضيات األوامر بالخدمة‬
‫التي يتسلمھا في ھذا الشأن وتوضع بدون تأخير أثمان جديدة تبعا ألثمان الصفقة أو بمقاربتھا‬
‫للمنشاَت األكثر مماثلة‪ ،‬وعند تعذر القيام بالمقاربة‪ ،‬تعتمد كأساس لمقارنة األسعار المعمول‬
‫بھا في البالد")‪.(84‬‬

‫‪(80‬‬
‫"تكون األوامر بالخدمة كتابية وتكون موقعة من قبل صاحب المشروع ومؤرخة ومرقمة ومسجلة"‪ ،‬الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ 9‬من دفتر الشروط‬
‫اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪(81‬‬
‫تجدون نموذجا ألمر ببدء األشغال من طرف الجماعة الحضرية ألكادير )الملحق رقم ‪.(10‬‬
‫‪(82‬‬
‫الفقرة ‪ 8‬من المادة ‪ 9‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪(83‬‬
‫الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ 7‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪(84‬‬
‫الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ 51‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫عموما ً تبقى مرحلة تنفيذ الصفقات العمومية الجماعية‪ ،‬متسمة بحساسية‪ ،‬لكونھا تبقى‬
‫بين أخذ ورد بين المقاول والجماعة صاحبة المشروع‪ .‬ويمكن لھذه المرحلة أن يشوبھا‬
‫التوقف في بعض األحيان ثم إستئناف األشغال فيما بعد‪ ،‬ويمكن إلغاء الصفقة بشكل نھائي في‬
‫بعض الحاالت‪ .‬إال أن الصفقات التي عرفت طريقھا نحو التنفيذ النھائي‪ ،‬تخضع إلجراءات‬
‫التسليم التي تبتدئ بالتسليم المؤقت)‪ ،(85‬إلى حين التسليم النھائي)‪ ،(86‬وبالتالي يشكل التسليم‬
‫النھائي نھاية تنفيذ الصفقة‪.‬‬

‫‪(85‬‬
‫"ال يتم تسلم المنشاًت إال بعد إخضاعھا على نفقة المقاول‪ ،‬لعمليات المراقبة المتعلقة بمطابقة األشغال لمجموع التزامات الصفقة‪ ،‬والسيما‬
‫المواصفات التقنية‪.‬‬
‫ويمكن إذا نص دفتر الشروط الخاصة على ذلك‪ ،‬أن تجري عملية تسلم جزئي بالنسبة إلى المنشاًت أو أجزاء منھا التي حددت في شانھا آجال‬
‫جزئية لالنتھاء‪ ،‬وفي ھذه الحالة يقوم التسلم الجزئي األخير مقام التسلم المؤقت لألشغال‪.‬‬
‫ويشعر المقاول صاحب المشروع كتابة بالتاريخ الذي يعتبر أن األشغال انتھت أو ستنتھي فيه‪ ".‬الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ ،65‬من دفتر الشروط‬
‫اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪(86‬‬
‫" مالم ينص على خالف ذلك في دفتر الشروط المشتركة أو دفتر الشروط الخاصة‪ ،‬يعلن عن التسلم النھائي سنة بعد تاريخ محضر التسلم‬
‫المؤقت‪ ،‬وخالل ھذه الفترة يخضع المقاول اللتزام الضمان التعاقدي المنصوص عليه في المادة ‪ 67‬من نفس المرسوم"‪ ،‬الفقرة ‪ 1‬من المادة‬
‫‪ ،68‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫ﺧﺎﲤـــــــﺔ اﻟﻔﺼـﻞ ا ٔﻻول‬
‫أضحت األھمية التي تعرفھا الصفقات الجماعية‪ ،‬للمكانة التي تحتلھا داخل العمل‬
‫الجماعي من جھة‪ ،‬ولكونھا تشكل أھم وسيلة تستطيع بھا الجماعة إنجاز جل البرامج‬
‫والتوقعات والتجھيزات األساسية الضرورية للتنمية‪ ،‬تتزايد بإستمرار وذلك بسبب تزايد‬
‫حاجيات الساكنة المحلية‪ ،‬واحتاللھا الصدارة في المنظومة المحلية‪ ،‬الشيء الذي يستدعي‬
‫التدخل لتكييف مجال الصفقات العمومية من خالل إحداث تغييرات جوھرية على المنظومة‬
‫التدبيرية للصفقات العمومية الجماعية‪ ،‬لكي تتناسب وخصوصيات التنظيمات المحلية‪.‬‬
‫إن التشخيص الواقعي الذي ھم الجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬ماھو إال مثال يسري على‬
‫بعض الجماعات المحلية األخرى‪ ،‬والتي خصصت لھا عدة أبحاث أخرى في نفس السياق‪.‬‬
‫ويستدعي األمر الوقوف عند ھذه الحاالت وتحديد جل العوائق التي تحول دون تدبير فعال‬
‫لمنظومة الصفقات الجماعية‪ ،‬تبعا ً لكل حالة وخصوصياتھا‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة بأن كل عمل تنموي يصادف أمامه جملة من العراقيل والصعوبات‪،‬‬
‫التي يجب على الجھات المعنية أن تحاول إجتيازھا ال أن تساھم في ترسيخھا‪.‬‬
‫فإذا كانت صفقات الجماعات المحلية تلعب أدواراً مھمة في تسريع وتيرة التنمية‬
‫المحلية‪ ،‬بحسب تدخالتھا المتعددة التي وقفنا عليھا في الفصل األول‪ ،‬فإن ھذا الدور ال يتعزز‬
‫إال من خالل تكريس آلية الرقابة التي تستھدف ضمان شرعية تدبير المال العام‪ ،‬وتالفي‬
‫مايمكن أن يقع فيه المدبر العمومي من أخطاء قد تمس بالصالح العام‪ .‬لھذا كيف يمكن للرقابة‬
‫ضبط لتنفيذ الصفقات الجماعية وفي نفس الوقت داعما ً لمسلـسل التنمية‬
‫ٍ‬ ‫أن تكون أداة‬
‫بالجماعة الحضرية الكادير؟‬
‫الفصل الثاني‬

‫اﻟﺮﻗـﺎﺑﺔ ٔاكداة ﻟﻀﺒﻂ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘــــــﺎت اﶺــــــﺎﻋﻴﺔ‬


‫وﻣﺪى دﲻﻬﺎ ﳌﺴﻠـﺴﻞ اﻟﺘﳮﻴﺔ ابﶺﺎﻋﺔ اﳊﴬﻳﺔ ﻻٔﰷدﻳﺮ‪.‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ‬
‫اﻟﺮﻗـﺎﺑﺔ ٔاكداة ﻟﻀﺒﻂ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘــــــﺎت اﶺــــــﺎﻋﻴﺔ‬
‫وﻣﺪى دﲻﻬﺎ ﳌﺴﻠـﺴﻞ اﻟﺘﳮﻴﺔ ﲜﲈﻋﺔ ٔاﰷدﻳﺮ‪.‬‬

‫"يقصد بالمراقبة‪ ،‬الصالحية المخولة بموجب القانون لجھة معينة لإلشراف على‬
‫أشخاص وأعمال بقصد تحقيق وحماية مصلحة معينة)‪.(87‬‬
‫وتھدف الرقابة إلى الكشف عن أوجه ونقاط الضعف والخطأ لتصحيحھا ومنع تكرار‬
‫حدوثھا‪ ،‬وھي تمارس على األشياء واألفراد وعلى األعمال‪.‬‬
‫ويتجلى أيضا ً بأن الرقابة عنصر حيوي من عناصر اإلدارة فھي تساھم في ضمان‬
‫اإلنجاز السليم للعمل عن طريق جھود أفراد آخرين‪ ،‬وتتحقق من أن العمل الواجب أداؤه‬
‫على الوجه األصح‪ ،‬ويظھر من ناحية أخرى عالقة الرقابة بالتخطيط حيث إن السبب الرئيس‬
‫في وجود الرقابة ھو التأكد من أن النتائج المتحققة إنما تطابق وتوافق تلك المخططة من قبل‪،‬‬
‫وأي إنحرافات عن ھذه النتائج المخططة تكتشف بسرعة وتصحح بواسطة الرقابة الفعالة‪،‬‬
‫بما يمكن معه عودة النشاطات إلى السير في الطريق المخطط لھا‪.‬‬
‫وھكذا أضحى ھاجس الرقابة في مجال الصفقات العمومية أمراً محتماً‪ ،‬وبالتالي‬
‫يتمخض عنه حماية المال العام‪ ،‬والذي أصبح بدوره ضرورة ملحة لضمان ممارسة حقيقية‬
‫لألنشطة السياسية واإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬وتوفير الظروف المالئمة لتحقيق الغايات‬
‫التنموية‪ ،‬وجعل المناخ العام أكثر نزاھة ومالءمة لمتطلبات التوجھات العامة للدولة‪.‬‬
‫وفي ھذا التوجه سن المغرب إطاراً تشريعيا ً واضحا ً‪ ،‬وأحدث مجموعة من الجھاَت‬
‫ھاجسھا حماية المال العام‪ ،‬وذلك إنطالقا من قناعة مفادھا أن تحقيق التنمية المنشودة رھين‬
‫بتفعيل الدور الرقابي لمجموعة من الھيئاَت المعنية باألمر‪ ،‬ومن جھة أخرى تفعيل مجموعة‬

‫‪(87‬‬
‫مليكة الصروخ‪ :‬الصفقات العمومية بالمغرب )األشغال‪-‬التوريدات‪-‬الخدمات(‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.259‬‬
‫من النصوص التي يمكن وصفھا بالجامدة‪ ،‬حتى يتسنى لنا الوقوف عند مجموعة من‬
‫اإلختالالت التي تقف عائقا ً أمام الدور التنموي للعديد من السياسات العمومية‪.‬‬
‫"وفي مجال صفقات الدولة‪ ،‬يقصد بالمراقبة على ھذه الصفقات صالحية جھة )أو‬
‫جھات( معينة للقيام بالتأكد من أن السلطة المختصة بإبرامھا قد ٱحترمت النصوص القانونية‬
‫والتنظيمية لھا تحقيقا ً لألھداف المتوخاة منھا")‪.(88‬‬
‫لھذا أضحت الصفقات العمومية تخضع لعدة صور من الرقابة‪ ،‬والتي عرفت تطوراً‬
‫وتحديثا ً في وسائلھا وذلك لمسايرة جل التطورات والتحديثات التي يعرفھا مجتمعنا‪ ،‬ال سيما‬
‫في إطار المنظومة العالمية)‪.(89‬‬
‫فالمراقبة بصفة عامة ھي اإلمكانية المخولة لجھة معينة )إدارية أو قضائية( لمعرفة‬
‫األسس التي أسست عليھا السلطة المعنية في إبرامھا للصفقة وتنفيذھا‪ ،‬فھي تعنى باألساس‬
‫بمراقبة مدى إحترام القاعدة القانونية‪ ،‬ومدى تحقيق ھذه األخيرة لألھداف المتوخاة منھا‪:‬‬
‫مقارنة التنبؤات بالنتائج‪ ،‬وھي الضامنة للتوازن القانوني بين طرفي العقد اإلداري )الصفقة(‪،‬‬
‫ألنھا تشكل مجموعة من التقنيات والوسائل التي تسمح بتأمين القواعد الالزمة لمحاربة‬
‫المحاباة‪ ،‬ولتحقيق المساواة بين جميع المتنافسين ولتحسين عالقة اإلدارة بالمقاول)‪.(90‬‬
‫ومن خالل ما سبق سنتطرق في ھذا الفصل الثاني إلى دور الرقابة كدعامة لضبط‬
‫تنفيذ الصفقات الجماعية )المبحث األول(‪ ،‬ومن جھة أخرى تفعيل ھذا الدور للنھوض‬
‫بمسلسل التنمية المحلية )المبحث الثاني(‪.‬‬

‫اﳌﺒﺤﺚ ا ٔﻻول‪ :‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻛﺪﻋﺎﻣﺔ ﻟﻀﺒﻂ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶺﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬


‫اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﱐ‪ : :‬ﺗﻔﻌﻴﻞ دور اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻛﺪﻋﺎﻣﺔ ٔاﺳﺎﺳـﻴﺔ ﻟﻠﺘﳮﻴﺔ اﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫‪(88‬‬
‫مليكة الصروخ‪ :‬الصفقات العمومية بالمغرب )األشغال‪-‬التوريدات‪-‬الخدمات(‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.259‬‬
‫‪(89‬‬
‫مليكة الصروخ‪ :‬الصفقات العمومية بالمغرب )األشغال‪-‬التوريدات‪-‬الخدمات(‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.260،‬‬
‫‪(90‬‬
‫عبد ‪ Y‬حداد‪ :‬صفقات األشغال العمومية ودورھا في التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.197‬‬
‫اﳌﺒﺤﺚ ا ٔﻻول‪ :‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻛﺪﻋﺎﻣﺔ ﻟﻀﺒﻂ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶺﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫تأتي أھمية إخضاع مسطرة تدبير الصفقات الجماعية ومرحلة تنفيذھا للرقابة‪ ،‬إعتباراً‬
‫ألھمية اإلعتمادات التي تخصص لھذه الصفقات‪ ،‬ألنھا تمثل آلية لصرف النفقات العمومية‪،‬‬
‫ومن جھة أخرى تزايد عدد الصفقات المبرمة من طرف الجماعات المحلية في اآلونة‬
‫األخيرة‪ ،‬باإلضافة إلى إحترام مبدأ الشرعية وتحسين مردودية التسيير المالي للصفقات‬
‫المحلية)‪.(91‬‬
‫لھذا فالرقابة أضحت في وقتنا الراھن‪ ،‬اداةً تدخلية في جميع المجاالت وعلى جميع‬
‫األصعدة‪ ،‬الشيء الذي يدفعنا إلى التساؤل عن إشكاليات أخرى‪ ،‬حول مدى كفاءة ھذه الموارد‬
‫المكلفة بتفعيل مساطر الرقابة‪ ،‬والرقي بھذا الدور إلى مستوياته‪ ،‬خصوصا ً في الميدان المالي‬
‫الذي يتميز بحساسية أكثر من الميادين األخرى‪ ،‬كي ال نبقى حبيسي السؤال التقليدي الذي‬
‫يتمحور حول نسبة وجود آليات الرقابة بھذه الھيئات المحلية‪ .‬لھذا يجب أن ننطلق من فكرة‬
‫وجود ھذه اآلليات‪ ،‬وعلى صعيد جل الھيئات المحلية )الجماعات المحلية(‪.‬‬
‫وبالنسبة للجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬وقفنا عند صور الرقابة الممارسة في مجال‬
‫الصفقات الجماعية‪ ،‬والتي سنأتي على تفصيلھا في )المطلب األول(‪ ،‬ومن جھة أخرى وقفنا‬
‫على الكيفية التي تتبعھا الجماعة في إطار تنفيذھا للصفقات المبرمة من طرفھا)المطلب‬
‫الثاني(‪.‬‬

‫‪(91‬‬
‫توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.290‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ ا ٔﻻول‪ :‬ﺻﻮر اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﳌﲈرﺳﺔ ﻋﲆ ﳎﺎل اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶺﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫حاولنا من خالل ھذا المطلب أن نتطرق لصور الرقابة الممارسة على مسطرة تدبير‬
‫الصفقات الجماعية‪ ،‬ٱنطالقا ً من مرحلة اإلبرام إلى مرحلة التنفيذ‪ .‬وال يمكن الحديث عن‬
‫مرحلة تنفيذ الصفقة والتي تعتبر إشكالية البحث‪ ،‬بمعزل عن مسطرة تدبير الصفقة بكاملھا‪،‬‬
‫ألن أي إخالل بمرحلة معينة‪ ،‬يؤثر ضمنيا ً على مرحلة تنفيذ الصفقة‪ .‬وعلى سبيل المثال إذا‬
‫ما تم اإلخالل بمبدأ معين من المبادئ التي ترتكز عليھا ھذه الصفقات )مبدأ حرية الولوج إلى‬
‫الطلبيات العمومية‪ ،‬المساواة‪ ،‬الشفافية في التعامل مع المترشحين‪ ،‬وتبسيط المساطر(‪،‬‬
‫اليمكننا أن نتساءل حول مدى فعالية ونجاعة ھذه الصفقة في تحقيق األھداف التي وضعت‬
‫من أجلھا‪ ،‬لذا يجب أن تدعم وتضمن ھذه الرقابة‪ ،‬مسألة شفافية ونزاھة إبرام ھذه الصفقات‪،‬‬
‫لكي يتأتّى لنا في األخير حسن تنفيذھا‪.‬‬
‫أما بخصوص الجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬توصلنا من خالل التدريب الذي أجريناه‬
‫بالجماعة‪ ،‬إلى ثالثة مراحل تعتبر بالرئيسة‪ ،‬والتي تتجلى في مراقبة الصفقة قبل البدء في‬
‫تنفيذھا )الفقرة األولى(‪ ،‬ثم الرقابة المصاحبة لتنفيذ الصفقة )الفقرة الثانية(‪ ،‬وأخيراً الرقابة‬
‫البعدية لتنفيذ الصفقة )الفقرة الثالثة(‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة ا ٔﻻوﱃ‪ :‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ؛‬


‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪.:‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﳌﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺔ؛‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ :‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﺒﻌﺪﻳﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻔﻘﺮة ا ٔﻻوﱃ‪ :‬اﻟﺮﻗــــــــﺎﺑﺔ اﻟﻘﺒﻠـــــﻴﺔ‪.‬‬

‫نقصد بالرقابة القبلية تلك الرقابة التي تمارس بشكل مسبق على مشروع الشراء‬
‫الجماعي قبل إنجازه‪.‬‬
‫وتتجلى أھمية ھذه الصورة من الرقابة في شكلھا الوقائي الذي يتفادى الوقوع في‬
‫أخطاء قد تھدد الصالح العام المحلي)‪ ،(92‬ومن جھة اخرى تعتبر اداة لتطوير فعالية التدبير‬
‫ونجاعته‪ ،‬وذلك من خالل ٱستفادة المدبر العمومي من مجموعة من المالحظات والنصائح‬
‫من أجل تحسين طريقة التدبير)‪ ،(93‬وتتوزع ھذه الرقابة بين دور سلطات الوصاية المتمثلة‬
‫في وزارة الداخلية )أوالً(‪ ،‬ثم من جھة أخرى دور المراقب المالي الذي ينظر في صحة‬
‫اإللتزامات )ثانيا ً(‪.‬‬

‫ٔاو ًﻻ‪ :‬دور ﺳﻠﻄـــــﺎت اﻟﻮﺻﺎﻳﺔ)‪ (94‬وﻧﻄﺎق ﻣﺮاﻗﺒﳤﺎ‪.‬‬

‫يقصد بھذه المراقبة تلك المراقبة الصادرة من جھاز يمارس وصايته على الھيئة‬
‫المحلية‪ ،‬والذي يتجلى في وزارة الداخلية‪ ،‬وتستھدف ھذه المراقبة تفادي األخطاء التي من‬
‫الممكن أن تقع فيھا الجماعات المحلية وھيئاتھا والھيئات التابعة لھا إبان إعداد مشروع‬
‫الصفقة‪ ،‬كما تسعى إلى تجاوز وتحاشي إنجاز القرار الذي ال يتالءم مع الظروف الخاصة‬
‫بالجماعة وال يساير محتوى السياسات العمومية اإلقتصادية واإلجتماعية التي تنھجھا‬
‫الدولة)‪.(95‬‬
‫ويتركز نطاق ھذه المراقبة بشكل دقيق على القضايا المالية أكثر من القضايا األخرى‬
‫التي تدخل ضمن نطاق مراقبة سلطات الوصاية لھذه الھيئات‪ ،‬حيث أصبحت ھذه الوصاية‬
‫‪(92‬‬
‫عزيزي نجيب‪ :‬الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.138‬‬
‫) ‪93‬‬
‫‪BOUTAQBOUT Abdelmjid : Le management des marchés publics au Maroc, op.cit, p 50.‬‬
‫‪(94‬‬
‫"سلطة الوصاية‪ :‬وزير الداخلية أو من ينوب عنه بالنسبة للجھات والعماالت واألقاليم والجماعات الحضرية والمجموعات والوالي أو عامل‬
‫العمالة أو اإلقليم بالنسبة للجماعات القروية"‪ ،‬المادة ‪ 2‬من قانون ‪ ،45.08‬المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية ومجموعاتھا‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪.‬‬
‫‪(95‬‬
‫توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.300‬‬
‫ضرورة ملحة أكثر من السابق‪ ،‬وذلك بسبب ما أصبحت تتوفر عليه ھذه الھيئات من‬
‫إمكانيات مالية مھمة‪ .‬فإذا ما نظرنا إلى فحوى المادة ‪ 104‬من نظام المحاسبة العمومية‬
‫للجماعات المحلية ومجموعاتھا‪ ،‬نجد أن المادة تھدف من خالل محاسبة الجماعات المحلية‬
‫ومجموعاتھا إلى بيان ومراقبة عملياتھا المتعلقة بالميزانية والمالية وكذا إخبار وزارة‬
‫الداخلية وھيئات المراقبة والتدبير‪.(96)...‬‬
‫ومن ھنا نالحظ التنوع والتعدد الحاصل في أشكال المراقبة والوصاية على الجماعات‬
‫المحلية‪ ،‬بحيث تنصب على مدى إلتزام اإلدارة المحلية بالمقتضيات القانونية الجاري بھا‬
‫العمل‪ ،‬وذلك من أجل تدبير مالي يتفق مع األھداف المرسومة في إطار الالمركزية اإلدارية‪،‬‬
‫وتمارس ھذه المراقبة من خالل عملية المصادقة على الصفقات من طرف الوزارة الوصية‬
‫على الجماعات المحلية)‪ ،(97‬إال أن وزن وثقل ھذه الوصاية الممارسة من طرف وزارة‬
‫الداخلية‪ ،‬تتناقص وتتزايد حدتھا من جماعة إلى أخرى‪ .‬وبالنسبة للجماعة الحضرية ألكادير‪،‬‬
‫ال تجد أ ﱠ‬
‫ي عائق بالنسبة لمسألة الوصاية الممارسة على مجال الصفقات العمومية‪ ،‬حيث جاء‬
‫على لسان رئيس قسم الصفقات بالوالية‪" ،‬أنه في رأيي الشخصي أنه مادامت أي جماعة‬
‫تتوفر على اإلمكانيات المادية والبشرية المؤھلة‪ ،‬فإن دور سلطة الوصاية يتقلص بل وينعدم‬
‫أحيانا‪ ،‬إلى أن يصبح دور تشاور وتعاون وتنسيق ال أقل وال أكثر‪ ،‬ويمكننا القول إن ھذا‬
‫ينطبق على الجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬من خالل الوصاية التي نمارسھا على صفقاتھا‪ ،‬ألن‬
‫الجماعة تتوفر على موارد بشرية مؤھلة في ميدان تدبير الصفقات العمومية‪.‬‬
‫عموما ً يبقى مفھوم الوصاية في إطار الجماعات المحلية‪ ،‬ھدفه األساس ھو مساعدة‬
‫الجماعات التي ال تتوفر على المؤھالت الالزمة لتنفيذ المشاريع الكبرى ذات الصبغة‬
‫)‪(98‬‬
‫الوطنية والجھوية‪".‬‬

‫‪(96‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 2.09.441‬صادر في ‪ 17‬من محرم ‪ 3) 1431‬يناير ‪ (2010‬بسن نظام للمحاسبة العمومية للجماعات المحلية ومجموعاتھا‪،‬‬
‫ج‪.‬ر عدد ‪ 23 ،5811‬صفر ‪ 8) 1431‬فبراير ‪ ،(2010‬ص‪.400‬‬
‫‪(97‬‬
‫توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.301‬‬
‫‪(98‬‬
‫السؤال الثالث من الحوار الذي أجريناه مع السيد‪ :‬بوحسون عبد السالم ‪ -‬رئيس قسم الصفقات بالوالية – عمالة اكـــــــادير اداوتنان والية‬
‫سوس ماسة درعة‪ ،‬يومه‪ :‬االثنين ‪ 09‬غشت ‪ ،2010‬على الساعة ‪ 11‬صباحا )الملحق رقم ‪ ،(8‬مرجع سابق‪.‬‬
‫ومن جھة أخرى يمكننا القول إن سلطات الوصاية تتدخل في مراقبة الشرعية دون‬
‫مراقبة المالءمة‪ ،‬ويتجلى ذلك من خالل الحوار الذي أشرنا إليه سابقاً‪ ،‬والذي تمحور السؤال‬
‫الخامس فيه حول نوع المراقبة الممارسة )الشرعية أو المالءمة(‪ ،‬والذي جاء فيه "عالقة بما‬
‫سبق ذكره‪ ،‬فإن رفض المصادقة يكون مبنيا ً على نصوص قانونية واضحة‪ ،‬مثالً عندما ال‬
‫يتم اإلعالن عن عروض األثمان في الصحف أو توقيع المحاضر أو عدم توفر اإلعتمادات‬
‫الكافية إلبرام الصفقة‪ ،‬فإن عدم المصادقة يصبح إجباريا ً من لدن سلطات الوصاية‪ ،‬ومن‬
‫جھة أخرى إغفال ھذه اإلجراءات أو التساھل في ھذه اإلجراءات‪ ،‬لن يفسر إال بالتواطؤ في‬
‫صفقات مشبوھة ولو كانت النية حسنة")‪.(99‬‬
‫وھكذا فإن عدم تشديد سلطات الوصاية على مراقبة المالءمة في بعض الصفقات‬
‫المبرمة‪ ،‬يجعل المجلس يرتجل في بعض المشاريع التي تكلف الميزانية المحلية الشيء‬
‫الكثير‪ ،‬وبالتالي ضياع الصالح العام‪ .‬إال أنه في اآلونة األخيرة )الواليتين األخيرتين( لم‬
‫يطرح ھذا اإلشكال‪ ،‬حيث أصبح المجلس الجماعي يمتاز برؤية ٱستراتيجية في مسألة إبرام‬
‫مجموعة من الصفقات‪ ،‬والتي زادت من وتيرة التنمية المحلية بالنسبة ألكادير الكبير‪،‬‬
‫ويتضح ذلك من خالل السرعة في المصادقة على مجموع الصفقات المحالة إلى سلطات‬
‫الوالية وفي وقتھا المحدد‪.‬‬

‫‪(99‬‬
‫السؤال الخامس من الحوار الذي أجريناه مع السيد‪ :‬بوحسون عبد السالم ‪ -‬رئيس قسم الصفقات بالوالية – عمالة اكـــــــادير اداوتنان‬
‫والية سوس ماسة درعة‪ ،‬يومه‪ :‬االثنين ‪ 09‬غشت ‪ ،2010‬على الساعة ‪ 11‬صباحا )الملحق رقم ‪ ،(8‬مرجع سابق‪.‬‬
‫رسم بياني رقم ‪6‬‬

‫مصدر المعطيات‪ :‬قسم الصفقات بالوالية – عمالة أكادير اداوتنان والية سوس ماسة درعة‪.‬‬
‫رسم بياني رقم ‪7‬‬

‫ذذذ‬

‫ذذذ‬

‫ذذذذذذذذ‬

‫مصدر المعطيات‪ :‬قسم الصفقات بالوالية – عمالة أكادير اداوتنان والية سوس ماسة درعة‪.‬‬
‫رسم بياني رقم ‪8‬‬

‫مصدر المعطيات‪ :‬قسم الصفقات بالوالية – عمالة أكادير اداوتنان والية سوس ماسة درعة‪.‬‬

‫يتجلى من خالل الرسوم البيانية ‪ 8-7-6‬تدخالت سلطات الوصاية‪ ،‬من أجل المصادقة‬
‫على الصفقات المبرمة من طرف الجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬ويفسر الرسم البياني رقم ‪،8‬‬
‫التوازي بين عمل المجلس ومراقبة سلطة الوصاية حيث نجد ﱠ‬
‫أن ھناك في بعض األحيان‬
‫المصادقة الكاملة على بعض الصفقات‪ ،‬بل يتجاوزھا في أحيان أخرى نظراً للصفقات التي‬
‫يتم إبرامھا في متم سنة مالية معينة‪ ،‬ونظراً لظروف تأخير المصادقة في بعض األحيان‪ ،‬يتم‬
‫المصادقة على ھذه الصفقات في السنة الموالية‪ ،‬لھذا ت ﱠم إحصاؤھا في السنة الموالية‪.‬‬
‫عموما ً يظھر لنا من خالل ما سبق بأن الوصاية الممارسة على الجماعة الحضرية‬
‫تتميز بمرونة تسمح للمجلس الجماعي تطبيق جل مخططاته وفق مايراه مناسبا ً للصالح العام‬
‫المحلي‪.‬‬
‫اثﻧﻴﺎ‪ :‬دور اﳌﺮاﻗـﺐ اﳌـــــــــﺎﱄ‪.‬‬

‫تعتبر المراقبة المالية ھي األخرى من بين صور الرقابة القبلية‪ ،‬التي تسبق تنفيذ‬
‫الصفقة‪ ،‬فالمادة ‪ 14‬من نظام المحاسبة العمومية للجماعات المحلية ومجموعاتھا تنص على‬
‫أن المحاسبين العموميين للجماعات المحلية ومجموعاتھا ھم‪:‬‬
‫• الخزنة الجماعيون)‪ :(100‬يتولى ھؤالء الخزنة المكلفون باألداء تنفيذ ومراقبة نفقات‬
‫الجماعة المحلية أو المجموعات المذكورة؛‬
‫• القباض الجماعيون‪ :‬يعھد إليھم تحصيل الواجبات والرسوم واألتاوى‪ ،‬التي تكون‬
‫الجماعات المحلية ومجموعاتھا مؤھلة إلقتطاعھا عمالً بالقوانين واألنظمة المعمول‬
‫بھا‪ ،‬وكذا تنفيذ ومراقبة نفقات الجماعات أو المجموعات المذكورة؛‬
‫• المحصلون الجماعيون‪ :‬بإعتبارھم محاسبين ملحقين محاسبتيا ً بالخزنة الجماعيين‪،‬‬
‫تحصيل الواجبات والرسوم واألتاوى التي تكون الجماعات المحلية ومجموعاتھا‬
‫مؤھلة الستيفائھا طبقا ً للقوانين واألنظمة المعمول بھا)‪.(101‬‬

‫لھذا فالمراقبة المالية التي يمارسھا القابض الجماعي على الصفقات المحلية‪ ،‬ال تقل‬
‫أھمية عن تلك التي تمارسھا سلطات الوصاية الممثلة في وزارة الداخلية‪ ،‬ألن القابض‬
‫الجماعي يشكل حجر األساس في اإلنفاق المحلي‪ ،‬وبإعتبار تعدد األدوار الرقابية التي يقوم‬
‫بھا على المستوى المحلي كذلك‪ ،‬فھو مراقب للحسابات ومحاسب في نفس الوقت‪ ،‬لذلك‬
‫فدوره يتميز باإلزدواجية‪ ،‬يراقب اإللتزام بالنفقة‪ ،‬ويراقب األداء)‪.(102‬‬
‫لھذا يتجلى الدور األساسي للمراقب المالي أو القابض الجماعي‪ ،‬في مراقبة توفر‬
‫اإلعتماد وصحته للنفقة المعينة‪ ،‬وأن الصفقة أدرجت ضمن اإلعتمادات المخصصة لھا‪ ،‬ألن‬
‫‪(100‬‬
‫"يحدد مجال صالحيات وإختصاصات الخزنة الجماعيين المكلفين باألداء والقباض الجماعيين بقرار للوزير المكلف بالمالية‪ ،‬ويحدد مجال‬
‫صالحيات وإختصاصات المحصلين الجماعيين بقرار مشترك للوزير المكلف بالمالية ووزير الداخلية"‪ ،‬الفقرة ‪ 4‬من المادة ‪ 14‬من مرسوم‬
‫رقم ‪ 2.09.441‬صادر في ‪ 17‬من محرم ‪ 3) 1431‬يناير ‪ (2010‬بسن نظام للمحاسبة العمومية للجماعات المحلية ومجموعاتھا‪ ،‬ص‪،402‬‬
‫مرجع سابق‪.‬‬
‫‪(101‬‬
‫الفقرة ‪ 1‬و‪ 2‬و‪ 3‬من المادة ‪ 14‬من مرسوم نظام المحاسبة العمومية للجماعات المحلية ومجموعاتھا‪ ،‬ص‪ ،402‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪(102‬‬
‫توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.306‬‬
‫الصفقة المحلية في حد ذاتھا تعتبر نفقة عامة من الوجھة المالية‪ ،‬وبالتالي تنصب ھذه‬
‫الرقابة على المشروعية المالية للنفقة‪ ،‬ومدى مطابقتھا للقواعد والنصوص القانونية من‬
‫خالل‪:‬‬
‫• "توفر اإلعتمادات؛‬
‫• اإلدراج المالي للنفقة؛‬
‫• صحة العمليات الحسابية لمبلغ اإللتزام؛‬
‫• مجموع النفقة التي تلتزم بھا الجماعة المحلية‪ ،‬أو المجموعة طيلة السنة التي‬
‫أدرجت خاللھا")‪.(103‬‬
‫عموما ً "تخضع نفقات الجماعات المحلية ومجموعاتھا إلى مايلي‪:‬‬
‫• مراقبة مالية في مرحلة اإللتزام؛‬
‫• مراقبة صحة النفقة‪ ،‬في مرحلة األداء")‪.(104‬‬
‫فعمليا ً يتبين لنا أھمية القابض الجماعي‪ ،‬من خالل الرقابة التي يجريھا على الجماعة‬
‫المحلية‪ ،‬ومن خالل كذلك مجموعة من التدخالت التي يمكن أن تؤثر في مجريات عمل‬
‫المجلس الجماعي‪ ،‬لكن يمكن لطريقة عمل القابض الجماعي أن تتغير من جماعة إلى‬
‫أخرى‪ .‬فإذا ماصادف القابض الجماعي أحد المجالس ذات األمية المرتفعة بين أعضاء‬
‫المجلس‪ ،‬يبرز دوره التوجيھي من خالل القرارات التي يصدرھا في بعض النفقات‬
‫العمومية المحلية‪ ،‬وھذا ما النلمسه من خالل الجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬حيث يبقى دوره‬
‫منحصراً في مشروعية النفقات العمومية المخصصة ألي شراء جماعي يقوم به المجلس‬
‫الجماعي‪.‬‬
‫لھذا فإذا ماتوفرت جميع الظروف الجيدة في المرحلة القبلية إلعداد الصفقات‬
‫المحلية‪ ،‬وقام كل من اآلمر بالصرف بتنفيذ الصفقة إداريا ً من جھته‪ ،‬وقام القابض الجماعي‬
‫بالتنفيذ المالي من جھة أخرى‪ ،‬نكون بصدد مرحلة أسست لمرحلة ثانية‪ ،‬تتجلى في الرقابة‬
‫المصاحبة لتنفيذ الصفقة‪.‬‬

‫‪(103‬‬
‫المادة ‪ 61‬من مرسوم نظام المحاسبة العمومية للجماعات المحلية ومجموعاتھا‪ ،‬ص‪ ،408‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪(104‬‬
‫المادة ‪ 55‬من مرسوم نظام المحاسبة العمومية للجماعات المحلية ومجموعاتھا‪ ،‬ص‪ ،407‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪:‬اﻟﺮﻗــــــﺎﺑﺔ اﳌﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺔ‪.‬‬

‫تعتبر الرقابة المصاحبة لتنفيذ الصفقة‪ ،‬الصورة الثانية من صور الرقابة الممارسة‬
‫في مجال الصفقات الجماعية‪ ،‬والتي تمليه علينا مسطرة إبرام وتنفيذ الصفقة‪ ،‬الن فعالية ھذا‬
‫المسلسل الرقابي الممارس في ھذا اإلطار يؤدي المحالة إلى األھداف المسطرة ضمن دفاتر‬
‫التحمالت الملتزم بھا من طرف المتعاقدين‪ ،‬والتي يمكن أن تشكل ‪-‬ھذه األھداف‪ -‬عناصر‬
‫ضمن مكونات التنمية المحلية‪.‬‬
‫ويندرج تتبع تنفيذ الصفقات المحلية‪ ،‬ضمن إطار إحكام مراقبة وتقويم مردودية‬
‫تقنيات المراقبة اإلدارية للصفقات والكشف عن النواقص والھفوات وتحديد مواطن الضعف‬
‫والتقصير التي تعتري عمليات التنفيذ‪ ،‬بٱعتبار أن ھذه المرحلة تعتبر التجسيد الفعلي للتنمية‬
‫المحلية)‪.(105‬‬
‫لھذا فالرقابة التي تمارس أثناء مرحلة التنفيذ جاءت بشكل مفصل في المرسوم‬
‫المنظم للصفقات العمومية‪ ،‬والذي ينص في مواده)‪ (106‬إلى‪:‬‬
‫• اإلشراف المنتدب على المشروع )المادة ‪(88‬؛‬
‫• الشخص المكلف بتتبع تنفيذ الصفقة )المادة ‪.(89‬‬

‫ويمكن لإلشراف المنتدب أن يتخذ عدة طرق لممارسته‪ ،‬وذلك من خالل نوع الصفقة‬
‫والشركاء‪ ،‬بحيث نجد شريكا يھمه األمر أكثر من الجماعة المحلية‪ ،‬ويدخل المشروع ضمن‬
‫ٱھتماماته‪ ،‬وبالتالي يمكن لھذا الشريك أن يُنتدب لإلشراف على ھذا المشروع‪ ،‬فعلى سبيل‬
‫المثال نجد الوكالة المستقلة المتعددة الخدمات بأكادير‪ ،‬كشريك‬

‫‪(105‬‬
‫توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.324‬‬
‫‪(106‬‬
‫الصادر في ‪ 16‬من محرم ‪5)1428‬فبراير ‪ (2007‬بتحديد شروط و أشكال إبرام صفقات الدولة وكذا بعض‬ ‫مرسوم رقم ‪2.06.388‬‬
‫القواعد المتعلقة بتدبيرھا ومراقبتھا‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫في مجموعة من الصفقات التي تستدعي تدخل تقنيي الوكالة‪ ،‬بإعتبارھم الملمين بمجال‬
‫عملھم‪ ،‬وھكذا نجد كذلك في قطاع الكھرباء الذي يستدعي األمر تفويض اإلشراف إلى‬
‫المكتب لكي يتسنى حسن تنفيذ الصفقات المبرمة في إطار ذلك‪ ،‬ومن جھة أخرى يمكن أن‬
‫يعھد ذلك إلى مكاتب للمراقبة‪ ،‬أو أشخاص يتكلفون بتتبع تنفيذ الصفقة‪.‬‬

‫ٔاو ًﻻ‪ :‬ﻣﻜـﺎﺗﺐ اﳌـــــﺮاﻗﺒﺔ‪.‬‬

‫تتميز رقابة ھذه المكاتب بالمحدودية التي تطبع عملھا‪ ،‬ألنه من خالل ٱطالعنا على‬
‫مجموعة من الصفقات التي أبرمھا المجلس الجماعي ألكادير‪ ،‬والتي يسھر على تنفيذھا‬
‫مكاتب للمراقبة‪ ،‬تبين أن تدخل ھذه المكاتب يبقى في إطار تخصصه‪ ،‬وال يشمل مجموع‬
‫الصفقة في إطار متكامل‪ ،‬بحيث يمكن أن يراقب ھذا المكتب عنصراً وحداً من عناصر‬
‫الصفقة‪ ،‬ونجد على سبيل المثال في صفقة واحدة تعدد متدخلي اإلشراف‪ ،‬وذلك بدءاً بمكتب‬
‫الدراسة الذي قام بالدراسات األولية للمشروع‪ ،‬باإلضافة إلى المختبر العمومي للتجارب‬
‫والدراسات‪ ،‬ومكتب آخر يخول له مھمة المراقبة في إطار حيز ضيق اليشمل المشروع‪،‬‬
‫وتنطبق ھذه الحالة على الصفقة الخاصة بمشروع المكتب البلدي الصحي ‪construction‬‬
‫‪ ،d’un bureau municipal d’hygiène‬الذي تعددت فيه أطراف المراقبة‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى يمكن للجماعة صاحبة المشروع أن تعھد إلى تقنييي الجماعة‬
‫"الشخص المكلف بتتبع تنفيذ الصفقة" بمھمة تتبع تنفيذ ھذه الصفقة إذا كانت أھميتھا‬
‫وتع ُّقدھا يبرران ذلك‪.‬‬

‫اثﻧﻴ ًﺎ‪ :‬اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ همﻨﺪس ﳌﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺼﻔﻘﺔ‪.‬‬


‫تعد مھام الرقابة والتتبع والتقييم من أبرز المھام الموكولة لإلدارة المحلية صاحبة‬
‫المشروع‪ ،‬وھي ناتجة عن التحول الذي حصل في توزيع األدوار داخل اإلدارة المحلية‬
‫نفسھا‪ ،‬حتى تتحكم في تحديد مجاالت تدخالتھا وأعمالھا‪ ،‬وبالتالي تحكمھا في حماية المال‬
‫العام‪ ،‬ٱستھدافا ً لتحقيق التنمية المحلية الفعلية)‪ ،(107‬وھكذا خول المشرع بمقتضى المادة ‪89‬‬
‫من المرسوم المنظم للصفقات العمومية المشار إليھا سابقاً‪ ،‬بأن تعھد إلى موظف يكلف بتتبع‬
‫تنفيذ الصفقة‪ ،‬ويمكنھا كذلك التعاقد مع مھندس له خبرة في المجال الذي وظفت فيه الصفقة‪،‬‬
‫وعلى سبيل المثال ندرج نموذجا ً لعقد بين الجماعة الحضرية ألكادير من جھة‪ ،‬ومھندس‬
‫بصفته مشرفا ً على تھيئ مركب رياضي من جھة أخرى)‪ .(108‬ويحدد ھذا العقد مجاالت‬
‫تدخل المھندس المتتبع لمرحلة التنفيذ‪ ،‬ثم مجموعة من المقتضيات التي تنظم كيفية‬
‫ٱستخالص تعويضات المھندس‪ ،‬ثم الشروط التي سيتم وفقھا عمل المھندس‪ ،‬واإلشارة كذلك‬
‫الى الحاالت اإلستثنائية التي يمكن أن تشمل المشروع من توقفات وٱستئناف لألشغال‪.‬‬
‫لكن إذا مانظرنا إلى شكل ھذا التعاقد نجده يتميز بالمحدودية‪ ،‬فالمھندس الذي تعاقدت‬
‫معه الجماعة‪ ،‬ال يمكنه مراقبة سوى جزء من الصفقة‪ ،‬الشيء الذي يجبره على التعامل مع‬
‫واقع الصفقة كما ھي عليه‪ ،‬دون البحث في المراحل األخرى التي مھدت إلبرام الصفقة‪،‬‬
‫والدراسات التي أسست لھذه الصفقة‪ .‬لھذا يعتبر اإلشراف المنتدب على الصفقة أوسع‬
‫وأشمل شيئا ما إذا كان يھم جميع مراحل الصفقة بكاملھا‪ ،‬بالمقارنة مع العقود التي تبرم‬
‫لتتبع تنفيذ الصفقات‪.‬‬

‫‪(107‬‬
‫توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.325‬‬
‫‪(108‬‬
‫نموذج لعقد تتبع تنفيذ صفقة تھيئ المركب الرياضي "لتكوين"‪ ،‬التابع للجماعة الحضرية ألكادير‪) ،‬الملحق رقم ‪.(11‬‬
‫يتضح لنا جليا ً بأن أغلب الخروقات والصعوبات المتعلقة بالصفقات الجماعية‪ ،‬ومن‬
‫خالل دراسة حالة الجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬ترتبط بعملية تنفيذ الصفقة‪ ،‬نظراً لتفشي عدة‬
‫ظواھر تسيء إلى عملية تدبير ھذه الصفقات‪ ،‬وتحد من دورھا التنموي‪ ،‬مما يجعل‬
‫االعتمادات المخصصة لھذه الصفقات المحلية ال تصرف في إطارھا المخصص لھا‪،‬‬
‫وينعكس ذلك في األخير على عملية التنمية‪ ،‬والتي يجب أن تفعَّل في إطار ٱستراتيجية‬
‫متكاملة ومندمجة ومستدامة‪.‬‬
‫لھذا حتى في الحالة التي تكون فيھا الصفقة قد تمت وفق ما سطر لھا في دفتر‬
‫التحمالت‪ ،‬نكون بصدد رقابة بعدية‪ ،‬تبين لنا مدى توفر الصفقة للشروط وااللتزامات‬
‫المنصوص عليھا‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ :‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﺒﻌﺪﻳﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺔ‪.‬‬

‫إذا كانت تعتبر كل من الرقابة القبلية‪ ،‬أو تلك التي تمارس أثناء تنفيذ الصفقة‪ ،‬رقابة‬
‫وقائية أو مانعة من أن تتخذ منحى آخر غير الذي حدد له‪ ،‬فالرقابة البعدية تعد رقابة زجرية‬
‫ألنھا تمارس بعد تنفيذ جل العمليات المالية السنوية‪ ،‬وانتھاء جل األشغال وتسليمھا‪ ،‬وتباشر‬
‫ھذه الرقابة بعد ختم الحسابات من طرف جل المتدخلين عند نھاية كل سنة مالية‪.‬‬
‫وتنحصر الرقابة البعدية‪ ،‬في سياق إشكالية تنفيذ الصفقات الجماعية‪ ،‬حول مدى‬
‫ٱھتمام المؤسسات المعنية بمسألة الرقابة‪ ،‬في تتبع الصفقات المبرمة من طرف المجلس‬
‫الجماعي بعد تنفيذھا‪ ،‬ومعرفة مدى التزام المتعاقد مع الجماعة لدفتر التحمالت‪ ،‬ومعرفة‬
‫كذلك مدى تناسب األشغال المنجزة بالنفقات المخصصة‪ ،‬ومن جھة أخرى جودة األشغال‬
‫المقدمة من طرف المقاول‪.‬‬
‫لكن ھناك عدة دراسات أدرجت ضمن ھذه الرقابة البعدية‪ ،‬الرقابة الممارسة على‬
‫المشتري الجماعي بصفته أمراً بالصرف‪ ،‬وعلى القابض الجماعي الذي يحصر النفقات‬
‫المخصصة للصفقة‪ ،‬لھذا ارتأينا من خالل ھذه الفقرة أن ندرج فقط الرقابة الممارسة على‬
‫الصفقات الجماعية بحد ذاتھا‪ ،‬وذاك باعتبارھا جوھر البحث‪ ،‬ال أن نتطرق إلى تفاصيل‬
‫الرقابة الممارسة من خالل الحسابات اإلدارية السنوية‪.‬‬
‫لھذا فان ھذه النوع الرقابي الذي ينكب على الصفقات الجماعية يھم مسطرة تدبير‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬ومدى ٱحترامھا لجل المقتضيات التنظيمية المنصوص عليھا في‬
‫المرسوم المنظم للصفقات العمومية‪ ،‬وعلى الجانب المالي منھا بالخصوص‪ ،‬فالمادة ‪ 91‬من‬
‫المرسوم المنظم للصفقات العمومية)‪ ،(109‬تحيل إلى أن الجماعة يجب أن تعد تقريراً عن كل‬
‫صفقة يفوق مبلغھا ‪ 1.000.000‬درھم‪ ،‬وأن تتضمن ھذه الوثيقة‪:‬‬
‫• "موضوع الصفقة؛‬
‫• األطراف المتعاقدة؛‬
‫• طبيعة األعمال المتعاقد بشأنھا من الباطن‪ ،‬مع ھوية األشخاص المتعاقدين من‬
‫الباطن؛‬
‫• أجل التنفيذ مع بيان تاريخ إنطالق وإنتھاء األعمال وتبرير التجاوزات المحتملة‬
‫بالنسبة للتاريخ المقرر في األصل النتھاء األعمال؛‬
‫• مكان أو أماكن اإلنجاز؛‬
‫• الحصيلة المادية والمالية التي تبرز التعديالت التي طرأت على مستوى البرنامج‬
‫األصلي والتغيرات في حجم وطبيعة األعمال‪ ،‬وعند االقتضاء مراجعة األثمان‪.‬‬
‫ويوجه ھذا التقرير إلى السلطة المختصة بمجرد إنتھاء تنفيذ األعمال‪ .‬لھذا نطرح‬
‫تساؤالً محوريا ً يھم باقي الصفقات األخرى‪ ،‬والتي ال يصل مبلغا إلى ھذا الحد الذي تخضع‬
‫له ھذه الصفقات‪ ،‬الشيء الذي يجعل باقي الصفقات محل التجاوزات المالية‪ ،‬والغش الذي‬
‫يمكن أن يطالھا من طرف منفذ الصفقة‪ ،‬فحبذا لو كانت ھذه اإلجراءات تھم جميع أنواع‬
‫الصفقات المبرمة من طرف الجماعات المحلية‪ ،‬ألنه في نھاية األمر بالنسبة للمبالغ دون‬
‫السقف المحدد سالفا ً تبقى ھي األخرى أمواالً عمومية كباقي األموال المخصصة لباقي‬
‫الصفقات األخرى‪.‬‬

‫‪(109‬‬
‫المادة ‪ 104‬من المرسوم المحدد لشروط وأشكال إبرام صفقات الدولة وكذا بعض القواعد المتعلقة بتدبيرھا ومراقبتھا‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫وكما أشرنا سابقاً‪ ،‬أجھزة الرقابة على الجماعات المحلية متعددة‪ ،‬ومن أبرزھا نجد‬
‫المفتشية العامة لإلدارة الترابية التابعة لوزارة الداخلية )أوالً(‪ ،‬ثم من جھة أخرى الرقابة‬
‫المالية الممارسة من طرف وزارة المالية في شخص المفتشية العامة للمالية بٱعتبارھا‬
‫جھازاً رقابيا ً)ثانيا ً(‪.‬‬

‫ٔاو ًﻻ‪ :‬اﳌﻔﺘﺸـﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟ ٕﻼدارة اﻟﱰاﺑﻴﺔ‪.‬‬

‫تدرج ھذه المراقبة ضمن الرقابة التي يمارسھا وزير الداخلية‪ ،‬بإعتباره الوصي على‬
‫الجماعات المحلية‪ ،‬والذي يعھد بممارسة ھذه الرقابة إلى المفتشية العامة لإلدارة الترابية‪،‬‬
‫والذي تتحمل فيه ھذه األخيرة‪ ،‬رقابة مجموعة من اإلجراءات التنظيمية لمجموعة من‬
‫الجماعات المحلية على الصعيد الوطني‪.‬‬
‫وتضع المفتشية برنامجا ً سنويا ً بٱتفاق مع وزير الداخلية‪ ،‬يتضمن جل العمليات‬
‫التفتيشية المزمع القيام بھا للجماعات المحلية خالل السنة‪ ،‬باإلضافة إلى الفترات االستثنائية‬
‫التي يمكن أن تباشر فيھا المفتشية عملھا الرقابي)‪ ،(110‬وتعمل على إجراء عمليات تفتيش‬
‫ومراقبة وتقصي كلما توفرت المعايير المعتمدة‪ ،‬والقرائن التي تفيد بوجود ٱختالالت‬
‫كتقارير سلطات إدارية‪ ،‬وتقارير المجالس الجھوية للحسابات‪ ،‬وشكايات وتظلمات‬
‫برلمانيين‪ ،‬أو مستشارين جماعيين‪ ،‬أو مواطنين‪ ،‬أو المجتمع المدني‪. ...‬‬
‫"ووفقا لما ورد بوكالة المغرب العربي لألنباء‪ ،‬فالمفتشية العامة‪ ،‬التي تقوم بالمراقبة‬
‫والتدقيق في التسيير اإلداري‪ ،‬والتقني والمحاسبي‪ ،‬للمصالح التابعة لوزارة الداخلية‬
‫والجماعات المحلية وھيئاتھا‪ ،‬من أجل الحفاظ على المال العام‪ ،‬أنجزت منذ بداية سنة ‪2008‬‬
‫ما يناھز ‪ 190‬مھمة‪ ،‬منھا ‪ 61‬مھمة مراقبة تسيير جماعات محلية حضرية وقروية‪ ،‬و‪70‬‬
‫مھمة ٱفتحاص لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬و‪ 59‬مھمة بحث وتقصي‬
‫بخصوص قضايا تتعلق بجماعات محلية ووحدات ترابية"‪.‬‬

‫‪(110‬‬
‫عزيزي نجيب‪ :‬الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫وأشارت المفتشية إلى أنه في إطار مسطرة محكمة وشفافة‪ ،‬يتم عرض كل نتائج‬
‫التحريات‪ ،‬ومحتوى التقارير‪ ،‬بدون إستثناء على رؤساء الجماعات المعنيين‪ ،‬ومنحھم آجال‬
‫معقولة للرد والتعليق على مالحظات لجان التفتيش؛ وبعد التوصل باألجوبة ومالحظات‬
‫المصالح المختصة‪ ،‬يتم إنجاز التقارير النھائية التي تتطلب في بعض األحيان إنجاز مھمة‬
‫ميدانية ثانية الستكمال البحث وتجميع وثائق اإلثبات)‪.(111‬‬
‫وأضافت المفتشية أنه عند التأكد من ٱرتكاب مخالفات جسيمة من طرف رؤساء‬
‫المجالس الجماعية أو نوابھم‪ ،‬يوضح البيان أنه يتم إتخاذ العقوبات التأديبية الالزمة مع‬
‫االحتفاظ بحق المتابعات القضائية الضرورية‪.‬‬
‫فھذا النوع من الرقابة يشمل التأكد في عين المكان‪ ،‬من صحة االلتزامات‪ ،‬ومن حقيقة‬
‫األعمال والمشاريع الموازية لھا‪ ،‬والتي تم إنجازھا‪ ،‬من خالل الوثائق اإلحصائية والوصفية‬
‫للصفقات الجماعية‪.‬‬
‫ومن الواضح أن ھذه المراقبة‪ ،‬لھا أھميتھا ومكانتھا من بين مختلف صور الرقابة‪،‬‬
‫نظراً ألنھا تتم بواسطة جھاز يتوفر على أطر عليا‪ ،‬تتميز بكفاءتھا في األمور التدبيرية‬
‫الخاصة بالجماعات المحلية‪ ،‬ويمكنھا أن تقوم بعمل تقييمي لتسيير الجماعة والوقوف على‬
‫مواطن الضعف‪ ،‬في ھذا التسيير وبالتالي اإلدالء بمقترحات من أجل تجاوزھا‪.‬‬
‫إال أنه في نظرنا‪ ،‬ھناك عدة إكراھات يمكن أن يكون لھا تأثير على عمل ھذه الھيئة‪،‬‬
‫والذي يتجلى في نقص الموارد البشرية‪ ،‬الشيء الذي ينعكس على عملھا‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫البرنامج السنوي الذي ال يمكن أن يتضمن نسبة كبيرة من الجماعات المحلية التي تعرف عدة‬
‫تجاوزات على الصعيد التدبيري‪.‬‬

‫‪(111‬‬
‫عن موقع وكالة المغرب العربي لألنباء‪ ،‬والذي تفحصناه يوم االثنين ‪ 30‬غشت ‪ ،2010‬على الساعة ‪.18:06‬‬
‫اثﻧﻴ ًﺎ‪ :‬اﳌﻔﺘﺸـﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﲈﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫"يبقى ٱختصاص المفتشية العامة للمالية‪ ،‬في مجال مراقبة الصفقات العمومية‬
‫المحلية‪ ،‬إختصاصا ً عاما ً في إطار مراقبة اإلنفاق العام‪ ،‬حيث يمكن القول أن رقابة المفتشية‬
‫تمتد إلى المظاھر المالية للدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية")‪.(112‬‬
‫لھذا تقوم المفتشية العامة للمالية بمراقبة مالية الدولة والجماعات المحلية‪ ،‬وذلك‬
‫بوصفھا جھازاً ساميا ً للرقابة‪ ،‬وفق القوانين واألنظمة المعمول بھا)‪ ،(113‬وھكذا فھي تتولى‪:‬‬
‫• "مراقبة مصالح الصندوق والمحاسبة لدى المحاسبين العموميين وموظفي الدولة‬
‫والجماعات المحلية بشكل عام؛‬

‫• مراقبة تسيير المحاسبين والتأكد من قانونية العمليات المسجلة في حسابات اآلمرين‬


‫بالمداخيل والنفقات العمومية وكل متصرفي الدولة؛‬

‫• القيام بافتحاص المشاريع العمومية الممولة من طرف الھيآت األجنبية كالبنك الدولي‬
‫لإلعمــار والتنــــمية "‪ "BIRD‬والبنك اإلفريقي للتنمية "‪ "BAD‬وبرنامج األمم‬
‫المتحدة للتنمية "‪"PNUD‬؛ وتتبنى المفتشية في ھذا اإلطار مقاربات جديدة تتماشى‬
‫مع تلك المعمول بھا على الصعيد الدولي‪.‬‬

‫وتخضع تدخالت المفتش العام للمالية‪ ،‬لبرنامج سنوي مصادق عليه من طرف وزير‬
‫المالية؛ ھذا البرنامج قد يطرأ عليه بعض التعديالت حسب المھام المستعجلة والطارئة التي‬
‫تفرض نفسھا‪ ،‬كما أن البرنامج السنوي المذكور يأخذ بعين االعتبار طلبات التدخل المعبر‬
‫عنھا من طرف مختلف الوزارات المعنية")‪.(114‬‬

‫‪(112‬‬
‫توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.314‬‬
‫‪(113‬‬
‫وال سيما الظھير الشريف رقم ‪1.59.269‬الصادر في ‪ 17‬شوال ‪ 14 ) 1379‬أبريل ‪ ( 1960‬المتعلق بالمفتشية العامة للمالية‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ 25 -1478‬شوال ‪ 22) 1379‬ابريل ‪ ،(1960‬والمتمم بمرسوم تطبيقي مؤرخ في ‪ 23‬فبراير ‪ ،1967‬والذي ينص في مادته الثانية على "أن‬
‫رقابة المفتشية العامة للمالية‪ ،‬تنصب على المصالح المحاسبية وعلى المحاسبين العموميين التابعين للدولة والجماعات المحلية وعلى‬
‫الحسابات المسجلة في الدفاتر المحاسبية لآلمرين بالصرف وكافة المتصرفين"‪.‬‬
‫‪(114‬‬
‫عن موقع وزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬والذي اطلعنا عليه يوم ‪ 06‬نونبر ‪ ،2010‬على الساعة ‪.18:47‬‬
‫لھذا ال تقتصر رقابة المفتشية العامة‪ ،‬على رقابة العمليات المالية المرتبطة‬
‫بالصفقات العمومية المحلية ورقابة المشروعية فقط‪ ،‬بل تمتد كذلك إلى بعض جوانب‬
‫المالئمة‪ ،‬حيث من خالل معاينتنا لمرسوم الصفقات العمومية‪ ،‬يتجلى لنا الدور الرئيس‬
‫المنوط بھذه الھيئة من خالل عدة مواد تنص على تدخل ھذه الھيئة‪:‬‬
‫• "المادة ‪ 34‬الخاصة بتشكيل لجنة طلب العروض‪ ،‬فمن بين األعضاء التي تتكون‬
‫منھم ھذه اللجنة نجد‪ ،‬ممثل عن وزارة المالية إذا كان مبلغ الصفقة المقدر يفوق‬
‫ثالثين مليون ‪ 30.000.000‬درھم")‪.(115‬‬
‫• ونجد كذلك في المادة ‪ 75‬التي تتطرق إلى سندات الطلب أن المشرع "نص وبصفة‬
‫استثنائية ومراعاة لخاصيات بعض القطاعات الوزارية‪ ،‬يمكن للوزير األول أن يأذن‬
‫فيما يتعلق ببعض األعمال برفع حد ‪ 200.000‬مائتي ألف درھم‪ ،‬بموجب مقرر‬
‫يتخذه بعد استطالع رأي الوزير المكلف بالمالية ولجنة الصفقات")‪.(116‬‬
‫• أما بالنسبة لبعض الصفقات التي يتعدى مبلغھا ‪ 5.000.000‬خمسة ماليين درھم‪،‬‬
‫فالمراقبة في ھذه الحالة تكون إجبارية )‪ ،(117‬لھذا نجد العديد من الجماعات المحلية‬
‫التي تصل مبالغ صفقاتھا ھذا القدر المالي‪ ،‬تقوم ببعض التدابير القانونية في‬
‫مظھرھا‪ ،‬لكن عن سوء نية‪ ،‬وذلك من قبيل تجزيء مبلغ الصفقة إلى حصتين أو‬
‫أكثر‪ ،‬لكي ال تخضعھا للرقابة اإلجبارية‪ ،‬وھذا ما أدى بنا إلى البحث عن مجموع‬
‫الصفقات التي أبرمھا المجلس الجماعي لمدينة أكادير‪ ،‬والتي يفوق مبلغھا الحد‬
‫المنصوص عليه في المادة ‪ ،95‬والتي قمنا بحصرھا خالل سنة ‪ 2008‬في ‪14‬‬
‫صفقة فاقت مبلغ ‪ 5.000.000‬والتي قمنا بجردھا في الجدول التالي‪:‬‬

‫‪(115‬‬
‫المادة ‪ 34‬من المرسوم المحدد لشروط وأشكال إبرام صفقــــــات الدولة وكذا بعض القواعد المتعلقة بتدبيرھا ومراقبتـــــھا‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪(116‬‬
‫المادة ‪ 75‬من المرســـــوم المحدد لشروط وأشكال إبرام صفقات الدولة وكذا بعض القواعـــــد المتعلقة بتدبيرھا ومراقبتھا‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪(117‬‬
‫المادة ‪ 95‬من المرسوم المحدد لشروط وأشكال إبرام صفقات الدولة وكذا بعض القواعد المتعلقة بتدبيرھا ومراقبتھا‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫عموما ً يمكن القول إن رغبة المشرع في ٱحترام مبدأ الشرعية أثناء تدبير مجال‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬بدءاً من إعداد الصفقة حتى تنفيذھا‪ ،‬جعلته يخضع جميع األطراف‬
‫المتدخلة والفاعلة في تدبير ھذا المجال الحيوي‪ ،‬لرقابة محددة المعالم‪ ،‬ومحكمة األجزاء‬
‫ومتعددة الصور‪ ،‬تمارس على كل طرف على حدة‪ .‬وقد توزعت ھذه الرقابة بين عدة‬
‫ھيئات أخرى قضائية سنراھا الحقاً‪ ،‬إال أنه ال يمكننا الحديث عن رقابة ذات فعالية ونجاعة‪،‬‬
‫إال من خالل تعاون جميع األطراف الفاعلة والمتدخلة‪ ،‬والتي على أساسھا تنبني السياسة‬
‫التنموية المراد تحقيقھا‪.‬‬

‫ومن جھة أخرى يجب إعادة النظر في نوع ھذه الرقابة الممارسة على مجال‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬وذلك حتى يتسنى لمراقبي ھذه الھيئات التدخل في مالءمة ھذه‬
‫الصفقات الحتياجات الساكنة التنموية‪ ،‬ولألھداف الواجب تحقيقھا‪ ،‬وبالتالي االنتقال من تلك‬
‫الرقابة التقنية المحضة‪ ،‬المبنية على شرعية العمليات المنجزة‪ ،‬إلى رقابة المالءمة التي‬
‫ترمي إلى محاسبة مبنية على النتائج المحققة ومدى مالءمتھا لألھداف‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمطلب الثاني من ھذا المبحث‪ ،‬فسنتطرق فيه إلى وضعية تتبع الصفقات‬
‫العمومية المبرمة من طرف المجلس الجماعي لمدينة أكادير‪.‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﺼﻔﻘﺎت ﻣﻦ ﻃﺮف اﶺﺎﻋﺔ اﳊﴬﻳﺔ ﻻٔﰷدﻳﺮ‪.‬‬
‫يعتبر تتبع الصفقات من طرف الجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬أمراً ال يتجزأ من‬
‫ٱھتمامات الجماعة‪ ،‬والتي اتخذت بدورھا نموذجا ً لتسيير دواليبھا‪ ،‬لھذا نطرح في ھذا المقام‬
‫التساؤل الذي يندرج حول كيفية تتبع ھذه الجماعة لبعض صفقاتھا المبرمة‪ ،‬والتي اتخذت‬
‫على عاتقھا أمر مراقبتھا؟ والذي سنجيب عليه من خالل التطرق للھيكلة اإلدارية للجماعة‬
‫بشكل عام )الفقرة األولى(‪ ،‬ثم إلى ھيكلة قسم الصفقات العمومية بشكل خاص )الفقرة‬
‫الثانية(؟ ثم مدى استجابته لمتطلبات الجماعة؟ لننتقل إلى التساؤل حول مدى كفاية )الفقرة‬
‫الثالثة( وأھلية )الفقرة الرابعة( الموارد البشرية التي تقوم بتتبع وتنفيذ بعض الصفقات‬
‫المبرمة من طرف الجماعة‬
‫اﻟﻔﻘﺮة ا ٔﻻوﱃ‪ :‬اﻟﻬﻴﲁ اﻟﺘﻨﻈﳰﻲ ﻟﻠﺠﲈﻋﺔ‪.‬‬
‫"يعتبر الھيكل التنظيمي المعمول به منذ ‪ 2003‬نسخة طبق األصل للھيكل النموذجي‬
‫المنشور في دورية وزارة الداخلية")‪.(118‬‬
‫وقد تم اعتماده دون التأكد من مدى مالءمته للحاجات الوظيفية والخاصة بالجماعة‬
‫الحضرية ألكادير)‪ ،(119‬لذلك فإن ھذا الھيكل التنظيمي بعد تطبيقه سرعان ما تجلت‬
‫ً‬
‫واستجابة للحاجيات الحقيقية للتدبير اإلداري‪ ،‬فقد‬ ‫محدوديته حيث أظھر عدة اختالالت‪.‬‬
‫تدخل الجھاز التنفيذي للجماعة بإحداث مصالح وخاليا ألحقت بالھيكل التنظيمي‪ ،‬دون أن‬
‫تكتسي صبغة رسمية‪ ،‬بحيث تولدت عنه مشاكل كبيرة في الرؤية التي أثرت سلبا على‬
‫مستوى التنسيق العام بين األقسام والمصالح‪.‬‬

‫‪(118‬‬
‫الحالة الراھنة من التشخيص الترابي لمدينة اكادير "المخطط الجماعي للتنمية ‪ ،"2016/2010‬منشور على الموقع الذي خصصته الجماعة‬
‫للمخطط‪ ،www.pcd-agadir.com ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ (119‬إن الدورية تشير صراحة إلى الطابع االستشاري للھيكل التنظيمي المقترح‪ ،‬وتطلب من األجھزة التنفيذية للجماعات العمل على مالءمته‬
‫حسب ظروف كل جماعة‪ ،‬لذا يجب أن ينكب على ھذه الجوانب جميعھا للوصول إلى أجوبة مناسبة آخذا بعين االعتبار الھيكل التنظيمي‬
‫النموذجي الجديد الذي اقترحته وزارة الداخلية على المدن التي يتراوح سكانھا ما بين ‪ 100 000‬و ‪ 500 000‬ألف نسمة‪ ،‬الحالة الراھنة من‬
‫التشخيص الترابي لمدينة اكادير‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫إن تشخيص التنظيم الداخلي للجماعات يجب أن ينكب على ھذه الجوانب جميعھا‬
‫للوصول إلى أجوبة مناسبة‪ ،‬آخذاً بعين االعتبار الھيكل التنظيمي النموذجي الجديد الذي‬
‫اقترحته وزارة الداخلية على المدن التي يتراوح سكانھا ما بين ‪ 100 000‬و ‪500 000‬‬
‫ألف نسمة‪ ،‬ألن الجماعة الحضرية ألكادير الحالية‪ ،‬وليدة أربعة جماعات سابقة )تيكوين‪،‬‬
‫أنزا‪ ،‬بنسركاو وأكادير(‪ ،‬لھا خاصية التوفر على ملحقات إدارية متواجدة في مقرات‬
‫الجماعات السابقة المذكورة‪ ،‬وعالقتھا بالكتابة العامة و األقسام اإلدارية ال زالت غير‬
‫واضحة بشكل دقيق‪.‬‬
‫إن التشخيص المذكور أعاله يجب أن ينكب على إعادة صياغة عالقة الملحقات‬
‫بمختلف األقسام في إطار سياسة القرب وبما يضمن االستجابة لحاجيات الساكنة التنموية‪،‬‬
‫ولكي يتم تجاوز األخطاء التي ھمت إدماج المصالح في سنة ‪ ،2003‬والذي أنجز على‬
‫عجل ودون رؤية إستراتيجية واضحة‪ ،‬والتي ترتبت عنھا عواقب وخيمة على جودة‬
‫الخدمات المقدمة للمواطنين بسبب تركيز الوسائل المادية والبشرية في األقسام على صعيد‬
‫المركز)‪.(120‬‬

‫‪(120‬‬
‫الحالة الراھنة من التشخيص الترابي لمدينة اكادير "المخطط الجماعي للتنمية ‪ ،"2016/2010‬منشور على الموقع الذي خصصته‬
‫الجماعة للمخطط‪ ،www.pcd-agadir.com ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬اﻟﻬﻴﲁ اﻟﺘﻨﻈﳰﻲ ﻟﻘﺴﻢ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ابﶺﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫ال يمكن للصفقات الجماعية التي يبرمھا المجلس الجماعي‪ ،‬المترجمة للمشاريع‬
‫التنموية وللمخطط الجماعي للتنمية‪ ،‬أن تترجم على أرض الواقع‪ ،‬حتى ولو استوفت جل‬
‫المساطر المنصوص عليھا قانونياً‪ ،‬إال في حالة اعتماد طريقة تدبيرية ناجعة وفعالة تأخد‬
‫بعين االعتبار الھدف التنموي المنشود‪.‬‬
‫لھذا يندرج مكتب الصفقات الجماعية‪ ،‬ضمن قسم الشؤون التقنية والمحافظة على‬
‫البيئة‪ ،‬وذلك كما ھو مبين في الخطاطة التالية التي تبين لنا القنوات التي تسلكھا الصفقة‪،‬‬
‫بدءاً بتحضير طلب العروض‪ ،‬مروراً بمرحلة فتح االظرفة‪ ،‬ومعالجة الملفات‪ ،‬حتى مرحلة‬
‫المصادقة‪:‬‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ :‬اﳌﻮارد اﻟﺒﴩﻳﺔ‪.‬‬
‫بقراءتنا للجداول التالية يتبين على الفور أن نصف الموارد البشرية يتكون من‬
‫األعوان العموميين؛ وتتميز ھذه الفئة في غالبيتھا بضعف الكفاءة حيث ال يتطلب توظيفھا‬
‫التوفر على مؤھالت محددة‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪7‬‬
‫جدول يبين تطور الموارد البشرية )‪(2010/2004‬‬
‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫السنة‬
‫أ‪ -‬األطر اإلدارية‬
‫‪83‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪73‬‬ ‫فئة ‪ : 2‬السلم ‪11-10‬‬
‫‪106‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪127‬‬ ‫فئة ‪ : 2‬السلم ‪9 -5‬‬
‫‪178‬‬ ‫‪179‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪87‬‬ ‫فئات أخرى ‪3 -1‬‬
‫فئة ‪ : 3‬األعوان‬
‫‪794‬‬ ‫‪807‬‬ ‫‪774‬‬ ‫‪780‬‬ ‫‪811‬‬ ‫‪749‬‬ ‫‪774‬‬
‫العموميون السلم ‪8-2‬‬
‫ب‪ -‬األطر التقنية‬
‫‪54‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪34‬‬ ‫فئة ‪ : 1‬السلم ‪11-10‬‬
‫‪235‬‬ ‫‪236‬‬ ‫‪255‬‬ ‫‪253‬‬ ‫‪212‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪219‬‬ ‫فئة ‪ : 1‬السلم ‪9 -5‬‬
‫فئة ‪ : 4‬األعوان‬
‫‪224‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪277‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪370‬‬ ‫‪375‬‬
‫العموميون‬
‫‪1674‬‬ ‫‪1693‬‬ ‫‪1716‬‬ ‫‪1674‬‬ ‫‪1643‬‬ ‫‪1629‬‬ ‫‪1689‬‬ ‫المجموع‬
‫مصدر المعطيات‪ :‬الجماعة الحضرية لمدينة اكادير‪" ،‬المخطط الجماعي للتنمية ‪."2016/2010‬‬

‫ھذا االختالل الواضح في ھيكل التركيبة البشرية ليس سوى نتيجة لمخلفات عمليات‬
‫التوظيف العشوائي‪ ،‬والتي لم يعد لھا بشكل جيد خالل السنوات الماضية‪.‬‬
‫إن جدول األطر الخاص بالجماعة مازال يسجل إلى اليوم وجود ‪ 224‬شخص في‬
‫وضعية مؤقتة‪ ،‬ھؤالء األشخاص يخضعون في تدبيرھم إلى القانون الخاص‪ ،‬وقد وظفوا‬
‫عن طريق رسالة االلتزام التي تشترط عليھم القيام بأعمال بدنية دون األعمال اإلدارية‪.‬‬
‫إضافة إلى ھؤالء األعوان المؤقتين‪ ،‬ھناك فئة ال تتوفر على مناصب مالية تدعى‬
‫العمال الموسميين عددھا ‪ 870‬شخص تعمل بالجماعة واستھلكت ما يوازي‬
‫‪ 9.343.988,20‬سنة ‪.2009‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن العامل الموسمي ال يجب أن يشتغل بالجماعة أكثر من ثالثة‬
‫أشھر في السنة‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪8‬‬
‫توزيع الموارد البشرية على األقسام الجماعية وحسب الفئات‪.‬‬
‫قسم‬
‫قسم الشؤون قسم الشؤون‬ ‫قسم‬
‫مصالح‬ ‫قسم التعمير‬ ‫الشؤون‬
‫االقتصادية‬ ‫القانونية‬ ‫الموارد‬
‫جماعية أخرى‬ ‫والممتلكات‬ ‫التقنية‬
‫والمالية‬ ‫واإلدارية‬ ‫البشرية‬
‫والبيئة‬
‫‪49‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪35‬‬ ‫األطر التقنية واإلدارية‬
‫واألطر‬ ‫واألعوان‬ ‫التقنيون‬
‫‪55‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪81‬‬
‫المشابھة‬
‫‪48‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الموظفون اإلداريون‬
‫‪309‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪647‬‬ ‫العمال واألعوان العموميون‬
‫‪465‬‬ ‫‪148‬‬ ‫‪173‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪766‬‬ ‫المجموع‬
‫‪% 27,61‬‬ ‫‪% 8,84‬‬ ‫‪% 10,33‬‬ ‫‪% 1,97‬‬ ‫‪% 5,5 % 45,75‬‬ ‫مؤشر التركيبة البشرية‬

‫مصدر المعطيات‪ :‬الجماعة الحضرية لمدينة اكادير‪" ،‬المخطط الجماعي للتنمية ‪."2016/2010‬‬

‫يتسم كذلك توزيع الموارد البشرية على مختلف أقسام الجماعة‪ ،‬باختالل كبير يتجلى‬
‫في حجم التعيينات‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يستأثر القسم التقني بـ ‪ 766‬عون جماعي من‬
‫مجموع الموظفين الجماعيين‪) ،‬أي ‪ % 45,75‬من التركيبة البشرية و‪ % 31‬من األطر‬
‫واألطر المشابھة(‪ ،‬بينما قسم التعمير المخول له مھام واختصاصات حساسة جدا‪ :‬الھندسة‬
‫المدنية‪ ،‬التعمير‪ ،‬التھيئة الحضرية‪ ،‬مراقبة البناء وتدبير الممتلكات الجماعية العامة‬
‫والخاصة فال يشتغل به إال ‪ 93‬موظف )أي ‪ 5,5%‬من التركيبة البشرية للجماعة و ‪% 16‬‬
‫من األطر واألطر المشابھة()‪.(121‬‬

‫‪(121‬‬
‫الحالة الراھنة من التشخيص الترابي لمدينة اكادير "المخطط الجماعي للتنمية ‪ ،"2016/2010‬منشور على الموقع الذي خصصته الجماعة‬
‫للمخطط‪ ،www.pcd-agadir.com ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺮاﺑﻌﺔ ‪ :‬ﻣﻮﻇﻔﻮ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ)‪.(122‬‬
‫بموجب التنظيم اإلداري المعتمد بالجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬يرأس قسم الشؤون‬
‫التقنية والبيئة‪ ،‬مھندس يعھد له تسيير جميع دواليب القسم التقني‪ .‬ومن بين المھام الموكولة‬
‫له‪ ،‬تدبير مسطرة الصفقات الجماعية المبرمة‪ ،‬ومراقبة تنفيذ البعض منھا‪ .‬إال أن كثرة‬
‫المھام الموكولة لھذا اإلطار تحول بينه وبين مراقبة تنفيذ بعض الصفقات المبرمة‪ ،‬الشيء‬
‫الذي يجعله يفوض تتبع بعض األشغال إلى بعض التقنيين الذين تتوفر عليھم الجماعة‪،‬‬
‫ويرجع ھذا إلى قلة األطر الموظفة في ھذا اإلطار‪ ،‬حيث لمسنا ذلك من خالل العدد‬
‫المحدود لإلستمارات الموزعة على موظفي مكتب الصفقات العمومية‪ ،‬والذي يتضح جليا ً‬
‫من خالل الخطاطة التالية‪ ،‬التي تحصر لنا العدد اإلجمالي الموجود بمكتب الصفقات‬
‫العمومية في ‪ 8‬أشخاص يسيرون المسلسل التدبيري لصفقات الجماعة الحضرية ألكادير‪.‬‬
‫من جھة أخرى تبقى مسالة ٱھتمام الجماعة الحضرية بتكوين األطر المسيرة لھذا‬
‫القسم الحيوي جد ضعيفة بالمقارنة مع المھام المسندة إليھم‪ ،‬حيث يتضح من خالل تفريغ‬
‫االستمارات الموزعة أن نسبة ‪ %30‬ھي التي استفادت من التكوين‪ ،‬الشيء الذي يحد من‬
‫رفع جودة القدرات التدبيرية لدى موظفي قسم الصفقات العمومية‪.‬‬
‫رسم بياني رقم ‪8‬‬

‫مصدر المعطيات‪ :‬استمارة البحث‪.‬‬


‫‪(122‬‬
‫بناءاً على مالحظاتنا خالل الفترة التدريبية التي قضيناھا بقسم الشؤون التقنية والبيئة‪ ،‬ومن خالل كذلك االستمارات الموزعة على موظفي‬
‫ھذا القسم المشار اليھا في الملحق رقم ‪.9‬‬
‫إلى جانب صور الرقابة الممارسة على مجال الصفقات الجماعية‪ ،‬والكيفية المعتمدة‬
‫لتتبع ھذه األخيرة من طرف الجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬والتي تشكل في جوھرھا إجراءات‬
‫وقائية‪ ،‬تمارس للحيلولة دون وقوع أخطاء أو انحرافات‪ ،‬أثناء العملية التدبيرية للصفقات‬
‫المبرمة‪ ،‬فإننا سنركز على أھمية الرقابة الداخلية الذاتية‪ ،‬والتي ال تخرج عن الدواليب‬
‫الداخلية لإلدارة المحلية‪ ،‬والتي تعتبر دعامة أساسية لتنفيذ مخططات التنمية المحلية‬
‫المسطرة‪.‬‬
‫لذا سنتطرق من خالل المبحث الثاني‪ ،‬إلى تفعيل دور الرقابة الداخلية على مجال‬
‫الصفقات الجماعية‪ ،‬باعتبارھا دعامة أساسية للتنمية المحلية‪.‬‬

‫اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺗﻔﻌﻴﻞ دور اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻛﺪﻋﺎﻣﺔ ٔاﺳﺎﺳـﻴﺔ ﻟﻠﺘﳮﻴﺔ اﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫بٱعتبار الرقابة األداة األساسية لضبط تنفيذ الصفقات الجماعية‪ ،‬فإن دور ھذه الرقابة‬
‫سينعكس ال محالة على التنمية المحلية من خالل تأھيل وتفعيل العديد من األدوار الرقابية‬
‫اإلدارية الذاتية للجماعة المحلية من جھة‪ ،‬ثم من جھة أخرى إعطاء صالحيات واسعة من‬
‫خالل تفعيل جل اإلجراءات المتخذة من طرف الجھات القضائية‪ ،‬لضمان حسن تدبير‬
‫النفقات العمومية المحلية‪.‬‬
‫لھذا فتحقيق التنمية المحلية ال يلزمھا فقط التخطيط وتمويل المشاريع التنموية‪ ،‬بل‬
‫كذلك الوعي الذاتي للفاعل المحلي الذي يسھر على تنفيذ جل ھذه المخططات التنموية‪ ،‬ألن‬
‫معرفة األخطاء قبل وقوعھا‪ ،‬والتدخل لتعديلھا‪ ،‬سينعكس ال محالة على تنمية المدينة‪،‬‬
‫وبالتالي تكون الرقابة قد أ َّدت الدور المنوط بھا‪.‬‬
‫وبتطرقنا لھذا المبحث سنحاول تسليط الضوء على النقاط التي نراھا أساسية لتأھيل‬
‫دور الرقابة الذاتية )المطلب األول(‪ ،‬ثم إلى مساھمة وفعالية الرقابة القضائية على الصفقات‬
‫الجماعية )المطلب الثاني(‪.‬‬

‫اﳌﻄﻠﺐ ا ٔﻻول‪ :‬ﺗﺎٔﻫﻴﻞ دور اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ادلاﺧﻠﻴﺔ دلﰪ ﻣﺴﻠﺴﻞ اﻟﺘﳮﻴﺔ ابﶺﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫أضحت تطرح مسألة الرقابة على الصفقات الجماعية‪ ،‬كآلية فعالة لتعزيز مسلسل‬
‫التنمية المحلية‪ ،‬عدة إشكاالت تستدعي إعادة النظر فيھا لتأھيل ھذا الدور الرقابي‪ ،‬من خالل‬
‫ممارسة ھذه الرقابة بشكل مرن‪ ،‬لكي تستجيب للتطورات الحالية‪ ،‬ولكي ال يتم التعامل مع‬
‫ھذه الصفقات وفق مساطر إدارية تقنية محضة‪.‬‬
‫لذا فتأھيل الرقابة الداخلية الذاتية‪ ،‬ال يمكن إال أن يكون حافزاً للتنمية المحلية‪ ،‬من‬
‫خالل المراقبة التلقائية لتھيئ الصفقة المحلية )الفقرة األولى(‪ ،‬دون أن ننسى الدور األساسي‬
‫الذي يمكن أن تلعبه الرقابة التلقائية على إبرام وتنفيذ الصفقات الجماعية )الفقرة الثانية(‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة ا ٔﻻوﱃ‪:‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ادلاﺧﻠﻴﺔ ﻋﲆ ﲥئي اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬


‫تعتبر المراقبة ھي إحدى أدوات التنمية‪ ،‬يعھد لھا الحفاظ على المال العام لصرفه في‬
‫المجاالت المخصصة له‪ ،‬والتي تسعى كذلك إلى معرفة األسس التي أسست عليھا الجھات‬
‫المعنية في تھيئ وإبرام وتنفيذ صفقاتھا الجماعية‪ ،‬أي مدى إحترام ھذه الجھات للقواعد‬
‫القانونية المنظمة لمجال الصفقات العمومية‪ ،‬ومراقبة كذلك الوسائل التي من شأنھا تحقيق‬
‫المساواة بين المنافسين وخلق جو من الثقة ومحاربة جل اإلختالالت التي يمكن أن تؤثر‬
‫على مسيرة مجموعة من الصفقات أثناء تنفيذھا)‪.(123‬‬
‫وتظل المراقبة الداخلية رغم كل ما تحمله من معنى‪ ،‬رقابة ذاتية تمارسھا اإلدارة‬
‫المحلية على نفسھا‪ ،‬دون أن يكون ھناك أي تظلم‪ ،‬بمعنى أنھا تستطيع أن تراجع نفسھا فيما‬

‫‪(123‬‬
‫عبد العالي سمير‪ :‬الصفقات العمومية والتنمية‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2010‬ص‪.73‬‬
‫قامت به من أعمال وتلغي غير المشروع منھا)‪ ،(124‬وتتمثل المراقبة التلقائية في مجال‬
‫الصفقات المحلية‪ ،‬أو على المستوى المحلي بصفة عامة‪ ،‬من خالل الدور الرقابي الذي يقوم‬
‫به المجلس الجماعي على جميع العمليات المالية التي تقوم بھا الجماعات المحلية على مدار‬
‫السنة‪ ،‬بما في ذلك العمليات المتعلقة بالشراءات والصفقات العمومية المحلية التي يخضع‬
‫تنفيذھا لمراقبة تجرى على رئيس الجماعة بصفته آمراً بالصرف في حدود جماعته)‪،(125‬‬
‫بحيث تتجلى أھمية ھذا النوع الرقابي التلقائي للجماعة في مرونة وسھولة التدخل لتغيير كل‬
‫ما يمكن أن يخرج عن اإلطار الذي خصص آنفا ً أو من باب إعادة النظر في الصفقة لكي‬
‫تكون بدرجة أكثر فاعلية ونجاعة‪ .‬وتنصب ھذه الرقابة الذاتية على جل المراحل التي‬
‫تسلكھا الصفقة بدءاً من تھييئھا حتى تنفيذھا‪ ،‬ومن جھة أخرى المصاحبة الدائمة للصفقة‬
‫لمعرفة ما مدى مالءمتھا للتوجھات المحلية‪.‬‬
‫لذلك تعد المراقبة التلقائية على تھيئ الصفقات الجماعية‪ ،‬من األھمية بمكان لكونھا‬
‫تواكب األعمال التحضيرية األولى للصفقة‪ ،‬ألنه مھما بلغت درجة أھمية التفتيش الخارجي‬
‫عن الجماعة‪ ،‬فإنه لن يبلغ إلى مضامين األشياء بدقة‪ ،‬وبالتالي ال يمكنه الوقوف على جل‬
‫الحقائق التي كانت وراء العديد من اإلختالالت التي عرقلت السير العادي للصفقات‬
‫الجماعية‪.‬‬
‫لھذا يفرض واقع ھذا النوع من الرقابة ٱتخاذ عدة إجراءات لتوضيح معالم ھذا النوع‬
‫الرقابي وذلك من قبيل‪:‬‬
‫• تحسين أنظمة المراقبة الداخلية؛‬
‫• وضع تعريف وتفسير نموذجي للمراقبة الداخلية‪ ،‬يكون معروفا ً لدى كل األشخاص‬
‫المعنيين بھذا النوع من المراقبة؛‬
‫• تحديد حاجيات المسؤولين المشرفين على الرقابة الداخلية التلقائية‪.‬‬

‫‪(124‬‬
‫عبد ‪ Y‬حداد‪ :‬صفقات األشغال العمومية ودورھا في التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.198‬‬
‫‪(125‬‬
‫توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.292‬‬
‫تبقى ھذه الشروط جزءاً من الكل‪ ،‬إذا ما أراد المدبر العمومي الرقي بالمنظومة‬
‫التدبيرية على الصعيد المحلي‪ ،‬حيث في األخير يبقى تھيئ الصفقة العمومية المحلية‪،‬‬
‫كإختصاص فريد للمجلس الجماعي في شخص رئيسه وأعوانه‪ ،‬بإعتبارھم األكثر دراية‬
‫بطبيعة الحاجيات المراد تلبيتھا ومداھا)‪ ،(126‬وفي األخير تخضع مسطرة تھيئ الصفقة‬
‫لمقتضيات المرسوم المنظم للصفقات العمومية‪ ،‬في إنتظار صدور قانون ينظم الصفقات‬
‫الجماعية المحلية‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اذلاﺗﻴﺔ ﻋﲆ إﺑﺮام وﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶺﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫إلى جانب الشروط المنصوص عليھا في دفاتر التحمالت والتي بموجبھا يتم إبرام‬
‫الصفقات المحلية والخاضعة بدورھا للمراقبة التلقائية الداخلية لإلدارة المحلية‪ ،‬يجب أن‬
‫تشمل ھذه الرقابة كذلك مجاالً أكثر حيوية وحساسية‪ ،‬وھو مجال اإلبرام الذي له ٱرتباط‬
‫وثيق بمجال المنافسة والمساواة في التقدم للطلبيات العمومية المحلية)‪ ،(127‬ثم السھر من‬
‫طرف اإلدارة المتعاقدة على التنفيذ األمثل للصفقة‪.‬‬
‫لھذا يظل ميدان الصفقات العمومية بصفة عامة‪ ،‬ميدانا ً عمليا ً وتقنيا ً بإمتياز‪ ،‬تتداخل‬
‫فيه العديد من المصالح والعديد من الفاعلين‪ ،‬إذ أن مرحلة إبرام الصفقة بوصفھا المرحلة‬
‫الثانية من مسلسل معقد يشمل اإلبرام والتنفيذ‪ ،‬فإنھا ال يمكن أن تخرج عن اإلطار الذي‬
‫ذكرناه سابقاً‪ ،‬حيث إن شفافيتھا المطلوبة تظل رھينة بسلوكيات طرفي العقد )اإلدارة‬
‫والمتنافسين(‪ ،‬ولذلك فإن ھذه الشفافية المطلوبة قد تكون عرضة لمجموعة من العراقيل من‬
‫صنع ھذين الطرفين‪ ،‬بقصد أو بدون قصد‪ ،‬أو ربما لضعف في التواصل أو التكوين الذي‬
‫يحتاجه ھذا المجال المعقد)‪.(128‬‬

‫‪(126‬‬
‫توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.294‬‬
‫‪(127‬‬
‫خالد شھيم‪ :‬إشكالية المراقبة في الصفقات العمومية الجماعية على ضوء المرسوم الجديد‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪،‬‬
‫وحدة القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بالدارالبيضاء عين الشق‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 1999-1998‬‬
‫‪(128‬‬
‫عبد ‪ Y‬البو‪ :‬شفافية إبرام الصفقات العمومية بالمغرب "في ضوء مرسومي ‪ 30‬دجنبر ‪ 1998‬و‪ 5‬فبراير ‪ ،2007‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا المعمقة في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بالرباط‪-‬السويسي‪ ،-‬السنة الجامعية ‪،2008-2007‬‬
‫ص‪.54‬‬
‫ومن بين ھذه العراقيل نجدھا تتلخص في‪:‬‬
‫• عراقيل تكون منسوبة لإلدارة بسبب تحرير دفاتر الشروط الخاصة )‪(CPS‬؛‬
‫• ومن بين العراقيل المنسوبة لإلدارة كذلك نجد التعقيدات المسطرية أثناء عملية‬
‫اإلبرام؛‬
‫• ثم من جھة أخرى عراقيل منسوبة للمتنافسين‪ ،‬كالممارسات التدليسية الفردية‬
‫والجماعية للمتنافسين؛‬
‫• ثم ضعف التكوين لدى األطر التي تسھر على إبرام ھذه الصفقات؛‬
‫• ناھيك عن ظاھرة الرشوة والتي أضحت من بين المعضالت التي إستعصى حلھا‪،‬‬
‫والتي تتجلى في العموالت النقدية‪ ،‬والھدايا‪ ،‬واالمتيازات العينية‪ ،‬والتي تكون سببا ً‬
‫في إسناد بعض الصفقات المھمة ألشخاص غير مؤھلين)‪.(129‬‬

‫كما أن ھذه الرقابة الذاتية تمتد إلى مرحلة تنفيذ الصفقة‪ ،‬بحيث تنصب على مدى‬
‫تنفيذ الطرف المتعاقد اللتزاماته التعاقدية تجاه الجماعة المحلية صاحبة المشروع‪ ،‬ومنھا‬
‫التأكد من أن المقاول أنجز األشغال في موعدھا المحدد ووفقا ً للمواصفات الواردة في‬
‫الوثائق النموذجية للتحمالت‪ ،‬وكذلك ٱحترام الشرعية أثناء تنفيذ الشراءات المحلية‬
‫الجماعية‪ ،‬ألن ھذه المرحلة ھي نتاج للمراحل السابقة‪ ،‬إذ أن حسن تدبير تلك المراحل‪،‬‬
‫ينعكس إيجابا ً على مرحلة التنفيذ‪ ،‬وفي الغالب ال تطرح أية عراقيل تعيق التنفيذ‪ ،‬أما في‬
‫الحالة التي تنطوي فيھا المراحل السابقة على ثغرات وھفوات ففي الغالب ال يصل تنفيذ‬
‫الصفقة إلى منتھاه‪.‬‬
‫من ھذا المنطلق فالرقابة التلقائية الداخلية لإلدارة المحلية‪ ،‬من شأنھا أن تضع حداً‬
‫لبعض التجاوزات‪ ،‬إذا أحسن تطبيقھا وتم إقرارھا من طرف المسؤولين على إبرام‬
‫الصفقات‪ ،‬خاصة وأن مجال التالعبات بالصفقات المحلية ال يقتصر على مرحلة التنفيذ‬
‫فقط‪ ،‬بل إن اإلدارة عندما تعھد بالصفقة إلى مكتب الدراسة إلعداد دراسة خاصة بالثمن‪،‬‬
‫فإن ھذه المرحلة يمكن أن يشوبھا الغش والتدليس‪ ،‬الشيء الذي ينعكس سلبا ً على الجودة‪،‬‬
‫‪(129‬‬
‫عبد ‪ Y‬البو‪ :‬شفافية إبرام الصفقات العمومية بالمغرب "في ضوء مرسومي ‪ 30‬دجنبر ‪ 1998‬و‪ 5‬فبراير ‪ ،2007‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫وعلى تحقيق األھداف المبرمجة ضمن أھداف التنمية المحلية)‪ .(130‬وتبقى فعالية وشفافية‬
‫الصفقة مبنية على درجة مصداقية ونزاھة اإلدارة المحلية المشرفة عليھا‪.‬‬
‫إلى جانب المراقبة الذاتية الداخلية لھذه الصفقات‪ ،‬نجد تدخالت بعض الجھات‬
‫األخرى ذات الصبغة القضائية‪ ،‬وذلك ما سنحاول التركيز عليه من خالل ھذا المطلب‪.‬‬

‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶺﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬


‫عزز المشرع المنظومة التدبيرية للصفقات الجماعية‪ ،‬في إطار الرقابة على‬
‫الصفقات المبرمة‪ ،‬بتدخالت بعض الجھات القضائية‪ ،‬والتي تسعى بعضھا إلى تقويم بعض‬
‫االنحرافات التي يمكن لبعض الصفقات أن تعرفھا أثناء تنفيذھا‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫االختصاصات الموكولة للمحاكم اإلدارية في ھذا المجال )الفقرة األولى(‪ ،‬ثم للرقابة التي‬
‫تخضع لھا الجماعات المحلية من طرف المحاكم المالية )الفقرة الثانية(‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة ا ٔﻻوﱃ‪ :‬ﻣﺴﺎﳘﺔ اﻟﻘﻀﺎء اﻻٕداري ﰲ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶺﺎﻋﻴﺔ ابﰷدﻳﺮ‪.‬‬

‫تختلف العقود اإلدارية عن العقود المدنية‪ ،‬من حيث كونھا تستھدف تحقيق المصلحة‬
‫العامة‪ ،‬لضمان سير العمل في المرفق العام‪ .‬وتعتبر كفتا المتعاقدين غير متكافئتين‪ ،‬إذ يجب‬
‫أن يراعي فيھا دائما ً تغليب المصلحة العامة على مصلحة األفراد‪ ،‬وھذا الھدف يجب أن‬
‫يسود شروط العقد وعالقة المتعاقدين في تطبيقه وتفسيره وإنھائه‪ ،‬لذلك يكون لإلدارة دائما ً‬
‫الحق في تنفيذ العقد وتغيير شروطه‪ ،‬وفي إنھائه في أي وقت طالما أن المصلحة العامة‬
‫تقتضي ذلك)‪.(131‬‬
‫لھذا فالعالقة العقدية دائما ً تكون محفوفة بمشكل التوقف‪ ،‬خصوصا ً وان الجماعات‬
‫المحلية تبقى لھا سلطة التصرف خارج إطار العقد‪ ،‬وبالتالي يمكن للصفقة المبرمة إذا ما‬

‫‪(130‬‬
‫توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.297‬‬
‫‪(131‬‬
‫محمد األعرج‪ :‬قانون منازعات الجماعات المحلية‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬العدد ‪،58‬‬
‫الطبعة األولى ‪ ،2008‬ص‪.32‬‬
‫نشأ نزاع بين الطرفين أن يتوقف تنفيذھا‪ .‬وھذا األمر الذي حصل في بعض الصفقات‬
‫)‪(132‬‬
‫المبرمة من طرف الجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬والتي تدخلت فيھا المحكمة اإلدارية‬
‫كجھة قضائية بثت في شأن ھذه العقود‪ ،‬بأحكام لصالح المتعاقدين مع الجماعة‪ .‬ألنه وكما‬
‫سبق الذكر يمكن للجماعة صاحبة السلطة في العقد أن تتعسف في حق المتعاقد معھا في‬
‫إطار الصفقة المبرمة‪ ،‬الشيء الذي يجعله يلجأ للقضاء الذي يسوي النزاع‪.‬‬
‫لكن ما يھمنا في إطار مساھمة القضاء اإلداري‪ ،‬ھو تلك المحدودية التي يتميز بھا‪،‬‬
‫في إطار تدخالته والتي تكون في األصل مبنية على طلبات يتقدم بھا األطراف المعنيين‬
‫باألمر‪ ،‬الشيء الذي جعلنا نقوم بجرد لجل القضايا التي تھم العقود اإلدارية الخاصة‬
‫بالصفقات العمومية الجماعية‪ ،‬والتي حددناھا في ‪ 10‬قضايا عرضت على المحكمة اإلدارية‬
‫بأكادير‪ ،‬محصورة بين سنة ‪ 2003‬وسنة ‪ ،2010‬والتي كانت جل أحكامھا لصالح‬
‫المتعاقدين مع الجماعة‪ ،‬ويتجلى ذلك من خالل الجدول الذي يبين األطراف المتنازعة‪،‬‬
‫وتاريخ الحكم‪ ،‬مع منطوقه‪:‬‬

‫‪(132‬‬
‫أحدثت ھذه المحاكم بموجب القانون رقم ‪ 41.90‬الصادر بتنفيذه الظھير الشريف رقم ‪ 1.91.225‬بتاريخ ‪ 22‬من ربيع األول ‪ 1414‬موافق‬
‫‪ 10‬شتنبر ‪ ،1993‬ج‪.‬ر عدد ‪ 4227‬بتاريخ ‪ 3‬نوفمبر ‪ ،1993‬ص ‪.2168‬‬
‫من خالل ھذه القضايا المحدودة‪ ،‬بالمقارنة مع السنوات التي تمتد خاللھا‪ ،‬طرحنا‬
‫سؤاال محورياً‪ ،‬يتجلى في السبب الذي يحول دون لجوء مجموعة من المقاوالت التي تعرف‬
‫عدة مشاكل مع الجماعة‪ ،‬والتي لھا الحق في التقاضي أمام ھذه المحاكم‪ ،‬لعرض قضاياھا‬
‫على ھذه الجھة القضائية؟‬
‫كانت األجوبة موحدة عند ممثلي مقاوالت تشتغل في مجال البناء‪ ،‬على أن عدم‬
‫لجوئھم إلى الجھات القضائية مرده ھو عدم ٱستفادتھم من صفقات أخرى تھم الجماعة‬
‫الحضرية‪ ،‬إذا ما تم عرض بعض مشاكلھم على القضاء‪ ،‬الشيء الذي يدفع بھم إلى حل جل‬
‫مشاكلھم بطريقة حبية مع المجلس الجماعي بعيداً عن أنظار القضاء‪ ،‬ولكي اليحرموا من‬
‫نيل بعض الصفقات المقبلة)‪.(133‬‬
‫لھذا يبقى دور القضاء اإلداري‪ ،‬دوراً محايداً ومحدوداً‪ ،‬ويثار كلما تقدم كل من‬
‫طرفي العقد بطلب من أجل تسوية نزاع ما‪ ،‬ويلعب دوراً أساسيا ً من ناحية أخرى في مسألة‬
‫إعادة ضخ الحياة في العديد من الصفقات التي توقفت ولم تعرف طريقھا نحو التنفيذ‬
‫النھائي‪ ،‬وذلك عبر األحكام التي يصدرھا‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬رﻗﺎﺑﺔ اجملﻠﺲ اﳉﻬﻮي ﻟﻠﺤﺴﺎابت ﺑﺎٔﰷدﻳﺮ ﻋﲆ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫ٱنطالقا ً من األھمية القصوى التي أصبحت تكتسيھا الرقابة على األموال العامة‪ ،‬فإن‬
‫المشرع المغربي لم يتردد في إرساء قواعد وبنيات تخدم المراقبة العليا للمالية العامة‪ ،‬حيث‬
‫تم بمقتضى التعديل الدستوري األخير االرتقاء بالمجلس األعلى للحسابات إلى مستوى ھيئة‬
‫دستورية)‪ ،(134‬وتم التنصيص موازاة مع ذلك على إحداث المجالس الجھوية‬
‫للحسابات)‪.(135‬‬

‫‪(133‬‬
‫رأي مجموعة من ممثلي المقاوالت التي كان لنا لقاء بھم بالجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬أثناء الفترة التدريبية‪ ،‬مع حرصھم على التكتم عن‬
‫صفاتھم وعن أسماء المقاوالت التي يشتغلون بھا‪.‬‬
‫‪(134‬‬
‫الفصل ‪ 96‬من دستور ‪ ،1996‬الظھير الشريف رقم ‪ 1-96-157‬بتاريخ ‪ 7‬أكتوبر ‪ ،1996‬ج‪.‬ر عدد ‪ 4420‬بتاريخ ‪ 26‬من جمادى األولى‬
‫‪ 10) 1417‬أكتوبر ‪ (1996‬ص ‪.2292 - 2281‬‬
‫‪(135‬‬
‫الفصل ‪ 98‬من دستور ‪ ،1996‬مرجع سابق‪.‬‬
‫ويظھر من خالل اإلرتقاء بالمجلس األعلى للحسابات إلى مستوى ھيئة دستورية‪ ،‬أن‬
‫المغرب قد ٱختار نظاما ً رقابيا ً قضائيا ً مستقالً عن السلطتين التشريعية والتنفيذية كما ھو‬
‫الشأن في فرنسا‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬كجھاز قضائي مستقل يختص‬
‫بممارسة الرقابة العليا على كل األجھزة العمومية‪ ،‬بما فيھا الجماعات المحلية‪ ،‬والتي تتجلى‬
‫في تتبع مراقبة مشروعية كل العمليات المالية التي تقوم بھا‪ ،‬حيث حل محل اللجنة الوطنية‬
‫للحسابات التي تم إحداثھا بعد االستقالل‪.‬‬
‫ورقابة المجلس األعلى للحسابات ال تنحصر فقط‪ ،‬في مراقبة مشروعية اإلجراءات‪،‬‬
‫بل يتعداھا إلى فحص جميع الوثائق والبيانات وملفات العروض والتأكد من مدى تحقيق‬
‫الصفقات المحلية لألھداف المرسومة)‪ ،(136‬مما يعني أن رقابة المجلس األعلى للحسابات‬
‫تتعدى رقابة المشروعية‪ ،‬إلى رقابة مالءمة اإلنفاق الذي يتم عن طريق الصفقات المحلية‬
‫من النواحي االقتصادية واالجتماعية)‪.(137‬‬
‫وتتولى المجالس الجھوية طبقا ً لمقتضيات الفصل ‪ 98‬من الدستور "مراقبة حسابات‬
‫الجماعات المحلية وھيئاتھا وكيفية قيامھا بتدبير شؤونھا"‪ ،‬وتطرقت المادة ‪ ،118‬والمواد‬
‫الالحقة من ‪ 126‬إلى ‪ ،156‬من القانون رقم ‪ 62.99‬بشأن المحاكم المالية‪ ،‬بتفصيل‬
‫إلختصاصات المجالس الجھوية‪ .‬وتتعدد ٱختصاصاتھا بين إختصاصات ذات طابع قضائي‬
‫تتجلى في ‪:‬‬
‫• التدقيق والبث في الحسابات‪ ،‬وفق المادة ‪ 126‬من القانون المنظم للمحاكم المالية؛‬
‫• التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية وفق المواد ‪ 58‬إلى ‪ 69‬من القانون نفسه؛‬

‫‪(136‬‬
‫الفصل ‪ 29‬المعدل بمقتضى قانون رقم ‪ 30-95‬القاضي بتغيير القانون رقم ‪ 12-79‬المتعلق بالمجلس األعلى للحسابات‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪6543‬‬
‫بتاريخ ‪ 1‬ابريل ‪ ،1996‬ص‪.536‬‬
‫‪(137‬‬
‫توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية –النظام القانوني الجديد‪ ،-‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.333‬‬
‫وإختصاصات أخرى ذات طابع إداري تتجلى في ‪:‬‬
‫• مراقبة اإلجراءات المتعلقة بتنفيذ الميزانية من خالل المواد ‪ 142‬إلى ‪146‬؛‬
‫• مراقبة التسيير وفق المواد ‪ 147‬إلى ‪153‬؛‬
‫• مراقبة إستخدام األموال العمومية حسب مقتضيات المواد ‪ 154‬إلى ‪156‬؛‬
‫إال أن ھذه االختصاصات اإلدارية ال يصدر بشأنھا أحكاما ً قضائية‪ ،‬بل يكتفي‬
‫المجلس الجھوي بإصدار تقارير إدارية عن ھذه اإلفتحاصات)‪.(138‬‬
‫أما بالنسبة لدور المجالس الجھوية في مراقبة الصفقات المحلية‪ ،‬فقد إتخدنا على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬ولكي يتالءم مع دراسة الحالة المدروسة المتمثلة في الجماعة الحضرية‬
‫ألكادير‪ ،‬المجلس الجھوي للحسابات بأكادير‪ ،‬والذي الحظ فيما يخص بعض الصفقات‬
‫المبرمة من طرف الجماعة الحضرية ألكادير)‪ ،(139‬أن مجموعة من الصفقات المبرمة‬
‫عرفت تأخيراً‪ ،‬وكانت جل ھذه الصفقات التي تمت اإلشارة إليھا في التقرير‪ ،‬ھي الصفقات‬
‫التي عرفت توقفا ً إستثنائيا ً أثر بشكل كبير على تنمية المدينة‪ ،‬وھي نفسھا الصفقات التي‬
‫أشرنا إليھا في الفصل األول )جرد الصفقات غير المنفذة(‪ ،‬والذي جاءت جل مالحظاته‬
‫على الشكل التالي‪ ،‬مع ردود الجماعة الحضرية ألكادير‪:‬‬

‫‪(138‬‬
‫مليكة الصروخ‪ :‬الصفقات العمومية بالمغرب )األشغال‪-‬التوريدات‪-‬الخدمات(‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.366‬‬
‫‪(139‬‬
‫تقرير المجلس الجھوي الذي يحتوي على مالحظات واستنتاجات المجلس الجھوي للحسابات بأكادير‪ ،‬ثم ردود وتعديالت الجماعة‬
‫الحضرية ألكادير‪ ،‬عن قسم الشؤون التقنية والبيئة‪ ،‬الجماعة الحضرية ألكادير‪.‬‬
‫عموما ً تتسم تدخالت المجلس الجھوي للحسابات‪ ،‬بالقوة واإليجابية‪ ،‬بالخصوص في‬
‫مجال الصفقات العمومية‪ ،‬حيث تم التركيز على جل الصفقات التي طالھا النسيان‪ ،‬والتي‬
‫ٱستعصى تنفيذھا فيما بعد‪ ،‬إما الرتفاع األثمان‪ ،‬أو تخلي نائل الصفقة عن الصفقة‪ ،‬أو لسبب‬
‫سياسي يروم مقاطعة إرث الرؤساء الذين تعاقبوا على المجلس الجماعي‪ .‬وتبقى ھذه‬
‫األسباب من بين األسباب األخرى التي يمكن أن نضيفھا إلى األسباب الرئيسية التي وقف‬
‫عليھا المجلس الجھوي للحسابات‪.‬‬
‫وخالصة القول وكما تطرق لذلك المجلس الجھوي للحسابات‪ ،‬إن تماطل المصالح‬
‫الجماعية وعدم ٱحترامھا للقوانين واألنظمة الجاري بھا العمل في ميدان إبرام وتنفيذ‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬يؤدي ال محالة إلى التأخير في تنفيذ الصفقات الجماعية في الوقت‬
‫المحدد لھا‪ ،‬وبالتالي استنزاف النفقات العمومية المحلية من خالل إعادة إبرام صفقات أخرى‬
‫تكلف المالية المحلية‪.‬‬
‫ﺧﺎﲤـــــــﺔ اﻟﻔﺼـﻞ اﻟﺜﺎﻧـــﻲ‬

‫يتبين من خالل ما سبق ذكره‪ ،‬أن الرقابة أضحت األداة الفعالة لضبط تنفيذ الصفقات‬
‫الجماعية‪ ،‬وبالتالي دعمھا لمسلـسل التنمية المحلية‪ .‬ويتضح جليا ً مجموع التدخالت الرقابية‬
‫الممارسة على الصفقات الجماعية‪ ،‬وتعدد كذلك حتى من طرف الفاعلين‪ ،‬حيث وقفنا على‬
‫صور الرقابة الممارسة‪ ،‬مع اإلشارة إلى كيفية تتبع ھذه الصفقات الجماعية من طرف‬
‫الجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬الشيء الذي وضح لنا المشھد الحقيقي آلليات الرقابة الممارسة‬
‫على الصفقات الجماعية‪ ،‬والذي يطبعه كثرة المؤسسات الرقابية‪ ،‬مع غموض في كيفية‬
‫عمل ھذه المؤسسات‪.‬‬
‫لذا يجب على المشرع المغربي أن يعيد النظر في إعادة ھيكلة المشھد الرقابي على‬
‫الصفقات الجماعية‪ ،‬لتفعيل ھذا الدور‪ ،‬وجعله أداة جد فعالة للرقي بالتنمية المحلية‪.‬‬
‫ومن جھة أخرى فاألجوبة التي أشرنا إليھا في الفرضيات التي ٱشتغلنا عليھا‪ ،‬تتأكد‬
‫مصداقيتھا من خالل جل ما تطرقنا إليه‪ ،‬والذي خلصنا فيه إلى ضرورة عقلنة وترشيد‬
‫عملية تدبير الصفقات الجماعية‪ ،‬لكي يتأتى لنا الرفع من مستوى أداء الجماعات المحلية‪،‬‬
‫ولعب دورھا التنموي‪.‬‬
‫خاتمــــــــة‬
‫تمثل الصفقات الجماعية الحصة الكبرى من حجم النفقات العمومية‪ ،‬لذلك ٱستأثرت‬
‫بھذا االھتمام الذي تعددت مشاربه‪ ،‬سواء من خالل األبحاث‪ ،‬والمنظمات التي تبحث في‬
‫مستويات الشفافية والنزاھة في تدبير المال العام‪ ،‬أوالمؤسسات التي تشتغل في مجال‬
‫التدقيق واالفتحاصات‪ ،‬ثم باقي المؤسسات التفتيشية التابعة ألجھزة الدولة‪.‬‬
‫لذلك أصبح المشرع يراھن على آلية الصفقات الجماعية‪ ،‬لتدبير الشؤون المحلية‬
‫بالخصوص‪ ،‬نظراً للمكانة التي أصبح يحتلھا الشأن المحلي‪ ،‬من خالل تكوينه للصورة التي‬
‫تمثل السياسات العامة الوطنية‪ ،‬وما يثبت ذلك ھو اللجوء المكثف لھذه اآلليات من طرف‬
‫جل المؤسسات العمومية‪.‬‬
‫ومن جھة أخرى تعتبر الوسيلة التي صارت في وقتنا الحاضر لتنفيذ السياسات‬
‫االقتصادية واالجتماعية لشتى المجالس المحلية‪ ،‬وبصفة عامة تحقيق التنمية المنشودة من‬
‫طرف العديد من الفاعلين المتدخلين في إطار الرقي بمكانة المحلي‪.‬‬
‫لھذا دعت الضرورة بأن تتدخل الدولة في العديد من المناسبات لتعديل ھذا اإلطار‬
‫القانوني المنظم للصفقات العمومية‪ ،‬وتطورت معه كذلك مساطر إبرام ھذه الصفقات‪ ،‬بعدما‬
‫كانت المساطر التقليدية تحد من حرية اختيار اإلدارة المحلية للمتعاقد‪ ،‬نجد أن المساطر‬
‫الحديثة جاءت لتفسح المجال للھيئات المحلية‪ ،‬من خالل اختيار طريقة إبرام الصفقة‪،‬‬
‫وبالتالي اختيار المتعاقد مع الھيئة‪ ،‬مراعية في ذلك المنفعة العامة المحلية‪ ،‬لكن يبقى‬
‫التساؤل المطروح حول عدم إصدار المشرع لقانون منظم للصفقات المحلية‪ ،‬واكتفى فقط‬
‫ببعض اإلشارات البسيطة إلى الجماعات المحلية‪.‬‬
‫لذلك يتعين على المشرع النظر في ھيكلة ھذا المجال لكي ال يبقى حبيس تدبير‬
‫ارتجالي‪ ،‬من خالل إصدار نص تنظيمي يروم تنظيم الصفقات المحلية‪ ،‬وإعادة النظر في‬
‫الھيكلة الرقابية مع تحديد المسؤوليات على ھذا المستوى‪ ،‬ألن الحكامة الجيدة تقتضي تحديد‬
‫المسؤوليات وتحديد المتدخلين‪ ،‬لكي يسھل بذلك إثارة المسؤولية الشخصية لمرتكب الخطأ‪،‬‬
‫عوض أن يبقى مجال الصفقات الجماعية مجاالً خصبا ً لمن أراد التالعب بالمال العام‪،‬‬
‫ومصالح الساكنة‪.‬‬
‫لھذا فالشفافية أضحت خياراً استراتيجيا ً يستشرف آفاقا ً أبعد من الحسابات الضيقة‬
‫ذات الطابع الشخصي‪ ،‬مما تصبح معه الساكنة بكاملھا تخضع لتدبير أحادي متعصب‪ ،‬بعيداً‬
‫عن كل المقاربات التدبيرية الحديثة‪ ،‬ألنه في آخر القول يجب أن يراھن على العقليات التي‬
‫تتولى أمور تدبير الجماعات المحلية‪ ،‬وبالخصوص جماعات حضرية كبرى كمراكش‬
‫واكادير والدارالبيضاء‪ ،...‬حيث يمكن أن تكون مثل ھذه الجماعات مالذاً للعديد من‬
‫التالعبات الخطيرة على مستوى معظم مصالح الجماعة‪ ،‬وھذا ما ال نجده بالجماعة‬
‫الحضرية ألكادير‪ ،‬والتي تميزت بفكر تدبير يرقى إلى مستوى األحسن بالمقارنة مع بعض‬
‫الجماعات األخرى‪ ،‬رغم بعض األخطاء التي ٱرتكبھا المجلس‪ ،‬في شأن تدبير الصفقات‬
‫الجماعية المبرمة قبل الواليتين األخيرتين‪ .‬وھذا الرضى عبَّر عنه كل من موظفي الجماعة‬
‫الحضرية ألكادير‪ ،‬وكل من الساكنة المحلية‪ ،‬ثم من خالل رأي سلطات الوصاية‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ماسبق نؤكد على دور آلية الرقابة للحد من التالعبات والتواطؤات‬
‫بين األطراف المتعاقدة‪ ،‬خاصة أثناء تنفيذ األشغال إلى نھايتھا‪ ،‬لكي يكون أثر ھذه المراقبة‬
‫إيجابيا ً بالنسبة لمسلسل التنمية المحلية‪ ،‬ألن المجلس الجماعي يتكون من طرف أشخاص‬
‫منتخبين غير مستقرين في مناصبھم‪ .‬وبالتالي يمكن لھذا التغيير بين الحين واآلخر أن يكون‬
‫له أثر سلبي يتجلى في السماح لبعض المنتخبين الذين ال يتوفرون على وعي تدبيري معين‬
‫يؤھلھم لتخطيط برامج تھم تنمية المدينة الولوج لعضوية المجلس الجماعي‪.‬‬
‫ولتحقيق متطلبات التنمية ينبغي على آلية الرقابة‪ ،‬أن تستلھم الحلول للمشاكل الفنية‬
‫واإلدارية والمالية واالقتصادية للوصول إلى الغايات المرسومة‪ .‬وبذلك تصبح الرقابة أداة‬
‫لضبط تنفيذ جل الصفقات المبرمة في وقتھا المحدد‪ ،‬وأداة لتحقيق األھداف والخطط‬
‫التنموية‪ ،‬وليس لعرقلة جھود التنمية‪.‬‬
‫ﻗﺎﲚـــــــﺔ اﳌــــﺮاﺟﻊ‬
‫اﻟﻤﺮاﺟﻊ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪:‬‬
‫ اﻟﻜﺘـﺐ‪:‬‬
‫ عبد العالي سمير‪ :‬الصفقات العمومية والتنمية‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪.2010‬‬

‫ مليكة الصروخ‪" ،‬الصفقات العمومية في المغرب" مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار‬


‫البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪.2009 ،‬‬

‫ السعيد رشيد‪ ،‬لحرش كريم‪ ،‬الحكامة الجيدة بالمغرب ومتطلبات التنمية البشرية‬
‫المستدامة‪ ،‬طوب بريس الرباط‪ ،‬الطبعة األولى أبريل ‪.2009‬‬

‫ عبد ^ حداد‪ :‬صفقات األشغال العمومية ودورھا في التنمية‪ ،‬منشورات عكاظ‪،‬‬


‫الرباط‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪.2004‬‬

‫ توفيق السعيد‪ :‬الصفقات العمومية المبرمة من قبل الجماعات المحلية ‪-‬النظام القانوني‬
‫الجديد‪ ،-‬طوب بريس‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الدارالبيضاء‪.2003 ،‬‬

‫ اﻷﻃﺮوﺣﺎت واﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ‪:‬‬


‫ عبد ^ البو‪ :‬شفافية إبرام الصفقات العمومية بالمغرب "في ضوء مرسومي ‪30‬‬
‫دجنبر ‪ 1998‬و‪ 5‬فبراير ‪ ،2007‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في‬
‫القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بالرباط‪-‬السويسي‪،-‬‬
‫السنة الجامعية ‪.2008-2007‬‬
‫ عبد العالي سمير‪ :‬الصفقات العمومية ودورھا في التنمية على ضوء مرسوم ‪5‬‬
‫فبراير ‪ ،2007‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‪ ،‬قانون األعمال والمقاوالت‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية – السويسي‪ -‬بالرباط‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.2008-2007‬‬

‫ خالد شھيم‪ :‬إشكالية المراقبة في الصفقات العمومية الجماعية على ضوء المرسوم‬
‫الجديد‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬وحدة المالية العامة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫السنة الجامعية‬ ‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الدارالبيضاء عين الشق‪،‬‬
‫‪.1999-1998‬‬

‫ عزيزي نجيب‪ :‬الصفقات الجماعية أداة التنمية المحلية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات‬
‫العليا في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بالدارالبيضاء‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪.1993-1992‬‬

‫ اﻟﻨﺼ ــﻮص اﻟﻘﺎﻧــﻮﻧﻴﺔ‪:‬‬


‫ الظھير الشريف رقم ‪ 1-96-157‬بتاريخ ‪ 7‬أكتوبر ‪ ،1996‬ج‪.‬ر عدد ‪4420‬‬
‫بتاريخ ‪ 26‬من جمادى األولى ‪ 10) 1417‬أكتوبر ‪ (1996‬ص‪،2292 – 2281‬‬
‫بتنفيذ نص الدستور المراجع ‪.1996‬‬

‫ الظھير الشريف رقم ‪ 1.91.225‬بتاريخ ‪ 22‬من ربيع األول ‪ 1414‬موافق ‪10‬‬


‫شتنبر ‪ ،1993‬ج‪.‬ر عدد ‪ 4227‬بتاريخ ‪ 3‬نوفمبر ‪ ،1993‬ص ‪ ،2168‬بتنفيذ‬
‫القانون رقم ‪ ،41.90‬المحدثة بموجبه محاكم إدارية‪.‬‬

‫ شريف رقم ‪ 1.08.153‬صادر في ‪ 22‬صفر ‪ 18) 1430‬فبراير ‪ (2009‬بتنفيذ‬


‫القانون ‪ 17.08‬المتعلق بتغيير وتتميم الميثاق الجماعي ‪ ،78.00‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد‬
‫‪ 5711‬بتاريخ ‪ 27‬صفر ‪ 23) 1430‬فبراير ‪.(2009‬‬
‫ الظھير الشريف رقم ‪1.59.269‬الصادر في ‪ 17‬شوال ‪ 14 ) 1379‬أبريل‬
‫‪ ( 1960‬المتعلق بالمفتشية العامة للمالية‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 25 -1478‬شوال ‪1379‬‬
‫)‪ 22‬ابريل ‪ ،(1960‬والمتمم بمرسوم تطبيقي مؤرخ في ‪ 23‬فبراير ‪.1967‬‬

‫ ظھير شريف رقم ‪ 1.09.02‬صادر في ‪ 22‬من صفر ‪ 18) 1430‬فبراير‬


‫‪ ،(2009‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 5711‬بتاريخ ‪ 27‬من صفر ‪ 23) 1430‬فبراير ‪،(2009‬‬
‫ص ‪ ،545‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 45.08‬المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية‬
‫ومجموعاتھا‪.‬‬

‫ القانون رقم ‪ 30-95‬القاضي بتغيير القانون رقم ‪ 12-79‬المتعلق بالمجلس األعلى‬


‫للحسابات‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6543‬بتاريخ ‪ 1‬ابريل ‪ ،1996‬ص‪.536‬‬

‫ مرسوم رقم ‪ 2.06.388‬الصادر في ‪ 16‬من محرم ‪ 5)1428‬فبراير ‪(2007‬‬


‫بتحديد شروط و أشكال إبرام صفقات الدولة وكذا بعض القواعد المتعلقة بتدبيرھا‬
‫ومراقبتھا‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 5518‬بتاريخ ‪ ،2007/4/19‬ص‪.1235‬‬

‫ مرسوم رقم ‪ 2-99-1087‬صادر في ‪ 29‬من محرم ‪ 4)1421‬ماي ‪،(2000‬‬


‫بالمصادقة على دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المنجزة‬
‫لحساب الدولة‪ ،‬ج‪.‬ر ‪ 4800‬بتاريخ فاتح يونيو ‪.2000‬‬

‫ مرسوم رقم ‪ 2.09.441‬صادر في ‪ 17‬من محرم ‪ 3) 1431‬يناير ‪ (2010‬بسن‬


‫نظام للمحاسبة العمومية للجماعات المحلية ومجموعاتھا‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪23 ،5811‬‬
‫صفر ‪ 8) 1431‬فبراير ‪ ،(2010‬ص‪.400‬‬

‫ مقرر الوزير األول رقم ‪ 3-35-08‬الصادر في ‪ 21‬رجب ‪ 25) 1429‬يوليوز‬


‫‪ ،(2008‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 5656‬بتاريخ ‪ ،2008/8/14‬ص ‪.2435‬‬

‫ ظھير ‪ 28‬غشت ‪ ،1948‬المتعلق برھن الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬بتاريخ‬


‫‪ ،1948/09/17‬ص‪ ،1039‬والذي عدل بالظھيرين التاليين‪ :‬ظھير ‪،1961/01/31‬‬
‫الجريدة الرسمية رقم ‪ ،1961‬ص‪ ،186‬ثم ظھير ‪ ،1962/10/29‬الجريدة الرسمية‬
‫رقم ‪ ،2911‬ص‪.1576‬‬

‫ اﻟﻤﺠ ـ ـﻼت‪:‬‬

‫ محمد األعرج‪ :‬قانون منازعات الجماعات المحلية‪ ،‬منشورات المجلة المغربية‬


‫لإلدارة المحلية والتنمية سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬العدد ‪ ،58‬الطبعة األولى ‪.2008‬‬

‫ محمد بن طلحة الدكالي‪ :‬التقرير التمھيدي ألعمال اليومين الدراسيين المنظمين من‬
‫طرف المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية في ‪ 17‬ابريل ‪ ،2003‬بكلية الحقوق‬
‫الرباط – اكدال‪ ،‬و‪ 21‬يونيو بإقليم ابن سليمان‪ ،‬تحت عنوان " الميثاق الجماعي‬
‫الجديد نحو جماعة مواطنة"‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‬
‫"‪ ،"REMALD‬سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬العدد ‪.44‬‬

‫‪ BOUTAQBOUT Abdelmjid : Le management des marchés publics‬‬


‫‪au Maroc, publication de la Revue Marocaine d’administration locale‬‬
‫‪et de Développement, collection, manuels et travaux universitaires,‬‬
‫‪numéro 86 – 2010.‬‬

‫ اﻟﺘﻘــﺎرﻳــﺮ‪:‬‬
‫ تقرير المجلس الجھوي للحسابات بأكادير برسم سنة ‪.2009‬‬

‫ تقرير المجلس األعلى للحسابات حول أنشطته لسنة ‪.2008‬‬

‫ تقرير حول أنشطة المجلس األعلى للحسابات برسم سنة ‪.2007‬‬

‫ التقرير السنوي لصندوق تجھيز الجماعات المحلية‪ ،‬لسنة ‪.2007‬‬


‫ تقرير ورشة "الصفقات العمومية –اإلصالح الجديد وانتظارات الجماعات المحلية‪-‬‬
‫"‪ ،‬التي قامت بھا مديرية الشؤون القانونية والدراسات والتوثيق والتعاون‪ ،‬بالمديرية‬
‫العامة للجماعات المحلية‪ ،‬الرباط شتنبر ‪.2007‬‬

‫ اﻟﻮﺛـ ــﺎﺋﻖ‪:‬‬
‫ مذكرة تقديم مشروع المرسوم المتعلق بالصفقات العمومية بتاريخ ‪ 18‬فبراير‬
‫‪.2010‬‬

‫ التشخيص الترابي لمدينة اكادير "المخطط الجماعي للتنمية ‪."2016/2010‬‬

‫ الحساب اإلداري للجماعة الحضرية ألكادير بخصوص سنة ‪.2003‬‬

‫ الحساب اإلداري للجماعة الحضرية ألكادير بخصوص سنة ‪.2004‬‬

‫ الحساب اإلداري للجماعة الحضرية ألكادير بخصوص سنة ‪.2005‬‬

‫ الحساب اإلداري للجماعة الحضرية ألكادير بخصوص سنة ‪.2006‬‬

‫ الحساب اإلداري للجماعة الحضرية ألكادير بخصوص سنة ‪.2007‬‬

‫ الحساب اإلداري للجماعة الحضرية ألكادير بخصوص سنة ‪.2008‬‬

‫ الحساب اإلداري للجماعة الحضرية ألكادير بخصوص سنة ‪.2009‬‬

‫ الجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬مشروع ميزانية ‪.2010‬‬

‫ تقرير اللجنة المكلفة بالميزانية والمالية واإلدارة‪ ،‬بشأن دراسة ميزانية الجماعة‬
‫الحضرية ألكادير برسم سنة ‪.2009‬‬

‫ الجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬محضر الجلسة الثانية من الدورة العادية لشھر يوليوز‬
‫‪ ،2009‬المنعقدة بتاريخ ‪ 05‬شعبان ‪ 1430‬الموافق لـ ‪ 28‬يوليوز ‪ ،2009‬ص‬
‫‪.82‬‬
‫ الجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬محضر الجلسة الثانية واألخيرة من الدورة العادية لشھر‬
‫أكتوبر ‪ ،2008‬المنعقدة بتاريخ ‪ 21‬ذو القعدة ‪ 1429‬الموافق لـ ‪ 20‬نونبر ‪،2008‬‬
‫ص ‪.58‬‬

‫ الجماعة الحضرية ألكادير‪ ،‬محضر الجلسة الثانية واألخيرة من الدورة العادية لشھر‬
‫أكتوبر ‪ 2008‬المنعقدة بتاريخ ‪ 21‬ذو القعدة ‪ ،1429‬الموافق لـ ‪ 20‬نونبر ‪،2008‬‬
‫بخصوص مناقشة مشروع ميزانية ‪.2009‬‬

‫ اﻟﻤﻘــﺎﺑﻼت‪:‬‬
‫ مقابلة مع السيد محمد كوتي‪ ،‬رئيس قسم الصفقات العمومية بالجماعة الحضرية‬
‫ألكادير‪.‬‬

‫ مقابلة مع السيد بوحسون عبد السالم‪ ،‬رئيس قسم الصفقات بوالية سوس ماسة‬
‫درعة‪ ،‬عمالة اكادير اداوتنان‪.‬‬
‫ﻓﻬﺮس اﻟﺠﺪاول واﻟﺮﺳﻮم اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ‬

‫ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ اﳉﻤﺎﻋﺔ اﳊﻀﺮﻳﺔ ﳌﺪﻳﻨﺔ أﻛﺎدﻳﺮ ﺧﻼل ﺳﻨﻮات ‪19....................................................2010-2004‬‬

‫ﳎﻤﻮع اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﱪﻣﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳉﻤﺎﻋﺔ ﻟﺴﻨﻮات ‪20....................................................2010-2004‬‬

‫ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺣﺼﺔ ﺻﻔﻘﺎت اﻷﺷﻐﺎل ﻣﻊ ﳎﻤﻮع اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﱪﻣﺔ‪21.........................................................‬‬

‫ﳎﻤﻮع اﳌﺒﺎﻟﻎ اﳌﺮﺻﻮدة ﻟﺼﻔﻘﺎت اﳉﻤﺎﻋﺔ اﳊﻀﺮﻳﺔ ﻷﻛﺎدﻳﺮ ﻣﻨﺪ ﺳﻨﺔ ‪ 2004‬ﺣﱴ ﺳﻨﺔ ‪22..............................2010‬‬

‫اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﻠﻐﺎة ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺼﻔﻘﺎت‪23........................................................................‬‬

‫ﳎﻤﻮع اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﱪﻣﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳉﻤﺎﻋﺔ اﳊﻀﺮﻳﺔ ﻷﻛﺎدﻳﺮ ﺣﺴﺐ ﻧﻮع اﻟﺼﻔﻘﺔ‪28......................................‬‬

‫ﳎﻤﻮع اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﱪﻣﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳉﻤﺎﻋﺔ اﳊﻀﺮﻳﺔ ﻷﻛﺎدﻳﺮ ﺣﺴﺐ ﻧﻮع اﻟﺼﻔﻘﺔ‪29......................................‬‬

‫ﳎﻤﻮع اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﻠﻐﺎة ﺑﺎﳌﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺻﻔﻘﺎت اﻷﺷﻐﺎل‪31..............................................................‬‬

‫ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺻﻔﻘﺎت اﻷﺷﻐﺎل اﳌﻠﻐﺎة‪ ،‬ﲟﺠﻤﻮع اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﻠﻐﺎة‪31..........................................................‬‬

‫ﻧﺴﺒﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﱪﻣﺔ ﺑﺎﳉﻤﺎﻋﺔ اﳊﻀﺮﻳﺔ ﻷﻛﺎدﻳﺮ ﺣﺴﺐ آراء ﻣﻮﻇﻔﻲ ﻗﺴﻢ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪36....................‬‬

‫ﳎﻤﻮع اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﺼﺎدق ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف ﺳﻠﻄﺎت اﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ‪ 2005‬إﱃ ﺣﺪود ‪ 20‬ﻳﻮﻟﻴﻮز ‪84..................2010‬‬

‫ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﲔ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﺼﺎدق ﻋﻠﻴﻬﺎ واﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﱵ ‪‬ﻢ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰ واﻷﺷﻐﺎل‪84...........................................‬‬

‫ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﳎﻤﻮع اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﱪﻣﺔ ﻣﻊ ﺻﻔﻘﺎت اﻟﺘﺠﻬﻴﺰ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﳌﺼﺎدﻗﺔ ﺳﻠﻄﺎت اﻟﻮﺻﺎﻳﺔ‪85................................‬‬

‫ﺟﺪول ﻳﺒﲔ ﺗﻄﻮر اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ )‪107....................................................................(2010/2004‬‬

‫ﺗﻮزﻳﻊ اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﺴﺎم اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ وﺣﺴﺐ اﻟﻔﺌﺎت‪108.........................................................‬‬

‫اﻟﺪورات اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ ﳌﻮﻇﻔﻲ ﻗﺴﻢ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪111................................................................‬‬

You might also like