Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
لعبت سياسة الصفقات العمومية أدورا ابرزة يف االقتصاد الوطين للدول عرب مسامهتها يف حتديثه ،وكذا
التقليص من كلفة اإلنتاج ،وهو ما يفسر جلوء الدولة إىل البحث عن سبل دائمة التطوير لنظام الصفقات
العمومية ،ويتجلى الدور االقتصادي للصفقات العمومية ابألساس يف إشراك املقاوالت اخلاصة ،كوحدة إنتاجية
لتوفري خدمات ،والقيام أبشغال أساسية تساعد على الرقي االقتصادي واالجتماعية ،وتسهم يف اجلهود الرامية
إىل حتقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية وكذا توفري البنيات التحتية الضرورية وهتيئة الظروف املالئمة إلنعاش
وجلب االستثمار الوطين واألجنيب ،وهو ما يسمح كذلك بتقدمي اخلدمة العمومية بنوع من اجلودة والفعالية .
لذلك ابتت الصفقات العمومية بشكل عام ،واحمللية على اخلصوص تستأثر ابهتمام متزايد من طرف
كل الفعاليات االقتصادية الوطنية واألجنبية ،وكذا يف أوساط خمتلف الدول احلكومية ،بفعل دورها اهلام يف
إنعاش النسيج االقتصادي للبالد ،وتقوية وتوفري السيولة الالزمة للمقاوالت املتعاقدة مع الدولة و اجلماعات
الرتابية ،ذلك أن إجناز املشاريع التنموية على الصعيد الوطين أو احمللي ال يتم إال عرب تكامل اجلهود لكل من
القطاعني العام واخلاص.
ومنه تعترب الصفقات العمومية من أشهر العقود اليت تربمها اإلدارة العامة مع املتعاملني معها،
وتصنف ضمن أهم الوسائل القانونية اليت تستخدمها لتنفيذ الربامج االقتصادية ،كما تعد من أبرز
أوجه إنفاق املال العام ،على اعتبار أن هذا النوع من العقود عادة ما يتطلب اعتمادات مالية
ضخمة ،لذا أوالها املشرع اجلزائري عناية كبرية منذ ستينيات القرن املاضي واىل غاية يومنا هذا.
وعليه تعتمد اإلدارة العامة يف مباشرة وظائفها على وسائل خمتلفة يف طبيعتها ووصفها القانوين ،فقد
تكون هذه األخرية تصرفات مادية أو أعماال قانونية ،وأعمال اإلدارة ليست من صنف واحد فهي أحياان تقوم
ابلعمل إبرادهتا املنفردة دون مشاركة من الطرف املعين وأحياان أخرى بتحريك من هذا األخري ،وتتجلى صورة
ذلك يف القرار اإلداري ،واىل جانب تدخل اإلدارة يف روابط عقدية كثرية هبدف قيامها بنشاطها واضطالعها
أبعباء اخلدمة العامة ،وتلبية حاجات اجلمهور وهي وسيلة ال تقل أمهية عن القرارات اإلدارية .
وتلك الروابط العقدية تتجلى يف صورة صفقات عمومية ختضع لتنظيم متميز ومستقل هو تنظيم
الصفقات العم ومية وذلك الرتباطها ابخلزينة العمومية ،فقد كان ومازال التنظيم الذي حيكمها من بني أكثر
النصوص القانونية عرضة لإللغاء والتعديل.
تعد الصفقات العمومية مبثابة وسيلة يف يد الدولة احلديثة للنهوض أبعباء اخلدمة العامة وإلشباع
حاجيات وضرورايت اجملتمع املتشعبة ،يعتمد عليها يف وضع برامج واسرتاتيجيات ملواكبة العصرنة يف جمال خمتلف
2
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
الربامج االستثمارية املسطرة من طرف األجهزة اإلدارية املختصة يف الدولة ،بغية حتقيق التنمية والرفاهية واالزدهار،
وكل هذا من أجل حتقيق تنمية اقتصادية فعالة.
فتلك املبالغ الضخمة من النفقات ،واليت تصرف بعنوان عقود الصفقات العمومية ،جلميع املرافق
العمومية املوزعة عرب كافة أحناء الرتاب الوطين ،تتحمل نفقاهتا املالية اخلزينة العمومية ،لذلك كان واجبا على
الدولة ختص طلباهتا العمومية بقانون خاص مستقل ومتميز ،ينظم تسيري تلك األموال العمومية.
ترتكز عملية إبرام الصفقات على أسس ومبادئ ،تساهم يف تبسيط هذه العملية املركبة ،فهي تتسم
ابملساواة والشفافية والنزاهة والتنافس بني املرتشحني .
جند يف هذا الصدد أن املصلحة املتعاقدة ،ليست حرة يف اختيار املتعاقد معها ،يف جمال الصفقات
العمومية ،بل ختضع ألحكام متميزة ،ت تقيد فيها اإلدارة مبجموعة من الشروط والضوابط الالزمة ،اليت يفرضها
عليها القانون يف اختيار املتعامل املتعاقد معها ،واليت ختتلف متاما عن تلك اليت خيضع هلا األفراد يف القوانني
اخلاصة ،كالقانون املدين والتجاري.
يظهر ذلك جليا من حيث أساليب وطرق اإلبرام واإلجراءات املتبعة يف خمتلف املراحل اليت متر هبا عملية
إبرام الصفقات العمومية ،وأمناط الرقابة أبشكاهلا املختلفة واملتعددة ،وصوال إىل مرحلة هامة واملتمثلة يف تنفيذ
موضوع الصفقات العمومية ،أين تظهر فيها اإلدارة املتعاقدة تتمتع ببعض امتيازات السلطة العامة ،من حيث
ت دخلها املباشر ،من حني آلخر يف تسيري الصفقة ،وفق متطلبات الصاحل العام ،تظهر أيضا أثناء مباشرة تنفيذ
الصفقات العمومية ،بعض املنازعات املتعلقة مبوضوع الصفقة ،وحينها تبحث األطراف املتعاقدة عن اآلليات
القانونية الالزمة يف فض تلك املنازعات اليت حتدث بني املصلحة املتعاقدة صاحبة الصفقة ،واملتعامل املتعاقد معها
،إلجياد حل يرضي كل األطراف.
إن األمهية اليت تتمتع هبا الصفقات العمومية تكمن يف املبالغ املعتربة املخصصة هلا من اخلزينة العمومية ،
ما جعل من الضروري التحرك يف اجتاه التحوالت الدولية الرامية اىل محاية املال العام وحماربة الفساد ،حيث عمل
املشرع اجلزائري على إرساء مبادئ أساسية أثناء عملية إبرام وتنفيذ الصفقات العمومية ،متماشيا يف ذلك مع
التوجه الدويل اجل ديد الذي يهدف إىل حماربة إضفاء املزيد من الشفافية وتكريس الضماانت للسري احلسن يف
عملية اإلنفاق العام .
3
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
أمهية املوضوع:
تكمن أمهية املوضوع يف أن للصفقات العمومية صلة وثيقة ابخلزينة العمومية ،وهي تكلفها اعتمادات
مالية ضخمة كل سنة وذلك حبكم تعدد وتنوع اهليئات اإلدارية ) دولة ،والية ،بلدية (...مما يربز أمهية يربر أمهية
إخضاع هذه األخرية ملبدأ املساواة بغرض احلد من الفساد وحماولة احتوائه ،زايدة على ترشيد النفقات العامة ،كل
ذلك يف ظل ما يثار حول تنظيم الصفقات العمومية وعدم شفافيتها.
4
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
. 1فاتح خالف ،حماضرات يف قانون القانون الصفقات العمومية ،كلية احلقوق والعلوم السياسية ،جبامعة جيجل ،2016/2015 ،ص 03
. 2األمر رقم ،90 -67املؤرخ يف 17جوان ،1967واملتعلق بنظام الصفقات العمومية ،ج.ر العدد ،52بتاريخ 27جوان – 1967ملغى.-
. 3فاتح خالف ،مرجع سابق ،ص 03
5
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
▪ املرسوم رقم ،108-64والذي يعد أول تنظيم يف الصفقات العمومية للجزائر املستقلة ،إذ مل ميضي عهد على
هذا املرسوم حىت الغي وخلفته جمموعة من املراسم منها:
املرسوم رقم 103-64املؤرخ يف 26مارس 1964املتضمن إحداث اللجنة املركزية للصفقات العمومية
املرسوم رقم 287-64املؤرخ يف 04سبتمرب ،1964املتعلق ابلتسبيقات االستثنائية
القرار املؤرخ يف 21نوفمرب ،1964يتضمن املصادقة على دفرت الشروط اإلدارية العامة املطبقة على صفقات
األشغال اخلاصة بوزارة جتديد البناء واألشغال العمومية والنقل. 1
حيث ت إصدار أول نص تشريعي ،ينظم جمال الصفقات العمومية ،يتمثل يف األمر رقم ،90- 67
املتضمن تنظيم الصفقات العمومية .وجاء هذا األمر لسد الفراغ التشريعي ،الذي كانت تعاين منه املنظومة
التشريعية للدولة اجلزائرية ،نتيجة االستقالل احلديث هلا .فلقد ت تعديله يف سنة 1974ابألمر رقم ، 09-74
الذي يتضمن مراجعة األمر السالف الذكر.2
.3مرحلة الثمانينات:
متتد من سنة 1982إىل غاية ،1991حيث عرفت هذه الفرتة صدور املرسوم الرائسي رقم -82
145املؤرخ يف 10أفريل 1982املنظم للصفقات العمومية اليت يربمها املتعامل العمومي ،3أتى هذا املرسوم
ليدعم الركائز األساسية اليت تتماشى مع التوجه االشرتاكي للدولة ،املتخذ من طرف النظام احلاكم يف تلك الفرتة.
وظلت أحكامه سارية املفعول اىل غاية بداية التسعينيات.
.4مرحلة التسعينيات :بعد دخول اجلزائر حمطة جديدة يف اترخيها ،وذلك بعد اإلصالحات اليت أقرهتا
السلطات العمومية يف هناية الثمانينات ، ،فقد اجتهت حنو تكييف املنظومة القانونية مع التطورات احلاصلة ،األمر
الذي استوجب استحداث وحتيني النصوص التشريعية والتنظيمية يف جمال الصفقات العمومية ،متاشيا مع املرحلة ،
حيث ت إصدار املرسوم التنفيذي رقم ، 4434 -91املتضمن الصفقات العمومية ،املعدل واملتمم إىل غاية
.1998
. 1عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية ،حبور للنشر والتوزيع ،اجلزائر ،الطبعة ،2011 ،03ص13
. 2أمر 09 -74املؤرخ يف 30جانفي ،1974يتضمن مراجعة قانون الصفقات العمومية ،ج -ر ،العدد ،13الصادر بتاريخ 12فيفري
.1974
. 3املرسوم التنفيذي رقم 145 -82املؤرخ يف 10أفريل 1982املنظم للصفقات العمومية اليت يربمها املتعامل العمومي ،ج.ر ،العدد ،15
الصادر يف 13أفريل .1982
4املرسوم التنفيذي رقم 434 -91املؤرخ يف 1991/11/9املتضمن تنظيم الصفقات العمومية ،ج.ر العدد ، 57الصادرة يف
4
– 1991/11/13ملغى-
6
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
استمر املش رع اجلزائري ،يف تعديل القوانني املنظمة للصفقات العمومية ،خاصة بعد تداركه التام دخوله
آفة الفساد إىل دواليب السلطة ،وقصد تكييف إجراءات إبرام الصفقات العمومية ،مع املتطلبات النامجة عن
خمتلف الربامج التنموية اليت عرفتها البالد ،وبعد االرتفاع احملسوس يف عائدات البرتول.
.5مرحلة األلفية الثالثة:
تعترب هذه املرحلة حسب املهتمني مبوضوع الصفقات العمومية املرحلة احلامسة يف جمال الصفقات
العمومية يف اجلزائر ،ابلنظر إىل الكم اهلائل من النصوص التنظيمية و التشريعية اليت شهدهتا والتعديالت اليت
أدخلت عليه ،هذا من ج هة وابلنظر اىل حمتواها من جهة أخرى ،واليت كان مجيعها يصبوا إىل حتقيق النجاعة
للصفقات العمومية كأداة لتحقيق التنمية االقتصادية الوطنية وصيانة املال العام ومحايته من التبديد ،وأهم القوانني
اليت ت إصدارها يف هذه املرحلة هي:
▪ صدور املرسوم الرائسي رقم 250 -02املتضمن تنظيم الصفقات العمومية،1وت تعديله مرتني ،فالتعديل
األول كان سنة ،2003أما الثاين فتم يف سنة 2008قصد تعزيز فعالية الطلبات العمومية.
▪ بعد إلغاء أحكام املرسوم الرائسي 250-02أصدر املشرع اجلزائري املرسوم الرائسي
رقم 36 -10املتضمن تنظيم الصفقات العمومية ، 2بغية حتسني املردودية وحسن األداء يف جمال الصفقات
العمومية ،ت هو اآلخر تعديله عدة مرات استهله املشرع بتعديله ابملرسوم الرائسي رقم 98 -11املتعلق بتنظيم
الصفقات العمومية ،3وعدل مرة أخرى ابملرسوم الرائسي رقم 23 -12املتعلق بتنظيم الصفقات العمومية ،4مث
5
جاء بعده التعديل األخري يف سنة 2013ابملرسوم الرائسي رقم 03-13و املتعلق بتنظيم الصفقات العمومية
ويف هذا املراسيم ت وضع آليات للتصدي ملكافحة جرائم الفساد يف جمال الصفقات العمومية.
▪ من أجل تدارك النقائصوالثغرات ،اليت عرفتها املنظومة القانونية للصفقات العمومية السابقة ،أصدر املشرع
اجلزائري املرسوم الرائسي رقم ،247-15املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام 6وهو
. 1مرسوم رئاسي رقم 250-02مؤرخ في /24جوان ،2002يتضمن تنظيم الصفقات العمومية ،ج.ر العدد ،52الصادرة بتاريخ 28جوان
2002
. 2املرسوم الرائسي رقم 236 -10املؤرخ يف 2010 /10 /07/املتضمن تنظيم الصفقات العمومية ،ج.ر العدد ،58بتاريخ 2010/10/07
. 3املرسوم الرائسي رقم 98 -11املتعلق بتنظيم الصفقات العمومية ،املؤرخ يف 01مارس ،2011يعدل ويتمم املرسوم الرائسي رقة ،236-10
املؤرخ يف ،2010/10/07ج.ر العدد ،14الصادرة يف – 2011 /03/ 06ملغى -
. 4مرسوم رائسي رقم ، 23-21مؤرخ يف 18جانفي ،2012يعدل ويتمم املرسوم الرائسي رقم 236-10املرخ يف 07أكتوبر
2010واملتضمن تنظيم الصفقات العمومية ،ج.ر العدد ، 04الصادرة يف اتريخ 26جانفي – 2012ملغى-
. 5مرسوم رائسي رقم ، 03-13مؤرخ يف 13جانفي ،203يعدل ويتمم املرسوم الرائسي رقم 236-10املرخ يف 07أكتوبر 2010واملتضمن
تنظيم الصفقات العمومية ،ج.ر العدد ، 02الصادرة يف اتريخ 13جانفي – 2013ملغى-
. 6مرسوم رائسي رقم ،247-15مؤرخ يف 16سبتمرب ،2015يتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام ،ج.ر العدد ،50
الصادرة يف اتريخ 20سبتمرب .2015
7
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
الساري املفعول حاليا .حيمل صبغة جديدة ،حبيث غري خريطة الطريق يف جمال طرق اإلبرام ،وأحل على شفافية
اإلجراءات ،وكثف من وسائل الرقابة على الصفقات العمومية ..اخل ،ويستمد هذا املرسوم أمهيته من التدابري اليت
أقرها ،وال سيما يف املسائل التالية:
إصالح أتطري ومراقبة إبرام الصفقات العمومية هبدف التحكم يف تسيري الصفقات العمومية مع إلغاء اللجان
الوطنية اليت ت حتويل صالحياهتا إىل اللجان القطاعية اليت تنصب على مستوى كل وزارة وجلان جهوية ابلنسبة
لبعض املهيآت ،وكذا إنشاء سلطة لضبط الصفقات العمومية تعزز مبرصد للطلبات العمومية وهيئة وطنية لتسوية
النزاعات؛
تعزيز أخالقيات املهنة لدى إبرام الصفقات العمومية مع وضع مدونة لقواعد السلوك لألعوان العموميني
املتدخلني يف مراقبة إبرام وتنفيذ الصفقات العمومية يعدها مرصد ضبط الصفقات العمومية وتفويض اخلدمة
العمومية؛
إقرار مسؤولية أكرب لألطراف الفاعلة يف الصفقات العمومية املتمثلة يف املصاحل املتعاقدة وجلان الصفقات يف
إطار احرتام مبادئ حرية احلصول على الطلب العمومي واملساواة يف معاملة املرتشحني وشفافية اإلجراءات؛
تعزيز األمن القانوين لألطراف الفاعلة املتدخلة يف الصفقات العمومية ،من خالل التصنيف والدقة وتسهيل
اإلجراءات؛
ترقية مكانة اإلنتاج الوطين واملؤسسة احمللية لإلنتاج يف اجناز الصفقات العمومية مع أتسيس بند يف دفرت
الشروط ال يرخص اللجوء إىل املواد املستوردة إال إذا كان املنتج الوطين املعادل غري متوفر؛
اقرار مفهوم تفويض اخلدمة العمومية الذي بفضله ميكن للدولة ،يف القطاعات اليت يسمح هبا القانون التفكري
يف فسح اجملال للقطاع اخلاص ليساهم يف بناء احلركة التنموية من خالل اجناز منشآت أو اقتناء املمتلكات
الضرورية لسري اخلدمة العمومية.
واملالحظ من خالل مضامني مجيع املراسيم السابقة ،جند أن املشرع اجلزائري قد أتثر بنظرية العقد
اإلداري ابملفهوم الفرنسي ،حيث أقر خضوع الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام لنظام تعاقدي خصوصي
يت الءم مع طبيعتها اخلاصة ،خيتلف عن القواعد اليت حتكم عقود القانون اخلاص ،ويعود ذلك إىل وجود اإلدارة
العامة طرفا فيها وتعلقها ابملرفق العام ،األمر الذي يستدعي إخراجها من قواعد القانون املدين والتجاري
وإخضاعها إىل قواعد وأحكام خاصة ،1على اعتبار أن هذه األخرية أكثر فاعلية يف محاية املال العام وحتقيق
املصلحة العامة.
احملور الثاين :تعريف الصفقات العمومية.
. 1عليوات ايقوتة ،تطبيقات النظرية العامة للعقد االداري ،الصفقات العمومية ،رسالة دكتوراه يف القانون العام ،جامعة قسنطينة ،2009/008 ،ص
05
8
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
إن كلمة "صفقة" لغة هي العقد أو البيعة ،ويقال :صفقة راحبة أو خاسرة ،وكلمة صفقة بفتح فسكون
مأخوذة من "صفق" مبعىن ضرب اليد على اليد يف البيع وهي عالمة إجرائه وإمتامه ، 1أما يف االصطالح فكلمة
صفقة داللة على نقل السلع أو اخلدمات من شخص آلخر ،كما يتضمن املفهوم أيضا صيغة جتارية حبتة احتكرهتا
اللغة االقتصادية وتداولنه مصطلحا خاصا بعامل املال واألعمال. 2
إن التعريف التشريعي له حق الصدارة على بقية التعريفات األخرى ،لذلك كان التعريف التشريعي
للصفقة العمومية هو املبتدأ به ،متبوعا ابلتعريف القضائي ملا للقضاء اإلداري من فضل ودور كبري يف إجياد قواعد
القانون اإلداري وتنظيمها ،مث خنتم هذه التعريفات ونتوجها ابلتعر يف الفقهي وبيان جهود الفقهاء يف تعريف
الصفقة العمومية.
أوال :التعريف التشريعي:
سنقوم بعرض تعريف املشرع اجلزائري تعريفه الصفقات العمومية عرب قوانني الصفقات املختلفة .وذلك
حسب التدرج الزمين.
.1قانون الصفقات حسب األمر رقم : 90-76عرفت املادة األوىل من األمر رقم 390-76للصفقات
العمومية ،على أن "الصفقات العمومية هي عقود مكتوبة تربمها الدولة أو العماالت أو البلدايت أو املؤسسات
واملكاتب العمومية قصد إجناز أشغال أو توريدات أو خدمات ضمن الشروط املنصوص عليها يف هذا القانون"،
واملقصود ابلعماالت الوالايت
.2املرسوم املتعلّق بصفقات املتعامل العمومي رقم :145-82عرفت املادة الرابعة من املرسوم
رقم 145-82املؤرخ يف 10أفريل 1982املتعلق ابلصفقات اليت يربمها املتعامل العمومي على أن" صفقات
املتعامل العمومي عقود مكتوبة حسب مفهوم التشريع الساري على العقود ،ومربمة وفق الشروط الواردة يف هذا
املرسوم قصد إجناز األشغال أو اقتناء املواد واخلدمات".
.3املرسوم التنفيذي املتضمن تنظيم الصفقات العمومية رقم :343-91مل يبتعد املرسوم التنفيذي رقم-91
343املؤرخ يف 09نوفمرب 1991املتضمن تنظيم الصفقات العمومية عن سابقيه كثريا وقدمت املادة الثالثة منه
تعريفا للصفقات العمومية على أن " :الصفقات العمومية عقود مكتوبة حسب التشريع الساري على العقود
ومربمة وفق الشروط الواردة يف هذا املرسوم قصد إجناز األشغال واقتناء املواد واخلدمات حلساب املصلحة املتعاقدة
".
. 1لقاموس احمليط ،الفريوز آابدي ،ابب القاف ،فصل الصاد ،مؤسسة الرسالة ،الطبعة الثالثة ،1993 ،ص .1163
. 2فاروق حجي مصطفى ،مفهوم الصفقة يف لغة الشرع والسياسة ،موقع األوان،www. Alawma. Org.2006 :
. 3األمر رقم ،90 -67املؤرخ يف 17جوان ،1967واملتعلق بنظام الصفقات العمومية ،ج.ر العدد ،52لعام .1967
9
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
.4املرسوم الرائسي 250-02املتعلق بتنظيم الصفقات العمومية املؤرخ يف 24يوليو :2002قدمت املادة
الثالثة من املرسوم الرائسي رقم 250-02تعريفا للصفقات العمومية على أهنا " :الصفقات العمومية عقود
مكتوبة يف مفهوم التشريع املعمول به .تربم وفق الشروط املنصوص عليها يف هذا املرسوم قصد إجناز األشغال
واقتناء املواد واخلدمات والدراسات حلساب املصلحة املتعاقدة ".
ويبدو من خالل النصوص السابقة واليت صدرت يف حقب زمنية خمتلفة بل و يف مراحل اقتصادية
وسياسية خمتلفة ،مدى إصرار املشرع اجلزائري على إعطاء تعريف للصفقات العمومية وان اختلفت صياغته بني
مرحلة وأخرى .
ولعل إصرار املشرع اجلزائري على إعطاء تعريف للصفقات العمومية ،يعود ابألساس لألسباب التالية:
▪ الصفقات العمومية ختضع لطرق ابرام خاصة واجراءات يف غاية من التعقيد ،لذا وجب إعطاء تعريف هلا
لتمييزها عن ابقي العقود األخرى؛ ّ
▪ الصفقات العمومية ختضع ألطر رقابية خاصة داخلية وخارجية ؛
▪ الصفقات العمومية ختول جهة اإلدارة جمموعة من السلطات االستثنائية غري املألوفة يف عقود أخرى.
وملا كانت الصفقات العمومية تربم بطرق خاصة وحتكمها إجراءات معقدة وختضع جلهة أنواع كثرية من
الرقابة ،وأنه تتيح جلهة اإلدارة ممارسة مجلة من االمتيازات أو السلطات ،وجب حينئذ وابلنظر هلذه األسباب
خاصة إعطاء تعريف للصفقات العمومية ،حىت يتسىن لنا معرفة العقود
اليت تربمها جهة اإلدارة واملعنية بطرق اإلبرام وإبجراءاته احملددة تنظيميا واملعنية ابلرقابة احملددة يف قانون الصفقات
العمومية أبنواعها املختلفة .وكذلك معرفة العقود اليت متارس فيها اإلدارة جمموعة من السلطات واالمتيازات.
1
.4املرسوم الرائسي رقم 236-10املؤرخ يف 17أكتوبر :2010وعرفها املرسوم الرائسي رقم 236 -10
،يف مادته الرابعة على أهنا " :عقود مكتوبة يف مفهوم التشريع املعمول به ،تربم وفق الشروط املنصوص عليها يف
هذا املرسوم قصد إجناز األشغال واقتناء اللوازم واخلدمات والدراسات حلساب املصلحة املتعاقدة".
.5املرسوم الرائسي رقم 247-15املؤرخ يف 16سبتمرب 2015
مث عرفها يف آخر تنظيم للصفقات العمومية مبوجب املرسوم الرائسي رقم ، 2 247 -15يف مادته الثانية على
أهنا " عقود مكتوبة يف مفهوم التشريع املعمول به ،تربم مبقابل مع متعاملني اقتصاديني وفق الشروط املنصوص
عليها يف هذا املرسوم ،لتلبية حاجات املصلحة املتعاقدة يف جمال األشغال واقتناء اللوازم واخلدمات
والدراسات ".
فباملقارنة بني التعريفات جند أن املرسوم اجلديد قد محل بعض اإلضافات جنملها يف أن :
. 1املرسوم الرائسي رقم ،236 -10بتاريخ 07أكتوبر ،2010املتعلق بتنظيم الصفقات العمومية ،ج.ر العدد رقم ،58لعام 2010
. 2مرسوم الرائسي رقم ،247-15املؤرخ يف 16سبتمرب ،2015واملتعلق بتنظيم الصفقات العمومية ،ج.ر العدد ،50لعام .2015
10
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
. 1عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية ،الطبعة اخلامسة ،دار جسور للنشر والتوزيع ،اجلزائر العاصمة ،2017،ص ص 77-76
11
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
وبناء على ذلك جند أن نظرية العقد اإلداري تعترب نظرية حديثة النشأة نسبيا ،ويرجع الفضل يف ذلك إىل
الدور الرئيسي الذي لعبه القضاء اإلداري الفرنسي ممثال يف جملس الدولة الفرنسي واجتهاداته الكربى .وكما
ذكران سابقا أن املشرع اجلزائري قد عرف الصفقات العمومية يف خمتلف القوانني املتعلقة هبا ،جند القضاء اإلداري
اجلزائري وهو ينظر يف املنازعات املعروضة عليه تطرق أيضا لتعريف الصفقات العمومية ،وإن كان يف احلقيقة ملزما
ابلتعريف الوارد يف التشريع ،إال أن الوظيفة القضائية وخاصة يف القضاء اإلداري تفرض عليه إعطاء تفسري وتوضيح
عند الغموض لبعض املصطلحات وربطها ابلواقع حمل املنازعة .
وقد ذهب جملس الدولة اجلزائري يف قرار له سنة ،2002إىل القول .... " :أن الصفقة العمومية أبهنا
عقد يربط الدولة ابخلواص حول مقاولة أو إجناز مشروع أو أداء خدمة ،"...حيث يبدوا من خالل هذا التعريف
املقدم من جملس الدولة اجلزائري ،أن الصفقة العمومية عالقة عقدية تربط بني الدولة وأحد اخلواص ،يف حني أن
الصفقة العمومية ال يكون أحد أطرافها الدولة فقط ،بل قد يكون شخص من أشخاص القانون العام وهذا من
جهة ،ومن جهة اثنية جند أن الصفقة العمومية قد جتمع بني أشخاص القانون العام أو بني شخص من أشخاص
القانون العام وشخص من أشخاص القانون اخلاص .
وتعود احلكمة يف متتع اإلدارة ابمتيازات وأساليب القانون العام ابألساس إىل اختالف مكانة األطراف
مقارنة بعقود القانون اخلاص أين يتم التعاقد بني طرفني متساويني يهدف كل منهما حتقيق مصلحة شخصية .
ويؤخذ على هذا التعريف القضائي أنه مل ي شر لعنصر الشكل ،مع أن الصفقة العمومية تتم وفق أشكال وإجراءات
خاصة وحمددة قانوان ،ابإلضافة الستعماله مصطلح مقاولة والذي يعترب مصطلح ذو مدلول مدين ،يف حني أن
املشرع عرب عنه مبصطلح األشغال؛ وهو يقصد األشغال العمومية وهي عقد إداري .
اثلثا :التعريف الفقهي:
اب لرغم من الطابع القضائي لنظرية العقد اإلداري ،وتقنني املشرع لغالب قواعده ،يبقى للفقه دور واضح
يف تفكيك أجزاء هذه النظرية ،ودراسة جوانبها دراسة املتفحص الكاشف للمزااي والعيوب املتعلقة هبا .
كما ال ميكننا أن ننكر العالقة بني العقد اإلداري والعقد املدين من حيث التقائهما يف أن كالمها يعرب
عن توافق إرادتني هتدفان إىل إحداث أثر قانوين ،وهنا كان للفقه دور ابرز يف التفريق بينهما يف كثري من
اجلوانب واألجزاء ابلتحليل والبيان.
ولقد ذكرت تعريفات فقهية عديدة للعقد اإلداري ،كان جمملها يعرفه على أنه " :العقد الذي يربمه
شخص من أشخاص القانون العام بقصد إدارة مرفق عام أو مبناسبة تسيريه وتظهر نيته يف األخذ أبسلوب
القانون العام ،وذلك بتضمني العقد شرطا أو شروطا غري مألوفة يف عقود القانون اخلاص وأتسيسا على ذلك
اعتمد الفقه يف وضع معايري للعقد اإلداري متثلت يف:
▪ املعيار العضوي :أن يكون أحد أطراف العالقة العقدية شخص من أشخاص القانون العام.
12
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
▪ املعيار املوضوعي :أن يكون موضوع العقد متعلق إبدارة وتسيري مرفق عام .
▪ معيار إتباع أساليب القانون العام :ال يكفي وجود أحد أشخاص القانون العام طرفا يف العقد ،بل
ينبغي أيضا أن يكشف هذا الشخص العام عن رغبته يف استخدام وسائل وأساليب القانون العام عند تعاقده
،كأن ينص يف العقد على حقه يف التعديل املنفرد لبنوده ،أو يف الفسخ ابإلرادة املنفردة أو غريها من البنود
الغري مألوفة يف قواعد القانون اخلاص.
وبتوافر هذه املعايري ينبغي اعتبار الرابطة العقدية عقدا إداراي.وهي املعايري ذاهتا أيضا العتبار العقد
صفقة عمومية ،مع فارق يتمثل يف أن الصفقات العمومية حمددة من حيث أنواعها يف قانون الصفقات
العمومية على سبيل احلصر ،وما خرج عن ذلك يعد عقدا إداراي ،وابلتايل فكل صفقة هي عقد إداري
وليس كل عقد إداري هو صفقة عمومية.
13
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
14
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
▪ إضافة عبارة ممولة من الدولة واجلماعات اإلقليمية يف حني كان يقتصر سابقا على التمويل من لدولة
فقط.
اثنيا :املعيار الشكلي
إن املشرع اجلزائري من خالل املادة 02من املرسوم الرائسي رقم 247-15ثبت على مبدأ واحد
وهو" أن الصفقات العمومية عقود مكتوبة يف مفهوم التشريع املعمول به ،تربم مبقابل مع املتعاملني االقتصاديني
وفق الشروط املنصوص عليها يف هذا املرسوم ، "...ولعل سبب اشرتاط الكتابة والتأكيد عليها يف خمتلف قوانني
الصفقات العمومية يرجع لكون الصفقات العمومية أداة لتنفيذ خمططات التنمية الوطنية واحمللية وأداة لتنفيذ
خمتلف الربامج االستثمارية ،وعليه فان الكتابة شرط الزم النعقاد الصفقات العمومية ،على اعتبار أن ذلك
يتماشى مع مقتضيات العمل اإلداري ،ويكتسي أمهية ابلغة يف اإلثبات ،كما أن النفقات الضخمة اليت تصرف
يف الصفقات العمومية تستدعي الكتابة .كما ال يفوتنا أن ننوه هنا إىل أن الكتابة تتعلق ابلعقد اإلداري الذي
يثبت العقد املربم بني املصلحة املتعاقدة واملتعامل االقتصادي.
اثلثا:املعيار املوضوعي:
ونقصد به حمل العقد أو موضوع اخلدمة أو الصفقة اليت يقدمها املتعاقد مع اإلدارة.
يتمثل يف موضوع الصفقات العمومية حسب املادة 29يف:
▪ إجناز األشغال :حيث تلجأ املصلحة املتعاقدة إىل إبرام عقودها عن طريق الصفقات العمومية اذا تعلق األمر
ابجناز منشأة أشغال ،أو أشغال بناء أو هندسة مدنية من طرف املقاول ،كما تشمل بناء أو جتديد أو صيانة أو
أتهيل أو هتيئة ،أو ترميم أو إصالح أو تدعيم أو هدم منشأة أو جزء منها ،مبا يف ذلك التجهيزات املرتبطة هبا
الضرورية الستغالهلا
▪ اقتناء اللوازم :تلجأ املصلحة املتعاقدة إىل إبرام النوع ذاته من العقود عندما يتعلق موضوع العقد ابقتناء أو إجيار
أو بيع ابإلجيار خبيار أو بدو خيار الشراء ،من طرفها لعتاد أو مواد مهما كان شكلها ،موجهة لتلبية احلاجات
املتصلة بنشاطها لدى مورد ،مبا يف ذلك أشغال وضع وتنصيب اللوازم شريطة عدم جتاوز مبالغ تلك األشغال قيمة
هذه اللوازم.
▪ إجناز الدراسات :ويف هذا الصدد حدد املشرع اجلزائري موضوع صفقة اجناز الدراسات ،حيث أشارت الفقرة
العاشرة من املادة 29من قانون الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام ’ على أهنا" عقود تنصب على اجناز
خدمات فكرية ،أو اجناز مهمات املراقبة التقنية أو اجليو التقنية واإلشراف ومساعدة صاحب املشروع املرتبطة
بصفقات األشغال العامة ،عن طريق صفقات اجناز الدراسات.
15
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
▪ تقدمي اخلدمات :تعد صفقة اخلدمات من الصفقات العمومية احملددة بنص القانون ،حيث تربمها املصلحة
املتعاقدة مع أحد املتعاملني االقتصاديني من أجل تقدمي خدمات حمددة يف دفرت الشروط ،كما اعترب املشرع أن كل
صفقة ختتلف عن صفقات األشغال واقتناء اللوازم واجناز الدراسات هي صفقة عمومية.
رابعا :املعيار املايل :لن ختضع اإلدارة ألحكام تنظيم الصفقات إذا تعلق األمر مببلغ بسيط ،على اعتبار أن
العقود اإلدارية اليت تربمها اإلدارة العامة ليست كلها صفقات عمومية ،حيث جاء يف املادة 13من املرسوم
الرائسي رقم ، 247-15أن كل صفقة عمومية يساوي فيها املبلغ التقديري حلاجات املصلحة املتعاقدة هو
العقود اخلاصة ابألشغال واللوازم :إذا كانت الصفقة العمومية يساوي فيها املبلغ التقديري حلاجات املصلحة
املتعاقدة" " 12.000.000دج.
▪ العقود اخلاصة ابلدراسات واخلدمات :إذا كانت الصفقة العمومية يساوي فيها املبلغ
▪ التقديري حلاجات املصلحة املتعاقد" 6000.000دج" .
▪ إن املرسوم الرائسي رقم 247-15قد رفع احلد املايل للصفقة العمومية بشكل كبري مقارنة مع املرسوم
الرائسي رقم236 - 10من خالل املادة 06منه الذي كان حيدد املبلغ ب 8000.000دج ابلنسبة
لصفقات األشغال واللوازم ،و 4000.000دج لصفقات الدراسات واخلدمات.
خامسا :معيار البند غري املألوف :لكي نعترب العقد الذي تربمه اإلدارة عقدا إداراي عموما ،أو صفقة عمومية
خصوصا ،البد من تضمينه شروطا استثنائية غري مألوفة يف عقود القانون اخلاص ،ويرجع سببها إىل متكني
اإلدارة من حتقيق األهداف املرجوة من وراء تعاقدها تلبية حلاجيات عامة لألفراد وحتقيقا ملصلحة عامة.
واملتمعن يف تنظيمات الصفقات العمومية املختلفة ،جيد أن املشرع قد ضمنها بعض هذه البنود الغري
مألوفة،واليت تعترب امتيازات وسلطات متنح لإلدارة يف مواجهة املتعامل املتعاقد معها.
ومن هذه االمتيازات والسلطات؛ سلطة الفسخ ابإلرادة املنفردة لإلدارة ،فنجد املرسوم الرائسي رقم
247-15يف مادته 149قد نص على " :إذا مل ينفذ املتعاقد التزاماته توجه له املصلحة املتعاقدة اعذارا
ليفي ابلتزاماته التعاقدية يف أجل حمدد وإذا مل يتدارك املتعاقد تقصريه يف األجل الذي حدده اإلعذار املنصوص
عليه أعاله فإن املصلحة املتعاقدة ميكنها أن تقوم بفسخ الصفقة العمومية من جانب واجد وميكنها كذلك
القيام بفسخ جزئي للصفقة".
ونصت املادة 150من نفس املرسوم على أنه " :ميكن للمصلحة املتعاقدة القيام بفسخ الصفقة من
جانب واحد عندما يكون مربرا بسبب املصلحة العامة حىت بدون خطأ املتعامل املتعاقد".
فنالحظ أن املصلحة املتعاقدة ميكنها فسخ العقد إبرادهتا املنفردة ودون تقصري من املتعامل معها إذا
16
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
18
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
املنشأ اجلزائري أو للمؤسسات اخلاضعة للقانون اجلزائري اليت حيوز أغلبية رأس ماهلا جزائريون مقيمون فيما خيص
مجيع أنواع الصفقات".
إن هذا احلكم مستحدث يف املرسوم الرائسي رقم 247-15ومل يعرف يف املرسوم الرائسي رقم -10
236حيث أن هذا األخري ألزم يف املادة 54منه املصلحة املتعاقدة ابللجوء إىل املناقصة الوطنية عندما يكون
املنتج الوطين قادرا على االستجابة خلدماهتا ،وهبذا تغنيه عن املنافسة األجنبية.
إن املادة 87من املرسوم الرائسي رقم 247-15قد منحت األفضلية للمؤسسات الصغرية
واملتوسطة يف حاالت حمددة وهو نص مستحدث مل يعرف من قبل.
إن املادة 54من املرسوم الرائسي رقم 247-15حينما حددت معايري انتقاء املرتشحني واليت تقابلها
املادة 36من املرسوم الرائسي رقم ،236-10فان املرسوم الرائسي رقم 247-15أضاف فقرة مستحدثة
مفادها أال يتم وضع معايري انتقاء املرتشحني على أساس متييزي ويف ذلك تكريس ملبدأ املساواة.
اثلثا :مبدأ شفافية اإلجراءات:
إن مفهوم الشفافية من املفاهيم املتطورة واحلديثة يف اجملال اإلداري ،وقد أخذت هبا املنظمات اإلدارية يف
العامل ملا هلا من دور يف معاجلة املشاكل اإلدارية املتعددة من جهة ،ولديناميكيتها يف إحداث تنمية إدارية شاملة
تهدف لقيام إدارة ناجحة ومتطورة من جهة ثانية.
إن الشفافية عكس السرية والغموض؛ وهي وسيلة فعالة ملكافحة الفساد وحتقيق التنمية والتطور واحلكم
الراشد.
الشفافية لغة؛ هي من الفعل" شف " كقوهلم :شف الثوب إذا رق حىت يصف جلد البسه ،والشف
والشف :الثوب الرقيق ما يرى وراءه. 1
وإذا أردان تعريفها اصطالحا نظران للمجال املراد تعريف الشفافية فيه ،وقد كانت هلا تعريفات عديدة
يف جمالنا ومنها " :هي عملية وضوح ما تقوم به املؤسسات العامة ،ووضوح عالقاهتا مع املواطنني ،أبن تكون
إجراءاهتا تتميز ابلعالنية املؤدية لتحقيق الغاايت واألهداف املرجوة ،سواء كان ذلك يف املؤسسات احلكومية أو
غري احلكومية ،" 2فمن حق املواطنني أن يعرفوا كل املسائل املتعلقة مبراكزهم القانونية ،وعلى اإلدارة أن تكون
معهم صرحية يف املعلومات اليت ختصهم ،وال تتذرع حبجة السر املهين إال يف احلدود اليت رمسها القانون.
إن أمهية مبدأ الشفافية يف التنظيم الصفقات العمومية ال ميكن حصره يف جانب أو مظهر واحد متعلق
ابلصفقة العمومية ،ذلك أنه أحد آليات مكافحة الفساد ،وهو أهم الدعائم اليت تقوم عليها التنمية الشاملة
واملستدامة لذلك حرص املشرع على تثبيت مبدأ الشفافية ضمن املبادئ العامة لتنظيم الصفقات العمومية يف
املرسوم رائسي رقم ،247-15وليبني لنا أن مبدأ الشفافية يدعم املبادئ العامة األخرى لتنظيم الصفقات
العمومية ،سواء من حيث مبدأ حرية الوصول للطلبات العمومية) حرية املنافسة( ،أو مبدأ املساواة يف معاملة
املرتشح ين العارضني.
20
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
أن جاء املرسوم الرائسي رقم 247-15والذي نص يف املادة 39منه مبصطلح " طلب العروض" ،وهو
أيضا مصطلح دقيق ومعرب أكثر من مصطلح "املناقصة".
.1تعريف طلب العروض:طبقا ألحكام املادة 93من املرسوم الرائسي رقم ، 15 - 247فإن طلب
العروض أهم طريق الختيار املتعامل املتعاقد مع املصلحة املتعاقدة على أساس أنه القاعدة العامة واألصل،
وابلرجوع للنص الفرنسي يف املرسوم جنده ينص على:
« Les marches publics sont passés selon la procédure d’appel
» d’offres
أي أن املصطلح هو " "L’appel d’offresوالذي يعين " طلب العروض " مما جيعل هذه الرتمجة
تستقيم واملصطلح ابللغة العربية ،والذي يتمثل يف أسلوب من أساليب التعاقد اإلداري يتيح للمصلحة املتعاقدة
حرية اختيار املتعاقد معها يف إطار من املنافسة دون التزامها مببدأ آلية اإلرساء ، 1يف حني أن املبدأ الذي مييز
مصطلح "املناقصة " املستعمل سابقا ،يتمثل يف أنه وسيلة أو آلية لإلرساء على العطاء األقل مثنا 2وجاءت
املادة األربعون من املرسوم الرائسي ، 247-15مبينة اهلدف من طلب العروض ،وأن مبدأ "العرض األفضل "
هو املعيار املعتمد لالنتقاء بقوهلا " :طلب العروض هو إجراء يستهدف احلصول على عروض من عدة متعهدين
متنافسني مع ختصيص الصفقة دون مفاوضات للمتعهد الذي يقدم أحسن عرض من حيث املزااي االقتصادية
استنادا ملعايري اختيار موضوعية تعُد قبل إطالق اإلجراء ".ليكون املشرع بذلك قد ضبط مصطلح العروض
ضبطا دقيقا ،حبيث جعل املعيار املعتمد يف إسناد الصفقة ،هو " العرض األفضل " ،ولذلك منح للمصلحة
املتعاقدة سلطة تقديرية يف اجلمع بني أكثر من معيار لالنتقاء ،فليس ابلضرورة أن يكون األقل مثنا.
.2أشكال طلب العروض :ابلنظر إىل أن الصفقات العمومية عقد من العقود اإلدارية املرتبطة ابخلزينة العمومية
وخمططات التنمية ،فإن المشرع قد خصها بقواعد وطرق خاصة إلبرامها ،وجعل الغدارة ملزمة بشرط
الصفقة إذا توافرت شروطها .
إال أن املشرع وإن كان قد وضع قواعد خاصة ،مث حدد أساليب لإلبرام كما ذكرت سابقا ،فإنه قد
أعطى جماال من احلرية للمصلحة املتعاقدة يف اختيار األسلوب والطريقة اليت تراها مناسبة هلا حبسب طبيعة العقد
ومالبساته ،وتكون بذلك مسؤولة عن اختياراهتا حني ختتار طريقة دون أخر ،وخاصة عند اختيار األسلوب
االستثنائي واملتمثل يف الرتاضي على أسلوب طلب العروض.
ولقد بينت املادة 42من املرسوم الرائسي 247-15أشكال طلب العروض بقوهلا " :ميكن أن يكون
طلب العروض وطنيا أو /دوليا ،وميكن أن يتم حسب أحد األشكال اآلتية:
. 1واملقصود هبذا املبدأ؛هو التزام املصلحة املتعاقدة مبنح الصفقة للمتعامل الذي يقدم أقل عطاء ،أي أقل سعر.
. 2لباد انصر ،القانون اإلداري ،اجلزء الثاين ،النشاط اإلداري ،لباد ، Editeurسطيف ، 2004 ،ص434
21
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
. 1قرار وزاري مشرتك ،مؤرخ يف 15مايو ، 1988و املتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال يف ميدان البناء ،اجلريدة الرمسية العدد رقم ، 43
لعام.198
23
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
وتلجأ املصلحة املتعاقدة هلذا الشكل من أشكال طلبات العروض حسب ما تنص عليه املادة 45
سابقة الذكر ،عندما يتعلق األمر ابلدراسات أو ابلعمليات املعقدة أو ذات أمهية خاصة ،وجيوز هلا أن تشرتط
مواصفات تقنية يف العمل أو املادة حمل التعاقد أو جناعة وفاعلية معينة ،األمر الذي جييز هلا أن حتدد العدد
األقصى للمرشحني الذين سيتم دعوهتم لتقدمي تعهد بعد انتقاء أويل خلمسة منهم.
ومنه فان طلب العروض احملدود آلية إلبرام الصفقات العمومية هتدف إىل حتقيق املنافسة بني جمموعة
حمددة من املرشح ين املدعوين خصيصا لتقدمي عروضهم ،وذلك بعد أن يتم انتقائهم بصفة أولية اعتمادا على
معطيات مسجلة لدى املصلحة املتعاقدة تتعلق بكل املتعاملني املتعاقدين معها ،مبا ميكنها من التعرف بصورة
أولية على املرتشحني املؤهلني مبدئيا إىل عملية االنتقاء واالختيار.1
وملا كان طلب العروض احملدود متعلق بعمليات معقدة وذات أمهية ،جعل املشرع له إجراءات
خاصةبينتها كل من املادتني 45و 46من املرسوم الرائسي ،247-15فأوضحت املادة 45يف فقرهتا
الرابعة أهنا متر إما مبرحلة واحدة ،أو مبرحلتني حسب ما تقتضيه احلاجة بقوهلا " :وجيري اللجوء إىل طلب
العروض احملدود عند تسلم العروض التقنية إما على مرحلتني طبقا للمادة 46أدانه ،وإما على مرحلة واحدة".
. 1صالح الدين فوزي ،قانون املناقصات واملزايدات رقم 89لسنة ، 1998املشاكل العملية واحللول القانونية ،دار النهضة العربية ،القاهرة،
،2000ص287
24
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
أن هذا األسلوب يعرب عن منافسة تتعلق ابلفكر واملخططات اهلندسية واملعلومات ،على خالف املرسوم -10
، 236والذي ركز على اجلوانب الفنية اخلاصة ،أو التقنية أو االقتصادية أو اجلمالية فقط هلذا األسلوب.
كما جتدر اإلشارة إىل أن املشرع مل حيسن استخدام مصطلح " رجال الفن" ،حيث أومهنا أبن املنافسة
قاصرة على األشخاص الطبيعيني فقط ،يف حني أن األشخاص املعنوية أيضا متتلك قدرات بشرية وخربات جتعلها
مبدعة يف موضوع املسابقة.
و قسمت املادة 48يف فقرهتا األوىل من املرسوم 247-15املسابقة إىل؛ مسابقة مفتوحة مع اشرتاط قدرات
دنيا ،ومسابقة حمدودة.
اثنيا :الرتاضي كأسلوب استثنائي يف كيفيات إبرام الصفقات العمومية.
إن املصلحة املتعاقدة ختضع كقاعدة عامة ل كيفية طلب العروض أبشكاله املختلفة واملتعلقة بتنظيم
الصفقات العمومية ،سواء كان األمر متعلق جبوانب فنية وتقنية أو ذات طابع متميز ،أو تلك اليت يتطلب
تنفيذها خربة واختصاص دقيق ،فهذا األسلوب يتسم بدعوة املتعاملني االقتصاديني للتعاقد معها بطابع معقد غري
مرن ،حيث ليس هلا حرية كبرية يف اختيار الطريقة اليت تعلن هبا عن رغبتها يف إبرام صفقة للمتعاملني
االقتصاديني ابعتبارها مقيدة ابإلشهار الصحفي الذي فرضه املشرع عليها كطريقة مادية تعكس هبا دعوهتا
للتعاقد ،وحدد هلا بياانته اجلوهرية واإلجراءات الواجبة فيه ،جاعال إايها يف إطار ضيق معقد هو من ضبطه
ونظمه بذلك الشكل ،حىت يكون طلب العروض وسيلة مرتكز عليها لتكريس مبادئ شفافية الصفقة.
غري أن املصلحة املتعاقدة وألسباب موضوعية واستثناء ،تضطر يف بعض األحيان أن خترج عن
اإلجراءات املعروفة يف قانون الصفقات العمومية كاإلشهار والنشر ،وأن تسلك أسلواب أكثر مرونة ،وذلك
1
نتيجة وجود حاالت تستدعي السرعة لتلبية احلاجات العامة للجمهور ،ويتمثل هذا األسلوب يف الرتاضي
إن هذا األسلوب قد ظهر عند املشرع اجلزائري بصفة دائمة يف خمتلف تشريعات تنظيم الصفقات العمومية منذ
األمر ، 90-67وصوال للمرسوم الرائسي . 247-15
.1تعريفه:
عرفت املادة 41من املرسوم الرائسي رقم 247-15واملتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويض
املرفق العام الرتاضي أبنه " :الرتاضي هو إجراء ختصيص صفقة ملتعامل متعاقد واحد دون الدعوة الشكلية
إىل املنافسة" ،..فذهب املشرع اجلزائري إىل أن الرتاضي هو إجراء يتضمن منح الصفقة ملتعامل اقتصادي
دون حاجة ألن يتضمن هذا املنح اإلجراءات املطلوبة يف طلب العروض أبشكاله املختلفة ،أو هو إجراء
. 1الرتاضي أسلوب متبع يف التشريعات املقارنة ،فنجده يف التشريع املصري يسمى ابالتفاق املباشر ،أما عند املشرع الفرنسي فقد كان يسمى
""gré à gréومتداول اً إىل غاية صدور مرسوم ، 21 // 01 / 1976حيث ت استبداله مبصطلح " "،les marches Négocier
أي؛ التعاقد بناء على مفاوضة
25
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
خاص يتعلق إب برام الصفقات العمومية يتضمن ختصيص صفقة ملتعامل واحد دون الدعوة الشكلية إىل
املنافسة ، 1ملا يف ذلك من تسهيل األمر على املصلحة املتعاقدة أبن ال تتقيد بعنصر الزمن ،الذي يكون عائقا
يف حاالت معينة كاالستعجال ،وهذه احلاالت كان على املشرع يف احلقيقة أن يشري إليها يف التعريف ولو
إبشارة عامة ،بسبب أهنا هي السبب يف وجود االستثناء وهو الرتاضي ،فالتعريف الوارد يف املادة 47اهتم
بعنصر الشكل يف التصريح إبعفاء املصلحة املتعاقدة من جانب التقيد ابإلجراءات ،ومل يذكر أبدا احلاالت
املتعلقة ابلرتاضي يف هذا التعريف ،وهبذا جيب أن يكون الرتاضي معرفا حباالته احملددة حصرا.
.2أشكال الرتاضي وحاالته.
إن من املظاهر اليت تعكس الطابع اخلاص ألسلوب الرتاضي أن املشرع اجلزائري قد حدد م جال إعماله
ليكرس طابعه االستثنائي وحيدد للمصلحة املتعاقدة احلاالت اليت تستطيع فيها اللجوء ألسلوب الرتاضي،
فبالرجوع لنص املادة 47من املرسوم الرائسي رقم 247-15واملتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويض
املرفق العام جندها تنص على " :ميكن أن يكتسي الرتاضي شكل الرتاضي البسيط أو شكل الرتاضي بعدا
الستشارة وتنظم هذه االستشارة بكل الوسائل املكتوبة املالئمة".
فاملشرع قسم الرتاضي إىل شكلني؛ تراضي بسيط ،وتراضي بعد االستشارة.
الرتاضي البسيط:
الرتاضي البسيط هو أحد أشكال الرتاضي ،بتوافر حاالته تصبح املصلحة املتعاقدة حرة يف أن تستبعد
مبدأ التنافس ،لتقوم مباشرة ابختيار املتعامل املتعاقد بعد أن تتفاوض معه،وبصدور املرسوم الرائسي رقم 236-
10أزيل كل الغموض الذي شاب هذا النوع من الرتاضي بتوضيح أدق جوانبه بدء من جعله إجراء استثنائيا،
إذ نصت املادة 27فقرة 2على " :إن إجراء الرتاضي البسيط قاعدة استثنائية إلبرام العقود ال ميكن اعتمادها
إال يف احلاالت الواردة يف املادة 43من هذا املرسوم" .
يالحظ :إعادة وأتكيد من املشرع على الطابع االستثنائي للرتاضي البسيط ،رغم أنه قد سبق وجعل من
الرتاضي قاعدة استثنائية يف اإلبرام يف نص املادة 25فهذه اإلعادة مل تكن لرغبة املشرع يف التكرار ،وإمنا
أراد التأكيد على أن الرتاضي يف صورته البسيطة يعد استثناء على استثنائية الرتاضي بصفة عامة ،مبا يؤدي
إىل تقييد سلطة املصلحة املتعاقدة يف اعتماده.
. 1بوزيد بن حممود ،تقدير مبدأ املنافسة يف الصفقات العمومية املربمة أبسلوب الرتاضي بعد االستشارة ،جملة االجتهاد
للدراسات القانونية واالقتصادية ،العدد ، 6اجمللد ، 7املركز اجلامعي اتمنغست ، 2018 ،ص19
26
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
ولكن تفطن املشرع خلطورة اإلجراء وما يتمخض عنه من نتائج سلبية قد تؤثر على املال العام وكذا
على حظوظ املتعاملني املتنافسني الراغبني يف التعاقد ،جعله حيدده حباالت حصرية ت ذكرها ضمن أحكام املادة
49من املرسوم الرائسي رقم 247-15فنصت على " تلجأ املصلحة املتعاقدة إىل الرتاضي البسيط يف
احلاالت اآلتية فقط " ،...وتتمثل هذه احلاالت يف:
✓ حالة املتعامل احملتكر الوحيد :وهي احلالة اليت ال ميكن ف يها تنفيذ اخلدمات إال على يد متعامل
اقتصادي وحيد ،إما الحتالله وضعية احتكارية ، 1وإما بكونه املتعامل الوحيد الذي ميتلك الطريقة التكنولوجية
اليت اختارهتا املصلحة املتعاقدة ،أو العتبارات ثقافية وفنية تربر اللجوء ملتعامل متعاقد وحيد.
فاألصل هنا عندما تواجه املصلحة املتعاقدة هذه احلاالت فما فائدة اإلعالن أو اخلضوع إلجراءات طلب
العروض ،وهناك متعامل وحيد يستجيب لشروط التعاقد ويليب اخلدمة ،على أن املشرع قدوضح أن اخلدمات
املعنية هبذه االعتبارات ستكون حمددة مبوجب قرار مشرتك بني الوزير املكلف ابلثقافة والوزير املكلف ابملالية.
وقد أحسن املشرع ببيان ذلك على أساس أن االعتبارات الثقافية والفنية مصطلح مرن يؤدي وجودها كحالة من
حاالت الرتاضي البسيط إىل توسيع دائرة إعماله.
✓ حالة االستعجال امللح :وهي حالة من احلاالت اليت تربر اللجوء إىل إبرام الصفقة بطريق الرتاضي البسيط،2
وقد قيدها املشرع بشروط تتمثل يف:-
▪ أن يتعلق االستعجال خبطر يهدد ملكا أو استثمارا للمصلحة املتعاقدة أو األمن العمومي ،مع ضرورة بيان
حالة الضرورة واالستعجال ،وتقدمي التربير الكايف وهو ما عرب عنه املشرع ابالستعجال امللح " املعلل " مع أن
تنظيم الصفقات العمومية أورد العبارة بصيغة عامة مما يفتح اجملال واسعا أمام التأويل ،وكان األوىل أن يضبط
املشرع حاالت االستعجال امللح وحتديدها على سبيل احلصر من أجل احلفاظ على الطابع االستثنائي هلذا
األسلوب.
▪ أن يتجسد ذلك اخلطر يف امليدان ،وال يسعنا التكيف مع آجال إجراءات إبرام الصفقات العمومية
لدفعه ،ابلنظر ملا تتميز به من إجراءات شكلية طويلة ومعقدة.
▪ أن تكون الظروف املسببة حلاالت االستعجال غري متوقعة من طرف املصلحة املتعاقدة.
. 1األمر رقم ، 03-03املؤرخ يف 19مجادى األوىل 1425املوافق 19يوليو ، 2003واملتعلق ابملنافسة ،عرفت املادة
الثالثة منه املقصود ابالحتكار أبنه " :الوضعية اليت متكن مؤسسة ما من احلصول على مركز قوة اقتصادية يف السوق املعنية من
شأهنا عرقلة قيام منافسة فعلية فيه وتعطيها إمكانية القيام بتصرفات منفردة إىل حد معترب إزاء منافسيها أو ز ابئنها أو ممونيها
. 2جتسيدا هلذه احلالة ،ذهب جملس الوزراء املنعقد يف 2003/12/28إىل اعتماد صيغة الرتاضي البسيط لتحقيق الربانمج
الذي يهدف إىل إجناز 20ألف سكن اجتماعي لفائدة منكويب زلزال والييت اجلزائر وبومرداس ،وذلك تطبي ًقا للمادة37
من املرسوم الرائسي رقم .250-02
27
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
▪ أال تكون وسيلة ومناورة من طرف املصلحة املتعاقدة ابملماطلة ،أي أبن تتماطل املصلحة املتعاقدة إىل حني
تعرض امللك أو االستثمار إىل خطر داهم لتلجأ إىل املتعاقد الذي ترغب فيه.
وعند عدم وجود أحد الشروط السابقة تنتفي حالة االستعجال امللح اليت جتيز للمصلحة املتعاقدة إبرام الصفقة
وفقا إلجراء الرتاضي البسيط.
مالحظة :على املصلحة املتعاقدة تقدمي التربيرات الالزمة وكل ما يثبت حتقق هذه الشروط عند كل رقابة متارس
على الصفقة العمومية.
✓ حالة متوين مستعجل خمصص بشروط:
هذه احلالة مستقلة عن احلاالت السابقة ،بسبب أهنا تتطلب شروطا خاصة وتطبق يف جمال حمدد ودقيق
يتعلق ابلتموين؛ حيث تكون فيه املصلحة املتعاقدة يف حاجة سريعة خلدمة ما يتوقف عليها نشاطها ،ولو
ألزمناها ابخلضوع لشرط الصفقة العمومية ،وما يستلزمه من نشر وآجال وإجراءات لتوقفت احلركة ويف ذلك
إضرار ابلسوق وحاجيات السكان ،لذا وجب متكينها من التعاقد أبسلوب الرتاضي البسيط .
وبناء عليه إذا فإذا تعلق األمر بتوفري حاجيات السكان األساسية ،وكان على املصلحة املتعاقدة أن
تتحرك بسرعة لضمان سلعة معينة أو حاجة للجمهور ،وضمان وجودها وحسن توزيعها بشكل مستمر ومنظم
كمادة الدقيق أو احلليب مثال يف ظل ال كوارث الطبيعية اليت تفرض على الدولة مبختلف أجهزهتا السرعة يف
اختاذ القرارات من أجل تغطية حاجات املنكوبني اليت تربز دفعة واحدة ،مما حيتم على املصلحة املتعاقدة اللجوء
مباشر ةً ملمون أو جمموعة ممونني لتزويدها ابملواد حمل التعاقد ،ولن يكون ذلك إال وفق أسلوب الرتاضي
البسيط.
إال أن املشرع قد ضبط هذه احلالة من حاالت الرتاضي البسيط بشرطني ومها:
▪ عدم توقع الظروف املسببة هلذه احلالة.
▪ أال تكون نتيجة مناورات للمماطلة من طرف املصلحة املتعاقدة .
✓ حالة مشروع ذي أمهية وطنية:
إذا كان هناك مشروع سينتج عنه أثر إجيايب تعم فائدته على كامل إقليم الدولة ،وسيتطلب إبرامه أعباء
مالية ضخمة جدا ،فإن املشرع وصفه يف املادة 43الفقرة الرابعة من املرسوم الرائسي 15 - 247بقوله :ذو
أولوية وذو أمهية وطنية يكتسي طابعا استعجاليا ،فيمكن للمصلحة املتعاقد أن تربمه وفق أسلوب الرتاضي
البسيط.
ولكن املشرع اشرتط أن تكون هذه الظروف اليت استوجبت هذا االستعجال غري متوقعة من طرف
املصلحة املتعاقدة ،وأيضا أال تكون نتيجة ملناورات للمماطلة من طرفها ،وإذا حتقق ذلك تبقى املوافقة املسبقة
28
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
من جملس الوزراء يف حالة أن كان املبلغ يساوي أو يفوق عشرة ماليري دينار 10.000.000.000دج،وإن
قل عن ذلك إلذن مسبق عند اجتماع احلكومة.
✓ عندما يتعلق األمر برتقية اإلنتاج أو األداة الوطنية العمومية لإلنتاج:
وهي من احلاالت اليت ذكرها املرسوم الرائسي ، 15 - 247ولعل هدف املشرع من ذلك هو متكني املصلحة
املتعاقدة من إبرام الصفقة يف وقت وجيز من أجل حتقيق الرتقية لألداة الوطنية لإلنتاج ،مع أن
املشرع جعل العبارة عامة ومطلقة مما يفتح الباب واسعا للتفسري والتأويل.
ونظرا ألمهيتها فقد أخضعها املشرع كسابقتها للموافقة املسبقة جمللس الوزراء ،إذا كان مبلغ الصفقة
يساوي أو يفوق عشرة ماليري دينار 10.000.000.000دج ،وللموافقة املسبقة جمللس احلكومة إذا كاان
ملبلغ يقل عن القيمة السالف ذكرها.
مالحظة :عندما تكون املصلحة املتعاقدة أمام إحدى حاالت الرتاضي البسيط جيب عليها أال تلجأ إىل
صفقات دولية ،وذلك حسب نظري من الناحية الواقعية العملية ،حيث يعود سبب ذلك إىل أن الرتاضي
البسيط عندما يتم يف شكل صفقة دولية يكون جماال لرتعرع الفساد ،ولعل فضائح سوانطراك كانت
بسبب صفقات الرتاضي اليت متت مع متعاملني أجانب .
✓ عندما مينح نص تشريعي أو تنظيمي مؤسسة عمومية اقتصادية حقًا حصراي القيام مبهمة اخلدمة
العمومية ،أو عندما تنجز هذه املؤسسة كل نشاطها مع هيئات وإدارات عمومية ذات طابع إداري
. 1قد خصص املشرع اجلزائري يف املرسوم الرائسي رقم ، 247-15اباب أبكمله للرقابة) الباب اخلامس( ،وأدرج فيه جمموعة من األقسام ،وفصل
يف أحكام الرقابة مبا مل يفعله مع أحكام أخرى ،حيث خصص هلا 47مادة) من املادة 156إىل املادة ) 202مبا يعكس أمهية الرقابة على
مستوى تنظيم الصفقات العمومية
29
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
وبعده " ،كما أكدت املادة 157على هذه الرقابة فنصت على " :متارس على الصفقات خمتلف أنواع
الرقابة املنصوص عليها يف هذا املرسوم كيفما كان نوعها ويف حدود معينة دون املساس ابألحكام القانونية
األخرى اليت تطبق عليها".
أوال :الرقابة اإلدارية:
امتدادا إىل سلسلة القيود اليت تضبط عمل املصاحل املتعاقدة يف إبرامها للصفقات العمومية وضماان
لتحقيق احرتام قواعد إبرام الصفقات ومبادئها ،حرص املشرع على فرض ضوابط وجب التصرف يف
حدودها حتقيقا للمصلحة العامة اليت تسعى هلا املصلحة املتعاقدة من خالل صفقاهتا.
جتسيدا هلذا الغرض نص املشرع يف قانون الصفقات العمومية على إخضاع عملية إبرام الصفقات
العمومية للرقابة ،ولقد جاءت املادة 156من املرسوم الرائسي ، 247-15مبينة أن الرقابة على الصفقات
تشمل خمتلف مراحل الصفقة.
إن الرقابة اإلدارية إحدى الوظائف اإلدارية املهمة ،واليت تتعلق مبتابعة النشاطات من أجل مطابقتها
للخطط املرسومة ، 1وتضطلع هبذه املهمة جلان يتم إحداثها على مستوى كل مصلحة متعاقدة وخارجها،
وأيضا هيئات حددها تنظيم الصفقات العمومية ،وابلتايل فهي متنوعة.
.1الرقابة الداخلية) الرقابة الذاتية:إن الرقابة الداخلية رقابة تقوم هبا املصلحة املتعاقدة على يد موظفيها أو
املصاحل التابعة هلا؛ فهي نوع من الرقابة الذاتية ،تتجلى أمهيتها يف ال كشف عن االحنرافات والتجاوزات مبراجعة
وفحص خمتلف اإلجراءات ألجل التحقق من صحتها وسالمتها.
وابلرجوع إىل األحكام املنظمة للصفقات العمومية يقوم ابلرقابة الداخلية للجنة واحدة تسمى " جلنة
فتح األظرفة وتقييم العروض" 2ليكون بذلك قد وضع هيكلة جديدة وجذرية ألحكام الرقابة الداخلية يف
املرسوم الرائسي رقم ،247-15من خالل نص املادة 159من املرسوم الرائسي ، 247-15يتبني لنا
أن املشرع اجلزائري قد فرض على املصلحة املتعاقدة وسلطتها الوصية أن تنشئ هيئة للممارسة الرقابة على
الصفقات ،مساها يف املادة 160من املرسوم بلجنة فتح األظرفة وتقييم العروض سعيا منه لتبسيط اإلجراءات
وتيسريها ،وضبطها املشرع أبن تعمل يف إطار القوانني والتنظيمات املعمول هبا ،و ابلرجوع للنصوص املنظمة هلا
.
تشكيلة اللجنة:
1
ROBBINS Stephen, DECENZO David, Management l’essentiel des concepts et des pratiques, 4éme édition,
Persan Education, France, 2004, P434.
2املادة ، 161من املرسوم الرائسي رقم ، 247-15واملتعلق بتنظيم الصفقات العمومية ،مصدر سابق
30
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
نصت املادة 160من املرسوم الرائسي 247-15على ":حتدث املصلحة املتعاقدة يف إطار
الرقابة الداخلية جلنة دائمة واحدة أو أكثر مكلفة بفتح األظرفة وحتليل العروض والبدائل واألسعار
االختيارية عند االقتضاء تدعى يف صلب النص" جلنة فتح األظرفة وتقييم العروض "وتتشكل هذه اللجنة
من موظفني مؤهلني اتبعني للمصلحة املتعاقدة خيتارون لكفاءهتم.
ميكن للمصلحة املتعاقدة وحتت مسؤوليتها أن تنشئ جلنة تقنية تكلف إبعداد تقرير حتليل العروض
حلاجات جلنة فتح األظرفة وتقييم العروض".
وبذلك يكون املشرع قد منح املصلحة املتعاقدة حرية تشكيل واختيار أعضاء جلنة فتح األظرفة من بني
موظفيها ،مما يعين أن هذه التشكيلة ستختلف حبسب طبيعة املصلحة املتعاقدة ،ويكون املشرع اجلزائري
بذلك قد أحسن صنعا ،بسبب أن ما يصلح هليئة قد ال يصلح هليئة أخرى..
وطبقا لنص املادة 162من املرسوم الرائسي رقم ، 247-15فإن مسؤول املصلحة املتعاقدة
مبوجب مقررة حيدد تشكيلة هذه اللجنة الدائمة وقواعد سريها ونصاهبا يف إطار اإلجراءات القانونية والتنظيمية
املعمول هبا.
كما أن املشرع وسعيا منه لتبسيط اإلجراءات ومراعاة خصوصية وطبيعة بعض الصفقات العمومية،
أجاز للمصلحة املتعاقدة إمكانية إنشاء جلنة تقنية تكلف إبعداد تقرير حتليل العروض ،ملساعدة جلنة فتح
األظرفة وتقييم العروض يف أداء مهمتها.
مهام جلنة فتح األظرفة:
جاء حتديد مهام جلنة فتح األظرفة وتقييم العروض يف صلب املادة 71من املرسوم الرائسي رقم -15
،247وحصرهتا يف مايلي:
▪ تثبت صحة تسجيل العروض؛ أبن تثبت العروض وتسجلها يف سجل خاص ؛
▪ تعد قائمة املرشحني أو املتعهدين حسب ترتيب اتريخ وصول أظرفة ملفات ترشحهم أو عروضهم ،مع توضيح
حمتوى واملبالغ املقرتحة يف كل تعهد والتخفيضات احملتملة؛
▪ تعد قائمة تتعلق ابلواثئق اليت يتكون منها كل عرض.
▪ التوقيع ابألحرف األوىل على واثئق األظرفة املفتوحة اليت ال تكون حمل طلب استكمال.
▪ حترير احملضر أثناء انعقاد اجللسة ،والذي يوقعه مجيع أعضاء اللجنة احلاضرين ،والذي جيب أن يتضمن عند
االقتضاء التحفظات احملتملة اليت يقدمها أعضاء اللجنة عند الفتح؛
▪ تدعو املرشحني أو املتعهدين عند اللزوم كتابيا عن طريق املصلحة املتعاقدة الستكمال عروضهم التقنية
31
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
إذا كان هناك نقص يف الواثئق حتت طائلة رفض عروضهم يف أجل أقصاه عشرة أايم ابتداء من اتريخ فتح
األظرفة ،وهذا ابستثناء التصريح ابالكتتاب وكفالة التعهد واملذكرة التقنية التربيرية ،ومهما يكن من أمر تستثىن
من طلب االستكمال كل الواثئق الصادرة عن املتعهد واملتعلقة بتقييم العروض.
▪ تقرتح اللجنة على املصلحة املتعاقدة عند اللزوم يف حمضر إعالن عدم جدوى طلب العروض حسب الشروط
املنصوص عليها يف املادة 40من هذا املرسوم ،واليت بينت أنه يف حالة عدم استالم أي
عرض ،أو عندما ال يتم اإلعالن بعد تقييم العروض عن مطابقة أي عرض ملوضوع الصفقة مع حمتوى
دفرت الشروط ،أو عندما ال ميكن ضمان متويل احلاجات.
▪ ترجع اللجنة عن طريق املصلحة املتعاقدة األظرفة اليت مل يتم فتحها إىل أصحاهبا من املتعاملني
االقتصاديني عند اللزوم ،على أساس أهنا جلنة داخلية ال جيوز هلا التعامل املباشر مع املتعاملني بل عن طريق
املصلحة املتعاقدة ،حسب الشروط املنصوص عليها يف هذا املرسوم.
كما أن املشرع اجلزائري قد وضع بعض األحكام اخلاصة ببعض الصفقات يف املرسوم الرائسي رقم
، - 247فطبقا للمادة 70يف فقرهتا الثالثة من هذا املرسوم ،ويف حالة طلب العروض احملدود يتم فتح
عروض املتنافسني التقنية أو التقنية النهائية والعروض املالية فيه على مرحلتني.
كما أشارت املادة الفقرة الرابعة من نفس املادة إىل أن حالة املسابقة يتم فتح عروض املتنافسني التقنية
وعروض اخلدمات والعروض املالية فيها على ثالث مراحل ،وفتح أظرفة اخلدمات ال تتم يف جلسة علنية ،وقد
محل املشرع املصلحة املتعاقدة املسؤولية كاملة فيما يتعلق ابلعروض املالية ووضعها يف مكان آمن
وطبقا للمادة 72من املرسوم الرائسي ،247-15وبعد انتهاء املرحلة األوىل من مهمة اللجنة
الكشف عن قائمة املرشح ين املتنافسني ،تتوىل اللجنة يف إطار التقييم املهام التالية:
▪ إقصاء الرتشيحات والعروض الغري املطابقة حملتوى دفرت الشروط املعد طبقا ألحكام هذا املرسوم أو ملوضوع
الصفقة ،ويف حالة اإلجراءات اليت ال حتتوي على مرحلة انتقاء أويل ال تفتح أظرفة العروض التقنية واملالية
واخلدمات عند االقتضاء املتعلقة ابلرتشيحات املقصاة.
▪ تعمل اللجنة على حتليل العروض املتبقية بعد عملية اإلقصاء على مرحلتني ،ويكون ذلك على أساس
املعايري واملنهجية املنصوص عليها يف دفرت الشروط ،وتكون املرحلة األوىل للرتتيب التقين للعروض مع إقصاء
العروض اليت مل تتحصل على العالمة الدنيا الالزمة املنصوص عليها يف دفرت الشروط،
مث مرحلة اثنية تتعلق بدراسة العروض املال املالية للمتعهدين الذين ت أتهيلهم األويل تقنيا مع مراعاة التخفيضات
احملتملة يف عروضهم.
▪ تقوم اللجنة طبقا لدفرت الشروط ابنتقاء أحسن عرض من حيث املزااي االقتصادية واملتمثلة يف:
32
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
✓ األقل مثنا من بني العروض املالية املرشحني املختارين عندما يسمح موضوع الصفقة بذلك .ويف هذه احلالة
يستند تقييم العروض إىل معيار السعر فقط؛ أي العرض األقل سعرا.
✓ األقل مثنا من بني العروض املؤهلة تقنيا إذا تعلق األمر ابخلدمات العادية ،ويف هذه احلالة يستند تقييم
العروض إىل عدة معايري من بينها معيار السعر.
✓ املرشح الذي حيصل على أعلى نقطة استنادا إىل ترجيح عدة معايري من بينها معيار السعر إذا كان االختيار
يستند ويعتمد أساسا على اجلانب التقين للخدمات.
▪ تقرتح اللجنة على املصلحة املتعاقدة رفض العرض املقبول إذا ثبت أن بعض ممارسات املتعهد املعين تشكل
تعسفا يف وضعية هيمنة على السوق ،أو قد تتسبب يف اختالل املنافسة يف القطاع املعين ولكن بشروط أن
يوضح ويبني هذا احلكم يف دفرت الشروط.
▪ تستطيع اللجنة إذا الحظت أن العرض املايل اإلمجايل للمتعامل االقتصادي املختار ،أو كان سعر
▪ واحد أو أكثر من عرضه املايل يبدو منخفضا بشكل غري عادي أو ملفت للنظر ،أن تطلب منه عن طريق
املصلحة املتعاقدة كتابيا التربيرات والتوضيحات اليت تراها الزمة ومالئمة ،وبعد التثبت والتحقق من التربيرات
والتوضيحات املقدمة ،ميكنها أن تقرتح على املصلحة املتعاقدة أن ترفض هذا العرض إذا مل تقتنع ابجلواب املقدم
من املتعهد ،ورأته غري مربر من الناحية االقتصادية ،فرتفض املصلحة املتعاقدة هذا العرض مبوجب مقرر معلل
ومربر ،وذلك كضمانة لصاحب العرض املايل.
▪ إذا أقرت اللجنة أن العرض املايل للمتعامل االقتصادي املختار مؤقتا مبالغ فيه ،تقرتح أيضا رفض
▪ هذا العرض على املصلحة املتعاقدة ،فرتفضه هذه األخرية مبوجب مقرر معلل ومربر ،وذلك كضمانة
لصاحب العرض املبعد.
▪ ويف حالة طلب العروض احملدود يتم انتقاء أحسن عرض من حيث املزااي االقتصادية ،وذلك استنادا إىل
ترجيح عدة معايري.
كما تقرتح اللجنة يف حالة إجراء املسابقة على املصلحة املتعاقدة قائمة ابلفائزين املعتمدين ،وتقوم ▪
بدراسة عروضهم املالية بعد ذلك النتقاء أحسن عرض من حيث املزااي االقتصادية استنادا إىل ترجيح عدة
معايري.
.2الرقابة اخلارجية)القبلية(
إن الرقابة اخلارجية على الصفقات العمومية متارسها أجهزة كثرية ومتعددة ،منها الوزارة الوصية ورقابة
الوصاية ،ومنها جملس احملاسبة الذي يقوم على محاية املال العام واحلقوق اخلزينة العمومية ،ومنها الرقابة القضائية
واملتعلقة مبنازعات الصفقات العمومية ،ومنها أجهزة أخرى ذات طابع مايل.
33
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
1أنظر :املادة ، 51 / 2 - 3من املرسوم الرائسي ، 247-15واملتعلق بتنظيم الصفقات العمومية ،مصدر سابق.
34
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
كما تدرس مشاريع املالحق ولكن ضمن احلد املايل املطلوب يف املرسوم ،حيث ال خيضع -15
247هذا امللحق لرقابة اللجنة اجلهوية للصفقات مىت ت ضمن 10%من املبلغ األصلي للصفقة األصلية ،مما
يعين ان االختصاص يعقد للجنة مىت توفر املعيار العضوي واملعيار املايل .
▪ رقابة جلنة الصفقات للمؤسسة الوطنية العمومية واهليكل غري املمركز للمؤسسة الوطنية
العمومية ذات الطابع اإلداري.
إن هذه اللجنة قد ت استحداثها يف املرسوم الرائسي 247-15يف مادته ، 172حيث نصت
على تشكيلها ومهامها ،فنجدها تتشكل من:
* ممثل عن السلطة الوصية رئيسا.
* املدير العام أو مدير املؤسسة أو ممثله.
* ممثلني اثنني عن الوزير املكلف ابملالية) أحدمها عن املديرية العامة للميزانية ،واألخر عن املديرية
العامة للمحاسبة(.
* ممثل عن الوزير املعين ابخلدمة موضوع الصفقة.
*ممثل عن وزير التجارة.
وابلنسبة الختصاصات هذه اللجنة فقد حددهتا املادة 172من املرسوم الرائسي ،247-15حيث
تتوىل هذه اللجنة دراسة مشروع دفرت شروط الصفقة يف كل أشكال طلبات العروض قبل اإلعالن عنها ،بل
وحىت يف بعض حاالت الرتاضي يؤخذ رأيها( ، ) 1فكأن هذه اللجنة متارس دور السلطة التشريعية عندما
تدرس مشاريع القوانني وتصادق عليها ،وذلك دليل على أن املشرع يسعى إىل أن تدار الصفقة العمومية وتسري
بكيفية مجاعية من أجل عدم الوقوع يف الفساد.
كما ختتص اللجنة بدراسة الطعون الناجتة عن املنح املؤقت للصفقة ،حيث نصت املادة 82من
املرسوم 247-15يف فقرهتا الثانية على أنه يشار يف إعالن املنح املؤقت للجنة الصفقات اليت ينبغي عرض
الطعن أمامها يف مدة 10أايم يتم خالهلا تقدمي طعوهنم ،وذلك جتسيدا من املشرع لآلليات املكرسة ملبدأ
الشفافية .كما تدرس مشاريع املالحق ولكن ضمن احلد املايل املطلوب يف املرسوم( ، 15 - 247 ( 2
حيث ال خيضع
هذا امللحق لرقابة اللجنة اجلهوية للصفقات مىت ت ضمن 10%من املبلغ األصلي للصفقة األصلية ،مما يعين
ان االختصاص يعقد للجنة مىت توفر املعيار العضوي واملعيار املايل .فعقد االختصاص هلذه اللجنة مرهون بتوافر
املعيار املايل املتمثل يف احلد املايل املطلوب واملتمثل يف:
-ابلنسبة لصفقة االشغال جيب أن يساوي السقف املايل للصفقة أو يقل عن1.000.000.000
35
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
مليار دينار فإهنا ختضع للجنة اجلهوية للصفقات وما زاد فإنه خيضع للجنة القطاعية للصفقات.
-ابلنسبة لصفقة اقتناء اللوازم جيب أن يساوي السقف املايل للصفقة أو أقل 300.000.000دج
ثالمثائة مليون دينار ،فإهنا ختضع للجنة اجلهوية للصفقات وما زاد فإنه خيضع للجنة القطاعية للصفقات.
-ابلنسبة لصفقات اخلدمات جيب أن يساوي السقف املايل للصفقة أو يقل عن 200.000.000دج
مائيت مليون دينار ،فإهنا ختضع للجنة اجلهوية للصفقات وما زاد فإنه خيضع للجنة القطاعية للصفقات.
36
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
الرائسي ، 15 - 247يف فقرهتا الثانية على أنه يشار يف إعالن املنح املؤقت للجنة الصفقات اليت ينبغي
عرض الطعن أمامها يف مدة 10أايم يتم خالهلا تقدمي طعوهنم.
▪ رقابة اللجنة البلدية للصفقات.
إن املشرع اجلزائري يف قانون البلدية الصادر مبوجب القانون رقم ، 10-11نص يف املادة 189منه على
أن إبرام صفقات األشغال واقتناء اللوازم واخلدمات والدراسات ختضع لنظيم الصفقات العمومية.
إن الرقابة على عملية إبرام الصفقات العمومية على املستوى البلدي موكلة لك ل من رئيس اجمللس الشعيب
البلدي ،وكذا ال جلنة البلدية للصفقات.
فلقد نصت املادة 82من القانون رقم 10-11واملتعلق ابلبلدية على أن " :إن رئيس اجمللس الشعيب
البلدي يقوم ابسم البلدية ،وحتت مراقبة اجمللس جبميع األعمال اخلاصة ابحملافظة على األموال واحلقوق اليت
تتكون منها ثروة البلدية السيما ما أييت - :إبرام املناقصات أو املزايدات اخلاصة أبشغال البلدية ومراقبة
حسن تنفيذها....".
كما نص املرسوم الرائسي رقم ، 247-15يف نص املادة 174على تشكيلة واختصاصات هذه اللجنة،
فنجدها تتشكل من:
-رئيس اجمللس الشعيب البلدي أو ممثله رئيسا.
-ممثل عن املصلحة املتعاقدة.
-منتخبني اثنني ميثالن اجمللس الشعيب البلدي.
-ممثلني اثنني عن الوزير املكلف ابملالية) أحدمها عن املديرية العامة للميزانية ،واألخر عن املديرية العامة
للمحاسبة(.
-ممثل املصلحة التقنية املعنية ابخلدمة ،والذي يتوىل تزويد أعضاء اجللسة بكل املعلومات املتعلقة ابلصفقة.
ولقد أانط املشرع إىل هذه اللجنة البلدية رقابة الصفقات على املستوى البلدي وب ي ن اختصاصاهتا يف املادة
174من املرسوم الرائسي .247-15حيث تتوىل اللجنة البلدية للصفقات دراسة مشروع دفرت شروط
الصفقة يف كل أشكال طلبات العروض قبل اإلعالن عنها ،بل وحىت يف بعض حاالت الرتاضي يؤخذ رأيها.
كما ختتص اللجنة بدراسة الطعون الناجتة عن املنح املؤقت للصفقة ،حيث نصت املادة 82من
املرسوم الرائسي ، 247-15يف فقرهتا الثانية على أنه يشار يف إعالن املنح املؤقت للجنة الصفقات اليت
ينبغي عرضا لطعن أمامها يف مدة 10أايم يتم خالهلا تقدمي طعوهنم.
▪ جلنة الصفقات للمؤسسات العمومية الوطنية واهليكل غري املمركز للمؤسسات العمومية الوطنية ذات
الطابع اإلداريّّ .
37
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
نصت املادة 175من املرسوم الرائسي 247-15على تشكيلة هذه اللجنة واختصاصاهتا،
فتتشكل من:
-ممثل السلطة الوصية رئيسا.
-املدير العام أو مدير املؤسسة حسب احلال مؤسسة وطنية ،بلدية ،والئية.
-ممثالن عن الوزير املكلف ابملالية) أحدمها عن املديرية العامة للميزانية ،واألخر عن املديرية العامة
للمحاسبة(.
-ممثل عن املصلحة التقنية املعنية ابخلدمة للوالية حسب موضوع الصفقة.
-ممثل عن املصلحة التقنية املعنية ابخلدمة.
ومتارس هذه اللجنة االختصاصات التالية:
تتوىل هذه اللجنة دراسة مشروع دفرت شروط الصفقة يف كل أشكال طلبات العروض قبل اإلعالن
عنها ،بل وحىت يف بعض حاالت الرتاضي يؤخذ رأيها كما بيناه سابقا.
كما ختتص اللجنة بدراسة الطعون الناجتة عن املنح املؤقت للصفقة ،حيث نصت املادة 82من
املرسوم الرائسي ، 247-15يف فقرهتا الثانية على أنه يشار يف إعالن املنح املؤقت للجنة الصفقات اليت
ينبغي عرض الطعن أمامها يف مدة 10أايم يتم خالهلا تقدمي طعوهنم.
اللجنة القطاعية للصفقات العمومية.
أعلنت املادة 179من املرسوم الرائسي رقم 247-15عن إحداث جلنة قطاعية للصفقات على
مستوى كل دائرة وزارية ،مهمتها الرقابة على الصفقات العمومية ضمن النطاق احملدد يف املادة184 .
وذهبت املادة 185من املرسوم الرائسي رقم ، 247-15لبيان تشكيلة هذه اللجنة ،فهي تتشكل من:
-الوزير املعين أو ممثله رئيسا.
-ممثل الوزير املعين انئب الرئيس.
-ممثل املصلحة املتعاقدة.
-ممثالن عن القطاع املعين.
-ممثالن عن الوزير املكلف ابملالية )أحدمها عن املديرية العامة للميزانية ،واألخر عن املديرية العامة
للمحاسبة(
-ممثل عن الوزير املكلف ابلتجارة.
38
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
ولقد صدر قرار عن وزارة املالية بتاريخ 12016حمددا ألعضاء اللجنة القطاعية للصفقات العمومية،
حيث أشار لألعضاء الدائمني واإلضافيني.
واشرتطت املادة 187من املرسوم 15 - 247شرط ال كفاءة يف أعضاء هذه اللجنة ،مث حددت
مدة العضوية فيها بثالث سنوات ،متارس خالهلا اللجنة أعماهلا انطالقا من نظام داخلي تصادق عليه ،مث يصدر
مبوجب مرسوم تنفيذي.2
وذهبت املادة 175وما يليها من املرسوم 247-15إىل بيان اختصاصات هذه اللجنة، 3حيث متارس
االختصاصات التالية:
-تتوىل هذه اللجنة دراسة مشروع دفرت شروط الصفقة يف كل أشكال طلبات العروض قبل اإلعالن عنها ،بل
وحىت يف بعض حاالت الرتاضي يؤخذ رأيها كما بيناه سابقا.
-كما ختتص اللجنة بدراسة الطعون الناجتة عن املنح املؤقت للصفقة ،حيث نصت املادة 82من املرسوم
الرائسي ، 247-15يف فقرهتا الثانية على أنه يشار يف إعالن املنح املؤقت للجنة الصفقات اليت ينبغي
عرض الطعن أمامها يف مدة 10أايم يتم خالهلا تقدمي طعوهنم.
1القرار الوزاري الصادر بتاريخ 12يناير ، 2016واملتضمن تعيني أعضاء اللجنة القطاعية للصفقات العمومية لوزارة املالية ،اجلريدة الرمسية العدد
رقم ، 17لعام ، 2016مث توالت بعدها القرارات الوزارية املتعلقة بتعيني أعضاء هذه اللجنة حسب كل قطاع
2أنظر :املادة 190من املرسوم الرائسي ، 15 - 247مصدر سابق
3أنظر :املادة 175وما يليها من املرسوم الرائسي ، 15 - 247املصدر نفسه
4يعود إدراج الرقابة الوصائية يف إطار الرقابة اإلدارية اخلارجية لسببني:
-فهي رقابة خارجية ألهنا متارس خارج املصلحة املتعاقدة،
-وهي رقابة إدارية ألهنا متارس من هيئات إدارية
5
LOMBARD Martine et DUMONT Grilles, Droit administratif, 6éme édition, DALLOZ, Paris, 2005, P 144.
39
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
الفعالية واالقتصاد ،وفيما إذا كان يدخل موضوع الصفقة يف إطار الربانمج واألسبقيات املرسومة ،وهي
الرقابة اليت تقوم هبا الوصاية قبل البدء يف تنفيذ الصفقة حفاظا على املال العام وحتقيقا للدميقراطية احمللية.
وإذا أخذان مثاال عن الرقابة الوصائية فيجب على البلدية إرسال امللف الكامل للصفقة إىل الوايل ،بدء
من حمضر التأشري على دفرت الشروط واإلعالن عن املناقصة يف اجلرائد الوطنية والنشرة الرمسية لصفقات
1
املتعامل العمومي ،وصول اً إىل التأشرية املمنوحة من هيئات الرقابة اخلارجية ،واملداولة اخلاصة ابلصفقة
تتضمن املداولة خمتلف املراحل اليت مرت هبا الصفقة ،فيتم التأكد من وجود النفقة ،وفيما إذا ت منح
املشروع للعارض الذي قدم أحسن أو أقل عرض حسب احلالة ،وللوايل مهلة 30يوما للمصادقة عليها
والتقرير يف شرعيتها وصحتها ،كما له حق املطالبة بتصحيح األخطاء وحىت إبطال املداولة
1
MARCEAU Anne et VERPEAUX Michel, "Qui exerce le contrôle de légalité sur les actes descollectivités
locale ?", Revue Française de Droit Administratif, N°1, Paris, 2001, P 129.
40
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
1أنظر :املادة 24من أحكام املرسوم الرائسي رقم ، 236-10املعدلة واملتممة مبوجب املادة مخسة من املرسوم الرائسي رقم .23-12
2سبكي ربيحة ،سلطات املصلحة املتعاقدة اجتاه املتعامل املتعاقد معها يف جمال الصفقات العمومية ،مذكرة لنيلّ . .شهادة املاجستري يف القانون،
فرع قانون اإلجراءات اإلدارية ،جامعة تتيزي وزو وزو ، ّ 2013،ص10
41
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
تعترب سلطة اإلشراف امتياز خيول لإلدارة مرافقة املتعاقد معها وتوجيهه وذلك من أجل ضمان حسن
تنفيذ الصفقة على الشروط املتفق علها 1والرقابة هبذا املعىن الضيق املتمثل يف حق اإلشراف متثل احلد األدىن ملا
ميكن االعرتاف به للمصلحة املتعاقدة يف جمال رقابتها على تنفيذ الصفقات العمومية ،إذ من
واجبها أن تتوىل األشراف على املتعاقد معها حىت تتأكد من قيامه بتنفيذ العقد طبقا للبنود والشروط املتفق
عليها 2تظهر هذه السلطة خاصة يف صفقات اإلجناز ومتارس عادة ابلتنسيق مع مكتب الدراسات املعهود إليه
متابعة تنفيذ الصفقة وهذا ما أشارت إليه املادة 36فقرة 03من املرسوم الرائسي ،247-15بنصها "..كل
مصلحة متعاقدة مسؤولة عن حسن تنفيذ اجلزء من الصفقة اليت يعنيها"3...
متارس سلطة الرقابة مبعىن اإلشراف عن طريق األعمال املادية اليت تباشرها املصلحة املتعاقدة ،كزايرة
ورشات العمل والتحقق من سالمة املواد املستعملة وجودهتا بواسطة الفحص واالختبار ،أو استالم بعض الواثئق
لإلطالع عليها وفحصها ،أو مراقبة نوعية املستخدمني من حيث اخلربة والتخصص يف اجناز بعض األشغال
اليت تتطلب وجود أشخاص هلم دراية وخربة معينة تتطلبها طبيعة األعمال موضوع الصفقة ،كما
متارس أيضا عن طريق أعمال قانونية ،كأن تصور اإلدارة أوامر تنفيذية أو تعليمات أو انذارات للمتعاقد معها
.4
متلك املصلحة املتعاقدة يف مواجهة املتعاقد معها ابعتبارها صاحبة الصفقة حق مراقبة تنفيذ صفقاهتا
وذلك بقصد الوصول إىل الغاايت اليت من أجلها تربم الصفقة وحيث أن هذه األخرية يتم تنفيذها عرب جمموعة
من الشروط اليت يتم االتفاق عليها ،سواء من الناحية الفنية أو التقنية أو املالية ،فإن املصلحة املتعاقدة متارس
سلطاهتا من خالل الرقابة أثناء اجناز األعمال وتنفيذ الشروط املتفق عليها ،فهي تعمل دوما على مراقبة
.التعاقد معها والتحقق من مدى التزامه بتنفيذ شروط الصفقة .
فال ميكن لإلدارة انتظار انتهاء الصفقة حىت متارس سلطة املراقبة عليها وإمنا تتزامن هذه املراقبة مع
التنفيذ وتتم سواء عن طريق التقارير اليت يرسلها كل من املتعاقد ومكتب الدراسات إىل اإلدارة واليت تتعرض
لنسبة تقدم األشغال والعراقيل املادية والتقنية اليت تعوق السري احلسن لألشغال ،وٕا ما عن طريق اخلرجات
امليدانية اليت تقوم هبا فرق إدارية متخصصة من أجل معاينة التنفيذ
1سليمان حممد الطماوي ،األسس العامة للعقود االدارية ،دار الفكر العريب ،القاهرة ،مصر ،ط ،1991 ، 5ص 257
2حممود أبو السعود ،سلطة االدارة يف الرقابة على تنفيذ العقد االداري ،جملة العلوم القانونية واالقتصادية ،جامعة عني مشس،مصر ،1997 ،ص 20
. 3املادة 36من املرسوم الرائسي 247-15
4عبد العزيز عبد املنعم خليفة ،األسس العامة للعقود اإلدارية ،اإلبرام والتنفيذ يف ضوء أحكام جملس الدولة وفقا لقانون املناقصات
واملزايدات مناة املعارف ،اإلسكندرية ،مصر ،ص256
42
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
وال تقتصر املراقبة على طريقة التنفيذ وآجاهلا فحسب وإمنات مشل أيضا الوسائل واملواد واملنتجات
املستعملة لتنفيذ الصفقة ،وكذا التأكد من أن املصلحة املتعاقدة قادرة على تنفيذ الصفقة وكذا التأكد من
قدرات املرشحني واملتعهدين التقنية واملهنية واملالية
قبل القيام بتقييم العروض وهذا ما جاء يف املادتني 53و 54من املرسوم . 247-15
ابلرجوع إىل املرسوم الرائسي رقم 236-10يف املادة 92منه ،على أنه جيب على املصلحة املتعاقدة
أن حترص على إجياد الضماانت الضرورية اليت تتيح أحسن العروض وأحسن الشروط لتنفيذ الصفقة.
▪ سلطة التعديل
ان لإلدارة وعلى خالف مبادئ القانون اخلاص اليت تقتضي أبن العقد شريعة املتعاقدين ،حق تعديل
بعض شروط العقد ابرادهتا املنفردة دون احلاجة إىل موافقة الطرف اآلخر ،فهو ليس له احلق أن حيتج أو يعرتض
طاملا كان التعديل ضمن اإلطار .العام للصفقة وإسرتاتيجية املصلحة العامة وحسن تسيري املرفق العام.
سلطات املصلحة املتعاقدة يف جمال توقيع اجلزاء
وهي سلطة إهناء الصفقة) فسخ العقد (وكذا سلطة توقيع العقوابت املالية على املتعامل املتعاقدّ.
▪ سلطة إهناء الصفقة) فسخ العقد(
لإلدارة حق إهناء الرابطة التعاقدية وقطع العالقة بينها وبني املتعامل املتعاقد على ارتكاب خطأ جسيم
خيول لإلدارة ممارسة هذه السلطة.
غري أن سلطة فسخ العقد ،وابلنظر خلطورهتا وآاثرها فإن اإلدارة قبل ممارستها تلزم ابعذارها املعين
ابألمر .1
فاألصل أ ن الصفقات العمومية تنقضي ابلطرق الطبيعية ،سواء بتنفيذ االلتزامات التعاقدية القائمة ،أو ابنتهاء
مدهتا القانونية إال أهنا قد تنتهي هناية مبتسرة يف حالة الفسخ كأحد اجلزاءات اليت توقعها املصلحة املتعاقدة
بنفسها استنادا إىل النصوص املنظمة للصفقات العمومية ودفرت الشروط اإلدارية العامة. 2
وابلرجوع إىل املرسوم الرائسي 247-15وابلتحديد املادة 149منه جندها تنص
على ما يلي" :إذا مل ينفذ املتعاقد التزاماته التعاقدية ،توجه له املصلحة املتعاقدة اعذارا .ليفي ابلتزاماته التعاقدية
يف أجل حمدد"..
وإذا مل يتدارك املتعاقد تقصريه يف األجل الذي حدده اإلعذار املنصوص عليه أعاله،فان املصلحة
التعاقدية ميكنها أن تقوم بفسخ الصفقة العمومية من جانب واحد ،وميكنها كذلك القيام بفسخ جزئي للصفقة.
1عمار بوضياف ،الوجيز يف القانون اإلداري ،دار رحيانة للنشر والتوزيع ،ال ا زئر ، 2003 ،ص1
2سبكي ربيحة ،مرجع سابق ،ص 140
43
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
وال ميكن االعرتاض على قرار املصلحة املتعاقدة بفسخ الصفقة عند تطبيقها البنود التعاقدية يف الضمان،
واملتابعات الرامية اىل إصالح الضرر الذي حلقها بسبب خطأ املتعاقد معها.
وابلتايل فاملرسوم الرائسي 247-15أعطى لإلدارة سلطة الفسخ اجلزئي للصفقة ،كما أعطى هلا
السلطة التقديرية يف اختاذ قرار فسخ الصفقة ،حىت من دون خطأ من املتعامل بشرط تربير ذلك ،وهذا ما نصت
عليه املادة 150من املرسوم الرائسي .247-15
ما ال شك فيه هو أن املتعاقد مع اإلدارة يسعى من وراء تعاقده إىل حتقيق الربح ،خاصة إذا كان
شخصا من أشخاص القانون اخلاص وهو الغالب.
يقيم العقد اإلداري نوعا من التوازن املايل بني مصاحل طرفيه ،ومن حق املتعاقد مع اإلدارة إذا اختل هذا التوازن
أن يطالب ابلتعويض إلعادته إىل ما كان عليه ،حىت يستطيع مواصلة تنفيذ العقد بطريقة الئقة ،وهذا احلق
معرتف به دون حاجة إىل النص عليه صراحة يف العقد وإذا أصاب املتعامل املتعاقد ضررا جراء عمل قامت به
اإلدارة .جاز له املطالبة ابلتعويض
▪ حقوق املتعامل املتعاقد
يتمتع املتعامل املتعاقد جبملة من احلقوق مع املصلحة املتعاقدة مقابل تنفيذ التزاماته وهي كالتايل:
* احلق يف اقتضاء املقابل املايل
ان احلق األول واألساسي للمتعامل املتعاقد مع اإلدارة هو احلصول على املقابل املايل املتفق عليه يف
العقد وختتلف صورة هذا املقابل حسب نوع العقد اإلداري..
* احلق يف التوازن املايل
من حق املتعامل املتعاقد مع اإلدارة أن يطالب ابلتعويض وذلك إذا اختل التوازن املايل للعقد ويرجع
اختالل التوازن املايل للعقد وزايدة أعباء للمتعاقد املالية إىل أسباب متعددة اليت قد حتدث أثناء تنفيذ العقد:
44
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
فقد ترجع زايدة األعباء إىل فعل املتعاقد نفسه لقيامه أبداء خدمات غري متفق عليها يف العقد لكنها
ضرورية أو مفيدة يف تنفيذه ،وحيدث ذلك على وجه اخلصوص يف عقود األشغال العامة.
وقد يكون هناك خطأ عمدي لإلدارة يف عدم قيامها بتنفيذ التزاماهتا الناشئة عن العقد عمدا أو إمهاال،
.
1
فإذا مل تقم اإلدارة بتنفيذ التزاماهتا تكون قد ارتكبت خطأ عمدي وهنا حيق للمتعامل طلب التعويض
▪ احلق يف التعويض
طبقا للقواعد املقررة يف القانون املدين فإن اإلدارة إذا تسببت يف إحداث ضرر للمتعامل املتعاقد جاز
هلذا األخري مطالبتها ابلتعويض ،وكذلك يف حالة إخالهلا ابلتزاماهتا التعاقدية ويف كل احلاالت ويف اللجوء إىل
القضاء املختص أن يثبت املتعامل املتعاقد إ ما خطأ اإلدارة أو جتاوزها ألحد البنود املنصوص عليها يف العقد
.للمطالبة ابلتعويض أو حىت عند القيام أبعمال اثنوية أو حتمل أعباء إضافية.2
1مال هللا جعفر عبد املالك احلمادي ،ضماانت العقد اإلداري ،ط ، 2دار اجلامعة اجلديدة ،اإلسكندرية ّّ 2010.،صّ 354
. 2أنظر املادة 140من املرسوم الرائسي 247-15
45
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
التعاقد عليه ،فإن كان األمر يتعلق بتوريد أو جتهيز أو عتاد فوجب أن يكون حسب األوصاف واملقاييس املتفق
عليها ،وهو األمر كذلك اذا تعلق موضوع الصفقة ابألشغال.
▪ االلتزام ابحرتام الوقت املتفق عليه ألداء اخلدمة
ان اهلدف األساسي من ابرام الصفقات العمومية هو ضمان السري احلسن واملستمر للمرافق العامة
العامة ،وتقدمي اخلدمات للجمهور ،ومن هذا املنطق فإن املتعامل املتعاقد جمرب وملزم ابحرتام اآلجال املتفق عليها
إلجناز املشاريع أو الصفقة موضوع العقد.
احملور التاسع :حاالت اهناء الصفقات العمومية
ابعتبار الصفقة العمومية من العقود الزمنية فالبد من مآل ساعة زواهلا الذي قد يتم ابلطرق العادية
وهي النهاية الطبيعية ألي صفقة عمومية .كما قد تكون ضحية خالفات بني األطراف نظرا لعدم احرتام أي
منهما اللتزاماته املفروضة فيؤدي إىل هنايتها.
أوال :النهاية الطبيعية للصفقات العمومية:
تعرب الصفقة العمومية عن عالقة قانونية بني طرفني يعترب الزمن فيها عنصرا جوهراي ،وابلتايل فانقضاء
املدة الزمنية لنفاذه يؤدي حتما إىل انقضائه ،ويبدأ سراين املدة من اتريخ املصادقة النهائية على العقد.
وقد حيدث وأن يغفل ذكر املدة يف العقد وهو أمر اندر الوقوع فنستعني ابملدة القصوى احملددة قانوان لتمثل
اتريخ هنايته حسب طبيعة كل صفقة. 1
واجلدير ابإلشارة أن قانون الصفقات العمومية مل خيصص أحكاما خاصة لكل نوع من الصفقات
العمومية ،بل مجيع أحكام الصفقات مبختلف أنواعها وترك للمصاحل املتعاقدة ابختالف أنواعها حرية حتديد
اتريخ هناية الصفقة العمومية حسب طبيعة كل صفقة ،كما تنتهي الصفقة العمومية هناية طبيعية بتنفيذ
موضوعها فتنحل الرابطة العقدية بوفاء كل طرف ابلتزاماته التعاقدية ،ففي عقد اخلدمات ينتهي العقد بوفاء
كل طرف مبا يف ذمته من التزام ،فيقوم املتعهد بتنفيذ اخلدمة موضوع العقد وتقوم املصلحة املتعاقدة
ابلتسوية املالية للصفقة أو أن يقوم املتعامل املتعاقد يف عقد الدراسات إبجناز الدراسة وتبادر املصلحة املتعاقدة
إىل الوفاء ابلتزامها أيضا وغريها.
الواضح أن الصفقة العمومية يف هذه الصورة تقرتب من هناية العقد املدين ،الذي ينتهي بتنفيذ موضوع
العقد وبوفاء كل طرف مبا عليه من التزامات ، 2رغم ذلك تظل الصفقة العمومية متميزة أبحكامها
اخلاصة السيما يف عقد األشغال العامة؛ فبعد وفاء املتعامل املتعاقد ابلتزاماته كاملة يف املوعد احملدد وتسليمه
1أكلي نعيمة ،النظام القانوين لعقد االمتياز اإلداري يف اجلزائر ،مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف القانون ،كلية احلقوق ،جامعة مولود معمري ،تيزي
وزو ، 2013 ،ص. 15
2بوضياف عمار ،مرجع سابق ،ص35
46
األستاذ سنوسي علي ماستر 2اقتصاد نقدي وبنكي محاضرات في مقياس الصفقات العمومية
املشروع تظل مسؤوليته قائمة فهذا النوع من الصفقات يعرف نوعني من التسليم.
* التسليم املؤقت عند إمتام األشغال موضوع الصفقة ،يتوىل املتعامل املتعاقد تسليم املشروع لإلدارة املعنية
وتبادر إىل االحتفاظ مببلغ الضمان للتأكد من حسن تنفيذ الصفقة طبقا ملا ت االتفاق عليه ،كما تقتطع
الغرامات املالية والدفعات بعنوان التسبيقات.1
*التسليم النهائي عند تسجيل حتفظات على كيفية التنفيذ ،يلزم املتعامل املتعاقد مبحاولة رفعها واالستجابة
ملضموهنا وحال إمتام ذلك يتم تسليم املشروع هنائيا وعندها تقوم املصلحة املتعاقدة برد اقتطاعات الضمان
وشطب الكافالت.2
اثنيا :النهاية غري الطبيعية للصفقات العمومية – النهاية املبسرتة:
تنتهي الصفقة العمومية كأصل عام بتنفيذ موضوعها وهو الوضع الطبيعي واملألوف ،وقد تنتهي قبل
إمتام عملية التنفيذ ،حال ارتكاب خطأ جسيم أثناء تنفيذ العقد أو بتقاعس أحد طريف العقد يف الوفاء السليم
ابلتزاماته ،وهو ما يؤدي إىل وضع حد هلذا العقد قبل حلول أجله يف صورة هناية مبسرتة ،وهذه احلالة أتخذ
أشكاال متعددة حسب نوع وطبيعة كل صفقة ،ل كننا يف هذا املقام نتعرض إىل الفسخ ابعتباره النهاية غري
الطبيعية املشرتكة جلل الصفقات على اختالف أنواعها وطبيعتها.
يعترب الفسخ هناية الصفقة وجزاء أو عقوبة توقع على الطرف الذي تراخى يف تنفيذ التزاماته التعاقدية،
بعد أن خابت كافة الوسائل يف إصالحه؛ مما يفقد املصلحة املتعاقدة الثقة يف التعامل معه.أيخذ الفسخ صورا
خمتلفة فقد يكون استجابة لرغبة طرفيه أو خضوعا واحرتاما للقانون أو تطبيقا حلكم قضائي.
اثلثا:الفسخ االتفاقي:
وهو ذلك الفسخ الذي يتم ابتفاق الطرفني قبل هناية مدة الصفقة ومبقتضاه يتوىل الطرفان تقدير
التعويض املستحق وكيفية دفعه دون حاجة اللجوء إىل القضاء ، 3وجيد هذا الفسخ أساسه يف أحكام املادة
113من املرسوم الرائسي رقم ، 236-10اليت جاء فيها " :زايدة على الفسخ من جانب واحد املنصوص
عليه يف املادة 112أعاله ميكن القيام ابلفسخ التعاقدي للصفقة حسب الشروط املنصوص عليها صراحة
هلذاالغرض" .
وملا كان للفسخ االتفاقي الطابع الرضائي ،فإن نص املادة 113املذكورة أعاله أوجبت توقيع اتفاقية
أو وثيقة الفسخ من قبل املمثل القانوين للمصلحة املعنية واملتعامل املتعاقد ،تتضمن التسوية املالية لألشغال
املنجزة حفاظا على حقوق املتعامل املتعاقد خاصة وأنه مل يثبت اخلطأ من جانبه. 1
رابعا:الفسخ بقوة القانون:
خالفا للفسخ االتفاقي قد ينفسخ العقد بقوة القانون دون الوقوف على رغبة أحد أطرافه كما لو هلك
حمل الصفقة العمومية بسبب قوة قاهرة ،أو إذا تضمنت الصفقة شرطا فاسخا جيعل الصفقة مفسوخة
بتحققه ...وغريها.
خامسا :الفسخ اإلداري:
من أهم سلطات املصلحة املتعاقدة يف مواجهة املتعامل املتعاقد الفسخ االنفرادي أو اإلداري للصفقة
العمومية وهو ما جاء صراحة يف أحكام املادة 99من املرسوم الرائسي رقم.236-10
واضح من نص املادة أن املشرع اجلزائري اعرتف صراحة للمصلحة املتعاقدة ممارسة هذه السلطة ،أال
أن ممارستها معلقة على إجراء جوهري يتمثل يف اإلعذار وهو إجراء شكلي جوهري قبل توقيع الفسخ ، 2إذ
يشكل اإلعذار محاية للمتعامل املتعاقد من تعسف املصاحل املتعاقدة وخروجها عن مبدأ املشروعية ،وابلتايل
ال فسخ دون إعذار ،وما نسجله على نص املادة 112أهنا مل حتدد أجال بعد توجيه اإلعذار يسمح بعد
انتهائه ممارسة سلطة الفسخ ،ولرمبا تعمد املشرع ذلك ليمنح املصاحل املتعاقدة سلطة تقديرية حسب طبيعة
كل صفقة.
وابلرجوع إىل قرار وزير املالية بتاريخ 28مارس 2011نصت املادة 2منه أن الفسخ ال يتم من
جانباملصلحة املتعاقدة إال بعد توجيه إعذارين للمتعامل املتعاقد العاجز كما وصفته املادة املذكورة ،كما بينت
املادةالثالثة من ذات القرار مضمون اإلعذار ،وأوجبت ذكر البياانت التالية:
* تعيني املصلحة املتعاقدة وعنواهنا ،تعيني العامل املتعاقد وعنوانه ،التعيني الدقيق للصفقة ومراجعها ،توضيح
إن كان أول أو اثين إعذار ،موضوع اإلعذار ،األجل املمنوح لتنفيذ موضوع اإلعذار ،العقوابت املنصوص
عليها يف حال رفض التنفيذ.
أما عن شكل اإلعذار فبينته املادة الرابعة ،إذ يتم برسالة موصى عليها ترسل إىل املتعامل املتعاقد مع إشعار
ابالستالم ونشره وجواب يف النشرة الرمسية لصفقات املتعامل العمومي.
على خالف الفسخ االتفاقي فإن الفسخ االنفرادي أو اإلرادي يشكل أهم صورة لسلطات املصلحة
املتعاقدة اجتاه املتعامل املتعاقد ميارس جراء تقصريه أو إخالله اجلسيم ابلتزاماته العقدية مبا يضمن السري احلسن
للمشروعات حمل الصفقات العمومية ،مبا جيسد فكرة استمرارية املرافق العامة لذا يسمى أيضا ابلفسخ
اجلزائي .كما جيوز للمصلحة املتعاقدة فسخ العقد إبرادهتا املنفردة حىت ولو مل يرتكب املتعامل املتعاقد أي خطأ
مراعاة ملبدأ املالئمة ،غري أن هذا األمر يعطي املصاحل املتعاقدة سلطة تقديرية واسعة يف وضع حد للرابطة
العقدية ،وتلزم املصلحة املعنية تربير موقفها عند ممارسة الرقابة من اجلهات املخولة قانوان.
سادسا :الفسخ القضائي:
من منطلق أن حق التقاضي مكفول للجميع ،فيجوز لطريف الرابطة العقدية اللجوء إىل القضاء اإلداري
ممثال يف احملاكم اإلدارية املختصة إقليميا.
ومن الطبيعي أن يستند رافع الدعوى لسبب جدي يوجب الفسخ القضائي ويربر استجابة القاضي
اإلداري ملوضوع الدعوى.1
تلك هي حاالت هناية الصفقة العمومية مبعىن هناية حياهتا أو مسارها القانوين
ويف األخري حتتل الصفقات العمومية جانبا هاما من أعمال الدولة وذلك ابلنظر إىل مكانتها إذ متثل
الشراين الذي يدعم عملية التنمية الوطنية ،لذا حرص املشرع اجلزائري على توفري منظومة قانونية متكاملة عرب
كم هائل من النصوص بدءا ابألمر رقم ، 90-67إىل املرسوم الرائسي رقم ، 247-15وتعديالهتا
املتالحقة ،ليضمنها ميكانيزمات وتدابري جذابة حملاربة الصفقات املشبوهة ،ابلرغم مما يعرتيها من نقائص يعرب عن
إرادة الدولة الصادقة يف مواجهة الفساد أو على األقل التقليل من آاثره.
كما عمل املشرع اجلزائري على تعديل تنظيم الصفقات العمومية يف كثري من املرات وذلك من اجل
االستجابة للمتطلبات االقتصادية الراهنة ،واحلفاظ على املال العام وترشيد النفقات العامة ،وتكريس احلكم
الراشد.