Professional Documents
Culture Documents
املختلفة ،حيث تتواله هذه األخرية بنفسها أو ابالشرتاك مع القطاع اخلاص ،فالدولة وإىل وقت قريب كان تدخلها
يقتصر على وظائفها التقليدية من أمن دفاع و عدالة ،غري ان التحوالت اليت يشهدها العامل وحاجيات املواطنني
املتزايد ة اضطرهتا ايل التدخل يف ميادين شيت اقتصادية واجتماعية وثقافية ،اال ان ذلك سبب هلا متاعب كثرية أدت
ايل ضرورة التفكري يف أطر وآليات جديدة تساهم يف بناء احلركة التنموية.
ان األساليب التقليدية اليت كانت تتبعها اإلدارة يف تسري املرافق العامة تسببت على امتداد السنوات يف
العديد من املشاكل واليت أظهرت فشل اإلدارة يف االستجابة حلاجيات املواطن من خدمات تلك املرافق العامة،
واليت مل تعرف سوى التدهور و التدين و سوء اخلدمة من سنة إىل اخرى ،وكذا ارتفاع قيمة األعباء اليت كانت تقع
على اإلدارة من جراء تسريها هلذه املرافق ،ف كان لزوما عليها اللجوء ايل فتح اجملال امام القطاع اخلاص ليساهم يف
الدفع ابحلركة التنموية ايل االمام ،والتخفيف من األعباء اليت كانت تعاين منها اإلدارة ،ابإلضافة اىل االستفادة من
خربات القطاع اخلاص يف تسري املرافق املشاهبة ،وقد تكرست هذه الشراكة مع القطاع اخلاص يف جمال تسري املرافق
عن طريق تقنية قدمية التطبيق وحديثة املظهر متثلت يف تفويض املرافق العامة.
املؤهالت الضرورية " وتوالت بعدها النصوص القانونيّة اليت كرست أسلوب اإلمتياز إلشراك القطاع اخلاص يف عمليّة
العامة ،وذلك حبثا عن الفعالية والزايدة يف مردوديتها مع احلفاظ على خصوصيّة اخلدمة
إدارة و إستغالل املرافق ّ
العموميّة.
1
املشرع اجلزائري إمكانية إشراك القطاع اخلاص مبوجب القانون رقم "01-19يتعلّق بتسيري
كما كرس ّ
النفاايت ومراقبتها وإزالتها ،لكن تطبيقه لتقنية التفويض مل جيسد فعليا إال سنة 2005مبوجب قانون املياه رقم
مدينة اجلزائر العاصمة اليت أبرمت اتفاقية تسيري اخلدمة العموميّة للمياه سنة 2006مع متعامل فرنسي ،غري انه
ولغياب االيطار القانوين املنظم هلذه التقنية بقيت تتسم بعدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بفهوم تفويض املرافق العامة
و حتديد العقود اليت تدخل يف نطاق هذه التقنية احلديثة اليت تعود أصوهلا ايل عقد امتياز املرفق العام.
كان البد من االنتظار ايل غاية سنة 2015و حتت ضغط تدهور أسعار البرتول و االزمة املاليّة اخلانقة
اليت كانت تعاين منها اجلزائر لتكرس ال ّدولة هذه التقنية مع وضع اإلطار القانوين هلا ابإلضافة إىل حتديد العقود اليت
العامة دام لسنوات.و يُؤسس ملرحلة جديدة قوامها حتقيق الشفافيّة و النهوض ابملرفق العام الذي يُشكل أحد
املرافق ّ
مصادر اجلبايّة احمللية ،و ليستكمل املشرع اجلزائري ب عد ذلك هذا النهج اجلديد يف تسري املرافق العامة عن طريق
اصدار املرسوم التنفيذي رقم 18ـ 199و الذي حدد النظام القانوين لتفويض املرفق العام بدقة و فصل خمتلف
إجراءات تسري املرافق العامة هبذه التقنية متداركا خمتلف النقائض اليت كانت تكتنف املرسوم الرائسي رقم 15ـ247.
و تكمن أمهية املوضوع حمل الدراسة يف تبني مدي جناعة تقنية تفويض املرفق العام يف حتسني نوعية اخلدمات
املقدمة للمواطنني ،وكذا حجم اإلضافة اليت ميكن ان يقدمها املتعاملون اخلواص سواء من انحية تسري هذه املرافق
2
و تعود أسباب اختيار املوضوع هو حداثة تقنية تفويض املرفق العام من الناحية العملية كطريق لتسري
املرافق العامة ،وكذا العالقة املباشرة اليت تلعبها نوعية اخلدمات اليت تقدمها املرافق العامة و انعكاسها علي حياة
املواطن اليومية ،خاصة مع الرداءة اليت متيزت هبا هذه األخرية طوال سنوات .
و تتمثل أهداف دراستنا يف معرفة خمتلف االجراءت اليت اعتمدهتا اجلزائر لتكريس تقنية تفويض املرفق
العام ،ومدي جناعة هذه التقنية يف حتقيق القفزة النوعية املرجوة يف تسري هذه األخرية و انعكاسها على جودة اخلدمة
املقدمة.
و انطالقا مما سبق فإن اإلشكالية األساسية هلذه الدراسة تتلخص يف التساؤل التايل :كيف نظم املشرع
اجلزائري تقنية تفويض املرفق العام ؟ وما مدى جناعة النظام القانوين لتفويض املرفق العام كسبيل لتسري املرافق العامة
؟
و لإلملام بكافة جوانب إشكالية هذا املوضوع اعتمدان على املنهج الوصفي و املنهج التحليلي ،متبعني يف
ذلك التقسيم الثنائي حيث نتطرق لإلطار املفاهيمي لنظام تفويض املرفق العام (فصل أول) ،وما مدي فعالية
3
الفصل األول :اإلطار املفاهيمي لتفويض املرفق العام
4
المفاهيم لتفويض المرفق العام
ي االطار الفصل األول:
لقد شهد تسري املرافق العامة العمومية الكثري من الثغرات القانونية العملية ،لذا مت العمل علي إجياد طرق اكثر
مرونة ،تضمن املنافسة يف كافة اجملاالت وهتدف لتحقيق جناعة أكثر يف التسيري وأبقل التكاليف مع ضمان حتسني
نوعية اخلدمة العمومية اليت فرضتها زايدة الوعي املدين لدى املواطنني ،خاصة يف إطار االنفتاح على العامل وتعاظم
دور املنظمات الداعية إىل حقوق املواطنني ،وضرورة الرقي ابخلدمة العمومية لذلك كان على الدولة أن تتخلى يف
هذا اإلطار اجلديد عن تسيري بعض املرافق العمومية خاصة اليت تكتسي طابعا جتاراي وصناعيا واليت ميكن أن تكون
حمال للمنافسة لتجنب كل ما حيمله التسيري العمومي من نقائص ،وقد كان التخلي عن تسري الدولة للمرافق العامة
وسنتناول يف هذا الفصل مفهوم تفويض املرفق العام وذلك من خالل تقسيمه إىل مبحثني تناولنا يف األول مفهوم
تفويض املرفق العام ،ويف الثاين أنواع تفويضات املرافق العامة و متيزها عن املفاهيم املشاهبة له.
5
المفاهيم لتفويض المرفق العام
ي االطار الفصل األول:
خصصنا املبحث األول ملفهوم تفويض املرفق العام والذي سنتناول يف إطاره نشأة فكرة تفويض املرفق العام،
كون اعتماد فكرة تفويض املرفق العام مر بعدة مراحل و مت تكريسه تدرجييا عن طريق نصوص تشريعية خمتلفة و هو
ما سنبينه يف املطلب األول ،لنتطرق بعدها يف املطلب الثاين لتعريف املرفق العام.
لقد استحدثت عقود تفويض املرفق العام يف فرنسا ،وكانت خاص إبدارة املرافق احمللية ،إىل أن مت تقنينها
يف إطار التشريع الفرنسي مبوجب قانون رقم 125-92الصادر بتاريخ 1992/02/06املتعلق ابإلدارة املركزية
الفرنسية ،مث جاء القانون رقم 122-39الصادر بتاريخ 1993/02/29املتعلق ابلوقاية من الفساد واحرتام
الشفافية واملسمى بقانون " ،"sapinووسع جمال تطبيق عقود تفويض املرفق العام من اإلدارة احمللية إىل كل املرافق
العامة ،وبذلك يعد بداية أتسيس اإلطار القانوين لعقود املرافق العامة.1
مث ظهرت أحكام العقود يف إطار القانون الصادر بتاريخ 1995/02/08املتعلق ابلعقود العمومية وتفويض
املرفق العام ،إىل أن جاء قانون مورسيف" " MURCEFوهو القانون رقم 2001-1178املتعلق بتنظيم
الصفقات العمومية والتفويض يف إدارة واستغالل املرفق العام ،والذي كرس صور تفويض املرفق العام.2
اما يف اجلزائر فقد مرت فكرة تبين نظام تفويض املرفق العام مبرحلتني أساسيتني:
يف بداية االهتمام بتسيري املرفق العام يف القانون اجلزائري كان االعتماد على األساليب التقليدية املتمثلة
يف التسيري املباشر هلا وكذا إسناده إىل الغري وفق املفهوم التقليدي من خالل اللجوء إىل أسلوب التعاقد بواسطة
- 1ابوبكر أمحد عثمان ،عقود تفويض املرفق العام ،دار اجلامعة اجلديدة ،2015-2014،اجلزائر ،ص .48
2ابوبكر أمحد عثمان ،املرجع السابق ،ص .48
6
المفاهيم لتفويض المرفق العام
ي االطار الفصل األول:
عقود االمتياز .وهو ما يستنتج من خالل قانوين البلدية والوالية لسنة 1990 .فاملاداتن - 134و 138من
قانون البلدية القدمی الصادر مبوجب قانون رقم 08ـ 90خالل العبارات املستعملة وهي :االستغالل البلدي املباشر
ومنح امتياز املصاحل العمومية .نفس الوضع منصوص عليه يف قانون الوالية القدمی الصادر مبوجب قانون رقم09-
190من خالل إدراج فرع اثن بعنوان :طرق تسيری املصاحل العمومية الوالئية ضمن الفصل الرابع املوسوم ابملصاحل
العمومية التابعة للوالية .حيث تنص املاداتن 122و 124منه على أسلوبني لتسيري هذه املصاحل ومها األسلوب
بذلك يكون املشرع اجلزائري قد اكتفى فقط ابألسلوب التقليدي لتسيري املرافق العمومية وذلك بواسطة
الدولة أو البلدية أو الوالية مباشرة أو بواسطة مؤسساهتا على غرار املؤسسات ذات الطابع الصناعي والتجاري أو
املؤسسات ذات الطابع العمومي ،دون ان ميتد الوضع اىل أسلوب التفويض لتسيري املرفق العام .وحىت أسلوب
االمتياز الذي أقرره كأسلوب غري مباشر لتسيري املرافق العمومية مل يبني بشأنه من هي املؤسسات صاحبة اإلمتياز.
ويفسر هذا املوقف للمشرع اجلزائري بفرتة التوجه االقتصادي الذي كان سائدا يف مرحلة صدور هاذين
القانونني والذي كان يتسم ابملواصلة غري املعلنة يف اتباع النهج االشرتاكي من خالل التحكم شبه التام للدولة
بواسطة هيئاته يف تسيري كل النواحي االجتماعية واالقتصادية ومن مثة ابلنسبة للمرافق العمومية االكتفاء ابملفاهيم
التقليدية وهذا ابلرغم من بداية التوجه حنو استقبال قواعد اقتصاد السوق يف نفس الفرتة .2
غري أنه إذا كان قانون البلدية والوالية القدميني مل ينصا على أسلوب تفويض املرافق العمومية إال أن قوانني
أخرى تضمنت ذلك .وهي تلك القوانني املنظمة للمرافق العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري ومن أبرز تلك
القوانني نذكر قانون املياه رقم 05ـ ،3 12إذ مت ذكر من خالل الفصل األول من الباب السادس بعنوان :أحكام
1
القانون 90ـ 09املؤرخ يف 7أبريل سنة ، 1990يتعلق ابلوالية ،ج ر عدد 15صادر يف 11أبريل - 1990ملغى.
2
إرزيل الكاهنة ،املرجع السابق ،ص .12
3
قانون رقم 05ـ 12املؤرخ يف 04غشت سنة ، 2005يتعلق ابملياه ،ج ر عدد 60صادر يف 04سبتمرب . 2005
7
المفاهيم لتفويض المرفق العام
ي االطار الفصل األول:
تتعلق بتسيری خدمات العمومية للمياه والتطهری موضوع التفويض لتسيري املرفق العمومي من قانون املياه لسنة
2005وذلك يف :املادة 101الفقرة 2منها اليت تنص صراحة على " :میكن الدولة منح امتياز تسيری اخلدمات
العمومية ...كما میكنها تفويض كل أو جزء من تسيری هذه اخلدمات ألشخاص معنويني خاضعني للقانون
العام أو القانون اخلاص مبوجب اتفاقية تفويض اخلدمة العمومی " كم مت ختصيص قسم خاص هو القسم الثاين
يف خضم املعطيات املذكورة أعاله يتنب الرتدد الذي اكتنف موقف املشرع اجلزائري يف النص على استعمال
تفويض املرفق العام يف تسيري املرافق العمومية يف اجلزائر بني عدم األخذ به يف النصوص املنظمة لتلك املرافق السيما
على املستوى احمللي واألخذ أو النص على استخدامه عندما يتعلق األمر ابملرافق العمومية ذات الطابع الصناعي
بعد الرتدد الذي وقع فيه املشرع اجلزائري يف األخذ بتفويض املرفق العمومية تدخل ليكرس صراحة هذا
األسلوب القدمی واجلديد لتسيري املرافق العمومية وذلك سواء على املستوى احمللي أو على املستوى الوطين ،وميكن
أوالـ التكريس مبوجب القانون اجلديد للبلدية :مبجرد أن مت إصدار قانون البلدية رقم 10ـ 311مت النص فيه
صراحة على أسلوب التفويض مع ابقائه على األساليب التقليدية املتمثلة يف األسلوب املباشر وأسلوب االمتياز .4
والدليل على ذلك استعمال املشرع يف هذا القانون لعبارة :االمتياز وتفويض املصاحل العمومية ضمن الفصل الرابع
1
قانون رقم 05ـ ، 12املرجع السابق.
2
إرزيل الكاهنة ،املرجع السابق ،ص .13
3
القانون 10-11مؤرخ يف 22يونيو ، 2011يتعلق ابلبلدية ،ج ر عدد 37صادر يف 3يوليو سنة .2011
4
إرزيل الكاهنة ،نفس املرجع ،ص .13
8
المفاهيم لتفويض المرفق العام
ي االطار الفصل األول:
املوسوم ب :املصاحل العمومية البلدية ،لكن دون أن يفصل يف مفهوم هذا التفويض بل أكثر من ذلك فقد مت
التأكيد على أنه جيب أن يتم يف شكل صفقة برانمج أو صفقة طلبية قبل ذلك مت النص يف املادة 150الفقرة 2
منه 1على انه ميكن تسيري املصاحل العمومية للبلدية بواسطة الطريق املباشر يف شكل االستغالل املباشر أو الطريق
واملالحظ انه فيما يتعلق ابلقانون اجلديد للوالية مل ينص املشرع اجلزائري على هذا التفويض للمرافق العمومية
على املستوى الوالئي ،حيث اكتفى ابألساليب التقليدية املتمثلة يف األسلوب املباشر وأسلوب االمتياز يف تسيري
اثنياـ وضع نص يدمج تنظيم الصفقات العمومية مع تفويض املرفق العام:بعد عدم وضوح النصوص املتعلقة
بتفويض املرافق العمومية على املستوى احمللي خاصة ،تدخل املشرع اجلزائري و وضع أحكاما خاصة بتنظيم تفويض
املرفق العمومي يف اجلزائر وذلك بوضع نص يف شكل مرسوم رائسي يضم يف نفس الوقت تنظيم الصفقات العمومية
3
2015يتعلق وكذا تنظيم تفويض املرفق العام مبوجب املرسوم الرائسي رقم 15. 247مؤرخ يف 16سبتمرب
بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العامة مت النص فيه على الشكل الذي يتم فيه تفويض املرفق العام
واملبادئ الواجب احرتامها وكذا أشكال التفويض للمرافق العمومية مع إنشاء سلطة ضبط الصفقات العمومية
وتفويضات املرفق العام للرقابة على سري عمليات ابرام الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام إضافة إىل التكوين
يف جمال تفويضات املرافق العمومية ،4ابإلضافة اىل املرسوم التنفيذي رقم 18ـ 199املؤرخ يف 2018/08/02
املتعلق بتفويضات املرفق العام ،1و الذي فصل يف صيغ و إجراءات ابرام عقود تفويض املرافق العامة و اشكاله و
كذا طرق تسوية النزاعات املتعلقة بعقود تفويضات املرافق العامة .بوجود هذين النصني يف املنظومة القانونية اجلزائرية
يكون املشرع اجلزائري قد حذ حذو التشريعات األخرى يف األخذ صراحة أبسلوب تفويض املرافق العمومية .
مما الشك فيه أن حتديد تعريفا جامعا مانعا لتفويض املرفق العام يعترب أمر ابلغ الصعوبة وهذا راجع للتطور
احلاصل يف املرفق العام وكذا المتالكه صور متعددة ،2و ميكن إعطاء التعريف الفقهي لتفويض املرفق العام (الفرع
األول) والتعريف التشريعي لتفويض املرفق العام (الفرع الثاين ) وتعريف تفويض املرفق العام من خالل املرسوم
مل يستخدم الفقه مصطلح التفويض يف جمال املرافق العامة إال اندرا فقد استخدم األستاذ jf auby
اصطالح اإلدارة املفوضة وقصد به إدارة املرفق العام بواسطة شخص معنوي غري اجلهة املنظمة أو املؤسسة العامة
اليت تنشأ هلذا الغرض وان املفوض إليه يكون عادة من أشخاص القانون اخلاص لكنه ليس كذلك بضرورة.3
عرفه األستاذ أبنه ":عقد يهدف إىل حتقيق مهمة مرفق عام والقيام ابستغالل ضروري للمرفق ويكمن أن يتضمن
العقد إقامة منشآت عامة وان يتحمل صاحب التفويض مسؤولية حتميل املرفق وإقامة عالقة مباشرة مع
1املرسوم التنفيذي رقم 18ـ 199املتعلق بتفويضات املرفق العام و املؤرخ يف 02غشت 2018جريدة رمسية رقم . 48
2وليد حيدر جابر ،التفويض يف إدارة و استثمار املرافق العامة ،دراسة مقارنة ،منشورات احلليب احلقوقية ،الطبعة األوىل ،لبنان
،2009ص .58
3حممد حممد عبد اللطيف ،تفويض املرفق العام ،دار النهضة العربية ،القاهرة ، 2000،ص .19
10
المفاهيم لتفويض المرفق العام
ي االطار الفصل األول:
املستفيدين الذي تؤدي إليهم اخلدمات مقابل أتديتهم لتعريفات حمددة وان يتقيد صاحب التفويض ابملدة
احملددة يف العقد اليت تعكس االستثمارات اليت هتدف إىل ختفيضه" .1
كما عرفه األستاذ عمار بوضياف أبنه ":أسلوب من أساليب إدارة املرفق العامة يعهد مبوجبه شخص
من أشخاص القانون العام أمر تسيری مرفق عام وتلبية حاجات عامة عن طريق شخص أخر يدعى املفوض له
وقد يكون شخصا من أشخاص القانون العام أو اخلاص ملدة حمددة وحتت إشراف ورقابة املفوض" .2
استعمل املشرع اجلزائري ألول مرة مصطلح التفويض يف قانوين البلدية و الوالية لسنة 1990وذلك من
خالل املادة 138من قانون البلدية 3اليت نصت على إمكانية تفويض بعض املرافق العمومية احمللية كإجراء استثنائي،
حبيث يتم تسيريها مبوجب التسيري املباشر أو عن طريق االمتياز ويف حالة عدم جناح األسلوبني ميكن أن تلجأ إىل
عملية التفويض .مث نص عليه يف قانون رقم 05-12املتعلق ابملياه 4أين عرفه يف املادة " : 104ميكن لإلدارة
املكلفة ابملوارد املائية أن تفوض تسيري نشاطات اخلدمات العمومية للماء والتطهري كال أو جزء للمتعاملني عمومني
أو خواص هلم مؤهالت مهنية وضماانت مالية كافية كما ميكن صاحب االمتياز أن يفوض كال أو جزءا من هذه
1ضريفي اندية ،تسيري املرفق العام و التحوالت اجلديدة ،دار بلقيس ،اجلزائر ،2010 ،ص. 130
2عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية القسم األول،جسور لنشر والتوزيع ،الطبعة اخلامسة ،2017ص .64
3
قانون رقم ،08.90املرجع السابق.
4
قانون رقم ، 12.05املرجع السابق.
11
المفاهيم لتفويض المرفق العام
ي االطار الفصل األول:
كما متت اإلشارة اليه أيضا يف قانون البلدية لسنة 2011والوالية 1 07-12املعدل حبيث ميكن تسيري
املرافق العامة عن طريق التسيري املباشر أو عن طريق التفويض مبوجب عقد وهذا ما جاءت به املادة 156من قانون
ابالضافة املادة 149من قانون الوالية 2012اليت نصت على إمكانية استغالل املصاحل العمومية عن طريق االمتياز
طبقا للتنظيم املعمول به ،إىل أن صدر املرسوم الرائسي 247 -15املتضمن تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات
املرفق العام.
ومن خالل النصوص السابقة ميكن القول أن التفويض هو عبارة عن تنازل الدولة آو اجلماعة اإلقليمية من
مباشرة عملية التسيري ومنحها لشخص من أشخاص القانون اخلاص ملباشرة هذا التسيري عن طريق التفويض
تفويض املرفق العام هو عقد وكالة حيث تقوم اإلدارة من خالله بتوكيل مهمة تسيري واستغالل املرفق العام -
لشخص آخر.
عقد التفويض من العقود اإلدارية اليت ختضع للقانون اإلداري وختتلف عن عقود القانون اخلاص ،وأطرافه -
عقود التفويض من العقود الزمنية ،إذ هو حمدد مبدة معينة حتدد يف العقد وال ميكن ان يكون هذا العقد -
أوال :تعريف تفويض املرفق العام وفقا ملرسوم الرائسي 247- 15
1القانون 07-12مؤرخ يف 21فرياير ، 2012يتعلق ابلوالية ،ج ر عدد 12صادر يف 29فرباير سنة .2012
2قانون ،10-11املرجع السابق.
3مروان حمي الدين القطب ،طرق خصخصة املرافق العامة (اإلمتياز -الشركات املختلطة -تفويض املرفق العام) ،منشورات
احلليب احلقوقية ،لبنان ،2009ص .19
12
المفاهيم لتفويض المرفق العام
ي االطار الفصل األول:
لقد صدر املرسوم الرائسي 247 -15بتاريخ 16 :سبتمرب 2016الذي تضمن تنظيم الصفقات العمومية وكذا
تنظيم تفويض املرفق العام ،مت النص فيه على الشكل الذي يتم فيه تفويض املرفق العام واملبادئ الواجب احرتامها
وكذا أشكال التفويض للمرافق العمومية .مع إنشاء سلطة ضبط الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام للرقابة
على سري عمليات إبرام الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام إضافة إىل التكوين يف جمال تفويضات املرافق
العمومية.1
وجتدر اإلشارة إىل أن هذا املرسوم مل يعرف عقد تفويض املرفق العام واكتفت املادة 207أبنه ميكن
للشخص املعنوي العام أن يقوم بتفويض تسيري مرفق عام للمفوض له .وحيكم هذه العملية اتفاقية .و أحالت ذات
اثنيا :تعريف املرفق العام وفقا للمرسوم التنفيذي رقم : 199.18وبصدور املرسوم التنفيذي رقم 18ـ 199و
املؤرخ بـ 2غشت 2018و املتعلق بتفويض املرفق العام ،عرفته املادة 02منه ابنه يقصد بتفويض املرفق العام،
يف مفهوم هذا املرسوم ،حتويل بعض املهام غري السيادية التابعة للسلطات العمومية ،ملدة حمددة ،إىل املفوض له
لكي يصنف العقد أبنه عقد تفويض مرفق عام البد من حتقيق عناصر تعترب أساسية لتمييزه عن غريه من
املفاهيم املشاهبة له وهو ما سنتناوله من خالل املطلب األول،كما أن صور تفويض املرفق العام تتعدد حسب نوع
وطبيعة املرفق موضوع العقد ،وأشهر تلك العقود عقد االمتياز ،إجارة املرفق العام ،عقد الوكالة ،التسيري ابإلضافة
إىل عقود أخرى غري مسماة وهو ما ستناوله من خالل الطلب الثاين.
ان تفويض املرفق العام حيمل يف مفهومة صيغة النقل ،مبعين نقل تسري املرافق العامة من الشخص العام ايل
شخص اخر ،وقد خيتلط هذا املعين يف القانون اإلداري مع مفهوم التفويض يف االختصاص و اخلوصصة ،و الوكالة
يف احلقل اإلداري ،هلذا تقتضي الدراسة التميز بني كل من هذه املفاهيم املختلفة .
إن مصطلح التفويض جيمع بني نظامني خمتلفني جيب التفرقة بينهما منذ البداية حىت ال حيصل لبس بينهم
وذلك ابلتمييز بني تفويض االختصاص وتفويض املرفق العام الذي يعترب حديثا يف القانون اإلداري ،1ويعد أسلواب
من أساليب التنظيم اإلداري الذي يرمي إىل اجناز اإلعمال اإلدارية بسرعة وكفاءة عالية يف نطاق الدستور و القانون
ويتم مبوجبه ختفيف أعباء املفوض من خالل تفويض مرؤوسيه بعض اختصاصاته.2
1حوادق عصام ،تفويض املرفق العام احمللي يف اجلزائر ،أطروحة دكتوراه جامعة االخوة منتوري قسنطينة ،اختصاص قانون ،عام
،2011.2012ص.25
2حوادق عصام ،املرجع السابق ،ص.25
14
المفاهيم لتفويض المرفق العام
ي االطار الفصل األول:
وميكن تعريف تفويض االختصاص أبنه " :هو تصرف قانوين يقوم مبوجبه صاحب االختصاص األصيل
فردا كان أو هيئة ،بتخويل فرد أو هيئة أخرى ،مبمارسة بعض االختصاصات املمنوحة له مبوجب القوانني
واألنظمة النافذة ،بصفة مؤقتة،ومبوضوع حمدد أو أكثر ،وذلك بناء على نص قانوين جييز له ذلك على
مسؤوليته يف إطار املصلحة العامة" ،ويقصد بتفويض اختصاص السلطة اإلدارية أن تعهد هذه السلطة يف إطار
والنظام القانوين لتفويض االختصاص خيتلف حبسب ما إذا كنا بصدد تفويض السلطة ام تفويض التوقيع،
واملالحظ أن تفويض االختصاص يشرتك مع تفويض املرفق العام يف نقل اختصاص وليس سلطة من جهة أخرى ،
ال جيوز يف تفويض االختصاص تفويض املسؤولية ،الن التفويض يقتصر على االختصاص فقط دون
املسؤولية ،أي أن لرئيس اإلداري يقوم بتفويض جزء من اختصاصاته بصفة مؤقتة مع بقاء مسؤوليته الكاملة عن
هذه االختصاصات ،أما يف ظل تفويض املرفق العام فان صاحب التفويض استغالل املرفق على نفقته ومسؤوليته
وليس مانح التفويض ،إال انه يبقى لشخص العام احلق يف اإلشراف والرقابة على كيفية إدارة وتشغيل املرفق العام
من قبل صاحب التفويض ،و التفويض يف االختصاص ال يكون جزئيا حبيث يشمل كل اختصاصات املفوض ،فال
يكون صحيحا إال إذا انصب على جانب من هذه االختصاصات فقط ،أما تفويض املرفق العام فانه يشمل مجيع
املهام والعمال اليت تقتضيها إدارة استغالل املرفق العام ،فهو ليس حمصورا مبهمة آو عمل دون غريه .1
وفقا لألمر 22-95املؤرخ يف 1995-08- 26املتعلق خبوصصة املؤسسات العمومية املعدل و املتمم
،أعطى املشرع للخوصصة مفهوم واسع إذ أهنا تشتمل على اخلوصصة بنقل للملكية ويقصد هبا حتويل ملكية كل
1
عيد قريطم ،التفويض يف االختصاصات اإلدارية ،منشورات احلليب احلقوقية ،الطبعة االوىل ،بريوت ،2011ص.34-33
15
المفاهيم لتفويض المرفق العام
ي االطار الفصل األول:
األصول املادية أو املعنوية يف مؤسسة عمومية أو جبزء منها أو كل رأمساهلا أو جزء لصاحل أشخاص طبيعيني أو
معنويني اتبعني للقانون اخلاص واخلوصصة بنقل التسيري :وذلك بواسطة صبغ تعاقدية جيب أن حتدد كيفيات
أما األمر 04 -01املؤرخ يف 20أوت 2001املتعلق بتنظيم املؤسسات العمومية وتسيري اختصاصها
،2فقد أعطى معىن ضيق للخوصصة ،حيث تراجع عن املفهوم الواسع هلا وحصرها يف معىن ضيق "نقل امللكية"
حسب مانصت عليه املادة 13من األمر ومنه استبعاد خوصصة التسيري ،وهبذا أصبح معىن اخلوصصة هو نقل
فاخلوصصة تعين ختويل عدد كبري من القطاعات االقتصادية واخلدمات االجتماعية اليت ال ترتبط ابلسياسة
العليا للقطاع اخلاص ،فالدولة يف مفهومها احلديث هتتم ابألمور السياسة اإلدارية واألمنية االقتصادية واالجتماعية،
اليت ترتبط بسياستها العليا ،أما سائر األمور األخرى فهي تؤمن من قبل القطاع اخلاص و ذلك يف إطار القوانني
ان املؤسسة العمومية اإلدارية هي املؤسسات اليت متارس نشاطا ذو طبيعة إدارية ،وتتخذها الدولة واجلماعات
احمللية يف اجلزائر كوسيلة إلدارة مرفقها العمومية ،وتتمتع املؤسسة العمومية ابلشخصية املعنوية وختضع يف أنشطتها
للقانون العام حبيث أن القضاء اإلداري هو الذي خيتص ابلفصل يف املنازعات املتعلقة هبا ،كما خيوهلا القانون جمموعة
1األمر 22.95املتعلق خبوصصة املؤسسات العمومية ،جريدة رمسية عدد 48الصادرة بتاريخ .1995-11-03
2األمر 04 -01املؤرخ يف 20أوت 2001املتعلق بتنظيم املؤسسات العمومية وتسيري اختصاصها ،جريدة رمسية عدد 47
الصادرة بتاريخ .2001-08-22
3
االمر ، 01.04املرجع السابق.
4
مروان حمي الدين القطب ،مرجع سابق ،ص .472
16
المفاهيم لتفويض المرفق العام
ي االطار الفصل األول:
من االمتيازات ،و من أمهها امتيازات السلطة العامة ،ومنها اختاذ القرارات اإلدارية كما تعترب أمواهلا أمواال عمومية
وعموميني .1
و املؤسسة العمومية شخص عمومي يقوم بنشاط متخصص ،و تعترب أداة لالمركزية (املرفقية ) و السبب
يف اللجوء إليها هو البحث عن حتسني اخلدمة العمومية ملنحها نوع من االستقاللية القانونية أو املالية و اإلدارية من
حرية التصرف.2
كما تعرف أبهنا شخص إداري مستقل عن الدولة و اجلماعات احمللية مكلف بتسيري مرفق عام أو جمموعة
من املرافق العمومية من نفس الطبيعة ،و هي منظمة عامة تتميز مبجموعة من امتيازات السلطة العامة (أمالك،
3
إصدار قرارات ،)...لكنها ابملقابل ختضع لقيود مرتبطة ابلقانون العام مثل الرقابة.
ويعرفها األستاذ امحد حميو أبهنا ":شخص اعتباري إداري من النموذج التأسيسي اهلدف من أحداثها اتمني التسيري
قد خيتلط مفهوم املؤسسة العامة مبفهوم التفويض على اعتبار أن الدولة يف ظل طريقة املؤسسة مستقال يعهد إليه
إبدارة املرفق العام ،العامة تنشئ شخصا عام إال أن املؤسسة العامة تتميز عن تقنية التفويض يف عدة مسائل ،أمهها
:
-أن العالقة القائمة بني صاحب التفويض والشخص العام مانح التفويض هي عالقة تعاقدية يف حني أن العالقة
بني املؤسسة العامة و الشخص العام الذي ترتبط به هي عالقة نظامية ختضع للقوانني و األنظمة ذات الصلة .
1
لباد انصر ،الوجيز يف القانون اإلداري ،الطبعة الرابعه ،دار اجملد للنشر والتوزيع ،اجلزائر ،2010ص.217
2
لباد انصر ،القانون اإلداري النشاط االداري اجلزء الثاين ،مطبعة سارب،اجلزائر ،سنة ،2000ص. 182
3
ضريفي اندية ،املرجع السابق ،ص.68
17
المفاهيم لتفويض المرفق العام
ي االطار الفصل األول:
-يشرتط يف تقنية التفويض أن يرتبط املقابل املايل بصورة جوهرية بنتائج االستغالل ،وهذا الشرط ليس قائما يف
ظل طريقة املؤسسة العامة ،إذ ميكن أن ميول املرفق العام عن طريق املسامهات والدعم املايل من قبل الدول.1
ان موضوع الوكالة ليس حمصورا إبدارة و استغالل املرفق العام ،وامنا ميكن ان ميتد ايل مهام اخري مثل
االشغال العامة يف حني يقتصر عقد تفويض املرفق العام على إدارة و استغالل املرفق العام ،كما ان الشخص العام
يتحمل املسؤولية كاملة عن االعمال اليت يقوم هبا الوكيل ويتحمل مجيع النفقات ،اما يف تقنية التفويض فان
صاحب التفويض يتحمل مسؤولية تشغيل املرفق العام و استغالله على نفقته ومسؤولتيه ،كما ان للشخص العام
ان ينهي عقد الوكالة يف أي وقت يراه مناسبا ،اما يف تفويض املرفق العام فال حيق ملانح التفويض اهناء عقد التفويض
ابرادته املنفردة.2
تعد اندرة العقود اليت اعتربها املشرع الفرنسي ابهنا عقود تفويض املرفق العام ،وهلذا فان القاضي هو من
يلعب الدور الكبري يف حتديد ما اذا كانت هذه العقود عقود تفويض ام ال ،وتعترب عقود تفويض املرافق العامة من
العقود اإلدارية املسماة وقد نظمها املشرع العتبارها احلل األجنع يف ظل األزمة االقتصادية .مما أدى إىل بروز دور
القطاع اخلاص يف إدارة هذه املرافق مع تطبيق واسع للقانون اخلاص يف إدارة مظاهر تعدد وتنوع وسائل إدارة املرافق
العامة حيث متثلت أنواع هذه العقود وحسب املادة 52من املرسوم التفيذي 18ـ3 199يف مايلي :عقد االمتياز
،عقد اإلجيار ،عقد الوكالة وعقد التسري ،ويف األخري إىل العقود الغري مسماة .
هو عقد إداري يتوىل مبقتضاه أحد أشخاص القانون اخلاص أحد املرافق العامة االقتصادية يف مدة حمددة،
على مسؤوليته وبواسطة عماله وأمواله مقابل رسوم يدفعها املنتفعون ابملرفق العام .
و قد وضع املشرع اجلزائري ألول مرة تعريفا عاما وشامال لعقد االمتياز من خالل املادة 210من املرسوم
الرائسي 15ـ 247على انه" تعهد السلطة املفوضة للمفوض له إما إجناز منشآت أو اقتناء ممتلكات ضرورية إلقامة
املرفق العام واستغالله ،وإما تعهد له فقط ابستغالل املرفق العام .يستغل املفوض له املرفق العام ابمسه وعلى
مسؤوليته ،حتت مراقبة السلطة املفوضة ،ويتقاضى عن ذلك أاتوى من مستخدمي املرفق العام ،ميول املفوض له
يضم عقد االمتياز وجواب شخصا معنواي عاما بصفة إدارية ممثلة لدولة أو الوالية أو البلدية من جهة أو احد
كما عرف املرسوم التنفيذي 18ـ 199عقد االمتياز يف املا ّدة 53منه ابنه الشكل الذي تعهد من خالله
يستغل املفوض له املرفق العام ابمسه وعلى مسؤوليته ،حتت رقابة جزئية من طرف السلطة املفوضة .وميول
املفوض له بنفسه اإلجناز واقتناء املمتلكات واستغالل املرفق العام ،ويتقاضى عن ذلك أاتوى من مستعملي املرفق
العام. 3
1املرسوم الرائسي رقم ،247- 15املؤرخ يف 2015-09-16 :املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام،
جريدة رمسية عدد. 50
2عمار بوضياف ،الوجيز يف القانون االداري ،جسور للنشر و التوزيع ،2007،ص.356،
3املرسوم التنفيذي 18ـ ،199املرجع السابق.
19
المفاهيم لتفويض المرفق العام
ي االطار الفصل األول:
و يشرتط يف الشخص املعنوي عاما أو خاصا ضرورة توافر األهلية القانونية ملباشرة التصرفات القانونية أما الشخص
الطبيعي يشرتط فيه األهلية القانونية ابلشروط الواردة يف املادة 40من القانون املدين ،مع وجوب خلو إرادة األطراف
من كل عيوب اإلرادة املنصوص عليها ابملاد 85من القانون املدين كالغلط والتدليس واإلكراه ،كما يشرتط اتفاق
إرادة األطراف على كامل بنود وشروط العقد التعاقدي ،وعادة ما حيصل توافق اإلرادة عن طريق تالقي ابإلجابة إىل
مانح االمتياز مع قبول صاحب االمتياز حسب ما نصت عليه املادة 59من القانون املدين.1
أما الطرف الثالث يف هذا العقد ،وان كان ال يظهر يف العملية التعاقدية ،فان أاثر هذا العقد متتد إليه،
ففي حالة يقام نزاع بني األطراف الثالثة ،تثور مشكلة حتديد اجلهة املختصة ابلفصل يف النزاع ،ونظرا لكون اإلدارة
طرفا يف العالقة فان النزاع يكون من اختصاص القضاء اإلداري ،أما إذا وقع النزاع بني امللتزم واملنتفع خبدمات املرفق
مىت كان شخصا معنواي خاصا ،فان القضاء العادي هو املختص. 2
اإلجيار هو عقد يكلف مبوجب شخص عمومي "املؤجر" شخصا أخر "املستأجر" ابستغالل مرفق عمومي
ملدة معينة مع تقدمی املنشآت واألجهزة ويقوم املستأجر بتسيري واستغالل املرفق مستخدما عماه وأمواله ويتقاضي
مقابل ماليا حيدده العقد ويدفعه املنتفعون عن طريق إاتوات مقابل اخلدمة اليت يقدمها ،وقد يدفع املستأجر مقابال
كما أن املادة 210من املرسوم الرائسي 247/15عرفت عقد اإلجيار أبنه العقد الذي تعهد السلطة
املفوضة للمفوض له تسيري مرفق عام وصيانته حبيث يقوم هذا األخري تسيريه على حسابه ومسؤوليته ويقوم بدفع
1
االمر رقم 58-75املؤرخ يف 26سبتمرب 1975املتضمن القانون املدين ،املعدل و املتمم.
2
عمار بوضياف ،الوجيز يف القانون اإلداري ،نفس املرجع ،ص .356
3
ضر يفي اندية ،مرجع سابق ،ص .155
20
المفاهيم لتفويض المرفق العام
ي االطار الفصل األول:
املقابل املايل لسلطة املفوضة عن طريق اإلاتوات املفروضة على مستعملي املرفق العام .متول السلطة املفوضة بنفسها
1
إقامة املرفق العام.
وهو تقرييا نفس التعريف الذي جاءت به املادة 54من املرسوم التنفيذي 18ـ 199حيث نصت على " اإلجيار
هو الشكل الذي تعهد من خالله السلطة املفوضة للمفوض له تسيري وصيانة املرفق العام ،مقابل إاتوة سنوية يدفعها
هلا .ويتصرف املفوض له حلسابه مع حتمل كل املخاطر وحتت رقابة جزئية من السلطة املفوضة "
متول السلطة املفوضة بنفسها إقامة املرفق العام ،ويتقاضى املفوض له أجرا من حتصيل األاتوى من
و ّ
مستعملي املرفق العام ،كما حددت املادة 54السالفة الذكر مدة االتفاقية ابالجيار بـ 15سنة قابلة للتجديد
2
مبوجب ملحق مرة واحدة .
هو العقد الذي توكل من خالله السلطة العامة تسيري وصيانة املرفق العام لشخص أخر ميكن أن يكون من
أشخاص القانون العام أو اخلاص يتوىل التسيري حلساب السلطة العامة وال يتحصل على املقابل املايل من إاتوات
املرتفقني بل أبجر حمدد بنسبة مئوية من رقم األعمال احملققة يف استغالل املرفق .
ـ وقد عرف الدكتور ولد حيدر جابر الوكالة أبهنا "عقد مبقتضاه يفوض املوكل اىل الوكيل القيام بقضية أو عدة
قضااي أو إبهتمام بعمل أو فعل أو مجلة من األعمال أو األفعال ويشرتط قبول الوكيل وجيوز أن يكون قبول الوكالة
ضمنيا".3
21
المفاهيم لتفويض المرفق العام
ي االطار الفصل األول:
لقد نصت املادة 210من املرسوم الرائسي 15-247على الوكالة احملفزة كشكل من أشكال تفويض
املرفق العام وقد نصت على ":الوكالة احملفزة تعهد السلطة املفوضة للمفوض له بتسيري أو بتسيري وصيانة املرفق
العام،و يقوم املفوض له ابستغالل املرفق العام حلساب السلطة املفوضة اليت متول بنفسها إقامة املرفق العام و حتتفظ
إبدارته .ويدفع أجر املفوض له مباشرة من السلطة املفوضة بواسطة منحة حتدد بنسبة مئوية من رقم األعمال،
تضاف إليها منحة إنتاجية و حصة من األرابح ،عند االقتضاء .و حتدد السلطة املفوضة ،ابالشرتاك مع املفوض
له ،التعريفات اليت يدفعها مستعملو املرفق العام .و حيصل املفوض له التعريفات حلساب السلطة املفوضة املعنية "
وهو نفس ما ورد يف املادة 55من املرسوم التنفيذي 18ـ ، 199كما حددت املادة السالفة الذكر مدة اتفاقية
فهذا العقد يقوم على فكرة التشجيع االستثماري والبحث عن املردودية ،ألنه يقوم على الدافع الشخصي
لدى املفوض ،وذلك مبنح املزااي و تقرير املسؤولية املادية من خالل تقدير األجر من رقم األعمال احملقق و هو اثبت
تضاف إليها نسب متفاوتة يف شكل منحة إنتاجية و حصة األرابح ،واليت تقدر على أساس الربح الصايف للمشروع
هو عقد مربم بني السلطة املفوضة وشخص من قانون العام أو اخلاص هدفه ضمان سري املرفق العام وعدم
حتمل أعباء البناء والتجهيز ،حبيث يعمل املفوض له ابمسه وحبساب السلطة املفوضة وابلتايل ال يتحمل أرابح
وخسائر تسيري املرفق العام ،يتلقى املفوض له املقابل املايل من قبل السلطة املفوضة بواسطة منحة حتدد بنسبة
1
املرسوم التنفيذي 18ـ ، 199املرجع السابق.
2
بركيبة حسام الدين،مرجع سابق ،ص565
22
المفاهيم لتفويض المرفق العام
ي االطار الفصل األول:
مئوية من رقم األعمال تضاف إليها منحة إنتاجية ،تنفرد السلطة املفوضة بتحديد التعريفات اليت يدفعها مستعملي
لقد نصت املادة 210من املرسوم الرائسي 247- 15على التسيري كشكل من أشكال تفويض املرفق
العام وقد نصت على التسيري ":تعهد السلطة املفوضة للمفوض له بتسيري أو بتسيري وصيانة املرفق العام،و يستغل
املفوض له املرفق العام حلساب السلطة املفوضة اليت متول بنفسها إقامة املرفق العام و حتتفظ إبدارته .ويدفع أجر
املفوض له مباشرة من السلطة املفوضة بواسطة منحة حتدد بنسبة مئوية من رقم األعمال ،تضاف إليها منحة
إنتاجية ،حتدد السلطة املفوضة التعريفات اليت يدفعها مستعملو املرفق العام وحتتفظ ابألرابح ويف حالة العجز ،فان
السلطة املفوضة تعوض ذلك للمسري الذي يتقاضى أجرا جزافيا .و حيصل املفوض له التعريفات حلساب السلطة
املفوضة املعنية " ومل خيتلف هذا التعريف عن ذلك الوارد يف املادة 56من املرسوم التنفيذي 18ـ 199ابستثناء
ويشرتك عقد التسيري مع عقد الوكالة احملفزة يف أن املفوض له يستغل املرفق حلساب السلطة املفوضة فهو
ميثل صورة وكيل ،وهتدف السلطة املفوضة من تبين عقود التسيري إىل رفع كفاءة تشغيل املشروع و صيانته ابالستفادة
من اخلربة و الكفاءة الفنية للقطاع اخلاص كما تلجأ اإلدارة إىل تطبيق هذين العقدين يف احلاالت اليت يصعب فيها
اللجوء إىل عقود االمتياز و عقود اإلجيار الخنفاض أسعار تقدمی اخلدمة ،وصعوبة زايدهتا ألسباب سياسية أو لسوء
حالة املرفق العام على حنو يتعذر معه اللجوء إىل هاذين األسلوبني.3
قد أيخذ تفويض املرفق العام أشكاال أخرى غري العقود اليت مت اإلشارة إليها ،ذلك أنه قد توجد عقود
إدارية غري مسماة تتضمن تفويض مرفق عام ،وهو ما أكدته املادة 210من املرسوم الرائسي 1247-15وبذلك
فان عقود تفويض املرفق العام غري واردة على سبيل احلصر ،والقاضي هو الذي يلعب دور كبري يف حتديد ما اذا
كانت هذه العقود عقود تفويض أو ال ،ألن املشرع أقر األسس اليت يقوم عليها تفويض املرفق العام وتبقى مهمة
1
من املرسوم الرائسي ،247-15املرجع السابق.
24
الفصل الثاين
مرت إدارة أو تسيري أشخاص القانون اخلاص للمرافق العامة بفرتات ازدهار وتطور ،نظرا إىل حتريرهم من
القيود اإلدارية واملالية ،اليت تكبل نشاط أشخاص القانون العام واستخدامهم ألساليب مرنة يف غدارة املرافق
ويعترب عقد التفويض املرفق العام من أحد العقود اإلدارية اليت تكون الغدارة طرفا فيها مع شخص آخر خاص
أو عام الذي عهد له تفويض وتسيري املرفق العام واستغالله مقابل حصوله على مقابل مايل من طرف املستفيدون.
و املعروف أن اإلدارة تتعامل مع اآلخرين ويكتمل نشاطها يف إطار قرارات وعقود وسنحاول تبيان ذلك من
خالل التطرق إىل الطبيعة القانونية لتفويض املرفق العام يف املبحث االول وآليات تنفيذ هذه العقود وهنايتها
25
اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام الفصل الثاني:
يعترب عقد تفويض املرفق العام من أهم العقود اإلدارية املنظمة قانوان ،خيضع للمبادئ العامة اليت ختضع
هلا العقود اإلدارية حيث يكون موضوع عقود التفويض تسيري واستغالل املرافق العامة مقابل اجر انتج عن هذا
االستغالل فالطبيعة القانونية هلذا العقد تقوم على وجود طرفني خمتلفني على األقل كالمها خيضعان لبنود وأحكام
هذه االتفاقية واليت تربمهم عالقة تعاقدية ،كما يلتزم إعمال حبملة من اإلجراءات الالزم عقد تفويض املرفق العام
ويتدبر تكوين عقد التفويض املرفق العام حتديد أطرافه (املطلب األول ) وتبيان إجراءاته (املطلب الثاين )
إن تفويض املرفق العام ابعتباره عقدا ،فهو طبيعة قانونية تقوم على وجود طرفني خمتلفني على األقل،
قد جند أحدمها من القانون العام واحدهم اآلخر من األشخاص الطبيعية أو املعنوية من القانون اخلاص أو العام
( فرع أول) وتربز هذه األطراف يف السلطة املفوضة 1ماحنة تفويض املرفق العام الذي قد يكون شخص من
القانون العام أو اخلاص(.فرع الثاين) ابإلضافة إىل ذلك جند املستفيدين من املرفق العام.
إن املرفق العام ال ميكن أن يفوض إال إذا صدر قرار إببرام عقد التفويض ،والسلطة املختصة إبصدار
القرار هي تلك السلطة اليت يدخل املرفق يف اختصاصاهتا هي السلطة املسؤولة عن إدارته 1وابلتايل فإن السلطة
املكلفة فقط بتنظيم املرفق وليس فقط إبدارته ال جيوز هلا أن تقرر تفويضه إال يف احلالة اليت ختتلط فيها سلطة
وابلرجوع لنص املادة 22/207من املرسوم الرائسي رقم 15-247يتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضها
1حممد عبد اللطيف ،تفويض املرفق العام ،دار النهضة العربية ،مصر ،2000ص 96و97
1حممد عبد اللطيف ،نفس املرجع ،ص .104
2مرسوم رائسي رقم ، 247-15املرجع السابق.
26
اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام الفصل الثاني:
أوال :الدولة
من بني املرافق اليت تفوضها الدولة جند املرافق ذات الطابع الوطين واملؤسسات الوطنية فهي بذلك مرافق
قابلة للتفويض ،إضافة إىل املرافق اإلدارية مثل (الطرق السريعة ) عكس املرافق السيادية والدستورية الغري قابلة
للتفويض مثل (العدالة ،األمن ،السلطة ) 1كما ال جيوز تفويض بعض املهام األساسية املناط ابألشخاص ملمارسة
تعترب شخص من أشخاص القانون العام اليت هلا سلطة إصدار قرار التفويض املرفق العام حيث أهنا
تفوض تسيري واستغالل املرفق العام حيث أهنا تفوض تسيري واستغالل املرافق العامة لألشخاص القانون اخلاص
وذلك حتقيقا للمصلحة العامة فيمكن أن أتخذ اهليئات احمللية شكل والية أو بلدية يف هذه احلالة إذا كان عقد
تفويض املرفق يربم من طرف الوالية ،فالشخص الذي ميثله هو الوايل بعد مصادقة اجمللس الشعيب الوالئي ،أما
إذا كان عقد التفويض يربم من طرف البلدية فالشخص الذي ميثلها هو رئيس اجمللس الشعيب البلدي بعد مصادقة
1أدير نوال ،بشريي الوزيرة ،النظام القانوين لعقد تفويض املرافق العامة ،مذكرة لنيل شهادة املاسرت يف احلقوق ،شعبة القانون
االقتصادي وقانون األعمال ،ختصص القانون العام لألعمال ،كلية احلقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرمحان ميزة ،جباية
،2016ص .23
2إدير نوال ،بشريي لويزة ،نفس املرجع ،ص . 24
27
اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام الفصل الثاني:
حيث عرفها املشرع اجلزائري يف املادة 02من األمر 03-06املتعلق ابلقانون األساسي للوظيفة
يقصد ابملؤسسات واإلدارات العمومية ،املؤسسات العمومية واإلدارات املركزية يف الدولة واملصاحل غري
املمركزة التابعة هلا واجلماعات اإلقليمية واملؤسسات العمومية ذات الطابع الداري واملؤسسات العمومية ذات
الطابع العلمي والثقايف واملهين واملؤسسات العمومية ذات الطابع العملي والتكنولوجي وكل مؤسسة عمومية ميكن
فيمكن هلذه املؤسسات العمومية أن تفوض تسيريها إىل أشخاص القانون اخلاص وجهات أخرى أو
الشركات ذات الطابع الصناعي والتجاري اليت ختضع للقانون العام والقانون اخلاص.
إن املفوض له هو صاحب التفويض الذي يتوىل تسيري واستغالل املرفق العام على أحسن صورة حىت
يتحقق اهلدف املرجو وهو حتقيق املنفعة العامة ن حيث ال يوجد شكل قانوين خاص به فيمكن أن يكون املفوض
له شخصا طبيعيا أو معنواي ،أو مؤسسة أو مجعية من القانون اخلاص فاجلمعيات تفوض عندما خيص
1األمر 03-06مؤرخ يف 19مجادي الثانية عام 1427املوافق ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 15يونيو ســنة 2006يتضــمن القانون األســاســي العام
الوظيفة العمومية اجلريدة الرمسية ،46الصادرة يف 16يوليو سنة .2006
2حممد عبد اللطيف ،مرجع سابق ص 109
28
اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام الفصل الثاني:
هي تلك املؤسسات اليت متارس نشاطا صناعيا أو جتاراي مماثال للنشاط الذي تتواله األشخاص فهي
ختضع لنظام قانوين مزدوج أي قانون عام فيما خيص عالقتها مع الدولة ،وقانون خاص عالقتها مع الغري حيث
خيتص القضاء اإلداري ابلفصل يف نزاعاهتا وكذلك كل ما يتعلق إبنشائها وتنظيمها إلغائها.2
إن املفوض له يكون عادة شركة جتارية ،أي من أشخاص القانون اخلاص ،غري أن التفويض يكثر
إن شركات االقتصاد املختلط التابعة للدولة ليست ابلضرورة مشروعات عامة ،ألن الدولة ليست
ابلضرورة صاحبة األغلبية فيها وهذه الشركات هي عبارة عن شخص معنوي من أشخاص القانون اخلاص،
يشرتك يف تكوين رأمساله وإدارته أحد أشخاص القانون العام بغية حتقيق مصلحة ذات نفع عام أو إدارة مرفق
عام ،حيث أنه يشرتط مشاركة للشخص العام واألفراد املسامهني يف تسيري شؤون املرفق العام.1
ويقصد به هم خمتلف األشخاص الذين ينتفعون من املرفق العام أو يستعملون منشآته غري أهنم ليسوا
طرفا يف العقد لكن القانون منح هؤالء املستفيدون مركزا هاما وذلك من أجل محايتهم وللوضوح يف العالقة بني
السلطة واملفوض له ،حيث تبث للمستفيدين من املرفق العام عنده حقوق نذكر أمهها :
وذلك من أجل حتسني العالقة بني اإلدارة و األفراد فإن الواثئق اليت تبني كيفية تنفيذ مرفق عام أو
ترتبط هبذا التنفيذ تعترب بطبيعتها أو حبسب موضوعها ،واثئق إدارية جيوز للمستفيدين اإلطالع عليها وتدخل
عقود تفويض املرفق العام ابلضرورة يف هذه الطائفة من الواثئق اإلدارية اليت جيوز اإلطالع عليها ،ابستثناء الشروط
اليت تدخل يف إطار السر التجاري تنعكس على التعريفة أو املؤشرات اليت تؤثر يف تغريها. 1
و قد منح املشرع للمنتفعني حق املسامهة يف الرقابة على تنفيذ عقود تفويض املرفق العام ،وذلك يف
املناطق اليت يزيد عدد سكاهنا عن 3500نسمة من خالل تقرير سنوي يوضع حتت تصرف اجلمهور يف مقر
البلدية.2
ان املرسوم الرائسي 15ـ 247املتعلق ابلصفقات العمومية و تفويضات املرفق العام مل حيدد نظاما قانونيا
يكفل إجراءات ابرام عقود تفويض املرفق العام ،بل اسند تطبيق الباب الثاين من املرسوم الرائسي للتنظيم،
وبصدور املرسوم التنفيذي 18ـ 199املتعلق بتفويض املرفق العام نضم املشرع عقود تفويض املرفق العام بنظام
قانوين خاص يشابه ايل حد ما مع النظام القانوين الفرنسي لكن وفق اطر ونظم تنسجم مع خصوصية املرفق
العام ابجلزائر.
1
حممد عبد اللطيف ،مرجع سابق ،ص .98
2
مروان حمي الدين القطب ،مرجع سابق ص . 442
30
اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام الفصل الثاني:
ال يتحقق تفويض املرفق العام إال يف حالة شكل النشاط موضوع العقد مرفقا عاما و قابال للتفويض،
إذ توجد جمموعة من املرافق السيادية اليت ال جيوز تفويضها ،كما يقتضي أن تقوم بني صاحب التفويض والسلطة
املاحنة عالقة تعاقدية حبيث خيضع املتعاقد مع اإلدارة ابإلضافة إىل النظام القانوين احملدد من قبل املشرع فإنه
خيضع كذلك إىل األحكام املنصوص عليها يف العقد ،كما جيب أن يكون موضوع العقد استغالل املرفق العام
يشكل املرفق العام املرت كز القانوين األساسي لتقنية تفويض املرفق العام،و يقصد هبا املرافق العامة اليت
ميكن أن تطبق أسلوب التفويض يف إدارهتا مجيع املرافق االقتصادية واملالية اليت تقدم خدمات أو منافع عامة
لألفراد وال يوجد نص قانوين مينع تفويضها أو عرف جيعل تفويضها غري ممكن ،أو املرافق اليت ميكن أن تكون
حمال لإلدارة من طرف أشخاص القطاع اخلاص بطريقة التفويض ،أما اآلن ال توجد قائمة حتدد املرافق العامة
القابلة لتفويض ،فمهما كانت طبيعة املرفق العام إداري أو صناعي فهو قابل للتفويض. 2
لكن املشرع اجلزائري وضع يف تعريف املرفق شرط واقف وهو عدم وجود نص قانوين مينع ذلك ،أي أن املنع
يكون وفقا لنص قانوين صريح .3إال أن الفقه واالجتهاد قد حددها يف جمموعة نقاط وهي:
/1ال جيوز تفويض إدارة املرافق العامة ،نظرا الرتباطها بسيادة الدولة وجوهر وظائفها كمرفق الدفاع والعدل
/ 2جيوز تفويض بعض األنشطة امللحقة ابملرافق العام الذي يتم تفويض فيها مثل إدارة املطاعم يف مرفق التعليم
وال جيوز أن يؤدي إبرام العقد إىل تفويض إدارة أبرمته وليس بعض األنشطة امللحقة به.
1
مروان حمي الدين ،نفس املرجع ،ص .442
2
مروان حمي الدين ،مرجع سابق ،ص .444
3
سرحان ألربت.القانون اإلداري اخلاص ،.منشورات احلليب احلقوقية لبنان ،2010ص.95
31
اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام الفصل الثاني:
/ 3ال جيوز تفويض األنشطة املتعلقة مبمارسة الشخص العام المتيازات السلطة العامة كسلطة الضبط مثل
/ 4ال جيوز تفويض إدارة املرافق العامة اليت حتتكر إدارهتا واستغالهلا الدولة أو أحد أشخاص القانون العام
/ 5ال جيوز أن يكون موضوع عقد تفويض املرفق العام حتصيل جباية اإليرادات العامة.
/6ال يكون أن يكون موضوع عقد تفويض املرفق العام حتصيل جباية اإليرادات العامة اليت يكون هلا الطابع
الضرييب.
/7ال جيوز تفويض بعض املهام األساسية ابألشخاص العامة وهذا ما أكد عليه جملس الدولة الذي اعترب أن
األقاليم ال ميكن أن تتخلى عن كل صالحياهتا الزراعية إىل احد أشخاص القانون العام .1
اثنيا :ضرورة وجود عالقة تعاقدية بني السلطة املفوضة و املفوض له :
ال يتحقق تفويض املرافق العمومية إال من خالل العالقة التعاقدية بني السلطة ماحنة التفويض واملمنوح
له التفويض ،لذا فان األسلوب األحادي الصادر ابإلرادة املنفردة والذي يعرف أبسلوب التأهيل االنفرادي ال
ان عقد تفويض املرفق العام مبين على فكرتني متناقضتني يشكل توازهنما الغاية اليت هتدف هلا الطبيعة
املختلطة هلذا العقد ،ومها فكرة حتقيق املصلحة العامة و فكرة حتقيق املصلحة اخلاصة للمتعاقد .
1
عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ط ،1جسور النشر والتوزيع اجلزائر ،2012ص 225
32
اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام الفصل الثاني:
يربم عقد التفويض عادة بني شخص عام هو مانح التفويض وشخص خاص هو صاحب .التفويض
أ /صاحب التفويض :ميكن أن يكون صاحب التفويض شخصا عاما كأن يكون مؤسسة عامة يفوض إليها
إدارة و استغالل مرفق عام ،ومثال على ذلك عقد االمتياز الذي كان مربما بني شركة كهرابء و اليت كانت
مؤسسة عامة ،والدولة كانت موضوع العقد تشغيل مرفق الكهرابء .
ب /مانح التفويض :يقتضي أن يكون مانح التفويض شخصا عاما سواء كان الدولة أو أحد األشخاص العامة
احمللية أو املرفقية ،ويف حالة كان مانح التفويض شخصا خاصا فال يكون عقد تفويض مرفق عام إال أنه يستثين
من ذلك العقد املربم بني شخصني من أشخاص القانون اخلاص حلساب وابسم الشخص العام و حتت إشرافه
وتوجيهه.1
إن عقد التفويض عادة ما يربم بني شخص عام وهو مانح التفويض و شخص خاص وهو صاحب
التفويض لكي يعترب كعقد من عقود تفويض املرفق العام ،أما إن كان مانح التفويض شخص خاص فنحن هنا
ال نكون بصدد عقد تفويض مرفق عام ،إال أنه يستثىن من ذلك العقد املربم بني شخص من أشخاص القانون
اخلاص حلساب وابسم الشخص العام وحتت اشرافه ورقابته ،ففي هذه احلالة نكون أمام عقد تفويض املرفق العام
فالعالقة القائمة بني صاحب التفويض والسلطة املاحنة له هي عالقة تعاقدية خيضع طرفا العقد فيها
للبنود واألحكام املدرجة يف العقد ،وقد يشكل عقد تفويض املرفق العام عقدا إداراي ،ألن أحد أطرافه شخص
1بركيبة حسام الدين ،تفويض املرفق العام مفهوم جديد و مستقل يف ادارة املرفق العام،جملة املفكر،العدد الرابع عشر ،جامعة
حممد خيضر بسكرة ،اجلزائر ،جانفي ،2017ص .561
33
اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام الفصل الثاني:
عام هو مانح التفويض وموضوعه تنفيذ مرفق عام ويتضمن امتيازات السلطة العامة كحق الدولة إبهناء العقد
اثلثا :استغالل املرفق العام واالرتباط بني املقابل املايل واالستغالل :
ال يكفي لقيام تفويض املرفق العام ان يوجد مرفق عام وان تكون العالقة بني السلطة املفوضة واملفوض
له عالقة تعاق دية ،وإمنا يلزم لوجود مرفق عام يكون موضوع العقد استغالل مرفق عام من جهة ،وان يرتبط
ابملقابل املايل الذي حيصل عليه املفوض اليه بنتائج االستغالل من جهة أخرى ويعترب هدا الشرط يف حتديد عقود
تربم عقود تفويض املرفق العام يف اجلزائر وفقا لطريقة الطلب على املنافسة كقاعدة عامة ويف أحال اعالن
السلطة املفوضة عدم اجلدوي من الطلب على املنافسة مبفهوم املرسوم التنفيذي رقم 18ـ ،3199تربم عقود
التفويض وفقا لطريقة الرتاضي الذي ميثل االستثناء عن القاعدة العامة .
املالحظ ان املشرع اجلزائري ربط بني عقد تفويض املرافق العامة و قانون الصفقات العمومية وذلك من خالل
اصدار التشريع املنظم هلذه العقود ضمن نفس املرسوم 15ـ 247املنظم للصفقات العمومية وتفويضات املرافق
العامة .
عرفت املادة 11من املرسوم التنفيذي 18ـ1 199الطلب على املنافسة أبنه " الطلب على املنافسة
اجراء يهدف ايل احلصول على افضل عرض ،من خالل وضع عدة متعاملني يف منافسة ،بغرض ضمان
املساواة يف معاملتهم و املوضوعية يف معايری انتقائهم و شفافية العمليات و عدم التحيز يف القرارات املتخدة
.
مینح تفويض املرفق العام للمرتشح الذي يقدم افضل عرض ،وهو ذلك الذي يقسم احسن الضماانت
املهنية و التقنية و املالية حسب سلم التقييم احملدد يف دفرت الشروط "...
فالتنظيم و من خالل الطلب على املنافسة يهدف ايل تكريس مبادئ ابرام عقود تفويض املرفق العام
للوصول ايل افضل عرض ،وتطبيقا هلذا اكد يف احكام املادة 12من نفس املرسوم التنفيذي على ان طلب
على املنافسة يكون وفقا ملرحلتني ،املرحلة األول تتمثل يف االختيار األويل للمرتشحني على أساس ملفات
الرتشح ،وجيب أن تظهر الواثئق املكونة مللف الرتشح واحملددة يف اجلزء األول من دفرت الشروط ،وعنوانه" دفرت
ملف الرتشح" ،يف لوح اإلعالن عن العروض ،وذلك وفقل ملعايري اختيار املرتشحني لتقدمی عروضهم و املتعلقة
املرحلة الثانية تتمثل يف دعوة املرتشحني الذين مت انتقاؤهم أثناء املرحلة األوىل ،إىل سحب دفرت الشروط،
بعد اإلعالن عن طلب املنافسة البرام عقد التفويض ن فانه ميكن ان ال تستلم السلطة املفوضة أي
عرض او تستلم عرض واحد فقط او تستلم عروض غري مطابقة لدفرت الشروط.
1
املرسوم التنفيذي 18ـ ،199املرجع السابق.
35
اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام الفصل الثاني:
يف هذه احلالة الزم القانون السلطة املفوضة اعالن عدم جدوي الطلب على املنافسة و إعادة اجراء
الطلب على منافسة للمرة الثانية قبل اللجوء ايل ابرام العقد وفقا إلجراء الرتاضي. 1
و وفقا للتنظيم فان اإلعالن عن عدم اجلدوى و اللجوء ايل الرتاضي يكون يف مرحلتني ،املرحلة األويل
و اليت يتم اعالن عدم اجلدوى فيها اذا تبني بعد الطلب على املنافسة للمرة االويل عدم استالم أي عرض او
عرض واحد او عروض خمالفة لدفرت الشروط ،اما املرحلة الثانية فهي اليت يتم فيها اإلعالن عن عدم اجلدوى و
اللجوء ايل اجراء الرتاضي بعد طلب املنافسة للمرة الثانية وعدم استالم أي عرض او عدم مطابقة العروض لدفرت
الشروط ،اما اذا استلمت السلطة املفوضة عرض واحد يف الطلب على املنافسة للمرة الثانية وتبني انه مطابق
اثلثا :الرتاضي
يعترب ابرام عقد التفويض وفقل الجراء الرتاضي استثناء للقاعدة العامة املتمثلة يف الطلب على املنافسة ،وهو
اجراء يهدف ايل منح التفويض ملتعامل واحد دون اللجوء ايل املنافسة ،و ميكن ان يكتسي الرتاضي شكل
1ـ الرتاضي بعد االستشارة :وقد عرفه التنظيم من خالل املادة 17من املرسوم التنفيذي 18ـ 199املتعلق
بتفويض املرفق العام ،ابنه " اجراء تقوم من خالله السلطة املفوضة ابختيار مفوض له من بني ثالثة مرتشحني
ويتم انتقاء املفوض له يف اجراء الرتاضي بعد االستشارة من خالل املرتشحني كما يلي :
من بني املرتشحني املؤهلني الذين شاركوا يف الطلب على املنافسة قبل اإلعالن عن عدم اجلدوى للمرة
الثانية ،او من ضمن قائمة تعدها السلطة املفوضة بعد التأكد من قدراهتم املالية و املهنية اليت تسمح هلم بتسري
املرفق العام املعين ،ويتم هذا االجراء يف املرافق اليت ال تتطلب اجراء طلب على املنافسة ،ويتم حتدديها وفقا
لقرار مشرتك بني وزير املالية و الوزير املكلف ابجلماعات احمللية .
2ـ الرتاضي البسيط :عرفه التنظيم من خالل املادة 18من املرسوم التنفيذي 18ـ 199املتعلق بتفويضات
املرفق العام ابنه اجراء تقوم من خالله السلطة املفوضة ابختيار مفوض له مؤهل لضمان تسيري مرفق عام ،بعد
ويتم اللجوء ايل الرتاضي البسيط يف حالة حمددة حمصورة يف حالة اخلدمات اليت ال تكون حمل تفويض
اال ملرتشح واحد حيتل وضعية احتكارية و اما يف احلاالت االستعجالية .1
وتعترب حاالت استعجالية عندما تكون اتفاقية املرفق العام سارية املفعول موضوع اجراء فسخ ،او عند استحالة
ضمان استمرارية املرفق العام من طرف املفوض له ،او عند رفض املفوض له امضاء امللحق الذي يكون موضوعه
ان مرحلة أتهيل املشرحني املقبولني للتفاوض مهمة و أساسية يف ابرام عقد التفويض ،كوهنا مرحلة جتسد
كل املبادئ املنصوص عليها يف املادة 5من املرسوم الرائسي 15ـ2 247املتعلق ابلصفقات العمومية و تفويضات
املرفق العام ،وميكن تقسيم هذه املرحلة ايل اجراء نشر اإلعالن ،مث اجراء اعداد قائمة املرشحني املؤهلني للتقدمی
لقد وضع املشرع اجلزائري أمهية كبرية الجراء اإلعالن و حدد شروطه مبوجب املرسوم التنفيذي رقم
18ـ ،199وذلك من خالل املادة 25منه و اليت الزمت السلطة املفوضة بنشر الطلب على املنافسة بشكل
واسع و بكل وسيلة مناسبة و ذلك يف جريدتني يوميتني على األقل ،واحد ابلعربية وواحدة ابلفرنسية .
والزم السلطة املفوضة ان تضمن اعالن الطلب على املنافسة جمموعة من البياانت الواردة يف املادة 27
من املرسوم 18ـ ،1199وجتدر اإل شارة هنا ان التنظيم أجاز لبعض املرافق العمومية التخلي عن اإلعالن يف
اجلرائد اليومية ،نظرا حلجمها و نطاق نشاطها ،شرط ان تلتزم ابإلعالن بكل الوسائل األخرى ،لكنه مل حيدد
اثنيا :اعداد قائمة املرتشحني املؤهلني لتقدمي العروض :بعد اإلعالن عن املنافسة يشرع يف اعداد قائمة
املرتشحني املؤهلني لتقدمی العروض وهذا ضمن جمموعة من اخلطوات حددها التنظيم اجلزائري .
وقد نص التنظيم ان طلب املرتشحني جيب ان يتضمن الواثئق التالية :تصريح ابلنزاهة ،القانون
األساسي للشركة ،مستخرج سجل جتاري ،رقم التعريف اجلبائي فيما خيص املرتشحني اخلاضعني للقانون
اجلزائري او األجانب الذين سبق هلم العمل يف اجلزائر ،وكل وثيقة تسمح بتقييم قدرات املرتشحني .
وجتدر اإلشارة هنا ان التنظيم اجلزائري مل حيدد مدة معينة الستالم طلبات املرتشحني بل ترك االمر
للسلطة املفوضة بشرط ان يكون الزمن كايف لتحضري العروض و ليفسح اجملال ملدة معتربة من املتنافسني .
تقوم جلنة اختيار و انتقاء العروض بفتح األظرفة يف جلسة علنية و تسجل مجيع الواثئق املقدمة من
املرتشحني يف سجل خاص مرقم و مؤشر ،مث ويف جلسة مغلقة تتم دراسة ملفات املرتشحني وذلك يف اليوم
املوايل لفتح االظرفة ،و حتديد قائمة املرتشحني املقبولني اليداع عروضهم ،وتكون القائمة املعدة من طرف
بعد ارسال جلنة اختيار العروض قائمة املرتشحني املؤهلني اليداع عروضهم ايل السلطة املفوضة ،تقوم
هذه األخرية بدعوهتم بكل وسيلة مالئمة ايل سحب دفرت الشروط و تقدمی عروضهم .2
وتقوم جلنة اختيار و اقتناء العروض بفتح العروض و دراستها وذلك بدراسة عروض املرتشحني املنتقني
اوليا و اقصاء العروض غري املطابقة لدفرت الشروط ،و اعداد قائمة العروض املطابقة لدفرت الشروط مرتبة ترتيبا
تفضيليا ،وحيرر حمضر اجتماع يوقعه كل األعضاء ،وحمضر عدم جدوي عند االقتضاء.3
تشكل مرحلة املفاوضات يف عقود تفويض املرفق العام أمهية كبرية ،ففتح اجملال للمنافسة ال يعين ان
اإلدارة ستختار بشكل آيل ،فلهذا يعقب عملية الرتشح مرحلة مفاوضات للوصول ايل افضل الشروط حتقيقا
بعد إيداع املرتشحني املؤهلني لعروضهم تقوم جلنة اختيار العروض بدعوة املرتشحني كتابيا كل واحد
على حدة من اجل مفاوضة العروض املقدمة ،مث تقوم اللجنة بتحرير حمضر مفاوضة وتقيم للعروض يتضمن
و تقوم جلنة اختيار و اقتناء العروض ابلتفوض وفقا للحدود الواردة يف دفرت الشروط ال سيما مدة
التفويض و التعريفات او اإليتاوات اليت يدفعها مستعملوا املرفق العام او اليت يدفعها املفوض له للسلطة املفوضة
او املنح اليت تد فعها السلطة املفوضة للمفوض له ،وال ميكن ابي حال من األحوال ان تتطرف املفاوضات ايل
موضوع التفويض.1
بعد حتديد افضل العروض من قبل جلنة اختيار العروض يتخذ مسؤول السلطة املفوضة قرار املنح املؤقت
للتفويض ويتم نشر اإلعالن عن املنح املؤقت للتفويض وفقا لنفس اجراء اإلعالن املنصوص عليه يف املادة 25
كما ميكن للسلطة املفوضة اذا رفض املرتشح املستفيد من املنح املؤقت للتفويض استالم االشعار بتبليغ االتفاقية،
ان تقوم إبلغاء املنح املؤقت للتفويض وان تلجا ايل املرتشح التايل الوارد يف قائمة العروض املسجلة.
و ميكن أي مرتشح شارك يف الطلب على املنافسة أو الرتاضي البسيط بعد االستشارة حيتج على قرار
املنح املؤقت للتفويض ،أن يرفع طعنا لدى جلنة تفويضات املرفق العام املنصوص عليها يف املادة 78من هذا
املرسوم ،يف أجل ال يتعدى عشرين يوما ،ابتداء من اتريخ إشهار قرار املنح املؤقت للتفويض ،و تقوم اللجنة
1
املرسوم التنفيذي 18ـ ، 199نفس املرجع.
40
اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام الفصل الثاني:
بدراسة ملف الطعن و تبلغ السلطة املفوضة به وصاحب الطعن ،وعند انتهاء االجال احملددة للطعون تعد السلطة
إن الرقابة هي وسيلة لتحقيق نوع من التنظيم والفعالية داخل املؤسسة فالرقابة اإلدارية هي الوسيلة اليت
تستطيع السلطات اإلدارية معرفة كيفية سري العمل داخل املنشاة وذلك للتأكد من حيث سري العمل لتحقيق
األ هداف وكشف األخطاء والتقصري واالحنراف ،وهتدف ابألساس إىل محاية الصاحل العام وتوعية القيادة اإلدارية
ومنع االحنراف غري أنه عقود تفويض املرفق العام أبشكاهلا املختلفة هي عقود مؤقتة مبد معينة فإذا عهدت اإلدارة
ماحنة التفويض إىل أحد أشخاص القانون اخلاص أو العام مبهمة إنشاء أو تسيري و استغالل مرفق عام فال
لذلك سنحاول يف هذا املبحث التطرق إىل آليات الرقابة على تنفيذ تفويض املرفق العام (مطلب أول) وهناية
لإلدارة املتعاقدة سلطة الرقابة على الطرف املتعاقد معها حىت تتأكد وتتحقق من أن املتعاقد معها ينفد
التزاماته التعاقدية وفقا للشروط احملددة يف العقد ،ورقابة اإلدارة على املتعاقد معها فتكون داخلية تتمثل يف التوجيه
واإلرشاد وقد تكون رقابة خارجية تتأكد من تنفيذ العقد طبعا للشروط القيمة.1
ومن هنا سنتناول يف هذا املطلب ثالثة فروع من أنواع الرقابة ،رقابة املصلحة املتعاقدة( ،فرع أول)،
هذا احلق مستمد من طبيعة املرفق العام ألن اإلدارة ما تزال مسؤولة عن املرفق ابلرغم من تفويض
إدارته ،فسلطة الرقابة واإلشراف تبقى يف يدها لكون العقد ينفذ حتت مسؤوليتها وضمان اخلدمة العامة من
بني أهدافها األساسية واألصلية فسلطة الرقابة واإلشراف حىت إذا مل يتم النص عليها يف دفرت الشروط فهي مقررة
لإلدارة ،وابلتايل جيوز هلا توسيع هذه الرقابة ألهنا من النظام العام.
إن الرقابة هنا تكون على تنفيذ جممل شروط العقد ،فقد تكون رقابة إدارية وفنية ورقابة مالية فهذه األخرية
تتوالها السلطة املاحنة للتفويض حيث تقوم ابلتفتيش يف حساابت املتعاقد اخلاصة ابستغالل املرفق العام،
فاملتعاقد يف نطاق عقود التفويض يلزم مبسك دفاتر منتظمة على وفق القواعد احملاسبية املتعارف عليها واملعمول
هبا يف القانون التجاري ،وحيق أيضا لإلدارة أن تقوم إبصدار أوامر ملزمة للمتعاقد معها لتنفيذ التزاماته على حنو
1
-عمار بوضياف ،شرح قانون الوالية ،جسور للنشر والتوزيع ،ط ، 1اجلزائر 2012ص ، 41ص.44
42
اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام الفصل الثاني:
معني أو على آخر ،1ففي عقد االمتياز مثال خيضع صاحب االمتياز إلشراف ورقابة وتوجيه دائم من طرف
السلطة املاحنة لالمتياز ،وجيب عليه تنفيذ األوامر اليت تصدرها له وإال وقعت عليه اجلزاءات اليت متتلكها.
اثنيا :حق تعديل النصوص االتفاقية الواردة يف العقد دون الوقوف على ارادة املفوض له
من امتيازات السلطة العامة اليت تتمتع هبا اإلدارة أثناء تنفيذ العقد اإلداري حقها يف تعديل النصوص
االتفاقية يف العقد مما يزيد أو ينقص من التزامات املتعاقد اآلخر وهو املفوض له ودون حاجة إىل موافقته حيث
يكمن أساس حق اإلدارة املاحنة للتفويض يف التعديل هو متطلبات واحتياجات املرفق العام.
حيث يعترب األستاذ حميو أنه جيب على التعديالت اليت قد تطرأ على شروط العقد ،أن ال تؤدي إىل
تغيري جذري يف العقد بشكل ميس مضمون العقد نفسه ،وجيب كذلك على التعديالت أن ال متس ابالمتيازات
املالية اليت ينص عليها العقد لصاحل املتعاقد أخريا فإنه جيب على اإلدارة أن تدفع أحياان تعويضات .2
فقد ختتلف وتتنوع صور تعديل شروط العقد حسب الظروف وهي ميكن أن تشمل ما يلي:
لإلدارة حق توقيع جزاءات متعددة على املفوض له الذي خيل ابلتزاماته ،سواء كان هذا اإلخالل
يتمثل يف االمتناع عن التنفيذ أم يف التأخري فيه أو بتنفيذها على وجه غري مرضي أو إبحالل غريه حمله دون
موافقة اجلهة اإلدارية ،فحق توقيع اجلزاءات مقرر لإلدارة أيضا ولو مل يرد النص عليه صراحة يف العقد.
فاهلدف املرجو من توقيع اجلزاءات على املفوض له هو ضمان سري املرافق العامة ،ابنتظام واطراد ،
وليس اهلدف من ذلك هو جمازاة أو تعويض اإلدارة عما أصاهبا من ضرر ويفرض على اهليئة املفوضة صاحبة
التفويض كقاعدة عامة أن تقوم إبعذار املفوض له وتنبيهه إىل أخطائه قبل توقيع اجلزاء عليه ،هذا ما مل ينص
العقد على خالف ذلك ،كما أنه ال حاجة إلعذار إذا كانت الظروف مسبقا تؤكد عدم جدواه ،كما لو صرح
املفوض له كتابة أنه ال يرغب ابلقيام ابلتزاماته أو أنه غري قادر على تنفيذها ،حيث تتنوع اجلزاءات اليت ميكن
لإلدارة توقيعها على املفوض له وتشمل كل من اجلزاءات املالية ) ( 1أو جزاءات الضغط و االكراه ) ( 2كما
1ـ اجلزاءات املالية :تعترب اجلزاءات املالية مبالغ مالية ،تفرضها اإلدارة على املفوض له يف حالة ما إذا أخل
أ -التعويضات :هي تلك املبالغ املالية اليت يدفعها املفوض له لإلدارة نتيجة إخالله ابلتزاماته املتفق عليها
سابقا يف العقد دون أن تكون هذه التعويضات مقدرة أثناء إبرام العقد ،فهي تفرض لتعويض وتغطية الضرر
احلقيقي الذي مس وأصاب اإلدارة صاحبة التفويض ،وأيخذ التعويض هنا صفة اجلزاء كون يتم تقديره بصفة
ب -الغرامات التأخریية :فهي تعويض جزايف يتم االتفاق عليه ،حىت ميكن لإلدارة أن تطالب حبقها يف حالة
إخالل املتعاقد ابلتزاماته ،فتوقيع الغرامة التأخريية يكون بقرار من اإلدارة دون اللجوء إىل القضاء الستصدار
1حامشي سامي مذكرة لنيل شهادة املاسرت يف احلقوق النظام القانوين التفاقية املرفق العام كلية احلقوق و العلوم السياسية جامعة
جباية 2016ـ 2017ص . 51
2عوابدي عمار ،القانون اإلداري ،اجلزء الثاين ،املرجع السابق ،ص .219
3أكلي نعيمة ،املرجع السابق ،ص . 107
44
اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام الفصل الثاني:
-2جزاءات الضغط واإلكراه :فهذه اجلزاءات هتدف إىل ضمان تنفيذ العقد ،وذلك بواسطة اجراءات ضغط
من شأهنا التغلب على تقصري املفوض له وذلك حبلول السلطة املفوضة أو حلول الغري حمله وهذا النوع من
اجلزاءات ال يفرض أعباء مالية على املفوض له وتتمثل صور و وسائل جزاءات اإلكراه والضغط يف عقد تفويض
املرفق العام يف وضع العقد حتت احلراسة أو التنفيذ عن طريق مفوض له أخر.1
أ -وضع حمل العقد حتت احلراسة :يقصد بذلك أن يتم إبعاد املفوض له عن إدارة وتسيري املرفق العام بصفة
مؤقت ،على أن تقوم السلطة املفوضة تويل إدارته بنفسها أو التعهد بذلك حلارس مؤقت ختتاره ، 2وذلك على
نفقة ومسؤولية املفوض له طاملا أن وضع املرفق حتت احلراسة تقرر كجزاء على تقصريه.
ب -التنفيذ عن طريق مفوض له أخر:يف حالة ما إذا أخل املفوض له ابلتزاماته التعاقدية الواردة يف العقد،
كأن يهمل أو يقصر يف إدارة واستغالل املرفق العام فإن السلطة املفوضة ماحنة التفويض تقوم ابختيار متعاقد
-3اإلسقاط أو الفسخ :كل من اإلسقاط والفسخ هو ج ا زء ارتكاب املفوض له خلطأ جسيم أثناء تنفيذ
العقد مما يؤدي إىل هناية عقد تفويض املرفق العام حيث جيب أن يكون قرار اإلسقاط أو الفسخ صرحيا مكتواب
صادرا من السلطة املختصة طبقا للعقد ،فهو بذلك قائم ولو مل ينص عليه يف بنود العقد ،فيتعني على السلطة
املفوضة ماحنة التفويض اعذار املفوض له قبل توقيع جزاء الفسخ وغالبا ما تتضمن واثئق االلتزام مثل هذه
الشروط ،فاإلسقاط نوعني إسقاط جمرد أي أثناء إخالل املفوض له ابلتزاماته توقع السلطة املفوضة عليه جزاء
مما يرتتب عليه انتهاء عقد تفويض املرفق العام دون حتمل املفوض له أي تعويض.
1
أكلي نعيمة ،نفس املرجع ،ص . 108
2
أكلي نعيمة ،املرجع السابق ،ص . 108
45
اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام الفصل الثاني:
وهناك نوع أخر وهو اإلسقاط على نفقة املفوض له فيتم من خالل هذا اجلزاء إهناء الرابطة العقدية
بني السلطة املفوضة واملفوض له بشرط حتمل هذا األخري نفقات ابرام العقد اجلديد.1
و جتدر اإلشارة يف النهاية ايل ان املرسوم التنفيذي 18ـ 199املتعلق بتفويض املرفق العام نص يف املادة
82منه علي انه " تتابع السلطة املفوضة تنفيذ اتفاقية املرفق العام ،وتقوم هبذه الصفة مبراقبة ميدانية للمرفق العام
املفوض وكل الواثئق ذات الصلة ،وكذا التقارير السداسية اليت يعدها املفوض له" فالرقابة اإلدارية حسب املشرع
اجلزائري تقوم هبا السلطة املفوضة ،وذلك ابالستناد ايل التقارير املقدمة من املفوض له كل ستة اشهر ،كما ان
املشرع الزم السلطة املفوضة عقد اجتماع مع املفوض له على األقل كل ثالث اشهر وذلك من اجل تقييم جناعة
التسيري و التأكد من جودة اخلدمات املقدمة ،و للسلطة املفوضة السلطة الكاملة يف توجيه تنفيذ عقد التفويض
يف خمتلف مراحله ،ويعرتف غالبا هبذه السلطة يف العقد نفسه كما جتد أساسها يف مفهوم املرفق العام اليت تسهر
وقد احدث املرسوم الرائسي 15ـ3 247سلطة ضبط الصفقات العمومية و تفويضات املرفق العام و
اسند هلا مهمة تنظيم و متابعة تنفيذ عقود تفويض املرفق العام ،و مهمتها ضبط الصفقات العمومية و تفويضات
املرفق العام ومراقبة كل من السلطة املفوضة و صاحب التفويض ،اال ان املرسوم التنفيذي الذي حيدد تشكيلتها
تستمر رقابة أجهزة وهيئات وزارة املالية أساسها القانون من التشريع والتنظيم املعمول هبا فالوزارة يف هذا
اجملال تعمل على حتضري ومتابعة ورقابة امليزانية العامة للدولة واجلماعات اإلقليمية واملؤسسات ذات الطابع
1
أكلي نعيمة ،نفس املرجع ،ص . 120
2
أكلي نعيمة ،نفس املرجع ،ص . 120
3
املرسوم 15ـ ،247املرجع السابق.
46
اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام الفصل الثاني:
اإلداري ،1ويف جمال الصفقات العمومية حتديدا يؤدي قسم الصفقات العمومية بوزارة املالية دور هاما فيما خيص
التحضري وإعداد قانون الصفقات العمومية وكذا اإلجابة عن التساؤالت أو اإلشكاالت اليت تواجه املصاحل
املتعاقدة أثناء إبرام أو تنفيذ الصفقات العمومية أما عن املهام الرقابية قبل وأثناء التنفيذ فيمارسها أعوان خيضعون
لسلطة الوزير املكلف ابملالية وهو املراقب املايل واحملاسب العمومي أما الرقابة البعدية فهي من اختصاص املفتشية
تقوم هذه اهليئة ملراقبة االلتزامات اليت تقوم هبا اإلدارة سواء تعلق األمر ابلنفقات أو التعاقدات وهذا
قبل أن توضح النفقة حيز التنفيذ أي قبل تصفيته واألمر بتسديدها إن هذه الرقابة هي عمل وقائي هتدف إىل
أن النفقة قد متت وفقا للقوانني والتنظيمات السارية فهي نوع من املشروعية ،وهذا دون تدخل جهاز الرقابة
املالية يف املالئمة 2وقد نص املشرع اجلزائري على ان املشروع أو الصفقة أو ملحق خيضع لتأشرية املراقب املايل
وذلك من خالل القانون اجلديد ، 3 15-247أوضح أن التأشرية الشاملة (اختاذ القرار ابإلمجاع ) للجنة
الصفقات العمومية تفرض على املصاحل املتعاقدة واملراقب املايل واحملاسب املكلف إال يف حالة معاينة عدم مطابقة
تباشر الرقابة املالية الالحقة بعد تنفيذ التصرفات املالية واختاذ القرار بصرف النفقات وحتصيل اإليرادات،
وهي ال حتول دون أن يصبح األمر ابلتحصيل أو األمر ابلدفع انفدا كما هو احلال لرقابة احملاسب العمومي وال
1
تكون إال بعد استفاء اإلجراءات القانونية الالزمة ومتارس من طرف املفتشية العامة للمالية وجملس احملاسبة.
هي جهاز أنشئ للرقابة املالية الالحقة حيث متارس رقابة املفتشية العامة للمالية على التسيري املايل
واحملاسيب ملصاحل الدول واجلماعات اإلقليمية وكذا اهليئات واألجهزة واملؤسسات اخلاضعة لقواعد احملاسبة العمومية
وعليه فإن خمتلف الصفقات اليت تربمها هذه اهليئات ختضع لرقابة املفتشية العامة للمالية ،كما حتدد عمليات
الرقابة للمفتشية العامة للمالية يف برانمج شنوي يعرض على وزير املالية خالل الشهرين األولني من كل سنة
حسب األهداف احملددة ،وتبعا لطلبات أعضاء احلكومة أو اهليئات أو املؤسسات املؤهلة ويتمثل جمال
-الرقابة على الواثئق يف عني املكان وبطريقة فجائية ،ويتعني على مسؤويل املصاحل املعنية بعملية الرقابة ضمن
*السماح لوحدات املفتشية املالية الدخول إىل مجيع اجملاالت اليت تستخدمها املصاحل املعنية .
1
بن دراجي عثمان ،مرجع سابق ص .12
48
اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام الفصل الثاني:
وال ميكن ملسؤول املصاحل أو اهليئات اليت وضعته للرقابة التملص من الواجبات املذكورة أعاله وميكن للمفتشية
العامة للمالية أن تطلب من مسؤويل اإلدارات واهليئات العمومية وكذا األعوان املوضوعني حتت سلطتهم لإلطالق
متارس الرقابة القضائية على عقود تفويض املرفق العام من قبل القضاء اإلداري و القضاء العادي يف حالة
اإلخالل إبعالن أو توفري املنافسة عند اختيار صاحب التفويض أو عن طريق الطعن يف لقرارات املتعلقة بتنفيذ
العقود لتجاوز السلطة كما ميكن اللجوء إىل قاض العقد عند إخالل احد طرفيه يف االلتزامات املرتتبة عليه أو
ختضع النزاعات اليت تثور بني السلطة املفوضة واملفوض له ،وكذلك اليت تثور بني السلطة املفوضة
واملنتفعني من املرفق العام فيما يتعلق إبرغام امللتزم على احرتام قواعد تنظيم املرفق العام ،والطعن يف القرارات اليت
ترفض فيها اإلدارة ذلك الختصاص القضاء اإلداري 2و يعتمد يف حتديد اجلهة القضائية املختصة على املعيار
الضبط اإلداري السلطة التقديرية ،التنفيذ املباشر ،نزع امللكية للمنفعة العامة ،التحكيم اإلداري ،احلجز اإلداري) ،دار اجلامعة
49
اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام الفصل الثاني:
العضوي وذلك طبقا لنص املادة 800من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية 1اليت جتعل املنازعات اليت تكون
الدولة والوالية والبلدية أو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري طرفا فيها من اختصاص احملاكم اإلدارية وابلرجوع
لنص املادة 801من نفس القانون جند أن هناك أهم نوعني من الدعاوي وهي دعوى اإللغاء ودعوى القضاء
الكامل.
يتضح من خالل هاتني املادتني أن احملاكم اإلدارية هي صاحبة االختصاص ابلفصل يف املنازعات اليت
تكون اإلدارة طرفا فيها ،إضافة إىل إختصاصها يف النظر يف دعاوي القضاء الكامل.
ففي عقود تفويض املرفق العام ،ويف حالة اختاذ السلطة املفوضة بعض القرارات كتعديل بعض الشروط
أو فسخ العقد ،ال ميكن للملتزم أن يطعن ضد هذه القرارات ابإللغاء ألهنا من قبيل األعمال الداخلية لتنفيذ
العقد ،فهي سلطات مقررة لإلدارة مبوجب العقد سوءا كان ذلك صراحة أو ضمنيا ،وابلتايل ال ميلك املفوض
له يف مواجهة هذه القرارات إال بدعوى القضاء الكامل اليت تسمح له ابلتعويض 124من القانون املدين،2
ذلك ألن هذا القضاء هو قضاء شخصي أو ذايت تدور املنازعة فيه حول اعتداء أو هتديد ابالعتداء على مركز
قانوين شخص للطاعن ،فهو يستهدف خماصمة األعمال القانونية الذاتية اليت تؤثر على احلقوق املكتسبة ،مما
وذلك إما يف صورة املطالبة بثمن أو بتعويض متفق عليه يف العقد ،أو تعويض على أضرار تسبب فيها
السلطة املفوضة أو ألي سبب من األسباب اليت ختضع لسلطة القاضي اإلداري يف جمال اختصاصه يف القضاء
الكامل.
1قانون رقم 09- 08مؤرخ يف 18صفر عام 1429املوافق 25فرباير ، 2008يتضمن قانون اإلجراءات املدنية
واإلدارية.
2االمر رقم 58-75املؤرخ يف 26سبتمرب 1975املتضمن القانون املدين ،املعدل و املتمم.
50
اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام الفصل الثاني:
لكن قد تستهدف الدعوى بطالن العقد ذلك إما لعيب يف تكوينه ويف هذه احلالة يكون للمفوض له
الذي يريد أن يتوصل إىل إبطال العقد إال سبيل القضاء الكامل ألن القاعدة العامة تقوم على أن دعوى اإللغاء
إذا خرج امللتزم على القواعد الواردة بعقد تفويض املرفق العام و اليت تنظم كيفية أداء اخلدمة للمنتفعني
فإ ّن لكل ذي مصلحة أن يرده إىل نطاق املشروعية أبن يتقدم املنتفع إىل اجلهة اإلدارية.1
املختصة طالبا منها التدخل بناء ا على سلطاهتا اإلدارية لتجرب امللتزم على احرتام شروط العقد فإذا
رفضت اإلدارة التدخل صراحة أو ضمنا كان من حق املستفيد أن يطعن يف هذا القرار بدعوى اإللغاء.
إن املنازعات اليت تقع بني املفوض له واملنتفعني من املرفق العام أو غري املتعامل معه ،كمورديه أو
العاملني عنده ختضع للقاضي العادي ألهنم مجيعا من أشخاص القانون اخلاص ذلك أن العقود املربمة بني
الطرفني هي عقود خاصة وليست إدارية النتقاء شرط وجود شخص عام كطرف فيها فطبقا للمعيار العضوي
املعتمد ،فإن املنازعات القائمة بينهما خيتص القاضي العادي ابلفصل فيها.2
يعترب القضاء الطريق العادي حلل املنازعات املختلفة داخل اجملتمع إال أن مقتضيات الواقع وحاجة الدولة
إىل رؤوس أموال القطاع اخلاص يف جمال تسيري نرافقها العامة أدت إىل ضرورة تفعيل ضماانت قانونية من شأهنا
استقطاب االستثمارات خاصة األجنبية ومن بني أهم هذه الضماانت إمكانية اللجوء إىل الطرق البديلة حلل
يعد إدراج إمكانية اللجوء إىل التحكيم يف عقود تفويض املرفق العان أمر غري مستساغ يف التشريع
اجلزائري إال إذا كان املتعاقد مع اإلدارة متعامل أجنيب و ذلك تطبيقا ملبدأ حضر جلوء األشخاص املعنوية العامة
للتحكيم املكرس يف نص املادة 1006فقرة 3من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية و اليت تنص أنه'' ال جيوز
لألشخاص املعنوية العامة أن تطلب التحكيم ما عدى يف عالقاهتا االقتصادية الدولية أو يف اطار الصفقات
العمومية'' ،كما تنص املادة 975من نفي القانون على أنه '' ال جيوز لألشخاص املذكورة يف املادة 800أعاله
إال يف احلاالت الواردة يف االتفاقات الدولية اليت صادقت عليها اجلزائر و يف مادة الصفقات العمومية''.
يتضح من خالل هاتني املادتني أن نطاق جلوء األشخاص املعنوية إىل التحكيم منحصر يف جمال
الصفقات ال دولية والعقود ذات البعد الدويل ما يقصي إمكانية اللجوء للتحكيم يف عقود تفويض املرفق العامة
الذي تربمها األشخاص املعنوية العامة مع املتعاملني الوطنيني ،1كما يقصي عملية اللجوء إىل التحكيم الدويل
ابعتبارها عقود إدارية ختتلف عن الصفقات العمومية إال إذا كان املفوض له من جنسية دولة أخرى أي أجنيب.2
وهنا جتدر اإلشارة ايل ان املشرع اجلزائري ومبجرد صدور املرسوم التنفيذي 18ـ 199نص صراحة على
اللجوء ايل وجواب من قبل السلطة املفوضة و املفوض له ايل احللول الودية حلل النزاعات املختلفة املتعلقة بتنفيذ
عقود تفويض املرفق العام ،وذلك عن طريق جلنة التسوية الودية للنزاعات و املنصوص عليها ابملادة 71من
املرسوم سالف الذكر،3كما كفل املشرع حق اللجوء ايل هذه اللجنة لكل من املفوض و املفوض له.
1فوانس سوهيلة ،تفويض املرفق العام يف القانون اجلزائري ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ،جامعة مولود معمري تيزي وزو،
،2018ص .270
2فوانس سوهيلة ،نفس املرجع ،ص .270
3املرسوم 18ـ ،199املرجع السابق.
52
اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام الفصل الثاني:
قد ينتهي عقد تفويض املرفق العام هناية عادية أو إبحدى الطرق الغري العادية فقد ينتهي عقد التفويض
هناية عادية ،أي ابنتهاء مدته ألن عقد التفويض من أبرز العقود الزمنية ،اي تلك العقود اليت يعترب الزمن عنصرا
جوهراي فيها ،و قد ينتهي عقد التفويض هناية غري عادية ،اي قبل انتهاء املدة ،وذلك ألسباب متعددة
كاالنت هاء أالتفاقي ،أو إهناء العقد بسبب خطأ صاحب التفويض ،غري انه أاي كانت أسباب انتهاء عقد
1
التفويض املرفق العام ،فانه من املهم متكني الشخص العام املسؤول عن املرفق من ضمان استمرار السري املرفق
،وقد املرسوم 18ـ 199يف مواده من 62اىل 65على انتهاء اتفاقية تفويض املرفق العام و فسخها .2
و بناء على ذلك سنتناول يف هذا املطلب ثالث فروع ،انتهاء العقد إبرادة االدارة املنفردة (فرع ،)01
متلك اإلدارة يف العقد اإلداري سلطات ال وجود هلا يف العقود املدنية و من هذه السلطات إهناء العقد
إبرادة اإلدارة املنفردة ،دون حدوث خطأ من جانب املتعاقد أو اإلخالل أبحد التزامات العقد وال حيد من سلطة
اإلدارة يف هذا الصدد سواء القيد العام على تصرفاهتا و هو املصلحة العامة و املصلحة العامة تظهر هنا يف
مصلحة املرفق العام اليت ارتبط به كما ميكن إهناء العقد اإلداري بدفع املصلحة العامة من قبل السلطة منحته
التفويض و ذلك مقابل تعويض عادل لصاحب التفويض 3ويتوىل القضاء اإلداري التحقيق بوجود املصلحة اليت
تربر إهناء العقد ، 4كما نصت املادة 62من املرسوم التنفيذي 18ـ 199على إمكانية السلطة املفوضة فسخ
1مليكة صاروخ ،القانون اإلداري ،دراسة مقارنة ،ط ، 7مطبعة النجاح اجلديد ،الدار البيضاء ، 2001ص.75
2املرسوم 18ـ ،199نفس املرجع.
3املرسوم التنفيذي 18ـ ، 199املرجع السابق.
4عبد هللا طلبة ،جنم األمحد ،القانون اإلداري منشورات جامعة دمشق سوراي 2014/2013ص 425
53
اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام الفصل الثاني:
اتفاقية التفويض ابالرادة املنفردة يف حالة اخالل املفوض له أبحد التزاماته وذلك بعد ان توجه للمفوض له
اعذارين وكذا إمكانية فرض غرامات على املفوض له ،ويف حالة استمراره يف االخالل ابلتزاماته فيحق هنا هلا
و يقصد به الفسخ االتفاقي و هو ذلك الفسخ الذي يتم االتفاق عليه قبل هناية مدة عقد التفويض
املرفق العام أي قبل حلول أجله و يكون ذلك إبرادة الطرفني إي السلطة املفوضة و املفوض له وفق الشروط و
الكيفيات املتفق عليها فاإلهناء االتفاقي يتم عن الرتاضي العام للطرفني وهذا ما نصت عليه املادة 65من املرسوم
التنفيذي 18ـ.199
و يقصد هبا هناية العقد قبل املدة احملددة يف االتفاق و قبل إمتام تنفيذه ،حيث ال يرتب العقد مجيع آاثره
2
و تتمثل النهاية الغري العادية لعقد تفويض املرفق العام أساسا يف انتهاء العقد بقوة القانون أو ابلفسخ القضائي.
يتجلى الفسخ بقوة القانون يف بعض احلاالت فقط مثل هالك حمل العقد أو حالة حتقق شروط أسباب
معينة منصوص عليها يف العقد فان مات حققت تلك الشروط يفسخ العقد بقوة القانون
1
املرسوم التنفيذي 18ـ ، 199املرجع السابق.
2
مروان حمي الدين القطب ،املرجع السابق ،ص.518
3
عوابدي عمار ،القانون اإلداري ،النشاط اإلداري ،املرجع السابق ،ص.230
54
اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام الفصل الثاني:
ومن بني هذه األسباب حالة القوة القاهرة ،أو حالة وفاة املفوض له.
ينتهي عقد التفويض املرفق العام حبكم القانون يف حالة القوة القاهرة إذا توافرت شروطها 1ودون أي
تعويض للمفوض له ،فالقوة القاهرة هي ذلك احلدث اخلارجي غري املوقع و ال ميكن رده و حيول دون تنفيذ العقد
2وال تؤدي القوة القاهرة إىل إهناء عقد التفويض إال يف حالة كانت هذه الظروف اليت تشكل القوة القاهرة هنائية
أو ال ميكن زواهلا و أدت إىل استحالة التنفيذ بصورة هنائية أم يف حال كانت القوة القاهرة مؤقتة أو ميكن
3
للظروف القاهرة أن تزول فتؤدي إىل تعليق تنفيذ العقد إىل حني زواهلا.
إن شخصية املفوض له يف عقد تفويض املرفق العام هلا أمهية كبرية يف العقد اد انه عقد دو طابع
شخصي وتطبيقا للقاعدة العامة فان وفاة املفوض له تؤدي إىل انقضاء عقد تفويض املرفق العام ، 4أي أن
اأثر العقد ال تتصرف إىل املتعاقدين واخللف العام ومنهم الورثة مبجرد هناية العقد إال يف حالة ما وجد نص يؤكد
5
خالف ذلك ضمن دفرت الشروط ابلنص على إمكانية مواصلة الورثة ابستغالل املرفق العام .
ميكن ألحد طريف العقد سواء كانت اهليئة املفوضة له اللجوء إىل القضاء لطلب فسخ العقد بناء على
استحالة حتقيق غرضه أو على االضطراب الشديد والدائم احلاصل يف التوازن املايل للعقد ويتم أتسيس الطلب
1
يف هذه احلالة إما على نظرية الظروف الطارئة أو على نظرية فعل األمري.
فنجد مثال قيام اإلدارة بتعديل بنود العقد مبا حيل بتوازهنا االقتصادي إخالال جسيما يفوق إمكانيات
املفوض له أو يغري من جوهر العقد مبا جيعله مبنزلة عقد جديد ما كان املفوض له لقبله لو عرف عليه عند تعاقد
األول ،2أو تعسف اإلدارة و احنرافها يف استعمال سلطتها و امتيازاهتا اإلدارية يف مواجهة الطرف املتعاقد معها و
انقضاء و زوال العقود اإلدارية بسبب الفسخ القضائي يتم عن طريق احلكم القضائي ينطقه القاضي املختص .3
1
انصر لباد ،الوجيز يف القانون اإلداري ،مرجع سابق ،ص .45
2
ادير نوال ،بشرى لويزة ،نفس املرجع ،ص .68
3
عمار عوابدي ،القانون اإلداري ،النشاط اإلداري ،املرجع السابق ،ص.230
56
الخاتمة
خامتة
الخاتمة
خامتة
االقتصادية و االزمات املالية اليت كان يعيشها العامل جراء اخنفاض أسعار النفط ،جعل الدولة اجلزائرية
تسارع اىل اعتماد هذه التقنية يف تسيل املرافق العامة عن طريق الشراكة مع القطاعات و املتعاملني
اخلواص ،وذلك قصد التخفيف من األعباء املادية و البشرية اليت كانت تثقل كاهل الدولة ،وهو ما
تكرس يف اصدار كل من املرسوم الراسي 15ـ 247املتعلق ابلصفقات العمومية وتفويضات املرافق
العامة قبل ان يدعم هذا التوجه ابملرسوم التنفيذي رقم 18ـ 199والذي حدد خمتلف االجراءات
و عليه فإ ّن تقنية تفويض املرفق العام جتسدت يف املنظومة القانونيّة اجلزائرية مما يُشجع املستثمرين
كاهل اخلزينة العُمومية ،إال أهنا جيب إرفاقها إبرادة سياسيّة حىت تُدر مثارها ،كما هو احلال يف فرنسا
إذ تُشكل تقنية التّفويض أهم مصادر اجلباية احمللية ،هكذا نالحظ أ َن ُحمتوى عقود تفويض املرافق
إلرضاء مجيع األطراف املعنية ،فصياغة إطار قانوين هلذا الشكل من التسيري خاصة ،النص التطبيقي
كل املعطيات السالفة الذكر ،واعتماد جمموعة من املعايري املناسبة إلجناح يقتضي األخذ بعني االعتبار
ّ ُ
املفوضة ينبغي مراعاة
العامة ّ
هذا األسلوب ،ويف هذا اإلطار ولضمان أكرب استفادة ُممكنة من املرافق ّ
املالحظات التالية :
املمتلكات املفوضة واملقتضيات املالية (النظام احملاسيب سياسة التمويل .الرسوم .برانمج
وبذلك سيتم تعزيز التشارك بني القطاع العام واخلاص من أجل حتقيق املشاريع الكربى وابلتايل إعطاء
رابعا :حتديد املرافق العامة الغري القابلة للتفويض وفقا ملبدا السيادة بدقة ،مع االخذ بعني االعتبار
التطور الكبري الذي شهده مفهوم السيادة و الذي اصبح مرننا بشكل كبري مثال يف فرنسا حيث
أصبحت تقنية تفويض املرفق العام معمول هبا حيت يف قطاعات كانت تعترب سيادية وغري قابلة
للتفويض مثل دراسة ملفات أتشريات السفر و اليت مت منحها ملتعامل خاص VFS GLOBAL
،وهذا للخدمات السريعة و النوعية اليت اصبح يقدمها مثل هذا املتعامل وحجم التخفيف من
كما يالحظ ان املشرع اجلزائري ربط بني تقنية تفويض املرفق و اإلدارة احمللية و نص عليها فقط
يف ما خيص هذه األخرية ال سيما يف املرسوم التنفيذي 18ـ ،199وهو يثري تساؤالت حول نية
املشرع من هكذا اجتاه ،رغم ان مثل هذه التقنية كان جيب ان تعمم على خمتلف القطاعات و
اإلدارات.
هكذا نالحظ أ َن صياغة اإلطار القانوين اخلاص بتفويضات املرافق العامة مازال حباجة لبعض
التعديالت و هذا قصد التماشي على احسن وجه مع هذه التقنية لتحقيق الغاية منها والّيت هتتم
وبذا تكتمل دراستنا بشأن تفويض املرفق العام ،واليت حاولنا اإلملام بكل جوانب من خالل هذه
الدراسة ،األمر الذي اقتضى البحث يف اجلانب النظري وقوفا على القواعد القانونية اليت حتكمها
،وكذلك استقراء ميداهنا احلقيقي أال وهو املستوى احمللي و الوطن
قائمة املصادر واملراجع
قائمة المصادر والمراجع
.2القانون 90ـ 08املؤرخ يف 7أبريل سنة ، 1990يتعلق ابلبلدية ،ج ر عدد 15صادر يف 11أبريل -
1990ملغى.
.3لقانون 90ـ 09املؤرخ يف 7أبريل سنة ، 1990يتعلق ابلوالية ،ج ر عدد 15صادر يف 11أبريل -
1990ملغى.
.4األمر 22.95املتعلق خبوصصة املؤسسات العمومية ،جريدة رمسية عدد 48الصادرة بتاريخ -11-03
.1995
.5األمر 04 -01املؤرخ يف 20أوت 2001املتعلق بتنظيم املؤسسات العمومية وتسيري اختصاصها ،جريدة
.6قانون رقم 05ـ 12املؤرخ يف 04غشت سنة ، 2005يتعلق ابملياه ،ج ر عدد 60صادر يف 04
سبتمرب . 2005
.7األمر 03-06مؤرخ يف 19مجادي الثانية عام 1427املوافق لـ 15يونيو سنة 2006يتضمن القانون
األساسي العام الوظيفة العمومية اجلريدة الرمسية ،46الصادرة يف 16يوليو سنة .2006
.8قانون رقم 09- 08مؤرخ يف 18صفر عام 1429املوافق 25فرباير ، 2008يتضمن قانون اإلجراءات
املدنية واإلدارية.
.9القانون 10-11مؤرخ يف 22يونيو ، 2011يتعلق ابلبلدية ،ج ر عدد 37صادر يف 3يوليو سنة .2011
60
قائمة المصادر والمراجع
.10القانون 07-12مؤرخ يف 21فرياير ، 2012يتعلق ابلوالية ،ج ر عدد 12صادر يف 29فرباير سنة
.2012
.12املرسوم التنفيذي رقم 18ـ 199املتعلق بتفويضات املرفق العام و املؤرخ يف 2غشت 2018جريدة
اثنيا :املؤلفات
.1ابوبكر أمحد عثمان ،عقود تفويض املرفق العام ،دار اجلامعة اجلديدة ،2015-2014،اجلزائر.
.3ضريفي اندية ،تسيري املرفق العام و التحوالت اجلديدة ،دار بلقيس ،اجلزائر.2010 ،
.4عبد هللا طلبة ،جنم األمحد ،القانون اإلداري منشورات جامعة دمشق سوراي .2014
.5عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية القسم األول ،جسور لنشر والتوزيع ،الطبعة اخلامسة،
اجلزائر.2017 ،
.7عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ط ،1جسور النشر والتوزيع اجلزائر .2012
.8عمار بوضياف ،شرح قانون الوالية ،جسور للنشر والتوزيع ،ط ، 1اجلزائر . 2012
.9عمار عوايدي ،القانون اإلداري ،النشاط اإلداري ،دم ج ط ، 6جامعة اجلزائر .2014
عيد قريطم ،التفويض يف االختصاصات اإلدارية ،منشورات احلليب احلقوقية ،الطبعة االوىل ،بريوت .10
،2011ص.34-33
61
قائمة المصادر والمراجع
لباد انصر ،القانون اإلداري النشاط االداري اجلزء الثاين ،مطبعة سارب ،اجلزائر ،سنة . 2000 .11
لباد انصر ،الوجيز يف القانون اإلداري ،الطبعة الرابعه ،دار اجملد للنشر والتوزيع ،اجلزائر .2010 .12
لباد انصر ،القانون اإلداري ،اجلزء الثاين ،النشاط اإلداري ،اجلزائر. 2004 ، .13
ماجد راغب احللو( ،القانون اإلداري( ذاتية القانون اإلداري ،املركزية والالمركزية ،األموال العامة، .14
املوظف العام ،املرافق العامة ،الضبط اإلداري السلطة التقديرية ،التنفيذ املباشر ،نزع امللكية للمنفعة العامة،
حممد حممد عبد اللطيف ،تفويض املرفق العام ،دار النهضة العربية ،القاهرة.2000، .15
مليكة صاروخ ،القانون اإلداري ،دراسة مقارنة ،ط ، 7مطبعة النجاح اجلديد ،الدار البيضاء .16
.2001
مروان حمي الدين القطب ،طرق خصخصة املرافق العامة (اإلمتياز -الشركات املختلطة -تفويض .17
هيام مروة ،القانون اإلداري اخلاص ،املرافق العامة الكربى وطرق إدارهتا ،االستهالك األشغال .18
العامة ،التنظيم املدين :ط ، 1جمد املؤسسة اجلامعية للدراسات للنشر والتوزيع ،لبنان.2003 ،
وليد حيدر جابر،طرق ادارة املرافق العام املؤسسة العامة و اخلصخصة ،منشورات احلليب احلقوقية، .19
وليد حيدر جابر ،التفويض يف إدارة و استثمار املرافق العامة ،دراسة مقارنة ،منشورات احلليب .20
62
قائمة المصادر والمراجع
.1فوانس سوهيلة ،تفويض املرفق العام يف القانون اجلزائري ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ،جامعة مولود
.2حوادق عصام ،تفويض املرفق العام احمللي يف اجلزائر ،أطروحة دكتوراه جامعة االخوة منتوري قسنطينة ،
.3كلويف عز الدين ،نظام املنازعات يف جمال الصفقات العمومية على ضوء قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية،
مذكرة خترج لنيل شهادة املاجستري يف القانون العام ،جامعة عبد الرمحان مرية جباية ،سنة . 2012
.4ا دير نوال ،بشريي الوزيرة ،النظام القانوين لعقد تفويض املرافق العامة ،مذكرة لنيل شهادة املاسرت يف
احلقوق ،شعبة القانون االقتصادي وقانون األعمال ،ختصص القانون العام لألعمال ،كلية احلقوق والعلوم
.5بن دراجي عثمان ،جمال تدخل املراقب املايل يف الصفقات العمومية على ضوء القانون ،247-15
مذكرة خترج لنيل شهادة املاسرت ،حتصص قانون إداري ،جامعة بسكرة ،سنة .2016
.6حامشي سامي مذكرة لني ل شهادة املاسرت يف احلقوق النظام القانوين التفاقية املرفق العام كلية احلقوق و
.7فروج نوال ،عمراين سارة ،تفويض تسيري املرافق العامة لصاحل األشخاص اخلاصة ،مذكرة نيل شهادة
املاسرت يف احلقوق ،ختصص القانون العام لألعمال ،كلية احلقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرمحان
مرية . 2013
63
قائمة المصادر والمراجع
.1إرزيل الكاهنة ،عن استخدام تفويض املرفق العام يف القانون اجلزائري ،جملة أحباث قانونية و سياسية ،العدد
.2بركيبة حسام الدين ،تفويض املرفق العام مفهوم جديد و مستقل يف ادارة املرفق العام،جملة املفكر،العدد الرابع
.3عيالم رشيد ،مداخلة بعنوان تفويض املرفق العام كآلية جديدة التسيري املرفق العام يف التشريع اجلزائري ،جامعة
64
فهرس احملتوايت
الصفحة احملتوى
التشكر
االهداء
01 مقدمة
الفصل األول :اإلطار املفاهيمي لتفويض املرفق العام
06 املبحث األول :مفهوم تفويض املرفق العام
06 املطلب األول :نشأة فكرة تفويض املرافق العامة
06 الفرع األول :مرحلة الرتدد يف تبين تفويض املرفق العام
08 الفرع الثاين:مرحلة التكريس الصريح لتفويض املرفق العام
10 املطلب الثاين :تعريف املرفق العام
10 الفرع األول :التعريف الفقهي لتفويض املرفق العام
11 الفرع الثاين :التعريف التشريعي
14 املبحث الثاين :متييز تفويضات املرافق العام وأنواعها
14 املطلب األول :متييز تفويض املرفق العام عن املفاهيم املشاهبة له
14 الفرع األول :تفويض املرفق العام وتفويض االختصاص اإلداري
15 الفرع الثاين :تفويض املرفق العام واخلوصصة
16 الفرع الثالث :تفويض املرفق العام و املؤسسة العامة
17 الفرع الرابع :تفويض املرفق العام و الوكالة
18 املطلب الثاين :أنواع عقود تفويض املرفق العام
18 الفرع األول :عقد االمتياز
20 الفرع الثاين :عقد اإلجيار
21 الفرع الثالث:عقد الوكالة احملفزة
22 الفرع الرابع :عقد التسيري
23 الفرع اخلامس :العقودغرياملسماة
الفصل الثاين :مدى فعالية النظام القانوين لتفويضات املرفق العام
55 اخلامتة
الفهرس