You are on page 1of 74

‫جامعة أحـمد دراية – أدرار‪-‬‬

‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم احلقوق‬
‫مذكرة بعنوان ‪:‬‬

‫النظام القانوين لتفويض املرفق العام‬

‫مذكرة ماسرت ختصص‪:‬القانون اإلداري‬


‫حتت إشراف‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبني‪:‬‬
‫د‪ .‬علي حممد‬ ‫‪ -‬بن شريط أمني‬
‫‪ -‬براقوبة ربيع‬
‫جلنــة املناقشــة‬
‫رئيس ـا‬ ‫جامعة ادرار‬ ‫أستاذ أ‬ ‫‪ -‬د ‪.‬عبا عبد القادر‬

‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة أدرار‬ ‫أستاذ أ‬ ‫‪ -‬د‪.‬علي حممد‬

‫مناقشــا‬ ‫جامعة أدرار‬ ‫أستاذ أ‬ ‫‪ -‬د‪.‬بن عومر حممد الصاحل‬

‫السنة اجلامعية ‪2019-2018‬‬


‫مقدمة‬
‫يعترب املرفق العام املظهر اإلجيايب لنشاط اإلدارة و الذي تسعي من خالله ايل اشباع حاجات املواطن‬

‫املختلفة‪ ،‬حيث تتواله هذه األخرية بنفسها أو ابالشرتاك مع القطاع اخلاص‪ ،‬فالدولة وإىل وقت قريب كان تدخلها‬

‫يقتصر على وظائفها التقليدية من أمن دفاع و عدالة‪ ،‬غري ان التحوالت اليت يشهدها العامل وحاجيات املواطنني‬

‫املتزايد ة اضطرهتا ايل التدخل يف ميادين شيت اقتصادية واجتماعية وثقافية ‪ ،‬اال ان ذلك سبب هلا متاعب كثرية أدت‬

‫ايل ضرورة التفكري يف أطر وآليات جديدة تساهم يف بناء احلركة التنموية‪.‬‬

‫ان األساليب التقليدية اليت كانت تتبعها اإلدارة يف تسري املرافق العامة تسببت على امتداد السنوات يف‬

‫العديد من املشاكل واليت أظهرت فشل اإلدارة يف االستجابة حلاجيات املواطن من خدمات تلك املرافق العامة‪،‬‬

‫واليت مل تعرف سوى التدهور و التدين و سوء اخلدمة من سنة إىل اخرى‪ ،‬وكذا ارتفاع قيمة األعباء اليت كانت تقع‬

‫على اإلدارة من جراء تسريها هلذه املرافق‪ ،‬ف كان لزوما عليها اللجوء ايل فتح اجملال امام القطاع اخلاص ليساهم يف‬

‫الدفع ابحلركة التنموية ايل االمام‪ ،‬والتخفيف من األعباء اليت كانت تعاين منها اإلدارة‪ ،‬ابإلضافة اىل االستفادة من‬

‫خربات القطاع اخلاص يف تسري املرافق املشاهبة‪ ،‬وقد تكرست هذه الشراكة مع القطاع اخلاص يف جمال تسري املرافق‬

‫عن طريق تقنية قدمية التطبيق وحديثة املظهر متثلت يف تفويض املرافق العامة‪.‬‬

‫عرفتها منذ ‪ 1989‬واليت جنمت عن االنتقال‬


‫لقد قامت ال ّدولة اجلزائريّة ونتيجة للظروف االقتصاديّة اليت ّ‬
‫العامة‪ ،‬وكانت‬
‫تسيري املرافق ّ‬
‫من النظام االشرتاكي إىل النظام الرأمسايل‪ ،‬بتكريس مبدأ مشاركة القطاع اخلاص يف ّ‬
‫املتمم للقانون رقم ‪ "83-17‬يتعلّق ابمليّاه‬
‫البداية مع قطاع امليّاه سنة ‪ 1996‬مبوجب األمر رقم ‪ 96-13‬املع ّدل و ّ‬
‫الذي ينص يف املادة ‪ 21‬منه على "جيب أن تتوفر يف هؤالء األشخاص االعتباريني اخلاضعني للقانون اخلاص‬

‫املؤهالت الضرورية " وتوالت بعدها النصوص القانونيّة اليت كرست أسلوب اإلمتياز إلشراك القطاع اخلاص يف عمليّة‬

‫العامة‪ ،‬وذلك حبثا عن الفعالية والزايدة يف مردوديتها مع احلفاظ على خصوصيّة اخلدمة‬
‫إدارة و إستغالل املرافق ّ‬
‫العموميّة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫املشرع اجلزائري إمكانية إشراك القطاع اخلاص مبوجب القانون رقم‪ "01-19‬يتعلّق بتسيري‬
‫كما كرس ّ‬
‫النفاايت ومراقبتها وإزالتها‪ ،‬لكن تطبيقه لتقنية التفويض مل جيسد فعليا إال سنة ‪ 2005‬مبوجب قانون املياه رقم‬

‫وألول مرة مصطلح التّفويض يف جمال تسيري اخلدمة‬


‫املشرع اجلزائري ّ‬
‫‪ 05-12‬السالف الذكر‪ ،‬حيث استعمل ّ‬
‫العموميّة للميّاه و التطهري ‪.‬متّ على إثرها إبرام عدة إتفاقيات مع متعاملني أجانب يف عدة مدن يف اجلزائر على رأسها‬

‫مدينة اجلزائر العاصمة اليت أبرمت اتفاقية تسيري اخلدمة العموميّة للمياه سنة‪ 2006‬مع متعامل فرنسي ‪ ،‬غري انه‬

‫ولغياب االيطار القانوين املنظم هلذه التقنية بقيت تتسم بعدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بفهوم تفويض املرافق العامة‬

‫و حتديد العقود اليت تدخل يف نطاق هذه التقنية احلديثة اليت تعود أصوهلا ايل عقد امتياز املرفق العام‪.‬‬

‫كان البد من االنتظار ايل غاية سنة ‪ 2015‬و حتت ضغط تدهور أسعار البرتول و االزمة املاليّة اخلانقة‬

‫اليت كانت تعاين منها اجلزائر لتكرس ال ّدولة هذه التقنية مع وضع اإلطار القانوين هلا ابإلضافة إىل حتديد العقود اليت‬

‫الصفقات العموميّة و تفويضات املرفق‬


‫تشملها ‪ ،‬و كا َن ذلك مبوجب املرسوم الرائسي رقم ‪15‬ـ‪ 247‬املتعلق بتنظيم ّ‬
‫العام ليتبين املشرع اجلزائري رمسيا نظام تفويض املرافق العامة بعد فرتة تردد طولية و ميال بذلك فراغا قانونيا يف تسيري‬

‫العامة دام لسنوات‪.‬و يُؤسس ملرحلة جديدة قوامها حتقيق الشفافيّة و النهوض ابملرفق العام الذي يُشكل أحد‬
‫املرافق ّ‬
‫مصادر اجلبايّة احمللية ‪ ،‬و ليستكمل املشرع اجلزائري ب عد ذلك هذا النهج اجلديد يف تسري املرافق العامة عن طريق‬

‫اصدار املرسوم التنفيذي رقم ‪18‬ـ‪ 199‬و الذي حدد النظام القانوين لتفويض املرفق العام بدقة و فصل خمتلف‬

‫إجراءات تسري املرافق العامة هبذه التقنية متداركا خمتلف النقائض اليت كانت تكتنف املرسوم الرائسي رقم ‪15‬ـ‪247.‬‬

‫و تكمن أمهية املوضوع حمل الدراسة يف تبني مدي جناعة تقنية تفويض املرفق العام يف حتسني نوعية اخلدمات‬

‫املقدمة للمواطنني ‪،‬وكذا حجم اإلضافة اليت ميكن ان يقدمها املتعاملون اخلواص سواء من انحية تسري هذه املرافق‬

‫وكذا دفع عجلة التنمية احمللية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫و تعود أسباب اختيار املوضوع هو حداثة تقنية تفويض املرفق العام من الناحية العملية كطريق لتسري‬

‫املرافق العامة ‪ ،‬وكذا العالقة املباشرة اليت تلعبها نوعية اخلدمات اليت تقدمها املرافق العامة و انعكاسها علي حياة‬

‫املواطن اليومية ‪ ،‬خاصة مع الرداءة اليت متيزت هبا هذه األخرية طوال سنوات ‪.‬‬

‫و تتمثل أهداف دراستنا يف معرفة خمتلف االجراءت اليت اعتمدهتا اجلزائر لتكريس تقنية تفويض املرفق‬

‫العام ‪،‬ومدي جناعة هذه التقنية يف حتقيق القفزة النوعية املرجوة يف تسري هذه األخرية و انعكاسها على جودة اخلدمة‬

‫املقدمة‪.‬‬

‫و انطالقا مما سبق فإن اإلشكالية األساسية هلذه الدراسة تتلخص يف التساؤل التايل‪ :‬كيف نظم املشرع‬

‫اجلزائري تقنية تفويض املرفق العام ؟ وما مدى جناعة النظام القانوين لتفويض املرفق العام كسبيل لتسري املرافق العامة‬

‫؟‬

‫و لإلملام بكافة جوانب إشكالية هذا املوضوع اعتمدان على املنهج الوصفي و املنهج التحليلي‪ ،‬متبعني يف‬

‫ذلك التقسيم الثنائي حيث نتطرق لإلطار املفاهيمي لنظام تفويض املرفق العام (فصل أول)‪ ،‬وما مدي فعالية‬

‫النظام القانوين لتفويض املرفق العام (فصل اثن)‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي لتفويض املرفق العام‬

‫‪4‬‬
‫المفاهيم لتفويض المرفق العام‬
‫ي‬ ‫االطار‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬االطار املفاهيمي لتفويض املرفق العام‬

‫لقد شهد تسري املرافق العامة العمومية الكثري من الثغرات القانونية العملية‪ ،‬لذا مت العمل علي إجياد طرق اكثر‬

‫مرونة‪ ،‬تضمن املنافسة يف كافة اجملاالت وهتدف لتحقيق جناعة أكثر يف التسيري وأبقل التكاليف مع ضمان حتسني‬

‫نوعية اخلدمة العمومية اليت فرضتها زايدة الوعي املدين لدى املواطنني‪ ،‬خاصة يف إطار االنفتاح على العامل وتعاظم‬

‫دور املنظمات الداعية إىل حقوق املواطنني‪ ،‬وضرورة الرقي ابخلدمة العمومية لذلك كان على الدولة أن تتخلى يف‬

‫هذا اإلطار اجلديد عن تسيري بعض املرافق العمومية خاصة اليت تكتسي طابعا جتاراي وصناعيا واليت ميكن أن تكون‬

‫حمال للمنافسة لتجنب كل ما حيمله التسيري العمومي من نقائص‪ ،‬وقد كان التخلي عن تسري الدولة للمرافق العامة‬

‫يف اطار قانوين عرف بـتفويض املرفق العام‪.‬‬

‫وسنتناول يف هذا الفصل مفهوم تفويض املرفق العام وذلك من خالل تقسيمه إىل مبحثني تناولنا يف األول مفهوم‬

‫تفويض املرفق العام‪ ،‬ويف الثاين أنواع تفويضات املرافق العامة و متيزها عن املفاهيم املشاهبة له‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المفاهيم لتفويض المرفق العام‬
‫ي‬ ‫االطار‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬مفهوم تفويض املرفق العام‬

‫خصصنا املبحث األول ملفهوم تفويض املرفق العام والذي سنتناول يف إطاره نشأة فكرة تفويض املرفق العام‪،‬‬

‫كون اعتماد فكرة تفويض املرفق العام مر بعدة مراحل و مت تكريسه تدرجييا عن طريق نصوص تشريعية خمتلفة و هو‬

‫ما سنبينه يف املطلب األول‪ ،‬لنتطرق بعدها يف املطلب الثاين لتعريف املرفق العام‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬نشأة فكرة تفويض املرافق العامة‬

‫لقد استحدثت عقود تفويض املرفق العام يف فرنسا‪ ،‬وكانت خاص إبدارة املرافق احمللية‪ ،‬إىل أن مت تقنينها‬

‫يف إطار التشريع الفرنسي مبوجب قانون رقم ‪ 125-92‬الصادر بتاريخ ‪ 1992/02/06‬املتعلق ابإلدارة املركزية‬

‫الفرنسية‪ ،‬مث جاء القانون رقم ‪ 122-39‬الصادر بتاريخ‪ 1993/02/29‬املتعلق ابلوقاية من الفساد واحرتام‬

‫الشفافية واملسمى بقانون " ‪ ،"sapin‬ووسع جمال تطبيق عقود تفويض املرفق العام من اإلدارة احمللية إىل كل املرافق‬

‫العامة‪ ،‬وبذلك يعد بداية أتسيس اإلطار القانوين لعقود املرافق العامة‪.1‬‬

‫مث ظهرت أحكام العقود يف إطار القانون الصادر بتاريخ ‪ 1995/02/08‬املتعلق ابلعقود العمومية وتفويض‬

‫املرفق العام‪ ،‬إىل أن جاء قانون مورسيف" ‪ " MURCEF‬وهو القانون رقم ‪ 2001-1178‬املتعلق بتنظيم‬

‫الصفقات العمومية والتفويض يف إدارة واستغالل املرفق العام‪ ،‬والذي كرس صور تفويض املرفق العام‪.2‬‬

‫اما يف اجلزائر فقد مرت فكرة تبين نظام تفويض املرفق العام مبرحلتني أساسيتني‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مرحلة الرتدد يف تبين تفويض املرفق العام‬

‫يف بداية االهتمام بتسيري املرفق العام يف القانون اجلزائري كان االعتماد على األساليب التقليدية املتمثلة‬

‫يف التسيري املباشر هلا وكذا إسناده إىل الغري وفق املفهوم التقليدي من خالل اللجوء إىل أسلوب التعاقد بواسطة‬

‫‪ - 1‬ابوبكر أمحد عثمان ‪ ،‬عقود تفويض املرفق العام ‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة ‪،2015-2014،‬اجلزائر‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ 2‬ابوبكر أمحد عثمان ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪6‬‬
‫المفاهيم لتفويض المرفق العام‬
‫ي‬ ‫االطار‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عقود االمتياز ‪ .‬وهو ما يستنتج من خالل قانوين البلدية والوالية لسنة ‪ 1990 .‬فاملاداتن ‪ - 134‬و ‪ 138‬من‬

‫قانون البلدية القدمی الصادر مبوجب قانون رقم ‪08‬ـ‪ 90‬خالل العبارات املستعملة وهي ‪:‬االستغالل البلدي املباشر‬

‫ومنح امتياز املصاحل العمومية ‪.‬نفس الوضع منصوص عليه يف قانون الوالية القدمی الصادر مبوجب قانون رقم‪09-‬‬

‫‪190‬من خالل إدراج فرع اثن بعنوان ‪:‬طرق تسيری املصاحل العمومية الوالئية ضمن الفصل الرابع املوسوم ابملصاحل‬

‫العمومية التابعة للوالية ‪.‬حيث تنص املاداتن‪ 122‬و ‪ 124‬منه على أسلوبني لتسيري هذه املصاحل ومها األسلوب‬

‫املباشر واللجوء اىل االمتياز ‪.‬‬

‫بذلك يكون املشرع اجلزائري قد اكتفى فقط ابألسلوب التقليدي لتسيري املرافق العمومية وذلك بواسطة‬

‫الدولة أو البلدية أو الوالية مباشرة أو بواسطة مؤسساهتا على غرار املؤسسات ذات الطابع الصناعي والتجاري أو‬

‫املؤسسات ذات الطابع العمومي‪ ،‬دون ان ميتد الوضع اىل أسلوب التفويض لتسيري املرفق العام‪ .‬وحىت أسلوب‬

‫االمتياز الذي أقرره كأسلوب غري مباشر لتسيري املرافق العمومية مل يبني بشأنه من هي املؤسسات صاحبة اإلمتياز‪.‬‬

‫ويفسر هذا املوقف للمشرع اجلزائري بفرتة التوجه االقتصادي الذي كان سائدا يف مرحلة صدور هاذين‬

‫القانونني والذي كان يتسم ابملواصلة غري املعلنة يف اتباع النهج االشرتاكي من خالل التحكم شبه التام للدولة‬

‫بواسطة هيئاته يف تسيري كل النواحي االجتماعية واالقتصادية ومن مثة ابلنسبة للمرافق العمومية االكتفاء ابملفاهيم‬

‫التقليدية وهذا ابلرغم من بداية التوجه حنو استقبال قواعد اقتصاد السوق يف نفس الفرتة ‪.2‬‬

‫غري أنه إذا كان قانون البلدية والوالية القدميني مل ينصا على أسلوب تفويض املرافق العمومية إال أن قوانني‬

‫أخرى تضمنت ذلك ‪.‬وهي تلك القوانني املنظمة للمرافق العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري ومن أبرز تلك‬

‫القوانني نذكر قانون املياه رقم ‪05‬ـ‪ ،3 12‬إذ مت ذكر من خالل الفصل األول من الباب السادس بعنوان ‪:‬أحكام‬

‫‪1‬‬
‫القانون ‪90‬ـ‪ 09‬املؤرخ يف ‪ 7‬أبريل سنة ‪ ، 1990‬يتعلق ابلوالية‪ ،‬ج ر عدد ‪ 15‬صادر يف ‪ 11‬أبريل ‪ - 1990‬ملغى‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫إرزيل الكاهنة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪3‬‬
‫قانون رقم ‪05‬ـ‪ 12‬املؤرخ يف ‪ 04‬غشت سنة ‪ ، 2005‬يتعلق ابملياه‪ ،‬ج ر عدد ‪ 60‬صادر يف ‪ 04‬سبتمرب ‪. 2005‬‬
‫‪7‬‬
‫المفاهيم لتفويض المرفق العام‬
‫ي‬ ‫االطار‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تتعلق بتسيری خدمات العمومية للمياه والتطهری موضوع التفويض لتسيري املرفق العمومي من قانون املياه لسنة‬

‫‪ 2005‬وذلك يف‪ :‬املادة ‪ 101‬الفقرة ‪ 2‬منها اليت تنص صراحة على ‪" :‬میكن الدولة منح امتياز تسيری اخلدمات‬

‫العمومية ‪...‬كما میكنها تفويض كل أو جزء من تسيری هذه اخلدمات ألشخاص معنويني خاضعني للقانون‬

‫العام أو القانون اخلاص مبوجب اتفاقية تفويض اخلدمة العمومی " كم مت ختصيص قسم خاص هو القسم الثاين‬

‫تضمن كيفية اجراء التفويض وذلك يف املواد من ‪ 104‬اىل ‪.1 110‬‬

‫يف خضم املعطيات املذكورة أعاله يتنب الرتدد الذي اكتنف موقف املشرع اجلزائري يف النص على استعمال‬

‫تفويض املرفق العام يف تسيري املرافق العمومية يف اجلزائر بني عدم األخذ به يف النصوص املنظمة لتلك املرافق السيما‬

‫على املستوى احمللي واألخذ أو النص على استخدامه عندما يتعلق األمر ابملرافق العمومية ذات الطابع الصناعي‬

‫والتجاري اخلاصة ابملرافق العمومية الوطنية‪.2‬‬

‫الفرع الثاين‪:‬مرحلة التكريس الصريح لتفويض املرفق العام‬

‫بعد الرتدد الذي وقع فيه املشرع اجلزائري يف األخذ بتفويض املرفق العمومية تدخل ليكرس صراحة هذا‬

‫األسلوب القدمی واجلديد لتسيري املرافق العمومية وذلك سواء على املستوى احمللي أو على املستوى الوطين‪ ،‬وميكن‬

‫إظهار هذا التكريس يف موضعني خمتلفني مها‪:‬‬

‫أوالـ التكريس مبوجب القانون اجلديد للبلدية ‪:‬مبجرد أن مت إصدار قانون البلدية رقم ‪10‬ـ‪ 311‬مت النص فيه‬

‫صراحة على أسلوب التفويض مع ابقائه على األساليب التقليدية املتمثلة يف األسلوب املباشر وأسلوب االمتياز ‪.4‬‬

‫والدليل على ذلك استعمال املشرع يف هذا القانون لعبارة ‪:‬االمتياز وتفويض املصاحل العمومية ضمن الفصل الرابع‬

‫‪1‬‬
‫قانون رقم ‪05‬ـ‪ ، 12‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫إرزيل الكاهنة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪3‬‬
‫القانون ‪ 10-11‬مؤرخ يف ‪ 22‬يونيو ‪ ، 2011‬يتعلق ابلبلدية‪ ،‬ج ر عدد ‪ 37‬صادر يف ‪ 3‬يوليو سنة ‪.2011‬‬
‫‪4‬‬
‫إرزيل الكاهنة‪ ،‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪8‬‬
‫المفاهيم لتفويض المرفق العام‬
‫ي‬ ‫االطار‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫املوسوم ب ‪:‬املصاحل العمومية البلدية‪ ،‬لكن دون أن يفصل يف مفهوم هذا التفويض بل أكثر من ذلك فقد مت‬

‫التأكيد على أنه جيب أن يتم يف شكل صفقة برانمج أو صفقة طلبية قبل ذلك مت النص يف املادة ‪ 150‬الفقرة ‪2‬‬

‫منه ‪ 1‬على انه ميكن تسيري املصاحل العمومية للبلدية بواسطة الطريق املباشر يف شكل االستغالل املباشر أو الطريق‬

‫غري املباشر يف شكل مؤسسة عمومية عن طريق االمتياز أو التفويض‪.‬‬

‫واملالحظ انه فيما يتعلق ابلقانون اجلديد للوالية مل ينص املشرع اجلزائري على هذا التفويض للمرافق العمومية‬

‫على املستوى الوالئي‪ ،‬حيث اكتفى ابألساليب التقليدية املتمثلة يف األسلوب املباشر وأسلوب االمتياز يف تسيري‬

‫املصاحل العمومية الوالئية ‪.2‬‬

‫اثنياـ وضع نص يدمج تنظيم الصفقات العمومية مع تفويض املرفق العام‪:‬بعد عدم وضوح النصوص املتعلقة‬

‫بتفويض املرافق العمومية على املستوى احمللي خاصة‪ ،‬تدخل املشرع اجلزائري و وضع أحكاما خاصة بتنظيم تفويض‬

‫املرفق العمومي يف اجلزائر وذلك بوضع نص يف شكل مرسوم رائسي يضم يف نفس الوقت تنظيم الصفقات العمومية‬
‫‪3‬‬
‫‪2015‬يتعلق‬ ‫وكذا تنظيم تفويض املرفق العام مبوجب املرسوم الرائسي رقم‪ 15. 247‬مؤرخ يف ‪ 16‬سبتمرب‬

‫بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العامة مت النص فيه على الشكل الذي يتم فيه تفويض املرفق العام‬

‫واملبادئ الواجب احرتامها وكذا أشكال التفويض للمرافق العمومية مع إنشاء سلطة ضبط الصفقات العمومية‬

‫وتفويضات املرفق العام للرقابة على سري عمليات ابرام الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام إضافة إىل التكوين‬

‫يف جمال تفويضات املرافق العمومية ‪ ،4‬ابإلضافة اىل املرسوم التنفيذي رقم ‪18‬ـ‪ 199‬املؤرخ يف ‪2018/08/02‬‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪ ،10-11 ،‬املرجع السابق‪.‬‬


‫‪ 2‬إرزيل الكاهنة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 3‬املرسوم الرائسي رقم‪ 15. 247‬مؤرخ يف ‪ 16‬سبتمرب ‪ 2015‬يتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العامة‪ ،‬ج ر‬
‫عدد ‪ 50‬صادر يف ‪ 20‬سبتمرب سنة‪. 2015.‬‬
‫‪ 4‬إرزيل الكاهنة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪9‬‬
‫المفاهيم لتفويض المرفق العام‬
‫ي‬ ‫االطار‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫املتعلق بتفويضات املرفق العام ‪ ،1‬و الذي فصل يف صيغ و إجراءات ابرام عقود تفويض املرافق العامة و اشكاله و‬

‫كذا طرق تسوية النزاعات املتعلقة بعقود تفويضات املرافق العامة‪ .‬بوجود هذين النصني يف املنظومة القانونية اجلزائرية‬

‫يكون املشرع اجلزائري قد حذ حذو التشريعات األخرى يف األخذ صراحة أبسلوب تفويض املرافق العمومية ‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬تعريف املرفق العام‪:‬‬

‫مما الشك فيه أن حتديد تعريفا جامعا مانعا لتفويض املرفق العام يعترب أمر ابلغ الصعوبة وهذا راجع للتطور‬

‫احلاصل يف املرفق العام وكذا المتالكه صور متعددة‪ ،2‬و ميكن إعطاء التعريف الفقهي لتفويض املرفق العام (الفرع‬

‫األول) والتعريف التشريعي لتفويض املرفق العام (الفرع الثاين ) وتعريف تفويض املرفق العام من خالل املرسوم‬

‫‪ 15/247‬الفرع الثالث ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬التعريف الفقهي لتفويض املرفق العام‬

‫مل يستخدم الفقه مصطلح التفويض يف جمال املرافق العامة إال اندرا فقد استخدم األستاذ ‪jf auby‬‬

‫اصطالح اإلدارة املفوضة وقصد به إدارة املرفق العام بواسطة شخص معنوي غري اجلهة املنظمة أو املؤسسة العامة‬

‫اليت تنشأ هلذا الغرض وان املفوض إليه يكون عادة من أشخاص القانون اخلاص لكنه ليس كذلك بضرورة‪.3‬‬

‫عرفه األستاذ أبنه ‪":‬عقد يهدف إىل حتقيق مهمة مرفق عام والقيام ابستغالل ضروري للمرفق ويكمن أن يتضمن‬

‫العقد إقامة منشآت عامة وان يتحمل صاحب التفويض مسؤولية حتميل املرفق وإقامة عالقة مباشرة مع‬

‫‪ 1‬املرسوم التنفيذي رقم ‪18‬ـ‪ 199‬املتعلق بتفويضات املرفق العام و املؤرخ يف ‪ 02‬غشت ‪ 2018‬جريدة رمسية رقم ‪. 48‬‬
‫‪ 2‬وليد حيدر جابر ‪ ،‬التفويض يف إدارة و استثمار املرافق العامة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،‬لبنان‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.58‬‬
‫‪ 3‬حممد حممد عبد اللطيف‪ ،‬تفويض املرفق العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ، 2000،‬ص ‪.19‬‬
‫‪10‬‬
‫المفاهيم لتفويض المرفق العام‬
‫ي‬ ‫االطار‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫املستفيدين الذي تؤدي إليهم اخلدمات مقابل أتديتهم لتعريفات حمددة وان يتقيد صاحب التفويض ابملدة‬

‫احملددة يف العقد اليت تعكس االستثمارات اليت هتدف إىل ختفيضه" ‪.1‬‬

‫كما عرفه األستاذ عمار بوضياف أبنه‪ ":‬أسلوب من أساليب إدارة املرفق العامة يعهد مبوجبه شخص‬

‫من أشخاص القانون العام أمر تسيری مرفق عام وتلبية حاجات عامة عن طريق شخص أخر يدعى املفوض له‬

‫وقد يكون شخصا من أشخاص القانون العام أو اخلاص ملدة حمددة وحتت إشراف ورقابة املفوض" ‪.2‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬التعريف التشريعي‬

‫استعمل املشرع اجلزائري ألول مرة مصطلح التفويض يف قانوين البلدية و الوالية لسنة ‪ 1990‬وذلك من‬

‫خالل املادة ‪ 138‬من قانون البلدية ‪ 3‬اليت نصت على إمكانية تفويض بعض املرافق العمومية احمللية كإجراء استثنائي‪،‬‬

‫حبيث يتم تسيريها مبوجب التسيري املباشر أو عن طريق االمتياز ويف حالة عدم جناح األسلوبني ميكن أن تلجأ إىل‬

‫عملية التفويض‪ .‬مث نص عليه يف قانون رقم ‪ 05-12‬املتعلق ابملياه‪ 4‬أين عرفه يف املادة ‪" : 104‬ميكن لإلدارة‬

‫املكلفة ابملوارد املائية أن تفوض تسيري نشاطات اخلدمات العمومية للماء والتطهري كال أو جزء للمتعاملني عمومني‬

‫أو خواص هلم مؤهالت مهنية وضماانت مالية كافية كما ميكن صاحب االمتياز أن يفوض كال أو جزءا من هذه‬

‫النشاطات لفرع أو عدة فروع الستغالل املنشآت هلذا الغرض"‪.‬‬

‫‪ 1‬ضريفي اندية‪ ،‬تسيري املرفق العام و التحوالت اجلديدة‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬اجلزائر‪ ،2010 ،‬ص‪. 130‬‬
‫‪ 2‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية القسم األول‪،‬جسور لنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة اخلامسة ‪،2017‬ص ‪.64‬‬
‫‪3‬‬
‫قانون رقم ‪ ،08.90‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫قانون رقم‪ ، 12.05‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫المفاهيم لتفويض المرفق العام‬
‫ي‬ ‫االطار‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما متت اإلشارة اليه أيضا يف قانون البلدية لسنة ‪ 2011‬والوالية ‪1 07-12‬املعدل حبيث ميكن تسيري‬

‫املرافق العامة عن طريق التسيري املباشر أو عن طريق التفويض مبوجب عقد وهذا ما جاءت به املادة ‪ 156‬من قانون‬

‫البلدية لسنة ‪.2 2011‬‬

‫ابالضافة املادة ‪ 149‬من قانون الوالية ‪ 2012‬اليت نصت على إمكانية استغالل املصاحل العمومية عن طريق االمتياز‬

‫طبقا للتنظيم املعمول به‪ ،‬إىل أن صدر املرسوم الرائسي ‪ 247 -15‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات‬

‫املرفق العام‪.‬‬

‫ومن خالل النصوص السابقة ميكن القول أن التفويض هو عبارة عن تنازل الدولة آو اجلماعة اإلقليمية من‬

‫مباشرة عملية التسيري ومنحها لشخص من أشخاص القانون اخلاص ملباشرة هذا التسيري عن طريق التفويض‬

‫ابخلصائص التالية ‪:‬‬

‫تفويض املرفق العام هو عقد وكالة حيث تقوم اإلدارة من خالله بتوكيل مهمة تسيري واستغالل املرفق العام‬ ‫‪-‬‬

‫لشخص آخر‪.‬‬

‫عقد التفويض من العقود اإلدارية اليت ختضع للقانون اإلداري وختتلف عن عقود القانون اخلاص‪ ،‬وأطرافه‬ ‫‪-‬‬

‫مها املفوض واملفوض له ‪.‬‬

‫عقود التفويض من العقود الزمنية‪ ،‬إذ هو حمدد مبدة معينة حتدد يف العقد وال ميكن ان يكون هذا العقد‬ ‫‪-‬‬

‫ملدة غري حمددة ‪.3‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف تفويض املرفق العام وفقا ملرسوم الرائسي ‪247- 15‬‬

‫‪ 1‬القانون ‪ 07-12‬مؤرخ يف ‪ 21‬فرياير ‪ ، 2012‬يتعلق ابلوالية‪ ،‬ج ر عدد ‪ 12‬صادر يف ‪ 29‬فرباير سنة ‪.2012‬‬
‫‪ 2‬قانون ‪ ،10-11‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 3‬مروان حمي الدين القطب‪ ،‬طرق خصخصة املرافق العامة (اإلمتياز ‪ -‬الشركات املختلطة ‪ -‬تفويض املرفق العام) ‪ ،‬منشورات‬
‫احلليب احلقوقية‪ ،‬لبنان ‪ ،2009‬ص ‪.19‬‬

‫‪12‬‬
‫المفاهيم لتفويض المرفق العام‬
‫ي‬ ‫االطار‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫لقد صدر املرسوم الرائسي ‪ 247 -15‬بتاريخ ‪ 16 :‬سبتمرب ‪ 2016‬الذي تضمن تنظيم الصفقات العمومية وكذا‬

‫تنظيم تفويض املرفق العام ‪ ،‬مت النص فيه على الشكل الذي يتم فيه تفويض املرفق العام واملبادئ الواجب احرتامها‬

‫وكذا أشكال التفويض للمرافق العمومية‪ .‬مع إنشاء سلطة ضبط الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام للرقابة‬

‫على سري عمليات إبرام الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام إضافة إىل التكوين يف جمال تفويضات املرافق‬

‫العمومية‪.1‬‬

‫وجتدر اإلشارة إىل أن هذا املرسوم مل يعرف عقد تفويض املرفق العام واكتفت املادة ‪ 207‬أبنه ميكن‬

‫للشخص املعنوي العام أن يقوم بتفويض تسيري مرفق عام للمفوض له‪ .‬وحيكم هذه العملية اتفاقية‪ .‬و أحالت ذات‬

‫املادة ملرسوم التنفيذي سيصدر منظما هلذه العملية‪.2‬‬

‫اثنيا ‪:‬تعريف املرفق العام وفقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ : 199.18‬وبصدور املرسوم التنفيذي رقم ‪18‬ـ‪ 199‬و‬

‫املؤرخ بـ ‪ 2‬غشت ‪ 2018‬و املتعلق بتفويض املرفق العام ‪ ،‬عرفته املادة ‪ 02‬منه ابنه يقصد بتفويض املرفق العام‪،‬‬

‫يف مفهوم هذا املرسوم‪ ،‬حتويل بعض املهام غري السيادية التابعة للسلطات العمومية‪ ،‬ملدة حمددة‪ ،‬إىل املفوض له‬

‫املذكور يف املادة ‪ 4‬أدانه‪ ،‬هبدف الصاحل العام‪.3‬‬

‫‪ 1‬املرسوم الرائسي رقم‪ ،247-15‬املرجع السابق‪.‬‬

‫‪ 2‬عمار بوضياف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬


‫‪ 3‬املرسوم التنفيذي رقم ‪18‬ـ‪ ، 199‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫المفاهيم لتفويض المرفق العام‬
‫ي‬ ‫االطار‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫املبحث الثاين ‪:‬متييز تفويضات املرافق العام وأنواعها‬

‫لكي يصنف العقد أبنه عقد تفويض مرفق عام البد من حتقيق عناصر تعترب أساسية لتمييزه عن غريه من‬

‫املفاهيم املشاهبة له وهو ما سنتناوله من خالل املطلب األول‪،‬كما أن صور تفويض املرفق العام تتعدد حسب نوع‬

‫وطبيعة املرفق موضوع العقد‪ ،‬وأشهر تلك العقود عقد االمتياز‪ ،‬إجارة املرفق العام‪ ،‬عقد الوكالة‪ ،‬التسيري ابإلضافة‬

‫إىل عقود أخرى غري مسماة وهو ما ستناوله من خالل الطلب الثاين‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬متييز تفويض املرفق العام عن املفاهيم املشاهبة له‬

‫ان تفويض املرفق العام حيمل يف مفهومة صيغة النقل‪ ،‬مبعين نقل تسري املرافق العامة من الشخص العام ايل‬

‫شخص اخر‪ ،‬وقد خيتلط هذا املعين يف القانون اإلداري مع مفهوم التفويض يف االختصاص و اخلوصصة‪ ،‬و الوكالة‬

‫يف احلقل اإلداري ‪ ،‬هلذا تقتضي الدراسة التميز بني كل من هذه املفاهيم املختلفة ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تفويض املرفق العام وتفويض االختصاص اإلداري‬

‫إن مصطلح التفويض جيمع بني نظامني خمتلفني جيب التفرقة بينهما منذ البداية حىت ال حيصل لبس بينهم‬

‫وذلك ابلتمييز بني تفويض االختصاص وتفويض املرفق العام الذي يعترب حديثا يف القانون اإلداري‪ ،1‬ويعد أسلواب‬

‫من أساليب التنظيم اإلداري الذي يرمي إىل اجناز اإلعمال اإلدارية بسرعة وكفاءة عالية يف نطاق الدستور و القانون‬

‫ويتم مبوجبه ختفيف أعباء املفوض من خالل تفويض مرؤوسيه بعض اختصاصاته‪.2‬‬

‫‪ 1‬حوادق عصام‪ ،‬تفويض املرفق العام احمللي يف اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه جامعة االخوة منتوري قسنطينة ‪ ،‬اختصاص قانون ‪ ،‬عام‬
‫‪ ،2011.2012‬ص‪.25‬‬
‫‪ 2‬حوادق عصام‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪14‬‬
‫المفاهيم لتفويض المرفق العام‬
‫ي‬ ‫االطار‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وميكن تعريف تفويض االختصاص أبنه ‪" :‬هو تصرف قانوين يقوم مبوجبه صاحب االختصاص األصيل‬

‫فردا كان أو هيئة ‪ ،‬بتخويل فرد أو هيئة أخرى‪ ،‬مبمارسة بعض االختصاصات املمنوحة له مبوجب القوانني‬

‫واألنظمة النافذة ‪ ،‬بصفة مؤقتة‪،‬ومبوضوع حمدد أو أكثر‪ ،‬وذلك بناء على نص قانوين جييز له ذلك على‬

‫مسؤوليته يف إطار املصلحة العامة"‪ ،‬ويقصد بتفويض اختصاص السلطة اإلدارية أن تعهد هذه السلطة يف إطار‬

‫التدرج السلمي‪ ،‬للمرؤوسني هلا مبمارسة بعض اختصاصاهتا ‪.‬‬

‫والنظام القانوين لتفويض االختصاص خيتلف حبسب ما إذا كنا بصدد تفويض السلطة ام تفويض التوقيع‪،‬‬

‫واملالحظ أن تفويض االختصاص يشرتك مع تفويض املرفق العام يف نقل اختصاص وليس سلطة من جهة أخرى ‪،‬‬

‫إال انه خيتلف عنه يف عدة نقاط ‪:‬‬

‫ال جيوز يف تفويض االختصاص تفويض املسؤولية‪ ،‬الن التفويض يقتصر على االختصاص فقط دون‬

‫املسؤولية ‪،‬أي أن لرئيس اإلداري يقوم بتفويض جزء من اختصاصاته بصفة مؤقتة مع بقاء مسؤوليته الكاملة عن‬

‫هذه االختصاصات ‪،‬أما يف ظل تفويض املرفق العام فان صاحب التفويض استغالل املرفق على نفقته ومسؤوليته‬

‫وليس مانح التفويض ‪،‬إال انه يبقى لشخص العام احلق يف اإلشراف والرقابة على كيفية إدارة وتشغيل املرفق العام‬

‫من قبل صاحب التفويض‪ ،‬و التفويض يف االختصاص ال يكون جزئيا حبيث يشمل كل اختصاصات املفوض‪ ،‬فال‬

‫يكون صحيحا إال إذا انصب على جانب من هذه االختصاصات فقط ‪ ،‬أما تفويض املرفق العام فانه يشمل مجيع‬

‫املهام والعمال اليت تقتضيها إدارة استغالل املرفق العام ‪ ،‬فهو ليس حمصورا مبهمة آو عمل دون غريه ‪.1‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬تفويض املرفق العام واخلوصصة‬

‫وفقا لألمر ‪ 22-95‬املؤرخ يف ‪ 1995-08- 26‬املتعلق خبوصصة املؤسسات العمومية املعدل و املتمم‬

‫‪ ،‬أعطى املشرع للخوصصة مفهوم واسع إذ أهنا تشتمل على اخلوصصة بنقل للملكية ويقصد هبا حتويل ملكية كل‬

‫‪1‬‬
‫عيد قريطم‪ ،‬التفويض يف االختصاصات اإلدارية‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬الطبعة االوىل‪ ،‬بريوت ‪ ،2011‬ص‪.34-33‬‬
‫‪15‬‬
‫المفاهيم لتفويض المرفق العام‬
‫ي‬ ‫االطار‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫األصول املادية أو املعنوية يف مؤسسة عمومية أو جبزء منها أو كل رأمساهلا أو جزء لصاحل أشخاص طبيعيني أو‬

‫معنويني اتبعني للقانون اخلاص واخلوصصة بنقل التسيري‪ :‬وذلك بواسطة صبغ تعاقدية جيب أن حتدد كيفيات‬

‫حتول التسيري وممارسته وشروطه ‪.1‬‬

‫أما األمر ‪ 04 -01‬املؤرخ يف ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬املتعلق بتنظيم املؤسسات العمومية وتسيري اختصاصها‬

‫‪ ،2‬فقد أعطى معىن ضيق للخوصصة‪ ،‬حيث تراجع عن املفهوم الواسع هلا وحصرها يف معىن ضيق "نقل امللكية"‬

‫حسب مانصت عليه املادة ‪ 13‬من األمر ومنه استبعاد خوصصة التسيري‪ ،‬وهبذا أصبح معىن اخلوصصة هو نقل‬

‫امللكية فقط دون دمج عقود التسيري فيها ‪.3‬‬

‫فاخلوصصة تعين ختويل عدد كبري من القطاعات االقتصادية واخلدمات االجتماعية اليت ال ترتبط ابلسياسة‬

‫العليا للقطاع اخلاص‪ ،‬فالدولة يف مفهومها احلديث هتتم ابألمور السياسة اإلدارية واألمنية االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬

‫اليت ترتبط بسياستها العليا‪ ،‬أما سائر األمور األخرى فهي تؤمن من قبل القطاع اخلاص و ذلك يف إطار القوانني‬

‫واألنظمة اليت تضعها و تنظم من خالهلا عامل القطاع اخلاص‪.4‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬تفويض املرفق العام و املؤسسة العامة‬

‫ان املؤسسة العمومية اإلدارية هي املؤسسات اليت متارس نشاطا ذو طبيعة إدارية‪ ،‬وتتخذها الدولة واجلماعات‬

‫احمللية يف اجلزائر كوسيلة إلدارة مرفقها العمومية‪ ،‬وتتمتع املؤسسة العمومية ابلشخصية املعنوية وختضع يف أنشطتها‬

‫للقانون العام حبيث أن القضاء اإلداري هو الذي خيتص ابلفصل يف املنازعات املتعلقة هبا‪ ،‬كما خيوهلا القانون جمموعة‬

‫‪ 1‬األمر ‪ 22.95‬املتعلق خبوصصة املؤسسات العمومية‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪ 48‬الصادرة بتاريخ ‪.1995-11-03‬‬
‫‪ 2‬األمر ‪ 04 -01‬املؤرخ يف ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬املتعلق بتنظيم املؤسسات العمومية وتسيري اختصاصها‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪47‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.2001-08-22‬‬
‫‪3‬‬
‫االمر ‪ ، 01.04‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫مروان حمي الدين القطب‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.472‬‬
‫‪16‬‬
‫المفاهيم لتفويض المرفق العام‬
‫ي‬ ‫االطار‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫من االمتيازات‪ ،‬و من أمهها امتيازات السلطة العامة‪ ،‬ومنها اختاذ القرارات اإلدارية كما تعترب أمواهلا أمواال عمومية‬

‫وعموميني ‪.1‬‬

‫و املؤسسة العمومية شخص عمومي يقوم بنشاط متخصص‪ ،‬و تعترب أداة لالمركزية (املرفقية ) و السبب‬

‫يف اللجوء إليها هو البحث عن حتسني اخلدمة العمومية ملنحها نوع من االستقاللية القانونية أو املالية و اإلدارية من‬

‫حرية التصرف‪.2‬‬

‫كما تعرف أبهنا شخص إداري مستقل عن الدولة و اجلماعات احمللية مكلف بتسيري مرفق عام أو جمموعة‬

‫من املرافق العمومية من نفس الطبيعة‪ ،‬و هي منظمة عامة تتميز مبجموعة من امتيازات السلطة العامة (أمالك‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫إصدار قرارات‪ ،)...‬لكنها ابملقابل ختضع لقيود مرتبطة ابلقانون العام مثل الرقابة‪.‬‬

‫ويعرفها األستاذ امحد حميو أبهنا ‪ ":‬شخص اعتباري إداري من النموذج التأسيسي اهلدف من أحداثها اتمني التسيري‬

‫املستقل ملرفق الدولة آو البلدية آو لشخص أخر" ‪.‬‬

‫قد خيتلط مفهوم املؤسسة العامة مبفهوم التفويض على اعتبار أن الدولة يف ظل طريقة املؤسسة مستقال يعهد إليه‬

‫إبدارة املرفق العام ‪ ،‬العامة تنشئ شخصا عام إال أن املؤسسة العامة تتميز عن تقنية التفويض يف عدة مسائل‪ ،‬أمهها‬

‫‪:‬‬

‫‪ -‬أن العالقة القائمة بني صاحب التفويض والشخص العام مانح التفويض هي عالقة تعاقدية يف حني أن العالقة‬

‫بني املؤسسة العامة و الشخص العام الذي ترتبط به هي عالقة نظامية ختضع للقوانني و األنظمة ذات الصلة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫لباد انصر‪ ،‬الوجيز يف القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة الرابعه ‪ ،‬دار اجملد للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر ‪ ،2010‬ص‪.217‬‬
‫‪2‬‬
‫لباد انصر‪ ،‬القانون اإلداري النشاط االداري اجلزء الثاين‪ ،‬مطبعة سارب‪،‬اجلزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2000‬ص‪. 182‬‬
‫‪3‬‬
‫ضريفي اندية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫‪17‬‬
‫المفاهيم لتفويض المرفق العام‬
‫ي‬ ‫االطار‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬يشرتط يف تقنية التفويض أن يرتبط املقابل املايل بصورة جوهرية بنتائج االستغالل‪ ،‬وهذا الشرط ليس قائما يف‬

‫ظل طريقة املؤسسة العامة‪ ،‬إذ ميكن أن ميول املرفق العام عن طريق املسامهات والدعم املايل من قبل الدول‪.1‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬تفويض املرفق العام و الوكالة‬

‫ان موضوع الوكالة ليس حمصورا إبدارة و استغالل املرفق العام ‪ ،‬وامنا ميكن ان ميتد ايل مهام اخري مثل‬

‫االشغال العامة يف حني يقتصر عقد تفويض املرفق العام على إدارة و استغالل املرفق العام ‪،‬كما ان الشخص العام‬

‫يتحمل املسؤولية كاملة عن االعمال اليت يقوم هبا الوكيل ويتحمل مجيع النفقات ‪ ،‬اما يف تقنية التفويض فان‬

‫صاحب التفويض يتحمل مسؤولية تشغيل املرفق العام و استغالله على نفقته ومسؤولتيه ‪ ،‬كما ان للشخص العام‬

‫ان ينهي عقد الوكالة يف أي وقت يراه مناسبا ‪ ،‬اما يف تفويض املرفق العام فال حيق ملانح التفويض اهناء عقد التفويض‬

‫ابرادته املنفردة‪.2‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬أنواع عقود تفويض املرفق العام‬

‫تعد اندرة العقود اليت اعتربها املشرع الفرنسي ابهنا عقود تفويض املرفق العام ‪ ،‬وهلذا فان القاضي هو من‬

‫يلعب الدور الكبري يف حتديد ما اذا كانت هذه العقود عقود تفويض ام ال‪ ،‬وتعترب عقود تفويض املرافق العامة من‬

‫العقود اإلدارية املسماة وقد نظمها املشرع العتبارها احلل األجنع يف ظل األزمة االقتصادية‪ .‬مما أدى إىل بروز دور‬

‫القطاع اخلاص يف إدارة هذه املرافق مع تطبيق واسع للقانون اخلاص يف إدارة مظاهر تعدد وتنوع وسائل إدارة املرافق‬

‫العامة حيث متثلت أنواع هذه العقود وحسب املادة ‪ 52‬من املرسوم التفيذي ‪18‬ـ‪3 199‬يف مايلي‪ :‬عقد االمتياز‬

‫‪،‬عقد اإلجيار‪ ،‬عقد الوكالة وعقد التسري‪ ،‬ويف األخري إىل العقود الغري مسماة ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عقد االمتياز‬

‫‪ 1‬مروان حمي الدين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.473‬‬


‫‪ 2‬مروان حمي الدين‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪. 468‬‬
‫‪ 3‬املرسوم التنفيذي ‪ ، 199-18‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫المفاهيم لتفويض المرفق العام‬
‫ي‬ ‫االطار‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫هو عقد إداري يتوىل مبقتضاه أحد أشخاص القانون اخلاص أحد املرافق العامة االقتصادية يف مدة حمددة‪،‬‬

‫على مسؤوليته وبواسطة عماله وأمواله مقابل رسوم يدفعها املنتفعون ابملرفق العام ‪.‬‬

‫و قد وضع املشرع اجلزائري ألول مرة تعريفا عاما وشامال لعقد االمتياز من خالل املادة ‪ 210‬من املرسوم‬

‫الرائسي ‪15‬ـ‪ 247‬على انه" تعهد السلطة املفوضة للمفوض له إما إجناز منشآت أو اقتناء ممتلكات ضرورية إلقامة‬

‫املرفق العام واستغالله‪ ،‬وإما تعهد له فقط ابستغالل املرفق العام ‪ .‬يستغل املفوض له املرفق العام ابمسه وعلى‬

‫مسؤوليته‪ ،‬حتت مراقبة السلطة املفوضة‪ ،‬ويتقاضى عن ذلك أاتوى من مستخدمي املرفق العام‪ ،‬ميول املفوض له‬

‫اإلجناز واقتناء املمتلكات واستغالل املرفق العام بنفسه‪".1‬‬

‫يضم عقد االمتياز وجواب شخصا معنواي عاما بصفة إدارية ممثلة لدولة أو الوالية أو البلدية من جهة أو احد‬

‫اإلفراد أو الشركات من جهة أخرى ‪.2‬‬

‫كما عرف املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ 199‬عقد االمتياز يف املا ّدة ‪ 53‬منه ابنه الشكل الذي تعهد من خالله‬

‫وإما تعهد له فقط‬


‫السلطة املفوضة للمفوض له ّإما إجناز منشآت أو اقتناء ممتلكات و استغالل املرفق العام ّ‬
‫استغالل املرفق العام‪.‬‬

‫يستغل املفوض له املرفق العام ابمسه وعلى مسؤوليته‪ ،‬حتت رقابة جزئية من طرف السلطة املفوضة ‪.‬وميول‬

‫املفوض له بنفسه اإلجناز واقتناء املمتلكات واستغالل املرفق العام‪ ،‬ويتقاضى عن ذلك أاتوى من مستعملي املرفق‬

‫العام‪. 3‬‬

‫‪ 1‬املرسوم الرائسي رقم‪ ،247- 15‬املؤرخ يف ‪ 2015-09-16 :‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪،‬‬
‫جريدة رمسية عدد‪. 50‬‬
‫‪ 2‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز يف القانون االداري‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع ‪ ،2007،‬ص‪.356،‬‬
‫‪ 3‬املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ ،199‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫المفاهيم لتفويض المرفق العام‬
‫ي‬ ‫االطار‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و يشرتط يف الشخص املعنوي عاما أو خاصا ضرورة توافر األهلية القانونية ملباشرة التصرفات القانونية أما الشخص‬

‫الطبيعي يشرتط فيه األهلية القانونية ابلشروط الواردة يف املادة ‪ 40‬من القانون املدين‪ ،‬مع وجوب خلو إرادة األطراف‬

‫من كل عيوب اإلرادة املنصوص عليها ابملاد ‪ 85‬من القانون املدين كالغلط والتدليس واإلكراه ‪ ،‬كما يشرتط اتفاق‬

‫إرادة األطراف على كامل بنود وشروط العقد التعاقدي‪ ،‬وعادة ما حيصل توافق اإلرادة عن طريق تالقي ابإلجابة إىل‬

‫مانح االمتياز مع قبول صاحب االمتياز حسب ما نصت عليه املادة ‪ 59‬من القانون املدين‪.1‬‬

‫أما الطرف الثالث يف هذا العقد‪ ،‬وان كان ال يظهر يف العملية التعاقدية‪ ،‬فان أاثر هذا العقد متتد إليه‪،‬‬

‫ففي حالة يقام نزاع بني األطراف الثالثة‪ ،‬تثور مشكلة حتديد اجلهة املختصة ابلفصل يف النزاع‪ ،‬ونظرا لكون اإلدارة‬

‫طرفا يف العالقة فان النزاع يكون من اختصاص القضاء اإلداري‪ ،‬أما إذا وقع النزاع بني امللتزم واملنتفع خبدمات املرفق‬

‫مىت كان شخصا معنواي خاصا‪ ،‬فان القضاء العادي هو املختص‪. 2‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬عقد اإلجيار‬

‫اإلجيار هو عقد يكلف مبوجب شخص عمومي "املؤجر" شخصا أخر "املستأجر" ابستغالل مرفق عمومي‬

‫ملدة معينة مع تقدمی املنشآت واألجهزة ويقوم املستأجر بتسيري واستغالل املرفق مستخدما عماه وأمواله ويتقاضي‬

‫مقابل ماليا حيدده العقد ويدفعه املنتفعون عن طريق إاتوات مقابل اخلدمة اليت يقدمها‪ ،‬وقد يدفع املستأجر مقابال‬

‫ماليا للشخص العمومي السرتجاع مصاريف إنشاء املرفق العام‪.3‬‬

‫كما أن املادة ‪ 210‬من املرسوم الرائسي ‪ 247/15‬عرفت عقد اإلجيار أبنه العقد الذي تعهد السلطة‬

‫املفوضة للمفوض له تسيري مرفق عام وصيانته حبيث يقوم هذا األخري تسيريه على حسابه ومسؤوليته ويقوم بدفع‬

‫‪1‬‬
‫االمر رقم ‪ 58-75‬املؤرخ يف ‪ 26‬سبتمرب ‪ 1975‬املتضمن القانون املدين‪ ،‬املعدل و املتمم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز يف القانون اإلداري‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.356‬‬
‫‪3‬‬
‫ضر يفي اندية‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪20‬‬
‫المفاهيم لتفويض المرفق العام‬
‫ي‬ ‫االطار‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫املقابل املايل لسلطة املفوضة عن طريق اإلاتوات املفروضة على مستعملي املرفق العام ‪.‬متول السلطة املفوضة بنفسها‬
‫‪1‬‬
‫إقامة املرفق العام‪.‬‬

‫وهو تقرييا نفس التعريف الذي جاءت به املادة ‪ 54‬من املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ 199‬حيث نصت على " اإلجيار‬

‫هو الشكل الذي تعهد من خالله السلطة املفوضة للمفوض له تسيري وصيانة املرفق العام‪ ،‬مقابل إاتوة سنوية يدفعها‬

‫هلا ‪.‬ويتصرف املفوض له حلسابه مع حتمل كل املخاطر وحتت رقابة جزئية من السلطة املفوضة "‬

‫متول السلطة املفوضة بنفسها إقامة املرفق العام‪ ،‬ويتقاضى املفوض له أجرا من حتصيل األاتوى من‬
‫و ّ‬
‫مستعملي املرفق العام ‪ ،‬كما حددت املادة ‪ 54‬السالفة الذكر مدة االتفاقية ابالجيار بـ ‪ 15‬سنة قابلة للتجديد‬
‫‪2‬‬
‫مبوجب ملحق مرة واحدة ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬عقد الوكالة احملفزة‬

‫هو العقد الذي توكل من خالله السلطة العامة تسيري وصيانة املرفق العام لشخص أخر ميكن أن يكون من‬

‫أشخاص القانون العام أو اخلاص يتوىل التسيري حلساب السلطة العامة وال يتحصل على املقابل املايل من إاتوات‬

‫املرتفقني بل أبجر حمدد بنسبة مئوية من رقم األعمال احملققة يف استغالل املرفق ‪.‬‬

‫ـ وقد عرف الدكتور ولد حيدر جابر الوكالة أبهنا "عقد مبقتضاه يفوض املوكل اىل الوكيل القيام بقضية أو عدة‬

‫قضااي أو إبهتمام بعمل أو فعل أو مجلة من األعمال أو األفعال ويشرتط قبول الوكيل وجيوز أن يكون قبول الوكالة‬

‫ضمنيا"‪.3‬‬

‫‪ 1‬املرسوم الرائسي رقم‪ ،247- 15‬املرجع السابق‪.‬‬


‫‪ 2‬املرسوم ‪18‬ـ‪ ،199‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 3‬وليد حيدر جابر‪،‬طرق ادارة املرافق العام املؤسسة العامة و اخلصخصة ‪،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬بريوت ‪،‬‬
‫‪، 2008‬ص ‪.28‬‬

‫‪21‬‬
‫المفاهيم لتفويض المرفق العام‬
‫ي‬ ‫االطار‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫لقد نصت املادة ‪ 210‬من املرسوم الرائسي ‪ 15-247‬على الوكالة احملفزة كشكل من أشكال تفويض‬

‫املرفق العام وقد نصت على ‪":‬الوكالة احملفزة تعهد السلطة املفوضة للمفوض له بتسيري أو بتسيري وصيانة املرفق‬

‫العام‪،‬و يقوم املفوض له ابستغالل املرفق العام حلساب السلطة املفوضة اليت متول بنفسها إقامة املرفق العام و حتتفظ‬

‫إبدارته ‪.‬ويدفع أجر املفوض له مباشرة من السلطة املفوضة بواسطة منحة حتدد بنسبة مئوية من رقم األعمال‪،‬‬

‫تضاف إليها منحة إنتاجية و حصة من األرابح‪ ،‬عند االقتضاء ‪.‬و حتدد السلطة املفوضة‪ ،‬ابالشرتاك مع املفوض‬

‫له‪ ،‬التعريفات اليت يدفعها مستعملو املرفق العام ‪.‬و حيصل املفوض له التعريفات حلساب السلطة املفوضة املعنية "‬

‫وهو نفس ما ورد يف املادة ‪ 55‬من املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ ‪ ، 199‬كما حددت املادة السالفة الذكر مدة اتفاقية‬

‫الوكالة احملفزة ب ‪ 10‬سنوات قابلة لتجديد مرة واحدة مبوجب ملحق‪.1‬‬

‫فهذا العقد يقوم على فكرة التشجيع االستثماري والبحث عن املردودية‪ ،‬ألنه يقوم على الدافع الشخصي‬

‫لدى املفوض‪ ،‬وذلك مبنح املزااي و تقرير املسؤولية املادية من خالل تقدير األجر من رقم األعمال احملقق و هو اثبت‬

‫تضاف إليها نسب متفاوتة يف شكل منحة إنتاجية و حصة األرابح‪ ،‬واليت تقدر على أساس الربح الصايف للمشروع‬

‫أو على أساس الدخل اإلمجايل‪.2‬‬

‫الفرع الرابع ‪:‬عقد التسيری‬

‫هو عقد مربم بني السلطة املفوضة وشخص من قانون العام أو اخلاص هدفه ضمان سري املرفق العام وعدم‬

‫حتمل أعباء البناء والتجهيز‪ ،‬حبيث يعمل املفوض له ابمسه وحبساب السلطة املفوضة وابلتايل ال يتحمل أرابح‬

‫وخسائر تسيري املرفق العام ‪ ،‬يتلقى املفوض له املقابل املايل من قبل السلطة املفوضة بواسطة منحة حتدد بنسبة‬

‫‪1‬‬
‫املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ ، 199‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫بركيبة حسام الدين‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪565‬‬
‫‪22‬‬
‫المفاهيم لتفويض المرفق العام‬
‫ي‬ ‫االطار‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مئوية من رقم األعمال تضاف إليها منحة إنتاجية‪ ،‬تنفرد السلطة املفوضة بتحديد التعريفات اليت يدفعها مستعملي‬

‫املرفق العام‪. 1‬‬

‫لقد نصت املادة ‪ 210‬من املرسوم الرائسي ‪ 247- 15‬على التسيري كشكل من أشكال تفويض املرفق‬

‫العام وقد نصت على التسيري‪ ":‬تعهد السلطة املفوضة للمفوض له بتسيري أو بتسيري وصيانة املرفق العام‪،‬و يستغل‬

‫املفوض له املرفق العام حلساب السلطة املفوضة اليت متول بنفسها إقامة املرفق العام و حتتفظ إبدارته ‪.‬ويدفع أجر‬

‫املفوض له مباشرة من السلطة املفوضة بواسطة منحة حتدد بنسبة مئوية من رقم األعمال‪ ،‬تضاف إليها منحة‬

‫إنتاجية‪ ،‬حتدد السلطة املفوضة التعريفات اليت يدفعها مستعملو املرفق العام وحتتفظ ابألرابح ويف حالة العجز‪ ،‬فان‬

‫السلطة املفوضة تعوض ذلك للمسري الذي يتقاضى أجرا جزافيا ‪.‬و حيصل املفوض له التعريفات حلساب السلطة‬

‫املفوضة املعنية " ومل خيتلف هذا التعريف عن ذلك الوارد يف املادة ‪ 56‬من املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ 199‬ابستثناء‬

‫حتديد املادة السالفة الذكر ملدة اعقد التسيري بـ ‪ 5‬سنوات ‪.2‬‬

‫ويشرتك عقد التسيري مع عقد الوكالة احملفزة يف أن املفوض له يستغل املرفق حلساب السلطة املفوضة فهو‬

‫ميثل صورة وكيل‪ ،‬وهتدف السلطة املفوضة من تبين عقود التسيري إىل رفع كفاءة تشغيل املشروع و صيانته ابالستفادة‬

‫من اخلربة و الكفاءة الفنية للقطاع اخلاص كما تلجأ اإلدارة إىل تطبيق هذين العقدين يف احلاالت اليت يصعب فيها‬

‫اللجوء إىل عقود االمتياز و عقود اإلجيار الخنفاض أسعار تقدمی اخلدمة‪ ،‬وصعوبة زايدهتا ألسباب سياسية أو لسوء‬

‫حالة املرفق العام على حنو يتعذر معه اللجوء إىل هاذين األسلوبني‪.3‬‬

‫‪ 1‬ضريفي اندية املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 159‬‬


‫‪ 2‬املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ ، 199‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 3‬أبو بكر أمحد عثمان‪ ،‬عقود تفويض املرفق العام دراسة حتليلية مقارنة‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬مصر‪،2015،‬ص‪118‬‬
‫‪23‬‬
‫المفاهيم لتفويض المرفق العام‬
‫ي‬ ‫االطار‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع اخلامس‪ :‬العقود غری املسماة‬

‫قد أيخذ تفويض املرفق العام أشكاال أخرى غري العقود اليت مت اإلشارة إليها‪ ،‬ذلك أنه قد توجد عقود‬

‫إدارية غري مسماة تتضمن تفويض مرفق عام ‪ ،‬وهو ما أكدته املادة ‪ 210‬من املرسوم الرائسي ‪ 1247-15‬وبذلك‬

‫فان عقود تفويض املرفق العام غري واردة على سبيل احلصر‪ ،‬والقاضي هو الذي يلعب دور كبري يف حتديد ما اذا‬

‫كانت هذه العقود عقود تفويض أو ال ‪ ،‬ألن املشرع أقر األسس اليت يقوم عليها تفويض املرفق العام وتبقى مهمة‬

‫التكييف لإلدارة و للقضاء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫من املرسوم الرائسي ‪ ،247-15‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫الفصل الثاين‬

‫مدى فعالية النظام القانوين لتفويضات املرفق العام‬


‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مرت إدارة أو تسيري أشخاص القانون اخلاص للمرافق العامة بفرتات ازدهار وتطور‪ ،‬نظرا إىل حتريرهم من‬

‫القيود اإلدارية واملالية‪ ،‬اليت تكبل نشاط أشخاص القانون العام واستخدامهم ألساليب مرنة يف غدارة املرافق‬

‫العامة تتناسب مع طبيعة النشاط حمل التفويض‪.‬‬

‫ويعترب عقد التفويض املرفق العام من أحد العقود اإلدارية اليت تكون الغدارة طرفا فيها مع شخص آخر خاص‬

‫أو عام الذي عهد له تفويض وتسيري املرفق العام واستغالله مقابل حصوله على مقابل مايل من طرف املستفيدون‪.‬‬

‫و املعروف أن اإلدارة تتعامل مع اآلخرين ويكتمل نشاطها يف إطار قرارات وعقود وسنحاول تبيان ذلك من‬

‫خالل التطرق إىل الطبيعة القانونية لتفويض املرفق العام يف املبحث االول وآليات تنفيذ هذه العقود وهنايتها‬

‫ابملبحث الثاين ‪.‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬الطبيعة القانونية لتفويض املرفق العام‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يعترب عقد تفويض املرفق العام من أهم العقود اإلدارية املنظمة قانوان‪ ،‬خيضع للمبادئ العامة اليت ختضع‬

‫هلا العقود اإلدارية حيث يكون موضوع عقود التفويض تسيري واستغالل املرافق العامة مقابل اجر انتج عن هذا‬

‫االستغالل فالطبيعة القانونية هلذا العقد تقوم على وجود طرفني خمتلفني على األقل كالمها خيضعان لبنود وأحكام‬

‫هذه االتفاقية واليت تربمهم عالقة تعاقدية ‪ ،‬كما يلتزم إعمال حبملة من اإلجراءات الالزم عقد تفويض املرفق العام‬

‫ويتدبر تكوين عقد التفويض املرفق العام حتديد أطرافه (املطلب األول ) وتبيان إجراءاته (املطلب الثاين )‬

‫املطلب األول ‪ :‬أطراف عقد تفويض املرفق العام‬

‫إن تفويض املرفق العام ابعتباره عقدا‪ ،‬فهو طبيعة قانونية تقوم على وجود طرفني خمتلفني على األقل‪،‬‬

‫قد جند أحدمها من القانون العام واحدهم اآلخر من األشخاص الطبيعية أو املعنوية من القانون اخلاص أو العام‬

‫( فرع أول) وتربز هذه األطراف يف السلطة املفوضة ‪1‬ماحنة تفويض املرفق العام الذي قد يكون شخص من‬

‫القانون العام أو اخلاص‪(.‬فرع الثاين) ابإلضافة إىل ذلك جند املستفيدين من املرفق العام‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬السلطة املفوضة‬

‫إن املرفق العام ال ميكن أن يفوض إال إذا صدر قرار إببرام عقد التفويض‪ ،‬والسلطة املختصة إبصدار‬

‫القرار هي تلك السلطة اليت يدخل املرفق يف اختصاصاهتا هي السلطة املسؤولة عن إدارته‪ 1‬وابلتايل فإن السلطة‬

‫املكلفة فقط بتنظيم املرفق وليس فقط إبدارته ال جيوز هلا أن تقرر تفويضه إال يف احلالة اليت ختتلط فيها سلطة‬

‫التنظيم مع سلطة اإلدارة ‪.‬‬

‫وابلرجوع لنص املادة ‪ 22/207‬من املرسوم الرائسي رقم ‪ 15-247‬يتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضها‬

‫املرفق العام جند ‪2‬ما يلي ‪:‬‬

‫‪1‬حممد عبد اللطيف‪ ،‬تفويض املرفق العام ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬مصر ‪ ،2000‬ص ‪ 96‬و‪97‬‬
‫‪ 1‬حممد عبد اللطيف ‪ ،‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ 2‬مرسوم رائسي رقم ‪ ، 247-15‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬الدولة‬

‫من بني املرافق اليت تفوضها الدولة جند املرافق ذات الطابع الوطين واملؤسسات الوطنية فهي بذلك مرافق‬

‫قابلة للتفويض‪ ،‬إضافة إىل املرافق اإلدارية مثل (الطرق السريعة ) عكس املرافق السيادية والدستورية الغري قابلة‬

‫للتفويض مثل (العدالة ‪،‬األمن ‪،‬السلطة )‪ 1‬كما ال جيوز تفويض بعض املهام األساسية املناط ابألشخاص ملمارسة‬

‫الشخص العام المتيازات السلطة العامة كسلطة الضبط‪.‬‬

‫اثنيا ‪ :‬اجلماعات اإلقليمية‬

‫تعترب شخص من أشخاص القانون العام اليت هلا سلطة إصدار قرار التفويض املرفق العام حيث أهنا‬

‫تفوض تسيري واستغالل املرفق العام حيث أهنا تفوض تسيري واستغالل املرافق العامة لألشخاص القانون اخلاص‬

‫وذلك حتقيقا للمصلحة العامة فيمكن أن أتخذ اهليئات احمللية شكل والية أو بلدية يف هذه احلالة إذا كان عقد‬

‫تفويض املرفق يربم من طرف الوالية ‪ ،‬فالشخص الذي ميثله هو الوايل بعد مصادقة اجمللس الشعيب الوالئي‪ ،‬أما‬

‫إذا كان عقد التفويض يربم من طرف البلدية فالشخص الذي ميثلها هو رئيس اجمللس الشعيب البلدي بعد مصادقة‬

‫اجمللس الشعيب البلدي‪.2‬‬

‫اثلثا‪ :‬املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‬

‫‪ 1‬أدير نوال ‪ ،‬بشريي الوزيرة ‪ ،‬النظام القانوين لعقد تفويض املرافق العامة ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاسرت يف احلقوق ‪،‬شعبة القانون‬
‫االقتصادي وقانون األعمال ‪ ،‬ختصص القانون العام لألعمال ‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية ‪،‬جامعة عبد الرمحان ميزة ‪ ،‬جباية‬
‫‪ ،2016‬ص ‪.23‬‬
‫‪ 2‬إدير نوال ‪ ،‬بشريي لويزة‪ ،‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪. 24‬‬
‫‪27‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫حيث عرفها املشرع اجلزائري يف املادة ‪ 02‬من األمر ‪ 03-06‬املتعلق ابلقانون األساسي للوظيفة‬

‫العمومية حبيث تنص على ما يلي ‪:‬‬

‫يقصد ابملؤسسات واإلدارات العمومية ‪ ،‬املؤسسات العمومية واإلدارات املركزية يف الدولة واملصاحل غري‬

‫املمركزة التابعة هلا واجلماعات اإلقليمية واملؤسسات العمومية ذات الطابع الداري واملؤسسات العمومية ذات‬

‫الطابع العلمي والثقايف واملهين واملؤسسات العمومية ذات الطابع العملي والتكنولوجي وكل مؤسسة عمومية ميكن‬

‫أن خيضع مستخدموها ألحكام هذا القانون األساسي‪.1‬‬

‫فيمكن هلذه املؤسسات العمومية أن تفوض تسيريها إىل أشخاص القانون اخلاص وجهات أخرى أو‬

‫الشركات ذات الطابع الصناعي والتجاري اليت ختضع للقانون العام والقانون اخلاص‪.‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬املفوض له‬

‫إن املفوض له هو صاحب التفويض الذي يتوىل تسيري واستغالل املرفق العام على أحسن صورة حىت‬

‫يتحقق اهلدف املرجو وهو حتقيق املنفعة العامة ن حيث ال يوجد شكل قانوين خاص به فيمكن أن يكون املفوض‬

‫له شخصا طبيعيا أو معنواي ‪ ،‬أو مؤسسة أو مجعية من القانون اخلاص فاجلمعيات تفوض عندما خيص‬

‫التفويض املرافق والنشاطات االجتماعية والثقافية ‪.2‬‬

‫أو ال ‪ :‬املؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري‬

‫‪ 1‬األمر‪ 03-06‬مؤرخ يف ‪ 19‬مجادي الثانية عام ‪ 1427‬املوافق ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ 15‬يونيو ســنة ‪ 2006‬يتضــمن القانون األســاســي العام‬
‫الوظيفة العمومية اجلريدة الرمسية ‪ ،46‬الصادرة يف ‪ 16‬يوليو سنة ‪.2006‬‬
‫‪ 2‬حممد عبد اللطيف ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪109‬‬
‫‪28‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫هي تلك املؤسسات اليت متارس نشاطا صناعيا أو جتاراي مماثال للنشاط الذي تتواله األشخاص فهي‬

‫ختضع لنظام قانوين مزدوج أي قانون عام فيما خيص عالقتها مع الدولة ‪ ،‬وقانون خاص عالقتها مع الغري حيث‬

‫خيتص القضاء اإلداري ابلفصل يف نزاعاهتا وكذلك كل ما يتعلق إبنشائها وتنظيمها إلغائها‪.2‬‬

‫اثنيا ‪ :‬الشركات التجارية‬

‫إن املفوض له يكون عادة شركة جتارية‪ ،‬أي من أشخاص القانون اخلاص ‪ ،‬غري أن التفويض يكثر‬

‫بشكل ملحوظ لشركات االقتصاد املختلط ‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬شركات االقتصاد املختلط‬

‫إن شركات االقتصاد املختلط التابعة للدولة ليست ابلضرورة مشروعات عامة‪ ،‬ألن الدولة ليست‬

‫ابلضرورة صاحبة األغلبية فيها وهذه الشركات هي عبارة عن شخص معنوي من أشخاص القانون اخلاص‪،‬‬

‫يشرتك يف تكوين رأمساله وإدارته أحد أشخاص القانون العام بغية حتقيق مصلحة ذات نفع عام أو إدارة مرفق‬

‫عام‪ ،‬حيث أنه يشرتط مشاركة للشخص العام واألفراد املسامهني يف تسيري شؤون املرفق العام‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬املنتفعون من املرفق العام‬

‫ويقصد به هم خمتلف األشخاص الذين ينتفعون من املرفق العام أو يستعملون منشآته غري أهنم ليسوا‬

‫طرفا يف العقد لكن القانون منح هؤالء املستفيدون مركزا هاما وذلك من أجل محايتهم وللوضوح يف العالقة بني‬

‫السلطة واملفوض له ‪ ،‬حيث تبث للمستفيدين من املرفق العام عنده حقوق نذكر أمهها ‪:‬‬

‫‪ 2‬إدير نوال ‪ ،‬بشرى الونزة ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.110‬‬


‫‪ 1‬حممد عبد اللطيف ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪29‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬اإلطالع على عقود تفويض املرفق العام‬

‫وذلك من أجل حتسني العالقة بني اإلدارة و األفراد فإن الواثئق اليت تبني كيفية تنفيذ مرفق عام أو‬

‫ترتبط هبذا التنفيذ تعترب بطبيعتها أو حبسب موضوعها ‪ ،‬واثئق إدارية جيوز للمستفيدين اإلطالع عليها وتدخل‬

‫عقود تفويض املرفق العام ابلضرورة يف هذه الطائفة من الواثئق اإلدارية اليت جيوز اإلطالع عليها‪ ،‬ابستثناء الشروط‬

‫اليت تدخل يف إطار السر التجاري تنعكس على التعريفة أو املؤشرات اليت تؤثر يف تغريها‪. 1‬‬

‫اثلثا ‪ :‬املسامهة يف الرقابة على تنفيذ عقود تفويض املرفق العام‬

‫و قد منح املشرع للمنتفعني حق املسامهة يف الرقابة على تنفيذ عقود تفويض املرفق العام‪ ،‬وذلك يف‬

‫املناطق اليت يزيد عدد سكاهنا عن ‪ 3500‬نسمة من خالل تقرير سنوي يوضع حتت تصرف اجلمهور يف مقر‬

‫البلدية‪.2‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬إجراءات إبرام عقد التفويض‬

‫ان املرسوم الرائسي ‪15‬ـ‪ 247‬املتعلق ابلصفقات العمومية و تفويضات املرفق العام مل حيدد نظاما قانونيا‬

‫يكفل إجراءات ابرام عقود تفويض املرفق العام‪ ،‬بل اسند تطبيق الباب الثاين من املرسوم الرائسي للتنظيم‪،‬‬

‫وبصدور املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ 199‬املتعلق بتفويض املرفق العام نضم املشرع عقود تفويض املرفق العام بنظام‬

‫قانوين خاص يشابه ايل حد ما مع النظام القانوين الفرنسي لكن وفق اطر ونظم تنسجم مع خصوصية املرفق‬

‫العام ابجلزائر‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬شروط ابرام عقد التفويض‬

‫‪1‬‬
‫حممد عبد اللطيف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪2‬‬
‫مروان حمي الدين القطب ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪. 442‬‬
‫‪30‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ال يتحقق تفويض املرفق العام إال يف حالة شكل النشاط موضوع العقد مرفقا عاما و قابال للتفويض‪،‬‬

‫إذ توجد جمموعة من املرافق السيادية اليت ال جيوز تفويضها ‪ ،‬كما يقتضي أن تقوم بني صاحب التفويض والسلطة‬

‫املاحنة عالقة تعاقدية حبيث خيضع املتعاقد مع اإلدارة ابإلضافة إىل النظام القانوين احملدد من قبل املشرع فإنه‬

‫خيضع كذلك إىل األحكام املنصوص عليها يف العقد‪ ،‬كما جيب أن يكون موضوع العقد استغالل املرفق العام‬

‫وأن يرتبط املقابل املايل بنتائج االستغالل‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬ضرورة وجود مرفقا عام يكون قابال لتفويض ‪:‬‬

‫يشكل املرفق العام املرت كز القانوين األساسي لتقنية تفويض املرفق العام‪،‬و يقصد هبا املرافق العامة اليت‬

‫ميكن أن تطبق أسلوب التفويض يف إدارهتا مجيع املرافق االقتصادية واملالية اليت تقدم خدمات أو منافع عامة‬

‫لألفراد وال يوجد نص قانوين مينع تفويضها أو عرف جيعل تفويضها غري ممكن‪ ،‬أو املرافق اليت ميكن أن تكون‬

‫حمال لإلدارة من طرف أشخاص القطاع اخلاص بطريقة التفويض ‪ ،‬أما اآلن ال توجد قائمة حتدد املرافق العامة‬

‫القابلة لتفويض ‪،‬فمهما كانت طبيعة املرفق العام إداري أو صناعي فهو قابل للتفويض‪. 2‬‬

‫لكن املشرع اجلزائري وضع يف تعريف املرفق شرط واقف وهو عدم وجود نص قانوين مينع ذلك‪ ،‬أي أن املنع‬

‫يكون وفقا لنص قانوين صريح‪ .3‬إال أن الفقه واالجتهاد قد حددها يف جمموعة نقاط وهي‪:‬‬

‫‪ /1‬ال جيوز تفويض إدارة املرافق العامة‪ ،‬نظرا الرتباطها بسيادة الدولة وجوهر وظائفها كمرفق الدفاع والعدل‬

‫والشرطة والتعليم والصحة‪.‬‬

‫‪ / 2‬جيوز تفويض بعض األنشطة امللحقة ابملرافق العام الذي يتم تفويض فيها مثل إدارة املطاعم يف مرفق التعليم‬

‫وال جيوز أن يؤدي إبرام العقد إىل تفويض إدارة أبرمته وليس بعض األنشطة امللحقة به‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مروان حمي الدين‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.442‬‬
‫‪2‬‬
‫مروان حمي الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.444‬‬
‫‪3‬‬
‫سرحان ألربت‪.‬القانون اإلداري اخلاص‪ ،.‬منشورات احلليب احلقوقية لبنان ‪ ،2010‬ص‪.95‬‬
‫‪31‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ / 3‬ال جيوز تفويض األنشطة املتعلقة مبمارسة الشخص العام المتيازات السلطة العامة كسلطة الضبط مثل‬

‫االنتخاابت واألحوال الشخصية‪.‬‬

‫‪ / 4‬ال جيوز تفويض إدارة املرافق العامة اليت حتتكر إدارهتا واستغالهلا الدولة أو أحد أشخاص القانون العام‬

‫كمرفقي توزيع الغاز والكهرابء‪.‬‬

‫‪ / 5‬ال جيوز أن يكون موضوع عقد تفويض املرفق العام حتصيل جباية اإليرادات العامة‪.‬‬

‫‪ /6‬ال يكون أن يكون موضوع عقد تفويض املرفق العام حتصيل جباية اإليرادات العامة اليت يكون هلا الطابع‬

‫الضرييب‪.‬‬

‫‪ /7‬ال جيوز تفويض بعض املهام األساسية ابألشخاص العامة وهذا ما أكد عليه جملس الدولة الذي اعترب أن‬

‫األقاليم ال ميكن أن تتخلى عن كل صالحياهتا الزراعية إىل احد أشخاص القانون العام ‪.1‬‬

‫اثنيا ‪ :‬ضرورة وجود عالقة تعاقدية بني السلطة املفوضة و املفوض له ‪:‬‬

‫ال يتحقق تفويض املرافق العمومية إال من خالل العالقة التعاقدية بني السلطة ماحنة التفويض واملمنوح‬

‫له التفويض ‪ ،‬لذا فان األسلوب األحادي الصادر ابإلرادة املنفردة والذي يعرف أبسلوب التأهيل االنفرادي ال‬

‫يدخل يف مفهوم التفويض الذي نضمه املشرع‪.‬‬

‫‪ :1‬عقد التفويض ‪:‬‬

‫ان عقد تفويض املرفق العام مبين على فكرتني متناقضتني يشكل توازهنما الغاية اليت هتدف هلا الطبيعة‬

‫املختلطة هلذا العقد ‪ ،‬ومها فكرة حتقيق املصلحة العامة و فكرة حتقيق املصلحة اخلاصة للمتعاقد ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية ط‪ ،1‬جسور النشر والتوزيع اجلزائر ‪ ،2012‬ص ‪225‬‬
‫‪32‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يربم عقد التفويض عادة بني شخص عام هو مانح التفويض وشخص خاص هو صاحب ‪ .‬التفويض‬

‫ويكون على شكل الشركة التجارية أو الشركة املختلطة أو اجلمعية ‪.‬‬

‫أ ‪ /‬صاحب التفويض‪ :‬ميكن أن يكون صاحب التفويض شخصا عاما كأن يكون مؤسسة عامة يفوض إليها‬

‫إدارة و استغالل مرفق عام‪ ،‬ومثال على ذلك عقد االمتياز الذي كان مربما بني شركة كهرابء و اليت كانت‬

‫مؤسسة عامة ‪ ،‬والدولة كانت موضوع العقد تشغيل مرفق الكهرابء ‪.‬‬

‫ب‪ /‬مانح التفويض‪ :‬يقتضي أن يكون مانح التفويض شخصا عاما سواء كان الدولة أو أحد األشخاص العامة‬

‫احمللية أو املرفقية ‪ ،‬ويف حالة كان مانح التفويض شخصا خاصا فال يكون عقد تفويض مرفق عام إال أنه يستثين‬

‫من ذلك العقد املربم بني شخصني من أشخاص القانون اخلاص حلساب وابسم الشخص العام و حتت إشرافه‬

‫وتوجيهه‪.1‬‬

‫‪ : 2‬طبيعة العقد ‪:‬‬

‫إن عقد التفويض عادة ما يربم بني شخص عام وهو مانح التفويض و شخص خاص وهو صاحب‬

‫التفويض لكي يعترب كعقد من عقود تفويض املرفق العام‪ ،‬أما إن كان مانح التفويض شخص خاص فنحن هنا‬

‫ال نكون بصدد عقد تفويض مرفق عام‪ ،‬إال أنه يستثىن من ذلك العقد املربم بني شخص من أشخاص القانون‬

‫اخلاص حلساب وابسم الشخص العام وحتت اشرافه ورقابته‪ ،‬ففي هذه احلالة نكون أمام عقد تفويض املرفق العام‬

‫ابلرغم من كون أشخاصه من أشخاص القانون اخلاص‪.‬‬

‫فالعالقة القائمة بني صاحب التفويض والسلطة املاحنة له هي عالقة تعاقدية خيضع طرفا العقد فيها‬

‫للبنود واألحكام املدرجة يف العقد ‪ ،‬وقد يشكل عقد تفويض املرفق العام عقدا إداراي ‪،‬ألن أحد أطرافه شخص‬

‫‪ 1‬بركيبة حسام الدين‪ ،‬تفويض املرفق العام مفهوم جديد و مستقل يف ادارة املرفق العام‪،‬جملة املفكر‪،‬العدد الرابع عشر‪ ،‬جامعة‬
‫حممد خيضر بسكرة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬جانفي ‪ ،2017‬ص ‪.561‬‬
‫‪33‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫عام هو مانح التفويض وموضوعه تنفيذ مرفق عام ويتضمن امتيازات السلطة العامة كحق الدولة إبهناء العقد‬

‫إبرادهتا املنفردة بدافع حتقيق املصلحة العامة‪. 1‬‬

‫اثلثا‪ :‬استغالل املرفق العام واالرتباط بني املقابل املايل واالستغالل ‪:‬‬

‫ال يكفي لقيام تفويض املرفق العام ان يوجد مرفق عام وان تكون العالقة بني السلطة املفوضة واملفوض‬

‫له عالقة تعاق دية‪ ،‬وإمنا يلزم لوجود مرفق عام يكون موضوع العقد استغالل مرفق عام من جهة ‪ ،‬وان يرتبط‬

‫ابملقابل املايل الذي حيصل عليه املفوض اليه بنتائج االستغالل من جهة أخرى ويعترب هدا الشرط يف حتديد عقود‬

‫التفويض من عقود الصفقات العمومية ‪.2‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬صيغ ابرام عقد تفويض املرفق العام‬

‫تربم عقود تفويض املرفق العام يف اجلزائر وفقا لطريقة الطلب على املنافسة كقاعدة عامة ويف أحال اعالن‬

‫السلطة املفوضة عدم اجلدوي من الطلب على املنافسة مبفهوم املرسوم التنفيذي رقم ‪18‬ـ‪ ،3199‬تربم عقود‬

‫التفويض وفقا لطريقة الرتاضي الذي ميثل االستثناء عن القاعدة العامة ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الطلب على املنافسة‬

‫املالحظ ان املشرع اجلزائري ربط بني عقد تفويض املرافق العامة و قانون الصفقات العمومية وذلك من خالل‬

‫اصدار التشريع املنظم هلذه العقود ضمن نفس املرسوم ‪15‬ـ‪ 247‬املنظم للصفقات العمومية وتفويضات املرافق‬

‫العامة ‪.‬‬

‫‪ 1‬مروان حمي الدين قطب ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.447‬‬


‫‪ 2‬مروان حمي الدين قطب ‪ ،‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪.448‬‬
‫‪ 3‬املرسوم التنفيذي رقم ‪18‬ـ‪ ، 199‬املرجع السابق ‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫عرفت املادة ‪ 11‬من املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪1 199‬الطلب على املنافسة أبنه " الطلب على املنافسة‬

‫اجراء يهدف ايل احلصول على افضل عرض‪ ،‬من خالل وضع عدة متعاملني يف منافسة‪ ،‬بغرض ضمان‬

‫املساواة يف معاملتهم و املوضوعية يف معايری انتقائهم و شفافية العمليات و عدم التحيز يف القرارات املتخدة‬

‫‪.‬‬

‫مینح تفويض املرفق العام للمرتشح الذي يقدم افضل عرض ‪ ،‬وهو ذلك الذي يقسم احسن الضماانت‬

‫املهنية و التقنية و املالية حسب سلم التقييم احملدد يف دفرت الشروط ‪"...‬‬

‫فالتنظيم و من خالل الطلب على املنافسة يهدف ايل تكريس مبادئ ابرام عقود تفويض املرفق العام‬

‫للوصول ايل افضل عرض ‪ ،‬وتطبيقا هلذا اكد يف احكام املادة ‪ 12‬من نفس املرسوم التنفيذي على ان طلب‬

‫على املنافسة يكون وفقا ملرحلتني ‪ ،‬املرحلة األول تتمثل يف االختيار األويل للمرتشحني على أساس ملفات‬

‫الرتشح‪ ،‬وجيب أن تظهر الواثئق املكونة مللف الرتشح واحملددة يف اجلزء األول من دفرت الشروط‪ ،‬وعنوانه" دفرت‬

‫ملف الرتشح" ‪ ،‬يف لوح اإلعالن عن العروض ‪ ،‬وذلك وفقل ملعايري اختيار املرتشحني لتقدمی عروضهم و املتعلقة‬

‫على اخلصوص ابلقدرات املهنية و التقنية و القدرات املالية ‪.‬‬

‫املرحلة الثانية تتمثل يف دعوة املرتشحني الذين مت انتقاؤهم أثناء املرحلة األوىل‪ ،‬إىل سحب دفرت الشروط‪،‬‬

‫وعنوانه دفرت العروض و يتضمن البنود اإلدارية و التقنية و البنود املالية‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬عدم اجلدوى‬

‫بعد اإلعالن عن طلب املنافسة البرام عقد التفويض ن فانه ميكن ان ال تستلم السلطة املفوضة أي‬

‫عرض او تستلم عرض واحد فقط او تستلم عروض غري مطابقة لدفرت الشروط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ ،199‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يف هذه احلالة الزم القانون السلطة املفوضة اعالن عدم جدوي الطلب على املنافسة و إعادة اجراء‬

‫الطلب على منافسة للمرة الثانية قبل اللجوء ايل ابرام العقد وفقا إلجراء الرتاضي‪. 1‬‬

‫و وفقا للتنظيم فان اإلعالن عن عدم اجلدوى و اللجوء ايل الرتاضي يكون يف مرحلتني ‪ ،‬املرحلة األويل‬

‫و اليت يتم اعالن عدم اجلدوى فيها اذا تبني بعد الطلب على املنافسة للمرة االويل عدم استالم أي عرض او‬

‫عرض واحد او عروض خمالفة لدفرت الشروط ‪ ،‬اما املرحلة الثانية فهي اليت يتم فيها اإلعالن عن عدم اجلدوى و‬

‫اللجوء ايل اجراء الرتاضي بعد طلب املنافسة للمرة الثانية وعدم استالم أي عرض او عدم مطابقة العروض لدفرت‬

‫الشروط ‪ ،‬اما اذا استلمت السلطة املفوضة عرض واحد يف الطلب على املنافسة للمرة الثانية وتبني انه مطابق‬

‫لدفرت الشروط فانه يقبل ملتابعة اإلجراءات ‪.‬‬

‫اثلثا ‪ :‬الرتاضي‬

‫يعترب ابرام عقد التفويض وفقل الجراء الرتاضي استثناء للقاعدة العامة املتمثلة يف الطلب على املنافسة‪ ،‬وهو‬

‫اجراء يهدف ايل منح التفويض ملتعامل واحد دون اللجوء ايل املنافسة ‪ ،‬و ميكن ان يكتسي الرتاضي شكل‬

‫الرتاضي بعد االستشارة او شكل الرتاضي البسيط ‪.‬‬

‫‪1‬ـ الرتاضي بعد االستشارة ‪ :‬وقد عرفه التنظيم من خالل املادة ‪ 17‬من املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ 199‬املتعلق‬

‫بتفويض املرفق العام ‪ ،‬ابنه " اجراء تقوم من خالله السلطة املفوضة ابختيار مفوض له من بني ثالثة مرتشحني‬

‫مؤهلني على األقل "‬

‫ويتم انتقاء املفوض له يف اجراء الرتاضي بعد االستشارة من خالل املرتشحني كما يلي ‪:‬‬

‫من بني املرتشحني املؤهلني الذين شاركوا يف الطلب على املنافسة قبل اإلعالن عن عدم اجلدوى للمرة‬

‫الثانية‪ ،‬او من ضمن قائمة تعدها السلطة املفوضة بعد التأكد من قدراهتم املالية و املهنية اليت تسمح هلم بتسري‬

‫‪ 1‬الروسم التنفيذي ‪18‬ـ‪ ، 199‬املرجع السابق‪.‬‬


‫‪36‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫املرفق العام املعين ‪ ،‬ويتم هذا االجراء يف املرافق اليت ال تتطلب اجراء طلب على املنافسة‪ ،‬ويتم حتدديها وفقا‬

‫لقرار مشرتك بني وزير املالية و الوزير املكلف ابجلماعات احمللية ‪.‬‬

‫‪2‬ـ الرتاضي البسيط ‪ :‬عرفه التنظيم من خالل املادة ‪ 18‬من املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ 199‬املتعلق بتفويضات‬

‫املرفق العام ابنه اجراء تقوم من خالله السلطة املفوضة ابختيار مفوض له مؤهل لضمان تسيري مرفق عام ‪ ،‬بعد‬

‫التأكد من قدراته املالية و املهنية و التقنية ‪.‬‬

‫ويتم اللجوء ايل الرتاضي البسيط يف حالة حمددة حمصورة يف حالة اخلدمات اليت ال تكون حمل تفويض‬

‫اال ملرتشح واحد حيتل وضعية احتكارية و اما يف احلاالت االستعجالية ‪.1‬‬

‫وتعترب حاالت استعجالية عندما تكون اتفاقية املرفق العام سارية املفعول موضوع اجراء فسخ ‪ ،‬او عند استحالة‬

‫ضمان استمرارية املرفق العام من طرف املفوض له ‪ ،‬او عند رفض املفوض له امضاء امللحق الذي يكون موضوعه‬

‫متديد اآلجال ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أتهيل املرتشحني املقبولني للتفاوض‬

‫ان مرحلة أتهيل املشرحني املقبولني للتفاوض مهمة و أساسية يف ابرام عقد التفويض‪ ،‬كوهنا مرحلة جتسد‬

‫كل املبادئ املنصوص عليها يف املادة ‪ 5‬من املرسوم الرائسي ‪15‬ـ‪2 247‬املتعلق ابلصفقات العمومية و تفويضات‬

‫املرفق العام ‪ ،‬وميكن تقسيم هذه املرحلة ايل اجراء نشر اإلعالن‪ ،‬مث اجراء اعداد قائمة املرشحني املؤهلني للتقدمی‬

‫عروضهم ‪ ،‬و مرحلة تقدمی العروض ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬اعالن الطلب على املنافسة‬

‫‪ 1‬املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ ،199‬املرجع السابق‪.‬‬


‫‪ 2‬املرسوم التنفيذي ‪15‬ـ‪ ،247‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لقد وضع املشرع اجلزائري أمهية كبرية الجراء اإلعالن و حدد شروطه مبوجب املرسوم التنفيذي رقم‬

‫‪18‬ـ‪ ،199‬وذلك من خالل املادة ‪ 25‬منه و اليت الزمت السلطة املفوضة بنشر الطلب على املنافسة بشكل‬

‫واسع و بكل وسيلة مناسبة و ذلك يف جريدتني يوميتني على األقل ‪ ،‬واحد ابلعربية وواحدة ابلفرنسية ‪.‬‬

‫والزم السلطة املفوضة ان تضمن اعالن الطلب على املنافسة جمموعة من البياانت الواردة يف املادة ‪27‬‬

‫من املرسوم ‪18‬ـ‪ ،1199‬وجتدر اإل شارة هنا ان التنظيم أجاز لبعض املرافق العمومية التخلي عن اإلعالن يف‬

‫اجلرائد اليومية ‪ ،‬نظرا حلجمها و نطاق نشاطها ‪ ،‬شرط ان تلتزم ابإلعالن بكل الوسائل األخرى ‪،‬لكنه مل حيدد‬

‫حجم وجمال هذه املرافق ما جيعل االمر صعب التطبيق‪. 2‬‬

‫اثنيا‪ :‬اعداد قائمة املرتشحني املؤهلني لتقدمي العروض ‪ :‬بعد اإلعالن عن املنافسة يشرع يف اعداد قائمة‬

‫املرتشحني املؤهلني لتقدمی العروض وهذا ضمن جمموعة من اخلطوات حددها التنظيم اجلزائري ‪.‬‬

‫‪1‬ـ استالم طلبات املرتشحني ‪:‬‬

‫وقد نص التنظيم ان طلب املرتشحني جيب ان يتضمن الواثئق التالية ‪ :‬تصريح ابلنزاهة ‪ ،‬القانون‬

‫األساسي للشركة ‪ ،‬مستخرج سجل جتاري ‪ ،‬رقم التعريف اجلبائي فيما خيص املرتشحني اخلاضعني للقانون‬

‫اجلزائري او األجانب الذين سبق هلم العمل يف اجلزائر ‪ ،‬وكل وثيقة تسمح بتقييم قدرات املرتشحني ‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة هنا ان التنظيم اجلزائري مل حيدد مدة معينة الستالم طلبات املرتشحني بل ترك االمر‬

‫للسلطة املفوضة بشرط ان يكون الزمن كايف لتحضري العروض و ليفسح اجملال ملدة معتربة من املتنافسني ‪.‬‬

‫‪2‬ـ فتح الطلبات من طرف جلنة اختيار و انقاء العروض ‪:‬‬

‫‪ 1‬املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ ،199‬املرجع السابق‪.‬‬


‫‪ 2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪18‬ـ‪ ،199‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تقوم جلنة اختيار و انتقاء العروض بفتح األظرفة يف جلسة علنية و تسجل مجيع الواثئق املقدمة من‬

‫املرتشحني يف سجل خاص مرقم و مؤشر ‪ ،‬مث ويف جلسة مغلقة تتم دراسة ملفات املرتشحني وذلك يف اليوم‬

‫املوايل لفتح االظرفة ‪ ،‬و حتديد قائمة املرتشحني املقبولني اليداع عروضهم ‪ ،‬وتكون القائمة املعدة من طرف‬

‫اللجنة مرتبة تفضيليا حسب النقاط املتحصل عليها ‪.1‬‬

‫اثلثا ‪ :‬إيداع العروض و دراستها ‪:‬‬

‫بعد ارسال جلنة اختيار العروض قائمة املرتشحني املؤهلني اليداع عروضهم ايل السلطة املفوضة‪ ،‬تقوم‬

‫هذه األخرية بدعوهتم بكل وسيلة مالئمة ايل سحب دفرت الشروط و تقدمی عروضهم ‪.2‬‬

‫وتقوم جلنة اختيار و اقتناء العروض بفتح العروض و دراستها وذلك بدراسة عروض املرتشحني املنتقني‬

‫اوليا و اقصاء العروض غري املطابقة لدفرت الشروط‪ ،‬و اعداد قائمة العروض املطابقة لدفرت الشروط مرتبة ترتيبا‬

‫تفضيليا ‪ ،‬وحيرر حمضر اجتماع يوقعه كل األعضاء ‪ ،‬وحمضر عدم جدوي عند االقتضاء‪.3‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬التفاوض و منح التفويض‬

‫تشكل مرحلة املفاوضات يف عقود تفويض املرفق العام أمهية كبرية‪ ،‬ففتح اجملال للمنافسة ال يعين ان‬

‫اإلدارة ستختار بشكل آيل‪ ،‬فلهذا يعقب عملية الرتشح مرحلة مفاوضات للوصول ايل افضل الشروط حتقيقا‬

‫للمصلحة العامة ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬التفاوض ‪:‬‬

‫‪ 1‬املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ ، 199‬املرجع السابق‪.‬‬


‫‪ 2‬املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ ، 199‬نفس املرجع‪.‬‬
‫‪ 3‬املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ ، 199‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بعد إيداع املرتشحني املؤهلني لعروضهم تقوم جلنة اختيار العروض بدعوة املرتشحني كتابيا كل واحد‬

‫على حدة من اجل مفاوضة العروض املقدمة‪ ،‬مث تقوم اللجنة بتحرير حمضر مفاوضة وتقيم للعروض يتضمن‬

‫قائمة العروض املدروسة و املرتبة ترتيبا تفضيليا مع اقرتاحها للعرض األفضل‪.‬‬

‫و تقوم جلنة اختيار و اقتناء العروض ابلتفوض وفقا للحدود الواردة يف دفرت الشروط ال سيما مدة‬

‫التفويض و التعريفات او اإليتاوات اليت يدفعها مستعملوا املرفق العام او اليت يدفعها املفوض له للسلطة املفوضة‬

‫او املنح اليت تد فعها السلطة املفوضة للمفوض له‪ ،‬وال ميكن ابي حال من األحوال ان تتطرف املفاوضات ايل‬

‫موضوع التفويض‪.1‬‬

‫اثنيا ‪ :‬منح التفويض ‪:‬‬

‫بعد حتديد افضل العروض من قبل جلنة اختيار العروض يتخذ مسؤول السلطة املفوضة قرار املنح املؤقت‬

‫للتفويض ويتم نشر اإلعالن عن املنح املؤقت للتفويض وفقا لنفس اجراء اإلعالن املنصوص عليه يف املادة ‪25‬‬

‫من املرسوم التنفيذي السالف الذكر‪.‬‬

‫كما ميكن للسلطة املفوضة اذا رفض املرتشح املستفيد من املنح املؤقت للتفويض استالم االشعار بتبليغ االتفاقية‪،‬‬

‫ان تقوم إبلغاء املنح املؤقت للتفويض وان تلجا ايل املرتشح التايل الوارد يف قائمة العروض املسجلة‪.‬‬

‫و ميكن أي مرتشح شارك يف الطلب على املنافسة أو الرتاضي البسيط بعد االستشارة حيتج على قرار‬

‫املنح املؤقت للتفويض‪ ،‬أن يرفع طعنا لدى جلنة تفويضات املرفق العام املنصوص عليها يف املادة ‪ 78‬من هذا‬

‫املرسوم‪ ،‬يف أجل ال يتعدى عشرين يوما‪ ،‬ابتداء من اتريخ إشهار قرار املنح املؤقت للتفويض‪ ،‬و تقوم اللجنة‬

‫‪1‬‬
‫املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ ، 199‬نفس املرجع‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بدراسة ملف الطعن و تبلغ السلطة املفوضة به وصاحب الطعن‪ ،‬وعند انتهاء االجال احملددة للطعون تعد السلطة‬

‫املفوضة اتفاقية التفويض اليت تربم مع املرتشح املقبول ‪.1‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬آليات تنفيذ عقود تفويض املرفق العام‬

‫إن الرقابة هي وسيلة لتحقيق نوع من التنظيم والفعالية داخل املؤسسة فالرقابة اإلدارية هي الوسيلة اليت‬

‫تستطيع السلطات اإلدارية معرفة كيفية سري العمل داخل املنشاة وذلك للتأكد من حيث سري العمل لتحقيق‬

‫األ هداف وكشف األخطاء والتقصري واالحنراف‪ ،‬وهتدف ابألساس إىل محاية الصاحل العام وتوعية القيادة اإلدارية‬

‫ومنع االحنراف غري أنه عقود تفويض املرفق العام أبشكاهلا املختلفة هي عقود مؤقتة مبد معينة فإذا عهدت اإلدارة‬

‫ماحنة التفويض إىل أحد أشخاص القانون اخلاص أو العام مبهمة إنشاء أو تسيري و استغالل مرفق عام فال‬

‫يعين ذلك أهنا عهدت هبذه املدة بصفة هنائية ومطلقة‪.2‬‬

‫لذلك سنحاول يف هذا املبحث التطرق إىل آليات الرقابة على تنفيذ تفويض املرفق العام (مطلب أول) وهناية‬

‫تفويض املرفق العام (مطلب اثين )‬

‫املطلب األول ‪ :‬الرقابة على تنفيذ تفويض املرفق العام‬

‫‪ 1‬املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ ، 199‬املرجع السابق‪.‬‬


‫‪ 2‬هيام مروة ‪ ،‬القانون اإلداري اخلاص ‪ ،‬املرافق العامة الكربى وطرق إدارهتا ‪ ،‬االستهالك األشغال العامة ‪ ،‬التنظيم املدين ‪:‬‬
‫ط‪ ، 1‬جمد املؤسسة اجلامعية للدراسات للنشر والتوزيع ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ص ‪.50،51‬‬
‫‪41‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لإلدارة املتعاقدة سلطة الرقابة على الطرف املتعاقد معها حىت تتأكد وتتحقق من أن املتعاقد معها ينفد‬

‫التزاماته التعاقدية وفقا للشروط احملددة يف العقد‪ ،‬ورقابة اإلدارة على املتعاقد معها فتكون داخلية تتمثل يف التوجيه‬

‫واإلرشاد وقد تكون رقابة خارجية تتأكد من تنفيذ العقد طبعا للشروط القيمة‪.1‬‬

‫ومن هنا سنتناول يف هذا املطلب ثالثة فروع من أنواع الرقابة‪ ،‬رقابة املصلحة املتعاقدة‪( ،‬فرع أول)‪،‬‬

‫والرقابة املالية (فرع اثين) ‪ ،‬والرقابة القضائية (فرع اثلث) ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬رقابة املصلحة املتعاقدة‬

‫أوال ‪:‬حق الرقابة واإلشراف‬

‫هذا احلق مستمد من طبيعة املرفق العام ألن اإلدارة ما تزال مسؤولة عن املرفق ابلرغم من تفويض‬

‫إدارته ‪ ،‬فسلطة الرقابة واإلشراف تبقى يف يدها لكون العقد ينفذ حتت مسؤوليتها وضمان اخلدمة العامة من‬

‫بني أهدافها األساسية واألصلية فسلطة الرقابة واإلشراف حىت إذا مل يتم النص عليها يف دفرت الشروط فهي مقررة‬

‫لإلدارة‪ ،‬وابلتايل جيوز هلا توسيع هذه الرقابة ألهنا من النظام العام‪.‬‬

‫إن الرقابة هنا تكون على تنفيذ جممل شروط العقد ‪ ،‬فقد تكون رقابة إدارية وفنية ورقابة مالية فهذه األخرية‬

‫تتوالها السلطة املاحنة للتفويض حيث تقوم ابلتفتيش يف حساابت املتعاقد اخلاصة ابستغالل املرفق العام‪،‬‬

‫فاملتعاقد يف نطاق عقود التفويض يلزم مبسك دفاتر منتظمة على وفق القواعد احملاسبية املتعارف عليها واملعمول‬

‫هبا يف القانون التجاري‪ ،‬وحيق أيضا لإلدارة أن تقوم إبصدار أوامر ملزمة للمتعاقد معها لتنفيذ التزاماته على حنو‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون الوالية ‪،‬جسور للنشر والتوزيع ‪ ،‬ط‪ ، 1‬اجلزائر ‪ 2012‬ص ‪، 41‬ص‪.44‬‬
‫‪42‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫معني أو على آخر‪ ،1‬ففي عقد االمتياز مثال خيضع صاحب االمتياز إلشراف ورقابة وتوجيه دائم من طرف‬

‫السلطة املاحنة لالمتياز‪ ،‬وجيب عليه تنفيذ األوامر اليت تصدرها له وإال وقعت عليه اجلزاءات اليت متتلكها‪.‬‬

‫اثنيا ‪:‬حق تعديل النصوص االتفاقية الواردة يف العقد دون الوقوف على ارادة املفوض له‬

‫من امتيازات السلطة العامة اليت تتمتع هبا اإلدارة أثناء تنفيذ العقد اإلداري حقها يف تعديل النصوص‬

‫االتفاقية يف العقد مما يزيد أو ينقص من التزامات املتعاقد اآلخر وهو املفوض له ودون حاجة إىل موافقته حيث‬

‫يكمن أساس حق اإلدارة املاحنة للتفويض يف التعديل هو متطلبات واحتياجات املرفق العام‪.‬‬

‫حيث يعترب األستاذ حميو أنه جيب على التعديالت اليت قد تطرأ على شروط العقد‪ ،‬أن ال تؤدي إىل‬

‫تغيري جذري يف العقد بشكل ميس مضمون العقد نفسه‪ ،‬وجيب كذلك على التعديالت أن ال متس ابالمتيازات‬

‫املالية اليت ينص عليها العقد لصاحل املتعاقد أخريا فإنه جيب على اإلدارة أن تدفع أحياان تعويضات ‪.2‬‬

‫فقد ختتلف وتتنوع صور تعديل شروط العقد حسب الظروف وهي ميكن أن تشمل ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬حجم أو نوعية اخلدمات املتفق عليها إلقامة املرفق العام واستغالله‪.‬‬

‫‪-‬تعديل شروط تنفيذ العقد املتفق عليها ‪.‬‬

‫‪-‬تعديل مدة تنفيذ العقد‪.3‬‬

‫اثلثا ‪:‬حق توقيع اجلزاءات على املفوض له‬

‫لإلدارة حق توقيع جزاءات متعددة على املفوض له الذي خيل ابلتزاماته‪ ،‬سواء كان هذا اإلخالل‬

‫يتمثل يف االمتناع عن التنفيذ أم يف التأخري فيه أو بتنفيذها على وجه غري مرضي أو إبحالل غريه حمله دون‬

‫موافقة اجلهة اإلدارية‪ ،‬فحق توقيع اجلزاءات مقرر لإلدارة أيضا ولو مل يرد النص عليه صراحة يف العقد‪.‬‬

‫‪ 1‬ـأبو بكر أمحد عثمان مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 2‬‬


‫‪ 2‬لباد انصر‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬النشاط اإلداري‪ ،‬اجل ا زئر‪ ، 2004 ،‬ص‪. 44.‬‬
‫‪ 3‬ـ أكلي نعيمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪102‬‬
‫‪43‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فاهلدف املرجو من توقيع اجلزاءات على املفوض له هو ضمان سري املرافق العامة‪ ،‬ابنتظام واطراد ‪،‬‬

‫وليس اهلدف من ذلك هو جمازاة أو تعويض اإلدارة عما أصاهبا من ضرر ويفرض على اهليئة املفوضة صاحبة‬

‫التفويض كقاعدة عامة أن تقوم إبعذار املفوض له وتنبيهه إىل أخطائه قبل توقيع اجلزاء عليه‪ ،‬هذا ما مل ينص‬

‫العقد على خالف ذلك‪ ،‬كما أنه ال حاجة إلعذار إذا كانت الظروف مسبقا تؤكد عدم جدواه‪ ،‬كما لو صرح‬

‫املفوض له كتابة أنه ال يرغب ابلقيام ابلتزاماته أو أنه غري قادر على تنفيذها ‪ ،‬حيث تتنوع اجلزاءات اليت ميكن‬

‫لإلدارة توقيعها على املفوض له وتشمل كل من اجلزاءات املالية )‪ ( 1‬أو جزاءات الضغط و االكراه )‪ ( 2‬كما‬

‫ميكنها توقيع جزاءات اإلسقاط أو الفسخ (‪.1)3‬‬

‫‪ 1‬ـ اجلزاءات املالية ‪ :‬تعترب اجلزاءات املالية مبالغ مالية‪ ،‬تفرضها اإلدارة على املفوض له يف حالة ما إذا أخل‬

‫ابلتزاماته التعاقدية ‪ ،‬وتشمل اجلزاءات املالية كل من التعويضات والغرامات‪. 2‬‬

‫أ ‪-‬التعويضات ‪ :‬هي تلك املبالغ املالية اليت يدفعها املفوض له لإلدارة نتيجة إخالله ابلتزاماته املتفق عليها‬

‫سابقا يف العقد دون أن تكون هذه التعويضات مقدرة أثناء إبرام العقد‪ ،‬فهي تفرض لتعويض وتغطية الضرر‬

‫احلقيقي الذي مس وأصاب اإلدارة صاحبة التفويض‪ ،‬وأيخذ التعويض هنا صفة اجلزاء كون يتم تقديره بصفة‬

‫منفردة من طرف اإلدارة وكذا السماح للقاضي مراقبته‪.3‬‬

‫ب ‪-‬الغرامات التأخریية‪ :‬فهي تعويض جزايف يتم االتفاق عليه‪ ،‬حىت ميكن لإلدارة أن تطالب حبقها يف حالة‬

‫إخالل املتعاقد ابلتزاماته ‪ ،‬فتوقيع الغرامة التأخريية يكون بقرار من اإلدارة دون اللجوء إىل القضاء الستصدار‬

‫حكم بتطبيقها ودون حاجة إىل تنبيه أو إنذار‪.‬‬

‫‪ 1‬حامشي سامي مذكرة لنيل شهادة املاسرت يف احلقوق النظام القانوين التفاقية املرفق العام كلية احلقوق و العلوم السياسية جامعة‬
‫جباية ‪2016‬ـ‪ 2017‬ص ‪. 51‬‬
‫‪ 2‬عوابدي عمار‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬اجلزء الثاين ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪ 3‬أكلي نعيمة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 107‬‬
‫‪44‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-2‬جزاءات الضغط واإلكراه ‪ :‬فهذه اجلزاءات هتدف إىل ضمان تنفيذ العقد‪ ،‬وذلك بواسطة اجراءات ضغط‬

‫من شأهنا التغلب على تقصري املفوض له وذلك حبلول السلطة املفوضة أو حلول الغري حمله وهذا النوع من‬

‫اجلزاءات ال يفرض أعباء مالية على املفوض له وتتمثل صور و وسائل جزاءات اإلكراه والضغط يف عقد تفويض‬

‫املرفق العام يف وضع العقد حتت احلراسة أو التنفيذ عن طريق مفوض له أخر‪.1‬‬

‫أ ‪-‬وضع حمل العقد حتت احلراسة‪ :‬يقصد بذلك أن يتم إبعاد املفوض له عن إدارة وتسيري املرفق العام بصفة‬

‫مؤقت‪ ،‬على أن تقوم السلطة املفوضة تويل إدارته بنفسها أو التعهد بذلك حلارس مؤقت ختتاره‪ ، 2‬وذلك على‬

‫نفقة ومسؤولية املفوض له طاملا أن وضع املرفق حتت احلراسة تقرر كجزاء على تقصريه‪.‬‬

‫ب ‪-‬التنفيذ عن طريق مفوض له أخر‪:‬يف حالة ما إذا أخل املفوض له ابلتزاماته التعاقدية الواردة يف العقد‪،‬‬

‫كأن يهمل أو يقصر يف إدارة واستغالل املرفق العام فإن السلطة املفوضة ماحنة التفويض تقوم ابختيار متعاقد‬

‫أخر حىت يستكمل تنفيذ العقد‪.‬‬

‫‪-3‬اإلسقاط أو الفسخ‪ :‬كل من اإلسقاط والفسخ هو ج ا زء ارتكاب املفوض له خلطأ جسيم أثناء تنفيذ‬

‫العقد مما يؤدي إىل هناية عقد تفويض املرفق العام حيث جيب أن يكون قرار اإلسقاط أو الفسخ صرحيا مكتواب‬

‫صادرا من السلطة املختصة طبقا للعقد‪ ،‬فهو بذلك قائم ولو مل ينص عليه يف بنود العقد‪ ،‬فيتعني على السلطة‬

‫املفوضة ماحنة التفويض اعذار املفوض له قبل توقيع جزاء الفسخ وغالبا ما تتضمن واثئق االلتزام مثل هذه‬

‫الشروط ‪ ،‬فاإلسقاط نوعني إسقاط جمرد أي أثناء إخالل املفوض له ابلتزاماته توقع السلطة املفوضة عليه جزاء‬

‫مما يرتتب عليه انتهاء عقد تفويض املرفق العام دون حتمل املفوض له أي تعويض‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أكلي نعيمة‪ ،‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪. 108‬‬
‫‪2‬‬
‫أكلي نعيمة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 108‬‬
‫‪45‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وهناك نوع أخر وهو اإلسقاط على نفقة املفوض له فيتم من خالل هذا اجلزاء إهناء الرابطة العقدية‬

‫بني السلطة املفوضة واملفوض له بشرط حتمل هذا األخري نفقات ابرام العقد اجلديد‪.1‬‬

‫و جتدر اإلشارة يف النهاية ايل ان املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ 199‬املتعلق بتفويض املرفق العام نص يف املادة‬

‫‪ 82‬منه علي انه " تتابع السلطة املفوضة تنفيذ اتفاقية املرفق العام‪ ،‬وتقوم هبذه الصفة مبراقبة ميدانية للمرفق العام‬

‫املفوض وكل الواثئق ذات الصلة ‪ ،‬وكذا التقارير السداسية اليت يعدها املفوض له" فالرقابة اإلدارية حسب املشرع‬

‫اجلزائري تقوم هبا السلطة املفوضة ‪ ،‬وذلك ابالستناد ايل التقارير املقدمة من املفوض له كل ستة اشهر ‪ ،‬كما ان‬

‫املشرع الزم السلطة املفوضة عقد اجتماع مع املفوض له على األقل كل ثالث اشهر وذلك من اجل تقييم جناعة‬

‫التسيري و التأكد من جودة اخلدمات املقدمة ‪ ،‬و للسلطة املفوضة السلطة الكاملة يف توجيه تنفيذ عقد التفويض‬

‫يف خمتلف مراحله‪ ،‬ويعرتف غالبا هبذه السلطة يف العقد نفسه كما جتد أساسها يف مفهوم املرفق العام اليت تسهر‬

‫اإلدارة على حسن سريه يف كل الظروف‪. 2‬‬

‫وقد احدث املرسوم الرائسي ‪15‬ـ‪3 247‬سلطة ضبط الصفقات العمومية و تفويضات املرفق العام و‬

‫اسند هلا مهمة تنظيم و متابعة تنفيذ عقود تفويض املرفق العام‪ ،‬و مهمتها ضبط الصفقات العمومية و تفويضات‬

‫املرفق العام ومراقبة كل من السلطة املفوضة و صاحب التفويض‪ ،‬اال ان املرسوم التنفيذي الذي حيدد تشكيلتها‬

‫و صالحيتها مل يصدر بعد‪.‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬الرقابة املالية‬

‫تستمر رقابة أجهزة وهيئات وزارة املالية أساسها القانون من التشريع والتنظيم املعمول هبا فالوزارة يف هذا‬

‫اجملال تعمل على حتضري ومتابعة ورقابة امليزانية العامة للدولة واجلماعات اإلقليمية واملؤسسات ذات الطابع‬

‫‪1‬‬
‫أكلي نعيمة‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪. 120‬‬
‫‪2‬‬
‫أكلي نعيمة‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪. 120‬‬
‫‪3‬‬
‫املرسوم ‪15‬ـ‪ ،247‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اإلداري ‪ ،1‬ويف جمال الصفقات العمومية حتديدا يؤدي قسم الصفقات العمومية بوزارة املالية دور هاما فيما خيص‬

‫التحضري وإعداد قانون الصفقات العمومية وكذا اإلجابة عن التساؤالت أو اإلشكاالت اليت تواجه املصاحل‬

‫املتعاقدة أثناء إبرام أو تنفيذ الصفقات العمومية أما عن املهام الرقابية قبل وأثناء التنفيذ فيمارسها أعوان خيضعون‬

‫لسلطة الوزير املكلف ابملالية وهو املراقب املايل واحملاسب العمومي أما الرقابة البعدية فهي من اختصاص املفتشية‬

‫العامة للمالية ‪. 1‬‬

‫أوال ‪:‬الرقابة القبلية للمراقب املايل‬

‫تقوم هذه اهليئة ملراقبة االلتزامات اليت تقوم هبا اإلدارة سواء تعلق األمر ابلنفقات أو التعاقدات وهذا‬

‫قبل أن توضح النفقة حيز التنفيذ أي قبل تصفيته واألمر بتسديدها إن هذه الرقابة هي عمل وقائي هتدف إىل‬

‫أن النفقة قد متت وفقا للقوانني والتنظيمات السارية فهي نوع من املشروعية ‪ ،‬وهذا دون تدخل جهاز الرقابة‬

‫املالية يف املالئمة ‪ 2‬وقد نص املشرع اجلزائري على ان املشروع أو الصفقة أو ملحق خيضع لتأشرية املراقب املايل‬

‫وذلك من خالل القانون اجلديد ‪ ، 3 15-247‬أوضح أن التأشرية الشاملة (اختاذ القرار ابإلمجاع ) للجنة‬

‫الصفقات العمومية تفرض على املصاحل املتعاقدة واملراقب املايل واحملاسب املكلف إال يف حالة معاينة عدم مطابقة‬

‫ذلك ألحكام تشريعية‪.‬‬

‫اثنيا ‪ :‬الرقابة املالية الالحقة ‪:‬‬

‫‪ 1‬عزوز خملوف ‪،‬بلقاسم بوفاتح ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪102‬‬


‫‪ 1‬عزوز خملوف ‪،‬بلقاسم بوفاتح ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪ 2‬بن دراجي عثمان ‪ ،‬جمال تدخل املراقب املايل يف الصفقات العمومية على ضوء القانون ‪ 247-15‬جامعة بسكرة‪ ،‬ص‬
‫‪. 11‬‬
‫‪ 3‬مرسوم رائسي رقم ‪ ، 15-247‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تباشر الرقابة املالية الالحقة بعد تنفيذ التصرفات املالية واختاذ القرار بصرف النفقات وحتصيل اإليرادات‪،‬‬

‫وهي ال حتول دون أن يصبح األمر ابلتحصيل أو األمر ابلدفع انفدا كما هو احلال لرقابة احملاسب العمومي وال‬
‫‪1‬‬
‫تكون إال بعد استفاء اإلجراءات القانونية الالزمة ومتارس من طرف املفتشية العامة للمالية وجملس احملاسبة‪.‬‬

‫أ‪-‬رقابة املفتشية العامة للمالية ‪:‬‬

‫هي جهاز أنشئ للرقابة املالية الالحقة حيث متارس رقابة املفتشية العامة للمالية على التسيري املايل‬

‫واحملاسيب ملصاحل الدول واجلماعات اإلقليمية وكذا اهليئات واألجهزة واملؤسسات اخلاضعة لقواعد احملاسبة العمومية‬

‫وعليه فإن خمتلف الصفقات اليت تربمها هذه اهليئات ختضع لرقابة املفتشية العامة للمالية ‪ ،‬كما حتدد عمليات‬

‫الرقابة للمفتشية العامة للمالية يف برانمج شنوي يعرض على وزير املالية خالل الشهرين األولني من كل سنة‬

‫حسب األهداف احملددة ‪ ،‬وتبعا لطلبات أعضاء احلكومة أو اهليئات أو املؤسسات املؤهلة ويتمثل جمال‬

‫مراقبتها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬الرقابة على الواثئق يف عني املكان وبطريقة فجائية‪ ،‬ويتعني على مسؤويل املصاحل املعنية بعملية الرقابة ضمن‬

‫شروط العمل الضرورية لوحدات املفتشية العامة للمالية وذلك من خالل‪:‬‬

‫*السماح لوحدات املفتشية املالية الدخول إىل مجيع اجملاالت اليت تستخدمها املصاحل املعنية ‪.‬‬

‫*اإلجابة على الطلبات املعلومة املقدمة ‪.‬‬

‫*إبقاء احملادثني يف مناصبهم طيلة مدة املهمة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بن دراجي عثمان ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.12‬‬
‫‪48‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وال ميكن ملسؤول املصاحل أو اهليئات اليت وضعته للرقابة التملص من الواجبات املذكورة أعاله وميكن للمفتشية‬

‫العامة للمالية أن تطلب من مسؤويل اإلدارات واهليئات العمومية وكذا األعوان املوضوعني حتت سلطتهم لإلطالق‬

‫على كل املستندات ‪. 1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الرقابة القضائية‬

‫متارس الرقابة القضائية على عقود تفويض املرفق العام من قبل القضاء اإلداري و القضاء العادي يف حالة‬

‫اإلخالل إبعالن أو توفري املنافسة عند اختيار صاحب التفويض أو عن طريق الطعن يف لقرارات املتعلقة بتنفيذ‬

‫العقود لتجاوز السلطة كما ميكن اللجوء إىل قاض العقد عند إخالل احد طرفيه يف االلتزامات املرتتبة عليه أو‬

‫عند حدوث ظروف طارئة من شأهنا اإلخالل ابلتوازن املايل للعقد‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬اختصاص القضاء اإلداري‬

‫ختضع النزاعات اليت تثور بني السلطة املفوضة واملفوض له‪ ،‬وكذلك اليت تثور بني السلطة املفوضة‬

‫واملنتفعني من املرفق العام فيما يتعلق إبرغام امللتزم على احرتام قواعد تنظيم املرفق العام‪ ،‬والطعن يف القرارات اليت‬

‫ترفض فيها اإلدارة ذلك الختصاص القضاء اإلداري‪ 2‬و يعتمد يف حتديد اجلهة القضائية املختصة على املعيار‬

‫‪-1‬بن دراجي عثمان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪12‬‬


‫‪ 1‬كلويف عز الدين نظام املنازعات يف جمال الصفقات العمومية على ضوء قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية ص‪119‬‬
‫‪ 2‬ماجد راغب احللو‪( ،‬القانون اإلداري( ذاتية القانون اإلداري‪ ،‬املركزية والالمركزية‪ ،‬األموال العامة‪ ،‬املوظف العام‪ ،‬املرافق العامة‪،‬‬

‫الضبط اإلداري السلطة التقديرية‪ ،‬التنفيذ املباشر‪ ،‬نزع امللكية للمنفعة العامة‪ ،‬التحكيم اإلداري‪ ،‬احلجز اإلداري)‪ ،‬دار اجلامعة‬

‫اجلديدة‪ ،‬مصر‪ ، 2003 ،‬ص‪. 393‬‬

‫‪49‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العضوي وذلك طبقا لنص املادة ‪ 800‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ 1‬اليت جتعل املنازعات اليت تكون‬

‫الدولة والوالية والبلدية أو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري طرفا فيها من اختصاص احملاكم اإلدارية وابلرجوع‬

‫لنص املادة ‪ 801‬من نفس القانون جند أن هناك أهم نوعني من الدعاوي وهي دعوى اإللغاء ودعوى القضاء‬

‫الكامل‪.‬‬

‫يتضح من خالل هاتني املادتني أن احملاكم اإلدارية هي صاحبة االختصاص ابلفصل يف املنازعات اليت‬

‫تكون اإلدارة طرفا فيها‪ ،‬إضافة إىل إختصاصها يف النظر يف دعاوي القضاء الكامل‪.‬‬

‫ففي عقود تفويض املرفق العام‪ ،‬ويف حالة اختاذ السلطة املفوضة بعض القرارات كتعديل بعض الشروط‬

‫أو فسخ العقد‪ ،‬ال ميكن للملتزم أن يطعن ضد هذه القرارات ابإللغاء ألهنا من قبيل األعمال الداخلية لتنفيذ‬

‫العقد‪ ،‬فهي سلطات مقررة لإلدارة مبوجب العقد سوءا كان ذلك صراحة أو ضمنيا‪ ،‬وابلتايل ال ميلك املفوض‬

‫له يف مواجهة هذه القرارات إال بدعوى القضاء الكامل اليت تسمح له ابلتعويض ‪ 124‬من القانون املدين‪،2‬‬

‫ذلك ألن هذا القضاء هو قضاء شخصي أو ذايت تدور املنازعة فيه حول اعتداء أو هتديد ابالعتداء على مركز‬

‫قانوين شخص للطاعن‪ ،‬فهو يستهدف خماصمة األعمال القانونية الذاتية اليت تؤثر على احلقوق املكتسبة‪ ،‬مما‬

‫يتناسب مع طبيعة هذه املنازعات الرتباطها ابحلقوق املكتسبة لألفراد‪.‬‬

‫وذلك إما يف صورة املطالبة بثمن أو بتعويض متفق عليه يف العقد‪ ،‬أو تعويض على أضرار تسبب فيها‬

‫السلطة املفوضة أو ألي سبب من األسباب اليت ختضع لسلطة القاضي اإلداري يف جمال اختصاصه يف القضاء‬

‫الكامل‪.‬‬

‫‪ 1‬قانون رقم‪ 09- 08‬مؤرخ يف ‪ 18‬صفر عام ‪ 1429‬املوافق ‪ 25‬فرباير ‪ ، 2008‬يتضمن قانون اإلجراءات املدنية‬
‫واإلدارية‪.‬‬
‫‪ 2‬االمر رقم ‪ 58-75‬املؤرخ يف ‪ 26‬سبتمرب ‪ 1975‬املتضمن القانون املدين‪ ،‬املعدل و املتمم‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لكن قد تستهدف الدعوى بطالن العقد ذلك إما لعيب يف تكوينه ويف هذه احلالة يكون للمفوض له‬

‫الذي يريد أن يتوصل إىل إبطال العقد إال سبيل القضاء الكامل ألن القاعدة العامة تقوم على أن دعوى اإللغاء‬

‫ال توجه إىل العقود اإلدارية‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬اختصاص القضاء العادي‬

‫إذا خرج امللتزم على القواعد الواردة بعقد تفويض املرفق العام و اليت تنظم كيفية أداء اخلدمة للمنتفعني‬

‫فإ ّن لكل ذي مصلحة أن يرده إىل نطاق املشروعية أبن يتقدم املنتفع إىل اجلهة اإلدارية‪.1‬‬

‫املختصة طالبا منها التدخل بناء ا على سلطاهتا اإلدارية لتجرب امللتزم على احرتام شروط العقد فإذا‬

‫رفضت اإلدارة التدخل صراحة أو ضمنا كان من حق املستفيد أن يطعن يف هذا القرار بدعوى اإللغاء‪.‬‬

‫إن املنازعات اليت تقع بني املفوض له واملنتفعني من املرفق العام أو غري املتعامل معه ‪ ،‬كمورديه أو‬

‫العاملني عنده ختضع للقاضي العادي ألهنم مجيعا من أشخاص القانون اخلاص ذلك أن العقود املربمة بني‬

‫الطرفني هي عقود خاصة وليست إدارية النتقاء شرط وجود شخص عام كطرف فيها فطبقا للمعيار العضوي‬

‫املعتمد‪ ،‬فإن املنازعات القائمة بينهما خيتص القاضي العادي ابلفصل فيها‪.2‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الطرق البديلة حلل النزاعات‬

‫يعترب القضاء الطريق العادي حلل املنازعات املختلفة داخل اجملتمع إال أن مقتضيات الواقع وحاجة الدولة‬

‫إىل رؤوس أموال القطاع اخلاص يف جمال تسيري نرافقها العامة أدت إىل ضرورة تفعيل ضماانت قانونية من شأهنا‬

‫‪ 1‬إدير نوال ‪ ،‬بشرى الونزة ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.61‬‬


‫‪ 2‬إدير نوال ‪ ،‬بشرى الونزة ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.61‬‬
‫‪51‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫استقطاب االستثمارات خاصة األجنبية ومن بني أهم هذه الضماانت إمكانية اللجوء إىل الطرق البديلة حلل‬

‫املنازعات كالصلح‪ ،‬الوساطة والتحكيم‪.‬‬

‫يعد إدراج إمكانية اللجوء إىل التحكيم يف عقود تفويض املرفق العان أمر غري مستساغ يف التشريع‬

‫اجلزائري إال إذا كان املتعاقد مع اإلدارة متعامل أجنيب و ذلك تطبيقا ملبدأ حضر جلوء األشخاص املعنوية العامة‬

‫للتحكيم املكرس يف نص املادة ‪ 1006‬فقرة ‪ 3‬من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية و اليت تنص أنه'' ال جيوز‬

‫لألشخاص املعنوية العامة أن تطلب التحكيم ما عدى يف عالقاهتا االقتصادية الدولية أو يف اطار الصفقات‬

‫العمومية''‪ ،‬كما تنص املادة ‪ 975‬من نفي القانون على أنه '' ال جيوز لألشخاص املذكورة يف املادة ‪ 800‬أعاله‬

‫إال يف احلاالت الواردة يف االتفاقات الدولية اليت صادقت عليها اجلزائر و يف مادة الصفقات العمومية''‪.‬‬

‫يتضح من خالل هاتني املادتني أن نطاق جلوء األشخاص املعنوية إىل التحكيم منحصر يف جمال‬

‫الصفقات ال دولية والعقود ذات البعد الدويل ما يقصي إمكانية اللجوء للتحكيم يف عقود تفويض املرفق العامة‬

‫الذي تربمها األشخاص املعنوية العامة مع املتعاملني الوطنيني‪ ،1‬كما يقصي عملية اللجوء إىل التحكيم الدويل‬

‫ابعتبارها عقود إدارية ختتلف عن الصفقات العمومية إال إذا كان املفوض له من جنسية دولة أخرى أي أجنيب‪.2‬‬

‫وهنا جتدر اإلشارة ايل ان املشرع اجلزائري ومبجرد صدور املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ 199‬نص صراحة على‬

‫اللجوء ايل وجواب من قبل السلطة املفوضة و املفوض له ايل احللول الودية حلل النزاعات املختلفة املتعلقة بتنفيذ‬

‫عقود تفويض املرفق العام‪ ،‬وذلك عن طريق جلنة التسوية الودية للنزاعات و املنصوص عليها ابملادة ‪ 71‬من‬

‫املرسوم سالف الذكر‪،3‬كما كفل املشرع حق اللجوء ايل هذه اللجنة لكل من املفوض و املفوض له‪.‬‬

‫‪ 1‬فوانس سوهيلة‪ ،‬تفويض املرفق العام يف القانون اجلزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪،‬‬
‫‪ ،2018‬ص ‪.270‬‬
‫‪ 2‬فوانس سوهيلة‪ ،‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪.270‬‬
‫‪ 3‬املرسوم ‪18‬ـ‪ ،199‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬هناية تفويض املرفق العام‬

‫قد ينتهي عقد تفويض املرفق العام هناية عادية أو إبحدى الطرق الغري العادية فقد ينتهي عقد التفويض‬

‫هناية عادية‪ ،‬أي ابنتهاء مدته ألن عقد التفويض من أبرز العقود الزمنية‪ ،‬اي تلك العقود اليت يعترب الزمن عنصرا‬

‫جوهراي فيها ‪ ،‬و قد ينتهي عقد التفويض هناية غري عادية‪ ،‬اي قبل انتهاء املدة ‪ ،‬وذلك ألسباب متعددة‬

‫كاالنت هاء أالتفاقي ‪ ،‬أو إهناء العقد بسبب خطأ صاحب التفويض‪ ،‬غري انه أاي كانت أسباب انتهاء عقد‬
‫‪1‬‬
‫التفويض املرفق العام ‪ ،‬فانه من املهم متكني الشخص العام املسؤول عن املرفق من ضمان استمرار السري املرفق‬

‫‪ ،‬وقد املرسوم ‪18‬ـ‪ 199‬يف مواده من ‪ 62‬اىل ‪ 65‬على انتهاء اتفاقية تفويض املرفق العام و فسخها ‪.2‬‬

‫و بناء على ذلك سنتناول يف هذا املطلب ثالث فروع ‪ ،‬انتهاء العقد إبرادة االدارة املنفردة (فرع ‪،)01‬‬

‫اإلهناء أالتفاقي (فرع‪ ، )02‬النهاية الغري العادية للعقد (فرع‪. )03‬‬

‫الفرع األول‪ :‬انتهاء العقد إبرادة االدارة املنفردة‬

‫متلك اإلدارة يف العقد اإلداري سلطات ال وجود هلا يف العقود املدنية و من هذه السلطات إهناء العقد‬

‫إبرادة اإلدارة املنفردة‪ ،‬دون حدوث خطأ من جانب املتعاقد أو اإلخالل أبحد التزامات العقد وال حيد من سلطة‬

‫اإلدارة يف هذا الصدد سواء القيد العام على تصرفاهتا و هو املصلحة العامة و املصلحة العامة تظهر هنا يف‬

‫مصلحة املرفق العام اليت ارتبط به كما ميكن إهناء العقد اإلداري بدفع املصلحة العامة من قبل السلطة منحته‬

‫التفويض و ذلك مقابل تعويض عادل لصاحب التفويض‪ 3‬ويتوىل القضاء اإلداري التحقيق بوجود املصلحة اليت‬

‫تربر إهناء العقد‪ ، 4‬كما نصت املادة ‪ 62‬من املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ 199‬على إمكانية السلطة املفوضة فسخ‬

‫‪ 1‬مليكة صاروخ ‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬ط ‪ ، 7‬مطبعة النجاح اجلديد‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ، 2001‬ص‪.75‬‬
‫‪ 2‬املرسوم ‪18‬ـ‪ ،199‬نفس املرجع‪.‬‬
‫‪ 3‬املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ ، 199‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 4‬عبد هللا طلبة ‪ ،‬جنم األمحد ‪ ،‬القانون اإلداري منشورات جامعة دمشق سوراي ‪ 2014/2013‬ص ‪425‬‬
‫‪53‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اتفاقية التفويض ابالرادة املنفردة يف حالة اخالل املفوض له أبحد التزاماته وذلك بعد ان توجه للمفوض له‬

‫اعذارين وكذا إمكانية فرض غرامات على املفوض له‪ ،‬ويف حالة استمراره يف االخالل ابلتزاماته فيحق هنا هلا‬

‫فسخ االتفاقية دون ان يكون له احلق يف احلصول على أي تعويضات ‪.1‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬االهناء االتفاقي‬

‫و يقصد به الفسخ االتفاقي و هو ذلك الفسخ الذي يتم االتفاق عليه قبل هناية مدة عقد التفويض‬

‫املرفق العام أي قبل حلول أجله و يكون ذلك إبرادة الطرفني إي السلطة املفوضة و املفوض له وفق الشروط و‬

‫الكيفيات املتفق عليها فاإلهناء االتفاقي يتم عن الرتاضي العام للطرفني وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 65‬من املرسوم‬

‫التنفيذي ‪18‬ـ‪.199‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬النهاية الغری العادية للعقد‪:‬‬

‫و يقصد هبا هناية العقد قبل املدة احملددة يف االتفاق و قبل إمتام تنفيذه‪ ،‬حيث ال يرتب العقد مجيع آاثره‬
‫‪2‬‬
‫و تتمثل النهاية الغري العادية لعقد تفويض املرفق العام أساسا يف انتهاء العقد بقوة القانون أو ابلفسخ القضائي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬هناية العقد بقوة القانون ‪:‬‬

‫يتجلى الفسخ بقوة القانون يف بعض احلاالت فقط مثل هالك حمل العقد أو حالة حتقق شروط أسباب‬

‫معينة منصوص عليها يف العقد فان مات حققت تلك الشروط يفسخ العقد بقوة القانون‬

‫من اتريخ حتقيق هذه الشروط أو األسباب‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ ، 199‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫مروان حمي الدين القطب‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.518‬‬
‫‪3‬‬
‫عوابدي عمار‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬النشاط اإلداري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.230‬‬
‫‪54‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ومن بني هذه األسباب حالة القوة القاهرة‪ ،‬أو حالة وفاة املفوض له‪.‬‬

‫أ ‪ -‬حالة القوة القاهرة‪:‬‬

‫ينتهي عقد التفويض املرفق العام حبكم القانون يف حالة القوة القاهرة إذا توافرت شروطها‪ 1‬ودون أي‬

‫تعويض للمفوض له‪ ،‬فالقوة القاهرة هي ذلك احلدث اخلارجي غري املوقع و ال ميكن رده و حيول دون تنفيذ العقد‬

‫‪ 2‬وال تؤدي القوة القاهرة إىل إهناء عقد التفويض إال يف حالة كانت هذه الظروف اليت تشكل القوة القاهرة هنائية‬

‫أو ال ميكن زواهلا و أدت إىل استحالة التنفيذ بصورة هنائية أم يف حال كانت القوة القاهرة مؤقتة أو ميكن‬
‫‪3‬‬
‫للظروف القاهرة أن تزول فتؤدي إىل تعليق تنفيذ العقد إىل حني زواهلا‪.‬‬

‫ب‪ :‬حالة وفاة املفوض له ‪:‬‬

‫إن شخصية املفوض له يف عقد تفويض املرفق العام هلا أمهية كبرية يف العقد اد انه عقد دو طابع‬

‫شخصي وتطبيقا للقاعدة العامة فان وفاة املفوض له تؤدي إىل انقضاء عقد تفويض املرفق العام ‪ ، 4‬أي أن‬

‫اأثر العقد ال تتصرف إىل املتعاقدين واخللف العام ومنهم الورثة مبجرد هناية العقد إال يف حالة ما وجد نص يؤكد‬
‫‪5‬‬
‫خالف ذلك ضمن دفرت الشروط ابلنص على إمكانية مواصلة الورثة ابستغالل املرفق العام ‪.‬‬

‫اثنيا ‪ :‬الفسخ القضائي ‪:‬‬

‫‪ 1‬املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ ، 199‬املرجع السابق‪.‬‬


‫‪ 2‬فروج نوال ‪ ،‬عمراين سارة ‪ ،‬تفويض تسيري املرافق العامة لصاحل األشخاص اخلاصة ‪ ،‬مذكرة نيل شهادة املاسرت يف احلقوق ‪،‬‬
‫ختصص القانون العام لألعمال ‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة عبد الرمحان مرية ‪ 2013‬ص ‪.64‬‬
‫‪ 3‬مروان حمي الدين نفس املرجع ‪،‬ص‪.518‬‬
‫‪ 4‬ادير نوال بئري لويزة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪ 5‬مروان حمي الدين قطب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.519‬‬
‫‪55‬‬
‫اإلطار القانوني لتفويض المرفق العام‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ميكن ألحد طريف العقد سواء كانت اهليئة املفوضة له اللجوء إىل القضاء لطلب فسخ العقد بناء على‬

‫استحالة حتقيق غرضه أو على االضطراب الشديد والدائم احلاصل يف التوازن املايل للعقد ويتم أتسيس الطلب‬
‫‪1‬‬
‫يف هذه احلالة إما على نظرية الظروف الطارئة أو على نظرية فعل األمري‪.‬‬

‫فنجد مثال قيام اإلدارة بتعديل بنود العقد مبا حيل بتوازهنا االقتصادي إخالال جسيما يفوق إمكانيات‬

‫املفوض له أو يغري من جوهر العقد مبا جيعله مبنزلة عقد جديد ما كان املفوض له لقبله لو عرف عليه عند تعاقد‬

‫األول‪ ،2‬أو تعسف اإلدارة و احنرافها يف استعمال سلطتها و امتيازاهتا اإلدارية يف مواجهة الطرف املتعاقد معها و‬

‫انقضاء و زوال العقود اإلدارية بسبب الفسخ القضائي يتم عن طريق احلكم القضائي ينطقه القاضي املختص ‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫انصر لباد‪ ،‬الوجيز يف القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪2‬‬
‫ادير نوال ‪ ،‬بشرى لويزة ‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪3‬‬
‫عمار عوابدي ‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬النشاط اإلداري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.230‬‬
‫‪56‬‬
‫الخاتمة‬

‫خامتة‬
‫الخاتمة‬

‫خامتة‬

‫يتضح من خالل ما سبق دراسته َّ‬


‫أبن تقنية تفويض املرفق العام تُعد من أحدث األساليب املتبعة‬

‫األسس تتمثل يف وجود املرفق العام والعالقة‬


‫العامة اليت تقوم على ُمجلة من ُ‬
‫يف إدارة واستغالل املرافق ّ‬
‫املفوض له ابإلضافة اىل إرتباط املقابل املايل بنتائج استغالل املرفق‬
‫العامة و ّ‬
‫التعاقدية بني اجلماعة ّ‬
‫العام‪ ،‬و رغم الرتدد الكبري الذي اكتنف املشرع اجلزائري يف االخذ هبذه التقنية اال ان الضغوطات‬

‫االقتصادية و االزمات املالية اليت كان يعيشها العامل جراء اخنفاض أسعار النفط‪ ،‬جعل الدولة اجلزائرية‬

‫تسارع اىل اعتماد هذه التقنية يف تسيل املرافق العامة عن طريق الشراكة مع القطاعات و املتعاملني‬

‫اخلواص‪ ،‬وذلك قصد التخفيف من األعباء املادية و البشرية اليت كانت تثقل كاهل الدولة ‪ ،‬وهو ما‬

‫تكرس يف اصدار كل من املرسوم الراسي ‪15‬ـ‪ 247‬املتعلق ابلصفقات العمومية وتفويضات املرافق‬

‫العامة قبل ان يدعم هذا التوجه ابملرسوم التنفيذي رقم ‪18‬ـ‪ 199‬والذي حدد خمتلف االجراءات‬

‫املنظمة لنظام تفويض املرافق العامة‪.‬‬

‫و عليه فإ ّن تقنية تفويض املرفق العام جتسدت يف املنظومة القانونيّة اجلزائرية مما يُشجع املستثمرين‬

‫العامة‪ ،‬وابلتايل مزامحته‬


‫اخلواص الوطنيني أو األجانب على خوض جترية تسيري وإستغالل املرافق ّ‬
‫للقطاع العام خاصةٌ املؤسسات العُمومية اليت أثبتت فشلها يف التسيري احلسن للمرفق العام وأهنكت‬

‫كاهل اخلزينة العُمومية‪ ،‬إال أهنا جيب إرفاقها إبرادة سياسيّة حىت تُدر مثارها‪ ،‬كما هو احلال يف فرنسا‬

‫إذ تُشكل تقنية التّفويض أهم مصادر اجلباية احمللية‪ ،‬هكذا نالحظ أ َن ُحمتوى عقود تفويض املرافق‬

‫تسرع وأن يتم مراعاة جمموعة من املعطيات والعوامل‬


‫كل ارجتال أو ْ‬
‫العامة ينبغي أن يُصاغ بعيدا عن ّ‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫الخاتمة‬

‫إلرضاء مجيع األطراف املعنية‪ ،‬فصياغة إطار قانوين هلذا الشكل من التسيري خاصة‪ ،‬النص التطبيقي‬

‫كل املعطيات السالفة الذكر‪ ،‬واعتماد جمموعة من املعايري املناسبة إلجناح‬ ‫يقتضي األخذ بعني االعتبار‬
‫ّ ُ‬
‫املفوضة ينبغي مراعاة‬
‫العامة ّ‬
‫هذا األسلوب‪ ،‬ويف هذا اإلطار ولضمان أكرب استفادة ُممكنة من املرافق ّ‬
‫املالحظات التالية ‪:‬‬

‫أي أتويالت بعيدة‬


‫أوال‪ :‬جيب أن يكون النظام القانوين هلذا النوع من العقود واضحا وبسيطا لتفادي ّ‬
‫عن املعىن احلقيقي ملقتضيات العقد‪ ،‬وذلك بتحديد ظروف استغالل املرفق املفوض‪ ،‬وكيفية تسيري‬

‫املمتلكات املفوضة واملقتضيات املالية (النظام احملاسيب سياسة التمويل‪ .‬الرسوم‪ .‬برانمج‬

‫الرقابة على هذا التفويض‪..‬إخل‪.‬‬


‫االستثمارات‪ ،)..‬هذا فضال على ّ‬
‫وحتاول التقليص من اجلوانب السلبية‪،‬‬
‫كما جيب أن يعمل هذا النظام القانوين على توسيع دائرة املزااي ُ‬

‫وبذلك سيتم تعزيز التشارك بني القطاع العام واخلاص من أجل حتقيق املشاريع الكربى وابلتايل إعطاء‬

‫مفهوم التنمية التشاركية حمتوى ومغزى آخر‪.‬‬

‫السلطة ماحنة التّفويض حبيث جيب على‬


‫اثنيا‪ :‬تفويض املرفق العام ال يعين دائما عجز وعدم كفاءة ُ‬
‫هاته األخرية أال تتخلى عن مجيع ُسلطاهتا خاصةٌ فيما يتعلّق ممبُراقبة التزامات املفوض إليه‪ ،‬والتّأكد‬

‫من مدى مراعاته للصاحل العام‪.‬‬

‫السلطة املفوضة من جهة‪ ،‬واملفوض إليه من جهة أخرى‪ ،‬الذي من‬


‫اثلثا‪ :‬حتديد مهام ومسؤوليات ُ‬
‫الفعالية‪ ،‬ابإلضافة إىل إختاذ كل االحتياطات الآلزمة من‬
‫كل معايري الكفاءة و ّ‬
‫املفروض أن تتوفر فيه َ‬
‫أجل ضمان احرتام االلتزامات من جانب األطراف املتعاقدة‪.‬‬
‫الخاتمة‬

‫رابعا‪ :‬حتديد املرافق العامة الغري القابلة للتفويض وفقا ملبدا السيادة بدقة‪ ،‬مع االخذ بعني االعتبار‬

‫التطور الكبري الذي شهده مفهوم السيادة و الذي اصبح مرننا بشكل كبري مثال يف فرنسا حيث‬

‫أصبحت تقنية تفويض املرفق العام معمول هبا حيت يف قطاعات كانت تعترب سيادية وغري قابلة‬

‫للتفويض مثل دراسة ملفات أتشريات السفر و اليت مت منحها ملتعامل خاص ‪VFS GLOBAL‬‬

‫‪ ،‬وهذا للخدمات السريعة و النوعية اليت اصبح يقدمها مثل هذا املتعامل وحجم التخفيف من‬

‫العبء الذي تكفله مثل هذه التقنية‪.‬‬

‫كما يالحظ ان املشرع اجلزائري ربط بني تقنية تفويض املرفق و اإلدارة احمللية و نص عليها فقط‬

‫يف ما خيص هذه األخرية ال سيما يف املرسوم التنفيذي ‪18‬ـ‪ ،199‬وهو يثري تساؤالت حول نية‬

‫املشرع من هكذا اجتاه‪ ،‬رغم ان مثل هذه التقنية كان جيب ان تعمم على خمتلف القطاعات و‬

‫اإلدارات‪.‬‬

‫هكذا نالحظ أ َن صياغة اإلطار القانوين اخلاص بتفويضات املرافق العامة مازال حباجة لبعض‬

‫التعديالت و هذا قصد التماشي على احسن وجه مع هذه التقنية لتحقيق الغاية منها والّيت هتتم‬

‫العامة وإجناز اخلدمة يف أحسن الظروف و وفق أفضل مقاييس اجلودة‬


‫أساسا بتطوير مردودية املرافق ّ‬
‫اليت ترضي املواطن‪.‬‬

‫وبذا تكتمل دراستنا بشأن تفويض املرفق العام‪ ،‬واليت حاولنا اإلملام بكل جوانب من خالل هذه‬
‫الدراسة‪ ،‬األمر الذي اقتضى البحث يف اجلانب النظري وقوفا على القواعد القانونية اليت حتكمها‬
‫‪ ،‬وكذلك استقراء ميداهنا احلقيقي أال وهو املستوى احمللي و الوطن‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة املراجع و املصادر‬

‫أوال‪ :‬النصوص القانونية‬

‫‪ .1‬االمر رقم ‪ 58-75‬املؤرخ يف ‪ 26‬سبتمرب ‪ 1975‬املتضمن القانون املدين‪ ،‬املعدل و املتمم‪.‬‬

‫‪ .2‬القانون ‪90‬ـ‪ 08‬املؤرخ يف ‪ 7‬أبريل سنة ‪ ، 1990‬يتعلق ابلبلدية‪ ،‬ج ر عدد ‪ 15‬صادر يف ‪ 11‬أبريل ‪-‬‬

‫‪1990‬ملغى‪.‬‬

‫‪ .3‬لقانون ‪90‬ـ‪ 09‬املؤرخ يف ‪ 7‬أبريل سنة ‪ ، 1990‬يتعلق ابلوالية‪ ،‬ج ر عدد ‪ 15‬صادر يف ‪ 11‬أبريل ‪-‬‬

‫‪1990‬ملغى‪.‬‬

‫‪ .4‬األمر ‪ 22.95‬املتعلق خبوصصة املؤسسات العمومية‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪ 48‬الصادرة بتاريخ ‪-11-03‬‬

‫‪.1995‬‬

‫‪ .5‬األمر ‪ 04 -01‬املؤرخ يف ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬املتعلق بتنظيم املؤسسات العمومية وتسيري اختصاصها‪ ،‬جريدة‬

‫رمسية عدد ‪ 47‬الصادرة بتاريخ ‪.2001-08-22‬‬

‫‪ .6‬قانون رقم ‪05‬ـ‪ 12‬املؤرخ يف ‪ 04‬غشت سنة ‪ ، 2005‬يتعلق ابملياه‪ ،‬ج ر عدد ‪ 60‬صادر يف ‪04‬‬

‫سبتمرب ‪. 2005‬‬

‫‪ .7‬األمر‪ 03-06‬مؤرخ يف ‪ 19‬مجادي الثانية عام ‪ 1427‬املوافق لـ‪ 15‬يونيو سنة ‪ 2006‬يتضمن القانون‬

‫األساسي العام الوظيفة العمومية اجلريدة الرمسية ‪ ،46‬الصادرة يف ‪ 16‬يوليو سنة ‪.2006‬‬

‫‪ .8‬قانون رقم‪ 09- 08‬مؤرخ يف ‪ 18‬صفر عام ‪ 1429‬املوافق ‪ 25‬فرباير ‪ ، 2008‬يتضمن قانون اإلجراءات‬

‫املدنية واإلدارية‪.‬‬

‫‪ .9‬القانون ‪ 10-11‬مؤرخ يف ‪ 22‬يونيو ‪ ، 2011‬يتعلق ابلبلدية‪ ،‬ج ر عدد ‪ 37‬صادر يف ‪ 3‬يوليو سنة ‪.2011‬‬

‫‪60‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .10‬القانون ‪ 07-12‬مؤرخ يف ‪ 21‬فرياير ‪ ، 2012‬يتعلق ابلوالية‪ ،‬ج ر عدد ‪ 12‬صادر يف ‪ 29‬فرباير سنة‬

‫‪.2012‬‬

‫‪ .11‬املرسوم الرائسي رقم‪ ،247-15‬املؤرخ يف ‪ 2015-09-16‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية‬

‫وتفويضات املرفق العام‪ ،‬جريدة رمسية عدد‪،50‬الصادرة بتاريخ ‪ 20‬سبتمرب ‪.2015‬‬

‫‪ .12‬املرسوم التنفيذي رقم ‪18‬ـ‪ 199‬املتعلق بتفويضات املرفق العام و املؤرخ يف ‪ 2‬غشت ‪ 2018‬جريدة‬

‫رمسية رقم ‪ ، 48‬الصادرة بتاريخ ‪ 5‬غشت ‪.2018‬‬

‫اثنيا‪ :‬املؤلفات‬

‫‪ .1‬ابوبكر أمحد عثمان‪ ،‬عقود تفويض املرفق العام ‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة ‪،2015-2014،‬اجلزائر‪.‬‬

‫‪ .2‬سرحان ألربت‪.‬القانون اإلداري اخلاص‪ ،.‬منشورات احلليب احلقوقية لبنان ‪.2010‬‬

‫‪ .3‬ضريفي اندية‪ ،‬تسيري املرفق العام و التحوالت اجلديدة‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬اجلزائر‪.2010 ،‬‬

‫‪ .4‬عبد هللا طلبة‪ ،‬جنم األمحد ‪ ،‬القانون اإلداري منشورات جامعة دمشق سوراي ‪.2014‬‬

‫‪ .5‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية القسم األول‪ ،‬جسور لنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة اخلامسة‪،‬‬

‫اجلزائر‪.2017 ،‬‬

‫‪ .6‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز يف القانون االداري‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع‪،‬اجلزائر ‪.2007،‬‬

‫‪ .7‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية ط‪ ،1‬جسور النشر والتوزيع اجلزائر ‪.2012‬‬

‫‪ .8‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون الوالية ‪،‬جسور للنشر والتوزيع ‪ ،‬ط‪ ، 1‬اجلزائر ‪. 2012‬‬

‫‪ .9‬عمار عوايدي ‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬النشاط اإلداري ‪ ،‬دم ج ط ‪ ، 6‬جامعة اجلزائر ‪.2014‬‬

‫عيد قريطم‪ ،‬التفويض يف االختصاصات اإلدارية‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬الطبعة االوىل‪ ،‬بريوت‬ ‫‪.10‬‬

‫‪ ،2011‬ص‪.34-33‬‬

‫‪61‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫لباد انصر‪ ،‬القانون اإلداري النشاط االداري اجلزء الثاين‪ ،‬مطبعة سارب‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬سنة ‪. 2000‬‬ ‫‪.11‬‬

‫لباد انصر‪ ،‬الوجيز يف القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة الرابعه ‪ ،‬دار اجملد للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر ‪.2010‬‬ ‫‪.12‬‬

‫لباد انصر‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬النشاط اإلداري‪ ،‬اجلزائر‪. 2004 ،‬‬ ‫‪.13‬‬

‫ماجد راغب احللو‪( ،‬القانون اإلداري( ذاتية القانون اإلداري‪ ،‬املركزية والالمركزية‪ ،‬األموال العامة‪،‬‬ ‫‪.14‬‬

‫املوظف العام‪ ،‬املرافق العامة‪ ،‬الضبط اإلداري السلطة التقديرية‪ ،‬التنفيذ املباشر‪ ،‬نزع امللكية للمنفعة العامة‪،‬‬

‫التحكيم اإلداري‪ ،‬احلجز اإلداري)‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬

‫حممد حممد عبد اللطيف‪ ،‬تفويض املرفق العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2000،‬‬ ‫‪.15‬‬

‫مليكة صاروخ ‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬ط ‪ ، 7‬مطبعة النجاح اجلديد‪ ،‬الدار البيضاء‬ ‫‪.16‬‬

‫‪.2001‬‬

‫مروان حمي الدين القطب‪ ،‬طرق خصخصة املرافق العامة (اإلمتياز ‪ -‬الشركات املختلطة ‪ -‬تفويض‬ ‫‪.17‬‬

‫املرفق العام) ‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬لبنان ‪.2009‬‬

‫هيام مروة‪ ،‬القانون اإلداري اخلاص ‪ ،‬املرافق العامة الكربى وطرق إدارهتا ‪ ،‬االستهالك األشغال‬ ‫‪.18‬‬

‫العامة ‪ ،‬التنظيم املدين ‪ :‬ط‪ ، 1‬جمد املؤسسة اجلامعية للدراسات للنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪.2003 ،‬‬

‫وليد حيدر جابر‪،‬طرق ادارة املرافق العام املؤسسة العامة و اخلصخصة ‪،‬منشورات احلليب احلقوقية‪،‬‬ ‫‪.19‬‬

‫الطبعة األوىل‪ ،‬بريوت ‪.2008 ،‬‬

‫وليد حيدر جابر ‪ ،‬التفويض يف إدارة و استثمار املرافق العامة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات احلليب‬ ‫‪.20‬‬

‫احلقوقية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،‬لبنان ‪.2009‬‬

‫اثلثا‪ :‬الرسائل و املذكرات‬

‫‪62‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .1‬فوانس سوهيلة‪ ،‬تفويض املرفق العام يف القانون اجلزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬جامعة مولود‬

‫معمري تيزي وزو‪ ،2018 ،‬ص ‪.270‬‬

‫‪ .2‬حوادق عصام‪ ،‬تفويض املرفق العام احمللي يف اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه جامعة االخوة منتوري قسنطينة ‪،‬‬

‫اختصاص قانون ‪ ،‬عام ‪.2011.2012‬‬

‫‪ .3‬كلويف عز الدين‪ ،‬نظام املنازعات يف جمال الصفقات العمومية على ضوء قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية‪،‬‬

‫مذكرة خترج لنيل شهادة املاجستري يف القانون العام‪ ،‬جامعة عبد الرمحان مرية جباية‪ ،‬سنة ‪. 2012‬‬

‫‪ .4‬ا دير نوال ‪ ،‬بشريي الوزيرة ‪ ،‬النظام القانوين لعقد تفويض املرافق العامة ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاسرت يف‬

‫احلقوق ‪،‬شعبة القانون االقتصادي وقانون األعمال ‪ ،‬ختصص القانون العام لألعمال ‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم‬

‫السياسية ‪،‬جامعة عبد الرمحان ميزة ‪ ،‬جباية ‪.2016‬‬

‫‪ .5‬بن دراجي عثمان ‪ ،‬جمال تدخل املراقب املايل يف الصفقات العمومية على ضوء القانون ‪،247-15‬‬

‫مذكرة خترج لنيل شهادة املاسرت‪ ،‬حتصص قانون إداري‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬سنة ‪.2016‬‬

‫‪ .6‬حامشي سامي مذكرة لني ل شهادة املاسرت يف احلقوق النظام القانوين التفاقية املرفق العام كلية احلقوق و‬

‫العلوم السياسية ‪،‬جامعة جباية ‪2016 ،‬ـ‪. 2017‬‬

‫‪ .7‬فروج نوال ‪ ،‬عمراين سارة ‪ ،‬تفويض تسيري املرافق العامة لصاحل األشخاص اخلاصة ‪ ،‬مذكرة نيل شهادة‬

‫املاسرت يف احلقوق ‪ ،‬ختصص القانون العام لألعمال ‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة عبد الرمحان‬

‫مرية ‪. 2013‬‬

‫اثلثا‪ :‬املقاالت العلمية‬

‫‪63‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .1‬إرزيل الكاهنة‪ ،‬عن استخدام تفويض املرفق العام يف القانون اجلزائري‪ ،‬جملة أحباث قانونية و سياسية‪ ،‬العدد‬

‫الثالث‪ ،‬جامعة حممد الصديق بن حيي جيجل‪ ،‬اجلزائر‪.2017 ،‬‬

‫‪ .2‬بركيبة حسام الدين‪ ،‬تفويض املرفق العام مفهوم جديد و مستقل يف ادارة املرفق العام‪،‬جملة املفكر‪،‬العدد الرابع‬

‫عشر‪ ،‬جامعة حممد خيضر بسكرة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬جانفي ‪.2017‬‬

‫‪ .3‬عيالم رشيد‪ ،‬مداخلة بعنوان تفويض املرفق العام كآلية جديدة التسيري املرفق العام يف التشريع اجلزائري ‪ ،‬جامعة‬

‫اجليالين مخيس مليانة ‪ 23‬أفريل ‪.2015‬‬

‫‪64‬‬
‫فهرس احملتوايت‬
‫الصفحة‬ ‫احملتوى‬
‫التشكر‬
‫االهداء‬
‫‪01‬‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي لتفويض املرفق العام‬
‫‪06‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬مفهوم تفويض املرفق العام‬
‫‪06‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬نشأة فكرة تفويض املرافق العامة‬
‫‪06‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬مرحلة الرتدد يف تبين تفويض املرفق العام‬
‫‪08‬‬ ‫الفرع الثاين‪:‬مرحلة التكريس الصريح لتفويض املرفق العام‬
‫‪10‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬تعريف املرفق العام‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬التعريف الفقهي لتفويض املرفق العام‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاين ‪ :‬التعريف التشريعي‬
‫‪14‬‬ ‫املبحث الثاين ‪:‬متييز تفويضات املرافق العام وأنواعها‬
‫‪14‬‬ ‫املطلب األول ‪ :‬متييز تفويض املرفق العام عن املفاهيم املشاهبة له‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬تفويض املرفق العام وتفويض االختصاص اإلداري‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع الثاين ‪ :‬تفويض املرفق العام واخلوصصة‬
‫‪16‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬تفويض املرفق العام و املؤسسة العامة‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع الرابع ‪ :‬تفويض املرفق العام و الوكالة‬
‫‪18‬‬ ‫املطلب الثاين ‪ :‬أنواع عقود تفويض املرفق العام‬
‫‪18‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬عقد االمتياز‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الثاين ‪ :‬عقد اإلجيار‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الثالث‪:‬عقد الوكالة احملفزة‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع الرابع ‪:‬عقد التسيري‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع اخلامس‪ :‬العقودغرياملسماة‬
‫الفصل الثاين‪ :‬مدى فعالية النظام القانوين لتفويضات املرفق العام‬

‫‪26‬‬ ‫املبحث األول ‪ :‬الطبيعة القانونية لتفويض املرفق العام‬


‫‪26‬‬ ‫املطلب األول ‪ :‬أطراف عقد تفويض املرفق العام‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬السلطة املفوضة‬

‫‪28‬‬ ‫الفرع الثاين ‪ :‬املفوض له‬

‫‪29‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬املنتفعون من املرفق العام‬

‫‪30‬‬ ‫املطلب الثاين ‪ :‬إجراءات إبرام عقد التفويض‬

‫‪30‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬شروط ابرام عقد التفويض‬


‫‪33‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬صيغ ابرام عقد تفويض املرفق العام‬

‫‪36‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أتهيل املرتشحني املقبولني للتفاوض‬

‫‪38‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬التفاوض و منح التفويض‬

‫‪40‬‬ ‫املبحث الثاين ‪ :‬آليات تنفيذ عقود تفويض املرفق العام‬

‫‪40‬‬ ‫املطلب األول ‪ :‬الرقابة على تنفيذ تفويض املرفق العام‬

‫‪40‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬رقابة املصلحة املتعاقدة‬

‫‪44‬‬ ‫الفرع الثاين ‪ :‬الرقابة املالية‬

‫‪46‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الرقابة القضائية‬

‫‪49‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬الطرق البديلة حلل النزاعات‬

‫‪50‬‬ ‫املطلب الثاين ‪ :‬هناية تفويض املرفق العام‬


‫‪50‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬انتهاء العقد إبرادة االدارة املنفردة‬

‫‪51‬‬ ‫الفرع الثاين ‪ :‬االهناء االتفاقي‬

‫‪51‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬النهاية الغري العادية للعقد‬

‫‪55‬‬ ‫اخلامتة‬

‫‪59‬‬ ‫قائمة املراجع‬

‫الفهرس‬

You might also like