You are on page 1of 16

‫ص × ×– ص‬ ‫قابلية املرفق العام للتفويض في القانون الجزائري‬ ‫ط‪.

‬د مجناح حسين‬
‫أ‪.‬د بركات محمد‬

‫قابلية تفويض املرفق العام في القانون الجزائري‬


‫‪The ability of delegation the public service in the Algerian law‬‬
‫تاريخ القبول‪22/22/22 :‬‬ ‫تاريخ االرسال‪/11 :‬مارس‪0202/‬‬

‫بركات محمد ‪ /‬أستاذ التعليم العالي‬ ‫مجناح حسين ‪ /‬طالب دكتوراه*‬


‫جامعة املسيلة ‪-‬الجزائر‬ ‫الجزائر‬
‫العلمية‬ ‫املسيلة ‪-‬‬
‫الرتبة‬ ‫جامعةاملؤلف‪1‬‬
‫لقب وإسم‬
‫‪mohamed.barkat.@univ-msila.dz‬‬ ‫‪housseyn.medjnah.@univ-msila.dz‬‬
‫الكلية‪ -‬الجامعة ‪ -‬الب‬
‫عضو بمخبر الدراسات والبحوث في القانون‬
‫واألسرة والتنمية اإلدارية‬
‫امللخص‪:‬‬
‫لقد أجبرت الحركية املتصاعدة للمرفق العام إقحامه ضمن وتيرة الدور التنموي‬
‫للجماعات املحلية‪ ،‬فهي لم تعد مقرونة بالبعد املتعلق بعصرنتة أو تحسين الخدمة‬
‫العمومية‪ ،‬أو محاولة تخفيف العبء امللقى على عاتق الدولة من حيث التسيير‪ ،‬بل صارت‬
‫حركية تستهدف إقحامه ضمن املشاريع املنتجة للمداخيل‪ ،‬وهو ما دفع باملشرع الجزائري‬
‫إلى التفكير في استنساخ التجربة املتعلقة بتفويض املرافق العامة للجماعة املحلية املنتهجة‬
‫في العديد من التشريعات‪ ،‬وعقب التبني الصريح لفكرة تفويض املرفق العام في القانون‬
‫الجزائري صدرت ثالثة نصوص تنظيمية تؤطر ذلك‪ ،‬وبالرجوع إلى األسس الكفيلة بتطبيق‬
‫فكرة تفويض املرفق العام فإنها جاءت محاطة بمجموعة من الدعائم‪ ،‬أهمها تلك التي‬
‫ترهن تطبيق هذه التقنية واملتمثلة في قابلية املرافق العامة للتفويض‪ ،‬وهو ما يدفعنا إلى‬
‫التعرض في هذه الورقة البحثية إلى مضمونها في القانون الجزائري‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬قابلية‪ ،‬التفويض‪ ،‬املرفق العام‪ ،‬القانون الجزائري‪.‬‬

‫*املؤلف املرسل‪ :‬مجناح حسين‪ ،‬طالب دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬عضو بمخبر الدراسات والبحوث في القانون‬
‫واألسرة والتنمية اإلدارية‪ ،‬جامعة محمد بوضياف باملسيلة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪-‬املجلد ××‪ -‬العدد×× السنة‬
‫ص × ×– ص‬ ‫قابلية املرفق العام للتفويض في القانون الجزائري‬ ‫د مجناح حسين‬.‫ط‬
‫د بركات محمد‬.‫أ‬

Abstract:
The increasing movement of the public service has become necessary, as
part of the development role of local communities, as it is no longer locked in the
stages of the public service modernization or improvement of the public service,
or an attempt to reduce the burden on the State in terms of management, but
rather a movement aimed at bringing it into the producing projects. This forced
our legislator to seriously consider replicating the experience of the delegation of
the local community's public service, which has been adopted in much legislation.
Following the explicit adoption of the idea of delegation in Algerian law, three
regulatory texts have been issued to show this, and, by reference to the basis for
applying the idea of delegation, they are surrounded by a set of pillars. The most
important of which is the one that bets the application of this technology, which is
the ability of the public service for delegation, this will lead us to talk in this paper
about its content in Algerian law.

Key words: ability –delegation –public service – Algerian law


:‫مقدمة‬
‫إن الذي يثير االهتمام في املستجدات الحاصلة على مختلف السياسيات التي من‬
‫ هو إدماجه ضمن السياسات الرامية‬،‫شأنها إعادة هيكلة املرفق العام على كل املستويات‬
‫ ال سيما منها األعباء املالية‬،‫لتخفيف األعباء التي ترهق كاهل الدولة في غالب األحيان‬
‫ أو حتى تلك املتعلقة بالفاعلية وجودة الخدمة العمومية‬،‫واألعباء الناتجة عن تسييره‬
‫ ومن بين املستجدات‬،‫ لذلك استلزم إعادة بعث الدور الفعلي للمرفق العام‬،‫وغيرها‬
‫ وذلك من‬،‫الحاصلة هو إدراج نصوص تنظيمية جديدة تتعلق بتفويضات املرفق العام‬
‫ املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات‬،042-11 ‫خالل املرسوم الرئاس ي رقم‬
‫ والتعليمة‬،0‫ املتعلق بتفويض املرفق العام‬،111-11 ‫ واملرسوم التنفيذي رقم‬،1‫املرفق العام‬

2 ‫ العدد×× السنة‬-×× ‫املجلد‬- ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية‬


‫ص × ×– ص‬ ‫قابلية املرفق العام للتفويض في القانون الجزائري‬ ‫ط‪.‬د مجناح حسين‬
‫أ‪.‬د بركات محمد‬

‫رقم ‪ ،220‬التي تجسد أحكام هذا املرسوم‪ ،3‬وجدير بالذكر أن هذه النصوص جاءت بعد‬
‫التبني الصريح من طرف املشرع الجزائري لفكرة تفويض املرفق العام‪ ،‬غير أن الصيغ‬
‫القديمة ملدلول التفويض‪ ،‬كأسلوب االمتياز كانت سابقة لذلك بالنظر لصحة الوصف‬
‫الذي تحمله فكرة تفويض املرفق العام‪ ،‬واملتمثل في التقنية القديمة املستجدة‪ ،‬ال سيما‬
‫منها في أسلوبي االمتياز واإليجار‪ ،‬وفي هذا السياق يبقى نجاح فكرة تفويض املرفق العام‬
‫رهينة ملجموعة من األركان‪ ،‬أهمها تلك التي تتعلق بقابليته للتفويض والتي أشار إليها‬
‫املشرع الجزائري ضمنيا من خالل النصوص التنظيمية السابقة‪ ،‬وتأسيسا على ذلك‬
‫تتمحور إشكالية هذه الورقة البحثية حول األسس التي تضمنها القانون الجزائري إلمكانية‬
‫تطبيق فكرة تفويض املرفق العام؟‬
‫وهو ما سوف نتطرق له من خالل املحاور التالية‪:‬‬
‫املحور األول‪ :‬مفهوم فكرة تفويض املرفق العام‪.‬‬
‫املحور الثاني‪ :‬األسس العملية لقابلية املرفق العام للتفويض‪.‬‬
‫املحور الثالث‪ :‬الطبيعة القانونية لقابلية تفويض املرفق العام في القانون الجزائري‪.‬‬
‫املحور األول‪ :‬مفهوم فكرة تفويض املرفق العام‬
‫تتسم فكرة تفويض املرفق العام بنوع من الغموض‪ ،‬فهي فضال على أنها مفهوم‬
‫واسع ملختلف التجاذبات الفقهية التي من شأنها اإلحاطة‬
‫ٍ‬ ‫تمحيص‬
‫ٍ‬ ‫حديث لم تكن محل‬
‫بذلك‪ ،‬حيث لم تتضح باملعنى املستفيض إال في أواخر القرن املاض ي‪ ،‬وإن أصطلح على‬
‫تسميتها بالتقنية القديمة املستجدة‪ ،‬وهناك من يتجه إلى القول بأنها ليست حديثة العهد‬
‫وإنما تعود إلى بداية القرن املاض ي‪ ،‬حينما اتجهت الدولة في فرنسا إلى تفويض بعض‬
‫املرافق العامة ذات الطابع الصناعي والتجاري ألشخاص القانون الخاص‪ ،‬وسايرها في‬
‫إقرارها مجلس الدولة في العديد من أحكامه‪.4‬‬
‫وعلى العموم ينظر إلى فكرة تفويض املرفق العام من منظور فقهي بأنها تعني إسناد‬
‫صالحية تسيير مرفق عام لجهة أخرى‪ ،‬ومن بين التعاريف التي أثارت ذلك في الفقه‬
‫الفرنس ي ما ذهب إليه األستاذ ‪ Auby‬بقوله إن‪" :‬تفويض املرفق العام إنما يكمن في تكليف‬
‫إدارته إلى مشروع خارجي أي إلى شخص آخر غير الشخص العام املانح للتفويض"‪ ،1‬ويتضح‬
‫من خالل هذا التعريف أن فكرة تفويض املرفق العام تبنى أساسا على منح صالحية إدارة‬

‫‪3‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪-‬املجلد ××‪ -‬العدد×× السنة‬
‫ص × ×– ص‬ ‫قابلية املرفق العام للتفويض في القانون الجزائري‬ ‫ط‪.‬د مجناح حسين‬
‫أ‪.‬د بركات محمد‬

‫املرفق العام من طرف الشخص املعنوي العام املالك للمرفق إلى شخص آخر مهما كانت‬
‫طبيعته‪ ،‬غير أن هذا التعريف لم يذهب إلى اإلحاطة الشاملة بالفكرة خصوصا ما تعلق‬
‫منها بأشكال التفويض‪.‬‬
‫ومن بين التعاريف الفقهية أيضا ما ذهب إليه األستاذ )‪ (G.Drou‬بالقول أنها‪" :‬عقد‬
‫مبرم بين شخص عام وشخص خاص ويقوم على االعتبار الشخص ي بغية تنفيذ مرفقا‬
‫عاما‪ ،‬وهو بالتالي يأخذ عدة أشكال هي من صنع االجتهاد‪ :‬االمتياز االلتزام اإلدارة غير‬
‫املباشرة‪ ،‬إدارة املرفق العام"‪ ،0‬وهو يذهب بذلك إلى إضفاء صفة العقد على فكرة‬
‫التفويض‪ ،‬التي تقوم على اعتبار شخص ي من أجل تنفيذ مرفق عام‪ ،‬موضحا أنها من صنع‬
‫االجتهاد‪ ،‬وإن كان يبدو واضحا أكثر من سابقه يبقى هو الخر مقتضب من حيث اإلحاطة‬
‫باملفهوم‪.‬‬
‫ويذهب األستاذ ‪ BRACONNIER‬إلى القول بأن تفويض املرفق العام هو‪" :‬عقد‬
‫يفوض بموجبه شخص معنوي خاضع للقانون العام يسمى املفوض ملدة محددة تسيير‬
‫مرفق عام‪ ،‬يتولى مسؤوليته شخص خاضع للقانون الخاص يسمى املفوض إليه‪ ،‬كما‬
‫عرفه األستاذ ‪ DROBENKO‬بأنه العقد الذي يقوم بموجبه شخص عام مسؤول عن‬
‫املرفق العام بتفويض مهمة تسيير هذا املرفق ملفوض له‪ ،‬يمكن أن يكون شخص عام أو‬
‫شخص خاص‪ ،‬ويكون أجر املفوض له مرتبطا بنتائج استغالل املرفق"‪ ،2‬ويتميز هذين‬
‫التعرفين عن التعريفـين السابقين بإض ــافة نقطتين مهمتين في مضمون فكرة التفويض‬
‫تندرجان ضمن بنود إبرام عقد التفويض‪ ،‬تتمثل األولى في املدة الزمنية في تسيير املرفق‬
‫العام‪ ،‬أما الثانية تتمثل في ارتباط املقابل املالي الذي يتلقاه املفوض له بنتائج االستغالل‪.‬‬
‫ومن بين التعاريف التي تناولت فكرة تفويض املرفق العام في الفقه العربي ما ذهب‬
‫إليه األستاذ مروان محي الدين القطب حيث عرفها‪" :‬بأن تعهد الدولة أو أحد أشخاص‬
‫القانون العام إدارة واستغالل مرفق عام إلى شخص طبيعي أو معنوي غالبا ما يكون من‬
‫أشخاص القانون الخاص"‪ ،1‬وهو تعريف في الحقيقة ال يختلف عن التعاريف األخرى‪.‬‬
‫أما األستاذ حيدر جابر فينظر إلى فكرة تفويض املرفق العام بأنها‪" :‬كل عمل قانوني‬
‫(مرسوم أو عقد إداري) تعهد بموجبه جماعة عامة اختصاصاتها ومسؤولياتها لشخص آخر‬
‫إدارة واستثمار مرفق عام بصورة كلية أو جزئية مع أو بدون بناء ملنشآت عامة وملدة‬
‫‪4‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪-‬املجلد ××‪ -‬العدد×× السنة‬
‫ص × ×– ص‬ ‫قابلية املرفق العام للتفويض في القانون الجزائري‬ ‫ط‪.‬د مجناح حسين‬
‫أ‪.‬د بركات محمد‬

‫محددة وتحت رقابتها‪ .‬وذلك مقابل عائدات يتقاضاها وفقا للنتائج املالية لالستثمار‬
‫وللقواعد التي ترعى التفويض"‪ ،1‬فهو يضيف بذلك عنصر االستثمار‪ ،‬كأهم املفاهيم‬
‫الحديثة التي تميز املرفق العام‪ ،‬وفي املغرب تأخذ فكرة تفويض املرفق العام اصطالح‬
‫التدبير املفوض‪ ،‬إذ يرى األستاذ عبد هللا الحداد أن‪" :‬التدبير املفوض طريقة جديدة من‬
‫بين الطرق املعتمدة لتسيير املرافق العامة تتشابه مع عقد االمتياز وتختلف عنه ألن املدة‬
‫الزمنية لعقد االمتياز تكون أطول‪ ،‬كما أن امللتزم يتعهد بتوفير األموال واملستخدمين بينما‬
‫في التدبير املفوض تبقى التجهيزات في ملكية اإلدارة‪ ،‬كما يحتفظ املفوض له باملستخدمين‬
‫مع مراعاة حقوقهم"‪.12‬‬
‫أما في الجزائر وعلى قلة تناولها نذكر تعريف األستاذ رشيد زوايمية الذي يرى أن‬
‫مفهوم تفويض املرفق العام‪" :‬يعبر من جهة أولى عن تصرف قانوني يتم بموجبه نقل تسيير‬
‫مرفق عام من السلطة العمومية لصالح شخص خاص‪.‬‬
‫ويعبر من جهة ثانية عن نتيجة التصرف القانوني‪ ،‬والتي تتمثل في طريقة تسيير مرفق‬
‫عام‪ ،‬تسمح لشخص من أشخاص القانون الخاص بأداء مهمة تقع عادة على عاتق‬
‫الهيئات العمومية"‪ ،11‬غير أن نقل تسيير مرفق عام من السلطة العمومية ال يقتصر على‬
‫أشخاص القانون الخاص فحسب‪ ،‬بل يمكن أن ينتقل إلى أشخاص القانون العام أيضا‬
‫ولو أن مفهوم تفويض املرفق العام يحمل في طياته طابعا استثماريا يستهدف مداخيل‬
‫مالية يبنى على الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬قد تكون نتائجه أفضل عند‬
‫إسناده ألشخاص القانون الخاص‪.‬‬
‫أما فكرة تفويض املرفق العام في القانون الجزائري فقد طغى عليها التأطير التنظيمي‬
‫بشكل واضح وعرفها بأنها‪ ..." :‬تحويل بعض املهام غير السيادية التابعة للسلطات العمومية‬
‫ملدة محددة‪ ،‬إلى املفوض له بهدف الصالح العام"‪ ،10‬أي بمعنى التركيز على املهام غير‬
‫السيادية‪ ،‬إذ ال يمكن ألي جهة كان تفويض املهام ذات الطابع السيادي‪ ،‬وحصر هذه‬
‫املهام في تلك التي تختص بها الجماعات املحلية دون غيرها‪ ،‬إذ "يمكن للجماعات اإلقليمية‬
‫واملؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري التابعة لها واملسؤولة عن مرفق عام‪ ،‬التي تدعى‬
‫املفوضة أن تفوض تسيير مرفق عام إلى شخص معنوي عام أو‬ ‫في صلب النص السلطة ِّ‬

‫‪5‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪-‬املجلد ××‪ -‬العدد×× السنة‬
‫ص × ×– ص‬ ‫قابلية املرفق العام للتفويض في القانون الجزائري‬ ‫ط‪.‬د مجناح حسين‬
‫أ‪.‬د بركات محمد‬

‫خاص خاضع للقانون الجزائري‪ ،‬يدعى في صلب النص املفوض له بموجب اتفاقية‬
‫تفويض"‪.13‬‬
‫كما جاءت التعليمة رقم ‪ 220‬السالفة الذكر مشيرة إلى تضمين فكرة تفويض‬
‫املرفق العام مدلوال يعتبرها طريقة من طرق تسير املرفق العام في شكل اتفاقية‪ ،‬قصد‬
‫ضمان خدمات نوعية ملستخدمي املرفق العام‪ ،‬حيث نصت على ما يلي‪" :‬يعد تفويض‬
‫املرفق العام وسيلة تمكن مسيري الجماعات اإلقليمية من تسيير املرافق التي تقع على‬
‫عاتقهم بشكل فعال ومرن بنية ضمان خدمات ذات نوعية ملستعملي املرفق العام‪.‬‬
‫للتذكير فإن تفويض املرفق العام هو اتفاقية يحول من خاللها شخص معنوي خاضع‬
‫للقانون العام ومسؤول عن مرفق عام‪ ،‬يدعى السلطة املفوضة‪ ،‬بعض مهامه‪ ،‬غير‬
‫السيادية‪ ،‬إلى شخص آخر يدعى املفوض له"‪.14‬‬
‫وجدير بالذكر أن هذه النصوص التنظيمية لم تحد عن التعاريف الفقهية في‬
‫توضيحها لفكرة تفويض املرفق العام من حيث اإلحاطة باملفهوم‪ ،‬حيث لم تكن أكثر‬
‫وضوحا من التعاريف السابقة‪ ،‬وذلك لعدة اعتبارات أهمها‪ :‬حداثة التجربة في الجزائر‬
‫وإن كانت في تجد لها تأصيال فقهيا وتشريعيا قديما يتعلق بشكلي املرفق العام االمتياز‬
‫واإليجار خصوصا‪.‬‬
‫املحور الثاني‪ :‬األسس العملية لقابلية املرفق العام للتفويض‬
‫تشكل قابلية املرفق العام للتفويض حجر الزاوية في تطبيق هذه التقنية من‬
‫عدمها‪ ،‬فقابلية املرفق العام للتفويض تعد ركنا أساسيا يمكن اعتماده في منح صالحية‬
‫تسييره لشخص من أشخاص القانون الخاص‪ ،‬أو العام‪ ،‬غير أن مختلف الدراسات‬
‫القائمة حولها‪ ،‬لم تذهب إلى تحديد أسس ثابتة إلمكانية تطبيقها على املرافق العامة‬
‫فهناك من يدرج ضمنا طبيعة النشاط الذي يزاوله املرفق‪ ،‬وهناك من يذهب إلى الطبيعة‬
‫السيادية له‪ ،‬وهو ما سوف نتعرض له من خالل النقطتين التاليتين‪:‬‬
‫أوال‪ -‬قابلية املرفق العام للتفويض على أساس النشاط‪ :‬يتجه الفقه إلى وجود القليل‬
‫من املرافق املستبعدة وإمكانية تطبيقها بشكل أوسع على العديد من املرافق‪ ،‬وتشكل‬
‫املرافق ذات الطابع الصناعي والتجاري الجزء األكبر من املرافق التي يمكن أن تطبق عليها‬
‫‪6‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪-‬املجلد ××‪ -‬العدد×× السنة‬
‫ص × ×– ص‬ ‫قابلية املرفق العام للتفويض في القانون الجزائري‬ ‫ط‪.‬د مجناح حسين‬
‫أ‪.‬د بركات محمد‬

‫هذه التقنية‪ ،‬وذلك بالنظر لحكم الطبيعة االقتصادية لها‪ ،‬حيث يساهم نشاطها بصورة‬
‫كلية أو جزئية في تمويل املرفق العام من طرف جمهور املرتفقين واملستفيدين من خدمات‬
‫هذه املرافق‪ ،‬كما يمكن تطبيقها على املرافق ذات الطابع اإلداري‪ ،‬مثلما ذهب إليه مجلس‬
‫الدولة الفرنس ي في رأي له يتضمن أن هذه التقنية ال تطال املرافق ذات الطابع الصناعي‬
‫والتجاري فحسب‪ ،‬بل تطال حتى املرافق اإلدارية‪.11‬‬
‫ويعتبر األستاذ ‪ Auby‬أن املرافق العامة االقتصادية هي املجال املفضل لتطبيق‬
‫تقنية التفويض‪ ،10‬ويذهب األستاذ ‪ Claudie Boiteau‬أنه ال توجد قائمة محددة سواء في‬
‫فرنسا أو في دولة أخرى تحدد املرافق القابلة للتفويض واملرافق غير القابلة للتفويض‪12‬‬

‫غير أنه ال يمكن االعتداد بذلك مطلقا‪ ،‬بالنظر الختالف وجهات النظر بالنسبة ملختلف‬
‫األنظمة القانونية في العالم‪ ،‬ولعل ما يبرر ذلك في الجزائر هو اتجاه املشرع إلى ذكر‬
‫مجموعة من املرافق القابلة للتفويض وأخرى غير قابلة للتفويض‪ ،‬من خالل التعليمة رقم‬
‫‪ 220‬السالفة الذكر (سوف نفصل في هذه الجزئية في املحور املوالي)‪ ،‬وحتى املشرع‬
‫الفرنس ي نفسه يحدد بعض املرافق غير قابلة للتفويض‪ ،‬وذلك من خالل التعديل الوارد‬
‫على القانون رقم ‪ ،100-13‬املتعلق بالوقاية من الفساد واحترام الشفافية في الحياة‬
‫االقتصادية‪ ،‬بموجب املادة رقم ‪ 20‬من القانون رقم ‪ ،111-0212‬كتلك املحتكرة من طرف‬
‫أشخاص القانون العام‪ ،11‬وبطبيعة الحال تمثل املرافق السيادية أهم أوجه هذا االحتكار‪.‬‬
‫وبالعودة إلى رأي األستاذ ‪ Claudie Boiteau‬فإنه ير ي أيضا أن القانون املختلط‬
‫املطبق على املرافق الصناعية والتجارية يجعل منها األسهل لتطبيق تقنية التفويض‬
‫وتشجيع الخواص على تسيير هذه املرافق ألنها مرافق ربحية‪ ،11‬كما يتجه جانب من الفقه‬
‫إلى أن املرافق العامة الصناعية والتجارية‪ ،‬أو كما يصطلح عليها البعض باالستثمارية‬
‫تشكل حقال خصبا لتطبيق تقنية التفويض‪ ،‬بالنظر ملالءمة نشاطها مع هذه التقنية‪ ،‬وقد‬
‫عبر العميد موريس هوريو على ذلك منذ أكثر من قرن من الزمن‪ ،‬حيث اعتبر أن هناك‬
‫بعض املرافق ال يمكن أن تتحقق إال عن طريق االمتياز‪ ،‬وأيدته في ذلك مختلف الراء‬
‫الفقهية الحديثة‪ ،‬ال سيما ما ذهب إليه األستاذ ‪ Dufau‬الذي يرى أن املرافق ذات الطابع‬
‫االستثماري تشكل امتيازا في تقنية التفويض‪ ،02‬كما سايره األستاذ ‪ Auby‬مثلما سبق وأن‬
‫أشرنا‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪-‬املجلد ××‪ -‬العدد×× السنة‬
‫ص × ×– ص‬ ‫قابلية املرفق العام للتفويض في القانون الجزائري‬ ‫ط‪.‬د مجناح حسين‬
‫أ‪.‬د بركات محمد‬

‫وتأسيسا على ما سبق ذكره فإن نشاط املرفق العام يعبر بصورة جلية عن قابلية‬
‫املرافق العامة للتفويض من عدمها‪ ،‬مهما كانت طبيعة هذه املرافق‪ ،‬ألن نشاطها يعد‬
‫دافعا أساسيا لتفويض تسييرها خصوصا ما تعلق منها باستثمارها‪ ،‬من خالل اعتبارها‬
‫مصدرا من مصادر تمويل نشاط املرفق العام وجودة الخدمات التي تقدمها‪ ،‬وغيرها من‬
‫األهداف األخرى‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬قابلية املرفق العام للتفويض على أساس الطابع السيادي‪ :‬ال يمكن للمرافق‬
‫العامة التي تتصل بالوظائف السيادية للدولة أن تخضع لتطبيق تقنية التفويض‪ ،‬فهي‬
‫ابتداء تعبر عن املرافق التي تمثل قيام كيان الدولة في حد ذاتها‪ ،‬ومن بينها مرفق األمن‬
‫مرفق الدفاع‪ ،‬مرفق القضاء‪ ،‬غير أن هناك من يرى أن تقنية التفويض قد تتسلل إلى هذه‬
‫املرافق‪ ،‬ومثالها إدارة الجمعيات العسكرية عن طريق التعاقد التي يعهد بها إلى جهات‬
‫متميزة‪ ،‬وإن لم تكن تتميز بالوضوح‪ ،‬فيما يستبعد القضاء مرفق البوليس‪ ،‬بناء على تأكيد‬
‫مجلس الدولة الفرنس ي في حكم حديث له‪ ،‬مفاده أن اختصاصات البوليس ال يمكن‬
‫تفويضها‪ ،‬غير أنه لم يستبعد بعض املرافق التابعة لها‪ ،‬كإدارة مواقف السيارات إلى إحدى‬
‫الشركات‪.01‬‬
‫وهناك من يصبغ على الطابع السيادي للمرافق العامة الصبغة الدستورية‪ ،‬حيث‬
‫ظهرت هذه الفكرة ألول مرة مع حكم املجلس الدستوري الفرنس ي في جوان ‪ ،1110‬الذي‬
‫يرجع هذا الوصف إلى أنها تستمد وجودها من القواعد الدستورية‪ ،‬وأن تحديد مفهوم‬
‫وماهية املرافق الدستورية ال يكون عن طريق قواعد القانون اإلداري‪ ،‬وإنما عن طريق‬
‫قواعد القانون الدستوري‪ ،‬وأن البحث في فكرة املرفق الدستوري ليست باملهمة السهلة‬
‫ومؤشراتها محدودة في أحكام القضاء‪ ،‬بل يتجه بعض من الفقه الفرنس ي إلى القول أن‬
‫طائفة املرافق العامة الدستورية ال يمكن العثور عليها‪ ،00‬وفي القضية ذاتها أن املرفق‬
‫العام الدستوري مرتبط بسياسة الخصخصة‪ ،03‬بمعنى أن املرفق العام الدستوري غير‬
‫قابل للخصخصة أو االستثمار فيه عن طريق التفويض‪ ،‬باعتباره مرفقا يعبر عن األنشطة‬
‫ذات الطابع السيادي التي تقوم بها الدولة‪.‬‬
‫واستنادا إلى ما سبق ذكره يمكن القول إن األسس املساهمة في قابلية املرفق العام‬
‫للتفويض تسند أساسا إلى فكرتين جوهرتين‪:‬‬

‫‪8‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪-‬املجلد ××‪ -‬العدد×× السنة‬
‫ص × ×– ص‬ ‫قابلية املرفق العام للتفويض في القانون الجزائري‬ ‫ط‪.‬د مجناح حسين‬
‫أ‪.‬د بركات محمد‬

‫تتمثل األولى في نشاط املرفق العام إذ يتضح أن النشاط التجاري والصناعي هو‬
‫املجال الخصب لتفويض املرفق العام‪ ،‬بالنظر للتالؤم الواضح بين فكرة التفويض وطبيعة‬
‫هذه املرافق‪ ،‬وتبقى املرافق اإلدارية محل جدل فقهي تبعا لم تقره مختلف التشريعات من‬
‫حيث قابلية تفويضها‪.‬‬
‫أما الثانية فتتمثل في الطابع السيادي للمرفق العام‪ ،‬بحيث ال يمكن على أية حال‬
‫تفويض املرفق الذي يمثل نشاطه الوظيفة السيادية للدولة‪ ،‬فيما تتسم هذه املرافق أيضا‬
‫في جزء منها بعدم الوضوح خاصة ما تعلق منها باملرافق الدستورية كما يصطلح عليها‬
‫البعض والتي قد تتخذ طابعا وطنيا أو محليا‪ ،‬وهو ما يدفعنا إلى توضيح ذلك من خالل ما‬
‫ذهب إليه املشرع الجزائري في املحور املوالي‪.‬‬
‫املحور الثالث‪-‬الطبيعة القانونية لقابلية تفويض املرفق العام في القانون الجزائري‬

‫نجد أنفسنا في هذه الجزئية مرغمين على الخوض في قابلية املرافق العامة‬
‫للتفويض في القانون الجزائري‪ ،‬من خالل النصوص التنظيمية الثالثة السالف ذكرها‬
‫حيث لم يخرج املشرع منذ تبنيه فكرة التفويض عن هذه النصوص‪ ،‬التي لم يليها صدور‬
‫أي نص قانوني أو تنظيمي آخر‪.‬‬
‫وبهذا الصدد لم يأتي املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 042-11‬املتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية داال إال على تبني تقنية التفويض‪ ،‬إذ أقتصر على بيان بعض األحكام املطبقة‬
‫على تفويض املرفق العام دون الخوض في املضمون الواسع له‪ ،‬ومما يستساغ من أحكام‬
‫هذا املرسوم هو التركيز على نشاط املرفق العام‪ ،‬من خالل ما ذهب إليه بخصوص أيلولة‬
‫كل استثمارات وممتلكات املرفق العام عند نهاية عقد التفويض للشخص املعنوي الخاضع‬
‫للقانون العام‪ 04‬أي املالك للمرفق‪ ،‬وفي ذلك إشارة ضمنية إلى أن املرفق ذو الطابع‬
‫االستثماري هو القابل ألن يكون محال لتطبيق فكرة التفويض‪ ،‬واألبرز فيها هو املرافق‬
‫الصناعية والتجارية‪ ،‬فيما عدا ذلك لم يذهب هذا املرسوم إلى تبني أسس واضحة في‬
‫تحويل مختلف الصالحيات املتعلقة بتفويض املرفق العام عن طريق تقنية التفويض‪.‬‬
‫أما املرسوم التنفيذي رقم ‪ 111-11‬والتعليمة رقم ‪ 220‬فكانا أكثر وضوحا من‬
‫املرسوم السابق من حيث اإلشارة إلى إمكانية تفويض املرافق العامة‪ ،‬واألسس التي يمكن‬

‫‪9‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪-‬املجلد ××‪ -‬العدد×× السنة‬
‫ص × ×– ص‬ ‫قابلية املرفق العام للتفويض في القانون الجزائري‬ ‫ط‪.‬د مجناح حسين‬
‫أ‪.‬د بركات محمد‬

‫أن استنتاجها بهذا الخصوص أن املرسوم التنفيذي رقم ‪ 111-11‬أكد بصورة واضحة على‬
‫تحديديه لشروط وكيفيات تفويض املرفق العام للجماعات اإلقليمية دون سوها‪ ،01‬كما‬
‫أكد على تحويل بعض املهام غير السيادية التابعة للسلطات العمومية‪ ،00‬وجاءت التعليمة‬
‫رقم ‪ 220‬على نفس املنوال‪ ،‬وعلى أساس ما سبق ذكره يمكن استخالص ثالث مرتكزات‬
‫أساسية لقابلية تفويض املرفق العام في القانون الجزائر ي وهي‪:‬‬

‫‪-1‬قابلية تفويض املرفق على أساس النشاط‪.‬‬


‫‪-0‬قابلية تفويض املرفق العام على أساس الطابع السيادي للمرفق العام‪.‬‬
‫‪-3‬قابلية تفويض املرفق العام على أساس اإلقليم‪.‬‬
‫أوال‪-‬على أساس النشاط‪ :‬كما سبق وأن أشرنا فإن املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 042-11‬جاء داال‬
‫على نشاط املرفق العام‪ ،‬من خالل تؤول إليه كل استثمارات املرفق العام للشخص‬
‫املعنوي املالك للمرفق‪ ،‬أما املرسوم التنفيذي ‪ 111-11‬فلم يكن واضحا في تحديده‬
‫لطبيعة النشاط القابل للتفويض‪ ،‬كما كان واضحا في تفويض املرفق العام على أساس‬
‫اإلقليم‪ ،‬غير أنه اتجه من خالل املادة ‪ 20‬منه إلى تخويل الجماعات اإلقليمية واملؤسسات‬
‫العمومية ذات الطابع اإلداري التابعة لها إمكانية تفويض تسيير مرفق عام إلى شخص‬
‫معنوي عام أو خاص خاضع للقانون الجزائري‪ ،‬والحقيقة أن هذه املادة جاءت مقتضبة‬
‫جدا ألنها حددت الصيغة بالذات الطابع اإلداري ‪ ،‬بمعنى النشاط اإلداري‪ ،‬لكن ما يفهم‬
‫من سياق النص هو قابلية تفويض املرافق العامة التابعة لها مهما كان نشاطها اقتصاديا‬
‫أم إداريا بغض النظر عن الجدلية القائمة حول قابلية املرفق العام اإلداري للتفويض‬
‫وبذلك يكون هذا النص التنظيمي وإن تضمن إشارة مقتضبة لطبيعة األنشطة التي يمكن‬
‫من خاللها تفويض املرفق العام قد أعطى مفهوما مقتضبا ال يرقى إلى تحديد واضح لهذا‬
‫املضمون‪.‬‬
‫أما التعليمة رقم ‪ 220‬فقد كانت بمثابة االستدراك للنصين التنظيميين السابقين‬
‫حيث نصت على أن‪" :‬الجماعات املحلية من بين الهيئات املعنية أكثر بتفويض املرفق العام‬
‫بحيث يمكن اللجوء إلى هذا النمط من التسيير لتنفيذ مهام الخدمة العمومية املنوطة بها‬
‫والتي يمكن ذكرها في العمليات التالية على سبيل املثال ال الحصر‪:‬‬

‫‪10‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪-‬املجلد ××‪ -‬العدد×× السنة‬
‫ص × ×– ص‬ ‫قابلية املرفق العام للتفويض في القانون الجزائري‬ ‫ط‪.‬د مجناح حسين‬
‫أ‪.‬د بركات محمد‬

‫التزويد باملياه الصالحة للشرب وصرف املياه املستعملة‪ ،‬التطهير‪ ،‬نزع ومعالجة‬
‫النفايات املنزلية والفضالت األخرى‪ ،‬صيانة الطرقات‪ ،‬اإلنارة العمومية‪ ،‬النقل املدرس ي‬
‫دور الحضانة‪ ،‬املطاعم املدرسية‪ ،‬األسواق الجوارية‪ ،‬املتاحف‪ ،‬قاعات الرياضة‪ ،‬املسابح‬
‫قاعات السينما‪ ،‬املذابح‪ ،‬املسارح‪ ،‬املكتبات‪ ،‬املساحات الخضراء‪ ،‬مواقف ركن السيارات‬
‫الصناعات التقليدية والحرف وغيرها"‪.02‬‬

‫ويبدو أن النشاط املعني بالتفويض من خالل هذه املهام جاء متعددا ومتداخال من‬
‫خالل مجموعة من املهام التي تقوم بها الجماعات املحلية والتي تتخذ أحيانا طابعا تجاريا‬
‫وأحيانا أخرى غير ذلك‪ ،‬أين لم يتم ذكر املرفق العام الصناعي الذي يتميز في غالب األحيان‬
‫بندرة ملكيته للجماعات املحلية في الجزائر إذ في يتخذ الغالب ما طابعا وطنيا‪ ،‬فلو الحظنا‬
‫مثال بعض الخدمات‪ ،‬كاملكتبات‪ ،‬املتاحف‪ ،‬املساحات الخضراء‪ ،‬واملسارح‪ ،‬فهي تعد رسوم‬
‫ضعيفة من حيث املقابل املالي‪ ،‬ومن ثمة ال يرقى نشاطها ألن يوصف بالتجاري‪ ،‬في حين‬
‫يمكن وصف بعض األنشطة األخرى بالتجارية‪ ،‬كتلك املتعلقة باألسواق الجوارية مثال‪.‬‬

‫وعليه يمكن القول أن تفويض املرفق العام في القانون الجزائري لم يضع لحد الن‬
‫أساسات واضحة لطبيعة النشاط التي يقوم به املرفق العام القابل للتفويض‪ ،‬فهو أحيانا‬
‫يشير إلى استثمارات املرفق العام من خالل املرسوم الرئاس ي رقم ‪ ،042-11‬وأحيانا أخرى‬
‫إلى املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري واملؤسسات التابعة لها من خالل املرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ ،111-11‬فيما يذكر على سبيل املثال ال الحصر بعض املهام املختلطة‬
‫القابلة للتفويض من خالل التعليمة رقم ‪ ،220‬مما يؤكد أن قابلية املرفق العام للتفويض‬
‫في القانون الجزائري على أساس النشاط التزال مبهمة وغير واضحة املعالم‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬على أساس الطابع السيادي للمرفق العام‪ :‬أكد التنظيم مرة أخرى أن املقصود‬
‫بتفويض املرفق العام هو تحويل بعض املهام غير السيادية التابعة للسلطات العمومية إلى‬
‫املفوض له‪ ،01‬وحدد مجموعة من املهام التي تكون غير قابلة للتفويض في أي حال من‬
‫األحوال وهي‪:‬‬
‫‪-1‬تسليم وثائق السفر والهوية‪.‬‬
‫‪-0‬الحالة املدنية‪.‬‬
‫‪-3‬العمليات االنتخابية‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪-‬املجلد ××‪ -‬العدد×× السنة‬
‫ص × ×– ص‬ ‫قابلية املرفق العام للتفويض في القانون الجزائري‬ ‫ط‪.‬د مجناح حسين‬
‫أ‪.‬د بركات محمد‬

‫‪-4‬تحصيل الجباية املحلية‪.‬‬


‫‪-1‬الوقاية وتسيير األخطار والكوارث‪.‬‬
‫‪-0‬حماية األشخاص واملمتلكات‪.01‬‬
‫وبذلك يكون املنظم قد حصر املرافق السيادية غير القابلة للتفويض في املرافق‬
‫التي تقوم بهذه املهام‪ ،‬فتسليم وثائق الهوية والسفر أو الحالة املدنية مثال هي من املهام‬
‫التي تضطلع بها الدولة أساسا دون غيرها من أشخاص القانون الخاص ألنها من الوثائق‬
‫الثبوتية التي تؤثر بصفة مباشرة على املراكز القانونية لألفراد‪ ،‬كما ال يمكن ألي شخص‬
‫آخر أن ينوب عن الدولة من حيث القيام بالعمليات االنتخابية‪ ،‬التي تعبر عن إرادة‬
‫الشعب‪ ،‬وهذه اإلرادة محاطة بكفالة دستورية من طرف املؤسس الدستوري‪ ،‬إذ يمارس‬
‫الشعب سيادته بواسطة املؤسسات الدستورية التي يختارها‪ ،‬كما يمارسها أيضا عن طريق‬
‫االستفتاء وبواسطة ممثليه املنتخبين‪ ،32‬وهو ما يتيح لنا أن نصف هذه املهام باملهام‬
‫الدستورية التي لم يشر لها التنظيم صراحة‪ ،‬وإنما ذكرها من قبيل املهام السيادية‬
‫باإلضافة إلى أن الجباية املحلية تعد من أهم مصادر األموال التي تكفل وجود الشخص‬
‫املعنوي على مستوى محلي التي ال يمكن أن تفوض‪ ،‬فيما تتخذ املهام األخر ى نفس الطابع‬
‫السيادي والتي قد تتطلب قدرات معتبرة ال يمكن للمفوض له أن يقوم بها‪ ،‬فبالنسبة‬
‫لحماية األشخاص واملمتلكات مثال فهي من قبيل املهام ذات الطابع األمني الذي يضطلع بها‬
‫مرفق البوليس‪ ،‬وبهذا الخصوص "اعتبر األستاذ ‪ Frier‬أن الجماعة العامة ترتكب مخالفة‬
‫فاضحة في جعلها مهام الشرطة مادة للتعاقد‪ .‬وبالتالي إن االجتهاد يعاقب بشدة هذا النوع‬
‫من التصرف الالمشروع وفي السياق نفسه يحظر األستاذ ‪ Moreau‬تطبيق التقنية‬
‫التعاقدية في مهام مرفق الشرطة"‪ ،31‬ومن ثمة ال يمكن أن تكون مهام هذه املرافق محل‬
‫تفويض‪.‬‬
‫ويمكن القول إن قابلية تفويض املرفق العام على أساس الطابع السيادي له جاءت‬
‫واضحة باملقارنة مع قابلية تفويضه على أساس النشاط‪ ،‬رغم أن املشرع ترك كفالة‬
‫تحديدها للتنظيم‪ ،‬وذلك العتبارات عده أهمها خطورة املهام السيادية للدولة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى أن املرافق السيادية تتطلب قدرات يستعص ى على أشخاص القانون الخاص القيام بها‬

‫‪12‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪-‬املجلد ××‪ -‬العدد×× السنة‬
‫ص × ×– ص‬ ‫قابلية املرفق العام للتفويض في القانون الجزائري‬ ‫ط‪.‬د مجناح حسين‬
‫أ‪.‬د بركات محمد‬

‫غير انه ال يمكن الجزم أن هذه النصوص احتوت جميع املهام ذات الطابع السيادي‬
‫بالنظر لتعددها تبعا لتعدد وضائف الدولة‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬على أساس اإلقليم‪ :‬لم يدع املرسوم التنفيذي رقم ‪ 111-11‬مجاال للشك في أن‬
‫املرفق العام املعني بالتفويض هو املرفق التابع للجماعات املحلية دون سواها‪ ،‬فقد أكدت‬
‫املادة األولى منه وفي إطار تطبيق أحكام املادتين ‪ 022‬و‪ 021‬من املرسوم الرئاس ي ‪042-11‬‬
‫أن هذا املرسوم يهدف إلى تحديد شروط وكيفيات تفويض املرفق العام التابع للجماعات‬
‫املحلية‪ ،‬وفي نفس السياق لم تخرج املادة ‪ 24‬من ذات املرسوم عن اإلمكانية املخولة‬
‫للجماعات املحلية واملؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري التابعة لها في تفويض تسيير‬
‫املرفق العام إلى أحد األشخاص املعنوية العامة> أو الخاصة الخاضعة للقانون الجزائري‪.‬‬
‫كما أكدت التعليمة رقم ‪ 220‬على أن تفويض املرفق العام هو وسيلة في يد‬
‫الجماعات املحلية تمكنها من تسيير املرافق التي تقع على عاتقها بشكل مرن وفعال‬
‫استهدافا لتقديم خدمات نوعية ملستعملي املرفق العام‪ ،30‬وفي نهاية اتفاقية التفويض التي‬
‫أشارت إلى أنه‪" :‬جدير بالذكر إلى أن الجماعات املحلية من بين الهيئات املعنية أكثر‬
‫بتفويض تسيير املرفق العام"‪ ،33‬مما يضفي على هذه التعليمة نوعا من الغموض في‬
‫تحديدها لقابلية املرفق للتفويض على أساس اإلقليم فعبارة "املعنية أكثر بتفويض تسيير‬
‫املرفق العام" توحي بأن هناك مرافق أخرى غير املرافق التابعة للجماعات املحلية قابلة‬
‫للتفويض‪ ،‬وفي هذا السياق وقبل التبني الصريح لفكرة تفويض املرفق العام في الجزائر لم‬
‫يحدد املشرع الجزائري الطابع اإلقليمي للمرفق العام فقد جاء القانون رقم ‪ 10-21‬املتعلق‬
‫باملياه متضمنا نطاق أوسع بهذا الخصوص‪ ،‬حيث نص على أنه‪" :‬تعتبر الخدمات العمومية‬
‫للمياه من اختصاص الدولة والبلديات‪.‬‬

‫يمكن للدولة منح امتياز تسيير الخدمات العمومية للمياه ألشخاص معنويين خاضعين‬
‫للقانون العام على أساس دفتر شروط ونظام خدمة يصادق عليهما عن طريق التنظيم‪.‬‬
‫كما يمكنهما تفويض كل أو جزء من تسيير هذه الخدمات ألشخاص معنويين خاضعين‬
‫للقانون العام أو القانون الخاص بموجب إتفاقية"‪ ،34‬ومن ثمة فإن النص القانوني صريح‬
‫من حيث إمكانية الدولة أو البلدية في تفويض كل أو جزء من تسيير خدمات املياه‪ ،‬مما‬
‫يبرر التضارب بين النصوص القانونية والتنظيمية حول قابلية تفويض املرفق العام على‬

‫‪13‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪-‬املجلد ××‪ -‬العدد×× السنة‬
‫ص × ×– ص‬ ‫قابلية املرفق العام للتفويض في القانون الجزائري‬ ‫ط‪.‬د مجناح حسين‬
‫أ‪.‬د بركات محمد‬

‫أساس اإلقليم‪ ،‬ولو أن فكرة التفويض ال تزال في بدايات التأصيل لها في القانون الجزائري‬
‫غير أن ما يستخلص من خالل النصوص التنظيمية‪ ،‬أو حتى األهداف والدوافع الحقيقة‬
‫لتبني تقنية التفويض في القانون الجزائري تعني مرافق الجماعات املحلية بشكل واضح‬
‫ومن ثمة فإن قابلية تفويض املرفق العام على أساس اإلقليم تبدو أكثر وضوحا من قابليته‬
‫للتفويض على أساس النشاط‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫تأسيسا على ما سبق ذكره في هذه الورقة البحثية‪ ،‬يتضح أن مدى قابلية املرفق‬
‫العام للتفويض في القانون الجزائري تحددها ثالث مرتكزات رئيسية تتمثل في نشاطه‬
‫وطابعه السيادي‪ ،‬أو اإلقليمي‪.‬‬

‫غير أن هذه األسس لم تكن في غاية من الوضوح‪ ،‬إذ ال تزال الطبيعة القانونية‬
‫لتفويض املرفق العام في الجزائر تتميز بضعف الرصيد القانوني‪ ،‬بالنظر ملجموعة من‬
‫األسباب أهمها تلك املتعلقة بحداثة التجربة‪ ،‬لذلك لم تستوفي حقها من حيث التمحيص‬
‫الفقهي واالجتهادي من جهة‪ ،‬والتنصيص القانوني والتنظيمي من جهة أخرى‪.‬‬

‫وما يمكن مالحظته أن املدى الحقيقي لقابلية تفويض املرفق العام في الجزائر‬
‫تتجاذبه املرتكزات األساسية الثالث املذكورة‪ ،‬باملوازاة مع أولويات وأهداف ودوافع املشرع‬
‫الجزائري من وراء تبنيه لفكرة تفويض املرفق العام‪.‬‬
‫فبالدرجة األولى يمكن إدراج قابلية تفويض املرفق العام على أساس نشاطه‪ ،‬حيث‬
‫يأتي تفويض املرفق العام الذي يرجى من وراء تسييره عن طريق هذا األسلوب مداخيل‬
‫مالية ومشاريع منتجة للمداخيل‪ ،‬بالنظر للظرف املالي املحرج الذي تمر به الجزائر منذ‬
‫سنة ‪ 0214‬وإلى غاية يومنا هذا‪.‬‬
‫وبدرجة أقل يمكن إدراج قابلية املرفق العام على أساس اإلقليم‪ ،‬متمثال في املرفق‬
‫العام التابع للجماعات املحلية دون سواها‪ ،‬بالنظر ملا تعانيه هذه الوحدات اإلدارية‬
‫املحلية من وصول العجز املالي إلى انعدام القدرة على تغطية النفقات اإلجبارية هذا من‬

‫‪14‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪-‬املجلد ××‪ -‬العدد×× السنة‬
‫ص × ×– ص‬ ‫قابلية املرفق العام للتفويض في القانون الجزائري‬ ‫ط‪.‬د مجناح حسين‬
‫أ‪.‬د بركات محمد‬

‫جهة‪ ،‬وبالنظر للعوامل التي تتطلبها عصرنة املرفق العمومي املحلي‪ ،‬كجودة خدماته‬
‫وضمان إعمال مختلف املبادئ التي يقوم عليها من جهة أخرى‪.‬‬
‫وبدرجة ثالثة يمكن إدراج قابلية املرفق العام على أساس طابعه السيادي‪ ،‬حيث ال‬
‫نجد عناء في البحث عن مبررات هذا املرتكز الذي يتصل مباشرة بالوظائف السيادية‬
‫للدولة والتي ال يمكن التنازل عليها تحت طائلة أي ظرف من شأنه أن يجعل الدولة أو‬
‫الجماعات املحلية عاجزة عن تسييره‪.‬‬
‫الهوامش‬
‫‪ 1‬مرسوم رئاس ي رقم ‪ 042-11‬مؤرخ في ‪ 10‬سبتمبر ‪ ،0211‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‬
‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 11‬الصادرة بتاريخ ‪ 02‬سبتمبر ‪.)0211‬‬
‫‪ 0‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 111-11‬مؤرخ في ‪ 20‬أوت ‪ ،0211‬املتعلق بتفويض املرفق العام‪( ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 41‬الصادرة بتاريخ ‪21‬‬
‫أوت ‪.)0211‬‬
‫‪ 3‬تعليمة رقم ‪ 006‬مؤرخة في ‪ 21‬جوان ‪ ،0211‬املتعلقة بتجسيد أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ 111-11‬املؤرخ في ‪ 20‬أوت‬
‫‪ ،0211‬املتعلق بتفويض املرفق العام‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ 4‬مروان محي الدين القطب‪ ،‬طرق خصخصة املرافق العامة (االمتياز‪-‬الشركات املختلطة ‪ -BOT-‬تفويض املرفق العام‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة) الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،0221 ،‬ص ‪.431‬‬
‫‪ 1‬وليد حيدر جابر‪ ،‬التفويض في إدارة واستثمار املرافق العامة (دراسة مقارنة)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان ‪ 0221‬ص ‪.30‬‬
‫‪ 0‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 2‬فوناس سهيلة‪ ،‬تفويض املرفق في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص القانون‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪ ،0211 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ 1‬مروان محي الدين القطب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.431‬‬
‫‪ 1‬وليد حيدر جابر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ 12‬سعيد نكاوي‪ ،‬التدبير املفوض في املغرب على ضوء القانون رقم ‪ ،14-21‬دار الفاق املغربية للنشر والتوزيع الرباط‪ ،‬املغرب‬
‫‪ ،0212‬ص ‪.01‬‬
‫‪11 ZOUAIMIA Rachid, La délégation de service public au profit de personnes privées, Maison d’édition Belkeise.‬‬
‫‪Alger, 2012, P 04.‬‬
‫‪ 10‬املادة ‪ 20‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،111-11‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 13‬املادة ‪ 24‬من نفس املرسوم‪.‬‬
‫‪ 14‬التعليمة رقم ‪ ،220‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 11‬مروان محي الدين القطب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.444‬‬
‫‪ 10‬بركبية حسام الدين‪ ،‬تفويض املرفق العام في فرنسا والجزائر‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه ل م د في القانون العام‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،0211 ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪15‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪-‬املجلد ××‪ -‬العدد×× السنة‬
‫ص × ×– ص‬ ‫قابلية املرفق العام للتفويض في القانون الجزائري‬ ‫ط‪.‬د مجناح حسين‬
‫أ‪.‬د بركات محمد‬

‫‪ 12‬ضريفي نادية‪ ،‬تسيير املرفق العام والتحوالت الجديدة‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الجزائر‪ ،0212 ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ 11‬أنظر املوقع الرسمي للجريدة الرسمية الفرنسية على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪https://www.legifrance.gouv.fr/affichTexteArticle.do;jsessionid=7CB96B4E17E21CDB4868D6372C7394E2.tplgfr3‬‬
‫‪3s_2?idArticle=LEGIARTI000022283345&cidTexte=LEGITEXT000006080988&dateT‬‬
‫‪ 11‬ضريفي نادية مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ 02‬وليد حيدر جابر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.032-001‬‬
‫‪ 01‬محمد محمد عبد اللطيف‪ ،‬تفويض املرفق العام‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،0222 ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ 00‬أبو بكر أحمد عثمان‪ ،‬عقود تفويض املرفق العام (دراسة تحليلية مقارنة)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬األزاريطة اإلسكندرية‬
‫مصر‪ ،0211 ،‬ص‪-‬ص ‪. 32-30‬‬
‫‪ 03‬وليد حيدر جابر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.031‬‬
‫‪ 04‬املادة ‪ 021‬من املرسوم الرئاس ي رقم ‪ ،042-11‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 01‬املادة ‪ 21‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،111-11‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 00‬املادة ‪ 20‬من نفس املرسوم‪.‬‬
‫‪ 02‬التعليمة رقم ‪ ،220‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ 01‬املادة رقم ‪ 20‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،111-11‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 01‬التعليمة رقم ‪ ،220‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 32‬املادة ‪ 21‬الفقرة ‪ 23 20‬من دستور ‪ ،1110‬صادق عليه الشعب في استفتاء عام يوم ‪ 01‬نوفمبر ‪ ،1110‬الصادر بموجب‬
‫املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 431-10‬املؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪( 1110‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،20‬الصادرة بتاريخ ‪ 21‬ديسمبر ‪ ،)1110‬املعدل‬
‫واملتمم بموجب القانون رقم ‪ 23-20‬املؤرخ في ‪ 12‬أفريل ‪( 0220‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،01‬الصادرة بتاريخ ‪ 14‬أفريل ‪ ،)0220‬املعدل‬
‫واملتمم بموجب القانون رقم ‪ 11-21‬املؤرخ في ‪ 11‬نوفمبر ‪( 0221‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،03‬الصادرة بتاريخ ‪ 10‬نوفمر ‪ ،)0221‬املعدل‬
‫واملتمم بموجب القانون رقم ‪ 21-10‬املؤرخ في ‪ 20‬مارس ‪( ،0210‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،14‬الصادرة بتاريخ ‪ 22‬أفريل ‪ ،)0210‬املعدل‬
‫واملتمم‪ ،‬املصادق عليه في استفتاء عام بتاريخ ‪ 21‬نوفمبر ‪ ،0202‬الصادر بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 440-02‬املؤرخ في ‪32‬‬
‫ديسمبر ‪( 0202‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،10‬الصادرة بتاريخ ‪ 32‬ديسمبر ‪.)0202‬‬
‫‪ 31‬وليد حيدر جابر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.040‬‬
‫‪ 30‬التعليمة رقم ‪ ،220‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 33‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 34‬املادة ‪ 121‬الفقرة ‪ 21‬و‪ 20‬من القانون رقم ‪ 10-21‬املؤرخ في ‪ 24‬أوت ‪ ،0221‬املتعلق باملياه‪( ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 02‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 24‬سبتمبر ‪.)0221‬‬

‫‪16‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪-‬املجلد ××‪ -‬العدد×× السنة‬

You might also like