You are on page 1of 68

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة محمد بوضياف ‪ -‬المسيلة‬

‫ميدان‪ :‬الحـقـــــوق و العلـــــــوم السياسية‬ ‫كـلية الحـقـــــوق و العلـــــــوم السياسية‬


‫فرع‪ :‬الحـقـــــوق‬ ‫قسم الحـقـــــوق‪.‬‬
‫تخصص‪ :‬دولة و مؤسسات عمومية ‪.‬‬ ‫رقم‪.......................................... :‬‬

‫مذكزة مقذمت لنيل شهادة الماستز أكاديمــي‬


‫إعذاد الطالبيه‪:‬‬
‫عنان محمذ النور‬
‫لقزيز المختار‬

‫تحت عنوان‬

‫قواعد حماية األمالك الوطنية العمومية‬


‫في التشريع الجزائري‬

‫لجنت المناقشت‪:‬‬

‫رئيســـا ‪.‬‬ ‫جامعة محمد بوضياف المسيلة‬ ‫األستاذة‪ :‬حميدوش آسيا‬


‫مشرفا و مقررا ‪.‬‬ ‫جامعة محمد بوضياف المسيلة‬ ‫األستاذ‪ :‬زبدة نور الدين‬
‫مناقشا ‪.‬‬ ‫جامعة محمد بوضياف المسيلة‬ ‫األستاذ‪ :‬قاوي السعيد‬

‫السنت الجامعيت‪6102/6102 :‬‬


‫شكر وعرف ان‬

‫نقدم جزيل الشكر واالمتنان إلى كل من كان لنا سندا في انجاز‬

‫هذا العمل وعلى رأسهم األستاذ"زبدة نور الدين" ‪،‬‬

‫كما ال يفوتنا أن نتقدم بالشكر إلى جميع األساتذةواإلداريين‬

‫بكلية الحقوق‪،‬‬

‫وكل من ساهم في هذا العمل‬

‫من قريب أو من بعيد‪.‬‬

‫محمد النور‪ ،‬المختار‬

‫ماي ‪7102‬‬
‫مقدمـة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬

‫إن أىم وظيفة لمدولة ىي تنظيم حياة المواطن وتقديم الخدمات لو‪ ،‬وذلك عن طريق‬
‫إشباع حاجياتو العامة‪،‬ولتحقيق ىذه الغاية تستعين في ممارسة نشاطيا‪ -‬فضال عن كفاءة‬
‫جيازىا اإلداري‪ -‬بالوسائل المادية الالزمة والمتمثمة في األموال العامة‪،‬ىذه األخيرة تسعى الدول‬
‫لزيادة حجميا حتى تحقق فعالية أكبر‪،‬وىو ما ٍانتيجتو الجزائر خاصة بعد تحول دورىا في‬
‫االقتصادي من دولة حارسة تكتفي بالرقابة إلى دولة متدخمة (نشطة)‪.‬‬ ‫المجال ٍ‬

‫وقد مرت األموال العامة في الجزائر عبر عدة مراحل مسايرة بذلك السياسة المنتيجة من‬
‫االستقالل ساد فراغ قانوني رىيب ترتب عنو ٍاستمرار العمل‬ ‫طرف الدولة‪ ،‬حيث أنو بعد ٍ‬
‫بالقوانين الفرنسية‪ ،‬إلى غاية صدور دستور‪ 1791‬الذي نص عمى تبني الدولة لمنظام ٍ‬
‫االشتراكي‬
‫القائم ع مى الممكية العامة لوسائل اإلنتاج تبعو بذلك قانون األمالك الوطنية ‪ 11/48‬الذي سار‬
‫عمى خطى الدستور وتضمن مبدأ وحدة أموال الدولة‪ ،‬ونتيجة لتغير الظروف السياسية و‬
‫االجتماعية صدر دستور ‪ 1747‬الذي يعتبر مرحمة تحول كبرى في تاريخ الجزائر‪،‬ثم‬
‫دستور‪ 1771‬حيث تضمنا ٍانتياج نظام ٍاقتصاد السوق و التخمي عن ٍ‬
‫االشتراكية وصدر في‬
‫ظميما قانون ‪ 00/70‬المتعمق باألمالك الوطنية الذي الزال ساري المفعول‪ ،‬ونص عمى تبني‬
‫المشرع الجزائري لنظام ٍازدواجية األمالك الوطنية وقسميا إلى أمالك وطنية خاصة و أمالك‬
‫وطنية عمومية بحيث تخصص ىذه األخيرة لخدمة المنفعة العامة وٍاستعمال الجماىير‪.‬‬

‫ونظ ار لألىمية البالغة التي تحتميا األمالك الوطنية العمومية باعتبارىا أبرز وسيمة تعتمد‬
‫عمييا الدولة لمقيام بمياميا عمى أحسن وجو‪،‬كما أنيا تعبر عن سيادتيا الوطنية‪.‬‬

‫وتكمن أىميتيا في انيا ‪:‬‬

‫‪ -‬تساىم في التنمية وترقية حياة الفرد والمجتمع وتحقيق المصمحة العامة ‪.‬‬
‫‪ -‬تجسيد القيم الوطنية والمحافظة عمييا من خالل اآلثار والمتاحف ‪.‬‬
‫‪ -‬تحافظ عمى التوازن البيئي وااليكولوجي كالغابات ‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر االمالك الوطنية العمومية ذات أىمية بالغة في تحقيق وتنفيذ خطط التنمية‬
‫االقتصادية في الدول ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫‪ -‬محاولة تجميع وسائل استعمال االمالك الوطنية العمومية كونيا متفرقة عبر قوانين‬
‫وتنظيمات مختمفة ‪،‬وعدم استقرارىا وتغيرىا الدائم وذلك لكي يستفيد منيا كل باحث وكل‬
‫من لو عالقة بوسائل استعمال االمالك الوطنية العمومية ‪.‬‬

‫ونظ ار ليذه االىمية وجب عمى الدولة أن توفر الحماية ليذه األمالك ضد كل ٍ‬
‫االعتداءات‬
‫التي تستيدفيا خاصة بعد زيادتيا في الفترة األخيرة‪ ،‬وذلك عن طريق سن إجراءات و قوانين‬
‫كفيمة بضمان تأدية ىذه األمالك لمغرض الذي أنشئت من أجمو واستمرارىا في ذلك ‪.‬‬

‫ولدراسة ىذا الموضوع تثار اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ما ىي اآلليات التي رصدىا المشرع الجزائري لحماية األمالك الوطنية العمومية؟‬

‫ويندرج ضمن ىذه اإلشكالية التساؤالت الفرعية اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -‬ما مفيوم األمالك الوطنية العمومية كمحل لمحماية القانونية؟‬

‫‪ -‬ما ىي أنواع األمالك الوطنية العمومية ؟‬

‫‪ -‬ما ىي الطرق القانونية المقررة لحماية األمالك الوطنية العمومية ؟‬

‫‪ -‬ما ىي وسائل حماية األمالك الوطنية العمومية ؟‬

‫أما عن دوافع اختيار ىذا الموضوع تعود إلى رغبتنا الخاصة في دراستو‪ ،‬وكذا المساىمة‬
‫في إثراء المكتبة القانونية بمثل ىذه المواضيع‪ ،‬فقد حاولنا من خالل ىذه الدراسة إثراء الموضوع‬
‫ببعض اآلراء والحقائق التي تعكس واقع األمالك الوطنية العمومية‪ ،‬والتعديات التي تقع عمييا‪.‬‬

‫وبالرغم من المكانة البارزة التي يحتميا الموضوع إال أنو لم يمق االىتمام الكافي من‬
‫القانونيين‪ ،‬ما جعمنا نتعرض لبعض العراقيل كنقص المراجع خاصة المتخصصة منيا وقمة‬
‫المقاالت و البحوث عمى اإلنترنت‪.‬‬

‫ولإلحاطة بجميع جوانب الموضوع‪ ،‬وقصد اإلجابة عن اإلشكالية السابقة ٍاستعممنا‬


‫المنيج التحميمي حيث ٍاعتمدنا عمى النصوص القانونية وبعض اآلراء الفقيية معتمدين في ذلك‬
‫عمى تقسيم ىذا الموضوع إلى فصمين‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫الفصل األول تطرقنا فيو إلى ماىية األمالك الوطنية العمومية تضمنو مبحثان‪ ،‬المبحث‬
‫األول يتعمق بمفيوم األمالك الوطنية العمومية والمبحث الثاني حول أنواع األمالك الوطنية‬
‫العمومية و طرق تكوينيا‪.‬‬

‫أما في الفصل الثاني تناولنا حماية األمالك الوطنية العمومية‪ ،‬والذي قسم إلى ثالث‬
‫مباحث‪ ،‬المبحث األول تضمن الحماية المدنية لألمالك الوطنية العمومية‪ ،‬والمبحث الثاني جاء‬
‫بالحماية اإلدارية لألمالك الوطنية العمومية‪ ،‬والمبحث الثالث يتعمق بالحماية الجنائية لألمالك‬
‫الوطنية العمومية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‬
‫الفصل األول‪ :‬ماىية األمالك الوطنية العمومية‬

‫الفصل األول‬
‫ماىية األمالك الوطنية العمومية‬
‫ترتكز الدولة في ممارسة النشاطات المسندة ليا عمى األمالك الوطنية خاصة بعد زيادة‬
‫تدخميا في النشاط االقتصادي‪ ،‬وىو ما أدى إلى االىتمام أكثر بيذه األمالك وبروز قوانين‬
‫جديدة بعد التخمي عن النظام االشتراكي‪.‬‬

‫ونتج عن ذلك صدور قانون ‪ 30/90‬المؤرخ في‪ 01‬ديسمبر‪1990‬المتضمن قانون‬


‫األمالك الوطنية المعدل و المتمم بالقانون ‪ 14/08‬المؤرخ في ‪ 20‬يوليو‪ ،2008‬حيث قسم‬
‫األمالك الوطنية إلى نوعين‪ :‬أموال تممكيا الدولة ممكية خاصة و تستعمميا في استغالل مواردىا‬
‫تسمى (األمالك الوطنية الخاصة)‪ ،‬وأموال عامة تممكيا الدولة لكنيا موجية لالنتفاع العام و‬
‫‪1‬‬
‫االستعمال الجماىيري تسمى (األمالك الوطنية العمومية)‪.‬‬

‫و لمتعرف عمى ماىية األمالك الوطنية العمومية نبدأ بتحديد مفيوميا وىو ما سنتناولو‬
‫في (المبحث األول) ثم تبيان أنواعيا وطرق تكوينيا في (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪ - 1‬قانون رقم‪ 30/90‬مؤرخ في‪01‬ديسمبر‪1990‬يتضمن قانون األمالك الوطنية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪،52‬بتاريخ ‪02‬ديسمبر‪.1990‬‬


‫الفصل األول‪ :‬ماىية األمالك الوطنية العمومية‬

‫المبحث األول‪:‬مفيوم األمالك الوطنية العمومية‬


‫أثر تطور النظم الرأسمالية عمى المفيوم التقميدي لألموال العامة فأدخمت عمى أحكاميا‬
‫القانونية الكثير من القواعد والمعايير المستحدثة‪ ،‬وبرز ذلك في ظيور أنماط جديدة من األموال‬
‫الممموكة لألشخاص اإلدارية العامة تتميز بعدم خضوعيا لقواعد المال العام التقميدية‪،‬وخضوعيا‬
‫‪1‬‬
‫لقواعد قانونية متميزة تتناسب مع أىداف تشغيميا ونوعيتيا‪.‬‬

‫وقد أثارت نظرية األموال العامة ومسألة مفيوم المال العام جدال فقييا واسعا‪ ،‬نظ ار لعدم‬
‫حصرىا عمى وجو الدقة‪ ،‬مما أدى إلى اختالف الفقياء حول تحديد الكثير من المسائل التي‬
‫‪2‬‬
‫تتعمق بالمال العام في الحاالت التي لم يحدد المشرع اتجاىيا موقفا واضحا‪.‬‬

‫وقد عرفت الجزائر منذ االستقالل نصان اىتما بيذا المجال ىما‪:‬‬

‫‪-‬األمر‪ 16/84‬الصادر في ‪30‬جوان‪ 1984‬المتعمق بقانون األمالك الوطنية‪،‬والذي‬


‫تميز بمفيومو الموسع لألمالك الوطنية‪.‬‬

‫‪-‬القانون‪30/90‬الصادر في ‪1‬ديسمبر‪ 1990‬الذي تضمن أيضا قانون األمالك الوطنية‪،‬‬


‫المعدل والمتمم باألمر‪ 14/08‬المؤرخ في ‪20‬يوليو‪ ،2008‬وميز بين األمالك الوطنية العمومية‬
‫‪3‬‬
‫و الخاصة‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف األمالك الوطنية العمومية‬

‫يقصد باألمالك الوطنية العامة (الدومين العام) األموال التي تممكيا الدولة أو الجماعات‬
‫اإلقميمية التابعة ليا‪ ،‬سواء كانت منقوالت أو عقارات والمخصصة لممنفعة العامة‪ ،‬ومن أمثمة‬
‫ذلك األنيار والطرق و الحدائق العامة ‪.‬‬

‫‪ -1‬محمدفاروق عبد الحميد‪ ،‬التطور المعاصر لنظرية األموال العامة في القانون الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،1988 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪-2‬بومزبر باديس‪،‬النظام القانوني لألموال العامة في التشريع الجزائري‪،‬مذكرة ماجستير‪،‬جامعة منتوري قسنطينة‪،‬كمية الحقوق‬
‫الحقوق‪،2012-2011،‬ص‪.6‬‬ ‫والعموم السياسية‪،‬قسم‬
‫‪ -3‬خالد با عيسى‪ ،‬حماية األمالك الوطنية العامة في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق والعموم السياسة‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،2014-2013،‬ص‪.4‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماىية األمالك الوطنية العمومية‬

‫وإلبراز األىمية التي تكتسييا األمالك الوطنية العامة‪ ،‬وجب التطرق إلى التعريفين‬
‫‪1‬‬
‫الفقيي والقانوني‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬التعريف الفقيي لألمالك الوطنية العمومية‬

‫انقسم الفقو الفرنسي في تعريفو لألموال العامة إلى ثالثة آراء ىي‪:‬‬

‫الرأي األول‪ :‬يذىب أصحاب ىذا الرأي إلى القول بأن األموال العامة ىي مجموعة‬
‫األموال المخصصة الستعمال الجميور مباشرة كالطرق العامة واألنيار والبحار‪.‬‬

‫لكن ما يعاب عمى ىذا االتجاه أنو أخرج األموال المخصصة لممرافق العامة من دائرة‬
‫‪2‬‬
‫األموال العامة‪.‬‬

‫الرأي الثاني‪ :‬جاء بو الفقيو > ‪< Duguit‬الذي جعل فكرة المرفق العام األساس الذي يبنى‬
‫عميو‪ ،‬فاعتبر جميع األموال المخصصة لممرافق العامة أمواال عامة‪ ،‬كما يرى أن مفيوم المرفق‬
‫العام متطابق مع مفيوم الحاجات العامة بحيث أن كل نشاط حكومي يستيدف سد احتياج عام‬
‫ىو مرفق عام‪.‬‬

‫وانتقد ىذا االتجاه بأنو يوسع من رقعة األموال العامة توسيعا شديدا يدخل في نطاقيا‬
‫أمواال ال تستدعي إضفاء العمومية عمييا وتمتعيا بنظام الحماية االستثنائية وضرب مثل لذلك‬
‫‪3‬‬
‫بقارورة حبر صغيرة في أحد المكاتب اإلدارية‪.‬‬

‫الرأي الثالث‪ :‬يعتقد فيو الفقيو >‪<André Hauriou‬أن المال يكتسب الصفة العامة متى‬
‫خصص لالستعمال الجماىيري العام أو خصص لمرفق عام‪ ،‬مع استبعاده لبعض عناصر‬
‫األموال المخصصة لممنفعة العامة بحجة خضوعيا لنظم قانونية خاصة مثل األرصدة النقدية و‬
‫‪4‬‬
‫المخزون السمعي الحكومي‪.‬‬

‫‪-1‬خالد با عيسى‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.5‬‬


‫نفسو‪.‬‬ ‫‪-2‬المرجع‬
‫‪-3‬محمد فاروق عبد الحميد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.30 ،29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماىية األمالك الوطنية العمومية‬

‫ال تالحظ في ىذا االتجاه أوجو النقص التي شابت الرأيين السابقين‪ ،‬وعميو فمعيار‬
‫ا لتخصيص لمنفع العام يعتبر اعم و اشمل‪ ،‬ويندرج بموجبو األموال الموضوعة تحت التصرف‬
‫‪1‬‬
‫المباشر لمجميور و األمالك المخصصة لمختمف المرافق العامة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬التعريف القانوني لألمالك الوطنية العمومية‬

‫أوال_الدستور‪:‬عرف المؤسس الجزائري الممكية العامة في المادة ‪18‬من قانون ‪01/16‬‬


‫المؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪ 2016‬المتضمن التعديل الدستوري التي تنص"الممكية العامة ىي ممك‬
‫المجموعة الوطنية‪.2"...‬‬

‫فالمشرع عرفيا بتحديد صاحبيا وىي المجموعة الوطنية‪ ،‬غير أن ىذه األخيرة لم يبين‬
‫النص الدستوري من يمثميا‪ ،‬زيادة عمى ذلك تم المجوء إلى أسموب التعداد لتحديد نطاق الممكية‬
‫العامة في نفس المادة وىذا إلضفاء الحماية الدستورية عمييا‪،‬ومنع الدولة من التصرف فييا‬
‫برفع التخصيص عنيا‪.‬‬

‫ولجأ في األخير إلى اإلحالة إلى القانون في تحديد عناصر أخرى لألمالك الوطنية‬
‫وتبيان نظاميا القانوني‪ ،‬والسيما المتعمق بتسييرىا وذلك بحكم أن الدستور يتضمن المبادئ‬
‫والقواعد العامة ويترك التفصيل فييا لمتشريع‪.3‬‬

‫ثانيا_قانون األمالك الوطنية‪ :‬نص قانون ‪14/08‬المؤرخ في ‪20‬يوليو‪ 2008‬الذي‬


‫يعدل ويتمم القانون‪ 30/90‬المؤرخ في‪01‬ديسمبر‪1990‬المتضمن قانون األمالك الوطنية في‬
‫المادة ‪ 6‬منو عمى أنو"تتكون األمالك الوطنية العمومية من الحقوق و األمالك المنقولة و‬
‫العقارية التي يستعمميا الجميع والموضوعة تحت تصرف الجميور المستعمل إما مباشرة واما‬
‫بواسطة مرفق عام شريطة أن تكيف في ىذه الحالة‪ ،‬بحكم طبيعتيا أو تييئتيا الخاصة تكييفا‬
‫مطمقا أو أساسيا مع اليدف الخاص ليذا المرفق‪.‬‬

‫‪-1‬خالد باعيسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.6‬‬


‫‪-2‬قانون ‪01/16‬مؤرخ في ‪06‬مارس‪ 2016‬المتضمن التعديل الدستوري‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،14‬بتاريخ‪07‬مارس‪.2016‬‬
‫‪-3‬حنان ميساوي‪ ،‬آليات حماية األمالك الوطنية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقا يد تممسان‪ ،‬كمية الحقوق والعموم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،2015-2014،‬ص‪.42-41‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماىية األمالك الوطنية العمومية‬

‫و تدخل أيضا ضمن األمالك الوطنية العمومية‪ ،‬الثروات والموارد الطبيعية المعرفة في‬
‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 15‬من ىذا القانون"‪.‬‬

‫فحسب نص المادة أعاله فإن األمالك الوطنية العمومية ىي األموال المخصصة‬


‫الستعمال الجميور مباشرة أو عن طريق المرفق العام‪ ،‬والتي ال يمكن أن تكون محل تمميك‬
‫خاص‪.‬‬

‫غير أن األموال المخصصة لخدمة مرفق الدفاع ال يستعمميا الجميور بواسطة ىذا‬
‫المرفق بل يمنع عميو ارتياد الثكنات واستعمال أمواليا وبالتالي فإن صياغة المادة ‪ 6‬تخرج‬
‫‪2‬‬
‫األموال العسكرية من دائرة األموال العامة‪ ،‬وىو أمر ال يمكن األخذ بو عمى وجو اإلطالق‪.‬‬

‫كما أكدت المادة ‪ 3‬من قانون ‪ 14/08‬المتعمق بقانون األمالك الوطنية بأن األمالك‬
‫الوطنية العمومية ىي األمالك المنصوص عمييا في المادة ‪ 2‬من ىذا القانون والتي ال يمكن‬
‫أن تكون محل ممكية خاصة بحكم طبيعتيا أو غرضيا‪.‬‬

‫أما األمالك الوطنية األخرى غير المصنفة ضمن األمالك الوطنية العمومية والتي تؤدي‬
‫وظيفة إمتالكية ومالية فتمثل األمالك الوطنية الخاصة‪.3‬‬

‫ومما سبق فاألمالك الوطنية العمومية تختمف اختالفا واضحا عن األمالك الوطنية‬
‫الخاصة‪ ،‬ألن المشرع الجزائري تخمى عن وحدة المال العام التي كانت سائدة في ظل‬
‫القانون‪ 16/84‬المؤرخ في يونيو ‪ ،1984‬وانتيج ازدواجية المال العام في قانون ‪30/90‬‬
‫المعدل والمتمم‪ ،‬المتضمن لقانون األمالك الوطنية متماشيا مع التغيرات الجذرية في المجال‬
‫االقتصادي ومراعاة لمبدأ التدرج اليرمي لمقوانين‪.‬‬

‫‪-1‬قانون‪14/08‬مؤرخ في ‪20‬يوليو‪ 2008‬يعدل ويتمم قانون‪30-09‬المؤرخ في ‪01‬ديسمبر‪1990‬المتضمن قانون األمالك‬


‫الوطنية‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،44‬بتاريخ‪03‬سبتمبر‪.2008‬‬
‫‪-2‬أعمر يحياوي‪ ،‬القانون اإلداري لألمالك الوطنية‪ ،‬دار األمل لمطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2012،‬ص‪.12‬‬
‫‪-3‬قانون‪14/08‬المتضمن قانون األمالك الوطنية‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماىية األمالك الوطنية العمومية‬

‫المطمب الثاني‪:‬التمييز بين األمالك الوطنية العمومية واألمالك الوطنية‬


‫الخاصة‪.‬‬

‫الدولة ليا نوعين من األموال‪،‬أموال عامة وأموال خاصة والتمييز بينيما يعتبر مسألة‬
‫أساسية ألن كل منيما يخضع لنظام قانوني خاص بو‪،‬وىذا بالنظر إلى درجة اتصال ىذه‬
‫األموال بالنشاط العام أو الحاجات العامة لمجميور‪،‬بحيث أن األمالك الوطنية العامة تخضع‬
‫لقواعد القانون العام أما األمالك الوطنية الخاصة تخضع ألحكام القانون الخاص‪.‬‬

‫و خضوع األمالك الوطنية العمومي ة ألحكام القانون العام يعطييا الحماية القانونية‬
‫المتميزة التي يمنحيا ليذه األموال‪ ،‬من أجل الحفاظ عمييا وحمايتيا من الفساد واستمرارىا في‬
‫‪1‬‬
‫خدمة الجميور‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬المعايير التقميدية لتمييز األمالك الوطنية العمومية عن الخاصة‪.‬‬

‫لقد تعددت المعايير التي جاءت في سياق تمييز المال العام عن المال الخاص وأىميا ىي‪:‬‬

‫أوال_معيار طبيعة المال‪ :‬يعد ىذا المعيار من أقدم المعايير التي قيمت في سياق التفرقة‬
‫بين المال العام و المال الخاص لمدولة‪ ،‬ووفقا ليذا المعيار يعتبر المال ماال عاما أو ماال‬
‫خاصا بالنظر إلى الطبيعة الذاتية ليذا المال‪ ،‬وىل ىو قابل بطبيعتو لمتممك الخاص أم ال ‪،‬‬
‫ويتفرع عن ذلك أنو يعتبر المال ماال عاما إذا كان بطبيعتو غير قابل ألن يكون محال لمممكية‬
‫الخاصة ألنو مخصص الستعمال الجميور وأيا كانت طريقة االستعمال‪،‬ومن ثم فتعتبر الطرق‬
‫العامة واألنيار وشواطئ البحار أمواال عامة بالنظر إلى تخصيصيا الستعمال الجميور‪.2‬‬

‫وانتقد ىذا المعيار بأن عدم قابمية التممك الخاص ال يرجع إلى طبيعة الشيء ذاتو بل‬
‫ىو نتيجة تطبيق نظام قانوني خاص وىو نظام األموال العمومية‪،‬بغية حمايتيا وضمان استمرار‬
‫تخصيصيا‪ ،3‬كما أن المال في تعريفو ىو شيء قابل بطبيعتو لمتممك من جانب اإلنسان‪.4‬‬

‫‪-1‬حميتيم العمري‪ ،‬األموال العامة ومعايير تمييزىا‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة محمد بوضياف المسيمة‪ ،‬كمية الحقوق والعموم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،2016-2015،‬ص‪.31‬‬
‫‪-2‬محمد عمي الخاليمة‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الثقافة لمنشر‪ ،‬األردن‪ ،2015،‬ص‪.336-335‬‬
‫‪-3‬إبراىيم عبد العزيز شيحا‪ ،‬األموال العامة‪ ،‬أبو العزم لمطباعة والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2002 ،‬ص‪.61‬‬
‫‪-4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماىية األمالك الوطنية العمومية‬

‫ثانيا_ معيار التخصيص‪ :‬ال يذىب أنصار ىذه المدرسة إلى أن معيار المال العام يكمن‬
‫في طبيعة المال ذاتو باعتباره غير قابل لمممكية الخاصة‪ ،‬وانما وجدوا في فكرة التخصيص‬
‫>‪<l 'affectation‬أساسا صالحا لتمييز األموال العامة يسوغ أفرادىا بأحكام قانونية خاصة‪.‬‬

‫ورغم اتفاق أنصار ىذه المدرسة عمى رفض فكرة طبيعة المال العام واتخاذىم فكرة‬
‫التخصيص كأساس مميز لممال العام إال أنيم انقسموا في المقصود بالتخصيص إلى اتجاىين‬
‫‪2‬‬
‫ىما‪ 1:‬التخصيص لممرفق العام والتخصيص لممنفعة العامة‪.‬‬

‫أما في التشريع الجزائري نجد أن المشرع اعتمد عمى المعيار السائد في النظرية التقميدية‬
‫لتعريف المال العام وىو معيار التخصيص لمنفع العام‪،‬سواء التخصيص لالستعمال المباشر من‬
‫طرف الجميور أو التخصيص لممرفق العام‪،‬وىو ما أكدتو المادة ‪ 6‬من قانون‪ 14/08‬المتضمن‬
‫قانون األمالك الوطنية ‪.‬‬

‫و أضاف المشرع شرطا آخر‪ ،‬ىو تكييف المال إما بحكم طبيعتو أو تييئتو تييئة خاصة‬
‫تتماشى وغرض المرفق‪ ،‬غير أن بعض األمالك المخصصة الستعمال الجميور ىي أيضا‬
‫تحتاج إلى تييئة خاصة كالحدائق العامة‪.‬‬

‫كما تبنى المشرع في قانون األمالك الوطنية معيار عدم القابمية لمتممك الخاص‪ ،‬عند‬
‫اعتباره أن األمالك الوطنية العمومية ىي تمك األمالك التي ال يمكن أن تكون محل ممكية‬
‫‪3‬‬
‫خاصة بحكم طبيعتيا أو غرضيا‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة أن المشرع الجزائري إنفرد بإدراج معيار خرج بو عن النظرية التقميدية‬
‫تضمنتو المادة ‪ 3‬من قانون ‪ 14/08‬المتضمن قانون األمالك الوطنية‪ ،‬وىو معيار الوظيفة‬
‫التي يؤدييا المال حيث عرف األمالك الوطنية الخاصة بأنيا تمك األمالك التي تؤدي أغراضا‬
‫إمتالكية و مالية‪.‬‬

‫‪-1‬إبراىيم عبد العزيز شيحا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.62‬‬


‫‪-2‬أنظر التعريف الفقيي (المذكور سابقا)‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪-3‬حنان ميساوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماىية األمالك الوطنية العمومية‬

‫و ي الحظ أن ىذا الحكم ليس مطمقا‪ ،‬إذ أن الثروات الطبيعية المدرجة ضمن األمالك‬
‫الوطنية العمومية تؤدي وظيفة مالية اقتصادية بحتة‪ ،‬بحيث يمكن أن تكون محل استغالل‬
‫صناعي و تجاري وفقا لمنصوص التي تخضع ليا‪ ،‬كما أن ىناك أمالك وطنية خاصة ال تؤدي‬
‫‪1‬‬
‫وظيفة مالية ومع ذلك لم تدرج ضمن األمالك الوطنية العمومية وبالتالي فيذا المعيار نسبي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬معيار التحديد التشريعي‬

‫يقصد بو تحديد األمالك الوطنية بنوعييا وتعدادىا في النصوص القانونية الرسمية‪،‬‬


‫والمشرع الجزائري باإلضافة إلى اعتماده عمى التعريفات المستندة إلى المعايير التقميدية لجأ إلى‬
‫أسموب التحديد التشريعي لألمالك الوطنية العمومية والخاصة سواء كانت تابعة لمدولة ‪،‬الوالية‬
‫أو البمدية‪.‬‬

‫حسب نص المادة ‪ 14‬من قانون ‪ 30/90‬المتعمق بقانون األمالك الوطنية‪ ،‬فالمشرع‬


‫الجزائري قسم األمالك العمومية لمدولة إلى أمالك طبيعية حددىا في المادة ‪ 15‬من قانون‬
‫األمالك الوطنية‪ ،‬وأمالك اصطناعية حددىا في المادة ‪ 16‬المعدلة بالمادة ‪ 7‬من قانون‪14/08‬‬
‫المتضمن قانون األمالك الوطنية ‪ ،‬أما األمالك الوطنية الخاصة وبعد تعريفيا بأنيا تمك‬
‫األمالك غير المصنفة ضمن األمالك العمومية‪ ،‬فقد عددىا المشرع في المواد ‪17،18،19،20‬‬
‫‪2‬‬
‫من نفس القانون‪.‬‬

‫كما حدد المشرع الجزائري األمالك الوطنية العمومية في قانون ‪ 01/16‬المتضمن‬


‫التعديل الدستوري في الفقرة الثانية من المادة‪ 18‬التي تنص"‪ ...‬وتشمل باطن األرض‪،‬‬
‫والمناجم‪،‬والمقالع‪ ،‬والموارد الطبيعية لمطاقة‪،‬والثروات المعدنية الطبيعية و الحية‪،‬في مختمف‬
‫مناطق األمالك الوطنية البحرية‪،‬والمياه والغابات‪.‬‬

‫كما تشمل الن قل بالسكك الحديدية‪،‬و النقل البحري و الجوي‪ ،‬والبريد والمواصالت السمكية‬
‫‪3‬‬
‫والالسمكية‪ ،‬وأمالك أخرى محددة في القانون"‪.‬‬

‫‪-1‬حنان ميساوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.46‬‬


‫‪ -2‬المواد من ‪14‬إلى‪ 20‬قانون‪ 30/90‬المتضمن قانون األمالك الوطنية‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 81‬قانون ‪ 18/82‬المتضمن التعديل الدستوري‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماىية األمالك الوطنية العمومية‬

‫فالمشرع الجزائري بتعريفو لألمالك الوطنية أعطى محتوى جديد ليذه األمالك يوافق‬
‫النيج الجديد المتبع‪ ،‬وعاد إلى النظرية التقميدية القائمة عمى االزدواجية وتولى بنفسو تعريف‬
‫نوعييا‪ ،‬باالعتماد عمى معايير تقميدية كمعيار عدم القابمية لمتممك ومعيار التخصيص لممنفعة‬
‫العامة‪،‬إضافة إلى الوظيفة التي يقوم بيا المال‪،‬كما أدرج أموال أخرى في الدستور مضيفا عمييا‬
‫حماية دستورية ‪.‬‬

‫و ىكذا لم يترك المشرع بتعريفو لألمالك الوطنية بنوعييا مجاال واسعا الجتياد كل من‬
‫القضاء والفقو الجزائريين‪،‬عكس المشرع الفرنسي الذي لم يتبنى فكرة ازدواجية أموال األشخاص‬
‫العامة إال بعد تبنييا من طرف الفقو ثم القضاء المذان توليا وضع معايير لتحديد مكونات أموال‬
‫‪1‬‬
‫الدولة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬أنواع األمالك الوطنية العمومية وطرق تكوينيا‬


‫تخضع األمالك الوطنية العمومية لقاعدة رئيسية وىي التخصيص لممنفعة العامة ويجب‬
‫أن تكون مييأة لذلك‪ ،‬فيي تعتبر عصب الدولة في ممارسة نشاطيا االقتصادي ‪ ،‬ونظ ار ليذه‬
‫األىمية أحاطيا المشرع بمجموعة من األطر التي تنظم أحكاميا‪ ،‬حيث تناول أنواع األمالك‬
‫الوطنية العمومية ثم خصيا بعدة أحكام من حيث تكوينيا‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬أنواع األمالك الوطنية العمومية‬

‫تختمف األمالك الوطنية العمومية من حيث طبيعتيا وىو ما جاءت بو المادة ‪ 14‬من‬
‫قانون ‪ 30/90‬المتعمق بقانون األمالك الوطنية العامة التي تنص"تتكون األمالك الوطنية‬
‫العمومية في مفيوم ىذا القانون من األمالك العمومية الطبيعية واألمالك العمومية‬
‫‪2‬‬
‫االصطناعية"‪.‬‬

‫‪-1‬حنان ميساوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.47‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 14‬من قانون ‪ 30/90‬المتضمن قانون األمالك الوطنية‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماىية األمالك الوطنية العمومية‬

‫الفرع األول‪:‬األمالك الوطنية العمومية الطبيعية‬

‫يقصد بيا ىو ما تم تكوينو بفعل الطبيعة‪ ،‬دون جيد أو عمل بشري ومن قبيميا‪،‬مجاري‬
‫األنيار والوديان أو تمك التي يكشف عنيا البحر‪ ،‬أو الثروات أو الموارد الطبيعية السطحية أو‬
‫الجوفية المتمثمة في الموارد المائية بمختمف أنواعيا والمحروقات السائمة منيا والغازية والثروات‬
‫المعدنية‪ ،‬أو المعادن األخرى أو المنتجات المستخرجة من المناجم و المحاجر‪،‬والثروات البحرية‬
‫و الغابية ‪ 1،‬كما حددتيا المادة ‪ 15‬من قانون ‪ 30/90‬وىي‪:‬‬

‫شواطئ البحار‪ :‬وتتكون من األراضي المجاورة لمياه البحار وتغطى بمياىو في ساعات‬
‫المد العالي وتنكشف عنيا ىذه ا لمياه في حالة الجزر‪ ،‬ومن ىذا المنطمق فتكوينيا يرتبط أساسا‬
‫بظاىرة المد والجزر الطبيعية ويتوقف امتدادىا ضيقا و اتساعا عمى قوة وضعف ظاىرة المد‪،‬‬
‫وعميو فالذي يؤخذ في االعتبار ىو أقصى ما يصل إليو امتداد ظاىرة المد خالل فصل‬
‫‪2‬‬
‫الشتاء‪.‬‬

‫قعر البحر اإلقميمي وباطنو ومياىو الداخمية‪ :‬وذلك عمى طول ‪ 12‬ميال بحريا‪ ،‬وتعين‬
‫حدود البحر جية األرض إ بتداءا من خط الشاطئ الذي تبمغو المياه في أعمى مستواىا خالل‬
‫‪3‬‬
‫السنة و في الظروف الجوية العادية‪.‬‬

‫المياه البحرية الداخمية‪ :‬يتفق كتاب القانون الدولي أن المياه البحرية الداخمية حسب‬
‫المادة الرابعة من اتفاقية جنيف لسنة ‪ 1958‬و اتفاقية عام ‪، 1982‬تشمل المياه التي تقع داخل‬
‫الخط الذي يقاس إبتداءا منو البحر اإلقميمي‪ ،‬وعميو فالمياه البحرية الداخمية ىي األجزاء من‬
‫البحر التي تتغمغل في إقميم الدولة وتتداخل فيو وىي‪:‬البحار‪،‬البحيرات‪،‬الخمجان‪،‬القنوات‪،‬والموانئ‬
‫التي تقع داخل إقميم الدولة‪ ،‬وقد اعتبرت جميعا في تقدير المشرع الجزائري جزءا من أموال‬
‫‪4‬‬
‫الدولة العامة البحرية‪.‬‬

‫‪-1‬عالء الدين عشي‪ ،‬مدخل القانون اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دار اليدى لمطباعة‪ ،‬عين مميمة الجزائر‪ ،2010،‬ص‪.109‬‬
‫‪-2‬محمد فاروق عبد الحميد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.192‬‬
‫‪-3‬بومزبر باديس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪-4‬حميتيم العمري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماىية األمالك الوطنية العمومية‬

‫طرح البحر ومحاسره‪ :‬ىي األراضي التي تتكون من الطمي الذي يأتي بو الساحل‬
‫ويظير فوق أعمى مستوى األمواج‪ ،‬أما محاسر البحر فيي األراضي التي يتركيا البحر مكشوفة‬
‫لدى انحساره ولم تعد المياه تغمرىا في أعمى مستواىا‪.‬‬

‫مجاري المياه ورقائق المجاري الجافة وكذلك الجزر التي تتكون داخل رقائق المجاري‬
‫والبحيرات والمساحات المائية األخرى‪ ،‬أو المجاالت الموجودة ضمن حدودىا كما يعرفيا قانون‬
‫المياه‪.‬‬

‫المجال الجوي اإلقميمي‪ :‬ويتمثل في المجال الجوي الذي يعمو إقميم الدولة‪ ،‬وتمارس فيو‬
‫الدولة سيادتيا من سمطة ضبط وتنظيم حركة المالحة الجوية طبقا لمقوانين واإلتفاقيات الدولية‬
‫بما يحقق مصالحيا‪ ،‬وال يمكن تحديد عمو ىذا المجال‪ ،‬وبالتالي تتضح سيطرة الدولة عمى‬
‫‪1‬‬
‫مجاليا الجوي بتطورىا التكنولوجي‪.‬‬

‫الثروات والموارد الطبيعية السطحية والجوفية المتمثمة في الموارد المائية بمختمف‬


‫أنواعيا‪ ،‬والمحروقات السائمة منيا والغازية‪ ،‬والثروات المعدنية الطاقوية والحديدية‪ ،‬والمعادن‬
‫األخرى أو المنتوجات المستخرجة من المناجم والمحاجر‪ ،‬والثروات البحرية‪ ،‬وكذلك الثروات‬
‫الغابية الواقعة في كامل المجاالت البرية والبحرية من التراب الوطني في سطحو أو في جوفو‬
‫‪2‬‬
‫و‪/‬أو الجرف القاري‪ ،‬والمناطق البحرية الخاضعة لمسيادة الجزائرية أو لسمطتيا القضائية‪.‬‬

‫وتكمن أىمية اإلمتداد القاري أو الجرف القاري في أنو يضم مخزونا ضخما من الثروات‬
‫والموارد الطبيعية‪ ،‬ىذه المنطقة اليامة أثارت جدال بسبب عدم تحديدىا ماديا و كذلك نظ ار‬
‫لتعارض مصالح المجتمع الدولي ‪.‬‬

‫ويعرف األستاذ جاك بوركا >‪ <Jaques burcart‬االمتداد القاري كظاىرة جغرافية‬
‫جيولوجية بأنو‪-‬اإلمتداد القاري محدد بين الشاطئ و أول انحدار ىام في اتجاه عرض البحر‬
‫‪3‬‬
‫والذي يكون عمى أية مسافة‪.‬‬

‫‪-1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.18‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 15‬قانون‪ 30/90‬المتعمق باألمالك الوطنية المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪-3‬حميتيم العمري‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماىية األمالك الوطنية العمومية‬

‫والسائد لدى الفقياء العرب أن الجرف القاري يشمل حسب المادة ‪ 76‬من اتفاقية األمم‬
‫المتحدة‪ ،‬قاع وباطن أرض الم ساحات المغمورة التي تمتد إلى ما وراء البحر اإلقميمي في جميع‬
‫أنحاء اإلمتداد الطبيعي إلقميم الدولة البري‪ ،‬حتى الطرف الخارجي لمحافة القارية أو إلى مسافة‬
‫‪ 200‬ميل بحري من خطوط األساس التي يقاس منيا عرض البحر اإلقميمي إذا لم يكن الطرف‬
‫الخارجي لمحافة القارية يمتد إلى تمك المسافة‪.‬‬

‫الثروات والموارد الطبيعية والسطحية والجوفية‪ :‬وتشمل األرض بما تحتويو من الغابات‬
‫والبحار والمحيطات واألنيار ومجاري المياه و مصائد األسماك والموارد اإلستخراجية‪ ،‬وتعتبر‬
‫األرض من أىم الموارد الطبيعية بما تنطوي عميو من ثروات كامنة في باطنيا‪ ،‬مثل الحديد‬
‫والنحاس والبترول وغيرىا‪ ،‬لذلك منحيا المشرع صفة الممكية العامة حتى يضمن ليا مزيدا من‬
‫‪1‬‬
‫الحماية‪ ،‬واإلقرار بسمطة الدولة عمى ىذه الثروات والموارد الطبيعية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬األمالك الوطنية العمومية االصطناعية‬

‫تنتج ىذه األموال نتيجة العمل والجيد اإلنساني‪ ،‬وال دخل لمطبيعة في نشأتيا بحيث‬
‫تتحكم في تكوينيا صنعة اإلنسان و إرادتو‪ 2،‬وقد حددتيا المادة ‪ 7‬من قانون ‪ 14/08‬المتعمق‬
‫باألمالك الوطنية و ىي‪:‬‬

‫السكك الحديدية وتوابعيا الضرورية الستغالليا‪3:‬ىي األراضي التي تكون أساس‬


‫الشبكة والرص والجوانب والمنشآت الفنية والمباني والتجييزات التقنية الستغالل الشبكة‬
‫واشاراتيا‪ ،‬وتضم أيضا ورشات اإلصالح والصيانة والمحطات بكل مرافقيا وممحقاتيا‪.‬‬

‫الموانئ المدنية والعسكرية وتوابعيا المخصصة لحركة المرور البحرية من وسائل‬


‫اإلضاءة واإلرشاد والمنشآت الخاصة بصيانة السفن واصالحيا أو الشحن و التفريغ‪ ،‬وكانت في‬
‫‪4‬‬
‫قانون ‪ 16/84‬تدخل في صنف األمالك العسكرية‪.‬‬

‫‪-1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.20‬‬


‫‪-2‬محمد فاروق عبد الحميد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.198‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 7‬قانون ‪ 14/08‬المتضمن قانون األمالك الوطنية‪.‬‬
‫‪-4‬بومزبر باديس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماىية األمالك الوطنية العمومية‬

‫الموان ئ الجوية والمطارات المدنية والعسكرية وتوابعيا المبنية أو غير المبنية‬


‫المخصصة لفائدة المالحة الجوية‪ :‬فيي تعتبر أمواال عامة طالما ىي مخصصة لممالحة‬
‫الجوية‪ ،‬فاألرض المقام عمييا المطار وممرات الطائرات ىبوطا وصعودا وأبراج المراقبة‬
‫وعالمات إرشاد الطائرات ومحالت إصالح الطائرات والمعدات واألجيزة‪،‬ومحطات الركاب وكل‬
‫توابع المطارات المبنية أو غير المبنية المخصصة لفائدة المالحة الجوية ىي أمالك وطنية‬
‫عمومية ‪.‬‬

‫الطرق العادية والسريعة وتوابعيا‪ :‬فجميع الطرق السريعة والطرق العادية وطنية كانت‬
‫أو والئية أو بمدية ىي أموال عامة‪ ،‬كذلك الجسور وتوابعيا من عالمات إرشادية ولوحات طالما‬
‫ىي ممك لمدولة أو ألحد أشخاصيا المعنوية اإلقميمية و مخصصة لخدمة الجميور‪.‬‬

‫اآلثار العمومية والمتاحف واألماكن والحظائر األثرية‪ :‬وتشمل اآلثار التاريخية‬


‫والمتاحف وما يوجد داخل المتاحف من قطع أثرية ومخطوطات ذات قيمة تاريخية‪ ،‬واألماكن‬
‫األثرية من قصور وقالع ومبان ذات أثر تاريخي‪ ،‬والحظائر األثرية التي تكون مصنفة بأنيا‬
‫‪1‬‬
‫أثرية‪.‬‬

‫البساتين العمومية والحدائق المييأة‪ :‬ويشترط أن تكون مييأة لتحقيق غرض إنشائيا‬
‫وىو التسمية‪.‬‬

‫المنشآت الفنية الكبرى والمنشآت األخرى وتوابعيا المنجزة لغرض المنفعة العامة‪،‬‬
‫والمباني العمومية التي تأوي المؤسسات الوطنية وكذلك العمارات اإلدارية المصممة أو المييأة‬
‫إلنجاز مرفق عام‪.‬‬

‫المنشآت األساسية الثقافية والرياضية‪ :‬مثل دور الثقافة والمكاتب العمومية‪ ،‬والمالعب‬
‫والقاعات المتعددة الرياضات وغيرىا‪.‬‬

‫وجوا‪.‬‬
‫المنشآت ووسائل الدفاع المخصصة لحماية التراب الوطني ب ار وبح ار ً‬
‫حقوق التأليف وحقوق الممكية الثقافية اآليمة إلى األمالك الوطنية العمومية‪.‬‬

‫‪-1‬حميتيم العمري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬


‫الفصل األول‪ :‬ماىية األمالك الوطنية العمومية‬

‫‪1‬‬
‫المعطيات المترتبة عن أعمال التنقيب والبحث المتعمقة باألمالك المنجمية لممحروقات‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬طرق تكوين األمالك الوطنية العمومية‬

‫تتكون األمالك الوطنية العمومية عبر إجراءين حددتيما المادة‪27‬من قانون‪30/90‬‬


‫المتعمق بقانون األمالك الوطنية التي تنص"يمكن أن يتفرع تكوين األمالك الوطنية العمومية‬
‫عن إجراءين متميزين مع مراعاة أحكام المواد ‪ 35‬إلى ‪ 37‬واإلجراءان ىما‪:‬‬

‫‪ -‬إما تعيين الحدود‬

‫‪-‬و إما التصنيف‬

‫وحتى يكون ىذان اإلجراءان مقبولين يجب أن يسبقيما االقتناء باعتباره فعال أو حدثا‬
‫‪2‬‬
‫معينا‪ ،‬يترتب عميو التممك القبمي لمممك الذي يجب أن يدرج في األمالك الوطنية العمومية‪".‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعيين الحدود‬

‫ىو عممية تقوم بيا اإلدارة يتم من خالليا إدراج األمالك الوطنية في األمالك الوطنية‬
‫العمومية‪ ،‬ويتعمق باألمالك الطبيعية فقط‪ ،‬فبواسطتو تصبح أمالك وطنية عمومية طبيعية‪.‬‬

‫ويتمثل في معاينة السمطة المختصة لحدود األمالك الوطنية العمومية الطبيعية التي‬
‫حددتيا المادة ‪ 29‬من قانون‪ 30/90‬وىي شواطئ البحر من جية األرض وضفاف األنيار‬
‫حين تبمغ األمواج أو المياه المتدفقة أعمى مستواىا‪ ،‬حدود المساحات التي يغطييا المد والجزر‬
‫أو مجاري المياه أو البحيرات‪ ،‬وليذه العممية طابع تصريحي‪،‬كما يبمغ عقد تعيين الحدود‬
‫لممجاورين وينشر طبقا لمتشريع المعمول بو‪3.‬وحدد المرسوم التنفيذي‪ 454/91‬المؤرخ في ‪23‬‬
‫نوفمبر‪ 1991‬المتضمن شروط إدارة و تسيير األمالك الخاصة والعامة التابعة لمدولة كيفية‬
‫‪4‬‬
‫إجراء ىذه العممية‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 7‬قانون ‪ 14/08‬المتعمق باألمالك الوطنية‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 27‬قانون ‪ 30/90‬المتعمق باألمالك الوطنية‪.‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 29‬قانون ‪.30/90‬‬
‫‪-4‬مرسوم تنفيذي‪ 454/91‬مؤرخ في ‪23‬نوفمبر‪ 1991‬المعدل والمتمم المتضمن شروط إدارة األمالك الخاصة والعامة التابعة‬
‫لمدولة وتسييرىا وضبط كيفيات ذلك‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،60‬بتاريخ‪24‬نوفمبر‪.1991‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماىية األمالك الوطنية العمومية‬

‫أوال_األمالك العامة البحرية‪ :‬حسب المادة‪ 100‬من المرسوم التنفيذي ‪ 454/91‬المتعمق‬


‫بشروط إدارة وتسيير األمالك العامة والخاصة التابعة لمدولة‪ ،‬تقدر حدود البحر وتعاين من جية‬
‫األرض‪ ،‬إبتداءا من حد الشاطئ الذي تبمغو األمواج في أعمى مستواىا خالل السنة وفي‬
‫الظروف الجوية العادية‪ ،‬وبيذا تعد مساحة الشاطئ التي تغطييا األمواج جزًءا ال يتج أز من‬
‫األمالك العامة البحرية الطبيعية‪.‬‬

‫ويثبت الوالي المختص إقميميا بقرار ىذا الحد بعد إجراء معاينة عمنية‪ ،‬وبعد انتياء ىذه‬
‫ّ‬
‫المعاينة و مع انعدام االعتراضات يضبط الوالي بقرار الحدود البرية لألمالك العامة البحرية‪.‬‬

‫أما في حالة انعدام االتفاق تضبط الحدود بقرار وزاري مشترك بين الوزير المعني أو‬
‫أن المساحات التي‬
‫الوزراء المعنيين والوزير المكمف بالمالية‪ ،‬ويعد ىذا القرار تصريحيا ويثبت ّ‬
‫غطتيا األمواج في أعمى مستواىا قد أدرجت فعال في األمالك العامة بسبب الظواىر‬
‫‪1‬‬
‫الطبيعية‪.‬‬

‫ثانيا_األمالك العامة المائية الطبيعية‪ :‬تنص المادة ‪108‬من المرسوم ‪ 454/91‬المتعمق‬


‫بإدارة األمالك العامة والخاصة التابعة لمدولة "يعد مجرى السواقي والوديان والبحيرات‬
‫والمستنقعات والسباخ والغوط والطمي والرواسب المرتبطة بيا واألراضي والنباتات الموجودة في‬
‫حدودىا جزًءا ال يتج أز من األمالك العامة المائية الطبيعية"‪.‬‬

‫ويضبط الوالي المختص إقميميا بقرار حدود مجرى السواقي والوديان كما ىو مذكور في‬
‫قانون المياه بعد معاينة أعمى مستوى تبمغو المياه المتدفقة تدفقاً قويا دون أن تصل لمفيضان‬
‫وفي الظروف الجوية العادية‪ ،‬وتجرى المعاينة من خالل تحقيق إداري تقوم بو المصالح‬
‫المختصة في مجال الري وادارة أمالك الدولة‪ ،‬ثم يتخذ الوالي قرار الضبط ويبمغو لكل مجاور‬
‫معني‪ ،‬واذا حصل اعتراض وتعذر التراضي تضبط الحدود بقرار من الوزير المكمف بالري‬
‫ووزير المالية و الوزير المعني أو الوزراء المعنيين‪ ،‬كما يضبط الوالي بقرار بعد التحقيق‬
‫اإلداري حدود عمق السواقي والوديان إذا كان منسوب سيالنيا غير منتظم وكان أعمى مستوى‬
‫‪2‬‬
‫المياه في السنة ال يبمغ حدود التدفق األقوى‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 101 ،100‬من المرسوم التنفيذي‪454/91‬المعدل والمتمم‪.‬‬


‫‪-2‬المواد ‪108‬إلى‪ 110‬المرسوم التنفيذي ‪.454/91‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماىية األمالك الوطنية العمومية‬

‫و إذا تركت السواقي والوديان مجارييا وحفرت مجاري جديدة فتضبط حدود ىذه األخيرة‬
‫حسب نفس الشروط المنصوص عمييا في المادة ‪ ،109‬وبالنسبة لممجاري القديمة فتطبق عمييا‬
‫‪1‬‬
‫أحكام قانون المياه‪.‬‬

‫ثالثا_طرق المواصالت‪ :‬فتدرج طرق المواصالت حسب الفقرة الثانية من المادة ‪ 28‬من‬
‫قانون ‪ 30/90‬في األمالك الوطنية العمومية االصطناعية عمى أساس االصطفاف‪ ،‬أما‬
‫‪2‬‬
‫األمالك الوطنية العمومية االصطناعية األخرى تدرج عمى أساس التصنيف‪.‬‬

‫ييدف االصطفاف إلى تعيين الحدود الفاصمة بين الطرق العمومية والممكيات المجاورة‬
‫ويتم عبر مرحمتين‪:‬‬

‫المخطط العام لالصطفاف‪ :‬لو طابع تخصيص ويحدد عموما حدود أحد الطرق أو‬
‫حدود مجموعة من الطرق‪.‬‬

‫االصطفاف الفردي‪ :‬لو طابع تصريحي ويبين لممجاورين حدود الطريق وحدود أمالكيم‪،‬‬
‫ويكون االصطفاف إجباري فقط في الطرق العمومية الواقعة داخل التجمعات السكنية‪ ،‬كما‬
‫يعتمد عمى الطرق الموجودة وال يمكن أن يؤدي إلى تغيير محور الطريق‪.‬‬

‫ويجب أن يخضع االصطفاف تحت طائمة انعدام االحتجاج بو عمى الغير لمتحقيق‬
‫والنشر طبقا لمتشريع المعمول بو ‪ ،‬كما يجب أن تتم الموافقة عميو بعقد تصدره السمطة‬
‫‪3‬‬
‫المختصة‪.‬‬

‫وتضبط حدود األمالك العامة التابعة لمدولة في مجال الطرق‪،‬وحسب الماد ‪ 119‬من‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 454/91‬المتعمق بإدارة األمالك العامة والخاصة لمدولة كاآلتي‪:‬‬

‫أ)في التجمعات العمرانية‪ :‬تضبط حسب القواعد المنصوص عمييا في التصميم العام‬
‫لمتصفيف الذي تمت الموافقة عميو ونشره‪ ،‬أو أدوات التييئة والتعمير الموافق عمييا‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 111‬من المرسوم التنفيذي‪ 454/91‬المذكور‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 28‬قانون ‪ 30/90‬المذكور‪.‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 30‬قانون ‪.30/90‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماىية األمالك الوطنية العمومية‬

‫ب) في المناطق الريفية أو الجبمية‪ :‬وتتم حسب المقاييس التقنية التي يحددىا التنظيم‪،‬‬
‫وفي ىذه الحالة تتطابق حدود األمالك العامة مع الحدود المنصوص عمييا في التصميم الذي‬
‫اتبع في إنجاز الطريق ومرافقو أو تصميم الطريق المزمع إنجازه‪.‬‬

‫ويسمى ضبط حدود األمالك العمومية في مجال الطرق تصفيفا‪ ،‬والتصفيف ىو العمل‬
‫‪1‬‬
‫الذي تضبط بو اإلدارة حد طرق المواصالت وحدود الممكيات المجاورة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬األمالك العمومي ة االصطناعية التابعة لمسكك الحديدية‪ :‬إن مشتمالت السكة‬
‫الحديدية جزء ال يتج أز من األمالك العامة االصطناعية‪ ،‬وتحتوي عمى األراضي التي تكون‬
‫أساس سكة الحديد والرص والجوانب والخنادق والمنشآت الفنية والمحطات‪...‬الخ حسب المادة‬
‫‪ 127‬من المرسوم التنفيذي‪.454/91‬‬

‫كما تضبط حدود األمالك العمومية التابعة لمسكك الحديدية‪ ،‬حسب التصميم العام‬
‫لمتصنيف أو تصميم التصنيف الموافق عميو بمرسوم فيما يخص األشغال الكبرى‪،‬وبقرار وزاري‬
‫مشترك بين الوزراء المكمفين بالنقل واألشغال العمومية والداخمية والمالية إذا كان التصفيف‬
‫‪2‬‬
‫يشمل أكثر من والية‪ ،‬وبقرار يتخذه الوالي المختص إقميميا إذا وقع التصفيف في والية واحدة‪.‬‬

‫خامسا‪:‬األمالك العمومي ة االصطناعية المطارية‪ :‬تعد المطارات المدنية والعسكرية في‬


‫مفيوم التشريع المعمول بو جزء ال يتج أز من األمالك العمومية التابعة لمدولة‪ ،‬ويخضع إنشاء‬
‫‪3‬‬
‫المطا ارت العسكرية وضبط حدودىا وتوسيعيا وتصنيفيا لنصوص خاصة‪.‬‬

‫باستثناء الموانئ العسكرية‬ ‫سادسا‪:‬األمالك العمومي ة االصطناعية البحرية المينائية‪:‬‬


‫التي تخضع لنصوص خاصة‪ ،‬يضبط الوالي حدود األمالك البحرية المينائية التي تتكون من‬
‫الموانئ المدنية مع منشآتيا‪ ،‬والمرافق الالزمة لمشحن والتفريغ وتوقف السفن ورسوىا‪،‬والمساحات‬
‫المائية والمرافق المبنية والغير مبنية الضرورية الستغالل الموانئ أو صيانة السفن‪.‬‬

‫‪ -1‬المواد ‪ 121 ،119‬المرسوم التنفيذي ‪ 454/91‬المذكور‪.‬‬


‫‪-2‬المواد ‪128 ،127‬المرسوم التنفيذي ‪.454/91‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 145‬المرسوم التنفيذي‪.454/91‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماىية األمالك الوطنية العمومية‬

‫يفعل ذلك بناءا عمى مبادرة إدارة الشؤون البحرية باالشتراك مع السمطة المكمفة بالميناء‬
‫ومع إدارتي األشغال العمومية و األمالك الوطنية بعد تحقيق إداري حسب اإلجراء المنصوص‬
‫عميو في التنظيم‪ ،‬وفي حالة وجود صعوبات تقنية في ضبط الحدود يمكنو االستعانة بمجنة‬
‫‪1‬‬
‫استشارية من الخبراء توضع تحت إشراف وزير النقل لمساعدة الوالي عمى اتخاذ القرار‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التصنيف‬

‫ىو عمل السمطة المختصة الذي يضفي عمى الممك المنقول أو العقار طابع األمالك‬
‫الوطنية العمومية االصطناعية‪،‬ويجب أن يكون الممك المراد تصنيفو ممكا لمدولة أو إلحدى‬
‫الجماعات اإلقميمية إما بمقتضى حق سابق واما بامتالك يتم ليذا الغرض حسب طرق القانون‬
‫العام(االقتناء‪،‬التبادل‪،‬اليبة)‪ ،‬واما عن طريق نزع الممكية لممنفعة العمومية‪ ،‬وتقوم باالقتناء‬
‫الجماعة أو المصمحة التي يوضع تحت تصرفيا الممك المطموب تصنيفو‪.‬‬

‫أما العقار المطموب تصنيفو فينبغي أن يكون مؤىال ومييأً لموظيفة المخصص ليا‪ ،‬وال‬
‫تكون العقارات المقتناة جزءا من األمالك الوطنية العمومية حتى ولو ضمت لألمالك الوطنية‬
‫إال بعد تخصيصيا لممصمحة العامة وتييئتيا تييئة خاصة وفقا لطبيعتيا‪ ،‬والغاء التصنيف ىو‬
‫‪2‬‬
‫الذي يجرد الممك من األمالك الوطنية العمومية وينزليا إلى األمالك الوطنية الخاصة‪.‬‬

‫و يصدر قرار اإلدراج والتصنيف بالنسبة لمعقارات التابعة ألمالك الدولة الخاصة في‬
‫األمالك الوطنية العامة من الوزير المكمف بالمالية أو الوالي المختص إقميميا‪ ،‬أو بناءا عمى‬
‫اقتراح من رئيس المصمحة المعنية إال إذا نص القانون خالف ذلك‪.‬‬

‫بينما العقارات التابعة لمجماعات المحمية فتدرج وتصنف في األمالك العامة التابعة‬
‫لمدولة حسب الشروط واألشكال المنصوص عمييا في القانون السيما قانون البمدية والوالية‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ويتطمب استشارة المجمس الشعبي المعني مسبقا‪.‬‬

‫غير أن التشريع في ىذا المجال يشير إلى أنو حتى ولو أن بعض األمالك مثل(العقارات‬
‫والمنقوالت وأماكن الحفريات والتنقيب والنصب التذكارية‪ ،‬والمواقع التاريخية والطبيعية ذات‬

‫‪-1‬المادة ‪ 144‬المرسوم التنفيذي ‪.454/91‬‬


‫‪-2‬المواد ‪ 33 ،31‬قانون‪ 30/90‬المتعمق باألمالك الوطنية‪.‬‬
‫‪-3‬حليتيم العمري‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماىية األمالك الوطنية العمومية‬

‫األىمية الوطنية في مجال الفن والتاريخ وعمم اآلثار‪ ،‬واألماكن التابعة لمبمديات التي جعمتيا‬
‫محطات مصنفة وكذا المساحات المحمية وفقا لمتشريع المعمول بو) تكون محل تصنيف من‬
‫أجل حمايتيا ال تخضع بالضرورة إلى قواعد نظام الممكية الوطنية وتبقى خاضعة لمتشريع‬
‫الخاص المطبق عمييا‪ ،‬لكن في حالة عمل فني أو شيء يمثل فائدة وطنية فمن المؤكد تصنيفو‬
‫‪1‬‬
‫مع المجموعة الوطنية‪ ،‬ويدمج ىذا األخير في الممك العمومي‪.‬‬

‫كما تدرج الغابات والثروات الغابية التي تممكيا الدولة حسب مفيوم التشريع المتضمن‬
‫النظام العام لمغابات‪ ،‬واألراضي الغابية أو ذات الوجية الغابية الناتجة عن أشغال التييئة‬
‫واالستصالح‪ ،‬والمساحات الغابية المنجزة في إطار مخططات وبرامج التنمية الغابية لحساب‬
‫الدولة أو الجماعات اإلقميمية ضمن األمالك الوطنية العمومية‪ ،‬وىو ما أكدتو المادة ‪ 11‬من‬
‫‪2‬‬
‫قانون ‪ 14/08‬المتعمق باألمالك الوطنية‪.‬‬

‫‪-1‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 11‬قانون ‪ 14/08‬المتعمق باألمالك الوطنية‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماىية األمالك الوطنية العمومية‬

‫نستخمص أن األمالك الوطنية تنقسم إلى قسمين أمالك وطنية خاصة وأمالك وطنية‬
‫عامة‪ ،‬ىذه األخيرة ىي عبارة عن أموال منقولة أو عقارية تحوزىا الدولة وجماعاتيا اإلقميمية‬
‫والموضوعة تحت تصرف الجميور والغير قابمة لمتممك‪ ،‬أما األمالك الوطنية الخاصة تصنف‬
‫خارج األمالك الوطنية العمومية وتؤدي وظيفة إمتالكية ومالية وحددىا المشرع في المواد‬
‫من‪ 17‬إلى ‪ 20‬من قانون األمالك الوطنية‪.‬‬

‫وتنقسم األمالك الوطنية العمومية إلى أمالك طبيعية تنشأ بفعل الطبيعة وأمالك‬
‫اصطناعية تنتج عن عمل أو جيد إنساني‪ ،‬كما أنو يتم تكوين األمالك الوطنية العمومية عن‬
‫طريق االقتناء كإجراء أولي‪ ،‬ثم إدراجيا في األمالك الوطنية العامة بواسطة تعيين الحدود‬
‫بالنسبة لألمالك الطبيعية والتصنيف بالنسبة لألمالك االصطناعية‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫الفصل الثاني‬

‫آليات حماية األمالك الوطنية العمومية‬


‫بعد التعرف عمى األمالك الوطنية العمومية وتمييزىا عن األمالك الوطنية الخاصة بأنيا‬
‫مخصصة لممنفعة العامة‪ ،‬وجب التطرق إلى الضمانات الدستورية والقانونية التي قررىا المشرع‬
‫الجزائري لحماية ىذه األمالك‪ ،‬والتي من شأنيا أن تكفل حق االنتفاع العام بيا‪.‬‬

‫فقد نص دستور‪1996‬المعدل والمتمم بموجب القانون ‪ 01/16‬المؤرخ في ‪ 6‬مارس‬


‫‪ 2016‬في المادة‪" 19‬تضمن الدولة االستعمال الرشيد لمموارد الطبيعية والحفاظ عمييا لصالح‬
‫األجيال القادمة‪.‬‬

‫تحمي الدولة األراضي الفالحية‬


‫‪1‬‬
‫كما تحمي الدولة األمالك المائية العمومية"‪.‬‬

‫و نصت المادة ‪ 80‬من قانون ‪ 01/16‬عمى أنو "يجب عمى كل مواطن أن يحمي‬
‫‪2‬‬
‫الممكية العامة‪ ،‬ومصالح المجموعة الوطنية‪ ،‬ويحترم ممكية الغير"‪.‬‬

‫فالمشرع الجزائري أعطى ليذه األمالك حماية دستورية وجب عمى كل من الدولة‬
‫والمواطن االلتزام بيا‪.‬‬

‫ولتبيان أوجو ىذه الحماية قسمنا ىذا الفصل إلى ثالث مباحث‪ ،‬ندرس في المبحث‬
‫األول الحماية المدنية لألمالك الوطنية العمومية‪ ،‬وفي المبحث الثاني الحماية اإلدارية لألمالك‬
‫الوطنية العمومية‪ ،‬وفي المبحث الثالث الحماية الجزائية لألمالك الوطنية العمومية‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 19‬قانون‪ 01/16‬المتضمن التعديل الدستوري‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 80‬قانون ‪.01/16‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫المبحث األول‪ :‬الحماية المدنية لألمالك الوطنية العمومية‬


‫يقصد بالحماية المدنية لألمالك الوطنية العمومية تطبيق األحكام والقواعد التي نص‬
‫عمييا القانون المدني لضمان أداء المال العام لدوره في خدمة المنفعة العامة عمى الوجو‬
‫األكمل‪ 1،‬غير أن الحماية المدنية لألمالك الوطنية العمومية وا ن كانت قد وردت في‬
‫القانون المدني إال أنيا تتمثل في قواعد تدخل بطبيعتيا وبروحيا في القانون اإلداري ‪،‬ألن‬
‫تكون عناصر ىذه الحماية تمثل في حقيقتيا خروجا صارخا عن القواعد‬ ‫القواعد التي ّ‬
‫‪2‬‬
‫المدنية العادية التي تخضع ليا أموال األفراد وأشخاص القانون الخاص‪.‬‬

‫وقد نص المشرع عمى ىذه القواعد صراحة في المادة ‪ 689‬من القانون المدني"ال‬
‫يجوز التصرف في أموال الدولة‪ ،‬أو حجزىا‪ ،‬أو تممكيا بالتقادم‪.3"...‬‬

‫كما نصت الفقرة األولى من المادة ‪ 4‬من قانون ‪ 30/90‬المتعمق باألمالك الوطنية‬
‫‪4‬‬
‫"األمالك الوطنية العمومية غير قابمة لمتصرف وال لمتقادم وال لمحجز‪."...‬‬

‫وعميو فحماية األمالك الوطنية العمومي ة تتجمى في ثالث صور ىي عدم قابمية‬
‫التصرف في األ مالك الوطنية العمومية‪ ،‬وعدم قاب مية اكتساب األمالك الوطنية العمومية‬
‫بالتقادم‪ ،‬وعدم قابمية الحجز عمى األمالك الوطنية العمومية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬عدم قابمية التصرف في األمالك الوطنية العمومية‬

‫من أىم مظاىر حماية األمالك الوطنية العمومية مدنيا ىو عدم جواز التصرف‬
‫فييا‪ ،‬وىذا المبدأ نتيجة حتمية لمقول بتخصيص المال العام لممنفعة العامة مما يمتنع معو‬
‫عمى اإلدارة أن تنقل ىذا المال إلى ذمة أحد األفراد أو إلى أحد أشخاص القانون الخاص‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫سواء ببدل أو دونو إال بعد أن تجرده من صفتو العامة‪.‬‬

‫‪-1‬نواف كنعان‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص‪.396‬‬
‫‪-2‬محمد عمي الخاليمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.350‬‬
‫‪-3‬األمر‪ 58/75‬المؤرخ في ‪ 20‬رمضان‪ 1395‬الموافق ل‪ 26‬سبتمبر‪ 1975‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪-4‬المادة‪ 4‬قانون ‪30/90‬المتعمق بقانون األمالك الوطنية‪.‬‬
‫‪-5‬محمد عمي الخاليمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.351‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫الفرع األو ل‪ :‬مضمون مبدأ عدم قابمية التصرف في األ مالك الوطنية العمومية‬

‫مقتضى ىذه القاعدة أن المال العام يكون ممموكا ممكية صحيحة لإلدارة التي يتبعيا‬
‫ىذا المال‪ ،‬إال أن ىذا المال مخصص أصال لممنفعة العامة‪ ،‬األمر الذي يترتب عميو أنو ال‬
‫يجوز لإلدارة التي تممك ىذا المال أن تتصرف فيو بما يتعارض مع النفع العام الذي‬
‫خصص من أجمو أو ألجمو‪ ،‬سواء كان ىذا التصرف بمقابل كا لبيع أو بال مقابل كاليبة‪،‬‬
‫فإذا أرادت اإلدارة التي يتبعيا ىذا المال أن تتصرف فيو وجب عمييا أن تجرده أوال من‬
‫‪1‬‬
‫صفتو العامة وتحويمو إلى مال خاص‪.‬‬

‫أما إذا تصرفت اإلدارة في المال العام‪-‬كمنقول مثال‪ -‬وفقا لقواعد القانون المدني‬
‫قبل تجريدىا من صفتيا العامة‪ ،‬ففضال عن كون ىذا التصرف يعتبر باطال لمخالفتو النظام‬
‫العام فإنو يحق لإلدارة استرداد ما تصرفت فيو وال يجوز لممشتري أن يحتج أمام اإلدارة‬
‫‪2‬‬
‫بقاعدة الحيازة في المنقول سند الممكية‪.‬‬

‫عمى أن مبدأ عدم قابمية التصرف في األمالك الوطنية العمومية ىو مبدأ مفروض‬
‫لصالح المرافق العام ة من أجل الغرض الذي خصص المال العام لتحقيقو‪ ،‬وىو قيد عمى‬
‫سمطة الشخص اإلداري الذي يتبعو المال العام‪ ،‬وليذا فمو تصرفت اإلدارة قصدا أو خطأً‬
‫في مال من األموال العامة ألحد األفراد دون مراعاة اإلجراءات التي يفرضيا القانون فميس‬
‫لمفرد المتصرف إليو أن يحتج بقاعدة ع دم جواز التصرف في المال العام‪ ،‬ليتوصل من ذلك‬
‫إلى التحمل من التزاماتو ألن ىذا البطالن لم يشرع إال لمصمحة الشخص اإلداري‪،‬عمى أن‬
‫ىذا ال يحول دون مسؤولية الدولة عن ما قد يترتب من أضرار نتيجة لتصرفيا في مال عام‬
‫‪3‬‬
‫ثم رجوعيا في ىذا التصرف‪.‬‬

‫لكن ىناك تصرفات تقوم بيا اإلدارة ال تتعارض مع تخصيص المال العام لمنفع العام‬
‫ألنيا ال تعرقل صالحية المال العام لالستجابة لمحقوق المقررة لألفراد بشأنو‪.‬‬

‫‪-1‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.397‬‬


‫‪-2‬عبد العزيز السيد الجوىري‪ ،‬محاضرات في األموال العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1983 ،‬ص‪.26‬‬
‫‪-3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫الفرع الثاني‪:‬استثناءات مبدأ عدم قابمية التصرف في األ مالك الوطنية العمومية‬

‫يرد عمى مبدأ عدم قابمية التصرف في األمالك العمومية استثناءات‪ ،‬تتمثل في‬
‫بعض التصرفات تقوم بيا اإلدارة ال تتعارض مع تخصيص المال لمنفع العام وىي‪:‬‬

‫أوال_تحويل التسيير‪ :‬يعتبر ىذا التصرف من أعمال اإلدارة والتسيير التي تبقي‬
‫يحول‬
‫المال في طائفة األمالك العمومية‪ ،‬فيو إن كان يؤدي وظيفة معينة فإنو يمكن أن ّ‬
‫لتحقيق غاي ة أخرى ‪،‬لكن دائما في إطار تحقيق المصمحة العامة‪.‬‬

‫ثانيا_ منح تراخيص الشغل المؤقت‪ :‬إن ىذه التراخيص سواء تمت في شكل قرار‬
‫إداري أو عقد إداري فإنيا ال تمس حرية الجميور في االنتفاع باألم الك العمومية‪ ،‬ولإلدارة‬
‫‪1‬‬
‫أن تمغييا في أي وقت بدافع الصالح العام‪.‬‬

‫ثالثا_تقرير حقوق االرتفاق‪ :‬أخذ المشرع الجزائري بمبدأ جواز تقرير حقوق االرتفاق‬
‫عمى األمالك العمومية وفقا لنصوص القانون المدني‪ ،‬وقد نصت المادة ‪" 687‬يجوز أن‬
‫يترتب االرتفاق عمى مال إن كان ال يتعارض مع االستعمال الذي خصص لو ىذا المال"‬
‫‪2‬‬
‫وذلك دون أن يفرق المشرع في ىذا الشأن بين األمالك العمومية والخاصة‪.‬‬

‫كما تنص المادة‪ 21‬من قانون ‪ 14/08‬عمى إمكانية تأسيس حقوق عينية عمى‬
‫األمالك الوطنية العمومية وكذا االرتفاقات التي تتوافق مع تخصيص الممك المعني‪ ،‬ويتقرر‬
‫ىذا الحق عمى المنشآت والبنايات والتجييزات ذات الطابع العقاري المراد إنجازىا من أجل‬
‫ممارسة نشاط مرخص لو‪ ،‬ويشترط أن يتم الحصول عمى الرخصة بموجب عقد أو اتفاقية‬
‫من أي نوع‪.‬‬

‫أما إذا كانت ىذه المنشآت والبنايات والتجييزات ذات الطابع اإلداري ضرورية‬
‫الستمرار الخدمة العمومية التي خصص ألجميا الممك العمومي‪ ،‬فال يتقرر ىذا الحق إال‬

‫‪-1‬أعمر يحياوي‪ ،‬نظرية المال العام‪ ،‬دار ىومة لمطباعة‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.95‬‬
‫‪-2‬عبد العزيز السيد الجوىري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫بقرار يصدره الوزير المكمف بالمالية والوزير المعني أو الوالي أو رئيس المجمس الشعبي‬
‫‪1‬‬
‫البمدي‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مبدأ عدم قابمية اكتساب األمالك الوطنية العمومية بالتقادم‬

‫باإلضافة إلى ما فرضو المشرع من حماية لألمالك الوطنية العمومي ة وفقا لقاعدة‬
‫عدم جواز التصرف في المال العام‪ ،‬فقد وضع قاعدة أخرى لحماية ىذه األموال يقع عبء‬
‫االلتزام بيا ال عمى اإلدارة كما رأينا في القاعدة األولى وا نما عمى األفراد وىي قاعدة عدم‬
‫‪2‬‬
‫تممك المال العام بالتقادم‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬مضمون مبدأ عدم قابمية اكتساب األمالك الوطنية العمومية بالتقادم‬

‫يقصد بو أن أحكام المادة ‪ 827‬من القانون المدني المتعمقة بالتقادم المكسب والتي‬
‫تنص"من حاز منقوال أو عقا ار أو حقا عينيا منقوال كان أو عقا ار دون أن يكون مالكا لو أو‬
‫‪3‬‬
‫خاصا بو صار لو ذلك ممكا‪ ،‬إذا استمرت حيازتو لو مدة خمسة عشر سنة بدون انقطاع "‬
‫ال تطبق عمى األمالك الوطنية العموم ية‪ ،‬أي أن االستناد إلى وضع اليد عمى األمالك‬
‫العامة ميما طالت مدتو ال يجدي في اإلدعاء باكتساب ممكيتيا‪ ،‬وتقررت ىذه القاعدة‬
‫لحماية المال العام حتى ال يتعطل االنتفاع بو فيي وسيمة فعالة لمتصدي ضد اعتداءات‬
‫األفراد ال سيما بعد انتشار ظاىرة اغتصاب األموال العمومية لمدولة خاصة العقارية‪ ،‬من‬
‫خالل وضع اليد عمييا لمدة زمنية معينة وا قامة األبنية عمييا في محاولة لتثبيت ىذا الوضع‬
‫غير المشروع‪ ،‬مما اقتضى تزويد اإلدارة التي يتبعيا المال العام بالوسيمة التي تمكنيا من‬
‫رد اعتداءات األفراد من خالل االعتماد عمى قاعدة عدم جواز تممك األمالك العمومية‬
‫‪4‬‬
‫بوضع اليد عمييا لمدة طويمة‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 22 ،21‬قانون ‪ 14/08‬المتضمن قانون األمالك الوطنية‪.‬‬


‫‪-2‬عبد العزيز السيد الجوىري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 728‬األمر ‪ 58/75‬المتضمن القانون المدني المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪-4‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.398‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬النتائج المترتبة عمى مبدأ عدم قابمية اكتساب األمالك الوطنية‬
‫العمومية بالتقادم‬

‫أىم النتائج المترتبة عمى مبدأ عدم قابمية األمالك العمومية لمتقادم تتمثل في‪:‬‬

‫أوال_ عدم جواز كسب األفراد ممكية عامة عن طريق وضع اليد‪ :‬فال يمكن لألفراد‬
‫كسب ممكية عامة بوضع أيدييم عمييا عن طريق التقادم المكسب‪ ،‬وقد نص القانون المدني‬
‫عمى بعض األحكام ىي‪:‬‬

‫أ)اإللتصاق‪ :‬تنص المادة ‪ 780‬من القانون المدني "إن مالكي األراضي لممياه الراكدة‬
‫كمياه البحيرات والبرك ال يممكون األراضي التي تن كشف عنيا ىذه المياه وال تزول ممكيتيم‬
‫‪1‬‬
‫عن األراضي التي طغت عمييا المياه"‪.‬‬

‫ب)الحيازة في المنقول بحسن نية سند الحائز ‪ :‬تفرض ىذه القاعدة جواز تداول‬
‫المنقول وانتقالو من يد ألخرى‪ ،‬لكن ىذا ال يتفق مع األموال العامة‪ ،‬وبالتالي ال يمكن‬
‫االحتجاج بو لتممك المنقوالت الد اخمة في نطاق األموال العامة ونتيجة لذلك يجوز لإلدارة‬
‫أن تسترد المال المنقول من يد حائزه ولو كان حسن النية‪ ،‬وا ن كان المال ضاع واشتراه‬
‫حائز حسن النية فإن اإلدارة تستطيع أن تسترده منو دون إلزاميا برد الثمن لممشتري حتى‬
‫وا ن اشترى ىذا األخير المال في سوق عامة‪.‬‬

‫ثانيا_ عدم تسميم شيادة الحيازة‪ :‬فواضع اليد عمى عقار يندرج ضمن األمالك‬
‫العمومية ال يستطيع الحصول عمى شيادة الحيازة ميما كانت مدة وضع اليد وا ن نال‬
‫الوثيقة فيي باطمة‪ ،‬حيث تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي ‪251/91‬‬
‫المتعمق بكيفية إعداد شيادة الحيازة وتسميميا "ال تقبل العريضة إال إذا كانت الحيازة‬
‫ممارسة وفق أحكام المادة ‪ 413‬من قانون اإلجراءات المدنية‪،‬منذ سنة عمى األقل وكان‬
‫األمر متعمقا بأراضي الممكية الخاصة التي تحرر عقودىا وتقع في بمدية أو جزء من بمدية‬
‫لم يتم مسح األراضي فييا"‪.2‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 780‬األمر‪ 58/75‬المتضمن القانون المدني‪.‬‬


‫‪-2‬حميتيم العمري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫ثالثا_ الحق في إزالة جميع أنواع التعدي‪ :‬نظ ار ألن الحيازة عمى األمالك الوطنية‬
‫العمومية يعتبر تعدي عمى ىذه األمالك‪ ،‬فقد خول المشرع لإلدارة الحق في إزالة ىذه‬
‫التعديات بالطريق اإلداري والقضائي‪ ،‬فيمكن لإلدارة وقف البناء عمى األمالك العمومية‬
‫وىدم كل بناية عمى ممك عام‪ ،‬كما خول لإلدارة رفع دعوى االستحق اق في أي وقت تشاء‬
‫وحقيا في ىذا غير محدد بمدة‪ ،‬كون دعوى االستحقاق المعروفة في القانون الخاص ال‬
‫‪1‬‬
‫يمكن أن تطبق عمى األمالك العمومية‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬مبدأ عدم جواز الحجز عمى األمالك الوطنية العمومية‬

‫يعتبر ىذا المبدأ مكمال لممبدأين السابقين وذلك بقصد حماية األمالك العمومية وىو‬
‫مقرر بالخصوص عمى المرافق العامة فمو أجيز الحجز عمى األم الك الوطنية العمومية‬
‫‪2‬‬
‫لتعطمت ىذه المرافق وضعفت إمكانيتيا في تحقيق األغراض التي أنشئت من أجميا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مضمون مبدأ عدم جواز الحجز عمى األم الك الوطنية العمومية‬

‫يتمثل في حظر أو منع أي إجراء من إجراءات الحجز من قبل األفراد عمى األمالك‬
‫العمومي ة من أجل إجبار اإلدارة عمى الوفاء بديونيا الثابتة لمصمحة ىؤالء األفراد‪ ،‬ويطال‬
‫ىذا الحظر جميع أنواع الحجوز سواء تحفظية أو تنفيذية بكل أنواعيا‪ ،‬وأيضا من حجز‬
‫المنقول لدى المدين أو حجز ما لممدين لدى ا لغير‪ ،‬أو الحجز العقاري والثابت أن حظر‬
‫الحجوز ينطبق عمى جميع األموال عقارات ومنقوالت‪ ،‬وا ذا كان الخالف يدور حول جواز‬
‫أو عدم جواز الحجز عمى األمالك الخاصة لمدولة في الفقو والقضاء المصري فإن المشرع‬
‫الجزائري حسم في ىذا بعدم جواز الحجز عمى أموال الدولة والجماعات اإلقميمية سواء‬
‫‪3‬‬
‫عامة أو خاصة‪.‬‬

‫‪-1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.111‬‬


‫‪-2‬عبد العزيز السيد الجوىري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪-3‬حميتيم العمري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.112‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نتائج مبدأ عدم جواز الحجز عمى األ مالك الوطنية العمومية‬

‫و يترتب عمى مبدأ عدم جواز الحجز عمى األمالك الوطنية العمومية أربعة نتائج‬
‫ىي‪:‬‬

‫أوال_ عدم ترتيب حقوق عينية تبعية‪ :‬وترجع الحكمة من عدم جواز تقرير ىذه‬
‫الحقوق أنيا تمنح ألصحابيا حقوقا ال يتمتع بيا غيرىم من الدائنين العاديين مثل حق‬
‫األفضمية وحق التتبع عند بيع األموال المحممة بيذه الحقوق‪ 1،‬وىذا الغرض غير متحقق‬
‫بشأن األمالك الوطنية العمومي ة ألنو ال يجوز بيعيا وال يجوز أن تكون محل رىن رسمي أو‬
‫حيازي أو حق امتياز أو تخصيص‪.‬‬

‫ثانيا_ عدم جواز الحجز عمى األمالك الوطنية العمومي ة من النظام العام‪ :‬تعتبر ىذه‬
‫القاعدة من القواعد المتعمقة بالنظام العام‪ ،‬أي لكل ذي مصمحة التمسك بيا وفي أي مرحمة‬
‫كانت عمييا الدعوى كما يجب عمى القاضي أن يثيرىا من تمقاء نفسو‪ ،‬بحيث يقع الحجز‬
‫عمييا جميعا باطال بطالنا مطمقا لتعمقو بالنظام العام‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬كذلك قاعدة عدم جواز الحجز عمى األم الك الوطنية العمومية تقتضي ال‬
‫محالة عدم جواز فرض الحراسة القضائية عمييا حماية ليا‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬كما يترتب عن ىذه القاعدة عدم سريان أحكام نزع الممكية لممنفعة العمومية‬
‫عمى األمالك الوطنية العمومية حتى تبق ى مخصصة لممنفعة العامة‪ ،‬وألن األمالك العمومية‬
‫‪2‬‬
‫أصال يرصد لخدمة المنفعة العامة‪.‬‬

‫غير أنو يطرح ىنا سؤال جوىري حول ما ىو السبيل لو امتنعت اإلدارة عن تسديد‬
‫ديونيا وصدر حكم أو قرار قضائي بدفع التعويض ألحد األفراد؟‬

‫إذا كانت ا لقاعدة ىي عدم جواز الحجز عمى األمالك العمومية فإن ىذا الحظر‬
‫يقابمو مبدأ آخر ىو سيادة القانون (تنفيذ الحكم القضائي الحائز لقوة الشيء المقضي بو)‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.112‬‬


‫‪-2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.113‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫فيذه المسألة فصل فييا المشرع الجزائري في القانون ‪ 02/91‬المؤرخ في‬


‫‪1‬‬
‫‪8‬جانفي‪ 1991‬المتعمق باألحكام الخاصة ببعض أحكام القضاء‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 5‬من القانون‪ " 02/91‬يمكن أ ن يحصل عمى مبمغ الديون لدى الخزينة‬
‫العمومية بالشروط المحددة في المادة‪ 6‬وما يتبعيا المتقاضون المستفيدون من أحكام‬
‫القضاء التي تتضمن إدانة الدولة والجماعات المحمية والمؤسسات العمومية ذات الطابع‬
‫اإلداري"‪ ،‬كما اشترطت المادة ‪ 7‬من نفس القانون تقديم عريضة مكتوبة ألمين خزينة الوالية‬
‫مرفقة ب‪:‬‬

‫‪ -‬نسخة تنفيذية من الحكم المتضمن إدانة الييئة المحكوم عمييا‪.‬‬

‫‪ -‬كل الوثائق أو المستندات التي تثبت بأن إجراءات التنفيذ عن الطريق القضائي‬
‫بقيت طيمة شيرين بدون نتيجة إبتداءا من تاريخ إيداع الممف لدى القائم بالتنفيذ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫و يسدد أمين الخزين ة المبمغ في أجل ثالثة أشير‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الحماية اإلدارية لألمالك الوطنية العمومية‬


‫إلى جانب الحماية المدنية لألمالك الوطنية العمومية أضاف المشرع نوع آخر من‬
‫الحماية وىي ‪-‬الحماية اإلدارية‪ -‬التي تتمثل في مجموعة من االلتزامات التي فرضيا‬
‫المشرع عمى اإلدارة ذاتيا من أجل حسن تسيير واستغالل األمالك الوطنية العمومية بما‬
‫يتماشى والغرض الذي أنشئت من أجمو ىو المنفعة العامة ويمكن أن تأخذ اعتداءات اإلدارة‬
‫صورتين ىما‪:‬‬

‫الصورة اإليجابية‪ :‬تتمثل في التصرفات التي تبرميا اإلدارة وتيدف إلى نقل ممكية المال‬
‫العام إلى الغير‪ ،‬أو تعمل عمى نقمو بحقوق عينية أخرى من شأنيا أن تنقل حيازتو إلى‬
‫‪3‬‬
‫أيدي اآلخرين مما يجعل من استمرار تخصيص ىذه األمالك لمنفع العام مستحيال‪.‬‬

‫‪-1‬أعمريحياوي‪ ،‬نظرية المال العام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.99‬‬


‫‪-2‬قانون‪ 02/91‬مؤرخ في‪ 08‬يناير‪ 1991‬يحدد القواعد الخاصة عمى بعض أحكام القضاء‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪ ،02‬بتاريخ ‪09‬‬
‫يناير‪.1991‬‬
‫‪-3‬خالد باعيسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫الصورة السمبية‪ :‬تظير من خالل امتناع اإلدارة عن القيام بواجباتيا وىي‪:‬‬

‫‪ -‬التزام اإلدارة بالقيام بعممية جرد األمالك الوطنية العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬التزام اإلدارة بالقيام بواجب المحافظة عمى األمالك العمومية‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ -‬التزام اإلدارة بمراقبة تسيير وتعبئة حدود األمالك الوطنية العمومية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬جرد األمالك الوطنية العمومية‬

‫يعتبر الجرد من أىم آليات الحماية اإلدارية لألمالك الوطنية العمومية‪ ،‬التي تؤدي‬
‫إلى التعرف عمى ىذا المال وتحديد محتوياتو‪ ،‬والمشرع الجزائري أحاط ىذه العممية‬
‫بمجموعة من القواعد واإلجراءات نص عمييا قانون األمالك الوطنية العمومية ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الجرد وأنواعو‬

‫تناول المشرع الجزائري عممية الجرد وأنواعيا في قانون‪ 30/90‬المتضمن قانون‬


‫األمالك الوطنية ‪.‬‬

‫أوال_تعريف الجرد‪ :‬نصت المادة ‪ 8‬من قانون ‪" 30/90‬يتمثل الجرد العام لألمالك‬
‫الوطنية العمومي ة في تسجيل وصفي وتقييمي لجميع األمالك التي تحوزىا مختمف مؤسسات‬
‫الدولة وىياكميا والجماعات اإلقميمية‪ ...‬ويبين ىذا الجرد حركات ىذه األمالك و يقوم‬
‫العناصر المكونة ليا"‪ 2،‬وعميو فتتم عممية الجرد من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬تسجيل وصفي‪ :‬يتمثل في بيان كافة الممك وخصائصو‪.‬‬

‫‪ -‬تسجيل تق ييمي‪ :‬ىو إثبات القيمة النقدية لممال‪.‬‬

‫أما نطاق عممية الجرد فيشمل جميع األمالك الوطنية العمومي ة والخاصة التابعة‬
‫لمدول ة وجماعاتيا المحمية‪ ،‬كما أنو ال يشمل أمالك و ازرة الدفاع وتنص المادة ‪ 33‬من‬
‫المرسوم ‪ 455/91‬المؤرخ في‪ 23‬نوفمبر‪ 1991‬المتعمق بجرد األمالك الوطنية العمومية‬

‫‪-1‬المرجع نفسو‪.‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 8‬قانون ‪ 30/90‬المتضمن قانون األمالك الوطنية‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫عمى ضرورة جرد األمالك الموجودة في الخارج الممموكة لمدولة وتستعمميا السفارات‬
‫‪1‬‬
‫والقنصميات وتقوم ىذه األخيرة بالعممية تحت إشراف وزير الخارجية‪.‬‬

‫ثانيا_أنواع الجرد‪ :‬نص المرسوم التنفيذي‪ 455/91‬المتضمن تنظيم عممية الجرد‬


‫عمى نوعين ىما‪:‬‬

‫أ) جرد العقارات‪ :‬تمتزم اإلدارات والييئات العامة التابعة لمدولة والجماعات المحمية‬
‫وكل المؤسسات العامة المسيرة عمى الشكل التجاري بإعداد جرد وصفي وتقويمي لمعقارات‬
‫التابعة لمممكية العامة التي تحوزىا‪ ،‬وتحوز الييئات المشار إلييا األم الك الوطنية العمومية‬
‫‪2‬‬
‫إما بناءا عمى تخصيص )‪ (affectation‬أو امتياز)‪،(concession‬‬

‫ب) جرد المنقوالت‪ :‬نصت عميو المادة ‪ 17‬من المرسوم التنفيذي‪" 455/91‬يجب أن‬
‫تدرج حسب الشروط المنصوص عمييا في المواد من‪20‬إلى‪ 26‬األمالك المنقولة التابعة‬
‫لمدولة والجماعات اإلقميمية عير الخاضعة لألمر‪ 35/75‬المؤرخ في ‪ 29‬أفريل ‪"1975‬‬

‫وقد أوجبت المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي‪ 455/91‬تسجيل جميع المعدات‬


‫واألشياء المنقولة بما في ذلك الماشية باستثناء‪:‬‬

‫‪ -1‬األشياء القابمة لالستيالك باالستعمال األول‪.‬‬

‫‪ -2‬األشياء الغير قابمة لالستيالك باالستعمال األول التي ال تتجاوز قيمة شرائيا‬
‫‪3‬‬
‫الوحدوية م بمغا يحدده الوزير المكمف بالمالية في قرار‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬إجراءات عممية الجرد‬

‫حدد المشرع الجزائري شروط جرد المنقوالت التابعة لممنشآت والمصالح والييئات‬
‫والمؤسسات العمومية التابعة لمدولة والجماعات اإلقميمية غير الخاضعة لألمر ‪ 35-75‬في‬
‫المواد من ‪ 20‬إلى‪ 26‬من المرسوم التنفيذي‪ ،455/91‬حيث اشترطت المادة ‪ 24‬منو عمى‬

‫‪-1‬خالد با عيسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.34‬‬


‫‪-2‬أعمر يحياوي‪ ،‬نظرية المال العام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.118‬‬
‫‪-3‬المواد ‪ 20 ،17‬المرسوم التنفيذي ‪ 455/91‬المؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر‪ 1991‬المتعمق بجرد األمالك الوطنية‪ ،‬ح‪.‬ر‪.‬ع‪،60‬‬
‫بتاريخ ‪ 24‬ديسمبر ‪.1991‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫أن يسجل كل شيء تحت رقم متميز ويوصف وصفا دقيقا وكامال حتى يمكن التعرف عميو‬
‫كما يجب أن يثبت فيو الرقم الذي منح إياه ‪.‬‬

‫و فيما يتعمق بالسيارات ذاتية الحركة فإن كل سيارة منيا المزودة بتجييزىا العادي‬
‫يجب أن تعتبر وحدة كمية تسجل في الجرد تحت الرقم الواحد‪ ،‬كما حددت المادة ‪ 25‬من‬
‫‪1‬‬
‫المرسوم التنفيذي شروط شطب المعدات من الجرد كالفقدان والسرقة والتحطيم‪.‬‬

‫أما العقارات فيتعين حسب المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي‪ 455/91‬عمى المستفيد‬
‫من التخصيص أو االمتياز أن يعد بطاقة تعريف لكل عقار يحوزه تتضمن ىذه البطاقة‬
‫البيانات التالية‪:‬‬

‫أ) الييئة المستفيدة من التخصيص أو االمتياز‪ :‬يجب ذكر تسميتيا‪ ،‬ومرجع النص‬
‫الذي أنشأىا‪ ،‬والجم اعة العمومية التي تنتمي إلييا (الدولة‪ ،‬الوالية‪ ،‬البمدية)‪.‬‬

‫ب) العقار‪ :‬ينبغي تحديد نوعيتو ومحتواه‪ ،‬مكان تواجده‪ ،‬الجماعة العمومية التي‬
‫‪2‬‬
‫يتبع ليا أصال وقيمة‪.‬‬

‫و بعد إعداد البطاقة ترسل إلى المصمحة المكمفة باألمالك الوطنية في الوالية أو‬
‫ترسل إلى الوالي أو رئيس ا لبمدية حسب الحالة‪.‬‬

‫تتولى المصمحة المكمفة باألمالك الوطنية في الوالية بإصالح سجالت تدوين‬


‫محتويات عقارات األمالك الوطنية وضبطيا باستمرار حسب التغيرات التي تط أر عمييا‪ ،‬أما‬
‫البمدية والوالية فتقوم بإصالح سجالت تدوين محتويات العقارات التابعة ألمالكيا الخاصة‬
‫‪3‬‬
‫وضبط يا بعد صدور قرار وزاري مشترك بين وزير الداخمية ووزير المالية يحدد كيفية ذلك‪.‬‬

‫‪-1‬المواد ‪ 25 ،24‬المرسوم التنفيذي ‪ 455/91‬المتضمن جرد األمالك الوطنية‪.‬‬


‫‪-2‬أعمر يحياوي‪ ،‬نظرية المال العام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫‪-3‬المواد ‪ 13‬و‪ 16 ،15‬المرسوم التنفيذي ‪.455/91‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫المطمب الثاني‪ :‬صيانة األمالك الوطنية العمومية ومراقبتيا‬

‫إضافة إلى عممية جرد األمالك الوطنية العمومية وتحديدىا يتعين عمى الدولة‬
‫والجماعات اإلقميمية التي يتبعيا المال العام المحافظة عمى ىذا المال والرقابة عمى حسن‬
‫تسييره‪ ،‬تنص المادة ‪ 11‬من قانون ‪ 30/90‬المتعمق باألمالك الوطنية "تتولى أجيزة الرقابة‬
‫المنصوص عمييا في القانون كل حسب اختصاص و رقابة تسيير األمالك الوطنية‬
‫‪1‬‬
‫والمحافظة عمييا"‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬الصيانة والمحافظة عمى األمالك الوطنية العمومية‬

‫يقصد بصيانة األمالك الوطنية العمومية حفظيا ‪ ،‬وفي سبيل ذلك يمتزم الشخص‬
‫العام باتخاذ جميع اإلجراءات الكفيمة بتحقيق ىذا الغرض‪ 2،‬وتستعمل اإلدارة في ذلك‬
‫وسيمتان‪:‬‬

‫أوال_ الوسيمة القانونية‪ :‬تتمثل في حق اإلدارة في إصدار لوائح تنظيمية لحماية‬


‫األمالك العمومية من كافة أشكال االعتداء من طرف المستعممين‪ ،‬وتختمف ىذه الموائح عن‬
‫لوائح الضبط اإلداري التي تقتصر عمى النظام العام (األمن العمومي‪ ،‬الصحة العمومية‪،‬‬
‫السكينة العمومية) بينما األولى ترتبط أساسا بصيانة األمالك العمومية ‪ ،‬لكن تحتفظ بصفتيا‬
‫كالئحة عامة يتأكد تنفيذىا بعقوبة جزائية‪ ،‬وتطبق العقوبات عمى الفاعل المرتكب لممخالفة‬
‫نتيجة لألشغال‪ ،‬أما إذا كان المتسبب في المساس باألمالك العمومية شخص قاصر أو‬
‫‪3‬‬
‫تنص المادة ‪ 134‬من القانون المدني "كل من يجب عميو قانونا أو اتفاقا رقابة‬ ‫مختل‪،‬‬
‫شخص في حاجة إلى الرقابة بسبب قصر أو بسبب حالتو العقمية أو الجسمية يكون ممزما‬
‫بتعويض الضرر الذي يحدثو ذلك الشخص لمغير بعممو" وا ذا تم االعتداء عمى المال العام‬
‫من طرف شيء أو حيوان فيتحم ل مسؤولية ذلك حارسو حتى ولو لم يكن مالكا لو حسب‬
‫‪4‬‬
‫المواد ‪138‬و‪ 139‬من القانون المدني‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 11‬قانون ‪ 30/90‬المتضمن قانون األمالك الوطنية‪.‬‬


‫‪-2‬أعمر يحياوي‪ ،‬نظرية المال العام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪-3‬حميتيم العمري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.89 ،88‬‬
‫‪-4‬المواد ‪ 431‬و‪ 431 ،431‬القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫ثانيا_ الوسيمة المادية‪ :‬ىي مجموعة األشغال العامة التي تستعممو لصيانة األمالك‬
‫الوطنية كالترميمات وأعمال الكنس والنظافة‪ ،‬وال نكون بصدد أشغال عامة ميما تكن معتبرة‬
‫أو بسيطة إال إ ذا انصبت عمى عقار سواء كان عقا ار بطبيعتو أو بالتخصيص‪ ،‬مبنيا أو‬
‫غير مبني‪ ،‬وبالمقابل ال تكون األعمال الخاصة بالمنقوالت أشغاال عامة حتى ولو بمغت‬
‫درجة كبيرة من األىمية‪ ،‬ولمقيام بيذه األشغال تتبع اإلدارة إحدى الطريقتين‪:‬‬

‫‪ )1‬الطريقة األولى‪ :‬وىنا تنفذ اإلدارة أشغا ل الصيانة بواسطة عماليا‪،‬لكنيا ال تمجأ‬
‫إلى ىذه الطريقة إال نادرا‪ ،‬وتفعل ذلك إذا كان ىناك استعجال أو ألسباب تتعمق بالسرية أو‬
‫عند عدم وجود مقاول يقوم باألشغال‪.‬‬

‫‪ )2‬الطريقة الثانية‪ :‬تتمثل في األسموب التعاقدي األكثر شيوعا‪ 1،‬وذلك عن طريق‬


‫إبرام صفقات عمومية مع متع اممين إلنجاز األشغال والتي يجب أن يراعى فييا مبادئ حرية‬
‫الوصول لمطمبات العمومية والمساواة بين المرشحين وىذا لضمان االستعمال الحسن‬
‫لألمالك العمومية‪ ،‬كما حددت المادة ‪ 29‬في الفقرة السابعة من المرسوم الرئاسي ‪247/15‬‬
‫المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2015‬التعمق بالصفقات العمومية نطاق ىذه األشغال "تشمل‬
‫الصفقة العمومية لألشغال بناء أو تجديد أو صيانة أو تأىيل أو تييئة أو ترميم أو إصالح‬
‫أو تدعيم أو ىدم منشأة أو جزء‪ ،‬بما في ذلك التجييزات المرتبطة بيا الضرورية‬
‫‪2‬‬
‫الستغالليا"‪.‬‬

‫إن إىمال اإلدارة لواجب الصيانة يعقد مسؤوليتيا اتجاه األ فراد إذا ما أصابتيم‬
‫أضرار جراء ذلك‪ ،‬وأحسن مثال مرور السيارات عمى جسر ثم ينيار بسبب امتناع اإلدارة‬
‫عن صيانتو‪ ،‬وتسمى ىذه المسؤولية في القانون اإلداري بالمسؤولية اإلدارية القائمة عمى‬
‫أساس الخطأ‪ ،‬ويبت القضاء اإلداري في المنازعات الرامية إلى طمب التعويضات المتولدة‬
‫‪3‬‬
‫عن األضرار الناتجة عن إىمال اإلدارة‪.‬‬

‫‪-1‬أعمر يحياوي‪ ،‬نظرية المال العام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.112 ،111‬‬


‫‪-2‬المواد ‪5‬و‪ 29‬المرسوم الرئاسي‪ 247/15‬المؤرخ في‪16‬سبتمبر‪2015‬المتضمن قانون الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،49‬بتاريخ‬
‫‪.2015‬‬
‫‪-3‬أعمر يحياوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.112،113‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫الفرع الثاني‪:‬الرقابة عمى استعمال األمالك الوطنية العمومية‬

‫تنص المادة ‪ 24‬من قانون ‪ 30/90‬المتعمق باألمالك الوطنية"تتولى أجيزة الرقابة‬


‫الداخمية التي تعمل بمقتضى الصالحيات التي يخوليا إياىا القانون‪ ،‬والسمطة الوصية معا‬
‫رقابة االستعمال الحسن لألمالك الوطنية وفقا لطبيعتيا وغرض تخصيصيا‪ ،‬وتعمل‬
‫المؤسسات المكمفة بالرقابة الخارجية حسب تخصص كل منيا وفق الصالحيات التي‬
‫‪1‬‬
‫يخوليا إياىا التشريع"‪.‬‬

‫ومنو تعتبر الرقابة كآلية ثالثة من آليات الحماية اإلدارية لألمالك الوطنية العمومية‬
‫وتشمل جميع أنواع األمالك الوطنية وتت م وفق إجراءات محددة قانونا‪.‬‬

‫أوال_ دور الييئات اإلدارية المركزية في الرقابة عمى األمالك الوطنية العمومية‪:‬‬
‫تمعب الييئات اإلدارية المركزية دو ار ىاما في الرقابة كل حسب اختصاصو فيي كثيرة‬
‫ومتعددة‪ ،‬فإذا تعمق األمر بالموارد الما ئية تسند الرقابة إلى الو ازرة المعنية التي نظميا‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ ، 328/2000‬ورقابة الطرق تسند لو ازرة األشغال العمومية وأىم و ازرة‬
‫‪2‬‬
‫معنية بالرقابة ىي و ازرة المالية‪.‬‬

‫تضمن المرسوم التنفيذي ‪54/95‬المؤرخ في ‪ 15‬فيفري ‪ 1995‬المتعمق بصالحيات‬


‫وزير المالية في المادة ‪ 2‬عمى صالحية ىذا األخير في مجال المالية العمومية‪ ،‬والمراقبة‬
‫المالية المتعمقة باستعماالت إعتمادات ميزانية الدولة وموارد الخزينة العمومية‪ ،‬وتنص‬
‫المادة ‪ 5‬من ىذا المرسوم عمى قيام وزير المالية بجرد الممتمكات العامة وتقويميا وحمايتيا‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ومراقبة استعمال الممتمكات العمومية‪.‬‬

‫وتشمل اإلدارة المركزية في و ازرة المالية الموضوعة تحت سمطة الوزير عمى العديد‬
‫من اليياكل حسب المادة األولى من المرسوم التنفيذي ‪ 55/95‬المؤرخ في ‪ 15‬فيفري‬
‫‪ 1995‬المتعمق بتنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة المالية‪ ،‬من بينيا المديرية العامة لألمالك‬

‫‪-1‬المادة ‪ 24‬قانون ‪30/90‬التعمق باألمالك الوطنية‪.‬‬


‫‪-2‬حميتيم العمري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪-3‬المرسوم التنفيذي‪ 54/95‬المؤرخ في ‪15‬فيفري‪ 1995‬المتضمن صالحيات وزير المالية‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،15‬سنة‪.1995‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫الوطنية التي تمعب دور أساسي في مجال الرقابة عمى األمالك العمومية ‪ ،‬وحسب المادة ‪6‬‬
‫من المرسوم التنفيذي‪ 55/95‬تتكون الم ديرية العامة لألمالك الوطنية من‪:‬‬

‫أ)مديرية عمميات األمالك الوطنية والعقارية وتضم‪:‬‬

‫‪ -1‬المديرية الفرعية لعمميات األمالك الوطنية والنازعات‪.‬‬

‫‪-2‬المديرية الفرعية لمحفظ العقاري وسجل مسح األراضي‪.‬‬

‫‪ -3‬المديرية الفرعية إلجراء الخبرات والعمميات العقارية‪.‬‬

‫ب)مديرية إدارة الوسائل وتضم‪:‬‬

‫‪ -1‬المديرية الفرعية لتنظيم المصالح والمناىج والمحفوظات‪.‬‬

‫‪ -2‬المديرية الفرعية لمموظفين والتكوين‪.‬‬

‫‪ -3‬المديرية الفرعية لعمميات الميزانيات والوسائل‪.‬‬

‫‪ -4‬المديرية الفرعية لتفتيش المصالح‪.‬‬

‫كما تضم مدي ار واحدا لمدراسات يساعد المدير العام لألمالك الوطنية في ممارسة‬
‫‪1‬‬
‫ميامو‪.‬‬

‫ثانيا_ دور الييئات المجمية في الرقابة عمى األمالك الوطنية العامة‪ :‬تتعدد وتتنوع‬
‫الييئات اإلدارية عمى المستوى المحمي المكمفة بالرقابة عمى األمالك الوطنية العمومية‬
‫يحكم كل منيا نظام قانوني خاص وسنذكر منيا الوالية والبمدية ومديرية أمالك الدولة‪.‬‬

‫أ)دور الوالية والبمدية في الرقابة عمى األمالك الوطنية العمومية‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 16‬من دستور ‪ 1996‬المعدل والمتمم"الجماعات اإلقميمية لمدولة ىي‬


‫البمدية والوالية‪ ،‬البمدية ىي الجماعة القاعدية "‪ ، 2‬فيقع عمى عاتقيا رقابة األمالك الوطنية‬

‫‪-1‬المرسوم التنفيذي ‪55/95‬المؤرخ في ‪15‬فيفري‪ 1995‬المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة المالية‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪،15‬‬
‫بتاريخ‪.1995‬‬
‫‪-2‬قانون ‪ 01/16‬المتضمن التعديل الدستوري‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫بصفة عامة ورقابة أمالكيا بصفة خاصة‪ ،‬ويمارس ىذه الرقابة كل من الوالي ورئيس‬
‫المجمس الشعبي البمدي‪.‬‬

‫تتدخل الوالية ف ي كل مجاالت االختصاص المخولة ليا بموجب القانون‪ ،‬وفي مجال‬
‫تسيير األمالك الوالئية الوطنية‪ ،‬كما يبادر المجمس الشعبي الوالئي ويجسد كل العمميات‬
‫التي ترمي إلى حماية األراضي الفالحية والتييئة والتجييز القروي‪ ،‬كما يبادر بكل العمميات‬
‫لحماية األمالك الغابية‪ ،‬وقد ألزم القانون الوالي أن يؤدي كل أعمال إدارة األمالك والحقوق‬
‫‪1‬‬
‫التي تتكون منيا ممتمكات الوالية تحت رقابة المجمس الشعبي الوالئي‪.‬‬

‫وقد منح قانون البمدية ‪ 10/11‬المؤرخ في ‪22‬يونيو ‪ 2011‬لرئيس المجمس الشعبي‬


‫البمدي صالحيات كممثل لمبمدية وكممثل لمدولة‪ ،‬كما نص عمى األمالك البمدية في المادة‬
‫‪" 157‬لمبمدية أمالك عمومية وأمالك خاصة"‪ ،‬ويكتسي مسك سجل األمالك العقارية وسجل‬
‫الجرد المنصوص عمييما في المادة ‪ 160‬من قانون البمدية‪ ،‬طابعا إلزاميا اتجاه المصالح‬
‫المشرفة عمى تخصيصات األمالك البمدية ‪،‬كما يضطمع المجمس الشعبي البمدي بتسيير‬
‫‪2‬‬
‫ومراقب ة األسواق البمدية والمتنقمة والمعارض والعروض التي تنظم عمى إقميم البمدية‪.‬‬

‫ب) دور مديرية أمالك الدولة في الرقابة عمى األمالك الوطنية العمومية‪ :‬قد منحيا‬
‫قانون األمالك الوطنية صالحيات دائمة لمراقبة استعمال األجيزة اإلدارية المختمفة لألمالك‬
‫‪3‬‬
‫الوطنية العامة‪.‬‬

‫وتضمن المرسوم التنفيذي ‪ 454/91‬المتعمق بإدارة األمالك العامة والخاصة التابعة‬


‫لمدولة في المادة ‪" 181‬يمكن ألعوان إدارة األمالك الوطنية أن يراقبوا في عين المكان‬
‫باألدلة وثائق تسيير األمالك المنقولة والعقارية العمومي ة أو الخاصة التابعة ألمالك الدولة‪،‬‬
‫والمخصصة لم ختمف المؤسسات والمصالح العمومية" ويمكنيم الحصول عمى جميع‬
‫‪4‬‬
‫المعمومات المتعمقة باقتناء ىذه األمالك وحيازتيا واستعماليا‪.‬‬

‫‪-1‬خالد با عيسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.51/50‬‬


‫‪ -2‬قانون ‪ 10/11‬المؤرخ في‪22‬يونيو‪ 2011‬المتضمن قانون البمدية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،37‬بتاريخ‪.2011‬‬
‫‪-3‬محمد فاروق عبد الحميد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.373‬‬
‫‪-4‬المرسوم التنفيذي ‪ 454/91‬المتعمق بإدارة وتسيير األمالك العامة والخاصة التابعة لمدولة‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫وأكد المشرع في المادة ‪ 38‬من قانون ‪ 14/08‬المتعمق باألمالك الوطنية عمى‬


‫ضرورة ممارسة الرقابة من طرف أعوان ذوي كفاءة ومحمفين حائزين رتبة مفتش عمى‬
‫األقل‪ ،‬كما ألزم المصالح المستفيدة من التخصيص أو الحائزة أمالك تابعة لمدولة االمتثال‬
‫‪1‬‬
‫لكل استدعاء يوجو ليا في إطار ممارسة حق الرقابة المذكور‪.‬‬

‫مراقبة ميزانية عوائد استغالل األمالك الوطنية‪ :‬وتأكيدا لمراقبة استغالل األمالك‬
‫الوطنية نصت المادة ‪ 132‬من قانون ‪ 30/90‬المقعمق باألمالك الوطنية عمى خضوع رقابة‬
‫الميزانية والتصفية اإلدارية لمحسابات المتعمقة بعائدات األمالك لمقواعد واإلجراءات القانونية‬
‫‪2‬‬
‫المعمول بيا في مجال المالية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الحماية الجزائية لأل مالك الوطنية العمومية‬


‫تعتبر الحماية الجزائية لعناصر األموال العامة إحدى صور الحماية التي أخذت بيا‬
‫كل النظم‪ ،‬وظيرت في فرنسا فيما يطمق عميو بجرائم مخالفات الطرق الكبرى والصغرى‬
‫التي ففرضت عقوبات جنائية عمى األعمال التي تسفر عن إحداث إتالف بأي من عناصر‬
‫األمالك الوطنية العمومية سواء الطرق العامة أو غيرىا من األموال األخرى مثل الحدائق‬
‫‪3‬‬
‫العامة وشواطئ البحار واألموال األثرية‪.‬‬

‫و يقصد بالحماية الجزائية لألمالك الوطنية العمومية مجموعة القواعد واألحكام التي‬
‫نص عمييا قانون العقوبات أو القوانين واألنظمة األخرى المتفرقة‪ ،‬التي تقضي بتجريم تعدي‬
‫األفراد عمى األمالك العامة وتوقيع العقاب الجزائي‪ ،‬وذلك بيدف حماية الممكية العامة‬
‫‪4‬‬
‫وضمان استم ارره مخصصا لممنفعة العامة‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 38‬قانون ‪ 14/08‬المتعمق باألمالك الوطنية‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 132‬قانون‪30/90‬المتعمق باألمالك الوطنية‪.‬‬
‫‪-3‬محمد فاروق عبد الحميد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.365‬‬
‫‪-4‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.399‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫المطمب األول‪ :‬الحماية الجزائية لألمالك الوطنية العمومية في قانون‬


‫العقوبات‬

‫ينص قانون األمالك الوطنية ‪ 30/90‬في المادة ‪" 136‬يعاقب عمى كل أنواع‬
‫المساس باألمالك الوطنية كما يحددىا القانون طبقا لقانون العقوبات"‪ 1،‬فالمشرع أحال‬
‫عقوبات االعتداء عمى األمالك الوطنية العمومية إلى قانون العقوبات‪ ،‬ىذا األخير تضمن‬
‫العديد من الجرائم من ىذا النوع باإلضافة إلى قانون الوقاية من الفساد ومكافحتو‪ ،‬وسوف‬
‫نشير إلى أبرز صور الحماية الجنائية لممال العام المقررة في ىذا القانون‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬جرائم اإلىمال واختالس وا تالف األ مالك الوطنية العمومية‬

‫وسنتطرق ليذه الجرائم باعتبارىا أىم صور االعتداء عمى األمالك الوطنية العمومية‪:‬‬

‫أوال_جريمة اإلىمال‪ :‬تنص المادة ‪199‬مكرر من األمر‪ 156/66‬المؤرخ في‪8‬‬


‫يونيو‪ 1966‬المعدل والمتمم المتضمن قانون العقوبات "يعاقب بالحبس من ستة أشير إلى‬
‫ثالث سنوات وبغرامة من خمسين ألف دينار جزائري إلى مائتي ألف دينار جزائري كل‬
‫موظف عمومي في مفيوم المادة ‪2‬من قانون‪01/06‬المؤرخ في ‪20‬فيفري ‪ 2006‬المتعمق‬
‫بقانون الفساد‪ ...‬تسبب بإىمالو ا لواضح في سرقة أو اختالس أو تمف أو ضياع أموال‬
‫عمومية أو خاصة أو أشياء تقوم مقاميا أو وثائق أو سندات أو عقود أو أموال منقولة‬
‫‪2‬‬
‫وضعت تحت يده سواء بحكم وظيفتو أو بسببيا"‪.‬‬

‫ورغبة المشرع في ىذه الحالة تنجمي في بعث اليقظة واالنضباط في الموظف العام‪،‬‬
‫ألداء واجبات وظي فتو رعاية لألمالك الوطنية العمومية المعيود بيا إليو بحكم وظيفتو أو‬
‫بسببيا ولقيام جريمة اإلىمال وجب توفر ثالثة أركان ىي‪:‬‬

‫أ)الركن المفترض‪ :‬ىو صفة الموظف في مفيوم المادة ‪ 2‬من قانون مكافحة الفساد‪.‬‬
‫ب)الركن المادي‪ :‬ىو السموك اإلداري الضار وحدوث الضرر باألمالك العمومية نتيجة‬
‫ليذا السموك‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 136‬قانون‪30/90‬المتعمق باألمالك الوطنية‪.‬‬


‫‪-2‬األمر‪ 156/66‬المؤرخ في‪ 8‬يونيو‪ 1966‬المعدل والمتمم المتضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،49‬بتاريخ‪11‬جوان ‪.1966‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫‪1‬‬
‫ج)الركن المعنوي‪ :‬ىذه الجريمة يتخذ ركنيا المعنوي صورة الخطأ الغير عمدي‪.‬‬

‫ثانيا_ جريمة اختالس المال العام‪ :‬يقصد بيا قيام الموظف بأي سموك يضيف بو‬
‫المال العام إلى سيطرتو الكاممة كما لو كان مالكا لو‪ ،‬وليذه الجريمة ثالث أركان‪:‬‬

‫أ)ركن مادي‪ :‬ىو وجود المال بحوزة الموظف‪ ،‬والقيام بإضافتو إلى ممكو الخاص‪.‬‬

‫ب)ركن معنوي‪ :‬ىو اتجاه نية الموظف إلى تممك الشيء الذي بحوزتو‪.‬‬

‫ج)ركن مفترض‪ :‬ىو توفر صفة الموظف العمومي‪.‬‬

‫وتنص المادة‪ 29‬من قانون‪ 01/06‬المتعمق بالوقاية من الفساد ومكافحتو عمى عقوبة‬
‫الحبس من سنتين إلى عشر سنوات‪ ،‬وبغرامة من مائتي ألف دينار جزائري إلى مميون‬
‫دينار جزائري كل موظف عمومي يختمس أية ممتمكات أو أموال أو أوراق مالية عمومية أو‬
‫‪2‬‬
‫أي أشياء ذات قيمة أخرى عيد بيا إليو بحكم وظيفتو أو بسببيا‪.‬‬

‫ثالثا_جريمة إتالف األمالك العمومية‪ :‬فتحمى السندات والسجالت العامة ضد خطر‬


‫اإلتالف والتشويو أو التبديد من أماكن حفظيا بالمستودعات العامة لمحفظ‪ 3،‬وتعاقب المادة‬
‫‪ 120‬من قانون العقوبات ذلك بالحبس من سنتين إلى عشر سنوات وبغرامة مالية معتبرة كل‬
‫قاضي أو موظف أو ضابط عمومي الذي يتمف أو يزيل بطريق الغش وبنية اإلضرار وثائق‬
‫أو سندات أو عقود أو أموال منقولة كانت في عيدتو بيذه الصفة أو سممت لو بسبب‬
‫‪4‬‬
‫وظيفتو‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬جرائم التخريب والحرق واالعتداء عمى األ مالك الوطنية العمومية‬

‫تعتبر ىذه الجرائم من أبرز الجرائم التي تقع عمى األمالك الوطنية العمومية‬
‫والمرتكبة من طرف الشخص العادي الذي تنتفي فيو صفة الموظف العام‪.‬‬

‫‪-1‬بشوني محمد الطاىر‪ ،‬الحماية الجنائية لممال العام‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقمة‪ ،‬قسم الحقوق والعموم‬
‫السياسية‪،‬كمية الحقوق‪ ،2013-2012،‬ص‪.40‬‬
‫‪-2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.34،37‬‬
‫‪-3‬محمد فارق عبد الحميد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.369‬‬
‫‪-4‬المادة ‪ 120‬قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫أوال_ جرائم التخريب والحرق‪ :‬تحمى األماكن المعدة لمعبادة والنصب والتماثيل‬
‫والموحات المخصصة لممنفعة العمومية‪ ،‬والوثائق واألشياء ا لتاريخية واألشياء المتعمقة‬
‫بالثورة‪ ،‬ضد كل تخريب أو تشويو أو حرق‪ ،‬حيث تنص المادة ‪160‬مكرر‪ 8‬من قانون‬
‫العقوبات عمى إمكانية أن تصل العقوبة إلى الحرمان من الحقوق الوطنية المنصوص عمييا‬
‫‪1‬‬
‫في المادة ‪9‬مكرر‪ 1‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫ويعاقب بالسجن المؤبد كل من وضع النار عمى مبان أو مساكن أو بواخر إذا كانت‬
‫مسكونة أو مستعممة لمسكنى‪ ،‬كما يعاقب القانون كل من أحرق مركبات أو طائرات أو سكة‬
‫حديد ليس بيا أشخاص ولكن تدخل ضمن قطار يستعممو أشخاص من عشرة إلى عشرين‬
‫سنة ‪.‬‬

‫كما يعاقب بالسجن المؤبد إذا كانت الجرائم المذكورة في المادتين ‪ 395‬و‪396‬‬
‫تتعمق بأمالك الدولة أو بأمالك الجماعات المحمية أو المؤسسات أو الييئات الخاضعة‬
‫‪2‬‬
‫لمقانون العام‪.‬‬

‫ثانيا_ التعدي عمى الطريق العام‪ :‬وتسمى بمخالفات الطرق إذ نص قانون العقوبات‬
‫عمى العديد من المخالفات التي تتصل بيا مثل ما جاءت بو المادة ‪ 408‬فيما يخص حرية‬
‫االستعمال العام "كل من وضع شيئا في طريق أو ممر عمومي من شأنو أن يعوق سير‬
‫المركبات أو استعمل أية وسيمة لعرقمة سيرىا وكان ذلك بقصد التسبب في ارتكاب حادث‬
‫أو عرقمة المرور أو إعاقتو يعاقب بالسجن المؤقت من خمس إلى عشر سنوات وبغرامة من‬

‫خمسمائة ألف دينار جزائري إلى مميون دينار جزائري‪ ،‬وا ذا نتج عن ىذه الجريمة إزىاق‬
‫‪3‬‬
‫روح إنسان يعاقب الجاني بالسجن المؤبد‪.‬‬

‫كما يعاقب بغرامة من مائة د ينار جزائري إلى ألف دينار جزائري ويجوز أن يعاقب‬
‫بالحبس من عشرة أيام إلى شيرين كل من يعيق الطريق العام بأن يضع أو يترك فييا دون‬

‫‪-1‬المواد ‪ 160‬مكرر‪ ،3‬مكرر‪ ،4‬مكرر‪ ،5‬مكرر‪ 8‬من قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬


‫‪ -2‬المواد ‪396، 396 ، 395‬مكرر قانون العقوبات‪.‬‬
‫‪-3‬بومزبر باديس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.116‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫ضرورة مواد أو أشياء من شأنيا أن تمنع أو تنقص من حرية المرور أو تجعل المرور غير‬
‫‪1‬‬
‫مأمون‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الحماية الجزائية لألمالك الوطنية العمومية في قوانين‬


‫أخرى‬

‫ينص قانون ‪ 14/08‬المتعمق باألمالك الوطنية في المادة ‪ 39‬منو عمى تطبيق‬


‫العقوبات المنصوص عمييا في القوانين التي تحكم تنظيم وسير المصالح العمومية‬
‫والمؤسسات والييئات العمومية وكذا أحكام التشريع الخاص بمختمف قطاعات االقتصاد‬
‫الوطني الذي يعاقب عمى المساس باألمالك التي تتكون من األمالك الوطنية في مفيوم ىذا‬
‫‪2‬‬
‫القانون‪.‬‬

‫فالمشرع الجزائري باإلضافة إلى قان ون العقوبات نص عبر عقوبات أخرى لحماية‬
‫األمالك الوطنية العمومية تضمنتيا قوانين مختمفة ومتفرقة سنتناول منيا قانون المياه‬
‫وقانون المناجم وقانون الغابات‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬الحماية الواردة في قانون المياه وقانون المناجم‬
‫تضمن القانونان العديد من المواد التي تعاقب عمى االعتداء عمى األمالك الوطنية‬
‫العمومية المتمثمة في الموارد المائية و الموارد المعدنية أو المتحجرة ومنجم الثروات وىذا‬
‫بيدف ضمان حمايتيا وىو ما أكدتو المادة ‪ 74‬و‪ 75‬من قانون‪ 30/90‬المتعمق باألمالك‬
‫الوطنية ‪.‬‬
‫أوال_ الحماية الواردة في قانون المياه‪ :‬حددت المادة ‪ 161‬من قانون‪ 12/05‬المؤرخ‬
‫في ‪4‬سبتمبر‪ 2005‬المتعمق بقانون المياه األشخاص الذين ليم الصفة القانونية في ضبط‬
‫المخالفات المتصمة بالمياه كعنصر من عناصر المال العام " تكون مخالفات ىذا القانون‬
‫محل بحث ومعاينة وتحقيق يقوم بو ضباط وأعوان الشرطة القضائية وكذا أعوان شرطة‬
‫‪3‬‬
‫المياه المنشأة بموجب المادة ‪ 159‬أعاله"‪.‬‬

‫‪ -1‬بومزبر باديس‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.117‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 39‬قانون ‪ 14/08‬المتضمن قانون األمالك الوطنية‪.‬‬
‫‪-3‬بومزبر باديس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫ويمنع استخراج مواد الطمي بأي وسيمة وخاصة بإقامة مرامل في مجاري الوديان إال‬
‫بترخيص يمنح في إطار نظام االمتياز‪ ،‬وفي حالة مخالفة ذلك يعاقب بالحبس من (‪)1‬سنة‬
‫إلى (‪ ) 5‬سنوات وبغرامة من مائتي ألف دينار جزائري إلى (‪)2‬مميون دينار جزائري ‪،‬‬
‫ويمكن مصادرة التجييزات والمعدات والمركبات التي استعممت في ارتكاب ىذه المخالفة‬
‫‪1‬‬
‫‪،‬وتضاعف العقوبة في حالة العود‪.‬‬

‫كما يمنع تفريغ المياه القذرة ميما تكن طبيعتيا أو صبيا في اآلبار والينابيع وأماكن‬
‫الشرب العمومية والوديان‪ ،‬وحظر المشرع وضع المواد غير الصحية التي من شأنيا أن‬
‫تموث المياه الجوفية من خالل التسريبات الطبيعية أو من خالل إعادة التموين‬
‫االصطناعي‪ ،‬ورمي جثث الحيوانات في الوديان والبحيرات واألماكن القريبة من اآلبار‬
‫والينابيع وأماكن الشرب العمومية‪ ،‬وفي حالة مخالفة ذلك يعاقب بالحبس من(‪)1‬سنة‬
‫‪2‬‬
‫إلى(‪ ) 5‬خمس سنوات وبغرامة من خمسين ألف دينار جزائري إلى مميون دينار جزائري‪.‬‬

‫ويخضع لنظام رخصة استعمال الموارد المائية‪ ،‬إنجاز اآلبار أو حفر أو استخراج‬
‫المياه الجوفية وا نجاز منشآت تنقيب عن المنبع غير الموجية لالستغالل التجاري وبناء‬
‫منشآت وىياكل التحويل أو الضخ أو الحجز باستثناء السدود الستخراج المياه السطحية‬
‫وا قامة كل المنشآت‪ ،‬أو اليياكل األخرى الستخراج المياه الجوفية أو السطحية حسب نص‬
‫المادة ‪ 75‬من قانون المياه‪ ،‬ويعاقب بالحبس من ستة أشير إلى سنتين وبغرامة من مائة‬
‫ألف دج إلى خمسمائة ألف دينار جزائري كل من يخالف ذلك ‪،‬ويمكن مصادرة التجييزات و‬
‫‪3‬‬
‫المعدات التي استعممت في ارتكاب ىذه المخالفة‪.‬‬

‫ثانيا_ا لحماية الواردة في قانون المناجم‪ :‬يؤىل أعوان شرطة المناجم بالبحث‬
‫ومعاينة المخالفات التي تقع عمى المواد المعدنية أو المتحجرة باإلضافة إلى أعوان وضباط‬
‫الشرطة القضائية وىذا حسب نص المادة ‪ 144‬من قانون ‪05/14‬المؤرخ في‬
‫‪24‬فيفري‪ 2014‬المتضمن قانون المناجم‪ ،‬كما تنص المادة ‪ 145‬من نفس القانون عمى‬

‫‪-1‬المواد ‪ 14‬و‪ 168‬قانون ‪ 12/05‬المؤرخ في ‪ 4‬غشت ‪ 2005‬المتضمن قانون المياه‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،60‬بتاريخ ‪.2005‬‬
‫‪-2‬المواد ‪ 46‬و‪ 172‬قانون ‪ 12/05‬المتعمق بالمياه‪.‬‬
‫‪-3‬المواد ‪ 75‬و‪ 174‬قانون ‪.12/05‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫معاقبة "كل من يشغل بأية وسيمة كانت أرضا محمية بموجب مرسوم دون الرأي المسبق‬
‫لمسمطة اإلدارية المعنية بالحبس من شيرين إلى سنتين وبغرامة من مائة ألف دج إلى‬
‫‪1‬‬
‫خمسمائة ألف دينار جزائري‪.‬‬

‫ويعاقب كل مستغل يواصل أشغال االستغالل‪ ،‬دون االعتبار لممنع المنصوص عميو‬
‫في المادة ‪ 50‬من قانون المناجم بالحبس من ستة أشير إلى ثالث سنوات وبغرامة من‬
‫مميون دينار جزائري إلى ‪02‬مميون دينار جزائري حسب المادة ‪ 147‬من ىذا القانون‪،‬‬
‫وتطبق نفس العقوبة عمى صاحب الترخيص المنجمي الذي لم يبمغ الوكالة الوطنية‬
‫لمنشاطات المنجمية بفتح أو استرجاع بئر أو رواق يمتد إلى سطح األرض‪.‬‬

‫كما وفر المشرع الجزائري الحماية لممنشآت والتجييزات المستعممة في البحث أو‬
‫استغالل الموا د المعدنية أو المتحجرة في المجاالت البحرية وىي المحطات العائمة والسفن‬
‫البحرية المشاركة في البحث واالستغالل واآلليات األخرى‪ ،‬ويعاقب كل من يقوم بنشاط‬
‫منجمي لمبحث واالستغالل في المجاالت البحرية الجزائرية دون ترخيص منجمي بالحبس‬
‫من (‪ )1‬سنة إلى(‪ ) 3‬ثالث سنوات وبغ رامة من مميون دينار جزائري إلى ثالث ماليين‬
‫دينار جزائري‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬الحماية الواردة في القانون المتضمن النظام العام لمغابات‬

‫الغابات جزء من األمالك الوطنية العمومية‪ ،‬وتممك اإلدارة المسيرة لمغابات وكذا‬
‫الوالي ورئيس البمدية صالحيات السمطة العامة لترقيتيا والحفاظ عمييا ومنع كل عمل يضر‬
‫بيا باستعمال صالحيات الضبطية اإلدارية العامة والخاصة وكذا ضبطية المحافظة عمى‬
‫األمالك الوطنية العمومية التي تختص بيا إدارة الغابات‪ ،‬فالمادة األولى من القانون‬
‫‪ 14/84‬المتعمق بالغابات تيدف لحماية األمالك الغابية بنصوص خاصة‪ ،‬فينبغي أن يسبق‬
‫استخراج المواد من الغابات ترخيص مقابل دفع أتاوى إلدارة أمالك الدولة‪ ،‬وفي حالة‬
‫مخالفة ىذه القاعدة يتعرض الفاعل لممسؤولية الجزائية‪ ،‬وعميو نجد المادة ‪ 74‬من قانون‬
‫الغابات تقرر عقوبة الغرامة من ألف إلى ألفي دينار جزائري لمقنطار الواحد من الفمين‬

‫‪1‬المواد ‪ 145 ،144‬قانون ‪ 05/14‬المؤرخ في ‪ 24‬فيفري‪ 2014‬المتضمن قانون المناجم‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،18‬بتاريخ‪20‬مارس‪.2014‬‬


‫‪-2‬المواد ‪ 174 ،161 ،147‬قانون ‪ 05/14‬التعمق بقانون المناجم‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫المستخرج من الغابات بطريق الغش‪ ،‬وفي حالة العود ترفع العقوبة إلى الحبس من خمسة‬
‫عشر يوم إلى شيرين مع مضاعفة الغرامة‪ ،‬ويعاقب أبضا كل من قام باستخراج األحجار‬
‫أو الرمل أو المعادن أو التراب من الغابات بدون ترخيص بغرامة من ألف دينار جزائري‬
‫إلى ألفي دينار جزائري لمعربة ا لواحدة‪ ،‬وفي حالة العود يمكن أن يتعرض الفاعل لمحبس‬
‫من خمس إلى عشر أيام مع مضاعفة الغرامة‪ ،‬كما تصادر جميع المواد المستخرجة أو‬
‫‪1‬‬
‫المنزوعة‪.‬‬

‫إذا كان استخراج المواد من األمالك الغابية ممنوعا إال بترخيص‪ ،‬فإن التفريغ أو‬
‫وضع أو ترك كل ما من شأنو أن يسبب حريقا‪ ،‬يعرض الفاعل لعقوبة الغرامة من مائة‬
‫دينار جزائري إلى ألفي دينار جزائري وفي حالة العود يمكن أن يحبس لمدة عشر أيام مع‬
‫مضاعفة الغرامة حسب المادة ‪ 86‬من قانون الغابات‪ ،‬ولم يكتف المشرع بتقرير العقاب عن‬
‫كل مساس بالغابة وثرواتيا فحسب‪ ،‬بل أسس المسؤولية الجزائية ضد الممتنع عن إنقاذ‬
‫الغابة من الحريق‪ ،‬فيعاقب بغرامة من مائة دينار جزائري إلى خمسمائة دينار جزائري كل‬
‫من يمتنع بدون عذر عن المشاركة في مكافحة حريق الغابة متى طمبت منو ذلك السمطة‬
‫المختصة‪ ،‬وفي حالة العود يتعرض لمحبس من عشرة أيام إلى ثالثين يوما مع مضاعفة‬
‫الغرامة‪ ،‬واأل ضرار التي تصيب المشاركين في مكافحة حريق الغابة تخول ليم الحق في‬
‫مطالبة الدولة بالتعويض بمقتضى المادة ‪ 20‬من قانون الغابات ويسمى ىذا النوع من‬
‫‪2‬‬
‫المسؤولية في الق انون اإلداري بالمسؤولية القائمة عمى أساس المخاطر‪.‬‬

‫‪-1‬بومزبر باديس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.117‬‬


‫‪-2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.118‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العامة‬

‫نخمص إلى أن المشرع الجزائري نص عمى ثالث آليات لحماية األمالك الوطنية‬
‫العمومية ىي‪ :‬الحماية اإلدارية‪ ،‬والحماية المدنية‪ ،‬والحماية الجزائية‪ ،‬غير أنو رغم تعدد‬
‫القوانين والتنظيمات التي تناولت ىذه الحماية إال أنيا لم تحقق الفعالية المطموبة عمى أرض‬
‫الواقع‪ ،‬فيذه الحماية تظل ناقصة خاصة مع تزايد االعتداءات عمى األمالك الوطنية‬
‫العمومي ة في ظل غياب السمطات المعنية‪ ،‬كما أن قانون األمالك الوطنية ‪ 30/90‬عرف‬
‫بعض التناقضات ولم يفصل بشكل دقيق ال يدعوا مجاال لمشك بين األمالك العمومية‬
‫واألمالك الخاصة لمدولة‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة‬

‫من البدييي القول بأن القوانين جاءت لتنظم حياة المجتمع وأنيا تتغير بتغير‬
‫الظروف االقتصادية واالجتماعية والسياسية وىو ما رأيناه في القانون المتعمق باألمالك‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫نستنتج أن المشرع الجزائري اعتمد عمى النظرية التقميدية في تحديد مفيوم األمالك‬
‫الوطنية العمومية والقائمة عمى التخصيص لممنفعة العامة سواء عن طريق االستعمال‬
‫الجماىيري المباشر أو بواسطة مرفق عام‪ ،‬ولم يكتف بيا بل لجأ إلى أسموب ومعيار آخر‬
‫ىو التحديد التشريعي في تعداد األمالك الوطنية العمومية وقسميا إلى أمالك عمومية‬
‫طبيعية وأمالك عمومي ة اصطناعية‪ ،‬كما بين أن ىذه األخيرة حتى تدخل في نطاق األمالك‬
‫الوطنية العمومي ة وجب أن تضم إلى األمالك الوطنية أوال ثم بعد ذلك يتم تعيين حدودىا أو‬
‫تصنيفيا حسب الحالة ثم صدور قرار اإلدراج الذي يرتب آثاره القانونية‪.‬‬

‫كما أن الحماية القانونية التي منحيا المشرع لألمالك الوطنية العمومية‪ ،‬وا ق ارره‬
‫باإلجراءات اإلدارية لحمايتيا والمتمثمة في الجرد والصيانة‪ ،‬والرقابة عمى استعمال ىذه‬
‫األمالك بما يتماشى والغرض الذي أنشأت من أجمو‪ ،‬كما أحاطيا بالحماية المدنية وقاعدة‬
‫عدم جواز التصرف في يا وعدم قابميتيا لمحجز والتقادم‪.‬‬

‫ونظ ار لألىمية التي تكتسييا ىذه األمالك فالمشرع قرر في حقيا عقوبات جنائية‬
‫سواء المذكورة في قانون العقوبات أو في القوانين الخاصة كقانون الغابات وقانون المناجم‪،‬‬
‫فبيذه الحماية يضمن المشرع استمرار األمالك الوطنية العمومية في القيام بمياميا‪.‬‬

‫وحسب رأينا فإن ىذه الحماية تبقى ناقصة خاصة مع تزايد االعتداءات عمى األمالك‬
‫الوطنية العمومية من دون رقابة وال حساب‪ ،‬والنقص ليس في القوانين وا نما في تطبيقيا‬
‫بحزم وتفعيل اآلليات التي جاءت بيا‪ ،‬كما أن ىذه األخيرة وجب أن تساير العصر وتواكب‬
‫االعتداءات المرتكبة ضد األمالك الوطنية العمومية‪ ،‬وىو ما يجعمنا نطرح بعض‬
‫االقتراحات‪:‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ -1‬فرض رقابة صارمة عن طريق أجيزة متخصصة لمتابعة عممية جرد األمالك‬
‫الوطنية العمومية وصيانتيا و الحرص عمى اتخاذ جميع اإلجراءات الكفيمة بتحقيق ىذا‬
‫الغرض‪.‬‬

‫‪-2‬إعادة النظر في قانون األمالك الوطنية أو إصدار قانون يتضمن حماية األمالك‬
‫الوطنية‪ ،‬يجمع بين الحماية المقررة لألمالك الوطنية العمومية والحماية المقررة لألمالك‬
‫الوطنية الخاصة لتفادي التنازع حول القانون الواجب تطبيقو‪-‬تنازع القوانين ‪ -‬مع تشديد‬
‫العقوبات عمى المخالفين‪.‬‬

‫‪ -3‬تكوين عنصر بشري كفء يقوم بالسير عمى الييئات والمؤسسات التي كمفيا‬
‫المشرع الجزائري بحماية األمالك الوطنية العمومية ألن اليد الغير متخصصة كثي ار ما أدت‬
‫إلى ضم أمالك وطنية عمومية إلى ممكية الخواص سواء عن طريق الخطأ أو بسبب‬
‫التحديد العشوائي لحدود األمالك الوطنية العمومية‪.‬‬

‫‪ -4‬توعية المواطن باألىمية التي تحتميا األمالك الوطنية العمومية عن طريق وسائل‬
‫اإلعالم السمعية البصرية‪ ،‬ونشر ثقافة التبميغ عن االعتداءات التي تتعرض ليا ىذه‬
‫األمالك‪.‬‬

‫في األخير نقول بأن عبء حماية األمالك الوطنية العمومية ال يقع عمى عاتق‬
‫الدولة فقط بل يجب تضافر الجيود ومشاركة الشعب في ىذه الحماية لتحقيق فعالية أكثر‬
‫في أرض الواقع‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫أوال‪ :‬الكتب‬

‫‪. 1‬أعمر يحياوي‪ ،‬نظرية المال العام‪ ،‬دار هومة لمطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪. 2002،‬‬

‫‪. 2‬أعمر يحياوي‪ ،‬القانون اإلداري لألمالك‪ ،‬دار األمل لمطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪. 2012‬‬

‫‪. 3‬إبراهيم عبد العزيز شيحا‪ ،‬األموال العامة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪. 200 ،‬‬

‫‪. 4‬عبد العزيز السيد الجوهري‪ ،‬محاضرات في األموال العامة دراسة مقارنة‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪. 1983 ،‬‬

‫‪ .5‬عالء الدين عشي‪ ،‬مدخل القانون اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دار الهدى لمطباعة‬
‫والنشر‪،‬الجزائر‪. 2010،‬‬

‫‪. 6‬محمد فاروق عبد الحميد‪ ،‬التطور المعاصر لنظرية األموال العامة في القانون‬
‫الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪. 1988،‬‬

‫‪. 7‬محمد عمي الخاليمة‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪. 2015،‬‬

‫‪. 8‬نواف كنعان‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪. 2009‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرسائل والمذكرات الجامعية‬

‫‪. 9‬حنان ميساوي‪ ،‬آليات حماية األمالك الوطنية ‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة أبي بكر‬
‫بمقايد تممسان‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪. 2015-2014،‬‬

‫‪. 10‬بومزبر باديس‪ ،‬النظام القانوني لألموال العامة في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪-2011،‬‬
‫‪. 2012‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪. 11‬بشوني محمد الطاهر ‪ ،‬الحماية الجنائية لممال العام ‪ ،‬مذكرة ماستر‪،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح ورقمة‪ ،‬كمية العقوق والعموم السيا سية‪ ،‬قسم الحقوق‪. 2013- 2012 ،‬‬

‫‪. 12‬حميتيم العمري‪ ،‬األموال العامة ومعايير تمييزها ‪،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة محمد‬
‫بوضياف المسيمة‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪. 2016-2015 ،‬‬

‫‪. 13‬خالد باعيسى‪ ،‬حماية األمالك الوطنية العامة في القانون الجزائري‪،‬مذكرة‬


‫ماستر‪،‬جامعة مح مد خيضر بسكرة‪ ،‬قسم الحقوق‪. 2014- 2013 ،‬‬

‫ثالثا‪ :‬النصوص القانونية‬

‫‪ .14‬دستور ‪ 1996‬مؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر ‪،1996‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪، 76‬بتاريخ ‪08‬‬


‫ديسمبر‪. 1996‬‬

‫‪.15‬قانون ‪ 01/16‬المؤرخ في ‪ 06‬مارس‪ 2016‬المتضمن التعديل الدستوري ‪،‬‬


‫ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،14‬المؤرخة في ‪ 07‬مارس‪. 2016‬‬

‫‪.16‬أمر ‪ 156/66‬مؤرخ في ‪ 08‬يونيو‪ 1966‬المتضمن قانون العقوبات‪،‬‬


‫ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،49‬مؤرخة في ‪11‬نوفمبر‪ ،1966‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪ .17‬أمر ‪ 58/7‬مؤرخ في‪ 26‬نوفمبر‪ 1975‬المتضمن القانون المدني‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪78‬‬


‫‪،‬مؤرخة في ‪ 30‬سبتمبر‪. 1975‬‬

‫‪.18‬القانون ‪ 05/07‬المؤرخ في ‪ 13‬ماي‪ 2007‬المتضمن تعديل القانون المدني‪،‬‬


‫ج‪.‬ر‪.‬ع ‪ ،31‬مؤرخة في ‪ 13‬ماي‪. 2007‬‬

‫‪.19‬القانون ‪ 16/84‬مؤرخ في ‪ 23‬يونيو‪ 1984‬المتضمن قانون األمالك الوطنيةّ‪،‬‬


‫ج‪.‬ر‪.‬ع‪،27‬بتاريخ‪ 3‬يوليو‪. 1984‬‬

‫‪.20‬قانون ‪30/90‬مؤرخ في ‪1‬ديسمبر‪ 1990‬المتضمن قانون األمالك الوطنية‪،‬‬


‫ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،52‬بتاريخ‪20‬ديسمبر‪. 1990‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪.21‬قانون ‪ 14/08‬مؤرخ في‪ 17‬رجب‪ 1429‬الموافق ل‪ 20‬يوليو‪2008‬المتضمن‬


‫تعديل قانون األمالك الوطنية‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،44‬بتاريخ‪ 3‬غشت‪. 2008‬‬

‫‪.22‬قانون ‪ 12/05‬مؤرخ في ‪ 4‬غشت ‪ 2005‬المتضمن قانون المياه‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪،60‬‬


‫بتاريخ ‪ 4‬سبتمبر‪. 2005‬‬

‫‪.23‬قانون ‪10/11‬مؤرخ في ‪ 22‬يونيو‪ 2011‬المتضمن قانون البمدية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪، 37‬‬


‫بتاريخ ‪ 3‬جويمية‪. 2011‬‬

‫‪.24‬قانون ‪ 05/14‬المؤرخ في‪ 24‬ربيع الثاني ‪1435‬ه الموافق ل‪ 24‬فيفري ‪2014‬‬


‫‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،18‬بتاريخ ‪30‬مارس ‪. 2014‬‬

‫‪.25‬قانون ‪ 08/91‬المؤرخ في ‪ 22‬جمادى الثانية ‪ 1411‬ه الموافق ل‪ 8‬يناير‪1991‬‬


‫المتعمق باألحكام الخاصة ببعض أحكام القضاء‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،02‬بتاريخ ‪ 9‬يناير‪.1991‬‬

‫‪.26‬المرسوم الرئاسي‪ 247/15‬مؤرخ في ‪ 02‬ذي الحجة‪ 1436‬ه الموافق ل ‪16‬‬


‫سبتمبر‪ 2015‬المتضمن قانون الصفقات العمومية‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،49‬سنة ‪. 2015‬‬

‫‪. 27‬مرسوم تنفيذي ‪ 454/91‬المتضمن شروط إدارة األمالك العامة والخاصة التابعة‬
‫لمدولة مؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر‪،1991‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،60‬بتاريخ ‪ 24‬ديسمبر ‪. 1991‬‬

‫‪.28‬مرسوم تنفيذي ‪ 455/91‬المتضمن جرد األمالك الوطنية مؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر‬


‫‪ ،1991‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪،60‬بتاريخ‪ 24‬ديسمبر‪. 1991‬‬

‫‪. 29‬مرسوم تنفيذي ‪ 55/95‬المتعمق بتنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة المالية مؤرخ‬
‫في ‪ 25‬فيفري‪،1995‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،15‬بتاريخ ‪.1995‬‬

‫‪. 30‬مرسوم تنفيذي ‪ 54/95‬المحدد لصالحيات وزير المالية مؤرخ في ‪ 15‬رمضان‬


‫‪1415‬ه الموافق ل‪ 15‬فيفري‪،1995‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،15‬بتاريخ ‪ 15‬مارس‪. 1995‬‬
‫الملخص‬

‫ وىي‬،‫تمعب األمالك الوطنية العمومية مكانة ىامة لدى الدول ألنيا عصب الحياة‬
‫الوسيمة المادية األساسية التي تعتمد عمييا الدولة وجماعاتيا اإلقميمية لتحقيق المنفعة العامة‬
‫ لذا فيي تتمتع بحماية قانونية والمشرع الجزائري حدد ىذه‬،‫كما أنو تعبر عن سيادة الدولة‬
‫ والحماية المدنية‬،‫الحماية في ثالث صور ىي الحماية اإلدارية لألمالك الوطنية العمومية‬
‫ باإلضافة إلى إق ارره‬،‫ والحماية الجنائية لألمالك الوطنية العمومية‬،‫لألمالك الوطنية العمومية‬
.‫بالحماية الدستورية لألمالك الوطنية العمومية وجعميا واجبا عمى الدولة والمواطن‬

، ‫ الحماية الجنائية‬، ‫ الحماية الدستورية‬، ‫ األمالك الوطنية العمومية‬: ‫الكممات المفتاحية‬


‫ الحماية الجزائية‬،‫الحماية اإلدارية‬
Résumé
Le domaine public jouent un rôle important dans les pays parce qu’ il est
la base de vie , et c’est une moyen matériel capital qui compt sur elle L’Etat et
les collectivités locales pour atteindre l’intérêt public , et reflète la souvrainté
de l’Etat , Ainsi qu’ils bénéficient d une protection juridique . le législateur
algérien détermine cette protection dans trois façon sont, la protection
administrative, et la protection pénal, et la protection civil de les domaines
publics. En plus la protection constitutionnelle des domaines publics et ça sera
le devoir de l’Etat et les citoyens.

Mots-clés: propriété publique nationale, la protection constitutionnelle, la rotection


pénale, La protection administrative, protection pénale
‫فهرس المحتويات‬
‫الفيرس‬

‫الصفحات‬ ‫العنوان‬

‫‪10‬‬ ‫مقدمة‬

‫‪5‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬ماهية األمالك الوطنية العمومية‬

‫‪5‬‬ ‫المبحث األول‪ 9‬مفيوم األمالك الوطنية العمومية‬

‫‪5‬‬ ‫المطمب األول‪9‬تعريف األمالك الوطنية العمومية‬

‫‪6‬‬ ‫الفرع األول‪9‬التعريف الفقيي لألمالك الوطنية العمومية‬

‫‪7‬‬ ‫الفرع الثاني‪9‬التعريف القانوني لألمالك الوطنية العمومية‬

‫‪01‬‬ ‫المطمب الثاني‪9‬التمييز بين األمالك الوطنية العمومية والخاصة‬

‫‪01‬‬ ‫الفرع األول‪ 9‬المعايير التقميدية لتمييز األمالك الوطنية العمومية عن الخاصة‬

‫‪01‬‬ ‫الفرع الثاني‪9‬معيار التحديد التشريعي‬

‫‪02‬‬ ‫المبحث الثاني‪9‬أنواع األمالك الوطنية العمومية وطرق تكوينيا‬

‫‪02‬‬ ‫المطمب األول‪9‬أنواع األمالك الوطنية العمومية‬

‫‪03‬‬ ‫الفرع األول‪9‬األمالك الوطنية العمومية الطبيعية‬

‫‪05‬‬ ‫الفرع الثاني‪9‬األمالك الوطنية العمومية االصطناعية‬

‫‪07‬‬ ‫المطمب الثاني‪9‬طرق تكوين األمالك الوطنية العمومية‬

‫‪07‬‬ ‫الفرع األول‪ 9‬تعيين الحدود‬


‫الفيرس‬

‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 9‬التصنيف‬

‫‪62‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية األمالك الوطنية العمومية‬

‫‪16‬‬ ‫المبحث األول‪ 9‬الحماية المدنية لألمالك الوطنية العمومية‬

‫‪16‬‬ ‫المطمب األول‪9‬مبدأ عدم قابمية التصرف في األمالك الوطنية العمومية‬

‫‪17‬‬ ‫الفرع األول‪9‬مضمون مبدأ عدم قابمية التصرف في األمالك الوطنية العمومية‬

‫‪18‬‬ ‫الفرع الثاني‪9‬استثناءات مبدأ عدم قابمية التصرف في األمالك الوطنية العمومية‬

‫‪21‬‬ ‫المطمب الثاني‪9‬مبدأ عدم قابمية اكتساب األمالك الوطنية العمومية بالتقادم‬

‫‪21‬‬ ‫الفرع األول‪9‬مضمون مبدأ عدم قابمية اكتساب األمالك الوطنية العمومية بالتقادم‬

‫‪20‬‬ ‫الفرع الثاني‪9‬النتائج المترتبة عمى مبدأ عدم قابمية اكتساب األمالك العمومية بالتقادم‬

‫‪21‬‬ ‫المطمب الثالث‪ 9‬مبدأ عدم جواز الحجز عمى األمالك الوطنية العمومية‬

‫‪21‬‬ ‫الفرع األول‪9‬مضمون مبدأ عدم قابمية الحجز عمى األمالك الوطنية العمومية‬

‫‪22‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 9‬نتائج مبدأ عدم قابمية الحجز عمى األمالك الوطنية العمومية‬

‫‪23‬‬ ‫المبحث الثاني‪9‬الحماية اإلدارية لألمالك الوطنية العمومية‬

‫‪24‬‬ ‫المطمب األول‪9‬جرد األمالك الوطنية العمومية‬

‫‪24‬‬ ‫الفرع األول‪ 9‬تعريف الجرد وأنواعو‬

‫‪25‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 9‬إجراءات عممية الجرد‬


‫الفيرس‬

‫‪27‬‬ ‫المطمب الثاني‪9‬صيانة األمالك الوطنية العمومية ومراقبتيا‬

‫‪27‬‬ ‫الفرع األول‪9‬الصيانة والمحافظة عمى األمالك الوطنية العمومية‬

‫‪31‬‬ ‫الفرع الثاني‪9‬الرقابة عمى استعمال األمالك الوطنية العمومية‬

‫‪32‬‬ ‫المبحث الثالث‪9‬الحماية الجزائية لألمالك الوطنية العمومية‬

‫‪33‬‬ ‫المطمب األول‪9‬الحماية الواردة في قانون العقوبات‬

‫‪33‬‬ ‫الفرع األول‪9‬جرائم اإلىمال واختالس واتالف األمالك الوطنية العمومية‬

‫‪34‬‬ ‫الفرع الثاني‪9‬جرائم التخريب واالعتداء والحرق ضد األمالك الوطنية العمومية‬

‫‪36‬‬ ‫المطمب الثاني‪9‬الحماية الجزائية لألمالك الوطنية العمومية في قوانين أخرى‬

‫‪36‬‬ ‫الفرع األول‪9‬الحماية الواردة في قانون المياه وقانون المناجم‬

‫‪38‬‬ ‫الفرع الثاني‪9‬الحماية الواردة في القانون المتضمن النظام العام لمغابات‬

‫‪42‬‬ ‫خاتمة‬

‫‪45‬‬ ‫قائمة المراجع والمصادر‬

‫فيرس‬


You might also like