You are on page 1of 2

‫الطالب‪ :‬مطلس محمد ‪ -‬سنة أولى ليسانس حقوق‬

‫فرض‪ 2‬مدخل للقانون اإلداري ‪2‬‬


‫اإلجــابـــــة‪:‬‬
‫تحتل المرافق العامة مكانا بار از في الواقع اليومي كونها تؤدي دو ار هاما في توفير و إشباع الحاجات اإلنسانية المتزايدة‬
‫في المجتمع بحيث عن طريقها تتمكن الدولة من تحقيق الصالح العام ‪ ،‬كما كان سائدا سابقا أن الدولة هي من يتولى‬
‫إدارة المرافق العامة بنفسها ‪ ،‬ولم يكن مسموح ألي جهة أخرى أن تديرها إال على سبيل اإلستثناء ‪ ،‬ذلك أن الدولة هي‬
‫التي كانت تأخذ على عاتقها القيام بكل أنشطة إشباع حاجات أفراد المجتمع ‪ ،‬غير أن التطورات االقتصادية التي حدثت‬
‫في العالم و أخذ الفكر الرأسمالي في اإل نتشار بسرعة كبيرة ‪ ،‬بدأت معها الدول في دعوة القطاع الخاص ليساعدها في‬
‫إدارة المرافق العامة وإنشائها تحت رقابة الدولة ‪ ،‬من هنا نكون أمام إشكالية تعدد األنظمة القانونية التي يخضع لها‬
‫المرفق العام في الجزائر‪ ،‬لكن قبل التطرق لهذا اإلشكال وجب التعرف على ماهية المرفق العام و لمبادئه األساسية ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم المرفق العام‪:‬‬


‫عادة ما يلجأ الفقه إلى تحديد مفهوم المرفق العام إلى استعمال معيارين أساسيين هما المعيارالعضوي والمعيارالموضوعي‬
‫‪-‬المعيار العضوي ‪ :‬يقصد بالمرفق العام وفق لهذا المعيار كل منظمة عامة تنشئها الدولة وتخضع إلدارتها بغية تحقيق‬
‫إشباع حاجيات الجمهور ‪.‬‬
‫‪-‬المعيار الموضوعي‪ :‬يقصد بالمرفق العام بالنظر للمعيار الموضوعي كل نشاط يباشره شخص عام بقصد اشباع حاجات‬
‫عامة ‪ ،‬من هنا تخرج عن هذا النطاق كل المشروعات التي تستهدف تحقيق الربح ‪.‬‬
‫‪ -‬المبادئ األساسية لسير المرفق العام‪:‬‬
‫*مبدأ المساواة‪ :‬يقصد بمساواة المرتفقين أمام المرفق العام المساواة بين جميع المنتفعين في الحقوق و األعباء التي‬
‫تترتب على حصولهم على الخدمة ‪ ،‬فكل فرد و بمجرد أن تتوفر فيه شروط اإلستفادة من الخدمة العمومية التي يقدمها‬
‫المرفق العام يحق له اإلستفادة من هذه الخدمة دون تمييز قد يستهدفه من حيث الرسوم أو غيرها ‪ ،‬مما يجعلنا أمام ما‬
‫يعرف بحياد المرفق‪.‬‬
‫*مبدأ االستمرارية‪ :‬يعتبر هذا المبدأ عنص ار جوهريا في نظرية المرفق العام التي تذهب إلى أن الدولة كلها عبارة عن‬
‫مجموعة مرافق عامة يجب أن تبقى مستمرة و أن ال يتعطل سيرها ‪.‬‬
‫*مبدأ تكيف المرفق العام‪:‬يقصد به أن يكون المرفق و قواعد عمله دائما قابلة للتغيير أو المراجعة بما يقتضيه تطور‬
‫حاجات المجتمع و تغير متطلبات المصلحة العامة عبر الزمن و ذلك لتحقيق أكبر قدر من الفعالية والجودة لتقديم الخدمة‬
‫العامة و مواكبة التطور التكنولوجي و التقني في مجال تقديم الخدمة العمومية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األنظمة القانونية التي يخضع لها المرفق العام ‪:‬‬


‫وهي مجموعة القواعد و األحكام و المبادئ و األساليب التي تتعلق بنوع من المرافق العامة‪ ،‬وعند تحليل النظام القانوني‬

‫للمرافق العامة ميز فقهاء القانون اإلداري بين المرافق العامة التقليدية التي تحمل فعال صفة المرفق العام و التي يطلق‬
‫عليها بالمرافق العامة الخالصة ‪ ،‬وتلك المرافق العامة ذات الطابع الصناعي والتجاري وهذا نتيجة تراجع نظرية المرفق‬
‫العام نظ ار للتطورات التي حصلت بسب األزمة االقتصادية و التي تسببت في ظهور نوع جديد من المرافق العامة ‪.‬وفيما‬
‫يلي سنتطرق للنظام القانوني لكل منها‪:‬‬

‫‪-1‬النظام القانوني للمرافق العامة اإلدارية (الخالصة)‪:‬‬


‫يطلق المرافق العامة الخالصة من طرف فقهاء القانون اإلداري الفرنسي ‪ ،‬و المراد به المرافق العامة ذات الطابع اإلداري‬
‫أو المرافق العامة التي تشمل الوظائف التقليدية للدولة ‪ ،‬وهذه المرافق تخضع في نظامها لقواعد القانون اإلداري من‬
‫حيث المبدأ ‪ ،‬مع وجود إستثناءات في حالة اللجوء إلى أساليب القانون الخاص في تسييرها‪ ،‬و بذلك فالمرافق العامة‬
‫اإلدارية تمثل المجال الخاص لتطبيق القانون اإلداري كون هذه المرافق يجتمع فيها كل من المعيار العضوي و‬
‫الموضوعي في تحديد المرفق العام‪ ،‬و بالتالي فإن كل ما يخص هذه المرافق يخضع لقواعد القانون اإلداري و إختصاص‬
‫القضاء اإلداري إال إذا نص القانون على خالف ذلك‪.‬‬

‫‪-2‬النظام القانوني للمرافق العامة االقتصادية‪:‬‬


‫بفعل األ زمات االقتصادية وتطور وظيفة الدولة ظهر نوع أخر من المرافق العامة يزاول نشاطا تجاريا أو صناعيا مماثال‬
‫لنشاط األفراد وتعمل في ظروف مماثلة لظروف عمل المشروعات الخاصة وبسب طبيعة النشاط الذي تؤديه هذه المرافق‬
‫دعا الفقه والقضاء إلى ضرورة تحرير هذه المرافق من الخضوع لقواعد القانون العام ‪ ،‬وأمثلة ذلك مرافق النقل و‬
‫المواصالت ومرفق توليد المياه و الغاز و مرفق البريد وغيرها‪.‬‬
‫تخضع المرافق العامة االقتصادية ذات الصبغة الصناعية والتجارية لخليط من قواعد القانونين العام و الخاص ‪،‬فالقانون‬
‫العام يحكمها ألنها مثل جميع المرافق العمة تخضع للمبادئ العامة الضابطة لسير المرافق العامة و التي تسمى قواعد‬
‫القانون العام للمرافق العامة كمبدأ سير المرافق العامة بإنتظام ومبدأ المساواة وقابليتها للتغيير بما يتالءم مع الظروف‬
‫و المستجدات عالوة على أنها تستفيد من بعض إمتيازات السلطة العامة مثل إصدار الق اررات اإلدارية و نزع الملكية و‬
‫إبرام العقود اإلدارية و في كل هذه المسائل يختص القضاء اإلداري للفصل في المنازعات المرتبطة بها ‪ ،‬أما بخضوعها‬
‫لقواعد القانون الخاص فيرجع لكونها تقوم بنشاط مماثل لألنشطة التي يقوم بها الخواص و بالتالي يتعين تحريرها من‬
‫قواعد القانون العام ألداء نشاطها بشكل جيد بعيدا عن البطء و الروتين و تعقيد اإلجراءات ‪.‬‬
‫تبعا لذلك فإن النزاعات المترتبة عن تطبيقها لقواعد القانون الخاص تدخل في اختصاص القضاء العادي‪.‬‬
‫وفي األخير ومن خالل هذا الموضوع فإن تبني الجزائر لنظام إقتصاد السوق الذي يعد أحد مقومات النظام الرأسمالي‬
‫وفقا لدستور ‪ 1191‬حيث مس هذا النظام الجوانب االقتصادية و السياسية ‪ ،‬إذ تم االنفتاح على السوق و العولمة‬
‫فكان من الضروري االنتقال إلى الطرق الحديثة في تسيير و إدارة المرافق العامة بما يتماشى و الطبيعة االقتصادية‬
‫و االجتماعية والسياسية للدولة بهدف زيادة مردودية هاته المرافق تلبية للحاجات العامة للمواطنين و تحقيق متطلبات‬
‫التنمية المستدامة ‪.‬‬

You might also like