Professional Documents
Culture Documents
من صور تدخل الدولة في حياة االفراد صورة المرفق العام وقد كان للمرفق العام من االغراء ما دفع جانبا كبيرا من الفقه ومن
بعده القضاء في غالبية احكامه الى تاسيس القانون االداري عليه لما لهذه المرافق من أهمية في الحياة اليومية باعتبار ان جل
الحاجات االجتماعية للمواطن تشبع من خالل المرافق العامة .وباعتبار ان المرافق العامة لها ارتباط وطيد بالمصلحة العامة فهي
اولى بالرعاية من اي مصلحة او مرفق اخر ونظرا الهميتها فقد كرست لها مجموعة من القواعد لحمايتها وهذه القواعد فهي
مستوحاة من مجموعة من المبادئ التي نشأت مع نشوء مفهوم المرفق العام وكرستها مجموعة من التشريعات المتعاقبة منذ نضوج
هذا المفهوم الى عصرنا الحالي ..فباعتبار ان المرفق العام له ارتباط وطيد بالمصلحة العامة وبالحاجات االجتماعية للمواطنين
وبالتالي فهو يحتاج دوما لتدخل الدولة لتنظيم وتحكيم هذا المرفق وذلك من خالل مجموعة من المبادئ التي نشات مع نشوء هذا
المفهوم وتطورت مع تطوره فالى اي حد ساهمت هذه المبادئ العامة واالساسية في تنظيم وحوكمة المرفق العام؟
سنتطرق الى موضوعنا من خالل التصميم التالي .المطلب االول مبدأ استمرار سير المرفق العام .المطلب الثاني مبدأ المساواة
وقابلية المرفق التغيير و التعديل.
المطلب االول مبدا استمرار سير المرفق العام
تتولى المرافق العامة تقديم الخدمات لالفراد واشباع حاجات عامة وجوهرية في حياتهم ويترتب على انقطاع هذه الخدمات حصول
خلل واضطراب في حياتهم اليومية.
الفقرة االولى .مبادئ تنظيم موظفي المرفق العام
المبدأ االول مبدأ تحريم ومنع االضراب على العمال المرافق فاالضراب هو اتفاق بين العمال او الموظفين على االمتناع الجماعي
عن العمل لمدة زمنية محددة دون التخلي على وظائفهم أو تركها بصفة نهائية لعدم رضائهم عن امر معين او بحثا عن الوصول الى
تحقيق مطالب معينة هو حق دستوري مشروط بضرورة ضمان استثمارية المرافق العمومية ومنع االضرابات قد يؤثر سلبا على
سير الخدمات العامة ويسعى الى تحقيق توازن بين حقوق العمال وضرورة تقديم الخدمات بشكل متواصل المواطنين .
المبدا الثاني قاعدة تنظيم االستقالة.
هي انتهاء لخدمة الموظف بناءا على رغبته في التخلي نهائيا عن الوظيفة التي يشغلها واالستقالة حتى تصبح سارية النفاذ فانها
خاضعة لشكلية تقديم طلب كتابي من المعني باالمر يعبر فيه عن رغبته في مغادرة اسالك الوظيفة بصفة نهائية وقد عمل المشرع
المغربي على تنظيم االستقالة بمقتضى الفصول 75و 79من ظهير 24فبراير 1958المعتمد بمثابة النظام االساسي للوظيفة
العمومية.
المبدا الثالث نظرية الموظف الفعلي
وهي نظرية تقتضي صدور عن موظف فعلي تصرفات متصلة بتسيير المرافق العامة في الظروف االستثنائية او الظروف العادية
والموظف الفعلي هو ذلك الشخص الذي لم يصدر قرار تعيينه او صدر قرار التعيين باطال والذي زاول وظيفة عامة على رغم من
ذلك السباب مرتبطة بالمصلحة العامة وتقديم خدمات ضرورية للجمهور.
الفقرة الثانية .مبادئ تدبير المرافق العامة
المبدا االول مبدا تحريم الحجز على االموال المعتمدة والمخصصة لتسيير المرافق العامة.
اذا كانت القاعدة هي جواز الحجز القضائي على ممتلكات المدين الذي يمتنع عن دفع ديونه وبيعها لتسديد الدين وفق احكام قانون
المسطرة المدنية فان تطبيق هذه القاعدة على ممتلكات المرفق العمومي من شانه ان يهدد هذا االخير بالتوقف واالنقطاع عن تقديم
خدماته الى المواطنين بانتظام ،ومن هنا ظهرت قاعدة تحريم الحجز على تلك الممتلكات تجنبا لالخالل بهذا المبدا.
المبدا الثاني نظرية الظروف الطارئة
هي نظرية بلورها القضاء االداري في مجال العقود اإلدارية ويستفاد منها انه قد تظهر اثناء العقد ظروف غير متوقعة لالطراف
المتعاقدة وهي مسالة قد تؤدي الى فسخ العقد وتوقف المرفق العمومي عن اداء خدماته خصوصا اذا تم ذلك الفسخ من طرف واحد
بدعوى الصعوبات المرتبطة بتنفيذ مقتضياته وفي ظل احكام القانون االداري ،فالمتعاقد مع االدارة بامكانه المطالبة بالتعويض تحقيقا
لتوازن المالي للمشروع ،وتتدخل الدولة مانحة االمتياز مقدمة له التعويضات المالية الضرورية لضمان سير المرفق العام بانتظام
المطلب الثاني مبدا المساواة وقابلية المرفق التغيير والتعديل
الفقرة االولى مبدا المساواة امام المرافق العامة
ان مبدا المساواة هو من المبادئ االساسية التي تم التنصيص عليها في الدستور من ذلك مثال الفصل 5من دستور 2011الذي ينص
على ان ،جميع المغاربة سواء امام القانون ،وتعني هذه القاعدة المساواة في االنتفاع من خدمات المرفق العمومي اي ان يؤدي هذا
االخير خدماته الى كل من يطلبها من الجمهور بالشروط نفسها دون تمييز بين المنتفعين وهذه المساواة ليست مطلقة اذا ال تعني
المساواة التامة في جميع الحاالت وبدون شروط بل هي مساواة في حالة توفر الشروط القانونية فالعادة ال تتنافى مع وضع شروط
البد من توفرها في كل من يريد االنتفاع من خدمات المرفق العمومي كضرورة دفع رسم معين مقابل الخدمة او تحديد شروط
وظيفية او شرط في السن كل ذلك بعيدا عن التفرقة بين الجنس او اللون او الدين او السياسة.
الفقرةالثانية .مبدا قابلية المرفق العام للتعديل والتغيير
لالدارة حق التدخل مبدئيا لتعديل او تغيير القواعد التي تحكم المرافق العامة حتى تكون مطابقة ومسايرة للظروف االجتماعية
واالقتصادية المتطورة وذلك استمرارا لتحقيق للمصلحة العامة كما يمكنها ان تتدخل لفرض الرسوم على االنتفاع من خدمات المرفق
او الرفع من قيمتها اذا كانت مقررة اصال ويمكنها ذلك ان تتشدد في الشروط المتطلبة اللتحاق بالعمل بالمرفق العام وال يجوز الحد
من المنتفعين او العاملين او المتعاقدين االعتراض على ذلك الن حق االدارة في التغيير والتعديل حق ثابت ال يقيده اال مراعاة
المصلحة العامة فهذا المبدا حسب راي اغلب الفقه هو شرط اساسي لعمل المرفق في ظروف جيدة واستمرارية للخدمات التي
يقدمها.
في الختام يتبين ان تطبيق مبادئ المرافق العامة يلعب دورا حيويا في بناء مجتمع فعال ومستدام تأتي هذه المبادئ كمرجع للحفاظ
على استقرار الخدمات العامة وتحقيق التوازن بين حقوق العمال وضرورة تلبية احتياجات المجتمع