Professional Documents
Culture Documents
لسمـة لثجلثـ
احجضر تةفي:
التعريؼ بالموظؼ العمومي و تمييزه عف غيره مف األشخاص الذيف قد تربطيـ عالقة باإلدارات العمومية
كما يمكف لمطالب االستعانة بيا الحقا لمتحضير لمسابقات التوظيؼ أو مسابقات الدكتوراه ...
إف المحاضرة قد تحتاج لحصة أو أكثر و ذلؾ يرجع لمدى استيعاب الطمبة لمدروس وظروؼ التدريس وذلؾ أمر يرجع
لتقدير األستاذ.
كذلؾ قد يتـ تمخيص بعض المعمومات و اإلسياب في شرح أخرى أثناء إلقاء الدروس ،لذلؾ يجب عمى الطالب
االطالع عمى المحاضرة و في حاؿ عدـ فيـ معمومة طرح اإلشكاؿ عمى أستاذ المقياس لمحصوؿ عمى توضيح
بالتوفيؽ لمجميع
المحاضرة األولى :اإلطار القانوني لموظيفة العامة في الجزائر
المطمب األول :تطور قوانين الوظيفة العامة في الجزائر
تـ تمديد العمؿ باألحكاـ القانونية السارية في الحقبة االستعمارية بموجب القانوف 157-62المؤرخ في 31ديسمبر
،1962إال ما تعارض مع السيادة الوطنية ،فرغـ أنو في ظؿ الدولة المستقمة ينبغي إصدار تشريعات تالئـ طموحات
الشعب ،إال أنو لـ يمكف ترؾ الدولة في ىذه الحقبة دوف منظومة قانونية ،لذا تحتـ االحتفاظ بتشريع الدولة االستعمارية
إلى حيف التفكير في إعداد نصوص تالئـ فمسفة وتوجو الدولة الجزائرية
صدر أوؿ قانوف األساسي العاـ لموظيفة العمومية لمجزائر المستقمة في 02جواف 1966متمثال في األمر ،133-66
في سياؽ دستور 1963الذي كمؼ ببناء الدولة ديمقراطية اشتراكية وىو التكميؼ المرتبط ارتباطا وثيقا بنظاـ الوظيفة
العمومية.
و الذي استبعدت المادة االولى منو رجاؿ القضاء وأعضاء الجيش الوطني الشعبي والقائموف بشعائر الديف مف مجاؿ
تطبيقو وىو ما أكدتو المادة األولى منو ،كما أقر مجموعة مف المبادئ التي تقوـ عمييا الوظيفة العمومية منيا مبدأ
المساواة في تولي المناصب العامة ،مبدأ ديمقراطية الوظيفة العمومية ،حؽ الموظؼ في المشاركة في تسيير حياتو
المينية بواسطة مختمؼ المجاف االستشارية ،وكاف يوجد آنذاؾ نوعيف مف األنظمة الوظيفة العمومية ،األوؿ نظاـ
متوقؼ عمى المسار الميني المبني عمى العالقة القانونية والتنظيمية ،والثاني ىو نظمـ الوظيفة العمومية المتوقؼ عمى
االستخداـ والمبني عمى العالقة التعاقدية ،حيث لقد اقر األمر 133/66نظاـ المسار الميني نظ ار لكوف الدولة آنذاؾ
بحاجة إلى موظفيف يسودىـ االستقرار لمتمكف مف أداء مياـ إدارية بعيدة المدى ولقد شمؿ تطبيؽ أحكاـ األمر عمى
كافة المنظمات واإلدارات العمومية .
و لقد توالت بعد ىذا األمر مختمؼ القوانيف األساسية الخاصة بفروع نشاطات قطاع الوظيفة العمومية فجاءت ىذه
المرحمة حاممة معيا مجموعة مف اإلصالحات واتخذت خالليا مجموعة مف اإلجراءات تبيف ما ينبغي أف تكوف عميو
الوظيفة العمومية مستقبال وأىميا ىذه اإلجراءات ىي :
كانت الوظيفة مفتوحة طواؿ المرحمة االستعمارية لمفرنسييف ،وكاف التوظيؼ عمى أساس المسابقات مف بيف المرشحيف
الذيف يحمموف مؤىالت مطموبة لشغؿ الوظيفة ،أما بعد االستقالؿ وفي ظؿ األمر 133-66لـ يعد باإلمكاف اعتماد
نظاـ المسابقات نظ ار لعدـ وجود الوقت كما أنو لـ يكف باإلمكاف المحافظة عمى مستوى التعميـ الالزـ وذلؾ لعدـ وجود
مرشحيف لذلؾ تـ االىتماـ بمنظومة التكويف اإلداري الحقا مف خالؿ إنشاء معاىد ومدارس التكويف المتخصص سواء
قبؿ التوظيؼ او بعده وقد شيدت في ىذا االطار سنو 1964ميالد المدرسة الوطنية لإلدارة وكذا انشاء مراكز التكويف
اإلداري سنة .1968
وبخصوص المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري فقد اعترؼ بياف أسباب األمر 133/66بأف ىناؾ
ضرر لحؽ بالدولة ،وثبت في المرحمة االنتقالية ،وتمثؿ في ترؾ تبايف كبير في مجاؿ الرواتب والتقاعد والفوائد
االجتماعية بيف طبقتيف مف المصالح العمومية ،حيث كانت الرواتب واألجور في قطاع الوظيفة العمومية ضعيفة ،بينما
القطاع الصناعي والتجاري وكانت أجوره مرتفعة ،األمر الذي شكؿ خمال كبي ار ال يمكف أف يحدث في دولة اشتراكية
التوجو وترمي بقوانينيا ومؤسساتيا إلى تحقيؽ العدالة االجتماعية ،ولقد اعتبر بياف األسباب أف األجور في القطاع
االقتصادي ىو بمثابة مزايدة تحدث في عالـ الشغؿ ضد اإلدارات العمومية.
لذلؾ قامت السمطات المكمفة بالشغؿ سنو 1974بإنشاء لجنة وطنية عيدت ليا ميمة دراسة واقتراح سياسة وطنية
النسجاـ واألجور والمرتبات بيف قطاع الوظيفة العمومية والقطاع االقتصادي لمحد مف زحؼ اإلطارات العمومية إلى
المجاؿ االقتصادي لكف رغـ المساعي الحثيثة لمدولة الجزائرية مف اجؿ إصالح قطاع الوظيفة العمومية إال أف اإلدارة
لـ تتمكف مف استكمالو وتكييفو مع التطورات التي تأكدت مالمحيا في السبعينيات فسرعاف ما برزت ىنا وىناؾ تيارات
معارضة لفمسفة النظاـ الجديد واتجاىات فكرية تشرؼ عمى الدخوؿ في فتره غموض أفقدت الوظيفة العمومية ىويتيا
وانسجاميا.
تضمنت مرحمة توحيد عالـ الشغؿ بدورىا مرحمتيف تضمنت األولى صدور القانوف األساسي العاـ لمعامؿ بموجب
القانوف 12-78بتاريخ 5أوت 1978وتضمنت الثانية صدور المرسوـ 59/85المؤرخ في 1985/03/23
المتضمف القانوف األساسي النموذجي لعماؿ المؤسسات واإلدارات العمومية.
تضمنت المادة األولى مف القانوف 12-78بتاريخ 5أوت 1978بياف مفيوـ العامؿ بأنو:
( ووفقا لما جاء في الميثاؽ الوطني والدستور " يعتبر عامال كؿ شخص يعيش مف حاصؿ عممو اليدوي أو الفكري وال
يستخدـ لمصمحتو الخاصة غيره مف العماؿ أثناء ممارسة نشاطو الميني"
"يحدد ىذا القانوف حقوؽ العامؿ والواجبات التي يخضع ليا مقابؿ تمؾ الحقوؽ ميما كاف القطاع الذي ينتمي إليو ").
بما يفيـ منو أف المشرع أراد ليذا النص أف يكوف بمثابة قانوف إطار ،ونصا مرجعيا وأساسيا ذو طابع توحيدي بيف
جميع القطاعات ،ألنو جاء بأحكاـ عامة لجميع العماؿ في مختمؼ القطاعات ففي ىذه المرحمة أقر المشرع الجزائري
مبدأ الشمولية في تطبيؽ قانوف العمؿ بما في ذلؾ عماؿ وموظفي اإلدارات العمومية عمى اختالؼ مستوياتيـ ،ألف
التعريؼ الذي أعطاه كاف واسعا ينطبؽ عمى العامميف في القطاع الصناعي والتجاري وأيضا العالميف في القطاع
اإلداري أو مجاؿ الوظيفة العمومية ألف الموظؼ في ىذا القطاع يعيش ىو اآلخر مف حاصؿ عممو اليدوي أو الفكري،
ثـ أف القانوف األساسي العاـ لمعامؿ صدر في عز أوج المرحمة االشتراكية وبعد قرابة ثمانية سنوات مف صدور األوامر
المتعمقة بالتسيير االشتراكي لممؤسسات ،فطالما كانت الدولة في توجييا اشتراكية ،كاف عمييا أف توحد اإلطار القانوني
لجميع العامميف أيا كاف مجاؿ النشاط وقطاع العمؿ.
غير أف الدارس لقواعد ىذا القانوف فيما خص أحكاـ اإللغاء يالحظ أف المشرع لـ يصرح بإلغاء األمر 133-66
سالؼ الذكر والمتعمؽ بالقانوف األساسي لموظيفة العمومية ،بؿ جاءت المادة 216منو بصياغة عامة مفادىا "تمغى
النصوص المخالفة ليذا القانوف "....وليس ىناؾ إلغاء صريح لألمر.133-66
ولقد طرح الدكتور مسعود منتري سؤاال جوىريا بعد صدور القانوف األساسي العاـ لمعامؿ مفاده مجاؿ تطبيؽ ىذا النص
عمى الموظفيف العمومييف والذيف ارتبطوا أساسا بالقانوف األساسي العاـ لموظيفة العامة الصادر في 2جواف ،1966
وىو ما جعمنا أماـ عدـ إمكانية الجمع بيف نص ذو طابع ليبرالي مستمد أساسا مف التشريع الفرنسي ،وبيف نص ذو
طابع اشتراكي ىو القانوف األساسي العاـ لمعامؿ الصادر سنة .1978
إف مزج كال مف القطاع العاـ االقتصادي والقطاع اإلداري في قالب واحد أدى إلى إفقاد الوظيفة العمومية ىويتيا
وانحرافيا بصفة تدريجية عف المبادئ التي أنشئت مف أجميا ،وتعد ىذه محاولة يائسة لالستجابة لمتطمبات المجتمع
ومقتضيات التنمية التي تتطمب ديناميكية ومرونة أكثر في مجاؿ التسيير واإلدارة وىذا ما أدى إلى توقيؼ المسار
ألتكييفي لموظيفة العمومية مع اإلصالحات الكبرى التي بادرت بيا السمطات العمومية وبغض النظر عف المفيوـ
اإليديولوجي ىذا القانوف يعتمد تصورييف متناقضيف لعالقات العمؿ األوؿ كونو يعترؼ بضمانات العمؿ المستوحاة مف
نظاـ الوظيفة العمومية المغمؽ (نظاـ المسار الميني ) لسائر العماؿ متجاىميف في ذلؾ مقتضيات الخاصة بالتسيير
االقتصادي والتصور الثاني في تطبيؽ نظاـ األجور المتكيؼ مع حاجيات النشاط االقتصادي والتجاري لمجموع
الموظفيف العمومييف عمما بأف نشاطيـ يندرج مبدئيا في غايات ومياـ تختمؼ أساسا وغايات ومياـ النشاط االقتصادي.
لـ يفصح المرسوـ 59/85المؤرخ في 1985/03/23المتضمف القانوف األساسي النموذجي لعماؿ المؤسسات
واإلدارات العمومية عف طبيعتو وترتيبو فيؿ جاء بديال لمقانوف األساسي العاـ لموظيفة العمومية لسنو ،1966حيث أف
المشرع لـ يكف واضحا في سياستو التشريعية في إلغاء القانوف 133/66أو إصدار نص قانوني بنفس الدرجة أو
أكثر.
-أنو اعتمد أساسا عمى المادة 2مف القانوف 12-78بما يعني أف المشرع جعؿ مف القانوف األساسي العاـ لمعامؿ
نصا مرجعيا ،وىو ما يؤكد الطابع الوحدوي ليذا القانوف ،فأراد المشرع تعميمو بموجب مرسوـ يطبؽ في مجاؿ اإلدارات
العمومية والمؤسسات اإلدارية.
-حمؿ ىذا المرسوـ عنواف "األساسي لعماؿ المؤسسات واإلدارات" صيغة العمومية واضحة جمية في النص.
-استعمؿ المرسوـ مصطمح العامؿ بدؿ الموظؼ بما يؤكد نية التوحيد عمى األقؿ مف حيث المصطمح ،فميما اختمؼ
قطاع النشاط فثمة عامؿ يعيش مف حاصؿ عممو اليدوي أو الفكري.
سبؽ صدور األمر 03-06المؤرخ في 15يوليو سنة 2006المتضمف القانوف األساسي العاـ لموظيفة العمومية
بوادر إصالح عامة ،نظ ار لمتحوالت المختمفة خاصة منيا السياسية التي عرفتيا الجزائر في أواخر الثمانيات والتي
تبعيا تشريع يعكس إرادة السمطة العمومية في تثبيت إصالحات تترجـ التراجع عف أدوات النيج االشتراكي
بدأت بوادر مرحمة اإلصالح تدريجيا ،مف خالؿ إصدار عدة نصوص قانونية ذات تأثير مباشر عمى الوظيفة
العمومية في الجزائر نوضحيا كما يمي:
أوال بصدور قانوف رقـ 01/88المؤرخ في 1988/01/12المتضمف القانوف التوجييي لممؤسسات العمومية
االقتصادية حيث نص عمى استقاللية الدولة عف المؤسسة وعدـ تدخؿ الدولة في ميزانية المؤسسة.
و تالىا صدور دستور سنة 1989الذي تضمف تغييرات سياسية أىميا تكريسو لمتعددية السياسية واقتصاد السوؽ ،
والتي كاف ليا األثر البالغ عمى الوظيفة العمومية الجزائرية التي أصبحت ممزمة أكثر مف أي وقت مضى باف تسيير
وفؽ المقاييس والمبادئ الجديدة واف تحمؿ في طياتيا جميع ما تسعى الدولة اليوـ لتحقيقو مف أىداؼ ومياـ فال تبقى
تابعو لمسمطة السياسية وخاضعة إلرادتيا بؿ يجب أف تكوف إدارة ذات فعالية قادرة عمى تجسيد حقوؽ موظفييا ضامنة
لخدمة المتعامميف معيا.
وبعد ذلؾ صدر قانوف رقـ 11/90بتاريخ 1990 /04/21المتعمؽ بعالقات العمؿ رغـ أف نص المادة األولى منو
تضمف ما يمي " :يحكـ ىذا القانوف العالقات الفردية والجماعية في العمؿ بيف العماؿ األجراء والمستخدميف " ،بينما
نصت المادة 2منو " يعتبر عماال إجراء في مفيوـ ىذا القانوف كؿ األشخاص الذيف يؤدوف عمال يدويا أو فكريا مقابؿ
مرتب في إطار التنظيـ ولحساب شخص أخر طبيعي أو معنوي عمومي أو خاص يدعى "المستخدـ".
و نظ ار ليذه النصوص الكثيرة التي كاف المشرع يستحدثيا في كؿ مرة عرفت اإلدارة العمومية خالؿ ىذه الفترة تقمبات
كبيره أدت إلى زعزعة استقرار ىذا القطاع والقضاء عمى تحفيز الموظفيف الذيف فقدوا ميزاتيـ ضمف ىذا اإلطار
القانوني وتصحيحا ليذه الوضعية بادرت الدولة الجزائرية بإصدار األمر رقـ 03/06المتضمف القانوف األساسي العاـ
لموظيفة العمومية.
جاء األمر 03/06المتضمف بخاصية التوحيد بيف صفوؼ الموظفيف التابعيف لسمؾ الوظيفة العمومية وىذا لضماف
احترافية اإلدارة ،فأوؿ ما يسترعي االنتباه أف المشرع استعمؿ في تسمية النص عبارة "األساسي العاـ" بما يؤكد أف
قانوف الوظيفة العمومية ىو بمثابة قانوف إطار ،واستبدؿ مصطمح العامؿ السائد في المرحمة االشتراكية خاصة في ظؿ
القانوف األساسي العاـ لمعامؿ بمصطمح الموظؼ ،وىو المصطمح السائد والمستعمؿ في كثير مف النظـ الوظيفية في
العالـ.
و ييدؼ األمر 03/06إلى ضرورة احتواء جوانب عصرنو الوظيفة العمومية ومعالجة االختالالت الييكمية في
اإلدارات العمومية بدءا مف مجاؿ تطبيقو مرو ار بكيفيات توظيؼ الكفاءات البشرية وصوال إلى إنياء المسارات المينية
لموظفي المؤسسات واإلدارات العمومية الجزائرية ولقد أدخمو البعض ضمف اإلصالح اإلداري وخدمة اإلدارة والرفع مف
المستوى المعيشي لمموظفيف لمواجية متطمبات الحياة االجتماعية.
و يالحظ عمى األمر 03 / 06أنو مدد العمؿ باألحكاـ القانونية األساسية المعموؿ بيا السيما أحكاـ المرسوـ رقـ 85
59/المؤرخ في 1985/ 03/23والمتضمف القانوف األساسي النموذجي لعماؿ المؤسسات واإلدارات العمومية ومجموع
النصوص المتخذة لتطبيقو وكذا النصوص المتعمقة بالمرتبات واألنظمة التعويضية سارية المفعوؿ إلى غاية صدور
النصوص التنظيمية المنصوص عمييا في ىذا األمر ،باستثناء أحكاـ الفقرة 2مف القانوف 02/90المؤرخ في 9فبراير
1990المتعمؽ بالوقاية مف منازعات العمؿ الجماعية وتسويتيا وممارسة حؽ اإلضراب التي قاـ بإلغائيا والمتعمقة
باستشارة المجنة المتساوية األعضاء في الوظيفة العمومية فيما يخص إعداد وتكيؼ النصوص التشريعية والتنظيمية
التي تحكـ عالقات العمؿ في المؤسسات واإلدارات العمومية.
نظ ار ألف الموظفيف العمومييف في الجياز اإلداري ألي دولة يكونوف طائفة متميزة يعمؿ أفرادىا باسـ الدولة ولحسابيا
لتحقيؽ النفع العاـ ،فمف الطبيعي أف يكوف لمدولة نظاـ قانوني رسمي مكتوب يحدد المركز القانوني ليذه الطائفة مف
حيث تعيينيـ وتحديد مرتباتيـ وعالواتيـ وترقياتيـ وكذا تأديبيـ وأسموب إنياء خدمتيـ ،كذلؾ يبيف ىذا النظاـ الموضوع
عادة نوعيات الوظائؼ العامة أي ترتيبيا وتصنيفيا حتى يمكف اختيار األشخاص المالئميف لشغؿ تمؾ الوظائؼ ،كما
يحدد ذلؾ النظاـ الرسمي أيضا تمؾ الييئات أو المجاف التي تتدخؿ لإلشراؼ عمى حسف تطبيؽ النظاـ الموضوع.
ويثور التساؤؿ في مجاؿ إنشاء الوظيفة العامة حوؿ ما إذا كاف إنشاء وتنظيـ الوظيفة العامة يجب أف يكوف بقانوف
يصدر عف السمطة التشريعية أـ يكفي أف يكوف بنظاـ يصدر عف السمطة التنفيذية ؟
لإلجابة عف ىذا التساؤؿ يجب التفرقة بيف اتجاىيف في تشريعات الوظيفة المقارنة:
يرى أنصار ىذا االتجاه أفضمية تنظيـ وانشاء الوظيفة العامة بقانوف يصدر عف السمطة التشريعية ،ألنو ادعى
لالستقرار الوظيفي بالنسبة لمموظؼ لما يتطمبو إصدار القانوف مف إجراءات أكثر تعقيدا مف إجراءات إصدار التنظيـ
عمى اعتبار أف ذلؾ أدعى لمثبات وفيو استقرار نسبي لممركز القانوني لمموظؼ في عالقاتو مع اإلدارة ،ألف تعديؿ
القوانيف وتغييرىا يحتاج إلى إجراءات برلمانية ومناقشات طويمة بخالؼ األنظمة التي يمكف لمحكومة تعديميا وتبديميا
عمى نحو مستمر ،باإلضافة إلى أف إصدار نظاـ الموظفيف بقانوف يكفؿ ضمانة عدـ جواز المساس بيذا النظاـ عف
طريؽ ق اررات إدارية تصدر عف السمطة التنفيذية ،ومف بيف الدوؿ التي يتـ إنشاء الوظائؼ العامة وتنظيميا بقانوف
يصدر عف البرلماف مثؿ فرنسا ،مصر ،الكويت.
يرى االتجاه الثاني أفضمية إنشاء وتنظيـ الوظيفة العامة بنظاـ يصدر عف السمطة التنفيذية وذلؾ ألف ىذا األسموب
يجعؿ مف اليسير تطوير التنظيمات التي تحكـ الوظيفة العامة وفقا لمقتضيات المصمحة العامة ،ألف أسموب الق اررات
اإلدارية أدعى لممرونة وامكانية التعديؿ والتطوير أكثر مف القانوف ويتفؽ مع طبيعة قواعد القانوف اإلداري التي تتسـ
بالمرونة وسرعة التطور نتيجة تأثرىا بالعوامؿ االجتماعية والسياسية والتكنولوجية التي تحيط باإلدارة ،األمر الذي
يقتضي تعديؿ وتغيير القواعد القانونية اإلدارية باستمرار حتى تتالئـ مع المستجدات لتفعيؿ دور الموظفيف وضماف
سالمة أعماليـ وتصرفاتيـ ،ويستجيب لمظروؼ والتطورات المختمفة ومف ثمة فإف إنشاء وتنظيـ الوظيفة العامة بيذه
الطريقة يجعؿ مف السيؿ تطوير األنظمة الوظيفية بشكؿ مستمر دوف حاجة إلى تدخؿ البرلماف في كؿ مرة أما مف بيف
الدوؿ التي تأخذ بيذا االتجاه األردف ،حيث يتـ إنشاء الوظائؼ العامة وتنظيميا بموجب نظاـ يصدر عف مجمس
الوزراء وليس بقانوف ،وبالرغـ مف انتقاد البعض ليذا النيج .
تتجو معظـ الدوؿ التي تأخذ بيذا االتجاه إلى ضرورة أف يقتصر القانوف المنظـ لموظيفة العامة عمى القواعد العامة
األساسية والضمانات الجوىرية بحيث تترؾ التفصيالت الفرعية لموائح التنفيذية وغيرىا مف الق اررات الالئحية التنظيمية،
وبذلؾ يتـ الجمع بيف مزايا االستقرار وتحديد الضمانات التي كفميا القانوف وبيف مزايا المرونة وامكانية التطوير التي
تكفميا الق اررات الالئحية ،بمعنى أف القانوف ال ينظـ كافة القواعد واألحكاـ المتعمقة بالوظيفة العامة وانما يعالج فقط
األحكاـ العامة والخطوط العريضة تاركا ما دوف ذلؾ مف تفاصيؿ ألنظمة تصدرىا السمطة التنفيذية.
و لقد درجت التشريعات اإلدارية المقارنة في مجاؿ الوظيفة العامة عمى إحاطة االختصاص بإنشاء وتنظيـ الوظائؼ
العامة بالسمطة التنفيذية ،وذلؾ مف خالؿ تقديرىا لعدد الوظائؼ المطموب إحداثيا في األجيزة اإلدارية وكيفية توزيعيا
عمى الو ازرات والمؤسسات والييئات المختمفة وفقا لحاجة كؿ منيا ،ويتـ ذلؾ وفقا لإلعتمادات المالية التي توافؽ عمييا
السمطة التشريعية في إطار موافقتيا عمى الموازنة العامة لمدولة ....ويحتاج إنشاء الوظائؼ العامة وتكويف الوحدات
اإلدارية وتنظيميا وتعييف الموظفيف العتمادات مالية في ميزانية المفاضمة بيف أوجو النشاط المختمفة التي تقوـ بيا
الدولة وعمى ضوء الموارد المالية لمدولة والسياسات المالية التي تتبعيا.
األصؿ أف تتولى السمطة التنفيذية إنشاء وتنظيـ الوظائؼ العامة في الدولة ،فيي التي تقدر عدد الوظائؼ التي
تحتاجيا األجيزة اإلدارية وكيفية توزيعيا عمى ىذه األجيزة وفقا لحاجة كؿ منيا ،إال أف البرلماف يتدخؿ في ىذه المسألة
وال يجعؿ األمر اختصاصا حصريا لإلدارة ،ألف إنشاء الوظائؼ العامة يحتاج عادة إلى اعتمادات مالية كبيرة وىذه مما
.
يقره البرلماف وىو يناقش الميزانية العامة لمدولة في كؿ عاـ
و لقد أخذ المشرع الجزائري بيذا االتجاه إذ جعؿ مف التشريع في مجاؿ الضمانات األساسية لمموظفيف ،والقانوف
األساسي العاـ لموظيفة العمومي مف صالحيات البرلماف وكذلؾ في مجاؿ الضماف االجتماعي وممارسة الحؽ النقابي،
تاركا التفصيالت األخرى لمتنظيـ منيا المرسوـ الرئاسي رقـ 304 /07المؤرخ في 2007/09/29يحدد الشبكة
االستداللية لمرتبات الموظفيف ونظاـ دفع رواتبيـ .وكذلؾ المرسوـ التنفيذي رقـ 194-12المؤرخ في 2012/04/25
الذي يحدد كيفيات تنظيـ المسابقات واالمتحانات والفحوص المينية في المؤسسات واإلدارات العمومية واجرائيا،
والتنظيمات في مجاؿ الوظيفة العامة كثيرة جدا وفي مجاالت مختمفة.
يثور السؤاؿ فيما إذا كاف مف األفضؿ أف يطبؽ نظاـ وظيفي موحد عمى جميع الموظفيف في الدولة ،أـ أف تعدد
األنظمة الوظيفية تبعا لتعدد الوظائؼ العامة وتنوعيا ىو األسموب األكثر تحقيقا لممصمحة العامة ؟ بمعنى استثناء
طوائؼ وظيفية معنية مف نطاؽ تطبيؽ القانوف الوظيفي العاـ عمييـ وافرادىـ بأنظمة وظيفية خاصة بيـ نظ ار ألف
بعض الوظائؼ ليا طبيعة مميزة وظروؼ مختمفة ؟
لإلجابة عمى ىذا التساؤؿ ال بد مف التمييز بيف أسموبيف يحكماف تنظيـ الوظيفة العامة أحدىما يقوـ عمى وحدة األنظمة
الوظيفية وثانييما يقوـ عمى تعدد األنظمة الوظيفية.
يعني وجود نظاـ قانوني واحد يسري عمى كافة موظفي الدولة بحيث يعتبر ىذا النظاـ ىو القانوف العاـ لموظيفة العامة،
وىو أسموب يتسـ بتجنب التعارض أو التناقض بيف القواعد الوظيفية المختمفة ،وتوحيد القواعد التي تحكـ الوظيفة
العامة بشكؿ يجعؿ مف اليسير فيميا وتطبيقيا وتحقيؽ المساواة في المعاممة بيف كافة موظفي الدولة بحيث ال تحظى
فئات وظيفية بامتيازات في ظؿ نظاـ معيف وتعامؿ فئات أخرى في ظؿ نظاـ توظيفي آخر ،وبخاصة مف حيث
الحقوؽ واالمتيازات المالية
يقصد بتعدد األنظمة الوظيفية عدـ خضوع كافة الموظفيف في الدولة لنظاـ موحد ،بؿ توجد بجانب القانوف العاـ
لموظيفة العامة أنظمة وظيفية خاصة تقؿ أو تزيد ،ألف المساواة بيف الموظفيف ال تتحقؽ إال إذا كانت ظروفيـ
متشابية ،وفي ظؿ اختالؼ الظروؼ الوظيفية واختالؼ طبيعة العمؿ مف وظيفة إلى أخرى فإنو البد مف وجود بعض
األنظمة الوظيفية الخاصة التي تراعي خصوصية أعماؿ وواجبات بعض موظفي الدولة ،فيصبح مف الطبيعي خضوع
الموظفيف الذيف يشغموف ىذه الوظائؼ في تعيينيـ وترقيتيـ وتأديبيـ وانتياء خدمتيـ ألحكاـ مميزة كقوات الجيش
والشرطة والقضاة ...وغيرىـ إلى جانب النظاـ الرئيس أو العاـ الذي يحكـ الوظيفة العامة.
واذا كانت الحكمة مف تميز بعض الوظائؼ بأنظمة وظيفية خاصة ترجع إلى طبيعة تمؾ الوظائؼ وواجباتيا
ومسؤولياتيا المتميزة في المجتمع ،فيجب أف ال تتعدد األنظمة الوظيفية بغير مبرر أو سبب أو ضرورة ،واال كاف ذلؾ
متعارضا مع مبدأ المساواة بيف األفراد الذي قرره الدستور ،حيث يجب أف تكوف ضرورة فعمية لوجود أنظمة وظيفية
خاصة ومتميزة ،ويجب أيضا أف يكوف اختالؼ قواعدىا عف القواعد التي يتضمنيا النظاـ األساسي لموظفي الدولة فقط
بالقدر الضروري الذي تستمزمو طبيعة الوظائؼ التي تحكميا وغالبا ما يتـ ذلؾ في مجاؿ المزايا أو الحقوؽ التي
تتضمنيا أنظمة الخاصة عادة بالمقارنة بالمزايا والحقوؽ الواردة في نظاـ الموظفيف العاـ ،فزيادة الراتب مثال ىي مف
أىـ مزايا بعض الوظائؼ وتعتبر مف مستمزماتيا فوظيفة القاضي أو ضابط الشرطة أو الدبموماسي يجب أف يرتفع
راتبيـ لدرجة تتناسب مع حساسية ىذه الوظائؼ وما تتسـ بو أعماليـ مف دقة وصعوبة وما يتعرض لو شاغميا مف
إغراءات.
يقوـ نظاـ الوظيفة العمومية في الجزائر عمى تعدد األنظمة الوظيفية حيث يوجد إلى جانب القانوف األساسي العاـ
لموظيفة العمومية،استثناءات تقرىا قوانيف خاصة ،واستثناءات ال تخضع ليذا القانوف.
استثنى ( ؽ.أ.و.ع) بعض الفئات مف العامميف في اإلدارات والمؤسسات الدولة مف الخضوع ألحكامو صراحة حيث
نصت الفقرة األخيرة مف المادة 02عمى أنو" ال يخضع ألحكاـ ىذا األمر القضاة والمستخدموف العسكريوف والمدنيوف
لمدفاع الوطني ومستخدمو البرلماف"
-1القضاة :لضرورة الحفاظ عمى حصانة القاضي التي تستوجبيا مينتو مف جية والى الييبة التي يجب إضفاؤىا
عمى ىذه المينة وشاغمييا لحمايتيا مف أي تدخؿ أو نفوذ
-2المستخدمون العسكريون والمدنيون لمدفاع الوطني :إف ىؤالء الرجاؿ يخضعوف ألساليب اختيار وتجنيد تختمؼ
كميا عف تمؾ المطبقة عمى الموظؼ العاـ ،سواء مف حيث الخصوصية التي تتصؼ بيا القواعد المطبقة عمييـ أو مف
حيث الصرامة التي تتصؼ بيا المينة العسكرية
-3مستخدمو البرلمان :ىذه الفئة تخضع ألساليب اختيار و حقوؽ وامتيازات وواجبات تختمؼ عف تمؾ المطبقة عمى
الموظؼ العاـ نظ ار لخصوصية التي تتصؼ بيا القواعد المطبقة عمييـ ومجاؿ عمميـ.
-4األعوان المتعاقدين :قد تمجأ اإلدارة إلى أسموب العقد استثناءا التعييف في الوظيفة العامة ويحدث ذلؾ عادة
بالنسبة لمتعييف في الوظائؼ المؤقتة أو التعييف المؤقت في الوظائؼ الدائمة .سواء كاف المعنيوف مواطنيف أو كانوا
أجانب ،ذىب البعض إلى أف ىـ موظفوف عموميوف ،وقد عرفوا المتعاقد بأنو "عامؿ عاـ متعاقد ،يرتبط باإلدارة بعقد
إجارة ،يخوؿ لو المشرع استثناءا صفة الموظؼ نظ ار لمركزه في المرفؽ العاـ ،أما البعض اآلخر يرى أف األشخاص
الذي تمجأ إلييـ اإلدارة بأسموب التعاقد ال يعتبروف موظفوف عموميوف وانما يعتبروف عماال يرتبطوف معيـ بعقود إجارة،
ولقد استقر الفقو الحديث عمى أف العامميف المتعاقديف ليسوا موظفيف عمومييف ،غير أف الرأي الراجح في الفقو يميؿ
إلى اعتبارىـ في مركز متوسط بيف الموظؼ ذي المركز الالئحي وعامؿ القانوف الخاص ذي المركز التعاقدي ،ويرجع
ذلؾ إلى الرابطة المزدوجة وتتمثؿ في العنصر التعاقدي ،والذي يشمؿ عمى تحديد مدة العقد ومقدار المرتب ،ونوع
الوظيفة موضوع العقد وشروطيا ،أما العنصر الالئحي فيبدأ بعد انتياء مرحمة التعاقد وصدور قرار التعييف ويتمثؿ في
حؽ المتعاقد المفصوؿ ألسباب تأديبية االطالع عمى ممفو وحقو في المطالبة بتعويض عند نياية خدمتو ،وحؽ اإلدارة
في تعديؿ شروط العقد دوف أف يكوف لو االدعاء بحؽ مكتسب تجاه اإلدارة.
وعميو يبدو الفرؽ بيف كؿ مف الموظؼ العاـ والعوف المتقاعد واضحا مف حيث أف الموظؼ العاـ يتمتع باالستقرار
الوظيفي الناتج أساسا عمى مبدأ ديمومة الوظيفة العامة ،وىو ما يستوجب كما بينا الترسيـ في الدرجة الوظيفية المعنية
حتى يمكف فيما بعد أف نطمؽ عمى الشخص وصؼ الموظؼ العاـ ،بينما العوف المتقاعد تربطو باإلدارة عقد محدد
المدة ،وال يتمتع باالستقرار الوظيفي أو الميني.
حيث نص (ؽ.أ.و.ع) عمى إمكانية توظيؼ أعواف متعاقديف مف طرؼ المؤسسات واإلدارات العمومية في إطار المواد
21 ،20 ،19منو ،إذ سمح لممؤسسات واإلدارات العمومية بالمجوء إلى أسموب التعاقد لتمبية حاجاتيا حيث يتـ المجوء
لألعواف المتعاقديف وفؽ حاجيات المؤسسات واإلدارات العمومية بواسطة عقود محددة المدة أو غير محددة المدة،
بالتوقيت الكامؿ أو بالتوقيت الجزئي ،دوف أف يخوليـ شغؿ ىذه المناصب حؽ اكتساب صفة الموظؼ أو حؽ اإلدماج
في الوظيفة العمومية ،وتحدد حقوقيـ وواجباتيـ والعناصر المشكمة لرواتبيـ وقواعد تسييرىا وكذا النظاـ التأديبي
المطبؽ عمييـ عف طريؽ التنظيـ ،ىذا التنظيـ الذي صدر بعنواف المرسوـ الرئاسي رقـ ، 308-07ويتـ المجوء إلى
نظاـ التعاقد في الحاالت التالية:
_ مناصب الشغؿ المتعمقة بنشاطات الحفظ أو الصيانة أو الخدمات في المؤسػسات واإلدارات العمومية تخضع إلى
نظاـ التعاقد،غير أف الذيف كانوا يشغموف ىذه المناصب بصفة موظؼ قبؿ نشر ىذا األمر يحتفظوف بيذه الصفة ،و
تشمؿ قائمة مناصب الشغؿ المطابقة لنشاطات الحفظ أو الصيانة أو الخدمات في المؤسسات و اإلدارات العمومية
عمى العماؿ المينيوف ،أعواف الخدمة ،سائقوا السيارات و رؤساء الحظائر ،أعواف الوقاية و الحراس.
ويتـ المجوء بصفة استثنائية إلى توظيؼ أعػواف متعاقديف فػػي مناصب شغػؿ متخصصة لمموظفيػػف في الحاالت اآلتية:
_ يمكف بصفة استثنائية توظيؼ أعواف متعاقديف لمتكفؿ بأعماؿ تكتسي طابعا مؤقتا.
_ يمكف لإلدارات والمؤسسات العمومية المجوء إلى التعاقد مع مستشاريف يتمتعوف بمستوى التأىيؿ المطموب النجاز
أعماال ظرفية لمخبرة أو الدراسة أو االستشارة لحسابيا.
و يوظؼ األعواف المتعاقدوف بموجب عقد مكتوب يوضح عمى الخصوص تسمية منصب الشغؿ ،طبيعة و مدة عقد
العمؿ ،تاريخ بداية سرياف عقد العمؿ والحجـ الساعي (توقيت كامؿ أو جزئي) ،الفترة التجريبية عند االقتضاء ،
تصنيؼ منصب الشغؿ وعناصر الراتب ،مكاف التعييف ويوضح العقد زيادة عمى ذلؾ الواجبات الخاصة التي يمكف أف
ترتبط بمنصب الشغؿ.
و يعتبر عقدا محدد المدة كؿ عقد مخصص لشغؿ منصب شغؿ مؤقت ،لتعويض شغور مؤقت ،في انتظار تنظيـ
مسابقة أو إنشاء سمط جديد لمموظفيف ،لمتكفؿ بعممية تكتسي طابعا مؤقتا ،بينما يعتبر عقد غير محدد المدة كؿ عقد
موجو إلى شغؿ منصب شغؿ دائـ عندما تبرر ذلؾ طبيعة النشاطات أو ضرورات الخدمة .
تصنؼ مناصب الشغؿ المطابقة لنشاطات الحفظ أو الصيانة أو الخدمات في المؤسسات و اإلدارات العمومية حسب
مستوى التأىيؿ المطموب ،طبقا لمشبكة االستداللية أدناه:
ينص الدستور عمى التوالي عمى أنو ال يمكف أف تكوف الوظائؼ والعيدات في مؤسسات الدولة مصدر لمثراء ,وال وسيمة
لخدمة المصالح الخاصة.ويجب عمى كؿ شخص يعيف في وظيفة سامية في الدولة أو ينتخب في مجمس محمي أو
ينتخب أو يعيف في مجمس وطني أو في ىيئة وطنية أف يصرح بممتمكاتو في بداية وظيفتو أو عيدتو وفي نيايتيا.
كما يتساوى جميع المواطنيف في تقمد المياـ والوظائؼ في الدولة دوف أية شروط غير الشروط التي يحددىا القانوف.
التمتع بالجنسية الجزائرية دوف سواىا شرط لتولي المسؤوليات العميا في الدولة والوظائؼ السياسية ،ويحدد القانوف قائمة
المسؤوليات العميا في الدولة والوظائؼ السياسية المذكورة أعاله
حيث نجد أف تمؾ األحكاـ قد تضمنت أىـ المبادئ التي تخضع ليا المناصب والوظائؼ العميا لمدولة وذلؾ نظ ار
لممركز القانوني الياـ لياتو الفئة مف الموظفيف الذيف يعمموف عمى تحقيؽ أىداؼ الدولة وتنفيذ سياستيا العامة.
)1المناصب العميا :ىي مناصب نوعية لمتأطير ذات طابع ىيكمي أو وظيفي تسمح بضماف التكفؿ بتأطير النشاطات
اإلدارية والتقنية في المؤسسات واإلدارات العمومية وتنشا بطريقتيف:
_ بواسطة القوانيف األساسية الخاصة التي تحكـ بعض أسالؾ الموظفيف فيما يتعمؽ بالمناصب العميا ذات الطابع
الوظيفي
_ بواسطة النصوص التنظيمية المتعمقة بإنشاء وتنظيـ المؤسسات واإلدارات العمومية فيما يتعمؽ بالمناصب العميا ذات
الطابع الييكمي.
و تخضع شروط تعيينيـ لمتنظيـ ،ورغـ أف التعييف في المناصب العميا يخص الموظفيف كقاعدة عامة ،إال أنو يمكف
تعييف إطارات مؤىمة ليست ليا صفة الموظؼ لشغؿ مناصب عميا متعمقة بنشاطات الدراسات وتأطير المشاريع وىذا
التعييف ال يخوؿ لمف يشغؿ المنصب العالي صفة الموظؼ العمومي أو الحؽ في التعييف بيذه الصفة ،و يستفيد
أصحاب المناصب العميا مف نقاط استداللية إضافية زيادة عمى الراتب المرتبط برتبيـ وفقا لكيفيات يحددىا التنظيـ.
)2الوظائف العميا لمدولة :يقصد بالوظيفة العميا لمدولة ممارسة مسؤولية باسـ الدولة قصد المساىمة مباشرة في تصور
واعداد وتنفيذ السياسات العمومية ،تنشأ في إطار تنظيـ المؤسسات واإلدارات العمومية ،ويتـ التعييف في ىذه الوظائؼ
عمى أساس السمطة التقديرية التي تتمتع بيا السمطة المؤىمة لمتعيف وأحاؿ (ؽ.أ.و.ع) تحديد شروط التعيف والحقوؽ
والواجبات المرتبطة بالوظائؼ العميا لمدولة وكذا نظاـ الرواتب المطبؽ عمى أصحاب ىذه الوظائؼ لتنظيـ ،و في كؿ
األحواؿ فاف تعييف إطار غير موظؼ في وظيفة عميا لمدولة ال يخولو صفة الموظؼ العمومي أو الحؽ في التعييف
بيده الصفة.
المطمب الثالث:عالقة الموظف باإلدارة
يثور تساؤؿ حوؿ طبيعة العالقة بيف الموظؼ واإلدارة المستخدمة ،حاوؿ الفقياء تفسير ىذه العالقة بالنظرة التقميدية
عمى أساس قواعد الشريعة العامة قبؿ تطور قواعد القانوف اإلداري ،حيث اعتبرت ىذه العالقة عالقة عقدية تخضع
ألحكاـ القانوف الخاص ،ونتيجة لالنتقادات التي وجيت ليذه النظرية تطورت عمى أساس أف العالقة العقدية بيف
الموظؼ واإلدارة ىي عالقة تخضع لمقانوف العاـ أي نظرية العقد اإلداري ،ثـ بعد ذلؾ بعد تطور القانوف اإلداري
وتبمور نظرياتو ظيرت النظرية القانونية التي تعتبر أف عالقة الموظؼ باإلدارة عالقة قانونية تنظيمية الئحية.
إف تطور االتجاىات في تحديد عالقة الموظؼ باإلدارة ال يعني التخمي عف األخذ بالنظريات التقميدية ،بؿ ىناؾ
تشريعات حديثة تأخذ بالنظريات التقميدية وىناؾ تشريعات حديثة تأخذ بالنظرية الحديثة ومرد ذلؾ إلى توجو العاـ الذي
تيدؼ الدولة المعنية إلى تكريسو بما يتماشى مع ظروفيا وسياستيا.
ظيرت النظرية التعاقدية في بداية القرف 19وسادت حتى منتصفو حيث لـ تكف نظريات القانوف اإلداري قد تبمورت،
ولـ تكف نظرية المرافؽ العامة وما تتطمبو مف مبادئ تحكـ سير المرافؽ العامة واستمرارىا قد ظيرت بعد ،األمر الذي
اقتضى حينئذ االستعانة بنظريات القانوف الخاص ومنيا نظرية العقد ،حيث تقوـ ىذه النظرية عمى أساس أف العالقة
التي تربط الموظؼ العاـ بالدولة ىي عالقة تعاقدية ،يترتب عمييا التزامات متبادلة ينبغي لكؿ مف الطرفيف مراعاتيا
فالدولة تظير في ىذه العالقة كأنيا صاحب العمؿ الذي يتعاقد مع األفراد لمعمؿ لحسابو ،ويوصؼ العقد الذي يربط
الموظؼ باإلدارة بأنو عقد عمؿ أو عقد إجارة إذا كاف الموظؼ يقوـ بعمؿ مادي أو جسماني وبأنو عقد وكالة إذا كاف
العمؿ المنوط بالموظؼ عمالقا قانونيا أو ذىنيا فيو بمثابة أجير يعمؿ لرب العمؿ يمتحؽ بعممو بعد اتفاؽ مع اإلدارة
مقابؿ أجر معموـ ويعمؿ تحت إشرافيا وسمطتيا واذا أخؿ بالتزاماتو أو لـ يؼ بيا عمى الوجو األكمؿ ،كأف يرتكب خطأ
ما مخالفا بذلؾ التزاماتو التعاقدية فإف ىذا الخطأ يرتب حقا لإلدارة في توقيع الجزاء التأديبي بحقو.
إذا كانت النظرية العقدية تعتبر أف عالقة الموظؼ باإلدارة عالقة عقدية في أساسيا ،إال أنيا تطورت بيف االتجاه
الذي يعتبر ىذا العقد مف عقود القانوف الخاص إلى االتجاه الذي يعتبر ىذا العقد مف عقود القانوف العاـ ،ورغـ ذلؾ
ىناؾ مخاطر جمة تنجـ عف تطبيؽ أحكاـ سمطاف اإلدارة عمى صعيد الوظيفة العامة واإلدارات العمومية تتمثؿ في:
يترتب عمى وصؼ عالقة الموظؼ العاـ باإلدارة بأنيا عالقة تعاقدية تخضع لقاعدة العقد شريعة المتعاقديف أنو
يفتقر لعنصري اإليجاب والقبوؿ حيث تقوـ ىذه النظرية عمى افتراض مؤداه أف إبراـ العقد يحتاج إلى مفاوضات
بيف الدولة والموظؼ والى مناقشة حرة لتحديد مضموف العقد مف حيث مضمونو وشروطو وآثاره ....ومثؿ ىذه
المفاوضات ال وجود ليا عمميا عند تعييف الموظؼ وأف تعييف الموظؼ يتـ وينتج معظـ أثاره بمجرد صدور القرار
بتعيينو ال بقبولو.
يترتب عمى العالقة التعاقدية حؽ الموظؼ في اختيار موقع عممو ،أو فرض أجر معيف ،أو تعويضات وامتيازات
معينة ،واختيار مسؤوليو ،ومواقيت عممو ،وفترات عطمو ،وتسمح لمموظؼ بأف يفسخ العقد في األحواؿ والشروط
المتفؽ عمييا وىذا ما يجعؿ الوظيفة العامة تأخذ الطابع الشخصي الذي ييدد الشؾ المصمحة العامة ويؤثر عمى
نطاؽ الخدمة العمومية ،وىو ما سيعود بالسوء عمى المنتفعيف مف خدمات المرفؽ العاـ ،فيذا االفتراض ال يحقؽ
الصالح العاـ ألف رعاية الوظيفة ىي ذات اتصاؿ وثيؽ بالصالح العاـ تقتضي استبعاد أف تكوف ىذه العالقة
تعاقدية لما ينبغي عمى ذلؾ مف أف تكوف الوظيفة موضوعا لالستغالؿ والمساومة األمر الذي يترتب عيو مساس
خطير بالصالح العاـ.
يترتب عمى النظرية التعاقدية أنو ال يجوز لإلدارة تعديؿ مركز الموظؼ إال باالتفاؽ معو بوصفو الطرؼ األخر
في العقد وىذا يتعارض مع المبادئ الضابطة لسير المرافؽ العامة ومف بينيا مبدأ سير المرفؽ العاـ بانتظاـ
واطراد ومبدأ قابمية المرافؽ العامة لمتغيير والتعديؿ بواسطة اإلدارة تحقيقا لمصالح العاـ وكذا أمكانية اإلدارة في
تعديؿ النظاـ القانوني لمموظؼ العاـ تغميبا لممصمحة العامة عمى مصمحة الموظؼ الخاصة فالنظرية التعاقدية
ال تنسجـ مع ابسط المبادئ التي تحكـ العمؿ في المرافؽ العامة مثؿ قاعدة دواـ سير المرافؽ العامة بانتظاـ
وباضطراد وقاعدة قابمية المرفؽ العاـ لمتعديؿ والتغيير بواسطة اإلدارة متى كاف ذلؾ يحقؽ المصمحة العامة.
يترتب عمى العالقة التعاقدية اإلخالؿ بالمبادئ الدستورية التي تنص عمى مساواة المواطنيف في الحقوؽ
والواجبات ،فتختمؼ مراكز الموظفيف العمومييف باختالؼ نصوص عقودىـ حتى لو كانوا يؤدوف عمال واحدا
األمر الذي يؤدي إلى عدـ المساواة بيف الموظفيف العمومييف وىو ما يضر بالمصالح الخاصة لمموظفيف مف
ناحية وبالصالح العاـ مف ناحية أخرى ،حيث تتأثر عممية التوظيؼ باالعتبارات السياسية والعالقات الشخصية
مما ينتج المجاؿ الواسع لممحسوبية والمحاباة.
اف النظرية التعاقدية تتجاىؿ قاعدة أساسية في القانوف اإلداري مؤداىا :أف الموظؼ وجد مف أجؿ الوظيفة
وليست العكس فالوظيفة أسبؽ في وجودىا مف الموظؼ ولوالىا ما كانت الدولة في حاجة اليو.
يرى جانب مف الفقو أف ىذه النظرية غير صالحة حتى في مجاؿ عقد العمؿ في القانوف الخاص ،فعقد العمؿ
لو أىمية كبيرة في تنظيـ العالقات بيف رب العمؿ والعامؿ ،وميدانو ىو االلتزامات بيف الطرفيف ،العمؿ الذي
يقوـ بو العامؿ ،واألجرة التي يدفعيا رب العمؿ ،وبالتالي يكوف لكؿ مف العامؿ ورئيسو عمى قدـ المساواة،
ممارسة الحقوؽ الناشئة في ىذا العقد واالستفادة منيا ،ولكف ثمة عالقة أخرى غير متكافئة وىي العالقة بيف
رئيس المنشأة والعماؿ وتحت ضغط العقوبات يجري أداء العمؿ.
ورغـ االنتقادات الموجية لمنظرية العقدية ،يرى البعض أف ىذه النظرية ال تزاؿ تجد نوعا مف الرواج بصورة أو بأخرى،
في البالد األنجموسكسونية ،كإنجمت ار والواليات المتحدة األمريكية ،و التي يترتب عمى تطبيقيا اآلثار التالية:
-النظرية العقدية ال تعرؼ مبدأ دواـ واستمرار الوظائؼ العامة والتعامؿ معيا عمى أنيا مينة دائمة ،بؿ إنيا
تنظر إلى الوظيفة العامة عمى أنيا عمؿ عارض ومؤقت تماما كالمشروعات الخاصة.
-يشترط فيمف يعيف لشغؿ ىذه الوظيفة أف يتوافر فيو التخصص الدقيؽ الذي يمكنو مف مباشرة ىذه المياـ
واالختصاصات ،ويستتبع ذلؾ أنو يجوز التعييف في أعمى المستويات اإلدارية وفي أدنى المستويات ،طالما توافرت
الشروط المطموبة لشغؿ الوظيفة.
-عدـ وجود نظاـ موحد لألجور والمرتبات ،وأف ما يحصؿ عميو الموظؼ مف مزايا يرتبط بمدى أىميتو وقيمة
الوظيفة المعيف عمييا ومدى صعوبتيا وتعقيدىا ال بمدى ما يحممو مف مؤىالت وشيادات عممية أو خبرات عممية.
-عدـ وجود نظاـ لمترقية فإذا أراد الموظؼ أف يشغؿ وظيفة ذات مستوى أعمى في الجياز اإلداري فعميو أف
يتقدـ شأنو شأف أي فرد آخر لممسابقات التي تعقدىا ليذا الغرض واذا نجح فإنو يعيف في ىذه الوظيفة العميا تعيينا
أصيال وليس بأسموب الترقية كما في النظاـ األوروبي.
-كما سيتتبع ذلؾ ارتباط الموظؼ طواؿ مدة عممو بالوظيفة المعيف فييا بحيث ال تستطيع اإلدارة نقمو منيا
إلى وظيفة أخرى ،واف ألغيت الوظيفة فقد موقعو في اإلدارة ،وفي ذات السياؽ فإنو يجوز لإلدارة التخمص مف الموظؼ
متى شاءت ،وبالمقابؿ يجوز لو أف يعتزؿ الوظيفة في أي وقت.
ترى ىذه النظرية أف العالقة بيف الموظؼ والدولة عالقة تنظيمية تحكميا القوانيف والموائح واألنظمة ،حيث تحدد المركز
القانوني لمموظؼ العاـ بما يتضمنو مف حقوؽ وواجبات بصرؼ النظر عف صفة شاغمي الوظيفة العامة ،وأف قبوؿ
الموظؼ لموظيفة ليس سوى مجرد خضوعو ألحكاـ الوظيفة ،ويترتب عمى ذلؾ أف قرار التعييف ال يخمؽ الوظيفة وانما
يتضمف إسنادىا لمموظؼ المعيف فيباشر واجباتيا ومسؤوليتيا وفؽ لما تقره القوانيف واألنظمة في ىذا الشأف ،ألف مبدأ
استم اررية المرفؽ العاـ ،وموجبات الوظيفة العامة تقتضي وضع الموظؼ العاـ في مركز أساسو القوانيف والتنظيمات
بما يضمف خضوعو لمثؿ الوظيفة العامة ومقتضياتيا ولمتعميمات اإلدارية.
)1عدم التمسك بالحق المكتسب :يترتب عمى اعتبار نظاـ العالقة بيف الموظؼ والدولة الئحية تنظيمية جواز تعديؿ
أحكاـ القوانيف واألنظمة الوظيفية في أي وقت دوف رضا الموظؼ ،ودوف أف يكوف لو حؽ مكتسب في أف يعامؿ
بمقتضى النظاـ القديـ الذي عيف في ظمو ،وتطبيقا لذلؾ تستطيع جية اإلدارة أف تغير في وضعية الموظؼ حسب ما
تمميو المصمحة العامة وعميو أف يتكيؼ معو ،فطالما أف التعديؿ موضوعي وعاـ في نظـ التوظيؼ فيو جائز بال
قيود ،لكف ال يجوز المساس بمركز موظؼ معيف بقرار فردي بدوف تعديؿ عاـ ،ألف في ذلؾ مخالفة لمبدأ المساواة و
يجب أف يسرى ىذا التعديؿ بأثر فوري ال بأثر رجعي حتى ال يتـ إىدار المراكز القانونية التي اكتسبيا الموظؼ في
ظؿ النظاـ المعدؿ ،وسواء ترتب عمى ىذا التعديؿ رفع درجات الوظيفة ،أو زيادة المرتب أو نقؿ الموظؼ إلى وحدة
إدارية أخرى.
)2إن الق اررات التي تصدرىا اإلدارة في شأن الموظفين ىي ق اررات إدارية :إف التحاؽ الموظؼ بالوظيفة يتـ باألصؿ
بقرار تعييف تصدره اإلدارة بإرادتيا المنفردة ،وأف اآلثار القانونية لمتعييف في الوظيفة العامة تترتب بمجرد صدور قرار
التعييف دوف أف يتوقؼ ذلؾ عمى رضاء أو موافقة الموظؼ ،ومف ثـ خضوعو لكؿ الق اررات التي تصدرىا اإلدارة ،وىي
ق اررات إدارية بالمعنى االصطالحي الدقيؽ مثؿ قرار التعييف ،الترقية ،النقؿ ،التأديب...الخ .فيي ق اررات إدارية تصدر
عف اإلدارة بإرادتيا المنفردة تخضع لرقابة القضاء.
)3االتفاقات المخالفة لمقانون باطمة :أحكاـ الوظيفة العامة أمرة وممزمة ألطرافيا ،فال يجوز مخالفتيا أو االتفاؽ عمى
ما يخالفيا ،فيي ممزمة لإلدارة والموظؼ عمى حد سواء فال يجوز لإلدارة المساومة عمييا أو االتفاؽ عمى ما يخالفيا أو
السكوت عمى وضع يخالفيا لذلؾ يعتبر كؿ اتفاؽ بيف اإلدارة والموظؼ باطال إذا تضمف مخالفة القوانيف والموائح ألف
الموظؼ يستمد حقوقو وواجباتو منيا مباشرة وليس مف االتفاؽ مع اإلدارة سواء كاف ىذا االتفاؽ المخالؼ لمقوانيف
والتنظيمات مقرر لمصمحة اإلدارة أو مقرر لمصمحة الموظؼ فال يجوز االتفاؽ عمى منح الموظؼ امتيازات جديدة أو
إنقاص مالو مف حقوؽ وامتيازات ،وعميو يعتبر باطال قبوؿ الموظؼ لدرجة أقؿ لمدرجة المقررة لو أو موافقتو عمى راتب
أقؿ أو أكثر مف الراتب المقرر لو ،فيذه االتفاقات تعتبر باطمة ألنيا تخالؼ قواعد آمرة متصمة بالنظاـ العاـ غير أنو
يمكف لمموظؼ التنازؿ عف الحؽ الذاتي الخاص بو بالرضا واالختيار دوف ضغط أو إكراه أو ترغيب أو ترىيب كقبوؿ
أستاذ إلقاء محاضرات دوف مقابؿ.
)4االستقـالة :نظ ار لديمومة شغؿ الوظيفة العامة فإف اإلدارة تمتزـ في مواجيتو بمجموعة مف الضمانات واالمتيازات
كالترقية وزيادة الراتب وغيرىا وبالمقابؿ يمتزـ ىو بنظريات ومبادئ القانوف اإلداري ذات العالقة بالوظيفة العامة ومنيا
مبدأ سير المرفؽ العاـ بانتظاـ واطراد بحيث ال يجوز لمموظؼ ترؾ الوظيفة بمجرد تقديـ االستقالة وانما يتوجب عميو
االنتظار لحيف البث في طمبو ،وال يجوز لو االشتراؾ في إضراب أو اعتصاـ غير مشروع تحت طائمة المسؤولية
التأديبية ،وعميو فإف صمة الموظؼ باإلدارة العامة ال تنقطع بمجرد قيامو بتقديـ استقالتو بؿ يظؿ موظفا لحيف قبوؿ
طمب االستقالة ،فاالستقالة ال تكوف نافذة إال بعد قبوليا مف اإلدارة ،وىذا يقتضي استمرار الموظؼ الذي قدـ استقالتو
في أداء أعماؿ وظيفتو والقياـ بواجباتيا حتى يصدر القرار مف قبؿ اإلدارة بقبوؿ أو رفض ىذه االستقالة.
و ىو االتجاه الذي كرسو موقؼ القانوف الجزائري ،إذ جاء في نص المادة ( 7ؽ.أ.ع.و) ما يمي" :يكوف الموظؼ في
وضعية قانونية أساسية وتنظيمية" ،فال يستطيع الموظؼ عمى ىذا الحاؿ اختيار المصمحة التي يعمؿ فييا ،أو اختيار
مسؤولو المباشر ،أو اختيار أجره وتعويضاتو ،أو اختيار مواقيت العمؿ واالنصراؼ ،أو اختيار فترة العطمة التي تناسبو
لوحده ،بؿ ىو في موقؼ تنظيمي يمزـ باالمتثاؿ لمتعميمات اإلدارية التي تفرضيا مقتضيات الخدمة العامة ،واستثناءا
يأخذ المشرع باتجاه العالقة التعاقدية وذلؾ مف خالؿ المواد مف 19إلى ( 25ؽ.أ.و.ع) عمى نحو سبؽ بيانو.
الكتساب صفة الموظؼ يجب توفر العناصر التالية ديمومة الوظيفة ودواـ شغميا ،التثبيت في إحدى درجات السمـ
اإلداري والمساىمة في المرفؽ العاـ ،مع ضرورة عدـ استثناء المشرع لمف تتوفر فييـ ىذه العناصر مف الخضوع
لمقانوف األساسي لموظيفة العامة ،يتـ شرح ىذه العناصر عمى النحو التالي:
الفرع األول :أن يعمل في مرفق عام مستغل باألسموب االستغالل المباشر
الموظؼ العاـ ىو كؿ مف يشغؿ وظيفة دائمة مما تسير بو المرافؽ العامة بطريؽ االستغالؿ المباشر ،أي بواسطة
الدولة وىي أىـ أشخاص القانوف العاـ ممثمة في السمطة المركزية أو بواسطة وحدة مف وحدات الحكـ المحمي أو اإلدارة
المحمية أو بواسطة ىيئة مف الييئات العامة ،ويترتب عمى إتباع اإلدارة ألسموب االستغالؿ المباشر أف تستخدـ أساليب
ووسائؿ قانونية مستمدة مف أحكاـ القانوف اإلداري حيث تمجأ اإلدارة ليذا األسموب عادة إلدارة المرافؽ العامة ذات
الطابع الوطني والمحمي كمرافؽ الدفاع واألمف والتعميـ والصحة والقضاء والبمديات ...وحكمة ىذا الشرط لتحقؽ وصؼ
الموظؼ العاـ ،حتى يخضع ألحكاـ القانوف اإلداري باعتباره قانونا عاما وتخضع منازعاتو الختصاص القضاء
اإلداري ،وعميو ال يعتبر العامموف المرافؽ العامة التي تدار عف طريؽ االلتزاـ أو عف طريؽ االمتياز أو بطريؽ
االقتصاد المختمط ،أو بأسموب المؤسسات العامة موظفيف.
ولقد نصت المادة 2مف أما األمر 03/06المتضمف القانوف األساسي لموظيفة العامة عمى بياف الفئات الخاضعة
ألحكاـ ىذا القانوف والتي تنص عمى" :يطبؽ ىذا القانوف األساسي عمى الموظفيف الذيف يمارسوف نشاطيـ في
المؤسسات واإلدارات العمومية .يقصػد بالمؤسسػات واإلدارات العموميػة ،المؤسسػات العمومية ،واإلدارات المركزية في
الدولة والمصالح غير الممركزة التابعة ليا والجماعات اإلقميميػة والمػؤسسػات العمومػية ذات الطابػع اإلداري،
والمؤسسات العمومية ذات الطابع العممي والثقافي والميني والمؤسسات العمومية ذات الطابع العممي والتكنولوجي وكؿ
مؤسسة عمومية يمكف أف يخضع مستخدموىا ألحكاـ ىذا القانوف األساسي".
جمع األمر 03/06المتضمف القانوف األساسي لموظيفة العامةبيف شرطي ديمومة الوظيفة والترسيـ في المادة 04منو
عيف في وظيفة عمػوميػة دائمة ورسـ في رتبة في السمـ اإلداري .الترسيـ
التي تنص أنو عمى ":يعتبر موظفاً كؿ عوف ّ
ىو اإلجراء الذي يتـ مف خاللو تثبيت الموظؼ في رتبتو" ،فالترسيـ ىو الذي يؤكد ديمومة الوظيفة ،وال يكفي صدور
قرار التعييف حتى يكتسب الشخص صفة الموظؼ في الجزائر ينبغي أف يتـ أوال إدماجو في أحد األسالؾ التابعة لمسمـ
اليرمي لإلدارة ،فيتقمد في وضعيتو األولى رتبة مف رتب ىذا السمـ بصفة متمرف وىو ما ينبغي اإلشارة إليو في مقرر
أو قرار التعييف الصادر عف السمطة المختصة وبصدور قرار أو مقرر الترسيـ يتمتع بعدىا صاحب الصفة بالحماية
المقررة لو في القانوف األساسي لموظيفة العامة العاـ ،ىذا الترسيـ الذي يجب أف يؤدي إلى شغؿ وظيفة شاغرة بصفة
قانونية ،ويجب التمييز في ىذا السياؽ بيف الرتبة والوظيفة حيث تختمؼ الرتبة عف منصب الشغؿ فيي الصفة التي
تخوؿ لصاحبيا الحؽ في شغؿ الوظائؼ المخصصة ليا.
ويقصد بدواـ الوظيفة تعييف الشخص في منصب وظيفي عمى سبيؿ الدواـ واالستقرار بصورة منتظمة ومستمرة وثابتة،
وتظير دائمية الوظيفة في جانبيف:
يقصد بالوظيفة الدائمة التي تقتضي القياـ بعمؿ غير محدد بزمف معيف ،فدائمية العمؿ تتطمب أف يكوف عمؿ الشخص
بصفو دائمة ومستمرة بحيث يتفرغ لمعمؿ الوظيفي تفرغا دائما دوف انقطاع ،ألف الوظيفة المسندة إليو وظيفة ضرورية
لممرفؽ أو وظيفة مف الوظائؼ الالزمة لمسير العادي المنتظـ ليذا المرفؽ فاألعماؿ المؤقتة العارضة ال يعتبر مف
يتوالىا موظفا ولو تمت لحساب شخص معنوي عاـ ،ومف ىنا ال يمكف اعتباره موظفا عاما مف يشغؿ منصب مؤقت
أو تسند إليو ميمة مؤقتة ،ألف الوظيفة المؤقتة تقتضي القياـ بعمؿ مؤقت ينتيي في زمف محدد أو تكوف لغرض مؤقت،
وقد يشغؿ الشخص وظيفة دائمة بصفة دائمة ،وقد يشغؿ الشخص وظيفة دائمة بصفة مؤقتة في الحاالت التي يحددىا
القانوف وعميو فاف األشخاص الذيف يشغموف منصب عمؿ بصفة مؤقتة ال يعتبروف موظفيف كالخبراء والمستشاريف
واألعواف الذيف يتـ توظيفيـ لمقياـ بأعماؿ استثنائية ؾ والمستخمفيف ،وبذلؾ فإف الوظيفة ال تنتيي بانتياء العالقة
الوظيفية بيف اإلدارة الموظفة والموظؼ الذي يشغؿ الوظيفة.
ويعني ىذا العنصر أف يتولى الموظؼ ىذه الوظيفة بصفة دائمة ،بحيث ينقطع الموظؼ لخدمة الدولة بصفة مستقرة
وليس بصفة عارضة ،والدائمية ال تنصرؼ إلى كيفية أداء الموظؼ لعممو الف تمؾ مسالة تنظميا القوانيف والموائح إذ قد
يكوف العمؿ يوميا أو لبضعة ساعات أو أسبوعيا أو شيريا أو ساعيا ولكف الميـ ىو استم اررية ىذا العمؿ عمى اعتبار
أنو يتعمؽ بمرفؽ عاـ يقدـ حاجات عامة وعمى نحو مستمر فالمعيار األساسي ىو دواـ العمؿ باعتبار أف المرفؽ يحتاج
إليو بانتظاـ واطراد إلشباع الحاجات المخصصة ليا ،كما ىو الحاؿ بالنسبة لوظيفة التدريس ( رجاؿ الشرطة ،موظفا
المستشفيات) فالعبرة ىي بدائمية الوظيفة في مجموعيا.
الفرع الثالث :أن يكون تولية الوظيفة العامة بقرار صحيح صادر من السمطة المختصة
استقر الفقو والقضاء اإلدارييف عمى أف المركز الوظيفي لمموظؼ ال ينشأ في األصؿ إال باألداة المقررة قانونا إلجراء
ىذا التعييف ،إذ بقرار التعييف وحده يعتبر الشخص شاغال لممنصب الذي يدخؿ في التنظيـ اإلداري لممرفؽ العاـ ,ومف
ثـ فاف تعييف الشخص في خدمة السمطة اإلدارية سواء كانت ىذه السمطة مركزية أو المركزية يسبغ عميو صفة
الموظؼ العاـ في المرافؽ العامة فال صفة لمموظؼ دوف تعييف ،فينبغي عمى السمطة المختصة أف تصدر ق ار ار إداريا
تعترؼ بموجبو بتعييف شخص محدد وشغمو لوظيفة معينة ومبينة في قرار التعييف.
عرؼ القانوف األساسي العاـ لموظيفة العامة "السمك" بأنو مجموعة مف الموظفيف ينتموف لنفس الرتبة أو إلى عدة رتب
ويخضعوف لنفس القانوف األساسي الخاص ،و أكد عمى مبد حماية الحؽ المكتسب عندما نص عمى عدـ تأثير دخوؿ
نظاـ التصنيؼ الجديد الذي تضمنو عمى الحقوؽ المكتسبة لمموظفيف.
وفقا لممادة 8مف ( ؽ.أ.و.ع) تصنؼ أسالؾ الموظفيف حسب مستوى التأىيؿ إلى أربعة مجموعات وتقسـ ىذه
المجموعات إلى مجموعات فرعية:
المجموعة "أ" تظـ مجموعة الموظفيف الحائزيف عمى مستوى التأىيؿ المطموب لممارسة نشاطات التصميـ والبحث
والدراسات أو كؿ مستوى تأىيؿ مماثؿ ،ويمكف تصنيؼ بعض رتب ىذه المجموعة التي يتطمب االلتحاؽ بيا مستوى
تأىيؿ عاؿ في أقساـ خارج الصنؼ تتضمف درجات وأرقاـ استداللية خاصة.
المجموعة "ب" تظـ مجموعة الموظفيف الحائزيف عمى مستوى التأىيؿ المطموب لممارسة نشاطات التطبيؽ أو عمى كؿ
مستوى تأىيؿ مماثؿ
المجموعة "ج" تظـ مجموعة الموظفيف الحائزيف عمى مستوى التأىيؿ المطموب لممارسة نشاطات التحكـ أو عمى كؿ
مستوى تأىيؿ مماثؿ
المجموعة "د" تظـ مجموعة الموظفيف الحائزيف عمى مستوى التأىيؿ المطموب لممارسة نشاطات التنفيذ أو عمى كؿ
مستوى تأىيؿ مماثؿ
و تقسـ المجموعات األربعة لمموظفيف ألصناؼ حسب مختمؼ مستويات تأىيؿ الموظفيف ،ويظـ الصنؼ عددا مف
الدرجات توافؽ تقدـ الموظؼ في رتبتو ،يخصص لكؿ درجة رقـ استداللي يتناسب مع الخبرة المينية المحصؿ عمييا
مف طرؼ الموظؼ.
تشكؿ االصناؼ و الدرجات و االرقاـ االستداللية المقابمة ليا الشبكة االستداللية لمرواتب ،و يتـ تحديد عدد األصناؼ
و الحد االدنى و االقصى لكؿ صنؼ وعدد الدرجات وكذا الترقية في الدرجات عف طريؽ التنظيـ ،واذا لـ ينص قانوف
أساسي خاص عمى إمكانية ترقية موظؼ ينتمي إلى سمؾ ذي رتبة وحيدة تمنح نقاط استداللية إضافية ،وتحدد القوانيف
االساسية الخاصة تصنيؼ كؿ رتبة.
إلى جانب مفيوـ الموظؼ العاـ في القانوف األساسي لموظيفة العامة ،قد يعطي المشرع مفاىيـ أخرى لمموظؼ ألسباب
معينة منيا حماية الماؿ العاـ ومكافحة الفساد التي تقتضي التشديد في ىذه الصفة و التوسع فييا ،كما يمكف أف يتشابو
مفيوـ الموظؼ العاـ مع مفيوـ العامؿ خاصة أف كالىما يقوـ بجيد فكري أو بدني لمصمحة الغير وىو اإلدارة
المستخدمة في الحالة األولى ورب العمؿ في الحالة الثانية ،مقابؿ اجر أو مرتب ،لذلؾ وجب التمييز بينيما.
الفرع األول :تمييز مفيوم الموظف في (ق.أ.و,ع) عن الموظف في قانون مكافحة الفساد
يختمؼ مفيوـ الموظؼ في النطاؽ الجنائي عنو في النطاؽ اإلداري ،ويرجع ذلؾ الختالؼ طبيعة وأىداؼ كؿ
مف القانونيف الجنائي واإلداري ،فاألوؿ يستيدؼ الوصوؿ إلى حماية المجتمع وحفظ النفس والعرض والماؿ فيو ذو
طبيعة جزائية عقابية في المقاـ األوؿ عمى حيف أف الثاني يستيدؼ االرتقاء بمستوى الخدمة اإلدارية بالدولة وتحسيف
الخدمات وانجاز مصالح الجماىير وصيانة الماؿ العاـ فيو ذو طبيعة تنظيمية لمرافؽ الدولة وأجيزتيا لذلؾ توسع
التشريع الجنائي في مفيوـ الموظؼ العاـ وجعؿ مف الوظيفة ركنا خاصا في جرائـ "الفساد" ولذلؾ فإنو يكفي العتبار
الشخص موظفا عاما أف يقوـ بمباشرة عمؿ عاـ يسند إليو وأف ينسب ىذا العمؿ لجية عامة بغض النظر عف طبيعة
ىذا العمؿ سواء كاف تشريعيا ،قضائيا ،وال يعوؿ عمى سند شغؿ ىذا العمؿ إذ يستوي أف يكوف بقانوف أو بقرار أو
بالرضاء الضمني كحالة الموظؼ الفعمي ولذلؾ يندرج تحت مفيوـ الموظؼ العاـ جميع العامميف والموظفيف بالمصالح
الحكومية والييئات العامة سواء معينيف أو منتخبيف ،وعميو اعتبر إلى جانب الموظؼ العاـ بمفيومو الضيؽ موظفا
عاما حكما بعض الفئات التي ال تدخؿ في نطاؽ الموظفيف بحسب األصؿ واف كانوا كذلؾ في نطاؽ جرائـ "الفساد".
و ىو نفس اتجاه القانوف رقـ 01/06المؤرخ في 20فبراير 2006المعدؿ والمتمـ باألمر رقـ 05 /10المؤرخ في
26أوت 2010المتعمؽ بالوقاية مف الفساد ومكافحتو المعدؿ و المتمـ ،حيث وسع مف مفيوـ الموظؼ عمومي حيث
نصت المادة 2منو عمى أف المقصود في مفيوـ ىذا القانوف "كؿ شخص يشغؿ منصبا تشريعيا أو إداريا أو قضائيا أو
في احد المجالس الشعبية المحمية المنتخبة ،سواء أكاف معينا أو منتخبا ،دائما أو مؤقتا ،مدفوع األجر أو غير مدفوع
األجر ،بصرؼ النظر عف رتبتو وأقدميتو.
كؿ شخص أخر يتولى ولو مؤقتا وظيفتا ،أو وكالة بأجر أو بدوف اجر ،ويساىـ بيذه الصفة في خدمة ىيئة عمومية أو
مؤسسة عمومية أو أية مؤسسة أخرى تممؾ الدولة كؿ أو بعض رأسماليا أو أية مؤسسة أخرى تقدـ خدمو عمومية ،كؿ
شخص أخر معروؼ بأنو موظؼ عمومي أو مف في حكمو طبقا لمتشريع والتنظيـ المعموؿ بيما".
الفرع الثاني : :تمييز مفيوم الموظف في (ق.أ.و,ع) عن التابع في مجال المسؤولية المدنية لإلدارة
نظـ القانوف المدني مسألة في غاية األىمية وىي المسؤولية المدنية ،بصفة عامة والتي تطبؽ أحكاميا عمى اإلدارة ،و
باعتبارىا شخص معنوي عاـ فيي تخطئ إال بواسطة موظفييا وأعوانيا وممثمييا الذيف يعمموف باسميا ولحسابيا،
والذيف يرتكبوف أخطاء شخصية تتحمؿ اإلدارة تبعو التعويض عنيا ،فمسؤولية اإلدارة ىي مسؤولية عف عمؿ الغير،
وبالتحديد ىي مسؤولية المتبوع عف الضرر الذي سببو التابع ،ولكي تتحمؿ اإلدارة عبء التعويض البد مف توفر
شرطيف ،أوليما تحقؽ المسؤولية الشخصية لممثميا وثانييما وجود رابطة تبعية بينو وبيف اإلدارة حسب ما حدده
القانوف ،ىذه الرابطة ىي التي تسمح بوضع اإلدارة محؿ ممثميا في دفع التعويض.
ولقد نظـ المشرع المسؤولية عف عمؿ الغير في القسـ الثاني مف القانوف المدني ابتدءا مف المواد 134إلى 137منو
وىي تظـ مسؤولية المتبوع عف عمؿ تابعيو ومسؤولية متولي الرقابة والواقع أف مسؤولية المتبوع ىي التي تعتبر
مسؤولية عف عمؿ الغير إذ يرجع المضرور بالتعويض عمى شخص لـ يخطئ وانما يكوف غيره (التابع) ىو الذي
اخطأ ،فيي الحالة الوحيدة في الواقع التي يسأؿ فييا الشخص عف عمؿ الغير أما مسؤولية متولي الرقابة فيي ليست
عمى وجو الدقة مسؤولية عمؿ الغير بؿ ىي مجرد مسؤولية عف عمؿ شخصي وىو اإلخالؿ بواجب الرقابة.
حيث تنص المادة ( 136ؽ.ـ) عمى أنو " :يكوف المتبوع مسؤوال عف الضرر الذي يحدثو تابعو بفعمو الضار متى كاف
واقعا منو في حالة تأدية وظيفتو أو بسببيا أو بمناسبتيا .وتتحقؽ العالقة التبعية ولو لـ يكف المتبوع ح ار في اختيار
تابعو متى كاف ىذا األخير يعمؿ لحساب المتبوع ".
ومف تطبيقات مسؤولية اإلدارة باعتبارىا المتبوع عف عمؿ تابعو أحكاـ المادة ( 129ؽ.ـ) التي تنص عمى " :ال يكوف
الموظفوف واألعواف العمومييف مسؤوليف شخصيا عف أفعاليـ التي أضرت بالغير إذا قاموا بيا تنفيذا ألوامر صدرت
إلييـ مف رئيس متى كانت إطاعة ىذه األوامر واجبة عمييـ " ،فمف خالؿ ىذه المادة يظير أف الخطأ ارتكبو المرؤوس
لكف تحت مسؤولية رئيسو ،فيكوف الرئيس ىو المتبوع والمرؤوس ىو التابع ،وأف عالقة التبعية تجسدىا السمطة الرئاسية
التي يمارسيا الرئيس اإلداري عمى الموظفيف واألعواف العمومييف وىي أقوى مظاىر عالقة التبعية في مجاؿ التنظيـ
اإلداري.
فالقانوف المدني يقيـ مسؤولية اإلدارة باعتبارىا المتبوع كمما تحققت عالقة التبعية بينيا وبيف ممثميا كونو ارتكب الخطأ
أثناء الوظيفة أو بسببيا أو بمناسبتيا ،بصرؼ النظر عف كونو موظفا أو عونا متعاقدا وكما ورد في نص المادة 136
(ؽ.ـ) عمى أنو ..." :وتتحقؽ العالقة التبعية ولو لـ يكف المتبوع ح ار في اختيار تابعو متى كاف ىذا األخير يعمؿ
لحساب المتبوع ".
و عميو ال يجوز لإلدارة أف تتيرب مف مسؤوليتيا المدنية تجاه الغير أو تجاه التابع بحجة أنو ليس موظؼ بمفيوـ
القانوف األساسي لموظيفة العامة ،بؿ أنيا تتحمؿ عبء التعويض كمما توافرت العالقة التبعية كما حددىا القانوف،
فالمسؤولية المدنية لإلدارة واسعة نطاؽ التطبيؽ مف حيث األشخاص وال تقتصر عمى المفيوـ الضيؽ لمموظؼ العاـ
الوارد في القانوف األساسي لموظيفة العامة.
إف توسع المسؤولية المدنية في النموذج الوطني سمح بتوسع تطبيؽ قواعد المسؤولية المدنية لإلدارة باعتبارىا المتبوع
عف أعماؿ تابعييا بصرؼ النظر عف وصفيـ القانوني بالموظفيف أو ال ،حيث يكفي وقوع خطا اإلىماؿ وعدـ حيطة
وحذر منيـ ،مع توفر عالقة التبعية ،لتتحمؿ اإلدارة عبء التعويض مع إمكانية ممارستيا لحقيا في الرجوع ،و مف
تطبيقات المسؤولية المدنية لإلدارة باعتبارىا المتبوع عف أعماؿ أعوانيا قرار مجمس الدولة في 1999/02/01قضية
المديرة العامة لألمن الوطني ضد أرممة لشاني ومن معوا...":حيث أف المستأنؼ يستند في طمبو إلعفائو مف
المسؤولية عمى كوف شاللي عبد الرحيمف الشرطي السابؽ ،لـ يكف في خدمتو وقت الوقائع بؿ كاف في جولة غير
شرعية بسبب إىمالو لمنصب عممو .كما أنو كانت لو كامؿ السمطة في استعماؿ سالحو .ولكف حيث أف المادة 136
مف القانوف المدني تنص عمى أف المتبوع مسؤوؿ عف الضرر الذي يحدثو تابعو بعممو غير المشروع ،متى كاف واقعا
في حالة تأدية وظيفتو أو بسبب وظيفتو حيث أف ىذا يجعؿ مديرية األمف الوطني وىي المتبوع مسؤولة عف عمؿ
تابعيا غير المشروع"...
ويمكف لإلدارة باعتبارىا المتبوع رفع دعوى الرجوع ضد التابع طبقا لمقواعد العامة تطبيقا لنص المادة ( 137ؽ.ـ) الذي
ورد فيو " :لممتبوع حؽ الرجوع عمى تابعو في حالة ارتكابو خطأ جسيما ".
كما يمكف لإلدارة رفع دعوى الرجوع ضد الغير عندما تتحمؿ عبء تعويض تابعيا عف األضرار التي سببيا لو الغير
متى تحققت عالقة التبعية بمفيوميا القانوني ،ومف ثمة يسمح ليا القانوف في بعض الحاالت بالرجوع ضد ىذا الغير
ومطالبتو بالتعويضات التي دفعتيا لتابعيا.
و مف تطبيقاتيا أيضا ما ىو وارد في نص المادة 30مف القانوف األساسي لموظيفة العامة التي تنص عمى أنو " يجب
عمى الدولة حماية الموظؼ مما قد يتعرض لو مف تيديد أو إىانة أو شتـ أو قذؼ أو اعتداء مف أي طبيعة كانت أثناء
ممارسة وظيفتو أو بمناسبتيا ويجب عمييا التعويض لفائدتو عف الضرر الذي قد يمحؽ بو.
وتحؿ الدولة في ىذه الظروؼ محؿ الموظؼ لمحصوؿ عمى تعويض مف مرتكب ىذه األفعاؿ كما تممؾ الدولة لنفس
الغرض حؽ القياـ برفع دعوى مباشرة أماـ القضاء عف طريؽ التأسيس كطرؼ مدني أماـ الجية القضائية المختصة "
و رغـ أف المسؤولية المدنية لإلدارة تنظميا وتحكميا القواعد العامة لمقانوف المدني إال إذا وجد نص خاص يقضي
بخالؼ ذلؾ ،فإف االختصاص القضائي يبقى لمجيات قضاء تطبيقا لممعيار العضوي المكرس في المادة 800مف
(ؽ.إ.ـ.إ)
الفرع الثالث :تمييز مفيوم الموظف في (ق.أ.و,ع) عن العامل
تنص المادة األولى مف قانوف رقـ 11/90المتعمؽ بعالقات العمؿ المعدؿ و المتمـ عمى أنو " :يحكـ ىذا القانوف
العالقات الفردية والجماعية في العمؿ بيف العماؿ األجراء والمستخدميف " ،بينما نصت المادة 2منو " يعتبر عماال
أجراء في مفيوـ ىذا القانوف كؿ األشخاص الذيف يؤدوف عمال يدويا أو فكريا مقابؿ مرتب في إطار التنظيـ ولحساب
شخص أخر طبيعي أو معنوي عمومي أو خاص يدعى "المستخدـ".
يتشابو العامؿ والموظؼ في أف كالىما يؤدياف عمال يدويا أو فكريا مقابؿ مرتب لحساب الغير الذي ىو بالنسبة لمعامؿ
شخص طبيعي أو معنوي عمومي أو خاص يدعى "المستخدـ" ،وبالنسبة لمموظؼ ىو اإلدارة ،و عميو يعتبر المتعاقد
مع اإلدارة عامال.
كما يتشابياف إلى حد كبير في الواجبات والحقوؽ ،حيث يتمتع العماؿ طبقا لممادة 5مف قانوف رقـ 11/90بالحقوؽ
األساسية التالية :ممارسة الحؽ النقابي،التفاوض الجماعي ،المشاركة في الييئة المستخدمة ،الضماف االجتماعي
والتقاعد ،الوقاية الصحية واألمف وطب العمؿ ،الراحة ،المساعدة في الوقاية مف نزاعات العمؿ وتسويتيا ،المجوء
لإلضراب ،وأضافت المادة 6مف نفس القانوف أنو يحؽ لمعامؿ أيضا في إطار عالقات العمؿ ما يأتي :التشغيؿ
الفعمي ،احتراـ السالمة البدنية والمعنوية وكرامتيـ ،الحماية مف تمييز لشغؿ منصب عمؿ غير المنصب القائـ عمى
أىميتيـ واستحقاقيـ ،التكويف الميني والترقية في العمؿ ،الدفع المنتظـ لألجر ،الخدمات االجتماعية ،كؿ المنافع
المرتبطة بعقد العمؿ ارتباطا نوعيا.
و يخضع العماؿ طبقا لممادة 7مف قانوف رقـ 11/90إطار عالقات العمؿ لمواجبات األساسية التالية :أف يؤدوا
بأقصى ما لدييـ مف قدرات الواجبات المرتبطة بمنصب عمميـ ويعمموف بعناية ومواظبة في إطار تنظيـ العمؿ الذي
يضعو المستخدـ ،أف يساىموا في مجيودات الييئة المستخدمة لتحسيف التنظيـ واإلنتاجية ،أف ينفذوا التعميمات التي
تصدرىا السمطة السممية التي يعينيا المستخدـ وفقا لمتشريع والتنظيـ ،أف يتقبموا أنواع الرقابة الطبية الداخمية والخارجية
التي قد يباشرىا المستخدـ في إطار طب العمؿ أو مراقبة المواظبة ،أف يشاركوا في أعماؿ التكويف وتحسيف المستوى
وتجديد المعارؼ التي يقوـ بيا المستخدـ في إطار تحسيف التسيير ،أو فعالية الييئة المستخدمة أو مف أجؿ تحسيف
الوقاية الصحية واألمف ،أف ال تكوف ليـ مصالح مباشرة أو غير مباشرة في مؤسسة أو شركة منافسة أو مقاولة مف
الباطف إال إذا كاف اتفاؽ مع المستخدـ وأف ال تنافسو في مجاؿ نشاطو ،أف ال يفشوا المعمومات المينية المتعمقة
بالتقنيات والتكنولوجيا وأساليب الصنع وطرؽ التنظيـ بصفة عامة أف ال يكشفوا مضموف الوثائؽ الداخمية الخاصة
بالييئة المستخدمة إال إذا فرضيا القانوف أو طمبتيا سمطتيـ السممية ،أف يراعوا االلتزامات الناجمة عف عقد العمؿ.
باإلضافة إلى وجود نصوص مشتركة تحكـ الطائفتيف منيا المتعمقة بطب العمؿ ،التقاعد ،الخدمات االجتماعية،
اإلضراب...و غيرىا.
أوؿ ما يختمؼ فيو العامؿ عف الموظؼ العاـ ىو طبيعة العالقة التي تربطيما بالجية المستخدمة فعالقة الموظؼ
باإلدارة عالقة تنظيمية الئحية ،بينما عالقة العامؿ بالجية المستخدمة عالقة تعاقدية حيث نصت المادة 8مف قانوف
رقـ 11/90عمى أنو "تنشا عالقة العمؿ بعقد كتابي أو غير كتابي .وتقوـ ىذه العالقة عمى أية حاؿ بمجرد العمؿ
لحساب مستخدـ ما .وتنشا عنيا حقوؽ المعنييف وواجباتيـ وفؽ ما يحدده التشريع والتنظيـ واالتفاقيات واالتفاقات
الجماعية وعقد العمؿ" وفي نفس السياؽ نصت المادة 9مف نفس القانوف عمى أنو عقد العمؿ يتـ حسب األشكاؿ التي
تتفؽ عمييا األطراؼ المتعاقدة وتبيف المادة 10أنو يمكف إثبات عالقة العمؿ بأي وسيمة كانت.
-طبقا لممادة 56مكرر مف قانوف العمؿ المعدؿ و المتمـ يمكف لمعامؿ أف يستفيد مرة واحدة خالؿ مساره الميني مف
عطمة غير مدفوعة األجر إلنشاء مؤسسة ،كما يحؽ لمعامؿ المجوء إلى العمؿ بالتوقيت الجزئي إلنشاء مؤسسة طبقا
لمتشريع و التنظيـ المعموؿ بيما و في حالة عدـ انجاز مشروعو يمكنو طمب إعادة إدماجو في اجؿ شير قبؿ انتياء
العطمة أو فترة العمؿ بالتوقيت الجزئي ،فيو بذلؾ يمارس نشاطا مربحا إلى جانب عممو األصمي لدى المؤسسة
المستخدمة بينما يعد الجمع بيف الوظيفة و نشاط مربح خطا مف الدرجة الرابعة في القانوف األساسي لموظيفة العامة
_ تخضع منازعات العامؿ لمقضاء العادي كقاعدة عامة إال إذا كاف متعاقدا مع اإلدارة ،بينما تخضع منازعات
الموظؼ لمجيات القضائية اإلدارية.
رغـ أف المادة الدستور و المادة 74مف ( ؽ.أ.و.ع) كرستا مبدأ المساواة في التحاؽ بالوظائؼ العمومية ،غير أف ىذه
المساواة يجب أف تكوف في إطار توفر مجموعة مف الشروط منيا شروط عامة ال بد مف توفرىا في كؿ شخص يترشح
لاللتحاؽ بالوظيفة العامة ،باإلضافة إلى شروط خاصة تتضمنيا القوانيف الخاصة بوظائؼ دوف أخرى ،وتعد ىذه
الشروط قيودا عمى اإلدارة فال يمكنيا أف يوظؼ ّأياً كاف في وظيفة عمومية ما لـ تتوفر فيو ىذه الشروط ،ويمكف
لمقوانيف األساسيػة الخاصة لبعض األسالؾ أف تنص عمى إجراء تحقيؽ إداري مسبؽ لاللتحاؽ بيا.
إف عدـ تطبيؽ الضوابط والشروط الشرعية في اختيار الموظفيف واألعواف المؤقتيف أو عدـ وجود معايير موضوعية
الختيارىـ سيؤثر دوف شؾ عمى مستوى أدائيـ الوظيفي ...واذا ما أريد تحقيؽ الكفاءة والموضوعية في اختيار األعواف
المؤقتيف فالبد مف تطبيؽ الضوابط والشروط نفسيا التي تطبؽ الختيار الموظفيف الدائميف عمييـ لضماف انتقاء أفضؿ
الكفاءات لشغؿ الوظائؼ المؤقتة التي أصبح عددىا في كثير مف الدوؿ النامية يقارب إلى حد ما الوظائؼ الدائمة ،و
لقد تولى المرسوـ 308/07تحديد ىذه الشروط بالنسبة لألعواف المتعاقديف.
تشرط القوانيف عادة في المرشح لموظيفة العامة أف يكوف مواطنا متمتعا بجنسية الدولة ،باعتبار أف الجنسية ىي رابطة
والء الشخص وعنواف إخالصو ،فضال عمى أف الموطنيف أولى مف غيرىـ في االستفادة مف المزايا الوطنية العامة ،فيـ
األحؽ بالحصوؿ عمى مزايا وظائفيا اقتضاء لحؽ العمؿ الذي تضمنو الدولة ليـ ولكونيـ األقدر عمى التعامؿ مع
الناس حيث يفيموف طباعيـ ويعرفوف احتياجاتيـ ،وىـ الذيف يطمئف إلى والئيـ لمدولة وحفظ أسرارىا ...ولذلؾ كمو كاف
قصر الوظائؼ عمى المواطنيف مف المطالب الوطنية التي تتمسؾ بيا الدوؿ خاصة الحديثة االستقالؿ.
ولقد اشترطت المادة ( 75ؽ.أ.و.ع) أف يكوف المترشح لموظيفة جزائري الجنسية ،غير أف التساؤؿ المطروح ىؿ
اشترط القانوف الجنسية األصمية أـ تكفي الجنسية المكتسبة ؟
بالرجوع لممادة 15مف قانوف الجنسية والتي تقضي بتمتع مكتسب الجنسية الجزائرية بجميع الحقوؽ المتعمقة بالصفة
الجزائرية ابتداء مف يوـ اكتسابيا "...فإنو يمكف لمكتسب الجنسية تقمد الوظائؼ العامة ،والموقؼ الذي اتخذه المجمس
الدستوري واضح في عدـ التمييز بيف الجنسية الجزائرية األصيمة والمكتسبة حيث اعتبر أف اشتراط 10سنوات لتولي
وظيفة القضاء بالنسبة لمكتسب الجنسية الجزائرية فيو إخالؿ صريح ومساس واضح بمبدأ المساواة .
فبمفيوـ المخالفة ال تجيز القوانيف لألجانب تولي الوظائؼ العامة إال في حاالت محددة أىميا حالة الحاجة إلييـ لعدـ
توافر أمثاليـ مف المواطنيف وحالة المعاممة بالمثؿ مع الدوؿ األخرى ،وحالة الالجئيف الذي حرموا مف فرص العمؿ في
بالدىـ ،و يتـ ذلؾ بأسموب التعاقد بعقود خاصة مؤقتة و ليس في إطار التوظيؼ ،و لقد تـ عقد اتفاقيات وبروتوكوالت
في إطار التعاوف التقني والثقافي قصد توظيؼ مستخدميف مؤىميف مف شأنيـ الخدمة في مختمؼ المؤسسات واإلدارات
العمومية ،ومف أجؿ ىذا الغرض صدر منشور وزاري مشترؾ يحمؿ رقـ 606بتاريخ 11ديسمبر 2002المتعمؽ
بتوظيؼ المستخدميف األجانب في المؤسسات واإلدارات العمومية.
ورد في نص المادة ( 75ؽ.أ.و.ع) "أف يكوف متمتعا بحقوقو المدنية " و الحقوؽ المدنية ىي الحقوؽ المضمونة
لممواطنيف والتي ال يمكف سحبيا إال عف طريؽ القانوف أو بقرار صادر عف محكمة جنائية ،ويعتبر حؽ االنتخاب مف
بيف الحقوؽ المدنية وبفقداف ىذا الحؽ يصبح الشخص غير مؤىؿ لمتعييف في وظيفة عامة ،واألصؿ أف كؿ شخص
متمتع بحقوقو المدنية ،غير أنو يفقد تمتعو بيذه الحقوؽ في حالة تعرضو لمتابعة جزائية في بعض الجرائـ التي تنتيي
بصدور حكـ قضائي نيائي يقضي بعقوبة تكميمية تجرده مف حقوقو المدنية طبقا لممادة 9مف قانوف العقوبات المعدؿ
و المتمـ.
ثالثا :أن ال تحمل شيادتو لمسوابق القضائية مالحظات تتنافى وممارسة الوظيفة المراد االلتحاق بيا:
ورد في نص المادة ( 75ؽ.أ.و.ع) " أف ال تحمؿ شيادة سوابقو القضائية مالحظات تتنافى و ممارسة الوظيفة المراد
االلتحاؽ بيا " ،فالقانوف لـ يشترط أف تتضمف عريضة السوابؽ القضائية حكـ في جناية أو جنحة حتى يمنعو مف
االلتحاؽ بالوظيفة العمومية إنما ترؾ المجاؿ واسعا عندما استعمؿ مصطمح مالحظات بمعنى حتى المخالفات التي قد
تتعارض مع الوظيفة المراد االلتحاؽ بيا.
ويشترط لحرماف مف سبؽ الحكـ عميو بعقوبة جنائية مف شغؿ الوظيفة إال أف ال يكوف قد أعيد إليو اعتباره بموجب
حكـ ,حيث يؤدي الحكـ بإعادة االعتبار لممرشح لموظيفة العامة إلى محو الحكـ الجنائي وزواؿ كؿ ما يترتب عميو مف
أثار بالنسبة لممستقبؿ ,وىكذا يكوف الحرماف مف شغؿ الوظيفة ليذا السبب حرماف مؤقت ,فإذا قدر المشرع أف مف
أديف في جريمة جنائية أو في جريمة مخمة بالشرؼ أو األمانة ال يؤتمف عمى الخدمة المدنية ...ولكنو قدر مف الناحية
األخرى أف مضي مدة معينة عمى انتياء تنفيذ الحكـ يكفي لمتكفير والتوبة أي إلعادة االعتبار لممحكوـ عميو.
تنص المادة ( 75ؽ.أ.و.ع) عمى أنو " أف يكوف في وضعية قانونية تجاه الخدمة الوطنية "
و ىذا الشرط حكر عمى الرجاؿ دوف النساء المواتي يعتبرف معفيات مف الخدمة الوطنية ،وفي ىذا اإلطار صدرت
تعميمة تحت رقـ 06مؤرخة في 06ماي 2008تتضمف تعديؿ التعميمة رقـ 02المؤرخة في 25جانفي 1997
المتعمقة بإثبات الوضعية إزاء الخدمة الوطنية قبؿ التوظيؼ ،وىذا بسبب الصعوبات التي واجيت الشباب الممزميف
بأداء الخدمة الوطنية عند بحثيـ عف وظيفة ،حيث نصت التعميمة رقـ 06عمى أف يكوف طالب الوظيفة في وضعية
قانونية تجاه الخدمة الوطنية ،بينما التعميمة رقـ 02كانت تفرض إثبات األداء لمخدمة الوطنية وىذا تسييال إللحاؽ
الشباب بعمؿ معيف.
رابعا :أن تتوفر فيو شروط السن و القدرة البدنية و الذىنية و كذا المؤىالت المطموبة لاللتحاق بالوظيفة المراد
االلتحاق بيا ":
جمعت المادة ( 75ؽ.أ.و.ع) شروط السف و القدرة البدنية و الذىنية و كذا المؤىالت المطموبة لاللتحاؽ بالوظيفة
المراد االلتحاؽ بيا في فقرة واحدة غير أننا سنتطرؽ لكؿ واحدة بالشرح
أ) السن
يجب أف يكوف سف المرشح لموظيفة وقت صدور قرار التعييف يتراوح بيف حد أدنى وحد أقصى معينيف ،أما الحد األدنى
فيشترط لمتأكد مف أف المرشح قد بمغ مف النضج واإلدراؾ مبمغا يؤىمو لمقياـ بأعباء الوظيفة العامة ،لضماف حد أدنى
مف اإلدراؾ والنضج العقمي الالزـ لتحمؿ أعباء العمؿ الوظيفي والجدية الكافية لتفيـ الواجبات الوظيفية .
وفيما يخص شروط سف الترشح لاللتحاؽ بالوظيفة العامة فإنيا واف كانت تختمؼ مف وظيفة إلى أخرى فال يجوز أف ال
تقؿ كحد أدنى عف 18سنة كاممة و ىي أقؿ مف سف الرشد في القانوف المدني المحدد ب 19سنة ،وأكثر مف السف
المقررة في قانوف العمؿ حيث ال يمكف في أي حاؿ مف األحواؿ أف يقؿ العمر األدنى لمتوظيؼ عف ست عشر ()16
سنة إال في حاالت التي تدخؿ في إطار عقود التمييف ،التي تعد وفقا لمتشريع و التنظيـ المعموؿ بيما و ال يجوز
استخداـ القاصر إال بناء عمى رخصة مف وصيو الشرعي كما أنو ال يجوز استخداـ العامؿ القاصر في األشغاؿ
الخطيرة آو التي تنعدـ فييا النظافة أو تضر صحتو أو تمس بأخالقياتو.
أما بالنسبة لمحد األقصى لسف التعييف في الوظيفة العامة فاألصؿ أف يترؾ األمر لإلدارة لمتأكد مف أف المرشح لموظيفة
العامة لـ يصؿ بعد سف التقاعد أو يقترب منو لدرجة ال تسمح لو باالستقرار الالزـ في الوظيفة لمدة مناسبة ،ذلؾ أنو
مف المبادئ اليامة التي يجب عمى اإلدارة مراعاتيا وجوب شغؿ الوظائؼ العامة بحسب األصؿ بأفراد في مقتبؿ
العمر ،حتى تستفيد منيـ ألطوؿ مدة ممكنة ،وىو ما يستمزـ منيا أال يتـ تعييف كبار السف إال بصفة استثنائية أو عند
الضرورة الممحة ،غير أنو يجب عدـ الخمط بيف الحد األقصى لسف التعييف في الوظيفة وسف التقاعد فإذا كانت السف
التي يدخؿ الموظؼ عندىا في الخدمة سواء كانت مقيدة بحد أدني أو أقصى أو كمييما فإف الموظؼ يحاؿ عمى
التقاعد بقوة القانوف عند بموغو سف التقاعد المحدد قانونا.
يشترط في مف يعيف لموظائؼ العامة أف يكوف سميما مف األمراض و العاىات البدنية و العقمية التي تمنعو مف القياـ
بأعماؿ الوظيفة التي يعيف فييا بصورة منتظمة ،خاليا مف األمراض المعدية التي تشكؿ خط ار عمى المتعامميف معو مف
الجميور أو بقية زمالئو مف خالؿ نقؿ العدوى إلييـ ،كما ال يقبؿ أف يبدأ الموظؼ حياتو الوظيفة بعد تعيينو بفترة
فيطالب بإجازات مرضية براتب كامؿ أو بنصؼ راتب ،و يتـ إثبات شرط القدرة البدنية والذىنية بشيادة طبية( ،و يسمح
القانوف لإلدارة عند االقتضاء بتنظيـ فحص طبي لمتوظيؼ في بعض أسالؾ الموظفيف لمتأكد مف كفاءة المترشح بدنيا
وذىنيا.
و تختمؼ درجة المياقة الصحية المطموبة حسب نوعية الوظيفة و طبيعتيا فبعض الوظائؼ تستمزـ درجة عالية مف
المياقة الصحية و البدنية كالوظائؼ ذات العمؿ الشاؽ ووظائؼ ذات التدريب الرياضي و التربية البدنية و بعض
الوظائؼ ال يتطمب سوى درجة متواضعة مف المياقة الصحية بحيث يمكف شغميا حتى ببعض المعوقيف كالوظائؼ
الكتابية ،فمف ال يكوف الئقاً صحياً لوظيفة قد يكوف الئقاً ألخرى حسب طبيعة الوظيفة و ظروفيا ،لذلؾ نصت بعض
القوانيف عمى إدماج المعوقيف في الحياة العممية ومف بينيا القانوف رقـ 09-02الصادر في 08ماي 2002المتعمؽ
بحماية األشخاص المعوقيف وترقيتيـ حيث نصت المادة 24منو عمى أنو" :ال يجوز إقصاء أي مترشح بسبب إعاقتو
مف مسابقة أو اختبار أو امتحاف ميني يتيح االلتحاؽ بوظيفة عمومية أو غيرىا إذا أقرت المجنة المنصوص عمييا في
المادة 18أعاله عدـ تنافي إعاقتو مع ىذه الوظيفة" .و نصت المادة 25مف نفس القانوف عمى أنو" :يتـ ترسيـ أو
تثبيت العماؿ المعوقيف ضمف نفس الشروط المطبقة عمى العماؿ اآلخريف طبقا لمتشريع المعموؿ بو "
تشترط غالبية القوانيف توفر المؤىالت العممية أو الفنية لدى المرشح لموظيفة العامة و التي تختمؼ مف حيث مستواىا
باختالؼ مجموعات الوظائؼ و فئاتيا و التي تضمف الكفاءة و الجدارة ألداء واجبات الوظيفة العامة ،ومما الشؾ فيو
أف وظائؼ الدولة كثيرة ومتنوعة ،وقطاعات النشاط كثيرة ومتعددة ،وما يصمح مف مؤىؿ في وظيفة قد ال يصمح في
وظيفة أخرى ،لذا مف األفضؿ واألنسب ترؾ مسألة تحديد المؤىؿ لمنصوص الخاصة كأصؿ عاـ و التأىيؿ العممي و
الفني المطموب كشرط لتولي الوظائؼ العامة يشمؿ ثالثة عناصر أساسية يجب توفرىا كميا أو بعضيا و يمكف أف
يحؿ أحد محؿ أحدىا األخر و ىي المؤىؿ العممي و الخبرة في طبيعة عمؿ الوظيفة و التدريب في مجاؿ عمؿ
الوظيفة رغـ أف بعض القوانيف قد تشترط في الموظؼ مبدئيا كحد أدنى لمكفاءة العممية اإللماـ بالقراءة و الكتابة و يتـ
إثبات المؤىالت العممية بتقديـ شيادات التي تثبت مستوى المرشح لموظيفة العامة.
مف المنطقي كذلؾ أف يشرط فيمف يعيف في إحدى الوظائؼ العامة إذا كاف قد سبؽ لو التوظيؼ مف قبؿ أال يكوف قد
سبؽ عزلو مف وظيفتو كعقاب لو عمى ارتكاب خطا رتب مسؤوليتو التأديبية ،كما ال يحؽ لمموظؼ الذي تعرض لعقوبة
العزؿ بسبب التخمي عف الوظيفة أف يمتحؽ مجددا بالوظائؼ العامة ،غير أنو يجوز في بعض القوانيف منيا المصري
قد تسمح برد االعتبار اإلداري مف قرار تأديب بعد مرور 04سنوات عمى األقؿ مف تاريخ الفصؿ وكأف مرور ىذه
الفترة يمثؿ نوعا مف رد االعتبار.
غير أف رد االعتبار في القانوف الجزائري يخص العقوبتيف مف الدرجة األولى و الثانية عمى نحو سيتـ بيانو الحقا ،أما
العزؿ كعقوبة مف الدرجة الرابعة فال يمكف لمموظؼ الذي كاف محؿ عقوبة التسريح أو العزؿ أف يوظؼ مف جديد في
الوظيفة العمومية طبقا لممادة ( 185ؽ.أ.و.ع)
المطمب الثاني :طرق التوظيف
يعد تحديد طرؽ شغؿ المناصب في المرافؽ العامة اإلدارية مف المسائؿ الجوىرية التي تضمف استفادة اإلدارة مف
الكفاءات البشرية سواء في إطار التوظيؼ أو التعاقد.
يتـ االلتحػاؽ بالوظائػؼ العموميػة يػتـ بإحدى الطرؽ التالية إما عف طريؽ التوظيؼ المباشر مف بيف المترشحيف الذيف
تابعوا تكوينا متخصصا منصوصا عميو في القوانيف األساسية لدى مؤسسات التكويف المؤىمة ،واما بالمسابقة عمى
أساس االختبارات أو المسابقة عمى أساس الشيادات بالنسبة لبعض أسالؾ الموظفيف أو الفحص الميني ،ويعمف عف
نجاح المترشحيف طرؼ لجنة تضع قائمة ترتيبية عمى أساس االستحقاؽ و قد ترؾ القانوف كيفيات تنظيـ المسابقات
لمتنظيـ ،الذي تضمف جممة مف اإلجراءات عمى اإلدارة التقيد بيا منيا أف اإلعالف عف المسابقة ،و يتـ فتح المسابقات
و الفحوص المينية حسب الحالة بقرار أو مقرر مف السمطة التي ليا صالحية التعييف أو السمطة الوصية ،و يوضح
القرار أو المقرر عمى الخصوص السمؾ أو األسالؾ و الرتب التي تـ مف أجميا فتح المسابقات و الفحوص المينية،
ونمط التوظيؼ أو الترقية (مسابقة عمى أساس الشيادات أو االختبارات أو امتحاف أو فحص ميني) ،وعدد المناصب
المالية المفتوحة و المخصصة لكؿ نمط توظيؼ أو ترقية ،والشروط القانونية األساسية لممشاركة في المسابقات و
االمتحانات و الفحوص المينية ،وعدد االختبارات و طبيعتيا و مدتيا و معامالتيا ،عند االقتضاء النقاط اإلقصائية
في اختبارات القبوؿ و النجاح النيائي في المسابقات و الفحوص المينية ،وتاريخ فتح التسجيالت و انتيائيا...
يقوـ ىذا األسموب عمى أساس اختيار المرشحيف المؤىميف لشغؿ الوظائؼ العامة عف طريؽ اجتياز ما تعقده اإلدارة
المختصة مف امتحانات توظيؼ تتناسب مع مستمزمات الوظائؼ المطموب شغميا لمتحقؽ مف توافر الصالحية (اإلدارية
المينية والفنية) الالزمة لمباشرة األعماؿ الوظيفية بحيث يكوف التعييف في الوظيفة طبقا لمترتيب لتنازلي لنتائج
االمتحانات ،فيعيف الحاصؿ عمى أعمى درجة ثـ مف يميو ،مع التزاـ السمطة اإلدارية المختصة بالتوظيؼ باحتراـ ىذا
الترتيب عند إجراء التعييف.
وتتعدد وتتنوع امتحانات التوظيؼ التي تستخدـ الختيار الموظفيف مف بيف مف يتقدموف لشغؿ الوظائؼ العامة بحسب
ظروؼ كؿ دولة ونظاميا السياسي وحجـ ونوع الوظائؼ المطموب شغميا ومف أىـ أنواع امتحانات التوظيؼ التي تأخذ
بيا الدوؿ الحديثة لشغؿ الوظائؼ العامة :االمتحانات الكتابية التحريرية ،واالمتحانات الشخصية (المقابالت).
يعتبر ىذا األسموب مف األساليب المتقدمة في اإلدارة الحديثة الختيار الموظفيف ألنو أفضؿ الطرؽ وأكثرىا تحقيقا
لمعدالة ومبدأ تكافئ الفرص ،ويكفؿ التطبيؽ الحقيقي لممبدأ القائؿ " الجدارة ىي األساس في اختيار الموظفيف" فيو
يحقؽ مصمحة الدولة بأف يشغؿ الوظيفة العامة األجدر واألكفأ ويراعي مصمحة األفراد بأف يتساووف في التمتع بفرصة
االلتحاؽ بالوظيفة العامة بكؿ شفافية والمصداقية بعيدا عف المحسوبية والمحاباة
ثانيا :المسابقة عمى أساس الشيادات بالنسبة لبعض أسالك الموظفين
و ىذا األسموب أيضا يعتمد عمى االختبارات سواء كانت كتابية أو شفاىة لكف بيف األشخاص المترشحيف الحاصميف
عمى نفس الشيادات و ذلؾ الختيار أكفئيـ لتولي الوظيفة ،فال يمكف لغير الحائزيف عمى الشيادة المطموبة الترشح
لممسابقة.
يتـ التوظيؼ باالعتماد عمى الفحص الميني في الرتب التي تنتمي إلى األفواج ب.ج.د المحددة بموجب المادة 8مف
األمر رقـ ، 03-06ويتـ التوظيؼ باعتماد عمى ىذه الطريقة عندما يتابع المترشحيف تكوينا متخصصا منصوصا عميو
في القوانيف األساسية لدى مؤسسات تكوينية مؤىمة.
رابعا :التوظيف المباشر من بين المترشحين الذين تابعوا تكوينا متخصصا منصوصا عميو في القوانين األساسية،
لدى مؤسسات التكوين المؤىمة:
في ىذه الطريقة تقوـ الدولة بإنشاء كميات و المعاىد المتخصصة و مراكز التعميـ الميني و األكاديمي ألعداد
األشخاص الراغبيف في تولى وظائؼ عامة معينة ،و ىذه الطريقة شائعة في تأىيؿ الكوادر الفنية واإلدارية مثؿ خريجي
التكويف الشبو الطبي.
بعد أف تنشر السمطة التي ليا صالحية التعييف بأي وسيمة مالئمة قوائـ القبوؿ و قوائـ النجاح النيائي و القوائـ
االحتياطية و تبمغ ىذه القوائـ إلى المصالح المركزية أو المحمية التابعة لمسمطة المكمفة بالوظيفة العمومية حسب الحالة
،يعيف المترشحوف الناجحوف نيائيا بصفة متربصيف و تبمغ نسخة مف ق ار ار التعييف لمسمطة المكمفة بالوظيفة العمومية
حسب الحالة ،ثـ يجب عمى كؿ مترشح ناجح أف يكوف تحت تصرؼ المؤسسة أو اإلدارة المعنية و يمتحؽ حسب
الحالة بمنصب تعيينو في أجؿ شير واحد ابتداء مف تاريخ تبميغو مقرر التعييف ،و بانقضاء ىذا األجؿ يفقد المترشح
المعني الحؽ في االستفادة مف نجاحو و يستبدؿ بالمترشح المدرج اسمو في قائمة االحتياط حسب الترتيب ،و يتـ
استبداؿ المترشح الناجح المعمف تخمفو بمقرر مف السمطة التي ليا صالحية التعييف و تبمغ نسخة مف ىذا المقرر إلى
المصالح التابعة لمسمطة المكمفة بالوظيفة العمومية.
و بصدور قرار التعييف يعد مستكمال لمشروط الشكمية والموضوعية يعتبر الشخص موظفا عاما ،بوصفو متربص و يتـ
تعيينو مف طرؼ السمطة المختصة التي يحددىا القانوف بمفيومو الواسع سواء الدستور أو القوانيف أو التنظيمات ،غير
أف التعيف في المناصب العميا في الدولة ال يخضع لقواعد التوظيؼ ألنو يرتكز أساسا عمى مبدأي الوالء السياسي و
الكفاءة مثؿ منصب الكاتب العاـ لمحكومة ،الكاتب العاـ لمو ازرة...
تيدؼ فترة التربص الختيار الشخص المؤىؿ القادر عمى تحمؿ مسؤولية وظيفتو وتبعاتيا ،و مقدرتو في التعامؿ مع
اآلخريف ،تحمؿ المسؤولية ،تطوير الذات ،االستيعاب ،حسف الخمؽ ،اإلبداع وغيرىا مف الصفات التي تمثؿ المقياس
الفعمي الذي يتوج شروط تعييف الموظؼ الجديد ،وليس الشروط العامة المنصوص عمييا عادة في التشريعات الوظيفية،
كشرط األىمية والسف والجنسية والمباقة البدنية والمؤىؿ العممي وغيرىا.
و نظ ار ألىمية فترة التربص نظميا القانوف سواء بالنسبة لألعواف المتعاقديف أو بالنسبة لمموظفيف.
حيث نظـ ( ؽ.أ.و.ع) أحكاـ فترة التربص في المواد مف 83إلى 91منو ،فاألصؿ أف يعيف الموظؼ كقاعدة عامة
عند التحاقو بالمنصب ألوؿ مرة بصفتو متربص ،و التربص ىو تكويف تحضيري لشغؿ الوظيفة لمدة سنة واحدة ،يتمتع
فييا المتربص بنفس الحقوؽ و يخضع لنفس الواجبات التي يخضع ليا الموظؼ العمومي ما عدا تمؾ التي استثناىا
النص صراحة و ىي:
_ال يجوز لممتربص الترشح لالنتخابات لمجنة اإلدارية المتساوية األعضاء أو في لجنة الطعف أو في المجنة التقنية ،
رغـ حقو في المشاركة في انتخاب ممثمي الموظفيف المنتميف لمرتبة أو السمؾ الذي يسعى لمترسيـ فيو لدى المجنة
اإلدارية المتساوية األعضاء.
_ 1ترسيـ المتربص في رتبتو مف طرؼ السمطة السممية المؤىمة التي تقترح ترسيمو بعد تسجيمو في قائمة التأىيؿ
التي تقدميا إلى المجنة اإلدارية المتساوية األعضاء المختصة التي تتولى تسيير المسائؿ المتعمقة بالوضعيتو اإلدارية،
لتعتبر بذلؾ فترة التربص فترة خدمة فعمية تحسب في األقدمية لمترقية في الرتبة ولمدرجات و التقاعد ،و في كؿ األحواؿ
يخضع قرار التثبيت لتأشيرة أجيزة الرقابة القانونية التي ينبغي عمييا أف تبت في ذلؾ خالؿ مدة محددة مف تاريخ إيداع
الممؼ لدى مصالحيا.
بينما األعواف المتعاقديف فإنيـ يخضعوف إلى فترة تجريبية تتحدد مدتيا بحسب مدة عقود تشغيميـ حيث تكوف مدة الفترة
التجريبية ستة ( )6أشير فيما يخص العقد غير المحدد المدة ،وشيراف ( )2فيما يخص العقد الذي تساوي مدتو سنة
( )1واحدة أو تفوقيا ،وشير واحد ( )1فيما يخص العقد الذي تتراوح مدتو بيف ( )6أشير و سنة ( )1واحدة ،و
يخضع األعواف المتعاقديف خالؿ الفترة التجريبية لنفس الواجبات ويستفيدوف مف نفس الحقوؽ التي يتمتع بيا األعواف
المتعاقدوف المثبتوف.
بعد انتياء الفترة التجريبية يثبت العوف المتعاقد إذا كانت الفترة التجريبية مجدية ،و في حالة العكس يفسخ العقد دوف
إشعار مسبؽ أو تعويض.
و تجب اإلشارة إلى أف ىناؾ بعض األنظمة منيا المصري حيث رحمة بالموظؼ الذي ثبت عدـ صالحيتو بدال مف
تسريحو يتـ نقمو إلى وظيفة أخرى وىذا االقتراح يخضع العتماد السمطة المختصة كقاعدة عامة في ق اررات لجنة شؤوف
العامميف بالوحدة اإلدارية.
يتـ تسيير المسار الميني لمموظفيف بصفة جماعية في إطار سياسة تقديرية لمموارد البشرية تكرس مف خالؿ
المخططات السنوية لتسيير الموارد البشرية و المخططات السنوية لمتكويف و تحسيف المستوى (ـ 111ؽ.أ.و.ع) ،ويتـ
التسيير اإلداري لممسار الوظيفي مف خالؿ تكويف ممؼ لمموظؼ ومتابعتو وتقييمو.
تمتزـ اإلدارة بتكويف ممؼ إداري لكؿ موظؼ يتضمف مجموع الوثائؽ المتعمقة بالشيادات و المؤىالت والحالة المدنية و
الوضعية اإلدارية و كذلؾ الوثائؽ المتضمنة العقوبات التأديبية ،مع ضرورة تسجيميا و تصنيفيا وترقيميا باستمرار،
غير أنو ال يجوز أف يتضمف أي مالحظات حوؿ أرائو السياسية أو النقابية أو الدينية ،كما تمتزـ اإلدارة بحفظ ىذا
الممؼ بسرية حيث يستعمؿ في تسير الحياة المينية لمموظؼ فقط باستثناء كؿ استعماؿ أخر ليذا الممؼ مف طرؼ
الجيات القضائية أو جيات الرقابة ،كما تمتزـ اإلدارة بإعداد بطاقة وظيفية لمموظؼ.
و يقع عمى عاتؽ السمطة التي ليا صالحية التعييف االلتزاـ بتبميغ الموظؼ بكؿ الق اررات الفردية المتعمقة بوضعيتو
اإلدارية الوظيفية سواء قرار تعيينو ،أو قرار تأديبو ،قرار نقمو ،و الق اررات المتضمنة منحو حؽ االستيداع أو
االنتداب ،كما تمتزـ بنشر كؿ الق اررات اإلدارية التي تتضمف تعييف و ترسيـ و ترقية الموظفيف و مياميـ في نشرة
رسمية لممؤسسة أو اإلدارة العمومية المعنية حتى يتمكف كؿ ذو مصمحة مف الطعف فييا.
التقييـ ميـ بالنسبة لممتربص ألنو متى كاف ايجابيا أدى إلى تثبيتو ،ومتى كاف سمبيا أدى تسريحو لعدـ الكفاءة دوف
إشعار مسبؽ أو تعويض ،غير أف التقييـ يستمر مع الموظؼ خالؿ مساره الوظيفي قصد تقدير مؤىالتو المينية ،ومف
ىنا فإف مقاصد التشريع مف وراء تقييـ أداء الموظؼ بصفة دورية وعمى سبيؿ االستمرار أي طيمة مشواره الوظيفي
واضحة وتستيدؼ تحقيؽ أىداؼ بعضيا إدارية وبعضيا سموكية.
تتمثؿ األىداؼ اإلدارية في أحقية الموظؼ في الحصوؿ عمى بعض االمتيازات التي تقترف بأدائو الوظيفي مف ترفيع
وعالوات وتدريب وغيرىا ،فميس مف اإلنصاؼ في شيء أف يتقاضى الموظفوف في الرتبة الواحدة أج ار واحدا دوف تمييز
بيف مف اجتيد وكد وقدـ مردودا ايجابيا خالؿ مدة معية ،وبيف مف يؤجؿ عممو ،وال يوفي بالتزاماتو ،فالتقييـ المستمر
الذي يخضع لو الموظؼ أثناء مساره الوظيفي مف طرؼ السمطة السممية المؤىمة ييدؼ لتقدير مدى استحقاقو لمترقية و
المتيازات المردودية و تحسيف األداء و المنح و األوسمة الشرفية و المكافآت ،وفقا لمناىج تحدد مف طرؼ المؤسسات
و اإلدارات العمومية بعد استشارة المجاف المتساوية األعضاء و موافقة المديرية العامة لموظيفة العمومية و التي يجب
أف تتالءـ مع طبيعة نشاطات المؤسسة أو اإلدارة العمومية المعنية.
بينما تتمثؿ األىداؼ التحفيزية في تحفيز بقية الموظفيف لمحصوؿ عمى نفس االمتيازات التي حصؿ عمييا مف كاف
تقييمو إيجابيا مما يشجع عمى تحسيف أداءىـ ويرفع التنافس بينيـ لتأدية الوظيفة عمى أكمؿ وجو.
وغياب التقييـ عمى مستوى اإلدارات العمومية سيخمؼ الشؾ ظاىرة التماطؿ و الكسؿ في أداء العمؿ اإلداري ،ما
سينتج عنو في النياية ضعؼ األداء اإلداري وتأثر جميور المنتفعيف مف خدمات المرفؽ العاـ.
و لقد نص القانوف األساسي لموظيفة العامة عمى األىداؼ المتوخاة مف تقييـ الموظؼ و المتمثمة في الترقية في الدرجة
أو الترقية في الرتبة ،و منح امتيازات مرتبطة بالمردودية و تحسيف األداء و كذؿ منح األوسمة التشريفية و المكفآت.
غير أنو يتوجب القياـ بعممية التقييـ بموضوعية تامة وأف ال تستند إلى الرأي العفوي أو اليوى الشخصي لمرئيس
اإلداري ،إذ يتـ تقييـ الموظؼ بمراعاة معايير عامة تتمثؿ في مدى احترامو لمواجبات العامة و الواجبات المنصوص
عمييا في القوانيف األساسية ،و كذا مدى كفاءتو المينية و فعاليتو و مردوديتو في كيفية أداء الخدمة ،اإلضافة إلى
إمكانية المجوء إلى معايير أخرى نظ ار لخصوصية بعض األسالؾ تحددىا القوانيف األساسية الخاصة.
و تحدد المؤسسات و اإلدارات العمومية بعد استشارة المجاف اإلدارية المتساوية األعضاء و موافقة الييكؿ المركزي
لموظيفة العمومية مناىج التقييـ التي تتالئـ وطبيعة نشاطات المصالح المعنية.
و يكوف التقييـ منقط و مرفؽ بمالحظة عامة في شكؿ استمارة التقييـ التي تعتبر عنص ار ىاما في ممؼ الموظؼ ليذا
يشترط القانوف حفظيا في ممفو ،مع إلزامية تبميغيا لو حتى يتمكف مف ممارسة حقو في التظمـ ضد نقطة التقييـ إلى
المجنة اإلدارية المتساوية األعضاء التي تممؾ صالحية اقتراح مراجعة التقييـ.
نص الدستور عمى ضماف الحقوؽ و الحريات العامة ،التي يتمتع بيا المواطنوف منيا حرية التعبير ،وحرية إنشاء
الجمعيات واألحزاب ،و حرية االجتماع وممارسة النشاط النقابي و السياسي و حرية االنتخاب والترشح ،باإلضافة إلى
الحؽ في اإلضراب ،كما كرس الدستور مبدأ ىاـ مف مبادئ الوظيفة العامة وىو مبدأ المساواة في تقمد المياـ والوظائؼ
في الدولة ،ىذه الحقوؽ و الحريات كرسيا القانوف األساسي لموظيفة العامة ،باإلضافة إلى نصو عمى حقوؽ و
ضمانات تتماشي مع خصوصيتو ،رغـ أف مجموع الحقوؽ التي يتمتع بيا الموظؼ ال تستمد وجودىا مف األمر -06
03فقط ،بؿ إلى جانب ذلؾ تخضع لمقوانيف األساسية الخاصة كما تخضع ألحكاـ النظاـ الداخمي وىو ما أشارت إليو
عديد القوانيف األساسية لقطاعات النشاط المختمفة.
و ما تجدر اإلشارة إليو أنو إذا كاف القانوف األساسي لموظيفة العامة قد أسيب في النص عمى حقوؽ الموظفيف و
ضماناتيـ بحيث نص عمى كؿ حؽ في مادة مستقمة ،فإف المرسوـ التنفيذي 308/07المتعمؽ باألعواف المتعاقديف قد
اختصر أىميا في مادة واحدة رغـ أف ىذه الحقوؽ تكاد تكوف متماثمة.
حتى يتمكف الموظؼ مف ممارسة حرياتو األساسية أحاطو القانوف بجممة مف الضمانات حتى ال تتأثر حياتو الوظيفية،
ىذه الضمانات يتمتع بيا كؿ المواطنيف عمى إقميـ الدولة و دوف التمييز بيف ما إذا كانوا عماال أو موظفيف
تنص المادة ( 26ؽ.أ.و.ع) عمى أنو":حرية الرأي مضمونة لمموظؼ في حدود احتراـ واجب التحفظ المفروض عميو"،
ىذا الحؽ تـ النص عميو في دستور 1989والذي شكؿ منعرجا ىاما بالنسبة لمحريات حيث أنو لـ يتـ النص عمى
"حرية الرأي" ال في قانوف الوظيفة العمومية الصادر في ،1966وال في القانوف رقـ 12-78المتضمف القانوف
األساسي العاـ لمعامؿ ،وال في المرسوـ رقـ 59-85المتضمف القانوف األساسي النموذجي لعماؿ المؤسسات واإلدارات
العمومية ،لكف دستور 1996المعدؿ جاء مدعما لمتوجو الجديد ،وعمقا مفيوـ الحريات في الجزائر ،لكف االعتراؼ
بحرية الرأي لمموظؼ قد ال تعني شيئا إذا لـ تصاحبيا حرية التعبير ،فحرية التعبير ىي التي تخرج حرية الرأي مف
ساحة الخياؿ إلى أرض الواقع ،في إطار واجب التحفظ.
تطبيقا لممادة 26مف (ؽ.أ.و.ع) يمكف لمموظؼ المشاركة الحياة السياسية والترشح لعيدة انتخابية سياسية ،دوف أف
تؤثر انتماءاتو السياسية عمى حياتو الوظيفية ،مخففا بذلؾ مف القيود التي كانت مفروضة عميو بيذا الشأف ،خاصة
واجب الحياد السياسي كمفيوـ وسموؾ اجتماعي وواجب مف واجباتو المينية ،ألف مشاركة الموظؼ في العمؿ السياسي
سوؼ تمكف الدولة مف االستفادة مف خبرتو وابداعاتو في ىذا المجاؿ لذلؾ جعمو المشرع مف بيف حاالت االنتداب بقوة
القانوف.
تـ تكريس ممارسة الحؽ النقابي بموجب المادة 35مف (ؽ.أ.و.ع) ،و المشرع لـ يكتفي بالنص عمى ممارسة ىذا
الحؽ بؿ وفر الحماية لمموظؼ مف خالؿ منع تسجيؿ أي مالحظة تخص آرائو النقابية في ممفو اإلداري ،ويتجسد
الحؽ النقابي مف خالؿ انخراط الموظؼ في التنظيمات النقابية الفاعمة في الميداف ،فيو حؽ جماعي ىدفو الدفاع عف
المصالح المينية لمموظفيف العمومييف ،ويدخؿ تحت ىذا الحؽ مطالبة الموظفيف بتحسيف ظروؼ عمميـ ،أو المطالبة
بزيادة الرواتب ،أو المطالبة بتعويضات معينة ،كما أنو وسيمة لحمايتيـ مف تعسؼ اإلدارة ،باإلضافة إلى أنو يمكف
الموظفيف مف المشاركة في تسيير حياتيـ المينية وشؤونيـ الوظيفية مف خالؿ المجاف التقنية متساوية األعضاء،
فالموظؼ ضعيؼ بمفرده قوي بغيره وتنظيمو ويستطيع تبميغ صوتو لمجيات المعنية وقد تـ تنظيـ ىذا الحؽ في القانوف
رقـ ،14-90الذي أكد عمى حؽ العماؿ في إنشاء تنظيمات نقابية ،وحدد شروط تأسيس ىذه التنظيمات النقابية ،و
أكد عمى أف االنخراط فييا يخضع لمبدأ الحرية.
نصت المادة 36مف (ؽ.أ.و.ع) عمى الحؽ في اإلضراب ونظـ أحكامو القانوف 02-90المؤرخ في 6فبراير 1990
المعدؿ والمتمـ والمتعمؽ بالوقاية مف النزاعات الجماعية في العمؿ وتسويتيا وممارسة حؽ اإلضراب ،والذي عرؼ
اإلضراب في نص المادة 2منو بأنو" :نزاع جماعي وكؿ خالؼ يتعمؽ بالعالقات االجتماعية المينية في عالقة العمؿ
ولـ يجد تسوية" ،مع مراعاة المصالح الممزمة بتوفير القدر األدنى مف الخدمة مع اتخاذ كؿ تدابير المحافظة عمى
ممتمكات اإلدارة أو المؤسسة.
يترتب عمى ممارسة حؽ اإلضراب أنو ال يجوز توقيع أي عقوبة عمى الموظفيف المشاركيف في إضراب قانوني كونيـ
احترموا األحكاـ والشروط القانونية ،وال يجوز لإلدارة التوظيؼ الستخالفيـ فيما عدا حالة رفض االمتثاؿ لمتسخيرة
الناجمة عف توفير الحد األدنى مف الخدمة مف جية ،كما يترتب عمى ممارسة حؽ اإلضراب مف جية أخرى وقؼ
العالقة الوظيفية فال يحؽ لمموظؼ في فترة اإلضراب المطالبة براتبو ،ألف الراتب يكوف مقابؿ العمؿ الفعمي ،ومف أجؿ
توضيح ىذه المسألة التي كثر بشأنيا الجدؿ صدر المنشور الوزاري المشترؾ رقـ 7ؾ خ بتاريخ 05أكتوبر 2004
والمتعمؽ بكيفيات إجراء الخصـ مف المرتبات نتيجة أياـ اإلضراب في قطاع المؤسسات واإلدارات العمومية ،وجاء
ليرسـ القاعدة أف أياـ اإلضراب ال تخوؿ الحؽ في أي راتب.
ينص الدستور عمى أنو " :يضمف القانوف حؽ العامؿ في الضماف االجتماعي"
يقصد بالحؽ في الحماية االجتماعية والتقاعد حسب المادة ( 33ؽ.أ.و.ع) الحماية ضد حوادث العمؿ و األمراض
المينية و التقاعد و التأميف ضد البطالة ،و يتمتع الموظؼ بالحؽ في التأميف اإلجتماعي سواء أثناء ممارستو لموظيفة
أو عند خروجو لمتقاعد لو و ألفراد أسرتو ،ففي حالة الوفاة يستفيد ذوي الحقوؽ مف التعويضات المتعمقة بالوفاة أو
المنح العائمية ىذه التأمينات تخضع لنصوص خاصة تنظميا منيا القانوف 11-83المؤرخ في 2يوليو 1983المعدؿ
والمتمـ ،والقانوف 13-83المؤرخ في 2يوليو 1983المعدؿ والمتمـ بحوادث العمؿ واألمراض المينية ،والقانوف -83
14المؤرخ في 2يوليو 1983المتعمؽ بالتزامات المكمفيف في مجاؿ الضماف االجتماعي المعدؿ والمتمـ ،والقانوف
07-88المؤرخ في 26يناير 1988المعدؿ والمتمـ المتعمؽ بالوقاية الصحية واألمف وطب العمؿ ،وىذه القوانيف
جميعيا واردة ضمف مقتضيات األمر 03-06بما يؤكد العالقة الوثيقة بينيا.
وبناءا عمى األحكاـ الواردة في التشريع االجتماعي فإف الموظؼ متى كاف عرضة لمرض أثناء مساره الوظيفي ،استفاد
مف التغطية االجتماعية المكفولة مف قبؿ المؤسسة المعنية والخاصة بالتأمينات االجتماعية والموظفة إذا استفادت مف
عطمة أمومة وانقطعت عف العمؿ لمدة استفادت ىي األخرى مف التغطية االجتماعية ،وذات األمر ينطبؽ في حاؿ
تعرض الموظؼ لحادث عمؿ ،واذا بمغ الموظؼ سف التقاعد واستوفى شروطو استفاد مف تغطية مكفولة مف قبؿ
مؤسسة مستقمة ىي الصندوؽ الوطني لمتقاعد ،فالحؽ في الضماف االجتماعي والحماية االجتماعية يمكف الموظؼ مف
االستفادة مف منحة تساعده عمى العيش الكريـ ،خاصة أف االنخراط في مؤسسات الضماف االجتماعي والتعاضديات
عممية إجبارية لجميع الموظفيف.
ال ترتبط حقوؽ الموظؼ بشخصو أو باعتباره مواطنا ،بؿ ترتبط بالوظيفة و تستمد وجودىا مف القانوف األساسي العاـ
لموظيفة العامة والقوانيف الخاصة.
تنص المادة 69مف الدستور عمى أنو " :يضمف القانوف في أثناء العمؿ الحؽ في الحماية ،األمف ،و النظافة " ،
لذلؾ لمموظؼ الحؽ في ممارسة عممو في ظروؼ تضمف لو الكرامة و الصحة و السالمة و الوقاية البدنية و المعنوية،
ألنو يمضي الساعات الطواؿ في موقع العمؿ ،مما يفرض أف تييأ لو ظروؼ معقولة ومواتية ألداء عممو بعيدا عف كؿ
المخاطر التي تمس بصحتو وسالمة بدنو وتحفظ كرامتو واعتباره المعنوي.
يترتب عمى حؽ الموظؼ في الحماية التزاـ اإلدارة بحمايتو مف كؿ ما يتعرض لو مف تيديد أو إىانة أو شتـ أو قذؼ
أو اعتداء مف أي طبيعة كاف أثناء ممارستو وظيفتو أو بمناسبتيا ،حيث يجب عمى الدولة حماية الموظؼ مما قد
يتعرض لو مف تيديد أو إىانة أو شتـ أو قذؼ أو اعتداء مف أي طبيعة كانت أثناء ممارسة وظيفتو أو بمناسبتيا و
يجب عمييا التعويض لفائدتو عف الضرر الذي قد يمحؽ بو .و تحؿ الدولة في ىذه الظروؼ محؿ الموظؼ لمحصوؿ
عمى تعويض مف مرتكب ىذه األفعاؿ كما تممؾ الدولة لنفس الغرض حؽ القياـ برفع دعوى مباشرة أماـ القضاء عف
طريؽ التأسيس كطرؼ مدني أماـ الجية القضائية المختصة.
وتتجمى ىذه الحماية في ضماف حؽ التعويض لجبر ضرر الموظؼ لذا عمى الموظؼ في حالة تعرضو ألي اعتداء
مف أي نوع سوى أف يبمغ رئيسو باالعتداء الذي وقع عميو حتى يتسنى لرئيسو مزاولة اإلجراءات القانونية ضد المعتدي،
ذلؾ أف ىذا االعتداء كيفما كاف شكمو ،يوجو في ظاىره لمموظؼ لكف في الحقيقة ىو موجو لمدولة التي يمثميا ويعمؿ
باسميا ولحسابيا.
إذا تعرض الموظؼ لمتابعة قضائية مف الغير بسبب خطأ في الخدمة و يجب عمى المؤسسة أو اإلدارة العمومية التي
ينتمي إلييا أف تحميو مف العقوبات المدنية التي تسمط عميو ما لـ ينسب إلى ىذا الموظؼ خطأ شخصي يعتبر
منفصال عف المياـ الموكمة لو.
ج) الحق في الخدمات االجتماعية :
يحؽ لمموظؼ االستفادة مف الخدمة االجتماعية ،وتشمؿ الخدمات االجتماعية جميع األعماؿ أو االنجازات التي تساىـ
في تحسيف وتطوير معيشة الموظفيف والعماؿ ماديا ومعنويا عف طريؽ تكممة الراتب ،وتكوف في شكؿ خدمات في
مجاؿ الصحة والسكف وبعض ضروريات المعيشة والثقافية والتسمية .وبصفة عامة جميع التدابير ذات الطابع
االجتماعي التي تستيدؼ الحياة اليومية لمموظؼ أو العامؿ وأسرتو لتمكينو مف تحسيف مردوده الوظيفي.
وينظـ ىياكؿ الخدمات االجتماعية و تمويميا المرسوـ رقـ ،179/82حيث يشرؼ عمى تسيير الشؤوف االجتماعية
عمى مستوى اإلدارات العمومية والمؤسسات لجنة خاصة تنشأ خصيصا ليذا الغرض لضماف تسيير خدمات اجتماعية
لصالح الموظفيف ،ومف أمثمة ذلؾ تنظيـ مخيمات صيفية ألبناء الموظفيف ،أو تأجير شقؽ في فترة الصيؼ ،أو تقديـ
مبالغ القتناء أجيزة حاسب آلي أو أجيزة كيرومنزلية ،أو تنظيـ زيارة لمبقاع المقدسة بعنواف عمرة ،أو تقديـ مساعدات
بمناسبة أعياد دينية أو دخوؿ مدرسي ،ويحتؿ ىذا الحؽ مكانة خاصة لدى الموظؼ ألنو يساىـ في تحسيف ظروفو
االجتماعية.
الراتب ىو المقابؿ المادي الذي يتمقاه الموظؼ نتيجة القياـ بأعباء وظيفتو فعميا مف المؤسسة أو اإلدارة العمومية التي
يمارس فييا ميامو ،فباستثناء الحاالت المنصوص عمييا صراحة في القانوف ال يمكف لمموظؼ ،ميما تكف رتبتو ،أف
يتقاضى راتبا عف فترة لـ يعمؿ خالليا ،ويعاقب عمى كؿ غياب غير مبرر عف العمؿ بخصـ مف الراتب يتناسب مع
مدة الغياب ،وذلؾ دوف المساس بالعقوبات التأديبية المنصوص عمييا في ىذا القانوف األساسي.
و لما كانت طبيعة عالقة الموظؼ بالدولة وىي عالقة الئحية فمرتب الموظؼ تحدده القوانيف والموائح بصفة عامة
وموضوعية فال تممؾ جية اإلدارة الزيادة في الراتب أو اإلنقاص منو أو منح موظفيف رواتب معينة تختمؼ عف
نظرائيـ ،كما ال يممؾ الموظؼ أف يفرض راتب معيف وجب أف يدفع إليو ميما كاف مؤىمو ،فتحديد الرواتب مسألة تنفرد
بيا النصوص الخاصة وتضبط بناءا عمى اعتبارات عديدة موضوعية تتعمؽ بنوع وطبيعة الوظيفة التي يتوالىا
الموظؼ ،وىو بيذا المعنى حؽ لمموظؼ يحدد بموجب التشريعات الوظيفية في إطار ما يسمى "سمـ الرواتب" وليس
بقرار مف اإلدارة بصورة تختمؼ مف موظؼ إلى اآلخر .
يتـ تصنيؼ الراتب طبقا لممادة 8مف األمر رقـ 03-06عمى حسب مستوى التأىيؿ المطموب كما ىو مثبت
بالمؤىالت والشيادات التي تتوج عف مختمؼ دورات التكويف.
واألصؿ أف يتـ منح جميع الموظفيف الذيف يشغموف نفس الفئة الوظيفية والدرجة نفس الراتب ،نتيجة الطابع التوحيدي
والتجريدي والموضوعي فال يصح التمييز بيف فئة الموظفيف في البمد الواحد بيف منطقة وأخرى إف اتحدت مؤىالتيـ
ورتبيـ ،وال شؾ أف الطابع التوحيدي لمرواتب وفرض شبكة واحدة تسري عمى كؿ الموظفيف و إف كاف يكرس مبدأ
المساواة في مجاؿ الوظيفة العامة ،فيو يتعارض مع حرص الدولة عمى بموغ أعمى مستوى مف الفاعمية في سير
المرافؽ العامة ،ألف تحديد قيمة المرتب بصفة مسبقة دوف األخذ بعيف االعتبار الجيود المبذولة وكذا مستوى اإلخالص
والتفاني الذي قد يتميز بو الموظؼ المستفيد ال يساعد عمى تنمية روح المبادرة والمسؤولية غير أف ىذا التعارض يمكف
تجاوزه مف خالؿ أنظمة التعويضات و المنح و المكافآت ،حيث يتكوف راتب الموظؼ العمومي مف :
الراتب الرئيسي :يتـ تحديد الراتب الرئيسي لمموظؼ مف خالؿ الرقـ االستداللي لمرتبة مضاؼ إليو الرقـ االستداللي
المرتبط بالدرجة المتحصؿ عمييا و تكوف القيمة المالية لمراتب الرئيسي حاصؿ ضرب الرقـ االستداللي في قيمة النقطة
االستداللية ،ىذه األخيرة يتـ ضبط قيمتيا و معايير تطورىا بموجب مرسوـ رئاسي.
العال وات :تيدؼ العالوات لتشجيع الموظؼ عمى رفع مردوديتو و تحسيف أدائو ،فيي مبمغ مف الماؿ يضاؼ إلى
الراتب األساسي لمموظؼ ألسباب معينة وفؽ شروط حددىا القانوف فتزداد بيا تمؾ الرواتب.
التعويضات :التعويضات تدفع لمموظؼ العمومية مقابؿ التبعات الخاصة المرتبطة بطبيعة النشاطات والمتعمقة بمكاف
ممارسة النشاطات و الظروؼ الخاصة بالعمؿ.
المنح ذات الطابع العائمي :و ىذه تختمؼ بحسب الحالة العائمية لمموظؼ و في كؿ األحواؿ فإف تأسيس كؿ منحة أو
تعويض يتـ بواسطة مرسوـ.
مع العمـ أف راتب األعواف المتعاقديف يخضع أيضا ؿلمرسوـ الرئاسي ،ويحتسب الراتب بنسبة ساعات العمؿ المنجزة إذا
كاف العوف المتعاقد يمارس عممو بالتوقيت الجزئي ،و إذا كانت مدة العقد تشمؿ عمى جزء مف الشير ،يدفع راتب ىذه
الفترة بالتناسب مع عدد أياـ العمؿ ،ىو يشتمؿ راتب العوف المتعاقد عمى:
الراتب األساسي :الناتج عف حاصؿ ضرب الرقـ االستداللي القاعدي المطابؽ لصنؼ تصنيؼ منصب الشغؿ في قيمة
النقطة االستداللية المحددة بموجب المرسوـ الرئاسي.
تعويض الخبرة المينية :تعويض الخبرة المينية التي تحتسب بنسبة % 1,40مف الراتب األساسي عف كؿ سنة مف
النشاط في المؤسسات و اإلدارات العمومية و نسبة % 0,70عف كؿ سنة مف الممارسة في قطاعات النشاط األخرى
،في حدود أقصاىا % 60مف الراتب األساسي ،وعند االقتضاء كؿ عالوة أو تعويض يحدداف عف طريؽ التنظيـ.
تعويضات مقابل المصاريف التي ينفقونيا بمناسبة ممارسة نشاطيم والمنح ذات الطابع العائمي.
نصت المادة 38مف( ؽ.أ.و.ع) عمى " :الحؽ في تحسيف المستوى والترقية في الرتبة" ،والترقية ىي األداة القانونية
لمتدرج الوظيفي لمموظؼ في مساره الوظيفي ،إذ يقصد بالترقية صدور قرار مف الجية المخولة تكشؼ بموجبو عف نقؿ
الموظؼ مف رتبة دنيا إلى رتبة أعمى وتقمد وظائؼ نوعية ذات مستوى أعمى في السمطة و المسؤولية وذلؾ بعد
استيفاءه لشروط شغؿ الوظيفة المراد الترقية إلييا ،فالترقية تعتبر مف المزايا اليامة التي يحصؿ عمييا الموظؼ و
أكثرىا أث ار في تحسيف مركزه مف الناحيتيف المادية و األدبية ،فيي تؤدي الترقية إلى زيادة راتب الموظؼ ،كما يترتب
عمى الترقية صعود الموظؼ في السمـ الوظيفي لمجياز اإلداري الذي يتبع لو و تولي وظائؼ جديدة في سمطتيا
ومسؤوليتيا فتتغير واجباتو وتزداد سعة وخطورة وأىمية نتيجة تزايد سمطتو األدبية واإلشرافية إضافة إلى تمتعو بحرية
أكبر مف ذي قبؿ فتقؿ عنو الرقابة التي كانت تمارس عميو.
ولقد اعتبر القانوف الترقية مف أىـ حقوؽ الموظؼ ،و ميز بيف الترقية في الدرجات التي تتـ بصفة مستمرة و تعتمد
عمى األقدمية و ترؾ تنظيـ أحكاميا لمتنظيـ ،والترقية في الرتبة التي أساسيا معيار الجدارة التي تثبت إما بالحصوؿ
عمى الشيادة أو المؤىؿ المطموب ،أو بعد تكويف متخصص ،أو عف طريؽ امتحاف أو فحص مينييف ،أو عمى سبيؿ
االختيار عف طريؽ التسجيؿ في قائمة التأىيؿ.
يعني أسموب الترقية باألقدمية أف يكوف لمموظؼ الذي أمضى في وظيفتو الحالية فترة زمنية أطوؿ مف تمؾ التي
أمضاىا غيره أولوية الترقية إلى الوظيفة الشاغرة األعمى ،دوف اعتبار آخر ،ويتميز ىذا األسموب بالبساطة والوضوح
في التطبيؽ ،ألنو يستند إلى واقعة ظاىرة ال يمكف االختالؼ بشأنيا أوالتشكيؾ فييا وىي مدة خدمة الموظؼ وفقا
لترتيبو في كشوؼ األقدمية التي تعدىا اإلدارة مما يساعد عمى بث روح االطمئناف في نفوس الموظفيف عمى أساس أف
الترقية سوؼ تدرؾ كؿ موظؼ عندما يأتي دوره ،و أف كؿ موظؼ يعرؼ دوره في الترقية ومتى سيكوف فيذا األسموب
لو ميزة العدالة المطمقة بيف الموظفيف ألنو متى خمت درجة أو أكثر في اإلدارة فسيرقى إلييا أقدـ الموظفيف شاغموا
الدرجة السفمى ،فالكؿ سيعمو الشعور بالعدالة والطمأنينة والمساواة وسينغمؽ باب المحسوبية واستغالؿ النفوذ.
و يؤخذ عمى ىذا األسموب أف االستقرار واالطمئناف التاـ عمى مستقبؿ الترقية قد يؤدي إلى نشر روح الكسؿ والخموؿ
بيف أوساط الموظفيف كما يقتؿ لدييـ روح المبادرة واالبتكار فيتساوى في ذلؾ الموظؼ المجد بالموظؼ الكسوؿ مما يعد
نوعا مف الظمـ ومخالفا لمعدالة.
كما أف ىذا األسموب ال يحفز الموظؼ لتقديـ مواىبو واإلفصاح عف مؤىالتو وقدراتو و مرد ذلؾ قناعتو بأف الترقية
قادمة ال محالة وأنيا مجرد مسألة وقت فيغمؽ بذلؾ الطريؽ عمى الكفاءات الممتازة التي يمكف أف تؤدي خدمات جميمة
لإلدارة لو أسرعت الخطى قميال في السمـ اإلداري بؿ قد يحوؿ دوف ظيور كفاءات تساىـ في رقي اإلدارة وتقدميا.
ولقد أخذ (ؽ.أ.و.ع) بمعيار األقدمية لمترقية في الترقية في الدرجات ،و اعتبر أف الترقية في الدرجة تجسيد
لتثميف الخبرة المينية التي اكتسبيا الموظؼ ،باإلنتقاؿ مف درجة إلى درجة أعمى منيا مباشرة بصفة مستمرة في حدود
12درجة حسب مدة تتراوح بيف 30و 42سنة ،وتحدد األقدمية المطموبة لمترقية في كؿ درجة بثالث مدد ترقية عمى
األكثر دنيا و متوسطة و قصوى طبقا لمجدوؿ التالي:
3سنوات و 6اشير 3سنوات سنتاف و 6اشير مف درجة إلى درجة أعمى منيا مباشرة
و تجب اإلشارة إلى أف الموظؼ المنتدب أو الموجود في وضعية القياـ بالخدمة الوطنية يستفيد مف الترقية في الدرجة
عمى عكس الموظؼ الموجود في وضعية خارج اإلطار أو في حالة االستيداع.
كما يرقى الموظفوف الذيف خضعوا إلى دورة تكوينية بغرض تحسيف المستوى وتجديد المعمومات بالجزائر أو خارجيا
لمدة 9أشير أو تفوؽ ،وىذا طبقا لما جاء في المادة 27مف المرسوـ رقـ 92-96المؤرخ في 03مارس 1996
المتعمؽ بتكويف الموظفيف وتحسيف مستواىـ تجديد معموماتيـ.
نص المرسوـ رقـ 199-72المؤرخ في 5أكتوبر 1972الصادر في الجريدة الرسمية رقـ 06المؤرخة في
.1972/10/27
والمرسوـ التنفيذي رقـ 28-95المؤرخ في 12جانفي 1995الصادر في الجريدة الرسمية رقـ 04المؤرخة في
1995/01/29المعدؿ بالمرسوـ الرئاسي رقـ 210-13المؤرخ في 2013/06/09الصادر في الجريدة الرسمية رقـ
31بتاريخ .2013/06/16
والمرسوـ التنفيذي رقـ 300-95المؤرخ في 4أكتوبر ،1995الصادر في الجريدة الرسمية رقـ 58المؤرخة في
1995/10/08المعدؿ بالمرسوـ التنفيذي رقـ 211-13المؤرخ في 2013/06/09الصادر في الجريدة الرسمية رقـ
31المؤرخة في ،2013/06/16عمى منح امتيازات خاصة بالموظفيف الذيف يمارسوف مياميـ في بعض مناطؽ
التراب الوطني ،حيث يستفيدوف مف تخفيض في األقدمية لاللتحاؽ برتبة أعمى بالمنصب العالي والترقية في الدرجة
وىذه االمتيازات تتراوح بيف شيريف و 6أشير حسب المنطقة.
يرتكز أسموب الترقية عمى أساس كفاءة وجدارة الموظؼ دوف غيرىا و ذلؾ مف خالؿ انتياج الموضوعية في ترقية
الموظفيف عمى أسس محددة و معروفة تطبؽ عمى جميع المتنافسيف دوف تمييز مف أجؿ ذلؾ ظير معيار الترقية بناءا
عمى الكفاءة ،والترقية بناءا عمى شيادة ،والترقية عمى إثر المشاركة في عممية تدريب نظمتيا جية اإلدارة و مف مزايا
ىذا األسموب أنو يؤدي إلى شغؿ الوظائؼ بأكفأ الموظفيف ،و يفتح المجاؿ واسعا أماـ الموظفيف الممتازيف لتقميد
المناصب القيادية.
و لقد اعتمد القانوف األساسي لموظيفة العامة عمى معيار الكفاءة والجدارة في الترقية في الرتبة ،حيث جمع بيف حؽ
الموظؼ في التكويف و تحسيف المستوى بحقو في الترقية في الرتبة في نص المادة 38منو.
ويقصد بالترقية في الرتبة انتقاؿ الموظؼ مف وظيفة تتميز عف الوظيفة السابقة بمسؤوليات وواجبات أكبر وفي المقابؿ
راتب وتعويضات مالية أعمى مقارنة بالوظيفة السابقة إذا توفرت في الموظؼ العمومي مجموعة مف الشروط حددتيا
القوانيف فطبعا ينجـ عف الترقية في الرتبة تغيير في مياـ وواجبات الموظؼ بما يفرضو الوضع الجديد ،ويقابميا زيادة
في الراتب ،تحدد النسب المخصصة لمختمؼ أنماط الترقية في الرتبة في القوانيف األساسية الخاصة و في حدود
المناصب المالية المتوفرة ،و تتـ الترقية في الدرجة وفقا لممعايير التالية:
تتـ الترقية عمى أساس الشيادة مف بيف الموظفيف الذيف تحصموا خالؿ مسارىـ الميني عمى الشيادات والمؤىالت
المطموبة بعد توظيفيـ األولي حيث يمكنيـ بعد ذلؾ االلتحاؽ بالرتبة أعمى مف رتبتيـ األصمية في حدود المناصب
الشاغرة المتخصصة لتوظيؼ الخارجي ،وىذا ما جاء بو المنشور 1710المؤرخ في 05نوفمبر 1996المتعمؽ
بتعييف الموظفيف في رتبة أعمى.
نصت المادة 2مف المرسوـ رقـ 92-96المتعمؽ بتكويف الموظفيف وتحسيف مستواىـ وتجديد معموماتيـ عمى الترقية
في الرتبة بعد تكويف متخصص ،وبعد انتياء دورة التكويف المتخصص ،تقوـ اإلدارة والمعيد الذي نظـ الدورة التكوينية
لمموظفيف بإعداد محضر يمضي عميو مف طرؼ مدير المعيد ومسؤوؿ عف اإلدارة المعنية وعمى إثر ىذا المحضر يتـ
ترقية الموظفيف الناجحيف في التكويف إلى رتبة أعمى ،ويتـ تعييف الموظفيف المستفيديف مف الترقية بق اررات فردية.
تتـ ترقية الموظفيف عف طريؽ االمتحاف الميني ،الموظفيف الذيف يثبتوف أقدمية تتراوح مف بيف 5سنوات و 7سنوات
حسب السمؾ أو الرتبة ،والقوانيف األساسية الخاصة ،حيث تفتح اإلدارة أو المؤسسة المعنية االمتحانات المينية بقرار أو
مقرر مف طرؼ السمطة التي ليا صالحية التعييف ،يتـ إشيار قائمة الموظفيف المستوفيف الشروط القانونية داخؿ
اإلدارة ،وتبميغ الموظفيف المعنييف خالؿ 10أياـ بالتأكيد مشاركتيـ .ثـ يتـ استقباؿ طمبات المترشحيف بعد ذلؾ دراسة
ممفات المترشحيف مف طرؼ المجنة التقنية ،طعوف المترشحيف ،تستدعي اإلدارة أو المؤسسة المعنية المترشحيف إلجراء
االمتحاف الميني ،يتـ اإلعالف عف الناجحيف بعد المداولة عمى النتائج النيائية واعداد محضر قائمة الناجحيف نيائيا
مف قبؿ اإلدارة المعنية .وبعد اإلجراءات التنظيمية ،يتـ إعداد مشاريع ق اررات أو مقررات الترقية ترسيـ وترتيب
الموظفيف المعنييف باألمر.
الترقية باالختيار :
أما الترقية باالختيار أو عمى أساس الكفاءة فإنيا تمنح الرئيس اإلداري حرية اختيار أكفأ الموظفيف لتولي الوظائؼ
الشاغرة ذات المستوى األعمى ،فيي ال تعتمد عمى أقدمية الموظؼ بقدر ما تعتمد عمى اجتياده وتفانيو وكفاءتو في
العمؿ حيث يكوف لمجية اإلدارية قدر كبير مف السمطة التقديرية في االختيار ،فمتى خمت وظيفة مف درجة أعمى
تختار اإلدارة إلييا أكفأ الموظفيف في الدرجة األدنى ،دوف نظر ألقدميتيـ أي حتى ولو كاف مف اختارتو أحدث
الموظفيف.
ليذا المعيار حسنات كثيرة أىميا أنو يشجع الموظفيف عمى بذؿ أقصى جيد ويدفعيـ لإلجادة والتفاني لمحصوؿ عمى
الترقية بكؿ ما تنطوي عميو مف امتيازات مادية ومعنوية ،رغـ أنيـ ليسوا األقدـ مف زمالئيـ وذلؾ ألف الموظؼ عندما
يتأكد مف أف ترقيتو تتوقؼ إلى حد كبير عمى ميارتو وكفاءتو سيبذؿ قصارى جيده ويتفانى في العمؿ ليحظى بالترقية
مما ينعكس بآثار إيجابية عمى اإلدارة التي يعمؿ فييا الموظؼ ويحقؽ استفادتيا مف الكفاءات خاصة الشابة.
و مع ذلؾ يمكف أف يكوف ليذا المعيار االختيار في الترقية جوانب سمبية إذ قد يفتح ىذا األسموب المجاؿ لممحسوبية
والواسطة والمجاممة فتتـ ترقية األحدث عمى حساب األقدـ مما يؤدي إلى عدـ االستقرار بيف الموظفيف وشيوع روح
التذمر بينيـ كما يرى البعض أف ىذا األسموب قد يؤدي بالجية اإلدارية لمتعسؼ في استعماؿ السمطة واالنحراؼ بيا،
لكف ذلؾ مردود ألف السمطة اإلدارية تمارس سمطتيا تحت رقابة القضاء.
و لقد كرس (ؽ.أ.ع.و) في المادة 107فقرة 5منو معيار الترقية عمى أساس االختيار في الترقية في الرتبة ،عمى
سبيؿ االختيار عف طريؽ التسجيؿ في قائمة التأىيؿ بعد اخذ رأي المجنة المتساوية األعضاء مف بيف الموظفيف الذيف
يثبتوف األقدمية المطموبة ،غير أنو ال يستفيد الموظؼ مف الترقية عف طريؽ التسجيؿ في قائمة التأىيؿ مرتيف
متتاليتيف ،وتخضع الترقية عمى سبيؿ االختيار لمعيار األقدمية في الرتبة ومعدؿ النقاط السنوية والنسب المئوية
الخاصة بعدد المناصب المفتوحة ،تتوقؼ كؿ ترقية مف فوج إلى فوج أعمى مباشرة عمى متابعة تكويف مسبؽ منصوص
عمييا في القوانيف األساسية الخاصة أو الحصوؿ عمى الشيادة المطموبة.
حددت التعميمة 86المؤرخة في 10مارس 2001كيفية إعداد قوائـ التأىيؿ لاللتحاؽ برتبة أعمى عمى معايير أساسية
وموضوعية تتمثؿ في األقدمية المكتسبة في الرتبة األصمية ،و يمكف أخذ بعيف االعتبار األقدمية العامة ومعدؿ النقاط
خالؿ 5سنوات األخيرة ،وشغؿ منصب عالي والذي يشكؿ أيضا معيار امتياز ،ودورات التكويف وتحسيف المستوى،
ودراسات أو أشغاؿ بحث منجزة مف طرؼ المعني ،فيأخذ بعيف االعتبار.
إضافة إلى ىذه المعايير ىناؾ معايير أخرى يمكف أف تأخذ بعيف االعتبار مف طرؼ المجنة اإلدارية المتساوية
األعضاء وىي المميزات والتأىيؿ الميني ،وروح المبادرة ،والمياقة البدنية ،واالنضباط ،والوضعية االجتماعية.
وال يخضع الموظؼ الذي استفاد مف ترقية حسب الحاالت المذكورة لتربص طبقا لممادة 108مف األمر ،03-06ومف
المؤكد أف المشرع أخذ بعيف االعتبار أقدمية الموظؼ حيث شفعت لو وىو يستفيد مف االنتقاؿ مف رتبة إلى أخرى
فكانت مبر ار إلعفائو مف التربص الذي يقتصر كأصؿ عاـ عمى الموظؼ حديث االلتحاؽ بالوظيفة ،وىذا حافز معنوي
ومبرر مقبوؿ مف شأنو تكريس فكرة االستقرار الوظيفي وبعث قدر مف االطمئناف لدى فئة الموظفيف العمومييف ،ذلؾ
أنو وفي غياب ىذا االمتياز ال يعقؿ إخضاع الموظؼ بعد ثبوت عممو لسنوات لمدة تربص أخرى قد تيدد وضعو ألف
اإلدارة تممؾ في حاالت التربص تأجيؿ الترسيـ أو اإلعالف عف تسريح الموظؼ ،وىذا وضع ال يمكف قبولو بالنسبة
لمف ساىموا ولسنوات في خدمة إدارة معينة.
يعيف الموظؼ في الوظيفة العامة بالنظر لممؤىؿ الذي كاف يحممو والمعمومات المحددة في زمف معيف ،لذلؾ مف
المطموب تنميتيا وتطويرىا بيف الفترة واألخرى الكتساب ميارات جديدة ومعمومات معمقة في شؤوف ليا عالقة وطيدة
بوظيفتو ،تمكنو مف التأقمـ مع منصب عممو وتؤدي بو إلى ثقة أكبر في النفس ،ورغـ أف التكويف يعتبر حاف از معنويا
وماديا لمموظؼ تضمف لمموظؼ الترقية المينية وتحسيف المستوى غير أنو ال يعتبر واجبا عميو ،فال يمكف جبر
الموظؼ عمى القياـ بالدورات التكوينية التي تبرمجيا اإلدارة.
وبما أف التكويف و تحسيف المستوى حؽ مف حقوؽ الموظؼ ،فإنو يسعى إليو مف تمقاء نفسو مف خالؿ االستفادة مف
الغيابات المقررة قانونا بالمشاركة في الممتقيات و األياـ الدراسية الوطنية والدولية أو متابعة دراستو في حدود 04
ساعات أسبوعيا.
أويشارؾ في دورات التكويف و تحسيف المستوى التي تنظميا اإلدارة بصفة دائمة بيدؼ ضماف تحسيف تأىيؿ الموظؼ
و ترقيتو المينية و تأىيمو لمياـ جديدة ،و يخضع االلتحاؽ بالتكويف و تحسيف المستوى و كيفياتو و مدتو و واجبات
الموظؼ و حقوقو أثناء التكويف إلى نصوص تنظيمية بموجب المرسوـ التنفيذي رقـ 92_96المعدؿ و المتمـ.
و نظ ار ألىمية التكويف و تحسيف المستوى بالنسبة لمردودية العمؿ بالنسبة لإلدارة المستخدمة فيمكف أف يستفيد األعواف
الخاضعوف إلى نظاـ التعاقد مف عمميات تحسيف المستوى أو تجديد المعارؼ التي تبادر بيا اإلدارة.
يعتبر حؽ الدفاع مف الضمانات األساسية الواجب توفرىا في المحاكمات التأديبية والتي يترتب عمى إغفاليا بطالف
القرار التأديبي حتى لو لـ يرد عميو نص في التشريع باعتباره مف المبادئ العامة ومف الحقوؽ الطبيعية لإلنساف ،و
يتمثؿ في تمكيف الموظؼ المتيـ مف الرد عمى ما ىو منسوب إليو مف اتياـ بالوسائؿ المشروعة الممكنة:
)1المواجية:
إجراء جوىري مؤداه إحاطة الموظؼ عمما بالتصرفات واألخطاء المنسوبة إليو واألدلة التي تؤيد وقوعيا ونسبتيا إليو،
بأسئمة صريحة ومباشرة تحمؿ معنى االتياـ مع إظيار نية اإلدارة في معاقبتو تأديبيا بعد التأكد مف ثبوت مسؤوليتو،
حتى يكوف عمى دراية بخطورة موقفو فينشط لمدفاع عف نفسو و عميو فإف المواجية تعني أمريف أساسييف ىما إخطار
الموظؼ بما ىو منسوب إليو مف مخالفات و تمكينو مف اإلطالع عمى الممؼ ،و لقد كرس (ؽ.أ.و.ع) حؽ الموظؼ
في اإلطالع عمى ممفو الشخصي وجميع الوثائؽ التي يتضمنيا والتيمة المنسوبة إليو في نص المادة (ـ 167
ؽ.أ.و.ع).
)2منح أجل لمموظف لمتحضير دفاعو:
يقتضي حؽ الدفاع منح الموظؼ أجال مناسبا لتحضير دفاعو وتقديـ مستنداتو وشيود النفي وكؿ ما مف شأنو أف
يب أر ساحتو مف التيمة المسندة إليو ويكوف ىذا الدفاع كتابة أو شفاىة بحرية تامة دوف أي تأثير مادي أو معنوي
يمكف أف يعوقو عف ذلؾ ،ولقد منح (ؽ.أ.و.ع) لمموظؼ أجؿ 15يوما ليتمكف مف تحضير دفاعو(ـ 167
ؽ.أ.و.ع)
)3االستعانة بمدافع:
يمارس الموظؼ حقو في الدفاع بنفسو أو عف طريؽ محاميو ،حيث يجب السماح لمموظؼ باصطحاب محاـ لمدفاع
عنو إذا لـ يكف يحسف الدفاع عف نفسو إلظيار دالئؿ براءتو أو أسباب إعفائو مف المسؤولية أو تخفيضيا ،و لقد نص
(ؽ.أ.و.ع) عمى حؽ الموظؼ في االستعانة بمدافع عنو يختاره شخصيا و طمب حضور شيود لمدفاع عمى مصالحو و
كذلؾ الحؽ في تقديـ دفاعو أو مالحظاتو الشفيية أو المكتوبة في نص المادة 168منو.
ورغـ االعتراؼ لمموظؼ بحؽ الدفاع فإف ممارسة ىذا الحؽ يجب أف ال تتجاوزه إلى سموؾ ينطوي عمى تحدي لرؤسائو
أو تطاوؿ عمييـ ،فبذلؾ يكوف قد ارتكب خطا إداري يتمثؿ في اإلخالؿ بواجبات الوظيفة و الخروج مف مقتضياتيا .
لـ يعتبر القانوف تحديد مدة العمؿ مف حقوؽ الموظؼ رغـ أنو قاـ بتنظيميا أحكاميا في المواد مف 186إلى (190
ؽ.أ.و.ع) عمى خالؼ العطؿ و أياـ الراحة التي اعتبرىا مف حقوقو ،لكف لو نظرنا مف زاوية كوف تحديد مدة العمؿ
مف شأنو أف يمنع تعسؼ اإلدارة مف استدعائو و تسخيره لمخدمة دوف قيد زمني ،يصبح تحديد مدة العمؿ وفؽ رزنامة
زمنية معينة يحددىا القانوف حقا مف حقوقو إذ ال يمكف أف يعمؿ دوف توقؼ ،و كذا قيدا عميو ألنو خالؿ ىذه المدة
يجب أف يمارس المياـ المنوطة بو.
وتحدد المدة القانونية لمعمؿ في المؤسسات و اإلدارات العمومية طبقا لتشريع المعموؿ بو ،مع إمكانية تقميصيا بالنسبة
لمموظفيف الذيف يقوموف بنشاطات متعبة جدا أو خطيرة وقفا لمكيفيات التي تحددىا النصوص التنظيمية ،كما ىو الشأف
بالنسبة لمعماؿ المذيف يشغموف مياـ تتميز بنسبة كبيرة منيا بالصعوبة الذىنية أو الجسمانية أو بنوع مف الخطورة أو تمؾ
الضارة بالصحة وكذلؾ بالنسبة لمعماؿ والعامميف في بعض مناطؽ الجنوب وفي المناطؽ المعزولة أو النائية.
وبشأف النصوص الخاصة صدر األمر 03-97المؤرخ في 11يناير 1997يحدد المدة القانونية لمعمؿ ،حيث جاء
في المادة 2منو أف المدة األسبوعية لمعمؿ ىي 40ساعة في الظروؼ العادية توزع عمى خمسة أياـ عمى األقؿ.
كما نص المرسوـ التنفيذي 59/97عمى أف تؤدى ساعات العمؿ خالؿ األسبوع حسب نظاـ الدواـ المستمر ،موزعة
عمى خمسة أياـ عمؿ في ظروؼ العمؿ العادية ،مف األحد إلى الخميس ومف الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة
الثانية عشر ،ثـ مف الواحدة بعد الزواؿ إلى الساعة الرابعة و النصؼ بحيث تخصص ساعة واحدة لالستراحة ،بينما
تنظيـ ساعات العمؿ في كؿ مف واليات أدرار و تامنغست و إليزي و تندوؼ و بشار و ورقمة و غرداية و األغواط و
بسكرة و الوادي ،تحدد ساعات العمؿ فييا في الفترة الممتدة مف أوؿ يونيو إلى 30سبتمبر مف الساعة السابعة إلى
الساعة الثانية عشر و مف الساعة الثانية عشر إلى الساعة الثالثة بعد الزواؿ.
كما يمكف لإلدارة مطالبة الموظفيف المنتميف لبعض األسالؾ بتأدية مياميـ ليال بيف الساعة التاسعة ليال ( )21:00و
الساعة الخامسة صباحا ( )5:00و ذلؾ نظ ار لخصوصية المصمحة و وفقا لشروط تحديدىا القوانيف األساسية ،و
يمكنيا عند الضرورة القصوى لممصمحة و بصفة استثنائية دعوة الموظفيف لتأدية ساعات عمؿ إضافية شريطة مراعاة
مدة العمؿ اليومية القصوى المنصوص عمييا في التشريع المعموؿ بو دوف أف تتعدى بأية حاؿ نسبة % 20مف المدة
القانونية .
يتـ تحديد شروط العمؿ الميمي وكيفيات المجوء إلى الساعات اإلضافية و كذا الحقوؽ المرتبطة بيا عف طريؽ التنظيـ .
تعترؼ المادة 39مف ( ؽ.أ.و.ع) لمموظؼ بالحؽ في ثالث عطؿ و ىي العطؿ العادية و تظـ العطؿ األسبوعية و
السنوية ،و العطؿ العامة تظـ العطؿ الوطنية و الدينية و الدولية ،و العطؿ االستثنائية التي حصرىا المشرع في عدة
حاالت و ىي تخص كؿ موظؼ عمى حدا ،حيث تقتضي المصمحة العامة منح الموظؼ فترة مف الراحة لتجديد نشاطو
فضال عف أف ظروفا مرضية اجتماعية أو عممية تجعمو في حاجة لمحصوؿ عمى إجازة ،ولقد راعى المشرع كؿ ىذه
االعتبارات.
الراحة األسبوعية :لمموظؼ بالحؽ في يوـ كامؿ لمراحة أسبوعيا و العطؿ المدفوعة األجر ،التي يمكف لإلدارة تأجيميما
إذا اقتضت ضرورة المصمحة ذلؾ و تعويضيا بأياـ راحة تعويضية لنفس المدة ،كما يمكف لمموظفيف الذيف يعمموف في
بعض المناطؽ مف التراب الوطني ال سيما واليات الجنوب و كذا الذيف يعمموف في الخارج في بعض المناطؽ
الجغرافية االستفادة مف عطؿ إضافية.
العطل السنوية :لكؿ موظؼ في حالة نشاط الحؽ في عطمة سنوية مدفوعة األجر والغاية منيا السماح لمموظفيف
بالراحة قصد الحفاظ عمى صحتيـ وتقوية قدرتيـ عمى العمؿ مف جديد.
و لقد أعترؼ القانوف بمنح العطؿ السنوية عمى أساس العمؿ المؤدى ،خالؿ المرجعية التي تمتد مف أوؿ جويمية مف
السنة السابقة لمعطمة إلى 30جواف مف سنة العطمة ،و بالنسبة لمموظفيف حديثي العيد بالتوظيؼ تحسب العطمة
السنوية بحصة نسبية توافؽ فترة العمؿ المؤدا عمى أنيا المدفوعة األجر عمى أساس يوميف و نصؼ اليوـ في الشير
الواحد مف العمؿ دوف أف تتجاوز المدة الكاممة 30يوما في السنة الواحدة لمعمؿ ،كؿ فترة تساوي 24يوما أو أربعة
أسابيع عمؿ تعادؿ شير عمؿ عند تحديد مدة العطمة السنوية المدفوعة األجر ،و تعتبر كؿ فترة عمؿ تتعدى 15يوـ
معادلة لشير مف العمؿ بالنسبة لمموظفيف حديثي العيد بالتوظيؼ ،مع احتساب كؿ مف فترة العمؿ الفعمي ،فترة العطمة
السنوية ،فترات الغيابات المرخص بيا مف قبؿ اإلدارة ،فترات الراحة القانونية ،فترات عطمة األمومة أو المرض أو
حوادث العمؿ ،فترات اإلبقاء في الخدمة الوطنية أو التجنيد ثانية باعتبارىا فترات عمؿ في احتساب مدة العطمة
السنوية.
و تخوؿ العطؿ المرضية لإلدارة أف تقوـ بإجراء مراقبة طبية إذا ما اعتبرت ذلؾ ضروريا ،و توقؼ العطمة السنوية إثر
وقوع مرض أو حادث مبرر ،حيث يستفيد الموظؼ ىذه الحالة مف عطمة المرضية و مف الحقوؽ المرتبطة بيا ،دوف
أف تتجاوز مدة العطمة المرضية الطويمة األمد أكثر مف شير واحد كعطمة سنوية .
ويمنع القانوف اإلدارة مف تعويض العطمة السنوية براتب في أي حاؿ مف األحواؿ ,أو تأجيميا مف سنة إلى أخرى إال
لضرورة المصمحة حيث يمكنيا جدولتيا أو تأجيميا في حدود سنتيف ،و ألجؿ ضرورة المصمحة الممحة أيضا سمح ليا
القانوف باستدعاء الموظؼ المتواجد في عطمة لمباشرة نشاطاتو ،غير أنو ال يمكنيا في كؿ األحواؿ و تحت أي ظرؼ
إنياء عالقة العمؿ أو إيقافيا ا ثناء العطمة السنوية.
إف أحكاـ المواد مف 191إلى 193و مف 194إلى ( 205ؽ.أ.و.ع) المتعمقة بالعطؿ و أياـ الراحة تسري عمى
األعواف المتعاقديف حيث يستفيدوف مف بأياـ الراحة و مف عطمة السنوية مدفوعة األجر طبقا لممادة 46مف المرسوـ
308/07عمى النحو السابؽ بيانو ،و يمنع تأجيؿ العطمة السنوية أو جزء منيا مف سنة إلى أخرى ،غير أنو يمكف
لإلدارة فيما يخص األعواف الموظفيف بموجب عقد غير محدد المدة إذا اقتضت ضرورات المصمحة ذلؾ ،أف ترتب
العطمة السنوية أو تؤجميا أو تجزئيا في حدود أقصاىا سنتاف (.)2
الحق في الغيابات:
نص القانوف عمى إمكانية استفادة الموظؼ (المادة ( 215ؽ.أ.و.ع)) أو العوف المتعاقد ( المادة 49مف المرسوـ
)308/07مف غيابات عف العمؿ بعد موافقة اإلدارة غير مدفوعة األجر ألسباب الضرورة المبررة قانونا لمدة ال
تتجاوز 10أياـ في السنة.
و إذا كاف األصؿ أنو ال يمكف لمموظؼ ميما كانت رتبتو أف يتقاضى راتبا عف فترة لـ يعمؿ خالليا ألف الراتب يكوف
مقابؿ العمؿ الفعمي ،بؿ يعترؼ القانوف لإلدارة بسمطة توقيع العقوبات التأديبية عف كؿ غياب غير مبرر عف العمؿ و
كذلؾ بخصـ مف الراتب يتناسب مع مدة الغياب ،فإنو يمكف الموظؼ استثناءا االستفادة مف مرتبو خالؿ فترة غيابو
متى التزـ بتقديـ تبرير مسبؽ يثبت توفر إحدى الحاالت التالية:
_ المشاركة في دورات المجالس التي تمارس فييا عيدة انتخابية إذا لـ يكف في وضعية إنتداب.
_ أداء مياـ مرتبطة بالتمثيؿ النقابي أو المشاركة في دورات لمتكويف النقابي طبقا لمتشريع المعموؿ بو.
_ المشاركة في التظاىرات الدولية الرياضية أو الثقافية.
_ المشاركة في المؤتمرات والممتقيات ذات الطابع الوطني أو الدولي التي ليا عالقة بنشاطاتو المينية
يوما
_ أداء مناسؾ الحج إلى البقاع المقدسة فمو الحؽ في االستفادة مف عطمة خاصة مدفوعة األجر لمدة( )30ثالثيف ً
متتالية ,مرة واحدة خالؿ مساره الميني
-الحؽ في غياب خاص مدفوع األجر مدتو ثالثة أياـ كاممة في حالة زواجو أو زواج أحد فروعو ،أو إزدياد طفؿ لو
أو ختاف ابنو.
_وفاة زوج الموظؼ أو وفاة أحد الفروع أو األصوؿ أو الحواشي المباشرة لمموظؼ.
_ عطمة أمومة خالؿ فترة الحمؿ و الوالدة ،كما يعترؼ الموظفة المرضعة الحؽ ابتداء مف تاريخ انتياء عطمة األمومة
و لمدة سنة كاممة في التغيب ساعتيف مدفوعة األجر كؿ يوـ خالؿ ( )06الستة أشير األولى وساعة واحدة()01
مدفوعة األجر كؿ يوـ خالؿ األشير الستة األخيرة ،و يمكف توزيع ىذه الغيابات عمى مدار اليوـ حسبما يناسب
الموظفة المرضعة.
إف الحؽ في غياب خاص مدفوع األجر مكفوؿ أيضا لألعواف الخاضعيف إلى نظاـ التعاقد كما ىو منصوص عميو
بموجب المادة ( 212ؽ.أ.و.ع) و يمكف أف يستفيدوا زيادة عمى ذلؾ شريطة تقديـ المبررات المسبقة مف رخص غياب
دوف فقداف راتبيـ :
أثناء مدة انعقاد دورات المجالس التي يمارسوف فييا عيدة عمومية انتخابية
تعد الوظيفة العامة مسؤولية وأمانة أخالقية لمف يكمفوف بمياميا قبؿ أف تكوف حقا أو امتيا از ليـ ،والموظؼ ىو وسيمة
الدولة في أداءىا لدورىا وتقديميا لمخدمات المطموبة منيا ،مف خالؿ تنفيذه لواجباتو الوظيفية ،ىذه الواجبات التي
توردىا معظـ التشريعات عمى سبيؿ المثاؿ ال عمى سبيؿ الحصر ،وسواء كانت ىذه الواجبات ذات طابع إيجابي يمتزـ
الموظؼ لمقياـ بيا مثؿ التفرغ لمعمؿ وتأديتو بمواعيده الرسمية ،ومراعاة آداب المياقة في التعامؿ مع زمالئو ورؤسائو
ومرؤوسيو والجميور واطاعة الرؤساء ،أو كانت واجبات ذات طابع سمبي مثؿ االمتناع عف القياـ بأعماؿ معينة ويأتي
في مقدمتيا عدـ إفشاء األسرار الوظيفية وعدـ استغالؿ النفوذ الوظيفية وعدـ االشتغاؿ بالتجارة والترفع عف كؿ ما يخؿ
بشرؼ الوظيفة وكرامتيا.
و ما تجدر اإلشارة إليو أنو إذا كاف القانوف األساسي لموظيفة العامة قد أسيب في النص عمى واجبات الموظفيف و
خصص لكؿ واجب و التزاـ مادة مستقمة ،فإف المرسوـ التنفيذي 308/07المتعمؽ باألعواف المتعاقديف قد اختصر
أىميا في مادة واحدة رغـ أف ىذه الواجبات تكاد تكوف متماثمة.
و لقد حدد قانوف األساسي لموظيفة العمومية واجبات الموظؼ العمومي في المواد مف 40إلى 54التي يغمب عمييا
طابع التداخؿ و التكرار تتمثؿ:
واجب أداء الخدمة ىو واجب شخصي ،ويعتبر الموظؼ مسؤوال شخصيا عف تنفيذ المياـ الموكمة إليو ،وال يحؽ لو في
أي حاؿ مف األحواؿ التنازؿ عف ممارسة ميامو ألنو يعد واجب قانوني يمزـ بأدائو بنفسو في الزماف و المكاف
المخصصيف لذلؾ بعناية الرجؿ الحريص بكؿ أمانة و بدوف تحيز ،و ىذا الواجب مف النظاـ العاـ لتعمقو بقواعد
االختصاص المحددة قانونا ،فال يوكميا إلى شخص آخر إال إذا وجد نص يخوؿ لو ذلؾ.
نظ ار ألف الجياز اإلداري يقوـ عمى التدرج اليرمي ،وحيث تقسـ الوظائؼ لمراتب يعمو بعضيا بعضا ،ولضماف فاعمية
السمطة الرئاسية فإف التشريعات الوظيفية أوجبت طاعة المرؤوس لرئيسو وفقا ليذا التسمسؿ اإلداري أو التدرج اليرمي
واعتبرت ىذا الواجب مف أىـ واجبات الوظيفة العامة ،فيذا الواجب ىو الذي يمثؿ الجزء الذي يضمف لمسمطة الرئاسية
فاعميتيا في مظاىرىا المختمفة ،فيي ال تتوقؼ عف حد إصدار األوامر و التعميمات إلى المرؤوس إنما تمتد إلى حد
إلغاء أعمالو و تعديميا أو المحموؿ محمو في القياـ بيا ما لـ ينص القانوف استثناءا عمى خالؼ ذلؾ ،و في ذلؾ
تختمؼ السمطة الرئاسية عف الوصاية اإلدارية التي تمارسيا السمطة المركزية عمى السمطات الالمركزية .
و مما الشؾ فيو أف األوامر المشروعة مف الرؤساء في السمـ اإلداري واجبة التنفيذ و االمتناع عف تنفيذىا يعرض
الموظؼ لممساءلة التأديبية ،أما األوامر غير المشروعة فيجب التمييز بيف عدـ المشروعية الصارخة كاألمر بتمقي
الرشوة أو االختالس...الخ ،فيذه األوامر ال تجب إطاعتيا و إال تحمؿ مسؤولية تنفيذىا ،و في غير ىذه الحالة يطمب
توجيو األمر كتابيا حتى يحمي نفسو مف تحمؿ تبعة المسؤولية الناتجة عف تنفيذىا.
يتفرع مف واجب الطاعة التزاـ آخر ىو احتراـ الموظؼ لرؤسائو و تمسكو بآداب المياقة في مخاطبتيـ ،كتابة أو
شفاىة ،وال يقتصر عمى الرؤساء بؿ يجب أف يمتد ليشمؿ كؿ المحيطيف بو مف مرؤوسيو و زمالئو وجميور المنتفعيف
بخدمات المرفؽ والتزاـ المباقة مع الزمالء يظير مف خالؿ تعاممو معيـ بأدب و التعاوف معيـ في انجاز األعماؿ
المنوطة بيـ السيما تمؾ األعماؿ التي يتطمب إنجازىا عمال جماعيا منسقا بينيـ.
بينما يظير التزاـ الموظؼ بالمباقة مع الجميور مف خالؿ احترامو لمبدأ الحياد و المساواة و العدؿ في تعاممو ومراعاة
االعتبارات اإلنسانية والقيـ األخالقية واالجتماعية وتقديـ الخدمات بالوسائؿ الميسرة وبطريقة ميذبة دوف تأخير،
واالستماع إلى شكاوييـ وتوجيييـ توجييا صحيحا وانجاز أعماليـ تحقيقا لممصالح العاـ دوف المساس بحقوقيـ
الشخصية أو تكميفيـ بما ال يجب عمييـ قانونا.
رابعا :واجب القيام بالميام بأمانة ودون تحيز:
يضمف الدستور عدـ تحيز اإلدارة ،وترتيبا عمى ذلؾ جاءت المادة 41مف األمر 03-06لتنص أف ممارسة المياـ
مف جانب الموظؼ يتـ دوف تحيز ،وبيذا الواجب يقترب العمؿ اإلداري مف العمؿ القضائي ،رغـ عدـ إصدار قانوف
خاص لضماف حياد اإلدارة ،وانطالقا مف ىذا الواجب صار مف غير الممكف بالنسبة لمموظؼ الذي أف يقؼ موقفا
سمبيا تجاه مترشح كونو ليس مف حزبو مثال ،أو بينيما عداوة أو خصومة قائمة وغير ذلؾ مف الحاالت التي يفقد فييا
الموظؼ حياده ،و مف الحاالت التي يفقد فيو الموظؼ أمانتو أف يعيد بعممو لغيره ،أو أف يوكمو ليحؿ محمو ،كؿ ذلؾ
يدخؿ تحت عنواف التصرفات المحظورة.
يقع عمى عاتؽ الموظؼ االلتزاـ بالمحافظة عمى كؿ ما يوضع تحت يده بمناسبة الوظيفة سواء كانت وثائؽ إدارية
يجب عميو حمايتيا مف االختفاء أو التحويؿ أو التمؼ أو ممتمكات اإلدارة التي يجب عميو المحافظة عمييا و استعماليا
لما أعدت لو دوف استعماليا ألغرض خاصة أو شخصية أو خارجة عف مصمحة اإلدارة.
الموظؼ العاـ ممثؿ سمطة الدولة التي تأتمنو عمى أداء الخدمات العامة لممواطنيف ،وعمى أسرارىا مف معمومات ال
يجب إذاعتيا ونشرىا لعموـ الناس والسر الوظيفي ىو السر الذي يطمع عميو الموظؼ بحكـ وظيفتو ،إذ لو ال ىذه
الوظيفة لما كاف بوسعو اإلطالع عميو ،و يترتب عمى مخالفو الموظؼ ليذا الواجب تعرضو لممسؤولية التأديبية و
المسؤولية الجنائية ،و يزوؿ ىذا الواجب إذا اقتضت الضرورة لصالح القضاء أو مصالح الرقابة كالمجمس المحاسبة و
المفتشية العامة لممالية.
الموظؼ العاـ ىو موضع ثقة الدولة وقبؿ ذلؾ ثقة جميور المواطنيف فيجب أف يكوف ذا خمؽ قويـ ،وال يعني بالضرورة
ذلؾ صدور حكـ جنائي ضد الشخص المرشح لموظيفة أو أف يكوف قد سبؽ فصمو مف وظيفة عامة بقرار تأديبي ،ألف
ىاتيف الحالتيف نص عمييما المشرع كشرطيف منفصميف ،وحسف السيرة و السموؾ ليس شرطا لمتعييف فحسب ،إنما ىو
شرط الستمرار الحياة الوظيفية ،وبالتالي إذا فقد الموظؼ ىذا الشرط في أي وقت مف األوقات جازت مساءلتو تأديبيا
فالقانوف األساسي لموظيفة العامة جعؿ مف حسف السيرة و السموؾ واجبا عمى الموظؼ عميو االلتزاـ خالؿ مساره
الوظيفي بإتباع السموؾ الحسف ليس داخؿ الخدمة فحسب و إنما حتى خارج الخدمة ،وعميو االمتناع عف كؿ ما يخؿ
بشرؼ و كرامة الوظيفة العامة كالسكر العمني ،لعب القمار ،و التواجد في أماكف الدعارة ،واألصؿ أف كؿ شخص
حسف السيرة والسموؾ إال إذا ثبت العكس ويقع عبء اإلثبات عمى اإلدارة العامة لكونيا ممزمة بتسبيب قرارىا عندما
تستبعد مرشحا لموظيفة ،و يكوف قرارىا ىذا خاضعاً لرقابة القضاء .إال أنو وفي جميع األحواؿ ال يجوز الحكـ عمى
شخص ما أنو سيئ السيرة والسموؾ استنادا إلى إشاعات وأقاويؿ ،إنما يجب أف يتـ التوصؿ إلى مثؿ ىذه النتيجة
باالستناد إلى وقائع محددة.
ثامنا :االمتناع عن ممارسة نشاطات مربحة
يلتزـ الموظؼ بعدـ القياـ بنشاطات مربحة سواء بنفسو أو باسـ مستعار حفاظاً عمى أداء وظيفتو بدقو و كفاءة و
حتى ال يغمب مصمحتو الخاصة و الشخصية عمى المصمحة العامة مف جية ،و حفاظا عمى مبدأ حياد اإلدارة و عدـ
تحيزىا مف جية أخرى ،لذلؾ منع القانوف الموظؼ الجمع بيف الوظيفة و أي نشاط مربح في إطار خاص فال يجوز لو
ممارسة التجارة ،أو يشارؾ في تأسيس الشركات أو يكوف عضوا في المجمس إدارتيا إذا كانت تمؾ المشاركة تؤثر عمى
إستقاللو الوظيفي حيث يمنع الموظؼ ميما كانت وضعيتو في السمـ اإلداري و ميما كاف موقع المصالح داخؿ التراب
الوطني أو خارجو سواء بنفسو أو بواسطة شخص أخر امتالؾ مصالح مف طبيعتيا أف تؤثر عمى استقالليتو أو تشكؿ
عائقا لمقياـ بميمتو بصفة عادية في مؤسسة أو إدارة عمومية.
كما يقع عمى عاتؽ الموظؼ االلتزاـ بالتصريح بنشاط زوجو متى كاف يمارس بصفة مينية نشاطا خاصا مربحا لإلدارة
التي ينتمي إلييا لتتخذ مف جيتيا ما يمزـ مف االحتياطات الكفيمة بالمحافظة عمى المصمحة العامة و عدـ التصريح
يعد خطأ مينيا يعرض صاحبو إلى العقوبات المنصوص عمييا في ىذا األمر غير أنو يمكف لمموظؼ ممارسة أعماؿ
الوصاية والقوامة أو الغائب أو المعيف لو مساعد قضائي إذا كانت تربطو بو صمة قربى أو نسب حددىا القانوف.
وليس الغرض مف منع الموظؼ مف ممارسة نشاطات مربحة حرمانو مف تحسيف ظروفو ووضعو المادي واالجتماعي
وانما بغرض حمايتو مف مواطف الشبيات ،فيو يحمؿ دائما صورة الدولة ،ومكانة الوظيفة ،ولضماف ىذا الواجب عمى
الدولة توفير مرتب يضمف لمموظؼ عيش كريـ يكفؿ عدـ لجوئو إلى أعماؿ مربحة أخرى.
إف االمتناع عف عدـ ممارسة نشاطات مربحة ال يمتد لمموظفيف المنتميف إلى أسالؾ أساتذة التعميـ العالي و الباحثيف
و كذلؾ أسالؾ الممارسيف الطبييف المتخصصيف ممارسة نشاط مربح خاص متى كاف يتوافؽ مع تخصصيـ ،كما
يحؽ ليـ إنتاج أعماؿ أدبية عممية و فنية و لكف في ىذه الحالة ال يمكف لمموظؼ اإلعالف عف صفتو و ال رتبتو
اإلدارية عند نشره ليذه األعماؿ إال بعد موافقة السمطة اإلدارية المختصة.
تاسعا :االلتزام بعدم قبول اليدايا و االمتيازات مقابل خدمة في إطار تأديتو لميامو
باجب االمتناع عف تمقي أو طمب أو اشتراط أو استالـ أي ىبات أو ىدايا أو امتيازات مف أي نوع
يمتزـ الموظؼ و
الموظؼ ممزـ بأداء
كانت ،سواء كاف ذلؾ بطريقة مباشرة أو بواسطة شخص آخر مقابؿ تأدية خدمة في إطار ميامو ،ؼ
أعباء وظيفتو والتعامؿ مع مستعممي المرفؽ العاـ بمياقة ودوف مماطمة ،دوف أف ينتظر مقابال أو مجاممة مف مستعممي
المرفؽ ،والمشرع قد حرص عمى منع مثؿ ىذه السموكات كوف الوظيفة العمومية ىي ركيزة مف ركائز تطوير المجتمع
وتنميتو ،لذا كاف مف الواجب حمايتيا مف مخاطر الفساد.
المحاضرة السابعة :الوضعيات القانونية األساسية لمموظف و حركة نقمو
المطمب األول :الوضعيات القانونية األساسية لمموظف
تتمثؿ الوضعيات القانونية األساسية لمموظؼ العمومي في وضعية القياـ بالخدمة ،وضعية االنتداب ،وضعية خارج
اإلطار ،اإلحالة عمى االستيداع ،وضعية الخدمة الوطنية ،عمى أف تحدد نسب الموظفيف الذيف يمكف وضعيـ بناءا
عمى طمبيـ في حاالت االنتداب و الوضعية خارج اإلطار واالستيداع مف طرؼ القوانيف األساسية الخاصة.
ومما تجب اإلشارة إليو أف الوضعية اإلدارية لمموظؼ العاـ تؤثر تأثي ار ىاما عمى المسؤولية التأديبية فالموظؼ المنتدب
تنعقد السمطة التأديبية بالنسبة لو لمجية التي انتدب إلييا ،ألنيا أقدر الجيات عمى تقدير جسامة المخالفة ومراعاة
ظروفيا ومالبساتيا وبالتالي تقدير العقوبة المناسبة وىي الجية التي يعمؿ فييا الموظؼ والتي ارتكب فييا المخالفة ،و
كذلؾ الموظؼ في وضعية الخدمة الوطنية تنعقد السمطة التأديبية بالنسبة لو لمو ازرة الدفاع بشأف األخطاء التي ارتكبيا
اثنا فترة الخدمة الوطنية و التي ليا أف تتابعو أو تعفو عنو.
األصؿ أف يكوف الموظؼ في حالة الخدمة الفعمية إذا كاف يمارس فعال المياـ المطابقة لرتبتو أو مياـ منصب شغؿ
لدى المؤسسة أو اإلدارة العمومية التي ينتمي إلييا أو في منصب مف المناصب العميا أو مف الوظائؼ العميا لمدولة،
واستثناءا يعتبر في حالة وضعية الخدمة الفعمية كؿ مف ىـ في إحدى الحاالت التالية:
الموظؼ الموجود في عطمة سنوية /الموظؼ الموجود عطمة مرضية أو حادث ميني /الموظفة الموجودة في عطمة
األمومة /الموظؼ المستفيد مف رخصة غياب قانونية /الموظؼ الذي تـ استدعائو لمتابعة فترة تحسيف المستوى أو
الصيانة أو في إطار االحتياط العسكري /الموظؼ الذي تـ قبولو لمتابعة فترة تحسيف المستوى.
ويمكف اإلدارة وضع الموظفيف التابعيف لبعض الرتب في حالة القياـ بالخدمة لدى مؤسسة أو إدارة عمومية أخرى غير
التي ينتموف إلييا حسب الشروط و كيفيات تحددىا القوانيف األساسية الخاصة.
كما يمكف لإلدارة وضع بعض الموظفيف تحت تصرؼ جمعيات وطنية معترؼ ليا بطابع الصالح العاـ و/أو المنفعة
العمومية تحت سمطة مسئوؿ الجمعية التي وضعوا تحت تصرفيا مع دفع رواتبيـ مف طرؼ مؤسساتيـ أو إداراتيـ
األصمية لمدة سنتيف قابمة لمتجديد مرة واحدة شريطة تمتعيـ بمؤىالت ذات عالقة بأىداؼ الجمعية المعنية.
أما بالنسبة لألعواف المتعاقديف إنيا تعتبر فترة عمؿ فعمي بالنسبة ليـ كؿ مف فترة العطمة السنوية و عطمة األمومة و
الراحات القانونية و الرخص االستثنائية لمغيابات المنصوص عمييا قانونا.
نظـ القانوف األساسي لموظيفة العامة وضعية االنتداب في المواد مف 133إلى ( 136ؽ.أ.و.ع) و اعتبره حالة
الموظؼ الذي يوضع خارج سمكو األصمي أو إدارتو األصمية بموجب قرار إداري فردي يصدر مف السمطة أو السمطات
المؤىمة ،مع مواصمة استفادتو مف حقوقو في األقدمية و في الترقية في الدرجات و في التقاعد في المؤسسة أو اإلدارة
العمومية التي ينتمي إلييا ،رغـ خضوعو لمقواعد التي تحكـ المنصب الذي انتدب إليو ،و تتولى اإلدارة أو المؤسسة أو
الييئة التي انتدب إلييا تقييمو و دفع راتبو ،باستثناء الموظؼ الذي انتدب لمقياـ بتكويف أو دراسات فإنو يتقاضى راتبو
مف المؤسسة أو اإلدارة العمومية التي ينتمي إلييا ،عمى أف يكوف مف حؽ الموظؼ بعد انتياء مدة انتدابو إعادة
إدماجو في سمكو األصمي بقوة القانوف و لو كاف زائدا عف العدد .
وبما أف وضعية االنتداب مف المسائؿ الفردية التي تخص الحياة المينية لمموظفيف فإف استشارة المجنة المتساوية
األعضاء بشأف وضعية االنتداب تكوف إجبارية خاصة في حاالت االنتداب التي تكوف بطمب مف الموظؼ العمومي
المادة ( 64ؽ.أ.و.ع) ،و يتـ انتداب الموظؼ إما بطمب منو أو بقوة القانوف .
_ ممارسة وظيفة عميا في الدولة أو منصب عاؿ في مؤسسة أو إدارة عمومية غير تمؾ التي ينتمي إلييا
_ ممارسة عيدة نقابية دائمة وفؽ الشروط التي يحددىا التشريع المعموؿ بو
_ القياـ بنشاطات لدى مؤسسة أو إدارة عمومية أخرى أو لمعمؿ في رتبة غير رتبتو األصمية
_ القياـ بوظائؼ التأطير لدى المؤسسات و الييئات التي تمتمؾ الدولة كؿ راس ماليا أو جزء منو
_ إلغاء االنتداب.
_ انتياء االنتداب النتياء المدة التي قرر ليا و التي تتراوح بيف 6اشير كحد أدنى و 5سنوات كحد أقصى ،فيما
يخص االنتداب بقوة القانوف فاف فترة االنتداب تساوي مدة شغؿ الوظيفة أو العيدة االنتخابية أو النقابية أو التكويف أو
الدراسات التي تـ االنتداب ألجميا.
_ انتياء االنتداب قبؿ انتياء مدتو بناء عمى طمب الموظؼ و موافقة الييئتيف األصمية و المستقبمة.
الفرع الثالث :وضعية خارج اإلطار
نظـ القانوف األساسي لموظيفة العامة وضعية خارج االطار في المواد 140إلى (144ؽ.أ.و.ع) ،وىي الحالة التي
يستفيد منيا الموظؼ الذي ينتمي لممجموعة "ا" فقط بموجب قرار إداري فردي صادر مف السمطة المخولة بناءا عمى
طمبو ،متى استنفذ حقوقو في االنتداب في وظيفة ال يحكميا القانوف األساسي العاـ لموظيفة ىذه األخيرة تتولى دفع
راتبو كما تقوـ بتقييمو لمدة ال تتجاوز 5سنوات.
ال يستفيد الموظؼ الذي يوضع في حالة خارج اإلطار مف الترقية في الدرجات لكف يثب لو الحؽ في إعادة إدماجو
بقوة القانوف و لو كاف زائدا عف العدد.
نظـ القانوف األساسي العاـ لموظيفة العامة وضعية اإلحالة عمى االستيداع و بيف أحكاميا في المواد مف 145إلى
( 153ؽ.أ.و.ع) ،حيث اعتبر أف اإلحالة عمى االستيداع ىي الحالة التي يتـ فييا توقيؼ مؤقت العالقة الوظيفية
بموجب قرار فردي يصدر مف السمطة المختصة ،مع بقاء الموظؼ منتميا لسمكو األصمي و يترتب عمى ذلؾ توقيؼ
راتبو و حقو في األقدمية و حقو في الترقية في الدرجات و حقو في التقاعد غير انو يحتفظ بالحقوؽ المكتسبة في رتبتو
األصمية عند تاريخ اإلحالة عمى االستيداع ،و يقع عمى الموظؼ التزاـ بعدـ ممارسة أي نشاط مربح ميما كانت
طبيعتو و لإلدارة إمكانية إجراء تحقيؽ لتأكد مف تطابؽ اإلحالة عمى االستيداع مع األسباب التي أحيؿ مف اجميا
الموظؼ عمى ىذه الوضعية ،وعدـ احتراـ ىذه القواعد مف شأنو أف يحرؾ مسؤوليتو التأديبية ،و يثبت لو حقو في إعادة
إدماجو في رتبتو األصمية بقوة القانوف و لو كاف زائدا عف العدد ،و تتـ اإلحالة عمى االستيداع إما بقوة القانوف أو
ألغراض شخصية:
_ تعرض احد أصوؿ الموظؼ أو زوجتو أو احد األبناء المتكفؿ بيـ لحادث أو إلعاقة أو مرض خطير.
_ لمسماح لمموظؼ لاللتحاؽ بزوجو إذا اضطر إلى تغيير إقامتو بحكـ مينتو
_ زوج الموظؼ المعيف في ممثمية جزائرية في الخارج أو مؤسسة أو ىيئة دولية أو زوج الموظؼ المكمؼ بميمة
التعاوف الذي ال يمكنو االستفادة مف االنتداب لمدة مساوية مينة زوج الموظؼ .
يمنح االستيداع بقوة القانوف لمدة دنيا قدرىا 6اشير قابمة لمتجديد في حدود مدة أقصاىا 5سنوات و ىذا خالؿ الحياة
الميني لمموظؼ.
)2حاالت االستيداع ألغراض شخصية
األغراض شخصية ال يمكف حصرىا لكف ( ؽ.أ.و.ع) أكد عمى أىميا بالنسبة لمموظؼ و الوظيفة و المتمثمة في القياـ
بدراسات أو أعماؿ بحث ،بطمب منو ،بعد سنتيف ( )2مف الخدمة الفعمية ،لمدة دنيا قدرىا 6اشير قابمة لمتجديد في
حدود سنتيف خالؿ الحياة المينية لمموظؼ .
ولتوضيح أحكاـ اإلحالة عمى االستيداع صدر المنشور رقـ 164بتاريخ غرة جواف ،1999وتطبيقا لو صدرت رسالة
منشور عف المديرية العامة لموظيفة العامة تحت رقـ 18ؾ خ بتاريخ 09فبراير 2005حيث سجمت المديرية أف
طمبات اإلحالة عمى االستيداع ليست مرفقة بالوثائؽ الدالة عمى الوضعية لذا ورد في الرسالة ما يمي:
-إف اإلحالة عمى االستيداع بسبب مرض الزوجة أو االبف ينبغي أف تكوف مبررة بتقارير طبية قانونية.
-طمبات اإلحالة عمى االستيداع ألغراض شخصية ال تعرض عمى الرأي المسبؽ لمجنة المتساوية األعضاء.
و خالفا لوضعية االستيداع بالنسبة لمموظؼ التي نظميا القانوف األساسي لموظيفة العامة و عبر عنيا صراحة تحت
عنواف االستيداع ،فإنو بالنسبة لمعوف المتعاقد اعتبرىا عطمة غير مدفوعة األجر ليا أحكاـ خاصة بيا ،حيث يمكف
العوف المتعاقد الذي تـ توظيفو لمدة غير محددة و العامؿ بالتوقيت الكامؿ أو بالتوقيت الجزئي بناءا عمى طمبو و بعد
سنتيف مف الخدمة االستفادة مف عطمة غير مدفوعة الراتب عمى اثر تعرض احد األصوؿ أو الزوج أو أحد األطفاؿ
المتكفؿ بيـ لحادث أو مرض خطير أو لتربية طفؿ يقؿ عمره عف خمس ( )5سنوات ،تمنح العطمة غير مدفوعة
الراتب لمدة ال يمكف أف تتجاوز سنة ( )1واحدة و تجدد في حدود أقصاىا ثالث ( )3سنوات ،وبعد انقضاء فترة
العطمة غير مدفوعة الراتب ،يعاد إدماج العوف المتعاقد ،بناءا عمى طمبو في منصب شغمو األصمي ،إال في حالة
إلغاء منصب الشغؿ فأنو ال يمكف إعادة إدماجو.
الخدمة الوطنية واجب مف الواجبات العامة الواردة في الدستور يمتزـ بو مواطف جزائري ،يتضمف مشاركتو في الدفاع
الوطني بصفة إجبارية متى بمغ سف 19سنة كاممة ،لمدة قانونية تقدر باثني عشر ( )12شي ار ،ولـ يستثنى الموظؼ
العمومي مف واجب الخدمة الوطنية بؿ أحالو كؿ مف التشريع والتنظيـ عند استدعائو عمى وضعية قانونية تدعى
"وضعية الخدمة الوطنية" ،ولقد سبقت اإلشارة أف الموظؼ المرشح لموظيفة يمزـ قانونا بتقديـ ما يثبت وضعيتو اتجاه
الخدمة الوطنية ،وقد تكوف وضعيتو مؤجمة ،بما يعني أنو سيدعى ألداء الخدمة الوطنية بعد التحاقو بالوظيفة العامة،
وىذه الوضعية تسمى بوضعية الخدمة الوطنية.
و لقد نظـ القانوف األساسي العاـ لموظيفة العامة وضعية الخدمة الوطنية و بيف أحكاميا ،فيي الوضعية التي يتـ فييا
استدعاء الموظؼ ألداء واجب الخدمة الوطنية ،و األصؿ أنو ال يمكف ألي إدارة أو مؤسسة عمومية توظيؼ أي
شخص لـ يؤد ىذا الواجب أو لـ يكف معفيا منو ،لذلؾ يعنى بيذه الوضعية الموظؼ الذي تـ استدعاءه في إطار
التحسيف األدائي في الخدمة العسكرية و ذلؾ بعد قضاء مدة خدمتو األولى ،أو الموظفيف الذيف يتابعوف دراساتيـ
العميا ،حيث صدر المرسوـ الرئاسي رقـ 109-17المؤرخ في 14مارس ،2017ويبقى الموظؼ في وضعية الخدمة
الوطنية محتفظا بحقوقو في الترقية في الدرجات و التقاعد ،و ىو األمر الذي أكده نص القانوف رقـ 12-83المتعمؽ
بالتقاعد" :أف تكوف في حكـ فترات عمؿ كؿ فترة أدى خالليا العامؿ التزامات الخدمة الوطنية" ،باإلضافة لفحوى
المادتيف 69و 70مف القانوف رقـ 06/14المتضمف احتساب مدة الخدمة الوطنية الفعمية في حساب أقدميو لمترقية
والتقاعد.
وتتـ إعادة إدماج الموظؼ بعد انقضاء فترة الخدمة الوطنية في رتبتو األصمية بقوة القانوف و لو كاف زائدا عف العدد
كما تثبت لو األولوية في التعييف في المنصب الذي كاف يشغمو قبؿ تجنيده إذا كاف المنصب شاغ ار أو في منصب
معادؿ لو ،دوف االستفادة مف أي راتب ما عدا ما تسمح لو بو التشريعات و التنظيمات المتعمقة بالخدمة الوطنية.
النقؿ ىو إجراء إداري ال يكوف إال في األنظمة الوظيفية ذات البيئة المغمقة التي تعتبر الوظيفة العامة مينة تتصؼ
بالديمومة واالستمرار ،وفقا لمفمسفة األوروبية لموظيفة العامة ويتـ نقؿ الموظؼ عادة بقصد إعادة توزيع الموظفيف
العامميف في وحدة إدارية معينة أو بالنسبة لإلدارات مجتمعة ،فيو وضع وظيفي تقوـ فيو اإلدارة باستبداؿ الوظيفة
المسندة لمموظؼ بوظيفة شاغرة مف نفس النوع والمرتبة في إدارة أخرى ،واليدؼ مف حركة النقؿ تحقيؽ توازف واستقرار
في اإلدارات والمؤسسات العمومية في توزيع الموظفيف عمى المناصب المفتوحة سواء مف خالؿ تمبية رغباتيـ في النقؿ
أو إجبارىـ عمى ذلؾ لضرورة ممحة ،بما يكفؿ حسف سير المرافؽ العامة.
و لقد نظـ ( ؽ.أ.و.ع) حركة نقؿ الموظفيف في المواد مف 157إلى ،159حيث تأخذ ىذه الحركة أربعة صور ىي
النقؿ ذو طابع عاـ و دوري ،النقؿ ذو طابع محدود و ظرفي ،النقؿ بطمب مف الموظؼ ،النقؿ اإلجباري.
يقصد بو نقؿ الموظؼ مف وظيفتو الحالية إلى وظيفة أخرى متساوية معيا مف حيث المستوى الوظيفي (الفئة والدرجة)
وبنفس درجتو المالية حتى ال يضار ولكنيا تختمؼ عنيا مف حيث المياـ والواجبات والسمطات سواء كاف ذلؾ داخؿ
الوحدة اإلدارية التي يعمؿ فييا أـ في إدارة أخرى وغالبا ما يكوف النقؿ النوعي إلى وظيفة أخرى في وحدة إدارية أخرى،
أي مف و ازرة إلى و ازرة أخرى ،أو مف و ازرة لييئة محمية عامة أو العكس.
يقصد بالنقؿ المكاني أف يتـ تغيير مكاف عمؿ الموظؼ مف مكاف إلى آخر مع ممارستو لذات الوظيفة التي كاف
يمارسيا سواء أكاف النقؿ داخؿ الدائرة التي يعمؿ فييا الموظؼ أـ خارجيا و ىو بذلؾ عكس النقؿ النوعي الذي
يتضمف تغيير نوع الوظيفة التي كاف يتوالىا الموظؼ ،فإف النقؿ المكاني معناه تغيير مكاف عمؿ الموظؼ إلى مدينة
أخرى أو قرية ،ولكف مع ممارستو لذات الوظيفة التي كاف يتوالىا في مكاف عممو األصمي.
ج) النقل االختياري:
قد يكوف النقؿ بناءا عمى طمب الموظؼ نفسو و تمبية لرغبتو يتـ نقؿ الموظؼ بناءا عمى طمبو ،بمراعاة رغبتو في
النقؿ و وضعيتو العائمية و أقدميتو و كذا كفاءتو المينية مع المراعاة الدائمة لضرورة المصمحة في كؿ األحواؿ.
كما وردت اعتبارات أخرى وردت في برقية صادرة مف المديرية العامة لموظيفة العمومية إلى السادة رؤساء مفتشيات
الوظيفة العامة تحت رقـ 508الصادرة في 18أفريؿ 2011وتتمثؿ في الحالة الصحية لمموظؼ ،مرافقة األزواج،
االقتراب مف مكاف السكف.
ىو النقؿ الذي يكوف بمبادرة مف اإلدارة سعيا منيا لتحقيؽ المصمحة وضماف سير المرافؽ العامة بانتظاـ واطراد ،كأف
تقرر اإلدارة نقؿ الموظؼ إلى وظيفة شاغرة لـ يعيف فييا أحد ،و نظ ار لخطورة ىذا النوع مف النقؿ ،وضع لو القانوف
قيود ،حيث يمكف نقؿ الموظؼ إجبا ار عندما تستدعي ضرورة المصمحة ذلؾ ،وفي ىذه الحالة يؤخذ رأي المجنة اإلدارية
المتساوية األعضاء و لو بعد اتخاذ قرار النقؿ و يعتبر رأي المجنة ممزما لسمطة التي أقرت ىذا النقؿ ،و في ىذه الحالة
يستفيد الموظؼ مف استرداد نفقات التنقؿ و تغيير اإلقامة و التنصيب .
و ما تجب اإلشارة إليو والتنبيو إليو أف اإلدارة قد تنحرؼ في بعض األحياف و تستعمؿ إجراء النقؿ المتعمؽ بحركة
الموظفيف لتحقيؽ أغراض تأديبية
رغـ وجود نوع مف الترابط والصمة بيف المسؤولية التأديبية والجريمة الجنائية ،حيث تقوـ كؿ منيما عمى سموؾ شاذ يعد
السبب المحرؾ ليما والمتمثؿ في ارتكاب المخالفة أو انتياؾ ألمر أو نيي ،إال أف ىذا الترابط بيف المسؤوليتيف التأديبية
و الجنائية ال ينفي وجود االختالفات بينيما ،حتى لو انطوى الفعؿ الذي يقترفو الموظؼ عمى جريمتيف في آف واحد
جريمة تأديبية وأخرى جنائية ،فإف ذلؾ ال يخؿ بمبدأ استقالليما في الفكرة ،والعناصر ،واألحكاـ.
أ) من حيث األشخاص :ترتبط المسؤولية الجنائية بكؿ شخص يرتكب فعال مجرما بموجب القانوف بينما ترتبط
المسؤولية التأديبية بالموظؼ الذي يعد احد عناصرىا و أركانيا ،و مف ثمة تكوف المسؤولية الجنائية أوسع نطاقا مف
حيث األشخاص مف المسؤولية التأديبية.
ب) من حيث المسؤولية عن عمل الغير :يسأؿ الموظؼ تأديبيا عف عمؿ غيره بينما ال يحاسب الفرد جنائيا إال عف
أفعاؿ صادرة عنو شخصيا ،إذ يمكف أف تنسحب المسؤولية عف المخالفة التأديبية إلى الرئيس اإلداري الذي يكوف
مسؤوال عف الموظؼ المخالؼ استنادا لوجود سمطتو الرئاسية في إطار العالقة الوظيفية.
ج) من حيث األفعال المكونة لمجريمة :خالفا لمجرائـ الجنائية المحددة سمفا عمى سبيؿ الحصر والتحديد في قانوف
العقوبات و التي تخضع لمبدأ الشرعية "ال جريمة و ال عقوبة إال بنص" ،فإف األخطاء التأديبية ال تخضع لمبدأ
الشرعية "ال جريمة إال بنص" لكونيا غير واردة عمى سبيؿ الحصر وىي في ىذا الجانب أقرب لمخطاء المدني ،وذلؾ
لصعوبة تحديد الواجبات التي تقع عمى عاتؽ الموظؼ حصرا ،فالمشرع يرسـ اإلطار الخاص بالمخالفات التأديبية
بطريقة تسمح لمسمطات التأديبية بتقدير ما إذا كاف العمؿ الذي قاـ بو الموظؼ يعد خروجا عمى واجبات وظيفتو أو
إخالال بكرامة الوظيفة أـ ال ،وعدـ وجود نص يجرـ فعؿ ما في قانوف الوظيفة العمومية ال يعني أنو مباح و أنو ال
يشكؿ مخالفة تأديبية ،إذ يجوز لمف يممؾ قانونا سمطة التأديب أف يرى في أي عمؿ ايجابي أو سمبي يقع مف الموظؼ
عند ممارستو أعماؿ وظيفتو خطا تأديبيا إذا كاف ذلؾ ال يتفؽ مع واجبات الوظيفة ومف ثـ فال يمكف حصر األخطاء
التأديبية مقدما مع خضوع ىذا التقدير لرقابة القضاء فأي فعؿ يخؿ بواجبات الوظيفة أو كرامة الموظؼ يعتبر خطا
تأديبا ،يمكف أف يقيـ مسؤوليتو التأديبية.
د) من حيث اليدف :تيدؼ كؿ مف المسؤولية التأديبية والمسؤولية الجنائية لتحقيؽ الصالح العاـ ،واف كاف تحقيؽ
الصالح العاـ في مجاؿ المسؤولية التأديبية مرتبط بالمرافؽ العامة اإلدارية مف خالؿ ضبط النظاـ وفرض حسف األداء
لضماف سير المرافؽ العامة بانتظاـ واطراد ،بينما تمتد المسؤولية الجنائية ألبعد مف ذلؾ إلى حماية المجتمع كمو و
ضماف استق ارره و أمنو و مف ثمة تكوف المسؤولية الجنائية أوسع مف المسؤولية التأديبية.
ه) من حيث السمطة المقررة لمفعل المجرم :اإلدارة ىي التي تتولى تكييؼ الخطأ الذي ارتكبو الموظؼ في ما إذا كاف
يقيـ مسؤوليتو التأديبية أو ال ،بينما القانوف ىو الذي يحدد األفعاؿ المجرمة فقط ،و تشارؾ في توقيع العقوبات
التأديبية سمطات متعددة رئاسية فردية ،جماعية ،قضائية ،في حيف أف العقوبة الجنائية تقوـ بتوقيعيا سمطة واحدة ىي
المحاكـ الجنائية.
و) من حيث نوع العقاب المفروض :تطبؽ قاعدة "ال جريمة وال عقوبة إال بنص" التي تحكـ الجرائـ الجنائية بشكؿ
جزئي في المجاؿ التأديبي و بصيغة أخرى ىي "ال عقوبة في المجاؿ التأديبي إال بنص" ،أي أنو في المجاؿ اإلداري
يؤخذ بشؽ واحد مف مبدأ المشروعية و ىو المتعمؽ بمشروعية الجزاء التأديبي دوف الشؽ األخر ،و رغـ أف النظاـ
التأديبي ال يعرؼ نفس العقوبات المستعممة في القانوف الجنائي كالحبس أو اإلعداـ وكذلؾ الحاؿ فيما يخص قانوف
العقوبات فيو يجيؿ تماما العقوبات التي يستعمميا القانوف التأديبي كالتوبيخ واإلنذار ،فإف الجزاءات التأديبية تبقى
أخؼ في تأثيرىا مف العقوبات الجزائية ،منيا التنزيؿ في الرتبة أو خصـ مف المرتب أو النقؿ أو حتى عزلو مف
وظيفتو ،فيي عقوبات تمس مركز الموظؼ المتيـ باالنتقاص منو بدرجات متفاوتة دوف المساس بشخصو و جميعيا
تخضع لمسمطة التقديرية لإلدارة التي قد تقرر إعفاء الموظؼ مف العقاب ألسباب شخصية أو اجتماعية أو
لكفاءتو...الخ ،أما في المسؤولية الجنائية فاف العقاب قد يمتد إلى المساس بحرية الشخص أو حياتو أو مالو لذلؾ
يعترؼ لمقاضي بسمطة تقديرية في الحدود المقررة قانونا باستثناء النظاـ العسكري الذي قد تصؿ عقوبتو التأديبية إلى
اإلعداـ.
و تجب اإلشارة في ىذا السياؽ إلى أف العقوبة الجنائية تؤثر عمى وضعية الموظؼ إذ يستطيع القاضي أف يسمط عمى
الموظؼ العاـ عقوبات تأديبية كحرمانو مف مزاولة نشاط لمدة زمنية معينة أو بصفة دائمة بموجب عقوبات تكميمية
ومثالو المادة 311قانوف العقوبات الجزائري التي تمنع الطبيب الذي شارؾ في جريمة اإلجياض مف ممارسة ميامو
في أي مستشفى عاـ ،و كذلؾ نص المادة 137قانوف العقوبات الجزائري التي تمنع عماؿ البريد والمواصالت مف
مزاولة الوظيفة لمدة تتراوح بيف 05و 10سنوات إذا قاموا بانتياؾ سر المراسالت أو سيموا فتح الرسائؿ أو تعمدوا
إتالفيا.
ز) من حيث اإلجراءات :تختمؼ اإلجراءات التي تتبع منذ االتياـ حتى تنفيذ العقوبة بيف كؿ مف المسؤوليتيف التأديبية
أو الجنائية ،الختالؼ النظاـ القانوني الذي يحكميما حيث أف إجراءات المسؤولية التأديبية منصوص عمييا في
(ؽ.ا.و.ع) بينما اإلجراءات الخاصة بالمسؤولية الجنائية واردة في قانوف اإلجراءات الجنائية ،رغـ أف كال مف المخالفة
الجنائية و التأديبية تخضع إلجراء التحقيؽ ،و تكفؿ فييا حقوؽ الدفاع و يوقع عمى مرتكبيا الجزاء المناسب مف بيف
الجزاءات المحددة في القانوف.
تستقؿ الجريمة التأديبية عف الجريمة الجنائية مف حيث النظاـ القانوني ،فالجريمة التأديبية قواميا مخالفة الموظؼ
لواجبات وظيفتو و مقتضياتيا و كرامتيا ،بينما الجريمة الجنائية ىي الخروج عمى المجتمع فيما تنتيي عنو القوانيف
الجنائية ،فحتى لو ارتكب الموظؼ العاـ جريمة جنائية وجريمة تأديبية في الوقت ذاتو ،فإف الجريمتيف تظالف مستقمتيف
كؿ االستقالؿ في الوصؼ واألركاف وفي التكييؼ القانوني ،واف اتحدتا في الوصؼ المغوي مثاؿ ذلؾ جرائـ التزوير
واالختالس والرشوة ليا معاف محددة وأركاف منضبطة في قانوف العقوبات رغـ أف الجريمة التأديبية في ىذه الحاالت
تشكؿ في نفس الوقت جريمة جنائية.
ال تتقيد المساءلة التأديبية بالمحاكمة الجنائية إال فيما يتعمؽ بوقوع الفعؿ المكوف لمجريمة مف الموظؼ أو عدـ وقوعو،
فإعفاء الموظؼ مف المسؤولية الجنائية و إلغاء التيـ الجنائية المنسوبة إليو ال يمنع مف مساءلتو تأديبياً ألف الموظؼ
قد يسأؿ لمخالفتو النصوص التشريعية أو العرؼ اإلداري و مقتضيات الوظيفة العامة ،في حيف أف الجريمة الجنائية ال
تقوـ إال إذ خالؼ الفاعؿ نصاً تشريعياً ،فقد تحفظ النيابة العامة الدعوى الجنائية لعدـ األىمية أو قد يصدر الحكـ
الجنائي بالبراءة لبطالف اإلجراءات أو ألف الشؾ فسر لمصمحة المتيـ غير أف ذلؾ ال يمنع مف استمرار الدعوى
التأديبية و مجاراة الموظؼ تأديبيا عف نفس الفعؿ.
تتمثؿ أركاف المسؤولية اإلدارية في الموظؼ بمفيومو الضيؽ الوارد في (ؽ.أ.و.ع) و ىو أوؿ و أىـ ركف مف أركانيا ،
أما الركف الثاني فيتمثؿ في الخطأ التأديبي بينما يتعمؽ الركف الثالث في توفر العالقة السببية التي تربط بينيما ،و
المفروض أف ىذه العالقة قائمة فال تكمؼ الجية التابع ليا الموظؼ بإثباتيا ،بؿ إف الموظؼ ىو الذي يكمؼ بنفي
وجودىا متى أدعى أنيا غير موجودة حيث يقع عبء اإلثبات عمى الموظؼ ال عمى اإلدارة.
وصؼ القانوف األساسي لموظيفة العامة الخطاء التأديبي بأنو كؿ تخؿ عف الواجبات المينية أو كؿ مساس باالنضباط
أو كؿ خطا أو مخالفة تصدر عف الموظؼ أثناء تأديتو ميامو أو بمناسبة تأديتيا ،و أف مرتكبو يتعرض لعقوبة تأديبية
دوف المساس بالمتابعات الجزائية إذا اقتضى األمر ( المادة ( 160ؽ.أ.و.ع)) ،وىو نفس المصطمح الذي استعممو
المرسوـ 308/07المتعمؽ باألعواف المتعاقديف الذي جاء فيو " :يشكؿ كؿ تخؿ عف الواجبات التنظيمية أو التعاقدية،
و كؿ مساس باالنضباط أو خطا أو مخالفة يرتكبيا العوف المتعاقد أثناء أو بمناسبة ممارسة نشاطو خطا مينيا و
يعرض مرتكبو إلى عقوبة تأديبية دوف المساس عند االقتضاء بالمتابعات الجزائية ".
و يختمؼ الخطأ التأديبي بيذا المفيوـ عف الخطأ المدني في إف الخطأ الموجب لممسؤولية المدنية يختمؼ في طبيعتو
عف المسؤولية التأديبية ،فأساس المسؤولية المدنية ىو إخالؿ بالتزاـ قانوني طالما قد ترتب عمى اإلخالؿ بيذا االلتزاـ
ضرر لمغير ،في حيف أف المسؤولية التأديبية واف كانت تقوـ عمى فكرة الخطأ فإف الضرر ليس ركنا فييا فإنو يفترض
وقوع الضرر وتكوف جسامة الضرر أو قمتو محؿ اعتبار عند توقيع الجزاء التأديبي.
و يمثؿ الخطأ التأديبي ركف السبب في القرار التأديبي ،ويقصد بسبب القرار قيامو عمى حالة واقعية أو قانونية
فال تتدخؿ اإلدارة لتوقيع جزاء إال إذا قامت ىذه الحالة التي تسوغ تدخميا بالجزاء ،وبالتالي يكوف سبب القرار التأديبي
ىو إخالؿ الموظؼ بواجبات وظيفتو أو إتيانو عمال مف األعماؿ المحرمة عميو إذا توافر لدى جية اإلدارة االقتناع بأف
الموظؼ سمؾ سموكا معيبا ينطوي عمى تقصير أو إىماؿ في عممو أو أتى ما مف شأنو المساس بكرامة الوظيفة أو
الثقة الواجب توافرىا فيمف يضطمع بأعبائيا ،وكاف ىذا االقتناع مجردا مف اليوى ويستيدؼ المصمحة العامة ،فإذا
اتضح أنو لـ تكف ىناؾ حالة مادية أو قانونية تبرر إصدار العقوبة كاف القرار باطال ،فإذا بني قرار الجزاء التأديبي
عمى سبب أف الموظؼ ارتكب خطأ تأديبيا معينا ثـ ثبت بعد التحقيؽ أنو لـ يرتكب ىذا الذنب إنما ارتكبو شخص آخر
فإف مجازاة األوؿ إداريا يعتبر ق ار ار باطال النعداـ السبب وىكذا.
إف قاعدة ال جريمة إال بنص ال تجد ليا مجاال في نظاـ التأديب ،نتيجة تمتع السمطات التأديبية باختصاص تقديري
واسع في اعتبار فعؿ ما ،أو عدـ اعتباره خطاء تأديبيا ،تبعا لمنحاىا في التفسير والتكييؼ نحو التوسعة والتضييؽ إذ
يصعب جدا بؿ يستحيؿ حصر األخطاء التأديبية التي تقع مف الموظؼ العاـ عمى سبيؿ الحصر والتحديد ،نظ ار
التساع نطاؽ واجبات الموظؼ وعدـ إمكانية حصر تطبيقاتيا المختمفة ،فمثال واجب طاعة الرؤساء ال يمكف حصر
تطبيقاتو التصالو بالتعميمات واألوامر المتجددة في المرفؽ العاـ ،وأيضا المحافظة عمى كرامة الوظيفة واحتراميا خارج
العمؿ معيارىا مرف يختمؼ عميو مف مستوى وظيفي آلخر لذلؾ تعد الرقابة القضائية ضمانة حقيقية تحد مف مبدأ عدـ
شرعية األخطاء التأديبية واآلثار السيئة التي قد تنجـ عنو مما يوفر صماـ األماف ضد مساوئ عدـ شرعية الخطأ
التأديبي.
ثانيا :درجات األخطاء التأديبية في القانون األساسي لموظيفة العامة و العقوبات المقررة ليا
خالفا لألعواف المتعاقديف الذيف لـ يحدد المرسوـ الرئاسي 308/07درجات لألخطاء التأديبية التي قد يرتكبونيا ،و
اكتفى بالنص عمى العقوبات التي قد يتعرضوف ليا حسب درجة جسامة الخطأ المرتكب و المتمثمة في اإلنذار الكتابي،
أو التوبيخ ،أو التوقيؼ عف العمؿ مف أربعة ( )4أياـ إلى ثمانية ( )8أياـ ،أو فسخ العقد دوف إشعار مسبؽ أو
تعويض.
فإف القانوف األساسي لموظيفة العامة قسـ األخطاء التأديبية إلى أربعة درجات تؤدي إلى تطبيؽ إحدى العقوبات
التأديبية مف نفس الدرجة ( المادة (183ؽ.أ.و.ع)) ،غير أف كال مف القانوف األساسي لموظيفة العامة و المرسوـ
الرئاسي 308/07قد وضعا معايير لتحديد العقوبة التأديبية المطبقة عمى الموظؼ و المتمثمة في درجة جسامة الخطأ،
الظروؼ التي ارتكب فييا الخطأ ،مسؤولية الموظؼ المعني بالخطأ ،النتائج المترتبة عف الخطأ و عمى سير
المصمحة ،الضرر الذي ألحقو الخطأ بالمصمحة أو المستفيديف مف المرفؽ العاـ(المادة ( 161ؽ.أ.و.ع) و المادة 61
مف المرسوـ .)308/07
األخطاء التأديبية من الدرجة األولى :تظـ أخطاء الدرجة األولى كؿ إخالؿ باالنضباط العاـ يمكف أف يمس بالسير
الحسف لممصالح و يعاقب عمييا إما أو التنبيو أو اإلنذار الكتابي أو التوبيخ.
ويقصد بالتنبيو عقوبة تأديبية أدبية ،ويقصد بو التوجيو اإلداري الصادر مف السمطة التأديبية يتضمف تذكير الموظؼ
بواجباتو الوظيفية عند قيامو بعمؿ أو تصرؼ يستوجب ىذا التذكير.
أما اإلنذار فيقصد بو تحذير الموظؼ عند ارتكابو مخالفة بسيطة مف اإلخالؿ بالواجبات الوظيفية حتى ال يتعرض
لجزاء أشد إذا لـ يتمثؿ لمضموف اإلنذار.
األخطاء التأديبية من الدرجة الثانية :تظـ أخطاء الدرجة الثانية المساس سيوا أو إىماال بأمف المستخدميف و/أو
أمالؾ اإلدارة ،أو اإلخالؿ بالواجبات القانونية األساسية غير تمؾ المنصوص عمييا في المادتيف 180و 181
(ؽ.أ.و.ع) و يعاقب عمييا إما بالتوقيؼ عف العمؿ مف يوـ إلى 3أياـ ،أو الشطب مف قائمة التأىيؿ
األخطاء التأديبية من الدرجة الثالثة :تظـ أخطاء الدرجة الثالثة التحويؿ غير القانوني لموثائؽ ،أو إخفاء المعمومات
ذات ،أو الطابع الميني التي مف واجبو تقديميا خالؿ تأديتو ميامو ،أو رفض تنفيذ تعميمات السمطة السممية في إطار
تأدية المياـ المرتبطة بوظيفتو دوف مبرر مقبوؿ ،أو إفشاء أو محاولة إفشاء األسرار المينية ،أو استعماؿ تجييزات أو
أمالؾ اإلدارة ألغراض شخصية أو أغراض خارجة عف المصمحة ،و يعاقب عمييا بإحدى العقوبات التالية إما التوقيؼ
عف العمؿ مف 4أياـ إلى 8أياـ ،أو التنزيؿ مف درجة إلى درجتيف ،أو النقؿ اإلجباري.
األخطاء التأديبية من الدرجة الرابعة :تظـ أخطاء الدرجة الرابعة االستفادة مف امتيازات مف أية طبيعة كانت ،يقدميا
لو شخص طبيعي أو معنوي مقابؿ تأديتو خدمة في إطار ممارسة وظيفتو ،أو ارتكاب أعماؿ عنؼ عمى أي شخص
في مكاف العمؿ ،أو التسبب عمدا في أضرار مادية جسيمة بتجييزات و أمالؾ المؤسسة أو اإلدارة العمومية التي مف
شأنيا اإلخالؿ بالسير الحسف لممصمحة أو إتالؼ وثائؽ إدارية قصد اإلساءة إلى السير الحسف لممصمحة ،أو تزوير
الشيادات أو المؤىالت أو كؿ وثيقة سمحت لو بالتوظيؼ أو بالترقية ،و أخي ار الجمع بيف الوظيفة التي يشغميا و نشاط
المرجع آخر ،غير تمؾ المنصوص عمييا في المواد 49و ( 44ؽ.أ.و.ع) و يعاقب عمييا إما بالتنزيؿ إلى الرتبة
السفمى مباشرة ،أو بالتس ػريح .
ثالثا :إىمال المنصب
لـ يدرج القانوف األساسي لموظيفة العمومية و ال المرسوـ الرئاسي المتعمؽ باألعواف المتعاقديف إىماؿ المنصب كخطأ
مف الدرجة الرابعة رغـ أنو قرر لو عقوبة مف الدرجة الرابعة و ىي عقوبة العزؿ ،و مرد ذلؾ أف إىماؿ المنصب قد ال
يكوف نتيجة لخطا إنما نتيجة لظروؼ قاىرة بالنسبة لمموظؼ لذا ال بد مف التريث قبؿ عزلو ىذا مف جية ،و مف جية
أخرى إف مراعاة مقتضيات المصمحة العامة تفرض أف تتخذ في حالة إىماؿ المنصب إجراءات صارمة و سريعة
تتماشى مع مبدأ استم اررية المرفؽ العاـ بانتظاـ ،ليذه االعتبارات خص القانوف إىماؿ المنصب بتنظيـ خاص و أحكاـ
خاصة.
تختمؼ مدة إىماؿ المنصب بيف ما إذا كاف المعني متعاقدا أو موظفا ،فإذا تغيب العوف المتعاقد مدة ( )10عشرة أياـ
متتالية دوف مبرر مقبوؿ تتخذ السمطة اإلدارية المختصة إجراء فسخ عقد العمؿ بسبب إىماؿ المنصب دوف إشعار
مسبؽ أو تعويض بعد أعذاره مرتيف.
أما إذا كاف المعني موظفا فمقد اعتبر القانوف أف الموظؼ يكوف في وضعية إىماؿ منصب متى تغيب لمدة ( )15يوما
متتالية عمى األقؿ دوف مبرر ،ويقصد بعبارة مبرر مقبوؿ كؿ مانع أو حالة قوة قاىرة خارجيف عف إرادة المعني ،مثبتيف
قانونا ،و يرتبطاف عمى وجو الخصوص بالكوارث الطبيعية ،أو العجز البدني الناتج عف مرض أو حادث خطير ،أو
المتابعات الجزائية التي ال تسمح لممعني بااللتحاؽ بمنصب عممو.
إجراءات العزل:
تعد اإلجراءات و األشكاؿ األولية المقررة لمعزؿ بسبب إىماؿ المنصب موحدة تتمخص إجراءات العزؿ في معاينة
الغياب و توجيو اإلعذاريف المنصوص عمييما قانونا ،و مف ثمة تتخذ ىذه اإلجراءات و األشكاؿ اتجاىات مختمفة
بحسب موقؼ الموظؼ المعني مف اإلعذارات الموجية لو مف طرؼ اإلدارة.
يتعيف عمى اإلدارة معاينة غياب الموظؼ الموجود في حالة إىماؿ منصب بوثيقة مكتوبة تودع في ممفو اإلداري خالؿ
يومي عمؿ متتالييف ،ثـ توجو لو إعذار إلى أخر عنواف مسجؿ في ممفو اإلداري ،لاللتحاؽ بمنصب عممو فو ار ،فإذا
لـ يمتحؽ الموظؼ بمنصب عممو بعد خمسة ( )5أياـ عمؿ ،ابتداء مف تاريخ اإلعذار األوؿ ،أو لو يقدـ مبر ار لغيابو
،توجو اإلدارة لو إعذا ار ثانيا.
يتـ تبميغ اإلعذار إلى الموظؼ المعني شخصيا عف طريؽ البريد برسالة ضمف ظرؼ موصى عميو مع إشعار
باالستالـ ،أو بأي وسيمة قانونية منصوص عمييا في التشريع و التنظيـ المعموؿ بيما ،و يجب أف تشير الرسالة
المتضمنة اإلعذار إلى العواقب التي يتعرض ليا الموظؼ المعني مف عزؿ و شطب مف تعداد المستخدميف دوف أي
ضمانة تأديبية إذا لـ يمتحؽ بمنصب عممو.
و يعتبر اإلعذار قانونيا إذا رفض الموظؼ المعني بمحض إرادتو تسمـ اإلشعار باستالـ اإلعذار ،أو إذا امتنع عـ
سحب الرسالة الموصى عمييا المتضمنة اإلعذار ،أو عندما يتعذر تبميغ اإلعذار بسبب غياب الموظؼ عف مسكنو.
تعتبر المالحظة المدونة مف مصالح البريد فوؽ الظرؼ البريدي أو اإلشعار باالستالـ المذيف أعيدا إلى اإلدارة في
الحاالت المذكورة أعاله بمثابة تبميغ ،وعندما ال يتـ استالـ اإلعذار مف طرؼ المعني و يعاد الظرؼ لإلدارة حامال
مالحظة مثؿ " ال يقيـ في العنواف المذكور" أو "عنواف غير معروؼ" أو نحو ذلؾ فتعتبر تمؾ المالحظة مع ختـ البريد
بمثابة دليؿ إثبات لتبميغ ،وبعد تبميغ الموظؼ المعني فأنو يتخذ موفقيف ىما
الموقف األول استئناف الموظف المعني عممو :إذا التحؽ الموظؼ المعني بمنصب عممو بعد اإلعذاريف فإما يكوف
غيابو مبرر و قد ال يكوف غيابو مبر ار.
فإذا استأنؼ الموظؼ المعني عممو مع تقديـ مبرر مقبوؿ لغيابو ،تجري اإلدارة خصما مف راتبو ،بسبب غياب
الخدمة المؤداة بقدر عدد األياـ التي تغيب فييا ،غير أنو إذا التحؽ الموظؼ بمنصبو دوف تقديـ أي مبرر مقبوؿ
لمغياب فإف اإلدارة زيادة عمى الخصـ مف راتبو تسمط عميو عقوبة تأديبية وفقا لإلجراءات المعموؿ بيا في ىذا المجاؿ.
الموقف الثاني عدم استئناف الموظف المعني عممو :في حالة ما إذا لـ يمتحؽ الموظؼ المعني بمنصب عممو بالرغـ
مف االعذاريف ،توقؼ اإلدارة صرؼ راتبو و تتخذ كؿ تدبير مف شأنو أف يصوف مصمحة المرفؽ و يضمف حسف سيره
،و إذا استمر في حالة إىماؿ منصبو و لـ يمتحؽ بو في نياية اليوـ الخامس عشر ( )15مف الغياب المتتالي ،تقوـ
السمطة التي ليا صالحية التعييف بعزلو فو ار ،بقرار معمؿ يسري ابتداء مف تاريخ أوؿ يوـ غيابو بغض النظر عف
الضمانات التأديبية و القانونية األساسية.
يبمغ قرار العزؿ إلى المعني في أجؿ ال يتعدى ثمانية ( )8أياـ ،ابتدءا مف تاريخ توقيعو ،إلى أخر عنواف مسجؿ في
ممفو اإلداري و يحفظ في ممفو اإلداري ،و ينبغي أف يتضمف وجوبا مالحظة تعمـ الموظؼ المعني باف قرار العزؿ
يمكف أف يكوف محؿ تظمـ لدى السمطة اإلدارية التي أصدرتو و ذلؾ في أجؿ شيريف ( )2ابتداء مف تاريخ تبميغو ،وال
يمكف لإلدارة توظيؼ شخص أخر محؿ الموظؼ المعني خالؿ ىذا األجؿ ،فال يمكف شغؿ المنصب المالي الشاغر
بعد عزؿ المعني خالؿ األجؿ المحدد لمتظمـ.
إذا تظمم الموظف المعزول وقدم مبر ار مقبوال خالؿ أجؿ الشيريف تقوـ اإلدارة بإلغاء قرار العزؿ ،بعد دراسة المبرر و
التأكد مف صحة المعمومات و صالحية الوثائؽ المقدمة ،و بعد أخذ رأي المجنة اإلدارية المتساوية األعضاء المختصة
إزاء السمؾ أو الرتبة المذيف ينتمي إلييما و في ىذه الحالة يعاد إدماج الموظؼ بدوف أثر مالي رجعي.
و يعد باطال و عديـ األثر كؿ قرار عزؿ إلىماؿ المنصب يتـ بصفة مخالفة لإلجراءات و األشكاؿ المحدد قانونا
ينصرؼ مفيوـ العقوبات التأديبية إلى الجزاءات التي توقع عمى الموظؼ بقصد تأديبو بسبب ارتكابو مخالفة تأديبية،
فالعقوبات التأديبية تتسـ بطابع مميز خاص ،فيي ال تصيب الموظؼ إال في حياتو ومركزه الوظيفي فالعقوبة عمى ىذا
األساس يتحدد نطاقيا مف حيث األشخاص بالموظؼ العاـ ومف حيث نطاؽ السبب باإلخالؿ بالواجبات الوظيفية
ومقتضياتيا ،ومف حيث نطاؽ المحؿ بالحياة الوظيفية والمركز القانوني لمموظؼ وعالقتو بالدولة.
أوال :أىداف العقوبة التأديبية
تتوخى السمطة التأديبية مف وراء توقيع الجزاء التأديبي جممة مف األىداؼ يأتي عمى رأسيا:
اإلصالح :ييدؼ التأديب إلى إصالح شخص الموظؼ مف خالؿ تقويمو وتبصيره بواقعة األخطاء التي ارتكبيا حتى ال
يكررىا مستقبال ،فالتأديب ال يقوـ عمى فكرة العقاب بؿ ييدؼ إلى إصالح الموظؼ ورفع كفاءة أدائو ،و مف وسائؿ
اإلصالح التنبيو و اإلنذار.
الردع :ييدؼ التأديب لردع الموظؼ عف تكرار سموكو المنحرؼ ومنع غيره مف االقتداء بو.
ضمان سير المرافق العامة :العقوبة ليست غاية بحد ذاتيا ،بؿ ىي وسيمة تمكف المرفؽ العاـ مف أداء رسالتو ،فعندما
يدرؾ الموظؼ العاـ أف أي تقصير مف جانبو أو إىماؿ في أداء واجباتو الوظيفية ،سوؼ يجابو مف قبؿ اإلدارة
بعقوبات تأديبية ،ىذا األمر يشكؿ حاف از لدى الموظؼ بالمواظبة عمى واجباتو الوظيفية ،األمر الذي يضمف سير
المرفؽ العاـ بانتظاـ وباضطراد.
تخضع العقوبات التأديبية لممبدأ العاـ "ال عقوبة إال بنص" شأنيا في ذلؾ شاف العقوبات الجنائية ،و ىذا المبدأ يقضي
بعدـ توقيع عقوبات تأديبية عمى الموظؼ لـ ترد ضمف قائمة العقوبات التأديبية المنصوص عمييا صراحة و عمى
سبيؿ الحصر ،فرغـ أف اختيار عقوبة مف بيف العقوبات التأديبية المقررة يخضع لمسمطة التقديرية لجية التأديب ،لكنيا
ال تممؾ أف تخمؽ عقوبة ال وجود ليا في القانوف وال يستطيع استبداليا بغيرىا ،ميما كانت األسباب الدافعة إلى ذلؾ
ولو كاف ما توقعو عمى الموظؼ ،أخؼ مف العقوبة المقررة حتى ولو تـ برضاء الموظؼ نفسو ،ألف مركزه الوظيفي
مستمد مف القوانيف مباشرة ،فال يجوز االتفاؽ عمى عكس ما تقضي بو ،و عمى ذلؾ ال يجوز لمسمطة التأديبية
المختصة أف توقع عمى الموظؼ عقوبة الحرماف مف اإلجازة السنوية كميا أو بعضيا ،كما يقضي ىذا المبدأ بعدـ
مشروعية أي قرار يصدر في حؽ الموظؼ يكوف غير عقابي في ظاىره و لكنو يخفي في طياتو عقوبة تأديبية؛ و ىو
ما يسمى (بالعقاب المقنع)
وتحقيقا لمبدأ الشرعية في نطاؽ العقوبة التأديبية فقد استقر القضاء اإلداري عمى وضع ضوابط ىامة لمراقبة ىذه
الشرعية ،ومف ذلؾ االلتزاـ بالجزاءات الواردة في القوانيف والموائح ،واختصاص السمطة التأديبية بتوقيع الجزاء ،وتناسب
الجزاء الموقع مع الذنب الذي اقترفو الموظؼ وىو ما يعرؼ بعدـ الغمو في تقدير العقوبة ،فضال عف عدـ تعدد
الجزاءات عف الذنب اإلداري الواحد ومبدأ شخصية الجزاء التأديبي ،مبدأ عدـ رجعية الجزاء التأديبي ،ومبدأ المساواة في
الجزاء التأديبي ،باإلضافة لمبدأ التفسير الضيؽ لمعقوبات أو حظر القياس
ثانيا :مبدأ الشخصية يقصد بو أف يتحمؿ الموظؼ المخطئ مسؤولية المخالفة التي ارتكبيا وعدـ مسؤولية غيره عف
أخطائو.
ثالثا :مبدأ عدم تعدد الجزاء التأديبي يقصد بو أنو ال يجوز توقيع جزاء تأديبي عمى الموظؼ المخطئ الذي ارتكب
مخالفة تأديبية أكثر مف مرة ،فعبارة "إحدى العقوبات" الواردة في قانوف الوظيفة العامة تفيد عدـ جواز الجمع بيف أكثر
مف عقوبة.
رابعا :مبدأ التدرج يمكف تمخيص مفيوـ مبدأ التدرج بتفاوت الجزاء باتجاه تصاعدي كما ونوعا ،بحيث تكوف الجزاءات
في وضع ىرمي ،فالجزاء األخؼ يكوف في قاعدة اليرـ ،ثـ يميو الجزاء األكثر شدة ،وىكذا حتى نصؿ إلى قمة اليرـ
وذلؾ بالوصوؿ إلى الجزاء األكثر جسامة كالعزؿ أو الفصؿ مف الخدمة.
خامسا :مبدأ المساواة يقصد بذلؾ المساواة بيف الموظفيف المتساويف في درجاتيـ الوظيفية والمراكز التي يشغمونيا في
السمـ اإلداري ،فالمساواة أماـ القانوف ليست مسألة حسابية وانما المقصود بيا مساواة ىو عدـ التمييز بيف أفراد الطائفة
الواحدة إذا تماثمت مراكزىا القانونية ،فمقتضى ىذا المبدأ أنو ليس مف الجائز أف تختمؼ العقوبة التأديبية المطبقة عمى
الموظفيف باختالؼ وضعيتيـ االجتماعية والمسؤوليات التي يتقمدونيا ،متى كانت األخطاء المرتبكة والظروؼ التي
تمت فييا وآثارىا موحدة وطالما قد توافرت بالنسبة ليـ نفس الظروؼ والمالبسات المتعمقة بوحدة نوع الخطأ المرتكب
ودرجة جسامتو وما يقترف بو مف ظروؼ مشددة أو مخففة.
فطبقا لمقواعد العامة ،فإف عممية القياس ىي استنباط قواعد قانونية تطبقيا السمطات التأديبية عمى حاالت مماثمة نص
عمييا المشرع ،إال أف القياس ينبغي أال ينشئ الجزاءات والمخالفات إذا كانت األخيرة محددة نصا و حص ار في القانوف
ويتفؽ كؿ مف الفقو والقضاء عمى تطبيؽ مبدأ حظر القياس أو مبدأ التفسير الضيؽ في مجاؿ الجزاء التأديبي بصورة
مطمقة.
ال يجوز معاقبة شخص عمى فعؿ لـ يكف مجرما وقت اقترافو لذلؾ يجب عند صدور القرار التأديبي عف المخالفة التي
ارتكبيا الموظؼ مراعاة تطبيؽ القانوف الساري وقت صدور القرار التأديبي ال القانوف الذي كاف ساريا وقت وقوع
المخالفة ،ومقتضى ذلؾ أف يكوف الجزاء الموقع مف بيف الجزاءات الواردة في القانوف الجديد فال يجوز أف تمتد ىذه
اآلثار إلى تاريخ سابؽ عمى تاريخ إصدار الجزاء التأديبي.
يتعيف عمى السمطة الرئاسية عندما توقع الجزاء أف تقدر مالئمتو لجسامة الخطأ اإلداري ،بغير مغاالة في الشدة وال
إسراؼ في الرأفة ،فيترتب عمى ذلؾ عدـ القسوة في توقيع العقوبات التأديبية التي تؤدي إلى إحجاـ الموظفيف عف
تحمؿ المسؤولية؛ وعدـ اإلفراط في الشفقة التي قد تؤدي إلى استيانتيـ بأداء الواجب.
الفرع الثالث :اإلجراءات التأديبية
إف تحريؾ الدعوى التأديبية يبدأ بتكييؼ الفعؿ الذي اقترفو الموظؼ العاـ و إضفاء طابع الخطأ التأديبي عميو قصد
اختيار العقوبة التأديبية المناسبة و تأتي بعد ذلؾ سمسمة مف األعماؿ ىدفيا األساسي تسميط الجزاء التأديبي عمى
الموظؼ المذنب ،ىذه األعماؿ يطمؽ عمييا اصطالحا اإلجراءات التأديبية وىي تخضع لقواعد قانونية مف شأنيا أف
تحوؿ دوف إساءة استعماؿ السمطة الرئاسية لحقيا في التأديبي.
و لقد نظـ القانوف األساسي لموظيفة العامة اإلجراءات التأديبية في المواد مف 156إلى 176كما نص عمى استم اررية
العمؿ بالنصوص التطبيقية و التنفيذية السارية قبؿ صدوره كمرحمة انتقالية و لغاية إصدار نصوص مفسرة و مطبقة
خاصة بو ،ىذه النصوص تتمثؿ أساسا في المرسوـ 152-66الصادر في جواف 1966المتعمؽ باإلجراءات التأديبية
و المرسوـ رقـ 10_84الذي يحدد اختصاص المجاف المتساوية األعضاء و تشكيمتيا و تنظيميا و عمميا ،و كذا
التعميمية رقـ 7الخاصة باإلجراءات التأديبية.
وفقا لدراسة أجراىا المعيد الدولي لمعموـ اإلدارية يبدو أف العالـ يأخذ ثالثة أنظمة في مجاؿ تحديد طابع التأديب
تختمؼ باختالؼ األنظمة القانونية ،فبعض األنظمة تعيد بيذه السمطة إلى جية اإلدارة كالرئيس اإلداري ، ،ومنيا ما
تعيد بيا إلى نظاـ مختمط يعرؼ بالنظاـ شبو القضائي ،ومنيا ما تعيد بيا إلى جية القضاء ممثال في محاكـ تأديبية
مختصة شانيا في ذلؾ شأف المحاكـ الجنائية المختصة بتوقيع العقوبات.
يعد االتجاه السائد مف القدـ و يقوـ عمى إعطاء سمطة التأديب لمرؤساء المختصيف دوف تدخؿ أي جية أخرى ،و تأخذ
بيذا النظاـ بعض الدوؿ مثؿ الدنمارؾ اسبانيا كندا و بريطانيا والواليات المتحدة األمريكية.
فالتأديب حسب ىذا االتجاه ىو مظير مف مظاىر السمطة الرئاسية التي ليا الحؽ في توقيع العقوبات التأديبية أيا كاف
نوعيا أو درجاتيا ،بسيطة كانت تمؾ العقوبات أـ جسيمة ،وال تمزـ السمطة الرئاسية في ىذا النظاـ بأخذ رأي الييئات
االستشارية قبؿ توقيع الجزاء ،وال يوجد معقب عمى ىذه السمطة باستثناء القضاء فيما تصدره مف ق اررات تأديبية سواء
بالتعديؿ أو اإللغاء.
تأخذ بيذا النظاـ بعض الدوؿ مثؿ بمجيكا فرنسا و ايطاليا ،فيذا النظاـ يجعؿ سمطة توقيع العقوبات التأديبية وبخاصة
العقوبات "اإلقصائية" منيا بيد مجالس تأديبية تتكوف مف عناصر إدارية محايدة ،وفي بعض الدوؿ منيا فرنسا عمى
سبيؿ المثاؿ تحتفظ السمطة الرئاسية باالختصاص التأديبي ،غير أنو يفرض عمييا عدـ إصدارىا لمعقوبة التأديبية إال
بعد عرض األمر عمى لجاف إدارية تشكؿ خصيصا لمنظر في االتيامات الموجية لمموظفيف وتقدـ الرأي فييا فإذا ما
قامت السمطة الرئاسية بتوقيع العقوبة دوف الرجوع ليذه المجاف فإف قرارىا يعد باطال.
ويأخذ النظاـ شبو القضائي إحدى الصور الثالثة:
الصورة األولى إنشاء المشرع بجانب اإلدارة ىيئة مستقمة يتعيف استطالع رأييا قبؿ إصدار الجزاء ،ويكوف رأييا غير
ممزـ لمسمطة الرئاسية ،رغـ أف االستشارة تعد إجراءا جوىريا يترتب عمى إغفاليا بطالف القرار التأديبي.
الصورة األولى الثانية قد ينشئ المشرع بجانب اإلدارة ىيئة مستقمة يتعيف استطالع رأييا قبؿ توقيع الجزاء ويكوف رأييا
ممزما ويتعيف عمى اإلدارة احترامو والتقيد بو ،وأف ليا حؽ تعديؿ الرأي المقترح ،فيكوف ذلؾ بتخفيؼ العقوبة المقترحة ال
بتشديدىا.
الصورة الثالثة :واألخيرة قد يوكؿ المشرع لإلدارة سمطة توقيع بعض الجزاءات التأديبية الخفيفة ،عمى أف يتولى توقيع
الجزاءات األكثر جسامة مجالس تأديبية غالبية أعضائيا مف رجاؿ اإلدارة مع وجود عناصر قضائية في تشكيميا،
وتصدر ىذه المجالس ق ارراتيا بصورة نيائية وليس مجرد رأي أو مشورة.
والنظاـ شبو القضائي ال يمثؿ تطو ار حقيقيا في نظاـ التأديب اإلداري نحو النظاـ القضائي ولكنو يوفر
لمموظفيف نوعا مف الضمانات تقترب مف الضمانات القضائية ،فيو ييدؼ أساسا إلى الحد مف تعسؼ السمطة الرئاسية
بإلزاميا بالقياـ ببعض اإلجراءات وتوفير بعض الضمانات والتي ال تصؿ إلى حد التماثؿ مع ضمانات النظاـ
القضائي.
النظام القضائي :يقوـ ىذا النظاـ عمى الفصؿ المطمؽ بيف السمطة الرئاسية التي يقتصر دورىا عمى مجرد إجراء
التحقيؽ وتوجيو االتياـ واتخاذ بعض اإلجراءات لمصمحة التحقيؽ ،كإجراء توقيؼ تحفظي مؤقت ،باإلضافة إلمكانية
تحريؾ الدعوى التأديبية ورفعيا عف طريؽ ىيئة خاصة تتولى اإلدعاء ،و بيف اؿمحاكـ المختصة التي تسمى "المحاكـ
التأديبية" فرض العقوبات التأديبية عمى الموظؼ المخالؼ في ومثاؿ ىذا النظاـ موجود في ألمانيا ،النمسا ،مصر
وغيرىا...
أوؿ ما يجب اإلشارة إليو ىو أف السمطة التي ليا صالحية التعييف ىي التي تتخذ اإلجراءات التأديبية أو أف ال تتخذىا
،و ليا ترجع سمطة تكييؼ الخطأ إلى أي درجة ينتمي ثـ تقرير العقوبة المناسبة لو .
و لقد ميز القانوف بيف اإلجراءات المتعمقة بالمسؤولية التأديبية بالنظر إلى جسامة العقوبة حيث ميز بيف العقوبات مف
الدرجتيف األولى و الثانية ،و العقوبتيف مف الدرجة الثالثة و الرابعة ىذه األخيرة التي تشكؿ خط ار عمى الحياة الوظيفية
لمموظؼ تحتاج إلى ضمانات أكثر مف تعسؼ اإلدارة و ذلؾ عمى النحو التالي:
تتخذ ىذه العقوبات بقرار مبرر وىذا بعد تقديـ المعني لتوضيحات كتابية ،و التسبيب في ىذه الحالة ىو شكمية جوىرية
يجب عمى اإلدارة احتراميا و إال كاف قرارىا معيبا في الشكؿ تطبيقا لنص المادة ( 165ؽ.أ.و.ع) الذي ورد فيو:
" تتخذ السمطة التي ليا صالحيات التعييف بقرار مبرر العقوبات التأديبية مف الدرجة األولى والثانية بعد حصوليا عمى
توضيحات كتابية مف المعني ".والتسبيب ال يقتصر عمى العقوبات مف الدرجتيف األولى و الثانية فحسب بؿ يمتد إلى
العقوبات مف الدرجتيف الثالثة و الرابعة.
يشكؿ وجوب التسبيب ضمانة مف الضمانات التأديبية ،التي تكفؿ لمموظؼ حقو في مساءلة عادلة ،ودوف التسبيب يقع
قرار الجية اإلدارية باطال.
والتسبيب ىو ذكر المبررات التي ألجميا صدر القرار التأديبي إلحاطة المخاطب بو بالدوافع التي عوقب ألجميا وىو
شكؿ جوىري يترتب عمى تخمفو إمكانية رفع دعوى إبطاؿ ضد ىذا القرار ألنو معيب بعيب الشكؿ و ليس بعيب
السبب ،ألف سبب القرار يتمثؿ في الحالة القانونية أو الواقعية التي دفعت اإلدارة إلصداره ،فالتسبيب يأتي دائما
معاصر إلصدار القرار التأديبي ،بينما سببو موجود دائما قبؿ إصداره.
و يستفيد الموظؼ المتعرض لعقوبة مف إحدى الدرجتيف األولى أو الثانية مف رد االعتبار إما بطمبو خالؿ مدة سنة
ابتداء مف تاريخ اتخاذ قرار العقوبة يقدمو لمسمطة التي اتخذت قرار التعييف ،أو بقوة القانوف إذا لـ يتعرض الموظؼ
لعقوبة جديدة بعد مرور سنتيف مف تاريخ اتخاذ قرار العقوبة ،و في كؿ األحواؿ يترتب عمى رد االعتبار محو كؿ اثر
لمعقوبة مف ممؼ الموظؼ المعني في حالة إعادة االعتبار.
نظ ار لخطورة العقوبتيف مف الدرجتيف الثالثة و الرابعة ،أحاطيا القانوف بعدة إجراءات و شكميات تمثؿ في أغمب األحياف
ضمانات لمموظؼ و التي تظير مف تاريخ تحريؾ المسؤولية التأديبية إلى غاية المجوء إلى القضاء في حالة ما إذا لـ
تنجح التسوية اإلدارية عبر عدة مراحؿ نستعرضيا كما يمي:
تقوـ السمطة التي ليا صالحية التعييف بإخطار المجمس التأديبي بتقرير مبرر يتضمف تحديد تكييؼ الخطأ و إذا لزـ
األمر الظروؼ التي ارتكب فييا والعقوبة المقترحة في أجؿ ال يتعدى خمس و أربعيف ( )45يوما ابتداء مف تاريخ
معاينة الخطأ و إال تقادـ الخطأ بانقضاء ىذا األجؿ ،والحكمة في أخد المشرع بمبدأ سقوط العقوبة التأديبية بمضي
المدة تتمثؿ في أنو بمرور الزمف قد تنسى المخالفة و تنتفي مف ثمة الحاجة إلى الزجر أو الردع ،إذ ليس مف المصمحة
العامة في شيء أف يضؿ الموظؼ المخالؼ ميددا في حياتو الوظيفية ،و يستمر مركزه الوظيفي معمقا و غير مستقر
لفترة طويمة.
في أجؿ 15يوـ عمى األقؿ قبؿ اجتماع المجمس التأديبي يجب تبميغ الموظؼ باألخطاء المنسوبة إليو و بتاريخ مثولو
أماـ المجمس بواسطة البريد الموصى عميو مع وصؿ االستالـ ،مع تمكينو مف اإلطالع عمى كامؿ ممفو التأديبي في
اجؿ 15يوـ ابتداء مف تحريؾ الدعوى التأديبية ،كما يجب حضور الموظؼ المعني شخصيا ،و في حالة امتناعو
عف الحضور دوف مبرر قانوني تستمر المتابعة التأديبية ،غير انو إذا حالت قوة قاىرة دوف حضوره أو وجد مبرر
مقبوؿ لغيابو يمكنو أف يمتمس مف المجمس التأديبي أف يمثؿ مف طرؼ مدافعو ،و يترتب عمى عدـ تبميغ الموظؼ و
تمكينو مف الدفاع عف نفسو بطالف القرار اإلداري المتضمف العقوبة التأديبية .
يجب عمى المجمس التأديبي أف يبت في القضية المطروحة عميو في اجؿ ال يتعدى خمسة و أربعيف 45يوما مف
تاريخ إخطاره ،ورأيو ممزـ لإلدارة فيو رأي مطابؽ و ليس مجرد رأي استشاري ،يتخذه بموجب مداوالت في جمسات
مغمقة ،فال يجوز لممجمس أف يتنازؿ عف اختصاصو لفائدة اإلدارة و إال كاف القرار اإلداري المتضمف العقوبة معيبا
بعدـ االختصاص .
حيث يقوـ المقرر الذي يعينو المجمس التأديبي بقراءة تقرير المسبب الذي أعدتو السمطة الرئاسية ،بحضور الموظؼ
المتيـ و محاميو لإلجابة عمى األسئمة المطروحة عمييـ مف طرؼ أعضاء المجمس.
ويقدـ الموظؼ مالحظاتو كتابيا آو شفييا ،كما يمكنو االستعانة بشيود سواء مف زمالئو آو الغير قصد تبرئة نفسو أماـ
المجمس التأديبي ،وكذلؾ االستعانة بمدافع مخوؿ آو موظؼ يختاره بنفسو لمدفاع عف مصالحو أماـ المجمس التأديبي
و يقوـ المجمس بعد ذلؾ بالمداوالت و التي تنتيي إلى إحدى نتيجتيف و ىما:
-النتيجة األولى :اكتفاء المجمس بالتوضيحات المقدمة في التقرير و بالتالي يتخذ القرار التأديبي المناسب في اجتماع
مغمؽ ال يحضره إال األعضاء الذي يمثموف اإلدارة و الموظؼ و في حالة تساوي األصوات تطبؽ العقوبة األقؿ درجة
مباشرة مف العقوبة التي اقترحتيا اإلدارة.
-النتيجة الثانية :في حالة ما إذا ارتأى المجمس بأف التوضيحات المقدمة في تقارير السمطة الرئاسية غير كاؼ يسوغ
لو أف يأمر بإجراء التحقيؽ الالزـ لتوضيح النقاط التي يراىا غامضة ،حيث يمكف لممجمس التأديبي طمب فتح تحقيؽ
إداري مف طرؼ السمطة التي ليا صالحية التعييف و ىذا قبؿ البت في القضية المطروحة.
جعؿ القانوف النظر في جدوى التحقيؽ مف صالحية المجمس التأديبي التقديرية الذي يمكنو طمب فتح تحقيؽ إداري مف
طرؼ السمطة التي ليا صالحية التعييف و ىذا قبؿ البت في القضية المطروحة عميو متى لـ يكتؼ باإليضاحات
الواردة عمى األفعاؿ المنسوبة لممعني أو الظروؼ التي ارتكبت فييا ىذه األفعاؿ.
بينما جعؿ إجراء التحقيؽ مف صالحية السمطة التي ليا صالحية التعييف و بذلؾ تجمع ىذه السمطة بيف االختصاص
باالتياـ و االختصاص بالتحقيؽ وىو ما قد يشكؿ مساسا بمبدأ الحياد في عممية التحقيؽ.
والتحقيؽ إجراء شكمي يتخذ بعد وقوع المخالفة قصد الكشؼ عف فاعميا أو التثبت مف صحة إسنادىا إلى فاعؿ معيف
لموصوؿ لمحقيقة ،بالفحص والبحث والتقصي الموضوعي والمحايد والنزيو لمتأكد مف صحة حدوث وقائع محددة ونسبتيا
إلى أشخاص محدديف مع المحافظة عمى سرية التحقيؽ لما يمكف أف يشكمو عدـ السرية مف مساس بالمركز الوظيفي
أو القانوني لمموظؼ.
والتحقيؽ الذي يعتد بو في ىذه الحالة ىو التحقيؽ الذي يسبؽ اتخاذ قرار الجزاء ،ألف التحقيؽ الالحؽ ليس مف شأنو
.
أف يصحح القرار الصادر بالعقوبة
و قرار إحالة الموظؼ لمتحقيؽ اإلداري بواسطة السمطة المختصة ال يعد ق ار ار إداريا نيائيا ،حيث ال يعدو أف يكوف
إجراءا مف إجراءات التنظيـ الداخمي قصد ضماف حسف سير العمؿ داخؿ المرفؽ فيو إجراء مميد إلصدار قرار
تأديبي ىذا األخير يصمح أف يكوف محال لدعوى قضائية ،كما أف المحاؿ لمتحقيؽ ليس لديو مصمحة لرفع دعوى ضد
قرار إجراء التحقيؽ ،حيث ال يمس القرار بذاتو مرك از قانونيا ،وليس مف شأنو التأثير عمى حالتو القانونية ،وبذلؾ ينعدـ
لديو شرط المصمحة الذي ىو مف شروط قبوؿ الدعوى.
يجب أف يبمغ قرار العقوبة المسبب لمموظؼ المعني في اجؿ 8أياـ ابتداء مف تاريخ اتخاذ القرار ،ويحفظ في ممفو
اإلداري.
و ىو نفس الوضع بالنسبة لمعوف المتعاقد حيث تصدر السمطة المختصة العقوبات التأديبية و يجب أف تبرر و تبمغ
إلى المعني باألمر ،يبمغ العوف المعني بالقرار المتضمف العقوبة التأديبية في اجؿ ال يتعدى ( )8ثمانية أياـ ابتداء مف
تاريخ اتخاذ ىذا القرار و يحفظ في ممفو اإلداري.
لمموظؼ الذي ىو محؿ عقوبة تأديبية مف الدرجتيف الثالثة أو الرابعة الذي يرى بأنو مغبوف ألنو حرـ مف ضمانات
الدفاع أو لعدـ تطابؽ العقوبة مع الخطاء المنسوب إليو آو ألي سبب يستند إليو في عدـ رضائو بالعقوبة المفروضة
عميو أف يقدـ تظمما أماـ لجنة الطعف المختصة و ىذا في أجؿ شير واحد ابتدءا مف تاريخ تبميغ العقوبة.
يقصد بالتوقيؼ عف العمؿ كإجراء تحفظي إقصاء الموظؼ عف مباشرة مياـ وظيفتو مؤقتا ،فيو ليس عقوبة بذاتو إنما
إجراء إداري احتياطي تمميو ظروؼ التحقيؽ قصد منع التأثير عمى التحقيؽ اإلداري مف خالؿ التأثير عمى الشيود متى
كانوا خاضعيف لسمطتو الرئاسية ،أو منعو مف إخفاء مستندات ذات أىمية أو طمس الحقيقة بما يحوؿ دوف إدانتو ومنع
الموظؼ مؤقتا مف مباشرة ميامو ال يقطع عالقتو باإلدارة فال يجوز لو التحمؿ مف بعض الواجبات الوظيفية التي
يفرضيا وضعو كإفشاء األسرار الوظيفية أو القياـ بما مف شأنو المساس بكرامة الوظيفة أو الجمع بيف الوظيفة ونشاط
آخر.
تتخذ اإلدارة إجراء التوقيؼ كإجراء تحفظي بموجب قرار التوقيؼ الذي ال يمكف أف يكوف محؿ دعوى قضائية ألنو ليس
قرار نيائيا فيو يبقى مجرد إجراء تحفظي ال أكثر و ذلؾ في حالتيف ىما :
العقوبة من الدرجة الرابعة :في حالة ارتكاب الموظؼ لخطا جسيـ يمكف أف يؤدي لعقوبة مف الدرجة الرابعة تقوـ
السمطة التي ليا صالحية التعييف بتوقيفو عف ميامو فورا ،و يتقاضى الموظؼ الموقوؼ نصؼ راتبو الرئيسي و كؿ
المنح العائمية ،و يثبت لو استرجاع كامؿ حقوقو و الجزء الذي خصـ مف راتبو في حالة ما إذا اتخذت في حؽ
الموظؼ الموقؼ عقوبة اقؿ مف عقوبة الدرجة الرابعة ،أو تمت تبرئتو مف األعماؿ المنسوبة إليو ،أو أف المجنة
اإلدارية متساوية األعضاء لـ تبت في قضيتو في اآلجاؿ المحددة.
و رغـ أف المرتب ىو مقابؿ العمؿ الفعمي لمموظؼ ،وأف الموظؼ الموقوؼ ال يؤدي عمال يستحؽ عميو أجرا ،إال أف
الموظؼ الموقوؼ عف عممو منع مف أداء عممو رغما عنو ،ورغبة مف المشرع في كفالة حد أدنى لممعيشة ليذا
الموظؼ الذي لـ تتقرر إدانتو بعد فقد منحو حؽ صرؼ نصؼ راتبو.
المتابعة الجزائية :يتـ توقيؼ الموظؼ الذي ىو محؿ متابعة جزائية ال تسمح ببقائو في منصبو ،و يمكف أف يستفيد
في ىذه الحالة خالؿ مدة ال تتجاوز 6اشير ابتداء مف تاريخ التوقيؼ و في ذلؾ سمطة تقديرية لإلدارة مف اإلبقاء عمى
جزء مف راتبو ال يتعدى نصفو مع االستمرار في تقاضي مجمؿ المنح العائمية ،عمى أف تسوى وضعيتو اإلدارية بعد أف
يصبح الحكـ المترتب عف المتابعة الجزائية نيائيا.
و ما تجب اإلشارة إليو أف التوقيؼ بسبب المتابعة الجزائية ال يخص الموظفيف فقط إنما يشمؿ حتى األعواف
المتعاقديف ،حيث يوقؼ العوف المتعاقد فو ار عندما يكوف محؿ متابعات جزائية ال تسمح ببقائو في منصبو وال تسوى
وضعيتو اإلدارية إال بعد أف يصبح الحكـ المترتب عمى المتابعات الجزائية نيائيا ،وال يتقاضى العوف المعني أثناء مدة
التوقيؼ أي راتب ما عدا المنح ذات الطابع العائمي.
لما كاف الموظؼ في مركز الئحي تنظيمي ،فإف أغمب منازعات الوظيفة العمومية تكوف اإلدارة فييا في مركز المدعى
عميو ألنيا محميا ق اررات إدارية ،لذلؾ ألزـ القانوف السمطة التي ليا صالحية التعييف بتبميغ الموظؼ بكؿ الق اررات
الفردية المتعمقة بوضعيتو اإلدارية الوظيفية سواء قرار تعيينو ،أو قرار تأديبو ،أو قرار نقمو ،أو الق اررات المتضمنة منعو
مف الرجوع لممنصب بعد اإلحالة لالستيداع أو االنتداب ،كما تمتزـ بنشر كؿ الق اررات اإلدارية التي تتضمف تعييف و
ترسيـ و ترقية الموظفيف و مياميـ في نشرة رسمية لممؤسسة أو اإلدارة العمومية المعنية حتى يتمكف كؿ ذو مصمحة
مف الطعف فييا.
و يعتبر إرفاؽ عريضة الدعوى بالقرار محؿ النزاع شكمية جوىرية لقبوليا ما لـ يوجد مانع يحوؿ دوف ذلؾ ،و يجب
أف يكوف ىذا القرار لو اثر عمى المركز القانوني لمموظؼ بحيث يشكؿ أذى بذاتو و مف ثمة فالق اررات التي ال تمحؽ
أذى بذاتيا ال تصمح أف تكوف محال لدعوى قضائية و منيا قرار التوقيؼ التحفظي أو قرار اإلحالة عمى التحقيؽ.
حدد المشرع االختصاص اإلقميمي في نص المادة ( 804ؽ.إ.ـ.إ) في مادة المنازعات المتعمقة بالموظفيف أو أعواف
الدولة أو غيرىـ مف األشخاص العامميف في المؤسسات العمومية اإلدارية ،أماـ المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا
مكاف ممارسة وظيفتيـ.
تطبيقا لممادة 800مف (ؽ.إ.ـ.إ) التي ورد فييا أف " :المحاكـ اإلدارية ىي جيات الوالية العامة في المنازعة اإلدارية
...تختص بالفصؿ في أوؿ درجة بحكـ قابؿ لالستئناؼ في جميع القضايا التي تكوف الدولة أو الوالية أو البمدية أو
إحدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية أو الييئات العمومية الوطنية والمنظمات المينية الوطنية طرفا فييا "
و في نفس السياؽ عددت المادة( 2ؽ.أ.و.ع) األشخاص المعنوية العامة التي يتـ التوظيؼ لحسابيا وىي الفئات
الخاضعة ألحكاـ ىذا القانوف والتي تنص عمى" :يطبؽ ىذا القانوف األساسي عمى الموظفيف الذيف يمارسوف نشاطيـ
في المؤسسات واإلدارات العمومية .يقصػد بالمؤسسػات و اإلدارات العموميػة ،المؤسسػات العمومية ،واإلدارات المركزية
في الدولة والمصالح غير الممركزة التابعة ليا والجماعات اإلقميميػة والمػؤسسػات العمومػية ذات الطابػع اإلداري،
والمؤسسات العمومية ذات الطابع العممي والثقافي والميني والمؤسسات العمومية ذات الطابع العممي والتكنولوجي و كؿ
مؤسسة عمومية يمكف أف يخضع مستخدموىا ألحكاـ ىذا القانوف األساسي".
و عميو إف منازعات الموظفيف و األعواف المتعاقديف مع اإلدارة تدخؿ في اختصاص المحاكـ اإلدارية كقاعدة عامة.
يتـ استئناؼ أحكاـ المحاكـ اإلدارية أماـ المحاكـ اإلدارية لالستئناؼ طبقا لممادة 900مكرر التي تنص عمى أنو "
تختص المحكمة اإلدارية لالستئناؼ بالفصؿ في استئناؼ األحكاـ و األوامر الصادرة عف المحاكـ اإلدارية .
طبقا لممادة 900مكرر التي تنص عمى أنو "و تختص المحكمة اإلدارية لالستئناؼ لمجزائر بالفصؿ كدرجة أولى في
دعاوى إلغاء و تفسير و تقدير مشروعية الق اررات اإلدارية الصادرة عف السمطات اإلدارية المركزية و الييئات العمومية
الوطنية و المنظمات المينية الوطنية ".
و عميو ترفع الدعاوى المتعمقة بمنازعات الموظفيف و األعواف المتعاقديف مع اإلدارة أماـ المحاكـ اإلدارية لالستئناؼ
لمجزائر باعتبارىا درجة أولى متى توفر الشرطيف التالييف:
-القرار الذي يخاصمو الموظؼ صادر عف سمطة إدارية مركزية أو ىيئة عمومية وطنية،
-طمبات الموظؼ تقتصر عمى إلغاء و تفسير و تقدير مشروعية القرار اإلداري محؿ الدعوى
بينما يتـ استئناؼ أحكاـ المحاكـ اإلدارية لالستئناؼ لمجزائر عندما تفصؿ في النزاع باعتبارىا قاضي درجة أولى أماـ
مجمس الدولة طبقا المادة 902التي تقضي بأنو يختص مجمس الدولة بالفصؿ في استئناؼ الق اررات الصادرة عف
المحكمة اإلدارية لالستئناؼ لمجزائر العاصمة في دعاوى إلغاء و تفسير وتقدير مشروعية الق اررات اإلدارية الصادرة
عف السمطات اإلدارية المركزية و الييئات العمومية الوطنية و المنظمات المينية الوطنية .
و يترتب عمى تفعيؿ اختصاص المحاكـ اإلدارية لالستئناؼ لمجزائر ضياع الجيد و الوقت و الماؿ.
القاعدة العامة ىي وحدة القانوف المطبؽ عمى منازعات الموظفيف سواء كاف قانوف موضوعي أو قانوف إجرائي شكمي و
سواء كانت الدعوى مرفوعة أماـ المحاكـ اإلدارية ،أو المحاكـ اإلدارية لالستئناؼ ،أو المحاكـ اإلدارية لالستئناؼ
لمجزائر،أو حتى عمى مستوى مجمس الدولة ،عندما تفصؿ ىذه الجيات القضائية في النزاع باعتبارىا جية موضوع،
وأف موضوع النزاع و طمبات المدعي ىي التي تحدد القانوف واجب التطبيؽ ،فمف يختمؼ القانوف المطبؽ عمى النزاع أو
اإلجراءات الواجب احتراميا سواء المتعمقة بق اررات النقؿ ،أو المتعمقة بق اررات العزؿ إلىماؿ المنصب ،أو ق اررات رفض
الرجوع إلى المنصب بعد االستيداع أو االنتداب ،أو الق اررات التأديبية بسبب اختالؼ الييئات القضائية طالما أف قواعد
االختصاص المحددة قانونا محترمة ،لكنو سيختمؼ بحسب موضوع الدعوى و طمبات المدعي.
األسباب العادية لنياية المسار الوظيفي ىي األسباب التي تكوف إما إرادية أو الطبيعة ،و تتمثؿ في الحاالت التالية:
االستقالة قطع لمعالقة الوظيفية الموجودة بيف الموظؼ واإلدارة ،لسبب مف األسباب بحريتو و بصفة نيائية ،وىي بيذا
المعنى تعتبر االستقالة عممية قانونية تتفاعؿ فييا إرادتاف ،إرادة الموظؼ والمتمثمة في رغبتو بترؾ الوظيفة بشكؿ نيائي
وارادة اإلدارة المتمثمة في موافقتيا عمى طمب االستقالة متى رأت أف ذلؾ ال يؤثر سمبا عمى سير المرفؽ العاـ وعمى
مصمحة الجميور
و لقد نظـ (ؽ.أ.و.ع) االستقالة في المواد مف 217إلى 220و اعتبرىا حؽ معترؼ بو لمموظؼ ،يجب أف
تتـ بطمب كتابي بخط الموظؼ خالية مف أي قيد أو شرط مقيدا أو معمقا عمى شرط و اال اعتبر كأف لـ يكف ،ذلؾ ألف
اقترانو ببعض الشروط يثير الشؾ في رغبة الموظؼ في االستقالة ،اذ قد ال يكوف ىدفو انياء الخدمة انما حث االدارة
عمى تحقيؽ مطالبو ،يعمف فيو بإرادتو الصريحة رغبتو في قطع العالقة التي تربطو باإلدارة بصفة نيائية حيث ال يعتد
القانوف باالستقالة الشفوية ،و يتـ إرساؿ الطمب المتضمف طمب االستقالة لمسمطة المخولة صالحية التعييف عف طريؽ
السمؾ اإلداري ،و إرساؿ االستقالة ال يعني إنياء العالقة الوظيفية مباشرة ،إنما يمتزـ الموظؼ بأداء الواجبات المرتبطة
بميامو و كؿ توقؼ عف العمؿ يعرضو لممسؤولية التأديبية و ذلؾ إلى حيف صدور قرار مف السمطة المختصة بقبوليا
صراحة ،أو تحقؽ القبوؿ الضمني بسكوت السمطة المختصة في اجؿ أقصاه شيريف ابتداء مف تاريخ إيداع الطمب،
غير انو يمكف لإلدارة تأجيؿ الموافقة عمى طمب االستقالة لمدة شيريف آخريف ابتدءا مف تاريخ انقضاء اآلجاؿ األوؿ
لمضرورة القصوى لممصمحة و بانقضاء ىذا اآلجاؿ الثاني تصبح االستقالة فعمية ،و قبوؿ االستقالة يجعميا غير قابمة
لمرجوع فييا .
و يترتب عمى قبوؿ االستقالة أنو ال يجوز لمسمطة الرئاسية ممارسة سمطتيا التأديبية بعد ىذا القبوؿ إال إذا نص القانوف
عمى خالؼ ذلؾ ومثالو كما ورد في القانوف األساسي لمقضاء.
و تعد االستقالة المقبولة بصفة قانونية سببا لنياية النشاط تنيي عالقة العمؿ بعنواف نظاـ التعاقد ،يمكف حيث يمكف
لمعوف المتعاقد االستقالة في أي وقت شريطة تقديمو إلشعار مسبؽ مدتو عشر ( )10أياـ ،يتعيف عميو خالليا أداء
المياـ و الواجبات المرتبطة بمنصب شغمو بصفة عادية.
و يجب التنويو أف االستقالة تكوف فردية ،غير أنو قد يحدث أف يتفؽ مجموعة مف الموظفيف بدوافع مشتركة عمى تقديـ
استقالتيـ معا لمتأثير عمى اإلدارة وارغاما ليا عمى تحقيؽ مطالبيـ ،إف ىذا النوع مف االستقالة يشكؿ تيديدا وعرقمة
لسير المرافؽ العامة لذلؾ يعاقب عميو القانوف ،حيث تنص المادة ( 155ؽ.ع) عمى أنو " القضاة و الموظفوف الذيف
يقرروف بعد التشاور بينيـ تقديـ استقالتيـ بغرض منع أو وقؼ قياـ القضاء بميمتو أو سير مصمحة عمومية يعاقبوف
بالحبس مف ستة ( )6أشير إلى ثالث ( )3سنوات " و بناءا عمى ذلؾ تتحرؾ المسؤولية التأديبية بناءا لممادة 160مف
(ؽ.أ.و.ع) و في نفس السياؽ يجب التذكير أف التوقؼ الجماعي عف العمؿ الناتج عف النزاع الجماعي لمعمؿ خطا
مينيا جسيما يرتكبو العماؿ الذيف يشاركوف فيو و يتحمؿ المسؤولية األشخاص الذيف ساىموا فيو بنشاطيـ المباشر.
تنتيي العالقة الوظيفية بيف اإلدارة و الموظؼ بإحالة ىذا األخير عمى التقاعد ،سواء تمت اإلحالة عمى التقاعد بناء
عمى طمب الموظؼ أو تمقائيا مف اإلدارة إذا بمغ الموظؼ السف القانونية لمتقاعد ،مع مراعاة استثناءات الواردة في
النصوص الخاصة و المتعمقة بسف اإلحالة لمتقاعد منيا مثاال ما يتعمؽ القضاة ،ضباط القوات المسمحة والشرطة،
أساتذة التعميـ العالي...الخ
وقد سبؽ القوؿ أف التقاعد حؽ مف حقوؽ الموظؼ المنصوص عمييا في المادة ( 33ؽ.أ.و.ع) التي ورد فييا
"لمموظؼ الحؽ في الحماية االجتماعية والتقاعد في إطار التشريع المعموؿ بو" ،حيث يعتبر التقاعد مف الحقوؽ المالية
والشخصية التي يستفيد منو مدى حياتو وذلؾ طبقا ألحكاـ المادة 3مف القانوف رقـ 12-83المؤرخ في 2يوليو
1983المتعمؽ بالتقاعد المعدؿ والمتمـ ،وقد ورد ذكره ضمف مقتضيات األمر 03-06لتأكيد العالقة بيف التشريعيف ،
فإذا بمغ الموظؼ سف التقاعد واستوفى شروطو استفاد مف تغطية مكفولة مف قبؿ مؤسسة مستقمة ىي الصندوؽ الوطني
لمتقاعد.
ولقد أرست المادة األولى مف القانوف رقـ 12-83الطابع التوحيدي لنظاـ التقاعد في كؿ النشاطات والقطاعات
بنصيا" :ييدؼ ىذا القانوف إلى تأسيس نظاـ وحيد لمتقاعد" ،وبينت المادة 6مف القانوف رقـ 12-83شروط اإلحالة
عمى التقاعد و المتمثمة في:
-بموغ سف ستيف سنة عمى األقؿ ،إذ يمكف إحالة المرأة عمى التقاعد ابتداء مف سف الخامسة والخمسيف سنة وذلؾ
بطمب منيا.
-القياـ بعمؿ فعمي تساوي مدتو عمى األقؿ سبع سنوات ونصؼ سنة مع دفع اشتراكات الضماف االجتماعي.
و قد بينت المادة 12مف القانوف رقـ 12-83كيفية حساب المعاش بعنواف تقاعد ،أما المادة 30مف نفس
القانوف فبينت كيفية استفادة ذوي الحقوؽ مف ىذا المعاش.
ج) الوفاة
و ىي سبب طبيعي يؤدي إلنياء العالقة الوظيفية ،ويثبتيا أىؿ الخبرة بموجب وثيقة رسمية ،ثـ تدوف في سجالت
الحالة المدنية حسب ما يقرره القانوف ،وبوفاة الموظؼ ال تنتقؿ مياـ الوظيفة لورثتو ،فالوظائؼ العامة ال تقبؿ التوريث
نظ ار لطابعيا المميز والخاص ،ولمكانتيا داخؿ الدولة والمجتمع ،فإذا أراد أحد الورثة االلتحاؽ بوظيفة لدى ذات اإلدارة
المستخدمة التي عمؿ فييا مورثيـ ،ولو لسنوات ،تعيف عميو استيفاء شروط التوظيؼ ،واجراءاتو عمى نحو ما تقدـ.
األسباب غير العادية لنياية المسار الوظيفي ىي األسباب التي تكوف غير إرادية ،فاألصؿ أف الموظؼ ال يسعى
لفقداف جنسيتو أو لياقتو البدنية كما أنو رغـ ارتكابو لمخطأ التأديبي أو لمجريمة فيو ال يريد تحمؿ تبعة العقاب كأصؿ
عاـ ،وتتمثؿ األسباب غير العادية لنياية المسار الوظيفي في الحاالت التالية:
فقداف الجنسية أو التجريد منيا ،فقداف الحقوؽ المدنية ،فقداف المياقة البدنية الالزمة ،فيذه شروط استمرار يجب توفرىا
لاللتحاؽ بالوظيفة كما يجب استمرارىا حتى بعد اكتساب صفة الموظؼ.
)1فقدان الجنسية:
طبقا لممادة 18مف قانوف الجنسية فإنو يتـ فقد الجنسية في الحاالت المبينة أدناه:
-1يفقد الجنسية الجزائرية كؿ جزائري اكتسب عف طواعية في الخارج جنسية أجنبية وأذف لو بموجب مرسوـ صادر
في الجزائر بالتخمي عف الجنسية الجزائرية.
-2الجزائري ولو كاف قاص ار الذي لو جنسية أجنبية أصمية وأذف لو بموجب مرسوـ بالتخمي عف الجنسية الجزائرية.
-3المرأة الجزائرية المتزوجة مف أجنبي والتي تكتسب فعال جنسية زوجيا بسبب الزواج متى صدر مرسوـ يأذف ليا
بالتخمي عف الجنسية الجزائرية.
-4تنازؿ األوالد القصر لممتجنس عف الجنسية الجزائرية الممنوحة ليـ بيف 19إلى 21سنة عمى أف ذلؾ يتـ بشيادة
يحررىا وزير العدؿ.
إف الحديث عف فقداف الحقوؽ المدنية يستمزـ الرجوع لألحكاـ المقررة في قانوف العقوبات والتشريعات األخرى ذات
الصمة ،وبالعودة لممادة 8مف األمر 156-66المؤرخ في 8يونيو 1966يتضمف قانوف العقوبات نجدىا قد تضمنت
صراحة عقوبة تبعية تمثمت في عزؿ المحكوـ عميو وطرده مف جميع الوظائؼ والمناصب السامية في الدولة.
خاصة بالنسبة لموظائؼ التي تعد فييا المياقة البدنية أساسية مثؿ مياـ الشرطة الحماية المدنية أستاذ الرياضة ...الخ
يعد العزؿ مف األسباب المؤدية إلنياء العالقة الوظيفية بيف اإلدارة والموظؼ ،و سبب مف أسباب إنياء العالقة
التعاقدية بيف العوف المتعاقد و اإلدارة المستخدمة.
رغـ أف المشرع لـ يكف دقيقا في استعماؿ المصطمحيف ،إال أف التسريح يختمؼ عف العزؿ لذا يجب التمييز بينيما حيث
يقصد بالتسريح غير تأديبي الذي يكوف بعد انقضاء مدة التربص التي أثبتت عدـ كفاءة الموظؼ المتربص ،فيتـ
تسريح المتربص دوف إشعار مسبؽ أو تعويض لعدـ كفاءتو و دوف أف يرتكب خطأ تأديبيا ،غير أنو يبؽ تسريح ينيي
العالقة الوظيفية بيف المتربص و اإلدارة ،مع إمكانية التحاقو بوظيفة أخرى متى اثبت كفائتو ليا.
بينما يقصد بالتسريح التأديبي المذكور كأقصى عقوبة مف الدرجة الرابعة "العزؿ" و ىو الجزاء التأديبي الذي يتعرض لو
الموظؼ الذي ارتكب خطاء مصنؼ مف الدرجة الرابعة ،تعتبر ىاتو العقوبة التأديبية مف العقوبات الشديدة التي يترتب
عنيا األضرار بمركز الموظؼ المالي و الوظيفي معا؛ و األضرار بمصمحة اإلدارة التي ستتأثر حتما بشغور وظيفة
الموظؼ الذي استغنت عف خدماتو
باإلضافة إلى العزؿ بسبب إىماؿ المنصب ومف الطبيعي القوؿ أف المشرع وفر لمموظؼ ضمانة اإلعذار ،فعمى جية
اإلدارة إثبات توجييو لمموظؼ المتخمي عف المنصب ،ويبقى أف قرار العزؿ كأي قرار إداري مف الممكف خضوعو
لمرقابة القضائية تطبيقا لمبدأ المشروعة.
وال يمكف لمموظؼ الذي كاف محؿ عقوبة التسريح أو العزؿ أف يوظؼ مف جديد في الوظيفة العمومية ،وطبقا لممنشور
رقـ 05ؾ خ الصادر عف المديرية العامة لموظيفة العامة بتاريخ 10فبراير 2004ال يحؽ لمموظؼ الذي تعرض
لعقوبة تسريح العزؿ بسبب التخمي عف الوظيفة أف يمتحؽ مجددا بالوظائؼ العامة .غير أف ذات المنشور أورد استثناء
مفاده أنو إذا كاف السبب في التخمي عف الوظيفة قوة قاىرة ،يمكف لمموظؼ الذي صدر في حقو العزؿ الترشح لمتوظيؼ
مف جديد بعد موافقة المصالح المركزية لموظيفة العمومية.
و يمكف أف توضح القوانيف األساسية الخاصة كمما دعت الحاجة لذلؾ و تبعا لخصوصيات بعض األسالؾ مختمؼ
األخطاء المينية المنصوص عمييا أو أف تنص عمى عقوبات أخرى في إطار الدرجات األربعة منيا:
المادة 40مف المرسوـ رقـ 131-88التي تنص " يتعرض الموظفوف لعقوبات تأديبية قد تصؿ إلى العزؿ مع
الحرماف مف حؽ المعاش في حالة اعتراضيـ لسبيؿ التدابير المتخذة لتحسيف العالقات بيف اإلدارة و المواطنيف .و ىذا
دوف المساس بالعقوبات المدنية و الجزائية التي يتعرضوف ليا طبقا لمتشريع الجاري بو العمؿ بسبب أخطائيـ الشخصية
"
و كذلؾ القانوف رقـ 02-90المتعمؽ بالوقاية مف النزاعات الجماعية في العمؿ وتسويتيا وممارسة حؽ اإلضراب الذي
عدد بعض األخطاء المينية التي اعتبرىا أخطاء جسيمة دوف المساس بالعقوبات الجزائية ،منيا التوقؼ الجماعي عف
العمؿ الناتج عف النزاع الجماعي لمعمؿ خطا مينيا جسيما يرتكبو العماؿ الذيف يشاركوف فيو و يتحمؿ المسؤولية
األشخاص الذيف ساىموا فيو بنشاطيـ المباشر ،و عرقمة حرية العمؿ ورفض االمتثاؿ لتنفيذ أمر قضائي بإخالء
المحالت المينية ،و كذلؾ رفض العامؿ المعني القياـ بالقدر األدنى مف الخدمة المفروضة عميو خطا مينيا جسيما.
عددت المادة 69مف المرسوـ الرئاسي 308/07أسباب نياية العالقة التعاقدية بيف اإلدارة المستخدمة و العوف
المتعاقد ،و ىي االنتياء العقد ،االستقالة المقبولة بصفة قانونية ،فسخ العقد دوف إشعار مسبؽ أو تعويض ،التسريح
مع اإلشعار المسبؽ و التعويض التقاعد الوفاة ،فإف كانت اإلحالة عمى التقاعد و الوفاة و االستقالة عوامؿ مشتركة في
إنياء العالقة التعاقدية بيف اإلدارة المستخدمة و العوف المتعاقد ،و في إنياء العالقة التنظيمية الالئحية بيف الموظؼ و
اإلدارة ،رغـ اختالؼ أحكاـ االستقالة بينيما عمى نحو سبؽ بيانو ،فإف بقية األسباب تخص فقط العالقة التعاقدية منيا:
انتياء مدة العقد :و ينتيي العقد بانتياء مدتو إذا كاف محدد المدة ،أو بانتياء المياـ الموكمة إليو إذا كانت مؤقتة.
فسخ العقد :إف فسخ العقد بيف اإلدارة و العوف المتعاقد قد يكوف بإشعار مسبؽ و تعويض أو دوف إشعار مسبؽ و
دوف تعويض ،و قد يكوف لعدة أسباب نذكرىا فيما يمي:
فسخ العقد لعدم الكفاءة :يتـ فسخ العقد بعد انقضاء مدة التربص التي أثبتت أف العوف المتعاقد غير كؼء لمنصب
الشغؿ فيتـ تسريحو دوف إشعار مسبؽ أو تعويض لعدـ الكفاءة و دوف أف يرتكب المتربص خطأ تأديبيا فوو ليس
تسريحا تأديبيا ،غير أنو ينيي العالقة الوظيفية بيف المتربص العوف المتعاقد و بيف اإلدارة.
فسخ العقد التأديبي :ال يمكف اتخاذ قرار فسخ العقد دوف إشعار مسبؽ أو تعويض في حالة ارتكاب خطا ميني جسيـ
إال بعد مثوؿ العوف المعني أماـ لجنة تأديبية استشارية متساوية األعضاء ،تحدد تشكيمة و كيفيات تعييف أعضائيا
بقرار مف السمطة المكمفة بالوظيفة العمومية.
ولكؿ عوف متعاقد صدر في حقو إجراء تأديبي يمكف أف يترتب عميو فسخ عقده الحؽ في االطالع عمى ممفو التأديبي
كما يجوز لو أف يستعيف بمدافع يختاره بنفسو و تصدر السمطة المختصة العقوبات التأديبية و يجب أف تبرر و تبمغ
إلى المعني باألمر ،ويبمغ العوف المعني بالقرار المتضمف العقوبة التأديبية في اجؿ ال يتعدى ( )8ثمانية أياـ ابتداءا
مف تاريخ اتخاذ ىذا القرار و يحفظ في ممفو اإلداري.
فسخ العقد بسبب إىمال المنصب :إذا تغيب العوف المتعاقد مدة ( )10عشرة أياـ متتالية دوف مبرر مقبوؿ تتخذ
السمطة اإلدارية المختصة إجراء فسخ عقد العمؿ بسبب إىماؿ المنصب دوف إشعار مسبؽ أو تعويض بعد إعذاره
مرتيف.
فسخ العقد بسبب إلغاء المنصب :يكوف فسخ العقد في حالة إلغاء منصب الشغؿ بعد إشعار مسبؽ مدتو شير واحد،
و في ىذه الحالة يستفيد العوف مف تعويض التسريح بمبمغ يساوي أخر راتب شيري خالص مف اشتراكات الضماف
االجتماعي عف كؿ سنة نشاط في حدود أقصاىا سنة واحدة.
و أخي ار تعد الييئة المستخدمة عند نياية النشاط شيادة عمؿ تبيف تاريخ التوظيؼ و تاريخ نياية عالقة العمؿ و كذا
منصب أو مناصب الشغؿ التي تـ شغميا و الق اررات الموافقة ليا.
فسخ العقد باإلرادة المنفردة لإلدارة خارج األطر القانونية الواردة في المرسوم الرئاسي :إف العقد المبرـ بيف اإلدارة و
العوف المتعاقد يبؽ عقدا خاضعا لمقواعد العامة و أىميا العقد شريعة المتعاقديف ،و أف يتـ تنفيذ العقد بحسف النية ،فال
يجوز لإلدارة فسخ العقد خارج األطر القانونية و إال كانت مخمة بالتزاماتيا التعاقدية مما يوجب مسؤوليتيا العقدية
بالتعويض عما لحؽ العوف المتعاقد معيا مف ضرر و ىو ما أكده القضاء في قرار بتاريخ 2001/04/09قضية
القطاع الصحي بأريس باتنة ضد ؽ.ب المتعمؽ بعقد عمؿ محدد المدة حيث قامت اإلدارة بفسخ عقد عالقة العمؿ غير
أف مجمس الدولة أقر أف فسخ العقد قبؿ المدة المحدد لو يمنح لمعامؿ استحقاؽ التعويض بالضرورة.
تنص المادة ( 56ؽ.أ.و.ع) "الييكؿ المركزي لموظيفة يعتبر إدارة دائمة لمدولة تكمؼ بالمياـ التالية:
اقتراح عناصر السياسة الحكومية في مجاؿ الوظيفة العمومية والتدابير الالزمة لتنفيذىا
السير عمى تطبيؽ القانوف األساسي العاـ لموظيفة العمومية وضماف مطابقة النصوص المتخذة لتطبيقو
ضماف مراقبة قانونية األعماؿ اإلدارية المتعمقة بتسيير المسار الميني لمموظفيف
تقييـ تسيير الموارد البشرية في المؤسسات واإلدارات العمومية وضماف ضبط التعدادات
تنفيذ سياسة تكويف الموظفيف وتحسيف مستواىـ
تمثيؿ مصالح الدولة بصفتيا مستخدمة عند االقتضاء أماـ الجيات القضائية "
تتمثؿ ىيئات الوظيفة العامة في المجمس األعمى لموظيفة العمومية و في ىيئات المشاركة والطعف.
تظـ تشكيمة المجمس األعمى اإلدارات المركزية في الدولة /المؤسسات العمومية /الجماعات اإلقميمية /المنظمات
النقابية لمعماؿ اإلجراء األكثر تمثيال عمى الصعيد الوطني في مفيوـ أحكاـ القانوف 14/90المؤرخ في 2يونيو
1990والمتعمؽ بكيفية ممارسة الحؽ النقابي /شخصيات ذات كفاءة في ميداف الوظيفة العمومية.
_ كما يستشار المجمس األعمى في كؿ مشروع نص تشريعي ذو عالقة بقطاع الوظيفة العمومية كما توجد ضمف
ميامو رفع تقرير سنوي حوؿ وضعية الوظيفة العمومية لرئاسة الجميورية (ـ 61ؽ.أ.و.ع)
تظـ ىيئات المشاركة والطعف حسب المادة ( 62ؽ.أ.و.ع) لجاف إدارية متساوية األعضاء لجاف الطعف ولجاف تقنية.
ينص القانوف عمى إنشاء لجنة إدارية متساوية األعضاء في إطار مشاركة الموظفيف في تسيير حياتيـ المينية ،لدى
المؤسسات واإلدارات العمومية حسب كؿ حالة لكؿ رتبة أو مجموعة رتب أو سمؾ أو مجموعة أسالؾ تتساوى
مستويات تأىيميـ وتتشكؿ ىذه المجاف مف ممثميف عف اإلدارة وممثميف منتخبيف عف الموظفيف بالتساوي ويترأسيا ممثؿ
السمطة الموضوعة عمى مستواىا ،يتـ انتخاب أعضائيا حيث يقدـ المرشحوف لعيدة انتخابية قصد تمثيؿ الموظفيف في
المجاف المتساوية األعضاء مف طرؼ المنظمات النقابية األكثر تمثيال واذا كاف عدد المصوتيف اقؿ مف نصؼ الناخبيف
يجري دور ثاف لالنتخاب وفي ىذه الحالة يمكف أف يترشح كؿ موظؼ يستوفي شروط الترشح ويصح االنتخاب ميما
يكف عدد المصوتيف ،وفي حالة عدـ وجود منظمات نقابية ذات تمثيؿ لدى المؤسسات واإلدارات العمومية ففي ىده
الحالة يمكف لكؿ الموظفيف الذيف تتوفر فييـ شروط الترشيح أف يقدموا ترشيحيـ النتخاب المجاف اإلدارية المتساوية
األعضاء.
وصدر بشأنيا المرسوـ 10-84المؤرخ في 14جانفي 1984المحدد الختصاص المجاف اإلدارية المتساوية األعضاء
وتشكيميا وتنظيميا وعمميا ،كما صدر بشأنيا أيضا المرسوـ 11-84المؤرخ في 14جانفي 1984المحدد لكيفيات
تعييف ممثميف عف الموظفيف في المجاف المتساوية األعضاء .
حيث نصت المادة األولى مف المرسوـ رقـ 10/84أعاله أف المجاف متساوية األعضاء تحدث عمى مستوى اإلدارات
المركزية ،الواليات ،البمديات ،المؤسسات التي يخضع موظفوىا ألحكاـ قانوف الوظيؼ العمومي.
كما يمكف أف تكوف المجاف المتساوية األعضاء حسب كؿ سمؾ أو مجموعة مف األسالؾ ويؤخذ بعيف االعتبار في
جميع األسالؾ بالضوابط التالية :قطاع النشاط ،طبيعة الوظائؼ ،عدد الموظفيف ،المستوى السممي لمسمؾ ،ضغوط
المصمحة وتنظيميا الخاص ،وتوضع كؿ لجنة متساوية األعضاء لدى السمطة المكمفة بتسيير المستخدميف المعنييف
السيما المكمفة بجمع الممفات الفردية مركزيا ومسكيا ،وىي تشمؿ عددا متساويا مف ممثمي اإلدارة والممثميف الذيف
ينتخبيـ الموظفوف .
و تتكوف المجاف المتساوية األعضاء مف أعضاء دائميف و أعضاء إضافييف يتساووف في العدد مع األعضاء الدائميف،
غير أف األعضاء اإلضافييف ال يشاركوف في اجتماعاتيا إال إذا خمفوا األعضاء الدائميف في حالة غيابيـ ،ويتـ تعييف
أعضاء المجاف لمدة ثالث سنوات قابمة لمتجديد أما ممثمي اإلدارة في تمؾ المجاف فيتـ تعيينيـ بقرار مف الوزير أو الوالي
المعني خالؿ 15عشر يوما الموالية إلعالف نتائج انتخاب ممثمي الموظفيف ويتـ اختيارىـ مف بيف موظفي اإلدارة
المعنييف أو الذيف يمارسوف رقابة عمى ىذه اإلدارة ،وليـ رتبة تساوي عمى األقؿ رتبة متصرؼ أو مماثمة.
و يترأس المجاف المتساوية األعضاء السمطة التي تنصب لدييا غير أنو يمكف لمرئيس في حالة وقوع مانع لو أف ينيب
عنو ممثؿ اإلدارة األكثر أقدميو في أعمى وظيفة حسب الترتيب السممي.
و عمؿ المجنة ىو تقديـ االستشارة حيث يمكف الرجوع إلييا في جميع المسائؿ ذات الطابع الفردي ،وعميو إال في
الحاالت التالية فإنيا تكتسب فييا طابعا إلزاميا:
-التنزيؿ في الرتبة أو الدرجة ،أو اإلحالة عمى التقاعد تمقائي والتسريح مع إبقاء الحؽ في المعاش أو إلغاؤه"...
،10/84حيث تنشا لدى كؿ وزير وكؿ والي وكذا لدى كؿ مسؤوؿ بالنسبة لبعض المؤسسات واإلدارات العمومية لجنة
طعف.
تتشكؿ ىذه المجاف مناصفة مف ممثمي اإلدارة وممثمي الموظفيف المنتخبيف ويترأسيا ممثؿ السمطة الموضوعة عمى
مستواىا ،كما تتضمف ىذه المجاف ممثميف عف المجنة اإلدارية المتساوية األعضاء ينتخبوف مف طرؼ نظرائيـ ،حيث تـ
تنصيب لجاف الطعف في أجؿ شيريف بعد انتخاب أعضاء المجاف اإلدارية المتساوية األعضاء .
تختص لجاف الطعف في النظر في الطعوف المقدمة مف طرؼ الموظفيف في حالة العقوبات التأديبية مف الدرجتيف
لمموظؼ المتابع بخطأ تأديبي الحؽ في تقديـ تظمـ أماـ لجنة الطعف المختصة في أجؿ شير مف
الثالثة والرابعة ،ؼ
تاريخ تبميغو القرار وذلؾ متى كاف الخطأ مف الدرجتيف الثالثة والرابعة أما العقوبتيف مف الدرجة األولى والثانية فيي
غير قابمة لمطعف اإلداري.
15ؾ خ بتاريخ 10أوت ولقد بينت الرسالة المنشور الصادر عف المديرية العامة لموظيفة العامة تحت رقـ
2004أف عدـ اجتماع لجنة الطعف في اآلجاؿ المحددة يجعؿ قرار المجنة المتساوية األعضاء المجتمعة كمجمس
تأديبي نافذا.
تنشأ المجاف التقنية لدى المؤسسات واإلدارات العمومية وتتشكؿ مف عدد متساو مف ممثمي اإلدارة و الممثميف
المنتخبيف لمموظفيف ،تحت رئاسة السمطة الموضوعة عمى مستواىا أو ممثؿ عنيا يختار مف بيف األعضاء المعينيف
بعنواف اإلدارة ،و إذا كاف ممثمو الموظفيف ينتخبوف في المجاف اإلدارية المتساوية األعضاء ،فإف ممثمي اإلدارة يتـ
تعيينيـ مف الييئة التي ليا سمطة التعييف.
وتستشار المجاف التقنية في المسائؿ المتعمقة بالظروؼ العامة لمعمؿ و كذا النظافة و األمف داخؿ المؤسسات و
اإلدارات العمومية المعنية.
نماذج امتحانات
ىذه نماذج عف امتحانات سابقة ،و يجب التنويو أف كؿ امتحاف يرفؽ بسمـ تنقيط و إجابة نموذجية يتـ نشرىما ،أن
إجابة الطالب ٌجب أن تكون صحٌحة فً فحواها و مضمونها دون شرط التقٌد اللفظً باإلجابة النموذجٌة.
النموذج األول:
حدد موقف القانون من المسائل التالٌة:
)1تمسك (أ) عون صٌانة منذ سنة 2007بإدخال اإلدارة فً الخصام بكونها المسؤولة مدنٌا عن األخطاء التً
ٌرتكبها موظفوها أثناء تأدٌتهم لمهامهم:
أعوان الصٌانة ٌخضعون لنظام التعاقد و ال ٌكتسبون صفة الموظف(م 19ق.أ.و.ع) /تتحمل اإلدارة (المتبوع)
المسؤولٌة المدنٌة على أعمال تابعٌها (األعوان المتعاقدٌن) (المادة 136ق.م)
)2تمسك (أ) أمام القضاء فً طلب إلغاء قرار التوقٌف عن الوظٌفة بكون اللجنة اإلدارٌة المتساوٌة األعضاء لم تبت
فً ارتكابه للخطأ الجسٌم بعد:
ال ٌمكن رفع دعوى إبطال ضد قرار التوقٌف ألنه لٌس قرارا نهائٌا إنما مجرد إجراء تحفظً.
)3تمسك (أ) أن اإلدارة لم تدفع التعوٌض المتفق علٌه مقابل تنازله عن حقه فً العطلة السنوٌة و تأدٌته ألنشطة
لفائدتها:
االتفاق باطل بطالنا مطلقا ،ألنه مشوب بعٌب مخالفة القانون إذ ال ٌجوز االتفاق على التنازل عن العطلة مقابل
تعوٌض ( ،الموظف ٌستمد حقوقه من القانون و لٌس من االتفاق ألنه فً مركز الئحً تنظٌمً).
)4تمسكت اإلدارة للخصم من راتب الموظف بكون غٌابه إلجراء االمتحانات غٌر شرعً لتجاوزه المدة المحددة
قانونا بـ 4ساعات فً األسبوع فقط:
قرار اإلدارة مشوب بمخالفة القانون ،إذ ٌحق للموظف الغٌاب للمدة التً تستغرقها االمتحانات ،أما مدة 4ساعات
أسبوعٌا فهً المدة المقررة لمتابعة الدراسة.
)5تمسك (أ) بأن قرار اإلدارة بإلغاء قرار إحالته على االستٌداع تعسفً ،فهو ال ٌتقاضى راتبه لذلك ٌمارس نشاطا
تجارٌا قصد التكفل بابنه الذي تعرض لحادث:
قرار اإلدارة مطابق للقانون ،ال ٌجوز للموظف ممارسة نشاط مربح مهما كانت طبٌعته أثناء تواجده فً حالة
االستٌداع.
)6تمسكت اإلدارة فً قرار عزل موظف متواجد فً عطلة سنوٌة بكونه قد استعمل تجهٌزات اإلدارة ألغراض
شخصٌة:
قرار اإلدارة مشوب بمخالفة القانون ،أوال ألنه ال ٌجوز لها إنهاء العالقة الوظٌفٌة أو توقٌفها خالل عطلة قانونٌة،
كما أن الخطاء من الدرجة الثالثة ال تقابله عقوبة من الدرجة الرابعة.
)7تمسك (أ) بأنه ال مجال لمتابعته تأدٌبٌا طالما أن العالقة الوظٌفٌة التً تربطه مع اإلدارة انقطعت ٌوم تقدٌمه
الستقالته مباشرة:
قرار اإلدارة مطابق للقانون ،ألن تقدٌم االستقالة ال ٌؤدي تلقائٌا إلنهاء العالقة الوظٌفٌة بل ٌلتزم الموظف بأداء
مهامه و إال تعرض للمسائلة التأدٌبٌة ،و ذلك إلى غاٌة تحقق قبول االستقالة الصرٌح أو ضمنً.
)8ما هً الجهة القضائٌة المختصة بمنازعات الوظٌفة العامة ؟ و لماذا؟
المحاكم اإلدارٌة ،ألنها جهات الوالٌة العامة ما ٌمنح للمدعً تقدٌم كل الطلبات التً ٌراها من مصلحته ،و ٌكتسب
بذلك الجهد و الوقت و المال و ٌستفٌد من تطبٌق مبدأ التقاضً على درجتٌن ،دون تعطٌل عمل القضاء ( مع
الشرح).
النموذج الثانً:
حدد موقف القانون من المسائل التالٌة:
)1تمسك (أ) بأنه تاجر منتخب فً (م.ش.ب) و لٌس موظفا عاما حتى ٌتابع بجرائم الفساد:
ٌخضع لقانون مكافحة الفساد باعتباره منتخبا ،ألن قانون مكافحة الفساد وسع من مفهوم الموظف العام
)2تمسك (أ) عون صٌانة بأن قرار عزله بسبب إهمال المنصب مخالف للقانون ألنه تغٌب لمدة ٌ 12وما متتالٌة:
(أ) عون متعاقد الٌخضع ل(ق.أ.و.ع) ومدة إهمال المنصب 10أٌام حسب المرسوم الرئاسً 308/07
)3تمسك (أ) متربص بأن قرار اإلدارة بحرمانه من الترشح للجان اإلدارٌة متساوٌة األعضاء تعسفً ألن زمالئه هم
من قاموا بتزكٌته لتمثٌلهم:
الٌجوز للمتربص الترشح ألي لجان فقط ٌمكنه انتخاب للمرشحٌن ممن هم فً سلكه و درجتة.
)4تمسكت اإلدارة بأن قرار عزل (أ) مطابق للقانون ألنه قام بإفشاء أسرار زمٌله المهنٌة بعد اطالعه على الملفات
اإلدارٌة لزمالئه:
قرار اإلدارة معٌب بمخالفة القانون ألن إفشاء األسرار خطاء من الدرجة الثالثة و العزل عقوبة من الدرجة الرابعة
)5تمسكت اإلدارة بأن قرار عزل (أ) مطابق للقانون ألن المجلس التأدٌبً ترك لها حرٌة اتخاذ القرار الذي تراه
مناسبا نظرا لجسامة الخطأ:
قرار اإلدارة معٌب بعدم االختصاص ألن رأي المجلس رأي مطابق و هو من اختصاصه الٌمكنه أن ٌتنازل عنه
لفائدة اإلدارة
)6تمسك (أ) بأن قرار تسرٌحه بعد انتهاء مدة التربص مباشرة تعسفً ألنه لم ٌمكن من ممارسة حقه فً الدفاع:
قرار اإلدارة بتسرٌحه دون إشعار أو تعوٌض صحٌح لعدم كفاءته و لٌس تسرٌح تأدٌبً لٌستفٌد من حقوق الدفاع.
)7تمسك (أ) بأن قرار اإلدارة برفض ترشحه للوظٌفة العامة بسبب تعرضه لعقوبة العزل فً وظٌفة أخرى فً سلك
أخر مخالف للقانون لكون الوظٌفتٌن مستقلتٌن عن بعضهما:
ال ٌجوز لمن تعرض لعقوبة العزل التوظٌف مرة أخرى.
)8تمسكت اإلدارة فً قرارها بعدم إدماج (أ) فً منصب عمله أن مدة عهدته االنتخابٌة كانت أطول من 6سنوات
مما اضطرها لتوظٌف غٌره:
االنتداب بقوة القانون ٌكون للمدة الالزمة النتهاء هذا االنتداب .و من ثم قرار اإلدارة مخالف للقانون ٌجب علٌها
إدماجه ولو كان زائدا عن العدد.
النموذج الثالث:
حدد موقف القانون من المسائل التالٌة:
)1تمسكت اإلدارة بأنها ال تتحمل عبء التعوٌض عن جرٌمة ارتكبها (أ) عون أمن بسالح الخدمة:
اإلدارة تتحمل المسؤولٌة المدنٌة باعتبارها المتبوع عن عمل تابعٌها الرتكابه الجرٌمة بمناسبة الوظٌفة.
)2تمسك (أ) أن اإلدارة ملزمة قانونا بحماٌته مدنٌا و ال ٌجوز لها الرجوع علٌه بما دفعته من تعوٌض للغٌر نتٌجة
ارتكابه خطأ بمناسبة الوظٌفة:
لإلدارة رفع دعوى الرجوع ضد (أ) بعد أن تحملت عبء التعوٌض عن الخطأ المنسوب له
)3تمسك (أ) عضو منتخب بالمجلس الشعبً البلدي بأنه تاجر ،و ال ٌمكن متابعته طبقا لقانون مكافحة الفساد لقبوله
الهداٌا مقابل تأدٌته خدمة فً إطار مهامه:
(أ) لٌس موظف بمفهوم (ق.ا.وع) لكنه موظف بمفهوم قانون مكافحة الفساد لذا ٌمكن متابعته.
)4تمسكت اإلدارة لمتابعة (أ) تأدٌبٌا بكون غٌابه للمشاركة فً دورات المجلس الشعبً التً ٌمارس فٌها عهدته
انتخابٌة،غٌر شرعً،ألنه لٌس فً وضعٌة انتداب:
ٌجوز لـ (أ) التغٌب للمشاركة فً دورات المجالس المنتخبة حتى لو لم ٌكن فً وضعٌة انتداب متى برر ذلك مسبقا.
)5تمسكت اإلدارة بإحالة (أ) على لجنة التأدٌب بكونه ٌجمع بٌن الوظٌفة و نشاط مربح باعتباره شرٌك فً شركة
المساهمة:
الشرٌك فً شركة المساهمة ال ٌكتسب صفة التجار فهو ال ٌجمع بٌن الوظٌفة و نشاط مربح ،طالما انه لٌس
مؤسس الشركة و ال عضوا فً مجلس إدارتها.
)6تمسك (أ) بكون قرار نقله من مدرسة إلى أخرى غٌر شرعً ألنه لم ٌكن لضرورات المصلحة العامة كما أن
لجنة (م/أ) لم تقدم رأٌها:
قرار اإلدارة غٌر شرعً ألنه لم ٌكن لضرورات المصلحة العامة فهو مشوب باالنحراف بالسلطة ،كما أن لجنة
(م/أ) لم تقدم رأٌها فهو مشوب بمخالفة اإلجراءات.
)7تمسك (أ) حارس بأنه لم ٌستفد من أجل ٌ 15وما لالطالع على ملفه التأدٌبً كما ٌقضً به (ق.أ.و.ع):
(أ) متعاقد مع اإلدارة و لٌس موظف فهو ال ٌخضع لـ( ق.ا.و.ع) إنما للمرسوم الرئاسً ،07/308المدة القانونٌة
للتبلٌغ هً 8أٌام
)8ما هً الجهة القضائٌة المختصة بطلب إبطال قرار صادر ضد موظف و إصالح األضرار الناجمة عن تنفٌذه؟ و
لماذا؟
الجهة القضائٌة المختصة بطلب إبطال قرار صادر ضد موظف و إصالح األضرار الناجمة عن تنفٌذه هً المحاكم
اإلدارٌة ،اختصارا للجهد و الوقت و المال ،و تفعٌل مبدأ التقاضً على درجتٌن.
النموذج الرابع:
)1دفع (أ) قاضً بأنه طبقا لمبدأ الشرعٌة ال ٌوجد خطا تأدٌبً فً (ق.ا.و.ع) ٌمنعه من التجمهر
)2تمسك (أ) بكون القرار التأدٌبً المتضمن إحالته على التقاعد مشوب باالنحراف بالسلطة
اإلحالة على التقاعد لٌست عقوبة تطبٌقا لمبدا شرعٌة العقوبة فً المسؤولٌة التادٌبٌة
)3سببت اإلدارة قرارها التأدٌبً بأن (أ) عندما كان منتدبا كعضو برلمانً عبر عن أرائه السٌاسٌة منتقدا نظام الحكم
من حقوق الموظف التعٌٌر عن أرائه /ال ٌجوز لإلدارة األصلٌة مسائلة الموظف عما ٌفعله أثناء االنتداب فذلك من اختصاص الجهة
المنتدب الٌها.
)4تمسكت اإلدارة بأن (أ) أستاذ بكلٌة الحقوق ارتكب خطاء من الدرجة الرابعة عندما جمع بٌن وظٌفته و مهنة المحاماة
ٌمكن ألساتذة الجامعة استثناءا ممارسة مهام المحامً أو الطبٌب و ال ٌعد من قبٌل الجمع بٌن الوظائف
)5تمسكت اإلدارة بأن قرار توقٌف (أ) تحفظً و ال ٌمكن أن ٌكون محال لدعوى قضائٌة إلبطاله مهما طالت مدته
ٌمكن استثناءا رفع دعوى قضائٌة ضد قرار التوقٌف إذا تجازو المدة القانونٌة المحددة له و هً 6أشهرٌ ،صبح قراراها مشوبا
باالنحراف باإلجراءات حٌث اعتمدت إجراء التوقٌف لتحقٌق هدف العزل
)6بعد أن الحظ (أ) و (ب) أرباح شركتهما الوفٌرة قررا ترك الوظٌفة ،حٌث قدم (أ) طلبا صرٌحا باالستقالة و امتنع عن العمل
إمتناع ا عن العمل خطا ٌجب علٌه االستمرار فً اداء مهامه حتى تعلن االدارة قبول االستقالة صراحة او تعتبر مقبولة ضمنٌا بعد
مرور شهرٌن من تقدٌمها
)7بٌنما اختار (ب) االستقالة الضمنٌة وتوقف عن العمل دون إشعار اإلدارة
بعد مضً ٌ 15وم تعذره االدارة و إن استمر فً الغٌاب ٌعتبر فً حالة اهمال منصب
)8بعد سنة أفلست الشركة ،فقدم (ب) ملفا لاللتحاق بمسابقة توظٌف إلدارته السابقة التً كانت قد اتخذت اإلجراء المناسب
لوضعٌته سابقا
بعد مضً سنة ٌكون ب فً حالة اهمال منصب و االدارة قد اتخذت ضدة قرار العزل ،و ال ٌمكنه التوظٌف مرة اخرى .
النموذج الخامس"نظام قدٌم"
)1الفرق بٌن الموظف لدى اإلدارة و المتعاقد مع اإلدارة:
المتعـــاقد / الموظف
/تلجا اإلدارة للتعاقد كاستثناء حسب ما هو وارد فً ٌشترط فً الموظف دوام الوظٌفة و أن ٌمارس نشاطه لفائدة
المواد من 19إلى 25من
( /ق.أ.و.ع). شخص معنوي عام ،و أن ٌعٌن بقرار إداري صحٌح
ٌ /خضع األعوان المتعاقدٌن للتنظٌم (المرسوم الموظف ٌخضع للقانون ألساسً للوظٌفة العامة
308/07جر 61سنة )2007
/األعوان المتعاقدٌن فً مركز تعاقدي. الموظف فً مركز الئحً تنظٌمً
/تخضع منازعات األعوان المتعاقدٌن الختصاص تخضع منازعات الوظٌفة العامة الختصاص القضاء اإلدارة
قضاء اإلدارة.
)2طرق التوظٌف هً:
)1المسابقة على أساس االختبارات )2 /المسابقة على أساس الشهادات بالنسبة لبعض أسالك الموظفٌن )3 /الفحص
المهنً.
)4التوظٌف المباشر بالنسبة للمترشحٌن الذي تابعو تكوٌنا متخصصا منصوص علٌه فالقوانٌن األساسٌة لدى
مؤسسات التكوٌن المؤهلة.
)3الفرق بٌن معاٌٌر الترقٌة فً الرتبة و معاٌٌر الترقٌة فً الدرجة تكمن فً أن:
الترقٌة فً الدرجة تتم بصفة مستمرة كل مدة محددة حسب ما ٌنص علٌه التنظٌم ،بٌنما الترقٌة فً الرتبة تتم وفقا
للمعاٌٌر التالٌة )1 :على أساس الشهادة بٌن الموظفٌن الذي تحصلوا على الشهادات و المؤهالت المطلوبة أثناء
مسارهم الوظٌفً )2 /بعد تكوٌن متخصص )3 /عن طرٌق فحص أو امتحان مهنً)4 /على سبٌل االختٌار عن
طرٌق التسجٌل فً قائمة التأهٌل بعد اخذ رأي اللجنة متساوٌة األعضاء بالنسبة للموظفٌن الذٌن ٌثبتون األقدمٌة
المطلوبة.
)4ال تتقٌد المسالة التأدٌبٌة بالمسؤولٌة الجنائٌة بل هً مستقلة عنها ،فإعفاء الموظف من المسؤولٌة الجنائٌة التً
ال تقوم إال على مخالفة القانون ،ال تعنً إعفائه من المسؤولٌة التأدٌبٌة فً حالة مخالفته تنظٌم أو عرف إداري.
)5الفرق بٌن تسرٌح المتربص و التسرٌح عقوبة من الدرجة الرابعة و العزل إلهمال المنصب ٌكون كالتالً:
_ تسرٌح المتربص تسرٌح لعدم الكفاءة و لٌس تسرٌح عقابً ال ٌخضع لإلجراءات التأدٌبٌة بل ٌكون دون إشعار
مسبق أو تعوٌض.
_ التسرٌح عقوبة من الدرجة الرابعة تسرٌح عقابً الرتكاب الموظف خطاء من الدرجة الرابعة تلتزم فٌه اإلدارة
بمراعاة اإلجراءات التأدٌبٌة و احترام حقوق الموظف فً الدفاع.
_ العزل إلهمال المنصب هو قرار تتخذه السلطة التً لها صالحٌة التعٌٌن ضد الموظف المتغٌب عن الوظٌفة لمدة
ٌ 15وما على األقل دون مبرر و قرار العزل و ذلك بعد إعذاره.