You are on page 1of 22

‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬

‫الفوج السادس‬

‫وحدة البحث‪ :‬نزع الملكية من أجل المنفعة العامة‬

‫عرض حول ‪:‬‬

‫نزع الملكية من أجل المنفعة العامة واألنظمة‬


‫المشابهة لها‬

‫من اعداد الطلبة‪:‬‬


‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬
‫‪ ‬ألمين بجرجي‬
‫‪ ‬قاسم الطويل‬ ‫‪ ‬نسيمة لعريفي‬
‫‪ ‬مريم غلمي‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2023/2022‬‬
‫مقدمة‬
‫إن البرامج العمرانية تجعل الدولة ملزمة بتنفيذها ‪ ،‬وذلك من أجل الحفاظ على نسق‬
‫السياسة العمرانية والمجالية لمختلف الميادين سواء كانت مرتبطة بالمجال االقتصادي‬
‫و االجتماعي ‪ ،‬وسعيا من أجل تحقيق ذلك ‪ ،‬فإن األمر يستلزم بنية عقارية مهمة ‪،‬‬
‫مما جعل المشرع على غرار باقي التشريعات المقارنة األخرى ‪ ،‬وضع مبادىء‬
‫وقواعد قانونية ترمي إلى نزع ملكية األراضي من أجل تنفيذ المخططات العمرانية ‪.‬‬
‫فتنفيذ هذه البرامج ال يكون بشكل اعتباطي وإنما من الواجب توفر ترسانة تشريعية‬
‫قانونية منظمة لهذه المسطرة‪.‬‬
‫كما أن فكرة نزع الملكية من أجل المنفعة العامة ليس مفهوما جديدا على المجتمع‬
‫بصفة عامة وعلى الفقه االسالمي بوجه خاص ‪ ،‬ذلك أن المذهب المالكي السائد في‬
‫المغرب إلى جانب المذاهب الفقهية األخرى ‪ ،‬قد عرفها وطبقها في مجال الفقه و‬
‫القضاء‪ ،‬وقد أشارت كتب الفقه االسالمي إلى حالتين اثنتين لنزع الملكية قسرا على‬
‫صاحبها ‪ ،‬ورعاية لمصلحة عامة كحالة نزع الملكية من أجل بناء مسجد أو توسعته ‪،‬‬
‫و حالة نزع الملكية من أجل تشييد طريق وتوسيعه ‪.‬‬
‫وتستمد هذه األحكام في الحقيقة من واقعة حدثت في عهد الرسول صلى هللا عليه و‬
‫سلم وفي عهد الخلفاء الراشدين رضي هللا عنهم ‪ ،‬فعلى سبيل المثال فقد استملك‬
‫الرسول الكريم المكان الذي بنى به أول مسجد في االسالم بالمدينة المنورة بعد‬
‫الهجرة إليها ‪ ،‬وسعى عمر بن الخطاب رضي هللا عنه إلى توسيع أحد المساجد لضيق‬
‫المصلين به‪. 1‬‬
‫وإذا كان حق الملكية‪ 2‬قد ظل حقا مطلقا لردح من الزمن ألنه لم يكن قد تبلور بالشكل‬
‫الذي هو عليه اليوم إال بعد مروره بمجموعة من المراحل التي واكب من خاللها‬
‫تطور المجتمعات ‪ ،‬فإن ذلك أكسبه طابعا اجتماعيا أدى إلى تعرضه لعدة قيود منعت‬
‫المالك من أن يستأثر بهذا الحق لخدمة مصالحه الخاصة والضيقة بل تم تجاوز ذلك‬

‫‪ 1‬محمد الكشبور ‪ ،‬نزع الملكية من أجل المنفعة العامة ‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة – الدار البيضاء ‪ 1989‬ص‬
‫‪. 15‬‬
‫‪ 2‬حق الملكية هو حق عيني أصلي على شيء معين‪ ،‬يخول صاحبه دون غيره بصورة مطلقة استعمال هذا‬
‫الشيء واستغالله والتصرف فيه وذلك في حدود القانون والنظام ودون تعسف‪ ،‬مأمون الكزبري‪ ،‬التحفيظ‬
‫العقاري والحقوق العينية األصلية والتبعية ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 1978‬الصفحة ‪. 279‬‬
‫‪2‬‬
‫إلى أن يمارس هذا الحق بالشكل الذي ال يعيق تحقيقه للوظيفة االجتماعية و‬
‫االقتصادية للدولة ‪.‬‬
‫ومادام القانون هو الذي يقر حق الملكية ويحميه فمن المنطقي أن يتمكن من جعل‬
‫قيود عليه على اعتبار أنه تعبير عن إرادة األمة‪ 3‬وهكذا فإن ممارسة هذا الحق يجب‬
‫أن ال تتعارض مع المصلحة العامة ‪،‬أو أن يكون عائقا أمام تطور المجتمع‪ ،‬وينتج‬
‫عن هذا المبدأ أنه إذا تعارضت المصلحة العامة مع المصلحة الخاصة تعين التضحية‬
‫بهذه األخيرة وهذا األمر من مستلزمات الحفاظ على متطلبات السلطة ‪ ،‬لذلك ال يمكن‬
‫االعتراف بالحق في التملك بشكل مطلق وبدون قيود‪ 4‬والهدف من ذلك هو خلق‬
‫توازن بين المصلحة العامة والخاصة‪. 5‬‬
‫وتعتبر عملية نزع الملكية من أجل المنفعة العامة أهم وسيلة قانونية تلجأ إليها‬
‫الدولة لتوفير العقارات الالزمة لتنفيذ برامجها وسياساتها والتي تمثل مجاال خصبا‬
‫لهذا األمر ‪ ،‬وهو ما فرض تناولها في مختلف النصوص التشريعية و التنظيمية‪ ،‬بل‬
‫واالرتقاء بها إلى التنصيص الدستوري لجل دساتير العالم من بينها الدستور المغربي‬
‫الذي نص في الفصل ‪" : 35‬يضمن القانون حق الملكية"‪ ،‬ويمكن الحد من نطاقها‬
‫وممارستها بموجب القانون إذا دعت ذلك متطلبات التنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫للبالد‪ ،‬وال يمكن نزع الملكية إال في األحوال وحسب اإلجراءات المنصوص عليها‬
‫في القانون‪ ،6‬كما نصت المادة ‪ 15‬من الدستور الموريتاني لسنة ‪ 1991‬في الفقرة‬
‫الرابعة على أنه ( ال تنزع الملكية إال إذا اقتضت ذلك المصلحة العامة وبعد تعويض‬
‫عادل مسبق‪ ،‬يحدد القانون نظام نزع الملكية )‪، 7‬كما نصت المادة ‪ 34‬من الدستور‬

‫‪ 3‬تنص الفقرة األولى من الفصل ‪ 6‬من دستور ‪ 2011‬على أن القانون هو أسمى تعبير عن إرادة األمة‬
‫والجميع أشخاصا ذاتيين واعتباريين بما فيهم السلطات العمومية ومتساوون أمامه وملزمون باالمتثال له ‪.‬‬

‫‪ 4‬نصت المادة ‪ 14‬من مدونة الحقوق العينية يخول حق الملكية مالك العقار دون غيره سلطة استعماله‬
‫واستغالله والتصرف فيه و ال يقيده في ذلك إال القانون أو االتفاق ‪.‬‬

‫‪ 5‬محمادي المعكشاوي‪ ،‬المختصر في مدونة الحقوق العينية الجديدة على ضوء التشريع والفقه و القضاء‪،‬‬
‫القانون رقم ‪ .39.08‬الطبعة األولى ‪ 2013‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ص ‪. 95‬‬

‫‪ 6‬الفصل ‪ 35‬من الدستور المغربي الحالي لسنة ‪. 2011‬‬

‫‪ 7‬المادة ‪ 15‬من الدستور الموريتاني سنة ‪ 1991‬المعدل سنة ‪. 2012-2006‬‬


‫‪3‬‬
‫المصري لسنة ‪ 1971‬على هذا اإلجراء ( الملكية الخاصة مصونة وال يجوز فرض‬
‫حراسة عليها إال في األحوال المبينة في القانون وبحكم قضائي وال تنزع الملكية إال‬
‫للمنفعة العامة )‪. 8‬‬
‫ويستمد موضوع نزع الملكية أهميته من كونه يرتبط بعالقة مباشرة مع الفرد‪ ،‬ألن‬
‫الدولة تأخذ منه شيئا هو في ملكه الخاص‪ ،‬لكن في مقابل ذلك تنتزع الملكية الخاصة‬
‫ألجل المنفعة العامة التي دائما ما تجد منها اإلدارة دافعا ومبررا لجعل قراراتها‬
‫ملزمة‪ ،‬ولتتم هذه العملية وجب على الدولة أن تحترم القانون واإلجراءات المسطرية‪.‬‬
‫وما يعطي الموضوع أهمية كبرى كونه أضحى حديث الساعة ألن الدولة تجد نفسها‬
‫خالل تنفيذ برامجها التنموية أمام ندرة األوعية العقارية الصافية‪ ،‬وقلة احتياطاتها‬
‫العقارية الشيء الذي يدفعها إلى تحريك مسطرة نزع الملكية‪.‬‬

‫إن البحث في هذا الموضوع‪ ،‬وتأسيسا على ما سبق نطرح اإلشكالية التالية ‪:‬‬

‫إشكالية البحث‬

‫إلى أي حد ساهمت القوانين التي سنها المشرع المغربي من تنظيم نظام نزع الملكية‬
‫من أجل المنفعة العامة وتمييزها عن باقي األنظمة المشابهة لها ؟‬
‫هذه االشكالية تتفرع عنها مجموعة من االشكاليات الفرعية أهمها ‪:‬‬
‫‪ -‬ما هو مفهوم نزع الملكية من أجل المنفعة العامة ؟‬
‫‪ -‬ما هو االطار القانوني لنظام نزع الملكية و شروطه ؟‬
‫‪ -‬ماهي طبيعة هذا النزع ؟ وماهي األنظمة األخرى التي قد تلتبس به ؟‬
‫المنهج المعتمد‬
‫ارتأينا من خالل بحثنا هذا‪ ،‬االعتماد على المنهج التاريخي من خالل تجميع‬
‫المعطيات الماضية و األساسية عن موضوع نزع الملكية وتطوراتها ‪ ،‬ثم المنهج‬

‫‪ 8‬مبادئ القانون اإلداري‪-‬أموال اإلدارة وامتيازاتها‪ -‬الدكتور سليمان الطماوي‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،1979‬ص‬
‫‪. 271‬‬
‫‪4‬‬
‫المقارن عن طريق إجراء مقارنات بين نظام نزع الملكية و األنظمة األخرى التي قد‬
‫تلتبس بها ‪.‬‬

‫خطة البحث‬
‫حيث اعتمدنا التصميم اآلتي ‪:‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬األحكام العامة لنزع الملكية من أجل المنفعة العامة‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬طبيعة نظام نزع الملكية وتمييزه عن باقي األنظمة المشابهة له‬

‫‪5‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم نزع الملكية وشروطها‬
‫تعمل اإلدارة على تسيير شؤون المرافق العامة بشكل جيد وعلى أكمل وجه‪،‬‬
‫وكثيرا ما تحتاج لذلك إلى عقارات أو منقوالت‪ ،‬وللحصول على تلك العقارات‬
‫والمنقوالت تلجأ لعدة طرق من بينها نزع ملكية تلك العقارات جبرا إذا كانت في‬
‫حاجة إليها وتعذر على اإلدارة الحصول عليها بطريقة ودية وهذا ما تسمية نزع‬
‫الملكية من أجل المنفعة العامة استثناء لحق الملكية المقدس لذلك يجب تحديد مفهوم‬
‫نزع الملكية من أجل المنفعة العامة (فقرة األولى )‪ ،‬والشروط التي يجب توافرها‬
‫لتلجأ اإلدارة إلى هذا االستثناء (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوم نزع الملكية من أجل المنفعة العامة واإلطار القانوني لها‬
‫يعتبر نظام نزع الملكية ألجل المنفعة العامة نظاما تلجأ إليه اإلدارة في حالة‬
‫تعذر عليها الحصول على العقارات و المنقوالت بطريقة ودية وهو نظام يمس حق‬
‫الملكية المقدس‪ ،‬ولمعرفة هذا النظام القانوني سنقوم بدراسته من خالل أوال ( تعريف‬
‫نزع الملكية من أجل المنفعة العامة)‪ ،‬وثانيا (اإلطار القانوني لنزع الملكية)‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬تعريف نزع الملكية‬
‫لم يعرف المشرع المغربي نزع الملكية ألجل المنفعة العامة‪ 9‬مكتفيا بالنص من‬
‫خالل الفصل األول من القانون رقم ‪ 7.81‬على ما يلي ‪" :‬إن نزع ملكية العقارات‬
‫كال أو بعضا أو ملكية الحقوق العينية العقارية ال يجوز الحكم به إال إذا‬
‫أعلنت المنفعة‪ ،‬وال يمكن إجراؤه إال طبق الكيفيات المقررة في هذا القانون مع‬
‫مراعاة االستثناءات المدخلة عليه كال أو بعضا بموجب تشريعات خاصة "‪.‬‬
‫ورغم ذلك‪ ،‬تظهر أهمية هذا النص في أنه يحدد موضوع نزع الملكية ألجل‬
‫المنفعة العامة ( الملكية العقارية والحقوق العينية العقارية) وسببه (إعالن المنفعة‬
‫العامة) واتصال أحكامه بالنظام العام (ال يمكن إجراؤه إال طبق الكيفيات المقررة في‬
‫هذا القانون)‪.‬‬

‫‪ 9‬محمد الكشبور ‪" ،‬نزع الملكية ألجل المنفعة العامة " قراءة في النصوص وفي مواقف القضاء ‪،‬‬
‫ص‪. 34‬‬

‫‪6‬‬
‫وقد عرفه بعض الفقه كما يلي ‪" :‬إجراء إداري يقصد به نزع مال قهرا عن مالكه‬
‫بواسطة اإلدارة لتخصيصه للنفع العام مقابل تعويض عادل"‪. 10‬‬
‫ويؤخذ على هذا التعريف أنه أقام نزع الملكية على القهر وحده والحال أنه يمكن‬
‫أن يتم عن طريق المراضاة‪ ،‬وأنه اعتبر نزع الملكية إجراء إداريا و الحال أنه في‬
‫التشريع المغربي ذو طابع قضائي كذلك‪.‬‬
‫وعرفه فقه آخر بأنه ‪" :‬عملية يتم بمقتضاها نقل ملكية عقار مملوك ألحد األفراد إلى‬
‫شخص عام‪ ،‬بقصد المنفعة العامة ونظير تعويض عادل"‪. 11‬‬
‫والظاهر أن هذا التعريف‪ ،‬وإن جاء أكثر ضبطا من سابقه‪ ،‬لم يحدد إجراءات‬
‫نزع الملكية بشكل دقيق‪.‬‬
‫وقد عرفه أحد الفقهاء الفرنسيين كما يلي ‪" :‬يمكن تعريف نزع الملكية بأنه امتياز‬
‫من امتيازات السلطة العامة يسمح لها‪ ،‬بغية تحقيق منفعة عامة وبعد اتباع مجموعة‬
‫من اإلجراءات الشكلية والموضوعية اآلمرة‪ ،‬نزع ملكية عقارية أو حق عيني عقاري‬
‫يعود لشخص خاص أو عام"‪. 12‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلطار القانوني لنزع الملكية من أجل المنفعة العامة‬
‫إذا كان ظهير‪ 31‬غشت ‪ 1914‬أول إطار تشريعي متكامل ينظم عملية نزع‬
‫الملكية بالمغرب‪ ،‬فإن هذا ال يعني أنه لم تكن هناك بعض النصوص القانونية السابقة‬
‫له‪ ،‬فخالل مرحلة ما بين توقيع اتفاقية الجزيرة الخضراء سنة ‪ 1906‬إلى سنة ‪1914‬‬
‫تاريخ صدور هذا القانون‪ ،‬قامت سلطات الحماية بتأطير عملية نزع الملكية عن‬
‫طريق نصوص عديدة‪.‬‬

‫‪ 10‬فؤاد العطار‪ "،‬القانون اإلداري"‪ ،‬الكتاب الثالث‪ ،‬دار النهضة بالقاهرة‪ ،‬ص ‪. 599‬‬
‫‪ 11‬محمد عبد اللطيف "نزع الملكية للمنفعة العامة "دار النهضة العربية بالقاهرة‪ ،‬ص ‪. 5‬‬
‫‪12‬‬
‫‪"on peut définir l’expropriation comme la prérogative de l’Etat lui permettant, à‬‬
‫‪l’initiative d’une personne publique ou privée, dans un but d’utilité publique et‬‬
‫‪moyennant le respect d’un certain nombre de garanties de procédure et de fond, de‬‬
‫‪contraindre une personne publique ou privée à céder la propriété d’un immeuble‬‬
‫"‪ou d’un droit réel immobilier à une personne publique ou privée‬‬
‫‪_ jean mary Auby et pierre bon , "Droit administratif des biens", Dalloz,‬‬
‫‪Paris,1991,p.310‬‬

‫‪7‬‬
‫وقد كانت اتفاقية الجزيرة الخضراء‪ 13‬لسنة ‪ 1906‬أول نص قانوني سيؤكد‬
‫عملية نزع الملكية بالمفهوم الحديث‪ ،‬حيث تم تنظيم هذه العلمية في إطار مقتضيات‬
‫تحدد مجموعة من اإلجراءات و التدابير للقيام بالعملية‪ ،‬ولتطبيق مسطرة نزع‬
‫الملكية_ حسب اتفاقية الجزيرة الخضراء_ يشترط إثبات ضرورة المنفعة العامة و‬
‫أداء تعويض عادل (الفصل ‪،)113‬وال يمكن إجراء العملية إال من أجل المنفعة‬
‫العامة (الفصل‪.)114‬‬
‫وبعدها صدر القانون الديبلوماسي الصادر بتاريخ ‪ 10‬يونيو ‪ ،1908‬وقد‬
‫تضمنت مقتضيات هذا القانون الذي جاء كتجديد للمقتضيات الواردة في اتفاقية‬
‫الجزيرة الخضراء‪ ،‬مبادئ أساسية تتعلق بالمسطرة المتبعة‪ ،‬وهي مقتبسة من القانون‬
‫الفرنسي لسنة ‪ ،1908‬وبموجب الفصل األول من القانون الديبلوماسي لسنة ‪،1908‬‬
‫يمكن أن تعلن المنفعة العامة في شأن جميع األشغال الكبرى‪ ،‬مثل الطرق و السكك‬
‫الحديدية و الموانئ‪ ،‬حيث كانت هذه األشغال ضرورية في تلك المرحلة‪.‬‬
‫أما نقل الملكية فكان يتم لفائدة المخزن طبقا ألحكام الشريعة اإلسالمية من طرف‬
‫القاضي في جميع األحوال‪ ،‬ويتم ذلك إما عن طريق االتفاق بالتراضي (الفصل ‪ )6‬أو‬
‫يتم تحديد التعويض بعد إجراء خبرة (الفصل ‪ )11‬وفي حالة رفض التعويض تتدخل‬
‫المحاكم القنصلية‪.‬‬
‫وبعدها صدرت دورية الصدر األعظم في فاتح نونبر ‪ ،1912‬تهدف إلى تسهيل‬
‫إنجاز سريع لألشغال العمومية‪ ،‬ويتعلق األمر بأن المخزن اشترط للمصادقة على‬
‫عقود الشراء أن يلتزم أي مشتري لعقار في تصريح موثق بأن يفوت للدولة المغربية‬
‫األجزاء الضرورية لتنفيذ األشغال العمومية‪ ،‬ويتم التفويت مقابل تعويض يتفق عليه‬
‫وإال تم اللجوء إلى مسطرة التحكيم ‪ ،‬يتولى مباشرتها حكمان أحدهما يمثل اإلدارة‬
‫واآلخر يمثل المالك‪ ،‬وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق تم تعيين خبير للتوفيق بينهما‪،‬‬
‫وبهذه المقتضيات تكون الدورية قد فرضت بطريقة غير مباشرة نزع الملكية‪.‬‬

‫‪ 13‬محمد الكشبور ‪ " ،‬نزع الملكية من أجل المنفعة العامة " ‪ ،‬األسس القانونية و الجوانب اإلدارية و القضائية‬
‫‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 17‬‬
‫‪8‬‬
‫وبعد ذلك صدر ظهير ‪ 26‬مارس ‪ 141914‬في شأن اإلعالن عن المنفعة العامة‬
‫بمقتضاه اعتبرت كل المنطقة التي سيباشر بها تشييد إنشاء خط السكك الحديدية بين‬
‫طنجة وفاس خاضعة الرتفاق عام مفاده أنه يحرم اجراء أي معاملة عقارية في‬
‫المنطقة المذكورة ‪ ،‬ولم يستند هذا الظهير ال على اتفاقية الجزيرة الخضراء وال على‬
‫القانون الدبلوماسي لسنة ‪...1908‬‬
‫ونص على أنه انطالقا من يوم نشره‪ ،‬يمنع الترخيص لتفويت العقارات التي تقع‬
‫في المنطقة التي حددها‪ ،‬وكذا القيام بأي بناء أو غرس أو تحسين‪ ،‬إال بإذن من‬
‫مديرية األشغال العمومية‪ ،‬ويلتزم المالك بتفويت عقاراتهم حسب قيمتها يوم نشر‬
‫الظهير‪.‬‬
‫لقد تم تغيير ظهير ‪ 31‬غشت ‪ 1914‬المتعلق بنزع الملكية من أجل المنفعة‬
‫العامة واالحتالل المؤقت بموجب ظهيري ‪ 3‬أبريل ‪ 1951‬وظهير ‪ 6‬ماي ‪.1982‬‬
‫ويمثل ظهير ‪ 31‬غشت ‪ 1914‬أول نص عام يقوم بتنظيم مسألة نزع الملكية من‬
‫أجل المنفعة العامة واالحتالل المؤقت بمنطقة الحماية الفرنسية بالمغرب‪.‬‬
‫وقد ورد في ديباجة ظهير ‪ 31‬غشت ‪ 1914‬بأن‪ ":‬من أساس الشريعة اإلسالمية‬
‫تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة في جميع األحوال‪."...‬‬
‫ونشير إلى الجزء الخاص من الظهير و المتعلق بنزع الملكية حيث يشتمل على‬
‫‪ 28‬فصال‪ ،‬وقد قسم هذا الجزء إلى خمسة أبواب‪ ،‬خصص األول منها لحاالت نزع‬
‫الملكية وإلعالن المنفعة العامة‪ ،‬وخصص الثاني لإلجراءات اإلدارية التي تسبق نزع‬
‫الملكية وللتملك عن طريق المراضاة‪ ،‬وخصص الثالث للحكم القضائي الصادر بشأن‬
‫نزع الملكية ولتحديد التعويضات الواجب دفعها للمنزوعة ملكيتهم‪ ،‬وخصص الرابع‬
‫ألداء التعويضات ونقل حيازة العقار إلى نازع الملكية‪ ،‬أما الباب الخامس فيتعلق‬
‫باإلجراءات االستثنائية التي يجب أن يلجأ إليها نازع الملكية في حالة االستعجال‬
‫القصوى‪.‬‬

‫‪ 14‬محمد الكشبور ‪ " ،‬نزع الملكية من أجل المنفعة العامة " ‪ ،‬األسس القانونية و الجوانب اإلدارية و القضائية ‪،‬‬
‫مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 20‬‬
‫‪9‬‬
‫كما تم إسناد مهمة النطق بأحكام نزع الملكية إلى المحاكم‪ ،‬كما أنها تتولى تحديد‬
‫التعويضات حسب قيمة العقار يوم إعالن المنفعة العامة‪ ،‬وتشكل هذه القيمة حدا‬
‫أقصى ولو ارتفعت قيمة ذلك العقار بعد اإلعالن‪.‬‬
‫وكانت مسطرة االتفاق بالمراضاة إجبارية في ظل القانون‪ ،‬أو كقناة البد من‬
‫المرور منها‪ ،‬وفي حالة الفشل يتم اللجوء آنذاك إلى تطبيق مسطرة نزع الملكية‪.‬‬
‫وهكذا وبعد مرور‪ 37‬سنة على إصدار هذا الظهير‪ ،‬تدخل المشرع المغربي‬
‫وأصدر ظهير ‪ 3‬أبريل ‪ 1951‬المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة‪ ،‬حيث حاول‬
‫هذا القانون استدراك النقص الذي تميز به القانون السابق سيما فيما يتعلق باالمتيازات‬
‫المخولة لنازع الملكية على حساب الخواص المنزوعة ملكيتهم‪.‬‬
‫ومن أبرز النقط التي عرف فيها ظهير ‪ 31‬غشت ‪ 1914‬تغييرا جدريا إبان‬
‫إصدار ظهير ‪ 3‬أبريل ‪ 1951‬هي‪:‬‬
‫‪15‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪ -‬إصدار مقرر التخلي‬
‫ففي ظهير ‪ 31‬غشت ‪ ،1914‬تظل العقارات التي كانت موضوعا لقرار يقضي‬
‫تخصيصها لمنفعة العامة‪ ،‬محل ارتفاقات عديدة لمدة سنتين قابلتين للتجديد في كل‬
‫مرة‪ ،‬وهكذا فإن العقارات تبقى مهددة باالستمالك لسنوات طويلة دون أن يكون هناك‬
‫ما يلزم السلطة النازعة للملكية بممارسة هذا اإلجراء من الناحية القانونية‪.‬‬
‫أما بالنسبة لظهير ‪ 3‬أبريل ‪ ،1951‬فإن الفترة السالفة قد حددت في سنتين غير‬
‫قابلة ألي تجديد‪ ،‬حيث يجب على السلطة النازعة للملكية أن تستصدر قرار التخلي‪،‬‬
‫وأن تطلب من القضاء الحكم بنزع الملكية خالل هذه الفترة‪ ،‬وإال سقط قرار المنفعة‬
‫العامة بقوة القانون‪. 16‬‬

‫‪ 15‬محمد الكشبور‪ " ،‬نزع الملكية من أجل المنفعة العامة "‪ ،‬األسس القانونية والجوانب اإلدارية والقضائية‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ 16‬محمد الكشبور‪ " ،‬نزع الملكية من أجل المنفعة العامة "‪ ،‬األسس القانونية والجوانب اإلدارية والقضائية‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬تحديد التعويضات‪:‬‬
‫في ظل ظهير ‪ 31‬غشت ‪ 1914‬كان القاضي قبل الحكم بالتعويض المقابل لنزع‬
‫الملكية‪ ،‬ملزما بأن يحدد القيمة التي كانت للعقار قبل إعالن المنفعة العامة‪ ،‬ثم قيمته‬
‫قبل النطق بالحكم القاضي بنزع الملكية ثم يحكم بأصغر القيمتين‪. 17‬‬
‫أما بالنسبة لظهير ‪ 3‬أبريل ‪ ،1951‬فإن القيمة التي أصبحت تأخذ بعين االعتبار‬
‫من أجل تحديد مقدار التعويض‪ ،‬هي تلك التي كانت للعقار وقت نشر مقرر التخلي‬
‫دون الوقوف عند أي تاريخ آخر‪ ،‬وفي الحالة التي يقوم فيها نازع الملكية خالل ثالثة‬
‫أشهر والتي تبتدئ من تاريخ نشر المقرر المذكور‪ ،‬بمحاولة تملك العقار عن طريق‬
‫المراضاة يجب أن يقوم نازع الملكية بتقديم طلب إلى القضاء من أجل الحكم بنقل‬
‫الحيازة إليه‪ ،‬خالل ثالثة أشهر التالية‪ ،‬تبتدئ من تاريخ المحاولة األولى‪ ،‬وإذا لم‬
‫يلتزم نازع الملكية بالقواعد المسطرية السالفة الذكر‪ ،‬فإن تقدير التعويض يتم انطالقا‬
‫من القيمة التي كانت للعقار وقت تقديم الطلب القضائي الخاص بنزع الملكية إلى‬
‫كتابة ضبط المحكمة المختصة‪.18‬‬
‫وباإلضافة إلى التغييرات السابقة‪ ،‬فقد جاء ظهير ‪ 3‬أبريل ‪ 1951‬بأحكام جديدة‪،‬‬
‫لم تكن معروفة بالمرة في ظل مقتضيات ظهير ‪ 31‬غشت ‪ 1914‬السابق‪ ،‬وهكذا مثال‬
‫فعندما يفشل نازع الملكية في تملك العقار عن الطريق الودي‪ ،‬أصبح باستطاعته أن‬
‫يقدم طلبا استعجاليا إلى القضاء المختص في هذا الصدد‪ ،‬يرمي إلى الحكم بنقل حيازة‬
‫العقار إليه مقابل تعويض مؤقت‪ ،‬يساوي على األقل العروض العينية التي سبق له أن‬
‫قدمها أثناء محاولة االقتناء عن طريق المراضاة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه صدرت مجموعة من القوانين تشكل استثناء لمقتضيات‬
‫ظهير ‪ 3‬أبريل ‪ 1951‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬مرسوم ملكي رقم ‪ 1-092-66‬بمثابة قانون المؤرخ في ‪ 26‬يونيو ‪ 1967‬الصادر‬
‫باإلعالن أن في تهيئة خليج طنجة واستثمارها منفعة عمومية‪ ،‬وبوضع مسطرة‬
‫خاصة لنزع ملكية األراضي الالزمة لهذا الغرض‪. 19‬‬

‫‪ 17‬الفصل ‪ 3‬من ظهير ‪31‬غشت ‪.1914‬‬


‫‪ 18‬الفصل ‪ 15‬من ظهير ‪ 3‬أبريل ‪.1951‬‬
‫‪ 19‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪ ،2854‬بتاريخ ‪ 12‬يوليوز ‪ ،1967‬ص‪ 1551 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪1-70-10‬ىالمؤرخ في ‪ 7‬أكتوبر ‪ 1970‬الصادر في شأن إحداث‬
‫مسطرة خاصة قصد اإلسراع باالستثمار السياحي لمنطقة القصر الصغير‪. 20‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 393-70-1‬المؤرخ في ‪ 21‬يونيو ‪ 1976‬الصادر في‬
‫شأن تهيئة خليج أكادير واستثماره السياحي‪. 21‬‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ 7-81‬المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة‪:‬‬

‫بدأ منذ أواسط الستينات من القرن الماضي التفكير في بلورة قانون جديد‪ ،‬حيث‬
‫قدم بعد عدة سنوات من الدراسة والتشاور – في صيغة مشروع قانون‪ -‬من طرف‬
‫الحكومة إلى مجلس النواب‪ ،‬الذي صادق عليه في دورة أكتوبر لسنة ‪ 1980‬تحت‬
‫رقم ‪ 7_81‬وصدر بتنفيذ الظهير الشريف رقم ‪ 7-81-254‬بتاريخ ‪ 11‬رجب ‪1402‬‬
‫ه الموافق ل ‪ 6‬ماي ‪ ،1982‬كما أنه صدر تطبيقا له المرسوم رقم ‪ 7-83-383‬بتاريخ‬
‫‪ 2‬رجب ‪.1403‬‬
‫حيث كان النصان السابقان لهذا القانون‪ ،‬ينصان على وجوب اتباع مسطرة‬
‫االتفاق بالمراضاة للقيام بنقل الملكية بكيفية ودية‪ ،‬وتتم هذه المسطرة اإللزامية‬
‫باستدعاء جميع المعنيين باألمر‪ ،‬ويتم تحرير محضر رسمي بشأن كل اتفاق شامل أو‬
‫جزئي يتم بين األطراف المعنيين باألمر‪ ،‬وقد جعل القانون الجديد هذه المسطرة‬
‫اختيارية يمكن لنازع الملكية أن يسلكها أو يستغني عنها حسب ما تمليه ظروف‬
‫ومالبسات كل حالة على حدى ‪.‬‬
‫لقد كانت مسطرة نزع الملكية شخصية‪ ،‬فأصبحت في القانون الجديد عينية‪ ،‬أي‬
‫تتعلق بالعقارات والحقوق العينية العقارية ال بذوي الحقوق كما كان ذلك في ظل‬
‫القوانين السابقة‪.‬‬
‫الخاصة‪22‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط نزع الملكية العامة من أجل المنفعة‬
‫يجب أن يتم نزع الملكية من أجل المنفعة العامة بشروط تتجلى في ‪:‬‬

‫‪ 20‬جريدة سمية‪ ،‬عدد ‪ ،3066‬بتاريخ ‪ 4‬غشت ‪ ،1971‬ص ‪ 1788‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪ 21‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪ ،3321‬بتاريخ ‪ 23‬يونيو‪ ،‬ص ‪ 2144‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 22‬مليكة الصروخ " القانون اإلداري‪ :‬دراسة مقارنة " الطبعة الخامسة مع آخر المستجدات‪ ،‬ص ‪.479‬‬
‫‪12‬‬
‫أوال‪ :‬نزع الملكية منوط بتحقيق المنفعة العامة‬
‫إن مسطرة نزع الملكية يجب أن تهدف في جميع الحاالت إلى القيام بأشغال‬
‫وأعمال تكتسي صبغة المنفعة العامة‪.‬‬

‫وقد تفادت التشريعات تحديد مفهوم المنفعة العامة معتبرة ذلك من اختصاص الفقه‬
‫والقضاء‪ ،‬على أن اإلدارة في مختلف األنشطة التي تمارسها في الحقيقة‪ ،‬من‬
‫المفروض أن تسعى إلى تحقيق هدفين أساسيين ‪ :‬هما المحافظة على النظام وتحقيق‬
‫المصلحة العامة ‪.‬‬
‫وإذا كان مما ال جدال فيه أن قصد المشرع من إيجاد مسطرة نزع الملكية هو تسهيل‬
‫إنجاز المشاريع التي تتسم بطابع المنفعة العامة‪ ،‬فإن هذا المفهوم قد عرف تطورا‬
‫مستمرا نتيجة تزايد تدخل الدولة إلنشاء مرافق متعددة لم يكن لها شأن بها من قبل‪،‬‬
‫وال شك أن واضعي ظهير ‪ 31‬غشت ‪ 1914‬حول نزع الملكية ألجل المنفعة العامة‬
‫قد تأثروا إلى حد بعيد بالخطوط العريضة لالجتهاد القضائي الفرنسي في نهاية القرن‬
‫التاسع عشر بخصوص مفهوم المنفعة العامة‪ ،‬ولذلك تفادى المشرع تعريف هذا‬
‫المفهوم واقتصر على اإلشارة إلى بعض العمليات أو األشغال التي تكتسي صبغة‬
‫المنفعة العامة‪. 23‬‬
‫ثانيا ‪ :‬نزع الملكية ال يوجه إال إلى العقارات‪24‬‬

‫إن أمالك األفراد العقارية هي المقصودة بنزع الملكية‪ ،‬كما يجوز نزع ملكية‬
‫أمالك الدولة الخاصة‪ ،‬وال يمكن نزع ملكية المنقوالت إال إذا أصبحت تكتسي صبغة‬
‫عقارية عن طريق الضم واإلدماج‪.‬‬
‫ويشمل مفهوم العقار‪ -‬موضوع نزع الملكية ‪ -‬أرضا فضاء ال بناء عليها‪ ،‬أو‬
‫أرضا مبنية أيا كان ما عليها من بناء‪ ،‬ويجب أن يتناول نزع الملكية األرض بكل ما‬
‫عليها من مبان‪ ،‬فال يقتصر على األرض وحدها دون ما تحمله من بناء أو على‬
‫بعض أدوار هذا البناء دون البعض اآلخر‪.‬‬

‫‪ 23‬نزع الملكية من أجل المنفعة العامة في القانون المغربي ‪ ،‬الموقع االلكتروني ‪:‬‬
‫‪ ، https://www.elkanounia.com/2020/03/Exposes.html?m=1‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 2023/06/06‬على الساعة ‪. 12:00 :‬‬
‫‪ 24‬مليكة الصروخ‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.480 ،‬‬
‫‪13‬‬
‫غير أن هناك بعض العقارات قد استثناها المشرع صراحة من موضوع نزع‬
‫الملكية وذلك بصريح عبارات الفصل الرابع من ظهير ‪ 1982‬مثل المعابد المعدة‬
‫لمختلف الديانات وليس فقط المساجد واألضرحة والمقابر واألمالك العمومية‬
‫والمنشآت العسكرية ‪ -‬كما كان عليه الظهير السابق لسنة ‪ 1951‬في الفصل ‪. 6‬‬

‫ثالثا ‪ :‬السلطة المختصة بنزع الملكية‬


‫إن السلطة المختصة بإجراء مسطرة نزع الملكية تتمثل في السلطة العامة‬
‫(الدولة والجماعات المحلية) غير أنه يجوز لهذه السلطة أن تفوض هذا الحق إلى‬
‫األشخاص االعتباريين االخرين الجاري عليهم القانون العام أو الخاص أو‬
‫األشخاص الطبيعيين‪.25‬‬
‫‪ – 1‬الدولة ‪ :‬ويقصد بها في هذا المجال السلطة المركزية التي تمارس نشاطها على‬
‫صعيد الدولة ككل‪ ،‬وهي تتمثل في وزير التجهيز أو مدير األمالك المخزنية إن كان‬
‫يراد إدخال الملك في عداد األمالك العامة أو الخاصة للدولة ويختص بذلك أيضا‬
‫وزير الفالحة (مصلحة المياه والغابات) إن كان األمر يتعلق بنزع ملكية تهم الملك‬
‫الغابوي‪ ،‬وكذلك السلطة المكلفة بإدارة الدفاع الوطني إذا تعلق الوضع باألمالك‬
‫العسكرية ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الجماعات المحلية ‪ :‬تمارس السلطات المحلية بعض االختصاصات في نزع‬
‫الملكية‪ ،‬وذلك في إطار النطاق الترابي لتواجدها‪ ،‬وهي في ذلك تخضع لمراقبة سلطة‬
‫الوصاية‪.‬‬
‫وتتمثل السلطات المحلية في هذا المجال في ‪:‬‬
‫‪ -‬عامل اإلقليم أو العمالة إذا كان القائم بنزع الملكية إقليما أو عمالة أو شخصا يفوض‬
‫إليه هذا الحق ‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس المجلس الجماعي إذا كان القائم بنزع الملكية جماعة حضرية أو قروية أو أي‬
‫شخص يفوض إليه هذا الحق‪.‬‬
‫‪ -3‬األشخاص االعتباريين اآلخرين الجاري عليهم القانون العام أو الخاص أو‬
‫األشخاص الطبيعيين ‪ :‬وذلك إما بتفويض من السلطة العامة‪ ،‬أو بنصوص قانونية‬
‫تقضي بذلك صراحة‪ ،‬واألمثلة على ذلك كثيرة ومتنوعة‪ ،‬منها ‪:‬‬

‫‪ 25‬الفصل ‪ 3‬من ظهير ‪ 6‬أبريل ‪.1982‬‬


‫‪14‬‬
‫‪ -‬شركات التنمية أو اإلعداد المفوض لها حق نزع الملكية في نطاق النظام العام أو‬
‫نطاق مسطرات خاصة لنزع الملكية‪. 26‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طبيعية نظام نزع الملكية من أجل المنفعة العامة‬


‫واألنظمة المشابهة له‬
‫سنتناول في هذا المطلب طبيعية نظام نزع الملكية من أجل المنفعة العامة (الفقرة‬
‫األولى)‪ ،‬ثم مقارنة هذا النظام مع باقي األنظمة المشابهة له (الفقرة الثانية( ‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬طبيعة نظام نزع الملكية من أجل المنفعة العامة‬
‫يظهر نظام نزع الملكية من أجل المنفعة العامة من حيث طبيعته القانونية في‬
‫الوهلة األولى كنوع من الشراء الجبري المنصب على أموال عقارية مملوكة كقاعدة‬
‫لواحد أو لمجموعة من األفراد‪ ،‬وهذا الشراء تمارسه السلطة العامة أو من يقوم‬
‫مقامها على الرغم من إرادة صاحب الملك أو إرادة أصحابه قصد استغالله فيما بعد‬
‫في أغراض متنوعة من المفروض أن تتصل أساسا بالمنفعة العامة‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن نظام نزع الملكية من حيث الشكل الذي يعلن به‪،‬‬
‫يظهر كقرار إداري صادر عن سلطة إدارية ومرتبا آلثار قانونية جد متنوعة‪ ،‬تنتهي‬
‫بنقل ملكية أموال عقارية إلى السلطة العامة أو من يقوم مقامها‪ ،‬عندما تتحقق بشروط‬
‫تشريعية هي من صميم النظام العام‪.27‬‬
‫وفي اعتقادنا‪ ،‬فإن نظام نزع الملكية أقرب في حقيقته إلى القرار اإلداري منه إلى‬
‫الشراء الجبري‪ ،‬فمن جهة أولى‪ ،‬فإن هذا النظام تستبعد من مجال تطبيقه أحكام عقد‬
‫البيع المضمنة في قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬اللهم إذا ما تم التخلي عن مسطرة نزع‬
‫الملكية ألجل المنفعة العامة ولجوء األطراف إلى مسطرة نقل الملكية بصفة ودية فهنا‬
‫تخضع للقانون الخاص‪ ،‬وهو في مجالنا هذا قانون االلتزامات والعقود تحديدا إضافة‬
‫إلى التشريع العقاري إن كان العقار محفظا‪ ،‬ومن جهة ثانية فهو يصدر في صورة‬

‫‪ 26‬مليكة الصروخ " القانون اإلداري‪ :‬دراسة مقارنة " مرجع سابق‪ ،‬ص‪.481 ،‬‬
‫‪ - 27‬محمد الكشبور‪ ،‬نزع الملكية ألجل المنفعة العامة قراءة في النصوص وفي مواقف القضاء‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دون ذكر دار‬
‫النشر‪ ،‬سنة ‪ ،2007‬الصفحة‪.36 :‬‬
‫‪15‬‬
‫قرار انفرادي عن سلطة إدارية مختصة قانونا بذلك‪ ،‬إضافة إلى كونه يقبل الطعن‬
‫اإلداري أمام الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى سابقا محكمة النقض حاليا‪.28‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تمييز نزع الملكية عن بعض األنظمة المشابهة له‬
‫إن نظام نزع الملكية من أجل المنفعة العامة‪ ،‬باعتباره قرارا إداريا قد يلتبس‬
‫بمؤسسات أو أنظمة قانونية أخرى‪ ،‬ومن هذه المؤسسات نذكر مثال‪ :‬نظام التأميم‬
‫والمصادرة‪ ،‬والشفعة الضريبية واالحتالل المؤقت‪ ،‬وكلها مؤسسات تتصل بالقانون‬
‫العام كقانون نزع الملكية ‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإن مقارنة نظام نزع الملكية بمؤسسات أخرى من شأنه أن يساعد على‬
‫تحديد هذا النظام تحديدا نافيا للجهالة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نزع الملكية واالحتالل المؤقت‬
‫نزع الملكية من أجل المنفعة العامة يرمي إلى إحالل الدولة بوجه عام أو أي‬
‫شخص معنوي أو طبيعي آخر يخول له القانون بوجه خاص محل المالك األصلي‬
‫مقابل تعويض‪ ،‬فيظهر ذلك النزع كنوع من البيوع الجبرية‪ ،‬أما االحتالل المؤقت‬
‫فيرمي إلى احتالل ملك معين من طرف السلطة العامة أو من يحل محلها خالل فترة‬
‫زمنية محددة قد تطول وقد تقصر‪ ،‬مقابل تعويض عادل يدفع للمالك بطبيعة الحال‪،‬‬
‫فيظهر االحتالل المؤقت كنوع من األكرية الجبرية التي يفرضها القانون من أجل‬
‫تحقيق أغراض ما‪ ،‬ال يمكن القيام بها إال عن طريق ذلك االحتالل‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬فمقرر إعالن المنفعة العامة يتم بمرسوم يصدر عن‬
‫الوزير األول –رئيس الحكومة حاليا‪ -‬بينما يصدر القرار القاضي باحتالل ملك الغير‬
‫لمدة مؤقتة من الوزير المعني باألمر‪.29‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمييز شفعة الدولة أو الشفعة الضريبية عن نزع الملكية‬
‫تتشابه شفعة الدولة ونزع الملكية كونهما يصدران في شكل قرار للدولة إلنهاء‬
‫الملكية الخاصة التي يتمتع بها الفرد عن طريق اإلجبار‪ ،‬وانتقال الملكية إلى الدولة‪.‬‬

‫‪ - 28‬محمد الكشبور‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة‪.36 :‬‬


‫‪ - 29‬محمد الكشبور‪ ،‬المرجع أعاله‪ ،‬الصفحة‪.39-38 :‬‬
‫‪16‬‬
‫ويقترب حق شفعة الدولة من نزع الملكية فيما يخص المنفعة العامة‪ ،‬ويمثالن‬
‫أمام المحاكم اإلدارية عمل السلطة العمومية‪ ،‬إال انهما يختلفان في عدة جوانب من‬
‫بينها ‪:‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 143‬من المدونة العامة للضرائب‪ ،‬فحق شفعة الدولة يمارسه‬ ‫‪‬‬
‫وزير المالية أو الشخص المفوض من طرفه‪ ،‬في حين أن نزع الملكية مخول للدولة‬
‫والجماعات المحلية واألشخاص المعنويين الطبيعيين بناء على تفويض‪.‬‬
‫الطبيعة القانونية للوسيلة المستعملة من أجل نقل الملكية بين المؤسستين‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫فنزع الملكية يقتضي بيان المنفعة العامة من وراء هذا النزع‪ ،‬وتخول القوانين‬
‫لصاحب الملك المنازعة في وجود المنفعة العامة وراء قرار نزع الملكية في حين أن‬
‫حق شفعة الدولة تكون بسبب المتصرف (وزير المالية أو من يفوضه) شرط وجود‬
‫نقل الملكية اختياريا بين األحياء‪.‬‬
‫نزع الملكية يتيح تدخل القضاء لتحديد تعويض عادل لصاحب الملكية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫بينما حق شفعة الدولة يخول لإلدارة سلطة مطلقة دون تدخل القضاء‪.‬‬
‫إذن فحق الشفعة في المادة الضريبية هو حق مستحدث بموجب قانون المالية لسنة‬
‫‪ 1973‬المعدل بمضمون قانون المالية ‪ 2007‬على شكل مدونة الضرائب‪ ،‬وهو حق‬
‫خاص لفائدة الدولة سماه المشرع حق الشفعة رغم أن الدولة ليست شريكا على‬
‫الشياع‪ ،‬ولكن لمحاربة التملص الضريبي‪.30‬‬
‫ثالثا‪ :‬تمييز نزع الملكية عن نظام التأميم‬
‫لما كان التأميم يقترب من نزع الملكية للمنفعة العامة من حيث أن كالً منهما‬
‫يؤدي إلى نزع الملكية الخاصة عن صاحبها مقابل تعويض عادل يدفع للمالك‪ ،‬تحقيقا ً‬
‫للنفع العام إال أن التأميم يختلف عن نزع الملكية من حيث الهدف واألثر فضالً عن‬
‫اإلجراءات‪:‬‬
‫‪ - 1‬فمن حيث الهدف نجد أن األسباب التي تدعو الدولة إلى التأميم مختلفة ‪،‬‬
‫وغالبا ً ما تكون اقتصادية‪ ،‬أو اجتماعية‪ ،‬أو قد تكون سياسية‪ ،‬في حين أن الحاجة إلى‬
‫إقامة مشروع معين يقدم خدمة للجمهور تكون سببا ً مباشراً لنزع الملكية‪.‬‬
‫‪ - 30‬الشفعة الضريبية‪ ،‬الموقع اإللكتروني ‪( https://contadmin.yoo7.com/t136-topic :‬اطلع عليه بتاريخ‬
‫‪ 04/06/2023‬على الساعة ‪.)00:00‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ - 2‬أما من حيث الموضوع فإن نزع الملكية ينصب دائما ً على عقارات‪ ،‬وحقوق‬
‫عينية أصلية مملوكة ملكية خاصة ألشخاص القانون الخاص‪ .‬في حين أن التأميم‬
‫ينصب على المشروع‪ ،‬أو المشروعات المؤممة بأكملها بكل ما تحويه من عقار‪،‬‬
‫ومنقول‪ ،‬وحقوق معنوية نحو براءة االختراع‪ ،‬والعالمات التجارية وغير ذلك‪ .‬فلهذا‬
‫كان التأميم ذا طبيعة غير شخصية على عكس نزع الملكية الذي يتسم بطابعه‬
‫الفردي‪ ،‬فنزع الملكية يرد على أموال معينة ومميزة مملوكة ملكية خاصة‪ ،‬أما التأميم‬
‫فيشمل أدوات االنتاج بوصفها نشاطا ً اقتصاديا ً‪.‬‬
‫وأما من حيث اإلجراءات يذهب بعض الفقهاء إلى أن التأميم إما أن يتم بشكل‬
‫مباشر طبقا ً لنص دستوري يخرج بعض األموال من دائرة تملك األشخاص لكونها‬
‫خاضعة لتملك الجماعة‪ ،‬أو وفقا ً لقوانين خاصة بالتأميم تستند إلى الدستور‪ ،‬فتتسم‬
‫بذلك إجراءات التأميم بالسرعة واليسر‪ ،‬بخالف إجراءات نزع الملكية المتصفة‬
‫بالبطء والتعقيد‪ .‬هذا فضالً عن أن نزع الملكية يكون بإجراء إداري (قرار إداري)‬
‫استناداً إلى قانون أو بناء على القانون‪ ،‬في حين أن التأميم ال يتم إال بإجراء تشريعي‬
‫يصدر بشأن نقل ملكية مشروع خاص أو مجموعة معينة من المشروعات‪ .‬فالقانون‬
‫هو الذي يحدد محل التأميم‪ ،‬وشروطه‪ ،‬والشكل الذي يأخذه المشروع المؤمم‪ ،‬لذلك‬
‫فإن التأميم يعد عمالً من أعمال السيادة يصدر عن الحكومة كونها سلطة عامة‪ ،‬وفي‬
‫حدود وظيفتها السياسية‪ ،‬بهدف تحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬واألمن االجتماعي‬
‫والداخلي‪.31‬‬
‫رابعا ‪ :‬نزع الملكية و المصادرة‬
‫حيث يقصد بالمصادرة ذلك الحكم القضائي الذي يقضي بنزع ملكية الشيء جبرا‬
‫من مالكه وإضافته إلى أموال الدولة (الخزينة العامة للمملكة)‪ ،‬بسبب قيامه بعمل غير‬
‫مشروع ‪.‬‬
‫والمصادرة عادة ما تكون في شبه عقوبة مالية‪ ،‬كالغرامة‪ ،‬لكن المصادرة ال‬
‫تشمل األموال فقط مثل الغرامة‪ ،‬بل تمتد إلى األشياء التي ال يمكن وصفها بالمال‪،‬‬
‫حيث هناك اجتهاد فقهي يقر بأن المصادرة تطبق على المنقوالت دون العقارات ألن‬
‫هذه األخير غير قابلة للضبط عكس االتجاه السائد‪ .‬والقانون المغربي نظم مقتضيات‬
‫‪ - 31‬مروة أبو العال‪ ،‬التأميم ونز الملكية للمنفعة العامة‪ ،‬الموقع االلكتروني‪( /https://www.mohamah.net/law :‬اطلع‬
‫عليه بتاريخ ‪ 05/06/2023‬على الساعة ‪.)16:30‬‬
‫‪18‬‬
‫المصادرة في الباب الثاني من الكتاب األول من المجموعة الجنائية تحت عنوان "‬
‫العقوبات اإلضافية في الفصول ‪ 99.46.45.44.43.42‬ومن خالل استقراء هذه‬
‫المواد نجد أن المشرع المغربي لم يجعل إعمال المصادرة مطلقة وإنما قيدها بشرط‬
‫عدم المساس بحقوق اآلخرين ذوي النوايا الحسنة؛ وهم كل من ليس له عالقة‬
‫بالجريمة‪ ،‬ومن غير العالمين بطبيعة الصلة التي تربط أشياءهم بالجريمة أو أنهم مع‬
‫علمهم الالحق بهذه الجريمة حاولوا إنهائها‪.32‬‬

‫خــــــــــــاتمة‬

‫إن نزع الملكية من أجل المنفعة العامة من المواضيع التي حصنها المشرع‬
‫المغربي بضمانات قانونية لما فيها من حماية لحق ملكية األشخاص ‪ ،‬والمشرع‬
‫سعيا منه لتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ‪ ،‬وحماية المصلحة‬
‫الخاصة من التعسف االداري حاول تأطير موضوع نزع الملكية من خالل‬
‫تنظيمه بترسانة قانونية عبر مراحل زمنية متعددة‪ ،‬و التنصيص عليه كاستثناء‬
‫للمبدأ العام من خالل الفصل ‪ 35‬من الدستور‪.‬‬
‫ومهما يكن من أمر‪ ،‬فإن حق الملكية حق مقدس دستوريا‪ ،‬ونزعه ألجل المنفعة‬
‫العامة هو إجراء تستلزمه متطلبات التنمية بالبالد‪ ،‬وبالتالي فإنه إلى جانب نقل‬
‫الملكية لفائدة الجهة المخول لها قانونا ذلك‪ ،‬فإنه من المناسب التوفيق بين مصالح‬
‫المنزوعة ملكيته في الحصول على تعويض عادل من جانب‪ ،‬ومصالح نازع‬
‫الملكية في اكتساب ملكية عقار واستخدامه للمنفعة العامة أخذا بعين االعتبار‬
‫أيضا ما يستلزمه مبدأ حماية المال العام من جانب آخر ( عدم أداء تعويضات‬
‫مبالغ فيها) ‪ ،‬وتحقيق الهدف المذكور موكول لكافة األطراف المعنية بالموضوع‬
‫إداريا وقضائيا ‪.‬‬

‫‪ - 32‬تمييز نزع الملكية ألجل المصلحة العامة عما يشابهها من األساليب القانونية‪ ،‬الموقع اإللكتروني‪: http://kanouni-‬‬
‫‪( maroc.blogspot.com/2021/04/blog-post_13.html‬اطلع عليه بتاريخ‪ 05/06/ 2023‬على الساعة‪.)08:30‬‬
‫‪19‬‬
‫المراجع المعتمدة‬
‫الكتب ‪:‬‬

‫‪ ‬محمد الكشبور ‪ ،‬نزع الملكية من أجل المنفعة العامة ‪ ،‬مطبعة المعارف‬


‫الجديدة – الدار البيضاء ‪. 1989‬‬
‫‪ ‬محمادي المعكشاوي‪ ،‬المختصر في مدونة الحقوق العينية الجديدة على‬
‫ضوء التشريع والفقه و القضاء‪ ،‬القانون رقم ‪ -39.08‬الطبعة األولى‬
‫‪ ، 2013‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ‪.‬‬
‫‪ ‬الدكتور سليمان الطماوي ‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري‪-‬أموال اإلدارة‬
‫وامتيازاتها‪ ، -‬دار الفكر العربي ‪.1979‬‬
‫‪ ‬فؤاد العطار‪ "،‬القانون اإلداري"‪ ،‬الكتاب الثالث‪ ،‬دار النهضة بالقاهرة‪.‬‬
‫‪ ‬محمد عبد اللطيف "نزع الملكية للمنفعة العامة "دار النهضة العربية‬
‫بالقاهرة‪.‬‬
‫‪ ‬محمد الكشبور ‪ " ،‬نزع الملكية من أجل المنفعة العامة " ‪ ،‬األسس القانونية‬
‫و الجوانب اإلدارية و القضائية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪.‬‬
‫‪ ‬مليكة الصروخ " القانون اإلداري ‪ :‬دراسة مقارنة " الطبعة الخامسة مع‬
‫آخر المستجدات ‪.‬‬
‫النصوص القانونية ‪:‬‬

‫‪ ‬الدستور المغربي الحالي لسنة ‪. 2011‬‬


‫‪ ‬الفصل ‪ 15‬من ظهير ‪ 3‬أبريل ‪. 1951‬‬
‫‪ ‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪ ،2854‬بتاريخ ‪ 12‬يوليوز ‪،1967‬ص‪ 1551 :‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪ ‬جريدة سمية‪ ،‬عدد ‪ ،3066‬بتاريخ ‪ 4‬غشت ‪ ،1971‬ص ‪ 1788‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ ‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪ ،3321‬بتاريخ ‪ 23‬يونيو‪ ،‬ص ‪ 2144‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل ‪ 3‬من ظهير ‪31‬غشت ‪. 1914‬‬
‫‪ ‬الفصل ‪ 3‬من ظهير ‪ 6‬أبريل ‪. 1982‬‬
‫‪ ‬الفصل ‪ 3‬من ظهير ‪ 6‬أبريل ‪. 1982‬‬

‫‪20‬‬
: ‫املواع الكورننية‬

https://www.elkanounia.com/2020/03/Exposes.html?m=1 
https://contadmin.yoo7.com/t136-topic 
https://www.mohamah.net/law 
http://kanouni-maroc.blogspot.com/2021/04/blog-post_13.html 

21
‫الفهرس‬
‫مقدمة‪2 ..........................................................................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم نزع الملكية وشروطها ‪6 .........................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوم نزع الملكية من أجل المنفعة العامة واإلطار القانوني‬
‫لها ‪6 ..........................................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬تعريف نزع الملكية ‪6 ............................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اإلطار القانوني لنزع الملكية الخاصة من أجل المنفعة العامة ‪7 ...........‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬شروط نزع الملكية العامة من أجل المنفعة الخاصة ‪12 ..........‬‬
‫أوال‪ :‬نزع الملكية منوط بتحقيق المنفعة العامة ‪13 ...................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬نزع الملكية ال يوجه إال إلى العقارات ‪13 ......................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬السلطة المختصة بنزع الملكية ‪14 ...............................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬طبيعية نظام نزع الملكية من أجل المنفعة العامة واألنظمة‬
‫المشابهة لها ‪15 ...............................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬طبيعية نظام نزع الملكية من أجل المنفعة العامة ‪15 ...............‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تمييز نزع الملكية عن بعض األنظمة المشابهة له ‪16 .............‬‬
‫أوال‪ :‬نزع الملكية واالحتالل المؤقت ‪16 ..............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمييز شفعة الدولة أو الشفعة الضريبية عن نزع الملكية ‪16 .................‬‬
‫ثالثا‪ :‬تمييز نزع الملكية عن نظام التأميم ‪17 ..........................................‬‬
‫رابعا‪ :‬نزع الملكية والمصادرة ‪18 .....................................................‬‬
‫خــــــــــاتمة‪19.................................................................. ...............‬‬
‫المراجع المعتمدة ‪20 ........................................................................‬‬
‫الفهرس ‪22.....................................................................................‬‬

‫‪22‬‬

You might also like