Professional Documents
Culture Documents
6أ.م.د. معمر خالد عبد الحميد
6أ.م.د. معمر خالد عبد الحميد
الخالصة :يعد االستقرار التشريعي من اهم الضمانات التي ال غنى عنها في تحقيق االمن القانوني, معلومات البحث :
والذي تسعى جميع دول العالم بال استثناء الى تحقيقه ,اال ان ذلك ال يعني بالضرورة نجاح تلك تواريخ البحث:
المساعي ,ذلك ان تحقيق هذا المسعى ليس باالمر ِّ
الهين ,اذ غالبا ما تواجه المشرع اثناء ادائه لهذه االستالم / 11 :تشرين الثاني 1211 / -
المهمة الكثير من المصاعب والمعوقات ,والتي يأتي على رأسها ان المشرع ال يخرج عن كونه انسان ًا -القبول / 11 :كانون االول 1211 /
-النشر المباشر /1 :آذار 1211/
يخطأ تارة ,ويصيب في أخرى ,ثم تأتي الحاجة الدائمة لمجاراة تطور المجتمع والعالم سعياً العطاء
العدالة سمة االنضباط ,مما يدفع المشرع الى التعديل والتكميل في التشريعات القانونية بأعتبار هذه
الكلمات المفتاحية :
المسألة من اهم االدوات التي يستعين بها المشرع لضبط وقع التشريع مع واقع المجتمع وظروفه,
-التضخم التشريعي.
وعندما ُيخفق المشرع في هذه المهمة تنتج لدينا بالمحصلة ظاهرة التضخم التشريعي ,والتي تعاني
-الفراغ التشريعي.
منها اغلب دول العالم المعاصر ,التشريع العقابي بإعتباره تشريعاً قانونياً ,فلم يسلم هو اآلخر من -التجريم.
الوقوع فريس ًة تتناوشها مخالب هذه التعديالت والتكميالت على الرغم من الخصوصية التي ينفرد بها -العقاب.
عن سائر التشريعات االخرى ,ذلك انه قانون خاضع وبشكل مطلق لمبدأ قانونية الجرائم والعقوبات أو -الردع.
-اإلصالح.
نصيَّة الجرائم والعقوبات ,التي نص عليها قانون العقوبات العراقي المعدل النافذ رقم 111لسنة
1191في المادة ( )1منه ,ولذلك يعد التشريع العقابي ,الدرع الذي يحمي سيادة الدولة وامنها
القانوني ,كي ال تُسلب من السلطة مشروعيتها من جهة ,ويحمي حقوق االفراد وحرياتهم من االنتهاك
من جهة اخرى ,قانون العقوبات العراقي المعدل النافذ ,الذي ُس َّن لتحقيق رغبة المشرع في مواكبة
التطور ومالئمته مع ظروف المجتمع وواقعه ,لتجسيد مبدأ توحيد االحكام والمصطلحات ,لم يسلم من
المكثفة ,التي فاق حجمها اكثر من ضعفي حجم التشريع االصلي,
الوقوع في هاوية التعديالت ُ
مضافا اليها التكميالت التي لحقته من قوانين عقابية خاصة ,والتي انعكست سلب ًا على االغراض
المتوخاة من تشريعه ,,موقعة إياه في ِّشباك ظاهرة التضخم التشريعي ,والتي تعاني منها اليوم اغلب
التشريعات في العالم ,حيثُ ُعدَّل هذا القانون اكثر من ( )11مرة ,ولحقته عشرات التكميالت من
القوانين الخاصة ,فنتج عنه اثر وانعكاس على المرامي واالغراض الي يرنو المشرع لتحقيقها ,وعلى
رأسها خاصيتي الردع واالصالح .
فقد انصب توجه المشرع على تجريم االفعال وفرض العقوبات وتعديلها بناءًا على ذلك ,متناسياً
واقع االنظمة العقابية ومؤسساتها التي تحتاج العادة النظر فيها ,ومتجاهال السياسات الجنائية
المعاصرة التي ذهبت بأتجاه ايجاد وسائل وحلول بديلة من اهمها وسيلة الحد من التجريم والعقاب .
© ,2222كلية الحقوق ,جامعة تكريت
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (162-183 )2222( )1
941
املقدمة :
وعظيم سلطانه ,ثم الصالة والسالم على منِّ ِّ
وجهه, ِّ
لجالل الحمد هلل ,حمدًا كثي ًار ,كما ينبغي
ِّ
بهديه معالم الطريق ,لمكارم ستدل ِّ
أمرهُ ربه بالقراءة ,فق أر ,فكان نو ًار ُيهتدى به من ظالم الجهل ,وقبسًا ُت ُ
العلم ,إجتهاداً ومثابرًة ,لتزدهر الحياة ,وتستمر ,كما ارَاد لها ِّ
بارئها, ِّ ِّ
الحسنة ,وطلب االخالق ,والتر ِّ
بية
يوم الدين ,وبعد : ٍ
بإحسان الى ِّ تبعه ِّ ِّ
فكان حقًا ويقينًا رحم ًة للعالمين ,وعلى آله وصحبه ,ومن ُ
البقرة 871 قال تعالى :ولكم في القصاص حياة يا اولي االلباب لعلكم تتقون
التضخم التشريعي ,ظاهرة تعاني منها في عصرنا الراهن الكثير من التشريعات ,ونقصد بهذه
الظاهرة ,تنامي حجم القواعد القانونية بالشكل الذي يعطي انطباعًا بخروج هذه القواعد عن زمام تحكم
المختصين ,وقد تطاولت مخالب هذه الظاهرة حتى تناوشت جسد التشريع العقابي ,الذي لم يسلم هو
اآلخر من الوقوع فيها السباب متعددة ,لذا انصب موضوع بحثنا على التشريع العقابي العراقي ,الذي
يتربع على رأس هرمه قانون العقوبات العراقي رقم 111لسنة 1191المعدل النافذ ,بسبب تعرضه
للكثير من التعديالت ,التي بلغت من الكثرة مبلغاً يمكننا اعتباره مؤش اًر على مدى ايغال هذه الظاهرة فيه
على الرغم من خصوصيته ,الن التشريع العقابي ,تشريع تنبثق اهميته من تعلقه بسيادة الدولة وامنها
القانوني ,وحقوق االفراد وحرياتهم .
اسباب اختيار الموضوع
تعددت االسباب التي دعتنا لتناول هذا الموضوع بالبحث ,والتي كان اهمها ما يلي :
.1تعرض قانون العقوبات العراقي المعدل النافذ لتعديالت تجاوز مجموعها الواحد وثالثون تعديال ,حيث
تفاقم حجم هذه التعديالت الى ضعفي حجم التشريع االصلي .
.1سن الكثير من التشريعات الخاصة المكملة لقانون العقوبات ,والتي تدخل في دائرة التشريع العقابي ومن
امثلتها قانون مكافحة االرهاب رقم 11لسنة ,1222وقانون حظر البعث والكيانات واالحزاب واالنشطة
العنصرية واالرهابية والتكفيرية رقم 11لسنة ,1219وغيرها من القوانين .
وغير ذلك من االسباب التي تدعونا للتساؤل عن ,مدى امكانية وقوع التشريع العقابي في متناول
ظاهرة التضخم التشريعي ,لخطورة آثار هذه الظاهرة وانعكساتها الخطيرة على االغراض والمرامي التي
توخى المشرع تحقيقها عند َّ
سنه لقانون العقوبات والتشريعات الخاصة المكملة له ,وخصوصا تلك
المتعلقة بخاصيتي الردع واالصالح ,بأعتبارها اهم ما يميز التشريع العقابي عن غيره من التشريعات .
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (162-183 )2222( )1
949
اهمية البحث
تستمد اهمية البحث روحها من الخصوصية التي يتمتع بها التشريع العقابي ,واالغراض والمرامي التي
يستهدف تحقيقها ,ذلك ان التشريع العقابي يعد درعا واقيا لحماية المجتمع وحقوق االفراد وحرياتهم من
تصور ان ينقلب التشريع العقابي جالداً ينتهك بنفسه هذه الحقوق والحريات من جهة,
االنتهاك ,فال ُي َّ
والعتباره سالحًا فتاكًا دائما ما تشهره الدولة بوجه كل فعل من شأنه المساس بسيادتها ,وبالتالي َّ
فأن اي
اعراض مرضية تظهر على جسد هذا التشريع العظيم االهمية ,يجعل من الضروري التصدي لها
بالعالج السريع العاجل من جهة ,والنافع الناجع من جهة اخرى ,كي ال ُت َّ
فرغ االغراض والمرامي من
ال يهدد كيان الدولة والمجتمع .
معانيها ,فينقلب التشريع العقابي وبا ً
اشكالية البحث
يصوب البحث بندقية االفتراض والتساؤل عن مدى تأثير التعديالت التي لحقت التشريع العقابي على
ُّ
االغراض والمرامي التي يهدف التشريع تحقيقها وعلى رأسها الردع واالصالح ؟
وهل ساهمت هذه التعديالت المتكررة في احداث تأثير ايجابي على التشريع ,ام العكس ؟
ثم محاولة معرفة الحجم الحقيقي لمشكلة التضخم التشريعي في حال وجودها ,إلعطاء تصور قانوني
يمكن من خالله ايجاد حلول لها ما وفقنا هللا الى ذلك .
منهجية البحث
اعتمد البحث على المنهج التحليلي الوصفي من خالل استعراض عينة من التشريعات الخاصة
المكملة التي لحقت التشريع العقابي بالمجمل ,وعينة من التعديالت التي لحقت القواعد القانونية لقانون
العقوبات العراقي رقم 111لسنة 1191المعدل النافذ ,ذلك ان المشرع غالبا ما كان يبرر اجراء
التعديالت بضرورة اعادة صياغته القانونية لتحقيق اغراض التشريع العقابي المتعلقة خصوصا بخاصيتي
الردع واالصالح .
هيكلية البحث
لتحقيق االحاطة بموضوع البحث ,فقد ارتأينا تقسيمه وفقا للهيكلية اآلتية :
المبحث االول :ماهية التضخم التشريعي
المطلب االول :التعريف بالتضخم التشريعي لغة واصطالحًا
المطلب الثاني :التمييز بين التضخم التشريعي والمفاهيم المشابهة
المطلب الثالث :اسباب التضخم التشريعي
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (162-183 )2222( )1
941
المبحث الثاني :عواقب وآثار وإنعكاسات التضخم في التشريع العقابي على خاصيتي الردع واالصالح
المطلب االول :مفهوم الردع واالصالح
المطلب الثاني :عواقب وآثار وانعكاسات التضخم على الردع واالصالح
الخاتمة ( النتائج والمقترحات )
قائمة المصادر
المبحث االول
هية التضخم التشريعي
ما َّ
يع قانوني بشكل عام ,ينبغي علينا اوال ان نوضح المعنى ماهية التضخم التشريعي في ِّ
اي تشر ٍ لبيان َّ
نصف من خالله حالة معينة
ُ كمصطلح
ٍ اللغوي لمفردة التضخم ,لمعرفة مدى انطباقها عند ايرادها
يف اصطالحي له ,ينطوي على بيان خصائص التضخم تصيب التشريع ,كي يتسنى لنا ايراد تعر ٍ
وسماته ,ليمكننا في المحصلة ,تشخيص وجوده من عدمه في اي تشريع ,وعلى وجه الخصوص,
التشريع العقابي ,بصفته محل بحث هذه الدراسة ,وبناءًا على ما تقدم ,سنخصص لكل مسألة ,مطلبا
مستقال .
المطلب األول /التعريف بالتضخم التشريعي لغة واصطالحا
للتعريف بالتضخم التشريعي سنقسم هذا المطلب على فرعين ,نبين في االول التعريف اللغوي للتضخم,
ونعرج في الثاني على التعريف االصطالحي للتضخم التشريعي
َّ
الفرع االول /التضخم لغة
غلظ ُة ,واليمين الم َّ
غلظة( ,)1بمعنى اليمين الدي ُة الم َّ ()1 ِّ
ُ ُ ظ من كل شئ ,ومنه َّ ُ
ُيقال :الضخم ,الغلي ُ
(القرَهب) على الثور
المشددة ,اي ,الشديدة الوقع على من ينطقها فيما اذا خالف ,كما تطلق العرب اسم َ
ُ
(البرشع) على الرجل
ُ سن الكبير الضخم( ,)1وتطلق اسم (البرشاع) على الرجل المنتفخ الجوف ,والم ِّ
ُ
(البِّت ِّع) على الغليظ الكثير اللحم من الرجال(,)2 ()1
االهوج الطويل الضخم الجافي المنتفخ ,وتطلق اسم َ
وتسمي غليظ الشفتين (باألبلم)()9والشفة الضخمة (براطم)( ,)1لذا فأن مدار معنى لفظ التضخم في اللغة,
الشدة والكثرةِّ ,
وكبر الحجم . يفيد الغلظة و َّ
( )1دمحم بن ابي بكر الرازي :مختار الصحاح ,دار الرضوان ,حلب ,سوريا , 2222 ,ص. 222
( )2المصدر ذاته :ص. 331
( )3الفيروز آبادي :القاموس المحيط ,مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر ,بيروت ,لبنان ,ط ,2222 , 8ج ,1ص.121
( )1ابن منظور :لسان العرب ,دار المعارف ,القاهرة ,مصر ,ج,1ص. 222
( )2المصدر ذاته :ص. 222
( )2مجمع اللغة العربية بالقاهرة :المعجم الوسيط ,دار الدعوة ,ج , 1ص.22
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (162-183 )2222( )1
943
()1
المصدر ذاته :ص. 22
()1
د .عبد الكريم صالح عبد الكريم ,د .عبد هللا فاضل حامد :تضخم القواعد القانونية التشـريعية ,مجلـة جامعـة تكريـت
للعلوم القانونية ,ع , 1211 , 11ص. 171
()1
وقد تضمن قانون العقوبات العراقي رقـم 111لسـنة 1191المعـدل النافـذ هـذا المبـدأ فـنص فـي المـادة رقـم ( )1علـى :
(ال عقاب علـى فعـل او امتنـاع اال بنـاءا علـى قـانون يـنص علـى تجريمـه وقـت اقت ارفـه ,وال يجـوز توقيـع عقوبـات او
تدابير احت ارزية لم ينص عليها القانون ) .
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (162-183 )2222( )1
944
()1
نصــت المــادة 111مــن قــانون العقوبــات الع ارقــي رقــم 111لســنة 1191المعــدل النافــذ علــى ( :يعاقــب باالعــدام او
السجن المؤبد كل من تولى لغرض اجرامي قيادة ق سم من القوات المسلحة او نقطة عسكرية او ميناء او مدينة بغيـر
تكليف من الحكومة .ويعاقب بالعقوبة ذاتها كل من استمر في قيادة عسكرية ايا كانت خالفا لالمر الصادر له من
الحكومــة وكــذلك كــل رئــيس قــوة اســتبقى جنــده تحــت الســالح او محتشــدين بعــد صــدور امــر الحكومــة بتس ـريحهم او
تفريقهم )
()1
نصت المادة 111من قانون العقوبات الع ارقـي رقـم 111لسـنة 1191المعـدل النافـذ علـى ( :يعاقـب بالسـجن المؤبـد
او المؤقــت كــل شــخص لــه حــق االمــر فــي اف ـراد الق ـوات المســلحة طلــب الــيهم او كلفهــم العمــل علــى تعطيــل اوامــر
الحكومة اذا كان ذلك لغرض اجرامي فاذا ترتـب علـى ذلـك تعطيـل تنفيـذ اوامـر الحكومـة عوقـب باالعـدام او بالسـجن
المؤبد وعوقب من هو دونه من رؤساء الجند او قوادهم الذين اطاعوه بالسجن المؤبد او المؤقت ).
()1
المستشـ ـ ـ ــار ممـ ـ ـ ــدوح حسـ ـ ـ ــين :ازمـ ـ ـ ــة الق ـ ـ ـ ـوانين المصـ ـ ـ ـ ـرية وسـ ـ ـ ــبل مواجهتهـ ـ ـ ــا ,موقـ ـ ـ ــع اخبـ ـ ـ ــار مصـ ـ ـ ــر ب ـ ـ ـ ــالرابط :
, www.egynews.netتأريخ الزيارة . 1211/7/1
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (162-183 )2222( )1
941
( )17211تشريعا متنوعا ما بين قانون ونظام وتعليمات ,وهذا مؤشر واضح ينبئنا بمقدار شراهة السلطة
التشريعية في اصدار القوانين(.)1
اما الفراغ التشريعي ,فقد ذهب جانب من الفقه القانوني الى تعريفه بأنه " :حصول فراغ في القانون
عندما ُيفتقد الحكم التشريعي ,بحيث ان النظام القانوني بمجموعه من النظم القانونية الفوقية واالفكار
القانونية المستمدة من طبيعة االمور تقتضي وجود هذا الحكم التشريعي "( ,)1وبعبارة ابسط ,هو افتقاد
القانون لحكم تشريعي يقتضي المنطق وجود قاعدة قانونية تنظمه .
وبناء على ما سبق ,يبدو الفرق واضحا في ان التضخم التشريعي والفراغ التشريعي على طرفي ً
نقيض من حيث المفهوم ,اال ان وجود اعتالل في النظام القانوني او التشريعي في الدولة هي الصفة
التي تجمعهما ,اما بالزيادة في حالة التضخم ,او النقص في حالة الفراغ .
ومما تجدر االشارة اليه ,ان حصول الفراغ التشريعي في القانون العقابي ,يختلف عن حصوله في
النصية فال مجال لالجتهاد
َّ القواعد العامة المدنية او االدارية ,ذلك ان التشريع العقابي ,يستمد روحه من
او القياس او التأويل في ما لم يرد به نص يحكمه ,اذ الجريمة وال عقوبة اال بنص القانون ,لذلك فأن
اء كان هذا التعديل منصبا ن
الحل الوحيد لمعالجة الفراغ التشريعي في القانو العقابي هو التعديل ,سو ً
على الصياغة فقط ,ام على تكميل التشريع بإضافة احكام جديدة اليه ,او اصدار تشريعات ُمكملة له,
بغية االحاطة باالفعال التي يمكن ادخالها في دائرة التجريم او اخراجها منها ,حسب مقتضى الحال .
المطلب الثالث /اسباب التضخم التشريعي
هناك اسباب كثيرة تقف وراء حدوث التضخم التشريعي ,فقد ترجع الى تزاحم النصوص الثانوية
وكثرتها بسبب تعدد مصادر القانون ,او قصور مالئمة االحكام القانونية نتيجة تقدم الزمن واحداثه ,او
للجوء المشرع الى االستثناءات التشريعية على القاعدة القانونية ,وللتشريع العقابي اسباب اخرى يمكن ان
نعزو اهمها ,في تأثره بااليدلوجية السياسية لنظام الحكم وفلسفة الدولة وسياساتها ,ولتشعب هذه المسألة
فسنتناولها من خالل اربعة فروع لبيانها بشئ من التفصيل .
()1
د .عبد الكريم صالح عبد الكـريم ,د .عبـد هللا فاضـل حامـد :مصـدر سـابق ,ص . 111ولمزيـد مـن التفاصـيل يمكـن
زيارة قاعدة التشريعات العراقية من خالل محرك البحث جوجل .
()1
كاناريز :سد الفراغ في القانون وموقف النظام القانوني االلمـاني منـه ,المركـز القـومي لبحـوث المنطقـة فـي بروكسـل ,
ترجمة د .عبد الرسول الحصاني ,مجلة القضاء العراقي ,ع االول , 1171 ,ص 71وما بعدها .
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (162-183 )2222( )1
941
يلتقي التشريع العقابي في استقائه االحكام من بعض المصادر مع غيره من التشريعات كالرجوع الى
قواعد العدالة ,اال انه يختلف في مصادر اخرى عن غيره من التشريعات كالقانون المدني مثال ,ذلك ان
()1
اال ان هذا ال يعني التشريع العقابي كما اسلفنا يخضع لمبدأ ( قانونية او نصية الجرائم والعقوبات )
عدم وجود تأثر بالمصادر والعلوم االخرى التي قد يستقي منها المشرع افكاره ,فيسبغ ً
بناء عليها على
بعض االفعال واالمتناعات صفة التجريم ,فلقانون العقوبات صلة بجميع الفروع االخرى من القوانين
ذات الطابع المدني والتي نراها ظاهرة كلما دعت الحاجة لحماية قواعدها من خالل تدعيمها بالعقاب(.)1
كما ان لقانون العقوبات عالقة بكثير من العلوم االخرى ,التي تساعد المشرع في صياغة التشريع
العقابي من حيث المواضيع الي يتكفلها التشريع العقابي بالحماية الجنائية ,كعلم االجرام ,وعلوم التحقيق
الجنائي ,وعلوم الطب العدلي ,وفنون التشريح ,وعلوم االجتماع واالخالق واالداب ,وكذلك يمكن للتشريع
العقابي ان يستمد تجريمه لالفعال واالمتناعات بالرجوع الحكام الشريعة االسالمية من خالل تحريمها
لبعض االفعال ,وتحديد الجزاءات فيما يطلق عليه بالحدود و التعازير ,كتجريم السرقة ,واالحتيال ,والزنا
وغيرها من االفعال التي عدها قانون العقوبات جرائم تستحق العقاب .
يتضح مما سبق ان هذه العالقة الوثيقة بين التشريع العقابي ,ومصادره المتنوعة ,تجعل المشرع ملزما
تجعله مجب ار الن يعيد النظر
ُ الن يواكب التطور الذي يط أر على جميع هذه العلوم والمصادر ,وبالتالي
في احكام التشريع العقابي ,من خالل التعديل والتكميل ,فقد يكون الفعل ُم َّ
جرما في زمن ,ومباحا في
آخر .
الفرع الثاني /اإلكثار من النصوص القانونية
للدساتير اثر كبير على جميع التشريعات بصفتها القواعد التي تجتمع فيها القيم والمصالح والعليا
للمجتمع وللدولة ,والتي تنص اغلبها وبشكل صريح على عدم جواز سن تشريعات تخالفها او تتعارض
معها .ومنها الدستور العراقي المؤقت لعام ,1172فهذا الدستور بالذات كان له اشد االثر في زيادة
عدد التعديالت التي لحقت بالتشريع العقابي ,ذلك انه اعطى لمجلس قيادة الثورة آنذاك الحق في اصدار
ق اررات لها قوة القانون عند التنفيذ.
()1
د .علي حسين الخلف ,د .سلطان عبد القادر الشاوي :المبـاد العامـة فـي قـانون العقوبـات ,ط , 1المكتبـة لقانونيـة
,بغداد ,العراق , 1212 ,ص. 11
()1
المصدر ذاته ,ص. 2
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (162-183 )2222( )1
941
وال ينكر ان هذا المجلس كان يمارس الدور التشريعي بصفة اصيلة ,تماثل دور البرلمان في وقتنا
الحالي ,اال انه كان يختلف بشكل استثنائي في اسناد مهمة اصدار التعليمات اليه ايضا ,والتي يعد
اصدارها من صميم اختصاص السلطة التنفيذية ,النها انما تصدر تسهيال لتنفيذ وتطبيق القانون بشكل
سليم(.)1
فقد صدرت عن هذا المجلس تعديالت كثيرة على قانون العقوبات ,حتى بلغ حجمها ضعفي حجم
القانون االصلي ,والتي استمرت حتى بعد تغيير النظام الحاكم في العراق بعد العام ,)1(1221والتي
تجاوز عددها الواحد وثالثون تعديال ,تسع وعشرون منها كانت قبل العام ,1221وتعديالن لحقا القانون
بعد العام ,1221حيث ان هذا الكم الهائل من التعديالت انصب فقط على تجريم االفعال واالمتناعات,
دون ان يتطرق لمشاكل اخرى اشد خطورة من مجرد التجريم ,التي ينتج عنها زج عدد هائل من الناس
في المواقف والسجون واالصالحيات ,وتكدسهم فيها ,اذ ال ننسى ان العراق الزال لآلن يعتمد عند تنفيذه
()1
. للعقوبات على النظام الجمعي في المؤسسات العقابية المغلقة
الفرع الثالث /آيدلوجية نظام الحكم وفلسفة الدولة وسياساتها
من الضروري والمنطقي ان يكون لكل دولة فلسفة وسياسة وآيدلوجية تتبناها في ادارتها ,ومن المهم
ان تكون ادارتها تبعًا لذلك واضح ًة وشفاف ًة ,كي تنعكس ايجابا على قوانينها وتشريعاتها ,لتحقيق امنها
واستقرارها ,وبالتالي ازدهارها وتطورها ,اال ان هذا الحال ال يمكن تعميمه ,فقد يكون هذا االنعكاس
سلبيا ,فينتج عنه ثمار مشوهة ,ال تحقق الفائدة المرجوة .
مر بمراحل كثيرة ,اثناء هذا المخاض االيدلوجي الفلسفي للدولة ,وصوال
التشريع العقابي في العراق َّ
الى تشريع القانون المعدل النافذ رقم 111لسنة ,1191والذي تعرض للكثير من التعديالت كما َّ
بينا
()1
نصت المادة الثانية واالربعون من الدستور العراقي المؤقت (الملغي) لسنة 1172على ( :يمارس مجلس قيـادة الثـورة
المنحــل الصــالحيات التاليــة :أ .اصــدار الق ـوانين والق ـ اررات التــي لهــا قــوة القــانون .ب .اصــدار الق ـ اررات فــي كــل مــا
تستلزمه ضرورات تطبيق احكام القوانين النافذة )...
()1
القاضــي نبيــل عبــد الــرحمن حيــاوي :قــانون العقوبــات الع ارقــي رقــم 111لســنة 1191وتعديالتــه ,العاتــك للطباعــة
والنشر ,بغداد ,ط , 1222 , 1ص. 1
()1
النظام الجمعي :يعد من اقدم االنظمـة المتبعـة فـي المؤسسـات العقابيـة واسـوءها ,واشـدها خطـ ًار علـى غايـة اإلصـالح
المرجو من العقاب ,ويقوم على اساس االختالط بين النزالء داخل المؤسسة العقابية ليال ونها ار في ابنيـة كبيـرة وفـق
تصنيفات معينـة تأخـذ بنظـر االعتبـار فيهـا عـزل االحـداث عـن كبـار السـن ,والنسـاء عـن الرجـال ,اال انهـا الت ارعـي
نوع الجرائم المنسـوبة للنزيـل ,فيخـتلط فيهـا القاتـل والسـارق والخـائن والمنحـرف بالنزيـل المحكـوم عليـه بجنحـة بسـيطة
كالمشــاجرة مــثال ,ممــا يــؤدي ال ــى تفشــي ج ـرائم اكثــر كاالدمــان عل ــى المخــدرات والكبســلة واللـ ـواط وانتقــال الفك ــر
االجرامي من المجرم الخطير الى المجرم العرضي .
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (162-183 )2222( )1
941
()1
تم اجراء التعديل على المادة 122في االعوام 1171و 1179و 1172بمعدل تعديل واحـد كـل سـنتين بالقـانون رقـم
127و 112و , 111وهذه المادة تنص على تجريم الجمع في االنتماء بين حزب البعث وحزب آخر .
()1
د .عبد الكريم صالح عبد الكريم ,و د .عبد هللا فاضل حامد :مصدر سابق ,ص127
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (162-183 )2222( )1
941
نحتها في شكل قابل للتطبيق( ,)1النها تنطوي على مجمل المعارف واالساليب التي يمكن استخدامها
لصياغة القوانين واالنظمة(.)1
وهذا يعني ان لهذا الفن عناصر تكونه ,التي كان من اوائل من اشاروا اليها الفقيه ( جورج كود )
فقسمها الى ثالث عناصر هي :
.1الفاعل القانوني ,وهو المخاطب بالقاعدة القانونية .
.1الفعل القانوني ,ويقصد به محل القاعدة القانونية .
.1وصف الحالة التي ينطبق عليها الفعل القانوني(.)1
وفي هذا الصدد نورد بعض االمثلة عن المواد التي تم تعديلها الغراض اعادة الصياغة للفترة
المحصورة بين العام 1122ولغاية العام 1221ومنها :
-القانون رقم 11لسنة 1122الخاص بتعديل نص المادة 122من خالل تعديل عقوبة السماح بدخول
من لم يبلغ الحادية والعشرون من العمر الى الحانات او المشرب الليلي .
-القانون رقم 11لسنة 1127والذي تضمن الغاء المادة 112واعادة صياغتها والخاصة بحكم عقد زواج
صحيح بين مرتكب احدى جرائم الفصل ( االعتداء الجنسي ) وبين المجني عليها .
-القانون رقم 7لسنة 1111الذي تضمن الغاء واعادة صياغة المادة 121المتعلقة بعقوبة اغتصاب
االموال واالشياء بالتهديد .
-القانون رقم 12لسنة 1221المتضمن الغاء واعادة صياغة المادتين 171و 171الخاصة باالعمال
التجارية التي تلحق اض ار ار بالوطن كاالستيراد والتصدير وغيرها في زمن الحرب .
-كما ونشير الى القانون رقم 127لسنة 1172الهميته ,ذلك ان المشرع قد بين في اسبابه الموجبة
دواعي سن هذا القانون ,والتي مفادها "تالفي نواقص وثغرات القانون حديث التشريع حيث ُعدلت
االحكام الخاصة بتحديد مدد الحد االقصى لعقوبة السجن ورفع التناقض بين بعض االحكام كالمادتين
()1
12و 11عند التطبيق واعادة صياغة لبعضها االخر "...
()1
حيدر سعدون المؤمن ,دراسة بعنوان ( مبـاد الصـياغة القانونيـة ) ,دائـرة الشـؤون القانونيـة ,قسـم اقتـراح التشـريعات
في العراق ,ص. 1
()1
د .ليــث كم ــال نصـ ـراوين :متطلب ــات الصــياغة التشـ ـريعية الجي ــدة واثره ــا علــى االص ــالح الق ــانوني ,الملح ــق الخ ــاص
بالمؤتمر السنوي الرابع ( القانون...اداة لالصالح والتطوير ) , 1217 ,ع , 1ج ,1ص. 122
()1
المصدر ذاته ,ص. 112:119
()1
لمزيـد مـن التفاصـيل ,انظــر قـرار مجلـس قيـادة لثــورة المنحـل المـرقم 1119لسـنة 1172المنشــور فـي الوقـائع العراقيــة
بالعدد 1117بتأريخ . 1172/11/12
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (162-183 )2222( )1
911
ان ما بيناه آنفا يعد مؤش ار على كثرة االخطاء التي تقع في الصياغة القانونية للتشريع العقابي ,والتي
تسبب زيادة ُمطردة في حجم التعديالت وبالتالي عدم استقرار القانون وتشتيت الغاية المبتغاة من َّ
سنه,
كما نشير الى ان التوجهات الحديثة للسياسة الجنائية بدأت تذهب نحو التخفيف من المنع أو الحظر و
التقييد ,في تجريم االفعال والمعاقبة عليها( ,)1وانتهاج سياسات واساليب حديثة للحد من الجرائم دون
الحاجة لسن المزيد من التشريعات .
المبحث الثاني
عواقب وآثار وانعكاسات التضخم في التشريع العقابي على خاصيتي الردع واالصالح
يعد الردع واالصالح من اهم االهداف التي يحرص المشرع على تحقيقها عند تناوله للمسائل
()1
واحيانا الزجر في التشريعات العقابية والمشكالت بالتنظيم القانوني ,وقد تُصطلح للردع تسمية المنع
والذي يكون على صورتين ,االولى منها تسمى الردع العام ,والثانية تدعى الردع الخاص ,اما االصالح,
فيمكن اعتباره السبب الذي يدفع المشرع لتناول مسألة ما ,او مشكلة ما بالتنظيم القانوني ,وبالتالي فأن
اي خلل يصيب التشريع ,سواءا كان تضخما او فراغا ,سيكون له عواقب وآثار ,وانعكاسات على هاتين
الخاصيتين ,ونقصد بهما ( الردع واالصالح ) .
لذا سنقسم هذا المبحث على مطلبين ,نتناول في االول مفهوم الردع االصالح ,ونبين في الثاني
عواقب وآثار وانعكاسات التضخم التشريعي على خاصيتي الردع واالصالح .
المطلب األول /مفهوم الردع واالصالح
نافع ناجع ,سنقسم هذا المطلب على فرعين ,نبين في االول
لبيان مفهوم هاتين الخاصيتين بشكل ٍ
مفهوم الردع وصوره ,ونقف في الثاني على مفهوم االصالح والمعنى المقصود منه في خصوصية
تضخم التشريع العقابي .
الفرع األول /مفهوم الردع وصوره
جاء في االسباب الموجبة لقانون تعديل الغرامات الواردة بقانون العقوبات العراقي رقم 111لسنة
1191المعدل النافذ ما نصه ( ان من اهم غايات التشريع العقابي الردع عن ارتكاب الفعل المضر
بالمجتمع .)1()...
()1
د .آمال بن جدو :الحد من التجريم والعقاب في السياسة الجنائية المعاصرة ,مجلة الدراسات والبحوث القانونية ,كليـة
الحقوق ,جامعة الجزائر ,1212, 1ع العاشر ,ص. 127
()1
د .علي حسين الخلف ,د .سلطان عبد القادر الشاوي :مصدر سابق ,ص.112
()1
القاضي نبيل عبد الرحمن حياوي :مصدر سابق ,ص. 122
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (162-183 )2222( )1
919
ان هذا النص يثير في الذهن تساؤالت كثيرة ,سنحاول هنا حصرها في تساؤلين هما :
.1ما هو الردع ,وماهي صوره ,ووسائله ,وعناصره ,واهدافه ؟
.1ما هي االعتبارات والظروف التي ينبغي مراعاتها لكي يكو َن تحقيق الردع ُمنتجًا ؟
وهذا ما سنحاول االجابة عنه في الفقرتين التاليتين :
اوال :الردع وصوره ووسائله وعناصره واهدافه
محظور
ٌ يقصد بالردع :الزجر ,الموجه للناس كافة من خالل تهديدهم بالعقاب عند اقدامهم على فعل
قانوناً.
وللردع صورتان هما :
.1الردع العام :ومفاده مواجهة الدوافع االجرامية بدوافع مضادة لالجرام للحد من الجريمة من خالل اشعار
المجتمع بعواقب اقدامهم عليها بتهديدهم بالعقاب.
.1الردع الخاص :ومفاده منع مرتكب الفعل (الجاني) من االقدام مجددا على ارتكاب فعل يحظره القانون
(الجريمة) من خالل تقويم اعوجاج مرتكب الفعل بإزالة الخلل –الجسمي او النفسي او االجتماعي –
()1
. الذي افضى به الى ارتكاب الفعل المحظور
ووسيلة تحقيق الردع هو الجزاء الذي له صور كثيرة ,ففي التشريع الجنائي والتأديبي يسمى العقوبة
اما في التشريع المدني فيسمى التعويض(,)1
اما عناصر الردع التي يمكن ان نستشفها من تعريف الردع ,فهي:
.1التهديد بأيقاع االيالم (عنصر وقائي) .
.1وانفاذ العقوبة (عنصر عالجي ) .
()1
د.علــي حســين الخلــف ,د .ســلطان عبــد القــادر الشــاوي ,مصــدر ســابق ,ص , 111-112ولمزيــد مــن التفاصــيل ,
انظر محمود نجيب حسني ,علم العقاب ,دار النهضة العربية , 1197 ,ص. 12
()1
يختلف الجزاء الجنائي (العقوبة الجنائية ) عن الجـزاء المـدني والجـزاء التـأديبي مـن حيـث الهـدف و المضـمون ,فهـدف
العقوبـة الجنائيــة ضـبط الســلوك االجتمـاعي لالفـراد لتحقيـق المصــلحة االجتماعيـة ,فيمــا ينصـرف هــدف المـدني الــى
مواجهــة االض ـرار المدنيــة التــي تصــيب المضــرور مــن خــالل رفــع الضــرر او التعــويض عنــه ,امــا هــدف العقوبــة
ال تأديبية فهو ضبط انتظـام سـير المرفـق العـام ,وحمايـة المؤسسـة او الهيئـة التـي تقـوم بخدمـة عامـة ,امـا مـن حيـث
المضمون فالعقوبة الجزائية تنفرد في انها قد تكون بدنيـة ,امـا الجـزاء المـدني والتـأديبي فغالبـا مـا ينصـب علـى النيـل
من الحقوق المادية والمعنويـة ,متمـثال بـالتعويض المـادي فـي االولـى واالنتقـاص مـن الحقـوق الوظيفيـة فـي الثانيـة .
ولمزيــد مــن التفاصــيل انظــر د.علــي حســين الخلــف ,د .ســلطان عبــد القــادر الشــاوي ,المبــاد العامــة فــي قــانون
العقوبات ,العاتك لصناعة الكتاب ,القاهرة ,ط , 1212 , 1ص 122وما بعدها .
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (162-183 )2222( )1
911
( )1
. ويهدف الردع لنفس االهداف الي ترمي اليها العقوبة ,بأعتبارها اهم وسائله
ثانيا :االعتبارات والظروف التي ينبغي مراعاتها لكي يكو َن تحقيق الردع ُمنتجا
بين المشرع في االسباب الموجبة لتشريع قانون العقوبات العراقي المعدل النافذ ما يجب مراعاته من
االغراض والظروف ليكون التشريع العقابي ُمجدياً ومحققا لغاياته فنص على ( ...وقد جعل نصب العين
ان تكون احكام هذا القانون بقدر الحاجة اليها ,متالئمة في الوقت ذاته واوضاع المجتمع وعالقاته
االجتماعية واالقتصادية ,مسايرة طموحه الى التقدم والتطور والسير دومًا نحو حياة افضل .
ولتحقيق االغراض المتقدمة لوحظ قبل وضع اي نص من نصوص هذا القانون ممارسات القضاء
العراقي وموقفه واحكامه بشأن الوقائع التي يراد وضع نص لها في القانون ,كما لوحظت احكام القوانين
العقابية التي طبقت في العراق وروجعت سنين طوال وروجعت مشروعات القوانين العقابية التي اريد لها
ان تشرع وروجعت كذلك القوانين العقوبات في البالد االخرى -خصوصا البالد العربية -وذلك لتشابه
االوضاع االجتماعية بينها وبين العراق وانسجاما مع المبدأ المقرر لوجوب توحيد االحكام والمصطلحات
في البالد العربية جهد المستطاع .
وبعض القوانين العقابية في البالد االجنبية لالستنارة بما اخذت به في الموضوع الذي يراد وضع
نص يحكمه في القانون العراقي ,فجاء هذا القانون في ضوء االعتبارات المتقدمة ليكون وافيا
()1
بالمرام)...
وما نستخلصه من النص المذكور آنفا ,ان المشرع اراد ان يراعي التطورات التي طرأت على
المجتمعات ,والتي لم تستطع التشريعات العقابية السابقة االحاطة بها ,وذلك من خالل ايجاد التناسب
بين االفعال التي يريد اسباغ صفة التجريم عليها وبين العقوبات التي سيفرضها على هذه االفعال,
ومالئمة كل ذلك مع اوضاع المجتمع وعالقاته االجتماعية واالقتصادية ,بل وحتى السياسية التي اشرنا
اليها سابقا عندما تطرقنا لاليدولوجية والفلسفة التي ينتهجها النظام الحاكم في الدولة وعلى هذا االساس
قام المشرع بمراجعة القوانين العقابية السابقة ,بل وحتى مشرعات القوانين العقابية التي لم ترى النور,
()1
تهدف العقوبة في القانون العراقي الى انزال االلم بالجاني للتكفير عن فعله اآلثم من جهة ,وتهدأة شعور السخط الـذي
تحدثة الجريمة في الجماعة تحقيقا للعدالة ,ثم تحقيق المنـع العـام ,والمنـع الخـاص ,ولمزيـد مـن التفاصـيل ,انظـر
د.علي حسين الخلف ,د .سلطان عبد القادر الشاوي ,المباد العامة في قانون العقوبات ,العاتك لصـناعة الكتـاب
,القاهرة ,ط , 1212 , 1ص.111
()1
القاضي نبيل عبد الرحمن حياوي :مصدر سابق ,ص.111
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (162-183 )2222( )1
913
والقوانين العقابية للبلدان العربية خاصة واالجنبية بشكل عام ,بغية الوصول الى االنسجام المنشود
والمصطلحات ,فهل َّ
تمكن المشرع من تحقيق ذلك ؟ ()1
والمتوافق مع مبدأ وجوب توحيد االحكام
الحقيقة ان كثرة التعديالت التي اصابت قانون العقوبات العراقي ,والتي تحدثنا عنها بالتفصيل في
موضعها ,ت عد مؤش ار على ان المشرع لم يتمكن من تحقيق غايته المنشودة وبالتالي انعكس ذلك سلبا
على خاصيتي الردع واالصالح والتي سنفصل الحديث عنها في موضعها .
الفرع الثاني /مفهوم االصـــالح
()1
كونها لفظة مشتقة عن ذات الكلمة . الصالح ُّ
ضد الفساد ,وبالتالي فإن اإلصالح ضد اإلفساد َّ
وقد جاء في االسباب الموجبة لقانون رقم 1لسنة 1221الخاص بتعديل قانون العقوبات العراقي ما
نصه ( بالنظر لخطورة وجسامة جرائم القبض على االشخاص وحجزهم وخطفهم ,المنصوص عليها في
المواد 111 ,111 ,111 ,111من قانون العقوبات المرقم 111لسنة ,1191وبغية حماية االمن
والنظام العام وتحقيق اغراض العقوبة في الردع واالصالح للحد من ارتكاب هذه الجرائم )...
واالصالح المقصود في التشريع العقابي ,هو االصالح الذي يجب ان تنتج عنه ثالث نتائج ,االولى
تحقيق االستقرار القانوني ,وبالتالي االمن القانوني ,والثانية تحقيق االصالح على مستوى الجماعة ,من
خالل حمايتهم من الجريمة والوقوع فيها حفاظا على النظام العام ,والثالثة حماية مرتكب الجريمة من
ضعف نفسه التي تسول له ارتكاب الجريمة ,واصالح وضعه النفسي والبدني واالجتماعي ,كي ال ُيقدم
على ارتكاب الجريمة مرة اخرى .
ومريدة وقاصدة احداث ومن البديهيات والمنطق ان ال تكون النوايا ُ
المعلنة من المشرع ُمتجهة ُ
مصالح معتب ٍرة ,النه ُيعبر عن
ٍ االفساد ,فإنما تنحصر ارادة المشرع في تحقيق االصالح حص ًار لحماية
()1
ان ايـراد لفظــة توحيــد االحكــام الــى جانــب المصــطلحات امــر يحتــاج الــى اعــادة نظــر ,ذلــك ان توحيــد االحكــام ينــاقض
االخــتالف والتنــوع بــين المجتمعــا ت الناشــئ عــن تبــاين الثقافــات والتقاليــد واالع ـراف والقــيم وغيرهــا مــن المفــاهيم بــين
مجتمع وآخر ,والتي من المنطقي ان يترتب عليها اختالف في االحكام من دولـة الخـرى ,امـا توحيـد المصـطلحات
فهــو امــر يمكــن تحقيقــه فــي مجتمعــات متجانســة كالبلــدان العربيــة فيمــا لــو افترضــنا اجتمــاع ارادات هــذه الــدول علــى
تحقيقــه ,امــا أذا كــان قصــد المشــرع مــن ايـراد لفــظ االحكــام هــو توحيــدها علــى مســتوى الدولــة الواحــدة ,فهــذا امــر ال
يمكــن الحيــاد عنــه الن وجــوده مفتــرض اصــال وال يحتــاج لــذكره ,فمــثال فــي مجــال توحيــد االحكــام نجــد ان محكمــة
التمييـز جهــة رقابيـة فعالــة فــي هـذا المجــال بأعتبارهــا المرجـع الوحيــد العــادة النظـر فــي االحكــام الصـادرة عــن محــاكم
الجنايات .
()1
دمحم بن ابي بكر الرازي :مصدر سابق ,ص121
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (162-183 )2222( )1
914
َّ
المبطنة فهي من اختصاص الخالق جل وعال ,فهو ارادة الجماعة التي تحكمها دولة معينة ,اما النوايا
العالم بما تنطوي عليه السرائر .
ٍ
بشكل ال يقبل متعلق باآلخر وعندما نتكلم عن التشريع العقابي ,فإننا ال نكون اال امام امرين ,احدهما
ٌ
االنفصال ,ونقصد بهما الفعل المحظور المنسوب لفاعل ,والعقوبة التي تلحق الفعل َّ
وتنفذ على من
ٍ
اوصاف محددة للفعل المحظور ,وتحديد ٍ
صور و يرتكبه حص ًار لشخصيتها ,وغاية المشرع من اعطاء
عقوبة معينة لكل صورة ,ينصرف الى هدفين يحرص على تحقيقهما ,ونقصد بهما االصالح ومنفعة
المجتمع ,اال ان المشرع قد ال ُيفلح في بلوغ مقاصده وغاياته ,نتيجة الخطأ في تقدير االمور الذي يمكن
ان ننسبه له الن المشرع في جميع االحوال ,ال يخرج عن كونه انسانًا قد يصيب او يخطأ .ونتائج
تقديره الخاطئ لالمور ,قد ينتج عنه الفساد بدال من االصالح وبالتالي ينعكس سلبًا على خاصية
االصالح ,وهذا ما سنتناوله بالتفصيل في المطلب الثاني من هذه الدراسة .
المطلب الثاني /عواقب وآثار وانعكاسات التضخم التشريعي على الردع واالصالح
تبحث السياسات الجنائية في عصرنا الحاضر عن وسائل بديلة تحمي القانون ,الرتباطه بسيادة
الدولة من جهة ,ولتحقيق المصالح العليا على مستوى المجتمع والفرد من جهة اخرى ,فذهبت الى تبني
اسلوب جديد مبني على فكرة الحد من تجريم االفعال ,وهي فكرة حديثة العهد والنشأة لم تتطرق لها
السياسات الجنائية للدول مسبقًا ,فقبل ايجاد هذه الفكرة ,كانت تسيطر على ذهن المشرعين فكرة واحدة
فقط اال وهي فكرة التجريم ,والتي نقصد بها ( ادراج كل فعل مخالف للنظام االجتماعي في نص قانوني
ومن ثم ايقاع العقاب على مرتكبه )(.)1
اال ان هذه العملية ترتبت عليها نتائج وآثار خطيرة ,اصابت خاصيتي الردع واالصالح في مقتل ,والتي
من اهمها :
.1دفعت المشرع الى االكثار من النصوص القانونية على مستوى القانون الواحد ,اضافة الى االكثار
المكملة للتشريع العقابي .
من التشريعات الخاصة ُ
.1عدم قدرة االفراد العاديين على االحاطة بالنصوص القانونية التي ضمنها مجمل التشريع العقابي
لتفرعها وتعددها وتنوعها بتنوع المجاالت التي تنظمها وتحيطها بالحماية ,فأخل هذا االمر
()1
د .آمال بن جدو :مصدر سابق ,ص119
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (162-183 )2222( )1
911
()1
التشريع العقابي المتعلق بعدم جواز االحتجاج بالجهل بالقانون بمصداقية مبدأ مهم من مباد
بإفتراض علمهم به ,في هذا تكليف للناس بما ال يطيقوه ,النه يخل بمبدأ االمن القانوني الذي
يحرص المشرع على تطبيقه حماية للمجتمع .
.1افراط المشرع في استخدام بندقية والعقاب ,بالشكل الذي يوحي بأن المشرع ال يرى الحل االمثل
لحل مشاكل المجتمع اال من خالل التجريم والعقاب .
القانونية .1حصول ظاهرة التضخم التشريعي ,التي لها آثار وخيمة تتمثل في االخالل بأهم المباد
التي يجب ان يتضمنها التشريع العقابي ,ويحرص على تطبيقها ,وبالتالي فإن هذا ينعكس سلبا
على سيادة الدولة فقد ينتج عنه تمرد المجتمع ,وقد يؤثر على الجناة انفسهم ,من خالل تلقينهم
االجرام من قبل عناصر محترفة في االجرام ,في ظل انظمة ومؤسسات عقابية يقبعون فيها .
.2يوحي التضخم التشريعي ايضاً ,بأن تفاقم القواعد القانونية ,يسبب عدم قدرة المختصين على
التحكم بها ,وبالتالي تباين االحكام الصادرة عن المحاكم وتعارضها ,مما يخل بتحقيق العدالة
()1
. وسيرها
والواضح لدينا من خالل استقراء ما بيناه في هذه الدراسة ان المشكلة الحقيقية التي تسبب حالة
تضخم التشريع العقابي َّ
مردها الى ثالث امور رئيسة ,اولها قصور الصياغة القانونية والتشريعية
الطين َّبلة ,وثانيها
َ ِّ
متسرٍع ومتسارع الوقع مما يزيد التي تدفع المشرع للتعديل على القانون بشكل
وتدبر ,وثالثهما اعتقاد المشرع
روية ُّ جنوح المشرع الى ِّ
سن القوانين الخاصة المكملة للتشريع دون َّ
ان الحل االمثل للحد من الجريمة ال يمكن تصوره اال في التجريم والعقاب ,مما يدفعه لتجريم
المزيد من االفعال.
اما ما تم التأكد منه من خالل هذه الدراسة ,فهي ان التشريع العقابي العراقي ,يعاني من تضخم
شديد ,يجب ان يتم االنتباه له ,والبحث عن وسائل جديدة يمكن من خاللها تجديد النظر في
مضمونه ,وفقًا للسياسات العقابية الحديثة ,لحل هذه المشكلة ,وتحديد مواطن القصور والضعف
بشكل دقيق يلبي الطموح ,ويزيد من فاعلية خاصيتي الردع واالصالح ,التي هي قوام اي تشريع
عقابي .
()1
ومنــه مــا نصــت عليــه المــادة 1/17مــن قــانون العقوبــات الع ارقــي المعــدل النافــذ بــالقول ( لــيس الحــد ان يحــتج بجهلــه
باحكام هذا القانون او اي قانون عقابي آخر مالم يكن قد تعذر علمه بالقانون الـذي يعاقـب علـى الجريمـة بسـبب قـوة
قاهرة ) .
()1
د .آمال بن جدو :مصدر سابق ,ص. 117
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (162-183 )2222( )1
911
الخاتمة :
بعد ان وفقنا هللا في استعراض مفهوم التضخم التشريعي واثره على خاصيتي الردع واالصالح في
بناء على ذلك جملة من الحلول
التشريع العقابي العراقي ,فقد توصلنا الى جملة من النتائج ,كما واقترحنا ً
المقترحة ,والتي نأمل من المشرع اخذها بعين االعتبار .
النتائج
.1يقصد بالتضخم التشريعي ,تنامي حجم التشريع وتفاقمه نتيجة االكثار من النصوص القانونية بسبب
التعديل او االضافة او التكميل ,بالشكل الذي يوحي بعدم قدرة المختصين على التحكم به ,ويشير
الى افراغه من االغراض والمرامي التي يرمي اليها.
.1ان من اهم االسباب التي تقف وراء حصول ظاهرة التضخم التشريعي ,هي االكثار من التعديالت او
التكميالت ,وعدم مراعاة المباد العامة للصياغة القانونية والتشريعية .
.1يعاني التشريع العقابي العراقي من ظاهرة التضخم التشريعي ,بدليل تعرضه للتعديل الكثر من ()11
مرة ,بمعدل تعديل واحد لكل سنتين ,باالضافة الى سن العشرات من التشريعات الخاصة المكملة
للتشريع العقابي ,وذلك يعد مؤش اًر على عدم وجود سياسة تشريعية محكمة .
.1ان كثرة التعديالت والتكميالت التي تعرض لها التشريع العقابي اثرت سلبا على تحقيق الردع
واالصالح والذين يعتبران من اهم ادوات التشريع العقابي التي يمكن من خاللها تحقيق االهداف
اع عند التعديل او التكميل ظروف االنظمة والمؤسسات
التي ينشدها التشريع العقابي ,اذ لم ير َ
اع التوجه الحديث للسياسات الجنائية المعاصرة التي تسعى
العقابية في العراق وواقعها ,كما لم ير َ
اليوم الى الحد من التجريم والعقاب ,وتحسين المؤسسات العقابية االصالحية ,وهذا االمر له
عواقب ال تحمد عقباها ,اذ قد تؤدي الى تمرد المجتمع ,بسبب االخالل بمصداقية مبدأ عدم
جواز االحتجاج بالجهل بالقانون ,وتفشي الجرائم ,وتلقين االفراد -المحكوم عليهم بجرائم بسيطة-
لالجرام على ايدي مجرمين محترفين ,يقضون عقوبتهم في ذات المؤسسة العقابية .
المقترحات
.1تحديد سقف زمني متزن وفقًا لسياسة جنائية ُمحكمة ,الجراء التعديل على التشريع العقابي على ان ال
يقل َّ
حده االدنى عن خمس سنوات ,وال يزيد عن العشر سنوات ,للحفاظ على االستقرار التشريعي,
بصفته الدعامة االساسية لحفظ االمن القانوني .
.1التقليل من سن التشريعات الخاصة المكملة للتشريع العقابي ,ووضع ضوابط خاصة القتراح تشريعها.
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (162-183 )2222( )1
911
.1تعديل نص المادة 122بما ينسجم مع مضمون القانون رقم 11لسنة 1219الخاص بحظر البعث
والكيانات واالحزاب واالنشطة العنصرية واالرهابية والتكفيرية او ضم مواده الثمانية عشر الى
قانون العقوبات ,والغاءه .
.1دمج نص المادتين 111 ,111في مادة واحدة لتكون بالصياغة التالية ( يعاقب باالعدام او السجن
المؤبد او المؤقت كل شخص له حق االمر في القوات المسلحة او اي تشكيالت عسكرية اخرى,
تولى لغرض اجرامي قيادة قوة عسكرية مهما بلغ عدد افرادها ,واينما كان محل تواجدها بغير
تكليف من الحكومة ,او كلفهم بتعطيل اوامر الحكومة او عدم تنفيذها ,ويعاقب بنفس العقوبة كل
رئيس استبقى جنده تحت السالح او محتشدين بعد صدور امر من الحكومة بتسريحهم او تفريقهم,
ويعاقب من هو دونه من رؤساء الجند او قوادهم الذين اطاعوه بالسجن المؤبد او المؤقت ).
.2دمج المواد القانونية الستة لقانون مكافحة االرهاب رقم 11لسنة 1222ضمن المواد القانونية
لقانون العقوبات العراقي المعدل النافذ رقم 111لسنة ,1191والتي نقترح ان تكون ضمن المواد
المذكورة في الباب الثاني من الكتاب الثاني ( الجرائم الماسة بأمن الدولة الداخلي ) ذلك ان هذا
الموضع اكثر انسجاما مع مضامين المواد القانونية لقانون مكافحة االرهاب ,بغية الحد من تفاقم
حجم التشريعات الخاصة المكملة للتشريع العقابي
.9حث الباحثين المختصين ,بدراسة هذه الظاهرة في التشريع العقابي مستقبال بشكل مفصل يغطي
جميع المواد القانونية التي يتضمنها التشريع العقابي ,بغية الوقوف على جميع مواطن الخلل فيه .
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (162-183 )2222( )1
911
List of sources:
First: the books
1. Dr. Ali Hussein Al-Khalaf, d. Sultan Abdul Qadir Al-Shawi: General
Principles in the Penal Code, 2nd Edition, Legal Library, Baghdad, Iraq,
2010.
2. Judge Nabil Abdel Rahman Hayawi: Iraqi Penal Code No. 111 of 1969 and
its amendments, 3rd Edition, Al-Atek, Baghdad, Iraq, 2005.
Secondly, dictionaries
1. Ibn Manzur: Lisan Al Arab, Dar Al Maaref, Cairo, Egypt, Al Shamil Library,
corresponding to the publication, without publication year.
2. Al-Fayrouz Abadi: The Ocean Dictionary, Volume 1, 8th Edition, Al-Resala
Foundation, Beirut, Lebanon, 2005.
3. The Arabic Language Academy in Cairo: Al-Mu’jam Al-Wasat, Part 1, Dar
Al-Da’wah, Comprehensive Library, approved for publication, without
publication year.
4. Muhammad bin Abi Bakr Al-Razi: Mukhtar Al-Sahah, Dar Al-Radwan,
Aleppo, Syria, 2005.
Third: Research, letters and theses
1. Dr. Abdul Karim Saleh Abdul Karim, d. Abdullah Fadel Hamid: Inflation of
legal legislative rules, Journal of Tikrit University for Legal Sciences, Vol.
23, 2014.
162-183 )2222( )1( ) الجزء2( ) العدد6( ) المجلد6( مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة
911
2. Canaris: Filling the Void in Law and the Position of German Law on it,
National Center for Regional Research in Brussels, translated by Dr. Abdul
Rasoul Al-Hasani, Journal of the Iraqi Judiciary, Volume 1, 1973.
3. Haidar Saadoun Al-Moamen: Principles of Legal Drafting, Department of
Legal Affairs, Section for Suggesting Legislation in Iraq, without
publication year.
4. Laith Kamal Nasraween: Requirements for good legislative drafting and its
impact on legal reform, supplement to the Fourth Annual Conference (Law
is a tool for reform and development), part 2, part 1, 2017.
5. Dr. Amal Ben Jeddou: Limiting Criminalization and Punishment in
Contemporary Criminal Policy, Journal of Legal Studies and Research,
Faculty of Law, University of Algiers 1, Vol. 10, 2018.
Fourth: Articles and websites
1. Counsellor Mamdouh Hussein, The Egyptian Law Crisis and Ways to
Confront It: Egypt News website with the link www.egynews.net.
Fifthly: Constitutions and laws
1. Iraq's provisional constitution for the year 1970.
2. Iraq's constitution for the year 2005.
3. The Iraqi Penal Code No. 111 of 1969, as amended and in force.
4. Law No. 32 of 2016 amending the Prohibition of the Baath, entities, parties
and racist, terrorist and expiatory activities.
5. Anti-Terrorism Law No. 13 of 2005.