Professional Documents
Culture Documents
مقدمــة
خاتمـــة
يه دف الق انون إلى تنظيم نش اط األف راد فى المجتم ع ،أى إلى إيج اد ق در من التنظيم
االجتماعى بما يتفق مع العدالة وتحقيق الخير للجمي ع ،وألج ل تنظيم ه لنش اط األف راد وحري اتهم
يسن العديد من القواعد ،التى تنظم كل منها أو كل مجموعة منها ناحي ة معين ة من ن واحى الحي اة.
ه ذه القواع د ت أتى فى ص ورة أم ر أو نهى يتض من ف رض قي ود على حري اتهم ووض ع ح دود
لنشاطهم .لكن ذلك ال يعنى أن تأتى قواعد الق انون كالق در المحت وم ال ذى ال يمل ك األف راد وس يلة
للخالص منه .ولذلك فهناك بعض القواعد القانونية يكون الهدف منها وضع تنظيم أفض ل لألف راد
بوضع أفضل الحلول لمشاكلهم .وهذا التنظيم يكون هدفه التيسير على األفراد وه و يك ون أفض ل
ألنه إنما وضعه المشرع بناء على خبرته وتجربته وتصور أنها كذلك.
فإذا ما وجدها األفراد كذلك وعن لهم إتباعها ويوفقوا سلــوكهـم علـى هديهـا كان لهم ذلك.
وأما إذا عن لهم وضع تنظيم خاص من جانبهم يناسبهم فلهم ذل ك أيض ا دون أن يش كل ذل ك أدنى
مخالفة للقانون وعلى سبيل ذلك ارتاينا طرح االشكالية االتية :ما هي انــواع القواعــد القانونيــة؟
و لهذا الغرض خصصنا (المبحث األول) من هذا البحث لدراسة القاعدة االمرة ومج االت
تطبيقها ,ثم تناولنا في (المبحث األول) من ذات البحث القاع دة المكمل ة ومج االت تطبيقه ا ,لنختم
بحثنا المتواضع ب التميز بين القواعد االمرة والمكملة كمبحث ثالث واخير.
المبحث االول :القاعدة االمرة ومجاالت تطبيقها
ينظم القانون عالقات األفراد بطريقة تختلف حسب طبيعة وأهمية المصلحة والعالقة ،
فإذا تعلق األمر بموضوع ذى صلة بالجماعة ،تدخل القانون بتنظيمه بقواعد آمرة .
هي القاعدة القانونية التي يلتزم الفراد ًبحترامها ،حيث ال يج وز اإلتف اق على مخالفته ا،
لذلك فان وصفها بأنها أمرة ال يفيد أنهنا تامر أو تهنى ،إذ أن كل القواعد القانونية تأمر او تهنــى
دون أن تنصح او تستحسن و انما يفي د أن حمكه ا ال يمكن تج اوزه ،فتك ون ب ذلك عالق ة االف راد
بالقاعدة االمرة عالقة الخض وع الت ام او الكام ل واذا ماح اول االف راد االتف اق على الخ روج عن
حكمها ،كان اتفاقهم باطال بطالنا مطلقا بمعنى ال يمكن تصحيحه وال إجازته.1
ويرجع السبب في ذلك إلى ارتباط هذه القواعد بالمصالح األساسية التي تقوم عليها الدولة
ويكمن الغرض من وضع قواعد مماثلة ،أي من صياغة قواعد على نحو آمر هو إقامة
النظام العام وتحقي ق المص لحة العام ة .فالقواع د تُص اغ على نح و آم ر إذا م ا ارتبطت بمص الح
أساسية ،بحيث ال يمكن تركها الرادة االفراد .
ومثال ذلك المادة 122من القانون المدني الجزائري" :يجب تنفيــذ العقــد طبقــا لمــا اشــتمل
عليه وبحسن نية" .
المادة 14من القانون المدني الجزائري " :تخضع التصرفات القانونيــة في جانبهــا الشــكلي
لقــانون المكــان الــذي تمت فيــه" ,الى ج انب ق انون الض رائب والخدم ة العس كرية على س بيل
المثال.2
سامية الموشية,المدخل للعلوم القانونية,ط,2022ص46 1
.Iالقانون الدستوري:
تكفل القانون الدستوري بتبيان شكل الحكم في الدولة وتنظيم السلطات الثالث
وتحديد الحقوق والحريات االساسية التي يتمتع بها االفراد .وعليه فان طبيعة هذا القانون
تفرض ان يستعمل المؤسس الدستوري فقط القواعد االمرة نسوق امثلة من دستور96
المادة « : 36ال مساس بحرمة حرية المعتقد » .المادة «:50لكل مواطن تتوافر فيه
الشروط القانونية أن ينتخب او أن ينتخب » .المادة «:40تضمن الدولة حرمة السكن ».
3
المادة «:44لكل مواطن يتمتع يحقوقه المدنية والسياسية أن يختار بحرية مواطن إقامته
.IIالقانون االداري:
سبق القول أن القانون اإلداري بالمفهوم الفني يعني مجموعة القواعد التي تخضع
لها اإلدارة العامة سواء في تنظيمها أو نشاطها بترتب علي هذا النشاط من منازعات .
وأن هذه القواعد المثيل لها في ظل روابط القانون الخاص وان اعتبار القانون االداري
وباجماع الفقه فرع من فروع القانون العام يعني التسليم بفكرة اخضاع االدارة لنظام
قانون متميزغير معهود في مجال القانون الخاص وصياغة هذا القانون ال تكون اال
بقواعد امرة.4
القانون الجنائي: .III
ال شك ان المشرع حين يجرم افعاال معينة ويصنفها في شكل جنايات وجنح
ومخالفات ويحدد لها عقوبة اصلية وتكملية وتبعثة اليخرج من دائرة القواعد اآلمرة .ذلك
إستعمال القواعد المكملة في مجال التجريم والعقاب ترتب عنه اباحة أفعال اجرامية تحت
ظل إرادات األفراد واإلتفاقيات الخاصة وهو مايمس بحق المجتمع في توقيع العقوبة
علي مقترف الفعل اإلجرامي .ولقد سبقت اإلشارة ان المجتمع يسوده قدر من اإلستقرار
اإلجتماعي واألمن العام .ينبغي ان يجرم فيه المشرع كل فعل يتبعه ضرر بالفرد او
الجماعة بالمفهوم الواسع ،ولن يكون ذلك دون اإلعتماد علي القواعد اآلمرة فهي التي
إن الدولة حين تفرض ضريبة أو رسما تفرضها من موقع سيادي ،أو تستعمل من الوسائل
القهرية ما يمكنها من تحصيل إبراداتها وتنمية الميزانية العامة ،وال خالف أن هالموقع ،وهذه
الوسائل يقتضي إستعمال القواعد اآلمرة فال يفتح المشرع بخصوص القانون المالي إلدارة
الضرائب مجاال للتفاوض والمسارمة مع مجموعة الخاضعين للضريبة اول للرسم واليجعلها
تقف مواقف المساواة أمام األفراد ،بل فرض علي هؤالء ،واجبا ومكن اإلدارة من ممارسة
سلطة وزودها بأدوات قانونية ورفعها فوق مرتبة األفراد وكل ذلك تم بقواعد آمرة .مثال جاء في
المادة 3من األمر رقم 101/ 76المؤرخ في 9ديسمبر 1976المتضمن قانون الضرائب
المباشرة والرسوم الممائلة «:إن شركات األسهم والشركات علي األرباح الصناعية والتجارية
6
مهما كان هدفه
.Iالقانون المدني:
.IIاالحوال الشخصية:
تكفل قانون األسرة بتنظيم الخلية األساسية لي المجتمع من حيث ضبط وتحديد أركان عقد
الزواج وإثباته وموانعه وآثار العقد وانحالل الزواج وآثار اإلنحالل والنيابة الشرعية واألحكام
الخاصة بالحجر شروطه وإجراءاته واألحكام الخاصة بالمفقودين والغائبين والكفالة وأحكام مالية
تتعلق بتقسيم الشركة وتحديد أصناف الورثة...
وبالنظر الخصوصية هذا القانون تعين على الشرع أن يستعمل كثيرا القواعد األمرة ،ذلك أنه
من غير المتصور أن يفتح المشرع مجاال ألطراف عقد الزواج لمخالفة أركانه مثال فيبيح للمرأة
التنازل عن مهرها بموجب إتفاق خاص أو أن يعفي الزوج من واجب النفقة برضا الزوجة ،إن
هذه الرخص سينجر عنها دون شك نسف أحكام قانون األسرة واستبدال القواعد الشرعية بقواعد
7
من وضع البشر
إن فكرة القواعد المكملة تنظم في الغالب عالقات يترك تنظيمها في األصل إلرادة
االفراد ،ولكن الحتمال ورود إمكانية إقدام االفراد على تنظيم بعض المسائل في مجال المعامالت
القانونية .فإن القانون يشتمل على قواعد احتياطية تكمل ما يشوب اتفاقات االفراد من نقص ومن
ثم تعرف القواعد القانونية المكملة على أنها تلك القواعد التي تجوز لالفراد االتفاق على ما
تخالفها واستبعاد تطبيق أحكامها ،فيتم االتفاق على عكس ما جاء فيها تطبيقا لمبدأ العقد شريعة
المتعاقدين ،كونها ال تتصل بكيان المجتمع حيث المصلحة العامة هي التي تسمو ،ألنها ال تتصل
بالنظام العام.8
والجدير بالذكر انا القاعدة القانونية المكملة تتسم بالطابع اإللزامي ،غير أن ذل ك ال يتحق ق
إال بتوافر شرط عدم اتفاق األفراد على عكس ما جاء فيه ا من أحك ام ومن أهم م ا تتم يز ب ه أنه ا
قاعدة قانونية واجبة االتب اع م الم يوج د اتف اق على مخالف ة حكم ه .كم ا أنه ا قاع دة غ ير مطلق ة
9
التطبيق ،وال تنعدم فيها إرادة االفراد ،بحيث يمكن لهم االتفاق على ما يخالف حكمها
وتكمن اهميتها أنهــا تسهـل الحيـاة القانونيـة لألفـراد عـن طـريـق أيسـر الحل ول .إذ دلت
الوق ائع فى العم ل على أن األف راد اليتن اولون ب التنظيم ك ل دق ائق عالق اتهم وتفاص يلها ،وإنم ا
يقتصرون على تنظيم المهم منها .ويرجع ذلك إلى أسباب متعددة ،منه ا ع دم الخ برة ال تى تمكنهم
من حصر كافة التفصيالت وتنظيمها ،ومنها ضيق الوقت أو قص ور المجه ود عن ه ذا الحص ر،
ومنها أخيرا عدم إدراك أن جزئية معينة تؤدى فيما بعد إلى الخالف ،فال يقطعون ه باالتف اق س لفا.
ولم ا ك انت مهم ة الق انون تنظيم الحي اة فى الجماع ة وجب أن يهتم بم ا دلت الوق ائع على إهم ال
األفراد له وأن يضع له التنظيم المناسب حتى إذا ثارت منازعة بمناسبة جزئية من الجزئيات طبق
هذا التنظيم .وهذا الذى درج عليه القانون إنم ا يق وم على اف تراض أن األف راد لم يض عوا تنظيم ا
معينا .أما إذا وضعه األفراد فإن كان تنظيمهم يتفق م ع تنظيم الق انون ك ان به ا ،وإن ك ان يخ رج
ومثال ذلك اتفاق البائع والمشترى على المبيع والثمن ،حيث يك ون للب ائع والمش ترى حري ة
تحديد مكان التسليم للمبيع وحرية تحديد مكان دفع الثمن.11
فهذه المادة تضع قاع دة مكمل ة تتعل ق بمك ان دف ع الثمن .وقض ت ب أن الثمن يك ون مس تحق
الوفاء فى المكان الذى سلم فيه المبيع .وه ذا التحدي د ليس إل زامى من قب ل القاع دة وإنم ا م تروك
إلرادة األطراف ،فإذا ما حدد األطراف وقتا ً آخر غ ير وقت التس ليم كاتف اقهم على أن ي دفع الثمن
بعد التسليم كان اتفاقهم صحيحا .وليس فى ذلك أدنى مخالفة.
لما كان الق انون ال دولي الخ اص عب ارة عن مجموع ة القواع د ال تي تنظم العالق ات ذات
العصر األجنبي من حيث بيان المحكمة المختصة والقانون الواجب التطبيق وغيره ا من المس ائل
التي أشرنا اليها مما يدخل في موض وعات ه ذا الق انون ،ف إن المش رع ال ش ك س يتعمل أس لوب
اآلمرة إذا تعلق األمر بمسائل جوهرية تحكم ه ذه العالق ة المركب ة كم ا يس تعمل أس لوب القواع د
المكمل ة ,،ومن القواع د المكمل ة م ا تض منته الم ادة 18من الق انون الم دني إذا نص ت علي أن
«يسري علي اإللتزامات التعاقدية قانون المكان ال ذي ي برم في ه العق د م الم يتف ق المتعاق دين علي
12
تطبيق آخر"
فمن خالل هذا النص يتضح أن المشرع إعتم د ق انون اب رام العق د كقاع دة فرعي ة او ق انون
اإلستقاللية أي قانون الذي اختارته األطراف المتعاقدة.
.IIالقانون التجاري:
طالما تكفل القانون التجاري بأن يحكم فئة من أفراد المجتمع في فئة التجار وينظم نوعا من
األعم ال أطل ق عليه ا باألعم ال التجاري ة ،ف إن أحكام ه تمت د لتش مل األش خاص الط بيعين
واإلعتباربين ،فتشمل الشركات الخاصة والمؤسسات التجارية ولو كانت تابعة للدول ة .ومن هن ا
تعين علي المشرع أن يستعمل القواع د اآلم رة أحيان ا ،ويفس ح المج ال ألط راف العالق ة إلق رار
ققاعدة غير القاعدة التي سنها أحيانا أخري .13
اعتمد الفقه للتميز بين القواعد القانونية االمرة المكملة على معيارين او ضابطين احدهما
شكل ويتصف بالجامد واخر موضوعي يتصف بالمرونة نتناولهم تباعا
وهو المعيار الصحيح والمعتمد من قبل غالبية الفقه اء أي الص ياغة والعب ارات المعتم دة
في كتابة وصياغة القاعدة القانونية .فمتى ما كانت العبارات تدل على اإللزام )مث ال :يق ع باط ال،
ال يجوز ،ال يمكن بأي حال من األحوال ،يُع ّد باطال ،يجب ،على كل (،،،،كنا أم ام قاع دة آم رة.
أما إذا تضمنت عبارات تُفيد اإلباحة )مثال :يجوز ،له ،لهم ،يمكن ،ما لم يوجد اتف اق ُمخ الف ،إال
إذا اتفق األطراف على خالف ذلك ،ما لم يوجد نص يقضي بخالف ذلك ،م ا لم يوج د نص يقض ي
بغير ذلك (...كنا أمام قاعدة مكمل ة .ويعت بر ه ذا المعي ار جام دا لم دى فص له في طبيع ة القاع دة
القانونية آمرة كانت أم ُمكمل ة وال يحت اج إلى أي جه د يُب ذل ،على عكس المعي ار الموض وعي
الذي سنتناوله في ما يلي.14
ويُس ميه البعض بالمعي ار المعن وي ك ذلك ،ومف اده النظ ر إلى موض وع القاع دة القانوني ة
ومضمونها ،فإذا كانت تنظم موضوعا يتعلق بالمجتمع بأسره ،بمع نى إذا م ّس مص الح الجماع ة
أو ما يُعرف بـ "النظ ام الع ام واآل داب العام ة" ،كن ا أم ام قاع دة آم رة والعكس ص حيح بالنس بة
للقواعد المكملة التي –وبناء على هذا المعي ار -تتعل ق بالمص الح الخاص ة أللف راد .غ ير أن ه ذا
المعيار يبقى غير دقيق مقارنة مع نظيره المعيار اللفظي ،السيما أمام عدم الفصل التام في مدلول
عبارة "النظام العام واآلداب العامة" .15