You are on page 1of 12

‫خطـــةالبحــــث‬

‫مقدمــة‬

‫المبحث االول‪ :‬القاعدة االمرة ومجاالت تطبيقها‬

‫المطلب االول‪ :‬مفهومها واهميتها‬

‫الفرع االول‪ :‬تعريف القاعدة االمرة او الناهية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اهميتها ومثال عنها‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مجاالت تطبيقيها‬

‫الفرع االول‪ :‬في مجال القانون العام‬

‫الفرع الثاني‪ :‬في مجال القانون الخاص‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القاعدة المكملة ومجاالت تطبيقها‬

‫المطلب االول‪ :‬مفهومها واهميتها‬

‫الفرع االول‪ :‬تعريف القاعدة المكملة او المفسرة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القوة اإللزامية للقاعدة القانونية المكملة‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اهميتها ومثال عنها‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مجاالت تطبيقيها‬

‫المبحث الثالث‪ :‬معايير التميز بين القواعد االمرة والمكملة‬

‫المطلب االول‪ :‬المعيار الشكلي‬

‫المطلب الثاني‪:‬المعيار الموضوعي‬

‫خاتمـــة‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫مقدمــة‬ ‫‪‬‬

‫يه دف الق انون إلى تنظيم نش اط األف راد فى المجتم ع‪ ،‬أى إلى إيج اد ق در من التنظيم‬

‫االجتماعى بما يتفق مع العدالة وتحقيق الخير للجمي ع‪ ،‬وألج ل تنظيم ه لنش اط األف راد وحري اتهم‬

‫يسن العديد من القواعد‪ ،‬التى تنظم كل منها أو كل مجموعة منها ناحي ة معين ة من ن واحى الحي اة‪.‬‬

‫ه ذه القواع د ت أتى فى ص ورة أم ر أو نهى يتض من ف رض قي ود على حري اتهم ووض ع ح دود‬

‫لنشاطهم‪ .‬لكن ذلك ال يعنى أن تأتى قواعد الق انون كالق در المحت وم ال ذى ال يمل ك األف راد وس يلة‬

‫للخالص منه‪ .‬ولذلك فهناك بعض القواعد القانونية يكون الهدف منها وضع تنظيم أفض ل لألف راد‬

‫بوضع أفضل الحلول لمشاكلهم‪ .‬وهذا التنظيم يكون هدفه التيسير على األفراد وه و يك ون أفض ل‬

‫ألنه إنما وضعه المشرع بناء على خبرته وتجربته وتصور أنها كذلك‪.‬‬

‫فإذا ما وجدها األفراد كذلك وعن لهم إتباعها ويوفقوا سلــوكهـم علـى هديهـا كان لهم ذلك‪.‬‬

‫وأما إذا عن لهم وضع تنظيم خاص من جانبهم يناسبهم فلهم ذل ك أيض ا دون أن يش كل ذل ك أدنى‬

‫مخالفة للقانون وعلى سبيل ذلك ارتاينا طرح االشكالية االتية‪ :‬ما هي انــواع القواعــد القانونيــة؟‬

‫ما مجاالت تطبيقها؟ وكيف يمكن التميبز بينها؟‬

‫و لهذا الغرض خصصنا (المبحث األول) من هذا البحث لدراسة القاعدة االمرة ومج االت‬

‫تطبيقها‪ ,‬ثم تناولنا في (المبحث األول) من ذات البحث القاع دة المكمل ة ومج االت تطبيقه ا‪ ,‬لنختم‬

‫بحثنا المتواضع ب التميز بين القواعد االمرة والمكملة كمبحث ثالث واخير‪.‬‬
‫المبحث االول‪ :‬القاعدة االمرة ومجاالت تطبيقها‬

‫ينظم القانون عالقات األفراد بطريقة تختلف حسب طبيعة وأهمية المصلحة والعالقة ‪،‬‬
‫فإذا تعلق األمر بموضوع ذى صلة بالجماعة ‪ ،‬تدخل القانون بتنظيمه بقواعد آمرة ‪.‬‬

‫المطلب االول‪ :‬مفهومها واهميتها‬

‫الفرع االول‪ :‬تعريف القاعدة االمرة او الناهية ‪les règles impératives‬‬

‫هي القاعدة القانونية التي يلتزم الفراد ًبحترامها‪ ،‬حيث ال يج وز اإلتف اق على مخالفته ا‪،‬‬

‫لذلك فان وصفها بأنها أمرة ال يفيد أنهنا تامر أو تهنى‪ ،‬إذ أن كل القواعد القانونية تأمر او تهنــى‬

‫دون أن تنصح او تستحسن و انما يفي د أن حمكه ا ال يمكن تج اوزه‪ ،‬فتك ون ب ذلك عالق ة االف راد‬

‫بالقاعدة االمرة عالقة الخض وع الت ام او الكام ل واذا ماح اول االف راد االتف اق على الخ روج عن‬

‫حكمها‪ ،‬كان اتفاقهم باطال بطالنا مطلقا بمعنى ال يمكن تصحيحه وال إجازته‪.1‬‬

‫ويرجع السبب في ذلك إلى ارتباط هذه القواعد بالمصالح األساسية التي تقوم عليها الدولة‬

‫‪ ،‬حيث ال يترك إلرادة األفراد تنظيم هذه المصالح‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اهميتها ومثال عنها‬

‫ويكمن الغرض من وضع قواعد مماثلة‪ ،‬أي من صياغة قواعد على نحو آمر هو إقامة‬
‫النظام العام وتحقي ق المص لحة العام ة‪ .‬فالقواع د تُص اغ على نح و آم ر إذا م ا ارتبطت بمص الح‬
‫أساسية‪ ،‬بحيث ال يمكن تركها الرادة االفراد ‪.‬‬

‫ومثال ذلك المادة ‪ 122‬من القانون المدني الجزائري‪" :‬يجب تنفيــذ العقــد طبقــا لمــا اشــتمل‬
‫عليه وبحسن نية" ‪.‬‬

‫المادة ‪ 14‬من القانون المدني الجزائري‪ " :‬تخضع التصرفات القانونيــة في جانبهــا الشــكلي‬
‫لقــانون المكــان الــذي تمت فيــه"‪ ,‬الى ج انب ق انون الض رائب والخدم ة العس كرية على س بيل‬
‫المثال‪.2‬‬
‫سامية الموشية‪,‬المدخل للعلوم القانونية‪,‬ط‪,2022‬ص‪46‬‬ ‫‪1‬‬

‫سامية الموشية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪46‬‬ ‫‪2‬‬


‫ففي االمثلة السالفة الذكر‪ ،‬فإن األشخاص المخاطبين بأحكام هاته القواعد اليملكون خيارا آخ ر‬
‫سوى التطبيق الحرفي لما جاءت به هذه االلحكام‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مجاالت تطبيقيها‬

‫الفرع االول‪ :‬في مجال القانون العام‬

‫‪ .I‬القانون الدستوري‪:‬‬
‫تكفل القانون الدستوري بتبيان شكل الحكم في الدولة وتنظيم السلطات الثالث‬
‫وتحديد الحقوق والحريات االساسية التي يتمتع بها االفراد ‪ .‬وعليه فان طبيعة هذا القانون‬
‫تفرض ان يستعمل المؤسس الدستوري فقط القواعد االمرة نسوق امثلة من دستور‪96‬‬
‫المادة ‪« : 36‬ال مساس بحرمة حرية المعتقد »‪ .‬المادة ‪«:50‬لكل مواطن تتوافر فيه‬
‫الشروط القانونية أن ينتخب او أن ينتخب »‪ .‬المادة ‪«:40‬تضمن الدولة حرمة السكن »‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪«:44‬لكل مواطن يتمتع يحقوقه المدنية والسياسية أن يختار بحرية مواطن إقامته‬
‫‪ .II‬القانون االداري‪:‬‬
‫سبق القول أن القانون اإلداري بالمفهوم الفني يعني مجموعة القواعد التي تخضع‬
‫لها اإلدارة العامة سواء في تنظيمها أو نشاطها بترتب علي هذا النشاط من منازعات ‪.‬‬
‫وأن هذه القواعد المثيل لها في ظل روابط القانون الخاص وان اعتبار القانون االداري‬
‫وباجماع الفقه فرع من فروع القانون العام يعني التسليم بفكرة اخضاع االدارة لنظام‬
‫قانون متميزغير معهود في مجال القانون الخاص وصياغة هذا القانون ال تكون اال‬
‫بقواعد امرة‪.4‬‬
‫القانون الجنائي‪:‬‬ ‫‪.III‬‬
‫ال شك ان المشرع حين يجرم افعاال معينة ويصنفها في شكل جنايات وجنح‬
‫ومخالفات ويحدد لها عقوبة اصلية وتكملية وتبعثة اليخرج من دائرة القواعد اآلمرة ‪.‬ذلك‬
‫إستعمال القواعد المكملة في مجال التجريم والعقاب ترتب عنه اباحة أفعال اجرامية تحت‬
‫ظل إرادات األفراد واإلتفاقيات الخاصة وهو مايمس بحق المجتمع في توقيع العقوبة‬
‫علي مقترف الفعل اإلجرامي ‪ .‬ولقد سبقت اإلشارة ان المجتمع يسوده قدر من اإلستقرار‬
‫اإلجتماعي واألمن العام ‪ .‬ينبغي ان يجرم فيه المشرع كل فعل يتبعه ضرر بالفرد او‬
‫الجماعة بالمفهوم الواسع ‪ ،‬ولن يكون ذلك دون اإلعتماد علي القواعد اآلمرة فهي التي‬

‫‪ 3‬عمار بوضياف‪ ,‬المدخل الى العلوم القانونية‪,‬ط‪,2000‬ص‪99‬‬


‫‪ 4‬نفس المرجع‪ ,‬ص‪99/100‬‬
‫تجرم أفعاال معينة وتحدد لها عقوبة توقع على المخالف دون اإلكتراث بإرادة األفراد‬
‫وإتفاقاتهم ولو كانت تتضمن إعفاء من العقوبة‬
‫ولعل إستخدام القواعد اآلمرة بفرض نفسه أكثر اذا اكدنا ان قواعد قانون الغقوبات‬
‫جاءت لتحمي من جهة اخري القواعد الدستورية وقواعد اإلدارة العامة وقواعد القانون‬
‫المالي وكثير من قواعد القانون الخاص وال تجد القواعد اآلمرة في الجانب الموضوعي‬
‫للقانون الجنائي فقط ‪ .‬بل تمتد للجانب اإلجرائي ‪ .‬فمجموعة القواعد التي تبين سلطة‬
‫الضبطية القضائية وسلطة التحقيق الجناىي وما يتبعها من قواعد خاصة باإلنتقال‬
‫والتفتيش والقبض وسماع الشهود والحبس اإلحتياطي وإعادة التحقيق والقواعد الخاصة‬
‫بجهات الحكم وإصدار األحكام ‪ ،‬ألن لها صلة وطيدة بالشق الموضوعي المشار اليه ‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫وأنه غير الممكن توقيع سلطة العقاب علي الجاني دون إتباع الجوانب اإلجرائية‬
‫القانون المالي‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬

‫إن الدولة حين تفرض ضريبة أو رسما تفرضها من موقع سيادي ‪ ،‬أو تستعمل من الوسائل‬
‫القهرية ما يمكنها من تحصيل إبراداتها وتنمية الميزانية العامة ‪ ،‬وال خالف أن هالموقع ‪ ،‬وهذه‬
‫الوسائل يقتضي إستعمال القواعد اآلمرة فال يفتح المشرع بخصوص القانون المالي إلدارة‬
‫الضرائب مجاال للتفاوض والمسارمة مع مجموعة الخاضعين للضريبة اول للرسم واليجعلها‬
‫تقف مواقف المساواة أمام األفراد ‪ ،‬بل فرض علي هؤالء ‪ ،‬واجبا ومكن اإلدارة من ممارسة‬
‫سلطة وزودها بأدوات قانونية ورفعها فوق مرتبة األفراد وكل ذلك تم بقواعد آمرة ‪ .‬مثال جاء في‬
‫المادة ‪ 3‬من األمر رقم ‪ 101/ 76‬المؤرخ في ‪ 9‬ديسمبر ‪ 1976‬المتضمن قانون الضرائب‬
‫المباشرة والرسوم الممائلة ‪ «:‬إن شركات األسهم والشركات علي األرباح الصناعية والتجارية‬
‫‪6‬‬
‫مهما كان هدفه‬

‫الفرع الثاني‪ :‬في مجال القانون الخاص‬

‫‪ .I‬القانون المدني‪:‬‬

‫عمار بوضياف ‪,‬المرجع السابق‪ .‬ص‪100‬‬ ‫‪5‬‬

‫نفس المرجع‪ ,‬ص‪101‬‬ ‫‪6‬‬


‫نماذج مـن الـقـواعـد األمـرة جاء في المادة ‪ 40‬من القانون المدني ‪ :‬وكل شخص بلغ سن‬
‫الرشد متمتعا بقواه العقلية ولم يحجر عليه يكون كامل األهلية لمباشرة حقوقه المدنية ‪ ،‬فنظرا‬
‫ألهمية سن الرشد حدده المشرع بمقتضى قاعدة أمرة‪ .‬نصت المادة ‪ 378‬من القانون المدني‪:‬‬
‫«يبقى البائع مسؤوال عن كل نزع يد ينشأ من فعله ولو وقع االتفاق على عدم الضمان ويقع باطال‬
‫كل اتفاق يقضي بغير ديان ‪ ..‬فهذه قاعدة أمرة ألن المشرع أبطل كل اتفاق يعني البائع من‬
‫مسؤولية ضمان المبيع‪ .‬جاء في المادة ‪ 426‬من القانون المدني ‪« :‬إذا وقع اإلتفاق على أن أحد‬
‫الشركاء ال يسهم في أرباح الشركة وال في خسائرها كان عقد الشركة باطال ‪ ..‬نظرا لما حتله‬
‫عنصر المشاركة في األرباح والخسائر من أهمية بالنسبة لعقد الشركة فرض المشرع مراعاته‬
‫بمقتضي قاعدة أمرة‪.‬‬

‫‪ .II‬االحوال الشخصية‪:‬‬

‫تكفل قانون األسرة بتنظيم الخلية األساسية لي المجتمع من حيث ضبط وتحديد أركان عقد‬
‫الزواج وإثباته وموانعه وآثار العقد وانحالل الزواج وآثار اإلنحالل والنيابة الشرعية واألحكام‬
‫الخاصة بالحجر شروطه وإجراءاته واألحكام الخاصة بالمفقودين والغائبين والكفالة وأحكام مالية‬
‫تتعلق بتقسيم الشركة وتحديد أصناف الورثة‪...‬‬

‫وبالنظر الخصوصية هذا القانون تعين على الشرع أن يستعمل كثيرا القواعد األمرة‪ ،‬ذلك أنه‬
‫من غير المتصور أن يفتح المشرع مجاال ألطراف عقد الزواج لمخالفة أركانه مثال فيبيح للمرأة‬
‫التنازل عن مهرها بموجب إتفاق خاص أو أن يعفي الزوج من واجب النفقة برضا الزوجة‪ ،‬إن‬
‫هذه الرخص سينجر عنها دون شك نسف أحكام قانون األسرة واستبدال القواعد الشرعية بقواعد‬
‫‪7‬‬
‫من وضع البشر‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القاعدة المكملة ومجاالت تطبيقها‬

‫نتناول في هذا المبحث القواعد القانونية المكملة من حيث مفهومها وأهميتها‬


‫وتتعرض إلى مجال تطبيقها‬
‫المرجع السابق‪,‬ص ‪102‬‬ ‫‪7‬‬
‫المطلب االول‪ :‬مفهومها واهميتها‬

‫الفرع االول‪ :‬تعريف القاعدة المكملة او المفسرة ‪Les règles supplétives‬‬

‫إن فكرة القواعد المكملة تنظم في الغالب عالقات يترك تنظيمها في األصل إلرادة‬
‫االفراد‪ ،‬ولكن الحتمال ورود إمكانية إقدام االفراد على تنظيم بعض المسائل في مجال المعامالت‬
‫القانونية ‪ .‬فإن القانون يشتمل على قواعد احتياطية تكمل ما يشوب اتفاقات االفراد من نقص ومن‬
‫ثم تعرف القواعد القانونية المكملة على أنها تلك القواعد التي تجوز لالفراد االتفاق على ما‬
‫تخالفها واستبعاد تطبيق أحكامها‪ ،‬فيتم االتفاق على عكس ما جاء فيها تطبيقا لمبدأ العقد شريعة‬
‫المتعاقدين‪ ،‬كونها ال تتصل بكيان المجتمع حيث المصلحة العامة هي التي تسمو‪ ،‬ألنها ال تتصل‬
‫بالنظام العام‪.8‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القوة اإللزامية للقاعدة القانونية المكملة‬

‫والجدير بالذكر انا القاعدة القانونية المكملة تتسم بالطابع اإللزامي‪ ،‬غير أن ذل ك ال يتحق ق‬
‫إال بتوافر شرط عدم اتفاق األفراد على عكس ما جاء فيه ا من أحك ام ومن أهم م ا تتم يز ب ه أنه ا‬
‫قاعدة قانونية واجبة االتب اع م الم يوج د اتف اق على مخالف ة حكم ه‪ .‬كم ا أنه ا قاع دة غ ير مطلق ة‬
‫‪9‬‬
‫التطبيق ‪ ،‬وال تنعدم فيها إرادة االفراد‪ ،‬بحيث يمكن لهم االتفاق على ما يخالف حكمها‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اهميتها ومثال عنها‬

‫وتكمن اهميتها أنهــا تسهـل الحيـاة القانونيـة لألفـراد عـن طـريـق أيسـر الحل ول‪ .‬إذ دلت‬
‫الوق ائع فى العم ل على أن األف راد اليتن اولون ب التنظيم ك ل دق ائق عالق اتهم وتفاص يلها‪ ،‬وإنم ا‬
‫يقتصرون على تنظيم المهم منها‪ .‬ويرجع ذلك إلى أسباب متعددة‪ ،‬منه ا ع دم الخ برة ال تى تمكنهم‬
‫من حصر كافة التفصيالت وتنظيمها‪ ،‬ومنها ضيق الوقت أو قص ور المجه ود عن ه ذا الحص ر‪،‬‬
‫ومنها أخيرا عدم إدراك أن جزئية معينة تؤدى فيما بعد إلى الخالف‪ ،‬فال يقطعون ه باالتف اق س لفا‪.‬‬
‫ولم ا ك انت مهم ة الق انون تنظيم الحي اة فى الجماع ة وجب أن يهتم بم ا دلت الوق ائع على إهم ال‬
‫األفراد له وأن يضع له التنظيم المناسب حتى إذا ثارت منازعة بمناسبة جزئية من الجزئيات طبق‬
‫هذا التنظيم‪ .‬وهذا الذى درج عليه القانون إنم ا يق وم على اف تراض أن األف راد لم يض عوا تنظيم ا‬
‫معينا‪ .‬أما إذا وضعه األفراد فإن كان تنظيمهم يتفق م ع تنظيم الق انون ك ان به ا‪ ،‬وإن ك ان يخ رج‬

‫‪ 8‬سامية الموشية المرجع السابق ص‪.47‬‬


‫‪ 9‬معمري نصرالدين‪ ،‬ملخص مطبوعة مقياس المدخل للعلوم القانونية )نظريتا القانون والحق(‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫لمين دباغين سطيف‪،‬ص‪).2‬‬
‫عنه فضل تنظيمهم وكانت له األولوية فى التطبيق‪ .‬فالقانون ليس حريصا على أن يؤخ ذ بتنظيم ه‬
‫فى ه ذا النط اق‪ ،‬ألن ه يتن اول مس ألة التتص ل بكي ان الجماع ة فقواع ده هن ا إنم ا وض عت أخ ذا‬
‫باألحوط‪ .‬وبديهى أنه متى كان األفراد يملكون استبعاد حكم هــذه القـواعـد فإنهـم يملكون ب األولى‬
‫عدم وضع أنفسهم فى الفرض الذى تتضمنه‪.10‬‬

‫ومثال ذلك اتفاق البائع والمشترى على المبيع والثمن‪ ،‬حيث يك ون للب ائع والمش ترى حري ة‬
‫تحديد مكان التسليم للمبيع وحرية تحديد مكان دفع الثمن‪.11‬‬

‫فهذه المادة تضع قاع دة مكمل ة تتعل ق بمك ان دف ع الثمن‪ .‬وقض ت ب أن الثمن يك ون مس تحق‬
‫الوفاء فى المكان الذى سلم فيه المبيع‪ .‬وه ذا التحدي د ليس إل زامى من قب ل القاع دة وإنم ا م تروك‬
‫إلرادة األطراف‪ ،‬فإذا ما حدد األطراف وقتا ً آخر غ ير وقت التس ليم كاتف اقهم على أن ي دفع الثمن‬
‫بعد التسليم كان اتفاقهم صحيحا‪ .‬وليس فى ذلك أدنى مخالفة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مجاالت تطبيقيها‬

‫‪ .I‬القانون الدولي الخاص‪:‬‬

‫لما كان الق انون ال دولي الخ اص عب ارة عن مجموع ة القواع د ال تي تنظم العالق ات ذات‬
‫العصر األجنبي من حيث بيان المحكمة المختصة والقانون الواجب التطبيق وغيره ا من المس ائل‬
‫التي أشرنا اليها مما يدخل في موض وعات ه ذا الق انون ‪ ،‬ف إن المش رع ال ش ك س يتعمل أس لوب‬
‫اآلمرة إذا تعلق األمر بمسائل جوهرية تحكم ه ذه العالق ة المركب ة كم ا يس تعمل أس لوب القواع د‬
‫المكمل ة ‪,،‬ومن القواع د المكمل ة م ا تض منته الم ادة ‪ 18‬من الق انون الم دني إذا نص ت علي أن‬
‫«يسري علي اإللتزامات التعاقدية قانون المكان ال ذي ي برم في ه العق د م الم يتف ق المتعاق دين علي‬
‫‪12‬‬
‫تطبيق آخر"‬

‫فمن خالل هذا النص يتضح أن المشرع إعتم د ق انون اب رام العق د كقاع دة فرعي ة او ق انون‬
‫اإلستقاللية أي قانون الذي اختارته األطراف المتعاقدة‪.‬‬

‫‪ .II‬القانون التجاري‪:‬‬

‫‪ www.wikipidia.com‬يوم ‪ 20/10/2002‬الساعة ‪21:00‬‬ ‫‪10‬‬

‫سامية الموشية المرجع السابق ص‪48‬‬ ‫‪11‬‬

‫عمار بوضياف‪ ,‬المرجع السابق‪,‬ص‪103‬‬ ‫‪12‬‬


‫طالما تكفل القانون التجاري بأن يحكم فئة من أفراد المجتمع في فئة التجار وينظم نوع ا من‬
‫األعم ال أطل ق عليه ا باألعم ال التجاري ة ‪ ،‬ف إن أحكام ه تمت د لتش مل األش خاص الط بيعين‬
‫واإلعتباربين ‪ ،‬فتشمل الشركات الخاصة والمؤسسات التجارية ولو كانت تابعة للدول ة ‪ .‬ومن هن ا‬
‫تعين علي المشرع أن يستعمل القواع د اآلم رة أحيان ا‪ ،‬ويفس ح المج ال ألط راف العالق ة إلق رار‬
‫ققاعدة غير القاعدة التي سنها أحيانا أخري ‪.‬‬

‫قانون االجراءات المدنية‪:‬‬ ‫‪.III‬‬

‫طالما تكفل القانون التجاري بأن يحكم فئة من أفراد المجتمع في فئة التجار وينظم نوعا من‬
‫األعم ال أطل ق عليه ا باألعم ال التجاري ة ‪ ،‬ف إن أحكام ه تمت د لتش مل األش خاص الط بيعين‬
‫واإلعتباربين ‪ ،‬فتشمل الشركات الخاصة والمؤسسات التجارية ولو كانت تابعة للدول ة ‪ .‬ومن هن ا‬
‫تعين علي المشرع أن يستعمل القواع د اآلم رة أحيان ا‪ ،‬ويفس ح المج ال ألط راف العالق ة إلق رار‬
‫ققاعدة غير القاعدة التي سنها أحيانا أخري ‪.13‬‬

‫عمار بوضياف‪ ,‬المرجع السابق‪,‬ص‪105‬‬ ‫‪13‬‬


‫المبحث الثالث‪ :‬معايير التميزـ بين القواعد االمرة والمكملة‪:‬‬

‫اعتمد الفقه للتميز بين القواعد القانونية االمرة المكملة على معيارين او ضابطين احدهما‬
‫شكل ويتصف بالجامد واخر موضوعي يتصف بالمرونة نتناولهم تباعا‬

‫المطلب االول‪ :‬المعيار الشكلي‪:‬‬

‫وهو المعيار الصحيح والمعتمد من قبل غالبية الفقه اء أي الص ياغة والعب ارات المعتم دة‬
‫في كتابة وصياغة القاعدة القانونية‪ .‬فمتى ما كانت العبارات تدل على اإللزام )مث ال‪ :‬يق ع باط ال‪،‬‬
‫ال يجوز‪ ،‬ال يمكن بأي حال من األحوال‪ ،‬يُع ّد باطال‪ ،‬يجب‪ ،‬على كل‪ (،،،،‬كنا أم ام قاع دة آم رة‪.‬‬
‫أما إذا تضمنت عبارات تُفيد اإلباحة )مثال‪ :‬يجوز‪ ،‬له‪ ،‬لهم‪ ،‬يمكن‪ ،‬ما لم يوجد اتف اق ُمخ الف‪ ،‬إال‬
‫إذا اتفق األطراف على خالف ذلك‪ ،‬ما لم يوجد نص يقضي بخالف ذلك‪ ،‬م ا لم يوج د نص يقض ي‬
‫بغير ذلك‪ (...‬كنا أمام قاعدة مكمل ة‪ .‬ويعت بر ه ذا المعي ار جام دا لم دى فص له في طبيع ة القاع دة‬
‫القانونية آمرة كانت أم ُمكمل ة وال يحت اج إلى أي جه د يُب ذل ‪ ،‬على عكس المعي ار الموض وعي‬
‫الذي سنتناوله في ما يلي‪.14‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬المعيار الموضوعي‪:‬‬

‫ويُس ميه البعض بالمعي ار المعن وي ك ذلك ‪ ،‬ومف اده النظ ر إلى موض وع القاع دة القانوني ة‬
‫ومضمونها‪ ،‬فإذا كانت تنظم موضوعا يتعلق بالمجتمع بأسره‪ ،‬بمع نى إذا م ّس مص الح الجماع ة‬
‫أو ما يُعرف بـ "النظ ام الع ام واآل داب العام ة"‪ ،‬كن ا أم ام قاع دة آم رة والعكس ص حيح بالنس بة‬
‫للقواعد المكملة التي –وبناء على هذا المعي ار‪ -‬تتعل ق بالمص الح الخاص ة أللف راد ‪ .‬غ ير أن ه ذا‬
‫المعيار يبقى غير دقيق مقارنة مع نظيره المعيار اللفظي‪ ،‬السيما أمام عدم الفصل التام في مدلول‬
‫عبارة "النظام العام واآلداب العامة" ‪.15‬‬

‫معمري نصرالدين‪,‬المرجع السابق‪,‬ص‪19‬‬ ‫‪14‬‬

‫نفس المرجع‪,‬ص‪20‬‬ ‫‪15‬‬


‫خاتمة‬
‫يتبين مما سبق بأن القاعدة القانونية تساهم بشكل كبير في تحقيق المساواة بين أفراد‬
‫المجتمع وتضمن لهم حقوقهم وذلك باعتبارها امرة او مكملة كما تساهم أيضا في تنظيم سلوك‬
‫األشخاص في المجتمع لذا ال يتصور وجود قاعدة قانونية دون وجود هذا المجتمع حيث تبين لنا‬
‫النظام الواجب إتباعه وااللتزام به ومنه فعلى األشخاص المخاطبين بحكم القاعدة القانونية طاعتها‬
‫وإال اجبروا على طاعتها ذلك عن طريق توقيع جزاء‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫الكتب‬ ‫‪-‬‬
‫سامية الموشية‪,‬المدخل للعلوم القانونية‪,‬ط‪2022‬‬ ‫‪‬‬
‫عمار بوضياف‪ ,‬المدخل الى العلوم القانونية‪,‬ط‪2000‬‬ ‫‪‬‬
‫معمري نصرالدين‪ ،‬ملخص مطبوعة مقياس المدخل للعلوم القانونية )نظريتا القانون والحق(‪ ،‬كلية‬ ‫‪‬‬
‫الحقوق والعلومـ السياسية‪ ،‬جامعة لمين دباغين سطيف‪.‬‬

‫المواقع االلكترونيةـ‬ ‫‪-‬‬


‫‪www.wikipidia.com‬‬ ‫‪‬‬

You might also like