Professional Documents
Culture Documents
الشكل)
في حين أنه قد يسن قواعد قانونية مالئمة لرغبات األفراد وليست آمرة ،حيث يجيز لهم
االستغناء عن حكمها واستبداله بما يرونه مسهال لتنفيذ أعمالهم ،والمحافظ على حقوقهم فتدعى
هذه القواعد بالمكملة.
والواقع أن التفرقة بين القواعد اآلمرة والقواعد المكملة تظهر أهميتها في القانون الخاص
أكثر مما في القانون العام ،وذلك ألن الكثير من قواعده آمرة باعتبار أنها متصلة بالصالح
العام ،بينما نجد تنظيم العالقات في القانون الخاص متروك لإلرادة الفردية ،ولهذا كانت أغلب
القواعد في هذا القانون مكملة إلرادة أطراف العالقة ،وهذا ال يعني أن القواعد اآلمرة ال
تستعمل إال في القانون العام ،وأن القواعد المكملة ميدانها القانون الخاص ،بل نجد المشرع
يعالج كل أمر بما يناسبه من القواعد بغض النظر عن نطاقه.
فاألمر المتعلق بالنظام العام أو بالمصالح العليا واألساسية للمجتمع ،سواء جاء في القانون
العام أو القانون الخاص وجب أن يصاغ في شكل قاعدة آمرة.
أما العالقة التي تقتصر على طرفيها فقط ،وال تتصل آثارها بالمجتمع وجب تنظيمها تنظيما
غير آمر أي بقاعدة مكملة.
وبناءا على ما سبق ،فإن القاعدة المكملة هي القاعدة التي ال يجوز لألفراد مخالفة حكمها أو
االتفاق على ما يخالفه ،والعلة في ذلك أن القاعدة اآلمرة تأتي لتنظم مسألة أساسية في نظام
المجتمع ،لذا فهي تتميز بما يلي:
-أن حكمها مطلق في جميع الحاالت.
-وأن كل اتفاق يخالف حكمها يقع باطال وعديم األثر.
والمثال على القاعدة اآلمرة ما جاء في المادة 261من قانون العقوبات الجزائري ،من أن":
يعاقب باإلعدام كل من ارتكب جريمة القتل أو قتل األصول أو قتل األصول أو التسميم".
أما القاعدة المكملة فهي التي يجوز لألفراد مخالفة حكمها وتطبيق ما تم االتفاق عليه ،تطبيقا
لمبدأ العقد شريعة المتعاقدين ،ولكونها ال تتصل بكيان المجتمع ،ومن أهم ما تتميز به ما يلي:
-هي قاعدة قانونية واجبة اإلتباع ما لم يوجد اتفاق على مخالفة حكمها.
-هي غير مطلقة التطبيق ،وال تنعدم فيها أرادة األفراد ،بحيث يمكن لهم االتفاق عال
ما يخالف حكمها ،و المثال على القاعدة المكملة ما جاء في التقنين المدني ،م أن دفع
ثمن يكون وقت تسليم المبيع ،ما لم يوجد اتفاق أو عرف يقضي بخالف ذلك.
أما نوع األلفاظ التي تجعل القاعدة القانونية قاعدة مكملة فتأتي بالصيغة التالية:
...ما لم يوجد اتفاق على خالف ذلك . ...يجوز االتفاق...