‫األستاذ‪:‬‬ ‫طور التكوين‪ :‬ليسانس ‪ -‬شعبة المحاسبة والمالية‬

‫بليـــــــلة لمـــــــين‬
‫المقياس‪ :‬االقتصاد الجزئي (‪)1‬‬ ‫السنة األولى – السداسي األول‬
‫‪bleilamine21@gmail.com‬‬

‫الدرس ‪ :1‬علم االقتصاد والمشكلة االقتصادية‬

‫المقطع ‪ :2‬تصورات حل المشكلة االقتصادية‬

‫الكفاءات المطلوبة واألهداف المنتظرة من المقطع‬

‫من خالل هذا المقطع نحاول أن يدرك الطالب مختلف األهداف التي يسعى إلى تحقيقها علم االقتصاد‪ ،‬على‬
‫اعتبار أن هذه األهداف هي المؤطر إلجراءات حل المشكلة االقتصادية وما يتفرع عنها من مشاكل فرعية‪.‬‬
‫وقد دعمنا هذا المقطع ببعض الرؤى والتصورات ألنظمة اقتصادية كان لها وجهة نظر في أسباب المشكلة‬
‫االقتصادية وكيفية حلها‪ ،‬األمر الذي سيمكن الطالب من أن يكسب بعض المعارف تمكنه من أن يسترسل‬
‫في البحث عن أصل المشكلة االقتصادية وحلها في نظر مختلف األنظمة والمدارس االقتصادية األخرى‪.‬‬

‫‪ -I‬الهدف من علم االقتصاد والمشكلة االقتصادية‬

‫يرى الكثير من االقتصاديين أن الهدف من علم االقتصاد هو معالجة المشكلة االقتصادية وما يتفرع عنها‬
‫من مشاكل ثانوية‪ ،‬لدرجة أن البعض يقول أنه لوال وجود المشكلة االقتصادية لما كانت هناك حاجة لعلم‬
‫االقتصاد‪ .‬وإذ نلخص أهداف علم االقتصاد في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬يسعى علم االقتصاد إلى حل جميع المشاكل المتعلقة بـ‪:‬‬
‫‪ ‬ماذا ننتج؟‬
‫‪ ‬كيف تكون طريقة اإلنتاج؟‬
‫‪ ‬كيف يتم توزيع اإلنتاج؟‬
‫‪ ‬ما هي درجة الكفاية التي يتم بها استخدام الموارد؟‬
‫‪ ‬هل أن استخدام الموارد استخدام أمثل؟‬
‫‪ -2‬استخدام الموارد اإلقتصادية استخداما أمثال (من ناحية النوع والكم‪ ،‬ومن ناحية كيفية استغالل‬
‫الموارد وتخصيصها)؛‬
‫‪ -3‬التوزيع المالئم للدخول في المجتمع وكيف يتم هذا التوزيع (وما هي المقاييس مثال التي تجعلنا ندفع‬
‫للمزارع أجرا أعلى من المصانع)؛‬
‫‪ -4‬وظيفة تحقيق التقدم االقتصادي وكيف يتم تحقيق التقدم والتطور االقتصادي وذلك عن طريق تحقيق‬
‫هدف زيادة الناتج المحلي الذي يمكن تحقيقه عن طريق‪:‬‬
‫‪ ‬التراكم الرأسمالي واإلستثمار؛‬
‫‪ ‬زيادة القوى العاملة؛‬
‫‪ ‬التطور التكنولوجي‪.‬‬
‫‪ -5‬معالجة مشكلة استقرار األسعار وتجنب التضخم أو األسعار‪ ،‬أي تحقيق هدف االستقرار النقدي؛‬
‫‪ -6‬إيجاد التوازن بين أهداف الم ستهلكين والمنتجين مع تحقيق النمو للمجتمع (هدفه هو تحقيق النمو‬
‫مع التوازن في كافة القطاعات االقتصادية من إنتاج واستهالك وما يرافقها من عمل واستثمار)؛‬
‫‪ -7‬تحقيق التنمية االقتصادية ومعالجة مشكلة البطالة والفقر والمرض والجهل التي تعاني منها‬
‫المجتمعات المتأخرة؛‬
‫‪ -8‬معا لجة مشكلة تلوث البيئة الناجمة عن تطور الصناعة ووضع الحلول المالئمة للتغلب على هذه‬
‫المشكلة؛‬
‫‪ -9‬باإلضافة إلى العمل على زيادة الرفاهية للفرد والمجتمع‪.‬‬

‫‪1‬‬
 ‫األستاذ‪:‬‬ ‫طور التكوين‪ :‬ليسانس ‪ -‬شعبة المحاسبة والمالية‬
‫بليـــــــلة لمـــــــين‬
‫المقياس‪ :‬االقتصاد الجزئي (‪)1‬‬ ‫السنة األولى – السداسي األول‬
‫‪bleilamine21@gmail.com‬‬

‫إذن ولتحقيق هذه األهداف وفي خضم حل المشكلة وجب التحلي بنوع من السلوك االقتصادي بترتيب‬
‫األولويات والتضحية ببعض الحاجات من أجل إشباع بعضها اآلخر بمعنى أنه يجب على كل مجتمع أن‬
‫يتخذ الوسائل المناسبة التي تضمن له االستقرار وذلك بأن يهتم بتوفير الحاجات التي تعد أساسية إلى جانب‬
‫حسن تسيير ما لديه من الموارد المحدودة للحصول على قدر معين من اإلشباع‪.‬‬
‫‪ -II‬مختصر تصور األنظمة االقتصادية لمشكلة الندرة‬
‫يصنف النظام االقتصادي وفق عدة معايير‪ ،‬وباألخذ ملكية وسائل اإلنتاج كمعيار تصنيف‪ ،‬يمكن أن نعدد‬
‫النظم االقتصادية إلى نظامين‪ :‬نظام رأسمالي ونظام إشتراكي‪.‬‬
‫‪ -1-II‬النظام الرأسمالي‬
‫هو نظام يعتمد على الحرية المطلقة للسوق‪ ،‬وأن األخير هو المعني بتحديد ماذا ينتج؟ وكيف ينتج؟ ولمن‬
‫ينتج؟‪ .‬حيث أنه ومن خالل السوق الحر ونظام األسعار يتم ترتيب األولويات وتوجيه الموارد إلى أهم‬
‫الرغبات‪ ،‬فال بد أن تكون الرغبات مرتبة‪.‬‬
‫خصائص النظام الرأسمالي‬
‫‪ -‬الملكية الخاصة الفردية؛‬
‫‪ -‬حرية االقتصاد وتشمل حرية اإلنتاج واالستهالك والتصرف واختيار المهنة والتنقل؛‬
‫‪ -‬وجود حافز الربح الدافع األساس للنشاط االقتصادي؛‬
‫‪ -‬آلية السوق واهميتها ودورها في توزيع الموارد وتحديد األسعار؛‬
‫‪ -‬أهمية المنافسة وسيادة المستهلك؛‬
‫‪ -‬عدم تدخل الدولة في الشؤون االقتصادية‪.‬‬
‫عيوب النظام الرأسمالي‬
‫ا لتفضيالت االجتماعية ليست تفضيالت كل أفراد المجتمع‪ ،‬فبعض أفراد المجتمع يحدد السلع التي‬ ‫‪-‬‬
‫تنتج وكمياتها وليس كل أفراد المجتمع‪ ،‬ومن ثم اتجاه الموارد االقتصادية إلنتاج سلع الترف‬
‫والرفاهية بعيدا ً عن إنتاج السلع الضرورية؛‬
‫يؤدي إلى المزيد من التفاوت في توزيع الدخول والثروات؛‬ ‫‪-‬‬
‫بروز الشركات االحتكارية الكبرى؛‬ ‫‪-‬‬
‫ظهور التقلبات االقتصادية الحادة؛‬ ‫‪-‬‬
‫المنافسة (ارتفاع تكاليف اقتحام األسواق) رغم العديد من اإليجابيات؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -2-II‬النظام االشتراكي‬
‫في سياق معالجة المشكلة االقتصادية يجعل النظام االشتراكي الدولة هي التي تمتلك الموارد وتقوم بترتيب‬
‫أولويات اإلنتاج اعتمادا على ما ترى انه في مصلحة للمجتمع‪.‬‬
‫خصائص النظام االشتراكي‬
‫الملكية العامة لعناصر اإلنتاج؛‬ ‫–‬
‫اإلشباع الجماعي للحاجات وليس لتحقيق الربح؛‬ ‫–‬
‫توزيع الناتج على أساس العمل؛‬ ‫–‬
‫وجود جهاز التخطيط المركزي‪.‬‬ ‫–‬
‫سلبيات النظام االشتراكي‬
‫– ترتيب األولويات يخضع لمصالح ورغبات المخططين في الدولة؛‬

‫‪2‬‬
 ‫األستاذ‪:‬‬ ‫طور التكوين‪ :‬ليسانس ‪ -‬شعبة المحاسبة والمالية‬
‫بليـــــــلة لمـــــــين‬
‫المقياس‪ :‬االقتصاد الجزئي (‪)1‬‬ ‫السنة األولى – السداسي األول‬
‫‪bleilamine21@gmail.com‬‬

‫– اهمال مبادئ الملكية الفردية والحرية االقتصادية والدور المهم آللية السوق؛‬
‫– اعتماده على جهاز التخطيط المركزي المسؤول عن اتخاذ القرارات االقتصادية مما ادى إلى وجود‬
‫جهاز يتصف بالبيروقراطية والتعقيد اإلداري؛‬
‫– اغفال عديد الجوانب االقتصادية واالجتماعية والدينية كالتحفيز واإلبداع وحسن معاملة اآلخر‪.‬‬
‫‪ -3-II‬النظام االقتصادي اإلسالمي‬
‫عند إثارة موضوع النظامين الرأسمالي واالشتراكي‪ ،‬تتجلى رؤية الشريعة اإلسالمية باعتمادها مبدأ‬
‫الوسطية في معالجة عديد القضايا بما فيها ما تعلق بالجانب االقتصادي‪ .‬فلم يقتصر النظام االقتصادي‬
‫اإلسالمي – تصنيف عقدي ‪ -‬على معالجة الندرة بموضوعية في ظل التفاوت بين األفراد‪ ،‬بل تعدى ذلك‬
‫بتهذيب الحاجات المتعددة ‪ ،‬وهذا من منطلق اإلقرار بوجود الندرة لكن عادة ما تكون إال بسبب ظلم اإلنسان‬
‫ألخيه اإلنسان‪.‬‬
‫ومن أبرز خصائص النظام االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬أنه‪:‬‬
‫اقتصاد قائم على العقيدة؛‬ ‫‪-‬‬
‫الجمع بين المصلحة الخاصة والعامة؛‬ ‫‪-‬‬
‫التكامل بين اشباع الجوانب المادية والمعنوية؛‬ ‫‪-‬‬
‫اقرار الملكيتين الخاصة والعامة؛‬ ‫‪-‬‬
‫اقرار الحرية االقتصادية المنضبطة؛‬ ‫‪-‬‬
‫اقتصاد يحظر الربا في مختلف التعامالت؛‬ ‫‪-‬‬
‫اقتصاد قائم على األخالق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ومن عالجات النظام االقتصادي اإلسالمي للمشكلة االقتصادية‪:‬‬
‫‪ )1‬المحافظة على الموارد وتنميتها وتطويرها‬
‫ً‬
‫اط ِل} البقرة ‪ .188‬ألن في ذلك تظالما وإضاعة للمال‪،‬‬ ‫الدليل من قوله تعالى‪َ { :‬والَ ت َأْكُلُواْ أ َ ْم َوالَكُم بَ ْينَكُم ِبالبَ ِ‬
‫ْ‬
‫سفَ َهاء أ َ ْم َوالَكُ ُم} النساء ‪ .5‬ألنهم سيستخدمونها بما ال ينفع‪ .‬فقد حث اإلسالم على‪:‬‬ ‫وقال تعالى { َوالَ تُؤْ تُواْ ال ُّ‬
‫– إقامة المرافق العامة (تشجيع الوقف وإقامة الهياكل ذات النفع العام)؛‬
‫ض َوا ْست َ ْع َم َركُ ْم فِي َها)) هود ‪61‬؛‬‫– عمارة األرض ((ه َُو أَنشَأَكُ ْم ِمنَ األ َ ْر ِ‬
‫– صيانة الموارد االقتصادية وذلك بإحياء األرض الموات (من أحيا أرضا ميتة فهي له) رواه أحمد‪.‬‬
‫وقال‪" :‬من عمر أرضا ً ليست ألحد فهو أحق بها" رواه البخاري في الصحيح؛‬
‫– حصر الموارد الموجودة في باطن األرض بملكية عامة لكي توجه لخير المجتمع كله؛‬
‫– حفظ األصول المنتجة‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم‪...( :‬إياك والحلوب ‪ )...‬لمن أراد أن يذبح شاة‪.‬‬

‫‪ )3‬حرية السوق‬
‫– األصل هو عدم التسعير وذلك ألن حرية السوق تؤدي إلى تحقيق الكفاءة والتخصيص األمثل للموارد‬
‫االقتصادية‬
‫– األصل عدم االحتكار يقول الرسول صلى هللا عليه وسلم‪" :‬من احتكر حكرة يريد أن يغلي بها على‬
‫المسلمين فهو خاطئ" أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد‪.‬‬
‫– نهى عن تلقي الركبان وذلك ألنه ينافي توافر المعلومات الكافية ألطراف العقد عن أحوال السوق‬
‫ومستويات األسعار‪.‬‬
‫‪ )4‬تكييف الحاجات وعدم المبالغة في الرغبات‬
‫– اقتصار االستهالك على الطيبات؛‬

‫‪3‬‬
 ‫األستاذ‪:‬‬ ‫طور التكوين‪ :‬ليسانس ‪ -‬شعبة المحاسبة والمالية‬
‫بليـــــــلة لمـــــــين‬
‫المقياس‪ :‬االقتصاد الجزئي (‪)1‬‬ ‫السنة األولى – السداسي األول‬
‫‪bleilamine21@gmail.com‬‬

‫– النهي عن التبذير بقول النبي صلى هللا عليه وسلم "ليس ال ِغنى عن كثرة العرض ولكن ال ِغنى غنى‬
‫النفس"‪.‬‬
‫‪ )5‬االستعانة بالتقوى والدعاء‬
‫علَ ْيك ْمُ‬
‫س َما َء َ‬ ‫ً‬
‫غفارا * ي ُْر ِس ِل ال َّ‬‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫عبادة الدعاء سالح ضد الندرة قال تعالى‪{ :‬فقلت ا ْستغ ِف ُروا َربَّك ْم إِنهُ كانَ َ‬
‫ض}‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اء َواأل ْر ِ‬ ‫س َم ِ‬ ‫ْ‬
‫ت ِمن ال َّ‬ ‫َ‬ ‫ِمد َْرارا ً} نوح ‪ 10‬و‪ .11‬وقال‪َ { :‬ولَ ْو أ َ َّن أ َ ْه َل ْالقُ َرى آ َمنُوا َواتَّقَ ْوا لَفَتَحْ نَا َ‬
‫علَ ْي ِه ْم بَ َركا ٍ‬
‫األعراف ‪ ، 96‬ربط هللا سبحانه وتعالى بين اإليمان والتقوى وبين ما ينزل المولى من خيرات مباركة من‬
‫السماء واألرض‪.‬‬

‫‪4‬‬