You are on page 1of 20

‫ الواقع واآلفاق‬:‫المناطق الصناعية في الجزائر‬

-‫ دراسة حالة المناطق الصناعية ومناطق النشاط لواليتي قالمة وعنابة‬-

‫ ساسية عناني‬.‫إيمان خلفالوي & أ‬.‫أ‬


-1945 ‫ ماي‬8 ‫جامعة‬-
‫ملخص‬
‫تسعى الجزائر على غرار باقي الدول إلى إرساء معالم تنمية شاملة ومتكاملة من خالل‬
‫ الذي يعتبر حجر الزاوية في عملية‬،‫تفعيل كل القطاعات االقتصادية وعلى رأسها القطاع الصناعي‬
‫ وعليه فإن تحقيق هدف‬.‫التنمية والمنفذ الرئيسي إلرساء قواعد اإلنتاج وتعظيم القدرات التصديرية‬
‫تطوير هذا القطاع ال يتحقق إال بتطوير المناطق الصناعية التي تعتبر المفتاح الرئيسي إلرساء‬
‫إستراتيجية صناعية فعالة تسمح بتطوير تنافسية المؤسسات ومن ثم تعظيم القدرات التصديرية‬
.‫لالقتصاد‬
‫وتهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على الدور الحقيقي الذي تلعبه المناطق الصناعية‬
‫ وذلك من خالل محاولة‬،‫في تنمية وتطوير المؤسسات وفي خلق الجو المالئم الستقرار الصناعة‬
.‫تحليل وضعية المناطق الصناعية ومناطق النشاط التجاري لواليتي قالمة وعنابة‬
.‫ والية عنابة‬،‫ والية قالمة‬،‫ الجزائر‬،‫ المناطق الصناعية‬،‫ الصناعة‬:‫الكلمات المفتاحية‬
Abstract:
Algeria similar to other countries seeks to establish integrated development milestones
through the activation of all economic sectors, especially the industrial sector, which is
considered the cornerstone of the development process and the main port for the
establishment of production bases and expand export capacity. Therefore, the goal of the
development of this sector can be achieved only by developing industrial areas which is the
main key to the establishment of an effective industrial strategy that will allow institutions to
develop competitiveness and then expand the export capacity of the economy.
This study aims to shed light on the true role of industrial zones in the development of
institutions and creating the right atmosphere for the stability of the industry, and that by
trying to analyze the position of the industrial areas and areas of business activity for the
states of Guelma and Annaba.

1
‫مقدمة‬
‫سعت الجزائر بعد حصول ها على استقاللها السياسي إلى رسم معالم استقاللها االقتصادي‪،‬‬
‫الذي حوله المستعمر من اقتصاد متكامل ومنسجم إبان الفترات التاريخية المتعاقبة إلى اقتصاد تابع‪.‬‬
‫وقد تم انتهاج في سبيل تحقيق ذلك عدة خيارات اقتصادية‪ ،‬كان أولها اعتماد المخططات التنموية‪،‬‬
‫والتي رصدت الدولة من خاللها كل اإلمكانيات المادية والتنظيمية من أجل تطوير القطاع‬
‫الصناعي مع التركيز على الصناعات المصنعة الدافعة إلى إنتاج وسائل اإلنتاج والقضاء على‬
‫الفوارق الجهوية‪ ،‬وتحقيق االستقالل االقتصادي‪.‬‬
‫لكن في أوائل الثمانينات بدأت تظهر مساوئ االستثمارات الصناعية العمومية‪ ،‬فرغم‬
‫ضخامة االستثمارات إال أن القطاع ظل يعاني من عدة توترات انعكست سلبا على اإلنتاج‬
‫الصناعي وبالتالي ضعف مساهمته في االقتصاد الوطني‪ ،‬األمر الذي دفع الدولة مع بداية‬
‫التسعينات إلى إعادة تنظيم االقتصاد الوطني واالهتمام بتشجيع القطاع الصناعي الخاص وإعطائه‬
‫دورا كبيرا أدى إلى كسر احتكار القطاع العمومي للسوق‪.‬‬
‫و إلدراك الدولة ألهمية القطاع الصناعي في تحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬دفعها إلى إنشاء‬
‫العديد من المناطق الصناعية على المستوى الوطني كما تم الشروع في تأهيل العديد منها‪ ،‬وذلك‬
‫نظرا لدوها الهام في مجال تنمية وتطوير المؤسسات وجذب االستثمارات المحلية واألجنبية‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق تأتي هذه الورقة البحثية لتسليط الضوء على واقع المناطق الصناعية في‬
‫الجزائر والتحديات التي تواجهها وآفاق تطويرها‪ ،‬مع الوقوف على وضعية المناطق الصناعية‬
‫ومناطق النشاط ل واليتي قالمة وعنابة كنموذج للدراسة‪ .‬وعليه تطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ما هو واقع المناطق الصناعية في الجزائر؟ وما هي آفاق تطويرها؟‬
‫ولإلجابة على اإلشكالية المطروحة وااللمام بالموضوع من مختلف جوانبه‪ ،‬تم تقسيم‬
‫الدراسة إلى ثالثة محاور كما يلي‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للمناطق الصناعية؛‬
‫المحور الثاني‪ :‬التجربة الجزائرية في إنشاء وتأهيل المناطق الصناعية؛‬
‫المحور الثالث‪ :‬واقع المناطق الصناعية ومناطق النشاط لواليتي قالمة وعنابة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المحور األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للمناطق الصناعية‬
‫يهدف هذا المحور إلى التعرف على بعض المفاهيم النظرية حول المناطق الصناعية من‬
‫حيث استعراض نشأتها التاريخية‪ ،‬تعريفها‪ ،‬مع تحديد أنواعها وأهم مقومات إنشاءها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نشأة المناطق الصناعية‬


‫تعود نشأة المناطق الصناعية إلى العصور الوسطى وتحديدا في عهد اإلمبراطورية‬
‫الرومانية‪ ،‬حيث أنشأ العديد منها في ذلك الوقت بهدف زيادة النشاط التجاري واالقتصادي‪،‬‬
‫ولتحقيق مصالح وأهداف اإلمبراطورية‪.‬‬
‫أما تطبيق فكرة المناطق الصناعية فقد بدأ عمليا منذ أواخر القرن التاسع عشر عندما أقيمت‬
‫أول منطقة صناعية قرب مدينة مانشستر ببريطانيا عام ‪ ،1896‬ثم تبعتها منطقة صناعية أخرى‬
‫أقيمت بالقرب من مدينة شيكاغو الواليات المتحدة األمريكية عام ‪ ،1899‬وبعدها بخمسة سنوات‬
‫أقيمت منطقة صناعية أخرى بمدينة نابولي اإليطالية عام ‪.1904‬‬
‫ثم بدأت هذه الظاهرة في االنتشار في منتصف القرن العشرين‪ ،‬حيث أخذت كل الدول‬
‫المتقدمة والنامية في إدخال المناطق الصناعية ضمن خططها التنموية‪.‬‬
‫ففي البلدان الصناعية المتقدمة كالواليات المتحدة األمريكية كان إنشاء المناطق الصناعية‬
‫كجزء من الخطة الرامية إلى زيادة النمو الصناعي وتطوير المناطق وتخطيط المدن ونقل الصناعة‬
‫من األماكن المكتظة بالسكان‪ ،‬وتوفير العمالة الكاملة في المناطق المتخلفة‪ .‬أما بالنسبة إلى الدول‬
‫النامية فقد شهدت خالل النصف الثاني من القرن العشرين الكثير من عمليات إنشاء المناطق‬
‫الصناعية‪ ،‬حيث اعتبرت وسيلة فعالة ومهمة في خطط التنمية‪ ،‬فعلى سبيل المثال فقد تم إنشاء أربع‬
‫مناطق صناعية في جمهورية مصر العربية عام ‪ ،1973‬وفي المغرب تم إنشاء أول منطقة‬
‫صناعية عام ‪ ، 1960‬وكذلك االمر في اليمن وسنغافورة والفلبين مع نهاية عام ‪.)1(1970‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف المناطق الصناعية‬

‫إن المتأمل في التشريعات والتنظيمات المختلفة التي تنظم أسلوب عمل المناطق الصناعية‬
‫في العالم يجد أنها لم تضع تعريفا محددا للمنطقة الصناعية‪ ،‬وإنما وضعت تحديدا لحدود المنطقة أو‬
‫اإلجراءات والتنظيمات الجمركية التي يخضع لها نظام العمل بتلك المنطقة‪.‬‬
‫وعادة ما يطل ق عليها التسميات التالية‪ :‬النطاق الصناعي‪ ،‬المستوطنات الصناعية‪ ،‬الميدان‬
‫الصناعي‪ ،‬المجمع الصناعي‪ ،‬ومهما اختلفت التسميات فهي تشير إلى تلك المساحة من األرض‬
‫‪3‬‬
‫التي تضم مجموعة من المصانع مزودة بالخدمات والمرافق الالزمة‪ ،‬وتوزع هذه المساحة إلى‬
‫أقسام صغيرة يخصص كل منها إلنشاء مصنع معين‪ ،‬وذلك بما يوافق أنواع الصناعات المراد‬
‫إنشائها وخصائصها واألرض التي تستخدمها واحتياجاتها من المرافق والخدمات (‪.)2‬‬
‫كما تعرف على أنها تجاور أكثر من منشأة صناعية بغض النظر عن سعة إنتاجها في‬
‫منطقة جغرافية واحدة‪ ،‬وهي تتسم إما بتكامل عمودي لمراحل إنتاج متجانس معين من المواد الخام‬
‫إلى المنتجات النهائية أو بتكامل أفقي للنشاطات المترابطة في نفس المرحلة أو المقابلة أو القريبة‬
‫منها بمدخالت أو مخرجات تكميلية أو بتكامل خطي من خالل السلع والخدمات التي تمد مجموعة‬
‫من العمليات الصناعية مثل إنتاج قطع الغيار(‪.)3‬‬
‫وتعرف أيضا بأنها مواقع أدخلت عيها التحسينات لتشكل عامال محفزا إلنشاء الصناعات‬
‫بكل أحجامها وأنواعها‪ ،‬وأن الخ دمات المقدمة في المنطقة الصناعية تقتصر على تحديد األراضي‬
‫المخصصة للمشاريع الصناعية بتخصيص مساحة معينة لكل مشروع حسب حاجته‪ ،‬وحسب تقدير‬
‫الجهات ذات العالقة لهذه الحاجة (‪.)4‬‬
‫يتضح من التعاريف السابقة أن المناطق الصناعية تمثل مناطق محددة جغرافيا‪ ،‬تحددها‬
‫حكومة ا لدولة‪ ،‬مخصصة إلقامة وحدات موجهة لالستخدام الصناعي‪ ،‬تتموقع خارج مجال السكن‬
‫الحضري ويمكن أن تستفيد من امتيازات وإعفاءات ضريبية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أنواع المناطق الصناعية‪ ،‬ومقومات إنشاءها‬


‫يمكن للمناطق الصناعية أن تأخذ األشكال واألنواع التالية (‪:)5‬‬
‫‪ -1‬العناقيد الصناعية‪ :‬هي تجمعات ( جغرافية‪ -‬محلية‪ ،‬إقليمية أو عالمية) لعدد من المؤسسات‬
‫المتجاورة جغرافيا ومؤسساتها التابعة والمنتمية لمجال عمل معين‪ ،‬وتربطها عالقات تكاملية‬
‫ومصالح مشتركة والمؤسسات المتصلة والمرتبطة ببعضها البعض في مجال معين‪ ،‬بما يمثل‬
‫منظومة من األنشطة الالزمة لدعم وتشجيع التنافسية‪.‬‬
‫‪ -2‬التكتل الصناعي الحضري‪ :‬هو عبارة عن تشكيالت صناعية تجمع عدد من المنشآت المختلفة‬
‫تقع في منطقة حضرية واحدة‪ ،‬وال يشترط تجانسها في اإلنتاج أو ترابطها بمدخالت أو مخرجات‪.‬‬
‫‪ -3‬مجمعات االستقطاب الصناعية‪ :‬هي تجمعات صناعية تضم عددا من المصانع الكبيرة ذات‬
‫القدرة القيادية المتميزة في االبتكار‪ ،‬وهي تعمل في بيئة حضرية متقدمة يمكن أن تصبح مراكز‬

‫‪4‬‬
‫جذب العمل ورؤوس العمل والمصانع واألسواق بفعل قوى الجذب المركزية‪ ،‬فيتحول بذلك المجمع‬
‫إلى قطب يتوسع مع توجهات األسواق الديناميكية واستطالعات التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬
‫‪ -4‬المجمعات التعاونية للصناعات الصغيرة‪ :‬وهي تنظيمات صناعية صغيرة أو متوسطة الحجم‬
‫توجه لمنتجات متجانسة أو متكاملة أو تستخدم نفس المواد أو السلع الشبه مصنعة‪ ،‬أو تخدم عقدة‬
‫صناعية أو مجمعات لمنشآت كبيرة على أن تضم المجمعات مختبرات ومراكز ومكتبات ومتاحف‪،‬‬
‫تخدم البحث والتدريب واالختبار والتحليل والتقييس والتطوير‪ ،‬وأن تنسق بعض مهامها التسويقية‬
‫والمالية مكاتب مركزية‪ ،‬إضافة إلى وحدات سكنية ودوائر خدماتية وطاقة ومياه ونقل ومواصالت‬
‫وخزن وغيرها من العوامل التي تساعد على تحقيق وفرات السعة الكبيرة‪ ،‬والمحافظة على اإلدارة‬
‫الذاتية المستقلة لكل وحدة من الصناعات المعنية من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -5‬المجمعات الصناعية الريفية‪ :‬وهي تتكون من تنظيمات إنتاجية وتسويقية متكاملة تؤسسها عادة‬
‫التعاونيات الريفية المتخصصة (أو المتنوعة)‪ ،‬وهي تتبنى السعات الكبيرة لإلنتاج‪ ،‬وتتخذ هذه‬
‫المجمعات أشكاال عديدة لتكويناتها النشاطية والتنظيمية منها‪:‬‬
‫‪ -‬صناعة كبيرة متخصصة تقوم بجميع مراحل اإلنتاج والتسويق‪ ،‬والتي تبدأ بإعداد وتجميع‬
‫وتصنيف المواد الخام‪ ،‬وتنتهي بتطوير المنافذ المحلية والخارجية للمنتجات النهائية مثل صناعة‬
‫اللحوم واأللبان واألعالف؛‬
‫‪ -‬صناعة كبيرة متنوعة األ هداف تشكل مجمعات صناعية‪ ،‬وتتوطن في مراكز متقاربة أو‬
‫متالصقة‪ ،‬وهي ترتبط عادة بإدارة واحدة ويمتلك أسهمها أعضاء التعاونيات من سكان المنطقة‬
‫الريفية؛‬
‫‪ -‬صناعات كبيرة ترتبط بها منشآت صغيرة‪ ،‬تعمل وفق أسس التعاقد الثانوي‪ ،‬وتكون هذه‬
‫الصناعات متخصصة ومجال تخصصها أوسع من الصناعات في النوع األول؛‬
‫‪ -‬مجموعة الصناعات الصغيرة متنوعة األهداف‪ ،‬وتعمل في اختصاصات محددة‪.‬‬
‫ومن أجل النهوض بالصناعة واستمراريتها وحتى تنسجم مع التطورات المستقبلية ال بد من‬
‫توفر بعض المقومات في المناطق الصناعية‪ ،‬والتي يمكن إيجازها في النقاط التالية (‪:)6‬‬
‫‪ -‬توفر المواد الخام الالزمة للصناعة؛‬
‫‪ -‬توفر األيدي العملة بمختلف قدراتها؛‬
‫‪ -‬وجود األسواق القريبة لتسويق المنتجات؛‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬وجود شبكة المواصالت والطرق الخاصة؛‬
‫‪ -‬جودة المناخ والتضاريس؛‬
‫‪ -‬توفر الطاقة الالزمة؛‬
‫‪ -‬توفر الخدمات والمرافق العامة‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬التجربة الجزائرية في إنشاء وتأهيل المناطق الصناعية‬


‫أدركت الدولة الجزائرية ألهمية المناطق الصناعية في مجال جذب األنشطة الصناعية‪،‬‬
‫فهي البيئة المناسبة الزدهار وتطور مختلف الصناعات‪ ،‬األمر الذي دفعها إلى دعم إنشاء وتحديث‬
‫المناطق الصناعية منذ بداية السبعينات من القرن الماضي‪ .‬ويهدف هذا المحور إلى التعرف على‬
‫البدايات األولى للمناطق الصناعية في الجزائر‪ ،‬مع الوقوف على وضعيتها وآفاق تطويرها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ظهور المناطق الصناعية في الجزائر‬


‫يعتبر العقار من أهم المشاكل التي تواجه المؤسسات الصناعية في الجزائر‪ ،‬وقد بذلت‬
‫الحكومة العديد م ن المجهودات للتقليص من هذا المشكل‪ ،‬حيث أن البدايات األولى لتخصيص‬
‫أراضي خاصة بالمستثمرين ترجع إلى سنوات السبعينات تحت إشراف هيئات تم إنشائها خصيصا‬
‫لذلك‪ ،‬ففي سنة ‪ 1973‬تم إصدار القانون رقم ‪ 45-73‬المؤرخ في ‪ 28‬فيفري ‪ 1973‬المتعلق بإنشاء‬
‫لجنة استشارية لتهيئة المناطق الصناعية‪ ،‬حيث حدد شروط إيجاد ‪ 77‬منطقة صناعية على مستوى‬
‫إقليم الواليات والبلديات وعبر كامل التراب الوطني‪ ،‬وتم تحديد شروط إدارتها عن طريق المرسوم‬
‫رقم ‪ 45-84‬المؤرخ في ‪ 03‬مارس ‪.)7(1984‬‬
‫وتتم تهيئة المناطق الصناعية عن طريق هيئات مختلفة نذكرها حسب الترتيب التالي(‪:)8‬‬
‫‪ -‬هيئات عمومية اقتصادية منشأة بموجب المرسوم رقم ‪ 82/02‬المؤرخ في ‪ ،1983/03/09‬وهذا‬
‫عندما تكون المنطقة الصناعية تحتوي على نشاطات ذات منفعة محلية أو نشاطات ذات منفعة‬
‫وطنية ومتنوعة تابعة لوزارات مختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬مؤسسات اقتصادية عندما تكون المنطقة الصناعية تحتوي على نشاطات ذات منفعة وطنية‬
‫خاصة وتابعة لسلطة رئاسة واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬عن طريق وحدة متخصصة تنشأ بموجب القانون وفي التنظيمات المعمول بها‪ ،‬عندما تكون‬
‫المنطقة الصناعية تحتوي على نشاطات ذات منفعة وطنية تابعة لمؤسسة واحدة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وتجدر اإلشارة أنه تقع على عاتق األجهزة المهيأة إلدارة المناطق الصناعية ضرورة‬
‫المحافظة على مبدأين أساسيين هما‪ :‬الحصول على العقارات والتنازل عليها إذا كان ذلك ضروريا‬
‫إلنجاز مشاريع داخل المنطقة الصناعية من جهة‪ ،‬والتعديل في حالة حدوث إشكاالت في برنامج‬
‫المنطقة بما يتناسب مع حجم الصناعة المقامة في المنطقة‪ ،‬وهذا في إطار تهيئات إضافية‪ ،‬كما يقع‬
‫على عاتقها تهيئة شبكات المنشآت القاعدية داخل المنطقة وضمان االستغالل الحسن للعقار‪.‬‬
‫وحسب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 56-84‬فقد أسندت مهمة تسيير المناطق الصناعية إلى‬
‫العديد من األجهزة منها المركز الوطني للدراسات واألبحاث العمرانية (‪ ،)CNERU‬مؤسسة‬
‫تسيير المناطق الصناعية (‪ ،)EGZI‬ومؤسسة التسيير العقاري )‪.)9( (SGI‬‬
‫تتمثل المهمة األساسية لهذه األجهزة في تلقي العقارات واكتساب الملكية بصفة قانونية‬
‫لألراضي المكونة للمناطق الصناعية‪ ،‬والتي قد تكون ضمن أمالك الدولة أو تابعة للخواص‪ ،‬حيث‬
‫تقوم هذه األجهزة بإعادة التنازل على هذه األراضي بواسطة عقود توثيقية ومشهرة لصالح‬
‫المستثمرين في إطار المعامالت التجارية أو في إطار التجهيزات االستثمارية‪ ،‬كما تقوم بأعمال‬
‫الترميم للهياكل الخارجية وشبكات الربط عندما تكون المنطقة بحاجة الى ذلك‪.‬‬
‫كما أنشأت الدولة سنة ‪ 1994‬لجان دعم وترقية االستثمارات المحلية (‪ ،)CALPI‬وهي‬
‫لجان على مستوى المحليات مكلفة بتوفير اإلعالم الكافي للمستثمرين حول األراضي والمواقع‬
‫المخصصة إلقامة المشروعات‪ ،‬وتقدم القرارات المتعلقة بتخصيص األراضي ألصحاب المشاريع‪،‬‬
‫ولكنها لم تقم بتأدية الدور األساسي الذي كان من المنتظر أن تقوم به‪ ،‬مما أدى إلى تعويضها‬
‫بالوكالة الوطنية للعقار الصناعي )‪ (ANFI‬سنة ‪.)10(2001‬‬
‫كما أنشأت الدولة في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو (‪ )2009-2005‬الوكالة الوطنية‬
‫للوساطة والضبط العقــــاري )‪ (ANIREF‬سنة ‪ ،2007‬والتي تتولى المهام التالية (‪:)11‬‬
‫‪ -‬التسيير والوساطة والضبط العقـــاري على كل مكونات حافظة العقار االقتصادي العمومي؛‬
‫‪ -‬تسيير حافظتها العقارية وترقيتها بهدف تثمينها في إطار ترقية االستثمار؛‬
‫‪ -‬تتولى الوكالة مهمة الوساطة العقارية‪ ،‬وعلى هذا األساس فهي تسير وفقا التفاقية ولحساب‬
‫المالكين للعقارات بكل أنواعها؛‬
‫‪ -‬تتولى الوكالة مهمة المالحظة فيما يخص العقار االقتصادي العمومي‪ ،‬وتقديم المعلومات للهيئة‬
‫المقررة المختصة محليا حول العرض والطلب العقاري وتوجهات السوق العقاري وآفاقه؛‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬تقوم الوكالة بنشر المعلومات حول األصول العقارية والوفرة العقارية ذات الطابع االقتصادي‬
‫وتتولى ترقيتها لدى المستثمرين‪ .‬كما تضع لهذا الغرض بنك معلومات يجمع العرض الوطني حول‬
‫األصول واألوعية العقارية ذات الطابع االقتصادي مهما كانت طبيعتها القانونية؛‬
‫‪ -‬تعد الوكالة جدول أسعار العقار االقتصادي التي تقوم بتحيينه كل ‪ 6‬أشهر‪ ،‬وتعد دراسات‬
‫ومذكرات دورية حول توجهات السوق العقارية؛‬
‫‪ -‬القيام بكل األعمال التي من شأنها أن تحفز تطورها‪ ،‬السيما‪:‬‬
‫‪ -‬القيام بكل العمليات المنقولة أو العقارية أو المالية أو التجارية المتصلة بنشاطها؛‬
‫‪ -‬إبرام العقود واالتفاقيات المتصلة بنشاطاتها؛‬
‫‪ -‬تطوير المبا دالت مع المؤسسات والمنظمات المماثلة والمرتبطة بمجال نشاطها‪.‬‬
‫لكن على الرغم من المجهودات المبذولة فإن مشكل العقار الصناعي وآلية الوصول إليه‬
‫وتسوية ملكيته ال يزال مطروح إلى اليوم‪ ،‬ويرجع ذلك إلى العديد من العوامل يذكر منها (‪:)12‬‬
‫‪ -‬طول مدة األراضي المخصصة لالستثمار؛‬
‫‪ -‬الرفض الغير مبرر أحيانا لطلبات الحيازة على العقار؛‬
‫‪ -‬مشكلة عقود الملكية التي ال تزال قائمة نتيجة تعدد الجهات اإلدارية التي تتبع لها؛‬
‫‪ -‬غياب الكفاءة في التسيير وعدم األخذ بالمعايير االقتصادية عند إنشاء المناطق الصناعية؛‬
‫‪ -‬غياب اإلطار القانوني الذي ي حدد طرق وكيفيات وآجال وشروط التنازل عن األراضي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬وضعية المناطق الصناعية في الجزائر‬


‫توجد بالجزائر ‪ 77‬منطقة صناعية موزعة عبر كامل التراب الوطني أهمها‪ :‬المنطقة الصناعية‬
‫بأدرار‪ ،‬وواد سلي بالشلف‪ ،‬وعين مليلة بأم البواقي وأريس وجرمة بباتنة‪ ،‬وأقبو ببجاية وسيدي‬
‫خالد بالبويرة‪ ،‬واد السمار الحراش بالجزائر والمنطقة الصناعية ببرج بوعريريج‪...‬الخ (‪.)13‬‬
‫إال أن هذه المناطق قد شهدت ركودا خالل السنوات األخيرة مما أثر سلبا على األداء‬
‫االقتصادي‪ ،‬وعليه اتخذت السلطات جملة من االجراءات إلعادة تنشيطها‪ ،‬حيث تم في إطار تهيئة‬
‫المناطق الصناعية ومناطق النشاط تخصيص ما يقارب ‪ 2.7‬مليار دينار مع نهاية سنة ‪2004‬‬
‫لتهيئة ‪ 70‬منطقة صناعية على مستوى ‪ 17‬والية تتوزع على الجهات األربع للوطن‪.‬‬
‫كما تم تخصيص حوالي ‪ 5‬مليار دينار في إطار برنامج الهضاب العليا من أجل توفير‬
‫العوامل األساسية الجاذبة لالستث مار‪ ،‬ويخص هذا البرنامج كل من والية تبسة وباتنة واألغواط‬
‫‪8‬‬
‫والجلفة وسعيدة وتيارت والمسيلة‪ ،‬و لتدعيم االستثمار في واليات الجنوب خصص ما يقارب ‪200‬‬
‫مليون دينار لتهيئة المناطق الصناعية لكل من والية بشار وأدرار وغرداية ومناطق النشاط لكل‬
‫من والية تندوف وبسكرة وإليزي وورقلة وتمنراست واألغواط (‪.)14‬‬
‫كما تقرر تغيير اإلطار القانوني لمؤسسات تسيير المناطق الصناعية وإعطائها صفة‬
‫شركات ذات أسهم تسير ميزانيتها الخاصة‪ ،‬على أن يتم الفتح التدريجي لرأسمال هذه الشركات‬
‫لصالح المتعاملين المتواجدين بهذه المناطق‪ ،‬وتلزم هذه الشركات بوضع بنك معلومات تضم كل‬
‫المعطيات المتعلقة باألراضي الصناعية لصالح المتعاملين االقتصاديين من خالل إنشاء موقع‬
‫الكتروني لهذا الغرض‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬آفاق إنشاء وتأهيل المناطق الصناعية في الجزائر‬


‫أ طلقت الحكومة مشروعا جديدا لتأهيل جميع المناطق الصناعية وطنيا‪ ،‬موازاة مع اتخاذ‬
‫مجموعة من اإلجراءات العملية الرامية لتفعيل مشروع إنجاز ‪ 42‬منطقة صناعية جديدة عبر ‪34‬‬
‫والية‪ ،‬تتربع على مساحة بـ ‪ 9572‬هكتارا بميزانية تقدر ب ‪ 88‬مليار دينار‪ ،‬ويمتد في آجال‬
‫إنجازها إلى سنة ‪ ،2017‬وذلك في خطوة لضمان إعادة انتشار المشاريع االستثمارية وضمان‬
‫نجاعته ا بما يمكنها ألن تكون بدائل جديدة الستحداث مناصب شغل بالواليات خاصة المناطق‬
‫المعزولة‪ .‬وعليه سنحاول إعطاء نظرة عن برنامج إنجاز ‪ 42‬منطقة صناعية جديدة الذي تم‬
‫اعتماده شهر أفريل سنة ‪.2012‬‬
‫‪ -1‬تكوين البرنامج‪ :‬لقد أوكل مشروع إنشاء ‪ 42‬منطقة صناعية للوكالة الوطنية للوساطة والضبط‬
‫العقاري بالشراكة مع مصالح وزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية االستثمار‪،‬‬
‫وقد قامت الوكالة في أوائل سنة ‪ 2011‬بإحصاء المواقع المحتمل إدراجها إلقامة الحضائر‬
‫الصناعية‪.‬‬
‫‪ -2‬أهداف البرنامج‪ :‬يعمل البرنامج على أن يكون االستثمار رافدا قويا في مجال التنمية‬
‫االقتصادية من خالل (‪:)15‬‬
‫‪ -‬إتاحة فرص جديدة لألعمال؛‬
‫‪ -‬إقامة مؤسسات جديدة؛‬
‫‪ -‬استقطاب رؤوس األموال؛‬
‫‪ -‬تشجيع االستثمار األجنبي؛‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬امتصاص اليد العاملة خاصة المؤهلة؛‬
‫‪ -‬دعم االستثمار األمثل؛‬
‫‪ -‬استحداث وفرة عقارية ذات جودة؛‬
‫‪ -‬الحد من مشكل الحصول على العقار الصناعي؛‬
‫‪ -‬المساهمة في دعم المزايا اتي تتمتع ها مختلف المناطق؛‬
‫‪ -‬تعزيز ديناميكية إعادة التوازن اإلقليمي فيما يخص النمو االقتصادي والتنمية االجتماعية؛‬
‫‪ -‬تفعيل جاذبية أقاليم البالد وكذا قدرتها التنافسية؛‬
‫‪ -‬تثمين الهياكل القاعدية المنجزة عن انعاش االستثمار المنتج‪.‬‬
‫‪ -3‬محتوى البرنامج‪ :‬يغطي البرنامج جل الفضاء الجغرافي للوطن و‪ 8‬فضاءات من فضاءات‬
‫البرمجة اإلقليمية‪ ،‬حيث استفاد فضاء البرمجة اإلقليمية شمال وسط‪ ،‬شمال شرق‪ ،‬وشمال غرب‬
‫من ‪ 27‬منطقة صناعية‪ ،‬وتقدر حصة فضاء البرمجة اإلقليمية هضاب عليا وسط‪ ،‬غرب وشرق ب‬
‫‪ 10‬مناطق صناعية‪ ،‬بينما استفاد فضاء البرمجة اإلقليمية جنوب غرب وجنوب شرق من ‪ 5‬مناطق‬
‫صناعية‪ .‬ويوضح الجدول الموالي توزيع ‪ 42‬منطقة صناعية جديدة كما يلي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)1‬توزيع ‪ 42‬منطقة صناعية جديدة‬


‫المساحة ـ هكتار‬ ‫الوالية‬ ‫الرقم‬ ‫المساحة ـ هكتار‬ ‫الوالية‬ ‫الرقم‬
‫‪110‬‬ ‫الشلف‬ ‫‪22‬‬ ‫‪70‬‬ ‫الطارف‬ ‫‪1‬‬
‫‪200‬‬ ‫الشلف‬ ‫‪23‬‬ ‫‪140‬‬ ‫قالمة‬ ‫‪2‬‬
‫‪327‬‬ ‫تيارت‬ ‫‪24‬‬ ‫‪340‬‬ ‫عنابة‬ ‫‪3‬‬
‫‪350‬‬ ‫غليزان‬ ‫‪25‬‬ ‫‪300‬‬ ‫قسنطينة‬ ‫‪4‬‬
‫‪224‬‬ ‫مستغانم‬ ‫‪26‬‬ ‫‪150‬‬ ‫سكيكدة‬ ‫‪5‬‬
‫‪98‬‬ ‫معسكر‬ ‫‪27‬‬ ‫‪80‬‬ ‫سكيكدة‬ ‫‪6‬‬
‫‪250‬‬ ‫وهران‬ ‫‪28‬‬ ‫‪523‬‬ ‫جيجل‬ ‫‪7‬‬
‫‪100‬‬ ‫سيدي بلعباس‬ ‫‪29‬‬ ‫‪543‬‬ ‫قسنطينة‬ ‫‪8‬‬
‫‪100‬‬ ‫سعيدة‬ ‫‪30‬‬ ‫‪247‬‬ ‫ميلة‬ ‫‪9‬‬
‫‪205‬‬ ‫عين تموشنت‬ ‫‪31‬‬ ‫‪129‬‬ ‫باتنة‬ ‫‪10‬‬
‫‪100‬‬ ‫سيدي بلعباس‬ ‫‪32‬‬ ‫‪700‬‬ ‫سطيف‬ ‫‪11‬‬
‫‪103‬‬ ‫تلمسان‬ ‫‪33‬‬ ‫‪134‬‬ ‫برج بوعريريج‬ ‫‪12‬‬
‫‪150‬‬ ‫النعامة‬ ‫‪34‬‬ ‫‪360‬‬ ‫برج بوعريريج‬ ‫‪13‬‬
‫‪318‬‬ ‫تيارت‬ ‫‪35‬‬ ‫‪206‬‬ ‫بجاية‬ ‫‪14‬‬
‫‪400‬‬ ‫الجلفة‬ ‫‪36‬‬ ‫‪175‬‬ ‫بجاية‬ ‫‪15‬‬

‫‪10‬‬
‫‪77‬‬ ‫المسيلة‬ ‫‪37‬‬ ‫‪372‬‬ ‫تيزي وزو‬ ‫‪16‬‬
‫‪200‬‬ ‫بسكرة‬ ‫‪38‬‬ ‫‪116‬‬ ‫تيزي وزو‬ ‫‪17‬‬
‫‪100‬‬ ‫غرداية‬ ‫‪39‬‬ ‫‪136‬‬ ‫بومرداس‬ ‫‪18‬‬
‫‪500‬‬ ‫ورقلة‬ ‫‪40‬‬ ‫‪193‬‬ ‫البويرة‬ ‫‪19‬‬
‫‪187‬‬ ‫بشار‬ ‫‪41‬‬ ‫‪200‬‬ ‫المدية‬ ‫‪20‬‬
‫‪214‬‬ ‫أدرار‬ ‫‪42‬‬ ‫‪57‬‬ ‫عين الدفلى‬ ‫‪21‬‬
‫المصدر‪ :‬الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري‪ ،‬عن الموقع‪www.aniref.dz :‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬واقع المناطق الصناعية ومناطق النشاط لواليتي قالمة وعنابة‬
‫تمتلك واليتي قالمة وعنابة على العديد من المعادن والثروات الطبيعية واالمكانيات الواسعة‬
‫لتنمية القطاع الصناعي وجذب االستثمارات‪ ،‬وسيتم الوقوف من خالل هذا المحور على اإلمكانات‬
‫الصناعية التي تتوفر عليها الواليتين‪ ،‬وعلى واقع المناطق الصناعية بالواليتين ومدى مساهمتها‬
‫في تفعيل التنمية الصناعية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬واقع المناطق الصناعية ومناطق النشاط بوالية قالمة‬
‫سنحاول فيما يلي عرض اإلمكانات الصناعية و وضعية المناطق الصناعية ومناطق النشاط‬
‫بوالية قالمة‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلمكانات الصناعية لوالية قالمة‪ :‬تتوفر والية قالمة على العديد من الوحدات الصناعية‬
‫والمتمركزة بنسبة كبيرة على مستوى عاصمة الوالية‪ ،‬والمنطقة الصناعية ذراع لحرش الواقعة‬
‫بين بلدية قالمة وبلدية بلخير بمساحة ‪ 45‬هكتار‪ ،‬ومناطق النشاط التجاري بكل من بلديات –‬
‫الفجوج‪ ،‬النشماية‪ ،‬بلخير‪ ،‬قلعة بوصبع‪ ،‬واد زناتي‪ ،‬تاملوكة‪ ،‬وعين بن بيضاء‪.-‬‬
‫تتمثل الوحدات النشطة في الوحدات التابعة للقطاع الخاص وبعض الوحدات التابعة للقطاع‬
‫العام‪ ،‬والتي يمكن تقسيمها حسب طبيعة النشاط كما يلي(‪:)16‬‬
‫أ‪ -‬الوحدات الصناعية التابعة للقطاع الخاص‪ :‬تشمل ‪ 588‬وحدة سنة ‪ ،2013‬موزعة كما يلي‪:‬‬
‫‪ 195 -‬وحدة في إنتاج المواد الغذائية؛‬
‫‪ 32 -‬وحدة استغالل المناجم والمحاجر؛‬
‫‪ 61 -‬وحدة في إنتاج مواد البناء؛‬
‫‪ 62 -‬وحدة في إنتاج النسيج؛‬
‫‪ 06 -‬وحدات في إنتاج الجلود؛‬
‫‪ 42 -‬وحدة في إنتاج الميكانيك والكهرباء؛‬
‫‪11‬‬
‫‪ 113 -‬وحدة في إنتاج الخشب والفلين والورق؛‬
‫‪ 10 -‬وحدات في إنتاج الكيمياء والمطاط والبالستيك؛‬
‫‪ -‬وحدة في استغالل المياه والطاقة؛‬
‫‪ -‬وحدة في مجال خدمات األشغال البترولية؛‬
‫‪ 65 -‬وحدة تنشط في صناعة مختلفة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الوحدات الصناعية التابعة للقطاع العام‪ :‬تشمل ‪ 06‬وحدات موزعة كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مركب الدراجات النارية بقالمة؛‬
‫‪ -‬مركب إنتاج السميد بهليوبوليس؛‬
‫‪ -‬مركب إنتاج السميد ببوشقوف؛‬
‫‪ -‬مركب انتاج الخميرة ببوشقوف؛‬
‫‪ -‬مركب إنتاج الرخام ببومهرة أحمد؛‬
‫‪ -‬وحدة إنتاج ا لعلف بواد فراغة‪.‬‬
‫‪ -2‬وضعية المناطق الصناعية ومناطق النشاط بوالية قالمة‪ :‬إن والية قالمة كغيرها من واليات‬
‫الوطن‪ ،‬يبقى مشكل العقار الصناعي فيها من أولى المشاكل التي تواجه المستثمرين خاصة الصغار‬
‫منهم‪ ،‬و قد قامت السلطات المحلية بعدة مبادرات هامة من أجل توفير العقار الصناعي‪ ،‬حيث تم‬
‫تخصيص ‪ 45‬هكتار للمنطقة الصناعية ذراع لحرش الواقعة بين بلدية قالمة وبلدية بلخير‪ ،‬كما تم‬
‫تخصيص ‪ 7‬مناطق للنشاط التجاري‪ ،‬ورغم ذلك يبقى الطلب على العقار الصناعي قويا بالوالية‬
‫مقارنة مع العرض‪ .‬ويوضح الجدول التالي توزيع المناطق الصناعية في والية قالمة‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)2‬توزيع المناطق الصناعية في والية قالمة‬

‫التهيئة‬ ‫عدد القطع المنشأة‬ ‫المساحة ( هكتار)‬ ‫تاريخ اإلنشاء‬ ‫المنطقة‬

‫طرق (‪ ،)%100‬ماء (‪،)%95‬‬ ‫ذراع لحرش بين قالمة‬


‫‪70‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪1990/12/26‬‬
‫كهرباء (‪ ،)%25‬تطهير (‪)%100‬‬ ‫وبلخير‬
‫المصدر‪ :‬وثائق داخلية لمديرية التنمية الصناعية وترقية االستثمار لوالية قالمة‪.‬‬
‫يتضح من الجدول أن والية قالمة تضم منطقة صناعية واحدة تم إنشاؤها منذ سنة ‪،1990‬‬
‫وهوما ال يخدم االستثمار المحلي وال يشجع على زيادة المؤسسات الصناعية وتنوعها‪.‬‬
‫أما استغالل المنطقة في النشاط الصناعي فيوضحه الجدول التالي‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)3‬وضعية المنطقة الصناعية ذراع لحرش‬
‫قطع بها مشاريع في طور اإلنجاز‬
‫قطع شاغرة‬ ‫قطع نشطة‬ ‫قطع ممنوحة‬ ‫قطع منشأة‬ ‫المنطقة‬
‫‪28‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70‬‬ ‫ذراع لحرش‬
‫المصدر‪ : :‬وثائق داخلية لمديرية التنمية الصناعية وترقية االستثمار لوالية قالمة‪.‬‬
‫يتضح من الجدول أن جميع القطع المنشأة والمخصصة لالستثمار قد تم توزيعها على‬
‫المستثمرين بنسبة ‪ ، %100‬لكن هذه القطع لم يتم استغاللها بشكل كامل‪ ،‬حيث بلغت نسبة القطع‬
‫الشاغرة ‪ %40‬من مجموع القطع الموزعة‪ ،‬ويرجع ذلك بالدرجة األولى إلى غياب المتابعة‬
‫والمراقبة القانونية من طرف الجهات المعنية‪ ،‬مما فتح للمستثمرين فرصة التالعب حيث‬
‫حولوا األراضي المتحصل عليها إلى نشاطات أخرى غير تلك المصرح بها عند إيداع الملفات أمام‬
‫اللجنة الوالئية لالستثمار‪.‬‬
‫أما بالنسبة لتوزيع مناطق النشاط التجاري بالوالية‪ ،‬فيمكن توضيحه من خالل الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)4‬توزيع مناطق النشاط التجاري في والية قالمة‬
‫عدد القطع المنشأة‬ ‫المساحة ( م‪)2‬‬ ‫تاريخ اإلنشاء‬ ‫المنطقة‬
‫‪38‬‬ ‫‪82 345‬‬ ‫‪1995/05/09‬‬ ‫بلخير‬
‫‪15‬‬ ‫‪88 163,33‬‬ ‫‪1999/07/05‬‬ ‫النشماية‬
‫‪8‬‬ ‫‪41 329‬‬ ‫‪2000/04/30‬‬ ‫قلعة بوصبع‬
‫‪6‬‬ ‫‪37 160‬‬ ‫‪2000/04/01‬‬ ‫الفجوج‬
‫‪18‬‬ ‫‪33 825‬‬ ‫‪1993/05/18‬‬ ‫واد زناتي‬
‫‪58‬‬ ‫‪82 392‬‬ ‫‪1990/08/18‬‬ ‫تاملوكة‬
‫‪69‬‬ ‫‪365 214,33‬‬ ‫‪1984/10/10‬‬ ‫عين بن بيضاء‬
‫المصدر‪ : :‬وثائق داخلية لمديرية التنمية الصناعية وترقية اإلستثمار لوالية قالمة‪.‬‬

‫أما استغالل هذه المناطق في النشاط فيوضحه الجدول التالي‪:‬‬


‫الجدول رقم (‪ :)5‬وضعية مناطق النشاط التجاري لوالية قالمة‬
‫قطع شاغرة‬ ‫قطع بها مشاريع‬ ‫قطع‬ ‫قطع‬ ‫قطع بها‬ ‫قطع منشأة‬
‫المنطقة‬
‫طور اإلنجاز‬ ‫نشطة‬ ‫ممنوحة‬ ‫ارتفاقات‬
‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪38‬‬ ‫بلخير‬
‫‪8‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪15‬‬ ‫النشماية‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪08‬‬ ‫قلعة بوصبع‬
‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪06‬‬ ‫الفجوج‬
‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪18‬‬ ‫واد زناتي‬
‫‪40‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪58‬‬ ‫تاملوكة‬
‫‪61‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪69‬‬ ‫عين بن بيضاء‬

‫‪13‬‬
‫‪129‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪210‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪212‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬وثائق داخلية لمديرية التنمية الصناعية وترقية االستثمار لوالية قالمة‪.‬‬
‫يتضح من الجدول أن جميع القطع المنشأة والمخصصة لالستثمار قد تم توزيعها على‬
‫المستثمرين بنسبة ‪ ،%100‬لكن هذه القطع لم يتم استغاللها بشكل كامل كما هو الحال بالنسبة‬
‫للمنطقة الصناعية‪ ،‬حيث وصلت نسبة القطع الشاغرة إلى ‪ %60,85‬من مجموع القطع الموزعة‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بنسبة تهيئة المنطقة الصناعية ومناطق النشاط التجاري‪ ،‬فيمكن توضيحه من‬
‫خالل الجدول األتي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :) 6‬نسبة تهيئة المنطقة الصناعية ومناطق النشاط التجاري لوالية قالمة‬
‫التهيئة (‪)%‬‬
‫المنطقة‬
‫الكهرباء‬ ‫التطهير‬ ‫المياه‬ ‫الطرقات‬
‫‪80‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المنطقة الصناعية ذراع لحرش‬
‫‪25‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪100‬‬ ‫بلخير‬
‫‪0‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫النشماية‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫قلعة بوصبع‬
‫‪0‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫الفجوج‬
‫‪0‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪80‬‬ ‫واد زناتي‬
‫‪75‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫تاملوكة‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫عين بن بيضاء‬
‫المصدر‪ :‬وثائق داخلية لمديرية التنمية الصناعية وترقية االستثمار لوالية قالمة‪.‬‬
‫يالحظ من خالل الجدول أن العديد من مناطق النشاط التجاري تبقى غير مهيأة‪ ،‬وهو األمر‬
‫الذي يؤدي إلى عزوف المستثمرين عن االستثمار في تلك المناطق لعدم توفر الشروط الضرورية‬
‫إلقامة مشاريعهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬واقع المناطق الصناعية ومناطق النشاط بوالية عنابة‬

‫سنحاول فيما يلي عرض اإلمكانات الصناعية و وضعية المناطق الصناعية ومناطق النشاط‬
‫بوالية عنابة‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلمكانات الصناعية لوالية عنابة‪ :‬تتوفر والية عنابة على قاعدة صناعية غنية ومتنوعة‪ ،‬حيث‬
‫تضم أكبر مركز صناعي إلنتاج الحديد والفوالذ يمتد على مساحة ‪ 800‬هكتار‪ ،‬ينتج حوالي مليوني‬
‫طن سنويا من الحديد والفوالذ‪ ،‬ويشتغل فيه ‪ 15‬ألف عامل‪ ،‬كما توجد بها مصانع مهمة أخرى‬
‫كمصنع األسمدة الفوسفاتية‪ ،‬ومعمل الزئبق‪ ،‬والعديد من مصانع المواد الغذائية وتجهيز الورق‬

‫‪14‬‬
‫والبالستيك والزجاج‪ .‬تتوزع الوحدات الصناعية النشطة على مستوى الوالية بين القطاعين العام‬
‫والخاص(‪.)17‬‬
‫‪ -‬القطاع العام‪ :‬تنش ط معظم الوحدات الصناعية التابعة للقطاع العام في ثالثة أنشطة رئيسية تتمثل‬
‫في‪ :‬الصلب والمعادن‪ ،‬الكيمياء‪ ،‬الصناعة الغذائية‪.‬‬
‫‪ -‬القطاع الخاص‪ :‬تتركز هذه الوحدات في األنشطة التالية‪ :‬الصناعات الغذائية‪ ،‬الكيمياء وتحويل‬
‫البالستيك‪ ،‬األجهزة الطبية والصناعية‪ ،‬صناعة الورق‪.‬‬
‫تتوزع الصناعة حسب بلديات الوالية وطبيعة النشاط الصناعي‪ ،‬كما يوضحه الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :) 7‬توزيع الصناعة في والية عنابة حسب البلديات وطبيعة النشاط الصناعي‬
‫طبيعة النشاط الصناعي‬ ‫البلدية‬
‫الصناعة الغذائية‪ ،‬الميكانيك‪ ،‬اإللكترونيك الكهربائية‪ ،‬مواد البناء‪ ،‬كيمياء وصيدلة‪ ،‬الخشب والورق‪،‬‬ ‫عنابة‬
‫البناء واألشغال العمومية‪ ،‬مواد البناء‪.‬‬
‫الصلب والمعادن‪ ،‬الميكانيك‪ ،‬اإللكترونيك الكهربائية‪ ،‬مواد البناء‪ ،‬كيمياء وصيدلة‪ ،‬الخشب والورق‪،‬‬ ‫الحجار‬
‫البناء واألشغال العمومية‪ ،‬الصناعة الغذائية‪.‬‬
‫الميكانيك‪ ،‬اإلل كترونيك الكهربائية‪ ،‬مواد البناء‪ ،‬كيمياء وصيدلة‪ ،‬الخشب والورق‪ ،‬البناء واألشغال‬ ‫سيدي عمار‬
‫العمومية‪ ،‬صناعة الجلد‪ ،‬الصناعة الغذائية والمشروبات الغازية‪.‬‬
‫الصناعة الغذائية والمشروبات الغازية‪ ،‬تحويل الورق‪ ،‬الميكانيك والمعادن واللحام‪ ،‬تحويل البالستيك‪،‬‬ ‫البوني‬
‫مواد البناء‪ ،‬الزجاج‪.‬‬
‫الصلب والمعادن‪ ،‬الميكانيك‪ ،‬مواد البناء‪ ،‬كيمياء وصيدلة‪ ،‬الصناعة الغذائية والمشروبات الغازية‪.‬‬ ‫برحال‬
‫مواد البناء‪ ،‬المعادن‪ ،‬الميكانيك‪ ،‬الغذاء للثروة الحيوانية‪ ،‬الصفائح المعدنية واللحام‪.‬‬ ‫عين الباردة‬
‫المصدر‪ :‬وثائق داخلية لمديرية التنمية الصناعية وترقية االستثمار لوالية عنابة‪.‬‬

‫‪ -2‬وضعية المناطق الصناعية ومناطق النشاط بوالية عنابة‪ :‬قامت السلطات المحلية لوالية عنابة‬
‫بعدة مبادرات من أجل توفير العقار الصناعي‪ ،‬حيث تم تخصيص ‪ 349,7‬هكتار للمناطق‬
‫الصناعية موزعة على ‪ 6‬بلديات قصد تشجيع انتشار االستثمار في كل البلديات وعدم بقائها‬
‫متمركزة في البلديات الكبيرة‪ ،‬كما تم تخصيص ‪ 78‬هكتار لمناطق النشاط التجاري موزعة على ‪4‬‬
‫بلديات‪ ،‬ورغم ذلك يبقى الطلب على العقار الصناعي قويا مقارنة مع العرض‪ .‬يوضح الجدول‬
‫الموالي توزيع المناطق الصناعية في والية عنابة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)8‬توزيع المناطق الصناعية في والية عنابة‬
‫قطع منشأة‬ ‫المساحة (هكتار)‬ ‫تاريخ اإلنشاء‬ ‫المنطقة‬
‫‪57‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪1985‬‬ ‫جسر بن بوشي ببلدية الحجار‬
‫‪51‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪1975/10/22‬‬ ‫مبعوجة ببلدية سيدي عمار‬
‫‪81‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪1990/06/09‬‬ ‫برحال‬
‫‪62‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪1990/06/09‬‬ ‫بوخضرة ببلدية البوني‬
‫‪171‬‬ ‫‪9,5‬‬ ‫‪1990/03/03‬‬ ‫عين الباردة‬
‫‪81‬‬ ‫‪9,7‬‬ ‫‪1990/03/03‬‬ ‫سيدي سالم ببلدية البوني‬
‫‪27‬‬ ‫‪1,5‬‬ ‫‪1990/03/03‬‬ ‫الحجار‬
‫‪44‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪1990/03/03‬‬ ‫واد العنب‬
‫‪01‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪2001/03/27‬‬ ‫براجي رجم ببلدية سيدي عمار‬
‫المصدر‪ :‬معطيات ا لجنة الوطنية لتحديد الموقع وترقية االستثمارات وضبط العقار لوالية عنابة‪.‬‬
‫أما استغالل هذه المناطق في النشاط الصناعي فيوضحه الجدول األتي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)9‬وضعية المناطق الصناعية في والية عنابة‬
‫قطع شاغرة‬ ‫قطع مبنية غير مستغلة‬ ‫قطع نشطة‬ ‫قطع ممنوحة‬ ‫قطع منشأة‬ ‫المنطقة‬
‫‪02‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪57‬‬ ‫جسر بن بوشي‬
‫‪3‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪51‬‬ ‫مبعوجة‬
‫‪19‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪81‬‬ ‫برحال‬
‫‪00‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪62‬‬ ‫بوخضرة‬
‫‪59‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪171‬‬ ‫‪171‬‬ ‫عين الباردة‬
‫‪03‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪81‬‬ ‫سيدي سالم‬
‫‪03‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪27‬‬ ‫الحجار‬
‫‪35‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫واد العنب‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫براجي رجم‬
‫‪124‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪324‬‬ ‫‪575‬‬ ‫‪575‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬معطيات الجنة الوطنية لتحديد الموقع وترقية االستثمارات وضبط العقار لوالية عنابة‪.‬‬

‫يتضح من الجدول أن جميع القطع المنشأة والمخصصة لالستثمار قد تم توزيعها على‬


‫المستثمرين بنسبة ‪ ، %100‬لكن هذه القطع لم يتم استغاللها بشكل كامل‪ ،‬حيث بلغت نسبة القطع‬
‫المبنية الغير مستغلة ‪ %22,09‬من مجموع القطع الموزعة‪ ،‬أما نسبة القطع الشاغرة فقدرت‬
‫ب‪ ،%21,57‬ويرجع ذ لك إلى غياب المتابعة والمراقبة القانونية من طرف الجهات المعنية‪ ،‬مما‬
‫فتح للمستثمرين فرصة التالعب بالعقار الصناعي حيث حولوا األراضي المتحصل عليها إلى‬
‫نشاطات أخرى غير تلك المصرح بها‪.‬‬
‫أما بالنسبة لتوزيع مناطق النشاط التجاري بالوالية‪ ،‬فيمكن توضيحه من خالل الجدول األتي‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)10‬توزيع مناطق النشاط التجاري في والية عنابة‬
‫قطع منشأة‬ ‫المساحة (هكتار)‬ ‫تاريخ اإلنشاء‬ ‫المنطقة‬

‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2001/12/12‬‬ ‫العلمة‬

‫‪21‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2001/03/27‬‬ ‫القنطرة ببلدية الحجار‬

‫‪123‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2003/05/02‬‬ ‫بوخميرة ببلدية البوني‬

‫‪88‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪2002/03/02‬‬ ‫بوسدرة ببلدية البوني‬

‫‪/‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2003/09/30‬‬ ‫سيبوس ببلدية البوني‬

‫‪31‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪2001/04/08‬‬ ‫الكاليتوسة ببلدية برحال‬


‫المصدر‪ :‬معطيات ا للجنة الوطنية لتحديد الموقع وترقية االستثمارات وضبط العقار لوالية عنابة‪.‬‬
‫أما استغالل هذه المناطق في النشاط فيوضحه الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)11‬وضعية مناطق النشاط التجاري في والية عنابة‬
‫قطع ممنوحة‬ ‫قطع منشأة‬ ‫المنطقة‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫العلمة‬

‫‪17‬‬ ‫‪21‬‬ ‫القنطرة‬

‫‪102‬‬ ‫‪123‬‬ ‫بوخميرة‬

‫‪27‬‬ ‫‪88‬‬ ‫بوسدرة‬

‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫سيبوس‬

‫‪08‬‬ ‫‪31‬‬ ‫الكاليتوسة‬


‫المصدر‪ :‬معطيات الل جنة الوطنية لتحديد الموقع وترقية االستثمارات وضبط العقار لوالية عنابة‪.‬‬

‫يتضح من ا لجدول أن منطقة النشاط بالعلمة تحوي قطعة واحدة باإلضافة إلى عدم انطالق‬
‫نشاط التهيئة على مستوى منطقة النشاط سيبوس‪ ،‬وذلك على الرغم من طول مدة إنشائهما الذي‬
‫يرجع إلى سنة ‪ ،2003‬كما يالحظ أن منطقتي بوسدرة والكاليتوسة غير مستغلتين استغالال كامال‪،‬‬
‫فمن بين ‪ 88‬قطعة بمنطقة بوسدرة المتاح منها ‪ 27‬قطعة بنسبة ‪ ،%30,68‬أما منطقة الكاليتوسة‬
‫فمن بين ‪ 31‬قطعة المتاح منها ‪ 08‬قطع بنسبة ‪ ،%25,81‬وذلك على الرغم من التزايد المستمر‬
‫للطلب على العقار‪.‬‬
‫إن وضعية العقار بكل من واليتي قالمة وعنابة تستدعي التكفل بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تنظيم سوق العقار الصناعي من خالل اتخاذ اإلجراءات القانونية الالزمة ضد المضاربين؛‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬إيجاد ميكانيزمات محلية لتهيئة المناطق الصناعية ومناطق النشاط التجاري وتحسين نمط‬
‫تسييرها؛‬
‫‪ -‬حل مشكلة نقل الملكية إلى الوكاالت المحلية للتنمية العقارية؛‬
‫‪ -‬اإلسراع في إنشاء مناطق جديدة انسجاما مع المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم؛‬
‫‪ -‬تشكيل لجان بلدية متكونة من ممثلي المصالح التقنية المختصة القتراح أوعية عقارية خارج‬
‫المخططات البلدية لزيادة الوفرات العقارية الموجهة لالستثمار‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫تم التوصل من خالل الدارسة إلى أهمية المناطق الصناعية في تنمية وتطوير المؤسسات‬
‫وفي خلق الجو المالئم الستقرار الصناعة‪ ،‬األمر الذي يدعم قدرة وكفاءة التصنيع المحلى وزيادة‬
‫القدرة التنافسية للصادرات‪ ،‬ومن جانب آخر فإن انتشار المناطق الصناعية في أي بلد يعود عليه‬
‫بالعديد من المنافع كتوفير فرص العمل‪ ،‬واجتذاب االستثمارات الوطنية واألجنبية‪ ،‬ونقل وتوطين‬
‫التقنية‪ ،‬وتعزيز قدرة المنتجات الوطنية على المنافسة في األسواق الوطنية والخارجية‪ ،‬وتوسيع‬
‫رقعة البنية األساسية من الخدمات في البلد‪.‬‬
‫بالنسبة للجزائر فقد بذلت مجهودات معتبرة إلنشاء وتأهيل المناطق الصناعية منذ بداية‬
‫السبعينات‪ ،‬وقد ازداد االهتمام بها خالل السنوات األخيرة‪ ،‬حيث أدرجت الكثير من البرامج الرامية‬
‫إلى إنشاء العديد من المناطق الصناعية الجديدة‪ ،‬وتجهيز وتأهيل العديد من المناطق القائمة عبر‬
‫الوطن بشكل أفضل حتى تكون مكيفة مع المقاييس الدولية‪.‬‬
‫إال أنه على الرغم من المجهودات المبذولة ال تزال العديد من المناطق الصناعية المتواجدة‬
‫عبر واليات الوطن غير مستغلة أحسن استغالل‪ ،‬وهو ما تم الوقوف عليه من خالل تحليل وضعية‬
‫المناطق الصناعية ومناطق النشاط التجاري لواليتي قالمة وعنابة‪ ،‬وذلك في ظل غياب أطر وآليات‬
‫تنظم سير هذه المناطق بالرغم من توفير الدولة لمبالغ مالية جد ضخمة قصد بعث هذه المناطق‪.‬‬
‫األمر الذي يستدعي من الدولة التنسيق مع السلطات المحلية إلعادة تنظيم وضبط جملة‬
‫المتغيرات التي تؤثر سلبا على سير وتيرة اإلنتاج الصناعي واالستثمار داخل هذه األخيرة والبث‬
‫بصفة مدققة في سياسة تسيير هذه المناطق الصناعية في الوقت الذي بلغ فيه حجم استهالك‬
‫الجزائر من المواد المستوردة من الخارج عتبة ‪.%75‬‬

‫‪18‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫بناءا على ما تم التوصل إليه‪ ،‬يتم تقديم بعض التوصيات التي يمكن أن تساهم في دعم إنشاء‬
‫وتطوير المناطق الصناعية في الجزائر‪ ،‬كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬وضع سياسة عامة شاملة إلنشاء وتأهيل المناطق الصناعية؛‬
‫‪ -‬تفعيل التشريعات واألنظمة والقوانين الخاصة بالمناطق الصناعية‪ ،‬ومنح تطبيق تلك األنظمة من‬
‫الجهات المسؤولة؛‬
‫‪ -‬تسهيل إجراءات التراخيص الالزمة إلنشاء ومزاولة المؤسسات نشاطها داخل المناطق‬
‫الصناعية‪ ،‬وذك بتقليص اإلجراءات الروتينية؛‬
‫‪ -‬توفير قطع األراضي المطورة والمزودة بكافة خدمات البنية التحتية من الطرق وشبكات المياه‬
‫وخدمات الصرف الصحي والمياه العادمة ومعالجتها‪ ،‬إضافة إلى خدمات توصيل الكهرباء‬
‫واالتصاالت إلى كافة المؤسسات داخل المناطق الصناعية؛‬
‫‪ -‬تطبيق الرقابة على المؤسسات العاملة داخل المناطق الصناعية للتأكد من التزامها بممارسة‬
‫نشاطها حسب التصريحات التي أودت بها أمام اللجان الوالئية لالستثمار؛‬
‫‪ -‬توفير المعلومات والبيانات التي تحتاجها المؤسسات داخل المناطق الصناعية عن جميع الفرص‬
‫االستثمارية و الموارد التي قد يهتم بها المستثمر؛‬
‫‪ -‬تقديم تسهيالت وإعفاءات للمستثمرين داخل المناطق الصناعية‪ ،‬وتخفيض التكاليف التشغيلية‬
‫والتكاليف التأسيسية؛‬
‫‪ -‬توفير مكاتب إدارية وفنية يكون لها اتصال مع الجامعات لالستفادة من الدراسات ونقلها إلى‬
‫المستثمرين داخل المناطق الصناعية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫قائمة الهوامش‪:‬‬

‫‪ -1‬نائل محمد ابراهيم مصبح‪ ،‬أهمية المناطق الصناعية على النمو االقتصادي ي قطاع غزة – حالة دراسية مدينة غزة‬
‫الصناعية‪ ،‬رسالة ماجستير غي منشورة‪ ،‬جامعة األزهر – غزة‪ ،2012 ،-‬ص‪.22‬‬
‫‪ -2‬خبابة صهيب‪ ،‬دور المناطق الصناعية في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة األورو مغاربية – دراسة مقارنة بين‬
‫فرنسا والجزائر‪ ،-‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،2012 ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -3‬هوشيار معوف‪ ،‬تحليل االقتصاد اإلقليمي والحضري ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،2006 ،‬‬
‫ص‪.343‬‬
‫‪ -4‬نائل محمد ابراهيم مصبح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -5‬زناد سهيلة‪ ،‬وبوعكريف زهير‪ ،‬مساهمة المناطق الصناعية في دعم التنمية المحلية المستدامة – المنطقة الصناعية‬
‫بسطيف نموذجا‪ ، -‬الملتقى الوطني حول المقاوالتية وتفعيل التسويق السياحي في الجزائر‪ ،‬جامعة قالمة‪ ،‬يومي ‪ 22‬و ‪23‬‬
‫أفريل ‪ ،2014‬ص ‪.5‬‬
‫‪ -6‬وائل وجيه رضا البظ‪ ،‬محددات إنشاء المدن والمناطق الصناعية في محافظة نابلس وانعكاساتها على البيئة‬
‫والمجتمع والتعليم الصناعي‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،2004 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ - 7‬مخلوف بوجدرة‪ ،‬العقار الصناعي‪ ،‬الطبعة ‪ ،2‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -8‬عيسات العربـي‪ ،‬وبـراهيمي السعيد‪ ،‬مساهمة المناطق الصناعية في التخفيف من البطالة بالجزائر ‪ -‬دراسة حالة‬
‫المنطقة الصناعية برج بوعريريج ‪ ،-‬الملتقى الدولي حول إستراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة وتحقيق التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬جامعة المسيلة‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ - 9‬مخلوف بوجدرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪ -10‬صالح صالحي‪ ،‬أساليب تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في االقتصاد الجزائري‪ ،‬ندوة المشروعات الصغيرة في الوطن العربي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ص ص ‪.190،189‬‬
‫‪ -11‬المواد ‪ 10-03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 119 -07‬المؤرخ في ‪ 23‬أفريل ‪ 2007‬يتضمن إنشاء الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقـ ــاري‬
‫ويحدد قانونها األساسي‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية (العدد ‪ ،)27‬الصادرة في ‪ 25‬أفريل ‪ ،2007‬ص ‪.4‬‬
‫‪ -12‬سعدان شبايكي‪ :)2007( ،‬معوقات تنمية وترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬جامعة محمد‬
‫خيضر ‪ -‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪ -13‬عيسات العربـي‪ ،‬وبـراهيمي السعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ -14‬خبابة صهيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪ -15‬بوكاري نادية‪ ،‬البرنامج الوطني للحظائر الصناعية الجديدة‪ ،‬الملتقى الوطني حول الملتقى الوطني حول دور‬
‫التجمعات و ا لعناقيد الصناعية في تنمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و دعم تنافسيتها‪-‬محليا و دوليا‪ ،-‬يومي ‪ 6‬و‪ 7‬ماي‬
‫‪ ،2013‬جامعة قالمة‪ ،‬ص‪. 6‬‬
‫‪ -16‬وثائق داخلية لمديرية التنمية الصناعية وترقية االستثمار لوالية قالمة‪.‬‬
‫‪ -17‬وثائق داخلية لمديرية التنمية الصناعية و ترقية االستثمار لوالية عنابة‪.‬‬

‫‪20‬‬

You might also like