Professional Documents
Culture Documents
1
مقدمة
سعت الجزائر بعد حصول ها على استقاللها السياسي إلى رسم معالم استقاللها االقتصادي،
الذي حوله المستعمر من اقتصاد متكامل ومنسجم إبان الفترات التاريخية المتعاقبة إلى اقتصاد تابع.
وقد تم انتهاج في سبيل تحقيق ذلك عدة خيارات اقتصادية ،كان أولها اعتماد المخططات التنموية،
والتي رصدت الدولة من خاللها كل اإلمكانيات المادية والتنظيمية من أجل تطوير القطاع
الصناعي مع التركيز على الصناعات المصنعة الدافعة إلى إنتاج وسائل اإلنتاج والقضاء على
الفوارق الجهوية ،وتحقيق االستقالل االقتصادي.
لكن في أوائل الثمانينات بدأت تظهر مساوئ االستثمارات الصناعية العمومية ،فرغم
ضخامة االستثمارات إال أن القطاع ظل يعاني من عدة توترات انعكست سلبا على اإلنتاج
الصناعي وبالتالي ضعف مساهمته في االقتصاد الوطني ،األمر الذي دفع الدولة مع بداية
التسعينات إلى إعادة تنظيم االقتصاد الوطني واالهتمام بتشجيع القطاع الصناعي الخاص وإعطائه
دورا كبيرا أدى إلى كسر احتكار القطاع العمومي للسوق.
و إلدراك الدولة ألهمية القطاع الصناعي في تحقيق التنمية االقتصادية ،دفعها إلى إنشاء
العديد من المناطق الصناعية على المستوى الوطني كما تم الشروع في تأهيل العديد منها ،وذلك
نظرا لدوها الهام في مجال تنمية وتطوير المؤسسات وجذب االستثمارات المحلية واألجنبية.
ومن هذا المنطلق تأتي هذه الورقة البحثية لتسليط الضوء على واقع المناطق الصناعية في
الجزائر والتحديات التي تواجهها وآفاق تطويرها ،مع الوقوف على وضعية المناطق الصناعية
ومناطق النشاط ل واليتي قالمة وعنابة كنموذج للدراسة .وعليه تطرح اإلشكالية التالية:
ما هو واقع المناطق الصناعية في الجزائر؟ وما هي آفاق تطويرها؟
ولإلجابة على اإلشكالية المطروحة وااللمام بالموضوع من مختلف جوانبه ،تم تقسيم
الدراسة إلى ثالثة محاور كما يلي:
المحور األول :اإلطار المفاهيمي للمناطق الصناعية؛
المحور الثاني :التجربة الجزائرية في إنشاء وتأهيل المناطق الصناعية؛
المحور الثالث :واقع المناطق الصناعية ومناطق النشاط لواليتي قالمة وعنابة.
2
المحور األول :اإلطار المفاهيمي للمناطق الصناعية
يهدف هذا المحور إلى التعرف على بعض المفاهيم النظرية حول المناطق الصناعية من
حيث استعراض نشأتها التاريخية ،تعريفها ،مع تحديد أنواعها وأهم مقومات إنشاءها.
إن المتأمل في التشريعات والتنظيمات المختلفة التي تنظم أسلوب عمل المناطق الصناعية
في العالم يجد أنها لم تضع تعريفا محددا للمنطقة الصناعية ،وإنما وضعت تحديدا لحدود المنطقة أو
اإلجراءات والتنظيمات الجمركية التي يخضع لها نظام العمل بتلك المنطقة.
وعادة ما يطل ق عليها التسميات التالية :النطاق الصناعي ،المستوطنات الصناعية ،الميدان
الصناعي ،المجمع الصناعي ،ومهما اختلفت التسميات فهي تشير إلى تلك المساحة من األرض
3
التي تضم مجموعة من المصانع مزودة بالخدمات والمرافق الالزمة ،وتوزع هذه المساحة إلى
أقسام صغيرة يخصص كل منها إلنشاء مصنع معين ،وذلك بما يوافق أنواع الصناعات المراد
إنشائها وخصائصها واألرض التي تستخدمها واحتياجاتها من المرافق والخدمات (.)2
كما تعرف على أنها تجاور أكثر من منشأة صناعية بغض النظر عن سعة إنتاجها في
منطقة جغرافية واحدة ،وهي تتسم إما بتكامل عمودي لمراحل إنتاج متجانس معين من المواد الخام
إلى المنتجات النهائية أو بتكامل أفقي للنشاطات المترابطة في نفس المرحلة أو المقابلة أو القريبة
منها بمدخالت أو مخرجات تكميلية أو بتكامل خطي من خالل السلع والخدمات التي تمد مجموعة
من العمليات الصناعية مثل إنتاج قطع الغيار(.)3
وتعرف أيضا بأنها مواقع أدخلت عيها التحسينات لتشكل عامال محفزا إلنشاء الصناعات
بكل أحجامها وأنواعها ،وأن الخ دمات المقدمة في المنطقة الصناعية تقتصر على تحديد األراضي
المخصصة للمشاريع الصناعية بتخصيص مساحة معينة لكل مشروع حسب حاجته ،وحسب تقدير
الجهات ذات العالقة لهذه الحاجة (.)4
يتضح من التعاريف السابقة أن المناطق الصناعية تمثل مناطق محددة جغرافيا ،تحددها
حكومة ا لدولة ،مخصصة إلقامة وحدات موجهة لالستخدام الصناعي ،تتموقع خارج مجال السكن
الحضري ويمكن أن تستفيد من امتيازات وإعفاءات ضريبية.
4
جذب العمل ورؤوس العمل والمصانع واألسواق بفعل قوى الجذب المركزية ،فيتحول بذلك المجمع
إلى قطب يتوسع مع توجهات األسواق الديناميكية واستطالعات التكنولوجيا الحديثة.
-4المجمعات التعاونية للصناعات الصغيرة :وهي تنظيمات صناعية صغيرة أو متوسطة الحجم
توجه لمنتجات متجانسة أو متكاملة أو تستخدم نفس المواد أو السلع الشبه مصنعة ،أو تخدم عقدة
صناعية أو مجمعات لمنشآت كبيرة على أن تضم المجمعات مختبرات ومراكز ومكتبات ومتاحف،
تخدم البحث والتدريب واالختبار والتحليل والتقييس والتطوير ،وأن تنسق بعض مهامها التسويقية
والمالية مكاتب مركزية ،إضافة إلى وحدات سكنية ودوائر خدماتية وطاقة ومياه ونقل ومواصالت
وخزن وغيرها من العوامل التي تساعد على تحقيق وفرات السعة الكبيرة ،والمحافظة على اإلدارة
الذاتية المستقلة لكل وحدة من الصناعات المعنية من جهة أخرى.
-5المجمعات الصناعية الريفية :وهي تتكون من تنظيمات إنتاجية وتسويقية متكاملة تؤسسها عادة
التعاونيات الريفية المتخصصة (أو المتنوعة) ،وهي تتبنى السعات الكبيرة لإلنتاج ،وتتخذ هذه
المجمعات أشكاال عديدة لتكويناتها النشاطية والتنظيمية منها:
-صناعة كبيرة متخصصة تقوم بجميع مراحل اإلنتاج والتسويق ،والتي تبدأ بإعداد وتجميع
وتصنيف المواد الخام ،وتنتهي بتطوير المنافذ المحلية والخارجية للمنتجات النهائية مثل صناعة
اللحوم واأللبان واألعالف؛
-صناعة كبيرة متنوعة األ هداف تشكل مجمعات صناعية ،وتتوطن في مراكز متقاربة أو
متالصقة ،وهي ترتبط عادة بإدارة واحدة ويمتلك أسهمها أعضاء التعاونيات من سكان المنطقة
الريفية؛
-صناعات كبيرة ترتبط بها منشآت صغيرة ،تعمل وفق أسس التعاقد الثانوي ،وتكون هذه
الصناعات متخصصة ومجال تخصصها أوسع من الصناعات في النوع األول؛
-مجموعة الصناعات الصغيرة متنوعة األهداف ،وتعمل في اختصاصات محددة.
ومن أجل النهوض بالصناعة واستمراريتها وحتى تنسجم مع التطورات المستقبلية ال بد من
توفر بعض المقومات في المناطق الصناعية ،والتي يمكن إيجازها في النقاط التالية (:)6
-توفر المواد الخام الالزمة للصناعة؛
-توفر األيدي العملة بمختلف قدراتها؛
-وجود األسواق القريبة لتسويق المنتجات؛
5
-وجود شبكة المواصالت والطرق الخاصة؛
-جودة المناخ والتضاريس؛
-توفر الطاقة الالزمة؛
-توفر الخدمات والمرافق العامة.
6
وتجدر اإلشارة أنه تقع على عاتق األجهزة المهيأة إلدارة المناطق الصناعية ضرورة
المحافظة على مبدأين أساسيين هما :الحصول على العقارات والتنازل عليها إذا كان ذلك ضروريا
إلنجاز مشاريع داخل المنطقة الصناعية من جهة ،والتعديل في حالة حدوث إشكاالت في برنامج
المنطقة بما يتناسب مع حجم الصناعة المقامة في المنطقة ،وهذا في إطار تهيئات إضافية ،كما يقع
على عاتقها تهيئة شبكات المنشآت القاعدية داخل المنطقة وضمان االستغالل الحسن للعقار.
وحسب المرسوم التنفيذي رقم 56-84فقد أسندت مهمة تسيير المناطق الصناعية إلى
العديد من األجهزة منها المركز الوطني للدراسات واألبحاث العمرانية ( ،)CNERUمؤسسة
تسيير المناطق الصناعية ( ،)EGZIومؤسسة التسيير العقاري ).)9( (SGI
تتمثل المهمة األساسية لهذه األجهزة في تلقي العقارات واكتساب الملكية بصفة قانونية
لألراضي المكونة للمناطق الصناعية ،والتي قد تكون ضمن أمالك الدولة أو تابعة للخواص ،حيث
تقوم هذه األجهزة بإعادة التنازل على هذه األراضي بواسطة عقود توثيقية ومشهرة لصالح
المستثمرين في إطار المعامالت التجارية أو في إطار التجهيزات االستثمارية ،كما تقوم بأعمال
الترميم للهياكل الخارجية وشبكات الربط عندما تكون المنطقة بحاجة الى ذلك.
كما أنشأت الدولة سنة 1994لجان دعم وترقية االستثمارات المحلية ( ،)CALPIوهي
لجان على مستوى المحليات مكلفة بتوفير اإلعالم الكافي للمستثمرين حول األراضي والمواقع
المخصصة إلقامة المشروعات ،وتقدم القرارات المتعلقة بتخصيص األراضي ألصحاب المشاريع،
ولكنها لم تقم بتأدية الدور األساسي الذي كان من المنتظر أن تقوم به ،مما أدى إلى تعويضها
بالوكالة الوطنية للعقار الصناعي ) (ANFIسنة .)10(2001
كما أنشأت الدولة في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو ( )2009-2005الوكالة الوطنية
للوساطة والضبط العقــــاري ) (ANIREFسنة ،2007والتي تتولى المهام التالية (:)11
-التسيير والوساطة والضبط العقـــاري على كل مكونات حافظة العقار االقتصادي العمومي؛
-تسيير حافظتها العقارية وترقيتها بهدف تثمينها في إطار ترقية االستثمار؛
-تتولى الوكالة مهمة الوساطة العقارية ،وعلى هذا األساس فهي تسير وفقا التفاقية ولحساب
المالكين للعقارات بكل أنواعها؛
-تتولى الوكالة مهمة المالحظة فيما يخص العقار االقتصادي العمومي ،وتقديم المعلومات للهيئة
المقررة المختصة محليا حول العرض والطلب العقاري وتوجهات السوق العقاري وآفاقه؛
7
-تقوم الوكالة بنشر المعلومات حول األصول العقارية والوفرة العقارية ذات الطابع االقتصادي
وتتولى ترقيتها لدى المستثمرين .كما تضع لهذا الغرض بنك معلومات يجمع العرض الوطني حول
األصول واألوعية العقارية ذات الطابع االقتصادي مهما كانت طبيعتها القانونية؛
-تعد الوكالة جدول أسعار العقار االقتصادي التي تقوم بتحيينه كل 6أشهر ،وتعد دراسات
ومذكرات دورية حول توجهات السوق العقارية؛
-القيام بكل األعمال التي من شأنها أن تحفز تطورها ،السيما:
-القيام بكل العمليات المنقولة أو العقارية أو المالية أو التجارية المتصلة بنشاطها؛
-إبرام العقود واالتفاقيات المتصلة بنشاطاتها؛
-تطوير المبا دالت مع المؤسسات والمنظمات المماثلة والمرتبطة بمجال نشاطها.
لكن على الرغم من المجهودات المبذولة فإن مشكل العقار الصناعي وآلية الوصول إليه
وتسوية ملكيته ال يزال مطروح إلى اليوم ،ويرجع ذلك إلى العديد من العوامل يذكر منها (:)12
-طول مدة األراضي المخصصة لالستثمار؛
-الرفض الغير مبرر أحيانا لطلبات الحيازة على العقار؛
-مشكلة عقود الملكية التي ال تزال قائمة نتيجة تعدد الجهات اإلدارية التي تتبع لها؛
-غياب الكفاءة في التسيير وعدم األخذ بالمعايير االقتصادية عند إنشاء المناطق الصناعية؛
-غياب اإلطار القانوني الذي ي حدد طرق وكيفيات وآجال وشروط التنازل عن األراضي.
10
77 المسيلة 37 372 تيزي وزو 16
200 بسكرة 38 116 تيزي وزو 17
100 غرداية 39 136 بومرداس 18
500 ورقلة 40 193 البويرة 19
187 بشار 41 200 المدية 20
214 أدرار 42 57 عين الدفلى 21
المصدر :الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري ،عن الموقعwww.aniref.dz :
المحور الثالث :واقع المناطق الصناعية ومناطق النشاط لواليتي قالمة وعنابة
تمتلك واليتي قالمة وعنابة على العديد من المعادن والثروات الطبيعية واالمكانيات الواسعة
لتنمية القطاع الصناعي وجذب االستثمارات ،وسيتم الوقوف من خالل هذا المحور على اإلمكانات
الصناعية التي تتوفر عليها الواليتين ،وعلى واقع المناطق الصناعية بالواليتين ومدى مساهمتها
في تفعيل التنمية الصناعية.
أوال :واقع المناطق الصناعية ومناطق النشاط بوالية قالمة
سنحاول فيما يلي عرض اإلمكانات الصناعية و وضعية المناطق الصناعية ومناطق النشاط
بوالية قالمة.
-1اإلمكانات الصناعية لوالية قالمة :تتوفر والية قالمة على العديد من الوحدات الصناعية
والمتمركزة بنسبة كبيرة على مستوى عاصمة الوالية ،والمنطقة الصناعية ذراع لحرش الواقعة
بين بلدية قالمة وبلدية بلخير بمساحة 45هكتار ،ومناطق النشاط التجاري بكل من بلديات –
الفجوج ،النشماية ،بلخير ،قلعة بوصبع ،واد زناتي ،تاملوكة ،وعين بن بيضاء.-
تتمثل الوحدات النشطة في الوحدات التابعة للقطاع الخاص وبعض الوحدات التابعة للقطاع
العام ،والتي يمكن تقسيمها حسب طبيعة النشاط كما يلي(:)16
أ -الوحدات الصناعية التابعة للقطاع الخاص :تشمل 588وحدة سنة ،2013موزعة كما يلي:
195 -وحدة في إنتاج المواد الغذائية؛
32 -وحدة استغالل المناجم والمحاجر؛
61 -وحدة في إنتاج مواد البناء؛
62 -وحدة في إنتاج النسيج؛
06 -وحدات في إنتاج الجلود؛
42 -وحدة في إنتاج الميكانيك والكهرباء؛
11
113 -وحدة في إنتاج الخشب والفلين والورق؛
10 -وحدات في إنتاج الكيمياء والمطاط والبالستيك؛
-وحدة في استغالل المياه والطاقة؛
-وحدة في مجال خدمات األشغال البترولية؛
65 -وحدة تنشط في صناعة مختلفة.
ب -الوحدات الصناعية التابعة للقطاع العام :تشمل 06وحدات موزعة كما يلي:
-مركب الدراجات النارية بقالمة؛
-مركب إنتاج السميد بهليوبوليس؛
-مركب إنتاج السميد ببوشقوف؛
-مركب انتاج الخميرة ببوشقوف؛
-مركب إنتاج الرخام ببومهرة أحمد؛
-وحدة إنتاج ا لعلف بواد فراغة.
-2وضعية المناطق الصناعية ومناطق النشاط بوالية قالمة :إن والية قالمة كغيرها من واليات
الوطن ،يبقى مشكل العقار الصناعي فيها من أولى المشاكل التي تواجه المستثمرين خاصة الصغار
منهم ،و قد قامت السلطات المحلية بعدة مبادرات هامة من أجل توفير العقار الصناعي ،حيث تم
تخصيص 45هكتار للمنطقة الصناعية ذراع لحرش الواقعة بين بلدية قالمة وبلدية بلخير ،كما تم
تخصيص 7مناطق للنشاط التجاري ،ورغم ذلك يبقى الطلب على العقار الصناعي قويا بالوالية
مقارنة مع العرض .ويوضح الجدول التالي توزيع المناطق الصناعية في والية قالمة.
الجدول رقم ( :)2توزيع المناطق الصناعية في والية قالمة
12
الجدول رقم ( :)3وضعية المنطقة الصناعية ذراع لحرش
قطع بها مشاريع في طور اإلنجاز
قطع شاغرة قطع نشطة قطع ممنوحة قطع منشأة المنطقة
28 38 04 70 70 ذراع لحرش
المصدر : :وثائق داخلية لمديرية التنمية الصناعية وترقية االستثمار لوالية قالمة.
يتضح من الجدول أن جميع القطع المنشأة والمخصصة لالستثمار قد تم توزيعها على
المستثمرين بنسبة ، %100لكن هذه القطع لم يتم استغاللها بشكل كامل ،حيث بلغت نسبة القطع
الشاغرة %40من مجموع القطع الموزعة ،ويرجع ذلك بالدرجة األولى إلى غياب المتابعة
والمراقبة القانونية من طرف الجهات المعنية ،مما فتح للمستثمرين فرصة التالعب حيث
حولوا األراضي المتحصل عليها إلى نشاطات أخرى غير تلك المصرح بها عند إيداع الملفات أمام
اللجنة الوالئية لالستثمار.
أما بالنسبة لتوزيع مناطق النشاط التجاري بالوالية ،فيمكن توضيحه من خالل الجدول التالي:
الجدول رقم ( :)4توزيع مناطق النشاط التجاري في والية قالمة
عدد القطع المنشأة المساحة ( م)2 تاريخ اإلنشاء المنطقة
38 82 345 1995/05/09 بلخير
15 88 163,33 1999/07/05 النشماية
8 41 329 2000/04/30 قلعة بوصبع
6 37 160 2000/04/01 الفجوج
18 33 825 1993/05/18 واد زناتي
58 82 392 1990/08/18 تاملوكة
69 365 214,33 1984/10/10 عين بن بيضاء
المصدر : :وثائق داخلية لمديرية التنمية الصناعية وترقية اإلستثمار لوالية قالمة.
13
129 41 33 210 2 212 المجموع
المصدر :وثائق داخلية لمديرية التنمية الصناعية وترقية االستثمار لوالية قالمة.
يتضح من الجدول أن جميع القطع المنشأة والمخصصة لالستثمار قد تم توزيعها على
المستثمرين بنسبة ،%100لكن هذه القطع لم يتم استغاللها بشكل كامل كما هو الحال بالنسبة
للمنطقة الصناعية ،حيث وصلت نسبة القطع الشاغرة إلى %60,85من مجموع القطع الموزعة.
وفيما يتعلق بنسبة تهيئة المنطقة الصناعية ومناطق النشاط التجاري ،فيمكن توضيحه من
خالل الجدول األتي:
الجدول رقم ( :) 6نسبة تهيئة المنطقة الصناعية ومناطق النشاط التجاري لوالية قالمة
التهيئة ()%
المنطقة
الكهرباء التطهير المياه الطرقات
80 100 100 100 المنطقة الصناعية ذراع لحرش
25 100 95 100 بلخير
0 70 0 10 النشماية
0 0 0 10 قلعة بوصبع
0 100 100 90 الفجوج
0 100 0 80 واد زناتي
75 100 100 100 تاملوكة
0 0 0 0 عين بن بيضاء
المصدر :وثائق داخلية لمديرية التنمية الصناعية وترقية االستثمار لوالية قالمة.
يالحظ من خالل الجدول أن العديد من مناطق النشاط التجاري تبقى غير مهيأة ،وهو األمر
الذي يؤدي إلى عزوف المستثمرين عن االستثمار في تلك المناطق لعدم توفر الشروط الضرورية
إلقامة مشاريعهم.
سنحاول فيما يلي عرض اإلمكانات الصناعية و وضعية المناطق الصناعية ومناطق النشاط
بوالية عنابة.
-1اإلمكانات الصناعية لوالية عنابة :تتوفر والية عنابة على قاعدة صناعية غنية ومتنوعة ،حيث
تضم أكبر مركز صناعي إلنتاج الحديد والفوالذ يمتد على مساحة 800هكتار ،ينتج حوالي مليوني
طن سنويا من الحديد والفوالذ ،ويشتغل فيه 15ألف عامل ،كما توجد بها مصانع مهمة أخرى
كمصنع األسمدة الفوسفاتية ،ومعمل الزئبق ،والعديد من مصانع المواد الغذائية وتجهيز الورق
14
والبالستيك والزجاج .تتوزع الوحدات الصناعية النشطة على مستوى الوالية بين القطاعين العام
والخاص(.)17
-القطاع العام :تنش ط معظم الوحدات الصناعية التابعة للقطاع العام في ثالثة أنشطة رئيسية تتمثل
في :الصلب والمعادن ،الكيمياء ،الصناعة الغذائية.
-القطاع الخاص :تتركز هذه الوحدات في األنشطة التالية :الصناعات الغذائية ،الكيمياء وتحويل
البالستيك ،األجهزة الطبية والصناعية ،صناعة الورق.
تتوزع الصناعة حسب بلديات الوالية وطبيعة النشاط الصناعي ،كما يوضحه الجدول التالي:
الجدول رقم ( :) 7توزيع الصناعة في والية عنابة حسب البلديات وطبيعة النشاط الصناعي
طبيعة النشاط الصناعي البلدية
الصناعة الغذائية ،الميكانيك ،اإللكترونيك الكهربائية ،مواد البناء ،كيمياء وصيدلة ،الخشب والورق، عنابة
البناء واألشغال العمومية ،مواد البناء.
الصلب والمعادن ،الميكانيك ،اإللكترونيك الكهربائية ،مواد البناء ،كيمياء وصيدلة ،الخشب والورق، الحجار
البناء واألشغال العمومية ،الصناعة الغذائية.
الميكانيك ،اإلل كترونيك الكهربائية ،مواد البناء ،كيمياء وصيدلة ،الخشب والورق ،البناء واألشغال سيدي عمار
العمومية ،صناعة الجلد ،الصناعة الغذائية والمشروبات الغازية.
الصناعة الغذائية والمشروبات الغازية ،تحويل الورق ،الميكانيك والمعادن واللحام ،تحويل البالستيك، البوني
مواد البناء ،الزجاج.
الصلب والمعادن ،الميكانيك ،مواد البناء ،كيمياء وصيدلة ،الصناعة الغذائية والمشروبات الغازية. برحال
مواد البناء ،المعادن ،الميكانيك ،الغذاء للثروة الحيوانية ،الصفائح المعدنية واللحام. عين الباردة
المصدر :وثائق داخلية لمديرية التنمية الصناعية وترقية االستثمار لوالية عنابة.
-2وضعية المناطق الصناعية ومناطق النشاط بوالية عنابة :قامت السلطات المحلية لوالية عنابة
بعدة مبادرات من أجل توفير العقار الصناعي ،حيث تم تخصيص 349,7هكتار للمناطق
الصناعية موزعة على 6بلديات قصد تشجيع انتشار االستثمار في كل البلديات وعدم بقائها
متمركزة في البلديات الكبيرة ،كما تم تخصيص 78هكتار لمناطق النشاط التجاري موزعة على 4
بلديات ،ورغم ذلك يبقى الطلب على العقار الصناعي قويا مقارنة مع العرض .يوضح الجدول
الموالي توزيع المناطق الصناعية في والية عنابة.
15
الجدول رقم ( :)8توزيع المناطق الصناعية في والية عنابة
قطع منشأة المساحة (هكتار) تاريخ اإلنشاء المنطقة
57 101 1985 جسر بن بوشي ببلدية الحجار
51 57 1975/10/22 مبعوجة ببلدية سيدي عمار
81 113 1990/06/09 برحال
62 40 1990/06/09 بوخضرة ببلدية البوني
171 9,5 1990/03/03 عين الباردة
81 9,7 1990/03/03 سيدي سالم ببلدية البوني
27 1,5 1990/03/03 الحجار
44 08 1990/03/03 واد العنب
01 10 2001/03/27 براجي رجم ببلدية سيدي عمار
المصدر :معطيات ا لجنة الوطنية لتحديد الموقع وترقية االستثمارات وضبط العقار لوالية عنابة.
أما استغالل هذه المناطق في النشاط الصناعي فيوضحه الجدول األتي:
الجدول رقم ( :)9وضعية المناطق الصناعية في والية عنابة
قطع شاغرة قطع مبنية غير مستغلة قطع نشطة قطع ممنوحة قطع منشأة المنطقة
02 12 43 57 57 جسر بن بوشي
3 10 38 51 51 مبعوجة
19 04 58 81 81 برحال
00 04 58 62 62 بوخضرة
59 59 53 171 171 عين الباردة
03 20 58 81 81 سيدي سالم
03 10 14 27 27 الحجار
35 08 01 44 44 واد العنب
00 00 01 01 01 براجي رجم
124 127 324 575 575 المجموع
المصدر :معطيات الجنة الوطنية لتحديد الموقع وترقية االستثمارات وضبط العقار لوالية عنابة.
16
الجدول رقم ( :)10توزيع مناطق النشاط التجاري في والية عنابة
قطع منشأة المساحة (هكتار) تاريخ اإلنشاء المنطقة
يتضح من ا لجدول أن منطقة النشاط بالعلمة تحوي قطعة واحدة باإلضافة إلى عدم انطالق
نشاط التهيئة على مستوى منطقة النشاط سيبوس ،وذلك على الرغم من طول مدة إنشائهما الذي
يرجع إلى سنة ،2003كما يالحظ أن منطقتي بوسدرة والكاليتوسة غير مستغلتين استغالال كامال،
فمن بين 88قطعة بمنطقة بوسدرة المتاح منها 27قطعة بنسبة ،%30,68أما منطقة الكاليتوسة
فمن بين 31قطعة المتاح منها 08قطع بنسبة ،%25,81وذلك على الرغم من التزايد المستمر
للطلب على العقار.
إن وضعية العقار بكل من واليتي قالمة وعنابة تستدعي التكفل بما يلي:
-تنظيم سوق العقار الصناعي من خالل اتخاذ اإلجراءات القانونية الالزمة ضد المضاربين؛
17
-إيجاد ميكانيزمات محلية لتهيئة المناطق الصناعية ومناطق النشاط التجاري وتحسين نمط
تسييرها؛
-حل مشكلة نقل الملكية إلى الوكاالت المحلية للتنمية العقارية؛
-اإلسراع في إنشاء مناطق جديدة انسجاما مع المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم؛
-تشكيل لجان بلدية متكونة من ممثلي المصالح التقنية المختصة القتراح أوعية عقارية خارج
المخططات البلدية لزيادة الوفرات العقارية الموجهة لالستثمار.
خاتمة
تم التوصل من خالل الدارسة إلى أهمية المناطق الصناعية في تنمية وتطوير المؤسسات
وفي خلق الجو المالئم الستقرار الصناعة ،األمر الذي يدعم قدرة وكفاءة التصنيع المحلى وزيادة
القدرة التنافسية للصادرات ،ومن جانب آخر فإن انتشار المناطق الصناعية في أي بلد يعود عليه
بالعديد من المنافع كتوفير فرص العمل ،واجتذاب االستثمارات الوطنية واألجنبية ،ونقل وتوطين
التقنية ،وتعزيز قدرة المنتجات الوطنية على المنافسة في األسواق الوطنية والخارجية ،وتوسيع
رقعة البنية األساسية من الخدمات في البلد.
بالنسبة للجزائر فقد بذلت مجهودات معتبرة إلنشاء وتأهيل المناطق الصناعية منذ بداية
السبعينات ،وقد ازداد االهتمام بها خالل السنوات األخيرة ،حيث أدرجت الكثير من البرامج الرامية
إلى إنشاء العديد من المناطق الصناعية الجديدة ،وتجهيز وتأهيل العديد من المناطق القائمة عبر
الوطن بشكل أفضل حتى تكون مكيفة مع المقاييس الدولية.
إال أنه على الرغم من المجهودات المبذولة ال تزال العديد من المناطق الصناعية المتواجدة
عبر واليات الوطن غير مستغلة أحسن استغالل ،وهو ما تم الوقوف عليه من خالل تحليل وضعية
المناطق الصناعية ومناطق النشاط التجاري لواليتي قالمة وعنابة ،وذلك في ظل غياب أطر وآليات
تنظم سير هذه المناطق بالرغم من توفير الدولة لمبالغ مالية جد ضخمة قصد بعث هذه المناطق.
األمر الذي يستدعي من الدولة التنسيق مع السلطات المحلية إلعادة تنظيم وضبط جملة
المتغيرات التي تؤثر سلبا على سير وتيرة اإلنتاج الصناعي واالستثمار داخل هذه األخيرة والبث
بصفة مدققة في سياسة تسيير هذه المناطق الصناعية في الوقت الذي بلغ فيه حجم استهالك
الجزائر من المواد المستوردة من الخارج عتبة .%75
18
التوصيات:
بناءا على ما تم التوصل إليه ،يتم تقديم بعض التوصيات التي يمكن أن تساهم في دعم إنشاء
وتطوير المناطق الصناعية في الجزائر ،كما يلي:
-وضع سياسة عامة شاملة إلنشاء وتأهيل المناطق الصناعية؛
-تفعيل التشريعات واألنظمة والقوانين الخاصة بالمناطق الصناعية ،ومنح تطبيق تلك األنظمة من
الجهات المسؤولة؛
-تسهيل إجراءات التراخيص الالزمة إلنشاء ومزاولة المؤسسات نشاطها داخل المناطق
الصناعية ،وذك بتقليص اإلجراءات الروتينية؛
-توفير قطع األراضي المطورة والمزودة بكافة خدمات البنية التحتية من الطرق وشبكات المياه
وخدمات الصرف الصحي والمياه العادمة ومعالجتها ،إضافة إلى خدمات توصيل الكهرباء
واالتصاالت إلى كافة المؤسسات داخل المناطق الصناعية؛
-تطبيق الرقابة على المؤسسات العاملة داخل المناطق الصناعية للتأكد من التزامها بممارسة
نشاطها حسب التصريحات التي أودت بها أمام اللجان الوالئية لالستثمار؛
-توفير المعلومات والبيانات التي تحتاجها المؤسسات داخل المناطق الصناعية عن جميع الفرص
االستثمارية و الموارد التي قد يهتم بها المستثمر؛
-تقديم تسهيالت وإعفاءات للمستثمرين داخل المناطق الصناعية ،وتخفيض التكاليف التشغيلية
والتكاليف التأسيسية؛
-توفير مكاتب إدارية وفنية يكون لها اتصال مع الجامعات لالستفادة من الدراسات ونقلها إلى
المستثمرين داخل المناطق الصناعية.
19
قائمة الهوامش:
-1نائل محمد ابراهيم مصبح ،أهمية المناطق الصناعية على النمو االقتصادي ي قطاع غزة – حالة دراسية مدينة غزة
الصناعية ،رسالة ماجستير غي منشورة ،جامعة األزهر – غزة ،2012 ،-ص.22
-2خبابة صهيب ،دور المناطق الصناعية في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة األورو مغاربية – دراسة مقارنة بين
فرنسا والجزائر ،-رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة سطيف ،2012 ،ص .26
-3هوشيار معوف ،تحليل االقتصاد اإلقليمي والحضري ،الطبعة األولى ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان،2006 ،
ص.343
-4نائل محمد ابراهيم مصبح ،مرجع سابق ،ص .18
-5زناد سهيلة ،وبوعكريف زهير ،مساهمة المناطق الصناعية في دعم التنمية المحلية المستدامة – المنطقة الصناعية
بسطيف نموذجا ، -الملتقى الوطني حول المقاوالتية وتفعيل التسويق السياحي في الجزائر ،جامعة قالمة ،يومي 22و 23
أفريل ،2014ص .5
-6وائل وجيه رضا البظ ،محددات إنشاء المدن والمناطق الصناعية في محافظة نابلس وانعكاساتها على البيئة
والمجتمع والتعليم الصناعي ،رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة النجاح الوطنية ،2004 ،ص .20
- 7مخلوف بوجدرة ،العقار الصناعي ،الطبعة ،2دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،2009 ،ص .12
-8عيسات العربـي ،وبـراهيمي السعيد ،مساهمة المناطق الصناعية في التخفيف من البطالة بالجزائر -دراسة حالة
المنطقة الصناعية برج بوعريريج ،-الملتقى الدولي حول إستراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة وتحقيق التنمية
المستدامة ،جامعة المسيلة ،ص .5
- 9مخلوف بوجدرة ،مرجع سابق ،ص .19
-10صالح صالحي ،أساليب تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في االقتصاد الجزائري ،ندوة المشروعات الصغيرة في الوطن العربي ،القاهرة،
،2004ص ص .190،189
-11المواد 10-03من المرسوم التنفيذي رقم 119 -07المؤرخ في 23أفريل 2007يتضمن إنشاء الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقـ ــاري
ويحدد قانونها األساسي ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية (العدد ،)27الصادرة في 25أفريل ،2007ص .4
-12سعدان شبايكي :)2007( ،معوقات تنمية وترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد ،11جامعة محمد
خيضر -بسكرة ،الجزائر ،ص .189
-13عيسات العربـي ،وبـراهيمي السعيد ،مرجع سابق ،ص .6
-14خبابة صهيب ،مرجع سابق ،ص .138
-15بوكاري نادية ،البرنامج الوطني للحظائر الصناعية الجديدة ،الملتقى الوطني حول الملتقى الوطني حول دور
التجمعات و ا لعناقيد الصناعية في تنمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و دعم تنافسيتها-محليا و دوليا ،-يومي 6و 7ماي
،2013جامعة قالمة ،ص. 6
-16وثائق داخلية لمديرية التنمية الصناعية وترقية االستثمار لوالية قالمة.
-17وثائق داخلية لمديرية التنمية الصناعية و ترقية االستثمار لوالية عنابة.
20