Professional Documents
Culture Documents
إن التطور االقتصادي يفرض تواجد آليات ووسائل تنهض به وتعمل على تطويره
وتدعيم نجاعته .
ولطالما اعتبرت الشركات التجارية ذلك اإلطار الفعلي لتحديد هذا الهدف والوسيلة
الحديثة إلرساء قوائم اقتصاد متطور في وقت تعددت فيه المبادالت وظهرت فيه ما
يعرف بالعولمة االقتصادية واالقتصاد الرقمي و ما تشمله من حدة منافسة و القدرة
على مجابهة تلك المحاوالت من اكتساح للسوق المحلية و غزوها في عقر أوطانها .
و يبدو أنه بتطور المعامالت و المبادالت التجارية تطورت معه الشركات فلم نعد
أمام نمط واحد بل أنواع عديدة و مختلفة كالشركات خفية االسم و شركات ذات
رأس المال المتغير أو القار ...غير أنه إذا كانت الشركة الوسيلة المثلى الستغالل
النشاط التجاري فإنها مادة خصبة الرتكاب المخالفات و ألجل ذلك اقترن إرساء
نظامها القانوني في مختلف التشريعات في العالم بالتجريم و هنا يظهر ميدان
1
القانون الجزائي االقتصادي الذي يعرف بكونه "القانون الذي يعالج صور التجريم
و العقاب المخصص لضمان عدم مراعاة قواعد القانون 6االقتصادي أي تلك
االعتداءات التي تقع على النظام االقتصادي الذي قررته السياسة االقتصادية
للدولة و تتعارض معها". 2
تشكل هذه السوق أداة فعالة لتخليص الرأس مال من رواسب المديونية من خالل
تدعيم الشركات بالموارد المالية التي تخلصها من اللجوء لنظام االقتراض و مساوئ
الفوائض ،و باعتبار هذه األهمية للسوق كان من الضروري اتخاذ تدابير الزمة
لحمايتها من أي تالعب و ذلك تفاديا لألزمات االقتصادية كما حصل سنة 1929و
ذلك بانهيار سوق وول ستريت التي أدت إلى أزمة اقتصادية عالمية
محمود داوود يعقوب ،شركة دار القانون للمحاماة و االستشارات و التحكيم 2
األستاذ حمدي عبد العظيم ،أستاذ اقتصاد ،اقتصاديات البورصة في ضوء األزمات و الجرائم ،ص 8 3
2
انطلقت من الواليات المتحدة األمريكية و انطلقت منها أزمة عالمية أخرى سنة
5
.2007
هذه الحماية للسوق المالية تهدف إلى الحد من جرائم البورصة تحديدا و التي يمكن
تعريفها بأنها " سلوك ينطوي على استغالل سوق األوراق المالية لتحقيق مكاسب
بطريقة غير مشروعة بالمخالفة للضوابط و القوانين المنظمة لعمل السوق و
ألخالقية التعامل المتعارف عليها في هذه األسواق محليا و عالميا ".6
ترجع أول نشأة للبورصة في القرن الخامس قبل الميالدي عندما كان تجار أثينا و
تجار روما يجتمعون للقيام بالتعامل من خالل مقايضات 7و تتالت انتشارات
البورصة بعد ذلك في القرون 14و 15و ما بعده في عدة مدن كبرشلونة و
أمستردام و لندن و نيويورك و قد كانت كافة هذه البورصات خاصة بالبضائع و
تطورت بعد ذلك لنصبح أمام تعامل بواسطة سماسرة.
تأثر بورصات األوراق المالية بدور بالغ األهمية في دعم االقتصاد من خالل جذب
و تجميع المدخرات بالعمالت المحلية و األجنبية لالستثمار في األوراق المالية كما
تقوم على زيادة االستثمارات قصيرة أو طويلة األجل و زيادة حركة النشاط
التجاري كما تساهم في نشر الوعي المالي و االستثماري بين المواطنين ناهيك عن
منية بن تردايت ،جرائم البورصة ،ماجستير شعبة علوم جنائية 2011* 2010 5
سيد الطيبي ،البورصات و تدعيم االقتصاد الوطني ،كتاب األهرام االقتصادي ،نوفمبر ، 1992ص 6 7
3
دورها في حسن توجيه االدخار و تخصيص الموارد االقتصادية و رفع كفاءة
8
استخدامها .
لكن أهمية البورصة ال يمكن أن تحجب سلبياتها حيث أن دراسة جرائم البورصة
أهم من دراسة البورصة نفسها و ذلك أن هذه الجرائم لها خاصية مميزة عن باقي
الجرائم باعتبارها قد تنطوي تحت بعض المعامالت للتمويه و اإلخفاء أو اعتماد
أفعال مادية إجرامية و يرى البعض أن هذا النوع من الجرائم يمكن النظر له
"كسلوكيات تتنافى من مبادئ اإلفصاح و الشفافية و العدالة و الصدق و األمانة و
حرية اإلرادة في تنفيذ أوامر البيع و أوامر الشراء لألوراق المالية و التعبير عن
حقيقة القيمة العادلة لألوراق المالية المتبادلة في السوق.
و إلرساء الحماية الالزمة لهذا الميدان باإلضافة للبنك المركزي التونسي تم إحداث
هيكل مختص لمراقبة السوق المالية و ذلك بمقتضى الفصل 23من قانون عدد
117الصادر في 14نوفمبر 1994المتعلق بإعادة تنظيم السوق المالية و وقع
إصدار مجلة إسداء الخدمات المالية لغير المقيمين بمقتضى القانون عدد 64ل 12
أوت 2009و أقر المشرع المسؤولية الجزائية لوسيط البورصة بمقتضى أمر عدد
2478لسنة 1999و تعدد هذه القوانين المنظمة للسوق المالية فإن دل على شيء
فهو يدل على حرص المشرع لحماية هذا القطاع ،و السؤال الذي يطرح في هذا
الصدد مدى خصوصية جرائم البورصة ؟
لإلجابة عن هذه اإلشكالية سيقع التطرق في جزء أول إلى خصوصية هذه الجرائم
من حيث اتساع نطاق التجريم (الجزء األول) ثم إلى خصوصية هذه الجرائم من
حيث الزجر (الجزء الثاني)
4
الجزء األول :خصوصية من حيث االتساع نطاق التجريم
في البداي ة يمكن اإلش ارة أن الخاص ية األولى المتعلق ة بج رائم البورص ة متمثل ة في ك ون
جميع جرائم البورصة جنح و ليس جنايات فال مجال للحديث عنها في مث ل ه ذا الص نف و
ال على المخالفات اذ تتراوح العقوبة المسلطة على خطي ة مبلغه ا ال يق ل عن 500دين ار و
ادنى مدة بالسجن ال يقل عن 16يوم و هذه الجنح بعضها قصدية و بعضها غير قصدية كما
ان التجريم و تعددها من حيث الموض وع ""1و ك ذلك الح ديث عن مج ال واس ع من حيث
األشخاص
تناول المشرع التونسي جرائم البورصة في نصوص عديدة قانونية ثم األوامر و القرارات
التي استوعبت كل الجوانب المتعلقة بالتعامل في السوق المالية إذ أصبحت عبارات التجريم
في 14نوفمبر 1994الذي وقع تنقيحه بمقتضى قانون عدد 99-92المؤرخ في
17اوت1999و على الرغم من أنه قانون يتضمن العديد من األحكام الجزائية إال أنه لم
يحدد مجال تطبيقه حصريا و بدقة مما أوجد ظاهرة التجريم المفتوح و ظاهرة تضخمه من
خالل الحديث عن تعدد الجرائم و اتساع نطاقها يمكن تقسيمها إلى صنفين جرائم متعلقة
5
بتنظيم السوق و أخرى متعلقة باستغالله .
*جريمة المناورة يتمثل الركن الشرعي لهذه الجريمة في الفصل 81من ق انون 1994على
انه "يكون عرضة
الغير القيام أو محاولة القيام بمناورة في سوق ورقة مالية أو أداة مالية موظفة عن طريق
المساهمة العامة و تهدف إلى اإلخالل بالسير العادي للسوق أو إلى إيقاع الغير في خطا" .
الفصل عبارة مناورة دون تعريفها حتى تترك المجال مفتوح أمام هيئات مختصة لتكييف
ما تراه مناسب من األفعال التي يمكن أن تساهم في اإلخالل بالسير العادي للسوق و في
ذلك اختالل شرطي الدقة و الوضوح و هما من القواعد العامة للقانون الجزائي المنحدرة
من مبدأ دستوري في القانون الجنائي و هو مبدأ شرعية الجرائم و العقوبات و الذي يؤكد
على ض رورة ص ناعة النص وص القانوني ة بدق ة ووض وح تجنب تأويله ا و يتمث ل ال ركن
المادي
لهذه الجريمة في إخالل احدهم بسير السوق المالية عن طريق المناورة و يمكن أن نورد
6
بعض األفعال كأمثلة من ذلك التخفيض أو الترفيع المصطنع لسعر األوراق المالية و فيما
يخص الركن المعنوي فكل فع ل يص احبه قص د تحقي ق أرب اح بص ورة غ ير ش رعية أو
إدخال
اضطراب على السير العادي للسوق المالية و لو لم يقترن بعملية غش أو أي فعل يتضمن
خزعبالت أو تحيل إليقاع الغير في خطا كإشاعة أحداث ووقائع ال أساس لها من الصحة
*جريمة العرقلة ركنها الشرعي متمثل أساسه في الفص لين 84و85من ق انون ع دد117لس نة
1994اضافة إلى القانون ع دد64الم ؤرخ في 12اوت 2009متعل ق بمس دي الخ دمات لغ ير
المقيمين أما فيما يخص ركنها المادي فمتمثل في وجود عرقلة ألحد أعوان هيئة السوق المالية
المحلفين عند أداء مهامهم المتعلقة بالبحث و التحقيق للكشف عن جرائم الس وق المالي ة و ذل ك
عمدا بماأن جرائم هذين الفصلين هم جرائم قصديه كذلك يكون عرضة للعقوبات من يعرقل ون
عمدا تنفيذ اإلذن الصادر عن رئيس المحكمة االبتدائية و الج دير بال ذكر أن األع وان المكلفين
بالبحث جاءت مطلقة دون تمييز بين أعوان هيئة السوق المالي ة آو أع وان البن ك المرك زي أو
أعوان الضابطة العدلية كذلك عبارة عرقلة لم يقع تعريفها من طرف المشرع إذ وردت مطلق ة
مما يوسع نطاقها و هو ما يؤكد مجددا ما يتميز به هذا الصنف من الجرائم باتساع و التضخم
في التجريم .كما أن المشرع اشترط القصد دون نتيجة أي القيام بأي تصرف يفيد العرقلة و لو
لم يثن أع وان الهيئ ة عن تأدي ة واجبهم و يمكن أن تتم العرقل ة عن طري ق إخف اء بعض
المعطيات و الوثائق المتعلقة بسير و نش اط الش ركة أو م دهم بحس ابات مغلوط ة أو موازن ات
قديمة.
7
+جرائم متعلقة باستغالل السوق المالية :
فرض المشرع التونسي لضمان الشفافية في التعامل بالسوق المالية على مسئولي الشركات
المدرجة بالبورصة واجب اإلعالم في كل ما يتصل بالمعطيات المتعلقة بنشاط هذه الشركات
و نتائجها كما فرض واجب الكتمان و ذلك حتى يكون كل المتعاملين في السوق المالية على
قدم المساواة أمام المعطيات المتعلقة بالشركات المصدرة ألوراق مالية و لحماية هذا الواجب
وضع المشرع نصوص جزائية و ذلك من خالل تجريم إفادة الغير بمعلومة داخلية و من
خالل تنظيم جريمة استغالل معلومات الممتازة و جريمة ترويج معلومات زائفة .
يتمثل ركنها الشرعي في الفصل 81من قانون عدد117لسنة 1994فقرة 4على انه "يعاقب
بخطية تتراوح من 1500الى 15000دينار كل شخص يحصل بمناسبة ممارسة مهنته أو
بمناسبة القيام بمهامه على معلومة داخلية تتعلق بوضعية مصدر لألوراق المالية بالمساهمة
العامة أو بآفاقه أو بأفاق ورقة أو أداة مالية موظفة عن طريق المساهمة العامة يتولى إفادة
الغير بها خارج اإلطار المادي ألداء مهامه".إذ تحصل هذه الجنحة بمجرد حصول شخص
على معلومة داخلية و المقصود بها حسب الفصل تلك المتعلقة بالشركة و بنشاطها و آفاقها
و يفشيها إلى الغير دون إن يكون ذلك داخل اطر العمل المنوط بعهدته داخل الشركة المعينة
باألمر و هي جريمة لم يشترط فيها المشرع القصد و ال النتيجة فحتى بعدم حصول األرباح
8
لكن في صورة الحصول على أرباح يقع ترفيع في الخطية إلى خمسة أضعاف األرباح.و
مثال على هذه الجريمة مدير المؤسسة الذي تتوفر لديه معلومات بان هذه األخيرة مقبلة على
تحقيق عملية جيدة من شانها إن تؤدي إلى رفع قيمة سنداتها في السوق المالية فيدفعون الغير
و بالنس بة للغ ير المس تفيد يبقى خ ارج دائ رة التج ريم و العق اب مب دئيا و ال ع ذر في نق ل
10
المعلومات إال إذا كان للضرورة المهنية
*جريمة استغالل المعلومة الممتازة تدخل هذه الجريمة ضمن قائمة الجرائم المنصوص عليه ا
في الفص ل 81من ق انون 1994اذ ينص ان ه"يع اقب بخطي ة ت تراوح من1000الى
10000دينار األشخاص الذين يحص لون بمناس بة ممارس ة مهنهم أو بمناس بة القي ام بمه امهم
على معلومات داخلية تتعلق بوض عية مص در لألوراق المالي ة بالمس اهمة العام ة أو بآفاق ه أو
تتعلق بآفاق تطور ورقة أو أداة مالية موظفة عن طري ق المس اهمة العام ة و ال ذين يتوص لون
بص فة مباش رة أو بواس طة الغ ير إلى إتم ام العملي ة أو أك ثر داخ ل الس وق قب ل أن تبل غ تل ك
المعلومات إلى علم العموم بالصيغ التي تشترطها القوانين و الترتيب".
ذكرت كلمة ممتازة في النسخة الفرنسية للنص و غابت في النسخة العربية و لم يعرفها
و الجدير بالذكر أن المتأمل في هذه الجريمة و السابقة يالحظ تماهي نسبي بينهما إذ هناك
تداخل بين الجريمتين و لعل من األفضل كان على المشرع تجريم الفعلين في نص واحد
لتجنب ظاهرة تفاقم التجريم فلقد عملت العديد من التشريعات على التصدي إلى جريمة
استعمال المعلومة المتوصل إليها بحكم الوظيفة أو استغاللها للحساب الخاص أو لحساب
9
أحسن بوسقيقة.الوجيز في القانون الجزائي الخاص (جزء ثاني)طبعة 2دار هومة للطباعة بالجزائر 2006صفحة 157
10
عمر سالم الحماية الجنائية للمعلومات غير المعلقة للشركات المقيدة بسوق األوراق المالية الطبعة األولى دار النهضة العربية 1999صفحة 47
9
الغير قبل عرضها على جمهور المستثمرين 11أو ما اصطلح عليه الفق ه الفرنس يle délit «
.12» d’initié
يتميز هذا الفصل عن سابقه أن المعلومة المسربة هي ممتازة و هي التي لم يقع تعريفها من
المشرع بل اقتصر على تحديد موضوعها أي استعمال معلومات على قدر كبير من الدقة
و الوضوح ال تقبل االحتمال أو الظن تتعلق بوضعية مصدر األوراق المالية و أفاقه و أن هذه
المعلومات لم تبلغ للعموم بالصيغ التي يشترطها القوانين و التراتيب .و أن تكون المعلومة
محددة و مؤكدة و ذات طابع خاص و سرية .13إضافة أن هذه الجريمة تتميز عن سابقتها
كونها تحصل عند استغالل هذه المعلومات الممتازة المتحصل عليها ألخذ مبادرة سواء بالبيع
أو بالشراء قبل أن تصل المعلومة إلى علم بقية المدخرين أو المستثمرين و هذا ما من شانه
تحقيق أرباح بطريقة غير شرعية و أن يكون قد حصل عليها بسبب وظيفته أي انه لم يحترم
واجب التكتم أي ال يكفي الحصول على المعلومة الداخلية بل استغاللها للقيام بعمليات بيع و
شراء سواء بصفة مباشرة أو عن طريق الغير مع العلم أن هذا الصنف من الجرائم لم يشترط
فيها المشرع القصد الجزائي فمجرد استغالل هذه المعلومات كاف لقيام الجريمة .
*جريمة ترويج معلومة زائفة بمان المعلومة تلعب دور هام و حيوي في التأثير س لبا أو إيجاب ا
على سير المعامالت المتعلقة بسوق األوراق المالية لذلك قرر المشرع إضفاء الحماية الجنائية
11
منير بوريشة المسؤولية الجنائية للوسطاء المالين في عمليات البورصة دار الجامعة الجديدة 2007صفحة 135
12
Hubert de Vavplane jean –pierre sornet Droit de la bourse edlite c 1994 Page 275
13
منير بوريشة مرجع سابق صفحة 48
10
للمعلومة من خالل مراقبة معلومات خاطئة أو مظلة.14و ذلك بمقتض ى الفص ل 81من ق انون
1994في فقرته الثالثة الذي ينص على انه "يكون عرضة للعقوبات المنصوص عليها ب الفقرة
األولى كل شخص يتولى عمدا ت رويج معلوم ات زائف ة أو مظل ة بين العم وم بأي ة طريق ة أو
وسيلة كانت و من ش انها أن ت ؤثر على األس عار و تك ون متعلق ة بآف اق تط ور ورق ة أو أداة
مالية موظفة عن طريق المساهمة العامة".
يقصد بالمعلومات الزائفة كل معلومة كاذبة ال أساس لها من الصحة من شانها التأثير على
األسعار و بالتالي على السير الطبيعي للسوق المالية و تقدير ذلك يرجع إلى أعضاء هيئة
السوق المالية .يمكن القول أن اإلشاعة أو المعلومة الخاطئة يمكن أن تمارس التأثير على
األسعار خاصة إذا كانت تتعلق بحياة الشركة االقتصادية و نجاحها أو تقدمها أو كانت
تتعلق باإلطار االقتصادي كإشاعة هناك تغيير في النظام أو فيما يتعلق بفرض رسوم .15
و أن تكون المعلومة كاذبة أو مظللة أي من شان نشرها إيقاع المستثمر في الخطأ بشكل
انه لو عرف حقيقة الوضع المالي لمصدر األسهم لما اشتراها و يجب أن تكون هذه المعلومة
الكاذبة محددة أي تتعلق بأشياء معينة في الشركة المصدرة لألسهم. 16و هي جريمة قصديه
إذ يجب أن يكون للفاعل سوء نية أي انه يعلم عدم صحة تلك المعلومات و تتوفر الجريمة
مهما كانت الوسيلة المستعملة لترويج المعلومة الزائفة سواء كانت بصرية أو سمعية أو
كتابية فالنتيجة المشترطة لقيام الجرم ليس تحقيق أرباح و إنما تغيير أسعار األوراق المالية
14
خالد علي صالح حنفي الحماية الجنائية الخاصة بسوق األوراق المالية الخاصة الطبعة األولى اإلسكندرية الدار الجامعة الجديدة للنشر سنة 2007صفحة 7
15
هواتف بهية النظام القانوني لتداول القيم المنقولة (في البورصة) مذكرة لنيل درجة ماجستير في الحقوق فرع قانون أعمال جامعة الجزائر 2008صفحة 116
16
منير بوريشة مرجع سابق صفحة 156
11
األشخاص : -2توسيع نطاق التجريم من حيث
من المالحظ أن في مختلف الفصول السابقة المجرمة سواء المتعلقة بجريمة العرقلة أو
المناورة أو ترويج معلومات زائفة لم يحدد المشرع صفة معينة لألشخاص المعاقبون فقد أكد
على معاقبة "كل شخص"بغض النظر على الصفة المعينة أو الوظيفة و استعمال هذا العموم
و االطالقية يؤكد على المنحى المفتوح الذي سلكه المشرع ال فقط على مستوى تعدد الجرائم
بل و أيضا على مستوى المسؤولية الجزائية حيث يشمل كل شخص يحاول من قريب أو بعيد
األضرار بالمصالح االقتصادية للدولة فالمصلحة موضوع الحماية هامة تتجاوز مصالح
األفراد لتشمل مصالح الدولة.فمثال فيما يخص جريمة المناورة أكد الفصل 81فقرة 4على
معاقبة كل شخص دون اشتراط وظيفة معينة .و كذلك القضاء الفرنسي يزخر بأمثلة اتساع
في المسؤولية الجزائية حتى في حق مديري الشركة اللذين قاموا عن طريق بالغات صحفية
بتقديم مرجعهم على انه في طريق إلى التسوية في حين انه في حالة توقف عن الدفع17و هذا
في إطار جريمة تسريب المعلومات الزائفة .و الجدير بالذكر أن المشرع التونسي جرم
الفاعل األصلي دون أن يذكر الشريك و لكن يمكن تطبيق النص العام و هو الفصل 32من
وتتدعم نزعة اتساع التجريم من حيث األشخاص من خالل تكريس مزيد من الحماية للسوق
المالية إذ لم يستثن المشرع التونسي من العقاب المتدخلين في تسيير السوق باألخص منهم
يعد الوسيط المالي هو الطرف الذي يعمل على التوفيق بين المتعاملين في البورصة بائعين و
مشترين لألوراق المالية و لم تعط القوانين المصرية و الفرنسية و حتى المشرع التونسي
تعريفا محددا للوسيط المالي 18إذا اكتفى ه ذا األخ ير بتحدي د ص وره و أشخاص ه في الفص ل
55
من قانون 1994على أن وسطاء البورصة" األشخاص المكلفون دون سواهم بتداول و
تسجيل األوراق المالية و الحقوق المرتبطة بها و األدوات المالية ببورصة األوراق المالية
بتونس" كما نص الفصل 56من نفس القانون المتعلق بإعادة تنظيم السوق المالية التونسية انه
"يمكن لوسطاء البورصة طبقا للشروط التي تضبط بأمر يتعلق بالنظام األساسي لوسطاء
البورصة القيام باألنشطة التالية االستشارة المالية السعي المصفي المالي إدارة محافظ
األوراق المالية الفردية توظيف األوراق و األدوات المالية التدخل للحساب الخاص_ حمل
19
األسهم لفائدة الغير "....و ال يمكن القيام بوظيفة الوساطة المالية ما لم يقع الترخيص بذلك
من قبل هيئة السوق المالية بعد اخذ رأي جمعية وسطاء البورصة.و بذلك فوسيط البورصة
يمثل الطرف الفعال في انجاز جميع المعامالت الواقعة على األوراق المالية بالبورصة و هو
18
منير بوريشة مرجع سابق صفحة 4
19
منير بوريشة مرجع سابق صفحة 5
13
ما يجعل الباب مفتوحا لتجاوزات متنوعة بحكم درايته للمجال المالي و بحكم واجباته الش فافية
و النزاهة لذلك أرسى المشرع التونسي آليات قانونية لردعه فإض افة إلى المس ؤولية التأديبي ة
المتمثلة في اإلن ذار أو الت وبيخ أو التوقي ف الوق تي أو النه ائي و المس ؤولية المدني ة من خالل
التزامه بجبر الضرر الذي أحدثه نتيجة الخطأ الص ادر عن ه للمتع املين مع ه ق د اق ر المش رع
أيضا مسؤولية جزائية.
تم إحداث هذه المؤسسة بمقتضى القانون األساسي عدد 64لسنة 2009المتعلق بإصدار مجلة
إسداء الخدمات لغير المقيمين و لقد تم تعريفهم في الفصل 58من هذه المجلة فتشمل
مؤسسات القرض غير المقيمة و مسدي خدمات االستثمار غير المقيمين و لمزاولة نشاطهم
اشترط المشرع الحصول على ترخيص بقرار من طرف وزير المالية على أساس تقرير من
البنك المركزي التونسي و ذلك حسب الفصل 75و بنص الفصل 133على انه "يعاقب
العقوبتين كل شخص غير مرخص له يتعاطى بصفة اعتيادية الخدمات المخصصة لمسدي
الخدمات المالية لغير المقيمين و أيضا عقاب كل شخص مرخص له السداد خدمات بنكية
أو استثمارية أو خدمة التصرف في المحافظ المالية في صورة استعماله أساليب من شانها
14
إحداث لبس لدى الغير حول الصنف الذي ينتمي إليه .
عالوة على ذلك اوجب الفصل 109من نفس المجلة عليهم إحداث آلية ضمان تهدف إلى
تعويض حرفائهم في صورة عجزهم عن الوفاء بالتزاماتهم خشية وقوعهم تحت طائلة
الفصل 111الذي ينص على معاقبتهم وفق العقوبات المنصوص عليها بالفصل 124و هي
اإلنذار و التوبيخ و الخطية التي يمكن أن تصل إلى خمسة أضعاف قيمة األرباح إضافة
إلى خطايا تأخير تدفع مباشرة من صندوق الضمان المعني حسب الشروط المبينة بالنظام
الداخلي للصندوق .كما أرست المجلة لمسدي الخدمات المالية لغير المقيمين نفس األحكام
في صورة إخفاء معلومات أو إدالء بمعلومات خاطئة بخطية تساوي خمسة أضعاف األرباح
و ال يمكن أن تقل عن قيمة األرباح كما ينص الفصل 131من نفس المجلة على انه يعاقب
بنفس العقوبة كل امتناع عن تقديم الوثائق الالزمة من دفاتر المحاسبية و مراسالت و عقود
و غيرها التي من شانها أن تخول البنك المركزي أو هيئة السوق المالية معرفة وجود
ينص الفصل 16من قانون 1996المؤرخ في 18اكتوبر 2005و المتعلق بتدعيم سالمة
العالقات المالية على إلغاء الفصول6و 7و 8من قانون عدد 117لسنة 1994و التي عوضها
باألحكام التالية و التي تنص على عقاب كل شخص أو مجموعة محددة من األشخاص ينوون
15
إشتراء مجموعة من األوراق المالية ليتمكنوا من الحصول على حصة تفوق نسبة يتم
ضبطها بمقتضى أمر من حقوق االقتراع في شركة مساهمة عامة دون احترام اإلجراءات
و لزي ادة ض مان الش فافية الغي الفص ل 28من ق انون 2005احك ام الفق رة 2من الفص ل
40من
نفس القانون انه على الرؤساء المديرين العاميين و رؤساء الهيئات اإلدارة الجماعية
لشركات المساهمة العامة الذين يخلون بواجب إيداع و إرسال في اجل معين إلى هيئة
السوق المالية أو بورصة األوراق المالية بتونس الوثائق المنصوص عليها بالفصول 3و
3مكرر و 3ثالثا رابعا و خامسا و 21و 21مكرر و 21ثالثا المتعلقة أساسا بمؤشرات
حول نشاطها و قوائم مالية كاملة مصحوبة بالتقارير الكاملة لمراقب أو مراقبي الحسابات.
أضاف الفصل 8من قانون 2005المتعلق بتدعيم س المة العالق ات المالي ة إلى ق انون ع دد
117الفصل 3سادسا الذي ينص على ان ه "بغض النظ ر عن التزامات ه القانوني ة يجب على
كل مراقب حسابات شركة المساهمة العامة إعالم هيئة السوق المالية بكل أمر من شانه أن
يشكل خطرا على مصالح الشركة أو حاملي أوراقه ا المالي ة ف ور علم ه به ا و ذل ك به دف
تدعيم الرقابة على تسيير الشركة.20
لم يتعرض الفصل إلى عقوبة مراقب الحسابات في صورة إخالله بهذه الواجبات و لكن
20
اسيا الحاج سالم .مذكرة القانون الجزائي و حركة راس مال الشركة المدرجة بالبورصة 2006/2007صفحة 28
16
بالرجوع للفصل األول من هذا القانون تسري على مراقب الحسابات المعين الواردة
بالباب الثالث من الفرع الثالث من العنوان األول من الكتاب الرابع من مجلة الشركات
التجارية و التي ينص فصلها "271يعاقب بالسجن من عام واحد إلى خمسة أعوام و
بخطية من 1200إلى 5000دينار أو بإحداهما فقط كل مراقب حسابات يتعمد إعط اء أو
تأييد
معلومات كاذبة عن حالة شركة او لم يعلم وكيل الجمهورية بالجرائم التي بلغ له العلم بها و
تنطبق على المراقبين أحكام القانون الجنائي المتعلقة بإفشاء السر المهني .و ذلك على سبيل
المثال إعطاء مراقب حسابات بيانات غير صحيحة صلب التقرير الذي يعرضه على
الجلسة العامة التي تقرر على إثره التخفيض 21أو الترفيع في رأس المال.
و ينص الفصل 28من قانون 2009المتعلق بمسدي الخدمات لغير المقيمين على انه في
صورة إخالل مراقب الحسابات بالتزاماته و خاصة منها إعالم هيئة السوق المالية بكل
االخالالت عند مدها بالتقارير الدورية يمكن للهيئة بعد سماعه أن تتخذ ضده قرار معلال
يقضي بحرمانه من ممارسة نشاطه لدى مؤسسات التوظيف الجماعي في األوراق المالية و
ذلك بصفة مؤقتة ال تتجاوز ثالث سنوات أو بصفة نهائية.
21
منصف بوسلوقة .عالقة مراقب الحسابات بالنيابة العمومية .ملتقى حول جرائم االعمال صفحة 129
17
تبرز خصوصية زجر جرائم البورصة على مستويين على مستوى التتبع من ناحية ""1و
على مستوى النظام العقابي من أخرى "."2
التتبع1-
إن تطور سياسة التجريم و العقاب التي شهدتها المعامالت داخل سوق رأس المال
تعكس أهمية األسواق المالية على اقتصاد البالد التونسية .و قد جاءت معظم
البورصة هي المكان الذي يتم فيه تبادل االوراق المالية التي تصدرها الشركات
خفية االسم و تتوزع هذه الشركات إلى نوعين " الشركات التي تلجا إلى االكتتاب
الع66ام أو ش66ركات المس66اهمة العام66ة والش66ركات ال66تي ال تلج66ا إلى االكتت66اب أو ش66ركات
المساهمة الخصوصية "
و نظرا لخصوصية مجال التعامل في األوراق المالية فانه يصعب على أعضاء النيابة
العمومية الغير المختصين في هذا المجال البحث عن جرائم البورصة و لذلك أوكل
هذه المهمة إضافة إلى النيابة العمومية هياكل أخرى مختصة لها الحرفية الالزمة
22
.منير بوريشة المسؤولية الجنائية للوسطاء المالين في عمليات البورصة الصفحة 40
18
للتعامل في ميدان األوراق المالية الذي يتميز بالطابع الفني الدقيق و تتمثل هذه
الهياكل المكلفة بالقيام بإجراءات التتبع في هيئة السوق المالية و البنك المركزي.
تنظيم السوق المالية حيث تتمتع بالشخصية المدنية و االستقالل المالي. 23
و في نفس هذا اإلطار ينص الفصل 23من القانون سالف الذكر على انه "أحدثت
هيئة تتمتع بالشخصية المدنية و االستقالل المالي مقرها تونس العاصمة و تسمى
و يجدر المالحظة ان لهذه الهيئة مجلس له صالحيات واسعة في القيام بالبحث في
"المجلس هو السلطة المؤهلة للقيام بأعمال هيئة السوق المالية و هو الذي يتولى
القيام بتلك األعمال أو يرخص في القيام بها و بالعمليات المرتبطة بمهامه .25
و قد نص الفصل 25من القانون سابق الذكر تركيبة هذا المجلس و الذي يتكون
من رئيس و أعضاء يتم تعينهم بمقتضى أمر فردي صادر عن رئيس الجمهورية
لدى المحكمة اإلدارية و أخرى لدى دائرة المحاسبات أما األعضاء الستة المتبقون
ثالث ممثل عن وسطاء البورصة أما الثالثة المتبقون فيتم اختيارهم تبعا لكفاءتهم
23
القانون عدد 117لسنة 1994المؤرخ في 14نوفمبر 1994
24
الفصل 23من نفس القانون
25
الفصل 48من نفس القانون
19
26
في ميدان المساهمة العامة
و قد عرض لنا هذا القانون مهام و صالحيات هيئةالسوق المالية كسلطة بحث و تتبع في
جرائم البورصة إن حسب الفصل 34من هذا القانون تحتمي هذه األخيرة بتلقى العرائض و
الشكاوي و تتخذ في شانها القرارات الالزمة التي تتمثل في مجملها في إحالة كل من تسبب
في مضرة غيره و اخل بالسير العادي للسوق المالية على المحكمة المختصة و نص
الفصل 32من هذا القانون على أن الهيئة يمكن لها القيام بتحقيقات لدى كل شخص طبيعي
أو معنوي كلما كان ذلك الزما للقيام بمهامها عن طريق أعوان محلفين و يمكن لهم عند
القيام باألبحاث الدخول إلى المحالت المهنية أثناء ساعات العمل و حجز السندات و
الوثائق التي تبدو مزورة و غير مطابقة للقانون و الترتيب الجاري بها العمل.
كما يمكن لهم استدعاء و سماع كل األشخاص القادرين على إفادتهم بمعلومات
لها صلة بمهامهم و يتم إثبات التحقيقات بمحضر يتم تحريره و إمضاءه من قبل
كوني التحقيق التابعين لهيئة السوق المالية أو البنك المركزي حسب الحالة. 27
و تدخل ضمن صالحيات هيئة السوق المالية السهر على حماية االدخار المستثمر
في األوراق المالية و هي تعمل على تنظيم األسواق و تسهر على حسن سيرها
منح تأشيره للعمليات المالية ذات المساهمة العامة إضافة إلى مراقبة العمليات
و تعمل أيضا على مراقبة المعلومات المالية كما تسهر على احترام و تطبيق
إعداد الملفات الخاصة بهم و أخيرا و ليس آخرا تسعى إلى اتخاذ العقوبات
استنادا إلى ما سبقت اإلشارة إليه تلعب هيئة السوق المالية إضافة إلى مجلسها
الذي ينظم السوق .لكن و إن كانت هاتين السلطتين تتمتعان بسلطة بحث و متابعة
كذلك ال يمكن الجزم إن هيئة السوق المالية و مجلسها يشكالن نيابة عمومية
المحاضر إلى وكيل الجمهورية لدى المحكمة االبتدائية مصحوبا بالطلبات و هو
ما يؤكد لنا أن الهيئة في حد ذاتها و مجلسها ال يخول لها إصدار عقوبات جزائية
حتى و أن كانت تختص بالبحث و التتبع في مثل هذا النوع من الجرائم.إذ أن
28سمير النصراوي بورصة تونس
21
سلطة إصدار العقوبات الجزائية هي من الصالحيات الحصرية للمحاكم التونسية.29
إضافة إلى هيئة السوق المالية فقد أوكل المشرع كذلك سلطة البحث و التتبع في
جرائم البورصة إلى هيكل أخر هو البنك المركزي.و هذا األخير يتمثل في مؤسسة
مالية مركزية مكلفة بإصدار النقد و اإلشراف على القطاع البنكي في تونس كما
تقول هذه األخيرة بإدارة احتياطي الدولة من النقد األجنبي و إدارة السياسة
النقدية .30كما يقوم البنك أيضا بإصدار تقارير يقيم فيه ا الوض ع االقتص ادي الع ام
و
يقوم باقتراح اإلجراءات الممكن اتخاذها لتحسينه و تجدر المالحظة في نفس هذا
السياق إلى انه قد تم إنشاء البنك المركزي بمقتضى قانون 19سبتمبر 1958الذي
يعرف لنا هذا األخير على انه مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المدنية و
صفاقس نابل قابس القصرين القيروان المنستير جندوبة و يشرف على البنك
و في إطار الحفاظ على استقرار السوق المالية و تحقيق توازنها اقر القانون 19
سبتمبر 1958مهمة عامة تتمثل في الدفاع عن قيمة النقد و السهر على استقراره
29
الفصل 39من قانون عدد 117
30
Loi n 1958-0090portant création et organisation de la banque central de Tunisie
22
و في هذا اإلطار فهو يتولى مراقب ة التداول النقدي. 31و من ضمن صالحيات البنك
المركزي و حتى يستطيع ان يقوم بالمهمة الموكولة له على اكمل وجه خصه
المشرع بسلطة منح الترخيص لممارسة اي نشاط صرفي و مالي كما خول له
المشرع ان يجري رقابة على مسدي الخدمات المالية لغير المقيمين و ذلك وفق
لمؤسسات القرض غير المقيمة في حين تقوم هيئة السوق المالية بالتتبع عندما
و استنادا إلى ما سبقت اإلشارة إليه تلعب هيئة الس وق المالي ة إض افة إلى البن ك المرك زي
كهياكل بحث و تتبع دورا هاما في المحافظة على توازن السوق
لهذه السوق .و عليه فان خصوصية زجر جرائم البورصة ال تبرز فقط من خالل
31
قانون 19سبتمبر 1958المتعلق باحداث البنك المركزي
32
الفصل 115من مجلة اسداء الخدمات لغير المقيمين
33
الفصل 124من قانون عدد64لسنة 2009
23
أما فيما يتعلق بالجانب العقابي في جرائم البورصة فإن العقوبات تنقسم الى 3أنواع
مالية تاديبية وسالبة للحري ة وفي نفس ه ذا الس ياق فإن ه تنف رد هيئ ة الس وق المالي ة
ومجلسها إضافة الى البنك المركزي باتخاذ العقوبات المالي ة والتاديبي ة بينم ا تحتف ظ
المحاكم بسلطة تسليط العقوبات السالبة للحرية .
أما فيما يخص العقوبات السالبة للحري ة فق د نص المش رع على ح د أدنى وه و 16
يوم وحد اقصى 3سنوات في بعض الجرائم ولكن ترك للقاضي اإلختيار بينها وبين
عقوبة الخطية وفي غالب األحيان وبماأن األمر يتعل ق بج رائم مالي ة تك ون العقوب ة
الخطية أكثر منها سجن وفي نفس سياث هذا اإلطار تجدر اإلشارة الى بعض
24
العقوبات التي أقرها المشرع فيما يتعلق ببعض الجرائم وفي السياق ذاته فق د قس مها
الى جرائم تتعلق بتنظيم السوق وأخرى تتعلق بإستغالل السوق .
أما فيما يتعل ق بج رائم ال تي تخص تنظيم الس وق فق د نص المش رع على جريمت ان
وهما جرائم المناورة وجريمة العرقلة .
وفيم ا يخص جريم ة المن اورة فق د نص الفص ل 81من ق انون 1994على أن
36
عقوبتها تتمثل في خطية مالية تتراوح بين 1000د و 10.000د .
أما بالنسبة لجريمة الص رفية وحس ب منط وق الفض ل 84من نفس الق انون يع اقب
مرتكب هذه الجريمة بالسجن لمدة تتراوح بين 6اش هر وبخطي ة ت تراوح بين 50د
الى 2000د أو بإحدى العقوبتين فقط .
ويكون عرضة لنفس العقوبات األشخاص الذين يعرقلون عم دا تنفي ذ اإلذن الص ادر
عن رئيس المحكمة اإلبتدائية .
أما فيما يتعلق بالعقوبات المقررة لجريمة إس تغالل الس وق فهي اوال عقوب ة جريم ة
إفادة الغبر بمعلومة داخلية وقد نص الفص 81من ق انون ع دد 117لس نة 1994
في فقرته 4علو أنه " يعاقب بخطية تتراوح بين 1500د ال 15000د كل شخص
يحصل بمناسبة ممارسة مهنته أو بمناسبة القيام بمهام ه على معلوم ة داخلي ة تتعل ق
بوض عية مص در األوراق المالي ة بالمس اهمة العام ة " .ومن بين ج رائم إس تغالل
السوق نجد كذلك جنحة إستغالل المعلومة الممتازة إذ ينص الفصل سابق الذكر على
أن عقوبة هذه الجنحة تتراوح بين 1000الى 10.000د ويذكر نفس الفصل جنحة
ترويج معلومة زائفة مظللة والتي تخضع الى العقوبات المق ررة ب الفقرة االولى من
نفس الفصل وفي إطار توسيع نطاق العقوبات فقد أقر المشرع التونسي المسؤولية
25
القانونية لوسطاء البورصة التي تنقسم بدورها الي 3مسؤوليات تأديبي ة " إن ذار أو
ت وبيخ أو التوقي ف الوق تي أو النه ائي كلي ا أو جزئي ا عن النش اط أو عن د اإلقتض اء
سحب المصادقة " .
أما المسؤولية المدنية فتتمثل في إل تزام المخ الف بج بر الض رر ال ذي أحدث ه نتيج ة
الخطا الصادر منه للمتعاملين معه من مدخرين ومسثمرين أم ا المس ؤولية الجزائي ة
فإن الجرائم السابق ذكره ا من الممكن أن يرتكبه ا وي ط ل دى البورص ة إض افة الى
ذلك فقد خصه المشرع بجريم ة خاص ة نص عليه ا الفص ل 82من نفس الق انون "
يعاقب بخطي ة من 500الى 2000الرؤس اء الم ديرون الع امون وأعض اء مجلس
اإلدارة وك ذلك للوس طاء ال ذين يتول ون عم دا إص دار اوراق مالي ة وأدوات مالي ة
لشركات مساهمة عامة أو تقديمها لإلكتتاب أو عرضها للبيع دون مراعات اإلج راء
الوارد بالفصل 2من هذا القانون ".
كما أق ر المش رع التونس ي ك ذلك مس ؤولية جزائي ة لمس دي الخ دمات المالي ة لغ ير
المقيمين إذ نص الفص ل 133من مجل ة إش داء الخ دمات لغ ير المقيمين على أن ه
يعاقب بالسجن من 3أشهر الى 3أعوام وبخطي ة ت تراوح بين 500الى , 5000
أو بإحدى العقوبتين كل شخص غير مرخص له أن يتعاطى بصفة إعتيادية الخدمات
المخصصة لمسدي الخدمات المالية لغير المقيمين أو كل شخص مرخص ل ه إس داء
خ دمات بنكي ة أو إس تثمارية أو خدم ة التص رف في المحاف ظ المالي ة أن يس تعمل
أساليب من شأنها إحداث لبس لدى الغير حول الصنف الذي ينتمي إليه .
وينص الفص 124من نفس المجل ة على أن ه " يع اقب ك ل ش خص يق وم بإخف اء
معلومات أو يدلي بمعلومات خاطئة يعاقب بخطية تساوي 5أضعاف األرباح وفي
26
نفس هذا اإلطار أقر المشرع التونسي مسؤولية جزائية للمستثمرين فقد نص الفص ل
16من القانون عدد 96لسنة 2005مؤرخ في 18اكتوبر 2005المتعلق بسالمة
العالقات المالية على أنه يعاقب بخطي ة مالي ة لفائ دة الخزين ة العام ة للدول ة ال تي ال
يتج اوز مق دارها 20000د وفي ص ورة تحقي ق أرب اح بمكن أن تبل غ مق دار تل ك
الخطية 5أضعاف مبلغ األرباح المحققة .
ويمكن كذلك لهيئة السوق المالية والبنك المركزي إتخاذ عقوبات مالية وتأديبية .
أما بالنسبة للبنك المركزي فقد خول الفصل 125من قانون ع دد 64لس نة 2009
لمحافظ البنك المركزي إتخاذ العقوب ات المنص وص عليه ا بمجل ة مس دي الخ دمات
لغير المقيمين وهي عقوبات تأديبية تتمثل في اإلنذار أو التوبيخ أو خطية مقدارها 5
مرات مبلغ المخالفة كم ا نص ت الفص ول من 43الى 46من ق انون 94على أن ه
يمكن لرئيس المحكمة اإلبتدائية بتونس بناء على طلب معلل من رئيس هيئ ة الس وق
المالي ة اإلذن إس تعجاليا بالعقل ة على األم وال والس ندات أو الحق وق الراجع ة
لألشخاص الذين هم محل مؤاخذة من طرف الهيئة مع وضع أحكام ويمكن حسب
وفيما يتعلق بهيئة السوق المالية فإن شأنها شأن البنك المركزي بإتخاذ عقوبات مالية
وتأديبية بإعتبار أن المحاكم تحتفظ بتسليط العقاب السالب للحري ة ,إذ ينص الفص ل
45من قانون 1994على أن هيئة السوق المالية تتخذ قراراتها عن طريق مجلسها
الذي يلتام كل شهرين على األقل أو بمناسبة إستدعاءه لإللتئام من طرف رئيسه أو
27
ثلثي أعظاءه ,وال تتسلط عقوبات إال عند إستدعاء وسماع الشخص المعني ب األمر
أو ممثله القانوني وذلك لمزيد توفير ضمانات .
كما أن قرارات الهيئة يجب أن تكون معللة ويقع الطعن فيها باإلستئناف امام محكمة
اإلستئناف بتونس لكن الطعن هنا ال يوقف التنفيذ إال أنه يمكن لرئيس المحكمة اإلذن
بتأجيل تنفيذ الق رار المطع ون في ه إذا ك ان من ش أنه أن يح دث آث ار من المس تحيل
تداركها.وباإلعتماد على ماسبق يتبين أن النظام العقابي يتميز بالتنوع من ناحية س ن
العقوبات ومن ناحية الهياكل التي يخول لها اإلقرار بهذه العقوبات ,
ومن ناحية القانون المقارن يعتبر القانون الفرنسي لسنة 1977الخاص بالبورصة
من أكثر القوانين تشددا في العقوبات المالية وذلك من خالل المادتين 8و 9من
القانون المذكور والجدير بالذكر أن المشرع الفرنسي فرق في العقوبة بين ش ركات
الوساطة في سوق راس المال و األشخاص الطبيع يين الق ائمين بالوظيف ة نفس ها في
إطار هذه الشركات .
28
المراجع :
محمود داوود يعقوب ،شركة دار القانون للمحاماة و االستشارات و التحكيم
األستاذ حمدي عبد العظيم ،أستاذ اقتصاد ،اقتصاديات البورصة في ضوء األزمات
و الجرائم .
منية بن تردايت ،جرائم البورصة ، 6ماجستير 6شعبة علوم جنائية 2011* 2010
سيد الطيبي ،البورصات و تدعيم االقتصاد الوطني ،كتاب األهرام االقتصادي
أحسن بوسقيقة.الوجيز في القانون الجزائي الخاص (جزء ثاني)طبعة 2دار
هومة للطباعة بالجزائر 2006
عمر سالم الحماية الجنائية للمعلومات غير المعلقة للشركات المقيدة بسوق
األوراق المالية الطبعة األولى دار النهضة العربية 1999
منير بوريشة 6المسؤولية الجنائية للوسطاء الماليين في عمليات البورصة دار
الجامعة الجديدة 2007
قانون 19سبتمبر 1958المتعلق باحداث البنك المركزي
مجلة اسداء الخدمات لغير المقيمين
القانون عدد 117لسنة 1994المتعلق بإعادة تنظيم السوق المالية
سيا الحاج س66الم .م66ذكرة الق66انون الج66زائي و حرك66ة راس م66ال الش66ركة المدرج66ة
بالبورصة2006/2007 6
منصف بوسلوقة .عالقة مراقب الحسابات بالنياب6ة 6العمومي66ة .ملتقى ح66ول ج66رائم
االعمال
سمير النصراوي بورصة 6تونس
29
الفهرس:
4---------------------------------------------------------1: المقدمة
11--------------------------------------------------------------1-5
17------------------------------------------------------------2-12
23-----------------------------------------------------------1-18
28-----------------------------------------------------------2-24
30