You are on page 1of 218

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جــامعــة الشهيد حمة لخضر ‪-‬الوادي‪-‬‬
‫كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫قسم العلوم الاقتصادية‬

‫محاضرات في مقياس‬
‫االقتصاد البنكي المعمق‬

‫ﻣطﺑوﻋﺔ ﻣوﺟﮭﺔ إﻟﻰ طﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ أوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر ﻋﻠوم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬


‫ﺗﺧﺻص اﻗﺗﺻﺎد ﻧﻘدي وﺑﻧﻛﻲ‬

‫إعداد‪:‬‬
‫الدكتور‪ :‬طارق خاطر‬ ‫الدكتور‪ :‬عادل زقرير‬
‫أستاذ محاضر ‪-‬أ‪-‬‬ ‫أستاذ محاضر ‪-‬أ‪-‬‬
‫جامعة باتنة ‪1‬‬ ‫جامعة الوادي‬

‫السنة الجامعية‪2021-2020 :‬‬


‫ين }}‬‫ِِ‬ ‫{{ ال تَ ِهنُوا َوال تَ ْح َزنُوا َو ْ‬
‫ك ْنتُ ْم ُم ْؤمن َ‬
‫ن إِ ْن ُ‬
‫َعلَ ْو َ‬
‫أَنتُ ُم األ ْ‬
‫سورة آل عمران آلاية ‪931‬‬
‫فهرس احملتويات‬
‫وقائمة اجلداول واألشكال‬
‫فهرس احملتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫تقديم‬
‫‪11-1‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬أساسيات حول البنوك واألنظمة املالية‬
‫‪2‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف النظام املالي واملصرفي‬
‫‪3‬‬ ‫ثانيا‪ :‬وظائف النظام املالي واملصرفي‬
‫‪8‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مؤسسات النظام املصرفي‬
‫‪31-11‬‬ ‫الفصل الثاين‪ :‬العوملة املالية وحترير اخلدمات البنكية‬
‫‪18‬‬ ‫أوال‪ :‬الصناعة املالية والعوملة‬
‫‪22‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مفهوم الكبح املالي وأهم تكاليفه وقيوده‬
‫‪23‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مفهوم وأشكال وطبيعة ظاهرة تحرير الخدمات املالية والبنكية‬
‫رابعا‪ :‬شروط نجاح ظاهرة تحرير الخدمات املالية والبنكية واملنافع‬
‫‪32‬‬
‫والتكاليف املحتملة‬
‫‪11-38‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬الصريفة والبنوك االلكترونية‬
‫‪33‬‬ ‫أوال‪ :‬التكنولوجيا وأعمال البنوك‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الصيرفة إلالكترونية (املفهوم وألاشكال والقنوات)‬
‫‪11‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مفهوم البنوك إلالكترونية‬
‫‪18‬‬ ‫رابعا‪ :‬منافع ومتطلبات وتكاليف تطبيق الصيرفة والبنوك إلالكترونية‬
‫‪13-12‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬البنوك الشاملة‬
‫‪13‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم البنوك الشاملة‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا‪ :‬وظائف البنوك الشاملة‬
‫‪11‬‬ ‫ثالثا‪ :‬آليات التحول إلى البنوك الشاملة‪ ،‬متطلباته وضوابطه‬
‫‪18‬‬ ‫رابعا‪ :‬مزايا وسلبيات التحول إلى البنوك الشاملة‬
‫‪83-12‬‬ ‫الفصل اخلامس‪ :‬البنوك اإلسالمية‬
‫‪11‬‬ ‫أوال‪ :‬البنوك إلاسالمية (النشأة والتطور‪-‬التعريف والخصائص‪-‬ألاهداف)‬
‫‪13‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مصادر ألاموال في البنوك إلاسالمية‬
‫‪12‬‬ ‫ثالثا‪ :‬استخدامات ألاموال في البنوك إلاسالمية‬
‫‪81‬‬ ‫رابعا‪ :‬صيغ التمويل في البنوك إلاسالمية‬

‫‪I‬‬
‫‪123-81‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬االندماج البنكي واخلوصصة املصرفية‬
‫‪81‬‬ ‫أوال‪ :‬إلاطار النظري لالندماج املصرفي بين املنافع والتكاليف‬
‫‪31‬‬ ‫ثانيا‪ :‬شروط وضوابط ومحددات استراتيجية الاندماج املصرفي‬
‫‪33‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مفهوم الخوصصة وأبعادها املختلفة‬
‫‪121‬‬ ‫رابعا‪ :‬أهداف خوصصة البنوك وضوابط نجاحها‬
‫‪122-121‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬إدارة املخاطر البنكية‬
‫‪121‬‬ ‫أوال‪ :‬إلاطار النظري للمخاطر البنكية‬
‫‪128‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تصنيف وأنواع املخاطر البنكية‬
‫‪111‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مفهوم وأهمية إدارة املخاطر البنكية وألاطراف املهتمة‬
‫‪118‬‬ ‫رابعا‪ :‬مهام ومبادئ إدارة املخاطر البنكية‬
‫‪111-123‬‬ ‫الفصل الثامن‪ :‬مقررات جلنة بازل للرقابة املصرفية‬
‫‪121‬‬ ‫أوال‪ :‬نشأة وأهداف لجنة بازل للرقابة املصرفية‬
‫‪121‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إتفاقية بازل ألاولى للرقابة املصرفية‬
‫‪121‬‬ ‫ثالثا‪ :‬إتفاقية بازل الثانية للرقابة املصرفية‬
‫‪132‬‬ ‫رابعا‪ :‬إتفاقية بازل الثالثة للرقابة املصرفية‬
‫‪113-118‬‬ ‫الفصل التاسع‪ :‬حوكمة البنوك‬
‫‪113‬‬ ‫أوال‪ :‬الحوكمة في البنوك (املفهوم ودواعي التطبيق)‬
‫‪111‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أدوار ألاطراف املشاركة في تطبيق نظام حوكمة البنوك‬
‫‪111‬‬ ‫ثالثا‪ :‬متطلبات تعزيز تطبيق الحوكمة في البنوك‬
‫‪111‬‬ ‫رابعا‪ :‬أهمية تطبيق نظام الحوكمة بالنسبة للقطاع املصرفي‬
‫‪112-112‬‬ ‫الفصل العاشر‪ :‬التسويق البنكي‬
‫‪111‬‬ ‫أوال‪ :‬خصائص ومميزات الخدمات املصرفية‬
‫‪113‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مفهوم تسويق الخدمات املصرفية وأهم أهدافه‬
‫‪111‬‬ ‫ثالثا‪ :‬خصائص التسويق املصرفي وأهمية وجود إدارة تسويقية‬
‫‪111‬‬ ‫رابعا‪ :‬املزيج التسويقي للخدمات املصرفية‬
‫‪131-113‬‬ ‫الفصل احلادي عشر‪ :‬األزمات املالية والنظام املصريف‬
‫‪111‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم ألازمات‪ ،‬خصائصها ومراحلها‬
‫‪118‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مفهوم ألازمات املالية وأهم أنواعها ومسبباتها‬
‫‪183‬‬ ‫ثالثا‪ :‬آثار ألازمات املالية ومؤشراتها‬
‫‪181‬‬ ‫رابعا‪ :‬آليات انتشار ألازمات املالية وسبل معالجتها‬
‫‪223-131‬‬ ‫قائمة املراجع‬

‫‪II‬‬
‫قائمة اجلداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان اجلدول‬ ‫الرقم‬


‫ألانشطة املسموح بها للبنوك التجارية في بعض دول الاتحاد‬
‫‪21‬‬ ‫‪1‬‬
‫ألاوروبي ومجموعة العشر ‪G10‬‬
‫‪21‬‬ ‫معايير درجة تصنيف التحرير املالي واملصرفي‬ ‫‪2‬‬
‫‪32‬‬ ‫مراحل التحرير الاقتصادي واملالي‬ ‫‪3‬‬
‫املنافع والتكاليف املحتملة ألنواع معينة من تدفقات رأس املال‬
‫‪31‬‬ ‫‪1‬‬
‫ألاجنبي‬
‫‪11‬‬ ‫تكلفة الخدمات املصرفية حسب قنوات تقديمها‬ ‫‪1‬‬
‫‪11‬‬ ‫متطلبات وتكاليف تطبيق الصيرفة والبنوك إلالكترونية‬ ‫‪1‬‬
‫‪11‬‬ ‫وظائف البنوك الشاملة‬ ‫‪1‬‬
‫‪13‬‬ ‫تواريخ تأسيس بعض البنوك إلاسالمية‬ ‫‪8‬‬
‫‪113‬‬ ‫مقياس املخاطر الذي يتعرض إليها أي بنك‬ ‫‪3‬‬
‫‪138‬‬ ‫معايرة إطار رأس املال‬ ‫‪12‬‬
‫‪113‬‬ ‫ألابعاد الثالثة املنتج املصرفي‬ ‫‪11‬‬
‫املؤشرات الاقتصادية التقليدية الدالة على حدوث ألازمات‬
‫‪181‬‬ ‫‪12‬‬
‫املالية‬

‫‪III‬‬
‫قائمة األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫الرقم‬


‫‪13‬‬ ‫عوامل التأثير في الصناعة املالية واملصرفية‬ ‫‪1‬‬
‫‪21‬‬ ‫أشكال التحرير املالي‬ ‫‪2‬‬
‫‪38‬‬ ‫إطار عالقة محددات الاندماج باألداء املصرفي‬ ‫‪3‬‬
‫‪128‬‬ ‫تصنيف وأنواع املخاطر البنكية‬ ‫‪1‬‬
‫‪111‬‬ ‫عناصر عملية إدارة املخاطر‬ ‫‪1‬‬
‫‪132‬‬ ‫الدعائم الثالث التفاقية "بازل ‪ "II‬لكفاية رأس املال‬ ‫‪1‬‬
‫القنوات التي يؤثر إلاصالح التنظيمي من خاللها على القطاع‬
‫‪111‬‬ ‫‪1‬‬
‫الحقيقي‬
‫الانعكاسات املحتملة الالتزام باتفاقية بازل ‪ III‬لكفاية رأس املال‬
‫‪111‬‬ ‫‪8‬‬
‫املصرفي على النمو‬
‫‪112‬‬ ‫ألاطراف املشاركة في نظام الحوكمة في البنوك‬ ‫‪3‬‬
‫آلاثار املحتملة لتبني استراتيجية الحوكمة املؤسسية في القطاع‬
‫‪113‬‬ ‫‪12‬‬
‫املصرفي‬
‫‪118‬‬ ‫عناصر التسويق املصرفي املوسع‬ ‫‪11‬‬
‫‪111‬‬ ‫العناصر ألاساسية لألزمة‬ ‫‪12‬‬
‫‪111‬‬ ‫مراحل ألازمة‬ ‫‪13‬‬
‫‪132‬‬ ‫قنوات انتشار ألازمات املالية‬ ‫‪11‬‬

‫‪IV‬‬
‫تـــقـــديـــم‬
‫ت ـق ـدي ـ ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫يشهد الاقتصاد العالمي تحوالت كثيرة ازداد تفاعلها بفعل العوملة‪ ،‬وبصفة خاصة العوملة‬
‫املصرفية التي ألقت بظاللها على أداء وأعمال البنوك‪ ،‬ويعتبر الجهاز املصرفي بمثابة املحرك ألي نظام‬
‫اقتصادي‪ ،‬وتلعب وحدات هذا الجهاز دورا بالغ ألاهمية في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية‪،‬‬
‫وذلك بفضل ما يتوافر لديها من قدرات على تعبئة املوارد املالية وتوجيهها نحو املشاريع التنموية‪ ،‬هذا‬
‫وقد تعاظم دور هذه الوحدات تحت تأثير املستجدات والتطورات العاملية املعاصرة وتيار الانفتاح على‬
‫ألاسواق النقدية واملالية العاملية‪.‬‬
‫وفي ضوء املستجدات والتطورات التي يعيشها الجهاز املصرفي واملالي العامليين مثل الاندماج‬
‫البنكي‪ ،‬باإلضافة إلى تدويل ألاعمال املصرفية‪ ،‬انتشر في كثير من دول العالم موجة التحرر من القيود‬
‫التي كانت تحول دون ممارسة البنوك لكثير من ألانشطة‪ .‬ناهيك عن تعاظم املخاطر وألازمات املالية التي‬
‫تواجه البنوك‪ .‬وأصبح لزاما على مؤسسات النظام املصرفي تبني استراتيجيات كفيلة بتحديث النشاط‬
‫والتوافق مع مستجدات ومتغيرات بيئتها املحلية والعاملية‪.‬‬
‫وهكذا أصبح من الضروري‪ ،‬الاطالع على هذه املستجدات والتفاعل معها‪ ،‬وهذا بغرض تعميق‬
‫مفاهيم الطلبة فيما يتعلق باالقتصاد البنكي‪.‬‬

‫جاءت فصول هذه املحاضرات متبعة تسلسال منهجيا في طرح املواضيع املعنية بالدراسة‪ ،‬إذ‬
‫تنطلق من التذكير بأساسيات ألانظمة املصرفية وتأثيرات العوملة وموجة التحرر املالي مرورا بأبرز‬
‫التحوالت في الصناعة املصرفية على غرار العمل املصرفي الشامل وإلاسالمي‪ ،‬الاندماج والخوصصة‬
‫املصرفية‪ ،‬وكذا ما يتعلق باملخاطر البنكية ومقررات لجنة بازل وكل من الحوكمة والتسويق‪ ،‬ووصوال‬
‫إلى تحليل ألازمات املصرفية وأهم مسبباتها وآثارها وسبل معالجتها‪.‬‬

‫املؤلفان‬

‫أ‬
‫الفصل األول‪ :‬أساسيات حول البنوك واألنظمة‬
‫املالية‬

‫أوال‪ :‬تعريف النظام املايل واملصريف‬


‫ثانيا‪ :‬وظائف النظام املايل واملصريف‬
‫ثالثا‪ :‬مؤسسات النظام املصريف‬
‫الفصل ألاول __________________________________________________ أساسيات حول البنوك وألانظمة املالية‬

‫تمهيد‬
‫يعد النظام املصرفي واملالي جزءا أساسيا من البناء الاقتصادي السائد في أي دولة ويلعب دورا‬
‫أي من النظم الاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬هذا الدور وتلك ألاهمية يأخذها من خالل سعي‬ ‫مهما في ظل ٍ‬
‫املجتمعات لتحقيق التنمية والرفاه‪ ،‬فالوظيفة ألاساسية ألي نظام مالي هي إتاحة أكبر قدر من املرونة‬
‫وتوفير أنسب حجم من وسائل الدفع إلتمام مختلف الصفقات والعقود ودعم فرص الابتكار والتطوير‬
‫والتحديث‪.‬‬
‫نتناول في هذا املحور املفاهيم ألاساسية للنظام املالي ومكوناته‪ ،‬وإجماال فإن ألانظمة املالية تقسم‬
‫إلى قسمين رئيسيين يضم كل منهما مجموعة من املؤسسات التي تؤدي أدوارا مختلفة في الربط بين‬
‫وحدات الفائض املالي ووحدات العجز املالي وهما النظام املصرفي من جهة وألاسواق املالية من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف النظام املالي واملصرفي‬


‫يمثل النظام املالي في الواقع جزءا هاما من مكونات النظام الاقتصادي‪ ،‬وأحد املؤثرات الرئيسية‬
‫في مستوى النشاط‪ ،‬ليس فقط نتيجة تأثيره على مختلف القطاعات الاقتصادية ألاخرى ولكن ألن له‬
‫تأثيرات اجتماعية تمتد إلى مختلف شرائح املجتمع بشكل مباشر وغير مباشر من خالل الوظائف التي‬
‫تؤديها املؤسسات وألاسواق املالية في الاقتصاد وما يترتب عليها من نتائج اقتصادية واجتماعية‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف النظام املالي‬
‫يعرف النظام املالي على أنه مجموع الهيئات وآلاليات التي تسمح لبعض ألاعوان خالل فترة زمنية‬
‫معينة بالحصول على موارد للتمويل وآلخرين باستخدام وتوظيف مدخراتهم‪ ،1‬فهو يسمح للوحدات‬
‫الاقتصادية ذات العجز باإلنفاق أكثر مما تملك خالل فترة زمنية معينة وفي املقابل نجده يتيح للوحدات‬
‫ذات الفائض توظيف فوائضها‪2.‬‬

‫ويتكون هذا النظام من شبكة من املؤسسات املالية وألاسواق والتي تتوفر على كافة الظروف‬
‫وآلاليات التي تتحكم في إنتاج حيازة وتبادل ألاصول وألادوات املالية املختلفة‪3.‬‬

‫إذن باإلمكان تعريف النظام املالي على أنه مجموع الترتيبات املؤسساتية والقانونية التي تتحكم‬
‫وتؤثر في تدفق ألاموال في الاقتصاد بواسطة مختلف ألادوات املالية التي تحوزها مؤسساته وأسواقه‪،‬‬
‫وهي ألاركان الثالث الرئيسية في أي تعريف لهذا النظام‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد املجيد قدي‪ ،‬املدخل إلى السياسات الاقتصادية الكلية‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،3002 ،‬ص‪.360 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Robert Ferrandier, Vincent Koen, Marchés de Capitaux et Techniques Financières, 4 édition, Economica,‬‬
‫‪Paris, 1997, P: 9.‬‬
‫‪ 3‬سعيد عبد الحميد مطاوع‪ ،‬ألاسواق املالية املعاصرة‪ ،‬مكتبة أم القرى‪ ،‬مصر‪ ،3002 ،‬ص‪.3 :‬‬

‫‪2‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل ألاول __________________________________________________ أساسيات حول البنوك وألانظمة املالية‬

‫‪ -2‬تعريف النظام املصرفي‬


‫تعد املصارف وألاسواق املالية من أهم مكونات النظام املالي كما تمت إلاشارة إليه سابقا‪ ،‬وفيما‬
‫يلي سيتم استعراض مفهوم النظام املصرفي الذي يمثل الشق ألاهم للنظام املالي في العديد من البلدان‬
‫خصوصا النامية منها‪ ،‬فضال عن التطرق بش يء من التفصيل ألهم مؤسساته‪.‬‬
‫يشكل مجموع املصارف ومؤسسات الائتمان ألاخرى النظام املصرفي والذي يعرف على أنه مجموع‬
‫املؤسسات التي تتعامل باالئتمان وتسعى إلى توفير التمويل املطلوب على الصعيدين القومي والفردي‪.1‬‬
‫إذ يعد النظام املصرفي أحد املكونات الرئيسية للنظام املالي ويضم إلى جانب املكون ألاهم له وهي‬
‫املصارف بشتى أنواعها مختلف الوسطاء املاليين آلاخرين‪ ،‬بينما يقف البنك املركزي على قمة هرم هذا‬
‫النظام بوصفه بنك البنوك وامللجأ ألاخير لإلقراض‪.‬‬
‫كما يقصد بالجهاز املصرفي "مجموع املصارف العاملة في بلد ما‪ ،‬وهو يضم مجمل النشاطات التي‬
‫تمارس بها العمليات املصرفية وخاصة تلك املتعلقة بمنح الائتمان‪ ،‬وهو يشمل السلطات املسؤولة عن‬
‫السياسة النقدية واملتمثلة في البنك املركزي والخزينة العامة واملؤسسات املالية املتخصصة"‪2.‬‬

‫وهو كذلك "مجموع املؤسسات التي تتخذ التعامل بالنقود بأشكالها املختلفة الوظيفة الرئيسية‬
‫لها‪ ،‬وتشكل هذه املؤسسات مع القواعد والقوانين والنظم وألاعراف التي تحكم نشاطها الجهاز املصرفي‬
‫للدولة"‪3‬‬

‫ويأخذ الجهاز املصرفي شكل هرم يقف في قمته البنك املركزي‪ ،‬وفي طرفي قاعدته البنوك التجارية‬
‫واملؤسسات املصرفية الوسيطة‪ ،‬ويعبر هذا الجهاز عن مؤسسات الجهاز املصرفي والقوانين وألانظمة‬
‫التي تعمل في ظلها هذه املؤسسات من أجل أداء وظائفها‪4.‬‬

‫ثانيا‪ :‬وظائف النظام املالي واملصرفي‬


‫إن ألانظمة املالية تهدف في املقام ألاول لخدمة مقاصد النمو الاقتصادي والتنمية في البلدان على‬
‫اختالف نماذج هياكلها الاقتصادية‪ ،‬وبش يء من التفصيل فإن النظام املالي سواء تعلق ألامر بالبنوك أو‬
‫ألاسواق املالية ومن خالل الوظائف التالية يعمل على تعبئة أكبر قدر من املوارد املالية املتاحة ومن ثم‬
‫تخصيصها ملختلف أنواع النشاط الاقتصادي كما يسمح بضمان تخصيص أكفأ للموارد املالية املتاحة‬
‫في الاقتصاد والتقليل من مشاكل عدم تماثل املعلومات‪:‬‬

‫‪ 1‬أسامة محمد الفولي‪ ،‬مجدي محمود شهاب‪ ،‬مبادئ النقود والبنوك‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬مصر‪ ،2111 ،‬ص‪.251 :‬‬
‫‪ 2‬خبابة عبد هللا‪ ،‬الاقتصاد املصرفي‪ :‬البنوك إلالكترونية‪-‬البنوك التجارية‪-‬السياسة النقدية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬إلاسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،3001 ،‬ص‪.271 :‬‬
‫‪ 3‬خالد علي الدليمي‪ ،‬النقود واملصارف والنظرية النقدية‪ ،‬دار ألانيس طباعة ونشر وتوزيع‪ ،‬مصراته‪ ،‬الجماهيرية الليبية‪ ،2111 ،‬ص‪.51 :‬‬
‫‪ 4‬نعمة هللا نجيب‪ ،‬محمود يونس‪ ،‬عبد النعيم مبارك‪ ،‬مقدمة اقتصاديات النقود والصيرفة والسياسات النقدية‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،3002 ،‬ص‪.246 :‬‬

‫‪3‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل ألاول __________________________________________________ أساسيات حول البنوك وألانظمة املالية‬

‫‪ -1‬تعبئة املدخرات‪ :‬تعد وظيفة تعبئة املدخرات من أولى الوظائف التي ارتبطت بظهور املؤسسات املالية‬
‫منذ نشوئها‪ ،‬حيث تسعى مؤسسات الوساطة املالية إلى جذب أكبر قدر ممكن من املدخرات وألاموال‬
‫والتي على ضوئها تبنى سياسات إلاقراض والاستثمار لهذه املؤسسات‪ ،‬وهذا من خالل إتاحة مجموع‬
‫متنوعة من الوسائط وألاوعية الادخارية التي تالئم متطلبات شرائح واسعة من وحدات الفائض وتتالءم‬
‫وتفضيالتهم فيما يتعلق بالسيولة املخاطرة والعائد‪ ،‬وكذا إدخال تجديدات مستمرة عليها يدعمها في‬
‫ذلك التطور الهائل في نظم املعلومات والاتصال‪ ،‬وعليه فإن تطور وظائف النظام املالي وزيادة كفاءة‬
‫أدائه يتناسب إيجابيا مع قدرة الوسطاء املاليين على حشد حجم متزايد من املوارد املالية ويرفع مقدرتهم‬
‫على تقديم التمويل املناسب للمشروعات الاقتصادية وباملحصلة تعزيز النمو الاقتصادي‪.‬‬
‫في املقابل فإن وجود نظام مالي متخلف سيعمل على زيادة الاكتناز السائل وتفضيل ألاصول غير‬
‫املنتجة كبديل لحفظ الثروة ودفع ألافراد إلى التعامل مع القطاع غير الرسمي‪ ،‬مما يزيد من نسبة‬
‫التسرب ويؤدي إلى انخفاض كفاءة النظام املالي في جمع املوارد املالية وتخصيصها مما ينعكس سلبا‬
‫على معدالت الاستثمار الحقيقي والنمو‪.‬‬
‫وتذهب أغلب نماذج التنمية إلى اعتبار أن ارتفاع حجم الادخار يؤدي إلى تراكم كبير لرأس املال‬
‫ويسرع من النمو الاقتصادي‪ ،‬وعلى الرغم من وجود من يرى أن العالقة تسير بالعكس من النمو إلى‬
‫الادخار فإن وجتهي النظر تؤكدان على أهمية وإيجابية العالقة بين الادخار والنمو والتي قد تسير فعليا في‬
‫كال الاتجاهين باختالف مرحلة التطور الاقتصادي للمجتمع‪ ،‬وهو ما تؤكده التجارب التنموية الناجحة‬
‫لعدد من دول آسيا والتي سبقتها معدالت ادخار عالية بلغت في الصين على سبيل املثال أكثر من ‪%40‬‬
‫من حجم الناتج املحلي إلاجمالي للفترة ‪1.3002-2111‬‬

‫‪ -2‬تشجيع الاستثمار‪ :‬يعد الاستثمار املحرك الرئيس ي للفعاليات الاقتصادية وللنمو الاقتصادي فقد‬
‫عده الكالسيك ألاساس في رفع معدل تراكم رأس املال واملحور ألاساس ي للنمو الاقتصادي‪ ،‬كما يعد من‬
‫وجهة النظر الكينزية مؤثرا رئيسيا في تحديد الطلب الكلي الفعال ومن ثم معدل النمو الاقتصادي‪ ،‬في‬
‫حين اعتبره كل من (‪ )Harrod‬و(‪ )Domar‬السبب الرئيس ي للنمو في ألاجل الطويل‪ ،‬ويعتبر توفير التمويل‬
‫الالزم للمشاريع الاستثمارية من بين الوظائف الرئيسية التي تقدمها مؤسسات النظام املالي املختلفة‬
‫سواء تم ذلك من خالل مؤسسات الوساطة املالية عبر ما يعرف بالتمويل غير املباشر أو من خالل‬
‫ألاسواق املالية عبر قناة التمويل املباشر‪ ،‬وتعمل هذه املؤسسات على تقديم أنواع متعددة من التمويل‬
‫من حيث الطبيعة والغرض وفترات الاستحقاق تراعي الخصوصية املالية والاقتصادية للمشاريع املمولة‪،‬‬
‫وبهذا فإن الائتمان املقدم للوحدات الاقتصادية يساهم في رفع حجم الاستثمار إلاجمالي مما ينعكس‬
‫إيجابا على النمو الاقتصادي‪.‬‬

‫عبد الرحمان بن سانية‪ ،‬الانطالق الاقتصادي بالدول النامية في ظل التجربة الصينية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم الاقتصادية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫تخصص اقتصاد التنمية‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان‪ ،3022/3023 ،‬ص‪.364 :‬‬

‫‪4‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل ألاول __________________________________________________ أساسيات حول البنوك وألانظمة املالية‬

‫‪ -3‬جمع ونقل املعلومات‪ :‬تستفيد املؤسسات املالية من مزايا اقتصاديات الحجم فيما يخص تخفيض‬
‫تكاليف الحصول على املعلومات املتعلقة باملشاريع الاستثمارية املختلفة‪ ،‬كما تتمتع هذه املؤسسات‬
‫املالية بمقدرتها الكبيرة على تجميع وتحليل هذه املعلومات والحكم على املراكز املالية لوحدات العجز‬
‫وهو ما ال يتوفر لغيرها في هذا املجال‪ ،1‬أو من خالل لجوئها إلى املختصين في ميدان التحليل املالي حيث‬
‫تكون تكلفة استخدامهم منخفضة جدا ألنها تتوزع على عدد كبير من العمليات‪ ،2‬والبنوك بجمعها‬
‫للمعلومات فإنها ترجح كفة املشاريع ألاجدى اقتصاديا ألامر الذي يحد من حجم املخاطر ويشجع الابتكار‬
‫التقني‪ ،3‬كما يساعد ذلك على اتخاذ القرار املالي ألامثل لطالبي ألاموال ولعارضيها وكذا الابتعاد عن‬
‫التوظيفات ضعيفة املردود وعالية املخاطر مما يساعد على انسياب املوارد املالية بكفاءة أكبر نحو أفضل‬
‫الفرص الاستثمارية‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى تحسين حجم ونوعية الاستثمارات وتطوير توزيع رأس‬
‫املال ويدفع إلى رفع معدالت النمو الاقتصادي‪.‬‬
‫أيضا فإن وجود سوق مالية متطورة سيعمل على توفير وسائل أفضل للمعلومات والرصد مما‬
‫يزيد من ثقة املستثمرين ويقلل من التكلفة الرأسمالية‪4.‬‬

‫وباإلضافة إلى الدور السابق في تجميع املعلومات فإن الدور الثاني الذي يقوم به النظام املالي هو‬
‫نقل املعلومات وهي الوظيفة التي تضطلع بها ألاسواق املالية على وجه الخصوص وهذا بإدخال هذه‬
‫املعلومات في أسعار أسهم وسندات وباقي ألاصول املالية للمؤسسات‪ ،‬حيث يستفيد املدخرون‬
‫واملستثمرون من املعلومات من خالل النظر إلى عوائد ألاصل محل الاهتمام‪ ،‬ويمثل إدخال املعلومات‬
‫املتاحة في عوائد ألاصول أو الاستثمارات املالية الظاهرة املميزة لألسواق املالية التي تؤدي عملها بكفاءة‪5.‬‬

‫‪ -4‬إدارة وتوزيع املخاطر‪ :‬كما ينقل النظام املالي ألاموال فإنه يقوم أيضا بنقل املخاطر‪ ،‬فشركات التأمين‬
‫على سبيل املثال هي وسيط مالي متخصص في تحويل املخاطر‪ ،‬وفي غالب ألاحيان فإن ألاموال واملخاطر‬
‫يتصالن ببعضهما البعض وهما عنصران متالزمان ينتقالن في نفس الوقت في النظام املالي‪6.‬‬

‫وللنظام املالي املتطور دور مهما في التقليل من مخاطر النشاط الاقتصادي ليس من خالل نشاط‬
‫قطاع التأمين فحسب ولكن كذلك من خالل توفير املعلومات واملعرفة املتخصصة وتقليل كلفة البحث‬

‫‪ 1‬سعيد عبد الحميد مطاوع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21 :‬‬


‫‪ 2‬صبح محمود‪ ،‬الابتكارات املالية‪ :‬املؤسسات وألاوراق املالية الغائبة عن السوق املالي املصري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2111‬ص ص‪.22-20 :‬‬
‫‪ 3‬وليد عبد مواله‪ ،‬دور القطاع التمويلي في التنمية‪ ،‬جسر التنمية‪ ،‬املعهد العربي للتخطيط‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،15‬السنة الثامنة‪ ،‬يوليو‬
‫‪ ،3001‬ص‪.2 :‬‬
‫‪ 4‬روبيرتو زاهلر‪ ،‬التطور املالي في شيلي‪ ،‬الندوة الثالثة حول تطور القطاع املالي والنمو الاقتصادي‪ ،‬معهد السياسات الاقتصادية‪ ،‬صندوق‬
‫النقد العربي‪ ،‬أبو ظبي‪ 1-7 ،‬ديسمبر ‪ ،3002‬ص‪.246 :‬‬
‫‪ 5‬صبح محمود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.22-20 :‬‬
‫‪ 6‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.22-20 :‬‬

‫‪5‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل ألاول __________________________________________________ أساسيات حول البنوك وألانظمة املالية‬

‫وتقييم املنشآت واملدراء وظروف السوق إلى جانب تقليل املخاطر من خالل املقدرة على تنويع‬
‫الاستثمارات‪1.‬‬

‫إن عوائد الاستثمار تنطوي على نوعين من املخاطر‪ ،‬ينجم ألاول عن نقص املعلومات التقنية‬
‫والثاني يرتبط باملخاطر املستقبلية للطلب على إلانتاج‪ ،‬حيث لهذه املخاطر تأثير واضح على كفاءة‬
‫تخصيص املوارد‪ ،‬ويعمل الوسطاء املاليون على تنويع حافظاتهم املالية وفقا العتبارات العائد والسيولة‬
‫واملخاطرة بما يخفض من قيمة املخاطر املجمعة قياسا إلى ما تمثله مخاطر مشروع منفرد على مدخر‬
‫أو مستثمر واحد‪ ،2‬فتنويع هذه املحفظة يجعل من التقلبات الحادة في قيمتها تنخفض‪ ،‬على اعتبار أن‬
‫عوائد الاستثمار داخل املحفظة ال تتغير بنفس الطريقة‪3.‬‬

‫ومن جانب آخر يوفر السوق املالي املتطور مزيدا من السيولة ومن عرض ألاموال املتاحة لالستثمار‬
‫ومزيدا من خيارات التنويع أمام املستثمرين الذين يكون باستطاعتهم تنويع عنصر املجازفة مع زيادة‬
‫توفر ألادوات املالية املختلفة‪4.‬‬

‫‪ -5‬تعزيز الرقابة والحوكمة‪ :‬من خالل وظائف القطاع املالي في جمع املعلومات وإدارة املخاطر وتنويعها‬
‫فإنه يتيح رقابة فعالة على املقترضين والشركات‪ ،5‬فالتقييم شبه املتواصل للشركات استنادا إلى كل‬
‫املعلومات املتوفرة يساند كفاءة تخصيص رأس املال‪ ،‬كما أن البورصات السائلة تتيح شراء الشركات‬
‫غير الكفؤة من قبل شركات أخرى ألامر الذي يدعم الكفاءة من خالل فرض الانضباط على املديرين‪6.‬‬

‫كما تستطيع البورصات تحسين إدارة وضبط الشركات من خالل تمكين أصحابها من ربط رواتب‬
‫املديرين بقيمة الشركة مما يخفف من مشاكل الوكالة (‪ ،)Agency Problem‬وهذا من خالل إدخال‬
‫التوازن بين حوافز ومصالح املديرين‪7.‬‬

‫‪ -6‬توفير السيولة وخفض تكاليف املعامالت‪ :‬يهتم املستثمرون بشكل كبير بسيولة استثماراتهم املالية‬
‫التي تعني قدرة ألاصل على التحول بسرعة وبأقل تكلفة إلى نقد وهذا من أجل الاستجابة بسرعة إلى‬
‫الفرص الجديدة أو ألاحداث غير املتوقعة‪ ،‬حيث يوفر النظام املالي من خالل مؤسساته وأسواقه املالية‬
‫نظاما للمتاجرة يجعل من ألاصول املالية أكثر سيولة‪ ،‬فالقدرة على تحويل ألاصول املالية منخفضة‬

‫‪ 1‬زياد فريز‪ ،‬التطور املالي والنمو الاقتصادي‪ :‬حالة ألاردن‪ ،‬الندوة الثالثة حول تطور القطاع املالي والنمو الاقتصادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.341‬‬
‫‪ 2‬شذا جمال الخطيب‪ ،‬العوملة املالية ومستقبل ألاسواق العربية لرأس املال‪ ،‬مؤسسة طابا‪ ،‬مصر‪ ،3003 ،‬ص‪.22 :‬‬
‫‪ 3‬صبح محمود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.22-20:‬‬
‫‪ 4‬روبيرتو زاهلر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.247 :‬‬
‫‪ 5‬وليد عبد مواله‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2 :‬‬
‫‪ 6‬بيتر ج مونتيل‪ ،‬التمويل والرفاهية والنمو‪ ،‬الندوة الثالثة حول تطور القطاع املالي والنمو الاقتصادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47 :‬‬
‫‪ ‬تتمثل في معرفة كيف يمكن للمالك (املقرض) التأكد –في غياب التعهد املسبق– من أن الوكيل سيتخذ قرارات في إدارة املوارد من شأنها‬
‫خدمة مصلحة املالك‪.‬‬
‫‪ 7‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.47 :‬‬

‫‪6‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل ألاول __________________________________________________ أساسيات حول البنوك وألانظمة املالية‬

‫السيولة إلى حقوق سائلة على النحو الذي يالئم رغبات املدخر يعد أحد معايير الكفاءة للنظام املالي‪،1‬‬
‫وفي هذا السياق فإن سيولة سوق ألاوراق املالية توفر فرصا مميزة تقابل رغبات مختلف ألاطراف‬
‫املتعاملة في هذه السوق‪ ،‬وتوفق بين متطلبات التمويل طويل ألاجل لالستثمارات وعدم رغبة املستثمرين‬
‫أو تخوفهم من التخلي عن مدخراتهم لفترة طويلة ألامر الذي يجعل الاستثمار أقل مخاطرة وأكثر جاذبية‪.‬‬
‫كما أن وجود أسواق مالية متطورة بأدائها وأدواتها قادرة على الاستجابة السريعة ملتطلبات‬
‫الاقتصاد من السيولة بالحجم والوقت املالئمين بات ضرورة حتمية ملواجهة املتغيرات املحلية والدولية‪،‬‬
‫كما أن اللجوء إليها بدال عن الجهاز املصرفي لن يؤدي إلى زيادة الكتلة النقدية (بما قد يؤدي إلى تضخم‬
‫غير مرغوب أو ضغط على ميزان املدفوعات) وإنما إلى إعادة توزيعها‪ ،‬كما يحافظ على الطاقة الاقتراضية‬
‫للمنشأة التجارية عند الحاجة‪2.‬‬

‫من جهة أخرى يؤدي تطور القطاع املالي إلى تقليل تكاليف معامالت الادخار والاستثمار وتكاليف‬
‫الاختيار املعاكس وألاخطار املعنوية للشركات وهو ما يخفض التكلفة الرأسمالية الكلية للشركات والتكلفة‬
‫النسبية لرأس املال الخارجي مما يزيد من إمكانية إقامتها ملشاريع مربحة‪ ،3‬كما يؤدي خفض تكاليف‬
‫املعامالت وتسهيل تعبئة املدخرات إلى تشجيع التخصص والابتكار التقني ألامر الذي يقود إلى زيادة‬
‫إلانتاجية وتحسين استخدام املوارد وبالنتيجة يسمح بتعزيز النمو الاقتصادي‪ ،‬ومن شأن دور النظام‬
‫املالي في خفض تكلفة املعامالت أن يساهم في تشجيع التبادل كون التخصص والتبادل التجاري يتطلبان‬
‫معامالت اقتصادية أكثر مما تتطلبه نفس العمليات في إطار بيئة الاكتفاء الذاتي‪4.‬‬

‫املصارف بدورها تستطيع التوسط بكلفة أقل من خالل تجميع كافة مطلوباتها وكافة أصولها‬
‫واستغالل وفورات الحجم والنطاق‪ ،‬فمن شأن تجميع موارد املقرضين أن يسمح للمصارف بتمويل‬
‫املشاريع ذات العائد املرتفع بالجملة وبالتالي تجاوز مشكل عدم قابلية التجزئة‪ ،‬باإلضافة إلى حماية‬
‫املصارف من مخاطر السيولة والسماح لها بتوفير ألاصول ذات آلاجال القصيرة وكذا الاستفادة من مبدأ‬
‫ألاعداد الكبيرة إلصدار خصومات سائلة‪ ،‬وفي الوقت نفسه الاحتفاظ بنسبة قليلة من هذه املوارد في‬
‫صورة أصول سائلة واستثمار الباقي في املشاريع املنتجة‪ ،‬أما تجميع ألاصول فإنه يوفر للبنوك مزايا‬
‫التنويع التي توفر للمصارف حماية من املخاطر الخصوصية وينحصر انكشافها في تعرضها فقط للمخاطر‬
‫النظامية‪ ،‬وعليه فإن من شأن ما سبق أن يخفف تكاليف املتابعة املتوجبة على مقرض ي تلك املصارف‬
‫وأن يسمح لها باستقطاب ألارصدة بأسعار فائدة أدنى‪5.‬‬

‫‪ 1‬صبح محمود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.22-20 :‬‬


‫‪ 2‬عبد الحق بوعتروس‪ ،‬إدارة وتنظيم بورصة القيم املنقولة‪ ،‬مؤتمر ألاسواق املالية ودورها في جذب الاستثمارات‪ ،‬كلية الاقتصاد‪ ،‬جامعة‬
‫تشرين‪ ،‬سوريا‪ ،3002 ،‬ص‪.5 :‬‬
‫‪ 3‬روبيرتو زاهلر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.246 :‬‬
‫‪ 4‬وليد عبد مواله‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2 :‬‬
‫‪ 5‬بيتر ج مونتيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.42 :‬‬

‫‪7‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل ألاول __________________________________________________ أساسيات حول البنوك وألانظمة املالية‬

‫ثالثا‪ :‬مؤسسات النظام املصرفي‬


‫تتعدد وتتنوع أشكال املؤسسات النقدية واملالية التي تعرفها ألانظمة املصرفية في مختلف الدول‪،‬‬
‫إذ يعد النظام املصرفي ُم َمثال في هذه املؤسسات وكذا مختلف ألانظمة والقوانين التي تعمل في ظلها‪،‬‬
‫من أساسيات اقتصاد كل دولة‪ ،‬ألامر الذي يحتم وجود صور مختلفة ألداء هذه البنوك واملؤسسات‬
‫ألعمالها ومستويات متدرجة في عالقتها ببعضها‪.‬‬
‫ويتضمن هذا العنصر ألاشكال الرئيسية الثالث للبنوك وهي‪ :‬البنك املركزي‪ ،‬البنوك التجارية‪،‬‬
‫البنوك املتخصصة‪.‬‬

‫‪ -1‬البنك املركزي‬
‫يمثل املصرف املركزي أهم مؤسسة تشرف على شؤون النقد والائتمان في العصر الحاضر‪ ،‬فهو‬
‫يأتي على رأس النظام املصرفي وهو يتمتع بالسيادة والاستقاللية وتعتبر نشاطاته ذات أهمية بالغة‪،‬‬
‫وتعتبر املصارف املركزية أحدث صورة لتطور الجهاز املصرفي‪ ،‬فقد نشأت هذه املصارف كمرحلة أخيرة‬
‫من مراحل تطور الفن املصرفي ولهذا فقد ظهرت متأخرة نسبيا مقارنة بظهور املصارف التجارية‪.‬‬
‫ويالحظ عند تتبع مراحل نشأة البنوك املركزية أنها غالبا ما تنشأ كبنك تجاري هام تمنحه‬
‫الحكومات سلطات إلاصدار‪ ،‬ورغم أن مصرف السويد الذي تأسس عام ‪ 2656‬يعد أول املصارف‬
‫املركزية وجودا‪ ،‬فإن مصرف إنجلترا الذي تأسس عام ‪ 2614‬يعتبر أول مصرف إصدار يقوم بدور‬
‫املصرف املركزي‪1.‬‬

‫وخالل النصف الثاني من القرن التاسع عشر أخذت البنوك املركزية تنتشر في الدول ألاوروبية‪،‬‬
‫وبدأت تدريجيا تباشر وظيفتها الرئيسية في الرقابة على الائتمان من حيث كميته ونوعه وسعره‪ ،‬ومع‬
‫القرن العشرين استقرت ألاوضاع تقريبا بالنسبة للبنوك املركزية حيث امتنع أغلبها تدريجيا عن القيام‬
‫باألعمال التجارية‪ ،‬كما اقتصر حق إصدار البنكنوت على البنوك املركزية وحدها‪2.‬‬

‫أما فيما يخص مفهوم البنك املركزي فقد تعددت املفاهيم التي يقدمها الاقتصاديون للبنك‬
‫املركزي كون أي تعريف له يرتبط بوظائفه املتطورة‪ ،‬وإجماال يمكن استخالص املفاهيم التالية‪" :‬البنك‬
‫املركزي هو تلك املؤسسة التي تشغل مكانا رئيسيا في سوق النقد وهو الذي يقف على قمة النظام‬
‫املصرفي‪ ،‬ويهدف أساسا إلى خدمة الصالح الاقتصادي العام في ظل مختلف النظم النقدية‬
‫واملصرفية"‪ ،3‬و"البنك املركزي يتمتع بشخصية اعتبارية مستقلة ويستمد وجوده كمؤسسة عامة ويقوم‬

‫‪ 1‬حسين بني هاني‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك –املبادئ وألاساسيات‪ ،-‬دار ومكتبة الكندي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪ ،3024 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.211‬‬
‫‪ 2‬إسماعيل محمد هاشم‪ ،‬مذكرات في النقود والبنوك‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،2116 ،‬ص‪.44 :‬‬
‫‪ 3‬صبحي تادريس قريصة‪-‬مدحت محمد العقاد‪ ،‬النقود والبنوك والعالقات الاقتصادية الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،2112‬ص‪.234 :‬‬

‫‪8‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل ألاول __________________________________________________ أساسيات حول البنوك وألانظمة املالية‬

‫بجميع أعماله وفقا ألحكام القانون وله الحق في أن يمتلك ويتصرف في ممتلكاته وأن يتعاقد وأن يقيم‬
‫الدعاوي‪ ،‬وتقام عليه باسمه ويكون له ختم خاص به ويعفى من كافة الضرائب والرسوم‪ ،‬وأهداف‬
‫البنك املركزي هي الحفاظ على الاستقرار النقدي‪1".‬‬

‫‪ -1-1‬خصائص البنك املركزي‪ :‬للبنك املركزي مجموعة من الخصائص التي تعكس دوره وأهميته وهي‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫‪ )2‬يقوم البنك املركزي بإصدار ما يعرف بالنقود القانونية "أي تحويل ألاصول الحقيقية إلى أصول‬
‫نقدية وتحويل ألاصول النقدية إلى أصول حقيقية "‪ ،2‬وهكذا يتركز إلاصدار في يد بنك واحد تدعمه‬
‫الدولة فيضفي على هذه الهيئة قدرا كبيرا من الثقة‪.‬‬
‫‪ )3‬النقود القانونية التي يصدرها البنك املركزي تختلف عن أنواع النقود ألاخرى (نقود الودائع)‪ ،‬فهي‬
‫تتميز بخصائص معينة كونها نقود مقبولة عامة ولها قوة إبراء غير محدودة وتتميز بسيولتها التامة‬
‫عكس نقود الودائع التي تصدرها البنوك التجارية وبشكل متعدد‪.‬‬
‫‪ )2‬ال توجد مصادر متعددة ومستقلة مصدرة للنقود بل هناك وحدة مركزية واحدة تشرف على‬
‫إلاصدار‪ ،‬مع إمكان وجود فروع للبنك املركزي لتسهيل مهامه ولكي تكون أكثر دقة وتنظيما‪.‬‬
‫‪ )4‬ال يتعامل البنك املركزي مباشرة مع ألافراد‪ ،‬ويتم ذلك بشكل غير مباشر من خالل تعامله مع‬
‫البنوك التجارية والسوق النقدية واملالية‪ ،‬فالبنك املركزي ال يقبل ودائع ألافراد في حين أن وظيفة‬
‫قبول الودائع تعد من أهم وظائف البنوك التجارية‪.‬‬
‫‪ )5‬يختلف هدف البنك املركزي عن هدف البنوك التجارية أو املشروعات الخاصة من حيث تحقيق‬
‫الربح‪ ،‬فيجب أن يكون هدفه تحقيق مصلحة الاقتصاد القومي من خالل تنظيم سير الائتمان‬
‫وكذلك إتباع السياسات النقدية‪ ،‬وبالتالي فهو ال يضع ضمن أولوياته تحقيق الربح في تعامالته‪.‬‬
‫‪ )6‬يمثل البنك املركزي مركز الصدارة وقمة الجهاز املصرفي‪ ،‬وذلك لقدرته على إصدار النقود والرقابة‬
‫على أحوال الائتمان في البالد من خالل الرقابة على البنوك التجارية والتأثير في قدرتها على خلق‬
‫النقود‪ ،‬وهناك عالقة وثيقة بين البنك املركزي والحكومة من حيث أنه املوجه العام لالقتصاد‬
‫وهو ما يعني ضرورة ملكية الدولة لهذا البنك‪ ،‬كما يعد البنك املركزي مستشارها املالي ويطلق‬
‫عليه اسم بنك الدولة‪.‬‬
‫‪ -2-1‬وظائف البنك املركزي‪ :‬رغم أن النشاط الذي تقوم به البنوك املركزية يختلف باختالف طبيعة‬
‫الهيكل الائتماني لكل دولة وخصائص البنية الاقتصادية التي يزاول البنك نشاطه فيها‪ ،‬فقد وجد أن‬

‫‪ 1‬فائق شقير‪-‬عاطف ألاخرس‪-‬عبد الرحمان سالم‪ ،‬محاسبة البنوك‪ ،‬دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪ ،3000 ،‬ص ص‪:‬‬
‫‪.21-27‬‬
‫‪ 2‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،‬الاقتصاد النقدي واملصرفي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2115 ،‬ط‪ ،5‬ص‪.271 :‬‬

‫‪9‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل ألاول __________________________________________________ أساسيات حول البنوك وألانظمة املالية‬

‫هناك قدرا من التماثل بين الوظائف ألاساسية التي تؤديها في مختلف الدول‪ ،1‬وتتمثل الوظائف‬
‫ألاساسية للبنك املركزي فيما يلي‪:‬‬
‫البنك املركزي بنك إصدار‪" :‬إن عملية إصدار النقد الورقي هي إحدى الوظائف ألاساسية والهامة‬
‫للمصارف املركزية‪ ،‬وتأتي أهمية هذه الوظيفة من الدور الذي تحتله النقود الورقية في حياة املجتمعات‬
‫في الوقت الحاضر"‪2.‬‬

‫ويوفر تركيز هذه الوظيفة في يد بنك واحد عاملي الثقة والاستقرار للنقود املصدرة‪ ،‬غير أن سلطة‬
‫إلاصدار ليست مطلقة بل يجب توفر غطاء لها "أي الحصول على رصيد احتياطي للعملة قبل القيام‬
‫‪‬‬
‫بعملية إلاصدار"‪ ،3‬حيث ظهر عدد من نظم إلاصدار املختلفة والتي يمكن أن نميزها على النحو آلاتي‪:‬‬
‫–نظام الغطاء الذهبي الكامل –نظام إلاصدار الجزئي الوثيق –نظام غطاء الذهب النسبي‪– .‬نظام الحد‬
‫ألاقص ى لإلصدار –نظام إلاصدار الحر‪.‬‬
‫البنك املركزي بنك البنوك‪ :‬يعتبر البنك املركزي ذو أهمية خاصة بالنسبة للبنوك التجارية فهو املقرض‬
‫ألاخير للنظام الائتماني ككل‪ ،‬وفي إطار وظيفته كبنك للبنوك فهو يقوم بـ‪:‬‬
‫‪ -‬الاحتفاظ باالحتياطات النقدية‪" :‬بمعنى أن البنوك ألاخرى تتعامل مع البنك املركزي بالضبط كما‬
‫يتعامل العمالء مع بنوكهم‪ ،‬وعلى ذلك فهو يتلقى ودائع فوائض البنوك سواء تم ذلك بصفة‬
‫اختيارية أو إلزامية‪ ،‬كما يقوم بإقراض البنوك حين تعوزها السيولة ملقابلة احتياجات العمالء‬
‫للسحب أو ألغراض الائتمان"‪4.‬‬

‫‪ -‬إلاشراف على عمليات املقاصة‪ :‬يلجأ بعض العمالء إلى تقديم شيكات مسحوبة على حسابات‬
‫جارية لدى بنوك أخرى وهذا لتحصيلها لدى بنكهم‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق قسم املقاصة بالبنك‬
‫املركزي‪ ،‬حيث يقوم البنك املركزي بتسوية الفروقات بين املصارف املختلفة‪ ،‬وبما أن البنوك‬
‫التجارية لديها احتياطات نقدية لدى البنك املركزي فهذا يسهل تسوية الحسابات في دفاتر البنك‬
‫املركزي وتكون الصورة واضحة على املبالغ املستحقة لكل بنك‪.‬‬
‫البنك املركزي بنك الحكومة ومستشارها املالي‪ :‬تربط البنك املركزي بالحكومة في مختلف دول العالم‬
‫روابط وثيقة فهو مصرفها ومستشارها املالي‪ ،‬بحيث يقدم لها خبرته فيما يتعلق باألمور النقدية واملالية‪،‬‬
‫كما تحتفظ الدولة بودائعها لدى البنك املركزي‪" ،‬ويتولى القيام باألعمال املصرفية الخاصة بالقطاع‬
‫الحكومي والقطاع العام‪ ،‬كما أنه الجهة التي تودع لديها ألارصدة العامة والضرائب –إلايرادات العامة‪-‬‬

‫‪ 1‬عبد النعيم مبارك‪ ،‬مبادئ علم الاقتصاد‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2117 ،‬ص‪.442 :‬‬
‫‪ 2‬أحمد زهير شامية‪ ،‬النقود واملصارف‪ ،‬دار زهران للنشر‪ ،‬ألاردن‪ ،2112 ،‬ص‪.201 :‬‬
‫‪ 3‬ضياء مجيد املوسوي‪ ،‬الاقتصاد النقدي‪ :‬املؤسسات النقدية‪ ،‬البنوك التجارية‪ ،‬البنوك املركزية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،3000‬ص‪350 :‬‬
‫‪ ‬للتعرف أكثر على هذه ألانظمة أنظر‪ :‬إسماعيل محمد هاشم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.10-77 :‬‬
‫‪ 4‬أحمد صالح عطية‪ ،‬محاسبة الاستثمار والتمويل في البنوك التجارية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،3002/3003 ،‬ص‪.22 :‬‬

‫‪01‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل ألاول __________________________________________________ أساسيات حول البنوك وألانظمة املالية‬

‫وغير ذلك‪ ،‬كما أنه يمثل جهة إلاقراض التي يمكن للدولة أن تلجأ إليها للحصول على قروض وتسهيالت‬
‫ائتمانية ملقابلة عجز املوازنة العامة"‪" ،1‬وكذلك يتولى البنك إضافة إلى وظيفة مصرف الحكومة مهمة‬
‫تقديم املشورة إلى الحكومة في الشؤون النقدية والائتمانية نظرا لعالقته الوثيقة مع البنوك التجارية‬
‫من ناحية ومن ناحية أخرى يستند إلى خبرته الطويلة في ألامور النقدية والائتمانية‪2".‬‬

‫البنك املركزي رقيبا على الائتمان‪" :‬إن وظيفة املصرف املركزي في الرقابة على الائتمان تعتبر من‬
‫الوظائف املهمة جدا وذلك في مختلف البلدان الرأسمالية والبلدان ذات الاقتصاد املختلط‪ ،‬وأهمية‬
‫هذه الرقابة تأتي للصلة الوثيقة بسن حجم الائتمان‪ ،‬حيث يرتبط بهذا الحجم وسـائل الدفع‪ ،‬وأثر هذا‬
‫على مستويات ألاسعار"‪ ،3‬وهي وظيفة ترتبط بتحقيق الاستقرار في أسواق املال والنقد‪ ،‬وهو السبيل‬
‫لتحقيق الاستقرار النسبي لالقتصاد القومي‪ ،‬وتصنف وسائل البنك املركزي في الرقابة على الائتمان إلى‬
‫ثالثة أنواع هي‪:‬‬
‫‪ -‬الرقابة الكمية‪ :‬هذا النوع من الرقابة يهدف إلى التأثير في حجم الائتمان (كميته) وال شأن لهذه‬
‫الرقابة بنوعية الائتمان‪ ،‬وسبل تنفيذ هذا التأثير سبل غير مباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة الكيفية‪ :‬تهدف الرقابة الكيفية إلى توجيه الائتمان إلى وجوه الاستعمال املرغوب فيها وذلك‬
‫بالتمييز في السعر أو في مدى توافر الائتمان‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة املباشرة‪" :‬تنصب هذه الرقابة على الجانب الكمي والكيفي لعملية الائتمان‪ ،‬ويقصد بذلك‬
‫ما يباشره البنك املركزي تجاه البنوك التجارية من إقناع أدبي لكي تتصرف باالتجاه الذي يرغبه‪4".‬‬

‫‪ -2‬البنوك التجارية‬
‫تعد البنوك التجارية أحد أهم ركائز التقدم الاقتصادي‪ ،‬فهي تسهم في تمويل املشاريع الاستثمارية‬
‫واشباع الحاجات املتعددة للعمالء سواء أفراد أو مؤسسات‪ ،‬كما تساهم في توسيع حجم السوق من‬
‫خالل تيسير وتنشيط املعامالت املالية والتجارية‪.‬‬
‫‪ -1-2‬تعريف البنوك التجارية‪ :‬يعرف البنك التجاري على أنه "مؤسسة تعمل في السوق النقدية وتطلع‬
‫أساسا بتلقي الودائع القابلة للسحب لدى الاطالع أو بعد أجل"‪ ،5‬وقبول البنوك التجارية للودائع أدى‬
‫إلى تسميتها أحيانا ببنوك الودائع ملا تتميز به عن املصارف ألاخرى من قبول الودائع تحت الطلب‬

‫‪ 1‬أحمد فريد مصطفى‪ ،‬سهير محمد السيد حسن‪ ،‬النقود والتوازن النقدي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،3000 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.311‬‬
‫‪ 2‬محمد مروان السمان‪ ،‬محمد ظافر محبك‪ ،‬أحمد زهير شامية‪ ،‬مبادئ التحليل الاقتصادي‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬ألاردن‪،2111 ،‬‬
‫ص ص‪.352-353 :‬‬
‫‪ 3‬خالد علي الدليمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.202 :‬‬
‫‪ 4‬محمد أحمد الراز‪ ،‬محاضرات في النقود والبنوك‪ ،‬مكتبة القاهرة الحديثة‪ ،‬مصر‪ ،2174 ،‬ص‪.45 :‬‬
‫‪ 5‬مروان عطون‪ ،‬املؤسسات النقدية‪ ،‬املطبوعات الجامعية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2113 ،‬ص‪.56 :‬‬

‫‪00‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل ألاول __________________________________________________ أساسيات حول البنوك وألانظمة املالية‬

‫والحسابات الجارية وينتج عنه ما يسمى خلق النقود‪ ،1‬كما يمكن النظر إلى الجانب آلاخر لهذه البنوك‬
‫والذي يتمثل في استخداماتها‪ ،‬حيث أنها تعرف كذلك بعبـارة بنـوك قرض بما أن وظيـفتها هي تعبئة ادخار‬
‫املودعيـن تحت صيـغة الودائع تحت النظر وإعادة تدويرها عن طريق القرض ألجل قصير‪2.‬‬

‫ويمكن القول بصفة عامة أن النظم املصرفية في البالد ألاوروبية قد تأثرت في وظائفها إلى حد ما‬
‫باختالف مراحل تطورها الاقتصادي‪ ،‬إال أن هذا الاختالف بدأ بالزوال مع ظهور مفهوم البنوك الشاملة‪.‬‬
‫‪ -2-2‬خصائص البنوك التجارية‪ :‬للبنوك التجارية مجموعة من الخصائص التي تميزها عن بقية البنوك‬
‫واملؤسسات املالية ألاخرى‪ ،‬ونورد أهم العناصر التي تصنع هذا الفرق فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬مبدأ التدرج‪ :‬حيث تتواجد البنوك التجارية في الدرجة الثانية من الترتيب الرأس ي للجهاز املصرفي‪،‬‬
‫وهذا بعد البنك املركزي الذي يعتبر في قمة هذا الترتيب ويباشر رقابته عليها بوسائل مختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬رأينا فيما سبق أن لكل دولة بنك مركزي واحد وهو ما يمثل التطبيق الصحيح ملبدأ "وحدة بنك"‪،‬‬
‫غير أن البنوك التجارية تتعدد وتتنوع وتنتشر عبر العديد من املناطق وحتى خارج الدولة ألام وال‬
‫يحدها في ذلك غير حجم السوق وفرص الربح املتوقعة‪.‬‬
‫‪" ‬تتميز املصارف التجارية بخاصية توليد ودائع جارية (تحت الطلب) جديدة من خالل عمليات‬
‫إلاقراض والاستثمار في ألاوراق املالية املختلفة‪ ،‬والودائع الجارية الجديدة (املشتقة) تشكل نقود‬
‫لم تكن موجودة أصال وتستمد صفة النقود من كونها قابلة للسحب بصكوك"‪ ،3‬وتتعدد املصادر‬
‫بالنسبة لهذه النقود باختالف البنك التجاري كما تتباين أشكالها‪ ،‬أما النقود القانونية التي‬
‫يصدرها البنك املركزي فهي ذات مصدر وحيد وشكل محدد لجميع وحداتها‪ ،‬كما أنها متماثلة في‬
‫قيمتها "املطلقة" بصرف النظر عن اختالف الزمان واملكان‪.‬‬
‫‪ ‬تعد البنوك التجارية مشروعات رأسمالية هدفها ألاول هو تحقيق الربح‪ ،‬وهي تسعى للتوسع وانتهاز‬
‫الفرص املتاحة أمامها لزيادة توظيفاتها بعكس ما يهدف إليه البنك املركزي من تحقيق للتوازن‬
‫ودعم لالستقرار املالي والاقتصادي‪.‬‬

‫‪ -3‬البنوك املتخصصة‬
‫تعد البنوك املتخصصة من املؤسسات التي تضطلع بدور تنموي هام وأساس ي في مجاالت متعددة‪،‬‬
‫وهي في ذلك تمارس نوعا من التخصص باتجاه قطاع اقتصادي معين تركز فيه نشاطها التمويلي والخدمي‬
‫بشكل احترافي يمكنها من دعم عملياته وأنشطته املختلفة‪ ،‬في مسعى متكامل للنهوض بمختلف القطاعات‬
‫الاقتصادية والاستراتيجية منها خاصة‪.‬‬

‫‪ 1‬زياد سليم رمضان‪ ،‬إدارة ألاعمال املصرفية‪ ،‬دار الصفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬ألاردن‪ ،2117،‬ط‪ ،6‬ص‪.32 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Pascal Gouchon, Vocabulaire d'actualité économique, Edition ellipses, Paris, 1994, P : 30.‬‬
‫‪ 3‬رضا صاحب أبو حمد آل علي‪ ،‬إدارة املصارف "مدخل تحليلي كمي معاصر"‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪،3003 ،‬‬
‫ص‪.3 :‬‬

‫‪02‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل ألاول __________________________________________________ أساسيات حول البنوك وألانظمة املالية‬

‫‪ -1-3‬تعريف البنوك املتخصصة‪ :‬يعرف الباحثون والعاملون في املجال املالي واملصرفي البنوك‬
‫املتخصصة بأنها البنوك التي تقوم بالعمليات املصرفية التي تخدم نوعا معينا من النشاط الاقتصادي‪،‬‬
‫وفقا للقرارات الصادرة بتأسيسها‪ ،‬والتي ال يكون قبول الودائع تحت الطلب من أوجه أنشطتها‬
‫ألاساسية‪1.‬‬

‫يتضح مما سبق أن البنوك املتخصصة هي مؤسسات بنكية تتوجه لخدمة وتمويل قطاع معين‪،‬‬
‫والتخصص املشار إليه مقصود بذاته بغرض حصر أنشطة هذه البنوك في مجال محدد دون غيره من‬
‫املجاالت‪.‬‬
‫وتأسيسا على املفهوم السابق أيضا‪ ،‬تختلف طبيعة وآجال القروض والتسهيالت التي تمنحها‬
‫البنوك املتخصصة حسب النوع النشاط الذي يتم التعامل معه‪ ،‬على سبيل املثال في بنوك التجارة‬
‫الخارجية قد يصل أجل القروض إلى ستة أشهر‪ ،‬بينما يصل في البنك العقاري إلى ما يقرب من ‪20‬‬
‫سنة‪ ،‬من ناحية ثانية تنحصر موارد البنوك املتخصصة في مصادر أخرى بخالف الودائع تشمل رأس‬
‫املال‪ ،‬والاحتياطات‪ ،‬والسندات‪ ،‬والقروض املستثمرة من قبل البنوك التجارية‪ ،‬ونتيجة لذلك ال تستطيع‬
‫تلك البنوك أن تنطلق بال حدود في أنشطتها‪ ،‬حيث ترتبط في املقام ألاول بقدر املوارد املتاحة لديها‬
‫بعكس الحال بالنسبة للبنوك التجارية التي تتوافر لديها موارد طائلة نتيجة تلقيها الودائع‪ ،‬ومن ثمة‬
‫يمكنها الانطالق في أنشطتها إلى أبعد مدى‪2.‬‬

‫بيد أن املتغيرات الراهنة في املجال املالي واملصرفي فتحت آفاقا واسعة أمام هذه املؤسسات‬
‫املتخصصة‪ ،‬في مجال إتاحة املوارد املالية وإقراضها‪ ،‬حيث أصبح بإمكانها الحصول على الودائع بشروط‬
‫معينة كما سمح توريق الديون والقروض لها أن تتوسع في أنشطتها وأعمالها‪.‬‬
‫‪ -2-3‬خصائص البنوك املتخصصة‪ :‬تتميز البنوك املتخصصة بمجموعة من الخصائص التي من خاللها‬
‫يتضح الفرق بينها وبين غيرها من املؤسسات املالية واملصرفية ألاخرى‪ ،‬ورغم تعدد أنواع وأشكال هذه‬
‫البنوك وتباين مجاالت عملها فإنها تشترك بصفة عامة في الخصائص آلاتية‪3:‬‬

‫‪ -‬ال تتلقى الودائع من ألافراد وإنما تعتمد على رؤوس أموالها وما تصدره من سندات تستحق الدفع‬
‫بعد آجال طويلة‪ ،‬وما تعقده من قروض طويلة ألاجل تحصل عليها من البنك املركزي والبنوك‬
‫التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬قد يكون جانب من أهداف هذه البنوك قوميا اجتماعيا‪ ،‬لذلك قد تساعدها الدولة وتمنحها‬
‫القروض بسعر فائدة مميز‪.‬‬

‫‪ 1‬حسين بني هاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.322 :‬‬


‫‪ 2‬أحمد صالح عطية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.27-26 :‬‬
‫‪ 3‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬إدارة املنشآت املتخصصة "إدارة البنوك"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2117 ،‬ص‪.17 :‬‬

‫‪03‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل ألاول __________________________________________________ أساسيات حول البنوك وألانظمة املالية‬

‫‪ -‬ال يقتصر نشاط هذه البنوك على عمليات إلاقراض فقط‪ ،‬بل قد تقوم باالستثمار املباشر إما عن‬
‫طريق إنشاء مشروعات جديدة‪ ،‬أو املساهمة في رؤوس أموال املشروعات وتقديم الخبرات الفنية‬
‫واملشورة في مجال تخصص البنك‪.‬‬
‫ويمكن مالحظة هذه الخصائص والفروق من خالل دراسة ميزانية هذه البنوك ومقارنتها‬
‫بميزانيات البنوك ألاخرى كالبنوك التجارية مثال‪ ،‬وهذا من جانب ألاصول والخصوم‪ ،‬فالبنوك‬
‫املتخصصة تتميز بعدم تلقيها لودائع ألافراد إال أشكال محددة ومعينة ويكون اعتمادها بشكل رئيس ي‬
‫على رؤوس أموالها ومساهميها وما تصدره من سندات وإلاعانات التي تقدمها جهات أخرى كالدولة‪ ،‬فيما‬
‫نجد أن البنوك التجارية تتلقى ودائع ألافراد والتي تشكل النسبة ألاكبر من مواردها فيما يشكل رأس‬
‫مالها بالنسبة ملجموع أصولها نسبة ضئيلة‪ ،‬أيضا وفيما يخص الاستخدامات نجد أن البنوك املتخصصة‬
‫تدعم وتمول املشاريع التي تتسم بطول آجالها فيما تعتمد البنوك التجارية على ودائعها في تمويل‬
‫النشاطات التي تتميز بقصر آجال استحقاقها وهي عموما أنشطة تجارية بعكس البنوك املتخصصة والتي‬
‫تتوجه لدعم النشاطات التنموية بمختلف القطاعات‪.‬‬
‫‪ -3-3‬أشكال البنوك املتخصصة ووظائفها‪ :‬يتوقف نوع البنك وتخصصه على العالقة بين الودائع التي‬
‫تودع لديه وطريقة استثمارها‪ ،‬وتختلف طريقة الاستخدام للموارد املالية للبنك في العمليات املصرفية‬
‫التجارية قصيرة ألاجل ومنح قروض متوسطة أو طويلة ألاجل‪ ،‬واستثمارها في إنشاء املشروعات‬
‫‪1‬‬
‫الصناعية أو التجارية أو الاشتراك في إنشائها‪ ،‬ولهذا نرى أنواعا متعددة من البنوك‪.‬‬
‫حيث تتعدد وتتنوع وظائف البنوك املتخصصة حسب املجال والنشاط الذي تخدمه‪ ،‬كما يتعدد‬
‫ما تضعه من إمكانيات وأدوات لصالح عمالئها بهذه ألانشطة‪ ،‬وفيما يلي استعراض ألهم أشكال هذه‬
‫البنوك ووظائف كل شكل منها‪:‬‬
‫بنوك الاستثمار‪ :‬من الصعب وضع تعريف محدد لبنوك الاستثمار وذلك بسبب تعدد ألانشطة التي‬
‫تضطلع بها في الوقت الحاضر‪ ،‬فهي تسمى بنوك تجارة في إنجلترا "‪ ،"Merchant Banks‬وفي الواليات‬
‫املتحدة ألامريكية بنوك استثمار "‪ ،"Investment Banks‬وفي فرنسا بنوك أعمال " ‪Banques‬‬
‫‪2."d'Affaires‬‬

‫على أنه مهما اختلفت التسميات فإن الدور ألاساس ي لهذه البنوك هو إلاسهام في تمويل وإدارة‬
‫الاستثمارات لتحقيق التنمية‪ ،‬وعموما يمكن حصر أهم الوظائف التي تقوم بها تلك البنوك في آلاتي‪3:‬‬

‫‪ 1‬أحمد نور‪ ،‬محاسبة املنشأة املالية‪-‬البنوك وشركات التأمين‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2114 ،‬ص ص‪-22 :‬‬
‫‪.25‬‬
‫‪ 2‬عبد النعيم مبارك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.421-472 :‬‬
‫‪ 3‬أحمد صالح عطية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.26-25 :‬‬

‫‪04‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل ألاول __________________________________________________ أساسيات حول البنوك وألانظمة املالية‬

‫‪ -‬التعرف على فرص الاستثمار ودراسة جدواها الاقتصادية‪ ،‬ثم إلاشراف واملشـاركة في تأسيس‬
‫املشروعات الجديدة‪ ،‬واتخاذ السبل الكافية للترويج لها‪ ،‬وتدبير أوجه التمويل وكذا الكوادر إلادارية‬
‫الالزمة إلدارتها‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم املشورة الفنية ملشروعات الاستثمار القائمة‪ ،‬وإصدار الاستشارات املالية في عمليات‬
‫الاندماج والسيطرة وإعادة تنظيم الشركات وإنشاء الشركات التابعة‪ ،‬فضال عن تقديمها‬
‫لالستشارات القانونية في مجاالت إلاصدارات الجديدة وعمليات البورصة‪.‬‬
‫‪ -‬تيسير عمليات التجارة الدولية من خالل تقديم بعض الخدمات الهامة في هذا املجال مثل قبول‬
‫ألاوراق التجارية الالزمة لتمويل عمليات التجارة الخارجية‪ ،‬وممارسة عمليات التعزيز املصرفي‪،‬‬
‫وقبول ودفع قيمة السلع املستوردة للمشروعات الاستثمارية‪ ،‬ومنح كفاالت إلافراج عن السفن‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم مجموعة من الخدمات الهامة في مجال سوق الصرف ألاجنبي‪ ،‬مثل توفير العمالت ألاجنبية‬
‫بالكميات املطلوبة للعمالء‪.‬‬
‫وقد أدى الدور الهام الذي تلعبه بنوك الاستثمار إلى تحول بعضها لبنوك قابضة لعدد كبير من‬
‫الشركات التابعة والتي فضلت بدورها التعامل مصرفيا مع البنك ألام‪ ،‬ألامر الذي أوجد نوعا من‬
‫التداخل في وظائف بنوك الاستثمار مع البنوك التجارية‪.‬‬
‫البنوك الصناعية‪ :‬تعرف هذه البنوك على أنها "بنوك تهدف بصفة خاصة إلى تقديم العديد من‬
‫التسهيالت املباشرة وغير املباشرة إلى املنشآت الصناعية لفترات متوسطة وطويلة ألاجل‪ ،‬كما تسهم في‬
‫إنشاء الشركات الصناعية‪ ،‬وبذلك تخرج من مفهوم البنوك التجارية التي تعتمد على إلاقراض قصير‬
‫ألاجل‪1".‬‬

‫بالتالي فمجال عمل هذه البنوك هو املجال الصناعي وبذلك تنحصر وظائفها في‪2:‬‬

‫‪ -‬تأمين املوارد الالزمة للعمليات الجارية في املشروعات الصناعية بما تنطوي عليه من مواد خام‬
‫وأجور وخالفه‪.‬‬
‫‪ -‬تأمين املوارد الالزمة للعمليات الرأسمالية في املشروعات الصناعية كما في حالة التوسعات‪،‬‬
‫والتجديدات‪ ،‬وإضافة خطوط إنتاجية جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬تأمين املوارد الالزمة لتأسيس وإنشاء املشروعات الصناعية الجديدة بما ينطوي عليه ذلك من‬
‫دراسات جدوى ومباني وآالت وتجهيزات وخالفه‪.‬‬
‫البنوك الزراعية‪ :‬هي البنوك التي تقدم خدماتها إلى القطاع الزراعي عن طريق تمويل شراء البذور‬
‫والتقاوي وألاسمدة واملبيدات‪ ،‬واستئجار آلاالت الزراعية واملساهمة في تنمية الثروة الحيوانية‪ ،‬وبما أن‬

‫‪ 1‬خالد أمين عبد هللا‪ ،‬العمليات املصرفية 'الطرق املحاسبية الحديثة'‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪ ،3000 ،‬ط‪ ،3‬ص‪.21 :‬‬
‫‪ 2‬أحمد صالح عطية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27 :‬‬

‫‪05‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل ألاول __________________________________________________ أساسيات حول البنوك وألانظمة املالية‬

‫هذه الخدمات الزراعية تعتمد على دورات موسمية‪ ،‬لذلك تكون فترات التمويل متوسطة ألاجل‬
‫ومرتبطة باملواسم الزراعية"‪ ،1‬وتمتد وظائف هذه البنوك لتشمل‪2:‬‬

‫‪ -‬تمويل العمليات الجارية للمشروعات الزراعية القائمة عن طريق منح السلف النقدية والعينية‬
‫للمزارعين لتولي أعباء إعداد وتمهيد ألارض للزراعة والتسميد والحصاد وتربية املواش ي والدواجن‬
‫واملناحل وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬تمويل العمليات الرأسمالية للمشروعات الزراعية التي تقوم بزيادة طاقتها إلانتاجية عن طريق‬
‫إضافة مساحات جديدة أو شراء آالت زراعية جديدة أو إنشاء مناحل أو خطوط إنتاج وتسمين‬
‫دواجن وحيوانات‪.‬‬
‫‪ -‬تمويل عمليات استصالح ألاراض ي الجديدة بما يحقق هدف التوسع ألافقي‪.‬‬
‫‪ -‬تمويل عمليات التوسع الرأس ي لتحسين نوعية وإنتاجية املحاصيل الزراعية واملناحل وغيرها‪.‬‬
‫البنوك العقارية‪ :‬هي البنوك التي تتعامل مع قطاع معين هو قطاع إلاسكان واملرافق والذي يحتاج إلى‬
‫توافر أموال كبيرة ومستعدة للتوظيف آلجال طويلة وبأسعار مناسبة تقابل طول مدة القرض واملخاطر‬
‫التي يتعرض لها الادخار‪3.‬‬

‫ويتحقق مردودان مصاحبان لنشاط هذا النوع من البنوك‪ ،‬أحدهما مردود اقتصادي وآلاخر‬
‫مردود اجتماعي للدولة‪.‬‬
‫يتمثل املردود الاقتصادي في الدخل العائد على البنك املتمثل في الفرق بين أسعار بيع الوحدات‬
‫املبنية وتكاليف تشييدها‪ ،‬ويتمثل املردود الاجتماعي في إسهام البنك في توفير عدد كبير من الوحدات‬
‫املبنية سواء ألغراض السكن أو ألغراض أخرى‪ ،‬مما يلبي احتياجات قطاعات عديدة من ألافراد ذوي‬
‫املستويات الاقتصادية املتفاوتة‪ ،‬ويتوفر لدى هذا النوع من البنوك املتخصصة أطقم من الخبراء‬
‫واملتخصصين في مجاالت ألانشطة العقارية بأنواعها بما فيها إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية‬
‫والفنية‪ ،‬من ناحية ثانية تعد املخاطر التي تتعرض لها البنوك العقارية أقل بكثير من مخاطر البنوك‬
‫الزراعية نتيجة حصول ألاولى على ضمانات عقارية كافية‪4.‬‬

‫‪ 1‬خالد أمين عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21 :‬‬


‫‪ 2‬أحمد صالح عطية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21 :‬‬
‫‪ 3‬زينب عوض هللا‪ ،‬أسامة محمد الفولي‪ ،‬أساسيات الاقتصاد النقدي واملصرفي‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،3002 ,‬ص‪.277 :‬‬
‫‪ 4‬أحمد صالح عطية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21 :‬‬

‫‪06‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثاين‪ :‬العوملة املالية وحترير اخلدمات‬
‫البنكية‬

‫أوال‪ :‬الصناعة املالية والعوملة‬


‫ثانيا‪ :‬مفهوم الكبح املايل وأهم تكاليفه وقيوده‬
‫ثالثا‪ :‬مفهوم وأشكال وطبيعة ظاهرة حترير اخلدمات املالية‬
‫والبنكية‬
‫رابعا‪ :‬شروط جناح ظاهرة حترير اخلدمات املالية والبنكية واملنافع‬
‫والتكاليف احملتملة‬
‫الفصل الثاني _________________________________________________ العوملة املالية وتحرير الخدمات البنكية‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫كان للعوملة املالية ألاثر البالغ على ألانظمة املصرفية واملالية في مختلف الدول على نحو متزايد‬
‫باستمرار‪ ،‬حيث أسست ألوضاع مغايرة ذات أبعاد ومضامين جديدة توضح مدى التصاق هذه الظاهرة‬
‫بالنشاط املالي على وجه الخصوص‪ ،‬وتدفع نحو املزيد من التحرر والانفتاح املالي والاقتصادي‪.‬‬
‫فقد خضع القطاع املالي (القطاع املصرفي كجزء منه) إلى محاوالت إحكام الرقابة تحت مسمى ما‬
‫يعرف ب "سياسات الكبح املالي"‪ ،‬والتي تثبط عملية التراكم الرأسمالي‪ .‬وهذا ألامر غير الصحي استدعى‬
‫القيام بجهود للتخلص من القيود املفروضة على ألانظمة املالية واملصرفية‪ .‬وهذا بغرض الحصول على‬
‫بعض املكاسب الاقتصادية‪ ،‬ولعل من أبرزها الحصول على رأس املال بأقل تكلفة‪ .‬وهذا من شأنه رفع‬
‫كفاءة القطاعات املالية واملصرفية فيما يتعلق بتمويل الاقتصادات‪ .‬غير أنه توجد عدة محاذير تنطوي‬
‫عليها ظاهرة التحرير املالي واملصرفي‪ ،‬والتي نذكر منها زيادة عدوى انتشار ألازمات‪ .‬وسنتطرق في هذا املحور‬
‫إلى أضرار الكبح املالي بالنسبة لعملية تمويل النشاط الاقتصادي‪ ،‬باإلضافة إلى عرض بعض الجوانب‬
‫الرئيسية لظاهرة تحرير الخدمات املالية والبنكية‪ ،‬وأيضا منافعها وتكاليفها املحتملة على الجهاز املصرفي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الصناعة املالية والعوملة‬


‫تشهد الصناعة املالية مجموعة من التحوالت عميقة وسريعة التأثير تتشكل في ضوئها املالمح‬
‫ألاساسية لحاضر ومستقبل هذه الصناعة‪ ،‬تجري إلاشارة إلى مجموع هذه التطورات غالبا بمصطلح‬
‫العوملة (‪ )Globalization‬كإطار عام لتوصيف حجم وقوة التغيرات والتحوالت الحاصلة واستمراريتها‪.‬‬
‫وبعيدا عن الاختالفات القائمة حول نشأة العوملة وسياق تطورها فإن هذا املصطلح يشير في‬
‫معناه الاقتصادي إلى تعميق مبدأ الاعتماد املتبادل (‪ )Interpendence‬بين الفاعلين في الاقتصاد العالمي‬
‫بحيث تزداد نسبة املشاركة في التبادل الدولي والعالقات الاقتصادية الدولية لهؤالء من حيث املستوى‬
‫والحجم والوزن في مجاالت متعددة‪ ،‬وتنمو عملية التبادل الدولي لتشكل نسبة مهمة من إجمالي النشاط‬
‫الاقتصادي كما تطرح أشكاال جديدة للعالقات الاقتصادية الدولية ويتعاظم دورها قياسا بالنشاط‬
‫الاقتصادي املحلي‪ ،1‬أو كما يعرفها صندوق النقد الدولي على أنها زيادة الاعتماد الاقتصادي املتبادل بين‬
‫دول العالم والذي يحتمه ازدياد حجم وتنوع معامالت السلع والخدمات عبر الحدود‪ ،‬باإلضافة إلى تدفق‬
‫رؤوس ألاموال الدولية والانتشار املتسارع للتكنولوجيا في أرجاء العالم كله‪2.‬‬

‫يتضح من التعاريف السابقة أن العوملة الاقتصادية تضم شقين رئيسيين هما العوملة إلانتاجية‬
‫والعوملة املالية‪ ،‬حيث تتحقق عوملة إلانتاج بدرجة كبيرة من خالل الشركات متعددة الجنسيات وتتبلور‬
‫من خالل اتجاهين هما التجارة الدولية والاستثمار ألاجنبي املباشر‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬العوملة واقتصاديات البنوك‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2002/2002 ،‬ص ص‪.71-71 :‬‬
‫‪ 2‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬نشرة آفاق الاقتصاد العاملي‪ ،‬واشنطن‪ ،‬ماي ‪.7991‬‬

‫‪81‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثاني _________________________________________________ العوملة املالية وتحرير الخدمات البنكية‬

‫أما العوملة املالية فهي الناتج ألاساس ي لعمليات التحرير املالي والتحول إلى ما يسمى باالنفتاح املالي‬
‫مما أدى إلى تكامل وارتباط ألاسواق املالية املحلية بالعالم الخارجي من خالل إلغاء القيود على حركة‬
‫رؤوس ألاموال ومن ثم أخذت تتدفق عبر الحدود لتصب في أسواق املال العاملية‪ ،‬بحيث أصبحت أسواق‬
‫رأس املال أكثر ارتباطا وتكامال‪1.‬‬

‫ففي ضوء الاتجاه إلى الاقتصاد الرقمي واقتصاد املعرفة والذي يقوم على التفاعل والتكامل‬
‫املتزايد بين الاقتصاد وتكنولوجيات املعلومات والاتصال‪ ،‬فإن العوملة املالية تعكس ترابطا عضويا‬
‫متناميا بين املؤسسات وألاسواق املالية عامليا وتغييرا في حجم هذه ألاسواق وحجم تأثيرها وطبيعة‬
‫ألادوات املستعملة من حيث الغرض والبناء‪ ،‬وكذا تالش ي الحواجز الجغرافية والتنظيمية أمام تدفق‬
‫رؤوس ألاموال‪.‬‬
‫إذ تعتبر الحركة الدولية لرأس املال مظهرا رئيسيا من مظاهر التكامل املالي الدولي‪ ،‬كما ترتبط‬
‫صور ودرجات هذه الحركة ارتباطا وثيقا بفرضية كفاءة ألاسواق املالية الدولية هذه ألاخيرة تمثل قناة‬
‫تدفق ألادوات املالية عبر مختلف دول العالم‪ ،2‬حيث يشير التكامل املالي إلى عملية الربط بين ألاسواق‬
‫املالية الوطنية ما يعمل على إنشاء سوق مالية دولية هي آلان في طور توحد متزايد‪3.‬‬

‫يتم ربط ألاسواق املالية ‪-‬خصوصا تلك املنظمة‪ -‬من خالل أساليب وآليات مختلفة تعتمد على‬
‫درجة التنافس والاختالف بين البورصات العاملية املطلوب ربطها ومن أهمها‪ :‬الربط الحاسوبي‪ ،‬الربط‬
‫من خالل الوسطاء املاليين‪ ،‬الربط غير املباشر من خالل الشركات املالية العاملية‪ ،‬الربط بمحافظ‬
‫الاستثمار الدولية‪ ،‬الربط بواسطة توحيد السياسات املالية بين البورصات‪ ،‬الربط باستخدام هياكل‬
‫تنظيمية متوافقة‪ ،‬الربط التشريعي‪ ،‬الربط بالشركات املشتركة‪ ،‬الربط املتكامل بأكثر من آلية من‬
‫آلاليات السابقة‪4.‬‬

‫بدورها فإن املصارف واملؤسسات املالية الوسيطة شهدت تحوال كبيرا في أدوات وأساليب العمل‬
‫فضال عن تغير طبيعة املتعاملين والتحديات التي تواجهها في ظل بيئة متطورة وحركية للعمل املصرفي‬
‫يصطلح البعض على إلاشارة إليها بوصف "العوملة املصرفية"‪ ،‬التي تمثل "حالة كونية فاعلة ومتفاعلة‬
‫تخرج بالبنك من إطار املحلية إلى آفاق العاملية الكونية‪ ،‬وتدمجه نشاطيا ودوليا في السوق العالمي‬
‫بجوانبه وأبعاده املختلفة بما يجعله في مركز التطور املتسارع نحو املزيد من القوة والسيطرة والهيمنة‬
‫املصرفية"‪ ،5‬فالقطاع املصرفي يعد من أكثر ألانشطة تأثرا بانعكاسات العوملة ونتائجها‪ ،‬حيث تعمل‬
‫البنوك في بيئة مالية عاملية أكثر حيوية وارتباطا وتقلبا يطبعها تزايد املخاوف من اضطراب ألاسواق‬

‫‪ 1‬عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬العوملة واقتصاديات البنوك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22 :‬‬
‫‪ 2‬عمر صقر‪ ،‬العوملة وقضايا اقتصادية معاصرة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص‪.72 :‬‬
‫‪3 Henri Bourguinat, Finance Internationale, Presse Universitaire de France, Paris, 1999, P: 37.‬‬

‫‪ 4‬فريد النجار‪ ،‬البورصات والهندسة املالية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص ص‪.712-717 :‬‬
‫‪ 5‬محسن أحمد الخضيري‪ ،‬مفهوم العوملة املصرفية‪ ،‬مجلة اتحاد املصارف العربية‪ ،‬العدد ‪ ،222‬املجلد ‪ ،7999 ،79‬ص‪.712 :‬‬

‫‪81‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثاني _________________________________________________ العوملة املالية وتحرير الخدمات البنكية‬

‫واملؤسسات العاملة فيها‪ ،‬تطرح هذه التحوالت تغيرا في مفاهيم أداء العمل املصرفي واملالي بالنسبة‬
‫للبنوك وتوجهات تجديدية هامة في أسلوب تقديم الخدمة والوصول إلى رغبات مستقبليها‪ ،‬كما ترسم‬
‫مالمح تغير واضح تبرز في آفاقه تحديات وقضايا أساسية أمام البنوك وأعمالها ال تزال التوقعات بشأنها‬
‫تشير إلى حدوث مزيد من التغيرات والتطورات‪ ،‬تدفع البنوك للبحث عن وسائل جديدة تمكنها من‬
‫الحضور على الساحة املصرفية بمتغيراتها املختلفة والتكيف مع الاتجاهات إلابداعية في مجال عملها‪،‬‬
‫بحيث أصبح ألاداء الاقتصادي لهذه املؤسسات متوقفا على مدى استجابتها لحوافز السوق العاملية‪.‬‬
‫ولعل من أهم القضايا والتحديات الحالية واملستقبلية املاثلة أمام الصناعة املالية واملصرفية‪،‬‬
‫مجموعة العناصر التي يمكن التعبير عنها من خالل الشكل املوالي‪ ،‬والتي سيتم مناقشتها وتحليل أثرها‬
‫ضمن أقسام هذا املبحث واملبحث الذي يليه‪.‬‬

‫شكل ‪ :1‬عوامل التأثير في الصناعة املالية واملصرفية‬

‫متطلبات لجنة بازل‬ ‫الصناعة المالية‬


‫التكنولوجيات الحديثة‬
‫لإلشراف المصرفي‬ ‫والمصرفية‬

‫املصدر‪ :‬طارق خاطر‪ ،‬أهمية التطور املالي في تحقيق التنمية الاقتصادية‪ ،‬دراسة تطبيقية وقياسية ألثر التطور‬
‫املالي على النمو الاقتصادي في الجزائر خالل الفترة ‪ ،3112-1991‬أطروحة دكتوراه في العلوم الاقتصادية‪ ،‬كلية‬
‫العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،2072 ،‬ص‪.81 :‬‬

‫ثانيا‪ :‬مفهوم الكبح املالي وأهم تكاليفه وقيوده‬


‫إذا كان التحرير املالي هو محاولة لرفع قيود الكبح املالي‪ ،‬والذي تم التطرق إليه سالفا‪ ،‬وذلك‬
‫عندما تم عرض دراسة )‪ ،(McKinnon and Shaw, 1973‬والذين اعتقدا كل أشكال الرقابة العامة على‬
‫السوق املالية‪ ،‬واملحققة عبر ألادوات الكمية (الائتمان املوجه للقطاعات إلاستراتيجية‪ ،‬نسب الاحتياطي‬
‫املرتفعة) أو عبر ألادوات السعرية (تسقيف أسعار الفائدة)‪ ،‬تولد حالة من "الكبح املالي" تتميز بمعدالت‬
‫أسعار الفائدة الحقيقية السالبة‪ ،‬وانخفاض مستويات الادخار والاستثمار وبالتالي النمو الاقتصادي‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فإنه من ألاهمية بما كان أن يتم التطرق إلى مفهوم الكبح املالي وصوره وتكاليفه‪ ،‬وذلك على‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫‪02‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثاني _________________________________________________ العوملة املالية وتحرير الخدمات البنكية‬

‫‪ -1‬مفهوم وصور الكبح املالي‬


‫تطرقت الدراسات املتعلقة باإلصالح الاقتصادي واملالي إلى مفهوم إحكام التدخل الحكومي في‬
‫ألاسواق املالية أو ما يطلق عليه "الكبح املالي"‪ .‬وقد عرفه "‪ "McKinnon, 1989‬على أنه "التدخل‬
‫الحكومي عن طريق فرض ضرائب في أسواق رؤوس ألاموال الرئيسية املتوافرة محليا لتعمل بعيدا عن‬
‫آليات السوق"‪ .‬وتتخذ الضرائب التي تفرضها الدولة في هذا املجال صورتين أساسيتين‪ ،‬وهما‪)1(:‬‬

‫‪ )7‬الرقابة على معدالت الفائدة‪ :‬وتطبق عادة على معدالت الفائدة لكل من إلايداعات والقروض‪ .‬وغالبا‬
‫ما تكون أسعار الفائدة على القروض منخفضة بغيه تشجيع الاستثمار‪ .‬وإذا كانت أسعار الفائدة‬
‫على القروض منخفضة‪ ،‬فالبد أن تكون أسعار الفائدة املحددة على إلايداعات منخفضة أيضا ما‬
‫لم تكن الحكومة قادرة على دعم أجهزة الائتمان دعما ماليا‪ .‬ويترتب على انخفاض معدل الفائدة في‬
‫الدول التي تعاني من معدالت مرتفعة للتضخم أن تصبح معدالت الفائدة الحقيقية سالبة‪.‬‬
‫‪ )2‬برامج الائتمان املوجه‪ :‬والتي تسعى إلى ضمان توجيه الائتمان إلى القطاعات الاقتصادية الرئيسية‪،‬‬
‫مثل قطاعات الصناعات التي حددت الحكومة أولويتها وقطاعات التصدير‪ ،‬أو حتى توجيه الائتمان‬
‫للحكومة ذاتها‪ .‬عند حدوث عجز مالي على البنك املركزي تدبير موارد التمويل مباشرة بما للدولة من‬
‫سلطة سيادية أو تقرير حوافز خاصة للمؤسسات املالية إلقراض الحكومة‪ ،‬وتأخذ هذه الحوافز‬
‫عادة شكل إلاعفاءات الضريبية‪ .‬وعادة ما يستجيب البنك املركزي للضغوط املتزايدة من الحكومة‬
‫نتيجة ألاهداف السياسية للتنمية‪ .‬وهي ضغوط تؤدى ال محالة للتضخم‪ .‬كما أن البنك املركزي عادة‬
‫ما يلجأ إلى وضع ضوابط كمية إلقراض القطاع الخاص‪ .‬ويفرض على البنوك التجارية الاحتفاظ‬
‫بمعدالت عالية من الاحتياطي القانوني‪ .‬وتؤدى تلك الضوابط إلى ترشيد نصيب القطاع الخاص من‬
‫الائتمان‪.‬‬

‫‪ -3‬تكاليف الكبح املالي‬


‫إذا كانت الحجج التي تسوغ إحكام التدخل الحكومي في القطاع املالي واملصرفي‪ ،‬هي حماية‬
‫املنظومة املالية واملصرفية من ألازمات والهزات التي يمكن أن تؤدي إلى انهيارها أو إضعاف قدرتها على‬
‫تمويل الاقتصادات الوطنية مما يؤدي بدوره إلى تراجع في معدالت النمو الاقتصادي‪ .‬وهذا ألاخير يعد‬
‫مطلبا ضروريا للسياسات الاقتصادية خاصة في الدول النامية‪ ،‬ودافعا إلتباع صور "الكبح املالي" املشار‬
‫إليها سابقا‪ .‬لكن على الرغم من ذلك‪ ،‬تؤكد أغلبية الدراسات على أنه هناك تكاليف لعملية إحكام‬
‫التدخل الحكومي أي ظاهرة "الكبح املالي"‪ ،‬والتي تتضمن ما يلي‪:‬‬
‫‪ )7‬سوء تعبئة املوارد‪ :‬حيث اتخذت الرقابة الالئحية ذريعة للتدخل الحكومي بهدف الحفاظ على‬
‫معدالت الفائدة الحقيقية عند مستوى منخفض‪ ،‬مما أدى إلى انخفاض امليل لالدخار وزيادة امليل‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫الن ّ‬ ‫(‪ )1‬كريمة ّ‬
‫املصرية)‪ ،‬رسالة دكتوراه غير‬ ‫ظرية والتطبيق (دراسة للتجربة‬ ‫محمد إبراهيم الحسيني‪ ،‬تحرير القطاع املالي واملصرفي بين‬
‫منشورة‪ ،‬كلية التجارة وإدارة ألاعمال‪ ،‬قسم الاقتصاد والتجارة الخارجية‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص ص‪.27-20 :‬‬

‫‪08‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثاني _________________________________________________ العوملة املالية وتحرير الخدمات البنكية‬

‫لالستهالك‪ ،‬وبالتالي تراجع املدخرات إلى ما دون املستويات املطلوبة وزيادة اعتماد املؤسسات املالية‬
‫على الحكومة‪.‬‬
‫‪ )2‬سوء تخصيص الائتمان وتوجيهه‪ :‬حيث أن الضوابط والقيود املفروضة على املحافظ املالية للبنوك‬
‫تعني أن الائتمان يجري تخصيصه لخدمة أهداف سياسية وليس اقتصادية‪ .‬كما أن توجيه املوارد‬
‫املتاحة من الائتمان املدعم للشركات التي تحميها سياسة الحكومة يعني افتقاد الحافز لدى تلك‬
‫الشركات الستخدام ما يتاح لها من ائتمان بكفاءة‪ ،‬وهذا ما يؤدي في النهاية إلى إساءة تخصيص‬
‫املوارد‪ .‬وفي املقابل نجد أن شركات القطاع الخاص تتسم بانخفاض وعدم مرونة موارد الائتمان‬
‫املتاحة املتاح لها‪ ،‬مما يؤدي إلى عدم كفاءة الاستثمارات التي تقوم بها نظرا ألنها تحقق معدالت‬
‫ربحية أقل من تلك السائدة في السوق‪ ،‬ويعني ذلك بوضوح سوء تخصيص املوارد بالنسبة‬
‫للمشروعات التي تنفذها شركات تخضع لتقنين وترشيد الائتمان دون غيرها‪.‬‬
‫‪ )2‬عدم كفاءة الجهاز املصرفي‪ :‬ترتب على زيادة التدخل الحكومي في ألاسواق املالية قيام البنوك بإعطاء‬
‫ألاولوية لألهداف السياسية دون ألاهداف الاقتصادية‪ .‬وبالتالي لم تعد البنوك مطالبة بتوفير مهارات‬
‫لتقنيي منح القروض طاملا أنها تعتمد على الضمانات التي تقدمها الحكومة عند إصدار القروض‪.‬‬
‫‪ )2‬إلاضرار بنوعية وكمية التراكم الرأسمالي‪ ،‬والذي نجم عن عدة عوامل‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أ‪ .‬محدودية وارتفاع تكلفة ألاموال املتاحة لإلقراض واملتدفقة من النظام املصرفي‪ ،‬والذي يدفع‬
‫ألاعوان الاقتصاديين إلى الاعتماد أساسا على التمويل الذاتي لتحقيق مشاريعهم الاستثمارية‪.‬‬
‫ب‪ .‬تغير أسعار الفائدة على القروض‪ ،‬لصالح فئات معينة من املقترضين على حساب الفئات ألاخرى‪.‬‬
‫ج‪ .‬صعوبة تراكم ألاصول النقدية السائلة بسبب معدالت الفائدة الحقيقية السلبية على الودائع‪،‬‬
‫والذي حد من التدفق النقدي املحتمل وبالتالي محدودة عمليات التنفيذ للمشاريع الاستثمارية‪.‬‬
‫د‪ .‬عدم الاستقرار النقدي في الاقتصاد املحلي نتيجة لعدم توفر السيولة في الشركات وارتفاع‬
‫مستوى التضخم الذي يتسبب في تتشدد شروط الوصول إلى أسواق رأس املال ألاجنبية من‬
‫جهة‪ ،‬وجذب رؤوس ألاموال ألاجنبية‪ ،‬من جهة أخرى‪)1( .‬‬

‫وهكذا‪ ،‬نالحظ أن تكاليف قيود الكبح املالي تضعف القطاعات املالية واملصرفية‪ ،‬وتحد من‬
‫قدراتها التمويلية‪ ،‬وهذا ما زاد من دعوات تحرير هذه القطاعات‪.‬‬

‫‪(1) Nacer Bernou‬‬


‫‪- Marcelline Grondin, Réconciliation entre libéralisation financière et croissance économique dans‬‬
‫‪un système fondé sur la banque, Groupe d’Analyse et de Théorie Économique )G.A.T.E (, Université Lumière LYON 2 ,‬‬
‫‪France ,DOCUMENTS DE TRAVAIL No. 01-12 ,2001, P: 04 - 05‬‬

‫‪00‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثاني _________________________________________________ العوملة املالية وتحرير الخدمات البنكية‬

‫ثالثا‪ :‬مفهوم وأشكال وطبيعة ظاهرة تحرير الخدمات املالية والبنكية‬


‫في هذا السياق‪ ،‬سيتم التطرق إلى مفهوم وأشكال وطبيعة ظاهرة تحرير الخدمات املالية والبنكية‪،‬‬
‫وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬مفهوم ظاهرة تحرير الخدمات املالية والبنكية وتعريف الاتجار فيها‬
‫يشير مصطلح التحرير املالي إلى محاولة الحكومة من تخفيف القيود على النظام بما فيه من‬
‫مؤسسات وأسواق وأدوات مالية بهدف تفعيل مساهمتها في النمو الاقتصادي(‪.)1‬‬
‫كما ينظر للتحرير على أنه عملية تنطوي على مجموعة واسعة من التدابير املوجهة نحو القضاء‬
‫على مختلف القيود املفروضة على القطاع املالي‪ ،‬مثل إزالة القيود املفروضة على محفظة خدمات‬
‫القطاع املصرفي‪ ،‬وإصالح القطاع الخارجي‪ ،‬فضال عن التغييرات في إلاطار املؤسس ي للسياسة النقدية‪)2(.‬‬

‫بالنسبة ملفهوم التحرير املصرفي‪ ،‬فهو يعرف على أنه‪" :‬ذلك التحرير الذي ضمن سياق التحرير‬
‫الاقتصادي ويعتبر أحد مكوناته الرئيسية في برنامج إلاصالح الاقتصادي‪ ،‬ويمكن تعريف التحرير املصرفي‬
‫باملعنى الضيق على أنه مجموعة من إلاجراءات التي تسعى إلى خفض درج القيود املفروضة على القطاع‬
‫املصرفي والتقليل من احتكار الدولة له وفتحه أمام املنافسة‪ .‬أما باملعنى الواسع فيشمل مجموعة من‬
‫إلاجراءات التي تعمل على تطوير ألاسواق املالية‪ ،‬وتطبيق نظام غير مباشر للرقابة النقدية‪ ،‬وإنشاء نظام‬
‫إشرافي قوي‪ ،‬وخصخصة بنوك القطاع العام‪ ،‬وتشجيع القطاع الخاص على إنشاء البنوك والسماح‬
‫للبنوك ألاجنبية من الدخول إلى السوق املصرفية املحلية" (‪ .)3‬كما تقوم سياسة التحرير املصرفي على‬
‫الثقة الكاملة في ألاسواق بتحريرها من املعوقات إلادارية‪ ،‬وترك قوى السوق تعمل بحرية لتحرير معدل‬
‫الفائدة وعدم وضع حدود قصوى لها لكي تصل إلى املستوى الذي يفرضه السوق‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة‬
‫الاستثمارات وتحسين نوعيتها وتالفي العراقيل التي كانت تعرقل العمل في ألاسواق‪)4( .‬‬

‫هذذذا‪ ،‬وقذذد س ذ ذ ذ ذذاهمذذت عذذامليذذة أس ذ ذ ذ ذذواق املذذال وعوملذذة آالت الص ذ ذ ذ ذذرف والتطور في نظم الاتص ذ ذ ذ ذذاالت‬
‫والحذاس ذ ذ ذ ذبذات آلاليذة في إزالذة العذديد من املعوقات التش ذ ذ ذ ذريعية والتنظيمية التي كانت تقف حاجزا أمام‬
‫البنوك في ممارسة أنشطة غير مصرفية‪ .‬وهذا لتسنح الفرصة أمام الجهاز املصرفي ليكون أكثر استجابة‬
‫للذذدخول في ألانش ذ ذ ذ ذطذذة الحذذديثذذة‪ ،‬ومن ثم بذذدأت البنوك اس ذ ذ ذ ذذتحذذداث أدوات مذذاليذذة جذذديذذدة لكي تتعذذامذذل‬
‫بكفذاءة أكبر مع الاتجذاهات العاملية‪ .‬وتنش ذ ذ ذ ذذر الدراس ذ ذ ذ ذذات أنه منذ بداية الس ذ ذ ذ ذذبعينات بدأت دول إلاتحاد‬

‫(‪ )1‬زهراء صالح الخياط‪ ،‬دور التحرير املالي في تعزيز إلابداع املالي (دراسة تحليلية نظرية)‪ ،‬مجلة بحوث اقتصادية‪ ،‬مركز الدراسات‬
‫املستقبلية‪ ،‬كلية الحدباء الجامعية‪ ،‬املجلد‪ ،02 :‬العدد‪ ،20-29 :‬العراق‪ ،2070 ،‬ص‪.22 :‬‬
‫‪(2) E. Murat Ucer, Notes on Financial Liberalization, P :01. an article published on the following website:‬‬

‫)‪http://www.econ.chula.ac.th/public/members/sothitorn/liberalization_1.pdf (18/07/2013‬‬
‫(‪ )3‬عبد القادر بريش‪ ،‬التحرير املصرفي ومتطلبات تطوير الخدمات املصرفية وزيادة القدرة التنافسية للبنوك الجزائرية‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية والتسيير‪ ،‬قسم العلوم الاقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،2002/2008 ،‬ص‪.21 :‬‬
‫محمد إبراهيم الحسيني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.70 :‬‬ ‫(‪ )4‬كريمة ّ‬

‫‪02‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثاني _________________________________________________ العوملة املالية وتحرير الخدمات البنكية‬

‫ألاوروبي والواليات املتحدة ألامريكية واليابان السذذير في اتجاه التحرر بداية بتحرير أسذذعار الفائدة وإلغاء‬
‫التحديد الجامد ألسعار العموالت واملصاريف البنكية وتخفيف القيود على الائتمان وكذلك القيود على‬
‫فتح الفروع ناهيك عن تعويم أسعار الصرف (‪.)1‬‬
‫وقذد اختلفذت درجذة التحرر من القيود من دولة إلى أخرى حيث يس ذ ذ ذ ذذمح بوجه عام لبنوك الدول‬
‫الص ذ ذ ذذناعية املتقدمة بممارس ذ ذ ذذة ألانش ذ ذ ذذطة املتعلقة بكل من ألاوراق املالية والعقارات والاس ذ ذ ذذتثمارات في‬
‫مؤس ذ ذس ذ ذذات غير مالية‪ ،‬كما يسذ ذذمح للبنوك نفس ذ ذذها ملكا ملؤس ذ ذس ذ ذذات غير مالية‪ ،‬والاس ذ ذذتثناء الوحيد كان‬
‫يتمثل في حظر ممارسة البنوك لنشاط التامين في كل من ايرلندا واليابان(‪.)2‬‬
‫هذا‪ ،‬تعتبر البنوك مؤس ذ ذ ذس ذ ذ ذات إنتاجية تضذ ذ ذذطلع بتقديم الخدمات املصذ ذ ذذرفية لعمالئها من أجل‬
‫الوفذذاء بمتطلبذذاتهذذا مقذذابذذل عموالت ومص ذ ذ ذ ذذاريف تتلقذذاهذذا لقذذاء تلذذك الخذذدمذذات العذذابرة للحذذدود وهي بذذذلذذك‬
‫تتاجر في تلك الخدمات‪ ،‬ومن هنا يقصذد باالتجار بالخدمات املصذرفية "قدرة تلك الخدمات على تخطي‬
‫الحدود من دون حركة مجهزها أو املستفيد منها أي العميل" (‪ .)3‬وقد عرف الاتجار بالخدمات املصرفية‬
‫نموا متزايدا في الس ذ ذذنوات ألاخيرة في ظل نمو ألانش ذ ذذطة املالية الدولية بص ذ ذذورة أس ذ ذذرع من نمو ألاس ذ ذذواق‬
‫املحلية وكذلك نمو معامالت ألاوراق املالية واملش ذ ذذتقات املالية بص ذ ذذورة كبيرة خالل الس ذ ذذنوات املاض ذ ذذية‬
‫وازدادت قيمذذة ألاوراق املذذاليذذة التي تم إص ذ ذ ذ ذذدارهذذا من حوالي ‪ 700‬بليون دوالر أمريكي عذذام ‪ 7911‬إلى‪800‬‬
‫بليون عام ‪.)4(7992‬‬
‫ويوضذ ذ ذ ذذح الجدول التالي ألانشذ ذ ذ ذذطة املسذ ذ ذ ذذموح بها للبنوك التجارية في بعض دول الاتحاد ألاوروبي‬
‫ومجموعة ‪: G10‬‬

‫(‪ )1‬رشدي صالح عبد الفتاح صالح‪ ،‬البنوك الشاملة وتطوير دور الجهاز املصرفي املصري (الصيرفة الشاملة عامليا ومحليا)‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير منشورة‪ ،‬قسم الاقتصاد‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،7999/7991 ،‬ص ‪.21:‬‬
‫(‪)2‬سعيدي وصاف‪ ،‬عتيقة وصاف‪ ،‬الصناعة املصرفية والتحوالت العاملية‪ ،‬امللتقى الوطني ألاول حول املنظومة املصرفية الجزائرية‬
‫والتحوالت الاقتصادية "الواقع والتحديات"‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ 78-72 ,‬ديسمبر ‪ ،2002‬ص‪.299‬‬
‫(‪ )3‬سرمد كوكب الجميل‪ ،‬الاتجاهات الدولية في مالية ألاعمال املالية‪ ،‬دار حامد للنشر والتوزيع‪ ،‬ألاردن ‪ ،2007،‬ص‪.222 :‬‬
‫(‪ )4‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬التطورات العاملية وانعكاساتها على أعمال البنوك‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر ‪ ،2002،‬ص‪.79 :‬‬

‫‪02‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثاني _________________________________________________ العوملة املالية وتحرير الخدمات البنكية‬

‫الجدول ‪ :1‬ألانشطة املسموح بها للبنوك التجارية في بعض دول الاتحاد ألاوروبي ومجموعة العشر ‪G10‬‬
‫التبعية ملؤسسة‬ ‫الاستثمار في‬ ‫ألاوراق‬
‫التأمين العقارات‬ ‫الدولة‬
‫غير مالية‬ ‫مؤسسات غير مالية‬ ‫املالية‬
‫بنوك ذات أنشطة بالغة الاتساع‬
‫ال قيود‬ ‫ال قيود‬ ‫ال قيود‬ ‫مسموح‬ ‫ال قيود‬ ‫أستراليا‬
‫ال قيود‬ ‫ال قيود‬ ‫ال قيود‬ ‫مسموح‬ ‫ال قيود‬ ‫سويسرا‬
‫ال قيود‬ ‫ال قيود‬ ‫ال قيود‬ ‫مسموح‬ ‫ال قيود‬ ‫اململكة املتحدة‬
‫ال قيود‬ ‫ال قيود‬ ‫مسموح‬ ‫مسموح‬ ‫ال قيود‬ ‫فرنسا‬
‫بنوك ذات أنشطة متسعة‬
‫ال قيود‬ ‫ال قيود‬ ‫مسموح‬ ‫مقيد‬ ‫ال قيود‬ ‫أملانيا‬
‫ال قيود‬ ‫ال قيود‬ ‫ال قيود‬ ‫ممنوعة‬ ‫ال قيود‬ ‫ايرلندا‬
‫مسموح‬ ‫ال قيود‬ ‫مقيد‬ ‫مسموح‬ ‫ال قيود‬ ‫إسبانيا‬
‫بنوك ذات أنشطة مقيدة بعض‬
‫الش يء‬
‫مقيد‬ ‫مقيد‬ ‫مقيد‬ ‫مسموح‬ ‫ال قيود‬
‫إيطاليا‬
‫مقيد‬ ‫مقيد‬ ‫مسموح‬ ‫مسموح‬ ‫مسموح‬
‫كندا‬
‫ال قيود‬ ‫ال قيود‬ ‫مقيد‬ ‫مقيد‬ ‫مسموح‬
‫اليونان‬
‫بنوك ذات أنشطة مقيدة‬
‫مقيد‬ ‫مقيد‬ ‫مقيد‬ ‫ممنوع‬ ‫مقيد‬ ‫اليابان‬
‫مقيد‬ ‫مقيد‬ ‫مقيد‬ ‫مقيد‬ ‫مقيد‬ ‫الواليات املتحدة‬
‫ال قيود‪ :‬يمكن للبنك ممارسة كافة مجاالت النشاط املذكور بشكل مباشر‪.‬‬
‫مسموح‪ :‬يمكن للبنك ممارسة كافة مجاالت النشاط املذكور على أن تكون كلها أو بعضها من خالل شركات تابعة‪.‬‬
‫مقيد‪ :‬بعض مجاالت النشاط املذكور يمكن ممارستها من خالل البنك أو شركات تابعة‪.‬‬
‫ممنوع‪ :‬ال يمكن ممارسة النشاط سواء مباشرة أو من خالل شركات تابعة‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬وصاف سعيدي‪ ،‬وصاف عتيقة‪ ،‬الصناعة املصرفية والتحوالت العاملية‪ ،‬امللتقى الوطني ألاول حول‬
‫املنظومة املصرفية الجزائرية والتحوالت الاقتصادية "الواقع والتحديات"‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪،‬‬
‫الجزائر‪ 78-72 ,‬ديسمبر ‪ ،2002‬ص ‪.71:‬‬

‫‪ -3‬أشكال ظاهرة تحرير الخدمات املالية والبنكية‬


‫يعتبر متغير التحرير املالي مؤشرا مكونا من ثالثة جوانب أساسية والتي تمثل أشكال التحرر املالي‪،‬‬
‫وهذا ما يوضحه الشكل (‪:)2‬‬

‫‪02‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثاني _________________________________________________ العوملة املالية وتحرير الخدمات البنكية‬

‫الشكل ‪ :3‬أشكال التحرير املالي‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثين‪ ،‬باالعتماد على‪:‬‬


‫‪Saoussen Ben Gamra, Libéralisation Financière et Crises Bancaires Le Cas des Pays Emergents, P : 05. Un‬‬
‫)‪article publié sur le site Web suivant : http://www.univ-paris13.fr/CEPN/BenGamra.PDF (20/07/2013‬‬

‫وسيتم توضيح أشكال التحرير املالي فيما يلي‪:‬‬


‫(‪)1‬‬

‫‪ )7‬تحرير القطاع املالي املحلي‪ :‬ويشمل ثالثة متغيرات أساسية‪ ،‬وهي‪:‬‬


‫أ‪ .‬تحرير ألاسعار‪ :‬وتشمل إلغاء السيطرة املتمثلة في تحديد سقوف ألسعار الفائدة املدينة والدائنة‪.‬‬
‫ب‪ .‬تحرير الائتمان‪ :‬وتشمل إلغاء السيطرة‪ ،‬والتوجه نحو القطاعات ذات ألاولوية‪ ،‬ووضع سقوف‬
‫للقروض املمنوحة للقطاعات ألاخرى‪ ،‬وتخفيض أو إلغاء متطلبات الاحتياطي إلاجباري‪.‬‬
‫ج‪ .‬تحرير املنافسة املصرفية‪ :‬ويشمل إزالة القيود إنشاء ومشاركة البنوك ألاجنبية‪ ،‬في السوق‬
‫املصرفية املحلية‪ ،‬مع إلغاء القيود املفروضة على تخصص البنوك وإنشاء بنوك شاملة‪.‬‬
‫‪ )2‬تحرير ألاسواق املالية‪ :‬ويشمل إزالة القيود املفروضة على ملكية املستثمرين ألاجانب لألوراق املالية‬
‫اململوكة للشركات املحلية واملدرجة في السوق املالي املحلي‪ ،‬وإلغاء القيود على إعادة رؤوس ألاموال‬
‫إلى الدول ألام وعلى تحويالت أرباح ألاسهم‪ ،‬والفوائد‪ ،‬وألارباح‪.‬‬
‫‪ )2‬تحرير حساب رأس املال‪ :‬ويتضمن إزالة الحواجز التي تمنع البنوك واملؤسسات املالية ألاخرى من‬
‫القيام بعملية الاقتراض من الخارج‪ ،‬والقضاء على السيطرة على سعر الصرف‪ ،‬والتي تطبق على‬
‫معامالت الحساب الجاري وحساب رأس املال‪ ،‬باإلضافة إلى تحرير تدفقات رأس املال‪.‬‬

‫‪(1) Saoussen Ben Gamra, Libéralisation Financière et Crises Bancaires Le Cas des Pays Emergents, P : 05. Un article publié‬‬

‫)‪sur le site Web suivant : http://www.univ-paris13.fr/CEPN/BenGamra.PDF (Surfer sur: 20/07/2013‬‬

‫‪02‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثاني _________________________________________________ العوملة املالية وتحرير الخدمات البنكية‬

‫(‪)1‬‬ ‫ويشير خبراء الصندوق الدولي في هذا الخصوص إلى قضيتين هامتين‪:‬‬
‫‪ ‬أنه من ألافضل البدء في تحرير التدفقات طويلة ألاجل قبل التدفقات قص ذ ذ ذ ذذيرة ألاج ذذل‪ ،‬وتحرير‬
‫الاستثمار ألاجنبي املباشر‪ ،‬قبل تحرير استثمار املحافظ املالية أو الاستثمار غير املباشر‪.‬‬
‫‪ ‬إن التحرير الش ذ ذ ذ ذ ذذام ذذل ملع ذذامالت وتحويالت رأس امل ذذال ال يعني التخلي عن ك ذذل القواع ذذد والنظم‬
‫املطبقذة على معذامالت العملذة ألاجنبية‪ ،‬بل ربما احتاج ألامر إلى تقوية القواعد والنظم التحوطية‬
‫املتعلقة بتحويالت العملة ألاجنبية التي يجريها غير املقيمين‪.‬‬
‫وبناء على درجة تحرير كل من الجوانب الثالثة السابقة الذكر (تحرير القطاع املالي املحلي‪ ،‬تحرير‬
‫ألاسواق املالية وتحرير حساب رأس املال) يمكن أن يتم الحكم على درجة التحرير املالي سواء كان تحريرا‬
‫جزئيا أو كليا‪ ،‬وهذا ما يبينه الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول ‪ :3‬معايير درجة تصنيف التحرير املالي واملصرفي‬

‫املصدر‪ :‬بلقاسم بن عالل‪ ،‬أثر تطبيق سياسة التحرير املالي على النمو الاقتصادي في الجزائر (‪:)3111/1991‬‬
‫دراسة قياسية باستعمال طريقة التكامل الزمني‪ ،‬بحث منشور على املوقع إلالكتروني التالي‪:‬‬
‫(‪http://library.fes.de/pdf-files/bueros/algerien/09655.pdf)2072/01/28‬‬

‫‪ -2‬طبيعة ظاهرة تحرير الخدمات املالية والبنكية‬


‫بالنسبة لطبيعة التحرير املالي‪ ،‬فهي تشير إلى التدابير التي تستهدف تفكيك السيطرة التنظيمية‬
‫على الهياكل املؤسسية وألادوات وألانشطة للوسطاء في مختلف شرائح القطاع املالي‪ .‬ويمكن لهذه‬
‫التدابير أن تتعلق باللوائح الداخلية أو الخارجية‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬العوملة واقتصاديات البنوك‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة والنشر‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص‪.82 :‬‬

‫‪02‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثاني _________________________________________________ العوملة املالية وتحرير الخدمات البنكية‬

‫‪ -1-2‬تدابير (إجراءات) التحرير املالي الداخلي‪ :‬ويشمل التحرير املالي الداخلي عادة بعض أو كل التدابير‬
‫التالية‪ ،‬بدرجات متفاوتة‪)1(:‬‬

‫‪ )7‬خفض أو إزالة السيطرة والرقابة على أسعار الفائدة أو معدالت العائد التي يتقاضاها الوسطاء‬
‫املاليون‪ .‬بطبيعة الحال‪ ،‬ال يزال البنك املركزي يؤثر أو يدير بشكل تلقائي هيكل هذه املعدالت عن‬
‫طريق تعديالت سعر الخصم وعمليات السوق املفتوحة‪ .‬ولكن رفع القيود عادة يزيل سقوف أسعار‬
‫الفائدة ويشجع املنافسة بين الشركات املالية التي تعمل على نحو مماثل وتستهدف جذب املودعين‬
‫من ناحية وإغراء املقترضين املحتملين لتولي الديون من جهة أخرى‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تضغط املنافسة‬
‫السعرية على الشركات املالية (بما في ذلك البنوك) وتفرض عليها الاعتماد على الحجوم لضمان‬
‫العوائد‪.‬‬
‫‪ )2‬انسحاب الدولة من نشاط الوساطة املالية مع تحويل "بنوك التنمية" إلى بنوك نظامية‪ ،‬وخصخصة‬
‫النظام املصرفي اململوك للقطاع العام‪ ،‬على اعتبار أن وجوده ال يفض ي إلى هيمنة مؤشرات السوق‬
‫في تخصيص رأس املال‪ .‬وعادة ما يرافق هذا تراجع الائتمان املوجه وإزالة متطلبات مخصصات‬
‫الائتمان الخاصة إلى القطاعات ذات ألاولوية‪ ،‬سواء كانوا من الحكومة‪ ،‬صغار املنتجين والزراعة أو‬
‫القطاعات ألاخرى‪ ،‬والتي ينظر إليها على أنها أولويات ألسباب إستراتيجية أو تنموية‪.‬‬
‫‪ )2‬تسهيل دخول الشركات واملستثمرين إلى سوق ألاسهم وتسجيلهم فيها‪ ،‬من خالل منحهم الحرية في‬
‫تسعير ألادوات املالية الجديدة التي يقومون بإصدارها‪ .‬والسماح بحريات أكبر للوسطاء مثل‪:‬‬
‫السماسرة واملضاربين‪ .‬وتخفيف الشروط فيما يتعلق باالقتراض مقابل أسهم واستثمار ألاموال‬
‫املقترضة في السوق‪.‬‬
‫‪ )2‬تخفيض الرقابة على الاستثمارات التي يمكن يقوم بها الوسطاء املاليون‪ .‬وعلى وجه التحديد‪ ،‬وكسر‬
‫الحاجز بين ألانشطة املصرفية وغير املصرفية‪ .‬وقد سعت القطاعات املالية ألاكثر تنظيما للحفاظ‬
‫على فصل قطاعات مختلفة من القطاع املالي مثل‪ :‬البنوك والخدمات املصرفية التجارية‪ ،‬وصناديق‬
‫الاستثمار املشترك والتأمين‪ .‬ولم يسمح للوسطاء في قطاع واحد باالستثمار خوفا من تضارب املصالح‬
‫الذي يمكن أن يؤثر سلبا على املمارسات التجارية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن إزالة القيود التنظيمية التي تفصل‬
‫هذه القطاعات يؤدي إلى ظهور "البنوك الشاملة" أو السوبرماركت املالي‪ .‬وهذا يزيد من الترابط بين‬
‫التركيب الهرمي للهياكل املالية‪.‬‬
‫‪ )8‬التوسع والتنوع في مصادر ألادوات املالية التي من خاللها يمكن للوسطاء املاليين الحصول على‬
‫ألاموال‪ .‬وهذا يؤدي إلى انتشار الصكوك مثل‪ :‬ألاوراق التجارية وشهادات إلايداع الصادرة في السوق‬
‫املحلية‪ ،‬والسماح ملنتجات السوق الثانوية بالتداول في الخارج على شكل شهادات إيداع دولية‪.‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪Jayati Ghosh, The Economic and Social Effects of Financial Liberalization: A Primer for Developing Countries,‬‬
‫‪Department of Economic and Social Affairs ,DESA Working Paper No. 4, United Nations , New York, October 2005, pp: 02-‬‬
‫‪03‬‬

‫‪01‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثاني _________________________________________________ العوملة املالية وتحرير الخدمات البنكية‬

‫‪ )2‬تحرير القواعد التي تحكم أنواع ألادوات املالية التي يمكن أن يصدرها ويكتسبها النظام املالي‪ .‬وبهذا‬
‫يتحول الدور التقليدي للنظام املصرفي بكونه الوسيط الرئيس ي في تحمل املخاطر في النظام‪ ،‬من‬
‫اتجاه قبول املطلوبات الفردية الصغيرة نسبيا وذات آجال استحقاق قصيرة وعالية السيولة‪ ،‬إلى‬
‫اتجاه قبول انخفاض الدخل وتشارك مخاطر رأس املال‪ ،‬والاستثمارات الكبيرة غير سائلة نسبيا‬
‫واملحفوفة باملخاطر وذات آجال الاستحقاق ألاطول‪ .‬وتعد الحماية املمنوحة للنظام املصرفي والقيود‬
‫التنظيمية قوية في هذا الشأن وكانت مفروضة لحماية قدرته على البقاء نظرا للدور الذي لعبه‪ .‬ومع‬
‫التحرير‪ ،‬ينتقل التركيز إلى توليد ألاصول املالية التي تحول مخاطر املحفظة املالية إلى للمؤسسات‬
‫التي هي على استعداد لتحملها‪.‬‬
‫‪ -3-2‬تدابير (إجراءات) التحرير املالي الخارجي‪ :‬بالنسبة للتحرير املالي الخارجي‪ ،‬فهو ينطوي عادة على‬
‫التغييرات في نظام الرقابة على الصرف‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬تكون قابلية التحويل الكامل ملعامالت الحساب‬
‫الجاري املصاحبة لتحرير التجارة سابقة أو متزامنة مع إلاصالحات‪ ،‬والتي يتم بعد ذلك استكمالها مع‬
‫درجات متفاوتة من تحويل حساب رأس املال‪ .‬وتشمل تدابير تحرير حساب رأس املال على نطاق واسع‬
‫يشمل أنماط التنفيذ التالية‪)1( :‬‬

‫‪ )7‬التدابير التي تسمح للمقيمين ألاجانب بتملك ألاصول املالية املحلية‪ ،‬إما في شكل ديون أو حقوق‬
‫املساهمين‪ .‬وهذا يمكن أن تترافق مع مزيد من الحرية للشركات املحلية واملتعلقة بالقيام بعمليات‬
‫الاقتراض التجاري الخارجي‪ ،‬وغالبا من دون ضمانات حكومية‪ ،‬أو حتى إلاشراف عليها‪ .‬ويمكن أن‬
‫تنطوي أيضا على تخفيف أو إزالة الضوابط على دخول شركات مالية جديدة‪ ،‬تخضع مجتمعة إلى‬
‫املعايير املحددة من قبل فيما يتعلق باستثمارات رأس املال‪ .‬هذا ال يزيد بالضرورة املنافسة‪ ،‬ألنه‬
‫عادة ما يرتبط مع الحرية في اكتساب الشركات املالية لنشطاء محليين وأجانب‪ ،‬ويمتد إلى ألاذونات‬
‫املقدمة للمستثمرين من املؤسسات ألاجنبية‪ ،‬وصناديق التقاعد وصناديق التحوط لالستثمار في‬
‫أسواق ألاسهم والديون‪.‬‬
‫‪ )2‬التدابير التي تسمح للمقيمين املحللين بحيازة ألاصول املالية ألاجنبية‪ .‬وعادة ما ينظر إلى هذا باعتباره‬
‫أشد درجات التحرير‪ ،‬ألنه يخفف من إمكانية هروب رؤوس ألاموال من قبل املقيمين املحليين في‬
‫فترات ألازمات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن عددا من الدول التي تتلقى الحجم "املفرط" من تدفقات رأس املال‬
‫التي ال تضيف إلى صافي الاستثمار املحلي وترد في التراكم الذي ال لزوم له من احتياطيات النقد‬
‫ألاجنبي‪ ،‬قد تحولت إلى مثل هذه التدابير كوسيلة لتخفيف الضغط على سعر الصرف‪.‬‬
‫‪ )2‬التدابير التي تسمح لألصول بالعملة ألاجنبية بأن تمتلك وتتداول بحرية داخل الاقتصاد املحلي‬
‫("دولرة" الحسابات)‪ .‬هذا هو الشكل ألاكثر تطرفا من التحرير املالي الخارجي‪ ،‬والذي لم يتم تنفيذه‬
‫إال في عدد قليل جدا من الدول‪.‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪Jayati Ghosh, Op-Cit, p: 03‬‬

‫‪01‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثاني _________________________________________________ العوملة املالية وتحرير الخدمات البنكية‬

‫رابعا‪ :‬شروط نجاح ظاهرة تحرير الخدمات املالية والبنكية واملنافع والتكاليف املحتملة‬
‫للسماح بالتخلص من قيود الكبح املالي وتعزيز القدرات التمويلية للقطاع املالي واملصرفي‪ ،‬البد‬
‫من توافر شروط معينة للنجاح‪ .‬وفي حالة تطبيق هذه السياسة‪ ،‬فقد يترتب عليها جملة من املنافع‬
‫والتكاليف املحتملة‪ ،‬والتي تتوقف بدورها على مدى نجاح سياسة التحرير املالي واملصرفي‪.‬‬
‫‪ -1‬شروط نجاح سياسة التحرير املالي واملصرفي‬
‫في هذا إلاطار‪ ،‬يفترض العديد من الباحثين الاقتصاديين وجود مجموعة من الشروط املسبقة‬
‫التي يستطيع من خاللها التحرير املالي واملصرفي النجاح وتحقيق ألاهداف املحددة‪ ،‬ووفقا ل (‪McKinnon‬‬
‫‪ )and Shaw‬يعتمد نجاح عملية التحرير املالي واملصرفي على فحص الفرضيات الثالثة التالية‪( :‬أ) العمق‬
‫الفعال للقطاع املالي؛ (ب) إقامة عالقة إيجابية بين معدالت الفائدة والادخار؛ (ج) التكامل املثالي بين‬
‫الصناديق النقدية والاستثمارات‪ .‬وقد أشار نفس الباحث (‪ ،)McKinnon‬في سنة ‪ ،7997‬إلى ضرورة‬
‫تدخل الانضباط النقدي واملالي قبل البدء في سياسات التحرير املالي‪ .‬وأيضا‪ ،‬وفقا ل (‪ )Fry,1997‬تشير‬
‫التجربة الدولية إلى وجود خمسة شروط قبلية لنجاح سياسات التحرير املالي‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أ‪ .‬التنظيم التحوطي الكافي والرقابة على البنوك التجارية؛‬
‫ب‪ .‬درجة معقولة من استقرار ألاسعار؛‬
‫ج‪ .‬الانضباط الضريبي الذي يضمن تخفيف الدين الحكومي ويسمح بتقليل الضغوط التضخمية‬
‫الناجمة عن تمويل العجز املوازني؛‬
‫د‪ .‬تعظيم ربحية البنوك التجارية واعتماد السلوك التنافس ي؛‬
‫ه‪ .‬نظام ضريبي ال يفرض تدابير تمييزية صريحة أو ضمنية على أنشطة الوساطة املالية‪)1( .‬‬

‫وبصورة إجمالية‪ ،‬تتمثل أهم شروط نجاح سياسة التحرير املالي واملصرفي فيما يلي‪:‬‬
‫‪ )7‬ضرورة توافر الاستقرار الاقتصادي العام‪ :‬يعد شرط الاستقرار الاقتصادي العام مطلبا ضروريا‬
‫لنجاح سياسة التحرير املالي واملصرفي‪ ،‬حيث تؤدي معدالت التضخم املرتفع غالبا إلى تراجع النشاط‬
‫الاقتصادي‪ ،‬فضال عن تبديد املوارد‪ ،‬وإذا رافق معدالت التضخم املرتفعة تخفيض في قيمة العملة‬
‫وارتفاع سعر الفائدة‪ ،‬فعندئذ قد تلحق خسارة كبيرة باالقتصاد مما يؤدي إلى إشاعة عدم الاستقرار‬
‫الاقتصادي العام‪ .‬فالبد لنجاح التحرير املالي واملصرفي من توافر سياسات اقتصادية عامة مناسبة‪،‬‬
‫واملدعومة باالنضباط املالي والضريبي‪ ،‬والتي تكفل إلى عدم تأثير الاقتراض الحكومي على تمويل‬
‫استثمارات القطاع الخاص‪ .‬ناهيك عن إلادارة السليمة للدين الداخلي والخارجي التي تقوي من‬
‫فعالية الرقابة النقدية‪ ،‬كما أن سالمة سوق رأس املال تقلل من الضغوط التضخمية(‪ .)2‬وتجدر‬

‫)‪(1‬‬‫‪Soumia Zenasni, Les effets de l'intégration financiére sur la croissance des économies de Maghreb dans un‬‬
‫‪contexte de globalisation et de crises, Thèse Doctorat non publier , la Faculté des Sciences Economiques et commercial‬‬
‫‪et des Sciences de Gestion, Département des sciences économiques , Université Tlemcen, Algérie, 2013/2014, p : 35.‬‬
‫(‪ )2‬كريمة ّ‬
‫محمد إبراهيم الحسيني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.81 :‬‬

‫‪22‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثاني _________________________________________________ العوملة املالية وتحرير الخدمات البنكية‬

‫إلاشارة إلى أنه من أجل تحقيق الاستقرار الاقتصادي العام يجب اتخاذ إجراءات وقائية وأخرى‬
‫عالجية التي تمكن من التنسيق بين السياسات الاقتصادية الكلية وسياسة التحرير املالي واملصرفي‪،‬‬
‫فاإلجراءات الوقائية تتعلق عادة بإجراء تدابير تتخذ قبل وقوع ألازمات املالية واملصرفية‪ ،‬وتصميم‬
‫هياكل تنظيمية وقوانين للحد من املخاطر‪ ،‬وحماية املودعين وتصحب هذه إلاجراءات قوة إشراف‬
‫حكومي على الجهاز املصرفي وأحكام الرقابة والتدقيق املحاسبي الخارجي‪ .‬أما إلاجراءات العالجية‬
‫فعادة ما تتخذ عند حدوث ألازمات وتكمن في تطوير نظام التأمين على الودائع لحماية املودعين‬
‫والتقليل من الذعر املالي الذي قد يصيبهم(‪.)1‬‬
‫‪ )2‬ضرورة توافر املعلومات والتنسيق بينها‪ :‬في هذا إلاطار‪ ،‬يوجد نوعين من املعلومات املطلوبة لألسواق‬
‫املالية‪ ،‬ألاول‪ :‬معلومات عن سياسة عن سيولة املؤسسات املالية‪ ،‬وهذه املعلومات على جانب كبير‬
‫من ألاهمية للمستثمرين واملودعين وملن يرغبون في إيداع أموالهم أو سحبها من مؤسسات مالية‬
‫معينة‪ .‬الثاني‪ :‬معلومات عن إدارة املؤسسات املالية للمساعدة على تفادي املخاطر التي يتعرض لها‬
‫الاستثمار ومعرفة العائد املتوقع منها(‪ .)2‬وعلى هذا ألاساس‪ ،‬يتطلب نجاح سياسة التحرير املالي‬
‫واملصرفي توافر املعلومات الكافية عن ألاسواق املالية واملصرفية وإتاحتها أمام كل املتدخلين في هذه‬
‫ألاسواق‪ ،‬ويتعلق ألامر باملعلومات التي توفرها جهات إلاشراف والرقابة واملتعلقة بالقوانين واللوائح‬
‫املنظمة للنشاط املصرفي‪ ،‬ومن جهة ثانية املعلومات التي يجب أن توفرها البنوك وإتاحتها أمام‬
‫جهات الرقابة وإلاشراف‪ ،‬وأمام املتعاملين واملستثمرين حتى يتمكنوا من ترشيد قراراتهم املالية‪ .‬كما‬
‫يتطلب ألامر وجود آليات لتنسيق هذه املعلومات بحيث يكون انسيابها بشكل واضح وخال من‬
‫التناقض وتهدف إلى تدعيم عنصر الشفافية‪)3( .‬‬

‫‪ )2‬ضرورة إتباع التسلسل والترتيب في مراحل التحرير املصرفي‪ :‬يشترط التسلسل والترتيب في مراحل‬
‫تطبيق سياسة التحرير املالي واملصرفي للنجاح‪ .‬وقد ثار التساؤل عن أيهما يجب أن تكون له ألاولوية‪،‬‬
‫التحرير على املستوى املحلي‪ ،‬أم التحرير على املستوى الخارجي؟ ولإلجابة على هذا السؤال‪ ،‬تجدر‬
‫إلاشارة إلى قضيتين أساسيتين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫‪ .1‬ضرورة استقرار الاختيار على السياسة املثلى للتحرير املالي واملصرفي سواء على املستوى املحلي‬
‫أم املستوى الخارجي‪ ،‬وما إذا كانت عناصر سياسة التحرير املالي واملصرفي يتم تنفيذها في وقت‬
‫واحد أم يتم ترتيب عناصر تلك السياسة والاختيار بينها وفقا ألولويات املستوى الذي تم اختياره‪.‬‬
‫‪ .3‬ضرورة التنسيق بين عناصر سياسة التحرير املالي واملصرفي طبقا للمستوى الذي تم اختياره‬
‫ومتطلبات الاستقرار الاقتصادي بمفهومه الشامل‪)4( .‬‬

‫(‪ )1‬عبد القادر بريش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27 :‬‬


‫(‪ )2‬كريمة ّ‬
‫محمد إبراهيم الحسيني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22 :‬‬
‫(‪ )3‬عبد القادر بريش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22 :‬‬
‫(‪ )4‬كريمة ّ‬
‫محمد إبراهيم الحسيني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29 :‬‬

‫‪28‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثاني _________________________________________________ العوملة املالية وتحرير الخدمات البنكية‬

‫ويرى الاقتصاديون وجود أربعة مراحل متسلسلة لعملية التحرير املالي واملصرفي ‪ -‬أنظر‬
‫الجدول رقم (‪ ،)2‬ألاولى والثانية‪ :‬تشير إلى تحرير القطاع الحقيقي املحلي وتحرير القطاع املالي املحلي‬
‫على التوالي‪ .‬بينما الثالثة والرابعة‪ ،‬من جانبهما‪ ،‬تتصل بتحرير عمليات الحساب الجاري وتحرير‬
‫حركة رؤوس ألاموال على التوالي‪)1( .‬‬

‫الجدول ‪ :2‬مراحل التحرير الاقتصادي واملالي‬


‫الخارجي‬ ‫الداخلي‬ ‫القطاع‬
‫املرحلة ألاولى‬
‫املرحلة الثالثة‬ ‫‪ ‬الاستقرار الاقتصادي الكلي؛‬
‫‪ -‬تحرير عمليات الحساب الجاري (إزالة الحواجز‬ ‫‪ ‬تحرير ألاسعار؛‬
‫الحقيقي‬
‫التجارية)؛‬ ‫‪ ‬رفع الضرائب الضمنية والصريحة وكذلك‬
‫‪ -‬إنشاء سوق للصرف وتحويل العملة خارجيا‪.‬‬ ‫املنح‪،‬‬
‫‪ ‬الخوصصة‪.‬‬
‫املرحلة الرابعة‬ ‫املرحلة الثانية‬
‫‪ -‬إعادة هيكلة وخوصصة النظام املصرفي املحلي؛ ‪ -‬رفع الرقابة على حركة رؤوس ألاموال؛‬ ‫املالي‬
‫‪ -‬التحويل الكامل للعملة‪.‬‬ ‫‪ -‬إنشاء أو تفعيل السوق النقدية‪.‬‬
‫‪Source : Soumia Zenasni, Les effets de l'intégration financiére sur la croissance des économies de Maghreb‬‬
‫‪dans un contexte de globalisation et de crises, Thèse Doctorat non publier, la Faculté des Sciences‬‬
‫‪Economiques et commercial et des Sciences de Gestion, Département des sciences économiques, Université‬‬
‫‪Tlemcen, Algérie, 2013/2014, p : 35‬‬

‫وفي نفس السياق‪ ،‬تجدر إلاشارة إلى أن (‪ )McKinnon‬يرى بأن تسبق عملية التحرير املالي‬
‫واملصرفي على املستوى املحلي نظيرتها على املستوى الخارجي‪ ،‬وأما إذا حدث العكس وتم تحرير على‬
‫املستوى الخارجي في وقت ظلت فيه معدالت الفائدة املحلية أقل من مثيالتها على املستوى العالمي‪،‬‬
‫يكون احتمال هروب رؤوس ألاموال املحلية إلى البنوك الخارجية‪ ،‬بسبب خضوع تلك ألاموال للعديد‬
‫من أنواع الرقابة واللوائح على املستوى املحلي لعدم التحرير بعد‪ ،‬وهذا من شأنه أن يرفع تكاليف‬
‫الوساطة املالية‪ .‬ويمكن أن يستنتج من رأي (‪ )McKinnon‬بأنه يجب أن يأتي التحرير املالي واملصرفي‬
‫على املستوى الخارجي بعد إتمام إلاصالح الاقتصادي الشامل على املستوى املحلي بقطاعيه‬
‫الحقيقي واملالي‪)2( .‬‬

‫‪ )2‬ضرورة إلاشراف الحذر على ألاسواق املالية‪ :‬لتنجح سياسة التحرير املالي واملصرفي‪ ،‬البد أن يكون‬
‫للدولة دور في ألاسواق املالية‪ ،‬عن طريق التدخل الحكومي الرشيد‪ .‬ويتم هذا التدخل عن طريق‬

‫‪(1) Soumia Zenasni, Op cit, p : 35.‬‬


‫(‪ )2‬كريمة ّ‬
‫محمد إبراهيم الحسيني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.17 :‬‬

‫‪20‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثاني _________________________________________________ العوملة املالية وتحرير الخدمات البنكية‬

‫تبني فلسفة إلاشراف الحذر على ألاسواق املالية‪ ،‬والتي تنظر إلى املستقبل‪ ،‬وتضع في اعتبارها املخاطر‬
‫املحتملة وتحرص على ضمان استقرار النظام املالي واملصرفي وسالمته‪ ،‬وتعتمد أكثر على عناصر‬
‫النشاط املالي‪ ،‬واملشاركة في السوق‪ ،‬وعلى القوى السائدة فيه لتحقيق هذا الاستقرار‪ .‬وفي هذا‬
‫إلاطار‪ ،‬يحرص املديرين ومديري ألاعمال أمام املؤسسة املالية على ضمان الشفافية وتقليل املخاطر‬
‫وضمان رأس املال كما يخضعون للمساءلة عن تقاريرهم املالية‪ .‬كما يطلب إلاشراف الحذر نصوص‬
‫تشريعية أو لوائح أو قواعد أو معايير أخرى واجبة التطبيق‪ .‬وتستخدم سلطات الرقابة وإلاشراف‬
‫الحذر أربعة معايير أساسية في تعامله مع املؤسسات املالية‪ ،‬وهي‪)1( :‬‬

‫أ‪ .‬معيار التفويض بالسلطة‪ :‬ويتضمن هذا املعيار عدة معايير فرعية يتم تطبيقا إزاء حملة ألاسهم‬
‫الرئيسين وكبار املديرين العاملين ومديري إلادارات ومراجعي الحسابات من خارج املؤسسة‬
‫املالية‪ .‬كما يتضمن هذا املعيار أيضا تخويل املشرفين سلطة عدم إدماج املؤسسة والهياكل‬
‫التنظيمية فيها والتي يخش ى معها عرقلة إلاشراف الفعال‪.‬‬
‫ب‪ .‬معيار اللوائح الحذرة‪ :‬ويمكن تطبيق هذا املعيار على املؤسسات املالية عن طريق تعديل اللوائح‬
‫القائمة التي تطبق على مختلف أنواع هذه املؤسسات‪ .‬وتعتبر الحكومة املسؤول ألاول عن‬
‫إصدار تلك اللوائح‪ ،‬كما يجب عليها متابعة مدى التزام البنوك واملؤسسات املالية بتنفيذه‪،‬‬
‫وهذا بهدف زيادة فعالية تلك اللوائح واملساواة في املعاملة بين املؤسسات املالية بشكل يضمن‬
‫املنافسة داخل القطاع املالي واملصرفي‪.‬‬
‫ج‪ .‬معيار توحيد النظام املحاسبي‪ :‬ويهدف هذا املعيار إلى تحسين شفافية املركز املالي للمؤسسات‬
‫املالية من خالل تقارير إشرافية عن طريق النشر وإلاعالن بصفة عامة‪.‬‬
‫د‪ .‬معيار إلاشراف املوحد‪ :‬ويهدف هذا املعيار إلى الاستفادة من اللوائح الرشيدة‪ ،‬وتحليل‬
‫الحسابات املوحدة‪ ،‬وتوسيع نطاق إلاشراف الحذر لضمان موضوعية التقييم للمخاطر‪ ،‬بما‬
‫في ذلك مخاطر التسيب والانحراف لدى كيانات خارج نطاق اللوائح والحسابات املوحدة‪ ،‬مثل‬
‫هيئات التمويل التي ال تخضع للوائح ذات أغراض تجارية وصناعية‪.‬‬
‫ومما سبق ذكره‪ ،‬يتم استخالص أنه هناك العديد من شروط نجاح سياسة التحرير املالي‬
‫واملصرفي‪ ،‬ومن بين الشروط ألاولية‪ ،‬يمكن ذكر ما يلي‪)2( :‬‬

‫‪ -‬قطاعا اقتصاديا كليا مستقرا ومتسما بانخفاض كل من معدالت التضخم والعجز املوازني‬
‫للدول؛‬
‫‪ -‬بنية مؤسسية منظمة ذات نظام قانوني كافي؛‬
‫‪ -‬تحرير جزئي للقطاع املالي املحلي وألاجنبي واملصحوب برقابة الدولة‪.‬‬

‫(‪ )1‬كريمة ّ‬
‫محمد إبراهيم الحسيني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.12 - 12 :‬‬
‫‪(2) Soumia Zenasni, Op cit, pp : 35 - 36.‬‬

‫‪22‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثاني _________________________________________________ العوملة املالية وتحرير الخدمات البنكية‬

‫‪ -3‬املنافع والتكاليف املحتملة لسياسة تحرير الخدمات املالية واملصرفية‬


‫في هذا الصدد‪ ،‬سنتطرق إلى املنافع والتكاليف املحتملة‪ ،‬والتي يمكن أن تنجم عن سياسة التحرير‬
‫املالي واملصرفي‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬فيما يتعلق بتطور القطاع املصرفي (القطاع املالي بصفة عامة) والنمو‬
‫الاقتصادي‪ .‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1-3‬املنافع املحتملة (آلاثار إلايجابية)‪ :‬كثيرة هي آلاراء التي تدعم التحرير املالي واملصرفي والانفتاح‪،‬‬
‫نظرا للمنافع املحتملة التالية‪:‬‬
‫‪ )7‬تزايد كفاءة القطاع املصرفي والاستقرار املالي‪ :‬يمكن أن يزيد التحرير املالي واملصرفي عمق وعرض‬
‫ألاسواق املالية املحلية‪ ،‬ويسهم في زيادة درجة كفاءة الوساطة املالية‪ ،‬وذلك بتخفيض التكاليف‬
‫وألارباح املرتبطة باألسواق الاحتكارية وأسواق الكارتالت‪ ،‬ومن ثم تخفيض تكلفة الاستثمار وتحسين‬
‫تخصيص املوارد(‪ . )1‬أما فيما يتعلق بالقطاع املصرفي‪ ،‬في فيمكن تحديد املنافع املحتملة من عملية‬
‫التحرير املالي واملصرفي والانفتاح‪ ،‬فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬تعزيز املنافسة في ألاسواق الدولية‪ ،‬وتحسين كفاءة إدارة الخدمات التي تقدمها املؤسسات املالية‬
‫واملصرفية والذي ينعكس على تحسين نوعية الخدمات املالية‪ ،‬وزيادة الكفاءة إلانتاجية‪ ،‬فضال عن‬
‫توفير خيارات أفضل للعمالء‪ .‬ناهيك عن تعزيز الفرص الاستثمارية من خالل التوزيع القطاعي‬
‫الفعال للموارد(‪ .)2‬إمكانية تطبيق الوسائل املصرفية ألاكثر تعقيدا مثل (أنظمة إدارة الخطر) والذي‬
‫من شأنه العمل على استيعاب الصدمات‪.‬‬
‫ب‪ .‬تخدم لتحفيز التطوير وإلاشراف على املؤسسات املالية املحلية‪.‬‬
‫ج‪ .‬املساهمة في استقرار النظام املالي املحلي وتخفيض التذبذبات في تدفقات رأس املال‪ ،‬إذ قد يلجأ‬
‫املودعون إلى تحويل أموالهم إلى املؤسسات ألاجنبية وتحديدا البنوك التي عدت أكثر أمنا بدال من‬
‫تحويلها وتهريبها إلى الخارج‪.‬‬
‫د‪ .‬إلاسهام في إصالح القطاع املصرفي‪ ،‬وذلك نتيجة إلمكانية قيام البنوك ألاجنبية بعملية إصالح على‬
‫املستوى الجزئي من خالل حيازة البنوك الشاملة أو املختلفة‪ ،‬وغالبا ما تبدأ عملية التحول بأن‬
‫يقوم البنك ألاجنبي (الحائز) بإعادة رسملة الحيازة‪ ،‬وتضم كل من غلق الفروع غير املربحة‪ ،‬وإدخال‬
‫أنظمة وعمليات ومنتجات مصرفية جديدة‪ ،‬تساهم في تعزيز ثقافة الائتمان وتعزز من الربحية‪)3(.‬‬

‫‪ )2‬الوصول إلى ألاسواق املالية العاملية‪ :‬يساعد التحرير املالي واملصرفي والانفتاح الاقتصادي على‬
‫الوصول إلى أسواق املال العاملية‪ ،‬وذلك بالسماح للدولة املعنية باالقتراض في ألاوقات السيئة‬

‫(‪ )1‬بشار ذنون محمد شكري وآخرون‪ ،‬إلاصالح والتحرر املالي في العراق – مع إلاشارة إلى التجربة املصرية‪ ،-‬مجلة تنمية الرافدين‪ ،‬كلية‬
‫إلادارة والاقتصاد‪ ،‬جامعة املوصل‪ ،‬املجلد‪ ،20:‬العدد‪ ،97 :‬العراق‪ ،2001 ،‬ص‪.712:‬‬
‫(‪ )2‬عبد هللا فاضل الحيالي‪ ،‬آلاثار املحتملة لالنضمام إلى منظمة التجارة العاملية في مجال تحرير تجارة الخدمات املالية في النمو‬
‫الاقتصادي‪ :‬دراسات حالة‪ ،‬مجلة دراسات إقليمية‪ ،‬كلية إلادارة والاقتصاد‪ ،‬جامعة املوصل‪ ،‬املجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،2001 ،71‬ص‪.89 :‬‬
‫(‪ )3‬بشار ذنون محمد شكري وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.712 :‬‬

‫‪22‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثاني _________________________________________________ العوملة املالية وتحرير الخدمات البنكية‬

‫كأوقات الكساد أو الانحراف الحاد في البنود التجارية‪ .‬والاقتراض في ألاوقات الجيدة كما هو الحال‬
‫في حالة النمو الاقتصادي أو بعد التحسن في البنوك التجارية‪ ،‬وفي مقابل ذلك‪ ،‬فإن الوصول إلى‬
‫أسواق رأس املال العاملية من شأنه أن يسمح بمشاركة الخطر‪ ،‬والتي تكون مبررة كليا‪ ،‬وتكون‬
‫عندها الهزات مؤقتة بطبيعتها(‪ .)1‬وهذا ما قد ينعكس بصورة إيجابية على تمويل القطاعات‬
‫الاقتصادية املختلفة للدولة‪ ،‬نتيجة توفر املوارد املالية وتنوع آجالها وانخفاض تكاليفها‪.‬‬
‫‪ )2‬ضبط السياسات الاقتصادية الكلية وتحفيز الاستثمار والنمو‪ :‬بفضل زيادة املكافآت للسياسات‬
‫الجيدة والجزاءات على السياسات الرديئة‪ ،‬فإن تدفقات رأس املال عبر الحدود قد تشجع الدول‬
‫على إتباع سياسات اقتصادية كلية أكثر انضباطا‪ ،‬ومن ثم تخفيض تكرار أخطاء السياسة‬
‫الاقتصادية(‪ .)2‬كما تتحفز الحكومات لتحسين إدارات السياسات الاقتصادية الكلية وسياسات‬
‫الرقابة على القطاع املالي وإنهاء جميع أنواع التدخالت التي تؤدي إلى تشوهات في ألاسواق‪ ،‬من خالل‬
‫وضع تشريعات مرنة‪ ،‬وإتباع سياسات اقتصادية من شأنها جذب الاستثمارات املباشرة وغير املباشرة‬
‫مع إعادة أرصدة املستثمرين املحليين املوجودة في الخارج‪ ،‬وما يعقبها من تعزيز إمكانية حصول‬
‫املستثمر املحلي على القروض وخدمتها بأقل تكاليف ممكنة‪ ،‬ناهيك عن تحسين نوعية الخدمات‬
‫املالية‪ ،‬مما قد يؤدي إلى ردم فجوة الادخارات التي تعني منها أغلب الدول النامية(‪.)3‬‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬تكون القدرة على الادخار في الدول النامية مقيدة باملستوى املنخفض للدخل‪.‬‬
‫فطاملا أن العائد الحدي من الاستثمار يكون مساويا على ألاقل لتكلفة رأس املال‪ ،‬فإن صافي تدفقات‬
‫املوارد ألاجنبية إلى الداخل يمكن أن يكمل الادخار املحلي ويزيد مستويات رأس املال للعامل الواحد‪ .‬كما‬
‫تساعد الدولة املتلقية على رفع معدل النمو الاقتصادي وتحسين مستويات املعيشة‪ .‬ويمكن أن تكون‬
‫املنافع والكلف املحتملة كبيرة على نحو خاص بالنسبة ألنواع معينة من تدفقات رأس املال إلى الداخل‬
‫وألاكثر وضوحا‪ ،‬هو الاستثمار ألاجنبي املباشر‪ ،‬إذ أن الاستثمار ألاجنبي املباشر قد سهل تمويل أو نشر‬
‫ألاساليب إلادارية‪ ،‬والتكنولوجية‪ ،‬والسيما من خالل أشكال محددة من مدخالت رأس املال وتحسين‬
‫تركيب مهارات القوى العاملة نتيجة تأثيرات التعلم باملمارسة والاستثمار في التعلم الرسمي والتدريب في‬
‫الوظيفة‪ .‬كما أنه من حيث املبدأ‪ ،‬فإن تحرير تدفقات رأس املال املخفضة املالية العاملية قد يقود إلى‬
‫معدالت أعلى من النمو الاقتصادي‪ ،‬ألنه قد يميل إلى تسريع أسواق ألاسهم العاملية‪ ،‬وتلك تقود بدورها‬
‫إلى إنتاجية متزايدة للعامل املحلي(‪.)4‬‬

‫والجدول رقم (‪ )2‬يوضح املنافع والتكاليف املحتملة ألنواع معينة من تدفقات رأس املال ألاجنبي‪:‬‬

‫(‪ )1‬بشار ذنون محمد شكري وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.712 - 712 :‬‬
‫(‪ )2‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.712 :‬‬
‫(‪ )3‬عبد هللا فاضل الحيالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.89 :‬‬
‫(‪)4‬بشار ذنون محمد شكري وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.712 :‬‬

‫‪22‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثاني _________________________________________________ العوملة املالية وتحرير الخدمات البنكية‬

‫الجدول ‪ :4‬املنافع والتكاليف املحتملة ألنواع معينة من تدفقات رأس املال ألاجنبي‬

‫املصدر‪ :‬بشار ذنون محمد شكري وآخرون‪ ،‬إلاصالح والتحرر املالي في العراق – مع إلاشارة إلى التجربة املصرية‪،-‬‬
‫مجلة تنمية الرافدين‪ ،‬كلية إلادارة والاقتصاد‪ ،‬جامعة املوصل‪ ،‬املجلد‪ ،20:‬العدد‪ ،97 :‬العراق‪ ،2001 ،‬ص‪712:‬‬
‫‪ -3-3‬التكاليف املحتملة (آلاثار السلبية)‪ :‬توجد العديد من التكاليف الاقتصادية والاجتماعية لهذه‬
‫الظاهرة ظاهرة التحرير املالي واملصرفي‪ ،‬والتي نوجزها في النقاط التالية‪)1( :‬‬

‫‪ )7‬تركز تدفقات رأس املال‪ :‬يميل الاندفاع املتزايد في تدفقات رأس املال عبر الحدود إلى أن يكون متركزا‬
‫بدرجة عالية في عدد قليل من الدول املتلقية‪ ،‬والزيادة الكبيرة في تلك التدفقات الوافدة إلى الداخل‬
‫مثال كانت موجهة إلى عدد قليل من الدول الكبيرة (متوسطة الدخل) في أمريكا الالتينية‪ .‬كما شهد‬
‫إجمالي حصة تدفقات رأس املال تدفقات رأس املال إلى الدول منخفضة الدخل انخفاضا حقيقيا‬
‫خالل التسعينيات من القرن العشرين أقل من املستويات التي كانت منخفضة أصال‪.‬‬
‫‪ )2‬سوء التخصيص املحلي لتدفقات رأس املال‪ :‬على الرغم من أن تدفقات رأس املال إلى الداخل والتي‬
‫تكون مرتبطة بحساب رأس املال املفتوح قد تؤدي إلى تحفيز الاستثمار املحلي‪ ،‬إال أن تأثيرها في النمو‬
‫طويل ألاجل قد يكون محدودا ما لم يكون قابال لإلهمال في حالة استخدام مثل هذه التدفقات‬
‫الوافدة إلى الداخل كاستثمارات (مضاربة) محلية متدنية النوعية مثل الاستثمارات في قطاع‬
‫العقارات‪.‬‬
‫‪ )2‬العدوى وألازمات املالية‪ :‬لقد قادت سياسات التحرر املالي النظام املالي للدولة إلى التأثر بأنظمة‬
‫الدول ألاخرى من تدفقات رأس املال والعالقات التجارية‪ .‬فقد يؤدي حدوث ألازمات املالية في الدول‬
‫ألاخرى إلى حدوث أزمة وكساد على املستوى املحلي داخل الدولة التي حصلت فيها ألازمة‪ ،‬فيحصل‬
‫انخفاض في قيمة العملة املحلية‪ ،‬وهذا يترك ألاثر السلبي في الدول ألاخرى في جانب التجارة‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب تنافسية ألاسعار للدولة التي تعاني من ألازمة املالية‪ .‬وتزداد خطورة ذلك عندما تكون هناك‬

‫(‪)1‬بشار ذنون محمد شكري وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.711 - 712 :‬‬

‫‪22‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثاني _________________________________________________ العوملة املالية وتحرير الخدمات البنكية‬

‫سمات اقتصادية كلية مشتركة وروابط مالية بين الدولة التي حصلت فيه ألازمة ودول أخرى من‬
‫خالل القطاع املصرفي وتدفقات رؤوس ألاموال‪ ،‬وذلك من خالل الترابط بين أسعار ألاسهم وسعر‬
‫الصرف وأسعار الفائدة في دول مختلفة فتظهر خطورة العدوى‪ ،‬وتنتقل ألازمة املالية من الدولة‬
‫املصابة إلى الدول ألاخرى التي ترتبط معا عالقات تجارية ومالية‪.‬‬
‫‪ )2‬خطر حضور البنوك ألاجنبية‪ :‬على الرغم من أن تغلل البنوك ألاجنبية الناجم عن عملية التحرير‬
‫املالي واملصرفي في الدولة املعنية قد يتمخض عنه العديد من املنافع‪ ،‬إال أنه هناك بعض التكاليف‬
‫وإلاخفاقات املحتملة‪ ،‬والتي تتجسد فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬قد تزيد البنوك ألاجنبية الاضطراب املالي باالنسحاب املفاجئ أو العدوى املالية من الدولة‬
‫ألام‪.‬‬
‫‪ ‬تتبع البنوك ألاجنبية إستراتيجية تركز عملياتها إقراضها على املؤسسات ألاكثر متانة في املركز‬
‫الائتماني في املقترضين‪ .‬لذا فوجودها سيكون أقل احتماال بالزيادة الشاملة في كفاءة القطاع‬
‫املالي‪ ،‬وقد يكون لها تأثيرا معاكسا على إلانتاج‪ ،‬التوظيف وتوزيع الدخل‪ .‬بما أن للبنوك‬
‫ألاجنبية أولويات وأسبقيات عمل مختلفة عن نظيرتها املحلية‪ ،‬فإن نموذجها في إلاقراض‬
‫يميل إلى تجاهل ألاسبقيات املحلية مما يعيق وصول الائتمان إلى بعض القطاعات خيارات‬
‫الاقتصادية الحيوية‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن أن تخلق البنوك ألاجنبية ضغوطا تنافسية على البنوك املحلية مما يجعلها أمام عديدة‬
‫(الانسحاب من السوق‪ ،‬املشاركة والاندماج)‪.‬‬

‫وبناء على ذلك يمكن القول‪ ،‬بأنه في ظل غياب التكافؤ في القدرات التنافسية بين البنوك ألاجنبية‬
‫والبنوك املحلية‪ ،‬فهذا يعني هيمنة البنوك ألاجنبية على حصة سوقية أكبر في الدولة املضيفة‪ ،‬وتقدم‬
‫تلك البنوك خدماتها وفق أولويات محددة في مقدمتها تحقيق ألارباح‪ ،‬وقد كون آخرها خدمة الاقتصاد‬
‫الذي تعمل في ظله‪.‬‬
‫وعلى هذا ألاساس‪ ،‬من الضروري على الدول إذا ما أرادت أن تعظم منافع التحرير املالي واملصرفي‬
‫وتخفض تكاليفها أن تحسن من أداء سياساتها الاقتصادية الكلية وأن تحرص على مرونة سياساتها‬
‫الرقابية على قطاعاتها املالية‪ ،‬بالشكل الذي يسمح لها من الاستفادة من التدفقات املالية الوافدة إليها‬
‫والناجمة عن الاستثمارات ألاجنبية املباشرة وغير املباشرة التي سمحت بها سياسات التحرير املالي‬
‫والتجاري‪ .‬وذلك دون إغفال أمر ضروري وهو أن تكون سياسة التحرير املالي واملصرفي ممنهجة وغير‬
‫متسرعة وذات طابع وقائي‪ ،‬مما يكسب القدرة على تجنب عدوى ألازمات املالية‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الصريفة والبنوك االلكترونية‬

‫أوال‪ :‬التكنولوجيا وأعمال البنوك‬


‫ثانيا‪ :‬الصريفة اإللكترونية (املفهوم واألشكال والقنوات)‬
‫ثالثا‪ :‬مفهوم البنوك اإللكترونية‬
‫رابعا‪ :‬منافع ومتطلبات وتكاليف تطبيق الصريفة والبنوك‬
‫اإللكترونية‬
‫الفصل الثالث _________________________________________________________ الصيرفة والبنوك الالكترونية‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫شهدت السنوات ألاخيرة تطورا هائال في مجال تكنولوجيا الاتصال واملعلومات‪ ،‬ففي وقت قصير‬
‫أدخل في التعامل أشكال وأنواع مبتكرة من أدوات وتقنيات يتم استخدامها في مختلف املجاالت‬
‫وألانشطة‪ ،‬وكان للمجال املالي واملصرفي نصيب هام من هذا التطور‪ ،‬حيث عمل على إحداث ثورة في‬
‫مفهوم عمل البنك وتقديمه لخدماته ومنتجاته‪ ،‬وأصبح التطور التكنولوجي عامل هام يتوقف عليه‬
‫وضع ومستقبل املؤسسة املصرفية‪ .‬وفي هذا املحور سيتم التعريف بالتكنولوجيا وأعمال البنوك‬
‫ومجاالت تطبيق التقنية في املنظمات املصرفية‪ ،‬والتي تولد عنها ما يعرف بالبنوك إلالكترونية‪ .‬فض اال‬
‫ا‬
‫عن عرض منافع وتكاليف ومتطلبات تطبيق الصيرفة والبنوك إلالكترونية‪ .‬ا‬

‫أوال‪ :‬التكنولوجيا وأعمال البنوك‬


‫يجسد إلابداع التكنولوجي فرصة حقيقية للبنوك فيما يتعلق برفع كفاءة خدماتها‪ ،‬مما يسمح‬
‫لها باكتساب عمالء جدد واختراق ألاسواق النقدية واملالية العاملية في ظل ما يعرف بالتجارة إلالكترونية‪.‬‬
‫لذلك أصبحت العمليات املصرفية واملالية تعتمد على الركيزة إلالكترونية‪ ،‬التي تركزت على أجهزة‬
‫الكمبيوتر والشبكات إلالكترونية‪ ،‬وهذا ما ساهم في تنوع البرمجيات املستخدمة في تكنولوجيا الاتصال‬
‫وتكنولوجيا املعلومات فمن بين أهم تلك البرمجيات ظهر نظام جديد يعرف باختصار باسم ‪ IBOS‬وهو‬
‫نظام يعتمد على إجراء العمليات املصرفية بهاتف ويمكن خالل هذا النظام كذلك أن يقوم العمالء‬
‫نظير رسم متواضع وسرعة مذهلة قد ال‬ ‫بإجراء أي تعامالت على حساباتهم من فروع البنك املختلفة ا‬
‫تتجاوز ثواني معدودة (‪ .)1‬ا‬
‫هذا‪ ،‬ولقد اختلفت التعاريف املقدمة ملفهوم التكنولوجيا‪ ،‬فنجد أن الاقتصاديين ألامريكيين‬
‫عرفوها على أنها "مجموعة املعارف التي بإمكانها أن تخدم إنتاج ألاموال وتخلق في نفس الوقت أموالا‬
‫جديدة"‪ ،‬كما عرفوها على أنها "الطريقة املستعملة أو املتبعة لتحويل املوارد إلى منتجات‪ ".‬ا‬
‫أما نظرائهم ألاوروبيون فيعرفون التكنولوجيا على أنها "مجموعة معلومات مرتبطة بتقنيات‬
‫التحويل والتصنيع املكتسبة من أجل إنتاج مواد أو مركبات ومنتجات مصنعة" واملالحظ على هذا‬
‫التعريف أنه يركز على العناصر املادية والتفاصيل الخاصة من أجل معالجة املواد ألاولية واملواد‬
‫املصنعة‪ .‬بينما يعرفها بعض الاقتصاديين من العالم النامي بأنها "مجموعة مركبة للمعلومات العلمية‬
‫لآلالت واملعدات والسيطرة الدائمة على تنظيم إلانتاج‪ )2( ".‬ا‬

‫‪ .45‬ا‬ ‫(‪ )1‬محمود التوني‪ ،‬الاندماج املصرفي‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،7002 ،‬ص‪:‬‬
‫(‪)2‬مروان بوزيد‪ ,‬أهمية التكنولوجيا في ترقية القدرة التنافسية الصناعية للدول النامية في ظل العوملة 'حالة الجزائر'‪ ,‬رسالة ماجستير‬
‫غير منشورة‪ ،‬تخصص‪ :‬العلوم الاقتصادية‪ ،‬فرع‪ :‬التحليل الاقتصادي‪ ,‬جامعة الجزائر‪ ,7002/7007 ,‬ص‪ .54 :‬ا‬

‫‪93‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثالث _________________________________________________________ الصيرفة والبنوك الالكترونية‬

‫ومن خالل هذه التعريفات نستنتج أن التكنولوجيا تمثل مجموعة التقنيات واملعلومات واملعارف‬
‫التي تسمح بتطوير املنتجات القائمة‪ ،‬وإيجاد أخرى حديثة ومبتكرة‪ ،‬وتمنح املؤسسة املطورة لها ميزة‬
‫تنافسية تعتمد على عنصر التفوق التكنولوجي‪ .‬ا‬
‫ويمثل إلابداع والتطور التكنولوجي بالنسبة للمؤسسة املصرفية كغيرها من املؤسسات‬
‫الاقتصادية فرصة مهمة في إمكانها استغاللها لصالح رفع كفاءة خدماتها ومنتوجاتها وذلك بتطبيق‬
‫ألاساليب الحديثة في التغيير‪" ،‬مما يسمح بإعطاء املزيد من املرونة للبنوك ليس فقط في مواجهة ظروف‬
‫ومتطلبات سوق الخدمة املصرفية في الداخل ولكن أيضا في توسيع دائرة نشاط البنوك في الخارج"(‪.)1‬‬
‫كما أن التكنولوجيات الحديثة ال توفر فقط وسائل للرفع من مستوى إلانتاجية والضغط على التكاليف‪،‬‬
‫بل تتجاوزه إلى تعويض معدات إلانتاج والتصميم وحث إلابداع في كل ميادين الخدمة‪ ،‬وكذا ا‬
‫تغيير‬
‫أشكال التنظيم وهرم السلطة واملسؤوليات ونوعية الوظائف‪ ،‬باإلضافة إلى توفير املعلومات الالزمة‬
‫التخاذ القرارات وتنفيذها بفعالية‪ )7(.‬ا‬
‫ولعل أبرز التكنولوجيات التي كان لها ألاثر ألاهم في مجال الصناعة املصرفية تمثلت في تكنولوجيا‬
‫إلاتصال وتكنولوجيا املعلومات‪ ،‬لعالقتهما الوثيقة بطبيعة العمل املصرفي من حيث الكم املعلوماتي‬
‫والقدرة على نقل ألاوامر واملعامالت املالية عبر شبكات عاملية وتوفير عنصري السرعة والدقة‪ ،‬اوتعتبر‬
‫أجهزة الكمبيوتر القوة املحركة للتطور التكنولوجي الذي تعرفه البنوك حيث أن النظم املطبقة حاليا‬
‫في البنوك هي تلك النظم املبنية في عملها على هذه ألاجهزة‪ .‬ا‬
‫وتلعب نظم املعلومات املصرفية في البنوك ثالث أدوار رئيسية تتمثل في‪ )2(:‬ا‬
‫‪ )1‬دعم العمليات التشغيلية‪ :‬حيث تسمح بمعالجة وإتمام مختلف املعامالت اليومية التي تتم في‬
‫البنك والتي تتميز بضخامة حجمها وتنوع أشكالها‪ .‬ا‬
‫‪ )2‬دعم عمليات اتخاذ القرار‪ :‬وهذا من خالل معالجة البيانات واملعلومات املقدمة بواسطة برامج‬
‫متخصصة تتيح إمكانيات تحليلية وأدوات إحصائية متعددة‪.‬‬
‫‪ )3‬دعم امليزة التنافسية الاستراتيجية للبنوك‪ :‬تعمل نظم املعلومـات املصرفية على توفيـر معلومات‬
‫حيوية عن العمالء‪ ،‬البنوك املنافسة‪ ،‬السوق املصرفية‪ ،‬واملتغيرات ألاخرى املتعلقة بالبيئة املحيطة‬
‫بالبنك‪ ،‬ما من شأنه أن يدعم القدرة التنافسية للبنك ويدقق من نظرته املستقبلية‪ .‬وتعرف امليزة‬
‫التنافسية الاستراتيجية على أنها ذلك الوضع الذي يتيح للبنك التعامل مع أسواقه املستهدفة‪،‬‬
‫وعناصر البيئة املحيطة به‪ ،‬بصورة أفضل من منافسيه‪ ،‬وذلك خالل فترة زمنية طويلة نسبيا‪ .‬ا‬

‫(‪ )1‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬عبد السالم أبو قحف‪ ،‬إلادارة الحديثة في البنوك التجارية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،7005/7002 ,‬ص‪:‬‬
‫‪ .224‬ا‬
‫(‪ )7‬وسيلة حمداوي‪ ،‬التكنولوجيا الحديثة أو املتطورة ومساهمتها في بعث وتطوير الخدمات واملنتوجات البنكية‪ ،‬مداخلة مقدمة إلى‬
‫امللتقى الوطني ألاول حول النظام املصرفي الجزائري "واقع وآفاق"‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ،1454‬قاملة‪ ،‬الجزائر‪ 6-4 ,‬نوفمبر‪ ،7001‬ص‪ .12 :‬ا‬
‫(‪ )2‬طه طارق‪ ،‬إدارة البنوك ونظم املعلومات املصرفية‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،7000 ،‬ص ص‪.562-564 :‬‬

‫‪04‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثالث _________________________________________________________ الصيرفة والبنوك الالكترونية‬

‫هذا وقد عرفت نظم املعلومات املصرفية تطورا كبيرا ساهمت في تحقيقه الشركات الكبرى في‬
‫مجال املعلوماتية‪ ،‬اوالتي أصبح يشكل املجال املصرفي جزءا هاما من مشاريعها وحصص مبيعاتها‪ ،‬حيث‬
‫عملت على تطوير نظم مصرفية خبيرة بإمكانها أن تحاكي تفكير الخبير البشري وأن تقدم توضيحات‬
‫وتطرح توصيات تساعد على عملية اتخاذ القرار بالبنوك‪ .‬ولقد قاد التطور الكبير الذي عرفته البنوك‬
‫في است خدام التكنولوجيا إلى إقرار مجموعة من املتطلبات التي يتعين على البنك الاهتمام بها‪ ،‬والتي من‬
‫بينها تعديل الهياكل التنظيمية وإعادة تقسيم العمل من حيث الوظائف والتخصصات الاستراتيجية‪،‬‬
‫مع التركيز على نوع جديد من املوارد البشرية يالئم ويساير املعارف الحديثة‪ ،‬فض اال عن تصميم ألانشطة‬
‫الجديدة بما يساهم في الحصول على نتائج جيدة بأقل تكاليف‪ ،‬وخدمات أكثر شخصية ومالئمة‬
‫الحتياجات العمالء‪ .‬وال يجب النظر إلى التكنولوجيا املصرفية على أنها هدف في حد ذاتها بل هي وسيلة‬
‫لتحقيق هذه ألاهداف‪ ،‬ولهذا يعتمد نجاحها على مدى تماشيها وتطابقها مع رغبات السوق ضمن‬
‫استراتيجية واضحة‪ ،‬على أن للتكنولوجيا أثر مزدوج فهي من ناحية تعتبر أداة مؤثرة وفعالة في كفاءة‬
‫التنفيذ وألاداء في البنوك ومن ناحية أخرى نجدها تفرض قيود ومحددات عليها‪ .‬ا‬

‫ثانيا‪ :‬الصيرفة إلالكترونية (املفهوم وألاشكال والقنوات)‬


‫في هذا إلاطار‪ ،‬سيتم عرض مفهوم الصيرفة إلالكترونية‪ ،‬أنماطها وأشكالها‪ ،‬باإلضافة إلى قنوات‬
‫توزيع الخدمات املصرفية إلالكترونية‪ .‬ا‬

‫‪ -1‬مفهوم وأشكال الصيرفة إلالكترونية‬


‫تعرف الصيرفة إلالكترونية بانها قناة لتقديم الخدمات املصرفية عبر الانترنت لتوفير الفائدة‬
‫بالنسبة لعمالء البنك وهذا ما ينتج عنه أيضا تحديات جديدة لسلطات البلد في تنظيم وإلاشراف على‬
‫النظام املالي وفي تصميم وتنفيذ سياسات الاقتصاد الكلي‪ .‬وعرفت بانها تطبيق لنظرية التوصيل‬
‫إلالكتروني للمنتجات والخدمات املصرفية من خالل قنوات التوصيل إلالكترونية‪ ،‬حيث قامت البنوك‬
‫إلالكترونية بتحويل اشكال تعاملها الى مكائن الصراف آلالي (‪ )ATM‬والصفقات الهاتفية‪ ،‬وسبب الدخول‬
‫السريع لهذه التقنية هو كونها اكثر دقة وفعالية على مدار الساعة بغض النظر عن موقع العميل(‪ .)1‬ا‬
‫بينما تعرف العمليات املصرفية إلالكترونية بانها مصطلح يطلق على العمليات املصرفية التي يقوم‬
‫بها العمالء بتنفيذ تعامالتهم املصرفية إلكترونيا دون الحاجة الى زيارة البنك‪ ،‬وذلك باستخدام تطبيقات‬
‫مصرفية إلكترونية من أي مكان وفي أي زمان وهو ما يختصر الوقت واملسافات(‪ .)2‬ا‬

‫(‪)1‬حمزة فائق وهيب الزبيدي‪ ،‬منار حيدر علي الغانمي‪,‬اتطور الصيرفة إلالكترونية وأثر الرقابة الداخلية على العمليات املصرفية‬
‫إلالكترونية (بحث تطبيقي على عينة من املصارف العراقية الخاصة)‪ ,‬مجلة التراث الجامعة‪ ،‬العدد ‪ ،70‬العراق‪ ، 7016 ،‬ص ص‪:‬‬
‫‪ . 266 -264‬ا‬

‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .262 :‬ا‬

‫‪04‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثالث _________________________________________________________ الصيرفة والبنوك الالكترونية‬

‫هذا‪ ،‬وتنصرف أشكال الصيرفة إلالكترونية إلى ما يلي‪ )1( :‬ا‬


‫خدمات إدارة الحساب عبر الهاتف‪ :‬تتيح هذه الخدمات للعميل أن يتصـل مـن خالل هاتف أرض ي‬ ‫‪)1‬‬
‫أو خليوي ان يقوم بعمليات إلادارة الخاصة بحسـاباته ومن هذه الخدمات‪ :‬الاستعالم عن ألارصدة‬
‫للحسابات الشخصية‪ ،‬التحويل ما بين الحسابات الشخصية‪ ،‬التحويل من حساب العميل إلى‬
‫حساب عميل آخر‪ ،‬وإضافة لباقة من الخدمات ألاخرى التي تنفرد بها بنوك عن أخرى‪.‬‬
‫خدمات التحويل من بنك إلى آخر‪ :‬تمكن هذه الخدمات العميل من نقل أو دفع أو سحب الارصدة‬ ‫‪)2‬‬
‫ما بين البنوك عبر شبكات الاتصال املختلفة‪.‬‬
‫خدمات كشف الحساب الالكتروني‪ :‬يستطيع العميل من خالل هذه الخـدمات الحصول على كشف‬ ‫‪)3‬‬
‫حساب في الوقت الذي يرغب به لرصد التحركات اليومية او الشهرية او الاسبوعية او السنوية من‬
‫خالل البريد الالكتروني الخاص به‪.‬‬
‫خدمات رسائل الجوال‪ :‬تسمح هذه الخدمات للعميل من مراجعة املصـرف وادارة حسابه من خالل‬ ‫‪)4‬‬
‫رسائل الجوال بارسال رسائل الى رقم يحدده املصـرف الخاص بالعميل‪ ،‬ويكون على نوعين‪ ،‬رسـائل‬
‫الجـوال ‪ Push‬التـي تمكـن املستخدم من معرفة الرصيد والحساب بشكل عام‪ ،‬ورسائل الجوال ‪Pull‬‬
‫والتـي تستخدم للتحويل بين الحسابات‪ ،‬وايقاف صرف الشيكات‪.‬‬
‫خدمات الصراف آلالي‪ :‬والذي يتيح للعمالء خدمة سـحب الامـوال طوال اليوم‪ ،‬إذ يقوم بربط العميل‬ ‫‪)5‬‬
‫بقاعدة بيانات البنك‪ ،‬ويتيح القدرة علـى سحب الاموال املودعة وذلك عن طريق بطاقة خاصة يتم‬
‫ادخالها في الصـراف آلالي‪ ،‬ويعد الصراف آلالي من أهم أشكال الصيرفة إلالكترونية‪ ،‬إذ أنـه يتـيح‬
‫العديد من الخدمات املصرفية التي يعد من أهمها سحب النقود ومراقبة الارصـدة‪.‬‬
‫خدمات الكمبيوتر الشخص ي‪ :‬تسمح هذه الخدمة للعميل التعامل مع العديد من املعامالت‬ ‫‪)6‬‬
‫املصرفية عبر جهاز الكمبيوتر الشخص ي‪ ،‬إذ يمكن عرض الرصيد‪ ،‬والتحويل ما بين الحسابات‪ ،‬ودفع‬
‫قوائم الخدمات الحكومية وغيرها‪.‬‬
‫خدمات بطاقات الخصم‪ :‬والتي تمكن خدمات بطاقات الخصم من شـراء البضـائع وإعداد الصفقات‬ ‫‪)7‬‬
‫إذ يتم خصم ثمن الصفقة أو البضاعة من رصيد هذه البطاقات‪ ،‬وهي تستخدم في املتاجر واملحالت‬
‫وعلى الانترنت أو عن طريق الهاتف‪.‬‬
‫خدمات نقاط البيع‪ :‬تتوفر هذه النقاط عن طريق آلاالت التـي تنتشـر لـدى املؤسسات التجارية‬ ‫‪)8‬‬
‫والخدمية بمختلف أنواعها وأنشطتها‪ ،‬ويمكن للعميل استخدام بطاقات بالستيكية أو بطاقات ذكية‬
‫للقيام بأداء مدفوعات من خالل الخصـم علـى حسابه إلكترونيا‪.‬‬
‫ا‬

‫(‪ )1‬نصــر حمـود مزنان فه‪,‬اإمكانات التحـول نحـو الصيرفــة الالكترونيــة فـي البلدان العربيــة‪ ,‬مجلة كلية الادارة والاقتصاد‪ ،‬جامعة بابل‪،‬‬
‫العدد ‪ ،05‬العراق‪ ، 7011 ،‬ص ص‪ . 04 -05 :‬ا‬

‫‪04‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثالث _________________________________________________________ الصيرفة والبنوك الالكترونية‬

‫هذا‪ ،‬ويجسد الشكل رقم (‪ )2‬أشكال الصيرفة الالكترونية‪ :‬ا‬


‫الشكل ‪ :3‬أشكال الصيرفة الالكترونية‬

‫ا‬
‫املصدر‪ :‬نص ــر حمـود مزنان فه‪ ،‬إمكانات التحـول نحـو الصيرفــة الالكترونيــة فـي البلدان العربيــة‪ ،‬مجلة كلية‬
‫الادارة والاقتصاد‪ ،‬جامعة بابل‪ ،‬العدد ‪ ،05‬العراق‪ ،7011 ،‬ص‪ .51 :‬ا‬
‫‪ -2‬قنوات توزيع الخدمات املصرفية إلالكترونية‬
‫الابتكار الذي شهدته املنتجات البنكية واملالية بإيجاد وسائل دفع جديدة ذات مزايا متعددة‬
‫ا‬ ‫سمح‬
‫وتسمح بأداء وظائف مختلفة‪ ،‬ومن أهم هذه ألانواع نجد‪ :‬ا‬
‫‪ )1‬البطاقات إلالكترونية‪ :‬ظهرت إلى الوجود أشكال عديدة من البطاقات البالستيكية تنوعت ما بين‬
‫بطاقات ائتمان ودفع وغيرها‪ ,‬إال أن هذه البطاقات عرفت تطورا مذهال بدخول أجيال جديدة من‬
‫البطاقات ذات القدرة الفائقة على القيام بعمليات متنوعة والستخدامات مختلفة‪ ,‬وتعرف هذه‬
‫البطاقات بالبطاقات الذكية‪ ,‬حيث تحتوي على معالج دقيق "خلية إلكترونية" تسمح بتخزين جميع‬
‫البيانات املتعلقة بحاملها "كاالسم‪ ,‬العنوان‪ ,‬املصرف املصدر‪ ,‬أسلوب الصرف‪ ,‬تاريخ وقيمة املبالغ‬

‫‪09‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثالث _________________________________________________________ الصيرفة والبنوك الالكترونية‬

‫املسحوبة‪ ,‬تاريخ حياة العميل املصرفية‪ ,‬كما تتمتع هذه البطاقات بعدة عناصر للحماية ضد عمليات‬
‫التزوير والسرقة وسوء إلاستخدام من جانب الغير(‪ .")1‬من جانب آخر‪ ،‬أدى إستعمال ألانواع‬
‫املختلفة من هذه البطاقات إلى إيجاد مجموعة آالت حديثة تسمح لحامل البطاقة تنفيذ عدة‬
‫عمليات من خاللها‪ ،‬وهذا بحسب نوع آلالة ونوع البطاقة املستخدمة‪ ،‬ويمكن تمييز ألانواع التالية‬
‫من هذه آلاالت‪ )7( :‬ا‬
‫‪ ‬املوزع آلالي لألوراق‪ :‬يعتبر الصورة ألابسط للمكننة في القطاع البنكي حيث يسمح للعميل الحائز‬
‫على بطاقة إلكترونية سحب مبالغ من املال‪ ،‬ويعمل عبر العديد من ألامكنة بال انقطاع‪ .‬ا‬
‫‪ ‬الشباك ألاوتوماتيكي لألوراق‪ :‬هي آالت شبيهة بالنوع السابق إال أنها تؤدي خدمات أكثر تعقيدا‬
‫وأكثر تنوعا (من ‪ 17‬إلى ‪ 14‬عملية في البنوك الفرنسية ومن ‪ 64‬إلى ‪ 24‬عملية في البنوك‬
‫ألامريكية)‪ ،‬وهي تمثل في الوقت الحاضر أحد املنتجات إلالكترونية ألاساسية للنظام البنكي‪،‬‬
‫وتلعب دورا هاما على مستوى التسويق‪.‬‬
‫‪ ‬نهائي نقطة البيع إلالكترونية‪ :‬عبارة عن جهاز يعمل من خالل قارئ إلكتروني لفروع موصولة‬
‫بشبكة تجمع بنوكا مختلفة‪ ،‬حيث يمكن من تحويل قيمة الرصيد لحساب املتجر وذلك بعد‬
‫إدخال رقم التعرف الشخص ي السري (‪ )P.I.N‬لبطاقة الائتمان‪ ،‬ويتم كل هذا في جزء من الثانية‪.‬‬
‫‪ )2‬الهاتف املصرفي‪" :‬مع تطور الخدمات املصرفية على مستوى العالم‪ ,‬أنشأت البنوك خدمة 'الهاتف‬
‫لالستفسار عن حساباتهم وتستمر هذه الخدمة ‪ 75‬ساعة يوميا‬ ‫ا‬ ‫املصرفي' لتتحاش ى طوابير العمالء‬
‫(وكل يوم في العام بما فيها إلاجازات والعطالت الرسمية)‪ ,‬حيث توجد مجموعة متعددة من الخدمات‬
‫التي يمكن الحصول عليها من خاللها والتي تصل إلى حد تمكين العميل من التعاقد على الحصول‬
‫على قرض باستخدام تقنيات عالية‪ ,‬إال أن معظم العمالء يفضلون استخدام الهاتف املصرفي في‬
‫العمليات املصرفية البسيطة"(‪ ,)1‬وقد تعززت هذه الخدمة بدخول ألاجيال الجديدة من الهاتف‬
‫املحمول التي تمكن حامله من الحصول على خدمات عديدة وبمختلف ألاوقات فضال عن إمكانياتها‬
‫املتعلقة بالولوج إلى شبكة ألانترنت‪ .‬ا‬
‫‪ )3‬الشيك إلاليكتروني‪" :‬تعتمد فكرة الشيك إلالكتروني على وجود وسيط (بنك) والذي يشترك فيه‬
‫البائع واملشتري‪ ،‬حيث يتم فتح حساب جاري بالرصيد الخاص بهما إلتمام عملية التخليص‪ ،‬مع‬
‫تحديد التوقيع إلالكتروني وتسجيله في قاعدة البيانات لدى البنك إلالكتروني‪ )2( ".‬ا‬

‫(‪ )1‬معطى هللا خير الدين‪ ،‬املعلوماتية والجهاز البنكي 'حتمية تطوير الخدمات املصرفية'‪ ،‬مداخلة مقدمة إلى امللتقى الوطني ألاول حول‬
‫املنظومة املصرفية الجزائرية والتحوالت الاقتصادية "الواقع والتحديات"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .144 :‬ا‬
‫(‪ )7‬نعمون وهاب‪ ،‬النظم املعاصرة لتوزيع املنتجات املصرفية واستراتيجية البنوك‪ ،‬مداخلة مقدمة إلى امللتقى الوطني ألاول حول املنظ اومة‬
‫املصرفية الجزائرية والتحوالت الاقتصادية "الواقع والتحديات"‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪ .724-722 :‬ا‬
‫(‪ )1‬عبد املنعم راض ي‪ ،‬فرج عزت‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬البيان للطباعة والنشر‪ ،‬مصر‪ ،7001 ,‬ص‪ .20 :‬ا‬

‫(‪ )2‬معطى هللا خير الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .144 :‬ا‬

‫‪00‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثالث _________________________________________________________ الصيرفة والبنوك الالكترونية‬

‫‪ )4‬التحويل املالي إلالكتروني‪ :‬يتمثل في مجموعة القواعد وإلاجراءات التي تسمح بتحويل ألاموال عبر‬
‫البنوك إلالكترونية املرخص لها‪ ،‬وهذا عن طريق الكمبيوتر أو الهاتف املحمول بشرط توفر العميل‬
‫على برنامج خاص في كمبيوتره الشخص ي‪ ،‬أو من خالل وسيط متخصص يتولى تحويل ألامر إلى غرفة‬
‫املقاصة آلالية (شبكة تابعة ملجموعة بنوك)‪ ،‬وتتيح العملية إمكانية لتجزئة املبلغ املحول ألكثر من‬
‫مستفيد وهو ما ال يتوفر في الشيك‪)1( .‬‬

‫ثالثا‪ :‬مفهوم البنوك إلالكترونية‬


‫تتولى البنوك تنفيذ العديد من التحويالت واملعامالت املالية عبر شبكات اتصال محلية وعاملية‪،‬‬
‫إن في ترابطها وتواصلها مع أقسامها ووحداتها وفروعها املختلفة أو في عالقتها مع زبائنها واملؤسسات‬
‫املصرفية واملالية والاقتصادية والاجتماعية ألاخرى التي تدخل في تعامالت معها‪ ،‬وهو ما تتطلبه طبيعة‬
‫العمل املصرفي الحديث الذي يتجاوز حدود املكان الواحد ويقلص ألازمنة الالزمة لتنفيذ هذه العمليات‬
‫إلى أجزاء من الثانية لتوفير إلاتاحة والسهولة الالزمتين‪ .‬ومن أهم أسباب تزايد الاهتمام بتكن اولوجيا‬
‫الشبكات نجد‪ )2( :‬ا‬
‫‪ ‬سرعة تطور تكنولوجيا املعلومات والاتصاالت‪.‬‬
‫‪ ‬تنامي أهمية شبكات الاتصال كمجهز أساس ي ملدخل النظم الاقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬تنامي الاطالع على دور العامل الخارجي ومؤثراته‪.‬‬
‫فقد أصبحت شبكات الاتصال بمثابة البنية التحتية لالقتصاديات املعاصرة وباتت ذات عالقة‬
‫أساسية بعمليات تدويل الخدمات املصرفية‪ .‬ا‬
‫ولعل أبرز مثال على هذه الشبكات وأكثرها انتشارا واستخداما من طرف الجميع هي شبكة‬
‫ألانترنت‪ ،‬والتي تمثل "شبكة عاملية من أجهزة الكمبيوتر تتشكل بدورها من مجموع شبكات عاملية‪،‬‬
‫وطنية‪ ،‬جهوية ومحلية‪ ،‬تتبادل ملفات املعلومات فيما بينها بواسطة أجهزة املوديم‪ )1(".‬ا‬
‫حيث سمحت هذه الشبكة بظهور ما يعرف بالصيرفة إلالكترونية والتي تعني توجه البنوك نحو‬
‫إنشاء مقار لها على هذه الشبكة عوض إقامة مباني وفروع جديدة‪" ،‬فتعبير أو اصطالح البنوك‬
‫إلالكترونية أو بنوك ألانترنت يستخدم كتعبير متطور وشامل للمفاهيم التي ظهرت مطلع التسعينات‪،‬‬
‫كمفهوم الخدمة املالية عن بعد أو البنوك إلالكترونية عن بعد أو البنك املنزلي أو البنك على الخط أو‬
‫الخدمات املالية الذاتية‪ )7(".‬ا‬

‫(‪ )1‬رحيم حسين‪ ،‬هواري معراج‪ ،‬الصيرفة إلالكترونية كمدخل لعصرنة املصارف الجزائرية‪ ،‬امللتقى الوطني ألاول حول املنظومة املصرفية‬
‫الجزائرية والتحوالت الاقتصادية "الواقع والتحديات"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .277 :‬ا‬
‫(‪ )2‬سرمد كوكب الجميل‪ ،‬الاتجاهات الحديثة في مالية ألاعمال الدولية‪ ،‬دار الحامد للنشر‪ ،7001 ,‬ألاردن‪ ،‬ص‪ .751 :‬ا‬

‫‪)1( Kamel Hamdi, Guide pratique de l'Internet, édition Es-salam, Algerie, 2000, P: 12.‬‬

‫(‪ )7‬منير الجنبيهي‪ ،‬ممدوح الجنبيهي‪ ،‬البنوك إلالكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،7004 ,‬ص ص‪ .10-4 :‬ا‬

‫‪04‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثالث _________________________________________________________ الصيرفة والبنوك الالكترونية‬

‫هذا‪ ،‬ويعرف البنك إلالكتروني على أنه مؤسسة مالية شبكية تؤدي خدماتها باستخدام ألاساليب‬
‫إلالكترونية والتي تعد ألانترنت من أهم أشكالها‪ ،‬ويمكن الحصول على خدماته عن طريق الضغط على‬
‫مجموعة أزرار في الهاتف أو الكمبيوتر من أي مكان‪ )2(.‬ا‬
‫وتتنوع البنوك إلالكترونية وفق ثالثة مستويات‪ )5(:‬ا‬
‫‪ ‬املوقع املعلوماتي‪ :‬وهو الذي تقدم من خالله البنوك معلومات تعريفية عنها فقط‪ .‬ا‬
‫‪ ‬املوقع التفاعلي أو إلاتصالي‪ :‬يسمح بأنواع من الاتصال بين البنك وعمالئه كالبريد إلالكتروني‬
‫وتعبئة طلبات أو نماذج على الخط‪ .‬ا‬
‫‪ ‬املوقع التبادلي‪ :‬يمثل املستوى ألاخير‪ ،‬والذي يقوم من خالله البنك بتقديم خدماته ومنتجاته‬
‫إلكترونيا‪ ،‬حيث يمكن للعميل الوصول إلى حساباته وإدارتها وإجراء الدفعات النقدية والوفاء‬
‫بقيمة الفواتير وإجراء كافة الخدمات الاستعالمية‪ .‬ا‬
‫ولهذه البنوك إلالكترونية مزايا عديدة فهي تعمل على توفير أكبر قدر ممكن من الوقت اوالجهد‪،‬‬
‫وتمثل مساحة عرض أكبر للخدمات‪ ،‬باإلضافة إلى تخفيف العديد من التكاليف على عاتق البنك وهو‬
‫ما يستخلص من الجدول املبين أدناه‪ :‬ا‬
‫الجدول ‪ :5‬تكلفة الخدمات املصرفية حسب قنوات تقديمها‬
‫قناة تقديم الخدمات‬ ‫تقدير التكلفة‬
‫خدمة عبر فرع البنك ا‬ ‫‪ 744‬وحدة ا‬
‫خدمات من خالل مراكز الاتصال الهاتفي ا‬ ‫‪ 46‬وحدة ا‬
‫خدمة من خالل شبكة ألانترنت ا‬ ‫‪ 5‬وحدات ا‬
‫خدمة من خالل الصرافات آلالية ا‬ ‫‪ 1‬وحدة ا‬
‫املصدر‪ :‬معطى هللا خير الدين‪ ،‬املعلوماتية والجهاز البنكي 'حتمية تطوير الخدمات املصرفية'‪ ،‬مداخلة مقدمة إلى‬
‫امللتقى الوطني ألاول حول املنظومة املصرفية الجزائرية والتحوالت الاقتصادية "الواقع والتحديات"‪ ،‬جامعة حسيبة‬
‫بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ 14-15 ,‬ديسمبر ‪ ،7005‬ص‪ .148 :‬ا‬

‫وعلى عكس شبكة ألانترنت التي تعتبر شبكة مفتوحة‪ ،‬توجد شبكات أخرى مغلوقة يقتصر حق‬
‫الدخول فيها على جهات معينة‪ ،‬وهي ذات استخدامات محددة‪ ،‬ومن ألامثلة على هذه الشبكات شبكتي‬
‫إلانترانت وإلاكسترانت‪ .‬حيث تمثل شبكة إلانترانت شبكة داخلية محدودة الدخول‪ ،‬توظف تكنولوجيا‬

‫(‪ )2‬معطى هللا خير الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .142 :‬ا‬
‫(‪ )5‬عباس بلفاطمي‪ ،‬املتطلبات الالزمة إلقامة وسائل الدفع إلالكتروني على مستوى القطاع املصرفي‪ ،‬مداخلة مقدمة إلى امللتقى الوطني‬
‫ألاول حول املنظومة املصرفية في ألالفية الثالثة "منافسةا‪-‬مخاطر‪-‬تقنيات"‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬الجزائر‪ 2-6 ,‬جوان ‪ ،7004‬ص‪ .10 :‬ا‬

‫‪04‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثالث _________________________________________________________ الصيرفة والبنوك الالكترونية‬

‫ألانترنت وهي مخصصة لصالح أفراد املؤسسة (البنك) فقط أو أطراف أخرى مشتركة مع املؤسسة‪ ،‬أما‬
‫إلاكسترانت فهي املشاركة في معلومات إلانترانت أي بين إنترانت الشركة وشركائها التجاريين(‪ .)1‬ا‬
‫وعلى صعيد أخر‪ ،‬قد انتشرت شبكات بين البنوك والتي من أهمها شبكة ( ‪Swift : Society for‬‬
‫‪ )word interbank financial transaction‬وهي املؤسسة الدولية للمبادالت املالية بين البنوك بغرض‬
‫تسهيل املبادالت بين الدول‪ ،‬إضافة إلى شبكة الانترنت التي تعد بمثابة شبكة عاملية كبيرة تربط مجموعة‬
‫من الحاسبات آلالية دون وجود وحدة مركزية لها‪ ،‬ويتم الدخول إليها والتعامل معها من خالل برامج‬
‫إجرائية معينة ويالحظ أن العديد من البنوك قد قامت باإلعالن عن موقع لها على شبكة الانترنت بهدف‬
‫التعريف بخدماتها ومنتجاتها الجديدة(‪ ،.)2‬ا‬
‫وكمثال لنتائج تطبيق التقنيات الحديثة في البنك‪ ،‬أوضحت دراسة أجريت على أحد البنوك‬
‫ألامريكية خالل عشر سنوات تحقيق ما يلي‪ )3( :‬ا‬
‫‪ ‬زيادة في عدد الحسابات بنسبة ‪( %20‬أو ما يقدر بـ ‪ %74‬لكل موظف)‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة في حجم العمليات املصرفية بنسبة ‪.%40‬‬
‫‪ ‬زيادة في تكلفة هذه العمليات املصرفية بنسبة ‪ ،%12‬بمعنى تحقيق هامش موجب بنسبة‬
‫‪.%22 = %12-%40‬‬
‫‪ ‬خفض لعدد موظفي الفرع الواحد بما نسبته ‪ .%14‬ا‬
‫من ناحية أخرى أصبحت نسبة العمليات املصرفية التي تتم داخل فروع البنك ال تتجاوز ‪%10‬‬
‫من إجمالي العمليات‪ ،‬حيث تتم باقي العمليات من خالل القنوات إلالكترونية مثل أجهزة الصراف آلالي‬
‫ونقاط البيع إلالكترونية وغيرها(‪ .)4‬ا‬

‫إن هذا الاتجاه نحو التوسع في العمل املصرفي إلالكتروني يمثل أحد املالمح البارزة ملستقبل‬
‫الصناعة املصرفية‪ ،‬وتغيرا في املفاهيم وألادوات التي تحكم أساليب العمل املصرفي في مجمله‪ ،‬كما‬
‫يؤسس ألوضاع جديدة تتسم بالحركية الدائمة والتجدد املستمر‪ ،‬والتي يتعين على البنوك أن تكون في‬
‫موقع املتتبع واملجاري لها بشكل دائم‪ .‬كما أسهم التطور التكنولوجي في تنوع وسائل الدفع الحديثة التي‬
‫تعتمد عليها البنوك في أداء خدماتها املصرفية‪ ،‬ومن بين أهم تلك الوسائل الهاتف املصرفي‪ ،‬الشيك‪،‬‬

‫(‪ )1‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬التجارة إلالكترونية 'املفاهيم‪-‬التجارب‪-‬التحديات‪-‬ألابعاد التكنولوجية واملالية والتسويقية والقانونية'‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،7002/7007 ,‬ص‪ .255:‬ا‬

‫(‪ )2‬رحال فؤاد‪ ،‬تأثير تحرير تجارة الخدمات املصرفية على تنافسية البنوك وأثرها على القطاع املصرفي الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير غير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية والتسيير‪ ،‬قسم العلوم الاقتصادية‪ ،‬تخصص نقود وتمويل‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر ‪،7006/7004‬‬
‫ص ص‪ .41-40 :‬ا‬

‫(‪ )3‬مدحت صادق‪ ،‬أدوات وتقنيات مصرفية‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،7001 ,‬ص‪ .774 :‬ا‬

‫(‪ )4‬محمد زيدان‪ ،‬عبد القادر بريش‪ ،‬جودة الخدمات املصرفية كمدخل لزيادة القدرة التنافسية للبنوك الجزائرية‪ ،‬مداخلة مقدمة إلى‬
‫امللتقى الوطني ألاول حول املنظومة املصرفية في ألالفية الثالثة "منافسةا‪-‬مخاطر‪-‬تقنيات"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .17 :‬ا‬

‫‪04‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثالث _________________________________________________________ الصيرفة والبنوك الالكترونية‬

‫التحويل املالي الالكتروني‪ ،‬والبنوك املنزلية‪ .‬مما أدى إلى نمو وتطور النقود إلالكترونية وهذا نظرا ملا‬
‫توفره هذه الوسائل من مزايا وفوائد كسرعة إجراء املبادالت‪ ،‬تجنب مخاطر حمل النقود‪ ،‬فعالية الدفع‬
‫وغيرها(‪ .)1‬ا‬
‫وهكذا زادت سرعة تبادل املعلومات فيما بين البنوك والعمالء وبين البنوك والسوق وبين البنوك‬
‫وقطاع إلانتاج والخدمات‪ .‬وهذا ألامر مهد الطريق في أمام نشأة البنوك إلالكترونية التي تعرف على أنها‬
‫"بنوك القرن الواحد والعشرين‪ ،‬فهي كما يصفها بعض علماء إلادارة املصرفية من أمثال ‪SZmigin‬‬
‫املعالجة العصرية الحتياجات ومتطلبات املجتمع الالنقدي والالورقي"(‪ .)2‬ا‬

‫رابعا‪ :‬منافع ومتطلبات وتكاليف تطبيق الصيرفة والبنوك إلالكترونية‬


‫تتميز الصيرفة الالكترونية بتقديم خدمات متميزة عن خـدمات الصـيرفة التقليدية تلبية‬
‫الحتياجات العميل‪ ،‬غير أنها يترتب عن استخدامها عدة تكاليف مما يستدعي توفر جملة من املتطلبات‬
‫واملقومات لتعظيم املنافع وتقليل التكاليف‪ .‬في هذا إلاطار‪ ،‬يتم عرض منافع وتكاليف ومتطلبات تطبيق‬
‫النحو التالي‪ :‬ا‬
‫ا‬ ‫الصيرفة والبنوك إلالكترونية‪ ،‬على‬
‫‪ -1‬منافع الصيرفة والبنوك إلالكترونية‬
‫تشمل منافع الصيرفة والبنوك إلالكترونية ما يلي‪ )3( :‬ا‬
‫‪ )1‬إمكانية الوصول إلى قاعدة أوسع من العمالء‪ :‬تتميز الصيرفة إلالكترونية بقدرتها على الوصول إلى‬
‫قاعدة عريضة مـن العمالء دون التقيد بمكان أو زمان معين‪ ،‬كما تتيح لهم إمكانية طلب الخدمة فـي‬
‫أي وقت وعلى طوال أيام ألاسبوع وهو ما يوفر الراحة للعميل‪ ،‬إضافة إلـى أن سرية املعامالت والتي‬
‫تزيد من ثقة العمالء‪.‬‬
‫‪ )2‬تقديم خدمات مصرفية متكاملة وجديدة‪ :‬تتضمن الصيرفة إلالكترونية كافة الخدمات املصرفية‬
‫التقليديـة‪ ،‬وإلـى جانبها خدمات أكثر تطورا عبر الوسائل الحديثة تميزها عن ألاداء التقليدي مثـل‪:‬‬
‫أ‪ .‬اصدار النشرات إلالكترونية إلاعالنية عن الخدمات املصرفية‪ .‬ا‬
‫ب‪ .‬إمداد الزبائن بطريقة التأكد من أرصدتهم لدى املصرف‪ .‬ا‬
‫ج‪ .‬تقديم طريقة دفع الزبائن للكمبياالت املسحوبة عليهم إلكترونيا‪ .‬ا‬

‫(‪ )1‬محمود سحنون‪ ،‬النظام املصرفي بين النقود املصرفية والنقود آلالية‪ ،‬مجلة العلوم إلانسانية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪،05‬‬
‫ماي ‪ ،7002‬ص‪ ..65 :‬ا‬
‫(‪ )2‬طارق طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .164 :‬ا‬

‫(‪ )3‬أنظر في ذلك‪ :‬ا‬


‫‪ ‬نصــر حمـود مزنان فه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.57-51 :‬‬
‫‪ ‬صفاء تايه محمد‪ ،‬مدى مساهمة املصارف الالكترونية في تفعيل التجارة الالكترونية (بحث استطالعي آلراء عينة من الزبائن‬
‫املتعاملين مع بعض املصارف في محافظة النجف الاشرف)‪ ،‬مجلة الغري للعلوم الاقتصادية واملالية‪ ،‬املجلد ‪ ،15‬العدد ‪،01‬‬
‫‪ ،7012‬ص ص‪ .110 - 104:‬ا‬

‫‪04‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثالث _________________________________________________________ الصيرفة والبنوك الالكترونية‬

‫د‪ .‬كيفية إدارة املحافظ املالية من (أسهم وسندات) للزبائن‪ .‬ا‬


‫ه‪ .‬طريقة تحويل ألاموال بين حسابات الزبائن املختلفة‪.‬‬
‫خفض التكاليف‪ :‬من أهم ما يميز الصيرفة الالكترونية هـو أن تكـاليف تقـديم الخدمـة منخفضة‬ ‫‪)3‬‬
‫مقارنة بأعمال الصيرفة التقليدية‪ ،‬ومن ثم فإن تقليل التكلفـة وتحسـين جودتها هي من عوامل جذب‬
‫العميل‪ ،‬فتبين نتائج املقارنة بين العمل املصـرفي الالكتروني والتقليدي بان تكلفة تقديم الخدمات‬
‫في القنوات الالكترونية تقل بنحـو ستة مرات عنها في القنوات التقليدية للعمل املصرفي‪ ،‬وان نسبة‬
‫التـوفير فـي التعامالت املصرفية الالكترونية تقدر بنحو ‪ %24‬للمعامالت املصرفية عبر الانترنت عنها‬
‫في ألانماط التقليدية‪.‬‬
‫سرعة انجاز ألاعمال املصرفية‪ :‬مع اتساع وسائل التقنية الحديثة وما أحدثته من سرعة في إنجاز‬ ‫‪)4‬‬
‫ألاعمال عن املصرفية‪ ،‬أضحى سهال على العميل الاتصال باملصرف وان يقوم بتنفيـذ إلاجراءات التي‬
‫تنتهي في أجزاء صغيرة من الدقيقة الواحدة بأداء صحيح وبكفاءة عالية مما لو انتقل العميل إلى‬
‫مقر املصرف شخصيا ألداء نشاطه املطلوب‪.‬‬
‫خدمات البطاقات‪ :‬توفر الصيرفة الالكترونية خدمات متميزة لرجال ألاعمال والعمالء ذوي املستوى‬ ‫‪)5‬‬
‫املرموق مثل خدمات سامبا املاسية والذهبية املقدمة لفئة محـددة مـن العمالء على شكل بطاقات‬
‫ائتمانية وبخصم خاص‪ ،‬ومن هذه البطاقـات بطاقـة سوني التي تمكن العميل من استخدامها في أكثر‬
‫من ‪ 18‬مليون من أكبر ألاماكن‪ ،‬وتشتمل على خدمات مجانية على مدار الساعة بـرقم خـاص‪ ،‬خدمـة‬
‫مراكز ألاعمال‪ ،‬وإلاعفاء من رسوم وعموالت الخدمات املصرفية‪ ،‬باإلضافة إلى كثير من الخدمات‬
‫الخاصة ألاخرى‪.‬‬
‫الدعم املعلوماتي الداخلي‪ :‬يساهم استخدام التكنولوجيا الحديثة في مجال البنوك دعم العديد‬ ‫‪)6‬‬
‫من العمليات الداخلية وتحسين جودتها‪ ،‬والذي ينعكس بدوره على العمليات املقدمة للعمالء‪،‬‬
‫فإدخال التقنيات املتطورة يخفف كثيرا من أعباء العمل اليدوي املتكرر‪ ،‬ويسمح بتوفير الوقت‬
‫والجهد واستغالله في تحسين نوعية الخدمات املقدمة‪ .‬كما تمكن القنوات إلالكترونية التي توفرها‬
‫أجهزة الكمبيوتر إلامكانية لتبادل املعلومات بين ألانظمة الفرعية املختلفة وتحقيق التكامل فيما‬
‫بينها ونقلها إلى أمكنة استقبالها املختلفة‪ ،‬كذلك فإن وجود برامج وأنظمة مصرفية خبيرة تستخدم‬
‫على مستوى مصالح ووحدات البنوك يعمل على توفير دعم محاسبي ومعلوماتي وتشغيلي متخصص‬
‫حسب النشاط أو املجال املعني‪ ،‬ويعطي صورة دقيقة عن أبعاد ودالالت املعطيات املتوفرة‪ .‬ويمكن‬
‫أن تطبق فيها التكنولوجيا في البنوك في‪ )1(:‬ا‬
‫‪ ‬الحصول على املعلومات وتوثيقها وتحليلها وتداولها‪ ،‬مع دعم القرار وإدارة املعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬السيطرة على العمليات املصرفية‪ ،‬مع التصنيع‪ ،‬بمعنى التصميم‪.‬‬

‫(‪ )1‬وسيلة حمداوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪ .14-18 :‬ا‬

‫‪03‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثالث _________________________________________________________ الصيرفة والبنوك الالكترونية‬

‫‪ ‬مشاركة الخبرة‪ ،‬أي النظم القائمة على الخبراء‪.‬‬


‫‪ ‬التوسع أكثر في العمليات إلانتاجية‪ .‬ا‬
‫حيث أن دور التقنيات الحديثة في دعم العمليات الداخلية يتجاوز مجرد معالجة الكم الهائل‬
‫واملتنوع للمعلومات وتحليلها إلى كونه وسية مساعدة في وضع طرق جديدة للتسيير املالي‪ ،‬فاإلمكانيات‬
‫املتقدمة للبرامج املتخصصة أتاح إدخال النظرة الاقتصادية الشاملة للمشروع وسهل من عملية اتخاذ‬
‫القرار وتنفيذ الاستثمارات بالنسبة للبنوك‪ .‬وعموما تتيح الصيرفة الالكترونية خيارات أوسع للمتعاملين‬
‫بها وحريـة أكثر في اختيار الخدمات ونوعيتها‪ ،‬إال أن التحدي ألاكبر يتمحـور حـول مـدى فعالية هذه‬
‫الصيرفة في كسب ثقة العمالء فيها وهو ما يتطلب من املصرف توفير قاعدة من البيانات لتأدية الخدمات‬
‫بكفاءة عالية‪ .‬ا‬

‫‪ -2‬متطلبات وتكاليف تطبيق الصيرفة والبنوك إلالكترونية‬


‫لكي تحقق الصيرفة والبنوك إلالكترونية الرواج الالزم عند العمالء البد من توافر جملة من‬
‫املتطلبات لضمان إدارة كفؤة وفعالة لخدمات الصيرفة الالكترونية‪ .‬وفي نفس الوقت‪ ،‬يسمح تطبيق‬
‫هذه املتطلبات بتعظيم املنافع وتدنية التكاليف‪ .‬والجدول رقم (‪ )6‬يلخص ذلك‪ :‬ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬

‫‪44‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثالث _________________________________________________________ الصيرفة والبنوك الالكترونية‬

‫الجدول ‪ :6‬متطلبات وتكاليف تطبيق الصيرفة والبنوك إلالكترونية‬


‫التكاليف‬ ‫املتطلبات‬
‫‪ ‬احتمالية تعرض ألاموال للسرقة او الاحتيال والجرائم‬ ‫توفير البنية التحتية التقنية الالزمة‪ ،‬والتي تشمل‪ :‬الربط‬ ‫‪‬‬

‫ألاخرى‪.‬‬ ‫باألنترنت وغيرها من وسائل التجارة إلالكترونية‪ ،‬وتوافر ألاطر‬


‫القانونية الالزمة لتطبيق املمارسات املصرفية إلالكترونية‬
‫الكفيلة بتنظيم الالتزامات الواقعة على عاتق ألاطراف ذات‬
‫العالقة بالصيرفة إلالكترونية‪ ،‬والبرامج املعلوماتية الضرورية‬
‫مع مراعاة الاستخدام الكفء وألامثل للصيرفة إلالكترونية‪.‬‬
‫ناهيك عن توفير مزايا ضريبية لتشجيع املمارسات املصرفية‬
‫إلالكترونية‪.‬‬
‫‪ ‬احتمالية اختراق خصوصية العميل بسبب ثغرات في‬ ‫توفر إلاطارات البشرية الكفؤة واملتمرسة في مجال العمليات‬ ‫‪‬‬

‫حمايته‪.‬‬ ‫املصرفية إلالكترونية وإدارة املخاطر ذات الصلة‪ .‬مع ضرورة‬


‫استمرارية عملية التدريب والتأهيل‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة تشغيل بعض أنظمتها وصيانتها مما يؤدي إلى‬ ‫ضرورة التفاعل مع املستجدات التقنية ومواكبتها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عدم كفاءتها ملواجهة متطلبات العمالء‪.‬‬


‫‪ ‬امكانية الدخول إلى مواقع العمالء عن طري‬ ‫الالتزام بعملية التقييم املستمر‪ :‬والتي تتطلب الاستمرارية فـي‬ ‫‪‬‬

‫القرصنة وسحب مبالغ من أرصدتهم‪.‬‬ ‫أداء الصيرفة الالكترونـية التقييم املوضـوعي واملستمر‬
‫لفاعلــية أداء أدواتها الالكترونية‪ ،‬باالستعانة بالجهـات‬
‫وإلاطارات املتخصصة‪ ،‬ملعرفة سالمة أداءها والوقوف علـى‬
‫الصعوبات التي تواجــه عملها‪ ،‬واتخـاذ القرارات وإلاجراءات‬
‫املناسبة للحد منها‪.‬‬
‫‪ ‬درجة الامان غير مضمونة‪ .‬وهذا بسبب وجود عدة‬ ‫الحرص على الترويج والدعاية لضمان تسويق أمثل‬ ‫‪‬‬

‫مخاطر‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬ ‫للخدمات املصرفية إلالكترونية‪.‬‬


‫أ‪ .‬مخاطر تقنية‪ :‬تنجم من احتمال اخطاء العمالء‬
‫او من برنامج إلكتروني غير مالئم‪.‬‬
‫ب‪ .‬مخاطر الاحتيال‪ :‬تنجم عن تقليد البرامج او تزوير‬
‫املعلومات‪.‬‬
‫ج‪ .‬مخاطر قانونية‪ :‬تحدث عندما ال يلتزم البنك‬
‫بالقواعد القانونية والتشريعات‪.‬‬
‫د‪ .‬مخاطر فجائية‪ :‬مثل نقص السيولة وتأثيرها على‬
‫سياسة إلاقراض املصرفية‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثين‪ ،‬باالعتماد على‪ :‬ا‬
‫‪ ‬نص ــر حمـود مزنان فه‪ ،‬إمكانات التحـول نحـو الصيرفــة الالكترونيــة فـي البلدان العربيــة‪ ،‬مجلة كلية ا‬
‫الادارة‬
‫والاقتصاد‪ ،‬جامعة بابل‪ ،‬العدد ‪ ،7011 ،05‬ص‪54 :‬‬
‫‪ ‬صفاء تايه محمد‪ ،‬مدى مساهمة املصارف الالكترونية في تفعيل التجارة الالكترونية (بحث استطالعي‬
‫آلراء عينة من الزبائن املتعاملين مع بعض املصارف في محافظة النجف الاشرف)‪ ،‬مجلة الغري للعلوم‬
‫الاقتصادية واملالية‪ ،‬املجلد ‪ ،15‬العدد ‪ ،7012 ،01‬ص‪.110 :‬‬

‫‪44‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الرابع‪ :‬البنوك الشاملة‬

‫أوال‪ :‬مفهوم البنوك الشاملة‬


‫ثانيا‪ :‬وظائف البنوك الشاملة‬
‫ثالثا‪ :‬آليات التحول إىل البنوك الشاملة‪ ،‬متطلباته وضوابطه‬
‫رابعا‪ :‬مزايا وسلبيات التحول إىل البنوك الشاملة‬
‫الفصل الرابع _____________________________________________________________________ البنوك الشاملة‬

‫تمهيد‬
‫شهد عالم الصناعة املصرفية تحوالت عميقة على صعيد إلاطار املؤسس ي‪ ،‬ما أبرز الحاجة إلى‬
‫وجود نوع جديد من املصارف التي تعمل على ممارسة مزيج من أعمال الصيرفة التجارية والاستثمارية‬
‫كوسيلة للوصول إلى مفهوم شامل ومتكامل ألنشطتها‪ ،‬فكان نموذج البنوك الشاملة التي لها القدرة على‬
‫املواكبة والاستمرار وسط أجواء الخلق والتجديد املستمرين اللذين يطبعان عاملها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم البنوك الشاملة‬


‫كان من أبرز ما عرفته الصناعة املصرفية هو ظهور الكيان الخاص بالبنوك الشاملة والذي جاء‬
‫ترجمة عملية لتضخم أعمال البنوك ودخولها في مجاالت جديدة كانت من صميم أعمال الوساطة‬
‫املالية ألاخرى‪.‬‬
‫ويعرف البنك الشامل على أنه "ذلك البنك الذي يحصل على موارده املالية من كافة القطاعات‬
‫والفروع الاقتصادية في داخل البالد وخارجها من ناحية‪ ،‬ويقدم الائتمان لكافة القطاعات أيضا‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تقديمه لتوليفة واسعة من الخدمات املصرفية‪)1(".‬‬

‫كما يمكن تعريف البنوك الشاملة على أنها "تلك الكيانات املصرفية التي تسعى دائما وراء تنويع‬
‫مصادر التمويل وتعبئة أكبر قدر ممكن من املدخرات من كافة القطاعات وتوظف مواردها وتفتح وتمنح‬
‫الائتمان املصرفي لجميع القطاعات‪ ،‬كما تعمل على تقديم كافة الخدمات املتنوعة واملتجددة التي قد ال‬
‫تستند إلى رصيد مصرفي‪ ،‬بحيث نجدها تجمع ما بين وظائف البنوك التجارية التقليدية ووظائف البنوك‬
‫املتخصصة وبنوك الاستثمار وألاعمال‪)1(".‬‬

‫إذا فالبنوك الشاملة تمثل كيانات مصرفية تعتمد استراتيجية التنويع كأساس وطريقة عمل‬
‫لها سواء ما تعلق بجانب مواردها أو بجانب استخداماتها‪ ،‬وهي تزاول في ذلك فضال عن وظائف مختلف‬
‫البنوك وظائف أخرى غير مصرفية وغير تقليدية‪.‬‬
‫وتتميز البنوك الشاملة بمجموعة خصائص نوردها فيما يلي‪)2(:‬‬

‫‪ -‬تنوع هيكلها املتكون من محفظة القروض والاستثمارات‪ ،‬وذلك لتخفيض املخاطر‪.‬‬


‫‪ -‬تطبيق ألاساليب املعاصرة في إدارة أصولها وخصومها‪ ،‬عن طريق توفيقها أسعار الفائدة لرفع‬
‫العائد في السوق‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تلبية احتياجات الشركات‪.‬‬
‫‪ -‬الاستفادة من خبرات البنوك التجارية واملتخصصة قطاعيا‪.‬‬

‫(‪ )1‬محمد كمال خليل الحمزاوي‪ ،‬اقتصاديات الائتمان املصرفي‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1991 ,‬ص‪.34:‬‬
‫(‪ )1‬عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬البنوك الشاملة عملياتها وإدارتها‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2222 ,‬ص‪.19 :‬‬
‫(‪ )2‬بن طلحة صليحة‪-‬معوش ي بوعالم‪ ،‬دور التحرير املصرفي في إصالح املنظومة املصرفية‪ ،‬امللتقى الوطني ألاول حول املنظومة املصرفية‬
‫الجزائرية والتحوالت الاقتصادية "الواقع والتحديات"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.381 :‬‬

‫‪35‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الرابع _____________________________________________________________________ البنوك الشاملة‬

‫إن ما يعرف آلان بالبنوك الشاملة هو أحد ثمرات التطوير في الصناعة البنكية ملا لها من أهمية‬
‫خاصة في ظل مرحلة التحول وإلاصالح الاقتصادي وتشجيع الاستثمار وتنشيط سوق رأس املال وبصفة‬
‫خاصة بورصة ألاوراق املالية‪ ،‬فضال عن دورها الهام في ظل الوصول إلى مستوى إلاشباع في تطوير‬
‫وتحديث الخدمات املصرفية‪.‬‬
‫ويتضح جليا عند الحديث عن البنوك الشاملة مدى الارتباط بين هذا التوجه –الصيرفة الشاملة‪-‬‬
‫والاتجاه نحو العوملة وبخاصة في جانبها املالي‪ ,‬هذه ألاخيرة فرضت على البنوك ضرورة اعتماد سياسات‬
‫وآليات جديدة تمكنها من مسايرة الظروف وألاوضاع البنكية والاقتصادية الراهنة التي يعرفها العالم‪,‬‬
‫"وهذا الربط بين العوملة والصيرفة الشاملة يرجع إلى العوامل التي ساعدت و ساهمت في نمو العوملة‬
‫والتي أفرزت متغيرات كثيرة اضطرت بموجبها العديد من املصارف إلى اعتماد سيناريو جديد تمكنت من‬
‫خالله إلى الخروج من إلاطار التقليدي لألعمال وألانشطة املصرفية وهو تيار الصيرفة الشاملة‪ ,‬فأدى إلى‬
‫حصول تحرر تدريجي للنظام املصرفي واملالي ولقيوده التشريعية والتنظيمية‪ ,‬وزيادة التنافس وتقليل‬
‫الفجوة بين املنشآت املالية واملصرفية وأدت الثورة في مجال تكنولوجيا املعلومات والاتصال إلى إحداث‬
‫تطورات متسارعة في الحقل املالي واملصرفي‪ ,‬مكنت من وضع استراتيجيات تسويقية مصرفية تعمل‬
‫برضاء الزبون وتطوير املنتجات واملشتقات املالية‪)1(".‬‬

‫وبالرجوع إلى التعريفات السابقة نجد أن استراتيجية البنوك الشاملة تعتمد على استراتيجية‬
‫التنويع بهدف استقرار حركة الودائع وانخفاض مخاطر الاستثمار‪" ,‬والتنويع يعني أال يحصر البنك نشاطه‬
‫في قطاع معين أو في مجموعة القطاعات التي تباشر بينها ارتباط قوي‪ ,‬وتتعاظم آلاثار إلايجابية للتنويع‬
‫كلما اتجه البنك إلى ممارسة أنشطة غير مصرفية كنشاط التأمين وإدارة صناديق الاستثمار والتأجير‬
‫التمويلي أو القيام بوظيفة إصدار ألاوراق املالية ملشروعات ألاعمال‪ ,‬وهو ما يؤدي إلى تعظيم الربحية و‬
‫العائد وتخفيض مخاطر نقص السيولة وتحقيق درجة أكبر من ألامان للمودعين وبالتالي نقص مخاطر‬
‫إلافالس‪)2(".‬‬

‫وفي ظل هذا التنويع الذي تقوم عليه فلسفة البنوك الشاملة فإنه يتوقع حدوث انخفاض في‬
‫املخاطر التي يتعرض لها البنك‪ ،‬دون أن يترك ذلك أثرا سلبيا على العوائد املحققة‪ ،‬فالدورات التجارية‬
‫ال تصيب كافة القطاعات خالل نفس الفترة ومن ثم فإن نقص الودائع الواردة من قطاع معين يقابلها‬
‫زيادة الودائع من قطاع آخر‪ ،‬كما أن انخفاض معدل الطلب على التسهيالت الائتمانية من قبل بعض‬
‫القطاعات يقابلها زيادة في الطلب من قبل قطاعات أخرى ‪ ..‬وهكذا‪)4(.‬‬

‫(‪ )1‬مصيطفى عبد اللطيف‪-‬بلعور سليمان‪ ،‬تحديات العوملة املالية للمصارف العربية واستراتيجيات مواجهتها 'مع إلاشارة إلى القطاع‬
‫املصرفي الجزائري'‪ ،‬مداخلة مقدمة إلى امللتقى الوطني ألاول حول املنظومة املصرفية الجزائرية والتحوالت الاقتصادية "الواقع‬
‫والتحديات"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.381 :‬‬
‫(‪ )2‬عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬العوملة واقتصاديات البنوك‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2224/2222 ,‬ص‪.34 :‬‬
‫(‪ )4‬أحمد صالح عطية‪ ،‬محاسبة الاستثمار والتمويل في البنوك التجارية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2224/2222 ,‬ص‪.24 :‬‬

‫‪35‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الرابع _____________________________________________________________________ البنوك الشاملة‬

‫ثانيا‪ :‬وظائف البنوك الشاملة‬


‫تعمل البنوك الشاملة على تقديم وممارسة مجموعة واسعة من ألاعمال املصرفية وغير املصرفية‬
‫وتوفير منتجات بنكية ومالية وخدمية على درجة عالية من املواءمة والحداثة لصالح عمالئها ومتعامليها‪،‬‬
‫ومن أهم الوظائف التي تضطلع بأدائها البنوك الشاملة ما يلي‪)2(:‬‬

‫‪ -‬إكتشاف وتحليل وتقويم الفرص الاستثمارية وإعداد دراسات الجدوى الالزمة والترويج لها‬
‫باملشاركة مع آلاخرين وبصفة خاصة مع مجموعات املصالح املشتركة داخليا وخارجيا مما يؤدي‬
‫إلى فتح مجاالت جديدة للتوظيف املصرفي وتوفير موارد جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬صناعة ألاسواق املتكاملة وتوفير املعلومات الالزمة وإتاحتها للمستثمرين والعمالء مع تقديم‬
‫املساندة والدعم الالزم ملجموعة املشروعات الوليدة والترويج ملنتجاتها‪.‬‬
‫‪ -‬فتح ألاسواق الخارجية واختراق أسواق التصدير الدولية بما يمكن العمالء من كسب الصفقات‬
‫الدولية والفوز بعقود تصدير دائمة وممتدة‪.‬‬
‫‪ -‬التوسع في نشر البنوك ومؤسسات التمويل عالية التخصص وانتشار شركات التمويل والائتمان‬
‫والخصم والبيوع إلايجارية‪.‬‬
‫‪ -‬توفير مجاالت توظيف مناسبة للبنوك الصغيرة من خالل إتاحة البنك الشامل لجزء من محفظة‬
‫قروضه واستثماراته والتي تتمتع بمزايا التنوع والانتشار الجغرافي والقطاعي‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير وظائف البنوك التجارية التقليدية بما يسمح بتقديم خدمات ترويج ألاسهم وإصدار‬
‫السندات القابلة للخصم وخدمات التغطية والتأمين ضد املخاطر وخدمات املبادالت واملستقبليات‬
‫والعقود آلاجلة‪ ،‬وكذلك الوساطة املالية الخاصة بتلقي الودائع ومنح الائتمان باإلضافة إلى خدمات‬
‫أمناء وصناديق الاستثمار وأمناء الاكتتاب‪.‬‬
‫‪ -‬تعبئة الفائض الاقتصادي والنقدي وتحريك الفائض الاقتصادي العيني بتحويل أشكاله التقليدية‬
‫إلى نقدية أو تسييله‪ ،‬والعمل على خلق أشكال جديدة من وسائل الدفع ذات القدرة العالية على‬
‫الحركة والتي تتمتع في نفس الوقت بقدر كبير من الاستقرار والتدفق وألامان‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق التوظيف ألافضل والكامل للموارد وإلامكانيات والقدرات املتاحة بما يضمن تحقيق أكبر‬
‫عائد وأعلى درجة أمان من خالل الدخول باالستثمار املباشر في املشروعات العمالقة‪ ،‬والنهوض‬
‫بالشركات القائمة من خالل تبني برامج التحديث‪ ،‬وعمليات التوسع والانتشار والاستفادة من‬
‫مزايا اقتصاديات الوفرة‪.‬‬
‫‪ -‬املساهمة الفعالة في استيعاب التكنولوجيا املتطورة املالئمة وتهيئة املناخ الاستثماري‪ ،‬تعظيم‬
‫إيجابيات السوق املصرفية‪ ،‬توسيع شبكة معامالتها وتنويع خدماتها وزيادة قدراتها على مواجهة‬
‫املخاطر من خالل تقديم الخدمات ذات الطابع الشامل مثل إتاحة قروض املساندة والدعم‪.‬‬

‫(‪ )2‬السعيد فرحات جمعة‪ ،‬ألاداء املالي ملنظمات ألاعمال‪ ،‬دار املريخ للنشر‪ ،‬العربية السعودية‪ ،2222 ,‬ص ص‪.394-392 :‬‬

‫‪33‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الرابع _____________________________________________________________________ البنوك الشاملة‬

‫‪ -‬إدارة عمليات الاندماج بين البنوك ومؤسسات التمويل وعمليات الشراء لجانب من أصولها بما‬
‫يحافظ على استقرار السوق املصرفية ويجعل تقلباتها في إطار الحدود آلامنة‪.‬‬
‫‪ -‬العمل كصندوق احتياطي المتصاص واستيعاب التأثيرات السلبية للدورة الاقتصادية أو العوامل‬
‫الطارئة السياسية والطبيعية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى هذه الوظائف تمارس البنوك الشاملة وظيفتين هامتين تتمثالن في‪:‬‬
‫‪ )1‬القيام بعمليات التمويل التأجيري‪ :‬يعرف التمويل التأجيري على أنه "أسلوب من أساليب التمويل‬
‫يقوم بمقتضاه املمول (املؤجر) بشراء أصل رأسمالي يتم تحديده ووضع مواصفاته بمعرفة‬
‫املستأجر الذي يستلم ألاصل من املورد‪ ،‬على أن يقوم بأداء قيمة إيجارية محددة للمؤجر كل فترة‬
‫زمنية معينة مقابل استخدام وتشغيل هذا ألاصل‪)1(".‬‬

‫وتعتبر فكرة التمويل التأجيري من ألافكار الحديثة للتجديد في طرق التمويل حيث أن طرق‬
‫التمويل الكالسيكية تشكل عبئا على املؤسسات املستثمرة خاصة فيما يتعلق بالجانب املالي وطرق‬
‫تحمله‪ ،‬ورغم احتفاظ هذه الطريقة بفكرة القرض إال أنها تعتبر بديال ومكمال في نفس الوقت‬
‫لطبيعة العالقة التمويلية‪ ،‬وتعمل على إيجاد مزايا مختلفة لكل أطراف هذه العالقة‪.‬‬
‫‪ )2‬القيام بتوريق املعامالت املالية‪ :‬ويقصد بعملية التوريق "تحويل القروض إلى صكوك مالية‪ ،‬وهو‬
‫ألامر الذي يحد من مخاطر إلاقراض من ناحية ويسمح بمزيد من السيولة من ناحية أخرى"(‪،)2‬‬
‫باإلضافة إلى مزايا أخرى عديدة‪.‬‬
‫وقد عبر البعض عن تلك الوظائف املتعددة للبنوك الشاملة من خالل الشكل التالي‪:‬‬
‫شكل ‪ :7‬وظائف البنوك الشاملة‬

‫خدمات بنوك التجزئة‬


‫التأمين‬
‫الو و و ووودا و و و ووع‪-‬ش و و و و و و وه و و ووادات‬
‫السمسرة‪-‬الاكتتاب‪-‬‬
‫إلاي و ووداعا امل و وودف و وووع و ووات‪-‬‬
‫املعلومات‬ ‫صناديق‬
‫ال و و وق و و وورو ‪-‬ب و و وط و و وواق و و ووات‬
‫الخاصة‪..‬إلخ‬
‫إلائتمان‪.‬‬
‫خدمات الجملة‬
‫خدمات الاستثمار‬ ‫ألاوراق املالية‬
‫صناديق الاستثمار‪-‬‬ ‫خدمات املنشآت‬
‫إلاستثمار‪-‬‬ ‫أمانة‬
‫خدمات الاستثمار‬
‫إلاستثمارات املالية‬

‫املصدر‪ :‬طلعت أسعد‪ ،‬إلادارة الفعالة لخدمات البنوك الشاملة‪ ،‬مكتبات مؤسسات ألاهرام‪ ،‬القاهرة‪ ،1998 ,‬ص‪.41 :‬‬

‫(‪ )1‬سمير محمد عبد العزيز‪ ،‬التأجير التمويلي‪ ،‬مكتبة ومطبعة إلاشعاع الفنية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2222 ,‬ط‪ ،1‬ص‪.82 :‬‬
‫(‪ )2‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬إدارة املنشآت املتخصصة‪ :‬إدارة البنوك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.322 :‬‬

‫‪35‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الرابع _____________________________________________________________________ البنوك الشاملة‬

‫ثالثا‪ :‬آليات التحول إلى البنوك الشاملة‪ ،‬متطلباته وضوابطه‬


‫‪ -1‬آليات التحول إلى البنوك الشاملة‬
‫تحتكم البنوك في تحولها ملمارسة الصيرفة الشاملة إلى متطلبـات وضوابط رشيدة تأخذ في‬
‫حساباتها مختلف الجوانب الاقتصادية والقـانونية والبيئـة املصرفية التي تعمل في إطارها‪ ،‬وفي هذا‬
‫الصدد يمكن استخدام منهجين رئيسيين هما‪)2(:‬‬

‫‪ )1‬املنهج ألاول‪ :‬يقوم هذا املدخل على تحويل بنك تجاري أو متخصص قائم بالفعل إلى بنك شامل‪،‬‬
‫ويعتبر ألاسلوب ألاسرع وألافضل بشرط أن يكون هذا البنك كبير الحجم وقابل للنمو والاتساع‪.‬‬
‫‪ )2‬املنهج الثاني‪ :‬يتمثل في إنشاء بنك شامل جديد من خالل اختيار كفاءات بشرية مؤهلة راغبة وقادرة‬
‫ذهنيا لتكون مبتكرة ومجددة‪ ،‬وإرسالها إلى مصارف شاملة بالخارج للتدريب على أعمالها‪ ،‬مع القيام‬
‫بحمالت تسويقية وترويجية لتقديم البنك والتعريف به‪.‬‬

‫ويضاف إلى املنهجين السابقين منهج ثالث يجمع بين مزايا املنهجين‪ ،‬من خالل شراء عقارات بعض‬
‫البنوك الراغبة في الاستغناء عنها أو دمج تدريجي لبنك معين وضم معامالته وعمالئه وتوافر إلامكانات‬
‫والقدرات والخبرات املالئمة مع وجود إمكانية للنمو والاتساع والانتشار بشكل كبير‪ ،‬في ظل وجود‬
‫استراتيجية طموحة لقيادة وتوجيه السوق املصرفية وتحقيق التشغيل املتوازن له‪.‬‬

‫‪ -2‬متطلبات التحول إلى البنوك الشاملة‬


‫من أجل ضمان النجاح والفعالية للمصرف الشامل‪ ،‬فإنه يتعين توافر مجموعة متطلبات‬
‫أهمها‪)1(:‬‬

‫‪ ‬إعالم مكثف للترويج ملفهوم املصارف الشاملة ومختلف مزاياها‪.‬‬


‫‪ ‬مراكز تدريب متقدمة مدعمة بمجموعة خبراء متخصصين في أعمال الصيرفة الشاملة‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير التشريعات والقوانين بما يسمح للبنوك الشاملة بممارسة أنشطتها بفاعلية كاملة‪.‬‬
‫‪ ‬وجود قيادات مصرفية واعية مدركة ومتفهمة ومتحمسة لفكرة املصارف الشاملة‪.‬‬

‫‪ -3‬ضوابط التحول إلى البنوك الشاملة‬


‫كما أشرنا سابقا فإن هذا التحول نحو إقامة البنوك الشاملة تحكمه مجموعة ضوابط كمية‬
‫ونوعية‪ ،‬يضمن توفرها الاستمرار والانتظام والاستقرار للكيان الجديد‪ ،‬وهذه الضوابط هي‪)2(:‬‬

‫(‪ )2‬صالح الدين حسن السيس ي‪ ،‬القطاع املصرفي والاقتصاد الوطني القطاع املصرفي وغسيل ألاموال‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪,‬‬
‫‪ ،2224‬ط‪ ،1‬ص ص‪.89-81 :‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.92-89 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.91-92 :‬‬

‫‪35‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الرابع _____________________________________________________________________ البنوك الشاملة‬

‫‪ ‬إلتزام العاملين بسياسات الحيطة والحذر وخصوصا في املراحل ألاولى لبدء النشاط‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان رقابة محكمة على أنشطة البنك من خالل ممارسة واعية ألجهزة الرقابة وإلاشراف‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد الوظائف واملسؤوليات بشكل دقيق‪ ،‬عن طريق نظام عمل وتوصيف وظائف عالي الدقة‬
‫وفعال‪.‬‬
‫‪ ‬الدعاية وإلاعالن املناسب والفعال ألنشطة البنك في إطار قواعد ومعايير املحاسبة الدولية‪.‬‬
‫‪ ‬إشراف كفؤ للجمعية العمومية للبنك على مختلف السياسات وألانشطة‪.‬‬
‫‪ ‬مالءة مالية مناسبة ممثلة في حجم مناسب من رأس املال والاحتياطات‪.‬‬
‫‪ ‬استراتيجية عامة علمية تنبثق منها سياسات مرحلية تشكل إطار الحركة التنفيذية للنشاط الذي‬
‫يمارسه املصرف الشامل‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مزايا وسلبيات التحول إلى البنوك الشاملة‬


‫‪ -1‬مزايا التحول إلى البنوك الشاملة‬
‫تتمثل أهم مزايا التحول إلى هذا النموذج من العمل املصرفي في‪)2(:‬‬

‫إكتساب قدرة هائلة على إحداث التنمية الشاملة واملتواصلة عن طريق إتاحتها إلمكانية إنشاء‬ ‫‪‬‬
‫آالف املشروعات في مختلف املجاالت والترويج لها واملساهمة فيها وتدوير محافظها‪.‬‬
‫توفير الجسور املالية التي تربط بين البنك وجميع مراكز املال التقليدية والناشئة وزيادة التعامل‬ ‫‪‬‬
‫معها والتكيف مع مستجداتها‪.‬‬
‫الكشف عن أسرار صناعة املزايا والقدرات التنافسية لالحتفاظ بالتفوق والصدارة بما يحقق‬ ‫‪‬‬
‫للبنك مكانة مرموقة تمكنه من املشاركة في قيادة وتوجيه السوق املصرفية‪.‬‬
‫التوافق السريع واملرن مع مستجدات العصر ومتغيراته ومتطلبات منظمة التجارة العاملية‬ ‫‪‬‬
‫ومتطلبات تحرير تجارة الخدمات املالية ومقررات لجنة بازل وآليات املشاركة الدولية وبرامج‬
‫التحرر الاقتصادي والخصخصة‪.‬‬

‫هذا فضال عن تحقيق مجموعة أخرى من إلايجابيات والتي تتنوع ما بين توسيع تشكيلة الخدمات‬
‫املصرفية واملالية بما يوافق مختلف أنواع العمالء‪ ،‬تحقيق وفورات الحجم ووفورات النطاق ومزايا‬
‫التنويع الجغرافي املتفاعل مع التنويع القطاعي‪ ،‬وغيرها من املزايا العديدة واملتنوعة‪.‬‬

‫كذلك فإن وجود البنوك الشاملة يساهم في دعم عمليات الاندماج والخصخصة ‪-‬والتي سنأتي‬
‫على ذكر ها الحقا‪ -‬وما يمثله ذلك من إعطاء نفس جديد ودفع قوي لعجلة الاقتصاد‪ ,‬فالبنوك الشاملة‬

‫(‪ )2‬السعيد فرحات جمعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.394-393 :‬‬

‫‪35‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الرابع _____________________________________________________________________ البنوك الشاملة‬

‫تعمل على إدارة عمليات الاندماج املصرفي ملختلف املؤسسات البنكية والتمويلية وغيرها وإعداد‬
‫الدراسات املتعلقة بها باإلضافة إلى تولي إلاجراءات التي تتطلبها العملية‪ ,‬كذلك فإن للبنوك الشاملة دور‬
‫هام في عملية الخوصصة من خالل‪)1(:‬‬

‫‪ ‬معالجة الهياكل املالية للمؤسسات التي تعاني من مشاكل مالية (عجز)‪ ،‬أو إعادة تقييمها‬
‫واملساعدة في بيعها والترويج لذلك لدى مشترين جدد‪ ،‬عن طريق تقييم أصولها بالقيمة‬
‫الحقيقية‬
‫‪ ‬تمويل رأسمالها‪ ،‬والاستعانة بخبرات أجنبية في إلادارة إلعادة التوازن املالي‪.‬‬
‫‪ ‬خلق فرص عمل جديدة ومنتجة‪ ،‬عن طريق تمويل مشروعات صغيرة للعمالة الزائدة الناتجة‬
‫عن خوصصة املؤسسات بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬دعم القطاع الخاص من خالل تقديم قروض‪ ،‬لتحفيز الاستثمار في مختلف القطاعات‪.‬‬

‫‪ -2‬سلبيات التحول إلى البنوك الشاملة‬

‫أحد أهم املآخذ على البنوك الشاملة يتمثل في احتمال زيادة التركز وما يتبعه من انخفاض‬
‫للمنافسة‪ ،‬فضال عن مجموعة أخرى من السلبيات واملتمثلة في‪)1(:‬‬

‫إحتمال تزايد التناقض في املصالح‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫زيادة التهديد لشبكة السالمة التنظيمية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫انخفاض حوافز إلابداع والابتكار املالي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫انخفاض درجة انفتاح القطاع املالي والحقيقي على الاقتصاد الدولي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إال أن املالحظ أن الهدف من إقامة البنوك الشاملة يكون بدرجة أساسية إعطاء حركية كبيرة‬
‫للقطاع املصرفي والاقتصاد عموما‪ ،‬فضال عن توفير ألامان الالزم وتنمية املصالح املشتركة ملختلف‬
‫ألاعوان الاقتصاديين‪ ،‬وبالتالي فإن التطبيق السليم ملفهوم البنوك الشاملة واحترام املتطلبات‬
‫والضوابط املوضوعة في هذا إلاطار يمثل الضمان ألافضل لتالفي هذه السلبيات وتحقيق املنافع‬
‫املستهدفة‪.‬‬

‫(‪ )1‬بن طلحة صليحة‪-‬معوش ي بوعالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.381 :‬‬


‫(‪ )1‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.224 :‬‬

‫‪35‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل اخلامس‪ :‬البنوك اإلسالمية‬

‫أوال‪ :‬البنوك اإلسالمية (النشأة والتطور‪-‬التعريف واخلصائص‪-‬‬


‫األهداف)‬
‫ثانيا‪ :‬مصادر األموال يف البنوك اإلسالمية‬
‫ثالثا‪ :‬استخدامات األموال يف البنوك اإلسالمية‬
‫رابعا‪ :‬صيغ التمويل يف البنوك اإلسالمية‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫لاتجتماعية‬‫تعتبر البنوك إلاسالمية من أحدث أشكال البنوك نشأة وهي تعمل على تحقيق التنمية ا‬
‫ولاقتصادية كما تخضع للضوابط التي يقررها البنك املركزي مثلها في ذلك مثل البنوك ألاخرى غير أنها‬
‫تسعى إلى تحقيق أهداف مختلفة عن أهداف تلك البنوك لكون فكرتها مستمدة من الشريعة إلاسالمية‪.‬‬
‫وسنحاول إعطاء تعريف للبنوك إلاسالمية وتحديد أهم أهدافها‪ ،‬إضافة إلى إبراز أهم خصائصها كما‬
‫سيتم التعرض إلى مصادر ألاموال واستخداماتها في البنوك إلاسالمية وكذا صيغها التمويلة‪ ،‬اوذلك فيما‬
‫يلي‪ :‬ا‬

‫أوال‪ :‬البنوك إلاسالمية (النشأة والتطور‪-‬التعريف والخصائص‪-‬ألاهداف)‬


‫تجاءت البنوك إلاسالمية بغرض إحداث تغيير في العمل املصرفي عن طريق بلورة أحكام الشريعة‬
‫إلاسالمية في العمل املصرفي‪ ،‬فعلى الرغم من حداثة تجربة البنوك إلاسالمية باملقارنة مع تجربة البنوك‬
‫التقليدية‪ ،‬فإنها حققت نموا ملحوظا وانتشارا واسعا في معظم أقطار العالم‪ ،‬كما غدت البنوك إلاسالمية‬
‫حقيقة فعلية في أسواق املال لها فكرها وأسلوبها ومؤسساتها‪ ،‬كما قد حالفها النجاح في معظم عملياتها‬
‫لاستثمارية ‪ ،‬وتميزت أدواتها التمويلية بخصائص إيجابية عدة تساعدها على خلق إنتاج حقيقي وتنمية‬
‫املجتمع‪ .‬ا‬

‫‪ -1‬النشأة والتطور التاريخي للبنوك إلاسالمية‬


‫تقوم البنوك بدور حيوي في لاقتصاد من خالل تجميع املدخرات من الجمهور ثم إعادة توظيفها‬
‫من خالل عمليات مصرفية عديدة ومتنوعة مع عمالئها‪ ،‬وتعتمد البنوك بصفة أساسية في تحقيق‬
‫أرباحها على القيام بإقراض الودائع لديها بنسب أعلى من تلك التي تمنحها للمودعين‪ ،‬عالوة على ما قد‬
‫تحصل عليه في معامالتها مع العمالء من رسوم وعموالت مقابل ما تؤديه من خدمات متنوعة‪ .‬وقد‬
‫القت فوائد البنوك اهتماما وتجدال كبيرا في الكتابات لاقتصادية املعاصرة والفتاوى الصادرة‪ ،‬فهناك‬
‫من يرى أن وظيفة البنوك التقليدية ال تقتصر على تقديم القروض من أموالها وأموال املودعين‪ ،‬وإنما‬
‫تقوم بعملية تحويل لتلك ألاموال كما يتم تحويل املواد ألاولية في الصناعة إلى منتج نهائي‪ ،‬وعليه‬
‫فالبنوك ماهي إال مؤسسات لصناعة القرواض‪ ،‬كما ذهب البعض إلى حل فوائد البنوك باعتبارها ليست‬
‫من ربا الجاهلية التي نزلت العديد من آيات القرآن الكريم في تحريمها‪ ،‬كما أحلها البعض استنادا‬
‫العتبارات الحاتجة والضرورة‪ .‬ودون الدخول في الخالف الفقهي حول هذه القضية الشائكة‪ ،‬نادى الكثير‬
‫من لاقتصاديين إلاس االميين بضرورة وأهمية إنشاء بنوك إسالمية ال تتعامل بالفوائد في معامالتها‪ ،‬بل‬
‫تقدم التمويل القائم على أساس املشاركة في الربح والخسارة‪ 1.‬ويعد ظهور البنوك إلاسالمية تجزءا من‬

‫‪ 1‬تجالل وفاء البدري محمدين‪ ،‬البنوك إلاسالمية (دراسة مقارنة للنظم في دولة الكويت ودول أخرى)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪،‬‬
‫إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص ص‪ .15-13 :‬ا‬

‫‪16‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫الظروف العامة التي سادت الدول إلاسالمية في فترة السبعينات والزيادة في أسعار النفط‪ ،‬حيث ب ارزت‬
‫هذه البنوك وتطوره تطورا ملحوظا من أتجل املساعدة في استيعاب الفائض النقدي‪ ،‬وصاحب ظهورها‬
‫تطور في الفكر لاقتصادي إلاسالمي الحديث الذي ذهب إلى أنه البد من إعادة النظر في الهياكل النقدية‬
‫واملالية للدول إلاسالمية بشكل يلغى في نظام الفوائد‪ .‬ا‬
‫ويرتجع تاريخ العمل املصرفي إلاسالمي الحديث إلى سنة ‪ ،1940‬عندما أنشأت في ماليزيا صناديق‬
‫لالدخار تعمل دون فائدة‪ ،‬وفي سنة ‪ 1950‬بدأ التفكير املنهجي املنظم يظهر في باكستان من أتجل وضع‬ ‫ا‬
‫تقنيات تمويلية تراعي الشريعة إلاسالمية‪ ،‬غير أن هذه التقنيات لم تجد لها منفذا تطبيقيا إال في مصر‬
‫لادخار املحلية"‪ 1‬التي أنشأها أحد رواد لاقتصاد إلاسالمي‬
‫ا‬ ‫مع بداية الستينات بما كان يسمى "بنوك‬
‫وهو الدكتور أحمد النجار في مدينة " ميت غمر " حيث أول ظهر بنك إسالمي للتنمية املحلية يقوم‬
‫بتجميع املدخرات من صغار الفالحين والعمال في أماكن تواتجدهم بقرى الريف وبوسائل صغيرة تناسب‬
‫وعيهم وثقافتهم‪ ،‬فتحقق معها تجاوبهم‪ ،‬ولقد نجحت التجربة في كسب ثقة املواطنين وتغطية الدوافع‬
‫لادخارية لديهم وفي تهيئتهم للمشاركة إلايجابية لتكوين رأس املال‪ ،‬حيث تضاعف حجم لادخارات‬
‫خالل أربع سنوات بـ (‪ 44.5‬مرة) أي ارتفع عدد املدخرين من ‪ 40944‬سنة ‪ 1963‬إلى ‪ 1828375‬مدخر‪،‬‬
‫أما الفروع فقد بلغت ‪ 92‬فرعا وبلغ عدد العمالء حوالي مليون من مختلف الفئات والقطاعات‪ ،‬يضاف‬
‫إلى ذلك أن هذه التجربة قد حققت مفخرة فقد وصلت نسبة السداد في القروض املمنوحة إلى ‪%100‬‬
‫رغم تواتجدها بالريف‪ ،‬في حين أن خسائر مؤسسات لائتمان الزراعية الناشئة عن عدم السداد تصل‬
‫إلى النصف في معظم السنين ورغم النجاح الذي حققته بنوك لادخار املحلية إال أن عمرها كان قصيرا‬
‫تجدا حيث لم تتجاوز ألاربع سنوات‪ ،‬ولعل فشلها يرتجع إلى سببين أساسيين هما‪ :‬ا‬
‫‪ ‬سبب سياس ي يتمثل الدعوة إلى ألافكار لاشتراكية التي عاشتها مصر في تلك الفترة‪ .‬ا‬
‫‪ ‬ما اعترى التجربة من نقص في الدراسات الجدية حول مشكالت إلادارة الفنية واملشكالت‬
‫لاقتصادية كمشكلة النقود ولائتمان‪ .2‬ا‬
‫ثم ظهر بنك ناصر لاتجتماعي كمحاولة ثانية بمصر سنة ‪1971‬م بإصدار قانون إلنشائه كهيئة‬
‫عامة‪ ،‬تقوم بكل أعمال البنوك لكن دون التعامل بالفائدة أخذا أو عطاء‪ ،‬باإلضافة إلى قيامها بتجميع‬
‫الزكاة من ألافراد اختياريا‪ ،‬وتنظيم صرفها في بنوكها الشرعية وإدارة نظام التكافل لاتجتماعي‪ ،3‬هذا وقد‬
‫تال ذلك تأسيس بنوك إسالمية في بعض الدول إلاسالمية ألاخرى‪ ،‬والجدول التالي يبين تواريخ تأسيس‬
‫بعض البنوك إلاسالمية‪ :‬ا‬
‫ا‬

‫‪ 1‬عادل عبد الفضل عيد‪ ،‬الربح والخسارة في معامالت املصارف إلاسالمية –دراسة مقارنة‪ ،-‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص ص‪ .393 - 394 :‬ا‬
‫‪ 2‬تجمال لعمارة‪ ،‬املصارف إلاسالمية‪ ،‬دار النبأ‪ ،‬الجزائر ‪ ،1996،‬ص‪ .43 :‬ا‬
‫‪ 3‬الغريب ناصر‪ ،‬أصول الصيرفة إلاسالمية‪ ،‬دار أبوللو للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1996 ،‬ص‪ .32 :‬ا‬

‫‪16‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫جدول ‪ :8‬تواريخ تأسيس بعض البنوك إلاسالمية‬


‫رأسمال التأسيس‬ ‫البلد‬ ‫تاريخ التأسيس‬ ‫البنك‬
‫ا‬ ‫إلامارات ا‬ ‫‪ 2291/30/29‬ا‬ ‫بنك دبي إلاسالمي ا‬
‫‪ 39‬بليون دينار إسالمي ا‬ ‫السعودية ا‬ ‫‪ 2291‬ا‬ ‫البنك إلاسالمي للتنمية ا‬
‫السودان ا ‪ 233‬مليون تجنيه سوداني ا‬ ‫‪ 2299‬ا‬ ‫فيصل إلاسالمي السوداني ا‬
‫‪ 93..91‬مليون دينار كويتي ا‬ ‫الكويت ا‬ ‫‪ 2299‬ا‬ ‫بيت التمويل الكويتي ا‬
‫‪ 133‬مليون دوال أمريكي ا‬ ‫مصر ا‬ ‫‪ 2299‬ا‬ ‫بنك فيصل إلاسالمي املصريا ا‬
‫‪ 3.‬مليون دينار أردني ا‬ ‫ألاردن ا‬ ‫‪ 2291‬ا‬ ‫البنك إلاسالمي ألاردني ا‬
‫‪ 90‬مليون دينار بحريني ا‬ ‫البحرين ا‬ ‫‪ 2292‬ا‬ ‫بنك البحرين إلاسالمي ا‬
‫‪ 2.2.‬مليونا تجنيه مصريا ا‬ ‫مصر ا‬ ‫‪ 2213‬ا‬ ‫املصرف إلاسالمي الدولي لالستثمار والتنمية ا‬
‫‪ 933‬مليون دوالر أمريكي ا‬ ‫البحرين ا‬ ‫‪ 2211‬ا‬ ‫بنك البركة إلاسالمي ا‬
‫‪ 0.91‬مليار ريال يمني ا‬ ‫اليمن ا‬ ‫‪ 2221‬ا‬ ‫بنك التضامن إلاسالمي الدولي ا‬
‫املصدر‪ :‬عبد الحميد لخديمي‪ ،‬حسان بخيت‪ ،‬قراءة تاريخية في تطور العمل بالصيرفة إلاسالمية في دول املغرب‬
‫العربي‪ ،‬امللتقى الدولي ألاول‪ :‬لاقتصاد إلاسالمي الواقع ورهانات املستقبل‪ ،‬املركز الجامعي غرداية‪ ،‬الجزائر‪91-90 ،‬‬
‫فيفري ‪ ،9322‬ص‪ .39 :‬ا‬
‫وتنتشر الخدمات املصرفية إلاسالمية حاليا في الشرق ألاوسط بنسبة ‪ %14،%70‬تجنوب شرق‬
‫ويتركز أكبر عدد للبنوك إلاسالمية في املراكز املالية إلاسالمية مثل البحرين‬
‫ا‬ ‫آسيا‪ ،‬و‪ % 21‬في أفريقيا‪،‬‬
‫وماليزيا‪ ،‬إيران والسودان وفي منطقة الخليج العربي بشكل عام‪ ،‬كما تتواتجد بشكل أقل في بعض دول‬
‫العالم كأوروبا الغربية‪ 1.‬ا‬

‫‪ -2‬تعريف وخصائص وأهداف البنوك إلاسالمية‬


‫في هذا السياق‪ ،‬سيتم عرض تعريف وخصائص البنوك إلاسالمية ناهيك عن أهداف وتجود هذا‬
‫النوع من املؤسسات املصرفية‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪ :‬ا‬
‫‪ -1-2‬تعريف وخصائص البنوك إلاسالمية‪ :‬يعد من الصعب وضع تعريف محدد للبنك إلاسالمي‬
‫باعتباره مؤسسة من مؤسسات لائتمان مهما كان نوعه‪ ،‬وفي غالب ألاحيان لم تأت القوانين املنظمة‬
‫للبنوك بهذا التعريف واقتصرت على ذكر العمليات التي تجعل مؤسسة ما بنكا‪ ،‬وحتى التعريف التي‬
‫وضعها الفقه تدور كلها حول ألاعمال التي تقوم بها البنوك ليس إال ‪ .2‬لكن هذا ال يمنع من إدراج بعض‬
‫التعاريف التالية‪ :‬ا‬

‫‪1Patrick Imam ,kangni Kpodar ,Islamic Banking : haw has it Diffused?, IMF Working Paper , August 2010, p : 07.‬‬

‫‪ 2‬عادل عبد الفضل عيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .397:‬ا‬

‫‪16‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫‪ -‬عرفت اتفاقية إنشاء لاتحاد الدولي للبنوك إلاسالمية هذه البنوك على انها "تلك البنوك أو‬
‫املؤسسات التي ينص قانون إنشائها ونظامها ألاساس ي صراحة على لالتزام بمبادئ الشريعة‬
‫إلاسالمية‪ ،‬وعلى عدم التعامل بالفائدة أخذا وعطاء"‪1.‬‬

‫‪ -‬على أنها " أتجهزة مالية تستهدف التنمية وتعمل في إطار الشريعة إلاسالمية وتلتزم بكل القيم ألاخالقية‬
‫التي تجاءت بها الشرائع السماوية وتسعى إلى تصحيح وظيفة رأس املال في املجتمع‪ ،‬وهي أتجهزة تنموية‬
‫اتجتماعية مالية‪ ،‬حيث أنها تقوم بما تقوم به البنوك من وظائف في تسيير املعامالت التنموية"‪.2‬‬
‫‪ -‬أن البنك إلاسالمي "مؤسسة مصرفية ال تتعامل بالفائدة أي الربا أخذا أو عطاء‪ ،‬فالبنك إلاسالمي‬
‫يتلقى من العمالء نقودهم دون أي التزام أو تعهد مباشر أو غير مباشر بإعطاء فوائد لهم‪ ،‬مع ضمان‬
‫رد ألاصل لهم عند الطلب وحين ما يستخدم ما لديه من م اوارد نقدية في أنشطة استثمارية أو تجارية‬
‫فإنه ال يقرض أحدا مع اشتراط الفائدة وإنما يقوم بتمويل النشاط على أساس املشاركة في الربح‬
‫والخسارة"‪3.‬‬

‫‪ -‬يعرف البنك إلاسالمي بأنه "مؤسسة مالية إسالمية تقوم بأداء الخدمات املصرفية واملالية‪ ،‬كما‬
‫تباشر أعمال التمويل ولاستثمار في املجاالت املختلفة في ضوء قواعد وأحكام الشريعة إلاسالمية‬
‫يهدف املساهمة في غرس القيم واملثل وألاخالق إلاسالمية في مجال املعامالت‪ ،‬واملساعدة في تحقيق‬
‫التنمية لاتجتماعية ولاقتصادية من تشغيل ألاموال بقصد املساهمة في تحقيق الحياة الطيبة‬
‫الكريمة لألمة إلاس االمية"(‪ .)4‬ا‬
‫فالبنك إلاسالمي عبارة عن مؤسسة مصرفية ومالية تسعى إلى تعبئة مدخرات ألافراد وتوتجيهها‬
‫إلى مختلف ألانشطة لاقتصادية التي تعود بالنفع على ألامة وبما يتوافق مع ضوابط الشريعة إلاسالمية‪.‬‬
‫وهكذا يتضح أن البنك إلاسالمي يسعى إلى تحقيق عائد اتجتماعي من خالل تنشيط عملية التنمية‬
‫لاقتصادية بإنشاء املشروعات الجديدة وإيجاد فرص عمل ألفراد املجتمع وبذلك تنخفض نسبة‬
‫البطالة‪ ،‬وهذا إضافة إلى العائد لاقتصادي الذي يعود عليه بوصفه مؤسسة مالية ومصرفية‪ .‬وبذلك‬
‫يتسنى للبنك إلاسالمي ربط التنمية لاقتصادية بالتنمية لاتجتماعية‪ .‬ا‬
‫أما بالنسبة لخصاص وصفات البنوك إلاسالمية‪ ،‬فهي تتجسد فيما يلي‪ )5( :‬ا‬
‫‪ )2‬الصفة العقدية للبنوك إلاسالمية‪ :‬تعتبر هذه الخاصية امليزة ألاساسية للبنوك إلاسالمية والتي‬
‫تستمد منها الصفات ألاخرى‪ ،‬فالبنك إلاسالمي يستمد إيديولوتجيته أي إلاطار الفكري من العقيدة‬

‫‪ 1‬إتفاقية إنشاء إلاتحاد الدولي للبنوك إلاسالمية‪ ،‬لاتحاد الدولي للبنوك إلاسالمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2299 ،‬املادة ‪ .31‬ا‬
‫‪ 2‬أحمد النجار‪ ،‬منهج الصحوة إلاسالمية (بنوك بال فوائد)‪ ،‬لاتحاد الدولي للبنوك إلاسالمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2292 ،‬ص‪ .21:‬ا‬
‫‪ 3‬عبد الرحمان يسري أحمد‪ ،‬قضايا إسالمية معاصرة في النقود والبنوك والتمويل‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية ‪ ،9332 ,‬مصر‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪ .912‬ا‬
‫(‪ )4‬تجمال لعمارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 49 :‬ا‬
‫(‪ )5‬تجمال لعمارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 49 :‬ا‬

‫‪16‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫إلاسالمية‪ ،‬فهي التي تشكل حدود وإطار العمل للمصرف إلاسالمي‪ ،‬وهذا يشمل أن إلانسان‬
‫مستخلف في ألاموال والثروات‪ ،‬عالوة على استبعاد الربا‪ .‬ا‬
‫اعتبار‬
‫‪ )9‬الصفة التنموية للبنوك إلاسالمية‪ :‬تقوم البنوك إلاسالمية بواتجب التنمية وعمارة في ألارض ب ا‬
‫أنها تحمل مسؤولية املال وإدارته‪ ،‬ففي لاقتصاد إلاسالمي نجد مصطلح العمارة وهو أوسع داللة‬
‫وأشمل من مفهوم التنمية لاقتصادية كما يعرفها لاقتصاد الحديث‪ ،‬ألن الهدف العمارة من وتجهة‬
‫النظر إلاسالمية هو إقامة مجتمع يعمل فيه العباد بشرع هللا لتحقيق حد الكفاية للجميع للوصول‬
‫إلى نمو مستمر للخيرات والنعم وذلك باالستخدام ألامثل لكل املوارد‪ .‬ا‬
‫ويعتبر البنك إلاسالمي بنك تجاري تنموي‪ ،‬وهو ما يميزه عن أنواع البنوك ألاخرى سواء أكانت‬
‫بنوك تجارية أم بنوك تطويرية تختص بنشاط معين أو أكثر‪ ،‬كما أن البنك إلاسالمي يستثمر أمواله‬
‫على أساس املدى القصير واملدى الطويل (استثمارات رأس مالية )‪،‬أما البنك التجاري فيستثمر‬
‫أمواله على املدى القصير‪ ،‬وبذلك يقوم البنك إلاسالمي بكل أساسيات العمل املصرفي املتطور‬
‫لاستثمار ودفع عجلة‬
‫ا‬ ‫‪،‬وفقا ألحدث الطرق وألاساليب الفنية لتسهيل التبادل التجاري وتنشيط‬
‫التنمية لاقتصادية ولاتجتماعية بما اال يتنافى مع أحكام الشريعة إلاسالمية‪ ،‬فالبنك إلاسالمي يعمل‬
‫كوسيط وشريك يجمع ألاموال واملدخرات ويعيد توظيفها ويحصل بذلك على نصيب من ألارباح‬
‫ويتحمل حصة من الخسائر في حال وقوعها‪.‬‬
‫‪ )3‬الصفة الاجتماعية للبنوك إلاسالمية‪ :‬تقوم البنوك إلاسالمية بدور اتجتماعي حيوي من خالل منح‬
‫املساعدات للمحتاتجين باإلضافة إلى القروض الحسنة‪ ،‬وتخضع ألاموال النقدية السائلة اململوكة‬
‫للوحدة املصرفية إلاسالمية لزكاة ألاموال‪ ،‬و اال تكاد تخلو ميزانية عمومية لبنك إسالمي من حساب‬
‫مستقل لصندوق الزكاة يقوم بإنفاقها في بنوكها الشرعية‪1.‬‬

‫لاستثمار محور نشاط البنك إلاسالمي‪ ،‬إذ أنه املصدر‬


‫ا‬ ‫‪ )4‬الصفة الاستثمارية للبنوك إلاسالمية‪ :‬يعد‬
‫الرئيس ي لتوليد إيراداته‪ ،‬كما أنه ألاداة التي تعكس مساهمته في الجهد إلانمائي في املجتمع‪ ،‬ويعد‬
‫لاستثمار في البنك إلاسالمي استثمارا حقيقيا األن محل التعامل أصول حقيقية وليست أصول‬ ‫ا‬
‫مالية‪ ،‬فكل وحدة مالية يبثها البنك إلاسالمي يقابلها سلع وخدمات محققا قيمة مضافة حقيقية‪.‬‬
‫هذا وقد أثبتت البنوك إلاسالمية أنها هي ألاتجدر في معالجة وتخطى مشاكل ألازمات املالية‬
‫ولاقتصادية وهذا ما شهد به عقالء العالم وليس أدل على ذلك من مطالبة كثير من الساسة‬
‫ولاقتصاديين ورتجال الدين لالستفادة من التعاليم ألاخالقية التي يتصف بها لاقتصاد إلاسالمي‪ ،‬وتلتزم‬
‫بها البنوك إلاسالمية وما كنا سنسمع ذلك لوال أن واقعاالبنوك املتوافقة مع الشريعة في ظل ألازمة كان‬
‫ألافضل أداء‪ ،‬وقد تجاوزت ألازمة بأقل حاالت من التعثر‪ ،‬وأصبحت الخدمات املصرفية إلاسالمية‬
‫تكتسب سمعة طيبة كمالذ لالستقرار‪ .‬ا‬

‫‪ 1‬رشدي صالح عبد الفتاح‪ ،‬البنوك الشاملة وتطوير دور الجهاز املصرفي املصري‪ ،‬دار النشر غير مذكورة‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص‪ .931 :‬ا‬

‫‪16‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫‪ -2-2‬أهداف البنوك إلاسالمية‪ :‬البد أن تسهم البنوك إلاسالمية ‪ -‬شأنه في ذلك شأن أي تجانب آخر‬
‫من تجوانب لاقتصاد إلاسالمي‪ -‬في تحقيق تجملة من ألاهداف‪ ،‬والتي تضمن لها لاستمر اار في أداء وظائفها‬
‫العادية املرتبطة بمنهجها‪ ،‬وأداء الوظائف التي تؤديها البنوك ألاخرى‪ ،‬وتتمثل هذه ألاهداف فيما يلي‪ )1(:‬ا‬
‫‪ )1‬ألاهداف املالية للبنوك إلاسالمية‪ :‬البنوك إلاسالمية هي مؤسسات مالية منظمة وأهم ألاعمال التي‬
‫تقوم بها هي‪ :‬ا‬
‫أ) حشد املوارد وتعبئة مدخرات املجتمع‪ :‬يعد تجميع ألاموال وحشد املدخرات إحدى وظائف‬
‫البنوك إلاسالمية التي تقوم بها ودائعها بمختلف أنواعها (ادخارية – استثمارية) ‪ ،‬ورغم تشابه‬
‫هذه الوظيفة بين كل من البنوك إلاسالمية‪ -‬والتقليدية إال أن حقيقة العالقة فيما بينهما مختلفة‬
‫فالعالقة في البنوك التقليدية تقوم على أساس القرض (عالقة الدائن باملدين) بينما تقوم العالقة‬
‫في البنوك إلاسالمية على أساس عقد املضاربة الفقهي سواء كانت مطلقة أم مقيدة‪ ،‬فرب املال‬
‫هم املودعون واملضارب هو البنك والعائد املتحقق يتم تقاسمه بينهما حسب النسبة املتفق عليها‬
‫في العقد‪.‬‬
‫ب) توظيف املوارد وتنميتها‪ :‬تقوم البنوك إلاسالمية بتوظيف مواردها في اوتجه لاستثمار املختلفة‬
‫وفقا للشريعة إلاسالمية وإعمار ألارض وذلك من خالل تطبيق أساليب التمويل إلاسالمية‬
‫(كاملرابحة‪ ،‬املشاركة‪ ،‬السلم‪ ،‬إلاتجارة‪ ،‬لاستصناع ‪ ..‬الخ)‪ ،‬ولقد أولى املنهج إلاسالمي لالستثمار‬
‫ً‬
‫أهمية كبرى وحث عليه في نطاق ركائز الشريعة إلاسالمية وملتزما بأحكامها الشرعية‪ ،‬وهناك‬
‫ضوابط وقواعد تنظم لاستثمار في لاقتصاد إلاسالمي وهي مما يميز لاستثمار في لاقتصاد‬
‫ً‬
‫إلاسالمي عن لاقتصاد الوضعي‪ ،‬وقد حث إلاسالم مالك املال في استثمار أمواله مراعيا لاعتبارات‬ ‫ا‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ ‬مداولة استثمار مالك املال ملاله؛ ا‬
‫‪ ‬إتباع أفضل السبل في استثمار هذا املال؛ ا‬
‫‪ ‬توتجيه لاستثمار إلى متطلبات املجتمع الضرورية‪ .‬ا‬
‫ً‬
‫ج) تحقيق الربح‪ :‬فهو أهم ألاهداف التي تسعى البنوك إلاسالمية دوما لتحقيقها في املقام ألاول‪،‬‬
‫وبدون تحقق هذا الهدف ال يمكن تحقيق ألاهداف ألاخرى‪ ،‬والربح هنا ال يهم املساهمين في رأس‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مال البنك إلاسالمي فحسب ـ باعتبار أن الربح يعد حافزا أساسيا لديهم لالحتفاظ بأسهمهم أو‬
‫التخلص منها ـ بل يهم الربح املدخرين ‪‬املودعين‪ ‬ألنه في النتيجة يحقق الضمان الكامل لودائعهم‬
‫ً‬
‫من الخسارة ويعمل على تنميتها‪ ،‬وبذلك ستكون للمجتمع أيضا أهمية في الربح‪ ،‬الن الربح ضمانة‬
‫لوتجود البنك الذي يساعد في عجلة النمو لاقتصادي‪ .‬ووتجوده يعني استمرارية تدعيم املجتمع‬
‫من خالل الخدمات التي يقدمها‪.‬‬

‫(‪ )1‬تجمال لعمارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 49 :‬ا‬

‫‪11‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫ً‬
‫د) تحقيق ألامان‪ :‬تسعى البنوك إلاسالمية دائما وفي املقام الثاني بعد هدف الربح إلى توفير مناخ‬
‫آمن‪ ،‬والبعد عن أي ش يء من املخاطر ويكون ذلك من خالل محاولة اتباع سياسة التنويع في‬
‫التوظيفات‪ ،‬والتي يطلق عليها محفظة ألامان‪ ،‬فمهمة البنك هي عملية تحقيق التوازن املناسب‬
‫بين الهدفين عن طريق ربط الربح بمستوى معين من املخاطرة‪ ،‬حيث تتناسب درتجة الخطورة مع‬
‫املشروع لاستثماري املختار من قبل البنك‪.‬‬
‫ه) تحقيق النمو‪ :‬بعد تحقيق الربح وألامان‪ ،‬سينتج عنهم تحقيق الهدف ألاسمى وألاكبر وهو النمو‪،‬‬
‫والذي يقصد به نمو املوارد الذاتية للبنك واملتمثلة برأس ماله‪ ،‬وألارباح املحتجزة ولاحتياطيات‪،‬‬
‫وكذلك نمو املوارد الخارتجية املتمثلة في الودائع بجميع أنواعها‪ .‬ا‬
‫‪ )2‬أهداف خاصة باملتعاملين مع البنوك إلاسالمية‪ :‬والتي يجب الحرص على تحقيقها‪ ،‬وتشمل‪:‬‬
‫أ) تقديم الخدمات املصرفية‪ :‬يقوم نجاح البنك إلاسالمي على تقديم الخدمات املصرفية بجودة‬
‫عالية للمتعاملين‪ ،‬وقدرته على تجذب العديد منهم‪ ،‬وتقديم الخدمات املصرفية املتميزة لهم في‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إطار أحكام الشريعة إلاسالمية ويعد ذلك نجاحا للبنوك إلاسالمية وهدفا رئيسا إلدارتها‪ .‬ا‬
‫ب) توفير التمويل للمستثمرين‪ :‬يقوم البنك إلاسالمي باستثمار أمواله املودعة لديه من خالل أفضل‬
‫قنوات لاستثمار املتاحة له عن طريق توفير التمويل الالزم للمستثمرين‪ ،‬أو عن طريق استثمار‬
‫هذه ألاموال من خالل شركات تابعة متخصصة‪ ،‬أو القيام باستثمار هذه ألاموال مباشرة سواء‬
‫في ألاسواق املحلية‪ ،‬وإلاقليمية والدولية‪ .‬ا‬
‫ج) توفير ألامان للمودعين‪ :‬من أبرز عوامل نجاح البنوك مدى ثقة املودعين بالبنك‪ ،‬ومن أبرز ع اوامل‬
‫الثقة في البنوك‪ :‬ا‬
‫‪ ‬توفر سيولة نقدية دائمة ملواتجهة احتماالت سحب ودائع العمالء خصوصا الودائع تحت‬
‫الطلب دون الحاتجة إلى تسييل أصول ثابتة‪ ،‬وتستخدم السيولة النقدية في البنوك للوفاء‬
‫باحتياتجات سحب الودائع الجارية من تجهة واحتياتجات البنك من املصروفات التشغيلية‪ .‬ا‬
‫‪ ‬توفير التمويل الالزم للمستثمرين من تجهة أخرى‪ .‬ا‬
‫‪ )3‬ألاهــداف الداخلية للبنوك إلاسالمية‪ :‬والتي تشمل ما يلي‪ :‬ا‬
‫أ) تنمية املوارد البشرية‪ :‬تعد املوارد البشرية العنصر الرئيس لعملية تحقيق ألارباح في البنوك‬
‫بصفة عامة‪ ،‬حيث أن ألاموال ال تدر عائدا بنفسها دون استثمار‪ ،‬وحتى يحقق البنك إلاسالمي‬
‫ذلك البد من توافر العنصر البشري القادر على استثمار هذه ألاموال‪ ،‬والبد أن تتوفر لديه الخبرة‬
‫املصرفية وال يتأتى ذلك إال من خالل العمل على تنمية مهارات أداء العنصر البشري بالبنوك‬
‫إلاسالمية عن طريق التدريب للوصول إلى أفضل مستوى في العمل‪ .‬ا‬

‫‪16‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫ب) تحقيق معدل النمو‪ :‬تهدف املؤسسات بعامة إلى لاستمرار‪ ،‬وبخاصة البنوك حيث تمثل عماد‬
‫لاقتصاد ألي دولة‪ ،‬وحتى تستمر البنوك إلاسالمية في السوق املصرفية البد أن تضع في اعتبارها‬
‫تحقيق معدل النمو‪ ،‬ليمكنها لاستمرار واملنافسة في ألاسواق املصرفية‪.‬‬
‫ج) انتشار البنوك جغرافيا واجتماعيا‪ :‬حتى تستطيع البنوك إلاسالمية تحقيق أهدافها السابقة‬
‫باإلضافة إلى توفير الخدمات املصرفية ولاستثمارية للمتعاملين‪ ،‬البد من انتشارها‪ ،‬بحيث تغطي‬
‫أكبر قدر من املجتمع‪ ،‬وتوفر لجمهور املتعاملين الخدمات املصرفية في أقرب ألاماكن لهم‪ ،‬وال يتم‬
‫تحقيق ذلك إال من خالل لانتشار الجغرافي في املجتمعات‪.‬‬
‫‪ )4‬ألاهداف الابتكارية للبنوك إلاسالمية‪ :‬تشتد املنافسة بين البنوك في السوق املصرفية على اتجتذاب‬
‫العمالء سواء أصحاب الودائع؛ لاستثمارية‪ ،‬الجارية أو املستثمرين‪ .‬وهي في سبيل تحقيق ذلك تقدم‬
‫لهم العديد من التسهيالت باإلضافة إلي تحسين مستوي أداء الخدمة املصرفية ولاستثمارية املقدمة‬
‫إلاسالمية أن تحاف على وتجودها بكفاءة وفعالية في السوق املصرفية‬ ‫لهم‪ ،‬وحتى تستطيع البنوك ا‬
‫البد لها من مواكبة التطور املصرفي وذلك عن طريق‪ :‬ا‬
‫أ) ابتكار صيغ للتمويل‪ :‬حتى يستطيع البنك إلاسالمي مواتجهة املنافسة من تجانب البنوك التقليدية‬
‫في اتجتذاب املستثمرين البد أن يوفر لهم التمويل الالزم ملشاريعهم املختلفة‪ ،‬ولذلك يجب عليه‬
‫أن يسعي إليجاد الصيغ لاستثمارية إلاسالمية التي يتمكن من خاللها من تمويل املشروعات‬
‫لاستثمارية املختلفة‪ ،‬بما ال يتعارض مع أحكام الشريعة إلاسالمية‪.‬‬
‫ب) تطوير الخدمات املصرفية‪ :‬والذي يعد مجاال هاما للتطوير في القطاع املصرفي‪ ،‬وعلى البنك‬
‫إلاسالمي أن يعمل على ابتكار خدمات مصرفية ال تتعارض مع أحكام الشريعة إلاسالمية‪ ،‬وأن‬
‫يقوم بتطوير املنتجات املصرفية الحالية التي تقدمها البنوك التقليدية‪.‬‬
‫وعموما فإن البنوك إلاسالمية تهدف إلى‪ :‬ا‬
‫‪ ‬توسيع نطاق التعامل مع القطاع املصرفي عن طريق تقديم الخدمات املصرفية مع لاهتمام‬
‫بالخدمات الهادفة ألحياء صور التكافل لاتجتماعي املنظمة على أساس املنفعة املشتركة‪ .‬ا‬
‫‪ ‬تطوير وسائل تجذب ألاموال واملدخرات واستثمارها لاستثمار ألافضل‪.‬‬
‫‪ ‬تمويل ومزاولة أنشطة التجارة الداخلية والخارتجية واملساهمة في مشروعات التنمية الزراعية‬
‫والصناعية ولاستخراتجية والعمرانية والسياحية وإلاسكانية وغيرها من مشروعات التنمية‬
‫لاقتصادية ولاتجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬لاهتمام بصغار الحرفيين واملستثمرين وأصحاب ألاعمال والصناعات الصغيرة ومعاونتهم في‬
‫توفير التمويل الالزم ملشروعاتهم‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون للبنك إلاسالمي الحق في تأسيس املحاف والصناديق لاستثمارية وإصدار الصكوك‬
‫والقروض وفقا ألحكام الشريعة إلاسالمية‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫ثانيا‪ :‬مصادر ألاموال في البنوك إلاسالمية‬


‫حتى وإن اختلفت الفلسفة ومنهجية العمل بين البنوك إلاسالمية والبنوك التقليدية إال أن ذلك‬
‫ال يغير من حقيقة هامة ومنطلق أساس ي‪ ،‬هو أن البنوك إلاسالمية بنوك تعمل كوسيط مالي ويضمها‬
‫هيكل القطاع املصرفي بمفهومه العلمي والعملي‪ ،‬وهي شأنها شأن أي بنك تقليدي تستهدف تمويل التنمية‬
‫ا‬ ‫لاقتصادية ولاتجتماعية من خالل توظيف مواردها الداخلية والخارتجية لصالح املجتمع‪.‬‬
‫لاختالف‬ ‫اوال تختلف مصادر ألاموال في البنوك إلاسالمية كثيرا عنها في البنوك التقليدية‪ ،‬ويكمن ا‬
‫في إلغاء كل حسابات القروض وإحالل محلها حسابات إلايداع ولاستثمار‪ ،‬فحسابات البنك إلاس االمي‬
‫خالية تماما من الفوائد الربوية‪ ،‬وتنقسم هذه املصادر إلى داخلية وخارتجية‪ .‬ا‬

‫‪ -1‬املصادر الداخلية لألموال في البنوك إلاسالمية‪:‬‬


‫‪ )1‬رأس املال‪ :‬ويتمثل في ألاموال املدفوعة من املساهمين‪ ،‬حيث يتم بواسطته تجهيز البنك حتى يتمكن‬
‫من القيام بعمله‪ ،‬اويعد رأس املال بالنسبة للبنوك بمثابة تامين المتصاص الخسائر املتوقعة والتي‬
‫يمكن حدوثه باملستقبل باإلضافة إلى انه يمثل املصدر ألاساس ي لألموال لبدء النشاط باإلضافة إلى‬
‫اعتباره بمثابة ألامان‪ ،‬والحماية‪ ،‬والثقة بالنسبة للمودعين في حالة تعرض املصرف للخسارة‪1.‬‬

‫‪ )2‬الاحتياطيات‪ :‬وهي مبالغ مقتطعة من ألارباح بهدف معين مثل تقوية املركز املالي‪ ،‬وتدعيم رأس مال‬
‫املصرف أو تسوية ألارباح املوزعة‪ ،‬وتحمل في العادة لحساب توزيع ألارباح‪ ،‬وتدرج في امليزانية العمومية‬
‫ً‬
‫ضمن املطلوبات وتعتبر مصدرا من مصادر التمويل الداخلية في البنك ودرعا واقيا لرأس مال البنك‪،‬‬
‫ق امللكية للمساهمين في البنوك والشركات املساهمة العامة‪ ،‬ومن أهمها لاحتياطيات‬ ‫وهي حق من حقو ا‬
‫القانونية‪ ،‬ولاحتياطيات لاختيارية‪:2‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬الاحتياطي القانوني‪ :‬حيث يلزم البنك قانونيا بتكوينه أي يجب على إدارة البنك إلاسالمي أن‬
‫تحتف بجزء من ألارباح كاحتياطي وذلك لدعم مركزه املالي وبناء سمعة طيبة للبنك‪ ،‬إذ يشير‬
‫تراكم ألارباح إلى نجاح البنك في عمله‪.‬‬
‫‪ ‬الاحتياطي الاختياري‪ :‬فالهدف منه ملواتجهة الطوارئ أو ملعادلة توزيعات ألارباح‪ 3.‬ا‬
‫‪ )3‬ألارباح املحتجزة (املرحلة)‪ :‬تمثل ألارباح املحتجزة تلك ألارباح الفائضة أو املتبقية بعد إتجراء عملية‬
‫التوزيع ‪،‬وهي أيضا حق من حقوق امللكية أي تخص املساهمين ومن ثم فال يجب اقتطاعها إال مما‬
‫احتجاز تجزء من أرباحها و ترحيلها إلى‬
‫ا‬ ‫يخص املساهمين‪ ،‬حيث تلجأ إدارة البنك إلاسالمي أحيانا إلى‬
‫أعوام قادمة يطلق عليها ألارباح املرحلة أو ألارباح غير املوزعة‪ ،‬وهذه ألارباح يتم احتجازها داخليا‬

‫‪ 1‬فادي محمد الرفاعي‪ ،‬املصارف إلاسالمية‪ ،‬منشورات الحلبي‪ ،‬بيروت ‪ ،9331،‬ص‪ .233 :‬ا‬
‫‪ 2‬محمود حسن صوان‪ ،‬أساسيات العمل املصرفي إلاسالمي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪ ،9332 ،‬ص‪ .293 :‬ا‬
‫‪ 3‬ضياء مجيد املوسوي‪ ،‬البنوك إلاسالمية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬مصر‪ ،2229 ،‬ص ص‪ .19، 1.:‬ا‬

‫‪16‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫إلعادة استخدامها بعد ذلك‪ ،‬وال يدرج في هذا البند ألارباح التي تقرر توزيعها ولم يطالب أصحابها‬
‫بها ‪،‬وإنما يظهر ذلك صمن ألارصدة الدائنة‪1.‬‬

‫‪ )4‬املخصصات‪ :‬وهي عبارة عن مبالغ يتم احتجازها ملقابلة خسائر أو أعباء خاصة باألصولا مثل مخصص‬
‫ى ‪.‬ويقوم املصرف‬
‫استهالك ألاصو ال الثابتة أو مخصص هبوط أسعار أسهم أو أي مخصصات أخر ا‬
‫إلاسالمي بحجز هذه املخصصات لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ ‬مواتجهة خسائر مؤكدة الحدوث وغير محددة املقدار قد تواتجهها مشروعات املضاربة أو املشاركة؛ ا‬
‫‪ ‬مواتجهة الديونا املعدومة؛ ا‬
‫‪ ‬مواتجهة انخفاض ربحية املشروعات التي يقوم البنك بتمويلها باملضاربة أو املشاركة بحيث تقل‬
‫عن النسبة التي سبق توزيعها؛ ا‬
‫‪ ‬مواتجهة خسائر تنتج عن تلف بعض عناصر املتاتجرة التي يقوم بها البنك أو تنتج عن البيع بأقل‬
‫من التكلفة الدفترية؛‬
‫‪ ‬مواتجهة خسائر الشركات التي يساهم البنك فيها بشراء حصص أو أسهم‪.‬‬
‫‪ ‬مواتجهة خسائر تنتج عن فقد أو تلف ألاصول املعدة للتأتجير‪ 2.‬ا‬
‫وتتكون هذه املخصصات مما يلي‪ 3:‬ا‬
‫أ) مخصص مخاطر لاستثمار‪ :‬حيث يتم اقتطاع نسبة (‪ )%10‬سنـويا من صافي أرباح لاستثمار‬
‫املحققة‪ .‬ا‬
‫ب) مخصص ضريبة الدخل‪ :‬يتم لاستدراك لضريبة الدخل وفقا للقانون‪ .‬ا‬
‫ج) مخصص تعويض نهاية الخدمة للموظفين‪ :‬يتم احتسابه ملواتجهة لالتزامات الخاصة بنهاية خدمة‬
‫املوظفين‪ .‬ا‬
‫د) مخصصات أخرى‪ .‬ا‬

‫‪ -2‬املصادر الخارجية لألموال في البنوك إلاسالمية‬


‫‪ )1‬الودائع الجارية (الحسابات الجارية‪ ،‬ودائع تحت الطلب)‪ :‬وهي تأخذ أشكال الحسابات الجارية‬
‫حيث يودعها املودعون دون أي فائدة ربوية عليها‪ ،‬وال توتجد هناك أي قيود على السحب منها‪ ،‬وال‬
‫يوتجد تفويض صريح من مودعيها للبنك باستخدامها في ألانشطة لاستثمارية املختلفة التي يمارسها‬
‫البنك إلاسالمي‪ ،‬فالبنك إلاسالمي يستخدم نسبة محدودة يضيفها إلى أمواله املعدة للتوظيف ويوفر‬

‫‪ 1‬عبد الحميد عبد الفتاح املغربي‪ ،‬إلادارة الاستراتيجية في البنوك إلاسالمية‪ ،‬املعهد إلاسالمي للبحوث والتدريب‪ ،‬تجدة‪ ،‬السعودية‪،‬‬
‫‪ ،9331‬ص‪ .22. :‬ا‬
‫‪ 2‬حسين محمد سمحان‪ ،‬أساليب خلط مال املضاربة وآثارها في قياس الربح وتوزيعه في املصارف إلاسالمية‪ ،‬املجلة ألاردنية في الدراسات‬
‫إلاسالمية‪ ،‬املجلد الرابع العدد ‪ ،9331، 31‬ص‪ .10 :‬ا‬
‫‪ 3‬محمود حسن صوان‪ ،‬أساسيات العمل املصرفي إلاسالمي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪ ،9332 ،‬ص‪ . 231 - 231 :‬ا‬

‫‪67‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫السيولة الكافية ملقابلة السحب منها‪ 1،‬و يحق للعميل سحب املبلغ كله أو بعضه بمجرد الطلب‬
‫باستخدام الشيكات و أوامر الصرف و ذلك مقابل عمولة بسيطة في كل البنوك إلاسالمية نظير إدارتها‬
‫لذلك الحساب‪ 2.‬ويمكننا القول أن أهمية هذا النوع من الودائع تنخفض بالنسبة للبنك إلاسالمي‬
‫كقاعدة أسس عليها استخداماته من حيث ألاهمية‪3.‬‬

‫‪ )2‬ودائع الاستثمار (حسابات الاستثمار)‪ :‬والتي تعد من أهم املصادر التي تعتمد عليها البنوك إلاسالمية‬
‫‪،‬حيث يتم تشغيلها مباشرة على أساس املشاركة في الربح أو الخسارة‪" ،‬وهذا يعني من الناحية الفعلية‬
‫أن مخاطر لاستثمار التي يتحملها صاحب حساب لاستثمار تشبه املخاطر التي يتحملها املساهمونا في‬
‫مؤسسة الخدمات املالية إلاسالمية والذين يتحملونا مخاطر خسارة رأس مالهم بصفتهم مستثمرين في‬
‫املؤسسة ‪ ،‬غير أن مؤسسة الخدمات املالية إلاسالمية بصفتها مضارًبا تتحمل واتجبها لاستئماني تجاه‬
‫صاحب حساب لاستثمار بموتجب عقد املضاربة"‪ .4‬وتصر البنوك إلاسالمية على حد أدنى لفتح حساب‬
‫لاستثمار كما أنها ال تسمح بالسحب منها خالل الفترة الزمنية املتفق عليها (ثالث أو ستة أشهر أوسنة‬
‫ا‬
‫أو أكثر) فإذا قام العميل بالسحب من حسابه فإنه يفقد تلقائيا الحق في الحصول على ربح‪ .‬وتبعا‬
‫لاستثمار يجب أن يطلع البنك إلاسالمي عميله بنسبة املشاركة‪ ،‬أما حصة العميل‬ ‫ا‬ ‫لنظام حسابات‬
‫من ربح فيتوقف على تحققه مشاركته فعال من ربح (خالل فترة لاستثمار) مضروبا في نسبة‬
‫مشاركته‪5.‬‬

‫‪ )3‬الودائع الادخارية‪ :‬تمثل الودائع التي تقوم الوحدات لاقتصادية بإيداعها لدى البنوك مع احتفاظها‬
‫بحقوق السحب عليها عند الطلب‪ ،‬وتحتل موقعا وسطا فهي أقرب للودائع الجارية وأبعد عن ال اودائع‬
‫ألتجل‪ ،‬فهي تبقى قابليتها للسحب أقل من الودائع الجارية بسبب عدم إمكانية السحب عليها بواسطة‬
‫الشيكات‪ ،‬كما تحدد البنوك سقوفا لحقوق السحب اليومي عليها دون إخطار مسبق‪ ،‬ومن أمثلتها‬
‫ودائع توفير البريد وشهادات إلايداع‪6.‬‬

‫وعاء تنشئه مؤسسة مالية متخصصة‬ ‫ي ًا‬‫‪ )4‬صناديق الاستثمار إلاسالمية‪ :‬يمثل الصند اوق لاستثمار ا‬
‫في إدارة لاستثمارات لغرض تجمع ألاموال واستثمارها في مجاالت متعددة‪ ،‬وتتنوع الصناديق‬
‫لاستثمارية العتبارات متعددة‪ :‬ا‬
‫أ) من حيث نشاطها تنقسم إلى أنواع متعددة أهمها‪ :‬ا‬
‫‪ -‬صناديق املرابحة‪ ،‬وفيها تستثمر أموال الصندوق في شراء سلع ثم بيعها باألتجل‪.‬‬

‫‪ 1‬رشاد العصار‪ ،‬رياض الحلبي‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن ‪ ،9333،‬ص‪ .293 :‬ا‬
‫‪ 2‬عبد الحميد عبد الفتاح املغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .992:‬ا‬
‫‪ 3‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .293 :‬ا‬
‫‪ 4‬مجلس الخدمات املالية إلاسالمية‪ ،‬املبادئ إلارشادية لضوابط املؤسسات التي تقتصر على تقديم خدمات مالية إسالمية‪ ،‬ديسمبر‬
‫‪ ،933.‬ص‪ .29 :‬ا‬
‫‪ 5‬عبد الرحمان يسري أحمد‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬ا‬
‫مصر ‪ ،9330،‬ص‪ .239 :‬ا‬
‫‪ 6‬محمد شيخون‪ ،‬املصارف إلاسالمية‪ ،‬ا‬
‫دار وائل للطباعة والنشر‪ ،‬عمان ألاردن ‪ ،9339،‬ص‪ .21:‬ا‬

‫‪66‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫لاستثمار في املتاتجرة في ألاوراق املالية كاألسهم والصكوك‬


‫ا‬ ‫‪ -‬صناديق ألاوراق املالية‪ ،‬ويكون‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬الصناديق العقارية‪ ،‬وهي تستثمر في شراء عقارات وتطويرها‪ ،‬ثم بيعها أو تأتجيرها‪.‬‬
‫ب) من حيث القابلية للزيادة‪ ،‬تنقسم إلى‪ :‬ا‬
‫‪ -‬الصناديق املفتوحة‪ ،‬وفيها يكون املجال مفتوحا لدخول مستثمرين تجدد وزيادة أصول‬
‫الصندوق‪ ،‬أو خروج من فيها واسترداد قيمة استثماراتهم‪.‬‬
‫‪ -‬الصناديق املغلقة‪ ،‬وهي صناديق محددة رأس املال‪ ،‬فال يزيد فيه‪ ،‬ومحددة بأتجل معين يتم‬
‫تصفية الصندوق فيه‪.‬‬
‫ج) من حيث الغرض الاستثماري‪ ،‬تنقسم إلى‪ :‬ا‬
‫‪ -‬صناديق النمو‪ ،‬ويكون الغرض منها تحقيق مكاسب رأسمالية من خالل املضاربة في ألادوات‬
‫لاستثمارية‪.‬‬
‫لاستثمار‬
‫ا‬ ‫‪ -‬صناديق الدخل‪ ،‬والهدف منها الحصول على عائد دوري مستقر نسبيا من خالل‬
‫الطويل في أصول ذات عوائد مقبولة‪.‬‬
‫لاستثمار واملضاربة)‪ 1.‬ا‬
‫ا‬ ‫‪ -‬الصناديق املتوازنة‪ ،‬وهي تجمع بين النوعين السابقين (‬
‫لاستثمار إلاسالمية‪ ،‬ففي‬
‫ا‬ ‫‪ )5‬محفظة ألاوراق املالية‪ :‬تشتمل املحفظة على ألاسهم العادية وصكوك‬
‫حين تتعامل البنوك التقليدية باألسهم والسندات‪ ،‬فإن البنوك إلاسالمية تتعامل باألسهم العادية‬
‫للشركات أو الهيئات التي تمارس أنشطة مشروعة أو تنتج سلعا غير محظورة شرعا‪ ،‬كما أنها اال‬
‫تتعامل بالسندات الصادرة عن الحكومة أو الشركات بسبب اعتبارها من املعامالت الربوية‪ 2.‬ا‬

‫ثالثا‪ :‬استخدامات ألاموال في البنوك إلاسالمية‬


‫يقوم البنك إلاسالمي بتقديم مجموعة متعددة من الخدمات املصرفية بما يسهم في تسيير‬
‫معامالت ألافراد املتعاملين معه‪ ،‬وتحقيق معدالت من العائد ملساهميه‪ ،‬إضافة إلى ما يمثله ذلك من‬
‫تنمية للمعامالت املالية ولاقتصادية‪ ،‬فمفهوم الخدمة املصرفية في البنك إلاسالمي يشير إلى قيام البنك‬
‫بتقديم املنافع املالية ولاستثمارية لعمالئه بما يلبي حاتجاتهم ويحقق رغباتهم ويعمل على تيسير املعام االت‬
‫املالية ولاقتصادية في املجتمع‪ ،‬وذلك مقابل أتجر أو عمولة مع مراعاة أن ال يشتمل ذلك على مخالفة‬
‫إلاسالمي هي كل ألاعمال التي تقوم بها هذه‬ ‫شرعية أو شبهة ربا‪ ،‬فيمكن القول أن الخدمات في البنك ا‬
‫ألاخير من استقبال ودائع ومنح تمويالت إلى تجانب ممارسات مصرفية أخرى كالتعامل باملنتجات املالية‬
‫وكذا ألاعمال املتعلقة بالخدمات التكافلية ولاتجتماعية‪ .‬ا‬

‫‪ 1‬يوسف بن عبد هللا الشبيلي‪ ،‬إصدار وتداول ألاسهم والصكوك والوحدات الاستثمارية املشتملة عل النقود أو الديون وضوابطها‬
‫الشرعية‪ ،‬ندوة الصكوك إلاسالمية‪ ،‬تجامعة امللك عبد العزيز‪ ،‬العربية السعودية‪91 ،‬و ‪ 91‬ماي ‪ ،9323‬ص ص‪.23 ،32 :‬‬
‫‪ 2‬محمود حسن صوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .231:‬ا‬

‫‪66‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫‪ -1‬الخدمات املصرفية‪ :‬تقوم البنوك إلاسالمية بمختلف الخدمات وألانشطة املصرفية التي ال تتعارض‬
‫مع أحكام الشريعة إلاسالمية ويتمثل أهم هذه الخدمات فيما يلي‪ :‬ا‬
‫‪ )1‬فتح الحسابات وقبول الودائع‪ :‬تستقطب البنوك إلاسالمية مدخرات العمالء من خالل فتح‬
‫حسابات لهم‪ ،‬وتعتبر هذه الحسابات من أهم مصادر ألاموال الخارتجية‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬
‫أ) الحسابات الجارية‪ :‬وهي الحسابات التي يحق ألصحابها السحب وإلايداع منها في أي وقت‪ ،‬سواء‬
‫نقدا أو عن طريق الشيكات أو التحويالت املصرفية‪ ،‬وهي ال تتحمل أي خسارة كما انها ال تستحق‬
‫أي أرباح‪ .1‬ا‬
‫لاستثمار املشترك على أساس‬
‫ا‬ ‫ب) حسابات الاستثمار املشترك‪ :‬ويقبل البنك إلاسالمي حسابات‬
‫اعتبارها وحدة واحدة‪ ،‬كما تتحمل هذه الحسابات مخاطر لاستثمار‪ ،‬وهي عادة حسابات ألتجل‬
‫ملدة سنة وتحت إشعار ثالثة أشهر وحسابات توفير بإشعار ملدة عشرة أيام‪ .‬ا‬
‫ج) حسابات الاستثمار املخصص‪ :‬وهي الحسابات التي تتضمن ودائع تستثمر في مشروع معين أو‬
‫تجارة معينة‪ ،‬ويكون لصاحبها الغنم وعليه الغرم‪ ،‬ويرتبط استرداد هذه الودائع باسترداد املبالغ‬
‫املستثمرة في املشروع أو التمويل املحدد‪ 2.‬ا‬
‫‪ )2‬السحب على املكشوف‪ :‬تقوم البنوك التقليدية بالسماح لعمالئها بالسحب النقدي من حساباتهم‬
‫الشخصية مقابل فائدة معينة‪ ،‬وهذه الخدمة ال تجوز بالبنوك إلاسالمية حيث ال يتم التعامل‬
‫بالفائدة أخذا أو إعطاء ا‪ ،‬ولكن في حالة كشف حساب املتعامل بمبلغ من املال مقابل مديونية‬
‫فيعد هذا من قبيل القرض الحسن‪ ،‬وذلك يكون ملدة معينة‪ .‬أما إذا كان هذا القرض قد تعدي‬
‫لاستثمار إلاسالمية وخاصة املشاركة والتي‬
‫ا‬ ‫ملدة أكبر فيتم دراسته وتنفيذه من خالل أحد قنوات‬
‫يمكن استخدامها لتمويل رأس املال العامل‪.3‬‬
‫‪ )3‬صرف العمالت‪ :‬من الخدمات التي تقدمها البنوك إلاسالمية صرف العمالت‪ ،‬ويمكن تعريفه لغة‬
‫واصطالحا بأنه "بيع النقود ببعضها"‪ ،‬وهو نوع من املبادالت الجائزة شرعا‪ ،‬ويجوز أن يكون سعر‬
‫الصرف متفاوتا بين سعر البيع وسعر الشراء‪ ،‬كما يجوز املواعدة على الصرف فهذا النوع من الصرف‬
‫ضروري في عمليات لاستيراد والتصدير‪.4‬‬
‫‪ )4‬تحصيل‪ ،‬رهن وخصم ألاوراق التجارية‪ :‬حيث أن تجميع أنواع ألاوراق التجارية تقوم بوظيفة الوفاء‬
‫الدين‪ ،‬ف اال بد من تحص ي هذه الديون إما بالتاريخ املعين أو القابل للتعيين أو عند لاطالع‪ ،‬وهنا‬

‫‪ 1‬خالد أمين عبد هللا‪ ،‬حسين سعيد سعيفان‪ ،‬العمليات املصرفية إلاسالمية (الطرق املحاسبية الحديثة)‪ ،‬ا‬
‫دار وائل للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫ألاردن ‪ ،9331،‬ص‪ .10:‬ا‬
‫‪ 2‬حسين بن هاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.9.1:‬‬
‫‪ 3‬ماهية املصارف إلاسالمية‪ ،‬بحث منشور على املوقع إلالكتروني لجامعة فلسطين ‪، www. ocw.up.edu.ps:‬أطلع عليه يوم ‪-29-23‬‬
‫‪،9321‬ص‪ .29:‬ا‬
‫‪ 4‬محمود عبد الكريم أرشيد‪ ،‬الشامل في معامالت وعمليات املصارف إلاسالمية‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن ‪ ،9331،‬ص‪ .229-223:‬ا‬

‫‪66‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫يكمن دور البنك إلاسالمي الذي يقوم بتحصيل ألاوراق التجارية نيابة عن العمالء‪ ،‬وهذا التحصيل‬
‫هو من قبيل الوكالة بأتجر املجازة شرعا‪ ،‬وكذلك ألامر بالنسبة لرهن وخصم ألاوراق التجارية‪.1‬‬
‫‪ )5‬التحويالت املصرفية‪ :‬يقصد بالتحويالت املصرفية عملية نقل النقود أو أرصدة الحسابات من‬
‫حساب إلى آخر‪ ،‬أو من صرف إلى آخر ‪،‬أو من بلد إلى آخر ‪،‬وتنقسم التحويالت إلى نوعين رئيسيين‬
‫‪،‬التحويل الداخلي ويكون عائد املصرف فيه محصور في عمولته ومصاريف الهاتف والبريد وأتج ارة‬
‫تحويل املبلغ املرسل‪ ،‬والتحويل الخارجي الذي يتحصل في البنك على عمولته مضافا إليها البنوك‬
‫التي تحملها‪ ،2‬تقـوم البنوك إلاسالمية بأداء عمليات تحويل ألاموال على أساس أعمال "الوكالة‬
‫باألداء"‪ ،‬وهي تجائزة شرعا ويحق للبنك إلاسالمي أن يتقاض ى ألاتجور عليها من املتعاملين ويضيف إليها‬
‫ما تحمله من نفقات إدارية ‪.3‬‬
‫‪ )6‬تحصيل الشيكات املصرفية‪ :‬هي أوامر من العميل إلى البنك الذي أودع في الحساب الجاري ليدفع‬
‫إلى شخص ثالث أو لحامله املبلغ املدون في الشيك‪ ،‬والشيك على هذه الصورة تنفيذ لعقد الوديعة‬
‫بين البنك والعميل وهو تصرف ال غبار عليه وبريء من إثم الربا‪4.‬‬

‫‪ )7‬البطاقات إلالكترونية‪ :‬بطاقات لائتمان إحدى وسائل الدفع إلالكترونية التي انتشرت على مستوى‬
‫العالم انتشارا واسعا حيث أصبحت من أنشطة الخدمات املصرفية التي تقدمها مختلف البنوك‬
‫وتجنى من وراء ذلك أرباحا طائلة‪ ،‬ويتعامل بها مئات املاليين من ا‬
‫ألافراد لشراء احتياتجاتهم من السلع‬
‫والخدمات وسحب مبالغ نقدية بموتجبها دون الحاتجة إلى حمل نقود معهم‪ ،‬وتمثل وسيلة سهلة‬
‫للحصول على ائتمان قصير ألاتجل لهم‪ ،‬كما أن املاليين من املؤسسات لاقتصادية حول العالم تقبل‬
‫البيع وتأدية الخدمات بموتجب هذه البطاقات مما يزيد من مبيعاتها وضمان حصولها على حقوقها‬
‫من مصدر البطاقة‪ .5‬ونظام بطاقة لائتمان يفترض وتجود عالقة بين البنك املصدر للبطاقة وعميله‬
‫حامل البطاقة‪ ،‬وعالقة بين حامل البطاقة والتجار الذين يقبلون التعامل بهذه البطاقات‪ ،‬وعالقة‬
‫بين البنك وهؤالء التجار‪ ،‬وتشتمل البطاقة على نوعان‪:‬‬

‫‪ 1‬محمد محمود العجلوني‪ ،‬البنوك إلاسالمية (أحكامها‪ ،‬مبادئها‪ ،‬تطبيقاتها املصرفية)‪ ،‬دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪،‬‬
‫ألاردن‪ ،9331،‬ص‪ .031:‬ا‬
‫‪ 2‬أحمد سليمان الخصاونة‪ ،‬املصارف إلاسالمية (مقررات بازل‪ ،‬تحديات العوملة‪ ،‬استراتيجية مواجهتها)‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬ألاردن‪،‬‬
‫‪ ،9331‬ص‪ .91:‬ا‬
‫‪ 3‬محمود حسن صوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .21.‬ا‬
‫‪ 4‬عبد الحميد عبد الفتاح املغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .229:‬ا‬
‫‪ 5‬محمد عبد الحليم عمر‪ ،‬بطاقات الائتمان (ماهيتها والعالقات الناشئة عن استخدامها بين الشريعة والقانون)‪ ،‬بحث مقدم إلى‬
‫"مؤتمر ألاعمال املصرفية إلالكترونية"‪ ،‬كلية الشريعة والقانون‪ ،‬تجامعة إلامارات العربية املتحدة‪ ،‬الفترة من ‪ 31‬إلى ‪ 3.‬ماي ‪،9330‬‬
‫ص‪ .39:‬ا‬

‫‪66‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫‪ -‬نوع ينطوي على قرض ربوي‪ ،‬بحيث أن العميل إما أن يسدد قيمة الفواتير بالكامل نقدا‪ ،‬أو‬
‫يمنح بقيمتها قرضا يسدد على أقساط تتضمن فوائد تعويضية لقاء ألاتجل ألاول‪ ،‬وفوائد‬
‫تأخيرية إذا ما تأخر في الدفع عن ألاتجل ألاول‪ ،‬ومن الواضح أن هذا النوع ربوي غير تجائز شرعا‪ .‬ا‬
‫‪ -‬نوع ال ينطوي على قرض‪ ،‬بحيث أن البنك يسدد للمنشأة قيمة الفواتير من حساب العميل‬
‫املفتوح لديه‪ ،‬فور تسلمها من املنشأة‪ 1.‬ا‬
‫فالتعامل بالبطاقة إلالكترونية بالنسبة للبنك إلاسالمي تضمن توكيال وكفالة وقرضا حسنا‪،‬‬
‫فالوكالة هي في دفع البنك مصدر البطاقة ما توتجب للتاتجر في ذمة حامل البطاقة‪ ،‬وهي في نفس‬
‫الوقت ضمان فيما يتعلق بضمان مستحقات حامل البطاقة‪ ،‬كما يمكن النظر إليها على أنها حوالة‬
‫حيث أحال حاملها التاتجر على تجهة إصدار البطاقة‪ .2‬وتختلف البنوك إلاسالمية عـن البنوك‬
‫التقليدية في نقطة هامة في استخدام البطاقات وهي عملية استخدام البطاقة في السحب النقدي‪،‬‬
‫فالبنك التقليدي يتقاض ى مقابل ذلك فائدة عن السحب النقدي‪ ،‬أما البنك إلاسالمي فإنـه يشترط‬
‫على املتعامل عـدم استخدامها في عمليات السحب النقدي إال في أضيق الحدود‪ ،‬وفي حالة السحب‬
‫النقدي ال يتقاض ى البنك أي فائدة بل يعتبر ذلك من قبيل القرض الحسن‪ 3.‬ا‬
‫‪ )8‬التعامل بالشيكات السياحية‪ :‬والتي تمثل أدوات دفع مالية عاملية القبول‪ ،‬يصدر عن مؤسسات‬
‫مالية بفئات متفاوتة‪ ،‬ويلتزم مصدره بالوفاء بقيمته لقابله بعد مطابقة توقيع حامله لتوقيعه املدون‬
‫على الشيك‪،4‬حيث تقوم البنوك املختلفة باالتفاق مع غيرها من البنوك أو املؤسسات التي تصدر‬
‫شيكات سياحية بشراء أو بيع أو تحصيل هذه الشيكات لصالح عمالئها‪ ،‬فهي إما أن تشتري هذه‬
‫الشيكات من حامليها وتدفع لهم قيمتها نقدا‪ ،‬أو تضيفه لحساباتهم لديها‪ ،‬أو تبيع لهم هذه الشيكات‬
‫خصما مقابل دفع قيمتها نقدا‪ ،‬أو تقوم بإرسال هذه الشيكات إلى البنوك املصدرة لها لتضيف بعد‬
‫إلاسالمي بيع وشراء وإصدار وتحصيل الشيكات‬ ‫ذلك قيمتها لصالح عمالئها‪ .‬ويجوز شرعا للبنك ا‬
‫السياحية للمتعاملين معه‪ ،‬أما التكييف الشرعي فإنه إذا كانت عملة إصدار أو بيع أو تحصيل‬
‫الشيكات السياحية بنفس العملة التي ستدفع أو تخصم من العميل‪ ،‬فاألمر بسيط وال يعد إال أن‬
‫يكون عمال من أعمال الوكالة التي يجوز للمصرف أن يتقاض ى عليها أتجرا بشرط أن ال يتفاوت إال‬
‫باختالف الجهد املبذول ويتقاض ى أيضا مصاريفه الفعلية‪ ،‬أما إذا كانت العمالت مختلفة فإن‬
‫العملية تتضمن عقد صرف ومعناه في الفقه "بيع ألاثمان ببعضها " ولقد اتفق الفقهاء املعاصرون‬

‫‪ 1‬رفيق يونس املصري‪ ،‬املصارف إلاسالمية (دراسة شرعية لعدد منها)‪ ،‬سلسلة أبحاث مركز لاقتصاد إلاسالمي‪ ،‬منشورة‪ ،‬تجدة‪ ،‬العربية‬
‫السعودية‪ ،‬السنة غير مذكورة‪ ،‬ص ص‪ .01 ،09 :‬ا‬
‫‪ 2‬نايف بن عمار آل وقيان‪ ،‬بطاقة الائتمان (حقيقتها‪ ،‬حكمها)‪ ،‬بحث منشور على املوقع إلالكتروني ملوسوعة لاقتصاد والتمويل إلاسالمي‬
‫‪ ، www.iefpedia.com‬ص‪-‬ص‪،29-21:‬أطلع عليه بتاريخ ‪ .9321-32-23:‬ا‬
‫‪ 3‬ماهية املصارف إلاسالمية‪ ،‬بحث منشور على املوقع إلالكتروني لجامعة فلسطين ‪،www. ocw.up.edu.ps:‬مرجع سابق ‪،‬صا‪ .20:‬ا‬
‫‪ 4‬عبد هللا بن موس ى العمار‪ ،‬يوسف بن عبد هللا الشبيلي‪ ،‬الضوابط الشرعية للشيكات (قرار الهيئة الشرعية ر قم (‪ )22‬لبنك البالد‬
‫السعودي)‪ ،‬ص‪ .30:‬ا‬

‫‪66‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫على أن ألاوراق النقدية تتحقق فيه علة الثمنية‪ ،‬وأن كل نوع منهما تجنس مستقل بذاته‪ ،‬وعليه فإن‬
‫بيع أي نوعين مختلفين منها يجب أن يتحقق فيه التقابض الحالي دون تأتجيل‪ ،‬ويجوز أن يختلف‬
‫املقدار بينهما بشرط أن يكون بسعر اليوم‪.‬‬
‫واستقر الفقه إلاسالمي كذلك على أن الخصم وإلاضافات على الحسابات املصرفية هي من‬ ‫ا‬
‫قبيل التقابض الحالي‪ ،‬وعليه فإن العملية تتضمن عقد صرف ووكالة ويجوز أن يأخذ البنك عمولة‬
‫عليها‪ ،‬كما يجوز له ما يأخذه من فروق ألاسعار من العمالت‪ 1.‬أما عن الضوابط الشرعية للتعامل‬
‫بالشيكات السياحية نذكر منها فيما يلي‪ :‬ا‬
‫‪ ‬يجوز للبنك إصدار الشيكات ويجري عليها أحكام الصرف‪ .‬ا‬
‫صرف بنفس العملة‪ .‬ا‬ ‫‪ ‬اال يجوز صرف الشيك بأقل من قيمته إذا ُ‬
‫‪ ‬ال يجوز للبنك الزيادة في الرسوم عن التكلفة الفعلية في حال إصدار الشيكات املسحوبة على‬
‫حساب مكشوف (مثل الحساب الجاري املدين)‪ .‬ا‬
‫‪ ‬يجوز للبنك وللبنك املراسل ولشركة التحصيل تحصيل الشيكات بأتجرة سواء أكانت مبلغا‬
‫مقطوعا أم نسبة‪ ،‬ألنه من باب الوكالة بأتجر‪ ،‬وليست من باب الضمان وال من خصم ألاوراق‬
‫التجارية‪.2‬‬
‫‪ )2‬تأجير الخزائن‪ :‬تعد هذه الخدمة من الخدمات املصرفية التي تقدم بالبنوك للعمالء لحف‬
‫ممتلكاتهم من املجوهرات أو املستندات الهامة أو العقود ويحتف املتعامل بمفتاح خاص لهذه‬
‫الخزينة ال يفتح إال بمعرفته ومندوب البنك‪ .‬ويتقاض ى البنك أتجرا مقابل ذلك وتكييفها الشرعي أنها‬
‫عقد إتجارة‪.3‬‬
‫‪ -2‬أعمال التسهيالت املصرفية‪ :‬تقدم البنوك إلاسالمية تجملة من التسهيالت املصرفية لعمالئها‪ ،‬والتي‬
‫تشمل‪ :‬ا‬
‫‪ )1‬الاعتماد املستندي‪ :‬تعد لاعتمادات من أهم الخدمات املصرفية التي تقدمها البنوك بصفة عامة‪،‬‬
‫حيث تعد أساس الحركة التجارية الدولية وتنفذ من خالل شبكة املراسلين للبنوك حول العالم‪،4‬‬
‫وتستوفي البنوك إلاسالمية عند فتحها لالعتماد املستندي عموالت مختلفة‪ ،‬منها ما تستوفيه لنفسها‬
‫مثل عمولة لاعتماد‪ ،‬ومنها ما تستوفيه لغيرها وهي عمولة املراسل‪ ،‬والعمولة بجميع أنواعها هي أتجر‬
‫عن العمل الذي يقوم به البنك‪ ،‬وألاتجر طاملا كان مرتبطا بالجهد يكون مقبوال من وتجهة النظر‬

‫‪ 1‬الغريب ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪ .922-921 :‬ا‬


‫‪ 2‬عبد هللا بن موس ى العمار‪ ،‬يوسف بن عبد هللا الشبيلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪ ..-1 :‬ا‬
‫‪ 3‬ماهية املصارف إلاسالمية ‪،www. ocw.up.edu.ps،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪ .20 :‬ا‬
‫‪ 4‬سامر مظهر قنطقجي‪ ،‬صناعة التمويل (في املصارف واملؤسسات املالية إلاسالمية)‪ ،‬مجموعة دار أبي الفداء العاملية للنشر والتوزيع‬
‫والترتجمة‪ ،‬حماة‪ ،‬سوريا ‪ ،9321،‬ص ص‪ .292،293 :‬ا‬

‫‪61‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫الشرعية‪ .‬والتكييف الفقهي لالعتماد املستندي هو عقد الوكالة ألن البنك ينوب عن العميل في بعض‬
‫ألاعمال‪ ،‬وع قد حوالة حيث يتولى البنك سداد الثمن للمصدر‪ ،‬وهذه العقود تجائز شرعا‪1.‬‬

‫‪ )2‬خطاب الضمان‪ :‬تقوم البنوك بإصدار خطابات الضمان (الكفاالت املصرفية) مقابل الحصول على‬
‫عمولة معينة من املكفول‪ ،‬وال يختلف عمل البنك إلاسالمي عن البنوك التقليدية في آلية العمل‬
‫بالكفاالت أو بأنواعها سواء كانت كفاالت لدخول عطاءات أو لحسن التنفيذ أو كفاالت الدفع‪ ،‬إال‬
‫أن هناك اختالفات تجوهرية بين البنوك إلاسالمية والبنوك التقليدية في موضوع الكفاالت وطريقة‬
‫التعامل مع العميل في حالة دفع قيمة الكفالة‪ ،‬حيث‪:‬‬
‫‪ ‬ال تقبل البنوك إلاسالمية إصدار كفاالت يكون موضوع العقد فيها بين املكفول واملستفيد‬
‫حراما‪ .‬ا‬
‫‪ ‬ال تقوم البنوك إلاسالمية باحتساب أي فوائد للمكفول على املبالغ املودعة كتأمين نقدي‬
‫للكفالة‪ ،‬بينما يمكن ذلك في بعض الحاالت في البنوك التقليدية‪ .‬ا‬
‫‪ ‬ال يدفع املكفول أي فوائد للبنك إلاسالمي‪ ،‬بل يقوم بتسديد نفس املبلغ بغض النظر عن الفترة‬
‫التي قام خاللها بتسديد البنك‪ ،‬أما في البنوك التقليدية فإن العميل املكفول يدفع فوائد‬
‫تحتسب على مدة الكفالة‪ 2.‬ا‬
‫‪ -3‬الخدمات الاستثمارية‪ :‬توفر البنوك إلاسالمية تجملة من الخدمات لاستثمارية من خالل اعتماد‬
‫أنظمة مبتكرة متوافقة مع الشريعة إلاسالمية‪ ،‬وهي بذلك توفر مختلف فرص التمويل لألفراد‬
‫واملؤسسات مسهمة بذلك في تنمية لاقتصاد‪ .‬ا‬
‫‪ )1‬خدمات متعلقة باألوراق املالية‪ :‬تتعدد أساليب تعامل البنك إلاسالمي مع ألاوراق املالية‪ ،‬فهي‬
‫تتوسط في عمليات الشراء والبيع سواء لحسابه أو لحساب عمالئه‪ ،‬كما يقوم بحف هذه ألاوراق‬
‫املالية بصفة ألامانة وكذا تولي عمليات لاكتتاب نيابة عن الشركات املصدرة لها‪ ،‬ونلخص ذلك ضمن‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫أ) شراء وبيع ألاوراق املالية ملحفظة البنك أو عمالئه‪ :‬ألغراض شراء وبيع ألاوراق املالية يقوم البنك‬
‫ق ألاوراق املالية التي تعمل في هذا املجال‪ ،‬كما قد تتم تلك‬‫إلاسالمي بدو ار الوسيط بين عمالئه وسو ا‬
‫العمليات ملحفظة البنك نفسه‪ ،‬ويتم إنجاز هذه الخدمات مقابل حصولا البنك على عمولة من‬
‫وكيله (العميل)‪ ،‬والتي تأخذ صفة الوكالة باألتجر الجائزة شرعا‪.3‬‬

‫‪ 1‬أحمد سليمان الخصاونة‪ ،‬مرتجع سابق‪ ،‬ص‪ .91:‬ا‬


‫‪ 2‬حسين محمد سمحان‪ ،‬موس ى عمر مبارك‪ ،‬محاسبة املصارف إلاسالمية‪ ،‬دار املسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪ ،‬ط ‪ ،9322، 39‬ص‬
‫ص‪ .09.،099:‬ا‬
‫‪ 3‬علي عبد هللا شاهين‪ ،‬مدخل محاسبي مقترح لقياس وتوزيع ألارباح في البنوك إلاسالمية‪ ،‬مجلة الجامعة إلاسالمية (سلسلة الدراسات‬
‫إلانسانية)‪ ،‬املجلد ‪ ،20‬العدد ألاول‪ ،‬غزة‪ ،9331،‬ص ص‪.031،031 :‬‬

‫‪66‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫ب) حفظ ألاوراق املالية‪ :‬وتقوم وحدات ألاوراق املالية بالبنوك بحف تلك ألاوراق نظير أتجر يتقاضاه‬
‫ً‬
‫فضال عن ذلك فإن ما يعود إلى املصرف من تجراء تلك العملية هو تقوية‬ ‫ا‬ ‫املصرف من املودعين لها‪،‬‬
‫العالقة بينه وبين هؤالء العمالء (مما قد يدفع أولئك العمالء إلى إيداع أموالهم أيضا‪ ،‬إضافة إلى‬
‫هذه ألاوراق)‪.‬‬
‫ج) إصدار ألاوراق املالية‪ :‬من ألاساليب التي يمكن للمصرف استخدامها من أتجل تقديم هذه الخدمة‬
‫للشركات املساهمة التي ال تزال في دورا إلانشاء ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬إصدار ألاوراق التجارية بدو ان أي ضمان من املصرف كامال‪ ،‬وإنما يتقاض ى عمولة محددة على‬
‫عمله ذلك املتمثل باملقدار الذي استطاع تصريفه من تلك ألاوراق‪.‬‬
‫‪ ‬إصدار هذه ألاوراق بضمان منه‪ ،‬وذلك يعني أن املصرف يكونا ملزما أن يشتريا لحسابه تجميع‬
‫ألاسهم التي لم يتم لاكتتاب فيها‪.1‬‬
‫د) تحصيل ودفع قيمة كوبونات ألاوراق املالية‪ :‬يقوم البنك إلاسالمي بتحصيل أو دفع قيمة كوبونات‬
‫ألاوراق املالية عن عمالئه مقابل حصوله على أتجرة أو عمولة نظير تلك ألاعمال‪.2‬‬
‫‪ )2‬أنشطة استثمارية مختلفة‪:‬‬
‫أ) إلاسهام في الشركات التي ال تتعامل باملحرمات في إصداراتها ألاولية أو تعامالتها في ألاسواق الثانوية‪ .‬ا‬
‫ب) إتجازة العمل للبنوك إلاسالمية إلنشاء شركات تابعة أو إدارات متخصصة تنظم عمليات التعامل‬
‫في ألاوراق املالية كشركات وساطة أو سمسرة لها عضوية التعامل في ألاسواق املالية حيث تمت‬
‫إتجازة ذلك شرعيا‪ .‬ا‬
‫ً‬
‫ج) القيام بإنشاء الصناديق لاستثمارية املختلفة املجاز أعمالها شرعيا وطرح صكوكها بالصيغ‬
‫إلاسالمية املالئمة‪ .3‬ا‬
‫د) أنشطة أمناء لاستثمار‪ :‬وتتمثل هذه أنشطة بالقيام بمجموعة متنوعة من ألاعمال غير املصرفية‬
‫نيابة عن العمالء والتي تدخل في نطاق العمل املأتجور دو الربحية والعائد لاقتصادي للبنك‪،‬‬
‫لاستثمار ـوتشمل هذه ألاعمال تأسيس‬ ‫ا‬ ‫وتقوم بهذه ألانشطة إدارة متخصصة بأعمال أمناء‬
‫الشركات‪ ،‬خدمات لاكتتاب‪ ،‬سمسرة التأمين‪ ،‬تسوية وإدارة العقارات وغيرها‪ .‬ا‬
‫لاستثمار أداة مالية ووعاء استثماري تجديد له تأثير ا‬
‫كبير‬ ‫ا‬ ‫ه) إدارة صناديق لاستثمار‪ :‬تعتبر صناديق‬
‫في تجذب املدخرات و تشجيع لاستثمار‪ ،‬حيث قامت البنوك إلاسالمية باستخدام هذه الصناديق‬

‫‪ 1‬مروان محمد أبو فضة‪ ،‬عقد الوكالة وتطبيقاته في املصارف إلاسالمية‪ ،‬مجلة الجامعة إلاسالمية (سلسلة الدراسات إلانسانية)‪ ،‬املجلد‬
‫السابع عشر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬غزة‪ ،9332،‬ص ص‪ .110،119:‬ا‬
‫‪ 2‬علي عبد هللا شاهين‪ ،‬مرجع سابق ‪ .031:‬ا‬
‫‪ 3‬عصام الزين املاحي‪ ،‬تقييم عمليات املصارف إلاسالمية في أسواق ألاوراق املالية املحلية وألاجنبية وأسواق املعادن الثمينة‪ ،‬امللتقي‬
‫السنوي إلاسالمي السابع حول إدارة املخاطر في املصارف إلاسالمية‪ ،‬معهد التدريب املالي واملصرفي التابع لألكاديمية العربية للعلوم املالية‬
‫واملصرفية‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪ ،‬الفترة من ‪ 91‬إلى‪ 99‬سبتمبر ‪ ،9331‬ص‪ .39:‬ا‬

‫‪66‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫في مجاالتها لاستثمارية وتطوير أعمالها ونشاطاتها بما يتفق مع أحكام الشريعة إلاسالمية ‪ ،1‬فقد‬
‫يأخذ البنك إلاسالمي دور مدير املحفظة املالية في الصندوق لاستثماري ‪,‬حيث يقوم ببيع ألاوراق‬
‫املالية وشرائها ولاستفادة من فروقات ألاسعار‪ ,‬والحصول على أرباح توزع ألصحاب الوحدات‬
‫لاستثمارية‪ ،‬وقد يشترط أصحاب الوحدات لاستثمارية على البنك مثال أنه إذا حقق ربحا بنسبة‬
‫معينة‪ ,‬فله تجعل معين‪ ,‬وهذا من باب الحافز‪ ,‬لتحقيق أرباح بالنسبة للبنك إلاسالمي‪ ,‬فيحصل‬
‫البنك على أتجرة إلدارته للمحفظة لاستثمارية‪ ,‬وعلى تجعل إذا حقق حجما معينا من ألارباح‪،2‬‬
‫لاستثمار في البنك إلاسالمي على ما يلي‪ :‬ا‬
‫ا‬ ‫وتعتمد إدارة صناديق‬
‫‪ -‬إعداد البنك إلاسالمي دراسة الجدوى لاقتصادية ملشروع معين أو أكثر‪ .‬ا‬
‫‪ -‬إعداد نشرة لاكتتاب في الصندوق لاستثماريا وتحديد أغراضه‪ .‬ا‬
‫‪ -‬تقسيم رأس مال الصندوق إلى أسهم مشاركة أو صكوك متساوية القيمة‪ .‬ا‬
‫باستثمار ألاموال املجتمعة لديه في املشروع املحدد في نشرة لاكتتاب‪ ،‬وتوزيع‬ ‫ا‬ ‫‪ -‬قيام البنك‬
‫ألارباح في فترات معينة‪ ،‬وتصفية الصندوق في املوعد املحدد‪ .3‬ا‬
‫باعتبار البنوك إلاسالمية من املنظمات املالية‬ ‫ا‬ ‫‪ )3‬الخدمات الاستشارية املالية‪ ،‬الاقتصادية‪ ،‬وإلادارية‪:‬‬
‫ولاقتصادية ولاستثمارية التي تتميز بالجوانب إلايـجابية في معامالتها‪ ،‬فإنها لكي تمـارس أنشطتها‬
‫التمـويلية ولاستثمارية على الوتجه ألاكمل تقـوم ببـعض الخدمات لاستثمارية واملالية وإلادارية‪،‬‬
‫والتي من بينها‪:‬‬
‫‪ ‬يقوم البنك إلاسالمي كغيره من البنوك ألاخرىا بإتجراء الدراسات الفنية واملالية للمشروعات‬
‫وإتجراء دراسات الجدوىا لاقتصادية لها مقابل عمولة أو أتجرة يتحصل عليها نظير عمله‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫أيضا مبدأ لاستحقاق بغض النظر عن تحصيلها‪.‬‬ ‫ويطبق بشأنها ً‬
‫‪ ‬تزويد املتعاملين باالستشارات حول صيغ العمل في البنوك إلاسالمية والنقاط التي تميز‬
‫معامالتها دون غيرها من البنوك‪ .‬ا‬
‫لاستثمار والتوظيف في البيئة التي يعمل بها البنك إلاسالمي‪ ،‬وإعداد الخرائط‬
‫ا‬ ‫‪ ‬دراسة فرص‬
‫لاستثمارية للمجاالت الصناعية والتجارية والخدمية والزراعية وغيرها‪ .‬ا‬
‫البتكار ألاوعية لادخارية ولاستثمارية الجديدة التي تواكب تطلعات العمالء وتشبع‬
‫ا‬ ‫‪ ‬السعي‬
‫حاتجاتهم املتعددة‪ .‬ا‬

‫‪ 1‬عبد الرزاق خليل‪ ،‬عادل عاشور‪ ،‬دور املصارف إلاسالمية في دعم و تطوير أسواق رأس املال العربية‪ ،‬بحث منشور على املوقع‬
‫إلالكتروني ملوسوعة إلاقتصاد والتمويل إلاسالمي ‪، www.iefpedia.com‬ص‪،31:‬أطلع عليه بتاريخ ‪ .9321-32-23:‬ا‬
‫‪ 2‬غدير أحمد خليل‪ ،‬تطوير وابتكار صناديق استثمار متوافقة مع الشريعة إلاسالمية‪ ،‬بحث مقدم للمؤتمر الدولي ألاول للمالية واملصرفية‬
‫إلاسالمية‪ ،‬كلية الشريعة‪ ،‬الجامعة ألاردنية‪ ،‬ألاردن‪ ،‬الفترة من ‪.‬إلى ‪ 9‬أوت‪ ،9321‬ص‪ .21:‬ا‬
‫‪ 3‬بسام الحمزاوي‪ ،‬البنوك واملؤسسات املالية إلاسالمية‪ ،‬دار البشائر‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا ‪ ،9332،‬ص‪ .202 :‬ا‬
‫‪ 4‬علي عبد هللا شاهين‪ ،‬مرجع سابق ‪ .03.:‬ا‬

‫‪66‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫باالستثمار حول أفضل‬


‫ا‬ ‫‪ ‬الترويج للمشروعات ذات الجدوى لاقتصادية‪ ،‬وإمداد املتعاملين‬
‫فرص لاستثمار‪ .‬ا‬
‫‪ ‬إعداد وتدريب الكوادر البشرية ملختلف املتعاملين لتهيئتهم للتعامل وفقا للصيغ ا‬
‫إلاسالمية في‬
‫إطار فقه املعامالت‪ .‬ا‬
‫ابتكار صكوك التمويل إلاسالمية وصناديق التمويل باملشاركة التي تالئم احتياتجات العمالت‬
‫ا‬ ‫‪‬‬
‫بمختلف خصائصهم الديمغرافية وتباين قدراتهم الداخلية‪ 1.‬ا‬
‫‪ -4‬الخدمات التكافلية والاجتماعية‪ :‬ال يعد البنك إلاسالمي منظمة مصرفية اقتصادية مالية فقط‬
‫ينحصر هدفها في تحقيق ألارباح فقط‪ ،‬وإنما يمتد دوره إلى النواحي لاتجتماعية التي تقتض ي مراعات‬
‫لاتجتماعي‬
‫مصلحة أفراد املجتمع والعمل على تنميته وتطويره‪ ،‬ومن ثم يسهم البنك في تحقيق التكافل ا‬
‫بين أفراد املجتمع‪ ،‬ومن ضمن الخدمات التكافلية ولاتجتماعية نذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬الزكاة‪ :‬يعد هذا النوع من الخدمات حديثا نسبيا لدى البنوك إلاسالمية‪ ،‬حيث دأبت هذه‬
‫املؤسسات على ممارسة عملية تجمع وتوزيع الزكاة انطالقا من أهدافها لاتجتماعية ولاقتصادية في‬
‫إقامة النظام لاقتصادي إلاسالمي‪ ،‬وبالتالي فاملصرف إلاسالمي يعمل على إحياء فريضة الزكاة من‬
‫خالل قيامه بحصر كافة املستحقين للزكاة ولاتصال بهم وترتيب تلقيهم ألموالها‪ ،‬بهدف التقليل من‬
‫الفقر في املجتمع إلاسالمي‪،2‬حيث أنشأت العديد من البنوك إلاسالمية صناديق الزكاة‪ ،‬مهمتها تجمع‬
‫الزكاة وتوزيعها للمستحقين‪ ،‬وقد يحصل البنك الزكاة من املساهمين وأصحاب حسابات لاستثمار‪،‬‬
‫وقد يترك لهم أمر دفع الزكاة‪ .3‬ويتم حساب الزكاة طبقا ملعايير املحاسبة املالية الصادرة عن هيئة‬
‫املحاسبة واملراتجعة للمؤسسات املالية إلاسالمية باستخدام طريقة صافي ألاموال املستثمرة‪،‬‬
‫ولاحتياطي العام وألارباح الباقية في بداية السنة‪،‬‬
‫فتحتسب الزكاة على أرصدة لاحتياطي القانوني ا‬
‫حاملو ألاسهم الزكاة عليهم بأنفسهم‪ ،‬وتقع مسؤولية دفع الزكاة املستحقة على حسابات‬ ‫ا‬ ‫ويخرج‬
‫لاستثمار املطلق والحسابات ألاخرى على أصحابها‪.4‬‬
‫ا‬
‫‪ )2‬القرض الحسن‪ :‬تعمل البنوك إلاسالمية على منح قروض حسنة وذلك في الحاالت التي تقررها‬
‫إدارة البنك‪ ،‬وبالشروط املحددة في الئحة القروض الحسنة بكل بنك‪ ،‬ويضع كل بنك إلسالمي‬
‫ألاهداف والسياسات وإلاتجراءات التي تكفل القيام بهذا النشاط بحيث يؤدي الغرض منه بما يحقق‬

‫‪ 1‬عبد الحميد عبد الفتاح املغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .939 :‬ا‬
‫‪ 2‬يحياوي وفاء‪ ،‬لغراب سمية‪ ،‬منصوري الزين‪ ،‬دور املصارف إلاسالمية في تحقيق التنمية املستدامة عن طريق تفعيل تثمير أموال‬
‫الزكاة‪ ،‬امللتقى الدولي الثاني حول‪ :‬املالية إلاسالمية‪ ،‬تجامعة صفاقس بالتعاون مع البنك إلاسالمي للتنمية‪ ،‬الجمهورية التونسية‪ ،‬الفترة‬
‫من ‪ 99‬إلى ‪ 92‬تجوان ‪ ،9320‬ص‪ .30:‬ا‬
‫‪ 3‬منى لطفي بيطار‪ ،‬منى خالد فرحات‪ ،‬إلافصاح املحاسبي عن املسؤولية الاجتماعية في املصارف إلاسالمي‪ ،‬بحث منشور على املوقع‬
‫إلالكتروني‪،www.kantakji.com :‬ص‪ .9321-32-03: ،31:‬ا‬
‫‪ 4‬هيئة املحاسبة واملراتجعة للمؤسسات املالية إلاسالمية‪ ،‬املعايير املحاسبية املالية ‪ .9321/32/21 ،www.aaoifi.com‬ا‬

‫‪67‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫لاستفادة لألفراد اوالبنك إلاسالمي واملجتمع ككل‪ .1‬ويتلخص القرض الحسن في تقديم البنك‬
‫إلاسالمي مبلغا من املال ألحد عمالئه والذي هو في أمس الحاتجة إليه الستغالله في مجاالت معينة‪،‬‬
‫وهذا التمويل يكون في الغالب بتقديم ضمانات تأكد تجدية املقترض ونيته السليمة في سداد مبلغ‬
‫القرض كامال اأو تجزئيا حسب لاتفاق الذي تم بينه وبين البنك إلاسالمي‪ ،‬ودون تحميل العميل أية‬
‫فوائد أو مبالغ مقابل التمويل أو نسبة من ألارباح‪ .‬وفي الغالب تكون القروض الحسنة موتجهة‬
‫ألغراض اتجتماعية كالتعليم‪ ،‬الزواج‪ ،‬الوفاة والسكن‪ ،‬وأحيانا لتمويل بعض املشاريع أو لاستثمارات‬
‫الخيرية واملشاريع إلانتاتجية لدعم الشباب العاطل عن العمل‪ ،‬أما مصادر أموال القروض الحسنة‬
‫فهي أموال الزكاة والتبرعات والصدقات والهبات والجزء الذي يخصمه البنك إلاسالمي من فائض‬
‫أرباحه ملواتجهة الخدمات لاتجتماعية‪2.‬‬

‫‪ )3‬صيرفة التأمين‪ :‬حيث تعتمد شركات التأمين على مندوبين (أفراد أو شركات) في بيع بوالص التأمين‬
‫مقابل عمولة ‪،‬ونظرا للعدد الكبير لعمالء البنوك من أفراد ومؤسسات‪ ،‬تقوم البنوك بالعمل‬
‫كمندوبي مبيعات لشركات التأمين وفق عقود اواتفاقيات ثنائية تحدد عمولة البنك ‪،‬وتعتبر هذه‬
‫الخدمة ذات عائد مضمون كون البنك يكون فيها أتجيرا مقابل عمولة ‪،‬ويمكن للبنوك إلاسالمية‬
‫تقديم مثل هذه الخدمة ‪،‬وذلك ببيع بوالص تأمين شركات التأمين إلاسالمية وال يجوز لها تسويق‬
‫بوالص التأمين ألاخرى ‪،‬وتعتبر العمولة املتحصل عليها بدال عن ألاتجر أو الوكالة فيه‪.3‬‬

‫رابعا‪ :‬صيغ التمويل في البنوك إلاسالمية‬


‫تتعدد صيغ التمويل املستخدمة في البنوك إلاسالمية وفقا للشريعة إلاسالمية‪ ،‬وسنتعرض إلى‬
‫ا‬ ‫أكثرها شيوعا فيما يلي(‪:)4‬‬

‫‪ -1‬املرابحة‬
‫تعد هذه الصيغة من بين أكثر صيغ التمويل إلاسالمي شيوعا‪ ،‬والسبب في ذلك هو ارتفاع عامل‬
‫الضمان فيها وانخفاض درتجة املخاطرة‪ ،‬وهي تعتمد على قيام البنك بشراء سلعة معينة لحساب تاتجر‬
‫ما‪ ،‬بعد لاتفاق على هامش ربح محدد‪ ،‬ويمكن للتاتجر سداد املبلغ املتفق عليه على أقساط فيما تعتبر‬
‫البضاعة ضمانا يتم الوفاء بإتجمالي ثمنها‪ ،‬وهنا ينشأ التزام على التاتجر بسداد باقي ثمن البضاعة‪ ،‬فالبنك‬
‫يقدم لعمالئه خدمة إصدار اعتمادات املرابحة التي تمكنهم من الحصول على البضائع والسلع أو املعدات‬

‫‪ 1‬عبد الحميد عبد الفتاح املغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .93.:‬ا‬


‫‪ 2‬الغالي بن إبراهيم‪ ،‬أبعاد القرار التمويلي والاستثماري في البنوك إلاسالمية (دراسة تطبيقية)‪ ،‬ا‬
‫دار النفائس للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫ألاردن‪ ،9322،‬ص ص‪ .29،22:‬ا‬
‫‪ 3‬محمد محمود العجلوني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .093:‬ا‬
‫ي‪ ،9331‬ص‬ ‫(‪ )4‬علي بدران‪ ،‬املصارف إلاسالمية والتطورات املتسارعة‪ ،‬مجلة اتحاد املصارف العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬العدد‪ ،922:‬فيفر ا‬
‫ص‪ .01-01 :‬ا‬

‫‪66‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫من الخارج‪ ،‬ويتم ذلك بعد تقديم طلب شراء السلعة باملواصفات التي يحددها على أساس الوعد من‬
‫قبله بشراء تلك السلعة مرابحة بنسبة محددة يتفق عليها فيقوم البنك باستيرادها لنفسه من الخارج‬
‫ويتملكها على أن يبيعها للعميل بعد وصولها بسعر التكلفة مع زيادة الربح‪ ،‬وأنواع خدمات املرابحة تظهر‬
‫في االعتمادات املستندية وبوالص التحصيل املستندية والكفاالت املصرفية‪ .‬وتتصف هذه الصيغة‬
‫بالبساطة فالربح محدد مسبقا كنسبة من ثمن البضاعة ال يرتبط بنتيجة نشاط العميل‪ ،‬واملخاطرة‬
‫محصورة في احتمال تأخر العميل عن التسديد‪ ،‬وعالقة البنك بعميله هي عالقة دائن بمدين عند توقيع‬
‫عقد بيع املرابحة وهي عالقة محددة بالسلعة فقط دون غيرها‪.‬‬

‫‪ -2‬املضاربة ا‬
‫تعد هذه الصيغة من أقدم صيغ التمويل إلاسالمي‪ ،‬وهي عبارة عن عقد بين طرفين‪ ،‬يدفع‬
‫بمقتضاه الطرف ألاول إلى الطرف ألاخر ماال معلوما ليتاتجر فيه‪ ،‬والربح بينها حسب لاتفاق‪ .‬وتتعدد‬
‫صورها بين املضاربة قصيرة ألاتجل املقيدة التي تأخذ شكل شراكة‪ .‬ويقوم البنك بتنفيذ العديد من عقود‬
‫املضاربة التي تغطي احتياتجات استثمارية مختلفة في مجال استيراد البضائع أو عمليات التمويل‬
‫للمشاريع أو املناقصات وغيرها‪ ،‬بحيث يقدم البنك التمويل بينما يقدم املتعامل مع البنك الخبرة فتنشأ‬
‫شراكة بين البنك واملتعامل وتعتمد البنوك إلاسالمية بصورة أساسية على هذا ألاسلوب حيث يعتبر‬
‫الركيزة ألاساسية لفلسفة عملها‪ .‬ا‬
‫ا‬

‫‪ -3‬املشاركة ا‬
‫تعني هذه الصيغة تقديم البنك حصته من املال الذي يطلبه العميل بقصد شراء بضاعة أو بيعها‬
‫أو إنشاء مشروع مشترك حيث يشارك البنك في النتائج املحتملة (ربح أو خسارة)‪ .‬ويمكن أن تكون‬
‫املشاركة دائمة يتم تقسيم نتائجها بين البنك إلاسالمي والعميل حسب النسب املتفق عليها لكل منهما‪،‬‬
‫كما يمكن أن تكون تجزئية ملشروع تجاري له عائد‪ ،‬وذلك أن يحصل البنك على حصة من صافي الدخل‬
‫املتحقق مع احتفاظه بالعائد املتبقي أو تجزء منه‪ ،‬ليخصص لتسديد أصل التحويل حيث يتم تسديد‬
‫كامل باملبلغ املقدم من البنك وبعدها تكون امللكية للشريك ألاخر‪ .‬ا‬

‫‪ -4‬الاستصناع‬
‫تمثل هذه الصيغة عقدا يطلب فيه العميل (املستصنع) من البنك شيئا لم يصنع بعد‪ ،‬ومن ثم‬
‫يقوم البنك بالتعاقد مع الصانع ليضعه له طبق املواصفات محددة مقابل تكلفة محددة‪ ،‬وبعد إتمام‬
‫العملية يقوم البنك ببيعه للعميل وفقا للعقد ويطبق هذا العقد في إلاسكان والصناعة وغيرها‪،‬‬
‫ولاستصناع هو ألاسلوب ألافضل للتمويل يتضمن مجموعة املدفوعات املقدمة مسبقا‪ .‬ا‬
‫ا‬

‫‪66‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الخامس __________________________________________________________________ البنوك إلاسالمية‬

‫‪ -5‬السلم ا‬
‫يتم وفق هذه الصيغة بيع سلعة آتجلة موصوفة في الذمة بثمن عاتجل‪ ،‬والحكمة منه تيسير حاتجة‬
‫الناس في الحصول على التمويل‪ ،‬وخاصة املزارعين الذين يحتاتجون إلى إلانفاق على أنفسهم وعلى الزرع‬
‫إلى أن ينتج محصوال‪ ،‬وهو موضوع البيع والذي يجب أن يكو ان مقدرا من ناحية الكيل أو الوزن أو العدد‪،‬‬
‫وهنا أيضا يستطيع املسلم إليه أن يدخل في عقد سلم مستقل مع طرف ثالث للحصول على سلعة‬
‫مطابقة ملواصفات تلك السلعة املتفق عليها لتسليمها الطرف ألاول‪ ،‬وذلك تمكنا من إلايفاء بالتزاماته‪)1(.‬‬

‫‪ -6‬إلاجارة‬
‫تمثل هذه الصيغة عقدا يراد به تمليك منفعة مشروعة معلومة ملدة معلومة بعوض مشروع‬
‫معلوم‪ ،‬حيث يقوم البنك هنا بشراء العقارات أو املعدات أو ألاتجهزة املتنوعة ويتم ذلك دراسة الجدوى‬
‫لاقتصادية والتأكد من ربحيتها وبعد عملية التملك يقوم البنك بتأتجيرها لفترة محددة بحيث يتملكها‬
‫املستأتجر في نهاية مدة إلايجار وذلك حسب القواعد الشرعية الخاصة بهذه الصيغة‪ .‬ا‬

‫وقد نجحت البنوك إلاسالمية بفضل هذه الصيغ وغيرها في استقطاب حجم كبير من رؤوس‬
‫ألاموال التي وتجد أصحابها حرتجا في التعامل مع البنوك التقليدية‪ ،‬هذه ألاخيرة دعتها الضرورة إلى أن‬
‫تتحول إلى بنوك إسالمية أو إلى أن تفتح نوافذ إسالمية ملمارسة العمل املصرفي إلاسالمي بقصد مواتجهة‬
‫استيالء البنوك إلاسالمية على حصص أكبر من السوق املصرفية‪ )2(.‬ا‬

‫(‪)1‬تجميل عبد الكريم الجارودي‪ ،‬املصارف إلاسالمية في لبنان نشأتها معامالت امللكية ومستقبلها‪ ،‬مجلة اتحاد املصارف العربية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬العدد‪ ،039:‬تجوان‪ ،933.‬ص‪ .19:‬ا‬
‫(‪ )2‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪ .19:‬ا‬

‫‪66‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السادس‪ :‬االندماج البنكي واخلوصصة‬
‫املصرفية‬

‫أوال‪ :‬اإلطار النظري لالندماج املصريف بني املنافع والتكاليف‬


‫ثانيا‪ :‬شروط وضوابط وحمددات استراتيجية االندماج املصريف‬
‫ثالثا‪ :‬مفهوم اخلوصصة وأبعادها املختلفة‬
‫رابعا‪ :‬أهداف خوصصة البنوك وضوابط جناحها‬
‫الفصل السادس ________________________________________________ الاندماج البنكي والخوصصة املصرفية‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫من بين أهم إفرازات العوملة على الجهاز املصرفي والتي مارست ضغوطا كبيرة على وحداته ودفعتها‬
‫إلى إعادة التفكير في استراتيجيات أعمالها‪ ،‬وذلك بغرض مواكبة التطورات الجارية في محيطها‪ ،‬نذكر‪:‬‬
‫(‪ )1‬إلافراز ألاول‪ :‬احتدام املنافسة خاصة بعد اتفاقية تحرير تجارة الخدمات املصرفية واملالية‪ ،‬والتي‬
‫هددت فرص الكيانات املصرفية الصغيرة على البقاء بسبب عجزها عن مواجهة املنافسة املفروضة‬
‫عليها‪ )2( .‬إلافراز الثاني‪ :‬إلاصالحات الاقتصادية الكبيرة خاصة بالنسبة لتلك الدول التي تسعى نحو‬
‫التحول إلى اقتصاد السوق وذلك بغرض زيادة معدالت النمو الاقتصادي عن طريق إنشاء املشاريع‬
‫الاقتصادية العمالقة التي تحتاج إلى التمويل الكافي وخاصة من جانب البنوك‪ .‬وفي هذا إلاطار‪ ،‬دفع‬
‫إلافراز ألاول البنوك نحو الاتجاه إلى تكوين كيانات مصرفية عمالقة قادرة على استيعاب هذه التهديدات‬
‫وتحويلها إلى فرص نمو‪ ،‬وذلك من خالل تبني استراتيجية الاندماج املصرفي وذلك بغرض الاستفادة من‬
‫مزاياه‪ .‬ولهذا‪ ،‬فإنه من ألاهمية بما كان أن يتم تطرق إلى أهم جوانب هذه الاستراتيجية من املفهوم‬
‫والدوافع واملكاسب والتكاليف‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى فإنه مع زيادة درجة الانفتاح الاقتصادي الذي تعرفه مختلف الدول أصبح نقل‬
‫امللكيات العامة إلى امللكية الخاصة ظاهرة تجتاح العالم‪ ،‬وأصبح معها تيار الخوصصة محددا رئيسيا‬
‫للتطورات التي تعيشها النظم الاقتصادية في هذه الدول‪ ،‬ال سيما ما يتعلق بخوصصة البنوك التي‬
‫أضحت أحد املوضوعات ألاساسية التي لها بالغ ألاثر على اقتصاديات البنوك حاضرا ومستقبال‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إلاطار النظري لالندماج املصرفي بين املناف والتكاليف‬


‫سيتم في هذا الصدد عرض مفهوم الاندماج املصرفي‪ ،‬وأهم املعايير التي يتم على أساسها التمييز‬
‫بين أنواعه‪ ،‬فضال عن املنافع والتكاليف املترتبة عليه‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬مفهوم الاندماج املصرفي وأهم أنواعه‬


‫‪ -1-1‬مفهوم الاندماج املصرفي‪ :‬يمكن إعطاء مفهوم شامل لالندماج املصرفي على أنه‪" :‬اتحاد بين‬
‫مؤسستين مصرفيتين أو أكثر تحت إدارة واحدة‪ ،‬وقد يؤدي الدمج إلى زوال كل املصارف املشاركة في تلك‬
‫العملية‪ ،‬وظهور مصرف جديد له صفته القانونية املستقلة وهو ما يطلق عليه (الاتحاد) ‪.Consolidation‬‬
‫وإذا ما ترتب على عملية الدمج زوال أحد املصارف من الناحية القانونية وضمه إلى املصرف الدامج الذي‬
‫يمتلك كافة حقوق املصرف املدموج ويلتزم بتسديد التزاماته كافة قبل الغير فيطلق على تلك العملية‬
‫‪ ،Merger‬ومن ناحية يكون قد يكون الدمج جزئيا من خالل تملك حصص مؤثرة من أسهم امللكية في‬
‫املصارف وهو ما يعرف باالكتساب"(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬حاكم محسن الربيعي – حمد عبد الحسين راض ي‪ ،‬حوكمة البنوك وأثرها ألاداء واملخاطرة‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫ألاردن‪ ،2111 ،‬ص ص‪.131 - 131 :‬‬

‫‪58‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السادس ________________________________________________ الاندماج البنكي والخوصصة املصرفية‬

‫‪ -2-1‬أنواع الاندماج املصرفي‪ :‬كما تتنوع أنواع الاندماج املصرفي مع تنوع وتعدد ألاسباب والدوافع‬
‫والظروف وألاهداف املستقبلية من هذه العملية‪ ،‬وفيما يلي يتم عرض تلك ألانواع استنادا على معيارين‬
‫معينين‪ ،‬وذلك كما يلي‪)1( :‬‬

‫‪ -1-2-1‬تبعا ملعيار طبيعة نشاط الوحدات املندمجة‪ :‬حسب هذا املعيار هناك ثالثة أنواع لالندماج‬
‫املصرفي‪:‬‬
‫أ‪ .‬الاندماج املصرفي ألافقي‪ :‬والذي يتم بين بنكين أو أكثر يعمالن في نفس نوع النشاط أو في أنشطة‬
‫مترابطة فيما بينها‪ ،‬مثل البنوك التجارية أو بنوك الاستثمار أو البنوك املتخصصة‪ ،‬وهنا يكون‬
‫املعيار هو تشابه النشاط‪ .‬ومن سلبيات هذا النوع من الاندماج أن له تأثير سلبي على املنافسة‬
‫والناش ئ عن الاحتكارات العمالقة في السوق املصرفية‪.‬‬
‫ب‪ .‬الاندماج املصرفي الرأس ي‪ :‬والذي يتم عادة بين البنوك الصغيرة في املناطق املختلفة والبنك‬
‫الرئيس ي في املدن الكبرى‪ ،‬بحيث تصبح تلك البنوك الصغيرة وفروعها املختلفة امتدادا للبنك‬
‫الرئيس ي‪.‬‬
‫ج‪ .‬الاندماج املصرفي املتنوع‪ :‬وهو الذي يتم بين بنكين أو أكثر يعمالن في أنشطة مختلفة غير مترابطة‬
‫فيما بينها‪ ،‬أي الاندماج الذي يمكن أن يتم بين أحد البنوك التجارية وأحد البنوك املتخصصة‬
‫أو بين أحد البنوك املتخصصة وأحد بنوك الاستثمار وألاعمال‪ ،‬وهو ما يعني اختالف الخدمات‬
‫املصرفية التي يقدمها كل بنك وهذا النوع من الاندماج املصرفي يحدث تكامال في ألانشطة بين‬
‫البنكين املندمجين‪.‬‬
‫‪ -2-2-1‬تبعا ملعيار طبيعة العالقة بين أطراف عملية الاندماج‪ :‬حسب هذا املعيار هناك ثالثة أنواع‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫أ‪ .‬الاندماج الطوعي إلارادي‪ :‬وهو الذي يتم بين بنكين أو أكثر ويكون برضا كافة ألاطراف بمعنى أنه‬
‫يتم بموافقة إدارة ومساهمة كل من البنك الدامج واملندمج‪ .‬وفي ظل هذا النوع من الاندماج‬
‫املصرفي نجد أن البنك الدامج الذي يخطط أو يرغب في الحصول عل بنك آخر وهو البنك‬
‫املندمج‪ ،‬يتقدم بعرض للشراء ملجلس إدارة البنك في كل منهما توص ي فيه باملوافقة على عملية‬
‫الاندماج املصرفي‪ ،‬وفي حالة إتمام املوافقة ومع عدم وجود معارضة من الحكومة فإن البنك‬
‫الدامج يقوم بشراء أسهم البنك املندمج‪ ،‬إما عن طريق السداد النقدي أو تقديم أوراق مالية‬
‫(أسهم عادية أو ممتازة‪ ،‬أو سندات)‪.‬‬
‫ب‪ .‬الدمج املصرفي القسري‪ :‬والذي تلجأ إليه السلطات النقدية نتيجة لتعثر أحد البنوك‪ ،‬كما ال‬
‫يستلزم إدماج البنك املتعثر في أحد البنوك ألاخرى الناجحة‪ ،‬ويتم هذا النوع من الاندماج بصورة‬
‫استثنائية طبقا لظروف تحددها السلطات النقدية من أجل خدمة اقتصادها الوطني بشكل عام‬

‫(‪ )1‬عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬إلاصالح املصرفي ومقررات لجنة بازل ‪ ،3‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2113 ،‬ص ص‪. 212-212 :‬‬

‫‪58‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السادس ________________________________________________ الاندماج البنكي والخوصصة املصرفية‬

‫وقطاعها املصرفي بشكل خاص‪ ،‬حيث يستخدم للتخلص من البنوك املتعثرة أو تلك التي على‬
‫حافة إلافالس أو التصفية‪.‬‬
‫ج‪ .‬الدمج العدائي‪ :‬وهو الذي يتم ضد رغبة إدارة البنك املستهدف لالندماج‪ ،‬كما يأخذ مفهوم‬
‫الاستحواذ وعادة ما يلقى معارضة البنك املستهدف أو املدمج‪ ،‬وذلك نتيجة محاوالت البنك الدامج‬
‫أو املغير دمج البنك املستهدف دون موافقة إدارته‪ ،‬إما نتيجة لتدني السعر املعروض أو للمحافظة‬
‫على الاستقاللية أو لضعف إدارة البنك املستهدف‪ .‬وبالنسبة لكيفية الدمج يقدم البنك املغير‬
‫عرضا لشراء أسهم البنك املستهدف بسعر أعلى من السعر السوقي لتحفيز املساهمين على قبول‬
‫العرض‪ ،‬كما يمكن للبنك املغير الاستحواذ على أسهم البنك عن طريق شرااها في البورصة‪ .‬ويت‬
‫مما سبق أن الدمج العدائي هو دمج ال إرادي وغالبا ما يترتب عليه منازعات بين البنوك‪.‬‬

‫‪ -2‬دواف الاندماج املصرفي‬


‫تكمن وراء التوجه نحو تبني استراتيجية الاندماج املصرفي عدة دوافع‪ ،‬والتي نتجت في حد ذاتها‬
‫عن الضغوط التنافسية‪ ،‬وتزايد تعرض البنوك الصغيرة إلى املصاعب املالية وعجزها عن انتهاز فرص‬
‫استثمارية جديدة نظرا لضعف إمكانية مواردها املالية‪ .‬وإجماال‪ ،‬يتمثل أهم دوافع الاندماج املصرفي‬
‫فيما يلي‪)1( :‬‬

‫‪ )1‬تحقيق وفورات الحجم‪ :‬تفيد نظرية وفورات الحجم ‪ Economies of Scale‬إلى أن توسع إحدى‬
‫املؤسسات في إنتاجها يؤدي إلى تزايد تكاليف إلانتاج بمعدل يقل عن معدل تزايد إلانتاج‪ ،‬وبالتالي تتجه‬
‫التكلفة املتوسطة في ألاجل الطويل إلى الانخفاض‪ ،‬وبالنسبة إلى البنوك فإن وفورات الحجم يمكن أن‬
‫تأتي عن طريق‪:‬‬
‫أ‪ .‬الوفورات الداخلية‪ :‬الناتجة عن إمكانية التوسع في الاعتماد على امليكنة والكمبيوتر في نشاط‬
‫البنك‪ ،‬والتي يستطيع أن يتحملها البنك الكبير كلفة ألاجهزة والبرامج مما يسرع تنفيذ العمليات‬
‫املصرفية‪ ،‬خاصة الروتينية منها والتي قد تتطلب عددا كبيرا من املوظفين‪.‬‬
‫ب‪ .‬الوفورات إلادارية‪ :‬الناتجة عن إمكانية استقطاب الكفاءات وإتاحة الفرصة لتدريب املوظفين‬
‫وإعدادهم‪ ،‬وتوفير الخدمات الالزمة لهم‪ ،‬مما ينعكس ايجابيا على سير العمل وتحسين إلانتاجية‬
‫ورفع مستوى ألاداء والرقابة الداخلية في البنك‪.‬‬
‫ج‪ .‬الوفورات الخارجية‪ :‬الناتجة عن إمكانية الاستفادة من شروط أفضل في التعامل مع البنوك‬
‫ألاخرى واملراسلين‪ ،‬سواء بالنسبة لحدود التسليف‪ ،‬أو بالنسبة للعموالت وغيرها‪ ،‬ويعود هذا‬
‫بالطبع لحجم ألاموال الخاصة للبنك ومالءته‪ ،‬وزيادة حجم تعامله مع البنوك ألاخرى‪.‬‬

‫(‪ )1‬محمود رمضان محمد السيد عمار‪ ،‬أثر الاندماج على ألاداء املصرفي (دراسة تطبيقية على قطاع البنوك التجارية في مصر ودول‬
‫مجلس التعاون الخليجي)‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية التجارة وإدارة ألاعمال‪ ،‬قسم إدارة ألاعمال‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬مصر‪،2111 ،‬‬
‫ص ص‪.12 - 11 :‬‬

‫‪58‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السادس ________________________________________________ الاندماج البنكي والخوصصة املصرفية‬

‫د‪ .‬الوفورات الضريبية‪ :‬الناتجة عن استخدام أرباح وخسائر أحد البنكين املندمجين في تحقيق‬
‫وفورات ضريبية للكيان املصرفي الجديد‪.‬‬
‫ه‪ .‬الوفورات املالية‪ :‬الناتجة عن الحصول على شروط أفضل في مقابلة البنك مع الجهات الحكومية‬
‫وإمكانية الاستفادة من السيولة التي تتوفر لدى أحد البنوك املندمجة في الكيان املصرفي الجديد"‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪ )2‬الاندماج كوسيلة للنمو والتوس ‪ :‬يعتبر شراء بنوك قائمة والتوسع في عدد الفروع من أفضل‬
‫الوسائل للنمو والتوسع‪ ،‬خاصة في حالة تقنين عملية فتح الفروع الجديدة من قبل السلطات النقدية‪،‬‬
‫إذ غالبا ما يكون للبنك القديم املندمج عمالءه وحصته من السوق التي ينشط فيها‪ ،‬في حين أن فتح‬
‫الفروع يحتاج إلى الجهد والوقت للوصول إلى عمالء جدد‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فإن تحسين مستوى جودة‬
‫الخدمات املصرفية املقدمة في البنك الجديد الناتج عن الاندماج يؤدي إلى تعزيز مكانة املؤسسة في‬
‫السوق املصرفية وزيادة حصتها ونشاطها بطريقة أفضل وأسهل‪.‬‬
‫‪ )3‬تفادي املصاعب املالية أو التصفية‪ :‬قد تلجأ بعض البنوك الضعيفة إلى الاندماج مع بنوك قوية‬
‫نظرا لعدم قدرتها على تأمين تغطية الزيادة الجديدة لرأس املال الذي تفرضه عليها السلطات النقدية‪،‬‬
‫أو عجزها عن منافسة البنوك الكبيرة ‪ ،‬كما أن بعض البنوك قد تطلب الاندماج خوفا من التصفية‪،‬‬
‫إال أن هذه العملية قد تعرقل أحيانا في وجود مشاكل بنيوية للبنك يصعب حلها دون توفر دعم مباشر‬
‫من السلطات النقدية‪.‬‬
‫‪ )4‬داف تحسين الربحية‪ :‬غالبا ما يتحقق تحسين الربحية نتيجة ملا يسمى "ألاثر التجميعي" ( ‪Synergy‬‬
‫‪ )effect‬لالندماج في الوحدات الناجحة‪( ،‬يقصد باألثر التجميعي للوحدات أن أرباح مؤسستين بعد‬
‫اندماجهما معا تكون أكبر من مجموع أرباح كل منهما قبل الاندماج ‪ 1+1‬تكون أكبر من ‪ ،)2‬وهو ما‬
‫يطلق عليه ‪ .Synergy‬وينشأ هذا ألاثر التجميعي من عمليات الاندماج من مصدرين هما‪:‬‬
‫أ‪ .‬ألاثر التجميعي التشغيلي‪ ،‬والذي ينشأ من‪:‬‬
‫‪ -‬وفورات الحجم الناشئة عن إتاحة الاندماج ملجاالت واسعة في خفض التكاليف وزيادة‬
‫إلايرادات؛‬
‫‪ -‬زيادة القوة التسويقية‪ ،‬حيث يتيح الاندماج بين بنكين جذب املزيد من الفرص التسويقية‬
‫مما يؤدي إلى زيادة املركز التنافس ي للبنك الناتج عن الاندماج في السوق املصرفية‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة الكفاءة‪ ،‬حيث ترتفع جودة الخدمات املصرفية التي يقدمها الكيان الجديد من ناحية‬
‫خفض تكلفة أداء الخدمة املصرفية ووقت أداءها‪ ،‬وتعظيم العائد املتوقع منها‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬إلاصالح املصرفي ومقررات لجنة بازل ‪ ،3‬مرج سابق‪ ،‬ص‪. 221 :‬‬

‫‪55‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السادس ________________________________________________ الاندماج البنكي والخوصصة املصرفية‬

‫‪ -‬إلغاء الازدواج في بعض الوظائف مثل‪ :‬وظائف ألافراد واملحاسبة والتخطيط‪ ،‬حيث تتوحد‬
‫وتندمج هذه الوظائف في إدارة واحدة في البنك الناتج عن الاندماج‪ ،‬مما يؤدي إلى خفض‬
‫التكاليف‪.‬‬
‫ب‪ .‬ألاثر التجميعي املالي‪ ،‬والذي ينشأ من‪ :‬ارتفاع معدل سعر السهم ‪ /‬إلايرادات؛ تخفيض تكلفة‬
‫الديون؛ و‪ ،‬زيادة القدرة على استيعاب الديون‪.‬‬
‫‪ )5‬الداف التنظيمي‪ :‬قد يستهدف الاندماج املصرفي حماية البنوك من خطر إلافالس فيتم اختياريا عن‬
‫طريق التسوية الودية إلنقاذ بنك من صعوبة مالية‪ ،‬ويطلق عليه في هذه الحالة (اندماج لإلنقاذ من‬
‫املحنة)‪ ،‬فإذا لم يتم الاندماج طوعا تحاول السلطات النقدية واملصرفية دمج البنوك بعضها ببعض‬
‫تجنبا لهزات مصرفية تضر الاقتصاد الوطني‪ ،‬وتعتبر عملية الاندماج املصرفي عندئذ إجراء قسريا‬
‫لجهة البنك املندمج‪ ،‬فالخيار آلاخر قد يكون إلافالس‪ ،‬أما اختيار البنك الدامج فيجري في ضوء‬
‫مالءته وتوافر السيولة لديه وإلامكانات إلادارية التي تسمح باستيعاب بنك آخر وهو البنك املندمج‪.‬‬
‫‪ )6‬داف مواجهة املخاطر‪ :‬قد تتعرض البنوك الصغيرة – أكثر من غيرها – ملخاطر التعثر وإلافالس‪،‬‬
‫وقد يعزى ذلك إلى عدم تنوع ألاصول أو لضعف شبكة الفروع عند البنوك الصغيرة‪ ،‬ومن ثم تلجأ‬
‫هذه البنوك إلى الاندماج بدافع تخفيض ومواجهة املخاطر‪ ،‬والتزاما بمقررات بازل ‪ 2‬و‪ ،3‬حيث‬
‫يستطيع البنك بعد الاندماج تخفيض املخاطر من خالل التنوع في قائمة الخدمات الجديدة وألاسواق‬
‫الجديدة وتنوع ألاصول والاستخدامات املختلفة للموارد نتيجة لدمج البنك في آخر‪ ،‬وهو ما ينعكس‬
‫في تقليل التذبذبات الدورية في إيراداته‪ ،‬ويقلل من احتماالت تأثر مركزه بأزمة طارئة في صناعة‬
‫معينة‪ ،‬أو في مدين معين أو في منطقة جغرافية بذاتها‪.‬‬

‫‪ -3‬مراحل عملية الاندماج املصرفي‬


‫ملا كان قرار الاندماج ذو طبيعة تأثيرية هيكلية فإنه يخضع لدراسات عميقة ومستفيضة‪ ،‬وشاملة‬
‫ومتكاملة الجوانب وألابعاد منذ القيام بعمليات رسم التصورات والسيناريوهات الالزمة إلتمام عملية‬
‫الاندماج بأفضل صورة ممكنة وأفضل أسلوب لتقييم البنك املندمج وأساليب سداد القيمة‪ ،‬ولذلك‬
‫فإن قرار الاندماج املصرفي يمر بثالثة مراحل أساسية وهي‪)1( :‬‬

‫‪ )1‬مرحلة التمهيد لعملية الاندماج املصرفي‪ :‬وتتضمن هذه املرحلة إعداد البنك لالندماج‪ ،‬من حيث‬
‫وضع التصورات ألاولية لعملية الاندماج ومتطلباتها من إعادة هيكلة للبنك واملحددات املختلفة‬
‫لالندماج وسيناريوهات التفاوض مع الطرف آلاخر الذي يشترك في عملية الاندماج املصرفي بل‬
‫دراسته دراسة وافية من حيت أوضاعه ومكانه في السوق املصرفي‪ ،‬ويتم في هذه املرحلة معالجة‬
‫كافة الاختالالت القائمة بين البنوك املزمع دمجها‪ ،‬ومظاهر الاختالل والقصور ونقاط الضعف‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد القادر مطاي‪ ،‬الاندماج املصرفي كتوجه حديت لتطوير وعصرنة النظام املصرفي‪ ،‬مجلة أبحاث اقتصادية وإدارية‪ ،‬جامعة بسكرة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬جوان ‪ ، 2111‬ص ص‪.12 - 11 :‬‬

‫‪58‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السادس ________________________________________________ الاندماج البنكي والخوصصة املصرفية‬

‫والعقبات املادية وغير املادية التي تحول دون نجاح عمليات الاندماج املزمع القيام بها‪ .‬باإلضافة إلى‬
‫توحيد كل من النظم واللوائح وإلاجراءات بين البنوك املندمجة‪ ،‬واملصطلحات واللغة املستخدمة‬
‫في البنوك املندمجة‪ .‬ناهيك عن توحيد نظام الحوافز واملكافآت وألاجور والتعويضات في البنوك‬
‫املندمجة‪ .‬وتعمل هذه املرحلة على حسن إعداد وترتيب البنوك املندمجة من الداخل وتوحيد كل‬
‫ش يء فيها لتصبح في النهاية بنكا واحدا خاصة فيما يتصل بكل من‪ :‬الاستراتيجية الواحدة‪ ،‬السياسات‬
‫الواحدة‪ ،‬والتكتيكات الواحدة‪.‬‬
‫‪ )2‬مرحلة إلاعالن عن الاستعداد لالندماج املصرفي‪ :‬يتم في هذه املرحلة إلاعالن عن الاستعداد‬
‫لالندماج ومواجهة التأثيرات السلبية وغير السلبية املترتبة عن هذا إلاعالن سواء من جانب البنوك‬
‫املنافسة أو من جانب العمالء أو من جانب السوق املصرفية ككل‪ ،‬وفي هذه املرحلة يتم اكتساب‬
‫البنوك املندمجة قدرات أعلى وأرقى عما كانت عليه من قبل‪.‬‬
‫‪ )3‬مرحلة تقدير وتحديد آلاثار املتولدة من عملية الاندماج املصرفي‪ :‬يتم في هذه املرحلة تقدير‬
‫وتحديد آلاثار املتولدة من عملية الاندماج وكيفية الارتقاء بالكيان املصرفي الجديد ومدى تأثيره على‬
‫السوق املصرفي وكيفية تحقيقه ألكبر عائد ممكن وكيفية تحسين ألاداء في ألاوضاع الجديدة‪،‬‬
‫والاتفاق على شكل مجلس إلادارة الجديد‪ ،‬وتقدير املزايا التي ستعود على الكيان املصرفي الجديد‬
‫بعد عملية الاندماج وكذا تحقيق ما يلي‪( :‬أ) الازدياد حجما ‪ ،‬سعتا ونطاقا؛ (ب) تحقيق وفرات أكبر‪،‬‬
‫قيمة مضافة أعلى وربحية أكبر؛ (ج) زيادة املوارد بشكل كبير مع زيادة القدرة الوظيفية بشكل‬
‫ملموس؛ (د) خلق وإيجاد فرص استثمارية أحسن وأرقى وكذا تعظيم الثقة وتوليد انطباع ايجابي‬
‫وصورة ذهنية وأثر قوى في السوق املصرفية‪ .‬وفي هذه املرحلة عادة ما يتطلع البنك الدامج إلى إجراء‬
‫مزيد من الاندماجات حيث تضغط عليه طموحات النمو‪ ،‬واعتبارات املنافسة القوية التي تجعل‬
‫قرار مواصلة الاندماج حقيقة وواقعا‪.‬‬

‫‪ -4‬مناف استراتيجية الاندماج املصرفي‬


‫تتضمن محصلة املنافع التي يوفرها الاندماج املصرفي زيادة القدرة التنافسية من خالل تحقيق‬
‫اقتصاديات الحجم الكبير والوصول بالوحدة املصرفية إلى حجم اقتصادي معين يتيح لها زيادة الكفاءة‬
‫من خالل تخفيض التكاليف وتعظيم الربح‪ ،‬مما ينجم عنه تحقيق النمو السريع والحفاظ على البقاء‬
‫والاستمرار وزيادة نصيب الكيان املصرفي الجديد من السوق املصرفية‪ .‬رغم ذلك توجد تكاليف ليس‬
‫فقط بالنسبة للبنوك الداخلة في هذه العملية بل وحتى املحيط الذي تعمل فيه‪ .‬ويتم عرض أهم تلك‬
‫منافع وتكاليف على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ )1‬انتقال الذمة املالية‪ :‬يترتب على الاندماج انتقال شامل للذمة املالية للمؤسسة املصرفية املندمجة‬
‫إلى نظيرتها الدامجة التي تحل محلها في جميع حقوقها‪ ،‬والتزاماتها‪ ،‬حيث تلتزم املؤسسة الدامجة أو‬
‫املؤسسة الجديدة الناتجة عن الاندماج بالوفاء بااللتزامات الواجبة على املؤسسة املندمجة فيها أو‬

‫‪89‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السادس ________________________________________________ الاندماج البنكي والخوصصة املصرفية‬

‫على املؤسستين املندمجتين‪ ،‬فتبقى الالتزامات القديمة قائمة بجميع ضماناتها وشروط سدادها‬
‫وأسعار فائدتها‪ ،‬وتبعا لذلك فإن الاندماج ال يؤدي إلى إسقاط الالتزامات والديون آلاجلة واستحقاقها‪.‬‬
‫ويتم انتقال الذمة املالية دونما حاجة إلى تصفية املؤسسة املصرفية املندمجة وسداد ما عليها من‬
‫التزامات‪ ،‬ألامر الذي يعني أن الاندماج يجنب الوحدات املصرفية املتعثرة (أو التي تواجه صعوبات‬
‫ومتاعب مالية) مخاطر التصفية ومالها من آثار سلبه على القطاع املصرفي وبالتبعية على الاقتصاد‬
‫الوطني‪.‬‬
‫‪ )2‬زيادة القاعدة الرأسمالية وارتفاع تصنيف البنوك املندمجة‪ :‬مما يؤدي إلى تدعيم كفاية ومتانة‬
‫مركزها املالي‪ ،‬فزيادة رأسمال البنك الناتج عن الاندماج والاعتماد عليه كمصدر للتمويل يعطي البنك‬
‫القدرة على مواجهة املخاطر بنحو أكبر والارتباط بظروف العميل في حاالت الرواج والكساد وتحمل‬
‫املخاطر املحسوبة بصورة أكبر‪ ،‬عن طريق زيادة قدرتها على جذب الودائع والاحتفاظ بها بتكلفة‬
‫أقل‪ ،‬وتجدر إلاشارة إلى أن قاعدة رأس املال في البنوك تمثل وسادة أمان تمتص أي خسائر قبل أن‬
‫تمتد إلى أموال املودعين‪ ،‬كما تساهم في تجنب الهزات املالية الشديدة ومنع آثارها السلبية‪ ،‬حيث‬
‫إن زيادة متانة املركز املالي للمؤسسات املصرفية املندمجة يجعلها أقل تأثرا باملشكالت والعثرات التي‬
‫قد تتعرض لها‪ .‬يترتب على الاندماج بين بنكين وضع البنك الجديد الناتج عن هذا الاندماج املصرفي‬
‫في ترتيب ائتماني أفضل من قبل املراسلين ومؤسسات التصنيف الائتماني الدولية‪ ،‬حيث ينتج عن‬
‫هذا الاندماج مالءة أفضل‪ ،‬منها قبل الاندماج املصرفي فيما يتعلق بهيكل ألاصول والالتزامات وقاعدة‬
‫رأس املال وألارباح ومعدالت العائد على ألاصول‪ .‬وعلى ذلك يترتب على الاندماج زيادة قدرة الكيان‬
‫املصرفي واملالي الجديد على توطيد عالقاته بالبنوك واملراسلين الذين يتولون إدارة أعمال البنك‬
‫وحساباته بالعمالت املختلفة‪ ،‬وبصفة خاصة مع بدء استخدام اليورو‪ ،‬كما آن ذلك ييسر التعامل‬
‫في عمليات التجارة الخارجية وفتح الاعتمادات املستندية (استيرادا وتصديرا)‪.‬‬
‫‪ )3‬تجويد وتنوي ألانشطة والخدمات املقدمة للعمالء وألاسواق والتوافق م املعايير الدولية‪ :‬إذ‬
‫يتيح الاندماج املصرفي للمؤسسات املصرفية املندمجة تخصيص مخصصات مالية توجه نحو خدمة‬
‫مصرفية أكثر تطورا للعمالء‪ ،‬مثل تطوير تقنيات مصرفية تستشرف املستقبل‪ ،‬ومثال ذلك أن‬
‫الارتفاع في الدخول الفردية في سوق معينة أو في منطقة معينة ‪ -‬يؤدي إلى تعزيز الطلب على أدوات‬
‫التوفير طويلة ألاجل التي تقدمها البنوك وعلى بطاقات الائتمان والقروض الاستهالكية وقروض‬
‫الشركات‪ .‬كما يترتب على الاندماج أيضا تيسير قيام املؤسسة املصرفية الناتجة عن الاندماج‬
‫بالتوافق مع املعايير العاملية للعمل املصرفي (مقررات بازل ‪ 2‬و‪ )3‬في مجاالت إلافصاح املالي ومعدالت‬
‫كفاية رأس املال والرقابة املصرفية والتعامل بحرية في أسواق النقد وأسواق رأس املال‪ .‬وكذا إدخال‬
‫ألادوات املالية الحديثة والتعامل في أدوات التحوط للمخاطر املالية املختلفة‪.‬‬
‫‪ )4‬تعظيم ربحية البنوك املندمجة وتعظيم قيمة املساهمين‪ :‬يترتب على إجراء الاندماج الناج بين‬
‫بنكين أو أكثر خلق مجاالت واسعة لخفض التكاليف وزيادة إلايرادات‪ ،‬ومن ثم ارتفاع هامش‬

‫‪89‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السادس ________________________________________________ الاندماج البنكي والخوصصة املصرفية‬

‫الربحية‪ ،‬ويتحقق خفض التكاليف على سبيل املثال من خالل توحيد إلادارات الرئيسية املركزية‬
‫املتكررة في الوحدتين املندمجتين‪ .‬أما زيادة إلايرادات فتتحقق من خالل توسع الكيان الجديد في‬
‫الخدمات التي يقدمها‪ ،‬وتقديم خدمات جديدة وأيضا الحصول على أسواق جديدة وجذب املزيد‬
‫من الفرص التسويقية‪(".‬وفي نفس السياق‪ ،‬يتيح الاندماج اكتساب قوة احتكار القلة التي تزيد من‬
‫أرباح البنوك‪ .‬حيث يمكن للبنوك أن تحافظ أو تزيد من هامش أسعار الفائدة على الودائع والقروض‬
‫في سوق الخدمات املصرفية لألفراد‪ ،‬في حين أنها ال يمكن أن تفعل الش يء نفسه في السوق املصرفية‬
‫بالجملة حيث يتمكن العمالء من الوصول إلى مصادر بديلة للتمويل) (‪ .")1‬كما ترتفع قيمة رأس املال‬
‫السوقي للبنوك نتيجة عمليات الاستحواذ‪ ،‬ألامر الذي يعظم من قيمة استثمارات املساهمين فيها‪،‬‬
‫من خالل تحقيق أرباح رأسمالية لهم جراء الاندماج بين البنوك التي يساهمون فيها أو يحوزون‬
‫أوراقها املالية "(في هذا إلاطار‪ ،‬يزيد الاستحواذ من ديناميكية املجموعة املالية الجديدة التي تكتسب‬
‫ثقة املستثمرين وتضمن صعود سعر أسهمها‪ .‬وسيالحظ ارتفاع مستمر وطويل املدى لسعر السهم‬
‫إذا توسعت أرباح املجموعة في السنوات التالية‪ .")2( ).‬ويتم ارتفاع القيمة السوقية ألسهم البنوك‬
‫من خالل إمكانية بيع املساهمين في املؤسسات املصرفية املباعة أسهمهم بعالوة تزيد على سعر السهم‬
‫فن سوق ألاوراق املالية نتيجة عمليات الاستحواذ‪ .‬وفي حالة وجود أكثر من متقدم يتنافس على‬
‫الاستحواذ على املؤسسة املصرفية املستهدف دمجها فإنه من خالل مزايداتهم في سبيل الاستحواذ‬
‫عليها يمكن أن تزيد قيمة أسهمها على أسعارها في سوق ألاوراق املالية‪.‬‬
‫‪ )5‬زيادة تجمي املوارد وألاصول املالية للوحدات املندمجة وزيادة القدرة التنافسية‪ :‬يؤدي الاندماج‬
‫املصرفي إلى زيادة تجميع املوارد وألاصول املالية للوحدات املندمجة أكبر من املتاح لكل منها على‬
‫حدة‪ ،‬وينجم عن ذلك زيادة الجدارة الائتمانية وخفض تكلفة ألاموال‪ ،‬كما يستطيع الكيان الكبير‬
‫تمويل أنشطة اقتصادية ذات آجال طويلة نسبيا‪ ،‬مما يتالءم مع طبيعة هذه ألانشطة الاقتصادية‪.‬‬
‫كما يؤدي إلغاء الحدود والحواجز املكانية والزمنية أمام البنوك لتمارس أنشطة وتقدم خدماتها‬
‫داخل أسواق الدول ألاخرى وعبر حدودها الجغرافية‪ ،‬ألامر الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة املنافسة في‬
‫ألاسواق‪( .‬حيث يسمح الاندماج بمواجهة املنافسة املتزايدة على شرط أن تقدم املجموعة منتجات‬
‫جديدة ومتميزة ذات جودة عالية وبأسعار مغرية وبعموالت منخفضة وبمعدل فائدة اقل‪ .‬وكل هذا‬
‫بشرط أن يتم خفض التكاليف التشغيلية وخصوصا نفقات رواتب املوظفين) (‪.)3‬‬

‫‪)1( GEORGIOS KYRIAZOPOULOS -DIMITRIOS PETROPOULOS, WHAT ARE THE ADVANTAGES AND DISADVANTAGES‬‬

‫‪THAT LEAD BANKS INTO MERGERS AND ACQUISITIONS? IS ALTMAN’S Z-SCORE MODEL FOR BANKRUPTCY‬‬
‫‪MOTIVATE BANKS FOR MERGERS AND ACQUISITIONS? EVIDENCE FROM THE GREEK BANKING SYSTEM,‬‬
‫‪International Conference On Applied Economics – ICOAE -, National and Kapodistrian University of Athens - TEI of‬‬
‫‪Western Macedonia, Athens, Greece , 26-28 August 2010, p: 451‬‬
‫‪)2( Ibid, p: 451‬‬

‫‪)3( Ibid, p: 451‬‬

‫‪89‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السادس ________________________________________________ الاندماج البنكي والخوصصة املصرفية‬

‫‪ )6‬تخفيض املخاطر وزيادة القدرة على تحملها‪ :‬من خالل تطبيق مبدأ توزيع املخاطر وتنويع‬
‫الاستثمارات نتيجة زيادة موارد الوحدات املصرفية املندمجة مع الدخول في مجاالت استثمارات يكون‬
‫هامش املخاطرة املحسوبة فيها مرتفعا‪ ،‬طاملا أن لديها الخبرات التي تضمن الحد ألادنى من آلاثار‬
‫السلبية لهذه املخاطر والحد ألاعلى من كفاءة الاستثمار‪.‬‬
‫‪ -5‬تكاليف استراتيجية الاندماج املصرفي‬
‫يبدي بعض املصرفيين والاقتصاديين تحفظات على الاندماج املصرفي للعديد من التكاليف التي‬
‫ينطوي عليها لعل من أهمها‪:‬‬
‫‪ )1‬ليست هناك أدلة قوية على أنه يترتب على عملية الاندماج املصرفي وجود اقتصاديات الحجم‬
‫والوفورات الاقتصادية في البنوك‪ .‬كما أن عدم وجود خطة عامة لعملية الاندماج املصرفي قد يجعل‬
‫من الصعب معرفة نتائجها مسبقا‪ .‬ناهيك عن عدم وجود حجج مقنعة أن البنوك الكبيرة أكثر كفاءة‬
‫من البنوك الصغيرة‪.‬‬
‫‪ )2‬احتمال وجود مقاومة من العاملين في أحد البنوك املندمجة ألنظمة العمل والسياسات املتبعة من‬
‫قبل إدارة البنك ألاقوى مصرفيا نتيجة الصراع إلاداري على منصب القيادة واختالف أنظمة الترقية‬
‫والتحفيز لألداء املتميز(‪ .)1‬وفي نفس السياق‪ ،‬وبالنسبة ملحيط عمل املوظفين في البنك‪ ،‬يمكن أن‪( :‬أ)‬
‫تنشأ صعوبات بالنسبة ملوظفي البنوك املندمجة فيما يتعلق بالتعرف على زمالء العمل الجدد‪ ،‬وعلى‬
‫السياسات الجديدة وإلاجراءات الجديدة‪( .‬أ) تتولد الغيرة واملنافسة الداخلية وكذلك الاحتكاكات‬
‫التي غالبا ما تحدث بين موظفي البنوك املندمجة‪( .‬ج) تنشأ صعوبات كبيرة في التكيف واملتعلقة‬
‫بعدة قضايا مثل‪ :‬توحيد ثقافات شركات مختلفة من البنوك‪ ،‬وإعداد جداول املرتبات املختلفة من‬
‫إلاعانات واملنافع وطرق مختلفة من الترقيات‪)2( .‬‬

‫‪ )3‬زيادة البيروقراطية في الحجم الكبير وطول خطوط املسؤولية واتخاذ القرار مما يؤدي إلى ارتفاع‬
‫تكلفة الخدمة املصرفية وليس انخفاضها‪.‬‬
‫‪ )4‬قد يترتب على الاندماج املصرفي تركز في الصناعة املصرفية إلى درجة الحد من الاختيارات املتاحة‬
‫أمام العمالء وارتفاع معدالت الرسوم إلاضافية نتيجة لهذا التركز‪.‬‬
‫‪ )5‬زيادة املخاطر الناتجة عن إخفاء املعلومات والبيانات مما يؤدي زيادة ألاخطاء وتراكم الانحرافات‬
‫وعدم تداركها وتصحيحها في الوقت املناسب‪.‬‬
‫‪ )6‬يترتب على الاندماج املصرفي الكثير من املشكالت التي تكون تكلفة التعامل معها مرتفعة‪ ،‬مثل إعادة‬
‫هيكلة العمالة وغلق بعض الفروع مما ينجر عنه ارتفاع البطالة نتيجة تسريح بعض العمال(‪ .)3‬وفي‬

‫(‪ )1‬سعاد حوحو‪ ،‬خوصصة البنوك العمومية واندماجها وأثرهما على الاقتصاد ‪-‬دراسة استشرافية لحالة الجزائر ‪ ،-‬أطروحة دكتوراه‬
‫غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم العلوم الاقتصادية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2113/2112 ،‬ص‪.18 :‬‬
‫‪)2( GEORGIOS KYRIAZOPOULOS -DIMITRIOS PETROPOULOS, op . cit, p: 451‬‬

‫(‪ )3‬سعاد حوحو‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص‪.12 - 18 :‬‬

‫‪89‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السادس ________________________________________________ الاندماج البنكي والخوصصة املصرفية‬

‫هذا إلاطار تجدر إلاشارة إلى أنه‪( :‬أ) مشاكل الفروع واملرافق ألاخرى التي قد ال تكون هناك حاجة لها‬
‫بعد الاندماج وال يمكن تأجيرها أو بيعها؛ (ب) في بعض الحاالت من عمليات الاندماج سوف تكون‬
‫هناك حاجة إلى شعارات جديدة‪ ،‬مواد الكتابة الجديدة‪ ،‬وألاشكال الجديدة أو املنشورات الخ‪،‬‬
‫وبالتالي مخزونات جديدة للمواد املستهلكة وألادوات واملعدات واملوجودة بالفعل بتكلفة إضافية؛‬
‫(ج) إمكانية أن البنك الذي سيتم إنشاؤه بعد عملية الدمج سوف يكون لديه فائض في املوظفين في‬
‫بعض إلادارات أو املناصب‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬فمن املمكن أن يجري مضاعفة ما يلزم من متخصصين‬
‫في شؤون أسواق الصرف ألاجنبي‪ ،‬وفي شؤون مسائل تدريب املوظفين‪ ...‬الخ؛ (د) التكلفة الاجتماعية‬
‫العالية ألنه عادة ما لوحظ انخفاض في فرص العمل الناجمة عن تسريح العاملين‪)1( .‬‬

‫‪ )7‬زيادة وقع تعثر البنوك العمالقة على الاقتصاد الوطني ككل‪ ،‬فقد يقود إفالس بنك كبير إلى كارثة‬
‫مالية‪.‬‬
‫‪ )8‬نتيجة الاندماج املصرفي‪ ،‬وكبر حجم البنوك وما ينجم عنها من أوضاع احتكارية وشبه احتكارية‬
‫وانعدام مميزات املنافسة‪ ،‬وكذلك أوضاع غير توازنية تدفع الختالفات عميقة في السوق املصرفية‪،‬‬
‫قد يختفي الحافز على التطوير وانعدام الدافع على الانجاز والتجويد والابتكار‪ ،‬وهذا ما يؤثر سلبا‬
‫على العمالء والنشاط الاستثماري بصفة عامة‪ ،‬كما يؤدي إلى تجميع قوة اقتصادية وبالتالي سياسية‬
‫وما يتبع ذلك من تسلط وتحكم(‪.)2‬‬
‫ويبدو أن تلك املحاذير والتكاليف الناجمة عن الاندماج املصرفي قد تكون صحيحة في ألاجل‬
‫القصير إال أنها يمكن أن تختفي في ألاجل املتوسط أو الطويل مع تحقيق املنافع سالفة الذكر‪ ،‬كما أن‬
‫فعالية الدور الرقابي للبنك املركزي قد تحول دون حدوث مساوئ احتكارية ناجمة عن الاندماج‪ .‬كما‬
‫يمكن للحكومات سن قوانين ووضع ضوابط تحكم عمليات الاندماج املصرفي تحسبا لحاالت الخروج‬
‫عن السيطرة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط وضوابط ومحددات استراتيجية الاندماج املصرفي‬


‫لتعظيم منافع الاندماج املصرفي وتدنية تكاليفه‪ ،‬البد من توافر شروط وضوابط ومحددات تكفل‬
‫نجاح تبني استراتيجية الاندماج املصرفي‪ ،‬وهو ألامر املوض فيما يلي‪)3( :‬‬

‫‪ -1‬شروط نجاح استراتيجية الاندماج املصرفي‪:‬‬


‫لكي يكتب لعملية الاندماج املصرفي النجاح البد من توفر جملة من الشروط‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪)1( GEORGIOS KYRIAZOPOULOS -DIMITRIOS PETROPOULOS, op . cit, p: 451‬‬

‫(‪ )2‬سعاد حوحو‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص‪.12 - 18 :‬‬


‫(‪ )3‬وردة شناقر‪ ،‬أثر الاندماج املصرفي على القدرة التنافسية للبنوك التجارية‪ :‬دراسة حالة الجهاز املصرفي الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير‬
‫غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم العلوم الاقتصادية‪ ،‬تخصص‪ :‬نقود وتمويل‪ ،‬جامعة بسكرة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2111 /2111 ،‬ص ص‪.22 – 28 :‬‬

‫‪89‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السادس ________________________________________________ الاندماج البنكي والخوصصة املصرفية‬

‫أن تتوافر رغبة حقيقية صادقة لدى القائمين بعملية الاندماج‪ ،‬وتوفير إطار من الصالحيات‬ ‫‪)1‬‬
‫والسلطات الكفيلة بنجاح عملية الاندماج املصرفي‪ .‬كما يجب أن يخضع قرار الاندماج لدراسة‬
‫اقتصادية‪ ،‬وتسويقية‪ ،‬وقانونية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬وتعاونية ملعالجة أوجه الاختالالت القائمة في‬
‫البنوك املندمجة وإلقامة توازنات حركية دافعة لنجاح عملية الاندماج‪.‬‬
‫إعداد تصور واقعي عملي ملراحل الاندماج املصرفي يتضمن تحضير املحيط الداخلي والخارجي‬ ‫‪)2‬‬
‫باإلضافة إلى تسطير جدول زمني إلتمام العملية‪ .‬ناهيك عن تحديد اسم الكيان املصرفي الجديد‪،‬‬
‫مجلس إلادارة‪ ،‬العالمة التجارية‪ ،‬الخدمات املصرفية التي سيتم تقديمها وغيرها‪.‬‬
‫إحداث تنسيق فعال ما بين وحدات البنوك املندمجة‪ ،‬وتنسيق اللوائح والقوانين والقرارات‪،‬‬ ‫‪)3‬‬
‫ووضع شبكة كفؤة لالتصاالت وإرساء مبدأ الارتياح لكافة املستخدمين‪.‬‬
‫توفير املوارد املالية والبشرية والتجهيزات املناسبة لإلنفاق على عملية الاندماج‪.‬‬ ‫‪)4‬‬

‫‪ -2‬ضوابط عملية الاندماج املصرفي‬


‫تحتاج الشروط سالفة الذكر إلى ضوابط داعمة إلنجاح عملية الاندماج نذكر أهمها‪:‬‬
‫‪ )1‬ضرورة توافر املعلومات والشفافية بما يسمح بمعرفة كافة البيانات التفصيلية عن كل بنك من‬
‫البنوك الراغبة في الاندماج مثل حجم الودائع والقروض ودرجة كفاية املخصصات املعمول بها‬
‫ملواجهة الديون املشكوك في تحصيلها والديون املعدومة باإلضافة إلى معرفة حجم العمالة‬
‫وخبراتـها‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫‪ )2‬ضرورة مراعاة وجهات النظر واملواقف املختلفة ملجالس إلادارات والعاملين في البنوك املستهدفة‬
‫من الدمج حتى تتم العملية دون عقبات أو مقاومة كبيرة‪.‬‬
‫‪ )3‬التركيز على البنوك التي لها ميزة تنافسية في السوق املصرفي‪ ،‬وعدم التوجه لشراء مصرف صغير‬
‫ذي حصة سوقية مرشحة لالنكماش مستقبال بفعل تزايد حدة املنافسة‪.‬‬
‫‪ )4‬يجب أن ال ينظر لعملية الدمج على أنها غاية في حد ذاتها‪ ،‬بل هي وسيلة لرفع كفاءة ألاداء‬
‫املصرفي وتدعيم املالءة املالية وتحديث النظم إلادارية‪.‬‬
‫‪ )5‬يجب أن تحدث عمليات الاندماج بناء على خصائص ودراسات وافية ومنفصلة مع الاستفادة‬
‫من تجارب الدول املتقدمة والنامية في هذا املجال‪ ،‬ذلك ألن هذه العمليات إذا تمت خارج إطار‬
‫الدراسة الكافية والشاملة لكل املعطيات التي تتعلق بها‪ ،‬فإنه يمكن أن يترتب عليها تكاليف‬
‫مرتفعة للغاية على البنوك املندمجة ذاتها وربما تطال القطاع املصرفي والاقتصاد الوطني‪،‬‬
‫ويجب على السلطات النقدية القيام بإجراء تقييم لهذه الدراسات والتحقق من سالمتها ودقة‬
‫النتائج التي توصلت إليها‪ ،‬وتحديد معايير الاختيار للبنوك املندمجة‪ ،‬مع تحديد املراحل الواجب‬
‫املرور بها قبل البدء في اتخاذ قرار الاندماج‪.‬‬

‫‪88‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السادس ________________________________________________ الاندماج البنكي والخوصصة املصرفية‬

‫أن يتم تحديد ألاهداف طويلة ألاجل للمصاريف الداخلة في عمليات الاندماج وذلك بالتحقق‬ ‫‪)6‬‬
‫من مجموعة من املعايير الحاكمة لعملية الدمج مثل مدى تحسن إلايرادات املستقبلية‪ ،‬والتقدم‬
‫في درجة التكنولوجيا‪ ،‬ونسبة التواجد والانتشار في ألاسواق وتقديم خدمات وأنشطة جديدة‪.‬‬
‫أن يسبق الاندماج املصرفي عمليات إعادة هيكلة مالية وإدارية للبنوك الداخلة في عملية‬ ‫‪)7‬‬
‫الاندماج‪ ،‬ويتطلب ذلك عالج مشاكل معينة كالقروض الرديئة والعمالة الزائدة‪ ،‬واختالل‬
‫السيولة‪ ،‬واملراكز املالية‪.‬‬
‫ضرورة توفر مجموعة من الحوافز املشجعة لعمليات الاندماج املصرفي كاإلعفاءات الضريبية‬ ‫‪)8‬‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫تفادي الاندماج القسري للبنوك وعدم اللجوء إليه إال في الحاالت الاستثنائية التي تحددها‬ ‫‪)9‬‬
‫السلطات النقدية‪ ،‬وأن يحدث الاندماج في ظل الظروف العادية‪.‬‬

‫‪ -3‬محددات استراتيجية الاندماج املصرفي‬


‫يعكس الشكل رقم (‪ )3‬أهداف عملية الاندماج املصرفي والتي تتمثل في الوصول بالوحدة املصرفية‬
‫إلى حجم معين يعكس زيادة الكفاءة وتخفيض التكاليف وتعظيم ألارباح وزيادة القدرات التنافسية التي‬
‫تعمل على الاستمرار والنمو والبقاء ومواجهة املنافسة وزيادة القدرة على مواجهة ألازمات واملخاطر التي‬
‫قد تعصف باملركز املالي للبنك وتعرضه لإلفالس‪ .‬ويتطلب تحقيق تلك ألاهداف أن يأخذ صانعوا قرار‬
‫الاندماج املصرفي في اعتبارهم مجموعة من املحددات الهامة والالزمة لنجاح عملية الاندماج وتحقيق‬
‫ألاهداف املرجوة منها‪ ،‬ومن أهم هذه املحددات‪)1( :‬‬

‫‪ )1‬تحديد ألاهداف الطويلة ألاجل للكيان املصرفي الجديد والتحقق من مجموعة املعايير الحاكمة‬
‫لعملية الاندماج املصرفي وذات العالقة بتلك ألاهداف وهي‪:‬‬
‫‪ -‬مدى تحسن إلايرادات املستقبلية من خالل الاندماج املصرفي‪.‬‬
‫‪ -‬مدى التحسن في إدارة املخاطر املصرفية ودرجة انخفاض تلك املخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬مدى تحقيق الاستخدام ألامثل لإلمكانيات واملوارد املالية املتاحة للبنوك املندمجة‪.‬‬
‫‪ -‬درجة التكنولوجيا املصرفية واملالية التي يمكن الحصول عليها جراء عملية الاندماج املصرفي‪.‬‬
‫‪ -‬مدى إمكانية استيفاء شروط املالءة وكفاية رأس املال وفقا لقواعد بازل‪.‬‬
‫‪ -‬مدى تحقق انخفاض في تكاليف التمويل وتكاليف الخدمات املصرفية املقدمة للعمالء‬
‫واملشروعات‪.‬‬
‫‪ -‬مدى إتاحة الفرصة إلنشاء أنشطة جديدة تتوافق مع التحوالت الاقتصادية املحلية والعاملية‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬إلاصالح املصرفي ومقررات لجنة بازل ‪ ،3‬مرج سابق‪ ،‬ص ص‪.221 - 228 :‬‬

‫‪88‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السادس ________________________________________________ الاندماج البنكي والخوصصة املصرفية‬

‫‪ -‬مدى القدرة على تعظيم فرص الاستثمار املربحة نتيجة لعملية الاندماج‪.‬‬
‫‪ -‬وهكذا ال تتحدد فقط ألاهداف طويلة ألاجل للكيان املصرفي الجديد بل حتى نوعية النمو‬
‫املطلوب لهذا الكيان‪.‬‬
‫سالمة السياسات املصرفية للكيان املصرفي الجديد بعد الاندماج‪ ،‬وهذا من منطلق كثرة باقي‬ ‫‪)2‬‬
‫الوحدات املصرفية ألاخرى ودرجة سالمتها العالية مهما كان حجمها‪ ،‬ناهيك عن أن الاندماج يتطلب‬
‫فترة إبطاء حيث تتم إعادة تقييم ألاداء إلاجمالي وإدارة وسياسات البنوك (سياسية الائتمان‪،‬‬
‫الودائع‪ ،‬الاستثمار‪ ،‬هيكل رأس املال‪ ،‬سياسات توزيع ألارباح وهيكل تكاليف التسعير والتشغيل‬
‫وغيرها)‪ ،‬وهذا بغرض الاطمئنان على توافقها وانسجامها مع أهداف وسمات الكيان املصرفي الجديد‬
‫بعد الاندماج‪.‬‬
‫موقف إلادارة والعاملين في البنوك محل الاندماج‪ ،‬حيث توجد معارضة من إلادارة وخاصة أن‬ ‫‪)3‬‬
‫تحقيق الاندماج يحتاج إلى إعادة هيكلة إدارة البنكين الداخلين في الاندماج والسبيل إلى نجاح ذلك‬
‫هو ضرورة النظر إلى أدوار ومواقع كل إدارة في إطار ألاهداف الطويلة ألاجل املؤمل تحقيقها‪ .‬ومن‬
‫ناحية أخرى قد يكون هناك مشكالت للعمالة والتي تستدعي حلها وتحقيق إعادة هيكلة العمالة‬
‫تعظم العائد للبنك الجديد‪.‬‬
‫فعالية الرقابة املصرفية على عملية الاندماج املصرفي ورفع كفاءة هذه الرقابة وتدعيم املالءة املالية‬ ‫‪)4‬‬
‫وتطوير التشريعات املصرفية و تحديث إدارة البنوك‪ ،‬حيث أن الاندماج املصرفي ال يغني عن توافر‬
‫نوع من الرقابة املصرفية الفعالة في البنوك املندمجة ذاتها‪ ،‬بما ال يتعارض مع طبيعة العمليات‬
‫املصرفية واملالية التي يجب أن تؤدى بالدقة الكافية وبأسلوب يتسم بالسرعة وعدم التعقيد‪.‬‬
‫استمرار درجة من املنافسة بعد إجراء عمليات الاندماج املصرفي ومنع حدوث الاحتكار من خالل‬ ‫‪)5‬‬
‫سن القوانين الالزمة‪.‬‬
‫حجم تكاليف الاندماج املصرفي حيث هناك نوعين من التكاليف هي‪ :‬تكاليف الوكالة نتيجة لالندماج‬ ‫‪)6‬‬
‫وتكاليف إعادة الهيكلة التي تسبق عملية الاندماج‪.‬‬
‫تمويل عملية الاندماج املصرفي‪ ،‬وذلك من خالل أسلوبين‪ ،‬هما أسلوب شراء ألاصول وأسلوب شراء‬ ‫‪)7‬‬
‫ألاسهم‪ ،‬وفي كل ألاحوال يتطلب الاندماج املصرفي تمويال طويل ألاجل ومن الطرق الشائعة لتمويل‬
‫الاندماج إصدار أسهم إضافية للحصول على ذلك التمويل وبيع ألاسهم إلاضافية يمكن استخدام‬
‫الحصيلة في شراء أسهم البنك املستهدف‪ ،‬تمويل الاندماج املصرفي أيضا باإلقراض‪ ،‬وهو ما يزيد‬
‫من املديونية‪ ،‬وفي كل ألاحوال يتم املفاضلة بين مصادر تمويل الاندماج املصرفي بحيث يتم اختيار‬
‫أفضل مصدر تمويلي مناسب لالندماج‪.‬‬
‫التغير املحتمل في ربحية السهم للكيان املصرفي الجديد‪ ،‬ومن الضروري أن تجري الدراسات الالزمة‬ ‫‪)8‬‬
‫لهذا املحدد الرئيس ي بدقة عالية‪ ،‬وتصور املستويات املستقبلية للربحية وأسعار ألاسهم الجديدة‪.‬‬

‫‪88‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السادس ________________________________________________ الاندماج البنكي والخوصصة املصرفية‬

‫‪ )9‬ضرورة وجود خطة حوافز محكمة للعاملين في الكيان املصرفي الجديد يساعد على عملية الاندماج‪،‬‬
‫وفي نفس الوقت البد من توافر مجلس إدارة للكيان الجديد أكثر تناسبا مع ألاوضاع الجديدة بعد‬
‫الاندماج املنشود يتميز بالكفاءة وتزايد القدرة على تسويق املنتجات املصرفية والتعامل مع‬
‫التكنولوجيات املصرفية‪ ،‬ويزيد من ربحية الكيان الجديد ويستغل الفرص ويعظم العائد ويزيد من‬
‫القدرة التنافسية‪.‬‬
‫الشكل ‪ :3‬إطار عالقة محددات الاندماج باألداء املصرفي‬
‫ألاداء املصرفي‬

‫ألاداء املصرفي‬

‫املصدر‪ :‬محمود رمضان محمد السيد عمار‪ ،‬أثر الاندماج على ألاداء املصرفي (دراسة تطبيقية على قطاع البنوك‬
‫التجارية في مصر ودول مجلس التعاون الخليجي)‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية التجارة وإدارة ألاعمال‪ ،‬قسم‬
‫إدارة ألاعمال‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬مصر‪ ،2111 ،‬ص‪.112 :‬‬

‫‪85‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السادس ________________________________________________ الاندماج البنكي والخوصصة املصرفية‬

‫ثالثا‪ :‬مفهوم الخوصصة وأبعادها املختلفة‬


‫‪ -1‬مفهوم الخوصصة‬
‫تعتبر كلمة "الخوصصة" كلمة حديثة النشأة‪ ،‬فعبارات "‪ "Privatize‬و "‪ "Privatization‬ظهرت ألول‬
‫مرة في الطبعة التاسعة لـ"‪ "Weboter's New Collegate Dictionnary‬في سنة ‪ ,1113‬وأول استعمال هام‬
‫لهذه الكلمة كان في سنة ‪ 1121‬في أمريكا حيث كانت أكثر املصطلحات ثورية في التاريخ الحديث للسياسة‬
‫الاقتصادية‪)1(.‬‬

‫ولقد تعددت املفاهيم والتعاريف املقدمة ملصطل الخوصصة 'أو الخصخصة' كما تعددت رؤى‬
‫الاقتصاديين لهذا املفهوم‪ ،‬وبصفة عامة يمكن تناول التعريفات التالية‪:‬‬
‫تعرف الخوصصة على أنها "مجموعة من السياسات املتكاملة التي تستهدف الاعتماد ألاكبر على‬
‫آليات السوق ومبادرات القطاع الخاص واملنافسة من أجل تحقيق أهداف التنمية والعدالة‬
‫الاجتماعية‪)2(".‬‬

‫أو كما يعرفها البنك الدولي بـأنها "الزيادة في مشاركة القطاع الخاص في إدارة ملكية ألانشطة‬
‫وألاصول التي تسيطر عليها الحكومة أو تمتلكها‪.‬‬
‫فيما يحدد البعض هذا املفهوم من خالل اتجاهات يدور حولها مفهوم الخوصصة‪ ،‬وتتمثل هذه‬
‫الاتجاهات في‪)3(:‬‬

‫‪ ‬الخصخصة تعني توسي امللكية الخاصة‪ :‬وهذا من خالل منح دور متزايد للقطاع الخاص داخل‬
‫الاقتصاد‪ ،‬وهو املفهوم الذي عرف اتباعا متزايدا من قبل العديد من الدول‪ ،‬ويتم من خالل‬
‫التخفيض التدريجي لدور القطاع العام في النشاط الاقتصادي وذلك بزيادة نصيب القطاع‬
‫الخاص عن طريق عقود إلايجار ومنح الامتيازات‪.‬‬
‫‪ ‬الخصخصة تعني التخلص من الوحدات الخاسرة في القطاع العام‪ :‬وذلك عن طريق تحويل‬
‫هذه الوحدات إلى القطاع الخاص وتشجيعه الدخول فيها لتحقيق إنتاجية وربحية أعلى لها‪،‬‬
‫وبالتالي التخلص من ألانشطة الخاسرة للدولة وانتشال الاقتصاد من عثرته‪.‬‬
‫‪ ‬الخصخصة تعني الرغبة في التخلص من الاقتصاد الاشتراكي‪ :‬فقد تبنت معظم النظم‬
‫الاقتصادية في العالم نهج اقتصاد السوق وحتى الدول التي ال تزال تتمسك بالنموذج الاشتراكي‬
‫بدأت وبشكل بطيء وغير معلن تبني مفهوم الخصخصة‪.‬‬

‫(‪ )1‬ميلودي محمد كريم‪ ،‬الجهاز املصرفي في ظل العوملة (حالة الجزائر)‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستير في العلوم الاقتصادية فرع‬
‫نقود ومالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2112/2113 ,‬ص‪.12 :‬‬
‫(‪ )2‬إيهاب الدسوقي‪ ،‬التخصيصية وإلاصالح الاقتصادي في الدول النامية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1111 ,‬ص ص‪.12-13 :‬‬
‫(‪ )3‬أحمد ماهر‪ ،‬دليل املدير في الخصخصة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2112 ,‬ص ص‪.28-21 :‬‬

‫‪88‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السادس ________________________________________________ الاندماج البنكي والخوصصة املصرفية‬

‫‪ ‬الخصخصة هي عكس التأميم‪ :‬فبعكس التأميم الذي يعني تحويل امللكية الخاصة إلى عامة يشير‬
‫مصطل الخوصصة إلى الاتجاه املعاكس‪ ،‬مع الاختالف الكبير من حيث ألاوضاع‪ ،‬ألاساليب‬
‫وإلاجراءات التي ترافق كال منهما‪.‬‬

‫‪ -2‬ألابعاد املختلفة للخوصصة املصرفية‬


‫بالنظر لخصوصية النشاط املصرفي وألاهمية الكبرى التي تمثلها البنوك‪ ،‬فإنه يتعين مراعاة‬
‫ألابعاد املختلفة التي تحكم هذه العملية لضمان تحقيق النجاح والوصول إلى ألاهداف املرسومة‪ ،‬وتتمثل‬
‫أهم هذه ألابعاد فيما يلي‪1:‬‬

‫‪ )1‬البعد إلاداري‪ :‬يتيح هذا البعد إمكانية التخلص من النظم إلادارية املطبقة في ظل امللكية العامة‪،‬‬
‫ألامر الذي يؤدي إلى مرونة العمل إلاداري وتشبعه بعناصر الابتكار واملبادأة والتطوير والتي تحتاج‬
‫إلى مناخ من الحرية وهو ما يتوفر في ظل الخوصصة‪.‬‬
‫‪ )2‬البعد التنموي للبنوك العامة وضرورة مراعاته‪ :‬ساهمت وتساهم البنوك العمومية بشكل كبير في‬
‫دعم عمليات التنمية من خالل أدوار هامة تعتبر هذه البنوك ألاقدر على القيام بها‪ ،‬وعليه فهذا‬
‫البعد يشير إلى أن خوصصة البنوك العمومية يجب أن تتم بدون إلاخالل بالدور الذي تلعبه هذه‬
‫البنوك في التنمية الاقتصادية والاجتماعية‪.‬‬
‫‪ )3‬البعد الاجتماعي للبنوك العامة وكيفية التعامل معه‪ :‬تتحمل البنوك العمومية ما يسمى‬
‫باملسؤولية الاجتماعية من حيث الحجم الكبير للعمالة املوجودة في هذه البنوك‪ ،‬وكذا تقديمها‬
‫لخدمات مصرفية ذات طابع اجتماعي‪ ،‬وهو ما يتطلب وضع حلول عالجية ملا يمكن أن تتركه‬
‫الخوصصة من أثر في هذا املجال‪.‬‬
‫‪ )4‬البعد الخاص باختيار ألاسلوب املناسب لخوصصة البنوك‪ :‬تخضع عملية خوصصة البنوك‬
‫العمومية في تنفيذها إلى أحد ألاساليب التالية‪ ،‬وهذا بالنظر إلى صيغة امللكية وألاهداف املراد‬
‫تحقيقها من وراء هذه العملية‪:‬‬
‫‪ ‬ألاسلوب ألاول‪ :‬زيادة رأسمال البنك املختار للخوصصة من خالل الاكتتاب العام لصال القطاع‬
‫الخـاص‪.‬‬
‫‪ ‬ألاسلوب الثاني‪ :‬طرح أسهم رأس املال الكلي لالكتتاب من خالل البورصة‪ ،‬وهو ما يتطلب تقييم‬
‫أصول وخصوم البنك لتحديد قيمة السهم الواحد‪ ،‬ويكون هذا التقييم بمعرفة جهات متعددة‬
‫وتحت إشراف البنك املركزي‪.‬‬
‫‪ ‬ألاسلوب الثالث‪ :‬يتضمن هذا ألاسلوب خوصصة إلادارة مع الاحتفاظ بامللكية العامة لرأس‬
‫املال وهذا لالستفادة من الوفورات واملزايا إلادارية التي يتيحها العمل وفق أساليب إلادارة‬
‫الخاصة‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬العوملة واقتصاديات البنوك‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص ص‪.211-212 :‬‬

‫‪999‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السادس ________________________________________________ الاندماج البنكي والخوصصة املصرفية‬

‫‪ ‬ألاسلوب الرابع‪ :‬البيع ملستثمر رئيس ي مع وجود اختالف بشأن جنسية هذا ألاخير‪ ،‬فالبعض‬
‫يرى أن يكون غير أجنبي العتبارات السيطرة ألاجنبية على هذا القطاع الحساس‪ ،‬بينما يرى‬
‫آخرون أن يكون البيع لصال مستثمر رئيس ي أجنبي لالستفادة من إمكانياته التكنولوجية‬
‫وإلادارية املتطورة‪.‬‬
‫‪ )5‬البعد الزمني لخوصصة البنوك‪ :‬يشير هذا البعد إلى اتجاهين رئيسيين على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬الاتجاه ألاول‪ :‬يفضل أصحاب هذا الاتجاه أن تتم خوصصة البنوك بعد الانتهاء من خوصصة‬
‫املشروعات إلانتاجية وغير إلانتاجية وهذا إلتاحة فك الاشتباك املالي بين هذه املشروعات‬
‫والبنوك وهو ما سيحسن من وضعية البنوك‪ ،‬هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ضرورة مراعاة‬
‫الطاقة الاستيعابية لسوق رأس املال‪.‬‬
‫‪ ‬الاتجاه الثاني‪ :‬يفضل البدء بخوصصة البنوك في مرحلة مبكرة ودون التأجيل‪ ،‬وهذا من خالل‬
‫خطة هادئة وتدريجية تضمن رواج أسهم البنوك على حساب أسهم القطاعات ألاخرى مع‬
‫إحداث توازن داخل سوق رأس املال‪.‬‬
‫إال أن ما يمكن مالحظته بخصوص الاتجاهين السابقين أنه قد ال توجد أساسا مفاضلة‬
‫بين هذين الخيارين وخصوصا في حال إتباع أسلوب خوصصة تدريجي ومرحلي‪ ،‬يتضمن‬
‫خوصصة جزئية بأسلوب توسيع امللكية‪.‬‬
‫‪ )6‬البعد القانوني لخوصصة البنوك‪ :‬يتحقق هذا البعد من خالل وضع التشريعات والقوانين‬
‫املناسبة إليجاد قاعدة قانونية متينة تضمن التحول السليم للبنوك العمومية إلى امللكية الخاصة‬
‫وتوض مختلف الجوانب النظامية املتعلقة بهذه العملية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أهداف خوصصة البنوك وضوابط نجاحها‬


‫‪ -1‬ألاهداف املتوق تحقيقها من خوصصة البنوك‬
‫ترمي خوصصة البنوك إلى تحقيق العديد من الجوانب إلايجابية التي تسمح بإعادة الحيوية لهذه‬
‫املؤسسات ورفع إنتاجيتها وضمان مسايرتها للمستجدات التي يعرفها القطاع املصرفي واملالي عامليا‪ ،‬ومن‬
‫أهم ألاهداف التي يتوقع تحقيقها من خوصصة البنوك نذكر آلاتي‪)1(:‬‬

‫‪ )1‬تعميق املنافسة في السوق املصرفية وتحسين ألاداء املصرفي‪ :‬يعد تعميق املنافسة املصرفية من‬
‫أبرز ألاهداف التي ترمي إليها عملية خوصصة البنوك‪ ،‬ألنه يؤدي إلى خفض هامش الوساطة املالية‪،‬‬
‫ويساعد على إعادة تخصيص الائتمان املصرفي باالستناد إلى املعايير الاقتصادية السليمة‪.‬‬
‫كما أن املنافسة املصرفية تساهم في تحسين أداء املؤسسات املصرفية في اتجاهات عديدة‬
‫ووضعها في موقع يسمح لها بالبقاء والاستمرار في ظل املنافسة العاملية املتزايدة‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬العوملة واقتصاديات البنوك‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص ص‪.223-222 :‬‬

‫‪999‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السادس ________________________________________________ الاندماج البنكي والخوصصة املصرفية‬

‫‪ )2‬تنشيط سوق ألاوراق املالية وتوسي قاعدة امللكية‪ :‬تساعد عملية خوصصة البنوك العامة وطرح‬
‫أسهمها في سوق ألاوراق املالية على تنشيط وزيادة عمليات التداول عليها‪ ،‬مما يؤدي إلى توسيع هذه‬
‫السوق وتعميقها وتطويرها‪ ،‬كما أن طرح أسهم هذه البنوك لالكتتاب العام يعمل على توسيع قاعدة‬
‫امللكية ألفراد املجتمع واستثمار مدخراتهم في شراء هذه ألاسهم‪.‬‬
‫‪ )3‬تحديث إلادارة وزيادة كفاءة أداء الخدمات املصرفية‪ :‬تتيح خوصصة البنوك العامة هامش حرية‬
‫كبير إلدارة هذه ألاخيرة‪" ،‬وهو ما يضمن مرونة العمل إلاداري وتحريره في سعيه إلى املخاطرة واملغامرة‬
‫في مجال ألاعمال‪ ،‬ألن الابتكار واملبادرة والتطوير يحتاج إلى مناخ من الحرية"(‪ ،)2‬ومما يزيد من أهمية‬
‫تحرير إلادارة وزيادة درجة استقاللها هو خضوع البنوك لعوامل املنافسة والتطوير الدائم في‬
‫تكنولوجيا العمل املصرفي‪ ،‬وكل ذلك للوصول إلى تقديم الخدمات املصرفية بكفاءة أعلى‪.‬‬
‫‪ )4‬ترشيد إلانفاق العام وإدارة أفضل للسياسة النقدية‪ :‬يتوقع أن يؤدي خفض سيطرة الدولة على‬
‫البنوك العامة إلى ترشيد إلانفاق العام وإتاحة إدارة أفضل للسياسة النقدية باستخدام الطرق غير‬
‫املباشرة كعمليات السوق املفتوحة‪ ،‬ويدعم هذا الاتجاه وجود سوق أوراق مالية متطورة‪.‬‬

‫‪ -2‬شروط وضوابط نجاح خوصصة البنوك‬


‫إن السير قدما في تنفيذ عملية الخوصصة التي تمليها ألاسباب والدوافع سابقة الذكر والتي تثمنها‬
‫ألاهداف وإلايجابيات املتوقع تحقيقها‪ ،‬يتطلب العديد من املحاذير والضوابط‪ ،‬فالعملية التي عرفت‬
‫كثيرا من التعقيد والصعوبة مقارنة بخوصصة املؤسسات غير املصرفية واملالية‪ ،‬وهي الصعوبة التي‬
‫تعزى بالدرجة ألاولى إلى ما يسبق ويرافق ويلي عملية الخوصصة من إجراءات‪ ،‬تتطلب ضرورة التعامل‬
‫الجدي مع هذه الضوابط بعناية كبيرة ورؤية واضحة‪ ،‬وتتلخص أهم ضوابط نجاح الخوصصة املصرفية‬
‫فيما يلي‪)1(:‬‬

‫‪ ‬القيام بإعادة هيكلة شاملة للبنوك محل الخوصصة‪ ،‬وهذا للتعرف على املشاكل املالية وإلادارية‬
‫التي تواجهها والعمل على تهيئتها للخوصصة‪.‬‬
‫‪ ‬اختيار ألاسلوب ألامثل لخوصصة البنوك وهذا بالنظر إلى مسائل نسب امللكية وجنسية املالك‪.‬‬
‫‪ ‬تأكيد استقاللية البنك املركزي وفاعلية دوره بما ال يخل بضروريات الرقابة على املؤسسات‬
‫املصرفية واملالية‪ ،‬كما يتعين احتفاظ البنك املركزي باحتياطات مرتفعة من النقد ألاجنبي‪،‬‬
‫تسمح له بتلبية احتياجات البنوك منها ومواجهة أي صدمات أو أزمات في سعر الصرف‪.‬‬
‫‪ ‬دعم عملية الخوصصة بالقوانين الالزمة‪ ،‬خصوصا ما يتعلق بدعم املنافسة ومنع الاحتكار‪.‬‬

‫(‪ )2‬أحمد ماهر‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص‪.21 :‬‬


‫(‪ )1‬عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬العوملة واقتصاديات البنوك‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص ص‪.222-223 :‬‬

‫‪999‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السادس ________________________________________________ الاندماج البنكي والخوصصة املصرفية‬

‫‪ ‬تفعيل نظام التأمين على الودائع بما يزيد من قدرة البنوك على املنافسة وتحقيق ألارباح ومواجهة‬
‫املخاطر‪ ،‬وكذا زيادة ثقة املودعين في الجهاز املصرفي ككل‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير الجهاز املصرفي وجعله أكثر تكيفا مع متطلبات العوملة‪ ،‬وهذا بإدخال الطرق الحديثة في‬
‫أداء ألاعمال ودعم أنشطته بأحدث التقنيات التكنولوجية‪ ،‬وبالتالي ال بد أن يسير برنامج‬
‫خوصصة البنوك تدريجيا مع إعداد رؤية موحدة للجهاز املصرفي للتطور التكنولوجي‪ ،‬مع التأكيد‬
‫دائما على الدور الهام املتوقع للبنك املركزي في وضع هذه الرؤية محل التنفيذ‪.‬‬

‫‪999‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السابع‪ :‬إدارة املخاطر البنكية‬

‫أوال‪ :‬اإلطار النظري للمخاطر البنكية‬


‫ثانيا‪ :‬تصنيف وأنواع املخاطر البنكية‬
‫ثالثا‪ :‬مفهوم وأمهية إدارة املخاطر البنكية واألطراف املهتمة‬
‫رابعا‪ :‬مهام ومبادئ إدارة املخاطر البنكية‬
‫الفصل السابع __________________________________________________________ إدارة املخاطر البنكية املالية‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫إن موضوع إدارة املخاطر أصبح محل اهتمام الكثير من السلطات الرقابية أو السلطات النقدية‬
‫بل ايضا استحوذ على اهتمام املؤسسات املالية الدولية ومجموعة العشر والتي تعتبر هي املنظمة‬
‫ألاساسية للعوملة املالية والداعمة ألاساسية لها‪ .‬وباألخص منها لجنة بازل للرقابة البنكية‪ ،‬لذلك فأن‬
‫ادارة املخاطر البنكية أصبحت من املوضوعات ألاساسية التي ركز عليها أصحاب الشأن من البنكيين‬
‫لازمات البنكية التي‬
‫والسلطات الرقابية‪ .‬لذلك فأن اللجنة املذكورة قامت بدراسة وتحليل أسباب ا‬
‫عصفت بمعظم دول العالم وأتضح أن من أهم أسباب تلك ألازمات هي‪ :‬ا‬
‫‪ -‬في عدم إمكانية هذه املؤسسات من إدارة املخاطر البنكية التي تتعرض لها‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف الرقابة الداخلية والخارجية (السلطات الرقابية الوطنية(‪ .‬ا‬

‫أوال‪ :‬إلاطار النظري للمخاطر البنكية‬


‫إن إدارة املخاطر اعتمدت كأساس ملعالجة الكثير من السلبيات في لانشطة البنكية واملالية‪،‬‬
‫اوعليه البد من معرفة مفهوم املخاطر وأنواعها‪ .‬ا‬

‫‪ -1‬الخلفية والتطور‬
‫بدأت دراسة أدارة املخاطر البنكية في أواخر النصف الثاني من القرن العشرين‪ ،‬ففي عام ‪9191‬‬
‫اختار املحفظة ماهي لا محاولة تعظيم العائد املتوقع مقابل تخفيض‬ ‫اشارت دراسة ‪ Markowitz‬الى ان ا‬
‫املخاطر بمعنى ایجاد التوليفة املثلى من املخاطر والعائد من خالل تنويع املحفظة‪ .‬وفي عام ‪ 9191‬طورا‬
‫‪ Sharpe‬نموذج "تقییم لاصول الرأسمالية" وبين مفهوم املخاطر العامة واملخاطر املتبقية‪ ،‬ووفقاا لهذا‬
‫النموذج فانه یمكن تشتيت املخاطر املتبقية (الخاصة بالبنك) عن طريق تنويع املحفظة بينما املخاطر‬
‫ق ‪).‬أما نظرية املراجعة‬‫العامة یمكن قياسها بواسطة معامل بیتا (درجة حساسية لاصول لتغيرات السو ا‬
‫والتي تقدم بها ‪ Ross‬عام ‪ 9199‬فقد ذهبت للقول بان عدد من الع اوامل قد توثر في العائد املتوقع‬
‫لألصولا بمعنى ان املخاطر إلاجمالية هي حصيلة جميع املخاطر املرتبطة بكل عامل من العوامل اضافة‬
‫الى املخاطر املتبقية‪ .‬ا‬
‫وفي أعقاب توالي ألازمات املالیة والبنكية واعتبارا من لازمة املالیة في املكسيك في نهاية عام ‪9111‬‬
‫واوائل عام ‪ 9119‬ومرورا باألزمات املالیة في دول جنوب شرق اسیا والبرازيل وروسيا وتركیا وكانت اكثر‬
‫ألازمات املالیة والبنكية شدة ازمة دول جنوب شرق اسیا في النصف الثاني من عام ‪ 9119‬وعام ‪9111‬‬
‫والتي اثرت تأثيرا ملحوظا على لاقتصاد العالمي وخصوصا على قطاعات املالية والبنكية ‪ ،‬واتضح ان‬

‫‪501‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السابع __________________________________________________________ إدارة املخاطر البنكية املالية‬

‫من اهم اسباب حدوث تلك لازمات البنكية هي تزايد املخاطر البنكية التي واجهتها املصارف من ناحية‬
‫وعدم ادارتها بصورة جيدة من ناحية أخرى‪ )1( .‬ا‬

‫‪ -2‬مفهوم املخاطرة البنكية والعوامل املؤثرة فيها‬


‫يمارس البنك بشكل عام نشاط املتاجرة باملال‪ ،‬حيث يرتكز نشاطه على قبول الودائع ومنح‬
‫لائتمان‪ .‬وهو بهذا املفهوم يعتبر وسيطا بين أولئك الذين لديهم أمولا فائضة وأولئك ذوي الحاجة إليها‪.‬‬
‫وبالنظر إلى طبيعة نشاط البنك نجد أن املخاطر مفهوم لصيق بالعمليات البنكية ومالزم لها‪ ،‬حيث‬
‫يقصد به احتمال أن يكونا التوقع بالعائد املستقبلي خطأ‪ ،‬بما يعني أن املخاطر تتعلق باحتمال ظهور‬
‫حدث غير مرغوب فيه‪ .‬وعموما‪ ،‬فقد تعددت التعاريف الخاصة بمصطلح املخاطر‪ ،‬واختلفت باختالف‬
‫ينظر‬
‫البيئة التي ينتمي إليها كل مهتم بظاهرة املخاطرة‪ ،‬والهدف الذي يسعى إلى تحقيقه‪ ،‬وللزاوية التي ا‬
‫منها للمخاطرة‪ ،‬ومن أهم هذه التعاريف ما يلي‪ :‬ا‬
‫‪ -‬التعريف ألاول‪ :‬تعرف املخاطر بأنها التقلبات في القيمة السوقية للمؤسسة؛‬
‫‪ -‬التعريف الثاني‪ :‬الخطر هو مقياس نسبي ملدى تقلب عائد التدفقات النقدية املتوقع الحصول‬
‫عليها مستقبال؛‬
‫‪ -‬التعريف الثالث‪ :‬املخاطر هي درجة لاختالفات في التدفق النقدي الفعلي للمقترح لاستثماري عن‬
‫التدفق النقدي املقدر أو املتوقع‪ .‬ا‬
‫مما سبق نستنتج أن مصطلح املخاطر البنكية يدل على احتمالية تعرض البنك إلى خسائر غير‬
‫متوقعة وغير مخطط لها فضال عن تذبذب العائد املتوقع على استثمار معين‪ )2( .‬ا‬
‫وفي الواقع‪ ،‬تعد املخاطرة مالزمة لكل نشاط من نشاطات املؤسسات البنكية‪ ،‬لذلك فإنه ينبغي‬
‫على هذه املؤسسات أن تجد توازن بين فرصة الحصول على عوائد لها وبين مواجهتها‪ ،‬وينبغي أيضا أن‬
‫يتسع حذرها من املخاطرة إلى كل أشكالها بما فيها تلك املخاطر البنكية البحتة التي اال تستدعي متابعة‬
‫العميل عند وقوعها بل يتحملها البنك فقط‪ .‬ويواجه البنك عند منح القروض مشكلة تقدير املخاطر‬
‫املتعلقة بالقرض‪ ،‬ويحاول التحكم فيها أو التخفيف من آثارها التي قد تمتد ليس فقط إلى عدم تحقيق‬
‫البنك للعائد املتوقع من القرض‪ ،‬وإنما إلى خسارة ألاموال املقرضة ذاتها‪ ،‬وهناك العديد من التعريفات‬
‫الخاصة بمصطلح املخاطر البنكية‪ ،‬ومن أهمها أن هذه املخاطر تعرف بأنها التقلبات في القيمة السوقية‬
‫للبنك‪ )3( .‬ا‬

‫(‪ )1‬بلسم حسين رهیف‪ ،‬إدارة املخاطر املصرفية ومدى التزام املصارف العراقية بمتطلبات بازل ‪ 2‬دراسة تطبيقية في مصرفي الرشید‬
‫والشرق ألاوسط‪ ،‬مجلة كلية بغداد للعلوم لاقتصادية الجامعة‪ ،‬العدد ‪ ،19‬جامعة بغداد‪ ،‬العراق‪ ،5199 ،‬ص‪215 :‬‬
‫(‪ )2‬حياة نجار‪ ،‬إدارة املخاطر املصرفية وفق اتفاقيات بازل – دراسة واقع البنوك التجارية العمومية الجزائرية ‪ ،-‬أطروحة دكتوراه غير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية العلوم لاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬فرع العلوم لاقتصادية‪ ،‬جامعة سطيف ‪ ،9‬الجزائر‪ ،5191/5192 ،‬ص ص‪:‬‬
‫‪.11 - 11‬‬
‫(‪ )3‬عبد القادر بريش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.519 - 519 :‬‬

‫‪501‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السابع __________________________________________________________ إدارة املخاطر البنكية املالية‬

‫وتنشأ املخاطر البنكية أساسا من مصادر معينة هي‪ :‬نقص التنوع؛ نقص السيولة؛ إرادة البنك‬
‫في التعرض للمخاطر‪ .‬إن هذه املصادر الثالثة متصلة وتؤثر على بعضها البعض‪ ،‬حيث يمكن اعتبار إرادة‬
‫البنوك في التعرض للمخاطر املبرر ألاساس ي للفوائد التي تجنيها‪ .‬فكلما كانت املخاطر املحيطة بمنح‬
‫القروض كبيرة‪ ،‬كلما كان العائد املتوقع منه كبيرا‪ .‬لذلك من املمكن أن تتعرض البنوك إلى املخاطر‬
‫بهدف تعظيم العائد‪ )1( .‬ا‬
‫هذا‪ ،‬وتوجد خمسة عوامل تمارس تأثيرها على املخاطر البنكية يمكن تلخيصها فيما يلي‪ )2( :‬ا‬
‫أ‪ .‬التغيرات القانونية وإلاشرافية‪ :‬تعتبر هذه التغيرات داعمة ملعايير إدارة لائتمان السليمة‪ .‬كما أن‬
‫وضع رقابة رسمية على مركز املخاطرة يعكس نوع املعايير التي تلتزم بتطبيقها إلادارة البنكية‪.‬‬
‫ب‪ .‬تذبذب العوامل الخارجية‪ :‬إن التغيرات والتقلبات في أسعار الفائدة وأسعار الصرف تؤثر بشكل كبير‬
‫على ميزانية املؤسسات‪ ،‬حيث أنها قد تحول أرباحها إلى خسائر‪ ،‬كما أنها تؤثر على خزينة البنك‪،‬‬
‫وذلك ألن البنك حساس للتغيرات في أسعار الفائدة‪.‬‬
‫ج‪ .‬إن بعض النشاطات املالية للبنك ال تظهر في امليزانية على شكل أصول أو التزامات بالرغم أن لها أثر‬
‫واضح على عوائد ومخاطر البنوك‪ ،‬وتتمثل هذه النشاطات في‪:‬‬
‫‪ -‬النشاطات التي تدر أرباحا أو مصاريف دون امتالك أصول أو خلق التزامات‪ ،‬مثال ذلك عمل‬
‫البنك كسمسار حيث يتقاض ى أجرا على توفير ألاموال لطالبيها دون منح قروض أو زيادة الودائع‬
‫لديه‪ ،‬أو أن يحصل على أجر لقاء قيامه بإدارة النقد دون الحاجة إلى أصول أو ترتيب التزامات؛‬
‫‪ -‬التعهدات أو لالتزامات الطارئة‪ ،‬وهو ما يقصد به تعهد البنك بالقيام بعمل معين مستقبال مقابل‬
‫أجر يتقاضاه‪.‬‬
‫د‪ .‬الضغوط ال تنافسية‪ :‬إن البيئة التنافسية التي تعمل بها البنوك تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشرعلى‬
‫املخاطرة‪ .‬وعليه فإن البنوك تعد نفسها ملواجهة املنافسة‪.‬‬
‫ه‪ .‬التطورات التكنولوجية‪ :‬إن التطورات التي تحصل في حقل تكنولوجيا املعلومات تؤثر على العملية‬
‫الكلية التي تشمل تحديد‪ ،‬قياس وادارة املخاطر‪ .‬حيث تعتبر التكنولوجيا من العوامل الرئيسية التي‬
‫تساهم في تحديد مزايا املنافسة بين املؤسسات املختلفة‪ ،‬كما أن تحليل وإدارة املخاطر مبنيان على‬
‫أساس معالجة املعلومات‪.‬‬
‫وبالتالي فإن فعالية وسالمة قرارات البنك تتوقف على قدرته على معرفة املخاطر وتحديد طبيعتها‬
‫والتكيف معها وهو ما يستوجب من البنك ضرورة معرفة مختلف ألانواع الرئيسية للمخاطر البنكية‬
‫وتحديد مصادرها‪ ،‬حتى يتمكن متخذ القرار من الوصول إلى قرارات سليمة وموضوعية‪ .‬ا‬
‫ا‬

‫(‪ )1‬حياة نجار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11 :‬‬


‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪. 91 - 11 :‬‬

‫‪501‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السابع __________________________________________________________ إدارة املخاطر البنكية املالية‬

‫ثانيا‪ :‬تصنيف وأنواع املخاطر البنكية‬


‫النحو التالي‪ :‬ا‬
‫ا‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬يتم عرض أسس تصنيف املخاطر البنكية وأهم أنواعها‪ ،‬وذلك على‬
‫‪ -1‬تصنيف املخاطر البنكية‬
‫هناك عدة مقاييس تصنف على أساسها املخاطر التي تواجهها البنوك‪ .‬فطبقا للتقسيم الكالسيكي‬
‫تصنف املخاطر التي تتعرض لها البنوك إلى أربعة أنواع رئيسية هي‪ :‬املخاطر املالية‪ ،‬مخاطر التشغيل‪،‬‬
‫مخاطر ألاعمال ومخاطر ألاحداث(‪ ،)1‬مثلما يوضحه الشكل رقم (‪ :)1‬ا‬

‫الشكل ‪ :4‬تصنيف وأنواع املخاطر البنكية‬

‫ا‬
‫املصدر‪ :‬حياة نجار‪ ،‬إدارة املخاطر البنكية وفق اتفاقيات بازل – دراسة واقع البنوك التجارية العمومية‬
‫الجزائرية ‪ ،-‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم لاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬فرع العلوم‬
‫لاقتصادية‪ ،‬جامعة سطيف ‪ ،9‬الجزائر‪ ،5191/5192 ،‬ص‪ .99 :‬ا‬

‫(‪ )1‬صالح الدين حسن السيس ي ‪ ،‬الرقابة على أعمال البنوك ومنظمات ألاعمال (تقييم أداء البنوك واملخاطر املصرفية إلالكترونية)‪،‬‬
‫دار الكتاب الحديث‪ ،‬مصر‪ ،5199 ،‬ص ص‪. 511 - 515 :‬‬

‫‪501‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السابع __________________________________________________________ إدارة املخاطر البنكية املالية‬

‫أما من الناحية العلمية (التصنيف على أساس ارتباط الخطر باملؤسسة البنكية) فقد صنفت‬
‫املخاطر التي تواجه البنوك إلى صنفين أساسين هما(‪ )1‬املخاطر النظامية (أو العامة) واملخاطر غير‬
‫النظامية (أو الخاصة)‪:‬‬
‫‪ )1‬املخاطر النظامية‪ :‬تعرف املخاطرة النظامية بأنها تلك املخاطر التي تؤدي إلى تقلب العائد املتوقع‬
‫لكافة لاستثمارات القائمة أو املقترحة في كافة املؤسسات‪.‬‬
‫‪ )2‬املخاطر غير النظامية‪ :‬وهي عبارة عن املخاطرة املتبقية التي تنفرد بها مؤسسة بنكية أو صناعة ما‪،‬‬
‫أو هي ذلك الجزء من املخاطرة الكلية التي تنفرد بها ورقة مالية معينة‪ .‬وهي تنشأ عادة نتيجة ظروف‬
‫معينة مثل ضعف إدارة البنك‪ ،‬إلاضرابات العمالية‪ ،‬ألاخطاء إلادارية وتغير أذواق العمالء نتيجة‬
‫ظهور منتجات جديدة مما يؤثر على عوائد البنك‪ .‬وبالتالي فإن املخاطر الخاصة يمكن التنبؤ بها على‬
‫نحو مستقل‪ ،‬ويمكن كتابتها في شكل معادلة كما يلي‪:‬‬
‫املخاطرة الكلية = املخاطرة النظامية ‪ +‬املخاطرة غير النظامية ا‬
‫وتجدر إلاشارة إلى أن النصيب ألاكبر من املخاطر الكلية يعود إلى املخاطرة النظامية‪ ،‬ألن هذه‬
‫ألاخيرة تمس حركة السوق ككل ويصعب التنبؤ بها ومواجهتها‪ .‬كما أنه يمكن التقليل من املخاطرة غير‬
‫النظامية عن طريق التنويع‪ ،‬وهو ما ال يسمح به في حالة املخاطرة النظامية‪ .‬ا‬

‫‪ -2‬أنواع املخاطر البنكية‬


‫تتعدد أنواع املخاطر البنكية حسب طبيعة النشاط البنكي‪ ،‬وكذلك بيئة ألاعمال التي تنشط فيها‬
‫املنظمات البنكية‪ ،‬حيث تشمل ما يلي‪ :‬ا‬
‫‪ )1‬املخاطر الائتمانية ‪ :Credit Risk‬يعد التوسع لائتماني من ألانشطة الرئيسية للبنوك‪ ،‬والتي ترتبط‬
‫بعدد من املخاطر‪ ،‬مثل توقف العميل عن الوفاء بالتزاماته التعاقدية مع البنك‪ ،‬أو مخاطر التركز‬
‫لائتماني‪ ،‬أو فشل البنك في تحديد جودة ألاصول وما يترتب على ذلك من عدم تكوين املخصصات‬
‫الكافية لتجنب تعرض أموال املودعين لخسائر غير محسوبة‪ ،‬هذا وتشمل املخاطر لائتمانية البنود‬
‫داخل امليزانية مثل القروض والسندات والبنود خارج امليزانية مثل خطابات الضمان أو لاعتمادات‬
‫املستندية‪ .‬ويدعى هذا الخطر كذلك بخطر العميل‪ ،‬وخطر التوقيع‪ ،‬وهو خطر يتعلق بالنشاط البنكي‬
‫من خالل منح قرض ملؤسسة أو شخص طبيعي‪ ،‬أين يواجه البنك خطر إفالس العميل وبالتالي ال‬
‫يوفي عند ميعاد لاستحقاق جزئيا أو كليا بمبلغ ديونه‪ ،‬ومن هنا تظهر مسئولية البنك في ضرورة‬
‫مراعاته توفر الضمانات الكافية لتغطية هذا النوع من الخطر ومنه الخسائر املحتملة‪ .‬وهناك عدد‬
‫من العوامل التي تساهم في حدوث املخاطر لائتمانية منها‪ :‬ا‬
‫أ‪ .‬عوامل خارجية عن نطاق املؤسسة‪ :‬ا‬

‫(‪ )1‬حياة نجار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.95 - 99 :‬‬

‫‪501‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السابع __________________________________________________________ إدارة املخاطر البنكية املالية‬

‫غير متوقع‬ ‫‪ -‬تغيرات ألاوضاع لاقتصادية‪ ،‬كاتجاه لاقتصاد نحو الركود أو الكساد أو حدوث ا‬
‫انهيار ا‬
‫في أسواق املال‪ .‬ا‬
‫‪ -‬تغيرات في حركة السوق يترتب عليها آثار سلبية على املقترضين‪ .‬ا‬
‫ب‪ .‬عوامل داخلية‪ :‬ا‬
‫لاستثمار بالبنك سواء لعدم الخبرة أو لعدم التدريب الكافي‪ .‬ا‬
‫ا‬ ‫‪ -‬ضعف إدارة لائتمان أو‬
‫‪ -‬عدم وجود سياسة ائتمانية رشيدة‪ .‬ا‬
‫‪ -‬ضعف سياسات التسعير‪ .‬ا‬
‫‪ -‬ضعف إجراءات متابعة املخاطر والرقابة عليها‪ .‬ا‬
‫‪ )2‬مخاطر أسعار الصرف ‪ :Foreign Exchange Risk‬تواجه البنوك خطر فقدها لجزء من أصولها‬
‫نتيجة لتحركات أسعار الصرف‪ ،‬وذلك على الرغم مما تتيحه القواعد املحاسبية الراسخة من‬
‫شفافية وتحديد بصورة نموذجية لهذه النوعية من املخاطر‪ ،‬على سبيل املثال فإن تبني البنوك‬
‫ملراكز مفتوحة لعمالتها في وقت تتسم فيه أسعار الصرف بعدم لاستقر اار سوف يسهم في زيادة‬
‫املفتوح العمليات الفورية ‪Spot‬‬
‫ا‬ ‫مخاطر السوق التي يتعرض لها البنك‪ ،‬وهذا يشمل املركز‬
‫‪ Transactions‬والعمليات آلاجلة بأشكالها املختلفة والتي تندرج تحت مسمى املشتقات املالية‬
‫‪ .Derivatives‬ويعرف خطر سعر الصرف بذلك الخطر املرتبط بتطور مستقبلي لسعر صرف عملة‬
‫أجنبية يتحمله مالك أصل أو صاحب ديون أو حقوق مقيمة بتلك العملة (العملة ألاجنبية)‪ ،‬وتؤدي‬
‫التقلبات التي تعرفها أسعار الصرف بالبنوك إلى نتائج يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية‪ ،‬ففي حالة‬
‫زيادة سعر صرف العمالت فإن البنك يحقق أرباحا (فوائد أكبر على القرض)‪ ،‬وبالعكس يمكنه تحمل‬
‫خسارة في حالة انخفاض سعر تلك العملة عن السعر الذي استدان به‪.‬‬
‫‪ )3‬مخاطر أسعار الفائدة ‪ :Interest Rate Risk‬تنشأ هذه املخاطر عن تقلبات أسعار الفائدة بالسوق‬
‫بما يؤدي إلى تحقيق خسائر ملموسة للبنك في حالة عدم اتساق أسعار الفائدة على كل من لالتزامات‬
‫وألاصول‪ ،‬وتتصاعد هذه املخاطر في حالة عدم توافر نظام معلومات لدى البنك يمكنه من الوقوف‬
‫على معدالت تكلفة لالتزامات ومعدالت العائد على ألاصول‪ ،‬أو يساعده على تحديد مقدار الفجوة‬
‫بين ألاصول ولالتزامات لكل عملة من حيث إعادة التسعير ومدى الحساسية ملتغيرات أسعار الفائدة‪.‬‬
‫التغيرات غير املالئمة لسعر‬
‫ا‬ ‫ويعرف خطر سعر الفائدة بالخسارة املحتملة للبنك والناجمة عن‬
‫الفائدة‪ ،‬وتمثل في مدى حساسية التدفقات النقدية سلبيا للتغيرات التي تطرأ على مستوى أسعار‬
‫الفائدة‪ ،‬وتحصل هذه املخاطرة عندما تكون تكلفة املوارد أكبر من عوائد لاستحقاقات وتزداد بزيادة‬
‫ابتعاد تكاليف املوارد عن مردودية تلك لاستخدامات‪ .‬إذا مخاطرة سعر الفائدة تمس كل املتعاملين‬

‫‪550‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السابع __________________________________________________________ إدارة املخاطر البنكية املالية‬

‫في البنوك سواء كانوا مقرضين أو مقترضين‪ ،‬فاملقرض يتحمل خطر انخفاض عوائده إذا انخفضت‬
‫معدالت الفائدة‪ ،‬أما املقترض فيتحمل ارتفاع تكاليف ديونه بارتفاعها‪.‬‬
‫‪ )4‬مخاطر التسعير ‪ :Price Risk‬وتنشأ عن التغيرات في أسعار ألاصول‪ ،‬وبوجه خاص محفظة‬
‫لاستثمارات املالية‪ ،‬وتوجد عوامل خارجية وداخلية تؤثر في مخاطر التسعير وتتمثل العوامل‬
‫الخارجية في الظروف لاقتصادية املحلية ومناخ العمال السائد بالسوق‪ ،‬أما العوامل الداخلية‬
‫فتتعلق بالوحدة لاقتصادية نفسها ومنها الهيكل التمويلي ونتيجة النشاط ومدى كفاءة التشغيل‬
‫وغيرها من الظروف الداخلي‪.‬‬
‫‪ )5‬مخاطر السيولة ‪ :Liquidity Risk‬والتي تنشأ عن عدم قدرة البنك تلبية لالتزامات قبل الغير أو‬
‫تمويل زيادة ألاصول‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى التأثير السلبي على ربحية البنك وخاصة عند عدم القد ارة على‬
‫التسييل الفوري لألصول بتكلفة مقبولة‪ ،‬وقد تقف عدة أسباب وراء التعرض ملخاطر السيولة نذكر‬
‫منها‪ :‬ا‬
‫‪ -‬ضعف تخطيط السيولة بالبنك‪ ،‬مما يؤدي إلى عدم التناسق بين ألاصول ولالتزامات من حيث‬
‫آجال لاستحقاق‪ .‬ا‬
‫‪ -‬سوء توزيع ألاصول على استخدامات يصعب تحويلها ألرصدة سائلة‪ .‬ا‬
‫‪ -‬التحول املفاجئ لبعض لالتزامات العرضية إلى التزامات فعلية‪ .‬ا‬
‫هذا كما تسهم بعض العوامل الخارجية مثل الركود لاقتصادي وألازمات الحادة في أسواق املال‬
‫في التعرض ملخاطر السيولة‪ .‬ا‬
‫‪ )6‬خطر املالءة املالية ‪ :Solvency Risk‬تعرف املالءة املالية بالرصيد الصافي للبنك‪ ،‬بمعنى الفرق بين‬
‫قيمة استعماالته والتزاماته‪ ،‬فنقول أن البنك له مالءة مالية في حالة تفوق استعماالته (موارده)‬
‫على التزاماته‪ ،‬كما تعرف مالءة البنك باحتمال عدم قدرته على الوفاء بالتزاماته‪ ،‬ويحدث ذلك عندما‬
‫تنخفض القيمة السوقية ألصول البنك إلى مستوى أقل من القيمة السوقية اللتزاماته‪ ،‬وهذا يعني‬
‫اضطر إلى تسييل جميع أصوله فلن يكون قادرا على سداد جميع التزاماته و بالتالي تتحقق‬ ‫ا‬ ‫أنه إذا‬
‫خسارة لكل املودعين‪ .‬ويعتبر خطر املالءة املالية كنتيجة ملختلف املخاطر التي يتعرض إليها البنك‪،‬‬
‫بما في ذلك مخاطرة القرض التي تنجم عن فشل البنك في استرداد أمواله‪ ،‬ومخاطرة الفائدة التي‬
‫تجعل تكلفة موارده أكبر من عوائد استخداماته‪ ،‬باإلضافة إلى مخاطر الصرف والسيولة التي تؤثر‬
‫على رأسمال البنك واحتياطاته‪.‬‬
‫‪ )7‬مخاطر التشغيل ‪ :Operational Risk‬يعد قصور الرقابة الداخلية‪ ،‬وضعف سيطرة مجلس إلادارة‬
‫على مجريات ألامور في البنوك من أهم أنواع مخاطر التشغيل التي يمكن أن تؤدي إلى خسائر مالية‬
‫نتيجة الخطأ أو التدليس أو تعطيل تنفيذ القرارات في الوقت املناسب‪ ،‬أو ممارسة العمل البنكي‬

‫‪555‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السابع __________________________________________________________ إدارة املخاطر البنكية املالية‬

‫بأسلوب غير مالئم‪ ،‬كما تشمل مخاطر التشغيل أيضا الخطأ وألاعطال في نظم تكنولوجيا املعلومات‬
‫مما يؤدي إلى عدم توافر املعلومات في الوقت املناسب وبالدقة املطلوبة‪.‬‬
‫‪ )8‬املخاطر القانونية ‪ :Legal Risk‬تتعرض البنوك ملخاطر قانونية قد تؤدي إلى فقدان جانب من‬
‫أصولها أو زيادة التزاماتها قبل الغير‪ ،‬وذلك نتيجة عدم توافر رأي قانوني سليم أو عدم كفاية‬
‫املستندات القانونية‪ ،‬أو دخول في أنواع جديدة من املعامالت مع عدم وجود قانون ينظم هذه‬
‫املعامالت‪.‬‬
‫‪ )9‬مخاطر الالتزامات ‪ :Compliance Risk‬ويقصد بها تعرض البنك لعقوبات سواء في شكل جزاءات‬
‫مالية أو الحرمان من ممارسة نشاط معين الرتكابه مخالفات‪.‬‬
‫‪)11‬الخطر التجاري ‪ :Commercial Risk‬والذي يأخذ عدة أشكال‪ ،‬فقد يتعلق بالصورة التجارية للبنك‪،‬‬
‫كما يتمثل في خسارة العمالء‪ ،‬أو فشل إطالق وترويج منتوج ذو خدمة بنكية جديدة‪ ،‬أو سوء معالجة‬
‫الحتياجات العمالء‪ ،‬أو تأثير سلبي إلشهار خاص بالبنك‪ ،‬أو إشاعة عن البنك تضر بصورته‪ ،‬وقد‬
‫يطرح الخطر التجاري من جانب خطر السوق الذي يوضح درجة تخصص البنك واستقالليته في‬
‫قطاع نشاطه‪ ،‬فكلما استطاع البنك من تنويع نشاطه في القطاع قل الخطر التجاري باملقابل‪،‬‬
‫والعكس صحيح‪.‬‬
‫‪ )11‬أخطار التسيير الداخلي ‪ :Risk Management Internal‬وتشمل ما يلي‪ :‬ا‬
‫أ‪ .‬الخطر إلاستراتيجي ‪ :Strategic Risk‬ويسمى هذا الخطر كذلك بخطر السياسة العامة‪ ،‬وينشأ‬
‫نتيجة لغياب إستراتيجية مناسبة للبنك يحدد من خاللها املسار الواجب إتباعه لتحقيق أهدافه‬
‫في ألاجلين القصير والطويل في ضوء الظروف البيئية العامة وظروف املنافسين واعتماد على‬
‫تحليل القوة الذاتية‪ ،‬على سبيل املثال نذكر خطر التوسع في منح القروض من طرف البنوك‬
‫لاستثمار في‬
‫ا‬ ‫الغربية للدول النامية‪ ،‬أو تخصص البنك في سوق يشهد حالة انخفاض في ألاداء (‬
‫مجاالت أقل عائدا)‪ ،‬ويبين هذا الخطر غياب أو سوء توجيه استراتيجي للبنك مما يحمله نتائج‬
‫سلبية على مسار تطوره ونموه خصوصا في ظل محيط يتميز بمنافسة كبيرة‪.‬‬
‫ب‪ .‬الخطر التقني ‪ :Risk Technical‬في املعالجة إلادارية واملحاسبية للعمليات البنكية‪ :‬ويشمل هذا‬
‫الخطر الخسائر الناجمة عن أخطاء في املعالجة وتنفيذ العمليات اليومية للبنك (إدارية أو‬
‫محاسبية)‪ ،‬على سبيل املثال‪ :‬خطأ في تحويل رأس املال‪ ،‬تضييع البريد‪ ،‬خطأ في تاريخ القيمة‪،‬‬
‫خطأ في املبلغ‪....‬الخ‪ ،‬ويعرف هذا الخطر بتسمية الخطر العملي و هو يشمل باإلضافة ملا سبق‪،‬‬
‫على خطر معالجة العمليات البنكية باستعمال إلاعالم آلالي (في إعداد برامج إلاعالم آلالي‪،‬‬
‫استغاللها وصيانتها‪ ،‬وفي تشغيل وتنفيذ معالجة العمليات اليومية‪ ،‬وخطر لاتصال الذي قد‬
‫يؤدي إلى إفشاء السر املنهي)‪.‬‬
‫ج‪ .‬الخطر التنظيمي ‪ :Organisational Risk‬يعكس الخطر التنظيمي عدم احترام التشريعات‬
‫املنظمة للنشاط البنكي وهو ما ينتج عنه تحمل البنك جزاءات وغرامات يدفعها حسب ما هو‬

‫‪551‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السابع __________________________________________________________ إدارة املخاطر البنكية املالية‬

‫منصوص عليه في هذه التشريعات‪ ،‬وتأخذ هذه العقوبات طابع قضائي أو جبائي أو جنائي‪ ،‬وقد‬
‫تصل درجة العقوبة إلى حد سحب لاعتماد من البنك‪ .‬ويشمل هذا الخطر كذلك على الخطر‬
‫املعنوي الناتج عن عدم احترام املبادئ والقواعد الداخلية للنشاط البنكي‪ ،‬كخطأ الكشف عن‬
‫السر املنهي الذي يؤدي إلى خسارة محتملة للعمالء وإلى تعرض البنك إلجراءات عقابية ذات طابع‬
‫مالي‪.‬‬
‫د‪ .‬أخطار أخرى‪ :‬نصنف في هذا الجانب بعض أخطار التسيير الداخلي والتي تعتبر أقل أهمية مقارنة‬
‫بما سبق ذكره مثل خطر نقص التشغيل الذي يعكس سوء تنظيم بين مصالح البنك‪ ،‬وخطر‬
‫تسيير املوظفين‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬ويلخص الجدول رقم )‪ (9‬مقياس املخاطر الذي يتعرض إليها أي بنك‪ :‬ا‬

‫الجدول ‪ :9‬مقياس املخاطر الذي يتعرض إليها أي بنك‬

‫املصدر‪ :‬سمير الخطيب‪ ،‬قياس وإدارة املخاطر في البنوك‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬لاسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،5119 ،‬ص ص‪955 :‬ا‬
‫– ‪ .952‬ا‬

‫‪551‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السابع __________________________________________________________ إدارة املخاطر البنكية املالية‬

‫ثالثا‪ :‬مفهوم وأهمية إدارة املخاطر البنكية وألاطراف املهتمة‬


‫تعد املخاطر البنكية ‪-‬سالفة الذكر ‪ -‬مالزمة للنشاط البنكي‪ ،‬فكلما زاد العائد ارتفعت املخاطرة‪،‬‬
‫ولذلك البد من وجود إدارة فعالة لهذه املخاطر‪ ،‬وفيما يلي يتم عرض مفهوم وأهمية إدارة املخاطر‪،‬‬
‫ناهيك عن املبادئ التي ترتكز عليها‪ :‬ا‬

‫‪ -1‬مفهوم إدارة املخاطر البنكية‬


‫تكتنف البيئة املصرفية مخاطر مختلفة ومتنوعة ومتجددة بسبب طبيعة النشاط البنكي املقید‬
‫بمحددي (العائد واملخاطرة) والتي تختلف درجة استجابة كل بنك الحد هذين املحددين لفلسفة‬
‫وسياسة البنك‪ ،‬فإدارة املخاطر البنكية هي علم وفن‪ ،‬فهي علم لكونها تتبع التحليل العلمي للمخاطر‬
‫اختيار النموذج املناسب‬
‫ا‬ ‫مستندة في ذلك إلى نماذج حسابية وإحصائية وفي نفس الوقت فهي فن‬
‫ومحاولة تعميمه بنجاح وفعالية داخل املؤسسة البنكية مما یجعل ادارتها دائما من الفنون القائمة‬
‫على الحقيقة املكتسبة من خالل الكفاءة املهنية ومن ثراء الخبرة الطويلة في العمل‪ ،‬لذلك توجب ان‬
‫تكون هناك رؤيا اواستراتيجية لدى البنك باملفهوم العام‪ .‬فاإلدارة وكما عرفها ‪ Jone F.me‬هي فن الحصول‬
‫على أقص ى النتائج باقل جهد‪ ،‬اأو كما عرفها ‪ Livingstone‬بأنها الوظيفة التي عن طريقها یتم الوصول‬
‫إلى الهدف بأفضل الطرق واقلها تكلفة وفي الوقت املناسب وذلك باستخدام إلامكانيات وألاساليب‬
‫املتاحة(‪ .)1‬وفي نفس السياق‪ ،‬تعبر إدارة املخاطر عن ألاسلوب أو الطريقة املنتظمة لتعريف وتحليل‬
‫املخاطر املحتملة وتطبيق لاستجابة املناسبة لها‪ .‬فإذا كان التحليل هو تحليل أو معرفة ماذا يمكن أن‬
‫يكون خطأ مقارنة مع التوقعات‪ ،‬فإن إلادارة هي معرفة ما يجب عمله‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن إدارة املخاطر تعتبر‬
‫إدارة للرقابة والتحكم في املخاطر املختلفة بحثا عن تحقيق العالقة املثلى للعائد واملخاطرة‪ .‬أما الدائرة‬
‫املنوطة بإدارة املخاطر فتكون هي املسؤولة عن وضع إلاجراءات والسياسات الهادفة إلى الحد من املخاطر‬
‫املحتملة التي يمكن أن يتعرض لها البنك‪ ،‬أو تسعى لتخفيض آلاثار السلبية لهذه املخاطر إلى الحدود‬
‫املقبولة واملعتمدة من إلادارة العليا بهدف تقليل ألاخطاء أو املفاجآت أو تقليل تفويت الفرص أو تسريع‬
‫القدرة على التكييف مع التغيرات‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن إدارة املخاطر هي محاولة البنك التقليل من الخسائر‬
‫املحتملة‪ ،‬أو تجنب الوقوع فيها‪ ،‬وذلك من خالل أدوات ووسائل مختلفة وبأقل التكاليف(‪ .)2‬ا‬
‫وتتم عملية إدارة املخاطر البنكية من خالل تظافر مجموعة من العناصر يمكن تجسيدها من‬
‫خالل الشكل التالي‪ :‬ا‬
‫ا‬
‫ا‬

‫(‪ )1‬بلسم حسين رهیف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.215 :‬‬


‫(‪ )2‬حياة نجار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .92 :‬ا‬

‫‪551‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السابع __________________________________________________________ إدارة املخاطر البنكية املالية‬

‫الشكل ‪ :5‬عناصر عملية إدارة املخاطر‬

‫ا‬
‫املصدر‪ :‬حياة نجار‪ ،‬إدارة املخاطر املصرفية وفق اتفاقيات بازل – دراسة واقع البنوك التجارية العمومية‬
‫الجزائرية ‪ ،-‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم لاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬فرع العلوم‬
‫لاقتصادية‪ ،‬جامعة سطيف ‪ ،9‬الجزائر‪ ،5191/5192 ،‬ص‪ .99 :‬ا‬
‫وعلى ذلك فان حسن إدارة املخاطر يشمل املرور بأربعة مراحل أساسية‪ )1( :‬ا‬
‫‪ ‬تعريف املخاطر التي يتعرض لها العمل البنكي‪ .‬ا‬
‫‪ ‬القدرة على قياس تلك املخاطر بصفة مستمرة من خالل نظم معلومات مالئمة‪ .‬ا‬
‫اختيار املخاطر التي يرغب البنك في التعرض لها‪ .‬ا‬
‫ا‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬مراقبة إلادارة لتلك املخاطر وقياسها بمعايير واتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت املناسب‬
‫لتعظيم العائد مقابل تحجيم املخاطر‪ ،‬وهو جهد متواصل ال ينتهي ويمثل صميم العمل البنكي‪.‬‬

‫‪ -2‬أهمية إدارة املخاطر البنكية‬


‫يعتبر قياس املخاطر بغرض مراقبتها والتحكم فيها عامال أساسيا تخدم به إدارات املخاطر الجديدة‬
‫في البنوك لعديد من وظائفها الهامة‪ ،‬نذكر منها‪ )2( :‬ا‬
‫‪ -‬املساعدة في تشكيل رؤية واضحة‪ ،‬يتم بناء عليها تحديد خطة وسياسة العمل‪ .‬ا‬
‫‪ -‬تنمية وتطوير ميزة تنافسية للبنك عن طريق التحكم في التكاليف الحالية واملستقبلية التي تؤثر‬
‫على الربحية‪ .‬ا‬
‫‪ -‬تقدير املخاطر والتحوط ضدها بما ال يؤثر على ربحية البنك‪ .‬ا‬
‫‪ -‬املساعدة في اتخاذ قرارات التسعير‪ .‬ا‬
‫‪ -‬تطوير إدارة محافظ ألاوراق املالية والعمل على تنويع تلك ألاوراق‪ ،‬من خالل تحسين املوازنة‬
‫بين املخاطر والربحية‪ .‬ا‬

‫(‪ )1‬صالح الدين حسن السيس ي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .511 :‬ا‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪ .511-511 :‬ا‬

‫‪551‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السابع __________________________________________________________ إدارة املخاطر البنكية املالية‬

‫‪ -‬مساعدة البنك على احتساب معدل كفاية رأس املال وفقا للمقترحات الجديدة للجنة بازل‪،‬‬
‫والذي سيمثل عقبة رئيسية أمام البنوك التي لن تستطيع قياس وإدارة مخاطرها بأسلوب علمي‪،‬‬
‫حيث أن املتطلبات الجديدة للجنة بازل تعتمد على القدرة على قياس ومتابعة والتحكم في‬
‫املقترح‬
‫معدالت الخسائر املتوقعة‪ ،‬هذا فضال عن إضافة أنواع جديدة من املخاطر إلى لاتفاق ا‬
‫بشأن كفاية رأس املال‪ ،‬بخالف املخاطر التي يشملها لاتفاق الحالي‪.‬‬

‫‪ -3‬ألاطراف املهتمة بإدارة املخاطر البنكية‬


‫إن لجنة بازل للرقابة البنكية أدركت جيدا إن إلاصالح املالي والرقابة البنكية ألافضل يقتضيان‬
‫جهودا واسعة النطاق وكثيفة على مدى فترة طويلة من الزمن‪ ،‬غير أنه من املهم جدا أن تتخذ سلطات‬
‫الرقابة الوطنية الخطوات السريعة التالية‪ )1( :‬ا‬
‫الرقابي‪ .‬ا‬
‫أ‪ .‬تحديد نقاط الضعف في نظامها ا‬
‫ب‪ .‬معالجة نقاط الضعف ألابرز أهمية وألاكثر إلحاحا‪ .‬ا‬
‫ج‪ .‬حث الجهات الحكومية ألاخرى في بلدها على أن تساند بقوة كافة التدابير الالزمة لتعزيز استقرار‬
‫القطاع املالي بما في ذلك تنفيذ املبادئ ألاساسية‪ .‬ا‬

‫حيث ال ينبغي أن يركز التقييم على نقاط الضعف فقط بل وأن يبرز نقاط القوة‪ ،‬ويعززها وي اوفر‬
‫هذا ألاسلوب قياسا أكثر دقة للتقيد الشامل باملبادئ كما ينبغي تحديد جدول زمني مقترح للعمل به‬
‫ملعالجة أية نواقص وأين ومتى تدعو الحاجة ملتابعة التقييم‪ .‬ا‬
‫ومن هذا املنطلق نستطيع تحديد ألاطراف املهتمة في إدارة املخاطر وهي‪ )2( :‬ا‬
‫‪ )1‬املراقبون‪ :‬علما أنهم ال يستطيعون أن يمنعوا إفالس أو انهيار أي بنك وينحصر دورهم في تسهيل‬
‫عمليات إدارة املخاطر ووجود بيئة جيدة إلدارة املخاطر في البنك املهم فيها هو وجود إطار عام إلدارة‬
‫املخاطر‪.‬‬
‫‪ )2‬املساهمون‪ :‬إن واجبهم ينحصر في انتخاب أعضاء ملجلس إلادارة يكونوا مسؤولين عن وضع‬
‫استراتيجيات التشغيل وغيرها‪ ،‬كما ينبغي أن يكون اختيار ألاعضاء بدقة لضمان سالمة‬
‫لاستراتيجيات املحددة في إدارة البنك‪.‬‬
‫‪ )3‬مجلس إلادارة‪ :‬إن مجلس إلادارة املنتخب من قبل املساهمين يكون مسؤوال عن وضع استراتيجيات‬
‫ملصادر ألاموال واستخدامها في البنك‪ ،‬وكذلك تعيين املوظفين واختيار املدراء ألاكفاء ووضع سياسات‬
‫التشغيل ليكون البنك قويا يحقق ألاهداف املرسومة وهي تحقيق ربحية مثلي ونمو الحصة السوقية‬

‫(‪ )1‬فريهان عبد الحفيظ يوسف‪ ،‬إدارة املخاطر املصرفية‪ ،‬مجلة كلية العلوم لادارية واملالية‪ ،‬العدد ‪ ،91‬جامعة لاسراء‪ ،‬العراق‪،5111 ،‬‬
‫ص‪.919 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪919 :‬ا– ‪.911‬‬

‫‪551‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السابع __________________________________________________________ إدارة املخاطر البنكية املالية‬

‫واملساهمة مع القطاعات ألاخرى في التنمية لاقتصادية لذلك البلد‪ ،‬كما أن مجلس إلادارة للبنك‬
‫تقع عليه مسؤولية إدارة املخاطر ويعتبر املسؤول أمام املساهمين عن أعمال البنك لذا ينبغي فهم‬
‫املخاطر التي يواجهها البنك والتأكد من أنها تدار بأسلوب كفوء وفعال وان هناك لجنة خاصة تسمى‬
‫لجنة إدارة املخاطر مستقلة تأخذ على عاتقها تلك املهام اضافة إلى وظيفة مراقبة لامتثال‬
‫‪ Compliance Function‬ترتبط به أيضا للتأكد من تطبيق البنك للتعليمات والقوانين الصادرة من‬
‫السلطة لاشرافية‪.‬‬
‫إلادارة التنفيذية‪ :‬إن إدارة البنك ينبغي أن تكون ذات كفاءة وخبرة عالية والتي تم انتقائها من قبل‬ ‫‪)4‬‬
‫مجلس إلادارة لغرض تنفيذ استراتيجيات مجلس إلادارة املذكورة‪ ،‬كما وتتوفر لديهم الخبرة الكافية‬
‫بإدارة املخاطر البنكية التي تتعرض لها املصارف مع القدرة على تحديدها وقياسها ومراقبتها والحد‬
‫من آثارها والتحكم فيها‪.‬‬
‫لجنة التدقيق والتدقيق الداخلي‪ :‬واجب هذه اللجنة هو للوقوف على مدى التزام البنك بأنظمة‬ ‫‪)5‬‬
‫رقابية داخلية ونظم املعلومات‪ ،‬كما أنها تعتبر كامتداد لوظيفة أو مهمة سياسة مجلس إلادارة إلدارة‬
‫املخاطر مع العرض أن مسؤولية إدارة املخاطر هي مسؤولية تقع على عبء جميع املستويات إلادارية‬
‫في البنك‪ ،‬ويقوم بالتدقيق على جميع أعمال وأنشطة البنك بما فيها ادارة املخاطر ومالحظة توفر‬
‫ووضع ضوابط تشغيلية فعالة وحازمة في جميع دوائر البنك والبد من وضع ضوابط أمان لجميع‬
‫لانظمة املعلوماتية الرئيسية في البنك من أجل الحفاظ على صحة وسالمة وسرية املعلومات كما‬
‫لالختبار وبشكل دوري‪.‬‬
‫ا‬ ‫ينبغي وضع خطط ط اوارئ معززة بإجراءات وقائية ضد ألازمات وتخضع‬
‫املدققون (التدقيق الخارجي)‪ :‬إن دور املدققين هو دور تقييمي في عمليات املعلومات الخاصة بإدارة‬ ‫‪)6‬‬
‫املخاطر‪ ،‬كما يجب أن يهتم املدققون ليس بالتحليل التدقيقي للميزانية العمومية وألارباح‬
‫والخسائر‪ ،‬ولكن يجب أن يركزوا أيضا على املخاطر وأن يكون هناك تنسيقا بينهم وبين املراقبين (أو‬
‫السلطة الرقابية)‪ .‬ا‬
‫املتعاملون مع البنك‪ :‬تقع عليهم مسؤولية إدارة املخاطر وباألخص منهم املودعين يقع عليهم عبئا في‬ ‫‪)7‬‬
‫مجال إدارة املخاطر‪ ،‬وألداء هذا الدور ال بد أن يطالبوا إدارة البنك باإلفصاح عن املعلومات املالية‬
‫والتحليل املالي حتى يمكنهم من تقييم البنك بصورة دقيقة‪ ،‬وبالنظر ألهمية إلافصاح في عملية‬
‫انضباط السوق لتكون إلى جانب املعلومات الكمية هناك معلومات وصفية وحسب ما أكدت عليه‬
‫بازل‪.‬‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬

‫‪551‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السابع __________________________________________________________ إدارة املخاطر البنكية املالية‬

‫رابعا‪ :‬مهام ومبادئ إدارة املخاطر البنكية‬


‫في هذا السياق‪ ،‬يتم عرض أهم املهام (الوظائف) التي تقوم بها إدارة املخاطر البنكية‪ ،‬ناهيك عن‬
‫املبادئ الرئيسية لهذه إلادارة‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪ :‬ا‬

‫‪ -1‬مهام إدارة املخاطر البنكية‬


‫تتركز مهام إدارة املخاطر في التنسيق بين كافة إلادارات بالبنك لضمان توفير كافة البيانات حـول‬
‫املخاطر وخاصة في مجال مخاطر لائتمان بشكل دوري منتظم وفي الوقت املناسب في صـورة تقريـر شامل‬
‫مختصر ويتم إعداد هذا التقرير بصفة دورية‪ ،‬ويرفع لإلدارة العليا ملناقشته‪ )1( .‬ا‬
‫وتجدر إلاشارة أن هناك فرق بين قياس املخاطر وإدارتها فبينما يعالج قياس املخاطر حجم التعرض‬
‫لهذه املخاطر فإن مفهوم إدارة املخاطر يرجع إلى العملية إلاجمالية التي تتبعها املؤسسة املالية لتعريف‬
‫استراتيجية العمل‪ ،‬ولتحديد املخاطر التي ستتعرض لها وإعطاء قيم لهذه املخاطر‪ ،‬ولفهم طبيعة املخاطر‬
‫التي تواجهها والسيطرة عليها‪ .‬وتقوم إدارة املخاطر بعدة وظائف هامة وهي‪ )2( :‬ا‬
‫‪ )1‬أداة لتنفيـذ الاستراتيجية‪ :‬تزود إدارة املخاطر البنوك بنظرة أفضل للمستقبل وبالقدرة ألاعلى على‬
‫تحديد سياسة ألاعمـال وفقـا لذلك‪ ،‬ومن املمكن أن تبدو املخاطر "نظرية" باملقارنة باألمور الواقعية‬
‫ألاكثر عملية مثل حجـم ألاعمـال الهامش وألاتعاب‪ ،‬واملخاطر نتائج ممكنة وغير مؤكدة ومن هنا يكون‬
‫هناك إغراء قوي على التشديد على ألاهداف وألاعمال آلانية والفورية على حساب النتائج املحتملة‬
‫املستقبلية ومع ذلك فمخاطر اليوم تصـبح واقعا غدا وتجاهل املخاطر يشبه تجاهل الخسائر املمكنة‬
‫املستقبلية‪ .‬وإدارة مخاطر ال يكون باإلمكان رؤية النتائج املحتملة أو التقلبات املحتملة للربحيـة ولـن‬
‫املخاطر‬
‫ا‬ ‫يكون باإلمكان أيضا السيطرة على عدم التأكد املحيط باملكاسب املتوقعة‪ ،‬وتنبع أهمية إدارة‬
‫مـن حقيقة أنه بدونها سوف يكون تنفيذ لاستراتيجية مقصورا على القواعد إلارشـادية التجاريـة دون‬
‫النظـر لتأثيرها على مفاضلة املخاطرة العائد الخاصة بالبنك‪.‬‬
‫‪ )2‬تحقيق امليزة التنافسي ــة‪ :‬يوجد سبب آخر لقياس املخاطر وهو أنها تولد تكاليف مستقبلية وتجاهل‬
‫املخاطر شبيه بتجاهل املخاطر املستقبلية ولامتناع عن اتخاذ إجراءات لتفاديها‪ ،‬فالخسائر التي‬
‫تكون مستقبلية اليوم بمعنى محتملة الوقوع ولكنها ستتـحول إلى واقع وهذا هو السبب في أن التحكم‬
‫في املخاطر عامل رئيس ي في الربحية وامليـزة التنافسـية ويعـتبر العلم باملخاطر مدخل ضروري ملعرفة‬
‫ألاسعار املناسبة الالزم تقاضيها من العمـالء‪ ،‬وهو ألاداء الوحيد الذي يسمح بالتمايز السـعري بين‬
‫العمالء ذوي املخاطر املختلفة وإذا لـم يكـن هـذا التمايز قائما على املخاطرة تظهر تأثيرات معاكسة‪،‬‬

‫(‪ )1‬سمير الخطيب‪ ،‬قياس وإدارة املخاطر في البنوك‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬لاسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،5119 ،‬ص‪ .99 :‬ا‬
‫(‪ )2‬كريمة حبيب‪ ،‬دراسة وتقييم الرقابة على الائتمان املصرفي دراسة حالة الجزائر خالل الفترة )‪ ،(2005-1990‬مذكرة ماجستير غير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية العلوم لاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم العلوم لاقتصادية‪ ،‬تخصص‪ :‬نقود وتمويل‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،5111/5119‬ص ص‪ .95-99 :‬ا‬

‫‪551‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السابع __________________________________________________________ إدارة املخاطر البنكية املالية‬

‫فيتم تقاض ي أسعار مبالغ فيها من العمـالء منخفضـي املخاطرة‪ ،‬بينما يتم تقاض ي أسعار أقل من‬
‫الالزم من العمالء املرتفع املخـاطرة وهذا ما يـدعم العمـالء ذوي املخاطرة العالية‪.‬‬
‫‪ )3‬إدارة مخاطر التسعير‪ :‬تقوم البنوك بتسعير املخاطر في حالة العلم بها وإال فال يكون هناك هوامش‬
‫قابلة للمقارنة من عميل آلخر أو من وحدة عمل ألخرى‪ ،‬كما أن املخاطر إذا لم يتم تسعيرها ال تدفع‬
‫الحماية من التكاليف املستقبلية وهذ ه التكاليف ال توجد لها إيرادات مناظرة وهذا ما يظهر في‬
‫املخاطرة لائتمانية‪ .‬وتعتبر القدرة على تسعير املخاطر وتحميل العمالء هذه ألاسعار يتوقف على‬
‫القدرة التجارية على فعل ذلك‪ ،‬فاملنافسة تجعل هذا الخيار نظريا بالنسبة للبنوك‪ ،‬وهذا اال يعني‬
‫أن مقاييس املخاطرة عديمة الفائدة إذا تعذر ترجمتها بسهولة إلى هوامش أعلى و‪ ،‬تسمح مقاييس‬
‫املخاطرة بمعرفة تكلفة املخاطر وبمقارنتهـا بالتكاليف التشغيلية ألاخرى‪ ،‬ويمكن عندئذ اتخاذ‬
‫إجراءات تصحيحية تركز على تكلفة تغطية املخـاطر أو التحوالت الحادثة في السياسات التجارية‬
‫القادرة على التوفيق بين رأس املال املتاح واملخاطرة‪.‬‬
‫‪ )4‬املخاطرة والقدرة على الدفع‪ :‬تطورت إدارة املخاطر التقليدية حول مفهوم الخسارة املتوسطة‪،‬‬
‫حيث أن املكاسب والخسـائر تميـل للتعويض عبر محافظ املعامالت وعبر الوقت‪ ،‬وتمثل تكلفة‬
‫املخاطرة الخسارة املتوسطة عبـر املحـافظ خسائر مرتفعة بالنسبة لبعض القروض وإيرادات أعلى‬
‫بالنسبة للبعض آلاخر‪ ،‬أما عبر الوقت فسوف يكون هناك فترات يرتفع فيها حجم ألاعمال وإلايرادات‬
‫وفترات أخرى تميل فيها فرص ألاعمال وحاالت العجـز عن الدفع إلى لازدياد بسبب ألاحوال‬
‫لاقتصادية العامة ‪.‬ويتمثل عيب هذا التحليل في أن الخسائر غير املتوقعة ال تبدو وأنها موجودة وأنها‬
‫ال تقدم حمايـة منها‪ ،‬وال تعبر الخسارة املتوسطة عن لانحراف املتوسط‪ ،‬بل توحي فقط أن النتـائج‬
‫املواتيـة تعـوض الظروف السيئة‪ .‬وتعتمد القدرة على الوفاء بااللتزامات على النتائج السلبية‪ ،‬فبالرغم‬
‫مـن أن الخسـائر أعلـى مـن املتوسط‪ ،‬إال أنه يتم استيعاب معظمها بواسطة رأس املال لتفادي‬
‫إلافالس‪.‬‬
‫‪ )5‬رفع التقارير عن املخاطر ومراقبتها‪ :‬من غير املمكن مقارنة املنتجات أو العمالء أو وحدات ألاعمال‬
‫بدون قياس املخاطر‪ ،‬ومـن السـهل زيادة الهوامش الجارية عن طريق تحمل املخاطر‪ ،‬ويكون الحل في‬
‫إقراض العمالء ذوي املخاطر العاليـة الذي تكون معدالت عجزهم عن السداد فوق املتوسط في‬
‫املستقبل ولكن هذه السياسة تقود إلى زيادة فورية في الهوامش ثم في مرحلة ثانية حاالت عجز عن‬
‫السداد‪ .‬ويمكن أن يقال أن قياس املخاطرة و مراقبتها يشجع على تحمل املخاطر عـن طريـق توضـيح‬
‫معلومات واضحة و مباشرة عن املخاطر‪ ،‬وبهذا فإن إدارة املخاطر ال تثبط الرغبة في القيام بعملية‬
‫تحمـل املخاطر بل أنها توفر جميع املعلومات املفيدة بما يمكن من خفض املخاطر‪.‬‬
‫ا‬

‫‪551‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السابع __________________________________________________________ إدارة املخاطر البنكية املالية‬

‫‪ -2‬مبادئ إدارة املخاطر البنكية‬


‫يعتبر مبدأ إدارة املخاطر بمثابة عملية يتم من خاللها التحديد والقياس واملتابعة واملراقبة‪،‬‬
‫للمخاطر التي يواجهها البنك‪ ،‬وتلعب إدارة املخاطر في البنوك دوراا قياديا في تعريف ألاهداف والطرق‬
‫والوسائل والفلسفة في التعامل مع املخاطر‪ .‬ومن املؤكد أن نجاح أي بنية إلدارة املخاطر لدى أي بنك‬
‫يعتمد اعتمادا كليا على مدى التزامه باألنظمة الداخلية والتشريعات السارية وباألطر املحددة وألاهداف‬
‫الواضحة وعلى مدى استعداده للتعامل مع املخاطر املعنية(‪ .)1‬ونظرا ألهمية إدارة املخاطر‪ ،‬فإنه ينبغي‬
‫على أي بنك تطبيق ولالتزام بمبادئ هذه إلادارة‪ ،‬ووفقا ملا جاء بورقة العمل املقدمة في اجتماع لجنة‬
‫الرقابة البنكية العربية ملجلس محافظي البنوك املركزية ومؤسسات النقد العربية تحت عنوان "مبادئ‬
‫إدارة املخاطر" تتمثل أهم مبادئ إدارة املخاطر فيما يلي‪ )2:‬ا‬
‫‪ )1‬دور مجلس إلادارة وإلادارة التنفيذية‪:‬‬
‫أ‪ .‬تقع مسؤولية إدارة املخاطر بشكل أساس ي على عاتق مجلس إلادارة لكل بنك‪ ،‬الذي يعتبر‬
‫املسؤول أمام املساهمين عن أعمال البنك‪ ،‬وهو ما يستوجب فهم املخاطر التي يواجهها البنك‬
‫والتأكد من أنها تدار بأسلوب فعال وكفء‪.‬‬
‫ب‪ .‬على مجلس إلادارة إقرار استراتيجية إدارة املخاطر‪ ،‬وتشجيع القائمين على إلادارة على قبول‬
‫واخذ املخاطر بعقالنية‪ ،‬في إطار هذه السياسات‪ ،‬اوتجنب املخاطر التي يصعب عليهم تقييمها‪.‬‬
‫ج‪ .‬أن تكون لدى كل بنك لجنة مستقبلة تسمى "لجنة إدارة املخاطر" تشمل في عضويتها بعض‬
‫املسئولين التنفيذيين بالبنك‪ ،‬ويناط بهذه اللجنة مسؤولية تحديد ووضع سياسات إدارة‬
‫إلادارة‪،‬‬
‫املخاطر استنادا إلى استراتيجية املخاطر ولاستراتيجية العامة للبنك التي يضعها مجلس ا‬
‫لاعتبار أسلوب الحيطة والحذر وعدم التركيز على نوع واحد من املخاطر‪ .‬ا‬ ‫ا‬ ‫مع ألاخذ في‬
‫‪ )2‬السياسات وإلاجراءات‪:‬‬
‫أ‪ .‬كون جميع الوظائف واملسؤوليات‪ ،‬بما فيها مسؤولية رفع التقارير‪ ،‬محددة وواضحة لتغطية‬
‫جميع أنواع املخاطر التي يواجهها البنك‪ .‬ا‬
‫ب‪ .‬إنشاء إدارة متخصصة تتولى تطبيق سياسات إدارة املخاطر‪ ،‬وتقع على عاتقها املسؤولية‬
‫اليومية ملراقبة وقياس املخاطر للتأكد من أن أنشطة البنك تتم وفق السياسات والحدود‬
‫املعتمدة‪ ،‬وتكون تلك إلادارة مسئولة أمام لجنة إدارة املخاطر‪ .‬ا‬
‫ج‪ .‬يتم تعيين مسؤول مخاطر لكل نوع من املخاطر الرئيسية التي يواجهها كل بنك‪ ،‬وخاصة مخاطر‬
‫لائتمان والسوق والسيولة‪ ،‬ويشترط أن تكون لدى كل منهم الدراية الكافية والخبرة في مجال‬
‫عمله وفي مجال خدمات ومنتجات البنك ذات العالقة باملخاطر املتعلقة باختصاصه‪ .‬ا‬

‫(‪ )1‬عبد القادر بريش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .599 :‬ا‬


‫(‪ )2‬أنظر في ذلك‪ - :‬عبد القادر بريش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪ .591 -592 :‬ا‬
‫‪ -‬صالح الدين حسن السيس ي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪ .599-511 :‬ا‬

‫‪510‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السابع __________________________________________________________ إدارة املخاطر البنكية املالية‬

‫بالنسبة للمنتوج الجديد‪ ،‬البد من اتخاذ إلاجراءات التالية قبل الشروع في أي صفقة‪ :‬ا‬
‫‪ -‬موافقة الجهة املعنية بالبنك حسب النظام ألاساس ي أو اللوائح الداخلية للبنك‪ ،‬واستيفاء‬
‫أي متطلبات رقابية بهذا الشأن‪ .‬ا‬
‫‪ -‬الحصول على املعلومات الكافية عن الصفقة أو املنتوج الجديد من حيث النوع واملخاطر‬
‫وكيفية املعالجة الحسابية وذلك عن طريق إجراء دراسة جدوى‪ .‬ا‬
‫‪ -‬تامين طريقة وإجراءات التمويل‪ .‬ا‬
‫‪ -‬وضع إجراءات وضوابط متينة ملراقبة تلك الصفقة أو املنتوج‪ .‬ا‬
‫‪ )3‬نظم القياس واملتابعة‪:‬‬
‫أ‪ .‬ضرورة وجود منهجية ونظام محدد لقياس ومراقبة املخاطر لدى كل بنك‪ ،‬وذلك لتحديد‬
‫مستوى كل نوع من املخاطر التي يمكن قياسها وبشكل دقيق ملعرفة وتحديد تأثيرها على ربحية‬
‫البنك ومالءته الرأسمالية‪ ،‬ولنجاح هذا النظام من حيث املراقبة‪ ،‬فإنه البد من إيجاد مجموعة‬
‫شاملة ومتجانسة من الحدود والسقوف التي تشمل على سبيل املثال حدود إحترازية تفرض‬
‫وفق التداول أو املتاجرة لتقليل مقدار الخسائر‪ ،‬كما يجب وضع حدود للسيولة العامة للبنك‬
‫وكذلك حدود لسيولة املنتجات لاستثمارية‪ ،‬بحيث تعزز تلك املنهجية من نظام القياس‬
‫واملراقبة‪ .‬ا‬
‫ب‪ .‬البد من تقييم أصول كل بنك وخاصة لاستثمارات منها على أساس القيمة العادلة‪ ،‬إن وجدت‪،‬‬
‫أو سعر السوق أو السعر الذي يتم تحديده باستقاللية عن املتعاملين في حالة عدم توافر سعر‬
‫السوق‪ ،‬وذلك كمبدأ أساس ي لقياس املخاطر والربحية‪ .‬ا‬
‫ج‪ .‬ضرورة استخدام أنظمة معلومات حديثة إلدارة املخاطر‪ ،‬توفر بشكل دوري وفي الوقت‬
‫املناسب معلومات مالية تفصيلية وشاملة ودقيقة عن املخاطر التي يواجهها البنك‪ .‬ا‬
‫د‪ .‬يجب لاحتفاظ كتابيا بكافة التفاصيل املتعلقة بطريقة عمل أنظمة املعلومات وطريقة معالجة‬
‫املعلومات‪ ،‬ومراجعتها بشكل دوري للتحقق من توافقها مع املعلومات املستخرجة من ا‬
‫ألانظمة‬
‫املعلوماتية‪ .‬ا‬
‫‪ )4‬الرقابة الداخلية‪:‬‬
‫أ‪ .‬ضرورة وجود وحدة مراجعة داخلية مستقلة بالبنوك تتبع مجلس إلادارة بالبنك مباشرة‪،‬‬
‫وتقوم باملراجعة على جميع أعمال وأنشطة البنك بما فيها إدارة املخاطر‪ .‬ا‬
‫ب‪ .‬البد من وضع ضوابط تشغيلية فعالة وحازمة في جميع قطاعات البنك مثل الفصل بين‬
‫الوظائف واملهمات ووجود آلية لتتبع سلسلة إلاجراءات أو املعامالت‪ .‬ا‬

‫‪515‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل السابع __________________________________________________________ إدارة املخاطر البنكية املالية‬

‫ج‪ .‬وضع ضوابط أمان لجميع ألانظمة املعلوماتية الرئيسية لكل بنك من اجل الحفاظ على صحة‬
‫وسالمة وسرية املعلومات‪ ،‬وملزيد من ألامان يتعين مراجعة جميع ألانظمة الرئيسة من قبل‬
‫لاختصاص‪ .‬ا‬ ‫أطراف أخرى خارجية من ذوي ا‬
‫د‪ .‬وضع خطط للطوارئ‪ ،‬معززة بإجراءات وقائية ضد ألازمات‪ ،‬يتم املوافقة عليها من قبل‬
‫املسئولين ذوي العالقة‪ ،‬وذلك للتأكد من أن البنك قادر على تحمل أي أزمة تعطل في ألانظمة‬
‫لالختبار بشكل دوري‪ .‬ا‬
‫ا‬ ‫أو أجهزة لاتصاالت‪ ،‬على أن تخضع هذه الخطط‬
‫‪ )5‬مبادئ عامة‪:‬‬
‫أ‪ .‬إن أهداف وسياسات ونتائج إدارة املخاطر البد أن تكون املحرك واملؤثر الرئيس ي في اتخاذ‬
‫القرارات لاستراتيجية لدى البنك‪ .‬ا‬
‫ب‪ .‬وجود بيئة عمل مناسبة تتميز بالحوار املفتوح بشأن املخاطر‪ .‬ا‬
‫ج‪ .‬أن يتم تخصيص رأس مال البنك حسب مقدار ونوعية املخاطر التي تواجهها الدائرة التجارية‪،‬‬
‫وأن يكون حجم عمل أي دائرة تجارية لدى البنك مرتبط بمقدار كمية رأس املال املحددة لها‪ .‬ا‬
‫ا‬ ‫د‪ .‬أن يكون للدوائر املساندة لدى البنك دور فعال ومتمم ملهمة إدارة املخاطر‪.‬‬

‫ونظرا لألهمية التي يكتسيها موضوع إدارة املخاطر البنكية‪ ،‬فيما يتعلق بضمان أمن وسالمة عملية‬
‫انسياب التمويل الالزم إلى لاستثمارات املنتجة‪ ،‬يتعين القيام بما يلي‪ )1( :‬ا‬
‫‪ )1‬لاهتمام بتنمية املوارد البشرية وتكوين إطارات بنكية حسب املقاييس الدولية‪.‬‬
‫‪ )2‬تعزيز الرقابة البنكية والتأكيد على ضرورة التزام البنوك بمعايير لجنة بازل املتعلقة بكفاية رأس‬
‫املال ومبدأ الشفافية وتكييفها مع متطلبات بازل ‪.III‬‬
‫‪ )3‬إيالء املزيد من الجهد ملوضوع إدارة كافة أنواع املخاطر البنكية‪ ،‬املالية منها والتشغيلية‪ ،‬مما‬
‫يساعدها على لارتقاء بأدائها ونتائج عملياتها‪.‬‬
‫‪ )4‬تحسين التنظيم الداخلي للبنوك العمومية عن طريق تفعيل الرقابة الداخلية‪ ،‬كفاية السياسات‬
‫وإلاجراءات ومستوى تطبيقها ولالتزام بها وآلية توزيع املسؤوليات والصالحيات‪.‬‬
‫‪ )5‬إنشاء إدارة للمخاطر بالبنوك الجزائرية تضطلع بمهمة التحديد الدقيق للمخاطر من خالل تحليل‬
‫البيانات واملعلومات املتوفرة لديها‪ ،‬وضع نظم للتقارير وخطط عمل الوحدات املختلفة ومتابعة‬
‫مستوى لالتزام بها‪ ،‬بهدف الوصول إلى تحديد وتصنيف واضحين لكافة أنواع املخاطر في جميع‬
‫العمليات التي ينفذها أو ألانشطة أو الصفقات التي يدخل فيها البنك‪ .‬وهذا يتطلب أن تعمل‬
‫إلادارة كوحدة تحكم مركزية بالتنسيق مع إلادارات املختلفة بالبنك لتمكينه من اتخاذ القرار‬
‫السليم‪ .‬ا‬

‫(‪ )1‬حياة نجار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .299- 291 :‬ا‬

‫‪511‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن‪ :‬مقررات جلنة بازل للرقابة‬
‫املصرفية‬

‫أوال‪ :‬نشأة وأهداف جلنة بازل للرقابة املصرفية‬


‫ثانيا‪ :‬إتفاقية بازل األوىل للرقابة املصرفية‬
‫ثالثا‪ :‬إتفاقية بازل الثانية للرقابة املصرفية‬
‫رابعا‪ :‬إتفاقية بازل الثالثة للرقابة املصرفية‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫أصبحت البنوك في طريق سعيها إلى تحقيق املكاسب وتعظيم العوائد عرضة للعديد من املخاطر‪،‬‬
‫وهذا ما دفع ألاجهزة املصرفية في العالم إلى التفكير في إيجاد آلاليات الضرورية ملواجهة تلك املخاطر‬
‫والتحوط لها بعدة أساليب من أهمها تدعيم رأس املال والاحتياطات وهو التفكير الذي تمخض عنه‬
‫تشكيل لجنة "بازل" املصرفية‪ ،‬والتي توصلت إلى عدة توصيات عرفت باسم (مقررات لجنة بازل)‪ .‬ومن‬
‫خالل العناصر التالية سيتم التعرض ألهم جوانب هذا املوضوع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نشأة وأهداف لجنة بازل للرقابة املصرفية‬


‫‪ -1‬نشأة لجنة بازل للرقابة املصرفية‬
‫تأسست لجنة بازل للرقابة املصرفية في نهاية عام ‪ 4791‬حيث تكونت من مجموعة الدول‬
‫الصناعية العشر تحت إشراف بنك التسويات الدولية بمدينة بازل السويسرية‪ ،‬وذلك بعد أن تفاقمت‬
‫أزمة الديون الخارجية للدول النامية وتزايد نسبة الديون املشكوك في تحصيلها‪ ،‬والتي منحتها البنوك‬
‫العاملية وتعثر بعضها‪ .‬ويضاف إلى ذلك املنافسة القوية من جانب البنوك اليابانية للبنوك ألامريكية‬
‫وألاوروبية بسبب نقص رؤوس أموالها‪ ،‬مع ألاخذ في عين الاعتبار أنه في ظل العوملة فإن فروع البنوك‬
‫ألامريكية وألاوروبية يزداد انتشارها في أنحاء العالم خارج الدول ألام‪ .‬وقد أطلق على هذه اللجنة تسمية‬
‫لجنة التنظيمات وإلاشراف والرقابة املصرفية على املمارسات العملية "أو لجنة ألانظمة والرقابة‬
‫املصرفية" (‪.)1‬‬

‫‪ -2‬أهداف لجنة بازل للرقابة املصرفية‬


‫تتجسد أهداف لجنة بازل في‪:‬‬
‫‪ )1‬تشجيع البنوك املركزية على التعاون في حل مشاكل القطاع املصرفي‪.‬‬
‫‪ )2‬التنسيق بين السلطات النقدية والرقابية املختلفة ومشاركة تلك السلطات مسؤولية ومراقبة‬
‫وتنظيم التعامل مع املؤسسات املالية ألاجنبية مما يحقق كفاءة وفعالية الرقابة املصرفية‪)2( .‬‬

‫‪ )3‬دعم وسالمة املوقف املالي للبنوك العاملية‪.‬‬


‫‪ )4‬إنشاء أساس سليم وعادل للتنافس العالمي بين البنوك الدولية والنظام املصرفي إزالة مصدر مهم‬
‫للمنافسة غير العادلة‪ ،‬والتي تنشأ غالبا من الاختالفات في القوانين املصرفية املتعلقة بانتقال رأس‬
‫املال من دولة ألخرى ألن تعدد املعايير الخاصة برأس املال واختالفها من دولة ألخرى لبعض البنوك‬
‫والاستفادة من متطلبات ألامان ألاقل تشددا أدى إلى إضعاف استقرار وكفاءة الجهاز املصرفي‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬العوملة واقتصاديات البنوك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08:‬‬
‫(‪ )2‬حسين جواد كاظم‪ ،‬منذر جبار داغر‪ ،‬القطاع املصرفي في العراق ومعوقات التكيف مع معيار لجنة بازل ‪ ،2‬مجلة الغري للعلوم‬
‫الاقتصادية‪ ،‬كلية إلادارة والاقتصاد‪ ،‬جامعة الكوفة‪ ،‬املجلد‪ ،80 :‬العدد‪ ،87 :‬العراق‪ ،0880 ،‬ص‪.491 :‬‬

‫‪421‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫‪ )5‬بنية أساسية متطورة وتشمل‪:‬‬


‫تحسين الشفافية والرقابة وتطوير النظم املحاسبية على املستوى الوطني؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬تقريب وتوحيد التشريعات والقواعد التنظيمية واملصرفية مع املعايير الدولية‪ ،‬ربما قد يستدعي‬
‫هذا وجود معايير محاسبية موحدة؛‬
‫آليات تسمح بالتدخل الحكومي لحماية الجهاز املصرفي عندما يتعرض للعقبات بأشكالها؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬تطوير ألادوات الرقابية وخاصة في ظل استخدام الكثير من املستحدثات املالية والتطورات في‬
‫أسواق املال وحدوث تغيرات في الوظائف التقليدية في البنوك وخاصة بعد منافسة املؤسسات‬
‫غير املصرفية‪)1( .‬‬

‫ثانيا‪ :‬إتفاقية بازل ألاولى للرقابة املصرفية‬


‫‪ -1‬الجوانب ألاساسية التفاقية بازل ألاولى‪:‬‬
‫قامت لجنة بازل عام ‪ 4700‬بوضع معدل موحد لكفاية رأس املال ثم من خالله وضع حد أدنى‬
‫للعالقة بين رأس املال وبين ألاصول والالتزامات العرضية الخطرة مرجحة بأوزان تبلغ ‪ %0‬على ألاقل‬
‫على أن تقوم البنوك بالوصول إلى هذا الحد عام ‪ .4770‬وترتكز هذه الاتفاقية على الجوانب ألاساسية‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬التركيز على املخاطر الائتمانية‪ :‬حيث تهدف الاتفاقية إلى حساب الحدود الدنيا لرأس املال أخذا في‬
‫عين الاعتبار املخاطر الائتمانية أساسا باإلضافة إلى مخاطر الدول‪ ،‬في حين لم تشمل هذه الاتفاقية‬
‫املخاطر السوقية كمخاطر الفائدة ومخاطر سعر الصرف ومخاطر الاستثمار في ألاوراق املالية‪.‬‬
‫‪ )2‬تعميق الاهتمام بنوعية ألاصول وكفاية املخصصات الواجب تكوينها‪ :‬حيث تم تركيز الاهتمام على‬
‫نوعية ألاصول ومستوى املخصصات التي يجب تكوينها لألصول أو الديون املشكوك في تحصيلها‬
‫وغيرها من املخصصات‪ ،‬والتي البد من توفر القدر الكافي منها‪ ،‬ومن ثم يأتي تطبيق معيار كفاية رأس‬
‫املال‪.‬‬
‫‪ )3‬تقسيم دول العالم إلى مجموعتين من حيث أوزان املخاطرة الائتمانية‪ :‬حيث تشمل ألاولى دول‬
‫منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والدول التي يربطها بصندوق النقد الدولي ترتيبات إقراضية‬
‫خاصة‪ ،‬وتعتبر هذه املجموعة متدنية املخاطر‪ ،‬بينما تشمل الثانية باقي الدول ألاخرى ذات مخاطر‬
‫عالية‪.‬‬
‫‪ )4‬وضع أوزان ترجيحية مختلفة لدرجة مخاطر ألاصول‪ :‬يختلف الوزن الترجيحي باختالف ألاصل من‬
‫جهة‪ ،‬وكذلك باختالف امللتزم باألصل أي املدين من جهة أخرى‪ ،‬ومن هنا نجد أن ألاصول تندرج عن‬

‫(‪ )1‬رشيد دريس‪ ،‬إستراتيجية تكييف املنظومة املصرفية الجزائرية في ظل اقتصاد السوق‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫الاقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم العلوم الاقتصادية‪ ،‬فرع التخطيط‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،0889/0882 ،‬ص‪.480 :‬‬

‫‪421‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫حساب معيار كفاية رأس املال من خالل أوزان خمسة وهي‪ :‬صفر‪ ،%488 ،%18 ،%08 ،%48 ،‬فعلى‬
‫سبيل النقدية وزنها املرجح صفر والقروض املمنوحة للقطاع العام أو الخاص وزنها املرجح ‪.%488‬‬
‫‪ )5‬وضع معامالت تحويل الالتزامات العرضية‪ :‬فبعد تحويل ألاصول التي تمثل ائتمان مباشر ممنوح‬
‫أساسا للغير إلى أصول خطرة مرجحة باستخدام أوزان املخاطر‪ ،‬فإن الاتفاقية ترى ضرورة أن ينظر‬
‫إلى الالتزامات على أنها ائتمان غير مباشر ال يترتب عليه انتقال أموال من البنك إلى الغير أي أنها اقل‬
‫مخاطر من الائتمان املباشر‪ ،‬وقد يتم تسوية هذه الالتزامات أو تتحول إلى ائتمان مباشر مستقبال‪)1(.‬‬

‫‪ )6‬ربط احتياطات رأس املال لدى البنك باملخاطرة الناتجة عن أنشطة البنك بغض النظر عن إذا كانت‬
‫تلك ألانشطة متضمنة في امليزانية أو خارج امليزانية‪ .‬كما تم تقسيم رأس املال إلى جانبين هما‪:‬‬
‫أ‪ .‬رأس املال ألاساس ي‪ :‬ويشمل حقوق املساهمين‪ ،‬والاحتياطات املعلنة الناتجة من العوائد‬
‫والفوائض كعالوات إصدار ألاسهم وألارباح املحتجزة‪ ،‬والاحتياطات العامة والقانونية‪.‬‬
‫ب‪ .‬رأس املال املساند‪ :‬ويشمل الاحتياطات غير املعلنة والتي ال تظهر ضمن الحسابات الختامية‬
‫واحتياطات إعادة التقييم واملخصصات العامة‪ ،‬وألادوات الرأسمالية وأدوات الدين‪ ،‬وكذلك‬
‫الدين املساند‪ ،‬ويضم الديون التي تزيد آجالها عن خمس سنوات‪.‬‬
‫‪ )7‬استثناء بعض مكونات رأس املال عند احتساب مجموع رأس املال إلى إجمالي ألاصول الخطرة‪ ،‬منعا‬
‫لتضخيم رأس املال‪ ،‬وتشمل هذه املكونات‪ :‬الشهرة والاستثمارات في املؤسسات التابعة غير املندمجة‬
‫التي ال تظهر حساباتها ضمن املركز الرئيس ي والاستثمارات املتداولة في رؤوس أموال البنوك ألاخرى‪)2(.‬‬

‫وهكذا يحدد معيار كفاية رأس املال والذي يعرف على أنه‪" :‬معدل موحد لكفاية رأس املال كحد‬
‫أدنى للعالقة بين رأس املال وألاصول والالتزامات العرضية الخطرة مرجحة بأوان من ناحية أخرى" (‪.)3‬‬
‫باملعادلة التالية‪:‬‬
‫)شريحة 𝟏 ∶رأس املال ألاساس ي‪ +‬شريحة 𝟐 ∶رأس املال املساند (‬
‫≤‪%8‬‬ ‫معدل كفاية رأس املال(بازل ‪=)I‬‬
‫عناصر ألاصول والالتزامات العرضية مرجحة بأوزان مخاطرها‬

‫‪ -2‬جوانب القصور في اتفاقية بازل ألاولى‪:‬‬


‫رغم أن اتفاقية بازل ألاولى ومعيار كفاية رأس املال الذي جاءت به‪ ،‬قد ساهمت في الاستقرار‬
‫املصرفي على املستوى العالمي وعززت املنافسة بين البنوك الناشطة دوليا‪ ،‬إال أن تطور ألانظمة‬
‫املصرفية جعل معيار بازل ‪ 4‬مؤشرا غير كافيا لقياس الصحة املالية املصرفية‪ ،‬ويعزى ذلك لألسباب‬
‫التالية‪)4( :‬‬

‫(‪ )1‬عبد الحميد عبد املطلب‪ ،‬العوملة واقتصاديات البنوك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪02-08:‬‬
‫(‪ )2‬عادل محمد رزق‪ ،‬الاستثمار في البنوك واملؤسسات املالية (من منظور محاسبي)‪ ،‬دار طيبة للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،0881 ،‬ص ص‪:‬‬
‫‪.49-42‬‬
‫(‪ )3‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪41 :‬‬
‫(‪ )4‬حسين جواد كاظم‪ ،‬منذر جبار داغر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.404-408 :‬‬

‫‪421‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫‪ )1‬عدم التفرقة بين املقترضين فاملقترض ذو التصنيف ‪ AAA‬يتطلب نسبة كفاية رأس املال تماما مثل‬
‫املقترض ذو التصنيف ‪ ،BBB‬بغض النظر عن الفرق في احتمالية عدم الدفع بين هذين املقترضين‪،‬‬
‫وبالتالي من زاوية العائد على حقوق امللكية فإنه من غير املفضل إقراض العمالء املمتازين أو الذين‬
‫يتصفون بانخفاض املخاطر وذلك النخفاض العائد على قروضهم‪ .‬كذلك فإن هذا الوضع قد يدفع‬
‫البنوك إلى املراجحة بين الديون بحيث يتم توريق الديون املمتازة والاحتفاظ بالديون ذات املخاطر‬
‫العالية في محفظة البنك‪ ،‬بمعنى أن نسبة رأس املال القديمة (نسبة رأس املال وفقا ملعيار بازل‪)I‬‬
‫تسهم بطريقة غير مباشرة في التوجه نحو إقراض العمالء غير الجديرين أو ذوي املخاطر العالية من‬
‫أجل تحقيق عائد أكبر على أساس أنه كلما زادت املخاطرة زاد العائد‪.‬‬
‫‪ )2‬يعد اعتماد أوزان الترجيح ألاربعة التالية‪ :‬صفر‪ %‬لديون حكومات دول (‪ %08 ،)OECD‬لقروض‬
‫بنوك تلك الدول‪ %18 ،‬للروهونات العقارية‪ ،‬و‪ %488‬لاللتزامات ألاخرى‪ ،‬أمرا غير موضوعي‪ ،‬وهذا‬
‫التصنيف يمكن أن يطبق على املدين مهما كانت وضع الدين‪ .‬فاملبلغ املترتب على حكومة دولة تنتمي‬
‫إلى دول (‪ )OECD‬هو مبلغ ذو تصنيف ائتماني منخفض‪ ،‬وهو أقل تكلفة (من ناحية التمويل) من‬
‫مبلغ مترتب على مقترض ذو التصنيف ‪. AAA‬‬
‫‪ )3‬قدرة البنوك على التالعب بمتطلبات رأس املال من خالل املستجدات الحديثة من أدوات مصرفية‬
‫ومالية مثل‪ :‬املشتقات‪ .‬وترتب على هذا النوع من ألادوات املالية مشكلة التطبيق الفعلي‪ ،‬فيمكن‬
‫تجنب متطلبات رأس املال وفقا ملعيار بازل ‪ I‬من خالل مراجحة رأس املال باستخدام توريق الديون‬
‫واملشتقات‪.‬‬
‫‪ )4‬إن تحديد أوزان املخاطرة وفقا ملعيار بازل ‪ I‬يساهم في أفضل ألاحوال بتوفير مؤشر للمخاطر‬
‫الاقتصادية وذلك بسبب أن مخاطر الائتمان ال تعد كافية للتمييز بين مخاطر عدم سداد املقترضين‪.‬‬
‫‪ )5‬ال يشجع معيار بازل ‪ I‬على إدارة املخاطر وعلى التنويع في املحفظة الاستثمارية‪.‬‬
‫‪ )6‬ركزت اتفاقية بازل ألاولى على مخاطر الائتمان ومن ثم مخاطر السوق وأهملت أنواعا من املخاطر‬
‫مثل‪ :‬املخاطر التشغيلية‪.‬‬
‫وهكذا فإن جميع أوجه القصور سالفة الذكر والتي شابت اتفاقية بازل ألاولى‪ ،‬تعد دوافع أساسية‬
‫لعقد اتفاقية بازل الثانية‪ ،‬والتي تعتبر محور الحديث في العنصر املوالي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إتفاقية بازل الثانية للرقابة املصرفية‬


‫وفيما يلي سيتم التطرق إلى أهم جوانب اتفاقية بازل الثانية‪:‬‬
‫‪ -1‬الدعائم ألاساسية اتفاقية بازل ‪ II‬للرقابة املصرفية‪:‬‬
‫أصدرت لجنة بازل للرقابة املصرفية يوم ‪ 42‬جانفي ‪ 0884‬مقترح اتفاقية "بازل ‪ "II‬لكفاية رأس‬
‫املال‪ ،‬لكي يحل بعد إقراره محل الاتفاق املعمول به منذ عام ‪ 4700‬ونظر لتكرار بعض الانتقادات فقد‬
‫صدر عن اللجنة ورقة شبه نهائية بشأن هذا املعيار حيث تلقت التعقيبات النهائية عليها في ‪ 84‬جويلية‬

‫‪421‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫‪ 0888‬لتصدرها بشكل نهائي في جوان ‪ 0881‬وكان من املنتظر أن يتم تنفيذ املعايير الجديدة ل "بازل ‪"II‬‬
‫مع بداية ‪ .0889‬وتتمثل معايير الاتفاق الجديد في توسيع قاعدة وإطار كفاية رأس املال بما يضمن‬
‫تحقيق ألاهداف التالية‪)1( :‬‬

‫أ‪ .‬املزيد من معدالت ألامان وسالمة ومتانة النظام املالي العالمي‪ .‬وتحقيق العدالة في املنافسة بين‬
‫البنوك دولية النشاط وضمان تكافؤ ألانظمة والتشريعات وعدم التعارض بين ألاهداف‪.‬‬
‫ب‪ .‬إدخال منهج أكثر شمولية ملعالجة املخاطر من خالل إدراج العديد من املخاطر – لم تكن‬
‫متضمنة من قبل – وإيجاد نماذج اختبار جديدة أكثر مالءمة للتطبيق في البنوك على كافة‬
‫مستوياتها‪.‬‬
‫ج‪ .‬إيجاد طريقة جديدة قابلة للتطبيق على البنوك بكافة مستوياتها‪.‬‬
‫وضمانا لتحقيق تلك ألاهداف‪ ،‬نصت لجنة بازل على عدة قواعد لتطوير الدعائم الرئيسية الثالث‬
‫الحتساب رأس املال طبقا للمعايير املقترحة‪ ،‬وفيما يلي سيتم التطرق إلى محتوى الدعائم الثالث‪:‬‬
‫‪ )1‬الدعامة ألاولى‪ -‬الحد ألادنى ملتطلبات رأس املال‪ :‬اعتمدت لجنة بازل في الاتفاقية الثانية مقاربة‬
‫أكثر مرونة في قياس املخاطر وصوال إلى تقرير حجم ألاموال الخاصة‪ ،‬حيث يتكون رأس املال البنك‬
‫وفق ملقررات بازل (‪ )0‬من ثالث شرائح ألاولى هي رأس املال ألاساس ي أما الشريحة الثانية والثالثة‬
‫فإنهما يصنفهما على أنهما رأس املال املكمل‪ ،‬وإذ تبقي الاتفاقية الجديدة على نفس مفهوم ألاموال‬
‫الخاصة ألاساسية واملساندة وعلى ذات معدل املالءة (‪ ،)%0‬فقد عدلت جذريا نظام ألاوزان‪ ،‬فلم‬
‫تعد ألاوزان تعطى حسب هوية املقترض (الدولة‪ ،‬املؤسسات أو البنوك ألاخرى) بل باتت مرتبطة‬
‫بدرجة التصنيف املمنوحة للديون من قبل مؤسسات التصنيف العاملية وحسب معايير محددة‬
‫فصلتها لجنة بازل‪ ،‬ويترتب على هذا التعديل لنظام ألاوزان أن مخاطر املؤسسات لم تعد حكما تحت‬
‫سقف املخاطر السيادية‪ ،‬وأدخلت الاتفاقية الجديدة جديدا‪ ،‬من ناحيتين‪ :‬أعطت من جهة أولى‬
‫حرية أكبر للبنوك في قياس مخاطرها ذاتيا بدل نظام املخاطر الوحيد املعمول به حاليا من قبل كل‬
‫البنوك‪ ،‬وفرضت من جهة ثانية رسملة خاصة بمخاطر التشغيل إضافة إلى الرسملة التي كانت‬
‫مطلوبة ملخاطر الئتمان وملخاطر السوق(‪.)2‬‬
‫‪ )2‬الدعامة الثانية‪ :‬عملية املراجعة الرقابية‪ :‬تحدد الدعامة الثانية إطار إدارة املخاطر في املؤسسة‬
‫املصرفية‪ ،‬وفي نهاية املطاف‪ ،‬كفاية رأسمالها‪ .‬وكما تحدد مسؤوليات رقابية معينة ملجلس إلادارة‬
‫وإلادارة العليا‪ ،‬مما يعزز مبادئ الرقابة الداخلية وغيرها من ممارسات حوكمة الشركات التي وضعتها‬

‫(‪ )1‬فرج عبد العزيز عزت‪ ،‬اقتصاديات البنوك‪ :‬الكتاب ألاول – الصناعة املصرفية واملالية الحديثة ‪ ،-‬منشورات كلية التجارة‪ ،‬جامعة‬
‫عين شمس‪ ،‬مصر‪ ،0888 ،‬ص ص‪.804-847 :‬‬
‫(‪ )2‬مكرم صادر‪ ،‬محاضرة حول تحديث القطاع املصرفي السوري‪ :‬اتجاهات التحديث وقواعده‪ ،‬جمعية العلوم الاقتصادية السورية‪،‬‬
‫دمشق‪،‬‬
‫‪http://albayan.com/graphics/2002/12dec/heads/et11-htm-2001)17/02/2007 (.‬‬

‫‪421‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫الهيئات التنظيمية في مختلف الدول في جميع أنحاء العالم‪ .‬ووفقا للجنة بازل‪" ،‬إن الاتفاقية‬
‫الجديدة تشدد على أهمية تطوير إدارة البنك في لعملية تقييم داخلية لرأس املال ووضع أهداف‬
‫لرأس املال التي تتناسب مع محفظة املخاطر لدى البنك والبيئة الرقابية املحيطة"‪ .‬وسيكون‬
‫املشرفون مسؤولون عن تقدير مدى دقة كيفية وتقييم البنوك الحتياجاتها من كفاية رأس املال‬
‫نسبة إلى مخاطرها‪ .‬ومن شأن هذه العملية أن تكون الداخلية بعد ذلك تخضع للمراجعة إلاشرافية‬
‫عند الضرورة"‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬قد يتطلب إلاشراف‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬القيود على توزيعات ألارباح‬
‫أو القيام فورا بزيادة رأس املال‪)1(.‬‬

‫‪ )3‬الدعامة الثالثة‪ -‬انضباط السوق‪ :‬إن النضباط السوق القدرة على دعم تنظيم رأس املال والجهود‬
‫الرقابية ألاخرى لتعزيز السالمة واملتانة في البنوك وألانظمة املالية‪ .‬كما يفرض انضباط السوق‬
‫حوافز قوية للبنوك ملزاولة أعمالها بطريقة آمنة وسليمة وفعالة‪ .‬كما يوفر للبنك حافز الحفاظ على‬
‫قاعدة رأسمالية قوية ووقائية ضد الخسائر املحتملة الناجمة عن التعرض للمخاطر في املستقبل‪.‬‬
‫وتعتقد لجنة بازل أنه لدى السلطات الرقابية مصلحة قوية في تسهيل انضباط السوق كأداة فعالة‬
‫لتعزيز سالمة ومتانة النظام املصرفي‪ .‬وفي جوان ‪ ،4777‬أفصحت اللجنة في ورقتها الاستشارية عن‬
‫نيتها في دمج انضباط السوق باعتباره عنصرا أساسيا من عناصر اتفاقية رأس املال‪ .‬كما اقترحت‬
‫بعض ألانواع العامة من إلافصاح العلني التي ينبغي إطالقها من قبل البنوك في مواعيدها‪ .‬وشملت‬
‫هذه املالمح الرئيسية لرأس املال املحتفظ به للوقاية ضد الخسائر‪ ،‬والتعرض للمخاطر التي قد‬
‫تؤدي إلى زيادة مثل هذه الخسائر‪ .‬وهذا سيمكن املشاركين السوق من تقييم قدرة البنك على‬
‫السداد‪ .‬واستكملت ورقة جوان الاستشارية بورقة أكثر تفصيال‪ ،‬أصدرت للتشاور في جانفي ‪،0888‬‬
‫حول أنواع من إلافصاحات عن رأس املال‪ ،‬والتعرض للمخاطر وكفاية رأس املال في البنك التي يجب‬
‫توفيرها‪ .‬وكانت ردود الفعل من كل هذه املشاورات إيجابية‪ ،‬وأدت إلى استنتاج أن الشفافية‬
‫وانضباط السوق ينبغي أن تشكل جزءا ال يتجزأ من اتفاقية رأس املال‪ .‬وقد وسعت اللجنة تحليالتها‬
‫للنظر في العناصر ألاخرى لهذه الاتفاقية حيث أن إلافصاح قد يسهم إسهاما هاما‪ .‬وعند الاقتضاء‬
‫قد حددت اللجنة قوالب لتوفير الشكل املقترح الذي يمكن أن يتم إلافصاح عنه‪)2( .‬‬

‫هذا‪ ،‬ويوجز الشكل رقم (‪ )2‬يوضح دعائم اتفاقية بازل ‪:II‬‬

‫‪(1) Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking‬‬‫‪Supervision, Consultative Document, Pillar 3 (Market‬‬
‫‪Discipline), Supporting Document to the New Basel Capital Accord, January 2001, p: 01‬‬
‫‪(2)Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Consultative Document, Pillar 3 (Market‬‬

‫‪Discipline), Supporting Document to the New Basel Capital Accord, op.cit, p: 08‬‬

‫‪421‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫الشكل ‪ :6‬الدعائم الثالث التفاقية "بازل ‪ "II‬لكفاية رأس املال‬

‫الدعامة الثالثة‪:‬‬ ‫الدعامة الثانية‪:‬‬ ‫الدعامة ألاولى‪:‬‬


‫انضباط السوق‬ ‫املراجعة الرقابية‬ ‫متطلبات رأس املال الدنيا‬

‫‪ ‬يدعم انضباط السوق‬ ‫‪ ‬ينبغي أن تعمل البنوك على تقييم‬ ‫مخاطر السوق‬
‫الجهود لتعزيز ألامن‬ ‫الكفاية إلاجمالية لرأس املال لديها‪،‬‬ ‫ال تغييرات عن بازل ‪.I‬‬ ‫‪‬‬
‫والسالمة في البنوك‪.‬‬ ‫وأن تملك استراتيجية للحفاظ على‬ ‫مخاطر الائتمان‬
‫‪ ‬إلافصاحات ألاساسية‬ ‫مستويات رأس املال‪.‬‬ ‫تغيير كبير عن بازل ‪.I‬‬ ‫‪‬‬
‫(معلومات أساسية)‬ ‫‪ ‬يجب على املشرفين مراجعة وتقدير‬ ‫ثالثة مناهج مختلفة لحساب الحد‬ ‫‪‬‬
‫وإلافصاحات التكميلية‬ ‫الاستراتيجيات وتقييم كفاية رأس‬ ‫ألادنى ملتطلبات رأس املال‪.‬‬
‫تجعل انضباط السوق‬ ‫املال الداخلي للبنوك‪.‬‬ ‫حوافز مالية للبنوك للتحول نحو‬ ‫‪‬‬
‫أكثر فعالية‪.‬‬ ‫‪ ‬ينبغي على املشرفين أن يفرضوا على‬ ‫منهج إدارة مخاطر الائتمان ألاكثر‬
‫البنوك العمل فوق معدالت رأس‬ ‫تقدما باالعتماد على التصنيف‬
‫املال الدنيا وأن تمتلك القدرة على‬ ‫الداخلي‪.‬‬
‫تكوين رأس املال إضافي يزيد عن‬ ‫املنهج لديه أنظمة متطورة ‪/‬‬ ‫‪‬‬
‫الحدود الدنيا‪.‬‬ ‫ضوابط ومتطلبات لجمع البيانات‬
‫‪ ‬يجب على املشرفين التدخل في‬ ‫فضال عن الاحتياجات النوعية‬
‫مرحلة مبكرة ملنع انخفاض رأس‬ ‫إلدارة املخاطر‪.‬‬
‫املال تحت املستويات الدنيا‪.‬‬ ‫املخاطر التشغيلية‬
‫غير مشمولة صراحة في بازل ‪.I‬‬ ‫‪‬‬
‫ثالثة بدائل مختلفة لحساب‬ ‫‪‬‬
‫متطلبات رأس املال الدنيا‪.‬‬

‫‪Source: Jörg Hashagen, BASEL II : A Worldwide Challenge for the Banking Business, KPMG International, a‬‬
‫‪Swiss nonoperating association, Switzerland 2003, p: 05‬‬

‫‪ -2‬ألازمة املالية العاملية وجوانب القصور في اتفاقية بازل ‪: II‬‬


‫إن حدوث ألازمة بعد فترة قصيرة من تطبيق بازل ‪ II‬في الدول املتقدمة جعل هذه الاتفاقية عل‬
‫املحك كونها جاءت لتعزز صالبة النظام املصرفي‪ .‬وهو ما عجل بمراجعة عميقة وشاملة لألنظمة‬
‫والتشريعات املالية واملصرفية‪ .‬ويمكن إيراد أهم أسباب نشوء هذه ألازمة اعتمادا على بازل فيما يلي‪)1(:‬‬

‫‪ )1‬نقص رؤوس ألاموال املالئمة‪ :‬كشفت ألازمة املالية العاملية أن البنوك في في مختلف دول العالم ال‬
‫تتوفر عل املستوى الكافي من ألاموال الخاصة ذات النوعية الجيدة لتغطية املخاطر التي يكتنفها‬
‫العمل املصرفي‪ ،‬واملقصود بها هي الشريحة ألاولى بالتحديد التي تعتبر صغيرة جدا مقارنة مع حجم‬

‫(‪ )1‬حياة نجار‪ ،‬اتفاقية بازل ‪ III‬وآثارها املحتملة على النظام املصرفي الجزائري‪ ،‬مجلة العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة سطيف‬
‫‪ ،4‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،0848 ،48‬ص ص‪49 – 42 :‬‬

‫‪431‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫املخاطر الكبيرة التي تتعرض لها البنوك‪ .‬ويعود السبب في هذا إلى الصعوبات التي وجدتها البنوك في‬
‫تكوين املكون الرئيس ي لشريحة ألاموال الخاصة القاعدية في الوقت الحرج لألزمة؛‬
‫‪ )2‬عدم كفاية شفافية السوق‪ :‬أظهرت ألازمة أن هناك نقصا في شفافية السوق نتيجة عدم كفاية‬
‫مستوى إلافصاح‪ ،‬مما عقد من عملية تقييم ألاموال الخاصة ومقارنتها من بنك إلى آخر‪ ،‬كما أن‬
‫مؤسسات تقييم املخاطر قد عملت على تضليل املستثمرين من خالل منح تقييم عال ملحافظ مالية‬
‫تحتوي عل أموال عالية املخاطر‪ .‬وهو ما يعني أن هذه املؤسسات قد كانت تسعى بالدرجة ألاولى إلى‬
‫خدمة مصالحها الخاصة دون النظر النعكاسات املعلومات املغلوطة على النظام املصرفي؛‬
‫‪ )3‬إهمال بعض أنوع املخاطر‪ :‬رغم أن اتفاقية بازل ‪ II‬قد جاءت بمفهوم موسع للمخاطر املصرفية إال‬
‫أن هناك العديد من املخاطر أهملتها وساهمت بشكل كبير في إحداث ألازمة‪ ،‬ومنها مخاطر املحافظ‬
‫املالية للتفاوض‪ ،‬املخاطر الكبرى املرتبطة بالعمليات على املشتقات‪ ،‬واستعمال املشتقات كوسيلة‬
‫إلدارة املخاطر؛‬
‫‪ )4‬نقص في سيولة البنوك‪ :‬لقد كان من نتائج تسابق البنوك في الدول املتقدمة لتوظيف أموالها من‬
‫أجل تعظيم أرباحها واستغالل فترة رواج السوق هو إهمالها لقضية السيولة‪ ،‬وهو ما كان له انعكاسا‬
‫سلبيا عليها إذ لم تتمكن من إلايفاء بطلبات عمالهها بمجرد ظهور بوادر ألازمة والتي نتج عنها تهافت‬
‫املودعين على سحب أموالهم من البنوك؛‬
‫‪ )5‬املبالغة في عمليات التوريق املعقدة‪ :‬حيث عمدت الكثير من البنوك إلى تخفيض متطلبات رأس‬
‫املال من خالل التوريق وإعادة التوريق لألصول ونقلها من داخل امليزانية إلى خارجها‪ ،‬مظهرة بذلك‬
‫معدل كفاية رأس املال أعلى من الواقع‪ .‬علما أن التوريق هو عملية تتضمن تحويل ديون ضعيفة‬
‫السيولة إل سندات يتم تداولها في السوق‪ .‬وقد بالغت البنوك في الدول املتقدمة بشكل كبير في هذه‬
‫العملية‪ ،‬ففي سنة ‪ 0889‬بلغت هذه الديون ‪ 48888‬مليار دوالر أمريكي في سوق التداول ألامريكي‬
‫وهي تمثل ‪ 18‬باملائة‪ ،‬بينما كانت قيمة السندات التي أصدرتها املؤسسات ‪ 1088‬مليار دوالر أمريكي‪.‬‬
‫وبالتالي فاالبتكارات املالية كان لها دور بارز في إحداث ألازمة العاملية املعاصرة‪.‬‬
‫‪ )6‬إلافراط في املديونية‪ :‬لجأت البنوك إلى بناء مديونية مفرطة داخل وخارج امليزانية وهذا من أجل‬
‫التعظيم من أثر الرفع املالي وزيادة مردوديتها‪ ،‬وقد ترافق ذلك مع تآكل تدريجي ملستوى ونوعية قاعدة‬
‫رأس املال‪.‬‬
‫ويمكن القول أن التفاقية بازل ‪ II‬دور كبير في إحداث ألازمة املالية‪ ،‬وذلك إما نتيجة جوانب أهملتها‬
‫وكانت بمثابة ثغرات استغلتها البنوك للتهرب من متطلبات الرقابة‪ ،‬أو نتيجة القصور في تطبيق ما جاءت‬
‫به هذه الاتفاقية‪ .‬ولهذا تولدت الحاجة إل ضرورة إحداث إصالح يمس خاصة قواعد ومعايير العمل‬
‫املصرفي‪ ،‬والعمل وفق معايير دولية جديدة من شأنها أن تعزز صالبة البنوك في مواجهة املخاطر وتحمل‬
‫الصدمات‪ ،‬وهو ما تجسد في اتفاقية بازل ‪ III‬رغم أن هذه الاتفاقية لم يعمم تطبيقها بعد في كافة‬
‫البنوك في العالم‪.‬‬

‫‪434‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫رابعا‪ :‬إتفاقية بازل الثالثة للرقابة املصرفية‬


‫في هذا الصدد‪ ،‬سيتم التطرق إلى تعريف وأهداف مقررات بازل ‪ ،III‬ومحاورها ألاساسية الترتيبات‬
‫الانتقالية لتطبيق هذه الاتفاقية املزمع تطبيقها نهائيا في ‪ 4‬جانفي ‪ ،0847‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬تعريف وأهداف مقررات بازل ‪: III‬‬


‫تعتبر بازل مقررات ‪ III‬أحد املعايير التنظيمية العاملية الجديدة التي تختص بكفاية رأس املال‬
‫والسيولة املصرفية‪ ،‬والتي أقرها أعضاء لجنة بازل للرقابة املصرفية في ‪ 0848‬ردا على أوجه القصور في‬
‫التنظيم املالي الذي كشفت عنه ألازمة املالية العاملية‪ ،‬فمقررات بازل ‪ III‬عبارة عن مجموعة شاملة من‬
‫التدابير والجوانب إلاصالحية املصرفية التي طورتها لجنة بازل للرقابة على البنوك والتي تنطوي على‬
‫مستويين من إلاصالح املصرفي‪ ،‬املستوى ألاول هو إلاصالح الجزئي أو إلاصالح على مستوى البنك وهي‬
‫تدابير احترازية تحوطية على مستوى البنك الواحد تساعد على زيادة صمود املؤسسات املصرفية الفردية‬
‫في فترات الضغط واحتمال حدوث ألازمة أو الصدمة أما املستوى الثاني إلاصالح الكلي وهي تدابير‬
‫احترازية تحوطية على مستوى القطاع أي النظام املصرفي ككل‪ .‬وتكمل تلك التدابير إلاصالحية بعضها‬
‫البعض‪ ،‬بمعنى أن صمود أكبر للبنوك على مستوى البنك الواحد يؤدي إلى الخفض من مخاطر‬
‫الصدمات يؤدي والوقوع في ألازمات املصرفية على مستوى النظام املصرفي ككل‪ .‬وبالتالي فان معايير‬
‫بازل ‪ III‬هي جزء من جهود اللجنة املستمرة لتعزيز إطار التنظيم املصرفي‪ ،‬وهي تستهدف إلى‪)1( :‬‬

‫أ‪ .‬تحسين قدرة القطاع املصرفي على امتصاص الصدمات الناجمة عن الضغوط املالية‬
‫والاقتصادية أيا كان مصدرها‪ ،‬وبالتالي تقليل خطر امتداده من القطاع املالي إلى الاقتصاد‬
‫الحقيقي‪.‬‬
‫ب‪ .‬تحسين إدارة املخاطر وحوكمة البنوك‪.‬‬
‫ج‪ .‬تعزيز الشفافية وإلافصاح في البنوك بشكل منتظم على مستوى العالم‪.‬‬
‫د‪ .‬تقوية النظم املصرفية وجعلها أكثر مرونة‪.‬‬

‫‪ -2‬املحاور ألاساسية التفاقية بازل ‪:III‬‬


‫في هذا إلاطار يلخص امللحق رقم (‪ )4‬محاور بازل ‪ III‬للرقابة املصرفية‪ ،‬في حين يتم عرض أهم‬
‫املحاور ألاساسية لهذه الاتفاقية‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1-2‬تعزيز إلاطار العاملي لرأس املال‪:‬‬
‫‪ )1‬رفع جودة واتساق وشفافية قاعدة رأس املال‪ :‬يجب تدعيم تعرض البنوك للمخاطر بقاعدة‬
‫رأسمالية عالية الجودة‪ .‬حيث أظهرت ألازمة خسائر الائتمان وعمليات الشطب خارج ألارباح‬
‫املحتجزة‪ ،‬والتي هي جزء من قاعدة حقوق امللكية في البنوك‪ .‬كما وكشف عن التناقض في تعريف‬

‫(‪ )1‬عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬إلاصالح املصرفي ومقررات لجنة بازل ‪ ،3‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.841 :‬‬

‫‪432‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫رأس املال عبر السلطات النقدية‪ ،‬والافتقار إلافصاح‪ ،‬الذي من شأنه تمكين من إجراء تقييم كامل‬
‫ومقارنة نوعية رأس املال بين املؤسسات في ألاسواق‪ .‬ولهذا يجب وضع تعريف موحد لرأس املال‬
‫ليكون شكله السائد عبارة عن مجموع ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الشريحة ألاولى لرأس املال (‪ :)Tier 1‬وتشمل حقوق امللكية لألسهم العادية وألارباح املحتجزة‪.‬‬
‫واملتبقي من هذه الشريحة يتكون من ألادوات الثانوية‪ ،‬التي لديها أرباح تراكمية غير تقديرية‬
‫بشكل كامل أو كوبونات وليس لديها تاريخ الاستحقاق وال حافز للتخليص‪ ،‬وألادوات الرأسمالية‬
‫الهجينة املبتكرة مع حافز للتخليص‪ ،‬وهذه ألادوات تشكل الشريحة إلاضافية‪ .‬حيث (يجب أن‬
‫يحتفظ بمكون حقوق امللكية لألسهم العادية للشريحة ألاولى بنسبة ‪ ٪1.1‬على ألاقل إجمالي من‬
‫ألاصول املرجحة باملخاطر في جميع ألاوقات ‪ -‬يجب أن يحتفظ بمكون الشريحة ألاولى لرأس املال‬
‫بنسبة ‪ ٪2.8‬على ألاقل من إجمالي ألاصول املرجحة باملخاطر في جميع ألاوقات)‪.‬‬
‫‪ -‬الشريحة الثانية لرأس املال (‪ :)Tier 2‬وتشمل ألادوات الصادرة عن البنك شرط أن تستوفي‬
‫معايير إدراجها في هذه الشريحة (والتي لم تدرج في الشريحة لرأس املال (‪))Tier 1‬؛ فائض املخزون‬
‫(عالوة إلاصدار) الناتجة عن إصدار الصكوك؛ ألادوات التي تصدرها الشركات التابعة للبنك؛‬
‫بعض مخصصات خسائر القروض؛ والتعديالت التنظيمية املطبقة في حساب الشريحة الثانية‪.‬‬
‫والهدف من هذه الشريحة هو امتصاص الخسائر في حالة التصفية واستمرارية نشاط البنك‪.‬‬
‫ويجب أن يحتفظ بنسبة من إجمالي رأس املال (الشريحة ألاولى (‪ +)Tier 1‬الشريحة الثانية‬
‫(‪ ٪0.1 ))Tier 2‬على ألاقل إجمالي من ألاصول املرجحة باملخاطر في جميع ألاوقات‪.‬‬
‫أخيرا‪ ،‬لتحسين انضباط السوق‪ ،‬سيتم تحسين الشفافية في قاعدة رأس املال‪ ،‬بجميع‬
‫متطلبات عناصر رأس املال ومناقشتها مع تسوية تفصيلية للحسابات املبلغ عنها‪)1( .‬‬

‫‪ )2‬تعزيز تغطية املخاطر‪ :‬من الدروس الرئيسية لألزمة هو ضرورة تعزيز تغطية املخاطر في إطار رأس‬
‫املال‪ .‬حيث كان من ضمن العوامل ألاساسية املساهمة في زعزعة الاستقرار خالل ألازمة‪ ،‬هو إلاخفاق‬
‫في رصد املخاطر داخل وخارج امليزانية العمومية‪ ،‬وكذلك التعرض للمشتقات ذات الصلة‪ .‬في‬
‫استجابة لهذه العيوب‪ ،‬أكملت اللجنة في جويلية ‪ 0887‬عددا من إلاصالحات الهامة إلطار بازل ‪.II‬‬
‫حيث رفعت متطلبات رأس املال ملحفظة التداول والتعرض ملخاطر عمليات التوريق املعقدة‪ ،‬والتي‬
‫عدت مصدرا رئيسيا للخسائر لكثير من البنوك النشطة دوليا‪ .‬ويدخل العالج املعزز ضغط القيمة‬
‫املعرضة للخطر (‪ )VAR‬من رأس املال على أساس فترة ‪ 40‬شهرا متواصلة من الضغط املالي القوي‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬إدخال متطلبات مرتفعة لرأس املال ألجل ما يسمى بإعادة التوريق في كل من‬
‫البنوك ومحفظة التداول‪ .‬وعززت إلاصالحات أيضا املعايير العملية للمراجعة الرقابية للدعامة ألاولى‬

‫‪(1) Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking‬‬


‫‪Supervision, Basel III: A global regulatory framework‬‬
‫‪for more resilient banks and banking systems, December 2010 (rev June 2011), p p:02-03-12-13‬‬

‫‪433‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫(‪ )Pillar 1‬وتعزيز إلافصاح في الدعامة الثانية (‪ .)Pillar 2‬وقد أجرت اللجنة أيضا مراجعة جوهرية‬
‫ملحفظة التداول وقامت بإدخال تدابير لتعزيز متطلبات رأس املال ملخاطر الطرف املقابل الناشئة عن‬
‫مشتقات البنوك‪ ،‬والريبو وأنشطة التمويل باألوراق املالية‪ .‬وسترفع هذه إلاصالحات من احتياطي‬
‫رأس املال لدعم هذه التعرضات‪ ،‬والحد من الدورات الاقتصادية وتوفير حوافز إضافية للمض ي في‬
‫عقود مشتقات ألاسواق غير املنظمة ‪ OTC‬لألطراف املقابلة املركزية‪ ،‬مما يساعد على تخفيض‬
‫املخاطر النظامية عبر النظام املالي‪ .‬كما أنها توفر حوافز لتعزيز إدارة مخاطر الطرف املقابل‪)1( .‬‬

‫كما قامت لجنة بازل بإصدار مجموعة من املبادئ بشأن فعالية تجميع املخاطر وإلابالغ عنها‬
‫وذلك في جانفي ‪ ،0848‬والتي تهدف لدعم إدارة املخاطر في البنوك‪ ،‬وذلك من خالل‪)2( :‬‬

‫أ‪ .‬تعزيز البنية التحتية لإلبالغ عن املعلومات ألاساسية‪ ،‬وخاصة تلك املستخدمة من قبل‬
‫مجلس إلادارة وإلادارة العليا لتحديد ومراقبة وإدارة املخاطر‪.‬‬
‫ب‪ .‬تحسين عملية اتخاذ القرارات في جميع أنحاء املنظمة املصرفية‪.‬‬
‫ج‪ .‬تعزيز إدارة املعلومات عبر كيانات قانونية‪ ،‬مع تسهيل إجراء تقييم شامل للتعرض للمخاطر‬
‫على مستوى إلاجمالي املوحد‪.‬‬
‫د‪ .‬تقليل احتمال وشدة الخسائر الناتجة عن ضعف إدارة املخاطر‪.‬‬
‫ه‪ .‬تحسن في السرعة التي توفر املعلومات وبالتالي يمكن اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫و‪ .‬تحسين نوعية التخطيط الاستراتيجي للمنظمة والقدرة على إدارة مخاطر املنتجات والخدمات‬
‫الجديدة‪.‬‬
‫‪ )3‬استكمال متطلبات رأس املال القائمة على املخاطر مع نسبة الاستدانة (الرافعة املالية)‪ :‬خالل‬
‫الجزء ألاكثر حدة من ألازمة املالية‪ ،‬تم تسجيل تراكم الاستدانة (الرافعة املالية) املفرط داخل وخارج‬
‫ميزانية النظام املصرفي‪ ،‬وأجبرت السوق املالية هذا النظام على الحد من رافعته املالية عن طريق‬
‫زيادة الضغط النزولي على أسعار ألاصول‪ ،‬مما أدى إلى تفاقم حلقة التغذية العكسية إلايجابية بين‬
‫الخسائر والانخفاضات في رأسمال البنك‪ ،‬والانكماش في توافر الائتمان(‪ .)3‬وعلى هذا ألاساس‪ ،‬قدم‬
‫إطار بازل ‪ III‬نسبة رافعة مالية بسيطة وشفافة غير مستندة على املخاطر لتكون بمثابة مقياس‬
‫موثوق وتكميلي ملتطلبات رأس املال القائمة على املخاطر‪ .‬وتهدف هذه النسبة إلى‪ :‬تقييد تراكم‬
‫الاستدانة (الرافعة املالية) في القطاع املصرفي لتجنب عمليات تقليص املديونية املزعزعة لالستقرار‬

‫‪(1)Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking‬‬ ‫‪Supervision, Basel III: A global regulatory framework‬‬
‫‪for more resilient banks and banking systems, OP.cit, p:03‬‬
‫)‪ (2‬ملزيد من التفصيل أنظر‪:‬‬
‫‪Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Principles for effective risk data‬‬
‫‪aggregation and risk reporting, January 2048, pp: 01-21‬‬
‫‪(3) Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Basel III: A global regulatory framework‬‬

‫‪for more resilient banks and banking systems, op.cit, p:01‬‬

‫‪431‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫التي يمكن أن تضر النظام املالي والاقتصادي على نحو أوسع؛ وتعزيز املتطلبات القائمة على املخاطر‬
‫بمقياس مساند قائم على املخاطر‪ .‬كما ترى لجنة بازل أن‪ :‬إطار مهم وبسيط لنسبة الاستدانة‬
‫(الرافعة املالية) ومكمل لإلطار الرأسمالي القائمة على املخاطر‪ ،‬كما تتميز هذه النسبة بكونها ذات‬
‫املصداقية‪ ،‬أي أنها تضمن تعقبا واسعا وكافيا لكل مصادر الاستدانة (الرافعة املالية) للبنوك داخل‬
‫وخارج امليزانية‪ .‬وقد حدد إطار بازل ‪ III‬نسبة الاستدانة (الرافعة املالية) كمقياس رأس املال (البسط)‬
‫مقسوما على مقياس التعرض (املقام)‪ ،‬وعبرت عن هذه النسبة كنسبة مئوية‪)1( :‬‬
‫مقاييس رأس املال)𝐞𝐫𝐮𝐬𝐚𝐞𝐦 𝐥𝐚𝐭𝐢𝐩𝐚𝐂(‬
‫≤ 𝟑‪ %‬‬ ‫نسبة الاستدانة )الرافعة املالية( )𝐨𝐢𝐭𝐚𝐫 𝐞𝐠𝐚𝐫𝐞𝐯𝐞𝐥( =‬
‫)مقاييس التعرض()𝐞𝐫𝐮𝐬𝐚𝐞𝐦 𝐞𝐫𝐮𝐬𝐨𝐩𝐱𝐄(‬

‫هذا‪ ،‬ويتم احتساب نسبة الاستدانة (الرافعة املالية) بطريقة مماثلة في مختلف السلطات‬
‫التنظيمية‪ ،‬وبتعديل أي اختالفات في املعايير املحاسبية‪ .‬وقد وضعت اللجنة نسبة الاستدانة (الرافعة‬
‫املالية) لتكون مقياسا موثوقا وتكميليا للمتطلبات القائمة على املخاطر بهدف الترحيل إلى الدعامة‬
‫ألاولى واملعالجة استنادا إلى أعمال املراجعة واملعايرة املناسبة‪)2( .‬‬

‫وتجدر إلاشارة إلى أنه يجب أن تفصح البنوك عالنية عن نسبة مديونيتها (رافعتها املالية) وفق‬
‫بازل ‪ III‬على أساس موحد‪ ،‬وذلك ابتداء من ‪ 4‬جانفي عام ‪ .0841‬ولتمكين املشاركين في السوق من‬
‫إلافصاح للتوفيق بين نسبة الاستدانة (الرافعة املالية) مع القوائم املالية املنشورة للبنوك من فترة‬
‫إلى أخرى‪ ،‬ومقارنة مدى كفاية رأس مال البنوك عبر السلطات التنظيمية مع ألاطر املحاسبية‬
‫املتفاوتة‪ ،‬فمن املهم أن تعتمد البنوك على إلافصاح املتسق واملشترك على املكونات الرئيسية لنسبة‬
‫الاستدانة (الرافعة املالية)‪ ،‬في حين يتم التوفيق أيضا بين هذه إلافصاحات مع بياناتها املالية‬
‫املنشورة‪ .‬ومن أجل تسهيل اتساق وسهولة استخدام إلافصاحات املتعلقة بتكوين نسبة الاستدانة‬
‫(الرافعة املالية)‪ ،‬وللتخفيف من مخاطر الصيغ التي تتعارض وتقوض هدف تعزيز إلافصاح‪ ،‬أقرت‬
‫اللجنة أنه يجب على البنوك النشطة دوليا نشر نسبة الاستدانة (الرافعة املالية) وفقا إلى مجموعة‬
‫مشتركة من النماذج‪ .‬وتشمل متطلبات إلافصاح العام ما يلي‪)3( :‬‬

‫‪(1) Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking‬‬ ‫‪Supervision, Basel III leverage ratio framework and‬‬
‫‪disclosure requirements, January 2041, p: 01‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للبسط فهو يضم الشريحة ألاولى لرأس املال (‪)Tier 1‬؛ وستواصل اللجنة استخدام هذا املقياس وقد تستخدم رأس املال‬
‫النظامي كمقياس لرأس املال لقياس نسبة الرافعة املالية‪.‬‬
‫بالنسبة للمقام فهو يضم‪ :‬القيم املحاسبية في امليزانية للتعرض ملخاطر غير املشتقات والتي تشمل مقاييس التعرض ألحكام محددة أو‬
‫تعديالت التقييم املحاسبي (في تعديالت التقييم الائتماني املحاسبي)؛ ال يسمح بمعاوضة القروض والودائع‪ .‬ملزيد من التفاصيل أنظر‪:‬‬
‫‪Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Basel III leverage ratio framework and‬‬
‫‪disclosure requirements, January 2041, pp: 03-09‬‬
‫‪(2) Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Basel III: A global regulatory framework‬‬

‫‪for more resilient banks and banking systems, op.cit, p:01‬‬


‫)‪ (3‬ملزيد من التفاصيل أنظر‪:‬‬

‫‪431‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫‪ ‬جدول مقارنة موجزة والذي يوفر املقارنة ملجموع مبالغ املحاسبية ألصول البنك مع نسبة‬
‫التعرض للرافعة املالية؛‬
‫‪ ‬نموذج إلافصاح املشترك الذي يقدم تحليال للعناصر التنظيمية الرئيسية لنسبة الاستدانة‬
‫(الرافعة املالية)؛‬
‫‪ ‬متطلبات توافق تفاصيل مصدر (مصادر) الفروقات املادية بين إجمالي أصول ميزانية للبنوك في‬
‫بياناتها املالية والتعرضات في داخل امليزانية في نموذج إلافصاح املشترك؛ وغيرها من إلافصاحات‪.‬‬
‫‪ )4‬تخفيض تقلبات الدورات الاقتصادية وتعزيز احتياطي مواجهتها‪ :‬كان إلاسهاب في مسايرة التقلبات‬
‫الدورية للصدمات املالية خالل النظام املصرفي وألاسواق املالية والاقتصاد بصفة أوسع‪ ،‬من أهم‬
‫العناصر املزعزعة لالستقرار فيما يتعلق باألزمة‪ .‬حيث أسهب املشاركين في السوق في امليل إلى‬
‫التصرف بطريقة مسايرة للتقلبات الدورية من خالل مجموعة متنوعة من القنوات‪ ،‬بما في ذلك‬
‫املعايير املحاسبية لكل من القيمة العادلة لألصول واملحتفظ بها إلى تاريخ استحقاق القروض‪ ،‬تطبيق‬
‫الهامش‪ ،‬وذلك من خالل تراكم وتحرير نسبة يومية بين املؤسسات املالية والشركات واملستهلكين‪.‬‬
‫وقد قدمت لجنة بازل عددا من التدابير لجعل البنوك أكثر تحمال لديناميات مسايرة التقلبات‬
‫الدورية‪ .‬وهذه التدابير تساعد على ضمان جعل القطاع املصرفي بمثابة أداة المتصاص للصدمات‪،‬‬
‫بدال من أداة مرسلة للمخاطر إلى النظام املالي والاقتصاد بصفة أوسع‪ .‬وقد عمدت اللجنة إلى إدخال‬
‫سلسلة من التدابير ملعالجة الدورات الاقتصادية ورفع قدرة القطاع املصرفي في ألاوقات الجيدة‪.‬‬
‫وتهدف هذه التدابير إلى‪:‬‬
‫‪ ‬تخفيف أي تقلبات دورية بواسطة الفائض الذي يزيد عن شرط الحد ألادنى رأس املال؛‬
‫‪ ‬تعزيز املزيد من الاحتياطات التطلعية؛‬
‫‪ ‬الحفاظ على رأس املال لبناء مخزون احتياطي لدى البنوك الفردية والقطاع املصرفي والتي يمكن‬
‫استخدامها في حاالت الضغط؛‬
‫‪ ‬تحقيق ألاهداف الاحترازية الكلية العريضة لحماية القطاع املصرفي من فترات النمو الائتماني‬
‫املفرط‪)1( .‬‬

‫وتجدر إلاشارة إلى أن املخزون الاحتياطي لرأس املال يتكون من ‪ 8‬إلى ‪ ٪0.1‬من الشريحة ألاولى‬
‫(‪ - )Tier 1‬حقوق امللكية لألسهم العادية‪ -‬والتي أنشئت فوق الحد ألادنى ملتطلبات رأس املال‬
‫التنظيمي‪)2( .‬‬

‫‪Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Basel III leverage ratio framework and‬‬
‫‪disclosure requirements, op.cit, pp: 09-14‬‬
‫‪(1) Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Basel III: A global regulatory framework‬‬

‫‪for more resilient banks and banking systems, op.cit, p:01‬‬


‫‪(2) Ibid , p: 11-56‬‬

‫‪431‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫‪ )5‬معالجة املخاطر النظامية والترابط‪ :‬في حين ضخمت الدورات الاقتصادية الصدمات على املدى‬
‫الزمني البعيد‪ ،‬نقل الترابط الزائد بين البنوك ذات ألاهمية النظامية أيضا الصدمات عبر النظام‬
‫املالي والاقتصادي‪ .‬يجب أن تفقد البنوك ذات ألاهمية النظامية القدرة على استيعاب ما وراء الحد‬
‫ألادنى من املعايير والعمل بشأن هذه املسألة هو مستمر‪ .‬وقد وضعت لجنة بازل ومجلس الاستقرار‬
‫املالي منهج متكامل باإلضافة إلى املؤسسات املالية ذات ألاهمية النظامية والذي يمكن أن يشمل‬
‫مجموعات من الرسوم إلاضافية على رأس املال‪ ،‬ورأس املال املشروط بتحويل إلى أسهم وكفالة‬
‫الدين‪ .‬كجزء من هذا الجهود‪ ،‬وضعت اللجنة مقترح بشأن منهجية تتألف من املؤشرات الكمية‬
‫والنوعية لتقييم املؤسسات املالية ذات ألاهمية النظامية على املستوى العالمي‪ .‬وتجري اللجنة أيضا‬
‫دراسة عن حجم الخسائر إلاضافية املمتصة التي ينبغي أن تتحمله املؤسسات املالية النظامية على‬
‫املستوى‪ ،‬وأيضا تقييم مدى نجاح امتصاص الخسائر الذي يمكن أن تقدمه مختلف ألادوات‬
‫املقترحة‪ .‬وأيضا قد غطى تحليل اللجنة تدابير أخرى لتخفيف املخاطر أو العوامل الخارجية املرتبطة‬
‫مع البنوك النظامية‪ ،‬بما في ذلك رسوم إضافية على السيولة وتشديد قيود التعرض الكبير للمخاطر‬
‫وتعزيز الرقابة‪ .‬وهناك العديد من متطلبات رأس املال التي أدخلتها اللجنة للتخفيف من املخاطر‬
‫الناجمة عن التعرض على مستوى الشراكات بين املؤسسات املالية العاملية ستساعد أيضا على‬
‫معالجة املخاطر النظامية والترابط؛ وتشمل هذه‪:‬‬
‫‪ -‬حوافز رأسمالية للبنوك الستخدام ألاطراف املقابلة املركزية للمشتقات خارج ألاسواق‬
‫املنظمة؛‬
‫‪ -‬متطلبات رأسمالية أعلى للمتاجرة وأنشطة املشتقات‪ ،‬فضال عن عمليات التوريق املعقدة‬
‫ومخاطر التعرض لخارج امليزانية (مثل ألادوات الاستثمارية املهيكلة)؛‬
‫‪ -‬متطلبات رأسمالية أعلى للتعرض للمخاطر بين القطاعات املالية؛‬
‫‪ -‬إدخال متطلبات السيولة التي تفرض عقوبات على الاعتماد املفرط على ألاجل القصير‪،‬‬
‫والتمويل بين البنوك لدعم ألاصول طويلة ألاجل‪)1( .‬‬

‫ويمكن القول أن النقطة املحورية إلصالح بازل ‪ III‬املقترح هي زيادة معدل كفاية رأس املال من‬
‫‪ %0.8‬إلى ‪ ،%48.1‬والجدول رقم (‪ )48‬يوضح معايرة رأس املال وفقا إلصالح بازل ‪:III‬‬

‫)‪ (1‬ملزيد من التفاصيل أنظر‪:‬‬


‫‪Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Basel III: A global regulatory framework‬‬
‫‪for more resilient banks and banking systems, op.cit, pp:07 - 08‬‬

‫‪431‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫الجدول ‪ :10‬معايرة إطار رأس املال‬


‫معايرة إطار رأس املال‬
‫متطلبات رأس املال والاحتياطات (جميع ألارقام نسب مئوية)‬
‫إجمالي لرأس املال‬ ‫حقوق امللكية لألسهم العادية الشريحة ألاولى لرأسمال‬
‫(‪)Tier 1‬‬ ‫الشريحة ألاولى (‪)Tier 1‬‬
‫‪8.0‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫الحد ألادنى‬

‫‪2.5‬‬ ‫احتياطي الحفاظ‬

‫‪10.5‬‬ ‫‪8.5‬‬ ‫‪7.0‬‬ ‫الحد ألادنى باإلضافة إلى‬


‫احتياطي الحفاظ‬

‫املقابل ‪2.5 -0‬‬ ‫الاحتياطي‬ ‫مدى‬


‫التقلبات الدورية‪‬‬
‫‪ ‬بما يتفق مع احتياطي الحفاظ على رأس املال‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬تشمل نسبة حقوق امللكية لألسهم العادية الشريحة ألاولى لرأس املال‬
‫(‪ )Tier 1‬املبالغ املستخدمة لتلبية الحد ألادنى ‪ ٪1.1‬من حقوق امللكية لألسهم العادية ملتطلبات الشريحة ألاولى لرأس املال (‪ ،)Tier 1‬ولكن‬
‫ال تشمل أي حقوق ملكية إضافية لألسهم العادية من الشريحة ألاولى (‪ )Tier 1‬الالزمة لتلبية ‪ ٪2‬و ‪ ٪0‬من إجمالي متطلبات رأس املال‪.‬‬

‫‪Source : Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Basel III: A global regulatory‬‬
‫‪framework for more resilient banks and banking systems, December 2010 (rev June 2011), p:64‬‬
‫التالية‪)1( :‬‬
‫وعموما يرتكز إلاصالح على مجموعة من القواعد‬
‫أ‪ .‬رفع الحد ألادنى ملتطلبات حقوق امللكية لألسهم العادية من ‪ %0‬ليصل إلى ‪ %1.1‬مضافا إليه‬
‫احتياطي الحفاظ على رأس املال بنسبة ‪ ،%0.1‬وذلك ملواجهة فترات الضغط املستقبلية‪ ،‬لتجعل‬
‫املجموع ‪ ،%9‬ويلبى هذا الاحتياطي من حقوق امللكية لألسهم العادية بعد تطبيق الاقتطاعات‪،‬‬
‫ويهدف لضمان استمرار البنوك في الحفاظ على احتياطي رأس املال يمكن استخدامه المتصاص‬
‫الخسائر خالل فترات الضغط املالي والاقتصادي‪ .‬في حين يسمح للبنوك باستخدام الاحتياطي في‬
‫فترات من الضغط‪ ،‬وكلما اقتربت نسب رأس املال التنظيمية من متطلبات الحد ألادنى‪ ،‬كلما‬
‫ازدادت القيود على توزيعات ألارباح؛‬
‫ب‪ .‬زيادة متطلبات الشريحة ألاولى لرأس املال (‪ )Tier 1‬الذي يتضمن حقوق امللكية لألسهم العادية‬
‫وأدوات مالية أخرى مؤهلة مستندة إلى معايير أكثر حزما‪ ،‬من ‪ %1‬إلى ‪%2‬؛‬
‫ج‪ .‬تطبيق احتياطي مقابل (معاكس) للدورة الاقتصادية بين ‪ %8‬و‪ %0.1‬من حقوق امللكية لألسهم‬
‫العادية أو أي رأسمال قادر على امتصاص الخسارة بشكل كامل‪ ،‬وذلك وفقا للظروف الوطنية‪،‬‬
‫والغرض من هذا الاحتياطي هو تحقيق الهدف الاحترازي الكلي ألاوسع واملتمثل بحماية الجهاز‬

‫(‪ )1‬عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬إلاصالح املصرفي ومقررات لجنة بازل ‪ ،3‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.800- 329 :‬‬

‫‪431‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫املصرفي من فترات نمو مفرط في الائتمان املجمع والذي يحصل في نظام ملئ باملخاطر وال يستخدم‬
‫إال في هذه الفترات‪ ،‬ويمكن العمل بهذا الاحتياطي كامتداد ملدى احتياطي املحافظة على رأس‬
‫املال‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬إذا قمنا بإضافة الحد ألادنى الحتياطي الحفاظ على رأس املال ‪ %0.1‬إلى الحد ألادنى‬
‫إلجمالي رأس املال ‪ %0.8‬يكون لدينا املجموع ‪ %48.1‬وهو معدل كفاية رأس املال وفقا إلصالح بازل ‪.III‬‬
‫‪ -2-2‬إدخال معيار عاملي للسيولة‪ :‬تعد متطلبات رأس املال املتين أمرا ضروريا الستقرار القطاع املصرفي‬
‫ولكنها غير كافية‪ ،‬بل يجب تدعيم وتنسيق قاعدة سيولة متينة موحدة دوليا‪ .‬ولذلك عمدت اللجنة إلى‬
‫إدخال معايير عاملية للسيولة املنسقة دوليا‪ .‬وقد وضعت هذه املعايير لتحقيق هدفين منفصلين ولكن‬
‫متكاملين هما‪ )1( :‬تعزيز صمود البنك ضد مخاطر السيولة على املدى القصير من خالل ضمان أنه‬
‫يملك املوارد السائلة الكافية ذات الجودة العالية وذلك من أجل البقاء في ظل سيناريو الضغط الحاد‬
‫والذي يدوم ملدة شهر واحد‪ .‬ولتحقيق هذا الهدف وضعت اللجنة في نسبة تغطية السيولة (‪)LCR‬؛ و(‪)2‬‬
‫تعزيز الصمود على مدى أفق زمني أطول من خالل خلق حوافز إضافية للبنوك لتمويل أنشطتها بمصادر‬
‫تمويلية أكثر استقرارا على أساس هيكلي مستمر‪ .‬أما صافي نسبة التمويل املستقر (‪ )NSFR‬ألفق زمني‬
‫ملدة عام واحد‪ ،‬وقد تم تطويرها لتوفير هيكل استحقاق مستدام للموجودات واملطلوبات‪ .‬ويتألف هذين‬
‫املعايرين بشكل رئيس ي من معلمات محددة و"متسقة" دوليا مع القيم املحددة‪ .‬وبعض املعلمات تحتوي‬
‫على عناصر تقدير وطنية لتعكس شروط قانونية محددة‪ .‬في هذه الحاالت‪ ،‬يجب أن تكون املعايير شفافة‬
‫لتوفير الوضوح سواء داخل ألاطر القانونية املحلية أو الدولية‪)1( .‬‬

‫‪ )1‬نسبة تغطية السيولة (‪ :)Liquidity Coverage Ratio( )LCR‬والغرض منها تعزيز القدرة على‬
‫التكيف مع الاضطرابات املحتملة للسيولة على مدى ‪ 30‬يوما‪ .‬وستساعد على ضمان أن البنوك‬
‫العاملية غير مرتبطة‪ ،‬وألاصول السائلة كافية وعالية الجودة لتعويض التدفقات النقدية الصافية‬
‫التي يمكن أن تواجهها في ظل سيناريو الضغط الحاد على املدى القصير‪ .‬وهذا السيناريو املحدد مبني‬
‫على خبرة ظروف ألازمة املالية العاملية التي بدأت في عام ‪ ،0889‬وينطوي على كل من الصدمات‬
‫املؤسساتية املحددة والنظامية‪ .‬وعلى إلاجهاد الكبير‪ ،‬وإن كان السيناريو ليس ألسوأ الحاالت‪ ،‬ويفترض‬
‫ما يلي‪)2( :‬‬

‫‪ -‬خفض كبير في التصنيف الائتماني العام للمؤسسات؛‬


‫‪ -‬خسارة جزئية من الودائع؛‬

‫)‪ (1‬ملزيد من التفاصيل أنظر‪:‬‬


‫‪Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Basel III: A global regulatory framework‬‬
‫‪for more resilient banks and banking systems, op.cit, pp:07 -08‬‬
‫‪(2) Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Basel III: A global regulatory framework‬‬

‫‪for more resilient banks and banking systems, op.cit, p:87‬‬

‫‪431‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫‪ -‬خسارة التمويل بالجملة غير املضمون؛‬


‫‪ -‬زيادة كبيرة في خفض القيمة السوقية لألصل املستخدم كضمان للتمويل؛‬
‫‪ -‬زيادات في ضمانات خيارات املشتقات والخيارات التعاقدية وغير التعاقدية خارج امليزانية‪ ،‬بما‬
‫في ذلك التزامات القروض وتسهيالت السيولة‪.‬‬
‫وتتكون نسبة تغطية السيولة (‪ )LCR‬من مكونين اثنين‪ ،‬هما‪( :‬أ) قيمة مخزون ألاصول السائلة‬
‫عالية الجودة )𝐀𝐋𝐐𝐇(𝐬𝐭𝐞𝐬𝐬𝐚 𝐝𝐢𝐮𝐪𝐢𝐥 𝐢𝐥𝐚𝐮𝐪 ‪ 𝐒𝐭𝐨𝐜𝐤 𝐨𝐟 𝐡𝐢𝐠𝐡 −‬في ظروف الضغط‪ .‬و(ب)‬
‫إجمالي التدفقات النقدية الصادرة الصافية خالل ‪ 88‬يوما املقبلة‪ .‬وتعطى هذه النسبة بالعالقة‬
‫التالية‪:‬‬
‫مخزون ألاصول السائلة عالية الجودة )‪Stock of (HQLA‬‬
‫≤ ‪%100‬‬ ‫نسبة تغطية السيولة )‪= (LCR‬‬
‫إجمالي التدفقات النقدية الصادرة الصافية خالل ‪ 30‬يوما املقبلة‬

‫ويضم بسط النسبة (قيمة مخزون ألاصول السائلة عالية الجودة) ألاصول التي يمكن تحويلها‬
‫إلى نقد بخسارة معدومة أو قليلة‪ .‬والتي تكفي لتغطية إجمالي التدفقات النقدية الصادرة الصافية‬
‫خالل فترة الضغط‪)1( .‬‬

‫‪ ‬بالنسبة للبسط فهو يضم مستويين‪( :‬أ) أصول املستوى (‪ :)1‬وتشمل العديد من البنود العمالت املعدنية وألاوراق النقدية؛ ألاوراق‬
‫املالية املصنفة من السندات السيادية والبنوك املركزية‪ ،‬وكيانات القطاع العام‪ ،‬وبنوك التنمية متعددة ألاطراف؛ الاحتياطات املصنفة‬
‫للبنوك املركزية؛ الديون السيادية املحلية أو ديون البنوك املركزية املحلية أو املرجحة بوزن ‪ %8‬للمخاطر السيادية‪( .‬ب) أصول املستوى‬
‫(‪( )2‬حد أقص ى 𝟎𝟒‪ %‬من مخزون ألاصول السائلة عالية الجودة)‪ :‬ويشمل مستويين‪ :‬املستوى ‪ A2‬السيادية‪ ،‬البنك املركزي‪ ،‬وبنوك‬
‫التنمية متعددة ألاطراف‪ ،‬وأصول كيانات القطاع العام املصنفة بوزن ‪ %8‬للمخاطر؛ سندات دين الشركات ذات تصنيف ‪ AA‬أو أعلى؛‬
‫سندات التغطية ذات تصنيف ‪ AA‬أو أعلى‪ .‬وأصول املستوى ‪( B2‬حد أقص ى 𝟓𝟏‪ %‬من مخزون ألاصول السائلة عالية الجودة)‪:‬‬
‫ألاوراق املالية املدعومة بالرهن العقاري واملصنفة؛ سندات دين الشركات املصنفة بين ‪ A+‬و‪ BBB -‬؛ حصص ألاسهم العادية املصنفة‪.‬‬
‫بالنسبة للمقام فهو يضم‪( :‬أ) ودائع التجزئة‪ ،‬وتشمل‪ :‬الودائع تحت الطلب والودائع ألجل (أقل من ‪ 88‬يوما لتاريخ الاستحقاق)‪.‬‬
‫(ب) التمويل بالجملة غير املضمون‪ ،‬ويشمل ‪ :‬الودائع تحت الطلب والودائع ألجل لقطاع ألاعمال الصغيرة (اقل من ‪ 88‬يوما لتاريخ‬
‫الاستحقاق)؛ الودائع التشغيلية الناتجة عن أنشطة املقاصة والحفظ وإدارة النقد‪ :‬جزء يغطيها التأمين على الودائع؛ البنوك التعاونية‬
‫في شبكة مؤسسية (ودائع مصنفة مع املؤسسة املركزية)؛ الشركات غير املالية‪ ،‬والدول ذات السيادة‪ ،‬البنك املركزي‪ ،‬بنوك التنمية‬
‫املتعددة ألاطراف وكيانات القطاع العام إذا كامل املبلغ مغطى بالكامل من قبل نظام تأمين الودائع؛ والعمالء آلاخرين ذوي الكيان‬
‫القانوني‪( .‬ج) التمويل املضمون‪ ،‬ويشمل‪ :‬معامالت التمويل املضمونة مع البنك املركزي الطرف املقابل أو املدعومة بأصول املستوى‬
‫(‪ )4‬مع أي طرف مقابل؛ معامالت التمويل املضمون واملدعوم من أصول مستوى ‪ A0‬مع أي طرف مقابل؛ معامالت التمويل املضمونة‬
‫املدعومة من قبل غير كل من أصول املستوى ‪ 4‬أو املستوى ‪ ،A0‬مع السيادية املحلية‪ ،‬وبنوك التنمية املتعددة ألاطراف‪ ،‬أو كيانات‬
‫القطاع العام كطرف املقابل؛ ألاوراق املالية املدعومة بالرهن العقاري واملحتواة في وأصول املستوى ‪ B0‬؛ وباقي ألاصول املدعومة بأصول‬
‫املستوى ‪ B0‬؛ جميع معامالت التمويل املضمون ألاخرى‪( .‬د) متطلبات إضافية‪ :‬احتياجات السيولة املتعلقة باملعامالت املالية واملشتقات‬
‫املالية وغيرها من العقود؛ تغيرات القيم السوقية ملعامالت املشتقات املالية‪...‬إلخ‪ .‬ملزيد من التفصيل؛ أنظر‪:‬‬
‫‪Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Basel III: The Liquidity Coverage Ratio‬‬
‫‪and liquidity risk monitoring tools, January 2048, pp: 22-20‬‬
‫‪(1) Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Basel III: The Liquidity Coverage Ratio‬‬

‫‪and liquidity risk monitoring tools, January 2048, pp:06 -07‬‬

‫‪411‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫‪ )2‬صافي نسبة التمويل املستقر (‪ :)Net Stable Funding Ratio( )NSFR‬وتهدف ‪ NSFR‬للحد من الاعتماد‬
‫املفرط على التمويل بالجملة قصير ألاجل خالل أوقات ازدهار السيولة في السوق وتشجيع تقييم‬
‫أفضل ملخاطر السيولة في جميع البنود داخل وخارج امليزانية(‪ .)1‬ويتم تعريف ‪ NSFR‬على أنها مبلغ‬
‫التمويل املستقر املتاح بالنسبة إلى مبلغ التمويل املستقر املطلوب‪ .‬وينبغي أن تكون هذه النسبة‬
‫تساوي ‪ %488‬على ألاقل على أساس مستمر‪ .‬يتم تعريف "التمويل املستقر املتاح"‪ ،‬على أنه جزء‬
‫من رأس املال والخصوم املتوقع أن تكون معول عليها أكثر من وجهة نظر ‪ ،NSFR‬التي تمتد لسنة‬
‫واحدة‪ .‬وتعطى هذه النسبة بالعالقة التالية‪)2( :‬‬

‫مبلغ التمويل املستقر املتاح‬


‫نسبة التمويل املستقر)𝐑𝐅𝐒𝐍( = مبلغ التمويل املستقر املطلوب ≤ 𝟎𝟎𝟏‪%‬‬
‫باعتبارها عنصرا أساسيا من النهج الرقابي على مخاطر التمويل‪ ،‬يجب أن تستكمل ‪NSFR‬‬
‫بعمليات التقييم الرقابي‪ .‬وقد يتطلب من املشرفين على البنوك الفردية اعتماد معايير أكثر صرامة‬
‫للتفكير في مخاطر التمويل وتقييم امتثالها ملبادئ السالمة‪ .‬ويتم معايرة مبالغ التمويل املستقر املتاح‬
‫واملطلوب املحددة في املعايير لتعكس الدرجة املفترضة لالستقرار الخصوم وسيولة ألاصول‪.‬‬
‫‪ )3‬أدوات الرقابة (‪ :)Monitoring tools‬إلتباع نهج إلاشراف الاحترازي الكلي‪ ،‬قد استخدم املشرفون‬
‫مجموعة واسعة من التدابير الكمية لرصد مخاطر السيولة في املؤسسات املصرفية وكذلك في القطاع‬
‫املالي‪ .‬وقد حددت دراسة استقصائية أعدها أعضاء لجنة بازل في أوائل عام ‪ ،0887‬أكثر من ‪01‬‬
‫تدبيرا ومفهوما مختلفا والتي تستخدم عامليا من قبل املشرفين‪ .‬وبهدف إدخال املزيد من الاتساق‬
‫على الصعيد الدولي‪ ،‬وضعت اللجنة مجموعة من املقاييس املشتركة التي ينبغي اعتبارها كنوع من‬
‫الحدود الدنيا للمعلومات التي يجب أن تستخدم املشرفين‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬استخدم املشرفون‬

‫‪(1) Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking‬‬ ‫‪Supervision, Basel III: A global regulatory framework‬‬
‫‪for more resilient banks and banking systems, op.cit, p:87‬‬
‫)‪ (2‬ملزيد من التفاصيل أنظر‪:‬‬
‫‪Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Consultative Document Basel III: The Net‬‬
‫‪Stable Funding Ratio, January 2041,pp:88-11‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للبسط فهو يضم إلاقرار بالودائع التشغيلية؛ معامالت التمويل املضمون؛ عوامل التمويل املستقر املتاح املرتفعة ألجل الودائع‬
‫بدون تاريخ استحقاق والودائع ألجل؛ أقسام أخرى من املطلوبات ذات تواريخ استحقاق متبقية ألاقل من سنة واحدة‪.‬‬
‫بالنسبة للمقام فهو يضم‪ :‬قدر أكبر من الاتساق مع تعريف نسبة تغطية السيولة (‪ )LCR‬ومخزون ألاصول السائلة عالية الجودة‬
‫)‪ (HQLA‬؛ معامالت التمويل املستقر املطلوب املنخفض بالقروض غيراملربوطة بالتجزئة والعمالء في قطاع ألاعمال الصغيرة؛ معامالت‬
‫التمويل املستقر املطلوب املرتفع مع املؤسسات املالية غير املصرفية وألاوراق املالية غير منتمية ملخزون ألاصول السائلة عالية الجودة‬
‫)‪...(HQLA‬إلخ‪ .‬ملزيد من التفصيل؛ أنظر‪:‬‬
‫‪Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Consultative Document Basel III: The Net‬‬
‫‪Stable Funding Ratio, January 2041,p: 11‬‬

‫‪414‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫مقاييس إضافية من أجل رصد املخاطر املحددة في مجال نطاقها التنظيمي‪ .‬وتشمل مقاييس الرقابة‬
‫والتي تتعلق مخاطر السيولة اليومية ما يلي‪)1( :‬‬

‫أ‪ .‬عدم توافق تواريخ استحقاقات التعاقدات‪ :‬لفهم الجوانب ألاساسية الحتياجات السيولة في‬
‫البنك‪ ،‬يتعين على البنوك في كثير من ألاحيان إجراء تقييم عدم توافق تواريخ استحقاقات‬
‫التعاقدات‪ .‬يوفر هذا املقياس ألاولي مرجعية بسيطة لاللتزامات التعاقدية وهو مفيد في املقارنة‬
‫بين مخاطر السيولة في املؤسسات‪ ،‬وتسليط البنوك واملشرفين الضوء على احتمال إمكانية‬
‫نشوء احتياجات السيولة‪.‬‬
‫ب‪ .‬تركز التمويل‪ :‬هذا املقياس يشمل تحليل تركيزات من التمويل بالجملة التي توفرها أطراف‬
‫محددة‪ ،‬وألادوات والعمالت‪ .‬وتشمل تركيزات من جملة التمويل يساعد املشرفين في تقييم مدى‬
‫مخاطر السيولة التمويل يمكن أن يحدث في حال تم سحب واحد أو أكثر من مصادر التمويل‪.‬‬
‫ج‪ .‬ألاصول غير املترابطة املتاحة‪ :‬يقيس هذا املقياس كمية ألاصول غير املترابطة لدى البنك والتي‬
‫يمكن استخدامها كضمان للحصول على التمويل املضمون سواء في السوق أو عند استمرار‬
‫تسهيالت البنك املركزي‪ .‬وينبغي أن يجعل هذا البنوك (واملشرفين) أكثر وعيا بقدرتهم املحتملة‬
‫على جمع ألاموال املضمونة إلاضافية‪ ،‬مع ألاخذ في الاعتبار أن في هذه الحالة قد تنخفض هذه‬
‫القدرة في أوقات الضغط‪.‬‬
‫د‪ .‬نسبة تغطية السيولة بواسطة العمالت‪ :‬عند إلاقرار بأن مخاطر الصرف ألاجنبي هو مكون من‬
‫مخاطر السيولة‪ ،‬ينبغي تقييم نسبة تغطية السيولة في كل عملة كبيرة‪ ،‬وذلك من أجل رصد‬
‫وإدارة املستوى العام والاتجاه للتعرض ملخاطر العملة في البنك‪.‬‬
‫ه‪ .‬أدوات املراقبة املرتبطة بالسوق‪ :‬من أجل أن يكون هناك مصدرا للبيانات اليومية عن‬
‫الصعوبات املحتملة في السيولة‪ ،‬يجب أن تكون هناك بيانات مفيدة للمراقبة وتشمل البيانات‬
‫على مستوى السوق‪ :‬أسعار ألاصول والسيولة واملعلومات املتعلقة باملؤسسة مثل‪ :‬انتشار مبادلة‬
‫التخلف عن سداد الائتمان وأسعار ألاسهم‪ ،‬عالوة على معلومات إضافية خاصة تتعلق بقدرة‬
‫املؤسسة على تمويل نفسها في مختلف أسواق التمويل بالجملة والسعر الذي يمكن من القيام‬
‫بذلك‪.‬‬
‫وتجدر إلاشارة إلى أنه قد حددت اللجنة ستة عناصر تشغيلية والتي ينبغي إدراجها في‬
‫إستراتيجية إدارة مخاطر السيولة اللحظية في البنك‪ .‬في هذه الحالة يجب على البنك‪)2( :‬‬

‫‪(1) Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking‬‬ ‫‪Supervision, Basel III: A global regulatory framework‬‬
‫‪for more resilient banks and banking systems, op.cit, pp:87-10‬‬
‫)‪ (2‬ملزيد من التفاصيل أنظر‪:‬‬
‫‪Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Monitoring tools for intraday liquidity‬‬
‫‪management, April 2048, pp:81-26‬‬

‫‪412‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫أن يكون لديه القدرة على قياس التدفقات إلاجمالية اليومية املتوقعة للسيولة والتدفقات‬ ‫أ‪.‬‬
‫الصادرة‪ ،‬توقع توقيت هذه التدفقات خالل اليوم قدر إلامكان‪ ،‬وتوقع نطاق نقص التمويل‬
‫الصافي املحتمل الذي قد ينشأ في نقاط مختلفة خالل اليوم؛‬
‫أن يكون لديه القدرة على مراقبة أوضاع السيولة اليومية مقابل ألانشطة املتوقعة واملوارد‬ ‫ب‪.‬‬
‫املتاحة (ألارصدة‪ ،‬القدرة الائتمانية اليومية املتبقية‪ ،‬الضمانات املتوفرة)؛‬
‫ترتيب الحصول على التمويل الكافي يوميا لتحقيق أهدافه اليومية؛‬ ‫ج‪.‬‬
‫أن يكون لديه القدرة على إدارة وتعبئة الضمانات الالزمة من أجل الحصول على التمويل اليومي؛‬ ‫د‪.‬‬
‫أن يكون لديه القدرة القوية على إدارة توقيت التدفقات الصادرة للسيولة بما يتماش ى مع أهدافه‬ ‫ه‪.‬‬
‫اليومية؛‬
‫أن يكون مستعدا للتعامل مع الاضطرابات غير املتوقعة في التدفقات اليومية للسيولة‪.‬‬ ‫و‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬كما وضعت اللجنة سيناريو للتعامل مع السيولة اليومية في أوقات الضغط‪.‬‬

‫‪ -3-2‬الترتيبات الانتقالية‪ :‬قامت اللجنة بإدخال ترتيبات انتقالية ‪ -‬امللحق رقم (‪ - )2‬لتنفيذ املعايير‬
‫الجديدة التي تساعد على ضمان أن يلبي القطاع املصرفي معايير أعلى لرأس املال من خالل الاحتفاظ‬
‫بأرباح معقولة‪ ،‬وزيادة رأس املال في حين ال يزال دعم تقديم القروض لالقتصاد‪ ،‬وقد وصفت الترتيبات‬
‫الانتقالية في نص وثيقة بازل ‪ III‬قواعد السيولة (‪ .)1‬وتشمل الترتيبات الانتقالية ما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬يجب أن تترجم الدول ألاعضاء هذه القواعد في قوانين وتنظيمات وطنية قبل حلول هذا التاريخ‪.‬‬
‫اعتبارا من ‪ 4‬جانفي ‪ ،0848‬حيث سيطلب من البنوك تلبية متطلبات الحد ألادنى الجديدة التالية‬
‫املتعلقة باألصول املرجحة باملخاطر (‪.risk-weighted assets (RWAs‬‬
‫‪ %8.1 -‬من حقوق امللكية لألسهم العادية ‪ /‬ألاصول املرجحة باملخاطر (‪(RWAs‬؛‬
‫‪ %1.1 -‬من الشريحة ألاولى لرأس املال (‪ / )Tier 1‬ألاصول املرجحة باملخاطر (‪(RWAs‬؛‬
‫‪ %0.8 -‬من إجمالي رأس املال‪ /‬ألاصول املرجحة باملخاطر (‪.(RWAs‬‬
‫‪ )2‬في الفترة ما بين ‪ 4‬جانفي ‪ 0848‬و‪ 4‬جانفي ‪ ،0841‬سيتم على مراحل تطبيق الحد ألادنى من متطلبات‬
‫حقوق امللكية لألسهم العادية للشريحة ألاولى لرأس املال (‪ .)Tier 1‬في ‪ 4‬جانفي ‪ ،0848‬سيرتفع الحد‬
‫ألادنى من حقوق امللكية لألسهم العادية للشريحة ألاولى لرأس املال (‪ )Tier 1‬من املستوى الحالي‬
‫‪ %0‬إلى ‪ .%8.1‬وسترتفع متطلبات الشريحة ألاولى لرأس املال (‪ )Tier 1‬من ‪ %1‬إلى ‪ .%1.1‬في ‪ 4‬جانفي‬
‫‪ ،0841‬سيتوجب على البنوك تلبية الحد ألادنى من متطلبات حقوق امللكية لألسهم العادية بنسبة‬
‫‪ ،%1‬ومتطلبات الشريحة ألاولى لرأس املال (‪ )Tier 1‬بنسبة ‪ .%1.1‬في ‪ 4‬جانفي ‪ ،0841‬سيتوجب‬

‫‪(1) Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking‬‬ ‫‪Supervision, Basel III: A global regulatory framework‬‬
‫‪for more resilient banks and banking systems, op.cit, p: 10‬‬

‫‪413‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫على البنوك تلبية متطلبات حقوق امللكية لألسهم العادية بنسبة ‪ %1.1‬متطلبات الشريحة ألاولى‬
‫لرأس املال (‪ )Tier 1‬بنسبة ‪ .%2‬وتبقى متطلبات رأس املال إلاجمالي على املستوى الحالي عند نسبة‬
‫‪ %0.8‬وبالتالي ال تحتاج إلى أن تدرج في أي مرحلة‪ .‬ويمكن تلبية الفرق بين متطلبات رأس املال‬
‫إلاجمالي املقدرة بنسبة ‪ %0.8‬ومتطلبات الشريحة ألاولى لرأس املال (‪ )Tier 1‬بالشريحة الثانية لرأس‬
‫املال (‪ )Tier 2‬وأشكال أعلى من رأس املال‪.‬‬
‫ستبدأ التعديالت التنظيمية عند نسبة ‪ %08‬من الاقتطاعات املطلوبة من حقوق امللكية لألسهم‬ ‫‪)3‬‬
‫العادية في ‪ 4‬جانفي ‪ ،0841‬وعند نسبة ‪ %18‬في ‪ 4‬جانفي ‪ ،0841‬وعند نسبة ‪ %28‬في ‪ 4‬جانفي‬
‫‪ ،0842‬وعند نسبة ‪ %08‬في ‪ 4‬جانفي ‪ ،0849‬وتصل إلى نسبة ‪ %488‬في ‪ 4‬جانفي ‪ .0840‬وخالل‬
‫هذه الفترة الانتقالية‪ ،‬ستستمر القيمة املتبقية غير املقتطعة من حقوق امللكية لألسهم العادية‬
‫للشريحة ألاولى لرأس املال (‪ )Tier1‬في الخضوع للمعالجات الوطنية القائمة‪ .‬وسيتم تطبيق نفس‬
‫املنهج الانتقالي على الاقتطاعات إلاضافية من الشريحة ألاولى (‪ )Tier1‬والشريحة الثانية لرأس املال‬
‫(‪ .)Tier2‬على وجه التحديد‪ ،‬فإن التعديالت التنظيمية إلاضافية على هاتين الشريحتين عند نسبة‬
‫‪ %08‬من الاقتطاعات املطلوبة في ‪ 4‬جانفي ‪ ،0841‬وعند نسبة ‪ %18‬في ‪ 4‬جانفي ‪ ،0841‬وعند‬
‫نسبة ‪ %28‬في ‪ 4‬جانفي ‪ ،0842‬وعند نسبة ‪ %08‬في ‪ 4‬جانفي ‪ ،0849‬والوصول إلى نسبة ‪%488‬‬
‫اعتبارا من ‪ 4‬جانفي ‪.0840‬‬
‫وسيتم أيضا معالجة رأس املال املصدر من الشركات التابعة والتي عقدت من قبل طرف ثالث (مثل‬ ‫‪)4‬‬
‫حقوق ألاقلية) على مراحل‪ .‬إذا كان رأس املال هذا مؤهال إلدراجه في واحد من املكونات الثالثة‬
‫لرأس املال‪ ،‬فإنه يمكن تضمينه من ‪ 4‬جانفي ‪ .0848‬وإذا كان رأس املال هذا ليس مؤهال إلدراجه‬
‫في واحدة من املكونات الثالثة لرأس املال فإنه يمكن تضمينه تحت املعاملة الوطنية القائمة‪ ،‬وينبغي‬
‫استبعاد نسبة ‪ %08‬من هذا املبلغ من عنصر ذي صلة برأس املال في ‪ 4‬جانفي ‪ ،0841‬ونسبة ‪%18‬‬
‫اعتبارا من ‪ 4‬جانفي ‪ ،0841‬ونسبة ‪ %28‬في ‪ 4‬جانفي ‪ ،0842‬ونسبة ‪ %08‬في ‪ 4‬جانفي ‪،0849‬‬
‫ولتصل النسبة إلى ‪ %488‬في ‪ 4‬جانفي ‪.0840‬‬
‫سيتم إعفاء ضخ رأس املال القائم من قبل القطاع العام حتى ‪ 4‬جانفي ‪.0840‬‬ ‫‪)5‬‬
‫سيتم تدريجيا إلغاء ألادوات الرأسمالية التي لم تعد مؤهلة كشريحة أولى لرأس املال (‪ )Tier 1‬من‬ ‫‪)6‬‬
‫حقوق امللكية لألسهم غير العادية أو كشريحة ثانية لرأس املال (‪ )Tier 2‬ابتداء من ‪ 4‬جانفي ‪.0848‬‬
‫وذلك عبر تثبيت القاعدة عند القيمة الاسمية لهذه ألادوات املستحقة في ‪ 4‬جانفي ‪ ،0848‬وسيتم‬
‫الاعتراف بها بنسبة ‪ %78‬في ‪ 4‬جانفي ‪ ، 0848‬مع انخفاض إجمالي بنسبة ‪ 48‬نقاط مئوية في كل‬
‫سنة الحقة‪ .‬سيتم تطبيق هذه القاعدة إلاضافية إلى (‪ )Tier 1‬و(‪ )Tier 2‬بشكل منفصل ويشير إلى‬

‫‪411‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫املبلغ إلاجمالي لألدوات املستحقة التي لم تعد تفي باملعايير دخول ذات الصلة‪ .‬إلى حد التخلص من‬
‫هذه ألادوات‪ ،‬أو يتم إطفاء الاعتراف بها في رأس املال‪ ،‬بعد ‪ 4‬جانفي ‪)1( .0848‬‬

‫‪ )7‬بعد فترة املالحظة التي بدأت في عام ‪ ،0844‬سيتم عرض نسبة ‪ LCR‬في ‪ 4‬جانفي ‪ .0841‬وستنتقل‬
‫نسبة ‪ NSFR‬إلى معيار حد أدنى في ‪ 4‬جانفي ‪ .0840‬وستضع اللجنة عمليات تقديم التقارير الصارمة‬
‫ملراقبة النسب خالل الفترة الانتقالية‪ ،‬وستواصل النظر في آلاثار املترتبة على هذه املعايير في ألاسواق‬
‫املالية‪ ،‬توسع الائتمان والنمو الاقتصادي‪ ،‬ومعالجة العواقب غير املقصودة عند الضرورة‪)2( .‬‬

‫‪ -3‬منافع وتكاليف مقررات بازل ‪III‬‬


‫في هذا الصدد‪ ،‬هناك عدة منافع محتملة لتطبيق اتفاقية بازل ‪ III‬على كل من القطاع املالي‬
‫واملصرفي والنمو الاقتصادي‪ ،‬والتي يتم تلخيصها في املحاور الرئيسية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تقوية وتعزيز متانة وكفاية رأس املال في البنوك‪ ،‬عن طريق رفع متطلبات رأس املال وحث البنوك‬
‫على تكوين احتياطي ملقابلة التقلبات الاقتصادية الدورية‪ ،‬ليجسد هذا ألاخير دور وسادة ألامان‬
‫التي تستند لها البنوك في مواجهة أية هزة مالية محتملة بشكل أكثر فعالية‪ ،‬والتي قد تؤدي إلى‬
‫إفالس البنوك مع انعكاسات سلبية محتملة على القطاع الحقيقي والنمو الاقتصادي؛‬
‫‪ ‬وضع منهج فعال إلدارة املخاطر املصرفية خاصة مخاطر السيولة‪ ،‬مخاطر عمليات التوريق‪ ،‬مخاطر‬
‫الطرف املقابل‪ ،‬ومخاطر التعامل باملشتقات املالية وأنشطة خارج امليزانية؛‬
‫‪ ‬وضع سيناريو للتعامل في أوقات الضغط مع احتياجات السيولة‪ ،‬وتقديم حوافز للبنوك من أجل‬
‫استخدام مصادر تمويل أكثر استقرارا‪ ،‬وهذا من شأنه تجنب حاالت إلاعسار املالي‪.‬‬

‫لكن على الرغم من منافع ارتفاع متطلبات رأس املال تأتي أيضا معها تكاليف‪ ،‬حيث‪ :‬وفي محاولة‬
‫البنوك لتلبية متطلبات رأس املال‪ ،‬فإنها قد تلجأ إلى استخدام مزيج من الاستراتيجيات التي قد يكون‬
‫لها تأثير سلبي على النشاط الاقتصادي الكلي بصورة إجمالية‪ .‬من أجل تلبية متطلبات رأس املال‬
‫الجديدة‪ ،‬يمكن للبنوك‪( :‬أ) إصدار أسهم جديدة؛ (ب) زيادة احتجاز ألارباح‪ ،‬من خالل‪ :‬خفض توزيعات‬
‫ألارباح؛ زيادة كفاءة التشغيل؛ بما في ذلك عن طريق الحد من التعويضات والتكاليف ألاخرى؛ رفع‬
‫متوسط الهوامش بين معدالت الاقتراض وإلاقراض؛ و‪ ،‬زيادة الدخل من غير الفوائد (الرسوم) ؛ (ج)‬
‫الحد من ألاصول املرجحة املخاطر‪ ،‬عن طريق‪ :‬تخفيض حجم محفظة القروض؛ تشديد اتفاقيات‬

‫‪(1) Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking‬‬ ‫‪Supervision, Basel III: A global regulatory framework‬‬
‫‪for more resilient banks and banking systems, op.cit, pp:09-00‬‬
‫‪(2) Ibid, p: 10‬‬

‫‪411‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫القروض؛ تخفيض تواريخ استحقاقات القروض؛ تخفيض أو بيع ألاصول من غير القروض؛ و‪ ،‬تحويل‬
‫تركيبة امليزانية العمومية نحو ألاصول ألاقل مخاطرة‪)1(.‬‬

‫كما قد يزيد تشديد اللوائح التنظيمية على نشاط البنوك تكاليف التمويل في القطاع الخاص‪،‬‬
‫ويقلل من توافر الائتمان‪ ،‬والذي يؤثر على الاقتصاد الحقيقي‪ .‬إذا تم تشديد اللوائح التنظيمية‪،‬‬
‫ستنخفض ربحية البنوك وذلك استجابة الرتفاع تكاليف التمويل والتوسع في الاستثمار في ألاصول ذات‬
‫العوائد املنخفضة‪ .‬وتمرر البنوك هذه التكاليف إلى القطاع الخاص من خالل زيادة سعر الفائدة على‬
‫إلاقراض‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى تدهور حالة التمويل في القطاع الخاص‪ .‬ويوضح الشكل رقم (‪ )2‬القنوات‬
‫التي قد يؤثر إلاصالح التنظيمي من خاللها على القطاع الحقيقي عن طريق تغيير سلوك واستراتيجيات‬
‫البنوك‪ .‬وفي هذا إلاطار‪ ،‬عندما يتم تعديل نسبة رأس املال إلى أعلى‪ ،‬يزيد اتجاه سلوك البنوك لتجنب‬
‫املخاطر ليس فقط قبل حدوث التعديل ولكن أيضا بعد حدوثه‪ .‬كما يختلف تأثير صرامة تنظيم رأس‬
‫املال كثيرا بين الدول‪ ،‬تبعا للزيادة في تكلفة رأس املال ومرونة الطلب على الائتمان نسبة للتغير في أسعار‬
‫الفائدة على القروض‪ .‬وتختلف آثار تعزيز التنظيم تختلف باختالف حجم ألاصول‪ ،‬واملنطقة ونماذج‬
‫ألاعمال التجارية‪)2( .‬‬

‫الشكل ‪ :7‬القنوات التي يؤثر إلاصالح التنظيمي من خاللها على القطاع الحقيقي‬
‫سلوك وتكلفة‬
‫التمويل املصرفي‬

‫القطاع‬ ‫شروط تمويل القطاع‬ ‫تخصيص‬ ‫إصالح اللوائح‬


‫الحقيقي‬ ‫الخاص‪ ،‬وتوافر الائتمان‬ ‫ألاصول‬ ‫التنظيمية‬

‫نموذج‬
‫ألاعمال التجارية‬

‫‪Source : Sun Eae Chun et al, The Impact of Strengthened Basel III Banking Regulation on Lending Spreads :‬‬
‫‪Comparisons across Countries and Business Models ,Bank for International Settlements, Basel Committee on‬‬
‫‪Banking Supervision, , March 2012, p:08‬‬

‫‪(1)Sun‬‬ ‫‪Eae Chun et al, The Impact of Strengthened Basel III Banking Regulation on Lending Spreads :Comparisons‬‬
‫‪across Countries and Business Models ,Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, ,‬‬
‫‪March 2012, p p:08-09‬‬
‫‪(2)Hazel C. Parcon‐Santos - Eufrocinio M. Bernabe, Jr , The Macroeconomic Effects of Basel III Implementation in the‬‬

‫‪Philippines :A Preliminary Assessment, Bangko Sentral ng Pilipinas, BSP Working Paper Series No. 2012‐02, October‬‬
‫‪2012, Philippines, p p:08-09‬‬

‫‪411‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الثامن __________________________________________________ مقررات لجنة بازل للرقابة املصرفية‬

‫مما سبق ذكره‪ ،‬يمكن أن نستنتج أنه من خالل لجوء البنوك لالستراتيجيات ‪-‬املشار إليها سابقا‪-‬‬
‫خاصة ما تعلق منها بزيادة احتجاز ألارباح‪ ،‬حيث تعيق هذه الاستراتيجية عملية تدوير ألارباح واستخدامها‬
‫في تمويل الاستثمارات املنتجة‪ ،‬أو إنفاقها على السلع الاستهالكية من قبل مستحقيها‪ .‬كما تعمل باقي‬
‫الاستراتيجيات منها (رفع الفائدة على القروض؛ تخفيض حجم محفظة القروض؛ تشديد اتفاقيات‬
‫القروض؛ تخفيض تواريخ استحقاقات القروض) على حرمان الشركات املقترضة من ألاموال الالزمة‬
‫لتمويل عمليات الاستثمار وإلانتاج‪ .‬كما اتجاه سلوك البنوك لتجنب املخاطر يعد تملصا من مسؤولية‬
‫تسهيل إدارة املخاطر وتوفير خدمات لتنويع تلك الخاطر‪ .‬وكل هذه الاستراتيجيات والتي دفع إليها تشديد‬
‫اللوائح التنظيمية قد تؤثر سلبا على القطاع الخاص الذي سترتفع تكاليف تمويل استثماراته وتنخفض‬
‫شروطها وكذا يقع نقص في توافر الائتمان‪ ،‬وهذا ينافي قيام البنوك بدورها في عملية التخصيص ألامثل‬
‫للموارد املالية‪ ،‬ولهذا ألامر تداعيات وتكاليف محتملة على النمو الاقتصادي والتي تشمل‪ :‬انخفاض‬
‫الناتج املحلي إلاجمالي وانتشار البطالة‪ .‬هذا‪ ،‬ويوجز الشكل رقم (‪ )8‬الانعكاسات املحتملة الالتزام باتفاقية‬
‫بازل ‪ III‬لكفاية رأس املال املصرفي على النمو الاقتصادي‪.‬‬
‫الشكل ‪ :8‬الانعكاسات املحتملة الالتزام باتفاقية بازل ‪ III‬لكفاية رأس املال املصرفي على النمو الاقتصادي‬
‫الالتزام باتفاقية بازل ‪ III‬لكفاية رأس املال املصرفي‬
‫قد يؤدي من خالل‪:‬‬

‫‪ ‬تشديد اللوائح التنظيمية الذي يجبر البنوك على استخدام‬ ‫‪ ‬تقوية وتعزيز متانة وكفاية رأس املال في البنوك‪ ،‬عن‬
‫مزيج من الاستراتيجيات التي قد يكون لها تأثير سلبي على‬ ‫طريق رفع متطلبات رأس املال وحث البنوك على تكوين‬
‫النشاط الاقتصادي الكلي بصورة إجمالية‪ .‬ومن أجل تلبية‬ ‫احتياطي ملقابلة التقلبات الاقتصادية الدورية‪ ،‬ليجسد‬
‫متطلبات رأس املال الجديدة‪ ،‬يمكن للبنوك‪( :‬أ) إصدار أسهم‬ ‫هذا ألاخير دور وسادة ألامان التي تستند لها البنوك في‬
‫جديدة؛ (ب) زيادة احتجاز ألارباح‪ ،‬من خالل‪ :‬خفض توزيعات‬ ‫مواجهة أية هزة مالية محتملة بشكل أكثر فعالية‪ ،‬والتي‬
‫ألارباح؛ زيادة كفاءة التشغيل؛ بما في ذلك عن طريق الحد من‬ ‫قد تؤدي إلى إفالس البنوك مع انعكاسات سلبية محتملة‬
‫التعويضات والتكاليف ألاخرى؛ رفع متوسط الهوامش بين‬ ‫على القطاع الحقيقي والنمو الاقتصادي؛‬
‫معدالت الاقتراض وإلاقراض؛ و‪ ،‬زيادة الدخل من غير الفوائد‬ ‫‪ ‬وضع منهج فعال إلدارة املخاطر املصرفية خاصة مخاطر‬
‫(الرسوم) ؛ (ج) الحد من ألاصول املرجحة املخاطر‪ ،‬عن‬ ‫السيولة‪ ،‬مخاطر عمليات التوريق‪ ،‬مخاطر الطرف‬
‫طريق‪ :‬تخفيض حجم محفظة القروض؛ تشديد اتفاقيات‬ ‫املقابل‪ ،‬ومخاطر التعامل باملشتقات املالية وأنشطة‬
‫القروض؛ تخفيض تواريخ استحقاقات القروض؛ تخفيض أو‬ ‫خارج امليزانية؛‬
‫بيع ألاصول من غير القروض؛ و‪ ،‬تحويل تركيبة امليزانية‬ ‫‪ ‬وضع سيناريو للتعامل في أوقات الضغط مع احتياجات‬
‫العمومية نحو ألاصول ألاقل مخاطرة‪.‬‬ ‫السيولة‪ ،‬وتقديم حوافز للبنوك من أجل استخدام‬
‫‪ ‬مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف وانخفاض شروط تمويل القطاع‬ ‫مصادر تمويل أكثر استقرارا‪ ،‬وهذا من شأنه تجنب حاالت‬
‫الخاص نتيجة نقص في توافر الائتمان‪ ،‬وهذا يؤدي إلى عدم‬ ‫إلاعسار املالي‪.‬‬
‫التخصيص ألامثل للموارد املالية‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫النمو الاقتصادي‬ ‫‪+‬‬


‫‪-‬‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثين‬

‫‪411‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل التاسع‪ :‬حوكمة البنوك‬

‫أوال‪ :‬احلوكمة يف البنوك (املفهوم ودواعي التطبيق)‬


‫ثانيا‪ :‬أدوار األطراف املشاركة يف تطبيق نظام حوكمة البنوك‬
‫ثالثا‪ :‬متطلبات تعزيز تطبيق احلوكمة يف البنوك‬
‫رابعا‪ :‬أمهية تطبيق نظام احلوكمة بالنسبة للقطاع املصريف‬
‫الفصل التاسع _____________________________________________________________________ حوكمة البنوك‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫نتيجة للتطورات السريعة في ألاسواق املالية واملصرفية‪ .‬أصبحت أنشطة البنوك أكثر تعقيدا‬
‫حيث امتدت إلى مجاالت غير مصرفية‪ ،‬وذلك بهدف الحصول على عوائد أخرى في ظل تدني عوائد‬
‫ألانشطة التقليدية‪ ،‬وإن تم ذلك في ظل التخلي عن قواعد الحيطة والحذر املطلوبة في العمل املصرفي‪،‬‬
‫وهذا ما أدى إلى زيادة مخاطر العمل املصرفي وحدوث أزمات مصرفية ومالية عديدة أدت إلى إفالس‬
‫العديد من البنوك‪ .‬ونظرا للدور الحيوي الذي تقوم به البنوك في أي اقتصاد‪ ،‬أصبح من الضروري‬
‫اعتماد مبادئ الحوكمة في القطاع املصرفي لضمان أمنه وسالمته وتحقيق الكفاءة في ألاداء وإدارة‬
‫املخاطر بما يكفل تعزيز دوره في خدمة الاقتصاد الوطني‪ .‬وسيتم التطرق إلى أهم الجوانب املتعلقة‬
‫بنظام الحوكمة في البنوك فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الحوكمة في البنوك (املفهوم ودواعي التطبيق)‬


‫سيتم التطرق إلى مفهوم الحوكمة املصرفية ودواعي تطبيقها‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬مفهوم نظام الحوكمة في البنوك‪:‬‬


‫تتصل حوكمة الشركات (‪ )Corporate Governance‬بالطريقة التي تدار بها أعمال البنك‪ ،‬بما في‬
‫ذلك وضع ألاهداف املؤسسية وشكل مخاطرة البنك وإيجاد ترابط وتناسق بين ألانشطة والسلوكيات‬
‫املؤسسية من جهة وتوقع أن تعمل إلادارة بأسلوب آمن وسليم من جهة أخرى‪ ،‬وإدارة العمليات اليومية‬
‫في إطار شكل مخاطرة محدد مع حماية مصالح املودعين وحملة ألاسهم آلاخرين في الوقت ذاته‪ ،‬وتحدد‬
‫حوكمة الشركات مجموعة من العالقات بين إدارة البنك ومجلس إدارته ومساهميه وألاطراف ألاخرى‬
‫املعنية ذات املصلحة‪)1( .‬‬

‫هذا‪ ،‬وتعرف الحوكمة في البنوك بأنها‪« :‬عملية مراقبة ألاداء من قبل مجلس إلادارة وإلادارة العليا‬
‫تؤثر في تحديد ْ‬‫ّ‬
‫ألاهداف وحماية حقوق حملة ألاسهم واملودعين‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫شأنها أن‬
‫للبنك التي من ِ‬
‫التي تتحدد من خالل إلاطار التنظيمي وسلطات الهيئة‬ ‫الاهتمام بعالقة هؤالء باألطراف الخا جية‪ّ ،‬‬
‫ر‬
‫وتطبق الحوكمة في القطاع املصرفي سواء على البنوك العامة أو البنوك الخاصة أو املشتركة»‪)2(.‬‬‫ّ‬
‫الرقابية‪،‬‬
‫النظم‪ ،‬والهياكل التنظيمية‪ ،‬واملعلومات‬ ‫كما عرفت حوكمة الشركات في البنوك بأنها مجموعة ّ‬
‫املستخدمة فى تحديد ألاساليب السليمة التى يستند إليها مجلس إلادارة وإلادارة التنفيذية في إدارة جميع‬
‫الاستراتيجيات والعمليات املنفذة من قبل البنك‪ ،‬وتحدد الحوكمة دور ومسئوليات وسلطات وحقوق‬

‫(‪ )1‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬حوكمة الشركات (املفاهيم‪ ،‬املبادئ‪ ،‬التجارب‪ ،‬تطبيقات الحوكمة في املصارف)‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،5002‬ص ص‪.714-714:‬‬
‫(‪ )2‬محمد مصطفى سليمان‪ ،‬دور حوكمة الشركات في معالجة الفساد الاداري واملالي (دراسة مقارنة )‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪،5002 ،‬‬
‫ص‪.902:‬‬

‫‪941‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل التاسع _____________________________________________________________________ حوكمة البنوك‬

‫التنفيذية للبنك‪ ،‬كما تحدد الحوكمة ً‬


‫أيضا العالقة فيما ْبين الهيئات والشركات‬ ‫مجلس إلادا ة وإلادا ة ّ‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫التابعة للبنك‪ ،‬باإلضافة إلى العالقة ما بين املساهمين والبنك وألاطراف أصحاب املصالح‪)1(.‬‬ ‫ّ‬
‫أما لجنة بازل فكان تعريفها لحوكمة البنوك كاآلتي‪)2( :‬‬

‫«من منظور الصناعة املصرفية‪ ،‬تتضمن حوكمة الشركات الطريقة التي يتم بها إدارة أعمال وشؤون‬
‫ّ‬
‫البنوك من قبل مجالس إدارتها وإلادارات العليا‪ ،‬والتي تؤثر في كيفية ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬وضع ألاهداف الاستراتيجية للبنك؛‬
‫‪ ‬إدارة العمليات اليومية للبنك؛‬
‫‪ ‬كيفية الوفاء بواجب املساءلة تجاه املساهمين وأصحاب املصالح آلاخرين؛‬
‫‪ ‬كيفية موائمة أنشطة البنك بطريقة آمنة وسليمة‪ ،‬وبما يتفق مع القوانين واللوائح املعمول بها؛‬
‫‪ ‬حماية مصالح املودعين‪.‬‬

‫ويتضح من خالل التعاريف واملفاهيم السابقة أن الحوكمة في البنوك تفرض وضع الخطط‪،‬‬
‫وتحديد املسؤوليات والصالحيات وإلاجراءات التي تضمن حسن التنفيذ والعمل في البنك وتنسيق‬
‫املصالح بين املساهمين ومجالس إلادارة باإلضافة إلى أصحاب املصالح الاخرين‪ ،‬وذلك للوصول إلى ألاهداف‬
‫الاستراتيجية للبنك والرقابة على أداءه‪.‬‬

‫‪ -2‬دواعي تطبيق نظام الحوكمة في البنوك‪:‬‬


‫يعزى تركيز على الحوكمة في البنوك ‪-‬وذلك مقارنة باملنشآت ألاخرى‪ -‬إلى الدواعي التالية‪:‬‬
‫‪ ‬أهمية تحقيق والحفاظ على الثقة العامة في القطاع املصرفي‪ ،‬كما أن وجود ضعف في ممارسات‬
‫الحوكمة يمكن أن يقود ألاسواق إلى فقدان الثقة في قدرة البنك على الوصول إلدارة أصوله‬
‫وخصومه بشكل سليم بما فيه الودائع والتي تؤدي إلى أزمة جراء سحبها؛‬
‫‪ ‬عادة ما يكون لدى البنوك إمكانية الحصول على معلومات عن العميل‪ ،‬والتي يمكن أن يساء‬
‫استخدامها من قبل العاملين لتحقيق مكاسب شخصية؛‬
‫‪ ‬وجود حاالت الغش والاحتيال في البنوك واملنشآت املالية ألاخرى سيؤدي إلى فقدان ألاموال في‬
‫ألاجل القصير؛(‪)3‬‬

‫ً‬
‫(‪ )1‬محمد طارق يوسف‪ ،‬إرشادات الحوكمة في البنوك طبقا ألفضل املمارسات الدولية وإلاقليمية واملحلية‪ ،‬بحث منشور على موقع‬
‫شركة جرانت ثورنتون‪17/07/2012 : 04 P .www.gtegypt.org/.../gt/.../Banks_Governance_Guidelines_Arabic.pdf :‬‬
‫‪)2( Basel Comittee on Banking Supervision ,Enhancing Corporate Governance for Banking Organisations, Bank for‬‬

‫‪International Settlements, Switzerland, February2006, . p : 04 .avilaible at : www.bis.org/bcbs122.‬‬


‫(‪ )3‬عبد هللا علي أحمد القرش ي‪ ،‬دراسة تحليلية آلليات الحوكمة وتأثيرها على ألاداء املصرفي (دراسة تطبيقية على قطاع البنوك‬
‫اليمنية)‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية التجارة وإدارة ألاعمال‪ ،‬قسم إدارة ألاعمال‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬مصر‪ ،5010 ،‬ص ص‪-101 :‬‬
‫‪.104‬‬

‫‪951‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل التاسع _____________________________________________________________________ حوكمة البنوك‬

‫‪ ‬يعتبر تطبيق الحوكمة الفعالة أمرا بالغ ألاهمية لحسن سير العمل في القطاع املصرفي والاقتصاد‬
‫ككل‪ .‬فالبنوك تقوم بدور حاسم في الاقتصاد من خالل التوسط ألاموال من املدخرين واملودعين‬
‫وتقديم ألانشطة التي تدعم املؤسسات واملساعدة على تحريك النمو الاقتصادي‪ .‬كما تعتبر سالمة‬
‫وأمن البنوك هي مفتاح الاستقرار املالي‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬تعتبر الطريقة التي تدير بها هذه البنوك أعمالها‪،‬‬
‫أمر أساس ي لصحة الاقتصاد‪ .‬كما أن يمكن أن يؤدي ضعف الحوكمة في البنوك إلى انتقال املشاكل‬
‫في القطاع املصرفي والاقتصاد ككل‪.‬‬
‫‪ ‬يهتم املشرفون بالحوكمة بشدة لضرورتها في أمن وسالمة عمليات البنك والتي قد تؤثر سلبا على‬
‫املخاطر في البنك إذا لم تدار بشكل فعال‪ .‬وتساهم البنوك املحوكمة جيدا في الحفاظ على عملية‬
‫إلاشراف بكفاءة وفعالية من حيث التكلفة‪ ،‬وتكون هناك حاجة أقل للتدخل الرقابي‪.‬‬
‫‪ ‬تسمح الحوكمة السليمة للشركات للمشرفين بزيادة مرونة العمليات الداخلية للبنك‪ .‬في هذا‬
‫الصدد‪ ،‬تؤكد الخبرة إلاشرافية على أهمية وجود مستويات مناسبة من السلطة واملسؤولية‪،‬‬
‫واملساءلة‪ ،‬والضوابط والتوازنات داخل كل بنك‪ ،‬بما في ذلك إلادارة العليا ولكن أيضا مع مجلس‬
‫إلادارة وإدارة املخاطر‪ ،‬والامتثال لوظائف التدقيق الداخلي‪)1( .‬‬

‫ثانيا‪ :‬أدوار ألاطراف املشاركة في تطبيق نظام حوكمة البنوك‬


‫تعكس حوكمة البنوك مراقبة ألاداء من قبل مجلس إلادارة وإلادارة العليا للبنك وحماية حقوق‬
‫حملة ألاسهم وأصحاب الودائع على اختالف أنواعها ولكن ضمن إطار تنظيمي محدد وهيئات رقابية‬
‫محددة‪ .‬وعلى هذا ألاساس‪ ،‬ويتطلب تطبيق نظام الحوكمة في البنوك عدة أطراف‪ ،‬والذين يأتي‬
‫توضيحهم في الشكل التالي‪:‬‬

‫‪(1) Bank‬‬
‫‪for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Guidelines : Corporate governance‬‬
‫‪principles for banks, October 2014, p:09‬‬

‫‪959‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل التاسع _____________________________________________________________________ حوكمة البنوك‬

‫الشكل ‪ :9‬ألاطراف املشاركة في نظام الحوكمة في البنوك‬

‫املصدر‪ :‬نشرة املعهد املصرفي املصري‪ ،‬مفاهيم عامة‪ ،‬نظام الحوكمة في البنوك‪ ،‬بحث منشور على املوقع‬
‫الالكتروني التالي‪15/11/2008.،http://www.ebi.gov.eg/arabic/publication.httml :‬‬

‫ويعتبر تعاون كل هذه ألاطراف ضروري للوصول إلى نتائج‪ ،‬ويأتي تفصيل ألادوار واملسؤوليات‬
‫املنوطة بهذه ألاطراف في عملية حوكمة البنوك كما يلي(‪:)1‬‬

‫‪ -1‬ألادوار واملسؤوليات املتعلقة بالفاعلين الداخليين‬


‫والتي يأتي ذكرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬يقوم املساهمون بتوفير رأس املال‪ ،‬ويتمتعون بسلطة قوية وإن كانت محدودة‪ ،‬وهم املسئولين بصفة‬
‫أساسية عن تعيين وفصل مجالس إلادارات‪ ،‬وتعد موافقتهم ضرورية إلتمام كثير من الصفقات‪.‬‬
‫‪ )2‬يتطلب تفعيل الحوكمة في أي مؤسسة أن يحقق مجلس إلادارة‪ ،‬والذي يتم اختياره باالنتخاب بين‬
‫أعضائه‪ ،‬توازنا عاليا وفعاال بين دفع العمل إلى النجاح والسيطرة عليه بحكمة ومن ألاهمية بمكان‬
‫تحقيق التوازن بين ألاعضاء التنفيذيين وغير التنفيذيين في املجلس‪ ،‬كما يجب أن يتمتع أعضاء‬
‫مجلس إلادارة املستقلين بشخصيات قوية في مجاالتهم‪ ،‬بحيث لهم مساهمات بناءة في العمل داخل‬
‫املجلس وخارجه بما يتمتعون به من خبرة ومهارة وطهارة يد كمتطلبات أساسية لتحسين ألاداء من‬
‫خالل النهوض بأداء البنك وتشجيع الابتكار‪ .‬كما يترتب على أعضاء مجلس إلادارة التأكد من كفاءة‬
‫وفعالية إدارة البنك‪ ،‬ومن أن سياسته التي تتم صياغتها وتنفيذها بواسطة إلادارة تتوافر بها ألاطر‬
‫املالئمة للثواب والعقاب‪ ،‬ومن القوائم املالية تعبر عن ألاوضاع الفعلية للبنك بشكل دقيق‪ ،‬وتعد‬

‫(‪ )1‬نشرة املعهد املصرفي املصري‪ ،‬مفاهيم عامة‪ ،‬نظام الحوكمة في البنوك‪ ،‬ص ص‪ ،7-5 :‬بحث منشور على املوقع الالكتروني التالي‪:‬‬
‫‪http://www.ebi.gov.eg/arabic/publication.httml, 15/11/2008.‬‬

‫‪951‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل التاسع _____________________________________________________________________ حوكمة البنوك‬

‫دراية أعضاء مجلس إلادارة بحجم ومضمون التشريعات ذات الصلة بعملهم وكذا التطورات‬
‫التنظيمية أمرا ضروريا للتأكد من تطبيق إلاجراءات التي تحمي أموال املودعين واملساهمين وملساعدة‬
‫إلادارة على إنجاز عملها لتجنب املخاطر‪ ،‬مع اعتبار ذلك مسؤولية شخصية ألعضاء مجلس إلادارة‪.‬‬
‫‪ )3‬يكون مجلس إلادارة لجانا ملساعدته على التأكد من أن إدارة البنك تتم بشكل سليم‪ ،‬وتشكل معظم‬
‫البنوك لجنة تنفيذية وأخرى للتدقيق واملراجعة‪ ،‬حيث تضم اللجنة التنفيذية كبار املديرين برئاسة‬
‫الرئيس التنفيذي‪ ،‬وتعتبر الجهة املالئمة للتعامل مع املوضوعات املتخصصة التي تؤثر تأثيرا فعاال في‬
‫استراتيجيات البنك‪ ،‬وال تدخل في اختصاص أي لجنة أخرى‪ ،‬بينما تعتبر لجنة التدقيق واملراجعة‪،‬‬
‫التي تتمتع باإلتقان والاستقالل‪ ،‬الحليف ألاساس ي للمراقبين واملشرفين وتعمل بشكل وثيق معهم‪،‬‬
‫ويتولون إعداد التقارير املالية واملراجعة الداخلية كما يحافظون على تطبيق القوانين واللوائح‬
‫باإلضافة إلى التوجيه إلارشاد‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬بشكل بعض البنوك لجانا متخصصة أخرى مثل‬
‫لجنة املرتبات واملكافآت‪ ،‬ولجنة التعيينات‪ ،‬ولجنة إدارة املخاطر‪.‬‬
‫‪ )4‬تقوم إلادارة التنفيذية من خالل مديرها التنفيذي وفريقها بإدارة ألانشطة اليومية للبنك بما يتالءم‬
‫مع السياسات التي يضعها مجلس إلادارة‪.‬‬
‫‪ -2‬ألادوار واملسؤوليات املتعلقة بالفاعلين الخارجيين‬
‫والتي يأتي ذكرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬يعتبر وجود إطار تنظيمي وقانوني لنظام البنك أمرا هاما وحيويا‪ ،‬إضافة إلى الدور الرقابي للبنك‬
‫املركزي‪ ،‬ولم تعد الجهة الرقابية هي املتحكم في توجيه الائتمان بل يقتصر دورها على ضمان سالمة‬
‫القطاع املصرفي من خالل ضوابط اتفاقيات بازل التالية‪( :‬أ) كفاية رأس املال؛ (ب) تركز القروض؛‬
‫(ج) تكوين املخصصات؛ (د) إقراض ألاطراف ذات الصلة وألاطراف ذات العالقة باملنشأة؛ (د)‬
‫تحصيل املدفوعات املستحقة؛ (ه) إلاجراءات الخاصة بإعادة جدولة الديون؛ (و) متطلبات السيولة‬
‫والاحتياطي؛ باإلضافة إلى (ك) تطبيق ألاساليب املتطورة للرقابة املكتبية وامليدانية‪.‬‬
‫‪ )2‬وبالنسبة لدور الجمهور (العامة) فإن الحوكمة السليمة تأخذ في اعتبارها حقوق ذوي املصالح‪،‬‬
‫وعلى املتعاملين في السوق تحمل مسؤولياتهم فيما يتعلق بالقرارات الخاصة باستثماراتهم ولكي‬
‫يتمكنوا من القيام بهذا الدور فيما يتعلق بالقرارات الخاصة باستثماراتهم‪ ،‬ولكي يتمكنوا من القيام‬
‫بهذا الدور‪ ،‬فإنهم يحتاجون إلى الشفافية وإلافصاح عن املعلومات املالية وتقرير التحليل املالي‪.‬‬
‫ويمكن للعامة باملفهوم الواسع (وسائل إلاعالم‪ ،‬املحللين املاليين‪ ،‬الدائنين الثانويين‪ ،‬مكاتب تقييم‬
‫الجدارة الائتمانية وصناديق تأمين الودائع) أن يقوموا بدور فاعل في إدارة املخاطر‪ .‬وتجدر إلاشارة‬
‫إلى أن الوكاالت الحسنة السمعة يمكن أن تمارس ضغوطا على البنوك لإلفصاح عن املعلومات‪،‬‬
‫وتحسين ألاداء ومراعاة مصالح ألاطراف الخارجية‪ ،‬وقد يصل تأثير هذه الوكاالت إلى حد ممارسة‬
‫الضغوط على الحكومة من خالل تأثيرها على الرأي العام‪.‬‬

‫‪951‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل التاسع _____________________________________________________________________ حوكمة البنوك‬

‫وفي ألاخير يجب التنبيه على العالقة بين القواعد الخاصة بنظام الحوكمة وامليثاق ألاخالقي‪ :‬حيث‬
‫يحتاج التطبيق الجيد للحوكمة إلى املحافظة على القواعد الخاصة بتحسين مدى دقة وشفافية التقارير‬
‫والتشديد على أهمية املعايير الخاصة بأخالقيات املنشأة وتشمل أهداف امليثاق ألاخالقي‪ ،‬للبنوك معايير‬
‫للممارسة املصرفية الجيدة وزيادة درجة الشفافية والانفتاح وتعزيز مستوى الثقة ودعم أسس املنافسة‬
‫الصحيحة وضمان احترام حقوق العمالء واملساهمين‪ ،‬والتأكيد على أهمية السلوك ألاخالقي للموظفين‬
‫الذي يخلو من الاعتبارات الشخصية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬متطلبات تعزيز تطبيق الحوكمة في البنوك‬


‫في هذا الصدد‪ ،‬وحسب املبادئ الصادرة عن لجنة بازل‪ ،‬البد من توافر متطلبات لتعزيز تطبيق‬
‫حوكمة الشركات في البنوك‪ ،‬والتي يمكن أن تتوافر من خالل توزيع السلطات واملسؤوليات التي يتم من‬
‫خاللها تنفيذ عمل ونشاط البنك من قبل مجلس إلادارة وإلادارة العليا‪ ،‬بما في ذلك كيفية‪:‬‬
‫‪ )1‬تحديد إستراتيجية البنك وألاهداف‪.‬‬
‫‪ )2‬اختيار وإلاشراف على املوظفين‪.‬‬
‫‪ )3‬تشغيل ألاعمال التجارية للبنك على أساس يوما بعد يوم‪.‬‬
‫‪ )4‬حماية مصالح املودعين‪.‬‬
‫‪ )5‬تلبية التزامات املساهمين‪ ،‬وتأخذ بعين الاعتبار مصالح أصحاب املصالح ألاخرى املعترف بها‪.‬‬
‫‪ )6‬مواءمة ثقافة الشركات وألانشطة التجارية والسلوك مع توقعات بأن البنك سوف يعمل بطريقة‬
‫آمنة وسليمة‪ ،‬مع السالمة والامتثال للقوانين واللوائح املعمول بها‪.‬‬
‫‪ )7‬إنشاء وظائف التحكم في العمليات وألانشطة‪)1(.‬‬

‫‪ )8‬إنشاء وظيفة إدارة مخاطرة مالية قوية (مستقلة عن خطوط ألاعمال)‪ ،‬نظم رقابة داخلية كافية‬
‫(بما في ذلك وظائف التدقيق الداخلي والخارجي) وتصميم عملية وظيفية مع الضوابط والتوازنات‬
‫الضرورية‪.‬‬
‫‪ )9‬تحديد القيم املؤسسية‪ ،‬قواعد سلوك وغيرها من معايير السلوك املناسب ونظم فعالة‬
‫مستخدمة في ضمان الالتزام‪ ،‬ويشمل ذلك مراقبة خاصة لتعرض البنك للمخاطرة حيث يتوقع‬
‫أن يظهر تعارض في املصالح (مثل العالقات مع ألاطراف التابعة)‪.‬‬
‫‪ )11‬حوافز مالية وإدارية على التصرف بشكل مناسب يقدم لإلدارة ومجلس إلادارة واملوظفين وتشمل‬
‫التعويض والترقية والجزاءات (ينبغي أن ينسق التعويض مع أهداف البنك وأهدافه وقيمه‬
‫وألاخالقية)‪.‬‬

‫‪(1) Bank‬‬
‫‪for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Guidelines : Corporate governance‬‬
‫‪principles for banks, op. cit, p:09‬‬

‫‪954‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل التاسع _____________________________________________________________________ حوكمة البنوك‬

‫الجمهور‪)1( .‬‬ ‫‪)11‬الشفافية واملعلومات املنسابة داخليا وإلى‬

‫رابعا‪ :‬أهمية تطبيق نظام الحوكمة بالنسبة للقطاع املصرفي‬


‫تعتبر الحوكمة نظام إلدارة البنوك‪ ،‬وإحكام الرقابة عليها‪ ،‬بما يحقق ألاهداف‪ ،‬ويتيح لها استمرار‬
‫التواصل مع مصادر تمويلها‪ .‬هذا‪ ،‬وستتطرق إلى أهمية الحوكمة في البنوك فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تعزيز الدور التمويلي للقطاع املصرفي وتحقيق استقراره املالي‬


‫يؤدي القطاع املصرفي دورا مهما في الاقتصاد بوصفه وسيطا ماليا بين وحدات العجز املالي‬
‫ووحدات الفائض املالي‪ ،‬حيث يقوم بتعبئة املدخرات وتحويلها نحو تمويل الاستثمارات‪ ،‬وهذا ما يطرح‬
‫قضية ضرورة توافر استقرار املنظومة املصرفية لتتحقق كفاءة البنوك فيما يتعلق بأداء أدوارها اتجاه‬
‫الاقتصادات الوطنية‪ ،‬وهذا ما يسمح به إرساء قواعد الحوكمة داخل القطاع املصرفي‪ .‬وفي نفس‬
‫السياق‪ ،‬تلعب تمارس البنوك وظيفة منح القروض والتسهيالت الائتمانية للمشروعات الاقتصادية‪،‬‬
‫وتقديم الخدمات ألاساسية لعدد كبير من العمالء‪ ،‬وتوفير السيولة املصرفية في ظل ظروف السوق‬
‫الصعبة‪ .‬كما تقوم البنوك بتجميع املدخرات وتوظيفها‪ ،‬والتي تعد من مصادر التمويل الرئيسية‬
‫للشركات‪ ،‬حيث لن يكون هناك نمو اقتصادي بدون تراكم رأسمالي مصدره املدخرات املالية‪ .‬وبالتالي‬
‫تتحمل البنوك عديد من الالتزامات واملخاطر التي من املمكن أن تتسبب في أزمات‪ ،‬كما يؤثر سلوك هذه‬
‫البنوك على نتائج استثمار املدخرات‪ .‬ولذلك فإن انهيار أي بنك يدمر أصول املودعين لديه وليس فقط‬
‫بالنسبة للمساهمين وقد يتطلب ألامر عملية إنقاذ باهظة التكلفة تقوم بها السلطات النقدية(‪.)2‬‬
‫كما قد يؤدي فشل البنوك في أداء وظائفها إلى تأثيرات سلبية خطيرة على الاقتصاد وعلى‬
‫املتعاملين مع البنك‪ ،‬وعلى بقية البنوك ألاخرى (املخاطر النظامية) (‪ .)3‬وهكذا‪ ،‬فإنه من ألاهمية بما كان‬
‫الحفاظ على سالمة واستقرار القطاع املصرفي ملا لهذه القضية من الجوانب إلايجابية الخارجية‪.‬‬
‫فالبنوك تعد املؤسسات الرئيسية التي تحافظ على نظام املدفوعات ألي اقتصاد والذي يعد ضروريا‬
‫الستقرار النظام املالي والذي بدوره له آثار خارجية عميقة على الاقتصاد ككل‪ .‬فشل البنك قد يؤدي إلى‬
‫اهتزاز الثقة العامة بالنظام املصرفي ويمتد إلى البنوك التي لديها مالءة جيدة‪ ،‬مما يؤدي إلى تأثير كبير‬
‫على الاقتصاد‪ .‬لذا تبدي الحكومات اهتمام خاص باستقرار القطاع املصرفي(‪.)4‬‬
‫وبناء على ما ورد ذكره في الفقرتين السابقتين‪ ،‬يتعين على البنوك تحقيق التوازن الدقيق‬
‫والحساس في املحافظة على استقرار النظام املالي على الرغم من زيادة تعرض هذا ألاخير للمخاطر‬

‫(‪ )1‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬حوكمة الشركات (املفاهيم‪ ،‬املبادئ‪ ،‬التجارب‪ ،‬تطبيقات الحوكمة في املصارف)‪ ،‬ص ص‪.714-714:‬‬
‫(‪ )2‬صالح الدين حسن السيس ي‪ ،‬الرقابة على أعمال البنوك ومنظمات ألاعمال (تقييم أداء البنوك واملخاطر املصرفية إلالكترونية)‪،‬‬
‫دار الكتاب الحديث‪ ،‬مصر‪ ،5011 ،‬ص‪.141- 142 :‬‬
‫(‪ )3‬حاكم محسن الربيعي‪ ،‬حمد عبد الحسين راض ي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.74 :‬‬
‫(‪ )4‬عبد هللا علي أحمد القرش ي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.104 :‬‬

‫‪955‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل التاسع _____________________________________________________________________ حوكمة البنوك‬

‫املرتفعة‪ .‬وبوصف البنوك أحد مكونات الهامة للنظام املالي‪ ،‬فإنه يتعين عليها أن يكون لديها هياكل‬
‫خاصة بالحوكمة ومعايير صارمة للتقارير‪ ،‬والتي تعد ضرورة حتمية من أجل التطبيق الجيد للحوكمة‪،‬‬
‫حيث يتطلب هذا ألاخير املحافظة على دقة وشفافية التقارير املالية والتشديد على أهمية تطبيق املعايير‬
‫الخاصة بأخالقيات املنشأة‪ .‬وفي ظل تعقد وتشعب عمليات البنوك أصبحت عملية مراقبة إدارة املخاطر‬
‫من قبل السلطة الرقابية غير كافية‪ ،‬وباتت سالمة القطاع املصرفي وأمن وسالمة عملياته تتطلب ضرورة‬
‫الاهتمام املسبق واملشاركة املباشرة للمساهمين في ومن يمثلونهم في مجالس إدارة البنوك(‪ .)1‬وهذا ما‬
‫تتيحه ممارسة وظيفة الحوكمة والتي تتطلب توافر آليات لحوكمة البنوك قادرة على تأمين سبل‬
‫الاستقرار املالي إلدارات البنوك‪ ،‬وتوفير شبكات ألامان املالية وخطط وسياسات وبرامج لتأمين الودائع(‪.)2‬‬
‫ومن ثم يصبح نظام الحوكمة الجيد أحد الدعائم ألاساسية إلنعاش أي مؤسسة واستمرار نجاحها على‬
‫املدى الطويل‪ ،‬ويعتمد نجاح هذا النظام – بصورة كبيرة – على مهارات وخبرات ومعرفة القائمين على‬
‫إدارة املؤسسة املصرفية(‪.)3‬‬

‫‪ -2‬زيادة فاعلية السياسة الاقراضية‬


‫تكمن أهمية القطاع املصرفي في منحه لالئتمان والسيولة الالزمة لتمويل العمليات الاستثمارية‬
‫للشركات‪ ،‬ويعمل تبني مبادئ الحوكمة على تعزيز املمارسات السليمة املتعلقة باتخاذ قرار منح الائتمان‬
‫وهو املدخل ألاساس ي لتحفيز الشركات على تطبيق وتبني مفاهيم الحوكمة بحيث يكون توفر ممارسات‬
‫سليمة للحوكمة عامال فاعال من خالل‪( :‬أ) اعتبار الحوكمة أحد أركان القرار الائتماني ألامر الذي يدفع‬
‫املقترضين إلى الاهتمام بتبني املمارسات السليمة للحوكمة لتسهيل الحصول على الائتمان؛ (ب) أن‬
‫تتضمن أسعار الفوائد املمنوحة للعمالء مرونة ملموسة تجاه التزام العمالء باملمارسات السليمة‬
‫للحوكمة بحيث يقتنع العمالء بجدوى الحوكمة ودورها في تسهيل الحصول على الائتمان بأسعار فائدة‬
‫منخفضة‪ .‬كما أن دور الحوكمة في زيادة فعالية السياسة الاقراضية يتجسد فيما يلي‪)4( :‬‬

‫‪ )1‬تحديد القائمين على عملية الائتمان‪ :‬يجب أن يحدد من هم املشاركون في إنشاء الائتمان وتقييمه‬
‫وإلاشراف عليه وعمليات رصد مخاطر الائتمان بصفة محددة وكذلك نجد من املهم تحديد عددهم‬
‫ومستوياتهم وعمرهم وخبراتهم واملسؤوليات املحددة كل هذا يجب تحليله بالنسبة للسياسات‬
‫وإلاجراءات مع مراجعة جميع البرامج التدريبية القائمة ألفراد الائتمان البنك‪.‬‬

‫(‪ )1‬صالح الدين حسن السيس ي‪ ،‬الرقابة على أعمال البنوك ومنظمات ألاعمال (تقييم أداء البنوك واملخاطر املصرفية إلالكترونية)‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.144-141 :‬‬
‫(‪ )2‬حاكم محسن الربيعي‪ ،‬حمد عبد الحسين راض ي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.74 :‬‬
‫(‪ )3‬صالح الدين حسن السيس ي‪ ،‬الرقابة على أعمال البنوك ومنظمات ألاعمال (تقييم أداء البنوك واملخاطر املصرفية إلالكترونية)‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.141 :‬‬
‫(‪ )4‬محمد مصطفى سليمان‪ ،‬حوكمة الشركات ومعالجة الفساد إلاداري‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،-‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،5001 ،‬ص ص‪- 521 :‬‬
‫‪.900‬‬

‫‪951‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل التاسع _____________________________________________________________________ حوكمة البنوك‬

‫‪ )2‬نوع القروض‪ :‬على البنوك أن تحدد سياسات إلاقراض وكذلك أنواع القروض وأدوات الائتمان‬
‫ألاخرى التي ينوي البنك عرضها على العمالء‪ ،‬مع توفير توجيهات قروض معينة وكذلك يجب على‬
‫البنك أن يقدم القرارات حول أنواع أدوات الائتمان املبنية على خبرة الكوادر القائمة بعملية إلاقراض‬
‫وكذلك هيكل الودائع للبنك وطلب الائتمان املتوقع ونوع الائتمان الذي ترتب عليه خسارة غير عادية‬
‫يجب أن يكون تحت السيطرة ورقابة إلادارة العليا أو يتم تجنبه تماما‪.‬‬
‫‪ )3‬سلطة منح القرض‪ :‬تختلف سلطة منح القرض غالبا في البنوك الكبيرة عن البنوك الصغيرة فنجد‬
‫في هذه ألاخيرة تكون مركزية بصفة أساسية‪ ،‬وذلك حتى يمكن تجنب التأخيرات في عملية إلاقراض‬
‫أما في البنوك الكبيرة فنجد أنها تتجه إلى الالمركزية وفقا للمنطقة الجغرافية أو منتجات إلاقراض‬
‫أو أنواع العمالء أو الثالثة مع بعض ويجب أن تضع سياسة الائتمان حدودا لكل من مسؤولي‬
‫الائتمان‪.‬‬
‫‪ )4‬إلافصاح في القوائم املالية‪ :‬من أهم إلايضاحات التي يقوم بها البنك عند إعداد القوائم املالية هي‬
‫أن يقر البنك بالقرض سواء أصليا أو مشترى في امليزانية ويحدث هذا عندما يصير البنك طرفا في‬
‫احتياطيات تعاقدية بالنسبة للقرض وينبغي أن يقوم البنك بإظهار القرض بالتكلفة‪.‬‬

‫‪ -3‬زيادة فاعلية السياسة الاقراضية‬


‫تكمن عالقة الحوكمة بإدارة املخاطر من خالل مسؤولية مجلس إلادارة في جانب إدارة املخاطر‬
‫وتتمثل هذه املسؤوليات فيما يلي‪)1( :‬‬

‫‪ )1‬التعامل مع املخاطر الاستراتيجية وهي املخاطر التي تؤثر في السياسات ألاساسية وال يمكن تفويض‬
‫التعامل معها للجنة املراجعة‪ ,‬وهي تتطلب النظر فيها وتقديرها بصفة منتظمة على سبيل املثال‪ ،‬هل‬
‫البنك موجود في ألاسواق الصحيحة؟ هل منتجاتها وخدماتها مالئمة ومنافسة؟ وما هي التهديدات‬
‫التي يمثلها وجود منافسون؟ وما هي نقاط الضعف التي يجب معالجتها؟ وهذا النوع من التحليالت‬
‫يطلق عليها تحليل‪ SWOT‬أو تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات‪.‬‬
‫‪ )2‬التأكد من كفاية النظام املوجود للتعامل مع املخاطر ألاخرى كافة‪ ،‬وأن كل نوع من أنواع املخاطر‬
‫تقع تحت مسؤولية مدير بعينه أو لجنة بعينها (أي استحداث قطاعات متخصصة يكون هدفها‬
‫التحكم في درجات املخاطر التي تعرض لها أعمال البنك على تنوعها وذلك من خالل قيامها بعدد من‬
‫الوظائف الهامة نذكر منها‪ :‬تقدير املخاطر والتحوط ضدها بما ال يؤثر على ربحية البنك‪ ،‬واملساعدة‬
‫في اتخاذ قرارات التسعير وتطوير إدارة املحافظ املالية والعمل على تنويع تلك ألاوراق من خالل‬
‫تحسين املوازنة بين املخاطر والربحية وأخيرا مساعدة البنك على حساب معدل كفاية رأس املال وفق‬
‫مقترحات بازل)‪ ،‬والبد أن يدرك مجلس إلادارة أن بعض املخاطر تظل موجودة دائما وتسمى باملخاطر‬
‫الباقية ويجب على مجلس إلادارة قبولها وتحديدها‪.‬‬

‫(‪ )1‬حاكم محسن الربيعي‪ ،‬حمد عبد الحسين راض ي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.112-117 :‬‬

‫‪951‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل التاسع _____________________________________________________________________ حوكمة البنوك‬

‫‪ )3‬وضع الهياكل والعمليات الالزمة ملنح التسهيالت الائتمانية وإلاشراف عليها والنظر في الطلبات التي ال‬
‫يمكن التعامل معها بموجب تفويض السلطات‪ ،‬وتتحدد مسؤوليات مجلس إلادارة في وضع سياسات‬
‫ائتمانية واضحة وسليمة‪ ،‬ووضع قواعد لضمان سالمة القرار الائتماني وقواعد لرقابة الجيدة‬
‫للعملية الائتمانية وأخرى لتسيير استيفاء البنوك لحقوقها‪.‬‬

‫‪ -4‬تعزيز ألاداء املالي‬


‫تعزز الحوكمة ألاداء املالي للبنك من خالل مجموعة من الضوابط وهي كاآلتي‪)1(:‬‬

‫‪ )1‬التأكد من استالم تقارير دورية حول الوضع املالي للبنك وكفاءته في ألاداء بشكل واضح ومناسب‬
‫وضمن املهل الزمنية التي تتناسب مع طبيعة العمل‪.‬‬
‫‪ )2‬مراقبة تطور عمل البنك في سبيل تحقيق أهدافه‪.‬‬
‫‪ )3‬التأكد من ضبط العمليات بشكل سليم ومن وجود سياسة تفسح املجال أمام املحاسبة‬
‫واملساءلة وإلادارة بحيث يتم إلافصاح عن املخاطر املحتملة‪.‬‬
‫‪ )4‬التأكد من وجود أنظمة متطورة ألخذ القرارات وضبطها بحيث يتم التحقق من فعاليتها وكفاءتها‬
‫وإعداد تقارير عن هذه الفحوصات بشكل دوري‪.‬‬
‫‪ )5‬التأكد من وجود نظام ضبط داخلي ذو كفاءة عالية يؤدي إلى رفع التقارير إلى املدير التنفيذي‬
‫مع الحفاظ على حق رئيس مجلس إلادارة بالتواصل مع لجنة التدقيق الداخلي في كافة ألاوقات‪.‬‬
‫‪ )6‬استالم تقارير مدققين الحسابات وإلادارة ولجنة التدقيق عن الانتهاكات واملخالفات القانونية‬
‫ومخالفات ألانظمة وتعليمات الرقابة والتأكد من أن إلادارة تأخذ إلاجراءات املناسبة ملعالجتها‪.‬‬
‫‪ )7‬التأكد من أن إلادارة تأخذ بعين الاعتبار كافة معايير ألامان وتستند في تخطيط وتطبيق هذه‬
‫املعايير على أداء خبراء متخصصين في شؤون وضع معايير ألامان وتصميم إجراءاته وأنظمته‬
‫بحيث تتم تغطية كافة الجوانب املتعلقة بحماية ألاصول امللموسة والتقنية املتعلقة بعمليات‬
‫البنك‪.‬‬
‫‪ )8‬وضع أنظمة مكتوبة حول الاستثمارات وطلب تقارير منتظمة حولها بشكل مستمر‪.‬‬
‫‪ )9‬التأكد من فرض ألانظمة املكتوبة لتجنب عمليات الاحتيال والتعامل مع أي مخالفة بشكل حذر‪.‬‬
‫‪ )11‬التأكد من العمليات الخارجية ومراقبتها وضبطها بشكل مستمر‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬ويوجز الشكل رقم (‪ )10‬آلاثار املحتملة لتبني استراتيجية الحوكمة في البنوك‪.‬‬

‫(‪ )1‬فؤاد شاكر‪ ،‬الحوكمة الجيدة في املصارف في إطار مقررات لجنة بازل (مسؤوليات أعضاء مجلس إلادارة)‪ ،‬مجلة اتحاد املصارف‬
‫العربية‪ ،‬العدد‪ ،524‬أوت ‪ ،5002‬ص‪.150:‬‬

‫‪951‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل التاسع _____________________________________________________________________ حوكمة البنوك‬

‫الشكل ‪ :11‬آلاثار املحتملة لتبني استراتيجية الحوكمة املؤسسية في القطاع املصرفي‬

‫تبني إستراتيجية حوكمة البنوك‬

‫‪ )1‬تعزيز الدور التمويلي للجهاز املصرفي وتحقيق استقراره املالي‪ ،‬وذلك باالستناد إلى‪:‬‬
‫‪ ‬الحرص على تعزيز كفاءة التمويل‪ ،‬أي الحرص على توجيه املدخرات نحو الاستثمارات ألاكثر إنتاجية‪،‬‬
‫حيث يمكن للبنوك فرض الرقابة على الشركات املقترضة لضمان استرداد ألاموال املقرضة وتقييم الوضع‬
‫املالي للشركات‪ ،‬وحثها مجلس إدارة هذه الشركات واملساهمين على تعظيم قيمة املنشأة‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز استقرار املالي للجهاز املصرفي من خالل تعزيز الشفافية وإلافصاح في القوائم املالية ومحاربة حاالت‬
‫الغش والتالعب بالبيانات املالية‪.‬‬
‫‪ )2‬تعزيز إدارة املخاطر‪ ،‬وذلك باالستناد إلى‪:‬‬
‫‪ ‬حيازة معلومات داخلية حول العالقة املصرفية مع املقترضين من الشركات؛‬
‫‪ ‬رسم إستراتيجية دقيقة إلدارة املخاطربما تشمله من التعريف الدقيق للمخاطر وأنواعها وكيفية التحوط‬
‫لها‪ .‬وبما يتطلبه ذلك من تحديد ملسؤوليات مجلي إلادارة‪.‬‬
‫‪ )3‬تعزيز ألاداء املالي للبنوك‪ ،‬وذلك باالستناد إلى‪:‬‬
‫‪ ‬التأكد من استالم تقارير دورية حول الوضع املالي للبنك وكفاءته في ألاداء بشكل واضح ومناسب‬
‫ومراقبة تطور عمله في سبيل تحقيق ألاهداف؛‬
‫‪ ‬التأكد من ضبط العمليات بشكل سليم ومن وجود سياسة تفسح املجال أمام املحاسبة واملساءلة‬
‫وإلادارة بحيث يتم إلافصاح عن املخاطر املحتملة؛‬
‫‪ ‬التأكد من وجود أنظمة متطورة ألخذ القرارات وضبطها بحيث يتم التحقق من فعاليتها وكفاءتها‬
‫وإعداد تقارير عن هذه الفحوصات بشكل دوري؛‬
‫‪ ‬التأكد من وجود نظام ضبط داخلي ذو كفاءة عالية يؤدي إلى رفع التقارير إلى املدير التنفيذي مع‬
‫الحفاظ على حق رئيس مجلس إلادارة بالتواصل مع لجنة التدقيق الداخلي في كافة ألاوقات؛‬
‫‪ ‬استالم تقارير مدققين الحسابات وإلادارة ولجنة التدقيق عن الانتهاكات واملخالفات القانونية‬
‫ومخالفات ألانظمة وتعليمات الرقابة والتأكد من أن إلادارة تأخذ إلاجراءات املناسبة ملعالجتها؛‬
‫‪ ‬التأكد من أن إلادارة تأخذ بعين الاعتبار كافة معايير ألامان وتستند في تخطيط وتطبيق هذه املعايير على‬
‫أداء خبراء متخصصين في شؤون وضع معايير ألامان وتصميم إجراءاته وأنظمته بحيث تتم تغطية كافة‬
‫الجوانب املتعلقة بحماية ألاصول امللموسة والتقنية املتعلقة بعمليات البنك؛‬
‫‪ ‬وضع أنظمة مكتوبة حول الاستثمارات وطلب تقارير منتظمة حولها بشكل مستمر؛‬
‫‪ ‬التأكد من فرض ألانظمة املكتوبة لتجنب عمليات الاحتيال والتعامل مع أي مخالفة بشكل حذر؛‬
‫‪ ‬التأكد من العمليات الخارجية ومراقبتها وضبطها بشكل مستمر‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثين‬

‫‪951‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل العاشر‪ :‬التسويق البنكي‬

‫أوال‪ :‬خصائص ومميزات اخلدمات املصرفية‬


‫ثانيا‪ :‬مفهوم تسويق اخلدمات املصرفية وأهم أهدافه‬
‫ثالثا‪ :‬خصائص التسويق املصريف وأمهية وجود إدارة تسويقية‬
‫رابعا‪ :‬املزيج التسويقي للخدمات املصرفية‬
‫الفصل العاشر ____________________________________________________________________ التسويق البنكي‬

‫تمهيد‬
‫أضحى تطبيق املفاهيم الحديثة للتسويق املصرفي أمرا ملحا ووسيلة هامة في سبيل الرفع من‬
‫مستوى خدمات البنوك واكتسابها لقدرات تنافسية‪ ،‬كما أنه أحد متطلبات التغير املطلوب في مقابل‬
‫التحديات التي يفرضها التحديث بل وأحد محاور عمليات التجديد بداخلها‪ ،‬وبالرغم من حداثة التسويق‬
‫املصرفي فقد ادااا اور في تحقيق أهدا البن وتحقيق مقومات بقائه واستمرار ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬خصائص ومميزات الخدمات املصرفية‬


‫‪ .1‬تعريف الخدمات وأهم خصائصها‬
‫للخدمات خصوصيتها التي تجعلها مميزة في مجال تقديمها أو تسويقها‪ ،‬ولقد أعطيت للخدمات‬
‫عدة تعاريف منها‪1:‬‬

‫‪ ‬هي تل ألانشطة والفعاليات غير امللموسة‪ ،‬التي ههد لىى لببا حااات املستهل مقابل افع‬
‫املال من اون أن تقترن هذ الخدمات مع بيع سلع‪.‬‬
‫‪ ‬يعرفها ‪ Yves le Golvan‬بأنها "كل نشاط يحقق رضا املستفيد منها بدون تحويل ملكية"‪.‬‬
‫‪ ‬عبارة عن أنشطة أو أااء يقدم من طر اىى آخر وهذ ألانشطة تعتبر غير ملموسة وال يترتب‬
‫عليها نقل ملكية أي ش يء كما أن تقديم الخدمة قد يكون مرتبطا أو غير مرتبط بمنتج مااي‬
‫ملموس‪.‬‬
‫‪ ‬عرفها كل من ‪ Ph. Kotler. B. Dubois‬بأنها "كل نشاط يخضع للتباال غير ملموس والذي ال ينتج‬
‫عنه انتقال للملكية ويمكن أن تكون الخدمة مرتبطة أوال بمنتج مااي"‪.‬‬
‫وللخدمات خصائص تميزها عن السلع املااية‪ ،‬حيث يجمع عدا كبير من الكتاب و املفكرين في‬
‫مجال التسويق على خصائص الخدمات فكل من ‪ Thill‬و ‪ Bovée‬و ‪ Etzel‬و ‪ Balachandran‬و ‪Andrew‬‬
‫يعداون خصائص الخدمات على النحو التاىي‪2:‬‬

‫‪ ‬غير ملموسة‪ :‬الخدمات ليس لها واوا مااي‪ ،‬وال يمكن الحكم على الخدمة اون تجربتها‪،‬‬
‫فالخدمة ال يمكن لاراكها أو رؤيتها أو تلمسها أو تذوقها أو فحصها قبل الحصول عليها‪.‬‬
‫‪ ‬عدم القابلية للتخزين‪ :‬الخدمة تنتج وتستهل في نفس اللحظة التي يتقدم فيها العميل لطلبها‬
‫وبالتاىي ال يمكن لنتاج الخدمة مقدما وتخزينها‪.‬‬

‫‪ 1‬قريد عمر‪ ،‬دور ألانشطة التسويقية املتكاملة في تطوير خدمات املؤسسات املصرفية‪ ،‬دراسة حالة القرض الشعبي الجزائري‪- ،‬وكالة‬
‫بسكرة‪ ،-‬مذكرة مااستير في العلوم الاقتصااية تخصص نقوا وتمويل‪ ،‬كلية الحقوق وللعلوم الاقتصااية‪ ،‬اامعة محمد خيضر ‪-‬‬
‫بسكرة‪ ،3002-3002 ،-‬ص‪.56 .‬‬
‫‪ 2‬بـريش عبد القاار‪ ،‬التحرير املصرفي ومتطلبات تطوير الخدمات املصرفية وزيادة القدرة التنافسية للبنوك الجزائرية‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫بهااة الدكتورا في العلوم الاقتصااية‪ ،‬فر ‪ :‬نقوا ومالية‪ ،‬كلية العلوم الاقتصااية وعلوم التسيير‪ ،‬اامعــة الجزائ ــر‪ ،3005/3006 ،‬ص‬
‫ص‪.322-320 .‬‬

‫‪161‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل العاشر ____________________________________________________________________ التسويق البنكي‬

‫‪ ‬الخدمة غير قابلة لالستدعاء مرة أخرى‪ :‬الخدمة تنتج وتستهل في نفس اللحظة التي يتقدم‬
‫فيها العميل أمام مقدم الخدمة‪ ،‬وبالتاىي لذا ظهرت عيوب في الخدمة املقدمة ال يمكن‬
‫استدعاؤها مرة أخرى ولصالح ما بابها من عيوب و يبقى الاعتذار للزبون ومحاولة لرضائه‬
‫السبيل الوحيد‪ ،‬لذل توىي املؤسسات الخدمية أهمية كبيرة لتدريب وتكوين العنصر البشري‪.‬‬
‫‪ ‬ال يمكن إنتاج عينات من الخدمة‪ :‬يقوم موظف البن بإنتاج وتقديم الخدمة وذل بالتفاعل‬
‫مع طالب الخدمة‪ ،‬وتختلف طريقة أااء املوظف واراة تفاعله مع الزبون من دبون آلخر‪ ،‬وبالتاىي‬
‫ال يمكن تحديد نمط معين ألااء الخدمة ولنتاج عينات نموذاية تطبق في اميع الحاالت ومع‬
‫كل الزبائن‪.‬‬
‫‪ ‬الناحية الشخصية للخدمة‪ :‬هناك ترابط كبير بين لنتاج واستهالك الخدمة‪ ،‬فاالنتفا بالخدمة‬
‫يتطلب واوا املنتفع أو العميل أثناء لنتااها وتقديمها من طر مقدم الخدمة كموظف الشباك‬
‫في البن أو الطبيب في املستشفى‪ ،‬بعكس السلع املااية التي تنتج في مكان ثم تبا في مكان آخر‬
‫حيث ال يرى املستهل أي خطوة من خطوات إلانتاج أو من يقوم بذل ‪.‬‬
‫‪ ‬الانتشار الجغرافي‪ :‬ليس هناك حدوا اغرافية لطلب الخدمات فهناك الطلب املحلي مود على‬
‫أماكن اغرافية متفرقة ااخل البلد‪ ،‬وهناك طلب خارجي‪ ،‬وعلى هذا فإن كافة الخدمات على‬
‫اختال أنواعها يجب تقديمها للعميل حيث يطلبها وفي أقرب مكان يناسبه‪.‬‬
‫‪ ‬درجة نظام تقديم الخدمة‪ :‬تتطلب طبيعة الخدمة توفر اراة عالية من الخصوصية في التعامل‬
‫مع الزبائن‪ ،‬وهذ الخاصية تفرض على إلااارة أن تكون قناة التوديع مبابرة وقصيرة وال مجال‬
‫هنا للوسطاء في توديع الكثير من الخدمات‪.‬‬

‫‪ .2‬خصائص الخدمات املصرفية‬


‫تنطبق الخصائص السابقة على الخدمات املصرفية بالرغم من واوا واهات نظر متباينة حول‬
‫الخصائص املميزة للخدمات املصرفية نظرا لطبيعة وخصوصية النشاط املصرفي من اهة‪ ،‬ومن اهة‬
‫ثانية نظرا لخصوصية وحساسية الخدمات املصرفية وتنوعها وتطورها‪.‬‬
‫ومن بين أهم خصائص الخدمات املصرفية ما يلي‪1:‬‬

‫‪ ‬الخدمات املصرفية غير ملموسة وبالتاىي ال يمكن لنتااها مقدما وتخزينها‪ ،‬فهي تنتج وتستهل في‬
‫نفس اللحظة التي يتقدم فيها العميل لطلبها‪.‬‬
‫‪ ‬الخدمات املصرفية غير قابلة للتجزئة أو التقسيم أو الانفصال عند تقديمها‪.‬‬

‫‪ 1‬بـريش عبد القاار‪ ،‬التحرير املصرفي ومتطلبات تطوير الخدمات املصرفية وزيادة القدرة التنافسية للبنوك الجزائرية‪ ،‬ص ص‪-323 .‬‬
‫‪.322‬‬

‫‪161‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل العاشر ____________________________________________________________________ التسويق البنكي‬

‫‪ ‬الخدمات املصرفية ليست محمية ببراءة اخترا وكل خدمة اديدة يوادها بن ما يمكن لبن‬
‫آخر تقديمها‪.‬‬
‫‪ ‬اواة الخدمة املصرفية غير قابلة للفحص قبل تقديمها من طر موظف البن لىى الزبون‪.‬‬
‫‪ ‬تعتمد الخدمة املصرفية في تقديمها على التسويق الشخص ي وعلى مهارة وكفاءة مقدم الخدمة‪.‬‬
‫‪ ‬الخدمات املصرفية غير قابلة لالستدعاء مرة ثانية في حالة واوا عيوب أو أخطاء عند تقديمها‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ ‬تقديم الخدمات املصرفية ال يأخذ بكال نمطيا محداا حيث تختلف طريقة تقديم الخدمة‬
‫واراة تفاعل موظف البن من دبون آلخر‪.‬‬

‫‪ .3‬العناصر املميزة للخدمات املصرفية‬


‫للخدمات املصرفية مواصفات تميزها عن بقية الخدمات ألاخرى تتمثل في آلاتي‪1:‬‬

‫‪ ‬تشابه ما تقدمه البنوك من خدمات‪ :‬تشترك أغلب البنوك في خدماهها‪ ،‬ألامر الذي يدفع كل‬
‫بن لىى محاولة التميز عن املنافسين بمستوى خدمات تتصف بالجواة العالية‪.‬‬
‫‪ ‬تعدد وتنوع الخدمات املقدمة‪ :‬يقدم البن الواحد تشكيلة واسعة من الخدمات املصرفية‬
‫وكل خدمة لها خصوصياهها ولكل خدمة عمالء ذوي خصائص ورغبات معنية‪.‬‬
‫‪ ‬شدة املنافسة بين البنوك‪ :‬تمارس البنوك نشاطها وأعمالها في بيئة متغيرة تمتاد بدراة عالية‬
‫من املنافسة سواء بين البنوك فيما بينها‪ ،‬أو حتى مع مؤسسات أخرى مالية وغير مالية‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية عنصر الثقة في البنك‪ :‬عجز البن عن تحقيق إلايرااات وألارباح املناسبة أو خسارته في‬
‫أحد العمليات املالية قد يؤاي لىى اهتزاد صورة البن ونقص الثقة لدى الزبائن‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬الاعتماد على التوزيع املباشر‪ :‬ال يستطيع البن لنتاج الخدمة مركزيا ثم توديعها بواسطة‬
‫قنوات توديع كما هو الحال بالنسبة للسلع املااية ولكن البن يقدم خدماته مبابرة عن طريق‬
‫ً‬
‫فروعه املنتشرة لتلبية رغبات الزبائن ويكون قريبا منهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مفهوم تسويق الخدمات املصرفية وأهم أهدافه‬


‫يعر ‪ Philip Kotler et Bernard Dubois‬التسويق على أنه آلية اقتصااية وااتماعية تمكن‬
‫ألافراا والجماعات من لببا حاااههم ورغباههم بواسطة خلق أو تباال املنتجات وحااات أخرى ذات‬
‫قيمة بالنسبة للغير"‪ ،‬ويعرفان التسويق أيضا بأنه "يشتمل على تخطيط‪ ،‬لنتاج‪ ،‬تسعير‪ ،‬ترويج‪ ،‬وتوديع‬
‫أفكار أو سلع أو خدمات من أال تباال يحقق إلارضاء املتباال بين املنظمات وألافراا‪2.‬‬

‫‪ 1‬بـريش عبد القاار‪ ،‬التحرير املصرفي ومتطلبات تطوير الخدمات املصرفية وزيادة القدرة التنافسية للبنوك الجزائرية‪ ،‬ص ص‪-322 .‬‬
‫‪.322‬‬
‫‪ 2‬قريد عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24 .‬‬

‫‪161‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل العاشر ____________________________________________________________________ التسويق البنكي‬

‫‪ .1‬مفهوم تسويق الخدمات املصرفية‬


‫ااء تسويق الخدمات متأخرا عن تسويق املنتجات ذات الاستهالك الواسع‪ .‬ويمكن تعريفه بأنه‬
‫يشمل اميع ألانشطة التي من خاللها تلبى حااات ألافراا وألاسواق‪ ،‬وهذا بدون عرض منتجات مااية‬
‫ملموسة‪1.‬‬

‫ومن أبهر املفكرين الذين تطرقوا لىى تعريف التسويق املصرفي هو ‪ P.Kotler‬الذي أعتبر أن‬
‫التسويق املصرفي هو مجموعة من ألانشطة املتكاملة التي تجرى في لطار لااري محدا‪ ،‬وتقوم على توايه‬
‫انسياب خدمات البن بكفاءة ومالئمة لتحقيق إلاببا للمتعاملين من خالل عملية مباالة تحقق‬
‫أهدا البن ‪ ،‬وذل في حدوا تواهات املجتمع‪2.‬‬

‫أما ‪ Denek Vandev Weyer‬الرئيس ألاسبق لبن ‪ Barclays‬الذي يعتبر أول من قدم تعريفا‬
‫للتسويق املصرفي في منتصف الستينات على أنه ذل النشاط إلاااري الخاص بانسياب الخدمات‬
‫املصرفية لىى العمالء الحاليين واملستهدفين‪ ،‬كما يعني التعر على أكثر ألاسواق تحقيقا ألهدا البن‬
‫في الحاضر واملستقبل‪ ،‬وكذل تقييم احتيااات العمالء في الحاضر واملستقبل وما يتطلبه ذل من‬
‫تحديد ألاهدا التجارية ووضع الخطط لتحقيقها ‪ ،‬وأخيرا توفير الخدمات الالدمـة لتنفيذ هذ الخطط‬
‫باإلضافة لىى ضرورة القدرة على التكييف مع طبيعة السوق املصرفية‪3.‬‬

‫كما يعر التسويق املصرفي على أنه ذل النشاط الذي يشمل كافة الجهوا التي تؤاي في البن ‪،‬‬
‫التي تكفل تدفق الخدمات واملنتجات املصرفية التي يقدمها البن لىى العميل سواء اقراضا أو اقتراضا‪،‬‬
‫وخدمات بنكية متنوعة‪ ،‬ويعمل التسويق على اببا رغبات واحتيااات واوافع العميل بشكل مستمر‬
‫يكفل رضا على البن واستمرار تعامله معه‪4.‬‬

‫‪ .2‬أهداف التسويق املصرفي ومقومات نجاحه في البنوك‬


‫يهد التسويق املصرفي لىى ابتكار وأااء الخدمات وليصالها نحو العمالء عن طريق منافذ مناسبة‬
‫باستخدام وسائل الترويج املتاحة‪ ،‬قصد لرضاء العمالء الحاليين واذب عمالء ادا‪ ،‬وتتمثل هذ‬
‫ألاهدا فيما يلي‪5:‬‬

‫‪ )1‬تحسين سمعة البن وذل من خالل‪:‬‬


‫‪ -‬تحسين مستوى الخدمات املصرفية وتوسيع قاعدهها‪.‬‬

‫‪ 1‬قريد عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.56 .‬‬


‫‪ 2‬ديـدان محـمد‪ ،‬دور التسويق في القطاع املصرفي حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬أطروحة اكتورا في العلوم الاقتصااية فر‬
‫تخطيط‪ ،‬كلية العلوم الاقتصااية وعلوم التسيير اامعــة الجزائ ــر‪ ،3006/3002 ،‬ص‪.4 .‬‬
‫‪ 3‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.6 .‬‬
‫‪ 4‬براي الهااي‪ ،‬بطاقة ألاداء املتوازن وعالقتها بأنشطة التسويق البنكي‪ ،‬مجلة الاقتصاا والتنمية‪ ،‬مخبر التنمية املحلية املستدامة‪،‬‬
‫اامعة املدية‪ ،‬العدا ‪ ،3‬اانفي ‪ ،3022‬ص‪.262 .‬‬
‫‪ 5‬ديـدان محـمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.22-23 .‬‬

‫‪161‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل العاشر ____________________________________________________________________ التسويق البنكي‬

‫‪ -‬تطوير أساليب أااء وتقديم الخدمات املصرفية نحو العمالء املصرفيين‪.‬‬


‫‪ -‬رفع الوعي املصرفي خصوصا لدى موظفي البن ‪.‬‬
‫تحقيق ألاهدا املالية املتمثلة في أهدا السيولة‪ ،‬الربحية وألامان مع تحقيق نمو موارا البن ‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫أهدا توظيف ألاموال عن طريق‪:‬‬ ‫‪)3‬‬
‫‪ -‬ديااة حجم القروض والسلفيات‪.‬‬
‫‪ -‬ديااة الاستثمارات في ألاوراق املالية‪.‬‬
‫أهدا الابتكار والتجديد من خالل‪:‬‬ ‫‪)4‬‬
‫‪ -‬ابتكار خدمات مصرفية اديدة تستجيب لرغبات العمالء‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير الخدمات املصرفية املواواة وتغيير أنماط تقديمها للعمالء‪.‬‬
‫أهدا كفاءة وفعالية الجهاد إلاااري وذل عن طريق‪:‬‬ ‫‪)5‬‬
‫‪ -‬تدريب إلاطارات القائمة على الجهاد التسويقي بالبن وتنمية قدراههم في التعامل مع العمالء‪.‬‬
‫‪ -‬خلق روح الانسجام بينهم‪ ،‬وتشجيع روح املباارة في أااء الخدمات في الوقت واملكان املناسبين‪.‬‬
‫أهمها‪1:‬‬ ‫كما تظهر أهمية التسويق في البنوك في تحقيق مجموعة من ألاهدا‬
‫واملتغيرات الاقتصااية‬ ‫‪ ‬التنبؤ بحجم الخدمات املصرفية في املستقبل وتحديد الظرو‬
‫والااتماعية املؤثرة في نشاط البن ‪.‬‬
‫‪ ‬لمداا لاارة البن ببحوث تسويقية منتظمة تحدا مركز البن في السوق بالنسبة لكل خدمة‪،‬‬
‫كما تحدا نوعية عمالء البن وميولهم ومواصفاههم وعوامل تفضيلهم للبن اون سوا ‪.‬‬
‫‪ ‬رسم سياسة املنتجات والخدمات املصرفية التي يقدمها البن لعمالئه وتحديد وقت تقديمها‬
‫وأسلوب ذل ‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير املنتجات والخدمات املصرفية الحالية التي يقدمها البن ‪.‬‬
‫‪ ‬اراسة الانتشار الجغرافي لوكاالت البن في السوق املصرفية والتخطيط لفتح وكاالت مصرفية‬
‫اديدة ومتابعة نشاط الوكاالت القائمة‪.‬‬
‫‪ ‬اراسة املنتجات والخدمات املصرفية التي تقدمها البنوك املنافسة والتعر على حجم‬
‫نشاطاهها والوسائل املستخدمة في اذب العمالء لالستفااة من ذل في وضع سياستها وتحديد‬
‫خط املنتجات والخدمات املصرفية املراا عرضها في السوق قصد استمالة العمالء‪.‬‬
‫‪ ‬الابتراك في لعداا الحمالت الترويجية لنشاط البن ووضع برنامج نشر املفهوم التسويقي‬
‫بين املستويات إلااارية في البن سواء كان ذل في بكل محاضرات أو ندوات أو حلقات بحث‬
‫واراسة‪.‬‬

‫‪ 1‬ديـدان محـمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22 .‬‬

‫‪161‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل العاشر ____________________________________________________________________ التسويق البنكي‬

‫ثالثا‪ :‬خصائص التسويق املصرفي وأهمية وجود إدارة تسويقية‬


‫‪ -1‬خصائص التسويق املصرفي‬
‫للتسويق املصرفي عدا من الخصائص التي تميز عن تسويق املؤسسات الصناعية والتجارية‪،‬‬
‫أهمها ما يلي‪1:‬‬

‫تعتبر النقوا املااة ألاولية للتسويق املصرفي‪ ،‬مع ما تتميز به من مواصفات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تؤثر اللوائح والقوانين والتشريعات الحكومية في املؤسسات املالية واملصرفية‪ ،‬في تقديم‬ ‫‪-‬‬
‫عروضها وتحديد أسعارها‪.‬‬
‫تعدا أنوا ألافراا الذين يتعاملون مع البن من موراين وهم مدخرين ودبائن وكذا‬ ‫‪-‬‬
‫مستثمرين ومستهلكين الذين يجمعون ما بين الصفتين (عدم التفرقة في تسمية الزبون)‪.‬‬
‫احتكار كل مؤسسة بنكية لشبكة خاصة بها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدورة التوديعية للخدمات البنكية تكون وحدوية أي من املدخر لىى البن ومنه لىى املستثمر‬ ‫‪-‬‬
‫أو املستهلكين‪.‬‬
‫الوكاالت البنكية تكون قريبة من الزبائن أما مراكز القرارات البنكية تكون بعيدة عن‬ ‫‪-‬‬
‫انشغاالههم وتطلعاههم‪.‬‬
‫املنافسة غير كاملة لواوا قوانين تحدا القدرات املختلفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫واوا تعامل اائم مع الزبون وعالقة مستمرة بينه وبين املصرفي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أماكن إلانتاج هي نفسها أماكن التوديع والتي تتمثل في نقاط بيع الخدمة البنكية وهي وكاالت‬ ‫‪-‬‬
‫وفرو البن ‪.‬‬
‫أهمية عملية تقسيم السوق في البن (مؤسسة كبيرة‪ ،‬مؤسسة متوسطة مؤسسة صغيرة)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اداوااية العالقة بن ‪ /‬سوق (سوق الاستعماالت‪ ،‬سوق املوارا تفاعل هذين السوقين)‬ ‫‪-‬‬
‫فكرة املخاطرة قوية في النشاط البنكي مما يصعب من عملية التجديد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يستعمل التسويق في البنوك من اهة لجذب الواائع واملدخرات (كمااة أولية) ومن اهة‬ ‫‪-‬‬
‫لتقديم القروض ومنح الخدمات البنكية كمنتجات‪.‬‬
‫محاولة التجسيد املااي من خالل عمليات إلابهار لخدمات البنوك مثل الاستما ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الاستشارة‪ ،‬الحيوية‪ ،‬العصرنة‪ ،‬القوة ألامان في الخدمة البنكية‪.‬‬

‫‪ 1‬ربحي كريمة‪ ،‬تسويق الخدمات املصرفية‪ ،‬ملتقى املنظومة املصرفية الجزائرية والتحوالت الاقتصااية‪-‬الواقع والتحديات‪ ،-‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ص‪.254-253 .‬‬

‫‪166‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل العاشر ____________________________________________________________________ التسويق البنكي‬

‫‪ -2‬أهمية وجود إدارة تسويقية على مستوى البنوك‬


‫لن واوا لاارة تسويقية بالبن يعد ضرورة ملحة في الوقت الراهن ويتيح للبن أااء املهام‬
‫التالية‪1:‬‬

‫‪ ‬القيام ببحوث السوق املصرفي وامع املعلومات في هذا املجال‪.‬‬


‫‪ ‬تطوير وتنمية املنتجات والخدمات املصرفية‪.‬‬
‫‪ ‬الاتصاالت التسويقية بما تشمله من اعاية ولعالن‪.‬‬
‫‪ ‬وضع خطط ملبيعات فرو البن مع مراعاة البيئة املصرفية للبن ‪.‬‬
‫‪ ‬التدريب املستمر ملوظفي البن وخاصة هؤالء الذين لهم اتصال مبابر مع العمالء‪.‬‬
‫‪ ‬التنسيق مع إلااارات ألاخرى بالبن لرفع فعالية وكفاءة ألاااء‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬املزيج التسويقي للخدمات املصرفية‬


‫تعتمد ألانشطة التسويقية املتكاملة على بعضها البعض بغرض أااء الوظيفة التسويقية على‬
‫النحو املخطط لها‪ ،‬حيث يتوقف نجاح البن على تحديد املزيج التسويقي املناسب إلحداث التأثير‬
‫املطلوب في السوق املصرفي‪ ،‬فالبنوك التجارية تقدم العديد من الخدمات وتحصل في مقابلها على املزيد‬
‫من ألارباح‪ .‬ومع ذل تظل تعاني من مشكلة الحفاظ على حجم سوقها خاصة في ظل ابتداا املنافسة‬
‫في السوق املصرفي‪ ،‬فالبنوك أصبحت مطالبة بتطوير منتجاهها بشكل مستمر أي تقديم خدمات مصرفية‬
‫بالجواة املناسبة وبالسعر املناسب وفي الوقت واملكان املناسبين‪ ،‬وتتمثل هذ ألانشطة في العناصر‬
‫الرئيسية التي يمكن إلاارة التسويق التحكم فيها لزيااة ليرااات وأرباح البن وتعر هذ العناصر بـ‬
‫(‪ )P S of Marketing4‬وهي‪ :‬املنتجات (‪ ،)Product‬التسعير (‪ ،)Pricing‬التوزيع (املكان) (‪ ،)Place‬الترويج‬
‫(‪2.)Promotion‬‬

‫وهناك من يوسع من هذا املفهوم الذي يضم العناصر ألاربعة الشائعة لىى ثالث عناصر لضافية‬
‫تشكل مزيج التسويق املصرفي املوسع واملتمثلة في‪ :‬املكونات املادية التي تشتمل على كافة ألااهزة‬
‫والتسهيالت املرتبطة بتقديم الخدمة بالجواة املطلوبة‪ ،‬العنصر البشري بوصفه من أهم العناصر التي‬
‫تؤثر على مكونات الخدمة املصرفية والتي بدورها تؤثر على لاراك العمالء لجواة الخدمة املقدمة لهم‪،‬‬
‫العمليات والتي ألاساليب والطرق التي يتم بموابها تقديم الخدمة لىى العمالء‪ ،‬وهذ العمليات لها‬
‫اواهها التي قد ترض ي العميل أو ال ترضيه‪3.‬‬

‫وهو ما يمكن ليضاحه من خالل الشكل التاىي‪:‬‬

‫‪ 1‬ديـدان محـمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.25-26 .‬‬


‫‪ 2‬قريد عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64 .‬‬
‫‪ 3‬ديـدان محـمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24 .‬‬

‫‪161‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل العاشر ____________________________________________________________________ التسويق البنكي‬

‫الشكل ‪ :11‬عناصر التسويق املصرفي املوسع‬


‫‪7 Ps‬‬ ‫‪4 Ps‬‬

‫الخدمة‬ ‫السعر‬
‫املصرفية‬ ‫الخدمة‬
‫السعر‬
‫املصرفية‬
‫العمليات‬ ‫املكونات‬
‫املااية‬
‫الترويج‬ ‫التوديع‬

‫الترويج‬ ‫ألافراا‬
‫التوديع‬

‫املصدر‪ :‬ديـدان محـمد‪ ،‬دور التسويق في القطاع املصرفي حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬أطروحة اكتورا في‬
‫العلوم الاقتصااية فر تخطيط‪ ،‬كلية العلوم الاقتصااية وعلوم التسيير اامع ــة الجزائ ــر‪ ،3006/3002 ،‬ص‪.24 .‬‬

‫‪ .1‬املنتج املصرفي‬
‫يعر املنتج الخدمي البنكي بأنه مجموعة من العمليات ذات املضمون النفعي الذي يتصف‬
‫بتغلب العناصر غير امللموسة على العناصر امللموسة والتي تدرك من قبل ألافراا أو املؤسسات من خالل‬
‫االلتها وقيمة املنفعة التي تشكل مصدرا إلببا حاااههم املالية والائتمانية الحالية واملستقبلية‪ ،‬والتي‬
‫تشكل في الوقت نفسه مصدرا لربحية البن وذل من خالل عالقة تباالية بين الطرفين‪1.‬‬

‫لن ما يميز الخدمات هو لنتااها‪ ،‬ووقو الطلب الفعلي عليها يكون في نفس الوقت‪ ،‬مما يجعل‬
‫الدور الذي يلعبه مقدم الخدمة كبيرا وفعاال في لثارة وتحقيق الطلب الواقع على الخدمة‪ ،‬وفي كسب‬
‫الزبائن وبناء الثقة وتقوية العالقة معهم‪ ،‬كي ال تعرض املؤسسة املصرفية لىى خسارة الفرصة التسويقية‬
‫املتاحة‪ ،‬ألن أي خلل في تقديم الخدمة سو يؤثر على اواهها‪ .‬وبما أن الخدمة غير ملموسة فإن هناك‬
‫كثافة عالية للعامل البشري في لنتاج وتقديم الخدمة للزبائن‪ ،‬فمقدم الخدمة يسعى لىى تكوين صورة‬
‫ذهنية عن الخدمة لدى الزبائن‪ ،‬وذل من خالل املعلومات التي يقدمها لهم‪ ،‬ومن خالل املعاملة الجيدة‪.‬‬
‫وبشكل عام فإن مقدم الخدمة يجب أن يمتل مواصفات ايدة والئقة تؤهله لكسب والب أكبر عدا‬
‫من الزبائن والحفاظ عليهم‪2.‬‬

‫‪ 1‬براي الهااي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.266 .‬‬


‫‪ 2‬معراج ه ــواري‪ ،‬تأثير السياسات التسويقية على تطوير الخدمات املصرفية في املصارف التجارية الجزائرية ‪ -‬دراسة ميدانية‪ ،-‬أطروحة‬
‫اكتورا في علوم التسيير فر تخطيط‪ ،‬كلية العلوم الاقتصااية وعلوم التسيير اامعــة الجزائ ــر‪ ،3006/3002 ،‬ص‪.20 .‬‬

‫‪161‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل العاشر ____________________________________________________________________ التسويق البنكي‬

‫جدول ‪ :11‬ألابعاد الثالثة املنتج املصرفي‬


‫املكونات‬ ‫البعد‬
‫املنفعة التي يستفيد منها الزبون من القرض مثال‪ :‬أكتب لنفس قرضا‪.‬‬
‫جوهر املنتج‬
‫ال ااعي أن تقدم طلبا اديدا في كل مرة تطلب فيها قرضا‪.‬‬
‫معالم املنتج‪ ،‬الجواة‪ ،‬التغليف‪ ،‬التعبئة‪...‬الخ‬
‫مثال‪ :‬فائدة تشجيعية على القرض العقاري‪ ،‬تقديم قرضا بقيمة ‪ %30‬من ثمن‬ ‫املنتج امللموس‬
‫العقار‪ ،‬الحد ألاانى للقرض ‪ 200.000‬اج الحد ألاقص ى ‪ 2.000.000‬اج‬
‫عناصر ملموسة وغير ملموسة مثل الخدمة‪ ،‬الضمان‪ ،‬التسليم املجاني‪...‬الخ‬
‫مثال‪ :‬طريقة تعامل املصر مع طالب القرض خالل مرحلة تقديم القرض‬
‫املنتج املدعم‬
‫وعملية التقييم‪ ،‬كشوفات بهرية مفصلة‪ ،‬لستجابة سريعة لتساؤالت طالب‬
‫القرض‬
‫املصدر‪ :‬معراج ه ــواري‪ ،‬تأثير السياسات التسويقية على تطوير الخدمات املصرفية في املصارف التجارية الجزائرية‬
‫‪ -‬دراسة ميدانية‪ ،-‬أطروحة اكتورا في علوم التسيير فر تخطيط‪ ،‬كلية العلوم الاقتصااية وعلوم التسيير‬
‫اامع ــة الجزائ ــر‪ ،3006/3002 ،‬ص‪.23 .‬‬
‫‪ .2‬تسعير الخدمات املصرفية‬
‫تعتبر قرارات التسعير من أصعب القرارات التي تتخذ على مستوى لاارة التسويق ويراع ذل لىى‬
‫عدة أسباب منها كثرة وتشاب املتغيرات والعوامل التي تؤثر في تحديد ألاسعار التي تبا بها الخدمات‬
‫املصرفية وكون أن ألاسعار ذات تأثير مبابر وكبير على ليرااات البن وأرباحه وتبرد أهمية السعر في كونه‬
‫يمثل العنصر الوحيد من بين عناصر ألانشطة التسويقية املتكاملة الذي يحقق عائدا في حين أن بقية‬
‫العناصر ألاخرى (املنتجات التوديع‪ ،‬الترويج) تحتاج لىى تكاليف‪.‬‬
‫وعااة يعر السعر بأنه "املقابل النقدي املدفو للحصول على كمية معينة من السلع‬
‫والخدمات"‪ ،‬بينما تعر عملية التسعير بأنها" عملية ترامة القيمة في وقت معين ومكان معين للسلع‬
‫والخدمات املعروضة لىى قيمة نقدية ووفقا للعملة املتداولة في املجتمع‪1.‬‬

‫في التسويق البنكي يشير مفهوم السعر لىى معدالت الفوائد على الواائع والقروض‪ ،‬الرسوم‪،‬‬
‫العموالت واملصروفات ألاخرى التي يتحملها البن لقاء تقديم الخدمة‪ ،‬وغالبا ما تتضمن أهدا التسعير‬
‫الخطط طويلة ألاال للبن والتي تكون عااة متسقة مع املهمة وألاهدا العامة للبن ‪2.‬‬

‫ولبكالية التسعير في البنوك تتطلب تحديدا اقيقا للمنتجات البنكية الن هذ ألاخيرة لها‬
‫مظهران‪3:‬‬

‫‪ 1‬قريد عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.225 .‬‬


‫‪ 2‬براي الهااي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.266 .‬‬
‫‪ 3‬ربحي كريمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.232 .‬‬

‫‪161‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل العاشر ____________________________________________________________________ التسويق البنكي‬

‫لن املنتجات البنكية عبارة عن نقوا ولنشاؤها وتداولها يعتبر ازءا من الشرعية الاقتصااية‬ ‫‪-‬‬
‫للبن ويشكالن ألاساس الذي يقوم عليه البن واملقرض‪.‬‬
‫خدمات لها مكانة متزايدة في النشاط البنكي والتي يتم لامااها مع املنتج البنكي (النقوا)‪ ،‬هذ‬ ‫‪-‬‬
‫الخدمات يمكن أن تكون مجانية كتسليم افتر الشيكات أو غير مجانية كخصم ألاوراق التجارية‪.‬‬

‫‪ .3‬توزيع الخدمات املصرفية‬


‫تتميز املنتجات ‪-‬الخدمات‪ -‬املصرفية بأنها تنتج وتستهل في مكان الطلب عليها وضرورة لتمام ذل‬
‫بشكل فوري اون لرااء أو تعطيل‪ ،‬ومن ثم فان نجاح ألانشطة التسويقية في تحقيق أهدافها يراع‬
‫بدراة كبيرة اىى قدرة البن على توصيل خدماته اىى عمالئه كما يرغبون‪ ،‬ومن هنا يعد اختيار موقع‬
‫وتوديع ببكة منافذ توديع الخدمات املصرفية من أهم املوضوعات التي تعالجها لاارة التسويق املصرفي‬
‫في البن ‪ ،‬ألن نجاح البن في حسن اختيار مواقع منافذ ولعدااها وتجهيزها بالوسائل واملعدات بما‬
‫يتناسب وطبيعة الخدمات وبما يناسب العميل ووفقا العتبارات التكلفة والعائد يعد العامل الهام في‬
‫تحقيق أهدا البن وربحيته وبالتاىي استمرار في السوق املصرفي‪1.‬‬

‫وتعر قناة توديع الخدمة املصرفية بأنها وسيلة من الوسائل التي ههد لىى توصيل الخدمة‬
‫املصرفية لىى الزبائن بشكل مالئم‪ ،‬وبصورة تساعد على ديااة التعامل بها‪ ،‬وبالتاىي ديااة إلايرااات‬
‫املتولدة منها‪2.‬‬

‫فالتوديع في البنوك هو وسيلة تستخدم لزيااة توااد املصر بشكل مريح بما يمكن الوصول اىى‬
‫العمالء الحاليين واملرتقبين أو تقديم املنتوج لهم على نحو يتناسب مع أماكن و أوقات تواادهم‪ ،‬فأهمية‬
‫عنصر التوديع ضمن ألانشطة التسويقية املتكاملة تنبع من أنه يخلق املنفعة الزمانية واملكانية للخدمات‬
‫املصرفية أي أنه يحقق ضمان وصول الخدمات املصرفية اىى العميل في الوقت واملكان املناسبين وبدون‬
‫هذ املنفعة ‪-‬الزمانية واملكانية‪ -‬ال يكون للخدمات املصرفية قيمة تذكر للعمالء‪3.‬‬

‫لذا فإنه يتعين تنظيم نقاط البيع على نحو يسهل للمستهل الوصول لليها‪ .‬فاملنتجات البنكية‬
‫ذات الجواة العالية والنوعية الرفيعة واملقدمة بصفة اقيقة لن تعر نجاحا لن لم تكن مودعة بطريقة‬
‫ايدة ومالئمة‪4.‬‬

‫‪ 1‬قريد عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.232 .‬‬


‫‪ 2‬بتول عبد علي غاىي‪ ،‬دور تطوير الخدمات املصرفية وخصائصها التسويقية في املصارف التجارية ‪-‬دراسة استطالعية في عينة من‬
‫املصارف التجارية العراقية‪ ،-‬مجلة املثنى للعلوم الااارية والاقتصااية‪ ،‬اامعة املثنى‪ ،‬العراق‪ ،‬املجلد ‪ ،3‬العدا ‪ ،3023 ،2‬ص‪.60 .‬‬
‫‪ 3‬قريد عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.232 .‬‬
‫‪ 4‬ربحي كريمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.232 .‬‬

‫‪111‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل العاشر ____________________________________________________________________ التسويق البنكي‬

‫‪ .4‬ترويج الخدمات املصرفية‬


‫يعر الترويج املصرفي بأنه مجموعة الاتصاالت التي تجريها املصار مع العمالء الحاليين‬
‫واملرتقبين بغرض تعريفهم ولقناعهم بالخدمات املقدمة لهم وافعهم لشرائها وتتمثل هذ الاتصاالت في‬
‫عناصر املزيج الترويجي وهي إلاعالن‪ ،‬الدعاية‪ ،‬البيع الشخص ي‪ ،‬والعالقات العامة‬
‫ويعر كذل بأنه مجموعة ألانشطة املتعلقة باالتصال بالعميل لتعريفه بالخدمات التي يقدمها البن‬
‫وتوضيح مزاياها ومجاالت تميزها عن غيرها بهد التأثير في سلوك العميل ولزيااة قدرة البن على بيع‬
‫خدماته‪1.‬‬

‫ويعتبر النشاط الترويجي أساسيا لكل املنشتت سواء الصناعية أو الخدمية‪ ،‬ففي ظل ظرو‬
‫املنافسة ونظرا للتطور الهائل في حجم املشاريع واخول املنتجات لىى أسواق اديدة وكذل ظهور‬
‫منتجات اديدة في ألاسواق بشكل سريع ومستمر فإن النشاط الترويحي يعد من أهم أسس النجاح‪.‬‬
‫ولعل من أهم ألاهدا التي يحققها الترويج للبنوك ما يلي‪2:‬‬

‫‪ -‬تعريف العمالء بالخدمات خاصة لذا كانت الخدمة اديدة في السوق حيث يعمل الترويج على‬
‫تعريفهم بالخدمة وبخصائصها وأماكن الحصول عليها‪.‬‬
‫‪ -‬لثارة اهتمام العمالء بالخدمات التي يقدمها البن ‪.‬‬
‫‪ -‬تغيير آلاراء والاتجاهات السلبية للعمالء لىى آراء واتجاهات ايجابية‪.‬‬
‫‪ -‬التأثير على العمالء باتخاذ قرار لما بشراء الخدمة أو الاستمرار في استخدامها‪.‬‬
‫‪ -‬لقنا العمالء املستهدفين واملحتملين بالفوائد واملنافع التي تؤايها الخدمة مما يؤاي اىى لببا‬
‫حاااههم ورغباههم‪.‬‬
‫‪ -‬تذكير العمالء بأن الخدمة مادالت متوفرة وخاصة في املراحل ألاخيرة من اورة حياهها‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز وتقوية الرضاء بالخدمة لدى العميل وهذا لضمان استمرار العميل في استخدامها‪.‬‬
‫‪ -‬املحافظة على السمعة الجيدة للخدمة لدى العمالء كي ال يتحولوا عنها اىى خدمات أخرى ببيهة‪.‬‬

‫‪ .5‬املكونات املادية‬
‫يقصد بها البيئة التي تنفذ فيها الخدمة‪ ،‬حيث يكون هناك تفاعل بين البن والعمالء أثناء لنتاج‬
‫وتسليم الخدمة‪ ،‬مضافا لليها عناصر ملموسة تستخدم لالتصال واعم اور الخدمة‪ ،‬ويتجسد الدليل‬
‫املااي في املظهر الخارجي للبن على غرار تصميم املظهر الخارجي للبن ‪ ،‬والبيئة املحيطة لعملية تسليم‬
‫الخدمة للزبون‪ .‬وكذا املظهر الداخلي للتسهيالت الذي يشمل تصميم املظهر الداخلي للبن من حيث‬

‫‪ 1‬قريد عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.222 .‬‬


‫‪ 2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.223 .‬‬

‫‪111‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل العاشر ____________________________________________________________________ التسويق البنكي‬

‫املكاتب وتوديع العاملين‪ ،‬واملعدات املستخدمة لخدمة الزبائن مبابرة‪ ،‬أو املستخدمة من قبل لاارة‬
‫البن ‪ .‬باإلضافة لىى مظاهر أخرى كالبطاقات الائتمانية والتقارير‪ ،‬ومظهر العامل وغيرها‪1.‬‬

‫‪ .6‬العنصر البشري‬
‫يشمل ذل كافة املوظفين في البن واملشاركين في تقديم الخدمات للعمالء‪ ،‬ويعتبر هؤالء ألافراا‬
‫حلقة الوصل بين البن وبين البيئة التي يعمل فيها‪ ،‬ولهم تأثير كبير في تكوين انطباعات ايدة أو سيئة‬
‫عن البن ‪ ،‬من خالل الطريقة التي يتعامل بها هؤالء املوظفين مع العمالء‪ ،‬لذا تكتس ي عملية تكوين‬
‫موظفي البن على أساليب وفنون التعامل مع الجمهور وتنمية مهاراههم أولوية وضرورة لبناء الصورة‬
‫إلايجابية للبن في أذهان الجمهور‪ ،‬وهو ما يتطلب من املوظفين مستوى عال من الكفاءة والفعالية في‬
‫أااء وظائفهم‪2.‬‬

‫‪ .7‬العمليات‬
‫تشير لىى الكيفية التي يتم من خاللها تقديم الخدمة للزبائن‪ ،‬وتضم عملية تقديم الخدمة أبياء‬
‫في غاية ألاهمية مثل إلااراءات املتبعة من طر البن لضمان تقديم الخدمة لىى الزبائن‪ ،‬كما تشمل‬
‫على لاراءات أخرى مثل املكننة‪ ،‬وتدفق النشاطات‪ ،‬وحرية التصر من قبل القائمين على تقديم‬
‫الخدمة‪ ،‬وكيفية توايه الزبائن وتحفيزهم على املشاركة في عملية تقديم الخدمة‪3.‬‬

‫‪ 1‬براي الهااي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.263-265 .‬‬


‫‪ 2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.263 .‬‬
‫‪ 3‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.263 .‬‬

‫‪111‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل احلادي عشر‪ :‬األزمات املالية والنظام‬
‫املصريف‬

‫أوال‪ :‬مفهوم األزمات‪ ،‬خصائصها ومراحلها‬


‫ثانيا‪ :‬مفهوم األزمات املالية وأهم أنواعها ومسبباهتا‬
‫ثالثا‪ :‬آثار األزمات املالية ومؤشراهتا‬
‫رابعا‪ :‬آليات انتشار األزمات املالية وسبل معاجلتها‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫تمهيد‬
‫كان للعوملة ألاثر البالغ على ألانظمة املالية في مختلف الدول على نحو متزايد باستمرار‪ ،‬حيث‬
‫أسست ألوضاع مغايرة ذات أبعاد ومضامين جديدة توضح مدى التصاق هذه الظاهرة بالنشاط املالي‬
‫على وجه الخصوص‪ ،‬وتدفع نحو املزيد من التحرر والانفتاح املالي والاقتصادي‪.‬‬
‫وفي مقابل املنافع التي يمكن أن تجنيها ألانظمة املؤسسات املالية من هذه البيئة الجديدة تظهر‬
‫العديد من التحديات والانعكاسات السلبية التي يمكن أن تهدد سالمة هذه ألانظمة بل والنظام النقدي‬
‫واملالي الدولي بأكمله‪.‬‬
‫من أبرز هذه التحديات نجد ألازمات املالية التي كان لنتائجها وآثارها تبعات اقتصادية واجتماعية‬
‫كبيرة‪ ،‬هذه ألازمات تتفاوت من حيث شدتها ونطاقها الجغرافي‪ ،‬كما تتباين من حيث طبيعة مسبباتها‬
‫وآليات انتقالها وسياسات معالجتها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم ألازمات‪ ،‬خصائصها ومراحلها‬


‫‪ .1‬مفهوم ألازمة‬
‫أغلب املفاهيم املقدمة لألزمة متأتية من الكلمة الفرنسية (‪( )CRISE‬أزمة) املشتقة من الالتينية‬
‫)‪ )CRISIS‬التي تأتي بدورها من اليونانية وتكتب عادة )‪ (KRISIS‬وفقا للحروف الالتينية‪ ،‬حيث ظهرت‬
‫هذه الكلمة في القرن الرابع عشر للميالد ضمن ألادبيات الفرنسية‪1.‬‬

‫وتعرف ألازمة عموما بأنها خلل مفاجئ ألوضاع غير مستقرة‪ ،‬يترتب عليها تطورات غير متوقعة‬
‫نتيجة عدم القدرة على احتوائها من قبل ألاطراف املعنية‪ ،‬فهي عبارة عن تزايد وتراكم مستمر ألحداث‬
‫وأمور غير متوقعة على مستوى جزء من النظام أو النظام كله‪ .‬باإلضافة إلى التأثير الشديد على أطراف‬
‫داخل النظام أو خارجه ماديا‪ ،‬ونفسيا‪ ،‬وسلوكيا‪ ،2‬تصاحبها تهديدات لألوضاع املستقرة للمجتمع‪ ،‬مع‬
‫عدم وجود وقت كاف لتجنب أو التعامل مع ألاوضاع والظروف الحديدة املنافية للوضع السابق‬
‫املستقر‪3.‬‬

‫كما تعرف ألازمة بأنها موقف يواجه فيه الفرد أو املنشأة أو الدولة أو مجموعة معينة تحوال خطيرا‬
‫وكبيرا في ألاحداث وألانشطة قد تؤدي إلى أضرار جسيمة‪ ،‬وفي ظل ألازمة فإن ألامور ال تسيير في طريقها‬
‫املعتاد أو املتوقع ويحدث فيها عدم توازن قد يؤدي إلى تغيير كبير في املستقبل‪4.‬‬

‫‪ 1‬نزهان محمد سهو‪ ،‬ألازمة املالية العاملية الراهنة‪ ،‬املفهوم‪ ،‬ألاسباب‪ ،‬التداعيات‪ ،‬مجلة إلادارة والاقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،0202 ،38‬ص ص‪:‬‬
‫‪.052–058‬‬
‫‪ 2‬محمد سعيد محمد الرمالوي‪ ،‬ألازمة العاملية‪ :‬إنذار للرأسمالية ودعوة للشريعة إلاسالمية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬إلاسكندرية‪،0200 ،‬‬
‫ص‪.3 :‬‬
‫‪ 3‬عماد صالح سالم‪ ،‬إدارة ألازمات في بورصات ألاوراق املالية العربية والعاملية والتنمية املتواصلة‪ ،‬إتحاد املصارف العربية‪ ،‬أبوظبي‪،‬‬
‫‪ ،0220‬ص‪.08 :‬‬
‫‪ 4‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬حوكمة الشركات وألازمات املالية العاملية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،0222 ،‬ص‪.01 .‬‬

‫‪471‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫وقد عرفها الاقتصادي (‪ )Bieber‬بأنها حالة تحول في أوضاع مستقرة يمكن أن تقود إلى نتائج‬
‫سلبية إذا لم تعتمد أساليب جديدة الحتوائها‪ ،‬وأنها نقطة تحول في أوضاع غير مستقرة‪ ،‬يمكن أن تقود‬
‫إلى نتائج غير مرغوب فيها إذا كانت ألاطراف غير املعنية غير مستقرة أو غير قادرة على احتوائها أو درء‬
‫مخاطرها‪1.‬‬

‫‪ .2‬خصائص ألازمة‬
‫ينظر لألزمة على أنها حالة طارئة تتميز بثالث عناصر أساسية خاصة من منظور اتخاذ القرار‪،‬‬
‫وهي تهديد القيم أو ألاهداف واملصالح القومية واملفاجأة في التوقيت وقصر الوقت التخاذ القرار‪ ،‬ويمكن‬
‫توضيح ذلك من خالل ما يعرف بمثلث ألازمة‪ ،2‬حيث ينتج عن ألازمة تغيرات بيئية مولدة لألزمات‬
‫ويتضمن قدرا من الخطورة والتهديد وضيق الوقت واملفاجأة ويتطلب استخدام أساليب إدارية مبتكرة‬
‫وسريعة‪3.‬‬

‫وفيما يلي شكل يوضع العناصر الثالث في أي أزمة‬


‫الشكل ‪ :12‬العناصر ألاساسية لألزمة‬
‫ضيق الوقت‬

‫التهديد‬ ‫املفاجأة‬

‫املصدر‪ :‬عماد صالح سالم‪ ،‬إدارة ألازمات في بورصات ألاوراق املالية العربية والتنمية املتواصلة‪ ،‬اتحاد‬
‫املصارف العربية‪ ،‬أبو ظبي‪ ،0220 ،‬ص‪.08 .‬‬
‫توفر العناصر التالية‪4 :‬‬ ‫يوضح الشكل السابق أنه لحدوث أزمة البد من‬
‫‪ ‬املفاجأة‪ :‬تعتبر املفاجأة احدى أهم سمات ألازمة‪ ،‬فاألزمات غالبا تنشأ فجأة بدون مقدمات‪ ،‬وأحيانا‬
‫تكون هناك مؤشرات تدل على قرب وقوع أزمة ما‪ ،‬وأحيانا أخرى تكون هناك أزمات موجودة فعليا‪،‬‬

‫‪ 1‬فادي حسن عقيالن‪ ،‬إدارة ألازمات والكوارث الطبيعية والغير طبيعية‪ ،‬دار املعتز للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،0205 ،‬ص‪.00 .‬‬
‫‪ 2‬محمد نصر مهنا‪ ،‬إدارة ألازمات‪ ،‬مؤسسات شباب الجامعة‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،0222 ،‬ص‪.028 .‬‬
‫‪ 3‬محمود جاد هللا‪ ،‬إدارة ألازمات‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬ألاردن‪ ،0202 ،‬ص‪.3 .‬‬
‫‪ - 4‬إبراهيم عبد العزيز النجار‪ ،‬ألازمة املالية وإصالح النظام املالي العاملي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،0222 ،‬ص‪.02 .‬‬
‫‪ -‬فادي حسن عقيالن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪05-02 ،01-05 .‬‬

‫‪471‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫ولكنها ال تؤثر بشكل مباشر على النظام تسمى أزمات كامنة‪ ،‬وهي معروفة مسبقا ولكنها بحاجة ملؤثر‬
‫كي تنفجر‪.‬‬
‫‪ ‬نقص املعلومات وسرعة تصاعد ألاحداث‪ :‬بعد انفجار ألازمة تتسارع ألاحداث بشكل كبير يضيق‬
‫الخناق على صاحب القرار‪ ،‬ويجعل السيطرة عليها والتحكم فيها أمر بالغ الصعوبة السيما في ظل‬
‫عدم توافر املعلومات وندرتها‪ ،‬فضال عن الشك في البدائل املقترحة للحل في ظل عدم وضوح الرؤيا‬
‫لدى متخذي القرار وخوفهم من ألاخطار املجهولة سواء فيما يتعلق بحجمها أو في درجة تحمل‬
‫الكيان إلاداري لها‪.‬‬
‫‪ ‬فقدان السيطرة‪ :‬تقع جميع أحداث ألازمة غالبا خارج نطاق قدرة صاحب القرار وتوقعاته عن‬
‫ألامور العادية لألعمال وبذلك فهي تتطلب خروجا عن ألانماط التنظيمية املألوفة‪ ،‬ومن ثم ضرورة‬
‫إحداث استثناءات ومبتكرات جديدة ملواجهة التغيرات الفجائية‪.‬‬
‫‪ ‬التهديد‪ :‬تحمل ألازمة في ثناياها تهديدا‪ ،‬إما لكل مكونات النظام أو إلحدى مكوناته فقط‪ ،‬وفي كلتا‬
‫الحالتين يزداد التهديد والخطر ما لم يتم التعامل معه في الوقت املناسب‪ ،‬هذه التهديدات توصف‬
‫باملدمرة‪ ،‬فهي تشكل تهديدات للبيئة ألاساسية‪ ،‬وليس لقضايا عرضية‪ ،‬وجسامة التهديد قد تؤدي‬
‫إلى خسائر مادية أو بشرية هائلة تهدد الاستقرار وتصل أحيانا إلى القضاء على كيان املنظمة‪.‬‬
‫‪ ‬ضيق الوقت وغياب الحل الجذري لألزمة‪ :‬إن حدوث ألازمة بشكل مفاجئ ال يتيح وقتا كافيا‬
‫ملواجهتها‪ ،‬وكلما كانت الحاجة ملحة إلصدار قرار مناسب كلما كان ذلك دليال على حدتها‪ ،‬إذ أن‬
‫ألازمة ال تنتظر إلادارة حتى تتوصل إلى حل جذري‪ ،‬بل تهدد سمعتها مما يجبرها على املفاضلة بين‬
‫عدد محدود من الحلول املقترحة واختيار أقلها ضررا‪ ،‬ويتطلب هذا ألامر حسن استخدام الطاقات‬
‫البشرية واملادية املتاحة بأعلى درجة من الكفاءة والفعالية‪.‬‬
‫التالية‪1:‬‬ ‫‪ .3‬مراحل ألازمة‪ :‬يشير تحليل ألازمات إلى أنها تمر في الغالب باملراحل‬
‫‪ ‬مرحلة إلانذار‪ :‬هذه املرحلة تظهر فيها نذر أو دالئل قرب وقوع ألازمة ومصيرها إلاهمال وهي عادة ال‬
‫تمثل سوى ‪ %5‬من حجم الانتباه املخصص ألي أزمة‪.‬‬
‫‪ ‬مرحلة الحدوث‪ :‬تقع فيها ألازمة وتصاحبها دهشة ويتبعها عجز عن التصرف وهي من أهم املراحل‬
‫التي تبقى في الذاكرة وتصل نسبة الاهتمام بها إلى ‪ %12‬من الانتباه املوجه لألزمة‪.‬‬
‫‪ ‬مرحلة الندم‪ :‬في هذه املرحلة تتم دراسة أسباب ألازمة على أمل منع تكرارها‪ ،‬وتمثل نسبة ‪%05‬‬
‫من الانتباه املوجه لألزمة‪.‬‬

‫‪ 1‬أسامة عبد املنعم السيد علي‪ ،‬عمر إقبال املشهداني‪ ،‬ألازمة املالية العاملية هل هي أزمة معايير محاسبية وتدقيقية أم أخالقية‪،‬‬
‫أبحاث اقتصادية وإدارية‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬العدد ‪ 23‬ديسمبر ‪ ،0202‬بسكرة‪،‬‬
‫ص‪.033 .‬‬

‫‪471‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫‪ ‬مرحلة إلاجراءات الوقائية‪ :‬وفيها تتخذ بعض إلاجراءات بغرض منع تكرار ألازمة وتمثل ما نسبته‬
‫‪ %02‬من الانتباه املوجه لألزمة‪.‬‬
‫يظهر التحليل السابق أن ‪ %25‬من الانتباه يتركز خالل ألازمة وبعد حدوثها‪ ،‬مما يعني أن الجميع‬
‫يهملون مرحلة إلانذار فهم يركزون على ردود الفعل والاستجابة لألزمة‪ ،‬هذا ألامر يناقض منطق إلادارة‪،‬‬
‫ألن إلادارة يجب أن تبدأ من أول مراحلها‪ ،‬وما يحدث فعال هو الانتباه إلى ما نسبته ‪ %25‬واهمال ‪%5‬‬
‫وهذا دليل على الاستجابة لألزمات‪ ،‬وليس إدارتها‪.‬‬
‫ويرى الاقتصادي )‪ )Fink‬أن ألازمة عبارة عن حالة مرضية تمر باملراحل التالية‪1:‬‬

‫‪ -‬مرحلة ألاعراض املبكرة‪.‬‬


‫‪ -‬مرحلة ألازمة الحادة‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة ألازمة املزمنة‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة حل ألازمة‪.‬‬
‫وأوضح بأن ألازمات تتطور في شكل حلقة دائرية‪ ،‬وربما يكون حل ألازمة يحمل في طياته عالمة‬
‫انذار ألزمة أخرى قادمة‪ ،‬ودورة ألازمة تجعل من الصعب التوقع والتنبؤ بمكان حدوثها‪ ،‬ووقت انتهائها‪،‬‬
‫ومتى تبدأ فعال‪ ،‬والشكل التالي يوضح مراحل ألازمة كما يراها )‪.)Fink‬‬

‫الشكل ‪ :13‬مراحل ألازمة‬


‫إلانذار باألزمة‬

‫حل ألازمة‬ ‫ألازمة الحادة‬

‫ألازمة املزمنة‬

‫املصدر‪ :‬عماد صالح سالم‪ ،‬إدارة ألازمات في بورصات ألاوراق املالية العربية والتنمية املتواصلة‪ ،‬اتحاد‬
‫املصارف العربية‪ ،‬أبو ظبي‪ ،0220 ،‬ص‪.82 .‬‬

‫‪ 1‬عماد صالح سالم‪ ،‬إدارة ألازمات في بورصات ألاوراق املالية العربية والعاملية والتنمية املتواصلة‪ ،‬اتحاد املصارف العربية‪ ،‬أبوظبي‪،‬‬
‫‪ ،0220‬ص ص‪.82-88 .‬‬

‫‪477‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫ثانيا‪ :‬مفهوم ألازمات املالية وأهم أنواعها ومسبباتها‬


‫‪ .1‬مفهوم ألازمات املالية‬
‫تعرف ألازمة املالية أيضا بأنها مرحلة حرجة وحساسة يمر بها النظام املالي وينتج عنها تغيير فجائي‬
‫وحاد وخلل يصيب أداء بعض أو كل الوظائف ألاساسية لهذا النظام وعادة ما يصاحبها تسارع في وتيرة‬
‫ألاحداث ما يؤدي إلى عدم الاستقرار في أداء النظام املالي‪1.‬‬

‫كما تعرف ألازمة املالية على أنها اضطراب مالي يعرض املتعاملين في ألاسواق املالية ملشكالت‬
‫سيولة وإعسار‪ ،‬وقد تأخذ ألازمة املالية شكل أزمة مديونية أو أزمة عمالت أو أزمة مصرفية‪ ،‬وتختلف‬
‫ألازمات من حيث درجة الاتساع والشمول‪ ،‬وكذلك درجات التشابك والتعقيد‪2.‬‬

‫أيضا يقصد بها التدهور الحاد في ألاسواق املالية لدولة ما أو ملجموعة من الدول والتي من أبرز‬
‫سماتها فشل النظام املصرفي في أداء مهامه الرئيسية‪ ،‬والذي ينعكس سلبا في تدهور كبير في قيمة العملة‬
‫وما ينجم عنها من آثار سلبية وعادة ما تحدث ألازمة املالية بصورة مفاجئة‪ ،‬نتيجة ألزمة الثقة في النظام‬
‫املالي‪ ،‬أحد مسبباتها الرئيسية تدفق رؤوس أموال ضخمة في الداخل يرافقها توسع مفرط وسريع في‬
‫إلاقراض‪3.‬‬

‫كذلك تعرف بأنها حالة تمس أسواق البورصة وأسواق الائتمان لبلد ما أو مجموعة من البلدان‬
‫وتكمن خطورتها في آثارها على الاقتصاد مسببة بدورها أزمة اقتصادية ثم انكماش اقتصادي يصاحبه‬
‫انحصار القروض‪ ،‬أزمات السيولة النقدية وانخفاض في الاستثمار وحالة من الذعر والحذر في أسواق‬
‫املال‪.4‬‬

‫‪ .2‬أنواع ألازمات املالية‬


‫تأخذ ألازمات املالية تصنيفات وأنواعا متعددة تبعا للمتغيرات أو املجال املشمول بتأثيراتها‪ ،‬ومن‬
‫أهم تصنيفاتها ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1.2‬ألازمات املصرفية أو أزمة البنوك‪ :‬تحدث عندما يتعرض املصرف إلى طلب مرتفع ومفاجئ من‬
‫املودعين لسحب ودائعهم‪ ،‬فمن املعروف أن املصرف يستخدم جزءا كبيرا من هذه الودائع في عمليات‬
‫إلاقراض ومزاولة ألانشطة الاقتصادية التي يحتاجها‪ ،‬ويحتفظ بنسبة محددة لتلبية طلبات السحب‬

‫‪ 1‬إبراهيم عبد العزيز النجار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.03 .‬‬


‫‪ 2‬عبد العزيز قاسم محارب‪ ،‬ألازمة املالية العاملية ألاسباب والعالج‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،0200 ،‬ص‪.08 .‬‬
‫‪ 3‬كمال رزيق‪ ،‬عبد السالم عقون‪ ،‬سياسات إدارة ألازمة املالية العاملية‪ ،‬مكتبة املجتمع العربي‪ ،‬عمان‪ ،0200 ،‬ص‪.02 .‬‬
‫‪ 4‬الداوي الشيخ‪ ،‬ألازمة املالية وكيفية معالجتها من منظور الاقتصاد الغربي وإلاسالمي‪ ،‬جامعة الجنان‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان‪ ،0222 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.28‬‬

‫‪471‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫اليومية العادية ويتعرض املصرف إلى أزمة مصرفية حقيقية عندما يكون الارتفاع املفاجئ في طلب سحب‬
‫الودائع يتجاوز النسبة املعتادة في السحب‪1.‬‬

‫وإذا ما حدثت مشكلة من هذا النوع وامتدت إلى بنوك أخرى فتسمى في هذه الحالة أزمة مصرفية‬
‫» ‪ ،« Systematic Banking Crisis‬وعندما يحدث العكس‪ ،‬أي تتوافر الودائع لدى البنوك وترفض تلك‬
‫البنوك منح القروض خوفا من عدم قدرتها على الوفاء بطلبات السحب‪ ،‬تحدث أزمة في إلاقراض‪ ،‬وهو‬
‫ما يسمى بأزمة الائتمان أو )‪ ،)Credit Gunch‬وقد حدث في التاريخ املالي للبنوك العديد من حاالت التعثر‬
‫املالي مثل ما حدث في بريطانيا لبنك )‪ )Over end Gurney‬وما حدث في الواليات املتحدة ألامريكية عندما‬
‫إنهار بنك الواليات املتحدة )‪ )Bank of United States‬في عام ‪ 0280‬وبنك )‪2.(Bear Steans‬‬

‫‪ .2.2‬أزمات أسواق املال "حالة الفقاعات‪ :‬ألازمات في أسواق املال تحدث نتيجة ما يعرف بظاهرة‬
‫"الفقاعة"‪ ،‬هذه ألاخيرة تتكون عندما يرتفع سعر ألاصول بشكل يفوق قيمتها العادلة‪ ،‬وهو ما يحدث‬
‫عندما يكون الهدف من شراء ألاصل هو الربح الناتج عن ارتفاع سعره‪ ،‬وليس بسبب قدرة هذا ألاصل‬
‫على توليد الدخل و في هذه الحالة يصبح انهيار أسعار ألاصل مسألة وقت عندما يكون اتجاها قويا لبيع‬
‫ذلك ألاصل فيبدأ بالهبوط‪ ،‬بعدها تبدأ حاالت الخوف في الظهور فتنهار ألاسعار إلى أن تمتد إلى انخفاض‬
‫أسعار ألاسهم ألاخرى‪ ،‬ويتم الحديث عن ألازمة عندما ينخفض مؤشر السوق املالية بأكثر من ‪%02‬‬
‫قياسا على أزمتي ‪ 0202‬و‪ ،0231‬ومنه فإن هذا النوع من ألازمات يقود إلى إحداث بعض التداعيات على‬
‫القطاعات الاقتصادية ألاخرى كما يؤدي إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي وإلى انكماش قد يقود إلى‬
‫الكساد‪3.‬‬

‫‪ .3.2‬أزمة الدين الخارجي‪ :‬تحدث هذه ألازمة املالية عندما يتوقف املقترض عن السداد‪ ،‬أو عندما‬
‫يعتقد املقرضون أن التوقف عن السداد ممكن الحدوث‪ ،‬ومن ثم يتوقفون عن تقديم قروض جديدة‬
‫ويحاولون تصفية القروض القائمة‪ ،‬بمعنى آخر تحدث أزمة الدين الخارجي عند وجود أحد البلدان في‬
‫موقف يعجز معه الوفاء بخدمة دينه الخارجي‪4.‬‬

‫‪ 1‬علي عبد الفتاح أبو شرار‪ ،‬ألازمة املالية الاقتصادية العاملية الراهنة أحداثها‪ ،‬أسبابها‪ ،‬تداعياتها‪ ،‬اجراءاتها‪ ،‬دار املسيرة للنشر والتوزيع‬
‫والطباعة‪ ،‬عمان‪ ،0200 ،‬ص‪.81 .‬‬
‫‪ 2‬نزهان محمد سهو‪ ،‬أسواق ألاوراق املالية في ظل تداعيات ألازمة الاقتصادية العاملية الراهنة‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية‬
‫والقانونية‪ ،‬العدد ‪ ،0202 ،0‬ص‪.152 .‬‬
‫‪ 3‬علي عبد الفتاح أبو شرار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.81 .‬‬
‫‪ 4‬كمال رزيق‪ ،‬حسن توفيق‪ ،‬الجوانب النظرية لألزمة املالية‪ ،‬املؤتمر العالمي الدولي السابع حول تداعيات ألازمة الاقتصادية العاملية‬
‫على منظمات ألاعمال "التحديات – الفرص – آلافاق"‪ ،‬كلية الاقتصاد والعلوم إلادارية‪ ،‬جامعة الزرقاء الخاصة‪ ،‬ألاردن‪ 00–02 ،‬نوفمبر‬
‫‪ ،0222‬ص‪.01 .‬‬

‫‪471‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫‪ .2.2‬أزمات العملة وأسعار الصرف‪ :‬يحدث هذا النوع من ألازمات عندما تتغير أسعار الصرف بسرعة‬
‫بالغة بشكل يؤثر على قدرة العملة على أداء مهمتها كوسيط للتبادل أو مخزن للقيمة‪ ،‬لذلك يطلق على‬
‫هذه ألازمة أيضا بأزمة ميزان املدفوعات )‪1.(Balance of Payments Crisis‬‬

‫فهذا النوع من ألازمات يحدث عندما تحصل إحدى هجمات املضاربة على عملة بلد ما مما يؤدي‬
‫إلى تخفيض قيمتها أو هبوط حاد فيها‪ ،‬أو ترغم البنك املركزي على الدفاع عن العملة‪ ،‬ببيع جزء من‬
‫احتياطاته أو رفع سعر الفائدة بنسبة كبيرة‪2.‬‬

‫‪ .3‬أسباب وقوع ألازمات املالية‬


‫لكل أزمة مقدمات تدل عليها وشواهد تشير إلى حدوثها‪ ،‬ولعل من بين أهم أسباب نشوء ألازمات‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1.3‬عدم استقرار الاقتصاد الكلي‪ :‬إن أحد أهم مصادر ألازمات املالية الخارجية هو التقلبات في شروط‬
‫التبادل التجاري‪ ،‬فعندما تنخفض شروط التجارة يصعب على عمالء البنوك املشتغلين بنشاطات ذات‬
‫عالقة بالتصدير والاستيراد الوفاء بالتزاماتهم خصوصا خدمة الديون‪ ،‬وتشير بيانات البنك الدولي إلى‬
‫أن حوالي ‪ %15‬من الدول النامية التي حدثت بها أزمة مالية شهدت انخفاضا في شروط التبادل التجاري‬
‫بحوالي ‪ %02‬قبل حدوث ألازمة‪3.‬‬

‫كما أن التقلبات في أسعار الفائدة العاملية تعد أحد أهم العناصر املسببة لألزمات املالية‪ ،‬خاصة‬
‫في الدول النامية‪.‬‬
‫وكذا التقلبات في أسعار الصرف وارتفاع معدالت التضخم‪ :‬تعتبر عنصرا حاسما في مقدرة القطاع‬
‫املصرفي على القيام بدور الوساطة املالية وخصوصا منح الائتمان وتوفير السيولة‪ ،‬وقد اعتبر الركود‬
‫الاقتصادي الناتج عن ارتفاع مستويات ألاسعار سببا مباشرا في حدوث ألازمات املالية املباشرة في العديد‬
‫من دول أمريكا الجنوبية‪ ،‬ودول العالم النامي‪ ،‬كما أن هناك آثار سلبية أخرى على مستوى النمو في‬
‫الناتج املحلي إلاجمالي والتي لها دورا هاما في التمهيد لحدوث ألازمات املالية‪4.‬‬

‫‪ .2.3‬تشوه نظام الحوافز ‪ :‬إن أي نظام صمم للحد من الصدمات وألازمات املالية‪ ،‬لن يعمل بنجاح إال‬
‫إذا كان القائمون عليه لديهم الحافز املهم لعدم تشجيع قبول املخاطر املتزايدة واتخاذ إجراءات‬
‫تصحيحية في مرحلة مبكرة‪ ،‬ويجب أن يكون هناك إحساس مشترك لدى كل من أصحاب البنوك‬
‫واملديرين واملقترضين وكذا السلطات الاشرافية بأن هناك شيئا ما سيفقدونه إذا فشلوا جميعا في العمل‬

‫‪ 1‬حمد فواز الدليمي‪ ،‬أحمد يوسف دودين‪ ،‬إدارة ألازمات الدولية املالية والاقتصادية‪ ،‬دار جليس الزمان‪ ،‬عمان‪ ،0200 ،‬ص‪.02 .‬‬
‫‪ 2‬كمال رزيق‪ ،‬عبد السالم عقون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.05 .‬‬
‫‪ 3‬كمال بن موس ى‪ ،‬عبد الرحمن بن ساعد‪ ،‬ألازمة املالية العاملية وتداعياتها على البنوك الاسالمية‪ ،‬مداخلة بعنوان تقويم تجربة‬
‫املصارف إلاسالمية في ظل ألازمة املالية العاملية‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،8‬ص‪.25 :‬‬
‫‪ 4‬ناجي التوني‪ ،‬ألازمات املالية‪ ،‬جسر التنمية‪ ،‬املعهد العربي للتخطيط‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد ‪ 02‬ماي ‪ ،0222‬ص ص‪.3-8 .‬‬

‫‪411‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫بالطريقة التي تتفق والتزاماتهم حيث تدل التجارب العاملية أن إلادارة العليا في املصارف وقلة خبرتها من‬
‫ألاسباب ألاساسية لألزمات املالية أو في الحد من آثارها‪1.‬‬

‫‪ .3.3‬التوسع املفرط غير الحريص في الائتمان‪ :‬يشير التحليل الصادر عن صندوق النقد الدولي إلى‬
‫اخفاقات على ثالثة مستويات مختلفة‪2:‬‬

‫‪ -‬لم تكن هيئات التنظيم املالي مجهزة بما يتيح لها اكتشاف تركزات املخاطر والحوافز املعينة وراء‬
‫طفرة الابتكارات املالية‪ ،‬فال الانضباط السوقي وال العمل التنظيمي استطاع احتواء املخاطر‬
‫الناجمة عن سرعة الابتكار وزيادة الدفع املالي والتي ظلت تتراكم لسنوات طويلة‪.‬‬
‫‪ -‬لم يوجه صانعو السياسات الاهتمام الكافي لالختالالت الاقتصادية الكلية املتنامية التي أسهمت‬
‫في تراكم املخاطر النظامية‪ ،‬فقد ركزت البنوك املركزية على التضخم في ألاساس‪ ،‬وليس على‬
‫املخاطر املصاحبة الرتفاع أسعار ألاصول وزيادة الرفع املالي‪ ،‬وكانت أجهزة الرقابة منشغلة‬
‫بالقطاع املصرفي بدال من باألخطار املتزايدة‪.‬‬
‫‪ -‬لم تنجح املؤسسات الدولية في ارساء روابط تعاونية وثيقة على املستوى الدولي‪.‬‬
‫‪ .2.3‬اضطرابات القطاع املالي‪ :‬شكل التوسع في منح الائتمان والتدفقات الكبيرة لرؤوس ألاموال من‬
‫الخارج وانهيار سوق ألاوراق املالية‪ ،‬القاسم املشترك الذي يسبق حدوث ألازمات املالية و كذلك الانفتاح‬
‫الاقتصادي والتجاري والتحرر املالي غير الوقائي بعد سنوات من الانغالق‪ ،‬حيث يؤدي التوسع في منح‬
‫الائتمان إلى حدوث ظاهرة تركز الائتمان سواء في نوع معين من القروض مثل القروض الاستهالكية أو‬
‫العقارية لقطاع واحد كالقطاع الحكومي أو الصناعي أو التجاري‪ ،‬كما كانت انتكاسة سوق ألاوراق املالية‬
‫هي القاسم املشترك في العديد من ألازمات املصرفية‪ ،‬وعموما تتضح اضطرابات القطاع املالي من خالل‪3:‬‬

‫أ – عدم تالؤم أصول وخصوم املصارف ‪ :‬حيث يؤدي التوسع في منح القروض إلى ظهور مشكلة‬
‫عدم التالؤم واملطابقة بين أصول وخصوم املصارف‪ ،‬خاصة من جانب عدم الاحتفاظ بقدر كاف من‬
‫السيولة ملواجهة الالتزامات الحاضرة والعاجلة عندما تكون أسعار الفائدة العاملية مرتفعة وأكثر‬
‫جاذبية من أسعار الفائدة املحلية‪ ،‬أو عندما تكون أسعار الفائدة املحلية عالية وسعر الصرف ثابتا‪،‬‬
‫مما يغري املصارف املحلية باالقتراض من الخارج‪ ،‬وقد يتعرض زبائن املصارف كذلك إلى عدم التالؤم‬
‫بالنسبة للعملة ألاجنبية وعدم التالؤم أيضا في فترات الاستحقاق‪.‬‬
‫ب – تحرير مالي غير وقائي‪ :‬يؤدي التحرير املتسارع غير الحذر وغير الوقائي للسوق املالي بعد فترة‬
‫كبيرة من الانغالق إلى حدوث ألازمات املالية‪ ،‬فعند تحرير أسعار الفائدة فإن املصارف املحلية تفقد‬

‫‪ 1‬عبد الغني حريري‪ ،‬دور التحرير املالي في ألازمات والتعثر املصرفي‪ ،‬ملتقى علمي دولي حول ألازمة املالية والاقتصادية الدولية والحوكمة‬
‫العاملية‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة سطيف‪ 00-02 ،‬أكتوبر ‪ ،0222‬ص‪.21 .‬‬
‫‪ 2‬كمال بن موس ى‪ ،‬عبد الرحمن بن ساعد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.01 .‬‬
‫‪ 3‬عبد الغاني بن علي‪ ،‬أزمة الرهن العقاري وأثرها في ألازمة املالية العاملية‪ ،‬رسالة ماجستير في العلوم الاقتصادية‪ ،‬تخصص تحليل‬
‫اقتصادي‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة دالي إبراهيم‪ ،‬الجزائر‪ ،0202/0222 ،‬ص ص‪.22-23 .‬‬

‫‪414‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫الحماية التي كانت تتمتع بها‪ ،‬وتجارب الدول النامية دلت على اضطرابات في أسعار الفائدة املحلية‬
‫بعد انتهاج أسلوب التحرر املالي خصوصا خالل املرحلة الانتقالية‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى فإن التحرير املالي يؤدي إلى استحداث مخاطر ائتمانية جديدة للبنوك‬
‫والقطاع املالي‪ ،‬قد ال يستطيع العاملون في البنوك تقييمها والتعامل معها بحذر ووقاية‪ ،‬كما أن‬
‫التحرير املالي يعني دخول بنوك أخرى إلى السوق املالي‪ ،‬مما يزيد من الضغوط التنافسية على البنوك‬
‫يوجد أنواع جديدة من املخاطر قد ال يتحملها البنك‪.‬‬‫املحلية و ِ‬
‫ج– تدخل الدولة في تخصيص الائتمان‪ :‬من املظاهر املشتركة لألزمات املالية هو الدور الكبير للدولة‬
‫في العمليات املصرفية‪ ،‬خصوصا في عملية تخصيص القروض الائتمانية‪ ،‬إذ في كثير من ألاحيان‬
‫تقوم الحكومة بتوزيع املوارد املالية املتاحة على قطاعات معينة أو لخدمة أغراض أخرى قد تكون‬
‫سياسية بالدرجة ألاولى وليست اقتصادية‪.‬‬
‫د– ضعف النظام املحاسبي والرقابي التنظيمي‪ :‬من بين العوامل التي أدت إلى حدوث أزمات مالية‬
‫في معظم الدول هو ضعف النظام وإلاجراءات املحاسبية املتبعة ودرجة إلافصاح عن املعلومات‬
‫خصوصا فيما يتعلق بالديون املعدومة ونسبتها في محفظة البنك الائتمانية‪ ،‬وكذا ضعف إلاطار‬
‫القانوني وعدم تطبيق القوانين املوجودة كعدم الالتزام بالقانون الخاص بالحد ألاقص ى للقروض‬
‫املقدمة ملقترض واحد‪ .‬كما يؤدي نقص الرقابة إلى التقييم غير الكافي للمخاطر الائتمانية وتركيز‬
‫املخاطر في مجال واحد كالتوسع في منح القروض العقارية والاستهالكية كما حدث في ألازمة الكورية‪،‬‬
‫ويظهر التتبع التاريخي لألزمات املالية أن التنظيم والرقابة يأتيان دائما بعد حدوث ألازمة‪.‬‬
‫‪ .3.3‬التغيرات التكنولوجية‪ :‬مثل املنتجات الجديدة والاختراعات وتحول الطلب على املنتجات وهياكل‬
‫محفظة الاستثمار‪1.‬‬

‫‪ .3.3‬أسباب أخرى لألزمات املالية‪ :‬باإلضافة إلى ألاسباب السابقة‪ ،‬هناك أسباب أخرى لألزمات من‬
‫أهمها‪2:‬‬

‫‪ -‬ألاخطاء إلادارية والفنية أو الفشل في تحقيق أساليب العمليات املعيارية‪.‬‬


‫‪ -‬ألازمات الناتجة عن الاتجاهات العامة في البيئة الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬ألازمات الناتجة من خارج املنظمة وليس للمنظمة أي سبب في حدوثها‪.‬‬
‫‪ -‬ألازمات الناتجة عن الكوارث الطبيعية كالفيضانات والزالزل والبراكين‪.‬‬
‫‪ -‬الاشاعات واملعلومات غير الحقيقية‪.‬‬

‫‪ 1‬كمال رزيق‪ ،‬عبد السالم عقون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.82 .‬‬


‫‪ - 2‬كمال رزيق‪ ،‬حسن توفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23 .‬‬
‫‪ -‬حمد فواز الدليمي وأحمد يوسف دودين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.05 .‬‬

‫‪411‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫‪ -‬املضاربة في العمالت‪.‬‬
‫‪ -‬فشل في تطبيق السياسات املالية والنقدية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬آثار ألازمات املالية ومؤشراتها‬


‫‪ .1‬آثار ألازمات املالية‬
‫ينتج عن ألازمات املالية العديد من آلاثار املكلفة‪ ،‬والتي يدفع ثمنها الكل وخاصة الطبقات املحدودة‬
‫من املجتمع‪ ،‬فاألزمات املالية تؤثر على وتيرة النمو وتوازن امليزانية وامليزان التجاري‪ ،‬كما أنها تعمل على‬
‫تعميق حدة البطالة والفقر‪ .‬ويمكن إبراز أهم آثار ألازمات املالية فيما يلي‪1:‬‬

‫‪ .1.1‬أثر ألازمات املالية على النمو الاقتصادي ومستوى املبادالت‪ :‬عانت معظم الدول التي تعرضت‬
‫ألزمات مالية من تدهور وتراجع في معدل النمو الاقتصادي‪ ،‬ونعني بأثر ألازمة على النمو الاقتصادي‬
‫"الفرق بين معدل النمو للسنتين الالحقتين لألزمة والثالث السنوات السابقة لها"‪ ،‬فاألزمات املالية تجعل‬
‫البنوك تتردد أكثر في منح قروض جديدة لزبائنها الذين يملكون مالءة غير واضحة‪ ،‬وحتى املؤسسات‬
‫السليمة ماليا تواجه صعوبات في الحصول على قروض جديدة سواء من طرف البنوك التي اعتادت‬
‫التعامل معها‪ ،‬أو من طرف البنوك ألاخرى التي تشك في مدى مالءة هذه املؤسسات‪ ،‬وهو ما يؤثر سلبا‬
‫على وتيرة إلانتاج‪ ،‬كما أن ألازمات املالية يمكن أن يكون لها انعكاسات على وتيرة النمو في البلدان ألاخرى‪،‬‬
‫فالبنوك تكون مجبرة على تقليص نشاطها الاقراض ي‪.‬‬
‫كما يؤدي التراجع في منح القروض إلى الاضرار بالصادرات والواردات بسبب الارتفاع في تكاليف‬
‫تمويل املبادالت من خالل الارتفاع في معدالت الفائدة‪ ،‬لذلك يعاني املنتجون من صعوبات كبيرة لتمويل‬
‫أنشطتهم التجارية‪ ،‬فالبنوك في هذه البلدان ليس لها السيولة الكافية لتمويل الواردات الالزمة إلنتاج‬
‫السلع التصديرية‪.‬‬
‫‪ .2.1‬أثر ألازمات املالية على ميزانية الدولة‪ :‬تؤدي ألازمات املالية إلى تراجع في النشاط الاقتصادي‪ ،‬كما‬
‫أنها تحمل ميزانية الدولة تكاليف باهظة‪ ،‬نتيجة تدخل الدولة في حال حدوث ألازمات‪ ،‬وفي هذا الجانب‬
‫يمكن التمييز بين أربع أشكال لتدخل الدولة‪:‬‬
‫‪ ‬تدخل تنظيمي‪ :‬من خالل تحديد قواعد قانونية لتوزيع الخسارة‪ ،‬وكذلك شروط تطبيق هذه‬
‫القوانين‪.‬‬
‫‪ ‬تدخل نقدي‪ :‬عن طريق ضخ السيولة بقدر معتبر من طرف البنك املركزي باعتباره املالذ ألاخير‬
‫لإلقراض‪.‬‬

‫‪ 1‬نادية العقون‪ ،‬العوملة الاقتصادية وألازمات املالية – الوقاية والعالج – دراسة ألزمة الرهن العقاري في الواليات املتحدة ألامريكية‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه في العلوم الاقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد التنمية‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الحاج‬
‫لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،0208/0200 ،‬ص ص‪.28-81 .‬‬

‫‪411‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫‪ ‬تدخل مالي‪ :‬من خالل التدخل في ألاسواق لدعم ألاسعار (الصرف‪ ،‬البورصة‪ ،‬السندات)‪.‬‬
‫‪ ‬تدخل ميزاني‪ :‬من خالل توزيع الخسارة وجعلها جماعية وذلك بإعادة التوزيع الضريبي‪.‬‬
‫إن اختالف تكاليف امليزانية لألزمات يكون تبعا لخصائص البلدان وتبعا لطبيعة ألازمات ومدى‬
‫توسعها‪ ،‬وقد قام كل من "هنوبان وكلنجيبال" بقياس متوسط تكاليف امليزانية لألزمات املصرفية‬
‫بالنسبة للناتج الداخلي الخام‪ ،‬ووجدوا أن هذا املتوسط ارتفع إلى ‪ ،%00.3‬أي أنها مرتفعة جدا‪ ،‬وفي‬
‫أغلب ألاحيان ترتبط تكاليف ألازمة على حساب امليزانية بمدى عمق ألازمة وتوسع نطاقها‪ ،‬وقد أثبتت‬
‫التجارب بأن التكاليف الاقتصادية والاجتماعية ألزمة مالية كانخفاض إلانتاج وتفاقم البطالة والفقر‪،‬‬
‫ال يمكن الحد منها إال عن طريق التبني السريع إلجراءات تصحيحية‪.‬‬
‫فاألزمة املالية من شأنها تعريض الاستقرار النقدي واملالي للخطر وزيادة عجز امليزانية وذلك من‬
‫خالل‪:‬‬
‫‪ -‬الزيادة في النفقات العمومية في شكل إعانات موجهة للبطالين‪ ،‬أو في شكل مساعدات اجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬الانخفاض في إيرادات الدولة كنتيجة لتخفيض الضرائب على أرباح املؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬العجز في امليزانية وزيادة الديون العمومية نتيجة قيام الدولة بضخ ألاموال في النظام املالي‪.‬‬
‫وعموما ترتكز الاستراتيجيات التي تتبعها السلطات العمومية في انقاذ البنوك على مرحلتين هما‪:‬‬
‫مرحلة الحجز ومرحلة رد الاعتبار وتغيير البنية إلادراكية‪ ،‬وفي هذا الجانب يجب رصد كل‬
‫الاستراتيجيات املمكنة في مرحلة حجز وتوقيف ألازمة‪ ،‬ألن الهدف ألاساس ي هو توقيف الذعر وتجديد‬
‫الثقة من خالل تقليل الخطر املعنوي أكثر في املرحلة الالحقة‪.‬‬
‫‪ .3.1‬دور ألازمات املالية في تعميق حدة البطالة والفقر‪ :‬تتسبب ألازمات املالية في تكاليف ومشاكل‬
‫اجتماعية ضخمة‪ ،‬خاصة ما يتعلق منها بارتفاع مستويات البطالة والفقر‪ ،‬فمثال في حالة انكماش‬
‫وتراجع النشاط الاقتصادي‪ ،‬وعندما تغلق مختلف املؤسسات أبوابها أو يصبح نشاطها بطيئا‪ ،‬يحدث‬
‫تسريح للعمال وتخفيض في ألاجور الحقيقية‪ ،‬وعليه فإن ألاشخاص العاطلين عن العمل أو الذين‬
‫يحصلون على أجور متدنية وعائالتهم هم ألاكثر تضررا‪ ،‬وهنا تصبح املساعدات الاجتماعية التي تقدمها‬
‫الدولة غير كافية‪ ،‬والحالة الصحية والغذائية والتعليمية متدهورة‪ ،‬ونسب الفقر والبطالة مرتفعة‪.‬‬
‫وعموما يترتب عن ألازمات املالية الخطيرة تراجع في حجم إلانتاج العالمي وحجم التجارة الدولية‪،‬‬
‫كما أن البلدان النامية في معظم ألاحيان‪ ،‬تعاني أكثر من البلدان املتقدمة من آثار ألازمات‪ ،‬وهذا يعني‬
‫دون شك أن هذه ألاسواق أقل صالبة في مواجهة الصدمات الخارجية‪.‬‬

‫‪ .2‬مؤشرات ألازمات املالية‬


‫ال توجد مؤشرات واضحة ودالة على حدوث أزمات في املستقبل بشكل يقيني‪ ،‬وإال أمكن معالجة‬
‫املوقف بمجرد ظهورها‪ ،‬لكن في الواقع هناك مجموعة من املؤشرات الدالة فقط على مواقف تتصف‬

‫‪411‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫بتزايد مخاطر التعرض لألزمات‪ ،‬واملنهج الشائع الاستخدام هو بناء "نظام لإلنذار املبكر" الذي يعني‬
‫تحديد مجموعة من املتغيرات الاقتصادية التي يختلف سلوكها في الفترة التي تسبق ألازمة عن سلوكها‬
‫املعتاد‪ ،‬ومن خالل مراقبة هذه املتغيرات يمكننا التنبؤ بوقوع ألازمة‪.‬‬
‫ويتوقف اختيار املتغيرات دون غيرها على فهم كل شخص ألسباب ألازمة‪ ،‬فإذا كان الاعتقاد السائد‬
‫أن أسبابها مالية‪ ،‬فسوف يعتمد على العجز املالي‪ ،‬الاستهالك الحكومي‪ ،‬الائتمان املصرفي للقطاع العام‪،‬‬
‫ولو اعتقد أن مشكالت القطاع الخارجي مسؤولة أكثر من غيرها عن ألازمات‪ ،‬فتعطى ألاولوية ملؤشرات‬
‫أخرى مثل سعر الصرف الحقيقي‪ ،‬ميزان الحساب الجاري أو أسعار الفائدة املحلية وغيرها‪1.‬‬

‫باستخدام املنهج السابق‪ ،‬أظهرت دراسة أجريت على عينة شملت ‪ 58‬دولة متقدمة ومتخلفة‬
‫خالل الفترة املمتدة بين ‪ 0215‬و‪ 0221‬أن سلوك بعض املتغيرات الاقتصادية ألاساسية مثل مؤشرات‬
‫ألاسواق النقدية واملالية‪ ،‬سعر الصرف قد اختلفت عن سلوكها املعتاد قبل حدوث ألازمة بسنة أو‬
‫سنتين‪.‬‬
‫ويمكن تصنيف أهم مؤشرات تعرض الدولة إلى أزمات مالية أو صدمات في أسواقها املالية ضمن‬
‫معيارين هما‪2:‬‬

‫‪ -‬الخصائص الهيكلية لألسواق املالية والنقدية‪.‬‬


‫‪ -‬التطور في السياسات الاقتصادية الكلية‪.‬‬

‫واللذان يمكن توضيحهما من خالل الجدول التالي‪:‬‬

‫‪ 1‬عبد الغاني بن علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.02 .‬‬


‫‪ 2‬إبراهيم عبد العزيز النجار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.00-02 .‬‬

‫‪411‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫جدول ‪ :12‬املؤشرات الاقتصادية التقليدية الدالة على حدوث ألازمات املالية‬


‫الخصائص الهيكلية والبنيوية‬ ‫التطورات في الاقتصاد الكلي‬
‫نظام (جمود معدالت التبادل)؛‬ ‫‪-‬‬ ‫ارتفاع معدل التضخم؛‬ ‫‪-‬‬
‫استراتيجية النمو املتزايد في الصادرات؛‬ ‫‪-‬‬ ‫نمو سريع في التدفق النقدي؛‬ ‫‪-‬‬
‫قطاع التصدير أكثر تركيزا؛‬ ‫‪-‬‬ ‫انخفاض حقيقي ملعدل نمو الصادرات؛‬ ‫‪-‬‬
‫ارتفاع معدل التغيير للديون الخارجية؛‬ ‫‪-‬‬ ‫عجز مالي متزايد؛‬ ‫‪-‬‬
‫ارتفاع حجم الدين الخارجي قصير ألاجل؛‬ ‫‪-‬‬ ‫ارتفاع معدل التبادل بالنسبة لالتجاه السائد؛‬ ‫‪-‬‬
‫تحرر سوق املال الحديث؛‬ ‫النمو السريع في الاعتمادات املالية املحلية كنسبة مئوية ‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫إطار ضعيف لإلشراف على ألاموال وتنظيمها؛‬ ‫‪-‬‬ ‫من الناتج القومي إلاجمالي؛‬

‫أسواق الائتمان مضمونة بأصول مالية أو عقارية؛‬ ‫‪-‬‬ ‫ارتفاع نسبة القروض غير املنتجة إلى اجمالي القروض؛‬ ‫‪-‬‬
‫انخفاض الاكتتاب في سوق ألاسهم؛‬ ‫‪ -‬ارتفاع نسبة العجز في الحسابات الجارية كنسبة مئوية ‪-‬‬
‫من الناتج القومي إلاجمالي؛‬
‫سيطرة بعض املؤسسات على سوق ألاسهم؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬نمو الديون الخارجية وزيادة الديون في العمالت‬
‫الرقابة على دخول السوق والخروج منه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ألاجنبية؛‬
‫انخفاض الاحتياطي العالمي؛‬ ‫‪-‬‬
‫انخفاض النمو الاقتصادي الحقيقي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ارتفاع معدل ألاسعار وألارباح؛‬ ‫‪-‬‬
‫ارتفاع معدالت الفائدة املحلية وارتفاع معدل البطالة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املصدر‪ :‬عبد الحكيم مصطفى الشرقاوي‪ ،‬العوملة املالية وإمكانات التحكم – عدوى ألازمات املالية – دار‬
‫الفكر الجامعي‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،0228 ،‬ص‪.82 .‬‬
‫يتضح من خالل هذا الجدول أن هنالك مؤشرات عديدة ومتنوعة تدل على إمكانية تعرض الدول‬
‫ألزمات مالية لكن هذه الهزات أو الصدمات املالية تكون متزامنة ومتشابهة في عدة دول‪ ،‬حيث تبدو عبارة‬
‫عن انتقال لألزمة من دولة إلى أخرى‪ ،‬فحتى الدول التي يظهر فيها القليل من هذه املؤشرات يكون لديها‬
‫ما يدعو للقلق تجاه العدوى املالية‪.‬‬
‫إذا نشأت ألازمات املالية نتيجة السياسات الحكومية الضعيفة‪ ،‬ومع مرور الزمن فإن كال من‬
‫نوعي املؤشرات يجب أن تساهم في تفسير أسباب حدوث ألازمة‪ ،‬ولكن املؤشرات الهيكلية من املحتمل‬
‫أن تكون بطيئة في التغير ألن التطورات في الاقتصاد الجزئي تصبح مقيدة إلى حد بعيد في إمكانية التنبؤ‬
‫باملدة التي سوف تحدث فيها ألازمة‪1.‬‬

‫‪ 1‬عبد الحكيم مصطفى الشرقاوي‪ ،‬العوملة املالية وإمكانات التحكم –عدوى ألازمات املالية–‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬إلاسكندرية‪،0228 ،‬‬
‫ص‪.22 .‬‬

‫‪411‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫رابعا‪ :‬آليات انتشار ألازمات املالية وسبل معالجتها‬


‫يؤدي زيادة تشابك العالقات الاقتصادية وتداخل الروابط التجارية واملالية بين الدول في العصر‬
‫الحديث إلى سرعة انتشار عدوى ألازمات املالية‪ ،‬حيث يعد مفهوم عدوى ألازمات أحد أكثر املفاهيم‬
‫ارتباطا باألزمات املالية‪ ،‬كما أن سياسات معالجة هذه ألازمات تختلف باختالف نوع وطبيعة ألازمة‬
‫املالية وقنوات انتقالها‪.‬‬
‫‪ .1‬مفهوم عدوى ألازمات املالية‬
‫ليس لظاهرة العدوى مفهوم محدد ومتفق عليه‪ ،‬ووفقا للمفهوم الذي قدمه الاقتصاديان‬
‫)‪ ،(Pierre CAILLETEAU and Edward VIDON‬فإن مصطلح العدوى يعني أن أزمة أو هجمة مضاربية‬
‫في سوق ما يزيد بشكل مهم من احتمال الضغوطات في أسواق مالية أخرى‪ ،‬كما يمكن أيضا أن يؤدي‬
‫إلى سلسلة متوالية من ألازمات في أسواق مختلفة‪.‬‬
‫كما تعرف عدوى ألازمات على أنها انهيار أحد املؤسسات املالية الذي يتسبب في خلق أزمة ثقة من‬
‫شأنها إصابة مؤسسات أخرى ال ترتبط باملؤسسة ألاولى‪ ،‬مما يترتب عليه تراجع في وتيرة النشاط‬
‫الاقتصادي‪1.‬‬

‫ويعتمد البنك املركزي ألاوروبي في تقديمه ملفهوم عدوى ألازمات على ‪ 8‬أبعاد رئيسية تتمثل في‪2:‬‬

‫‪ ‬مفهوم يتصف بالشمولية‪ :‬وتعرف العدوى فيه على أنها حالة انتقال للصدمات التي تحدث في‬
‫دولة ما‪ ،‬يكون تأثيرها طاغي وعام‪.‬‬
‫‪ ‬مفهوم أقل محدودية‪ :‬يقصد بالعدوى أنها‪" :‬عدوى انتقال ألازمات املالية ملجموعة دول تشترك‬
‫فيما بينها من خالل روابط مشتركة في أداء أسواقها املالية‪.‬‬
‫‪ ‬مفهوم محدود‪ :‬تعرف العدوى أيضا على أنها‪" :‬الظاهرة التي تنشأ حينما تزداد قوة الروابط‬
‫املشتركة بين مجموعة دول أثناء فترة حدوث ألازمة وتتناسب قوة العدوى املالية مع مقدار‬
‫اشتراك الروابط أثناء فترة الاستقرار‪.‬‬

‫وتحدث العدوى أيضا عندما تؤثر مشكالت بعض البنوك في املنظمة تأثيرا سلبيا على بنوك أخرى‬
‫مراكزها املالية متينة‪ ،‬أو قد تؤدي إلى سحب الودائع من النظام املصرفي على نطاق واسع‪ ،‬أو إلى إضعاف‬
‫النظام املصرفي بسبب ما يسمى "سلوك القطيع" من جانب البنوك‪ ،‬ومن أجل توضيح مفهوم العدوى‬
‫املالية يجب التطرق إلى أهم العناصر ألاساسية النتقال العدوى املالية التي تتمثل فيما يلي‪3:‬‬

‫‪ 1‬نادية العقون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15 .‬‬


‫‪ 2‬محمد على إبراهيم العامري وحنان غانم فخور البدوي‪ ،‬ألازمة املالية‪ ،‬ألاشكال‪ ،‬املؤشرات‪ ،‬النماذج والعدوى املالية‪ ،‬كلية إلادارة‬
‫والاقتصاد‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬ص‪.82 .‬‬
‫‪ 3‬فؤاد حمدي بسيسو‪ ،‬محددات إدارة ألازمات الاقتصادية واملالية املصرفية (الدليل العلمي التطبيقي إلدارة ألازمات)‪ ،‬اتحاد املصارف‬
‫العربية‪ ،‬لبنان‪ ،0202 ،‬ص ص‪.082-088 .‬‬

‫‪417‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫درجة الانفتاح الاقتصادي‪ :‬حيث تتأثر الدول املعتمدة على التصدير مباشرة يتراجع الطلب في‬ ‫‪)1‬‬
‫الدول املستوردة‪ ،‬كتراجع أسعار البترول ومشتقاته والعقارات مما يساهم في خلق ضغوط‬
‫انكماشية‪.‬‬
‫درجة النشاط املالي الدولي‪ :‬ترتبط بمدى قيام البنوك والشركات والصناديق الاستثمارية في‬ ‫‪)2‬‬
‫الدول النامية باملشاركة في ألاسواق الدولية‪ ،‬حيث كلما اتسعت درجة النشاط الدولي لها‬
‫تعرضت لخسائر أكبر لدى وقوع ألازمات في املناطق املستثمر فيها‪.‬‬
‫حجم املديونية‪ :‬تسهم أزمات السيولة في الدول املتقدمة في تقليص فرص الدول النامية ببيع‬ ‫‪)3‬‬
‫الديون وإعادة الجدولة للدين العام وتعرضها إلى تراجع النشاط التنموي لديها‪.‬‬
‫درجة الاعتماد على املساعدات الخارجية‪ :‬يؤدي الاعتماد الكبير من قبل الدول النامية على‬ ‫‪)2‬‬
‫مساعدات الدول املتقدمة إلى تعرضها ملعاناة أكبر لدى حصول أزمة مالية في الدول املتقدمة‬
‫مما يؤدي إلى تقليص املساعدات الخارجية‪.‬‬
‫سياسات الصرف ألاجنبي‪ :‬تتأثر الدول التي تتبنى سياسة تثبيت سعر عملتها بالنسبة للعملة‬ ‫‪)3‬‬
‫ألاجنبية‪ ،‬خاصة سياسة الربط بالدوالر‪ ،‬ففي ظل عوملة ألاسواق املالية وحريات تدفقات رؤوس‬
‫ألاموال دوليا يمكن أن تفقد الدولة سيطرتها على سياستها املالية والنقدية‪.‬‬
‫درجة التنوع الاقتصادي‪ :‬تتسع دائرة الخطر الذي تتعرض له الدول التي تتبع سياسة تركيز‬ ‫‪)3‬‬
‫الاستثمارات جغرافيا أو قطاعيا‪ ،‬واملثال املرتبط باألزمة املالية ألامريكية هو ألاكثر وضوحا في‬
‫هذا املجال‪ ،‬خاصة لدى الاعتماد على الاستثمار وفي مجاالت مركزة مما يعرض الدول إلى‬
‫ضغوطات انكماشية‪.‬‬
‫العوامل النفسية‪ :‬يتفاوت أثر ألازمات وانتشارها الدولي حسب التوقعات‪ ،‬ويمكن أن تعمق‬ ‫‪)7‬‬
‫التوقعات السلبية من فقدان الثقة في النظام الاقتصادي بمجمله وتهدد استقراره‪.‬‬
‫العوامل ألاخرى‪ :‬تشمل على هيكليات ألاسواق املتعلقة باالحتكار وضعف املنافسة وسياسات‬ ‫‪)8‬‬
‫التدخل الخاطئة‪ ،‬وتتفاقم املشكلة الاقتصادية واملالية بشكل أكبر لدى الدول التي تعاني من‬
‫اختالالت اقتصادية ومالية هيكلية‪ ،‬كالبطالة والتضخم وارتفاع املديونية‪.‬‬

‫‪ .2‬قنوات انتشار العدوى املالية‬


‫تعتبر ظاهرة العدوى حديثة املنشأ من خالل الكتابات النظرية التي تناولتها‪ ،‬حيث سيتم في هذا‬
‫السياق إدراج املساهمات التي جاء بها كل من ‪Goldfajn ،)7999( Drazen ،)7991( Valdez‬‬
‫‪ ،)7999( Masson ،)7991( Mullainathan‬والتي يمكن أن نميز خاللها محورين أساسيين هما‪:‬‬

‫‪411‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫املحور ألاول‪ :‬يتم من خالله تحديد قنوات انتقال الصدمات الاقتصادية واملالية في حالة عدم وجود‬
‫(غياب) الروابط الاقتصادية ألاساسية بين البلدان من خالل هذا املحور يمكن أن نميز ثالثة قنوات‬
‫لالنتقال وهي‪1 :‬‬

‫‪ ‬ميكانيزم الاختالالت املتعددة )‪ (Les grands déséquilibre‬املرتكز على نفسيات املستثمرين‪.‬‬


‫‪ ‬صدمات السيولة )‪ (Les chocs de liquidité‬التي تؤدي إلى إعادة بناء وتشكيل املحافظ املالية‬
‫للمستثمرين‪.‬‬
‫‪ ‬الاقتصاد السياس ي (العدوى السياسية) الذي يؤثر على نظام سعر الصرف الثابت‪.‬‬
‫‪ )1‬ميكانيزم الاختالالت املتعددة‪ :‬يمكن القول بأن ألازمة التي تظهر في بلد ما تكون ذات عالمة معينة‬
‫سماها الاقتصادي (‪" )Masson‬بقعة الشمس" التي تصبح من خاللها ظاهرة للبلد آلاخر‪ ،‬وبالتالي تكون‬
‫عامال أساسيا في انتقال العدوى من البلد ألاول إلى البلد الثاني‪ ،‬وأول ما تظهر تأثيرات هذه البقعة‬
‫الشمسية من خالل التأثير على نفسيات املستثمرين‪ ،‬حيث أن عامل النفسيات يغير نفسيات املستثمرين‬
‫الذين يتعاملون معهم في البلد الذي ظهرت فيه ألازمة‪.‬‬
‫ولفهم ميكانيزم الاختالل املتعدد قال (‪ )Masson‬يمكن الاعتماد على مثال "الاندفاع نحو البنك"‬
‫على النحو التالي‪:‬‬
‫نفترض ثالث (‪ )28‬فترات (‪ )0 ،0 ،2‬حيث يصنف ألاعوان أو الوكالء إلى نوعين‪ :‬النوع ألاول‪ :‬هم‬
‫ألاعوان الذين يسحبون ويستهلكون أصولهم املالية في الفترة (‪ )0‬والنوع الثاني‪ :‬من ألاعوان يسحبون‬
‫ويستهلكون أصولهم في الفترة (‪ ،)0‬كما أن ألاعوان عند عملية السحب يفترض بهم اتباع القيد (قيد‬
‫الخدمة املتتابعة) أي أن العون ألاول الذي يطلب مستحقاته هو الذي تتم خدمته وهكذا‪.‬‬
‫من خالل هذا النموذج يمكن الوصول إلى "توازن جيد" كما يمكن الوصول إلى حالة سوء التوازن‪،‬‬
‫حيث أنه في الفترة التي يكون فيها ألاعوان من النوع ألاول يسحبون في الفترة (‪ )0‬وألاعوان من النوع‬
‫الثاني ينتظرون أن تحين فترتهم للقيام بالسحب‪ ،‬أي بشكل منتظم‪ ،‬والتي يمكن من خاللها القول بوجود‬
‫توازن جيد أو كما يسميه الاقتصاديون "توازن ‪ "Nash‬أو "التوازن الحقيقي"‪ ،‬وبالعكس فإن سوء التوازن‬
‫يحدث عندما يريد كل ألاعوان سواء من النوع الاول أو الثاني‪ ،‬يريدون وباتباع توقعاتهم سحب أموالهم‬
‫في الفترة ألاولى دون تمييز‪ ،‬حينها تظهر أزمة عامة (ذعر مالي) في النظام البنكي‪ ،‬وفي هذا النوع فإن النوع‬
‫الثاني يتصرف بعقالنية تبعا للقيد "تسلسل الخدمة" في هذه الحالة إذا كان هذا العون يتوقع أن‬
‫ألاعوان آلاخرين سيسحبون بسرعة‪ ،‬فإنه يذهب مباشرة التباع نفس الاستراتيجية بحيث ال ينتظر الفترة‬
‫(‪ )0‬وبهذا يكون هناك طلب هائل وضخم يتعدى قدرة البنك على الوفاء بااللتزامات (يتعدى ألاصول‬
‫الصافية للبنك)‪.‬‬

‫‪ 1‬معروف جيالني‪ ،‬مفهوم العدوى املالية‪ ،‬نماذج وقنوات انتقال‪ ،‬مجلة الاقتصاد إلاسالمي العاملية‪ ،‬العدد ‪ 80‬ديسمبر ‪ ،0202‬ص ص‪.‬‬
‫‪.01-02‬‬

‫‪411‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫كما جاء في سياق ميكانيزم الاختالالت املتعددة مبدأ "تأثير الرياح املوسمية" الذي جاء به كل من‬
‫(‪ )Masson‬و(‪ )Mussa‬سنة ‪ 0225‬الذي يشير إلى الظروف السائدة في الفترة التي تكون فيها مجموعة من‬
‫الدول تتعرض إلى صدمة موحدة خالل فترة معينة‪ ،‬وبالنسبة لألسواق الناشئة (الاقتصاديات الناشئة)‬
‫تتمثل أساسا في عادة (حدث) ما حدث أن نشأت في أسواق الاقتصاديات املتقدمة مثل‪:‬‬
‫‪ ‬ارتفاع معدالت الفائدة ألامريكية التي تعد من بين العوامل القريبة التي أدت إلى اندالع أزمة‬
‫املديونية في بداية الثمانينات‪ ،‬كما يمكن اعتبارها عامل من العوامل البعيدة التي أدت إلى ألازمة‬
‫املكسيكية سنة ‪.0235‬‬
‫‪ ‬عامل ارتفاع الدوالر مقابل الين أو العكس (صراع الين‪/‬الدوالر) الذي لعب دورا حاسما في تحدي‬
‫تثبيت العملة في الاقتصاديات (التحكم في سعر الصرف) التي كانت قد استفادت سابقا من‬
‫زيادة القدرة التنافسية بعد تثبيت عمالتها إلى الدوالر ألامريكي‪.‬‬
‫كما أن الباحث (‪ )Mullainathan‬عام ‪ 0223‬أوضح أن ألازمة في بلد ما يمكنها أن توقظ ذاكرة‬
‫ألازمات السابقة بالنسبة للمستثمرين وهذا ما يحملهم على إعادة تقييم أولوياتهم وادراجهم الحتماالت‬
‫حدوث حاالت تأزم أكثر‪ ،‬وبالتالي فإن انتقال آثار الصدمة تكون على أساس نفسيات املستثمرين من‬
‫خالل تغيير معتقداتهم وليس عن طريق الروابط الاقتصادية الحقيقية‪.‬‬
‫‪ )2‬صدمات السيولة ‪ :‬قام كل من (‪ )Valdez‬و(‪ )Goldfajn‬سنة ‪ 0221‬بتطوير نموذج يقوم على أساس‬
‫أن ألازمة في بلد ما بإمكانها تقليص السيولة لدى املساهمين (ألاعوان الاقتصاديين) في السوق وهذا قد‬
‫يجبر املستثمرين على إعادة تشكيل محافظهم املالية وذلك ببيع ألاصول في سوق بلد آخر حتى يمكنهم‬
‫مواصلة معامالتهم داخل السوق الذي تتعرض له ألازمة‪ ،‬ومن خالل هذا فإنه إذا كانت صدمة السيولة‬
‫مرتفعة‪ ،‬فإن ألازمة في بلد ما قد تؤدي إلى ارتفاع درجة العقالنية في منح القروض وإجبار املستثمرين‬
‫على بيع جميع ممتلكاتهم من ألاصول في البلدان التي لم تتأثر باألزمة‪.‬‬
‫كما أنه يوجد نموذج آخر طوره الاقتصادي (‪ )Galvo‬سنة ‪ 0222‬ينص على وجود مشكل عدم‬
‫تناظر (عدم تناسق) املعلومات بين املستثمرين‪ ،‬حيث أن مستثمرين يتلقون أو يتم تزويدهم بمعلومات‬
‫واشارات تتعلق باألساسيات الاقتصادية لبلد ما مفادها أنهم يعانون من صدمات السيولة التي تجبرهم‬
‫على بيع ممتلكاتهم‪ ،‬أما املستثمرين الذي ال تتوافر لديهم املعلومات الكاملة (أو لم يتم إعالمهم) فإنهم‬
‫بطبيعة الحال يتعرضون لألزمة التي تصيب السوق جراء صدمات السيولة‪ ،‬أي أنهم يتعرضون لعواقب‬
‫مشكلة عدم تناظر املعلومة يتعرضون لعواقب مشكلة عدم تناظر املعلومة‪.‬‬
‫‪ )3‬العدوى السياسية ‪ :‬هذا الجانب من العدوى تم تقديمه من قبل الاقتصادي (‪ )Drazen‬سنة ‪0222‬‬
‫والتي توضح إلى حد بعيد معنى العدوى السياسية من خالل دراساته التي أجراها على عملية تخفيض‬
‫قيمة العملة ألاوروبية في الفترة ‪ ،0228–0220‬حيث جاء في النموذج أن مسير البنك املركزي ألاوروبي‬
‫وتحت وطأة ضغوطات سياسية‪ ،‬يكون مجبر على أن يحافظ على نظام معدل سعر صرف ثابت‪ ،‬في حين‬

‫‪411‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫تكون دول أخرى بعيدة عن التثبيت مما يحملها أقل تكلفة في التعرض لألزمة‪ ،‬فإذا ما تعرضت العملة‬
‫التي يكون مثبت لها أو سلة العمالت إلى زعزعة ما‪ ،‬فإن الدولة التي قامت بالتثبيت تكون معرضة بصفة‬
‫كبيرة إلى العدوى التي تنتقل من خالل عامل التثبيت‪.‬‬
‫املحور الثاني‪ :‬يحاول دراسة هذه الظاهرة من خالل وجود عالقات وروابط اقتصادية أساسية‪ ،‬حيث‬
‫يمكن أن نميز بين ثالثة قنوات الانتقال هي‪:‬‬
‫‪ )1‬التجارة‪ :‬إن عملية تخفيض أو رفع قيمة العملة لبلد ما يسمح بتغيير أو تعديل السعر التنافس ي لهذه‬
‫الدولة بالنسبة إلى الشركاء التجاريين (في حالة تخفيض قيمة العملة املحلية ستنخفض الصادرات‬
‫للدول املجاورة أو للشركاء التجاريين)‪ ،‬في هذه الحالة سيلجأ املضاربون إلى الهجوم على عملة البلد الذي‬
‫يتميز بتدهور في امليزان الجاري‪ ،‬على نحو ما حدث في ألازمة آلاسيوية والبرازيلية‪1 .‬‬

‫‪ )2‬تنسيق السياسات الاقتصادية‪ :‬إن الترابط بين مختلف الاقتصاديات يدفع بالدول إلى اتباع‬
‫سياسات مشابهة لتلك السياسة املتبناة من قبل الدولة التي تعاني ألازمة‪ ،‬ويكون ذلك بأكثر واقعية في‬
‫الدول التي تشكل الاتحادات النقدية وكذلك داخل مناطق التبادل الحر‪ ،‬وبالتالي فإن أي صدمة في‬
‫البلد تهدد استقرار وتوازن الاتحاد وتؤدي إلى خلق تأثير تقريب فوري على جميع البلدان التي تنتمي إلى‬
‫الاتحاد‪ ،‬على سبيل املثال اختيار اتباع سياسة سعر فائدة عالي والتي تهدف لدعم سعر الصرف ستزيد‬
‫من تأزيم وضعية املؤسسات ذات نسب املديونية العاملية‪ ،‬وتجد نفسها غير قادرة على إعادة تمويل‬
‫عملياتها أو إدارة عمليات التصدير والاستيراد‪ ،‬ومن الواضح أن اتباع مثل هذه السياسات دون أهداف‬
‫محددة يولد عددا من املخاطر التي ال تخضع للرقابة (مثل خطر عدم وجود السيولة الناجم عن زيادة‬
‫سعر الفائدة)‪2 .‬‬

‫‪ )3‬الصدمات على الصعيد العاملي‪ 3:‬تؤثر هذه الصدمات سواء كانت موحدة أو عشوائية في وقت واحد‬
‫على الكثير من العوامل ألاساسية لالقتصاد‪ ،‬وعلى هذا املستوى قد يتباطأ النمو الاقتصادي لبعض‬
‫البلدان نتيجة املساس باألساسيات الناجم عن‪:‬‬
‫‪ -‬الزيادة في سعر الفائدة ألاجنبي والدولي‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض عرض رأس املال‪.‬‬
‫‪ -‬صدمات السيولة الخارجية (صدمات السياسة النقدية)‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض الطلب العالمي على بعض املنتجات واملواد ألاولية الخامة‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد بن بوزيان وسمية زيرار‪ ،‬انتشار عدوى ألازمات املالية‪ ،‬أبحاث اقتصادية وإدارية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،0202 ،23‬ص‪.81 .‬‬
‫‪ 2‬معروف جيالني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.01 .‬‬
‫‪ 3‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.01 .‬‬

‫‪414‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫إذا تكون ألازمة املالية أول ما تظهر مرتكزة على أحد متغيرات النظام املالي‪ ،‬ثم سرعان ما تنتشر‬
‫عبر قنوات بين مختلف ألاسواق التالية‪ :‬سوق القروض‪ ،‬السوق املالية‪ ،‬سوق الودائع وأسواق الصرف‪،‬‬
‫وبإمكانها أن تتسع لشمل دوال أخرى‪ ،‬ويمكن توضيح قنوات انتشار ألازمات املالية من خالل الشكل‬
‫التالي‪:‬‬
‫شكل رقم ‪ :12‬قنوات انتشار ألازمات املالية‬
‫انخفاض أسعار ألاصول املالية‬
‫ألاسواق املالية‬
‫‪23‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪00‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬

‫إفالس املدينين‬ ‫‪20‬‬ ‫إفالس البنوك‬


‫سوق القروض والسندات‬ ‫سوق الودائع‬
‫‪20‬‬
‫‪28‬‬
‫‪25‬‬

‫‪00‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪22‬‬
‫اضطراب في أسواق الصرف‬

‫املصدر‪ :‬عبد الغاني بن علي‪ ،‬أزمة الرهن العقاري وأثرها في ألازمة املالية العاملية‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم‬
‫الاقتصادية‪ ،‬تخصص تحليل اقتصادي‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة دالي إبراهيم‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،0202/0222‬ص‪.02 .‬‬
‫ويتم تقسيم قنوات انتشار ألازمات املالية إلى قسمين هما‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الانتقال عبر أقسام النظام املالي الواحد‪ :‬تمر قنوات انتقال أو انتشار ألازمة املالية عبر أقسام‬
‫النظام املالي الواحد على النحو التالي‪1:‬‬

‫‪ ‬القناة ‪ :11‬تمثل انتقال أزمة املديونية من سوق القروض والسندات نحو الجهاز املصرفي‪،‬‬
‫فاالنقطاع عن دفع خدمة الديون الخاصة من طرف بعض الدول‪ ،‬قد يؤثر سلبا على البنوك‬
‫ويزيد من احتمال افالسها‪ ،‬وهو ما حدث في أزمة املديونية سنة ‪0230‬؛‬
‫‪ ‬القناة ‪ :12‬وتبين الحالة العكسية للقناة ألاولى‪ ،‬حيث أن ظهور حاالت إلافالس لدى البنوك‬
‫سيؤدي إلى انخفاض تقديم القروض إلى املدينين‪ ،‬وبالتالي احتماالت افالسهم كذلك‪ ،‬والشاهد‬
‫على ذلك ما حدث في ألازمة البنكية بالواليات املتحدة ألامريكية سنة ‪0202‬؛‬

‫‪ 1‬عبد الغاني بن علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.02–08 .‬‬

‫‪411‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫‪ ‬القناة ‪ :13‬أزمة في سعر الصرف من شأنها أن تؤدي إلى اضطرابات في أسعار السندات نتيجة‬
‫تخلي املستثمرين عنها والتحول إلى سندات بعمالت أخرى؛‬
‫‪ ‬القناة ‪ :12‬إفالس املدينين من شأنه أن يحدث خوفا لدى املستثمرين ألاجانب خاصة‪ ،‬فيقومون‬
‫بالتخلي عن تلك السندات فيحدث اضطراب في سعر صرف عملتها نتيجة كميات البيع الكبيرة‬
‫املعروضة؛‬
‫‪ ‬القناة ‪ :13‬قد يؤدي تخفيض قيمة العملة أو مجرد توقعات بذلك إلى ظهور موجة من سحب‬
‫الودائع لدى البنوك‪ ،‬قصد تحويلها إلى عمالت أجنبية لتفادي خسائر الصرف‪ ،‬وهو ما يسبب‬
‫أزمة مصرفية لدى البنوك؛‬
‫‪ ‬القناة ‪ :13‬إذا تم افالس العديد من البنوك ذات التزامات مع الخارج خاصة‪ ،‬سيؤدي ذلك إلى‬
‫تسجيل خسائر الصرف من طرف ألاعوان الذين يقومون بعمليات مع الخارج؛‬
‫‪ ‬القناتين ‪ 17‬و‪ :18‬تمثالن الانتقال من ألازمة في أسواق ألاسهم إلى أزمة في أسواق السندات‪،‬‬
‫وهي غالبة الحدوث‪ ،‬بالنظر إلى أن الاستثمار في السندات هو بديل عن الاستثمار في ألاسهم؛‬
‫‪ ‬القناتين ‪ 10‬و‪ :11‬وتعبر عن انتقال ألازمة من أسواق الصرف إلى أسواق املال والعكس‪ ،‬حيث‬
‫أن عددا كبيرا من البنوك يعتبرون كمتعاملين في السوق املالية‪ ،‬سواء كوسطاء ماليين‪ ،‬أو تجار‬
‫أوراق مالية‪ ،‬كما أن البنوك وخاصة في الدول املتقدمة‪ ،‬تمتلك حصة كبيرة من رسملة السوق‬
‫املالية؛‬
‫‪ ‬القناتين ‪ 11‬و‪ :12‬وتبين كيف يمكن ألزمة في أسواق الصرف أن تتحول إلى أزمة في أسواق املال‬
‫والعكس‪ ،‬فمثال عند تخفيض العملة‪ ،‬يحدث خوف كبير لدى املستثمرين ألاجانب ويقبلون‬
‫بالتخلي عن أصولهم املالية املقيمة بتلك العملة؛‬
‫ثانيا‪ :‬الانتقال من دولة إلى دولة أخرى‪ :‬تم التطرق إلى قنوات انتشار ألازمة املالية من قسم من أقسام‬
‫النظام املالي إلى باقي ألاقسام‪ ،‬غير أن ألازمة املالية ال تكتفي بمس كافة النظام املالي بل تتسع لتنتقل إلى‬
‫نظم مالية في دول أخرى غير الدولة املتعرضة لألزمة وذلك بالطرق التالية‪1:‬‬

‫‪ -‬الاتفاقيات التجارية وما قد ينجم عنها من ضغوطات على سعر الصرف‪.‬‬


‫‪ -‬الانخفاض السريع واملعتبر لسعر صرف العملة املحلية لبلد ما الذي يدفع باملستثمرين إلى إعادة‬
‫النظر في تقييمهم للمخاطر املرتبطة باالستثمار في بلدان أخرى وهو ألامر الذي يؤثر سلبا على‬
‫الثقة التي يضعها هؤالء املستثمرون في هذه البلدان‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد الهاشمي حجاج‪ ،‬أثر ألازمة املالية العاملية على أداء ألاسواق املالية العربية‪ ،‬رسالة ماجستير في العلوم الاقتصادية‪ ،‬تخصص‬
‫مالية ألاسواق‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،0200/0200 ،‬ص‪.10 .‬‬

‫‪411‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫‪ -‬وجود عالقات وروابط مالية بين مختلف البلدان التي تؤدي إلى انتشار الانعكاسات السلبية‬
‫وانتقال الصعوبات املالية الظاهرة في بلد ما إلى باقي البلدان ألاخرى‪.‬‬

‫‪ .3‬سياسات مواجهة ألازمات املالية‬


‫تؤثر ألازمة املالية على مختلف الدول بشكل مثير من خالل انخفاض عائدات السياحة والصناعة‬
‫وركود قطاع العقارات‪ ،‬مما يتطلب وضع خطط محكمة من أجل التعامل مع هذه ألازمات‪ ،‬واتخاذ‬
‫قرارات للتخلص من سلبياتها‪ ،‬وهناك جملة من النقاط للحد من هذه ألازمات ومواجهتها من أهمها‪1:‬‬

‫‪ )0‬العمل على تقليل الاضطرابات واملخاطر التي يتعرض لها الجهاز املصرفي وخاصة تلك التي تكون‬
‫تحت التحكم الداخلي للدولة وذلك عن طريق استخدام أسلوب التنويع وشراء التأمين ضد تلك‬
‫املخاطر والاحتفاظ بجزء أكبر من الاحتياطات املالية ملواجهة مثل تلك التقلبات‪ ،‬واستخدام‬
‫سياسات مالية ونقدية متأنية وأكثر التزاما بأهدافها‪.‬‬
‫‪ )0‬الاستعداد والتحضير الكافي لحاالت الانتكاس في ألاسواق املالية والرواج املتزايد في منح الائتمان‬
‫املصرفي وتوسع الدور املالي للقطاع الخاص‪ .‬وذلك عن طريق استخدام السياسات املالية والنقدية‬
‫التي تستطيع أن تتعامل مع تلك املشاكل من جهة وتصميم نظام رقابة مصرفية يقوم بتعديل‬
‫وتقليل درجة التقلبات وتركيز املخاطرة في منح الائتمان من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ )8‬التقليل من حاالت عدم التالؤم واملطابقة في السيولة مع التزامات املصرف الحاضرة‪ ،‬واملطلوب هو‬
‫آلية لتنظيم العمليات املصرفية في هذا املجال خصوصا في ألاسواق الناشئة‪ ،‬وقد يكون ذلك عن‬
‫طريق فرض احتياطي قانوني عالي خالل الفترات العادية (استخدام أدوات السياسة النقدية غير‬
‫املباشرة) ويمكن تقليله في حاالت احتياج املصرف للسيولة في حاالت ألازمات‪ .‬والاستعداد أيضا‬
‫ملواجهة ألازمات من خالل الاحتفاظ باحتياطات كافية من النقد ألاجنبي‪.‬‬
‫‪ )2‬الاستعداد الجيد والتهيئة الكاملة قبل تحرير السوق املالي‪( ،‬استخدام ألادوات غير املباشرة للسياسة‬
‫النقدية‪ ،‬تعميق السوق املالي‪ ،‬زيادة الرقابة املصرفية واتباع املعايير الدولية كمعيار لجنة بازل‬
‫لكفاية رأس املال)‪ ،‬كما يفترض العمل على تطوير وتعديل ألاطر القانونية واملؤسسية والتنظيمية‬
‫للقطاع املصرفي‪.‬‬
‫‪ )5‬تقليص دور الدولة في القطاع املصرفي والتقليل من القروض املوجهة للحكومة مع إعادة هيكلة‬
‫القطاع‪ ،‬وقد يكون السبيل لذلك هو الحث والتحفيز على تقليص دور الدولة من خالل برنامج‬
‫لخصخصة القطاع املصرفي‪.‬‬

‫‪ 1‬خليل حسين‪ ،‬سياسات مواجهة ألازمات املالية‪ ،‬كتاب السياسات العامة‪ ،‬دار املنهل اللبناني‪ ،‬بيروت‪،0221 ،‬‬
‫‪.0201/25/02 ،http://drkhalilhussein.blogspot.com/2011/02/blog-post_9037.html‬‬

‫‪411‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫الفصل الحادي عشر __________________________________________________ ألازمات املالية والنظام املصرفي‬

‫‪ )1‬تقوية وتدعيم النظام املحاسبي والقانوني وزيادة الشفافية وإلافصاح عن نسبة الديون املعدومة‬
‫من جملة أصول املصرف والقطاع املصرفي واملالي‪.‬‬
‫‪ )1‬تحسين نظام الحوافز ملالك املصارف وإداراتها العليا بما يخدم ويعزز نشاطات املصارف بحيث‬
‫يتحمل كل طرف نتائج قراراته على سالمة أصول وأعمال املصرف‪.‬‬
‫‪ )3‬منع وعزل آثار سياسة سعر الصرف املعمول بها من التأثير السلبي على أعمال املصرف أو التهديد‬
‫بإحداث أزمة في القطاع املصرفي‪.‬‬
‫‪ )2‬إعطاء استقاللية أكبر للمصارف املركزية‪ ،‬بمعنى منع التدخل الحكومي عند قيام املصرف املركزي‬
‫بأداء وظيفته ألاساسية وهي تنفيذ السياسة النقدية‪ ،‬حيث تقوم تلك ألاخيرة على أساس اقتصادي‬
‫وال تتدخل أغراض السياسة املالية فيها‪.‬‬
‫‪ )02‬زيادة التنافس في السوق املالي وذلك عن طريق فتح املجال ملصارف جديدة سواء محلية أو أجنبية‬
‫والحد من انتشار احتكار القلة‪.‬‬
‫‪ )00‬رفع الحد ألاقص ى لرأس املال املدفوع واملصرح به حتى تستطيع املصارف تلبية التزاماتها الحاضرة‬
‫واملستقبلية في عالم تتسم فيه عمليات انتقال رؤوس ألاموال بسرعة فائقة‪.‬‬
‫‪ )00‬لرقابة الوقائية واستخدام طرق أفضل من مراقبة وتتبع أعمال املصارف التجارية من منظور‬
‫السالمة وألامن لألصول املصرفية وزيادة املقدرة على التنبؤ بالكوارث وألازمات املصرفية قبل‬
‫حدوثها‪ ،‬وبالتالي الحد من آثارها السلبية على الجهاز املصرفي حتى تستطيع السلطات النقدية‬
‫الوقاية منها ومنع انتقالها إلى بنوك أخرى وهاته الطرق تتضمن‪:‬‬
‫‪ ‬الكفاية الرأسمالية‪ :‬تطبيق نسب كفاية رأس املال بما يتفق مع اتفاقية لجنة بازل‪.‬‬
‫‪ ‬نسبة السيولة‪ :‬تطبيق نسبة السيولة الاجبارية‪.‬‬
‫‪ ‬التحفظ على القروض الرديئة‪ :‬وذلك بتصنيف القروض حسب جودتها وفرض احتياطي أكبر‬
‫على القروض عالية املخاطر‪.‬‬
‫‪ ‬سياسة توزيع ألارباح‪ :‬تدخل السلطات النقدية في هذه العملية مما يضمن سالمة أصول‬
‫املصرف وأعماله وفي نفس الوقت يحفظ حقوق املساهمين‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة الشفافية والافصاح عن كافة املعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬تعيين مدققي حسابات خارجيين‪.‬‬
‫‪ ‬منع حدوث ظاهرة التركيز الائتماني من خالل وضع حد أعلى ملقدار القروض والتسهيالت‬
‫الائتمانية التي يمنحها املصرف ملقترض واحد‪.‬‬
‫‪ ‬انشاء مكتب مركزي للمخاطر‪.‬‬
‫‪ ‬استحداث نظام تأمين الودائع‪.‬‬

‫‪411‬‬ ‫محاضرات في الاقتصاد البنكي املعمق‬ ‫د‪ .‬عادل زقرير د‪ .‬طارق خاطر‬
‫قائمة املراجع‬
‫قائمة املراجع‬

‫أوال‪ :‬املراجع باللغة العربية‬


‫‪ -I‬الكتب‪:‬‬
‫إبراهيم عبد العزيز النجار‪ ،‬ألازمة املالية وإصالح النظام املالي العاملي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أحمد النجار‪ ،‬منهج الصحوة إلاسالمية (بنوك بال فوائد)‪ ،‬الاتحاد الدولي للبنوك إلاسالمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪.1191‬‬
‫أحمد زهير شامية‪ ،‬النقود واملصارف‪ ،‬دار زهران للنشر‪ ،‬ألاردن‪.1113 ،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫أحمد سليمان الخصاونة‪ ،‬املصارف إلاسالمية (مقررات بازل‪ ،‬تحديات العوملة‪ ،‬استراتيجية مواجهتها)‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫عالم الكتب الحديث‪ ،‬ألاردن‪.2002 ،‬‬
‫أحمد صالح عطية‪ ،‬محاسبة الاستثمار والتمويل في البنوك التجارية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2003/2002 ،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫أحمد صالح عطية‪ ،‬محاسبة الاستثمار والتمويل في البنوك التجارية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2003/2002 ,‬‬ ‫‪.6‬‬
‫أحمد فريد مصطفى‪ ،‬سهير محمد السيد حسن‪ ،‬النقود والتوازن النقدي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪،‬‬ ‫‪.9‬‬
‫إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬
‫أحمد ماهر‪ ،‬دليل املدير في الخصخصة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪.2002 ,‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أحمد نور‪ ،‬محاسبة املنشأة املالية‪-‬البنوك وشركات التأمين‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫لبنان‪.1124 ،‬‬
‫‪ .10‬أسامة محمد الفولي‪ ،‬مجدي محمود شهاب‪ ،‬مبادئ النقود والبنوك‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.1111‬‬
‫‪ .11‬إسماعيل محمد هاشم‪ ،‬مذكرات في النقود والبنوك‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪.1116 ،‬‬
‫‪ .12‬إيهاب الدسوقي‪ ،‬التخصيصية وإلاصالح الاقتصادي في الدول النامية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪,‬‬
‫‪.1115‬‬
‫‪ .13‬بسام الحمزاوي‪ ،‬البنوك واملؤسسات املالية إلاسالمية‪ ،‬دار البشائر‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا ‪.2001،‬‬
‫‪ .14‬جالل وفاء البدري محمدين‪ ،‬البنوك إلاسالمية (دراسة مقارنة للنظم في دولة الكويت ودول أخرى)‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪ .15‬جمال لعمارة‪ ،‬املصارف إلاسالمية‪ ،‬دار النبأ‪ ،‬الجزائر ‪.1996،‬‬
‫‪ .16‬حاكم محسن الربيعي‪ ،‬حمد عبد الحسين راض ي‪ ،‬حوكمة البنوك وأثرها ألاداء واملخاطرة‪ ،‬دار اليازوري‬
‫العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬ألاردن‪.2011 ،‬‬
‫‪ .19‬حسين بني هاني‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك –املبادئ وألاساسيات‪ ،-‬دار ومكتبة الكندي للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬ألاردن‪.2014 ،‬‬
‫‪ .12‬حسين محمد سمحان‪ ،‬موس ى عمر مبارك‪ ،‬محاسبة املصارف إلاسالمية‪ ،‬دار املسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫ألاردن‪ ،‬ط ‪.2011، 02‬‬
‫‪ .11‬حمد فواز الدليمي‪ ،‬أحمد يوسف دودين‪ ،‬إدارة ألازمات الدولية املالية والاقتصادية‪ ،‬دار جليس الزمان‪،‬‬
‫عمان‪.2011 ،‬‬
‫‪ .20‬خالد أمين عبد هللا‪ ،‬العمليات املصرفية 'الطرق املحاسبية الحديثة'‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ط‪.2‬‬

‫‪791‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .21‬خالد أمين عبد هللا‪ ،‬حسين سعيد سعيفان‪ ،‬العمليات املصرفية إلاسالمية (الطرق املحاسبية الحديثة)‪،‬‬
‫دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬ألاردن ‪.2002،‬‬
‫‪ .22‬خالد علي الدليمي‪ ،‬النقود واملصارف والنظرية النقدية‪ ،‬دار ألانيس طباعة ونشر وتوزيع‪ ،‬مصراته‪،‬‬
‫الجماهيرية الليبية‪.1112 ،‬‬
‫‪ .23‬خبابة عبد هللا‪ ،‬الاقتصاد املصرفي‪ :‬البنوك إلالكترونية‪-‬البنوك التجارية‪-‬السياسة النقدية‪ ،‬مؤسسة‬
‫شباب الجامعة‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬
‫‪ .24‬الداوي الشيخ‪ ،‬ألازمة املالية وكيفية معالجتها من منظور الاقتصاد الغربي وإلاسالمي‪ ،‬جامعة الجنان‪،‬‬
‫طرابلس‪ ،‬لبنان‪.2001 ،‬‬
‫‪ .25‬رشاد العصار‪ ،‬رياض الحلبي‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن ‪.2000،‬‬
‫‪ .26‬رشدي صالح عبد الفتاح‪ ،‬البنوك الشاملة وتطوير دور الجهاز املصرفي املصري‪ ،‬دار النشر غير مذكورة‪،‬‬
‫مصر‪.2000 ،‬‬
‫‪ .29‬رضا صاحب أبو حمد آل علي‪ ،‬إدارة املصارف "مدخل تحليلي كمي معاصر"‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪.2002 ،‬‬
‫‪ .22‬زياد سليم رمضان‪ ،‬إدارة ألاعمال املصرفية‪ ،‬دار الصفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬ألاردن‪ ،1119،‬ط‪.6‬‬
‫‪ .21‬زينب عوض هللا‪ ،‬أسامة محمد الفولي‪ ،‬أساسيات الاقتصاد النقدي واملصرفي‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫بيروت‪.2003 ,‬‬
‫‪ .30‬سامر مظهر قنطقجي‪ ،‬صناعة التمويل (في املصارف واملؤسسات املالية إلاسالمية)‪ ،‬مجموعة دار أبي الفداء‬
‫العاملية للنشر والتوزيع والترجمة‪ ،‬حماة‪ ،‬سوريا ‪.2015،‬‬
‫‪ .31‬سرمد كوكب الجميل‪ ،‬الاتجاهات الحديثة في مالية ألاعمال الدولية‪ ،‬دار الحامد للنشر‪ ،2001 ,‬ألاردن‪.‬‬
‫‪ .32‬سرمد كوكب الجميل‪ ،‬الاتجاهات الدولية في مالية ألاعمال املالية‪ ،‬دار حامد للنشر والتوزيع‪ ،‬ألاردن ‪.2001،‬‬
‫‪ .33‬سعيد عبد الحميد مطاوع‪ ،‬ألاسواق املالية املعاصرة‪ ،‬مكتبة أم القرى‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬
‫‪ .34‬السعيد فرحات جمعة‪ ،‬ألاداء املالي ملنظمات ألاعمال‪ ،‬دار املريخ للنشر‪ ،‬العربية السعودية‪.2000 ,‬‬
‫‪ .35‬سمير الخطيب‪ ،‬قياس وإدارة املخاطر في البنوك‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬الاسكندرية‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬
‫‪ .36‬سمير محمد عبد العزيز‪ ،‬التأجير التمويلي‪ ،‬مكتبة ومطبعة إلاشعاع الفنية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2000 ,‬ط‪.1‬‬
‫‪ .39‬شذا جمال الخطيب‪ ،‬العوملة املالية ومستقبل ألاسواق العربية لرأس املال‪ ،‬مؤسسة طابا‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ .32‬صبح محمود‪ ،‬الابتكارات املالية‪ :‬املؤسسات وألاوراق املالية الغائبة عن السوق املالي املصري‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1111 ،‬‬
‫‪ .31‬صبحي تادريس قريصة‪-‬مدحت محمد العقاد‪ ،‬النقود والبنوك والعالقات الاقتصادية الدولية‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1123 ،‬‬
‫‪ .40‬صالح الدين حسن السيس ي ‪ ،‬الرقابة على أعمال البنوك ومنظمات ألاعمال (تقييم أداء البنوك واملخاطر‬
‫املصرفية إلالكترونية)‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬مصر‪.2011 ،‬‬
‫‪ .41‬صالح الدين حسن السيس ي‪ ،‬الرقابة على أعمال البنوك ومنظمات ألاعمال (تقييم أداء البنوك واملخاطر‬
‫املصرفية إلالكترونية)‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬مصر‪.2011 ،‬‬
‫‪ .42‬صالح الدين حسن السيس ي‪ ،‬القطاع املصرفي والاقتصاد الوطني القطاع املصرفي وغسيل ألاموال‪ ،‬عالم‬
‫الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2003 ,‬ط‪.1‬‬

‫‪791‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .43‬ضياء مجيد املوسوي‪ ،‬الاقتصاد النقدي‪ :‬املؤسسات النقدية‪ ،‬البنوك التجارية‪ ،‬البنوك املركزية‪ ،‬مؤسسة‬
‫شباب الجامعة‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬
‫‪ .44‬ضياء مجيد املوسوي‪ ،‬البنوك إلاسالمية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬مصر‪.1119 ،‬‬
‫‪ .45‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬التجارة إلالكترونية 'املفاهيم‪-‬التجارب‪-‬التحديات‪-‬ألابعاد التكنولوجية واملالية‬
‫والتسويقية والقانونية'‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪.2003/2002 ,‬‬
‫‪ .46‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬التطورات العاملية وانعكاساتها على أعمال البنوك‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر ‪.2003،‬‬
‫‪ .49‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬حوكمة الشركات (املفاهيم‪ ،‬املبادئ‪ ،‬التجارب‪ ،‬تطبيقات الحوكمة في املصارف)‪،‬‬
‫الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬
‫‪ .42‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬حوكمة الشركات وألازمات املالية العاملية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪.2001 ،‬‬
‫‪ .41‬طه طارق‪ ،‬إدارة البنوك ونظم املعلومات املصرفية‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬
‫‪ .50‬عادل عبد الفضل عيد‪ ،‬الربح والخسارة في معامالت املصارف إلاسالمية –دراسة مقارنة‪ ،-‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪ .51‬عادل محمد رزق‪ ،‬الاستثمار في البنوك واملؤسسات املالية (من منظور محاسبي)‪ ،‬دار طيبة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫مصر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .52‬عبد الحكيم مصطفى الشرقاوي‪ ،‬العوملة املالية وإمكانات التحكم –عدوى ألازمات املالية–‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬إلاسكندرية‪.2003 ،‬‬
‫‪ .53‬عبد الحميد عبد الفتاح املغربي‪ ،‬إلادارة الاستراتيجية في البنوك إلاسالمية‪ ،‬املعهد إلاسالمي للبحوث‬
‫والتدريب‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‪.2004 ،‬‬
‫‪ .54‬عبد الرحمان يسري أحمد‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر ‪ ،2003،‬ص‪:‬‬
‫‪.102‬‬
‫‪ .55‬عبد الرحمان يسري أحمد‪ ،‬قضايا إسالمية معاصرة في النقود والبنوك والتمويل‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫إلاسكندرية ‪ ،2001 ,‬مصر‪.‬‬
‫‪ .56‬عبد العزيز قاسم محارب‪ ،‬ألازمة املالية العاملية ألاسباب والعالج‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬إلاسكندرية‪.2011 ،‬‬
‫‪ .59‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬إدارة املنشآت املتخصصة "إدارة البنوك"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪.1119 ،‬‬
‫‪ .52‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬عبد السالم أبو قحف‪ ،‬إلادارة الحديثة في البنوك التجارية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪.2004/2003 ,‬‬
‫‪ .51‬عبد املجيد قدي‪ ،‬املدخل إلى السياسات الاقتصادية الكلية‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪ .60‬عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬إلاصالح املصرفي ومقررات لجنة بازل ‪ ،3‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ .61‬عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬البنوك الشاملة عملياتها وإدارتها‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪.2000 ,‬‬
‫عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬العوملة واقتصاديات البنوك‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة والنشر‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬ ‫‪.62‬‬
‫عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬العوملة واقتصاديات البنوك‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪.2003/2002 ،‬‬ ‫‪.63‬‬
‫عبد املطلب عبد الحميد‪ ،‬العوملة واقتصاديات البنوك‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪.2003/2002 ,‬‬ ‫‪.64‬‬
‫عبد املنعم راض ي‪ ،‬فرج عزت‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬البيان للطباعة والنشر‪ ،‬مصر‪.2001 ,‬‬ ‫‪.65‬‬
‫عبد النعيم مبارك‪ ،‬مبادئ علم الاقتصاد‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.1119 ،‬‬ ‫‪.66‬‬

‫‪799‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .69‬علي عبد الفتاح أبو شرار‪ ،‬ألازمة املالية الاقتصادية العاملية الراهنة أحداثها‪ ،‬أسبابها‪ ،‬تداعياتها‪،‬‬
‫اجراءاتها‪ ،‬دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪.2011 ،‬‬
‫‪ .62‬عماد صالح سالم‪ ،‬إدارة ألازمات في بورصات ألاوراق املالية العربية والعاملية والتنمية املتواصلة‪ ،‬إتحاد‬
‫املصارف العربية‪ ،‬أبوظبي‪.2002 ،‬‬
‫‪ .61‬عماد صالح سالم‪ ،‬إدارة ألازمات في بورصات ألاوراق املالية العربية والعاملية والتنمية املتواصلة‪ ،‬اتحاد‬
‫املصارف العربية‪ ،‬أبوظبي‪.2002 ،‬‬
‫‪ .90‬عمر صقر‪ ،‬العوملة وقضايا اقتصادية معاصرة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬
‫‪ .91‬الغالي بن إبراهيم‪ ،‬أبعاد القرار التمويلي والاستثماري في البنوك إلاسالمية (دراسة تطبيقية)‪ ،‬دار النفائس‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪.2011،‬‬
‫‪ .92‬الغريب ناصر‪ ،‬أصول الصيرفة إلاسالمية‪ ،‬دار أبوللو للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1996 ،‬‬
‫‪ .93‬فادي حسن عقيالن‪ ،‬إدارة ألازمات والكوارث الطبيعية والغير طبيعية‪ ،‬دار املعتز للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ .94‬فادي محمد الرفاعي‪ ،‬املصارف إلاسالمية‪ ،‬منشورات الحلبي‪ ،‬بيروت ‪.2004،‬‬
‫‪ .95‬فائق شقير‪-‬عاطف ألاخرس‪-‬عبد الرحمان سالم‪ ،‬محاسبة البنوك‪ ،‬دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬ألاردن‪.2000 ،‬‬
‫‪ .96‬فرج عبد العزيز عزت‪ ،‬اقتصاديات البنوك‪ :‬الكتاب ألاول – الصناعة املصرفية واملالية الحديثة ‪،-‬‬
‫منشورات كلية التجارة‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬
‫‪ .99‬فريد النجار‪ ،‬البورصات والهندسة املالية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .92‬فؤاد حمدي بسيسو‪ ،‬محددات إدارة ألازمات الاقتصادية واملالية املصرفية (الدليل العلمي التطبيقي‬
‫إلدارة ألازمات)‪ ،‬اتحاد املصارف العربية‪ ،‬لبنان‪.2010 ،‬‬
‫‪ .91‬كمال رزيق‪ ،‬عبد السالم عقون‪ ،‬سياسات إدارة ألازمة املالية العاملية‪ ،‬مكتبة املجتمع العربي‪ ،‬عمان‪.2011 ،‬‬
‫‪ .20‬محمد أحمد الراز‪ ،‬محاضرات في النقود والبنوك‪ ،‬مكتبة القاهرة الحديثة‪ ،‬مصر‪.1194 ،‬‬
‫‪ .21‬محمد سعيد محمد الرمالوي‪ ،‬ألازمة العاملية‪ :‬إنذار للرأسمالية ودعوة للشريعة إلاسالمية‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬إلاسكندرية‪.2011 ،‬‬
‫‪ .22‬محمد شيخون‪ ،‬املصارف إلاسالمية‪ ،‬دار وائل للطباعة والنشر‪ ،‬عمان ألاردن ‪.2002،‬‬
‫‪ .23‬محمد كمال خليل الحمزاوي‪ ،‬اقتصاديات الائتمان املصرفي‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪.1119 ,‬‬
‫محمد محمود العجلوني‪ ،‬البنوك إلاسالمية (أحكامها‪ ،‬مبادئها‪ ،‬تطبيقاتها املصرفية)‪ ،‬دار املسيرة للنشر‬ ‫‪.24‬‬
‫والتوزيع والطباعة‪ ،‬ألاردن‪.2002،‬‬
‫محمد مروان السمان‪ ،‬محمد ظافر محبك‪ ،‬أحمد زهير شامية‪ ،‬مبادئ التحليل الاقتصادي‪ ،‬دار الثقافة‬ ‫‪.25‬‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬ألاردن‪.1112 ،‬‬
‫محمد مصطفى سليمان‪ ،‬حوكمة الشركات ومعالجة الفساد إلاداري‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،-‬الدار الجامعية‪،‬‬ ‫‪.26‬‬
‫مصر‪.2006 ،‬‬
‫محمد مصطفى سليمان‪ ،‬دور حوكمة الشركات في معالجة الفساد الاداري واملالي (دراسة مقارنة)‪ ،‬الدار‬ ‫‪.29‬‬
‫الجامعية‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬
‫‪ .22‬محمد نصر مهنا‪ ،‬إدارة ألازمات‪ ،‬مؤسسات شباب الجامعة‪ ،‬إلاسكندرية‪.2004 ،‬‬

‫‪022‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .21‬محمود التوني‪ ،‬الاندماج املصرفي‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬
‫‪ .10‬محمود جاد هللا‪ ،‬إدارة ألازمات‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬ألاردن‪.2010 ،‬‬
‫‪ .11‬محمود حسن صوان‪ ،‬أساسيات العمل املصرفي إلاسالمي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪.2001 ،‬‬
‫‪ .12‬محمود حسن صوان‪ ،‬أساسيات العمل املصرفي إلاسالمي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪.2001 ،‬‬
‫‪ .13‬محمود عبد الكريم أرشيد‪ ،‬الشامل في معامالت وعمليات املصارف إلاسالمية‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‬
‫‪.2002،‬‬
‫‪ .14‬مدحت صادق‪ ،‬أدوات وتقنيات مصرفية‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2001 ,‬‬
‫‪ .15‬مروان عطون‪ ،‬املؤسسات النقدية‪ ،‬املطبوعات الجامعية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.1122 ،‬‬
‫‪ .16‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،‬الاقتصاد النقدي واملصرفي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،1125 ،‬ط‪.5‬‬
‫‪ .19‬منير الجنبيهي‪ ،‬ممدوح الجنبيهي‪ ،‬البنوك إلالكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪.2005 ,‬‬
‫‪ .12‬نعمة هللا نجيب‪ ،‬محمود يونس‪ ،‬عبد النعيم مبارك‪ ،‬مقدمة اقتصاديات النقود والصيرفة والسياسات‬
‫النقدية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬

‫‪ -II‬املقاالت‪:‬‬
‫أسامة عبد املنعم السيد علي‪ ،‬عمر إقبال املشهداني‪ ،‬ألازمة املالية العاملية هل هي أزمة معايير محاسبية‬ ‫‪.11‬‬
‫وتدقيقية أم أخالقية‪ ،‬أبحاث اقتصادية وإدارية‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر‪ ،‬العدد ‪ 02‬ديسمبر ‪.2010‬‬
‫بتول عبد علي غالي‪ ،‬دور تطوير الخدمات املصرفية وخصائصها التسويقية في املصارف التجارية ‪-‬دراسة‬ ‫‪.100‬‬
‫استطالعية في عينة من املصارف التجارية العراقية‪ ،-‬مجلة املثنى للعلوم الادارية والاقتصادية‪ ،‬جامعة‬
‫املثنى‪ ،‬العراق‪ ،‬املجلد ‪ ،9‬العدد ‪.2019 ،1‬‬
‫براي الهادي‪ ،‬بطاقة ألاداء املتوازن وعالقتها بأنشطة التسويق البنكي‪ ،‬مجلة الاقتصاد والتنمية‪ ،‬مخبر‬ ‫‪.101‬‬
‫التنمية املحلية املستدامة‪ ،‬جامعة املدية‪ ،‬العدد ‪ ،2‬جانفي ‪.2014‬‬
‫بشار ذنون محمد شكري وآخرون‪ ،‬إلاصالح والتحرر املالي في العراق – مع إلاشارة إلى التجربة املصرية‪،-‬‬ ‫‪.102‬‬
‫مجلة تنمية الرافدين‪ ،‬كلية إلادارة والاقتصاد‪ ،‬جامعة املوصل‪ ،‬املجلد‪ ،30:‬العدد‪ ،11 :‬العراق‪.2002 ،‬‬
‫بلسم حسين رهیف‪ ،‬إدارة املخاطر املصرفية ومدى التزام املصارف العراقية بمتطلبات بازل ‪ 2‬دراسة‬ ‫‪.103‬‬
‫تطبيقية في مصرفي الرشید والشرق ألاوسط‪ ،‬مجلة كلية بغداد للعلوم الاقتصادية الجامعة‪ ،‬العدد ‪،46‬‬
‫جامعة بغداد‪ ،‬العراق‪.2015 ،‬‬
‫‪ .104‬جميل عبد الكريم الجارودي‪ ،‬املصارف إلاسالمية في لبنان نشأتها معامالت امللكية ومستقبلها‪ ،‬مجلة اتحاد‬
‫املصارف العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬العدد‪ ،309:‬جوان‪.2006‬‬
‫‪ .105‬حسين جواد كاظم‪ ،‬منذر جبار داغر‪ ،‬القطاع املصرفي في العراق ومعوقات التكيف مع معيار لجنة بازل‬
‫‪ ،2‬مجلة الغري للعلوم الاقتصادية‪ ،‬كلية إلادارة والاقتصاد‪ ،‬جامعة الكوفة‪ ،‬املجلد‪ ،02 :‬العدد‪ ،01 :‬العراق‪،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ .106‬حسين محمد سمحان‪ ،‬أساليب خلط مال املضاربة وآثارها في قياس الربح وتوزيعه في املصارف إلاسالمية‪،‬‬
‫املجلة ألاردنية في الدراسات إلاسالمية‪ ،‬املجلد الرابع العدد ‪.2002، 04‬‬

‫‪027‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫حمزة فائق وهيب الزبيدي ‪ -‬منار حيدر علي الغانمي‪ ,‬تطور الصيرفة إلالكترونية وأثر الرقابة الداخلية على‬ ‫‪.109‬‬
‫العمليات املصرفية إلالكترونية (بحث تطبيقي على عينة من املصارف العراقية الخاصة)‪ ,‬مجلة التراث‬
‫الجامعة‪ ،‬العدد ‪ ،20‬العراق‪.‬‬
‫حياة نجار‪ ،‬اتفاقية بازل ‪ III‬وآثارها املحتملة على النظام املصرفي الجزائري‪ ،‬مجلة العلوم الاقتصادية‬ ‫‪.102‬‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة سطيف ‪ ،1‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪.2013 ،13‬‬
‫رفيق يونس املصري‪ ،‬املصارف إلاسالمية (دراسة شرعية لعدد منها)‪ ،‬سلسلة أبحاث مركز الاقتصاد‬ ‫‪.101‬‬
‫إلاسالمي‪ ،‬منشورة‪ ،‬جدة‪ ،‬العربية السعودية‪ ،‬السنة غير مذكورة‪.‬‬
‫زهراء صالح الخياط‪ ،‬دور التحرير املالي في تعزيز إلابداع املالي (دراسة تحليلية نظرية)‪ ،‬مجلة بحوث‬ ‫‪.110‬‬
‫اقتصادية‪ ،‬مركز الدراسات املستقبلية‪ ،‬كلية الحدباء الجامعية‪ ،‬املجلد‪ ،04 :‬العدد‪ ،30-21 :‬العراق‪،2010 ،‬‬
‫ص‪.43 :‬‬
‫‪ .111‬صفاء تايه محمد‪ ،‬مدى مساهمة املصارف الالكترونية في تفعيل التجارة الالكترونية (بحث استطالعي‬
‫آلراء عينة من الزبائن املتعاملين مع بعض املصارف في محافظة النجف الاشرف)‪ ،‬مجلة الغري للعلوم‬
‫الاقتصادية واملالية‪ ،‬املجلد ‪ ،14‬العدد ‪.2019 ،01‬‬
‫‪ .112‬عبد القادر مطاي‪ ،‬الاندماج املصرفي كتوجه حديت لتطوير وعصرنة النظام املصرفي‪ ،‬مجلة أبحاث‬
‫اقتصادية وإدارية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬جوان ‪.2010‬‬
‫‪ .113‬عبد هللا فاضل الحيالي‪ ،‬آلاثار املحتملة لالنضمام إلى منظمة التجارة العاملية في مجال تحرير تجارة‬
‫الخدمات املالية في النمو الاقتصادي‪ :‬دراسات حالة‪ ،‬مجلة دراسات إقليمية‪ ،‬كلية إلادارة والاقتصاد‪،‬‬
‫جامعة املوصل‪ ،‬املجلد ‪ ،06‬العدد ‪.2002 ،12‬‬
‫‪ .114‬علي بدران‪ ،‬املصارف إلاسالمية والتطورات املتسارعة‪ ،‬مجلة اتحاد املصارف العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫العدد‪ ،211:‬فيفري‪.2005‬‬
‫‪ .115‬علي عبد هللا شاهين‪ ،‬مدخل محاسبي مقترح لقياس وتوزيع ألارباح في البنوك إلاسالمية‪ ،‬مجلة الجامعة‬
‫إلاسالمية (سلسلة الدراسات إلانسانية)‪ ،‬املجلد ‪ ،13‬العدد ألاول‪ ،‬غزة‪.2005،‬‬
‫فريهان عبد الحفيظ يوسف‪ ،‬إدارة املخاطر املصرفية‪ ،‬مجلة كلية العلوم الادارية واملالية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬جامعة‬ ‫‪.116‬‬
‫الاسراء‪ ،‬العراق‪.2002 ،‬‬
‫فؤاد شاكر‪ ،‬الحوكمة الجيدة في املصارف في إطار مقررات لجنة بازل (مسؤوليات أعضاء مجلس إلادارة)‪،‬‬ ‫‪.119‬‬
‫مجلة اتحاد املصارف العربية‪ ،‬العدد ‪ ،219‬أوت ‪.2005‬‬
‫محسن أحمد الخضيري‪ ،‬مفهوم العوملة املصرفية‪ ،‬مجلة اتحاد املصارف العربية‪ ،‬العدد ‪ ،222‬املجلد ‪،11‬‬ ‫‪.112‬‬
‫‪ ،1111‬ص‪.193 :‬‬
‫محمد بن بوزيان‪ ،‬سمية زيرار‪ ،‬انتشار عدوى ألازمات املالية‪ ،‬أبحاث اقتصادية وإدارية‪ ،‬جامعة بسكرة‪،‬‬ ‫‪.111‬‬
‫العدد ‪.2010 ،02‬‬
‫محمد على إبراهيم العامري وحنان غانم فخور البدوي‪ ،‬ألازمة املالية‪ ،‬ألاشكال‪ ،‬املؤشرات‪ ،‬النماذج‬ ‫‪.120‬‬
‫والعدوى املالية‪ ،‬كلية إلادارة والاقتصاد‪ ،‬جامعة بغداد‪.‬‬
‫محمود سحنون‪ ،‬النظام املصرفي بين النقود املصرفية والنقود آلالية‪ ،‬مجلة العلوم إلانسانية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪.121‬‬
‫بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،04‬ماي ‪.2003‬‬

‫‪020‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .122‬مروان محمد أبو فضة‪ ،‬عقد الوكالة وتطبيقاته في املصارف إلاسالمية‪ ،‬مجلة الجامعة إلاسالمية (سلسلة‬
‫الدراسات إلانسانية)‪ ،‬املجلد السابع عشر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬غزة‪.2001،‬‬
‫‪ .123‬معروف جيالني‪ ،‬مفهوم العدوى املالية‪ ،‬نماذج وقنوات انتقال‪ ،‬مجلة الاقتصاد إلاسالمي العاملية‪ ،‬العدد‬
‫‪ 31‬ديسمبر ‪.2014‬‬
‫‪ .124‬ناجي التوني‪ ،‬ألازمات املالية‪ ،‬جسر التنمية‪ ،‬املعهد العربي للتخطيط‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد ‪ 21‬ماي ‪.2004‬‬
‫‪ .125‬نزهان محمد سهو‪ ،‬أسواق ألاوراق املالية في ظل تداعيات ألازمة الاقتصادية العاملية الراهنة‪ ،‬مجلة‬
‫جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية‪ ،‬العدد ‪.2010 ،2‬‬
‫‪ .126‬نزهان محمد سهو‪ ،‬ألازمة املالية العاملية الراهنة‪ ،‬املفهوم‪ ،‬ألاسباب‪ ،‬التداعيات‪ ،‬مجلة إلادارة والاقتصاد‪،‬‬
‫العدد ‪.2010 ،23‬‬
‫‪ .129‬نص ــر حمـود مزنان فه‪ ،‬إمكانات التحـول نحـو الصيرفــة الالكترونيــة فـي البلدان العربيــة‪ ،‬مجلة كلية الادارة‬
‫والاقتصاد‪ ،‬جامعة بابل‪ ،‬العدد ‪ ،04‬العراق‪.2011 ،‬‬
‫‪ .122‬وليد عبد مواله‪ ،‬دور القطاع التمويلي في التنمية‪ ،‬جسر التنمية‪ ،‬املعهد العربي للتخطيط‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،25‬السنة الثامنة‪ ،‬يوليو ‪.2001‬‬

‫‪ -III‬الندوات واملؤتمرات‪:‬‬
‫بن طلحة صليحة‪-‬معوش ي بوعالم‪ ،‬دور التحرير املصرفي في إصالح املنظومة املصرفية‪ ،‬امللتقى الوطني ألاول‬ ‫‪.121‬‬
‫حول املنظومة املصرفية الجزائرية والتحوالت الاقتصادية "الواقع والتحديات"‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪،‬‬
‫الشلف‪ ،‬الجزائر‪ 15-14 ,‬ديسمبر ‪.2004‬‬
‫بيتر ج مونتيل‪ ،‬التمويل والرفاهية والنمو‪ ،‬الندوة الثالثة حول تطور القطاع املالي والنمو الاقتصادي‪ ،‬الندوة‬ ‫‪.130‬‬
‫الثالثة حول تطور القطاع املالي والنمو الاقتصادي‪ ،‬معهد السياسات الاقتصادية‪ ،‬صندوق النقد العربي‪،‬‬
‫أبوظبي‪ 2-9 ،‬ديسمبر ‪.2003‬‬
‫ربحي كريمة‪ ،‬تسويق الخدمات املصرفية‪ ،‬امللتقى الوطني ألاول حول املنظومة املصرفية الجزائرية والتحوالت‬ ‫‪.131‬‬
‫الاقتصادية "الواقع والتحديات"‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ 15-14 ,‬ديسمبر ‪.2004‬‬
‫رحيم حسين‪ ،‬هواري معراج‪ ،‬الصيرفة إلالكترونية كمدخل لعصرنة املصارف الجزائرية‪ ،‬الوطني ألاول حول‬ ‫‪.132‬‬
‫املنظومة املصرفية الجزائرية والتحوالت الاقتصادية "الواقع والتحديات"‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪،‬‬
‫الجزائر‪ 15-14 ,‬ديسمبر ‪.2004‬‬
‫روبيرتو زاهلر‪ ،‬التطور املالي في شيلي‪ ،‬الندوة الثالثة حول تطور القطاع املالي والنمو الاقتصادي‪ ،‬معهد‬ ‫‪.133‬‬
‫السياسات الاقتصادية‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬أبو ظبي‪ 2-9 ،‬ديسمبر ‪.2003‬‬
‫زياد فريز‪ ،‬التطور املالي والنمو الاقتصادي‪ :‬حالة ألاردن‪ ،‬الندوة الثالثة حول تطور القطاع املالي والنمو‬ ‫‪.134‬‬
‫الاقتصادي‪ ،‬معهد السياسات الاقتصادية‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬أبو ظبي‪ 2-9 ،‬ديسمبر ‪.2003‬‬
‫سعيدي وصاف‪ ،‬عتيقة وصاف‪ ،‬الصناعة املصرفية والتحوالت العاملية‪ ،‬امللتقى الوطني ألاول حول املنظومة‬ ‫‪.135‬‬
‫املصرفية الجزائرية والتحوالت الاقتصادية "الواقع والتحديات"‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪,‬‬
‫‪ 15-14‬ديسمبر ‪.2004‬‬

‫‪022‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .136‬عباس بلفاطمي‪ ،‬املتطلبات الالزمة إلقامة وسائل الدفع إلالكتروني على مستوى القطاع املصرفي‪ ،‬امللتقى‬
‫الوطني ألاول حول املنظومة املصرفية في ألالفية الثالثة "منافسة‪-‬مخاطر‪-‬تقنيات"‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬الجزائر‪,‬‬
‫‪ 9-6‬جوان ‪.2005‬‬
‫‪ .139‬عبد الحق بوعتروس‪ ،‬إدارة وتنظيم بورصة القيم املنقولة‪ ،‬مؤتمر ألاسواق املالية ودورها في جذب‬
‫الاستثمارات‪ ،‬كلية الاقتصاد‪ ،‬جامعة تشرين‪ ،‬سوريا‪.2003 ،‬‬
‫‪ .132‬عبد الغني حريري‪ ،‬دور التحرير املالي في ألازمات والتعثر املصرفي‪ ،‬ملتقى علمي دولي حول ألازمة املالية‬
‫والاقتصادية الدولية والحوكمة العاملية‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة سطيف‪21-20 ،‬‬
‫أكتوبر ‪.2001‬‬
‫‪ .131‬عصام الزين املاحي‪ ،‬تقييم عمليات املصارف إلاسالمية في أسواق ألاوراق املالية املحلية وألاجنبية وأسواق‬
‫املعادن الثمينة‪ ،‬امللتقي السنوي إلاسالمي السابع حول إدارة املخاطر في املصارف إلاسالمية‪ ،‬معهد التدريب‬
‫املالي واملصرفي التابع لألكاديمية العربية للعلوم املالية واملصرفية‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪ ،‬الفترة من ‪ 25‬إلى‪ 29‬سبتمبر‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ .140‬غدير أحمد خليل‪ ،‬تطوير وابتكار صناديق استثمار متوافقة مع الشريعة إلاسالمية‪ ،‬بحث مقدم للمؤتمر‬
‫الدولي ألاول للمالية واملصرفية إلاسالمية‪ ،‬كلية الشريعة‪ ،‬الجامعة ألاردنية‪ ،‬ألاردن‪ ،‬الفترة من ‪6‬إلى ‪9‬‬
‫أوت‪.2014‬‬
‫‪ .141‬كمال بن موس ى‪ ،‬عبد الرحمن بن ساعد‪ ،‬ألازمة املالية العاملية وتداعياتها على البنوك الاسالمية‪ ،‬مداخلة‬
‫بعنوان تقويم تجربة املصارف إلاسالمية في ظل ألازمة املالية العاملية‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية والعلوم‬
‫التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.3‬‬
‫‪ .142‬كمال رزيق‪ ،‬حسن توفيق‪ ،‬الجوانب النظرية لألزمة املالية‪ ،‬املؤتمر العالمي الدولي السابع حول تداعيات‬
‫ألازمة الاقتصادية العاملية على منظمات ألاعمال "التحديات – الفرص – آلافاق"‪ ،‬كلية الاقتصاد والعلوم‬
‫إلادارية‪ ،‬جامعة الزرقاء الخاصة‪ ،‬ألاردن‪ 11–10 ،‬نوفمبر ‪.2001‬‬
‫‪ .143‬محمد زيدان‪ ،‬عبد القادر بريش‪ ،‬جودة الخدمات املصرفية كمدخل لزيادة القدرة التنافسية للبنوك‬
‫الجزائرية‪ ،‬امللتقى الوطني ألاول حول املنظومة املصرفية في ألالفية الثالثة "منافسة‪-‬مخاطر‪-‬تقنيات"‪ ،‬جامعة‬
‫جيجل‪ ،‬الجزائر‪ 9-6 ,‬جوان ‪.2005‬‬
‫‪ .144‬محمد عبد الحليم عمر‪ ،‬بطاقات الائتمان (ماهيتها والعالقات الناشئة عن استخدامها بين الشريعة‬
‫والقانون)‪ ،‬بحث مقدم إلى "مؤتمر ألاعمال املصرفية إلالكترونية"‪ ،‬كلية الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة إلامارات‬
‫العربية املتحدة‪ ،‬الفترة من ‪ 04‬إلى ‪ 06‬ماي ‪.2003‬‬
‫‪ .145‬مصيطفى عبد اللطيف‪-‬بلعور سليمان‪ ،‬تحديات العوملة املالية للمصارف العربية واستراتيجيات مواجهتها‬
‫'مع إلاشارة إلى القطاع املصرفي الجزائري'‪ ،‬امللتقى الوطني ألاول حول املنظومة املصرفية الجزائرية‬
‫والتحوالت الاقتصادية "الواقع والتحديات"‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ 15-14 ,‬ديسمبر‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ .146‬معطى هللا خير الدين‪ ،‬املعلوماتية والجهاز البنكي 'حتمية تطوير الخدمات املصرفية'‪ ،‬امللتقى الوطني ألاول‬
‫حول املنظومة املصرفية الجزائرية والتحوالت الاقتصادية "الواقع والتحديات"‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪،‬‬
‫الشلف‪ ،‬الجزائر‪ 15-14 ,‬ديسمبر ‪.2004‬‬

‫‪022‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫نعمون وهاب‪ ،‬النظم املعاصرة لتوزيع املنتجات املصرفية واستراتيجية البنوك‪ ،‬امللتقى الوطني ألاول حول‬ ‫‪.149‬‬
‫املنظومة املصرفية الجزائرية والتحوالت الاقتصادية "الواقع والتحديات"‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪،‬‬
‫الجزائر‪ 15-14 ,‬ديسمبر ‪.2004‬‬
‫وسيلة حمداوي‪ ،‬التكنولوجيا الحديثة أو املتطورة ومساهمتها في بعث وتطوير الخدمات واملنتوجات‬ ‫‪.142‬‬
‫البنكية‪ ،‬امللتقى الوطني ألاول حول النظام املصرفي الجزائري "واقع وآفاق"‪ ،‬جامعة ‪ 2‬ماي ‪ ،1145‬قاملة‪،‬‬
‫الجزائر‪ 6-5 ,‬نوفمبر‪.2001‬‬
‫يحياوي وفاء‪ ،‬لغراب سمية‪ ،‬منصوري الزين‪ ،‬دور املصارف إلاسالمية في تحقيق التنمية املستدامة عن‬ ‫‪.141‬‬
‫طريق تفعيل تثمير أموال الزكاة‪ ،‬امللتقى الدولي الثاني حول‪ :‬املالية إلاسالمية‪ ،‬جامعة صفاقس بالتعاون مع‬
‫البنك إلاسالمي للتنمية‪ ،‬الجمهورية التونسية‪ ،‬الفترة من ‪ 29‬إلى ‪ 21‬جوان ‪.2013‬‬
‫يوسف بن عبد هللا الشبيلي‪ ،‬إصدار وتداول ألاسهم والصكوك والوحدات الاستثمارية املشتملة عل النقود‬ ‫‪.150‬‬
‫أو الديون وضوابطها الشرعية‪ ،‬ندوة الصكوك إلاسالمية‪ ،‬جامعة امللك عبد العزيز‪ ،‬العربية السعودية‪24 ،‬و‬
‫‪ 25‬ماي ‪.2010‬‬

‫‪ -IV‬ألاطروحات واملذكرات‪:‬‬
‫‪ .151‬بـريش عبد القادر‪ ،‬التحرير املصرفي ومتطلبات تطوير الخدمات املصرفية وزيادة القدرة التنافسية للبنوك‬
‫الجزائرية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية‪ ،‬فرع‪ :‬نقود ومالية‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامع ــة الجزائ ــر‪.2006/2005 ،‬‬
‫‪ .152‬حياة نجار‪ ،‬إدارة املخاطر املصرفية وفق اتفاقيات بازل – دراسة واقع البنوك التجارية العمومية‬
‫الجزائرية ‪ ،-‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬فرع العلوم‬
‫الاقتصادية‪ ،‬جامعة سطيف ‪ ،1‬الجزائر‪.2014/2013 ،‬‬
‫رحال فؤاد‪ ،‬تأثير تحرير تجارة الخدمات املصرفية على تنافسية البنوك وأثرها على القطاع املصرفي‬ ‫‪.153‬‬
‫الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية والتسيير‪ ،‬قسم العلوم الاقتصادية‪،‬‬
‫تخصص نقود وتمويل‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر ‪.2006/2005‬‬
‫رشدي صالح عبد الفتاح صالح‪ ،‬البنوك الشاملة وتطوير دور الجهاز املصرفي املصري (الصيرفة الشاملة‬ ‫‪.154‬‬
‫عامليا ومحليا)‪ ،‬رسالة ماجستير منشورة‪ ،‬قسم الاقتصاد‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة إلاسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.1111/1112‬‬
‫رشيد دريس‪ ،‬إستراتيجية تكييف املنظومة املصرفية الجزائرية في ظل اقتصاد السوق‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬ ‫‪.155‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم العلوم الاقتصادية‪ ،‬فرع التخطيط‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.2009/2006 ،‬‬
‫زيـدان محـمد‪ ،‬دور التسويق في القطاع املصرفي حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في‬ ‫‪.156‬‬
‫العلوم الاقتصادية فرع تخطيط‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير جامع ــة الجزائ ــر‪.2005/2004 ،‬‬
‫‪ .159‬سعاد حوحو‪ ،‬خوصصة البنوك العمومية واندماجها وأثرهما على الاقتصاد ‪-‬دراسة استشرافية لحالة‬
‫الجزائر ‪ ،-‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم العلوم الاقتصادية‪،‬‬
‫جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2013/2012 ،‬‬

‫‪022‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .152‬طارق خاطر‪ ،‬أهمية التطور املالي في تحقيق التنمية الاقتصادية‪ ،‬دراسة تطبيقية وقياسية ألثر التطور‬
‫املالي على النمو الاقتصادي في الجزائر خالل الفترة ‪ ،2102-0991‬أطروحة دكتوراه في العلوم الاقتصادية‪،‬‬
‫كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪.2016 ،‬‬
‫‪ .151‬عبد الرحمان بن سانية‪ ،‬الانطالق الاقتصادي بالدول النامية في ظل التجربة الصينية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬
‫في العلوم الاقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد التنمية‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫أبي بكر بلقايد تلمسان‪.2013/2012 ،‬‬
‫‪ .160‬عبد الغاني بن علي‪ ،‬أزمة الرهن العقاري وأثرها في ألازمة املالية العاملية‪ ،‬رسالة ماجستير في العلوم‬
‫الاقتصادية‪ ،‬تخصص تحليل اقتصادي‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة دالي إبراهيم‪،‬‬
‫الجزائر‪.2010/2001 ،‬‬
‫‪ .161‬عبد القادر بريش‪ ،‬التحرير املصرفي ومتطلبات تطوير الخدمات املصرفية وزيادة القدرة التنافسية للبنوك‬
‫الجزائرية‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية والتسيير‪ ،‬قسم العلوم الاقتصادية‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.2006/2005 ،‬‬
‫‪ .162‬عبد هللا علي أحمد القرش ي‪ ،‬دراسة تحليلية آلليات الحوكمة وتأثيرها على ألاداء املصرفي (دراسة تطبيقية‬
‫على قطاع البنوك اليمنية)‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية التجارة وإدارة ألاعمال‪ ،‬قسم إدارة ألاعمال‪،‬‬
‫جامعة حلوان‪ ،‬مصر‪.2010 ،‬‬
‫‪ .163‬قريد عمر‪ ،‬دور ألانشطة التسويقية املتكاملة في تطوير خدمات املؤسسات املصرفية‪ ،‬دراسة حالة القرض‬
‫الشعبي الجزائري‪- ،‬وكالة بسكرة‪ ، -‬مذكرة ماجستير في العلوم الاقتصادية تخصص نقود وتمويل‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق وللعلوم الاقتصادية‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪-‬بسكرة‪.2004-2003 ،-‬‬
‫‪ .164‬كريمة حبيب‪ ،‬دراسة وتقييم الرقابة على الائتمان املصرفي دراسة حالة الجزائر خالل الفترة ‪(2005-‬‬
‫)‪ ،1990‬مذكرة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم العلوم‬
‫الاقتصادية‪ ،‬تخصص‪ :‬نقود وتمويل‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2002/2009 ،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الن ّ‬
‫ظرية والتطبيق (دراسة للتجربة‬ ‫‪ .165‬كريمة محمد إبراهيم الحسيني‪ ،‬تحرير القطاع املالي واملصرفي بين‬
‫ّ‬
‫املصرية)‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية التجارة وإدارة ألاعمال‪ ،‬قسم الاقتصاد والتجارة الخارجية‪،‬‬
‫جامعة حلوان‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬
‫‪ .166‬محمد الهاشمي حجاج‪ ،‬أثر ألازمة املالية العاملية على أداء ألاسواق املالية العربية‪ ،‬رسالة ماجستير في العلوم‬
‫الاقتصادية‪ ،‬تخصص مالية ألاسواق‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.2012/2011 ،‬‬
‫‪ .169‬محمود رمضان محمد السيد عمار‪ ،‬أثر الاندماج على ألاداء املصرفي (دراسة تطبيقية على قطاع البنوك‬
‫التجارية في مصر ودول مجلس التعاون الخليجي)‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية التجارة وإدارة ألاعمال‪،‬‬
‫قسم إدارة ألاعمال‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ .162‬مروان بوزيد‪ ،‬أهمية التكنولوجيا في ترقية القدرة التنافسية الصناعية للدول النامية في ظل العوملة‬
‫'حالة الجزائر'‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬تخصص‪ :‬العلوم الاقتصادية‪ ،‬فرع‪ :‬التحليل الاقتصادي‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪.2003/2002 ,‬‬
‫‪ .161‬معراج ه ــواري‪ ،‬تأثير السياسات التسويقية على تطوير الخدمات املصرفية في املصارف التجارية الجزائرية‬
‫‪-‬دراسة ميدانية‪ ،-‬أطروحة دكتوراه في علوم التسيير فرع تخطيط‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير‬
‫جامع ــة الجزائ ــر‪.2005/2004 ،‬‬

‫‪022‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .190‬ميلودي محمد كريم‪ ،‬الجهاز املصرفي في ظل العوملة (حالة الجزائر)‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستير‬
‫في العلوم الاقتصادية فرع نقود ومالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2004/2003 ,‬‬
‫‪ .191‬نادية العقون‪ ،‬العوملة الاقتصادية وألازمات املالية – الوقاية والعالج – دراسة ألزمة الرهن العقاري في‬
‫الواليات املتحدة ألامريكية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم الاقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد التنمية‪ ،‬كلية العلوم‬
‫الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪.2013/2012 ،‬‬
‫‪ .192‬وردة شناقر‪ ،‬أثر الاندماج املصرفي على القدرة التنافسية للبنوك التجارية‪ :‬دراسة حالة الجهاز املصرفي‬
‫الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم العلوم‬
‫الاقتصادية‪ ،‬تخصص‪ :‬نقود وتمويل‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2001 /2002 ،‬‬

‫‪ -V‬منشورات‪:‬‬
‫‪ .193‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬نشرة آفاق الاقتصاد العاملي‪ ،‬واشنطن‪ ،‬ماي ‪.1119‬‬
‫‪ .194‬مجلس الخدمات املالية إلاسالمية‪ ،‬املبادئ إلارشادية لضوابط املؤسسات التي تقتصر على تقديم خدمات‬
‫مالية إسالمية‪ ،‬ديسمبر ‪.2006‬‬
‫‪ .195‬إتفاقية إنشاء الاتحاد الدولي للبنوك إلاسالمية‪ ،‬الاتحاد الدولي للبنوك إلاسالمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1199 ،‬‬
‫‪ .196‬عبد هللا بن موس ى العمار‪ ،‬يوسف بن عبد هللا الشبيلي‪ ،‬الضوابط الشرعية للشيكات (قرار الهيئة الشرعية‬
‫ر قم (‪ )29‬لبنك البالد السعودي)‪.‬‬
‫‪ .199‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬نشرة آفاق الاقتصاد العاملي‪ ،‬واشنطن‪ ،‬ماي ‪.1119‬‬
‫‪ .192‬مجلس الخدمات املالية إلاسالمية‪ ،‬املبادئ إلارشادية لضوابط املؤسسات التي تقتصر على تقديم خدمات‬
‫مالية إسالمية‪ ،‬ديسمبر ‪.2006‬‬
‫‪ .191‬إتفاقية إنشاء الاتحاد الدولي للبنوك إلاسالمية‪ ،‬الاتحاد الدولي للبنوك إلاسالمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1199 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬املراجع باللغة ألاجنبية‬


‫‪I- Books:‬‬
‫‪1. Kamel Hamdi, Guide pratique de l'Internet, éditions Es-salam, Algérie, 2000.‬‬
‫‪2. Pascal Gouchon, Vocabulaire d'actualité économique, ellipses, Paris, 1994.‬‬
‫‪3. Henri Bourguinat, Finance Internationale, Presse Universitaire de France, Paris, 1999.‬‬
‫‪4. Robert Ferrandier, Vincent Koen, Marchés de Capitaux et Techniques Financières, 4 édition,‬‬
‫‪Economica, Paris‬‬

‫‪II- Working Paper:‬‬


‫‪5. Hazel C. Parcon‐Santos - Eufrocinio M. Bernabe, Jr, The Macroeconomic Effects of Basel III‬‬
‫‪Implementation in the Philippines :A Preliminary Assessment, Bangko Sentral ng Pilipinas, BSP‬‬
‫‪Working Paper Series No. 2012‐02, October 2012, Philippines.‬‬
‫‪6. Patrick Imam, kangni Kpodar, Islamic Banking: haw has it Diffused?, IMF Working Paper , August‬‬
‫‪2010.‬‬
‫‪021‬‬
‫قائمة املراجع‬

7. Jayati Ghosh, The Economic and Social Effects of Financial Liberalization: A Primer for
Developing Countries, Department of Economic and Social Affairs, DESA Working Paper No. 4,
United Nations, New York, October 2005.
8. Nacer Bernou, Marcelline Grondin, Réconciliation entre libéralisation financière et croissance
économique dans un système fondé sur la banque, Groupe d’Analyse et de Théorie Économique )
G.A.T.E(, Université Lumière LYON 2 , France ,DOCUMENTS DE TRAVAIL No. 01-12 ,2001.
III- Seminar:
9. GEORGIOS KYRIAZOPOULOS -DIMITRIOS PETROPOULOS, WHAT ARE THE ADVANTAGES
AND DISADVANTAGES THAT LEAD BANKS INTO MERGERS AND ACQUISITIONS? IS
ALTMAN’S Z-SCORE MODEL FOR BANKRUPTCY MOTIVATE BANKS FOR MERGERS AND
ACQUISITIONS? EVIDENCE FROM THE GREEK BANKING SYSTEM, International Conference
On Applied Economics – ICOAE -, National and Kapodistrian University of Athens - TEI of Western
Macedonia, Athens, Greece , 26-28 August 2010.
IV - Theses:
10. Soumia Zenasni, Les effets de l'intégration financiére sur la croissance des économies de
Maghreb dans un contexte de globalisation et de crises, Thèse Doctorat non publier , la Faculté
des Sciences Economiques et commercial et des Sciences de Gestion, Département des sciences
économiques , Université Tlemcen, Algérie, 2013/2014.
V - Reports:
11. Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Consultative
Document, Pillar 3 (Market Discipline), Supporting Document to the New Basel Capital Accord,
January 2001.
12. Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Basel III: A global
regulatory framework for more resilient banks and banking systems, December 2010 (rev June
2011).
13. Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Principles for
effective risk data aggregation and risk reporting, January 2013.
14. Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Basel III leverage
ratio framework and disclosure requirements, January 2014.
15. Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Basel III: The
Liquidity Coverage Ratio and liquidity risk monitoring tools, January 2013.
16. Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Consultative
Document Basel III: The Net Stable Funding Ratio, January 2014.
17. Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Monitoring tools for
intraday liquidity management, April 2013.

021
‫قائمة املراجع‬

18. Sun Eae Chun et al, The Impact of Strengthened Basel III Banking Regulation on Lending
Spreads :Comparisons across Countries and Business Models ,Bank for International
Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, , March 2012.
19. Bank for International Settlements, Basel Committee on Banking Supervision, Guidelines:
Corporate governance principles for banks, October 2014.
20. Basel Comittee on Banking Supervision, Enhancing Corporate Governance for Banking
Organisations, Bank for International Settlements, Switzerland, February2006.

‫ املراجع الالكترونية‬:‫ثالثا‬
‫ بحث‬،‫ إلافصاح املحاسبي عن املسؤولية الاجتماعية في املصارف إلاسالمي‬،‫ منى خالد فرحات‬،‫منى لطفي بيطار‬ .1
.2015-01-30: ،02:‫ص‬،www.kantakji.com :‫منشور على املوقع إلالكتروني‬
،www.aaoifi.com ‫ املعايير املحاسبية املالية‬،‫هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية إلاسالمية‬ .2
.2015/01/12
‫ بحث‬،‫ دور املصارف إلاسالمية في دعم و تطوير أسواق رأس املال العربية‬،‫ عادل عاشور‬،‫عبد الرزاق خليل‬ .3
‫أطلع عليه‬،02:‫ص‬، www.iefpedia.com ‫منشور على املوقع إلالكتروني ملوسوعة إلاقتصاد والتمويل إلاسالمي‬
.2015-01-10: ‫بتاريخ‬
‫ بحث منشور على املوقع إلالكتروني ملوسوعة‬،)‫ حكمها‬،‫ بطاقة الائتمان (حقيقتها‬،‫نايف بن عمار آل وقيان‬ .4
.2015-01-10: ‫أطلع عليه بتاريخ‬،19-15:‫ص‬-‫ ص‬، www.iefpedia.com‫الاقتصاد والتمويل إلاسالمي‬
‫أطلع‬، www. ocw.up.edu.ps: ‫ بحث منشور على املوقع إلالكتروني لجامعة فلسطين‬،‫ماهية املصارف إلاسالمية‬ .5
.2014-12-10 ‫عليه يوم‬
‫ جمعية العلوم‬،‫ اتجاهات التحديث وقواعده‬:‫ محاضرة حول تحديث القطاع املصرفي السوري‬،‫مكرم صادر‬ .6
(.http://albayan.com/graphics/2002/12dec/heads/et11-htm-2001 :‫ دمشق‬،‫الاقتصادية السورية‬
)19/02/2009
‫ بحث منشور على املوقع‬،4-2 :‫ ص ص‬،‫ نظام الحوكمة في البنوك‬،‫ مفاهيم عامة‬،‫نشرة املعهد املصرفي املصري‬ .9
http://www.ebi.gov.eg/arabic/publication.httml, 15/11/2008. :‫الالكتروني التالي‬
ً
‫ بحث‬،‫ إرشادات الحوكمة في البنوك طبقا ألفضل املمارسات الدولية وإلاقليمية واملحلية‬،‫محمد طارق يوسف‬ .2
:‫ثورنتون‬ ‫جرانت‬ ‫شركة‬ ‫موقع‬ ‫على‬ ‫منشور‬
17/07/2012 : 09 P .www.gtegypt.org/.../gt/.../Banks_Governance_Guidelines_Arabic.pdf
،2006 ،‫ بيروت‬،‫ دار املنهل اللبناني‬،‫ كتاب السياسات العامة‬، ‫ سياسات مواجهة ألازمات املالية‬،‫خليل حسين‬ .1
.2019/05/10 ،http://drkhalilhussein.blogspot.com/2011/02/blog-post_9037.html
10. Saoussen Ben Gamra, Libéralisation Financière et Crises Bancaires Le Cas des Pays Emergents, P :
05. Un article publié sur le site Web suivant : http://www.univ-paris13.fr/CEPN/BenGamra.PDF
(Surfer sur: 20/07/2013)
11. E. Murat Ucer, Notes on Financial Liberalization, P :01. an article published on the following
website: http://www.econ.chula.ac.th/public/members/sothitorn/liberalization_1.pdf (18/07/2013)

029

You might also like