Professional Documents
Culture Documents
من جهة و قدرة الدولة على التحكم فيها من جهة أخرى ,و قد عرفت السياسة المالية تجاذبات فكرية
بين المدارس اإلقتصادية ,ففي حين حيد الكالسيك دورها) بتحييد الدولة بصفة عامة ,أعطي
اإلقتصادي كينز أهمية كبيرة لها ,و سنتطرق) في هذا المبحث للسياسية المالية و دورها) و موقعها)
اإلقتصادي بين مختلف المدارس ,و كذالك اآلليات التي تنتهجها هذه السياسة لمعالجة اإلختالالت
الممكنة .
ازدادت أهمية السياسة المالية بالمقارنة بالسياسات) األخرى بزيادة دور الدولة و كثرت
المتغيرات الطارئة في ا تمع و ذالك على جميع األصعدة ,و سنسوق في ما يلى بعض التعاريف)
السياسة المالية و منها السياسة المالية هي" السياسة التي بموجبها) تستعمل الحكومة برامج نفقا ا و إيرادا
ا إلنشاء أثار مرغوبة و تجنب أثار غير المرغوبة على الدخل و اإلنتاج و التوظيف) ,و بعبارة
مختصرة إستخدام أدوات السياسة المالية من ضرائب و نفقات و إدارة الدين و الموازنة العامة في
التنمية و اإلستقرار) اإلقتصادي" ,1من الناحية الفنية تعرف السياسة المالية بأ ا اإلجراءات التي تقوم ا
الحكومة بغية تحقيق التوازن المالي العام مستخدمةً ,بذلك الوسائل) المالية الهامة من الضرائب
والرسوم) والنفقات العامة والقروض العامة ,وذلك للتأثير على المتغيرات االقتصادية الكلية ,والوصول)
تشمل ُجل التعريفات الحرص على ذكر أمرين مهمين و هما بيان أهداف السياسة المالية من جهة و
مما سبق يمكن القول بأن السياسة المالية هي أداة من أدوات السياسة اإلقتصادية و تشتمل على
مجموعة من السياسات المبرمجة من طرف الدولة ,تعتمد فيها على أدوات مختلفة كاإليرادات العامة و
النفقات العامة باإلضافة إلى الموازنة العامة ,دف تحقيق مجموعة من األهداف االقتصادية و
. االجتماعية
مع التطورات المتسارعة لألفكار) اإلقتصادية لدى مختلف المفكرين ,باإلضافة إلى تشعب وظائف)
الدولة ,اتضح أن مفهوم الدولة الحارسة لم يعد كافيا) لمسايرة معطيات ومتطلبات المتغيرات التي
طرأت ,و الرؤية التي سادت منذ أن ساد العالم الكساد الكبير ,9291و المتمثلة في تحجيم دور)
الدولة ,برزت أفكار و نظريات االقتصادي كينز ,والتي جاءت معاكسة ألصحاب النظرية
الكالسيكية التي كانت ترى أن دور الدولة يقتصر) على مجاالت محصورة مثل األمن ,الحماية ,العدالة
و الدفاع و أن النشاط االقتصادي) لديه اآللية الذاتية إلعادة توازنه ,وبعد عجز اقتصاديات الدول على
إعادة تواز ا بطريقة آلية كما كان يرى الكالسيكيون بدأت مجال يتسع أفكار مغايرة تماما ,فأوضح
اإلقتصادي كينز بنظرياته كيف أن الدولة وتدخلها له دور فعال في اقتصاد) .
و سنعرض لمحة بسيطة عن أفكار) مختلف المدارس اإلقتصادية و رؤيتها) للسياسة المالية .
1كنعان علي ,اقتصادیات المال والسیاستین المالیة والنقدیة ,الطبعة األولى ,منشوارت دار الحسنین ,دمشق ,8991 ,ص 219
2وجدي حسین ,المالیة الحكومیة واالقتصاد العام ,اإلسكندریة 8891 , ,ص.134
الكالسيكي: -1
ساد هذا الفكر لعدة قرون و كان هو المسيطرة ,و الناظر إلى فكر الكالسيك في ما يتعلق بالسياسة
المالية عموما يجد أ م دافعو و بقوة عن الحرية اإلقتصادية و حيادية الدولة في نفقا ا و إيرادا ا ,و
كان من دواعي هذه األفكار الوضع السياسي) آنذاك ,و اعتماد الحكام على المنتجين و التجار لتمويل
حمال م العسكرية و ذالك عن طريق) الدين العام ,و الذي رأى فيه الكالسيكيون) عبارة عن تقييد لرأس
المال الذي مآله الضياع ,و تقييد لإلستهالك العام شأنه شأن تقيد اإلستهالك الخاص و الذي هو مهم
لدفع قاطرة اإلنتاج ,و ت وفير) مبدأ تراكم رأس المال على إعتبار أن تدخل الدولة عن طريق) الدين
العام هو إهدار لرأس مال كان من الممكن إعادة إنتاجه ,و سنعرض بعض المبادئ التي إعتني ا
الدولة الحارسة :و هو إقتصار) الدولة على مهام محددة ليس لها عالقة بالتدخل في النشاط -1.1
اإلقتصادي,و) من بين هذه القطاعات األمن ,المرافق) العامة ,التعليم ...
حياد المالية العامة :و هو تعطيل الجانب اإلقتصادي) للموازنة العامة للدولة ,فال تتدخل -1.2
الدولة بإيرادا ا و ال في نفقا ا في الحياة اإلقتصادية .
توازن الميزانية :و حرص الكالسيك على توازن في الموازنة العامة راجع إلى أن ذالك -1.3
أدعى إلى تجنب البالد للقرض العام و أثاره السلبية على رأس المال ,و دليل لإلدارة الرشيدة و
الجدير بالذكر أن رؤية اإلقتصاديين الكالسيك لتوازن اإلقتصادي) و الذي أسس له اإلقتصادي) أدم
سميث 1بمبدأ اليد الخفية و اإلقتصادي) ساي 2بمبدأ العرض يخلق طلبه ,و أن اإلقتصاد) يؤول إلى
التوازن في حالة التشغيل الكامل ,كان دافعا قويا لقيام إقتصاد) حر بعيدا عن توجيه أو إعادة توجيه
1آدم سمیث( )3271- 0971:فیلسوف أسكتلندي ومن رواد االقتصاد) السیاسي ,اشتھر بكتابھ
التحقیق في طبیعة وأسباب ثروة األمم(. )6771
2جان باتست ساي( )2381-7671اقتصادي) فرنسي ),من رواد المدرسة الكالسیكیة ,صاحب قانون
الكنزي: -2
كانت األزمة الكساد العالمية التي سادت إبتداءا من سنة 9291م و فشل التحليل الكالسيكي) في إيجاد
حلول لها ,و كذالك إعتماد الكالسيك على جانب العرض و إهمال جانب الطلب ,و تغليبهم تخفيض
تكاليف اإلنتاج بتخفيض األجر النقدي ,أدت كل هذه العوامل لخلق مناخ مالئم لظهور) الفكر الكنزي
على يد مؤسسه "جون مينيرد كينز") 1و الذي رفض مبادئ الكالسيك و تحليلهم للتوازن الكلي .
2
فيما يتعلق بالسياسة المالية فإن أهم فروض كينز تتمثل فيما يلي:
إن اإلقتصاد) الصناعي المتقدم ال يتحقق فيه التوازن عند التوظيف) الكامل ,ففي أي وقت -
معين قد يكون حجم اإلستثمار الخاص غير كافي للحفاض على مستوى) عال من الدخل و التوظيف) .
إن العالج التقليدي للكساد بخفض األجور النقدية لخفض تكاليف أصحاب األعمال ليس كافيا -
,ففي أحسن األحوال يكون هذا العالج حياديا ,وفي أسوء حاالته قد يؤدي) إلى زيادة حدة الكساد .
1جون مینیرد كینز:اقتصادي إنجلیزي ,6491 – 3881مؤسس النظریة الكنزیة ,و صاحب كتاب النظریة العامة في اإلقتصاد
2السید عطیة عبد الواحد ,المرجع األسبق ,ص 64,63.
يمكن القيام بالعمل الحكومي لإلبقاء على مستوى عال و مستقر للطلب الفعال ,1و في فترات -
الكساد ال يتوازن اإلنفاق الحكومي اإلضافي) بالخفض المقابل في اإلنفاق الخاص ,و فيما يتعلق
باإلقتصاد ككل ,فإن اإلنتاج الزائد و مستويات) المعيشة العالية يمكن أن تتحقق بزيادة اإلنفاق
الحكومي) .
اإلسالمي: -3
ظهرت في السنوات األخير الكثير من البحوث و الدراسات تم بالسياسة المالية في اإلقتصاد)
اإلسالمي ,و المميز في النظام اإلسالمي أن له مرجعية دينية في تحديد المبادئ اإلقتصاد) و أهدافه و
النصوص الشرعية كثيرة و واضحة ,و اإلختالف المميز له عن اإلقتصاد) الوضعي) في ميدان
-3-1فيما يتعلق باألهداف السياسة المالية يختلفان فقط في أولوية تلبية الحاجات ,ففي حين أن
اإلقتصاد الوضعي) ال يراعي أولوية قطاعات اإلنتاجية بعضها عن بعض فهو ينظر إلى اإلقتصاد
ككتلة ,أما في اإلسالم و على سبيل المثال لو أخذنا أداة من أدوات السياسة المالية و هي اإلنفاق
العام في اإلقتصاد) اإلسالمي له ضوابط الواجب تلبيتها و اإلهتمام ا و هي كما يلى :2
فالضابط) األول في سياسة اإلنفاق العام هو أن تدور) هـذه السياسـة مـع المصلحة العامة دائما -
,فيحدد) كل من حجـم النفقـة أو مقـدارها ,وجهـة اإلنفـاق بحيث تحقق المصـالح العامـة لألمـة .
1یعتبر Fالطلب الفعال الركیزة األساسیة للنظریة الكنزیة ,و الطلب الفعال هو الذي یحدد مستوى اإلنتاج Fالذي بدوره یحدد مستوي العمالة ,و
هو عكس التحلیل الكالسیكي.
2منذر قحف ,دور السیاسات المالیة وضوابطها في إطار االقتصاد ,اإلسالمي,ص , 66-56دار النشر ال یوجد .
الضابط الثاني الكفـاءة في اإلنفـاق العـام والكفـاءة تعـني أن يعمـل علـى تحقيق المصلحة بأقل -
ثمن ,فال يكون إسراف) وال تبذير في اإلنفاق العام ,وال توضـع النفقة في غير مواضعها) الشرعية .
الضابط الثالث هو عدم التحيز إلى فئـة األغنيـاء في النفقـة ,مـع جـواز) التحيز إلى فئة الفقراء -
حتى يغنـوا .وهـو أمـر تـدل عليـه نصـوص كـثيرة في الكتـاب والسنة ,وفي) إجراءات الخلفاء
الراشدين .
الضابط الرابع هو ضـابط) االلتـزام األحكـام الشـرعية في اإلنفـاق فـال تقع النفقات العامة إال في -
الواجبات و المباحات ,وتجتنب المحرمات .
الضـابط الخامس ضـابط) االلتـزام بالترتيـب الشـرعي لألولويـات ,فلألحكـام الشـرعية درجـات -
,مـن واحبـات ,ومنـدوبات ,ومباحـات ,وغيرهـا .وهنالـك أيضـا درجـات داخـل كـل زمرة من األحكـام .
مختلفة بحيث نجد موارد) مختلفة منها الخراج و الزكاة و يستثني من الموارد) الضرائب إال في
إن عمل السياسة المالية و آلية تنفيذها مرتبطة أساسا بالمناخ اإلقتصادي العام ,و السياسة المالية
المنتهجة هي محاولة لعالج هذا المناخ اإلقتصادي ),و حالة اإلقتصاد تتراوح) بين أربعة مواضع هي كما
و سنسوق) في ما يلى الحاالت التي تستوجب تدخل السياسة المالية بأليا ا للخروج باإلقتصاد) من
أن األسباب المنشئة للتضخم في البلدان النامية تختلف عنها في البلدان المتقدمة ,مما يترتب عليه تباين
اآلثار االقتصادية واالجتماعية التي تفرزها الضغوط التضخمية على اقتصاديات تلك البلدان و يعرف)
التضخم على أنه اإلرتفاع العام و المستمر في مستوي) العام لألسعار) الذي ال يوافقه زيادة في اإلنتاج .
أسباب التضخم :إختلف تفسير التضخم باإلختالف) المدارس المفسرة له ,فعند الكالسيك -1.1
كانت نظرية كمية النقود المسيطرة أن ذاك حيث كانت هذه النظرية تعنى بتفسير العوامل
المحددة للمستوى) العام لألسعار ,حيث ساد اعتقاد خالل الفترة ما بين أواخر القرن الثامن عشر
وبداية القرن التاسع عشر بوجود) عالقة وثيقة فيما بين كمية النقود والتضخم ),وأن التضخم يعد
نتيجة طبيعية للزيادة في كمية النقود,1أما في الفكر الكنزي إرتبط) تفسير التضخم بمستوي)
1الروبي نبیل ,نظریة التضخم ,الطبعة الثانیة ,اإلسكندریة ,مؤسسة الثقافة الجامعیة 4891 ,م ,ص 49
العام لألسعار) أي أن التضخم وفقًا لهذه النظرية هو زيادة حجم الطلب الكلي على السلع
والخدمات عن العرض الحقيقي بشكل محسوس وبصورة مستمرة ,وبما يؤدي إلى حدوث
ٍ
سلسلة من االرتفاعات في المستوى العام لألسعار وذلك ما يعبر عنه بفائض الطلب ,ويقصد
به أن الطلب الكلي على السلع و الخدمات في االقتصاد) يفوق المقدرة الحالية للطاقات اإلنتاجية,
مما يودي إلى حدوث ارتفاع في المستوى) العام لألسعار ,21إال أن عجز التحليل الكنزي في
تفسير التضخم و الذي نجم عن حالة من التضخم و التي خالفت منحني فيلبس المعتمد أساسا
على التفسير الكنزي ,سمح لعودة نظرية النقدية من جديد على يد النقديين الجدد,حيث
االقتصاديين تبنو من جديد أفكار هذه النظرية ,وتعتبر) مدرسة شيكاغو والذي يعد ميلتون
فريدمان) من روادها من أكثر االتجاهات المعاصرة التي تبنت من جديد نظرية كمية النقود,
وذلك على اعتبار أ ا أصلح النظريات التي حاولت تفسير ظاهرة التضخم.3
قياس التضخم :هناك عدة طرق لحساب التضخم ,يعتبر الرقم القياسي ألسعار المستهلك -1.2
م ؤشر إحصائي لقياس تطور مجموع أسعار) التجزئة للسلع والخدمات المستهلكة من قبل
العائالت ،ومن ثم يستخدم) على نطاق واسع كمؤشر) التجاهات التضخم) و االنكماش االقتصادي
,فيتم االعتماد على هذا الرقم القياسي باعتباره يعكس مقدار التغير في السلع و الخدمات التي
يمكن للمستهلك اقتناؤها ),إلى جانب أنه يعتبر المؤشر) األكثر استعماال لقياس مستوى األسعار .
اقتصادية
ّ بناء على معايير
أنواع التضخم :قسم التضخم) إلى مجموعة من األنواعً , -1.3
متنوعة و هي:
االرتفاع في الطلب ,بسبب االستعمال الكامل للعناصر اإلنتاجية ,أو لعدم مرونة
الوسائل المستخدمة في العرض لمواجهة فائض الطلب و تضخم) التكاليف الذي هو
معيار انكشاف التضخمُ :وُيقسم إلى ثالثة أنواع هي التضخم) الظاهر و هو -1.3.2
اتخاذ السلطات الحكومية والنقدية موقفاً) سلبياً نحو هذا التضخم ,مما يؤدي إلى انتشار
تداول النقود للكميات المتداولة و التضخم المكبوت و هو حالة اقتصادية تكون فيها
األسعار) ثابتة ,مع تعرضها) لضغط التضخم ,بسبب تجميد السلطة العامة األسعار ,في
اتخاذ تشريعات) أو قرارات إدارية خاصة ذا النوع من التضخم باإلضافة إلى التضخم
مما
وجود) تدخل من الدولة ,فتحول اإلجراءات المتنوعة دون صرف الدخول المتزايدةّ ,
معيار انتماء العوامل 9المؤدية إلى حدوث التضخم :ويقسم إلى نوعين هما -1.3.3
المحلي و هو ظهور التضخم نتيجةً للعوامل المحلية في الدولة وال يكون
ّ التضخم
أي ,تأثير كبير في حدوثه ,و التضخم المستورد و هو زيادة
الخارجية ّ
ّ للعوامل
ٍ
بشكل واضح . الخارجية
ّ مستويات) األسعار المحلية ,بسبب تأثير مجموعة من العوامل
تحد منها السلطة الحكومية أو تستطيع معالجتها ,كما يؤدي ذلك إلى فقدان
أن ّالصعب ّ
ظهور) اضطراب في الدور الخاص بالنقود بصفتها وسيطا ماليا ,ولكن ال تفقد الثقة ا
السياسة المالية في عالج التضخم:إن آلية عالج التضخم في السياسة المالية تعتمدأساسا -1.4
على األدوات هذه السياسة و المتمحورة أساسا في اإليرادات العامة و النفقات العامة ,وبغض
النظر عن إختالف التفسيرات المؤدية للتضخم إال أنه له نتائج سلبية على اإلقتصاد) ككل,و
التوجه العام لمعاجة الظاهرة تعتمد أساسا على تقليل اإلنفاق و زيادة التحصيل في جانب
النفقات ,هذا على المدى القصير و المتوسط ,أما على المدى الطويل فهو دعم القاعدة
مستوى) الطلب الكلي و المقترن بعجز تصريف المنتجات ,مما يعني أيضا عدم و جود فرص عمل
كافية و وجود) بطالة بأنواعها ,أي أن النشاط يمر بحالة تباطؤ ,21و تبدو في االقتصاد المظاهر التالية:3
ازدياد) معدالت نمو البطالة باستمرار) وانخفاض دخول العمل , -
انخفاض المستوى العام لألسعار وارتفاع القيمة الحقيقية للعملة الوطنية , -
هجرة الرأس المال إلى الخارج بحثاً عن فرص عمل أو استثمار أفضل . -
إن هذه المظاهر) السابقة تتطلب قيام) الحكومة بالبدء بسياسة مالية توسعية تعمل على تالفي تعمق الركود
و البدء بحركة توسعية تعمل على رفع مستوى) الطلب الكلي .
-2-1السياسة المالية في عالج الكساد:في حالة الكساد تنتهج الدولة بما يسميبالسياسة المالية
التوسعية ,و هذا ما وقع و نادي به اإلقتصادي) كينز في األزمة اإلقتصادية لسنة
1929م .
زيادة مستوى اإلنفاق الحكومي العام ,مما يساعد في زيادة مستوي الطلب الكلي , -
إستخدام مزيج من زيادة اإلنفاق و تخفيض اإليرادات (الضرائب) ,بما يخدم هدف إعادة النشاط -
إلى زيادة مستوى) طلب الكلي في اإلقتصاد) .
مستوى الوعي الضريبي في البلد ووجود جهاز إداري كفؤ :بما أن للضريبة دور كبير -1.1
في اإليرادات العامة ألية دولة ,وهي تتناسب تناسبا طرديا) مع درجة التقدم االقتصادي للدول
,أي من ناحية التحصيل .فكلما كان االقتصاد متقدما كانت الحصيلة أوفر) من ناحية الطاقة
الضريبية ,حيث هناك إمكانية فرض ضرائب و إمكانية تحصيل ضرائب كبيرة .و تعتمد جميع
الضرائب في تحصيلها ,فضال عن الطاقة الضريبية ,على درجة الوعي الضريبي) من جهة,
وعلى مستوى) كفاءة الجهاز الذي يقوم على التحصيل ,بالتالي فإن مستوى) الوعي الضريبي في
البلد و وجود جهاز إداري كفؤ عامالن محددان لمدى قدرة السياسة المالية على تحقيق أهدافها
مدى تقدم المؤسسات العامة و كفاءتها :بما أن المؤسسات بالنسبة لالقتصاد) -2-1.
النفقات في مجال اختصاصها ),كما يتم تحديدها في الميزانية العامة حسب اختالف تصنيفا ا وتقسيما ا,
و بالتالي فإن لمدى تقدم المؤسسات) و كفاء ا دورا في ترجمة الميزانية العامة و إلى ما دف إليه
1حربي محمد ,موسى عریقات ,مبادئ ,االقتصاد الكلي التحلیلي ,دار وائل للنشر ,ط 1,عمان 6002 , ,ص 186-187.
السياسة المالية ,و عندما يقوم صانعوا) السياسة المالية بتخصيص إنفاق عام لمؤسسة عمومية ,و تقوم
هذه المؤسسة بإنفاقه دون تبديد أو إسراف و في األوجه التي حددت له ,فإن ذلك يبين مدى كفاءة
-1.3وجود سوق مالي :من السياسات التي يتبعها البنك المركزي) للتأثير على األوضاع االقتصادية
سياسة السوق المفتوحة ,و منه فإن وجود) سوق مالي يوفر) أو يفتح مجاال كبيرا أمام واضعي) السياسة
المالية و النقدية في رسم السياسة المالية المناسبة ,و هذا يقودنا إلى أن وجود سوق) مالي منظم في بلد
معين ,يؤدي إلى تحديد و وضع سياسات مالية مالئمة ألهداف السياسة االقتصادية ,و ال يمكن اعتماد
سياسة مالية ناجحة في بلد يوجد فيه سوق) مالي منظم ,لتطبيقها في بلد ال يوجد فيه سوق مالي ,و
الدفع المتاحة و المتداولة في االقتصاد ),بمعنى التأثير على درجة سيولة سوق) النقد واألسواق األخرى
(سلع ,رأس مال ,أصول حقيقية) ,و من ثم إمكانية خلق نقود إضافية (داخلية) ,1تتضح أهمية سياسة
السوق) المفتوحة عندما ندرك أن البنك المركزي يستطيع المساهمة في سوق) رأس المال .
-1.4وجود جهاز مصرفي قادر على جعل السياسة النقدية في خدمة السياسة المالية:
نعني بالجهاز المصرفي البنوك على اختالف أنواعها التجارية المتخصص و المركزية ,تمر السياسات
النقدية و المالية من خالل الجهاز المصرفي ,و بالتالي فان اإلطار الذي توضع) فيه هذه السياسة يتحدد
1احمد فرید مصطفى ,سهیر محمد السید حسن ,السیاسات النقدیة والبعد الدولي للیورو ,مؤسسة شباب الجامعة ,,اإلسكندریة ,
2000 ,ص. 06
2مصطفى سلمان وآخرون ,مبادئ االقتصاد ,الكلي ,دار المسیرة للنشر والتوزیع والطباعة ,ط 1,عمان , 0002,ص. 872
كل السياسات الموضوعة من طرف الدولة أو حتى من طرف األفراد ),تكون مسطرة لتجسيد هدف
معين أو مجموعة من األهداف ,و على إعتبار أن السياسة المالية هي أحد أهم السياسات اإلقتصادية
التي تعتمد عليها الدولة ,فالغرض منها تحقيق أهداف معينة سواء أكان ذالك على المدى الطويل أو
المتوسط) أو حتى على المدى القصير ,و يمكننا أن نصنف) أهداف هذه السياسة إلى نوعين و هما كما
يلى:
أهداف إقتصادية :و هي عموما تندرج ضمن منظومة أهداف السياسة اإلقتصادية -2.1
الكلية ,و مما سبق ذكره عن ألية عمل السياسة المالية في معالجة اإلختالالت الموجودة في
اإلقتصاد من فجوة تضخمية و أخرى إنكماشية ,يتبين الهدف اإلقتصادي و المتمثل في تحقيق
التوازن العام في اإلقتصاد) و العمل عليه و استقرار) اإلنتاج والدخل ,استقرار المستوى العام
لألسعار ,رفع معدالت النمو االقتصادي ),فالحكومة تتبع سياسة مالية توسعية في فترات الركود
و سياسة مالية انكماشية في فترات التضخم ,و يندرج ضمن األهداف اإلقتصادية أهداف مالية
و المقصود االستخدام األمثل لموارد) الدولة بالشكل الذي يتالئم و حاجات الخزانة العامة من
جهة و مصلحة الممول من جهة أخرى ,باإلضافة إلى أنه بإمكان السياسة المالية أن تحقق
موارد) مالية للخزينة العمومية حيث أن أدوات السياسة المالية و المتمثلة في جانب اإليرادات
تلعب دورا مهما في توفير) الغطاء المالي للمعامالت التي تقوم ا الدولة ,و لتسديد إلتراما ا
الداخلية و الخارجية ,فتحصيل الضرائب و االستدانة و أمالك الدولة تعطي الدولة القدرة على
اإلستمرارية ككيان سياسي و إقتصادي تكرس له القدرة على تمويل برامجه المسطرة.باإلضافة
إلى توجيه التنمية اإلقتصادية فالسياسة المالية اآلليات الضرورية إلعطاء توازن في التنمية
اإلقتصادية و ذالك ضمانا للتنمية الشاملة و المستدامة ,فتوجيه األنشطة اإلقتصادية من أقاليم
أكثر نشاطا) إلى األقاليم التي تعاني نقص من التنمية و بالتالي تعاني من البطالة و النتائج
السلبية النعدام التنمية ,يساهم في خلق التوازن الجهوي بين مختلف مناطق الدولة هذا من
جهة ,و من جهة أخري توجيه المتعاملين اإلقتصادين لإلستثمار) في القطاعات معينة ,تريد الد
ولة دعمها لخلق تنوع في اإلقتصاد ),و تشجيع القطاعات األكثر ضعفا للنهوض ا و جعلهاأكثر)
أهداف إجتماعية :و تقوم السياسة المالية بتحقيق األهداف اإلجتماعية عن طريق) -2.2
إستخدام) جانب النفقات و ذالك عن طريق) التحويالت لألفراد ),أو توفير) الخدمات الضرورية
للفئات المعنية بالخدمات اإلجتماعية ,أو عن طريق جانب اإليرادات و يتمثل ذالك بتخفيف
المبحث الثالث:
المالية مرتبطة تمام اإلرتباط) بالعوامل المحيطة ا و السياسات اإلقتصادية األخرى ,و خصوصا السياسة
النقدية ,و التي تعد المكملة للسياسة المالية ,و ال يمكن ألي سياسة إقتصادية أن تحقق أهدافها دون أن
يكون هنالك تكامل بين هاذين السياستين ,و سنعرض في هذا المبحث نبذة عن السياسة النقدية و طرق
تحتل السياسة النقدية أهمية كبيرة على مستوى السياسات اإلقتصادية ,بالنظر للدور المحوري)
الذي تلعبه لتحقيق أهداف السياسة اإلقتصادية ,و تعرف بأ ا مجموعة من القرارات و اإلجراءات التي
تتخذها الحكومة في ا ال النقدي مباشرة أو عن طريق) المصرف المركزي من أجل التأثير) على النشاط
اإلقتصادي ,1و تعرف كذالك بأ ا إستخدام مجموعة من األدوات التي يستطيع) البنك المركزي من خاللها
تأثير أو السيطرة على عرض النقد في البالد أو السيطرة و إدارة الحجم اإلئتمان الممنوح وشروطه و
يأتي ذالك كله في سياق معالجة القضايا اإلقتصادية و اإلختالالت المالية و النقدية من قبيل التضخم و
البطالة و الركود و غيره ,2و يقصد بالسياسة النقدية قيام البنك المركزي) بتغيير كمية النقود في ا تمع
زيادة و نقصانا وذلك بتأثيره على حجم االئتمان وأسعار) الفائدة عن طريق استخدام أدواته التقليدية
(أدوات السياسة النقدية) للتأثير على االستثمار و بالتالي على النشاط االقتصادي) في ا تمع.3
مما سبق يمكن أن نعرف السياسة النقدية على أ ا مجموعة متكاملة من األدوات و اإلجراءات
منتهجة من طرف السلطة النقدية (البنك المركزي)) دف التحكم بالكتلقة النقدية و االئتمان في ا تمع,
إن الدور األساسي) الذي تلعبه السياسة النقدية يبين مدى التنوع األدوات و الوسائل التي
تنتهجها هذه السياسة ,و ذالك لتحقيق مجموعة من األهداف هي جزء من األهداف السياسة
-1األدوات المباشرة:
و هي مجموعة من التدابير و اإلجراءات تتخذها اإلدارة النقدية في الدولة ,و الهدف األساسي) منها
التأثير على حجم االئتمان الموجه لقطاع أو لقطاعات ما ,و تعمل على الحد من حرية ممارسة
المؤسسات) المالية لبعض األنشطة كما و نوعا ,4و يمكن إجمالها في ما يلي:
3عبد المنعم ارضي ,النقود و البنوك ,مكتبة عین شمس – القاهرة 8991 .ص290-291.
4عبد المجید قدي ,مرجع األسبق ,ص 80.
-1-1تأطير القروض :و المقصود به أن اإلدارة المعنية بإتخاذ القرار النقدي ,و التي تكون جزء من
منظومة الحكومة ,تعمد إلى تقنين في منح القروض بالنسبة للبنوك التجارية ,و ذالك بتحديد سقف معين
موع القروض الممنوحة ,و تكون هذه القرارات إلزامية لهذه البنوك و المخالف لمثل هذهالتعليمات يكون
محل عقوبات تفرض عليه من طرف السلطات المعنية ,و يكون هذا اإلجراء إما لتحديد العرض النقدي
-1-2الودائع إلزامية لإلستراد :و هي حصص مالية تفرضها السلطة النقدية على المستوردين في
شكل ودائع ,مما يدفع المستوردين إلى طلب قروض من البنوك التجارية ,فيصبح بذالك جزء من
األموال البنكية مقيدة ,و ذالك بعدم إستخدامها) في األنشطة اإلقتصادية األخرى,و) هذه من الطرق التي
-1-3البنك المركزي كمتعامل إقتصادي :و هو دخول البنك المركزي على خط التمويل في
كونه في حالة تقديم قروض في األنشطة اإلقتصادية ,فهو في نفس الوقت يجد آلية للتحكم -
في الكتلة النقدية ,و ذالك بضخ حصة زائدة في السوق .
إن تقديم البنك المركزي لمثل هذه القروض يعد دفعة للتنمية اإلقتصادية ,حيث أن معضم -
القروض المقدمة في هذه الحالة تتعلق بالمشاريع) التي يعجز عنها باقي البنوك التجارية .
اإلحتياط القانوني :و المقصود به أن البنك المركزي) على البنوك التجارية نسبة معينة -2.1
كإحتياط) لدى البنك المركزي) في شكل ودائع ,و يصبح البنك المركزي) يتحكم ذه النسبة زيادة و
انخفاضا و ذالك بحسب الوضعية النقدية في السوق ,و الهدف كذالك من هذا اإلجراء إطالق يد
البنوك التجارية في اإلقراض بتخفيض نسبة االحتياط ),في حالة إحتياج السوق) لكتلة نقدية
سعر إعادة الخصم :يعرف سعر إعادة الخصم (ويسمى أيضا سعر البنك) بأنه عبارة -2.2
عن سعر الفائدة الذي يتقاضاه البنك المركزي) من البنوك التجارية عند قيامه بإعادة خصم ما
التي ِّ
يقد مها للبنوكالتجارية.1
من معلوم) أ َن البنك المركزي) يستعمل أداة سعر إعادة الخصم كوسيلة للتحكم في حجم اإلئتمان ,بحيث
التجاري ة
َّ التجاري ة إلى إعادة خصم أوراقها)
َّ التضخم ليقلل من لجوء البنوك
ُ يرفعه في حاالت
لديه أو اإلقتراض منه ,مما يجعلها ترفع من سعر إقراضها وخصمها للجمهور ,و في حاالت الكساد و
سياس ة الس وق المفتوح ة :ي دخل البن ك المرك زي للس وق المالي ة كب ائع و -2.3
مش تري ل ألوراق المالي ة م ع جمي ع اإلط راف الفاعل ة في الس وق ,ف إذا كان ت
إن البن ك المرك زي ي دخل كمش تري ل ألوراق) المالي ة ,و تقلي ل الس يولة يعتم د عل
1مروان عطون ,أسعار صرف العمالت؛ أزمات العمالت في العالقات النقدیة الدولیة ,دار الهدى ,عین ملیلة ,الج ازئر 1992,
,ص 43.
2سلیمان الناصر ,عالقة البنوك اإلسالمیة بالبنوك ,المركزیة ,رسالة دكتواره ,جامعة الج ازئر 5002 ,ص72.
إن عملي ة الش راء األوراق المالي ة م ن البن وك و الوح دات االقتص ادية يش كل زي ادة في كمي
ة النق ود المتداول ة و احتياط ات البن وك و ال تي ب دورها ستس اعد البن وك عل ى التوس ع في
اإلق راض ,و حاالت هذا التدخل تكون خصوصا عندما يعاني االقتصاد) نقص في السيولة .
و في حالت ه كب ائع فإن ه يس تهدف امتص اص ج زء م ن الكتل ة النقدي ة ,فتأخ ذ احتياط ات
مق درة البن وك عل ى اإلق راض ,و ك ذا ارتف اع تكلف ة اإلق راض ممثل ة بارتف) اع س عر
الفائ دة ,و ع ادة م ا تنتهج هذه السياسة في حالة تضخم يصيب اإلقتصاد .
إن توجيه السياسة النقدية يرجع أساسا إلي البنك المركزي) و هو المخول قانونا) إلتخاذ اإلجراءات
الالزمة و المتعلقة بالجانب النقدي و ذالك وفقا للسياسة العامة للحكومة ,يعرف دليل اإلحصاءات النقدية
و المصرفية لسنة 1984م السلطة النقدية على أ ا تقوم بمهام عديدة ,بوصفها) الجهة المسؤولة عن
اإلصدار) العملة تقوم السلطات النقدية بتزويد) اإلقتصاد) بأوراق) النقدية و عمالت المعدنية ,يتم تداولها)
بحرية كوسيلة دفع معترف) ا ,و بوصفها) الجهة الحائزة لإلحتياطات الدولية باإلقتصاد) فإن السلطات
النقدية مستعدة لقبول أو توفير) النقد األجنبي مقابل عمال ا ألغراض ميزان المدفوعات ,و إن تم ذالك
أحيانا في ظل قيود ,أو إلجراء تعديالت بسعر الصرف العملة الوطنية ,ويتطلب اإلشراف) على النظام
المالي قيام) السلطات النقدية بتحديد) المستويات المالئمة للسيولة اإلقتصاد) المحلي و لدى البنوك أيضا,
وبالتأثير على تطور األصول و الخصوم) للمؤسسات) المالية تبعا لذالك ,و بوصفها الوكيل المالي األصلي
للحكومة المركزية ,تختص السلطات النقدية بدعم معامالت الحكومة بتوفير اإلئتمان ,بما يتفق و القيود
مسؤول) عن إدارة النظام النقدي في الدولة ,و باختصار يأتي البنك المركزي على رأس المؤسسة
المصرفية في البالد ,و عالوة على ذلك ما عدا بعض اإلستثناءات ,2يجب أن ال يقوم البنك المركزي
بتلك األعمال التي تقوم ا البنوك التجارية في تعاملها مع أفراد ا تمع,3و يعرف كذالك بأنه تلك المؤسسة
التي تقف على قمة النظام المصرفي في الدولة ,و تتولى اإلصدار أوراق النقد و الرقابة على المصارف
يقيد وضع سياسة نقدية أكثر كفاءة و تستجيب لمتطلبات السوق ),يعد هذا الموضوع) من أهم وأكثر
المواضيع) التي حظيت بأهمية كبيرة في الدراسات االقتصادية السيما بالنظر) للدور الكبير الذي يمارسه
البنك المركزي) في تحقيق االستقرار) النقدي ,و الجدير بالذكر بأن الدعوات إستقاللية البنك المركزي
النقدي ة إلى بنك إنجلترا بشكل مستقل حيث كان بنك إنجلترا يكتفي بوضع اإلطار العام للسياسة
َّ السياسة
قبل وزارة الخزانة في نفس الوقت التي يتم فيه اإلعالن عن الموازنة العامة.1
من بين أهم المعاير التي تدل على إستقاللية البنك المركزي) نذكر ما يلى:2
سلطة و حرية البنك المركزي في وضع و تنفيذ السياسة النقدية و مدى التدخل , -
مدى التزام البنك المركزي) بمنح التسهيالت االئتمانية للحكومة ,تكون البنوك المركزية أكثر -
استقاللية عندما تزيد من فرض القيود المحددة على تقديم اإلقراض العام للقطاعات
الحكومية ,
سلطة الحكومة في تعيين و عزل محافظ البنك المركزي) و أعضاء مجالس إدار ا و مؤسستها) -
و مدة واليتهم) و معدل استقرارهم في وظائفهم ,
دور ممثلي الحكومة في البنك المركزي ,حيث تختلف درجة استقاللية البنوك المركزية من -
ناحية عدد أعضاء مجلس اإلدارة ممن يمثلون الحكومة في البنك المركزي ),فكلما انخفضت
نسبة أعضاء الحكومة الممثلين في مجلس إدارة البنك في أنه يكون أكثر استقالال -,سلطة
تحديد األهداف ,يكون البنك المركزي أكثر استقاللية عندما يحدد القانون مهامه بعدد محدد -
من األهداف ,فعندما) يكون الهدف األساسي للبنك المركزي هو تحقيق استقرار المستوى) العام
لألسعار فأن مسؤولية السياسة النقدية تنحصر في البنك المركزي بالمحافظة على استقرار
دف السياسة النقدية إلى التأثير في عرض النقود وفـي معـدالت نموها ,وذلك دف التأثير في -
النشاط االقتصادي ,فزيادة معدل نمو العرض النقدي يؤدي إلى زيادة حجم النقود المتداولة
لدى الجمهور وهذا يخلق فائضاً في الطلب على السلع والخدمات بالنسبة للعـرض المتاح
منها ,وتكون النتيجة زيادة الضغوط التضخمية أما إذا كـان معدل نمو العرض النقدي
,بطيئاً ,فيؤدي ذلك إلى هبوط في الـدخل النقدي ,وبالتالي) تقليل اإلنفاق على السلع والخدمات
أي انخفاض في مستوى) الطلب الكلي و بالتالي تراجع مستويات) التنميـة والتـشغيل ,وهنا يأتي
دور السياسة النقدية للتأثير في عرض النقود لمعالجة هذه الفجوة التضخمية و االنكماشية ,
كما دف السياسة النقدية إلى تحقيق مستوى مقبول من االسـتقرار النقدي واالقتصادي) ,وذلك -
من خالل تجنب العوامل المؤثرة في قيمة العملة الوطنية داخلياً وخارجياً) والتي تنـشأ عـن
التغيـرات فـي المستوى) العام لألسعار ,والمساهمة في تحقيق معدالت نمو اقتصادية مناسبة في
القطاعات االقتصادية المختلفة ,بما يحقق زيادة في حجم الدخل القومي و نمو اإلنتاج
المحلي ,
دف إلى تطوير المؤسسات المالية والمصرفية ,واألسـواق) التـي تتعامل معها هذه المؤسسات -
(السوق) المالي والسوق) النقـدي) بمـا يخدم تطوير) االقتصاد الوطني) ,
تساهم في تسريع) عملية التنمية االقتصادية ,وذلك بتـوفير المنـاخ المناسب لتنفيذ مشاريع -
وبرامج التنمية االقتصادية واالجتماعية فـي البلدان النامية ,
ارتفاع ممكن فـي األسـعار ,و ذلك من خالل التدابير التي تتخذها السلطات النقدية للتأثير في
حجم اإلئتمان و كلفته بحسب طبيعة الوضع االقتصادي) السائد تضخم أو ركود .
إن الخالف بين اإلقتصاديين حول ما هي األنجع بين السياستين ,لم يعد جدال كبيرا حيث أجمع
اإلقتصادين على ضرورة التكامل بين السياستين و التنسيق األمثل بينهما لما ينتج عنه من تحقيق
األهداف المسطرة في السياسة اإلقتصادية ككل ,فضرورة التفاعل و التكامل بين مختلف السياسات
حتمية إقتصادية ,و ال يتأتي فعالية كل سياسة على حدي ,و المالحظ إن تطبيق) السياسة المالية والنقدية
يبقى في كثير من البالد النامية يعاني من وجود معوقات تحول دون ارتقاءها إلى المستوى) المطلوب,
هذا بالرغم من اإلصالحات التي تبنتها هذه الدول على أكثر من صعيد فالسياسة المالية تبقى األداة
التكامل بين السياستين المالية والنقدية لتحقيق مستوى التشغيل الكامل:1 -1
إن سعي الدولة للوصول) إلى اإلستخدام الكامل و معالجة اإلختالالت في اإلقتصاد ),يدفع ا إلى البحث
عن السياسة األمثل لتحقيق هذه األهداف ,و المالحظ أن كال من السياستين النقدية و المالية تعمل بألية
مختلفة عن األخرى فالسياسة النقدية تعمل عن طريق تخفيض معدل الفائدة و تشجع اإلستثمار) بصورة
عامة ,أما السياسة المالية فإ ا تشجع التوسع في إنتاج السلع و الخدمات و السيما السلع و الخدمات التي
تخفيض الضرائب أو عن طريق زيادة المساعدات للمنتجين الشكل رقم ( )10منحنى ML-SI
A
0i
B IS
1i
إن السعي إلى السياسة األكثر نجاعة للوصول من مستوى) التشغيل Y 0كما هو مبين في الشكل Y
رقم) (01إلى مستوى) التشغيل الكامل * , Yو من النقطة التوازنية Aإلى النقطة التوازنية Cأو B ,
تظل اإلجابة على هذا السؤال ذات طابع سياسي ,1لكن عند إفتراض أن التوازن عند النقطة Aو هو
دون التشغيل الكامل * , Yففي هذه الحالة يكون تأثير السياسة المالية بإستخدام أدوا ا عن طرق الرفع
من اإلنتاج التوازني ),و يكون متمثال في إنتقال منحنى الطلب الكلي إلى جهة اليمين ,إما عن طريق
السياستين)Tو (Gإلى زيادة اإلنفاق اإلستهالكي و من تم إنتقال منحنى 0SIإلى , SI 1و بذالك ينتقل
0 مستوى) اإلنتاج التوازني) إلى , Y 1و تتمثل زيادة في الناتج التوازني) عند ثبات مستوى) العام لألسعار)
التكامل بين السياستين المالية والنقدية لتحقيق استقرار المستوى العام لألسعار: -2
المستوى) العام لألسعار ,فتقوم بإجراءات لمعالجة هذا اإلختالل ,حيث تقوم بما يلي:1
تقوم السلطات المالية برفع نسبة الضرائب المفروضة على دخول المستهلكين و المنتجين ,كما -
تقوم بتخفيض حجم اإلنفاق العام مما يؤدي إلى تراجع حجم الطلب الكلـي االسـتهالكي) و االستثماري
أما السلطات النقدية فتقوم برفع سعر إعادة الخصم و رفع نسبة االحتياطي القـانوني) فيقل -
المعروض النقدي وترتفع أسعار الفائدة ,مما يقلل من حجم الطلب الفعلي وتنخفض األسعار ,فإذا لم
تكف هذه اإلجراءات للحد من ظاهرة التضخم تدخل البنك المركزي باستخدام األدوات المباش رة لتحقيق
أما اإلجراءات المشتركة بين السياستين فتتمثل في طلب السلطات المالية مـن البنـك المركزي) بيع -
األوراق) المالية الحكومية التي لديه دف سحب جزء من المعروض النقدي ,ويـؤدي ذلك إلى تخفيض
الكتلة النقدية المتداولة بنسبة أكبر نظرا إلضعاف) قدرة البنوك التجاريـة علـى اشتقاق نقود الودائع بسبب
لذلك ال بد من التأكيد على ضرورة التكامل والتنسيق) بين اإلجراءات المتخذة من قبل السياسة
المالية والسياسة النقدية للوصول) إلى الهدف المطلوب في تحقيق التوازن بين العرض الكلي والطلب
خالصة الفصل:
إن السياسة االقتصادية بوسائلها المختلفة في ظل اقتصاد السوق وا يار مفهوم الدولة
الحارسة ,وكذا قانون " اليد الخفية في تحقيق التوازن " جعل من تدخل الدولة من األولويات في الحياة
1جمال بن دعاس ,التكامل الوظیفي بین السیاستین النقدیة والمالیة ,رسالة دكتواره ,جامعة الحاج لخضر ـ باتنة ـ2010م,ص
. 991-891
االقتصادية من أجل الحفاظ على الم ؤشرات االقتصادية المتعددة سواء كانت خارجية أو داخلية ,إن
تعدد هذه المؤشرات يتطلب وجود) سياسة اقتصادية قوية مدروسة مبنية على معطيات علمية اقتصادية
من أجل ضمان التوازن لالقتصاد) ككل ,أنتاج ,استثمار ,تضخم ,بطالة ,صادرات ,واردات ,سعر
الصرف) ,أجور) ,ميزان المدفوعات ,ميزات تجاري ,أسعار فائدة ,كتلة نقدية ,عمالة ,كساد ,
احتياطات ,نمو اقتصادي ,كل هذه المؤشرات ال توحي إال بشيء واحد أنه يجب أن تتضافر جملة من
السياسات ممثلة بالسياسة االقتصادية الكلية من اجل ضمان إتزا ا و تحقيق معدالت إيجابية ا ,فاإلعتماد
على سياسة واحدة دون األخرى ال تؤدي إلى النتائج المرجوة .